Professional Documents
Culture Documents
com/tanweerlibrary
املتخيل ّ
الديني :املناهج والغايات ّ ّ
بسام الجمل:
(الجزء ألاول)
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
د .نادر ّ
الحمامي :ليس أفضل من تقديم ألاساتذة من خالل أعمالهم ،لذلك ننطلق مع ألاستاذ بسام
ّ
التونسية ،وهو بحثه حول قدمه في اختصاصه ّ
الجمل من العمل ألاساس ي الذي ّ
الدقيق في الجامعة
ّ قدمه لنيل شهادة ّ ّ
النزول علما من علوم القرآن'' الذي ّ
الدكتوراه ،والذي يمكن القول إنه ''أسباب
القرآنية ،ومن بين ما ّ
قدمه أيضا كتابه حول ''إلاسالم ّ يفتح مجال رحبا أمام باحثين آخرين في العلوم
ّ
أن هناك ّ ّ ّ
تعددا في املجال ومتعددا" ،وقد ّبين فيه السني'' الذي صدر ضمن "سلسلة إلاسالم واحدا
ّ ّ
ّ
واهتم به كثيرا في املرجعيات التي تخترقهّ .أما املجال الذي نشط في إطاره السني من خالل البحث في
بكلية آلاداب بصفاقس ،التي كان قد ّ
أسسها ألاستاذ تخيل" ّ
السنوات ألاخيرة ،فهو "وحدة البحث في امل ّ
ّ
ّ فرج بالرمضان ،ليواصل ألاستاذ ّ
بسام الجمل العمل على منواله ،وهو يترأس اليوم هذه الوحدة
الد ّوألايام ّ ّ
والندوات ّ ّ
والناشطة بصورة ّ ّ
البحثية ّ
راسية .وقد صدر له دورية في قراءات الكتب املهمة
الرمز ّ
الديني :بحث في املعنى الرمز إلى ّ
مهم بعنوان" :من ّ ضمن هذا ّ
السياق البحثي العام ،بحث نظر ّي ّ
ّ
تطبيقية ،انطلقت من هذا الكتاب ،بعنوان'' :ليلة القدر في والوظائف واملقاربات" ،تلته دراسة
ّ ّ ّ
املتخيل إلاسالمي'' ،قبل أن ينشر بحثا آخر ّ
واملتخيل: مهما وجديرا باملتابعة بعنوان'' :جدل التاريخ
ّ ّ ّ ّ
البحثية عموما هي ما املتخيل .هذه املجالت تطبيقيا للبحث في سيرة فاطمة'' الذي يمثل نموذجا
ّ ّ سنهتم بها في حوارنا اليوم ،ولكن بما ّأنني قد عرفت ألاستاذ ّ
ّ
بسام منذ وقت طويل وتعلمت منه ،فإنني
الحضارية ،لذلك ّ
أود ّ ّ أعرف ّأنه انطلق في إطار ّ
بحثي آخر أقرب إلى مجال النقد ألادبي منه إلى البحوث
ّ
إلاسالمية؟ ّ
العربية أن أسأله؛ ما الذي أتى بك من البحث في حماسة أبي ّتمام إلى البحث في الحضارة
دّ .
بسام الجمل :لقد اشتغلت حول أبي تمام في إطار شهادة الكفاءة في البحث ،ثم انتقلت إلى مجال
السبب وراء ذلك درس من دروس ّ
التبريز التي تابعتها بكلية آلاداب بمنوبة؛ ّ
الدراسات الحضا ّرية ،وكان ّ
ّ
الشرفي ،الذي كشف لي ّ ً
عدة مجاالت وآفاق واسعة للبحث ،رأيت وهو تحديدا درس ألاستاذ عبد املجيد
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ً ّ
متولدة من ّ ّ دّ .
ذهنية واحدة تقريبا ،وهي في إطار املعرفية بسام الجمل :نعم ،فهذه الاختصاصات
بالضرورة ،فالفصل بين العلوم إجر ّ
ائي ،وهو من باب منسجم العناصر ،ولذلك ّ
فالتقاطع موجود وقائم ّ
خصص فحسب ،ولكن في العمق املعرفي هناك منوال واحد يقع الاشتغال عليه .هذا ما ّ
يسر لي الانتقال ّ
الت ّ
ّ ً
أيضا ،وهو ّأن ّ في البحث إلى ّ
الدراسات الحضاريةّ ،
الحضارية الدراسات ولعل ذلك يعود إلى سبب آخر
ّ ّ
فكر املحسوب ّ
والدقيق ،مع ضوابط واسعة ،وقد أردت الاشتغال تنفتح على مجال رحب من إلابداع والت
ّ ّ ّ
التراث ّ ّ ّ
واملؤسسات الثقافية والاجتماعية وألابنية والتاريخ بالتفكر في قضايا في مجال يسمح لي أكثر
الدرس الحضاري في الجامعة ّ
التو ّ ً ّ
بقوة في ّ ّ ّ
نسية ،فانجذبت إليه رغم املعرفية ،وقد وجدت ذلك كله حاضرا
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ألاستاذية بمجال ّ
النقد ألادبي ،وأنا ال أزال أحتفظ في مكتبتي ،إلى آلان ،بعدد كبير ّ شغفي الكبير في مرحلة
ّ أهتم بها في مجال ّ
من الكتب التي كنت ّ
النقد ألادبي ونقد الشعر ،مثل كتابات تودوروف (Tzvetan
)Todorov) (1939-2017وغيره ،ولكن وجدت نفس ي أثري معرفتي ّ
وأوسع فيها باالنتقال إلى مجال
ً ّ ّ الحضارية ،وقد أفادني ذلك كثي ًرا ،ففي املعرفة ال ش يء يضيعّ ،
ّ ّ
نظن أنه وربما نقرأ اليوم شيئا الدراسات
جد ًا ّ
وأن ك ّل ما مهم ًا ّ
وألايام ّأنه كان ّ
نتبين مع مرور الوقت ّ ليس ذا قيمة أو ّأنه غير مفيد أو غير ّ
مهم ،ولكن ّ
ّ ً
يوما ما على ّ
السطح من خالل ما نكتب وما نفكر فيه. نقرأ يظهر ويطفو
الحماميّ :
أود أن أبني على اسم علم ظهرفي كالمك آلان و أقصد تودوروف ،الذي ترجم أعمال د .نادر ّ
البنيوية التي كانت ركيزة من ركائز ّ
ّ ّ
الفرنسيةّ ، ّ ّ
الشكالنيين ّ
الدرس ومهد بذلك لنشأة الروس إلى اللغة
ّ ّ املتخيل ّ
ّ ألانثروبولوجي ،وباستقرائي لبحوثك حول
املعرفية ،في الديني ،أرى أن من بين هواجسك
ّ ّ
يركز على ّ ّ
العامة آلاليات أو ألاسس مقالتك كما في كتبك ،أنك تحاول دائما الوصول إلى قسم تأليفي
للد اسة ّ
التطبيقية ّ دّ .
