You are on page 1of 4

‫الفوج ‪33‬‬ ‫سنة أولى ماستر تخصص قانون جنائي‬ ‫الطالب بمكوز الشيخ‬

‫إشــراف د‪ .‬فيصل رمون‬ ‫المقياس اإلثبات الجنائي‬


‫بطاقة تقنية حول اإلعتراف في اإلثبات الجنائي‬
‫إشكالية البحث‪ :‬ما المقصود باالعتراف في االثبات الجنائي؟‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫مقدمة‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف االعتراف‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لالعتراف‬
‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع االعتراف‬
‫المطمب الرابع‪ :‬شروط صحة االعتراف‬
‫خاتمة‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ ‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في ضوء القضاء والفقو‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪.6991 ،‬‬
‫‪ ‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪.6999 ،‬‬
‫‪ ‬مروك نصر الدين‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬أدلة اإلثبات الجنائي‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬االعتراف‬
‫والمحررات‪ ،‬دار ىومة الجزائر‪.5002 ،‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫لما كان اعتراف المتيم ىو دليل تحيطو الشبيات لما لو من ماض منتيك لحقوق وحريات األفراد‪ ،‬فقد كان في‬
‫العصور الوسطى وما قبميا يستخمص من التعذيب خاصة ووسائل اإلكراه عامة‪ ،‬وكان ينظر لالعتراف عمى أنو سيد‬
‫األدلة فيقتصر إسناده كدليل إثبات عن دونو من األدلة األخرى وعمى ىذا األساس نطرح اإلشكال التالي‪ :‬ما المقصود‬
‫باالعتراف في االثبات الجنائي؟‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف االعتراف‬


‫‪1‬‬
‫لغة‪ :‬اإلثبات يقول اعترفت بالشيء إذن أتيتو‪ ،‬ويعرف أيضا بأنو اإلذعان بالحق واإلقرار‪.‬‬
‫شرعا‪ :‬ىو إخبار شخص بحق عميو لغيره‪ ،‬كأن يقر زيد ويعترف بأنو ارتكب فعال يترتب عميو عقوبة بدنية أو مالية‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫كما لو اعترف بأنو قتل عمر و أتمف لو ماال‪ ،‬وىو عبارة عن اإلخبار بما عمى اإلنسان من الحق لمغير عمى نفسو‪.‬‬
‫أما بالنسبة لتعريف االعتراف في التشريع الجزائري‪ ،‬لم يعرف المشرع الجزائري االعتراف بل اكتفى باإلشارة إليو في‬
‫المادة ‪ 562‬ق‪.‬إ‪.‬ج‪.‬ج بقوليا‪" :‬االعتراف شأنو كشأن جميع عناصر اإلثبات يترك لحرية تقدير القاضي‪".‬‬

‫‪ 1‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في ضوء القضاء والفقو‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪ ، 1996 ،‬د‪ .‬ط ‪ ،‬ص ‪00‬‬
‫‪ 2‬مروك نصر الدين ‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬أدلة اإلثبات الجنائي‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬االعتراف والمحررات‪ ،‬دار ىومة الجزائر‪ ، 5002 ،‬ص ‪21‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لالعتراف‬
‫ثار جدل فقيي حول الطبيعية القانونية لالعتراف‪ ،‬فذىب البعض الى اعتباره تصرفا قانونيا ألنو يرتب آثا ار عمى‬
‫المعترف نفسو‪ .‬ويرى البعض اآلخر أن االعتراف عمل قانوني بالمعنى الضيق الن اآلثار المترتبة عنو يقرىا القانون‬
‫وحده وليس إلرادة المعترف دخل فييا بعيدا عن سمطان اإلرادة كما أن لمقاضي سمطة مطمقة في تقدير قيمة االعتراف‬
‫دون أي رد فعل لممعترف ‪ ،‬وىذا ما يميز طبيعتو عمى النحو اآلتي‪:1‬‬
‫أوال‪ :‬االعتراف كعمل قانوني‪