بسام الجمل :لقد كان ذلك هاجس ي في أغلب ما كتبت ،وحين أختار ّ
عينات ر
ً
أحاول دائما أن أنفذ من خاللها إلى وجود أبنية أو نسق ما ،وأن أختبر تلك ألابنية من خالل نماذج
ً
مثال ،انطلقت منها باعتبارها ّ ّ
عينة ألختبر من خاللها العالقة تطبيقية ،فعندما اشتغلت على سيرة فاطمة
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
واملتخيل ّ
ّ ّ
واملركبة بين ّ الجدلية ّ
ّ
الديني؛ أي كيف تقوم تلك العالقة ،وما هي أسسها التاريخ املعقدة
املتخيل إلى ّ
التاريخ أم ّأنها تسير في ّ ومبرراتها ،وهل هي تنطلق من ّ
التاريخ إلى املت ّ
خيل ،أم من ّ
وخلفياتها ّ
املتخيل ّ
الديني'' الذي كان ضمن ألاعمال املهداة إلى ألاستاذ ّ د .نادر ّ
الحمامي :أذكر ههنا مقالك ''في
عامة ،و ّأنه من ّ ّ
املتخيل بصورة ّ ّ
تطبيقيا حول ّ ّ
أهم عبد املجيد الشرفي ،وأعتقد أنه كان زبدة ما درست
للمتخيل ّ
ّ ّ
ألنه ّ ّ ّ
الديني ،و أنت تراجع نفسك بنفسك يبين الوظائف الكبيرة ما كتبت في النقد النظري،
ّ
وكيفية إنتاج املعنى من خاللها. من خالل البحث في تلك الوظائف
تطبيقية ،وقد ّ
يظن ّ دّ .
بسام الجمل :صحيح ،وما كان لي أن أكتب ذلك املقال لو لم ّ
أمر ببحوث
ّ ّ النظري يأتي في البداية ،ثم تأتي ألاعمال ّ
البعض ّأن البناء ّ
التطبيقية بعده ،إال أنني أؤكد عكس ذلك
ً نظريا؛ فما كان لي أن ّ
نؤصل لها ّ
املعرفية وبعد ذلك نحاول أن ّ
ّ ً
تماما ،فنحن نختبر ّ
أقدم تعريفا املادة
ً
مثال ّ وعينات ّ
تطبيقية ّ
ّ للمتخيل ّ
ّ
رمزية اليد اليمنى متنوعة ،أذكر من بينها الديني لو لم أشتغل على نماذج
ّ
حركية املتخيل إلاسالمي أو ليلة القدر أو فاطمة ،وقد كتبت مقاالت عن املسيح ّ
الدجال ،وأخرى في ّ في
ّ املتخيل ّ
ّ ً ًّ ّ ّ العقائد ّ
الديني ،وقد رتبته على نظريا حول الدينية .وقد أسلمني ذلك كله إلى أن أفكر وأكتب مقاال
ّ ّ للمتخيل ّ
ّ ً ً ً ّ ّ
تعريفية الديني ،وإنما نجد إشارات أساسية ،وما الحظته أننا ال نجد تعريفا جامعا مانعا أقسام
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ً
عموما ،من قبيل ما كتبه جيلبار دوران ) (Gilbert Durand) (1921-2012من أن " ّ ّ
املتخيل هو للمتخيل
الرأسمال ّ
الرمزي لإلنسان العارف") ، (Homo sapiensوما قاله كاستورياديس )(Cornelius Castoriadis ّ
ّ ) (1922-1997من ّأن " ّ
املتخيل هو القدرة على أن ترى في الش يء ما ليس هو" كما نجد إشارات لدى
املتخيل ّ
الديني في تاريخ ألاديان .وقد أردت أن أستنبط ّ ميرسيا إيلياد ) (Mircea Eliade) (1907-1986عن
الدينية ّ التوحيدية وغير ّ
التوحيدية وعلى الفلسفات ّ ً
تعريفا ينطبق على مختلف ألاديان ّ
الت ّأم ّلية ،ولهذا
ّ ّ ّ تخيل ّ
الديني هو مجمل املنتجات ّ قلت إن امل ّ
يميائية اللغوية وغير اللغوية التي يصطنعها إلانسان الس
ّ
وألاخرويات، الديني للكالم عن العالم املتعالي واملحايث من أجل إلاجابة عن أسئلة البدايات ّ
والدنيويات ّ
ثم عن ّ
أهم الوظائف التي الفكرة التي ّأكد عليها هانس كونج ) (Hans Küng) (1928كثي ًرا .وقد بحثت من ّ
أهم ما ّ ّ
املولدة له ،وأعتقد ّأن هذا ّ املتخيل ّ
ّ
حققته في هذا املقال. الديني وألاصول ينهض بها هذا
للمتخيل ّ
ّ ّ د .نادر ّ
الديني مثل "مقولة الحمامي :ما أعجبني في هذا املقال هو تلك ألاصول املولدة
ّ ّ
التلطيف" ،وقد وجدت فيه إضافة ّ
فعلية إلى البعد التعريفي الذي كان غائبا في الكسل" و"مقولة
وللمتخيل ّ
ّ ّ ّ ّ ّ
الدراسات حول
السياس ي ،ولكن لم نكن نجد للمتخيل ألادبي املتخيل ،فقد كنا نجد تعريفا
للمتخيل ّ
ّ ّ
التعريف ّ
الديني الذي ينطلق من نواة صلبة .وقد أجريت الكثير من املقارنات الدقيق هذا
ّ
املتخيل إلاسالمي ،و اندراجه ّ
بكونية في بحثك مع أديان أخرى انطالقا من املجال إلاسالميّ ،
مما يوحي
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
وأنه هو الذي ّ إلاسالمية من زعم ّ
بأن ّ ّ
يوجهه ،وهذا غير صحيح، الديني هو الذي يحتضن الاجتماعي،
إلاسالمية كما ظهر لدى املاوردي ومن لحقه ّ
ّ ً
لنتبين عكس ذلك؛ فيكفي أن ننظر مثال في مفهوم الخالفة
أي ّأن الاجتماعي هو الذي احتضن ّ
الديني .لذلك ،علينا اليوم أن نقلب تلك املعادلة القديمة من أجل أن
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
التصرف في ّ
وسيولوجيون "مجال يسميه ّ
الس مما ّ مهامهم ،وحتى ّ
نحد ّ صالحيات رجال ّ
الدين ومن ّ ّ ّ
نحد من
ّ
املقدس".
ّ
يونانية ،وكتابه املهم في هذه الحمامي :لقد ّ
تحدثت عن كاستورياديس الفرنس ي من أصول د .نادر ّ
ّ
املسألة ،ولعلنا نجد لديه الهاجس املعرفي ذاته الذي نجده لدى رودولف أوتو )(Rudolf Otto
وربما نجد ذلك أيضا في ما ّ
توصل ) (1869-1937حول فكرة ّ
املقدس ،مع اختالف إلاجابات بينهماّ ،
البنيوية ،ولم تستطع تجاوزها بالبحث في هذا املشترك بين ألاديان الذي ّربما
ّ ّ
الديني بقيت تدور في فلك
ّ
الفردية؟ قد ينفي ّ
الصبغة
تاريخ املعرفة وتاريخ ألافكار ،وقد ظهرت بعدها مناهج أخرى ،مثل ألانثروبولوجيا ّ
الرمزية في ما كتبه غيلنر
) ،(Ernest Gellner) (1925-1995على سبيل املثال ،في كتابه ''مجتمع مسلم'' ،وما كتبه كليفورد غيرتز
ّ
الثقافات'' في بداية ّ
السبعينيات من القرن املاض يّ .
ولعل ) (Clifford Geertz) (1926-2006في ''تأويل
مزية تكمن في ّأنها ال تستنطق ّ
النصوص ،بل تعتبرها صامتة ،لذلك قام هؤالء الر ّ
قيمة ألانثروبولوجيا ّ
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
أساسيينّ ،
ّ ّ د .نادر ّ
كأنهما أصل هذه ألاديان، وجوديين الحمامي :القلق في دراساتك يرتبط بأمرين
ّ
الحقيقيان. هما سؤال املصير وسؤال البدايات ،وهما سؤالا ّ
الدين
يفسره من ظواهر ،لذلك فوجه الاختالف بين ألاديان والعلم ّأن العلم قد يجد من
وراء ما ال يستطيع أن ّ
الظواهر ما ال يستطيع إلاجابة عنها ،ولكن ألاديان في املقابل ّ
تقدم إجابة ْ
مطمئنة حول جميع تلك
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
توفر له املعنى ،وهذا ما يطلبهّ ، ً ّ
ألن رغبته الظواهر ،وإلانسان يرتاح لذلك تماما ،ويقتنع ّأن تلك إلاجابات
منظم ،وأن يقف على املعنى من ورائه ،وإذا ّ ّ
تحقق له ذلك فهو يكفيه. من الوجود هي أن يعيش في عالم
الرمز ّ
الديني بحثا في املعنى الرمز إلى ّ د .نادر ّ
الحمامي :لذلك أنت تضع عناوين من قبيل "من ّ
ّ ّ ّ
الوضعانية ،طاملا أنه ينتج املعنى ،وهو جدير املتخيل لم يعد زائفا كما في الفلسفة والوظائف" ،فهذا
باملتخيل ّ
ّ ّ
كافةّ . ّ ّ ّ
الديني، ولعل ذلك ما دفعك إلى الاهتمام بالدراسة ،ألن على أساسه تتشكل املجتمعات
ّ
ولكنك اهتممت أيضا بمجال علوم القرآن ،من خالل أطروحتك لنيل شهادة ّ
الدكتوراه التي نظرت
ّ ّ ّ ّ
املتخيل هو الفصل ألاخير من هذه ألاطروحة أقدر أن ما قادك فعال إلى فيها في علم أسباب النزول ،و
ّ ّ ّ ّ
املتخيل من ناحية وأحد العلوم التي تعتبر املتخيل بأسباب النزول ،فكأنك مزجت بين الخاص بعالقة
كون لديك ّ
مما ّ ّ
مهمين؛ ّأولهما
أسين ّ التاريخية لدراسة تاريخ القرآن من ناحية أخرىّ ، من املستندات
ّ ّ ّ
املتخيل لديك بمسألة علوم القرآن لم يكن من باب املتخيل .وهكذا ،فإن ربط علوم القرآن ،وثانيهما
ّ ّ ّ ّ ّ
الت ّ
والعلمية ،ولذلك سننطلق في الجزء الثاني من حوارنا ألاكاديمية عسف ،و إنما هو من باب املعرفة
ّ
بالنظر في هذه العالقة التي انطلقت منها ،ليكون ذلك بابا شارعا للحديث عن اهتمامك بعلوم القرآن
ّ
إلاسالمية قديما وحديثا. في إلابستمولوجيا
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ ّ
بسام الجمل :مداخل للنظرفي علوم القرآن
ّ
(الجزء الثاني)
الحماميّ :
نجدد شكرنا لألستاذ بسام الجمل على قبوله أن يكون ضيفنا اليوم للحوار معه د .نادر ّ
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
النزولّ ،
ألن ّ بسام الجمل :ما َ
دّ .
الصناعة ال قلته صحيح ،ولكن ينبغي تنسيب ألامر في أخبار أسباب
ّ
شك في ّأن هناك أخبارا مصنوعة ،وما كان لي أن أخوض في هذا املبحث
كافة ألاخبار ،ولكن ال ّ تنطبق على
ً ّ ً ً
لو لم أالحظ أمرا الفتا لالنتباه ،وهو ّأن عدد أخبار النزول يختلف من مصدر إلى آخر ،وأحيانا في مصادر
ً السؤال عن سبب هذا الاختالف ،هل يعني ّأن ّالتاريخ ،لذلك طرحت ّيتزامن أصحابها في ّ
الرازي مثال ذكر
ّ ّ ً
تاريخيا هو ألاقدر على معرفة هذه ألاسباب. تفسيرا لم يكن يعرفه الطبري واملفروض أن يكون الطبري
ّ
خطة أو مسار ّ
معين يمكن استنطاقه أو وعدد أسباب النزول يزيد وينقص حسب العصور ،فليس هناك
ً ّ السؤال ّ
علي هذا ّ تتبعه ،ههنا كان قد ّ
ألح ّ ّ
التالي :أال يمكن أن تكون العديد من أخبار أسباب النزول إنتاجا
املحمدي وانتهاء عصر ّ
الدعوة؟ وهو ما جعلني ّ
أنكب على دراسة ّ بعديا؛ أي ّأنها ظهرت بعد انتهاء الوحي
ّ
ّ
املختصة بعلم أسباب النزول النبوي وفي الكتب مضانها في كتب ّ
التفسير وفي مجاميع الحديث ّ ّ ألاخبار في
بوية ،وأن أدرس هذه الخطابات دراسة ّ
لغوية وأقارنها بمدلول آلايات ،وأن أقارن بين السيرة ّ
الن ّ وفي كتب ّ
السياقات املختلفة للخبر الواحد ،وقد أسلمني ذلك ّكله إلى وجود ّ
عدة أخبار من أسباب ّ
النصوص وبين ّ
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
د .نادر ّ
الحمامي :هذا الفهم هو ما جعلك تضيف فصال في نهاية أطروحتك أسميته "علوم القرآن في
أي أفق لتحديثها؟" ،وقد ّ
حددت ضمنه ثالثة مو اقف قمت بتسليط النقد ّ
إلابستيمية املعاصرةّ :
ّ
استقر عليه عليها؛ املوقف ّ
ألاول أسميته "موقف الاستمرار والاجترار" ،وهو موقف يقوم على ترديد ما
ومثلت عليه بما كتبه صبحي ّ ّ ّ
النظر والعمل في ّ
الصالح "مباحث في علوم السياق املعرفي القديم،
ّ
النزول إهمال ّ ّ ّ
تاما وقد نقدت ذلك القرآن" .أما املوقف الثاني ،فهو الذي أهمل النظر في علم أسباب
تاريخية ّ
نقدية للقرآن'' ،ومن ّ لدى غوستاف فايل ) (WEIL Gustav) (1808-1889في كتابه '' ّ
مقدمة
بعده لدى نولدكه ) (Theodor Nöldeke) (1836-1930في أطروحته حول "تاريخ القرآن"ّ ،أما
ّ
الثالث الذي ّ
توسعت في تناوله ،فكان املوقف الذي دعا إلى تجاوز املوقفين ّ
السابقين؛ املوقف
ّ
التمجيدي والوضعي) ، (positivisteوقد اهتممت فيه بنصر حامد أبو زيد ( )2393-9840من خالل
كتابه "مفهوم النص" ،وعلي أومليل ( )9843في كتابه "شرعية الاختالف" ،ودمحم عابد الجابري (-9807
)2393في كتابيه "مدخل إلى فهم القرآن الكريم" و"فهم القرآن الحكيم :التفسير الواضح حسب
ّ ّ ّ
ترتيب النزول" .فهل أن نصر حامد أبو زيد ،مثال ،في اعتماده أسباب النزول لبيان أن آية ما نزلت في
السبب وخصوص تحدث عن عموم ّ سياق مخصوصّ ،أنه ل يمكن اعتمادها لغير ذلك ،حينما ّ
و
ّ ّ ّ
اللفظ ،نوعا من الخروج عن هذه ّ
املتخيل ،أو هو نوع من التنسيب والاعتدال الصناعة وعن تداخل
ّ في ّ
الرفض والقبول ،أم إنه منهج علمي صارم وصحيح يمكن الاعتماد عليه في هذا ألامر؟
ّ ّ ًّ ّ
ألنه ّ
عول على منهج تحليل الخطاب ،وركز بسام الجمل ّ :إن ما قاله نصر حامد أبو زيد مهم جدا،
دّ .
ّ ً ّ
على هذا الجانب ،ولكن نحن نعرف أن هناك مسلمة في علوم القرآن قديما ،وهي أن العبرة بعموم اللفظ
السبب؛ فاآلية قد تنزل في سبب مخصوص ،ولكن ذلك ّ
السبب يمكن تجاوزه لتنطبق آلاية ال بخصوص ّ
ّ
على الحاالت التي تضارعه ،وفي هذا الاتجاه سار القدماء .لقد أراد نصر حامد أبو زيد أن يدرس أخبار
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ً ّ
الل ّ
غوية أساسا ،لذلك كان مدخله تحليل الخطاب ،وقد صدر كتابه في بداية أسباب النزول في بنيتها
ً ّ ّ
التسعينيات وكان ّ
التوجه مرتبط بما كان معروفا في الاستشراق الكالسيكي مهما جدا في سياقه .وهذا
ألاملاني الذي درس علوم القرآن ) (Qur'anic Studiesمن منظور آخر مغاير هو املنظور الفيلولوجي ،مع
ّ
يتمثل في محاولة فهم ّ
النص نولدكه ومع ريجيس بالشير ) (Régis Blachère) (1900-1973من بعده ،وهو
ّ ّ
ّ
التوجه ّ
همش تلك النظر إلى العلوم الثواني الحافة به ،ولذلك قلت ّإن هذا
بالنص وحده دون ّ
باالكتفاء ّ
العلوم.
تالميذه الذين أعادوا صياغة تاريخ القرآن ،مثل أوتو برتزل ) (Otto Pretzl) (1893-1941وردولف أوتو
وغيرهما ،وقد حاولوا جميعا أن يتداركوا ما فات أستاذهم الذي عمل على تقسيم الوحي إلى أربع فترات؛
ّ
املكي ّ مدنيةّ ، ّ
مكية ،وفترة ّ
ألاول وقسم سور املصحف إلى أربع مجموعات كبرى ،وهي :الوحي ثالث منها
ً ّ ّ ّ ّ
والوحي املكي الثاني والوحي املكي الثالث ،وبحث في السمات املشتركة ،وبين أن غرض التوحيد مثال يغلب
ّ ّ
على املرحلة املكية ألاولى في حين يغلب على املرحلة املكية الثانية الكالم عن الثواب والعقاب والجزاء ،بينما
ّ
املدنية ...ولو ّنتأمل في ما قام به نولدكه ،فسوف نالحظ أنه ال
ّ تغلب ألاحكام التشريعية على املرحلة
يختلف كثي ًرا ّ
عما ذكره ابن ّ
النديم (ت 838هـ) في "الفهرست" ،أو ما ذكره املسعودي (338هـ886-هـ) في
ًّ ً ّ ّ
تاريخيا من خالل مصحف إلامام علي .فهذا "مروج الذهب" عندما تكلم عن ترتيب سور املصحف ترتيبا
ّ
التراث ولكن الاستشراق الكالسيكي ّادعى ذلك في إطار محاولة د اسة ّ
النص القرآني ر موجود في كتب
ّ النص ذاته دون سواه .ولكن هذا الاكتفاء ّ ً
اعتمادا على ّ
العملية ما جعل بالنص واجه صعوبة في املمارسة
النص بكتب ّ ً
غالبا ما يذهبون لالستعانة على ّ ّ
السيرة وكتب الحديث وغيرها. الدارسين
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
القرآنية ،وهو ما سنأتي إليه لحقا. د .نادر ّ
الحمامي :نعم ،هذا هو مكمن الاختالف في دراسة العلوم
ّ ّ ولكن هدف الاستشراق ،إضافة إلى ّ
نقدية للتراث مثل أبو زيد والجابري ،من وراء الداعين إلى مراجعة
ّ
يتلخص في أمرين هما؛ تجديد الفكر ّ ّ
الديني ّأول ،والبحث في مقاصد القرآن دراسة أسباب النزول،
ملقاومة العنف ،ثانيا ،وهي أهداف نبيلة ولكن ألامر يختلف ّ
علمياّ .
ولعل الخطأ الذي وقعت فيه هذه
مهم وهو وحدة ّ ّ
إلابستيمية القديمة في جانب ّ ّ ّ ّ
السورة ،وقد بحث الدراسات كلها هو أنها بقيت في إطار
ّ
أصحابها عن ترتيب تاريخي للقرآن ،واعتمدوه على هذا ألاساس ،ولم يتخلصوا جميعهم من هذه
ّ ّ ّ ّ
املعضلة ،ونحن نعلم أن هناك تداخال بين املكي واملدني ،وأن الترتيب املوجود في املصحف ليس هو
حل لتجاوز مسألة وحدة ّ ّ
التاريخي ،فهل من ّ ّ
السورة؟ الترتيب
بسام الجمل :في الحقيقة ،هناك إشكال كان قد طرحه دمحم أركون منذ عقود ،وهو يقول ّإن ّ
النص دّ .
ّ
استقر عليها يجعلنا أمام أمر مستحيل ،وهو أن نعرف تاريخ الوحي، الذي وصل إلينا اليوم ،وبالهيئة التي
إذن فقد ضاع هذا ألامر إلى ألابد ،وليس باإلمكان استرجاعهّ ،
ولكن الباحث ال يجب أن يقف عند هذا
الحد وهذا شرط أساس ي .لقد أشرت منذ حين إلى ما يريد أن يصل إليه نصر حامد أبو زيد أو الجابري في
ّ
أال يضع الباحث نتائج بشكل مسبقّ ،
ثم بعد ذلك يضع ما كتبا ،ولكن أعتقد أن البحث الحقيقي هو
ّ
خطة كي يصل إلى تلك ّ
النتائج ،فالباحث الحق في تقديري هو الذي يطرح ّ
السؤال ويخوض مغامرة البحث
ً
دون أن يعرف بشكل مسبق ما هي النتائج املفترضة التي سيصل إليها ،لذلك فعلى الباحث أن ينطلق دائما
فرضيات بحث ،ويطرحها للمناقشة ّ
والسؤال ،وربما يصل من ّ
ثم إلى استنتاجات ونتائج لم يكن قد ّ من
ّ ّ
الثالثة ،ويقول توقعها في البداية ،ولذلك عندما يخرج الجابري على الناس بكتابه في تفسير القرآن بأجزائه
ّ
ّإن آليات املصحف كلها أسباب نزول ،فهذا غير صحيح ،وقد ّبينت في أطروحتي ّأن تسع أعشار آيات
ّ للنصّ .
وحتى لدى ّ الساحقة ّ
ألاغلبية ّ
ّ ّ
السيوطي ،نجد أنه املصحف ليس لها أسباب نزول ،وذلك يمثل
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
حزمة واحدة ،ويمكن أن نفعل ألامر نفسه بالنسبة إلى آلايات التي فيها تراتيل أو تسابيح ،أو أن نجمع
ً ّ
املتعلقة ّ
بالسيرة إلى بعضها مثال. آلايات
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
إبيستيمية د .نادر ّ
الحمامي :أل يمكننا مقاربة علوم القرآن بمعزل عن القرآن نفسه ،نحو تأسيس
ّ
معاصرة جديدة ملقاربة علوم القرآن ،هذه العلوم التي تشكلت في كتب منفردة وكتب جامعة؟ بمعنى
ّ
التاريخ أو ّ أن نتعامل معهاّ ،
مجرد ألاخبار ،وأن ندرسها باعتبارها حكايات مرتبطة كأنها من باب
ّ ّ
التفسير يبحث دائما ّ ّ ّ
عما يريده بانتظارات أصحابها وبناهم الذهنية أكثر من ارتباطها بالنص .وألن
ّ
النص الذي ّ ّ ّ ّ
يفسره ،وهكذا يمكن القول اعتمادا مفسرالنص ،فاملصنف يخرج من املجتمع وليس من
ّ ّ على ّ
نظريات التلقي والانتظارأن علوم القرآن قائمة بمعزل عن القرآن.
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
بسام الجمل :هذا يقتض ي استحضار البيئة التي أفرزت هذه العلوم ،ذلك ّأن ّ
النواة ألاولى ألخبار دّ .
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
املباحث التي خاضوا فيها تعنى باألسباب؛ من قبيل التساؤل عن سبب نزول آية ما في شخص ما وفي سياق
يقدم إجابات عن ذلك ّكلهّ ،
فالنص
ً
خطابا ال ّ ومكاني بعينه؛ ذلك ّأن القرآن باعتباره
ّ ّ
محدد وفي إطار ّ
زماني
مادة من خارج ّ
النص ،وما هداهم إلى ذلك هو النهاية .ولهذا التمس ّ
التابعون ّ ّ
الديني ليس كتاب تاريخ في ّ
ً ً ً ً
ّأنهم تعاملوا مع آلايات تعامال مخصوصا نتج عنه ،شيئا فشيئا ،تراكم في ألاخبار التي راجت في إطار
الس ّ
ومتحول في بنيته ّ
ّ ّ
الشفوي ّأنه ّ
ردية وفي مضمونه متغير املجالس بشكل شفوي ،ومن طبيعة الخبر
ّ ّ
إال حين ّ
يتم تدوينه .وتذهب أكثر ألاقوال إلى أن وحجمه ومداه وعدد رواته وفي صيغه ،وهو ال يستقر
املتضمن ألخبار أسباب ال ّنزول في حدود سنة ( 370هـ) .وقد ّ
توص ُ ّ ّ
لت ،من خالل الطبري أملى تفسيره
ّ ّ
املدون في كتاب "جامع البيان" ،إلى ّأن الطبري كان قد أملى تفسيره على تالميذه
الشفوي ّ دراستي للخطاب
ّ ّ
من مصادر مكتوبة ،ولكن هناك جانب شفوي موجود ،وما فعله الطبري هو أنه ّثبت ألاخبار التي كانت
ّ ًّ
شفويا ،ولعله في تفسير آية من آلايات يجد نفسه أمام مئة خبر شفو ّي ،فيقتصر على ذكر عشرة رائجة
ّ ّ منها على سبيل املثالُ ،ويهمل ّ
البقية ليكون مآلها النسيان والاندثار .ولهذا ،فالذاكرة ال تحفظ إال املكتوب
ّ ّ بالجزئياتّ ،
العلمية الحديثة تؤكد ّأن الذاكرة تنس ى ،بعد مض ّي أربعين سنة
ّ وحتى ّ
الدراسات ّ وال تهتم
ّ ً
الجزئيات وتلغيها وتخرجها من دائرة اهتمامها. تقريبا ،الكثير من
ّ ّ
التفسيرهو الذي خدم ّ ّ الحمامي :هل ّ
د .نادر ّ
السيرة؟ السيرة هي التي خدمت التفسيرأم أن
دّ .
بسام الجمل :لقد كانت ّ
السيرة من مواد تفسير القرآن ،فهي أسبق من حيث تاريخ العلوم ،ولذلك
ّ تنظم بطريقة ّ ّ التفسير في ّ
مرويات ّ نجد مواد ّ
معينة وفق متطلبات الخطاب ،فأخبار أسباب السيرة،
يتم توظيفها من أجل ّ ّ
ومقدمات ّ ّ ّ ّ
النزول ّ
التأويل ،وما يأتي في والناسخ واملنسوخ واللغة ...كلها مداخل
املرحلة ألاخيرة هو ّ
التفسير أو الوصول إلى املعنى املمكن الذي ُيعتقد ّأن هللا أراده من قوله وتنزيله ،فهي
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
القرآنية بسام الجمل :مقا بات في ّ
الدراسات ّ
ر
(الجزء الثّالث)
نجدد شكرنا لك أستاذ بسام الجمل على قبولك أن تكون ضيفنا اليوم من أجلالحماميّ :
د .نادر ّ
ّ
الثاني منه إلى مسألة ّ ّ ّ
الدراسات طرح ألافكار للنقاش في هذا الحوار ،الذي كنا قد وصلنا في الجزء
ّ ّ
القرآنية التي شكلت مدار اهتمامك في جملة من املقالت وألاعمال واملحاضرات ،وهي مسألة فرضت
ّ
بحثيا مستقال ،رغم ّأنها ليست
عامة ،لتصبح مجال ّ نفسها اليوم في ّ
الدراسات إلا ّ
سالمية بصفة ّ
ّ
جديدة ،فقد انطلقت من إطار صراع جدالي أخذ بعده العلمي في منتصف القرن التاسع عشر مع
ّ
كافة ّ
الدراسات التي لحقته باختالف نولدكه ،صاحب كتاب "تاريخ القرآن" الذي كان له وقع كبير على
ّ
والل ّ ّ ّ أن دراسة املصحف ،باعتباره ّ ّ ّ
غوية في الفيلولوجية نصا ،لم تتخلص من الوطأة توجهاتها؛ ذلك
ّ ّ يسمى في ّ ّ
خاصة في ما ّ الت ّّ ّ
ألاملانية "ما القرآنية الدراسات اريخية، البحث ،كما لم تشذ عن النواحي
ّ ّ أن ّ ّ ّ
النص القرآني" .أل ترى معي أستاذ ّ
القرآنية لم تتخلص من تلك املباحث الدراسات بسام قبل
توجهاتها ،رغم ّ ّ
والتاريخية على اختالف ّ ّ
تطورها منذ ذلك الوقت إلى اليوم؟ الفيلولوجية
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
محيرة ّ ّ
تخلف كبرى ،وهو ظاهرة ّ ّ
إال بعد أكثر من قرن ( 888سنة) ،وهذا ّ
جدا وتعكس يعبر عن فجوة
ّ ّ
أخر املعرفي للعرب واملسلمين .وقد كتب في ّ
الدراسات القر ّ
آنية ،إضافة إلى ونزبرو ،باتريشيا كرون حجم الت
) (Patricia Crone) (1945-2015ومايكل كوك ) ، (Michael Cook) (1940رغم ّأن هناك مآخذ كثيرة على
متخصصة منذ بداية ّ
ّ ّ ً
أيضا مقاالت ّ
السبعينات ،مثل مهمة صدرت في مجالت هذين ألاخيرين ،ولكن هناك
ً
ما كتبه جيمس بيالمي ) (James A. Bellamy) (1925-2015وهو غير معروف كثيرا ،وهناك تحقيقات
الدراسات القر ّ
آنية في الاستشراق الجديد هي التي جد ًا كتبها هذا ّ
الرجل .وأعتقد ّأن ّ مهمة ّ ّ
فيلولوجية ّ
ّ ّ ألنها لم تعد تدرس ّ
النص ّ التوقف عندهاّ ،تستحق ّ
الديني في كليته ،وإنما تأخذ بعض آلايات وألالفاظ
ّ ّ ّ
وتهتم باملعجم .ولكن هذا املرور من نولدكه إلى ونزبرو لم يحدث هكذا فجأة ،بل تخللته محطات أخرى
ّ
كانت بمثابة الجسر الواصل بين هذين الطورين ،مثل ما كتبه ألفونس منجانا )(Alphonse Mingana
) (1878-1937) (Syriac Influence on the Style of the Kur'anسنة ،8937وقد درس ألاصل ّ
السرياني
لأللفاظ القر ّ
آنية ،وما كتبه آرثر جيفري (Arthur Jeffery) (1892-1959) (The Foreign Vocabulary of
ّ
املتخصصين، الدارسين جد ًا ّ
ولكنها لم تلق عناية من ّ مهمة ّ
) the Qur’ânسنة .8983وهي كتابات ّ
مؤخ ًراّ ،
حتى أن كتاب آرثر جيفري لم تقع ترجمته إلى
ّ ّ وأهملت ّ
لعدة عقود ،ولم يقع الالتفات إليها إال
ّ ّ
الترجمة ،فهو يأخذ الكلمة ّ ّ اليومّ ،
ويتتبعها في مختلف اللغات؛ وربما ذلك يعود إلى أنه من الكتب صعبة
ً والعبرية ،وهذا ما يجعل ترجمته صعبة ّ
ّ والحبشية ّ
والسريانية وآلار ّ ّ ّ
جدا ،ويطرح شرطا امية ألاثيوبية
ّ ّ ّ ّ أساسيا في ّ
الدراسات القر ّ ّ
ألاجنبية ،والحال أننا آنية املعاصرة ،وهو أن يكون الباحث متمكنا من اللغات
ّ ّ صصين في ّ
السريانية وآلار ّ اليوم في املجال العربي املعاصر نفتقد إلى باحثين متخ ّ
السامية امية وفي اللغات
ّ ً للمتخصص في ّ
الدراسات القر ّ ّ ً
آنية أن يخوض في هذا املجال ما لم يكن مطلعا على هذه عموما ،وال يمكن
ّ ّ
اللغات ومتمكنا منها.
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
الدراساتاملتخصص في ّ
ّ ضرورية ،ينبغي أن يكتسبها ّ
الدارس أو ّ ّ
معرفية دّ .
بسام الجمل :هناك شروط
ً ً ً ّ اطالع ّّ القر ّ
علمي واسع ومعرفة باللغات ،وعليه أن يكون عارفا بها كتابة ومتقنا لها آنية ،وهو أن يكون له
ّ
يتكلمها .ومع ذلك يبقى املشكل الحقيقي في ّ
الدراسات القر ّ
آنية هو غياب جسور قراءة ،حتى وإن لم يكن
ّ
الصديق ( )8988وما تكتبه جاكلين ّ
شابي ّ
للتواصل املعرفي بين مختلف الباحثين ،فما يكتبه يوسف
)(Jacqueline Chabbi) (1943وما يكتبه فرد دونر ) (Fred Donner) (1945ينعدم فيه التواصل املعرفي
ّ ّ
الالحق من ّ
الصديق على سبيل املثال ،يخوض في املعجم السابق ،فيوسف بين هؤالء ،وال نجد استفادة
ً
وأساسا ،في املعجم اليونانيّ ، ّ
لكنه ال يستحضر ما قاله آرثر جيفري في هذا املجال. الدخيل،
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ورقوق يمكن أن تشتغل عليها ،مثل مصاحف صنعاء أو مجموعة منجانا في جامعة بيرمنغهام في إنجلترا،
علميا باعتماد الكربون عدد ،88الذي ّ
يقدم تاريخ ّ
الرق جد ًا ويقع ّ
التعامل معها ّ وهي مصاحف قديمة ّ
ً يقدم تاريخ الخط ،وهذا مشكل ،أضف إلى ّأنه يحمل هامش خطأ ّ ّ
ولكنه ال ّ
يقدر بتسعين سنة تقريبا،
ّ ً ّ ّ ًّ ّ ولكن هذه ّ
فرضية بحث جدا ،وتؤكد دائما على وجود العلمية للمخطوطات القديمة تبقى مهمة التحاليل
تقول ّإن هذا ّ
النص القرآني له أصل ّ
معين.
ّ
فرضيات عمل، ّ
العلمية ،فهي تبقى تشق أعمال الباحثين لم تحظ بإجماع ّ
النخبة ّأن هذه الاختالفات التي ّ
لذلك اختلف ّ
الدارسون في تقييم ما قام به لكسنبرغ ) (Christoph Luxenbergعلى سبيل املثال ،فانتصر
له البعض وانتقده البعض آلاخرّ ،
ولعل ألامر نفسه كان قد وقع مع ونزبرو ،ولو بشكل آخر ،ورغم ما
ً ّ
طاله من انتقاد فإننا نشهد اليوم وقوفا على قيمة ما كتبه حين بحث في القصص القرآني وأعاد ترتيب
ً
النبي شعيب .ونالحظ اليوم ّأن هناك عودة
قصة ّ
نسقا في القرآن حول ّ آلايات من سور مختلفة واستخرج
ً
وشديدا من قبل ّ ً ً إلى تلك الكتب بغرض الاستفادة منها بعد أن ُ
الدارسين. استهجنت ولقيت نقدا كبيرا
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ ّ
ما أسميته التنازع بين القراءة والفيلولوجيا ،فماذا تقصد بهذا التنازع؟
املستشرقون الجدد قراءات أخرى موجودة في مصاحف قديمة ،كان قد ذكرها آرثر جيفريّ ،
ولكنها غير
السبع والعشر وألاربعة عشر) من ذلك آلاية التي ّ
تتحدث عن الرسمية املعترف بها ( ّ
معتمدة في القراءات ّ
شك في ّأن هناك خطأ ما ،فلماذا ال نستعمل عبارة " َح َطب ّ
جهنم" ،ومن ذلك جهنم" ،فهو يقول ال ّصب ّ َ َ
ِ "ح ِ
َ ْ ً َ
أيضا آلاية التي ورد فيها "ت ْس َم ُع ل ُه ْم ِركزا" ،يقول عندما نستحضر صورة املصحف قبل إلاعجام؛ أي قبل
خاصة ّأن آيات أخرى في سور أخرى ابية ،فيمكن أن ُتقرأ " َت ْس َم ُع َل ُه ْم ِذ ْك ًرا" ّ وضع ّ
النقاط والحركات إلاعر ّ
والذكر .إلى غير ذلك من ألامثلة التي تدعونا إلى إعادة ّ ّ ّ
التركيب وهذا ّ
التالزم بين ّ
النظر السمع ِ تستعمل هذا
ّ
الاتجاهّ ، ّ ّ بسام الجمل :صحيح ،وحتى ّ
دّ .
ألن هناك كلمات أو تصب في هذا الفيلولوجية التحاليل
ًّ ّ عبارات أو ملفوظات قر ّ
جدا ،ويحصرها املفسرون في الوصول إلى معناها اختالفات كبيرة آنية اختلف
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
بمجرد تأويل تلك نحل هذا إلاشكال؟ ال أعتقد ّأنه ُي ّ
حل لكسنبرغ في حدود 800كلمة .إذن كيف يمكن أن ّ
ّ ّ ّ ّ ّ
مما يولد الوقوف على العربية وحدها ،فهذا ال يكفي ،بل إنه يولد الاختالف أكثر ألالفاظ في إطار اللغة
الت ّلفظ فيها .لذلك ،ينبغي العودة ّ
والنظر في أصول ومتفق عليه حسب سياق آلاية ومقام ّ
معنى دقيق ّ
ّ
الكلمة ومعانيها في لغات أخرى تنتمي إلى العائلة اللغوية نفسها ،وإخضاعها إلى املقارنة ،على غرار ما قام به
مانفرد كروب ) (Manfred Kropp) (1947الذي نظر في املعجم الحبش ي في القرآن وعاد إلى نسخ الكتاب
ّ
الصديق من ّ
ألاثيوبية القديمة ليقارنه بها ،وعلى غرار ما قام به يوسف ّ
بالحبشية أو ّ
املحررة ّ
املقدس
ّ
اليونانية ،وذلك في مجمل ما كتب وفي ترجماته ملقاطع من تحليل املفردات القرآنية بالعودة إلى أصولها
حليل ّ
السرياني آلارامي يقول القرآن وفي كتابه ''ألم نقرأ القرآن بعد'' .وقد نجد في مستوى آلاية نفسها ّ
الت َ
ً شيئا ّ
والتحليل الفيلولوجي يقول شيئا آخر ،وقد قارنت بين ما قاله يوسف الصديق وما قاله لكسنبرغ،
ُ ُّ
ّ
اليونانية كما تنطق الصديق يقول ،على سبيل املثالّ ،إن كلمة "الكوثر" تعني الطهر في
ّ فوجدت ّأن يوسف
العربية )ّ ، (catharsis
وأن ما ّ ّ ّ ّ
اللهجة ّ
يدل على اعتبارها دخيلة العامية بطريقة مشابهة لنطقها باللغة في
َ َ ً ً ًّ ّ
ثالثيا صحيحا على وزن "فوعل" فال نقول "ك ْوتب" أو "خ ْورج" وكانت تلك ّ
العربية فعال هو أننا ال نجد في
َّ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ َ ّ ّ
اك الك ْوث َر'' أي أعطيناك حجته اللغوية ،ونجد في آلاية نفسها وفي الكلمة نفسها لكسنبرغ يقرأ '' ِإنا أعطين
ْ امية ،كما يقرأ كلمة "انحر" في " َف َ
ص ِ ّل ِل َرِّب َك َوان َح ْر"
ّ
الثبات" وهذا معنى آلاية في ّ
السريانية وآلار ّ "فضيلة
(انجر) في استحضار لصورة املصحف قبل إلاعجام ،وهذا ضروري فالقراءة الفيلولوجية دائما تقوم على
مبدأ استحضار صورة الخط الحجازي القديم قبل وضع ّ
النقاط والحركات إلاعرابية.
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
مدعو إلى استحضار هذه القراءات التي ّ
سميت بالقراءات بسام الجمل :صحيحّ ،
والدارس اليوم دّ .
ّ
الشاذة ،وليس عليه أن يفاضل بين القراءات ،فيقول ّإن هذه القراءة صحيحة وألاخرى غير صحيحة،
للدرس ،وينبغي أن ُنخضعها للمقارنة واملقايسة بغض ّ ّ
فكلها قراءات قابلة ّ
النظر عن تصنيف القدامى لها
ّ
على ّأنها شاذة .لذلك ينبغي استحضار ما كتبه ابن جني (ت 893هـ) في ''املحتسب في القراءات'' وإخضاعه
ّ
للدرس ومقارنته بغيره ،إلى جانب استحضار القراءات املوجودة في املصاحف القديمة التي وصلتنا نتف
مهمة ّ
جدا ،وينبغي ّ
الحوليات؛ فاملقارنة أو املقايسة ّ منها أو عنها في كتب ّ
التاريخ إلاسالمي العام وكتب
بغض النظر عن مجال ّ
التعبد. الاهتمام بها في مجال ّ
الدرس ّ
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ّ
يقول ،بعكس ذلك ،علينا أن ننبش في تاريخ الكلمة وفي نسبها وفي تسلسلها وفي وجودها في اللغات ألاخرى،
ّ
إمكانيات أخرى للفهم ،ولذلك فا ّ ّ ّ
لتحري الفيلولوجي ليس البحث عن فائض في ألن ذلك من شأنه أن يوفر
ً ُ
املعنى ،بل هو استعادة معنى ما ّربما يكون قد ضاع أو تنوس ي ،وتلك إمكانات تبقى متاحة دائما.
ّ
النص كما هو باعتباره ّ ّ ّ د .نادر ّ
نهائي الحمامي :أل تعتقد أن املنهج الذي يدعو إلى التعامل مع
والعقائدية ّ
والدينية ،يلتقي مع مقولة ّ ّ
ألايديولوجية الصراعات ّ
الدللة ،من منطلق الكف عن ّ
السور ووحدة ّ
السياق ذاته من ناحية ترتيب ّ ّ
التوقيف" القديمة في ّ
السورة ،ألامر الذي يناقض "
ّ
كأنه يناقض نفسه في ّ ّ املبادئ الكبرى ّ
النهاية؟ القرآنية ذاتها ،ما يجعل هذا املنهج للدراسات
ّ
التدخل البشري ألن مقولة " ّ
بسام الجمل :نعمّ ،
دّ .
التوقيف" تقابل مقولة "العمل" ،فهي تلغي إمكانية
وتسيجه وتمنع الخوض فيهّ ، ً
تماماّ ،
فالتوقيف هو أن يقال ّإن هذا ّ ّ
النص وبالتالي فهي تغلق في ّ
النص
الرأي موجود وراسخ ّ ّ
الشكل ،وهذا ّ بالتوقيف من هللا على هذا ّ ّ
الترتيب حصل ّ
بقوة النحو أو على ذاك
ً
شروطا أو ما ّ ّ ّ ّ ومستمر في ّ
التاريخّ . ّ
قبليات التحري الفيلولوجي ال يأخذ بهذه املسلمة ألنه ال يضع ولكن
فرضيات بحث ،قد نختلف في شأنها وفي تقييمها ،وهي تبقى قابلة ّ
ّ ّ
للتنسيب للبحث ،وإنما هو ينطلق من
ّ
العلمية اليوم لم تقطع في هذا ألامر ،فهو مجال املتكرر .لذلك ،ف ّ
النخبة ّ فهم املستمرة ّ
وللت ّ ّ وللمراجعة
كون ّ
والتطور واملراجعة النقدية املتواصلة. حي بصدد ّ
الت ّ بحثي ّ
ّ
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
وطاغوت في القرآن'' ،والتي صدرت منذ سنة ،8970ولكن ال أحد يحيل عليها ،رغم ّأنها منشورة منذ ذلك
ّ
الصديق وغبريال صوما ) (Gabriel Sawmaفي الكلمتين، الوقت؛ فقد بحث ّ
كل من لكسنبرغ ويوسف
ًّ ً ّ
اطلعت عليها ووجدت ّأنها ّ
معرفيا يمكن تقدم تأويال ولكن ال أحد من هؤالء عاد إلى دراسة عطاء هللا ،وقد
التحريات ّ ً
املنهجية ّ
السائدة في ّ يمولوجية ّأنها تقلب
ّ الت ّ أن نستفيد منه ،وأن نناقشه أيضا .وألاصل في
املفسر ،عندما تعترضه كلمة وال يفهم معناهاّ ،إما أن يقول ّإن
الكالسيكية؛ ففي القديم كان ّ
ّ ّ
الدراسات
ّ
املعرفي في ذاته ،ويحاول ّ
وإنما هو قصور في القارئ ،فيقرأ ّ
النقص الغموض في هذه الكلمة ليس من هللا،
ّ أن يقترب من مراد هللا حتى يفهم ذلك املعنىّ ،
وإما أن يفتح املعاجم اللغوية ويعود إلى "لسان العرب"
ً
تدل على كذا وابن منظور يقول فيها كذا ،والحال ّأن هذا املنهج مقلوب رأسا على
ويقول هذه الكلمة ّ
ّ
الديني وابن منظور نفسه يستشهد باآليات ،فيقول ّإن متأخر عن نزول ّ
النص ّ عقبّ ،
ألن "لسان العرب"
ً ّ تدل على هذا املعنى ّ
وأن القرآن يستعملها في هذا ّ كلمة ما ّ
منهجية مغلوطة تماما وينبغي السياق ،وتلك
ّ ًّ ّ
ّ
منهجية جدا ويغري بالبحث فيه ،ولكن فيه صعوبات كبيرة التخلي عنهاّ .إن هذا الحقل املعرفي مهم
الرقوق ّ ّ
والنقوش وغيرها. املادية ّ
الض ّ
رورية التي يستند إليها البحث مثل ّ توفر املحامل ّ ومعرفية ،فال ّبد من
ّ
ّ
وتفحصها ،ذلك أن وحتى من ذهبوا إلى صنعاء ،فقد واجهوا صعوبات في العثور على ّ
الرقوق القديمة
غيرت بوين ) (Gerd-Rüdiger Puin) (1940قد أخذ معه املجموعة التي ّ
تم اكتشافها منذ سنة 8973في
ّ ً أمد بعض ّ
الجامع الكبير بصنعاء ،وذهب بها إلى أملانيا واحتفظ بها ،وقد ّ
الدارسين بنسخة منها مؤخرا،
ّ
املتخصصون في خاصة الجماعة التي اشتغلت على "املصحف وقراءاته" ،تلك ّ
الصعوبات ّ
يتعرض إليها ّ
املادي ومعالجة ّ
النقوش والجمل
ّ
التراث ّ التنقيب في العربية أيض ًا ،فليس من ّ
السهل ّ ّ ّ
الحفريات في الجزيرة
املنحوتة على ّ
الصخور.
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
ألن ّ
النص القرآني إفراز بيئته ووسطه .ويمكن آنية تجمع بين ألامرينّ ، بسام الجمل ّ :
الدراسات القر ّ دّ .
ّ
متخصصة في الباحثين في هذا امليدان ،وهذا ال يكون إال ّعبر ّ
مؤسسات ومخابر بحث وهياكل بحث
ألن البحث العلمي آنية في املجال العربي وفي خارجه ،وأن تقوم أسباب ّ
التعاون بين الجميعّ ، ّ
الدراسات القر ّ
ليست له ّ
هوية.
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/
www.facebook.com/tanweerlibrary
https://attanweerlibrary.blogspot.com/https://attanweerlibrary.blogspot.com/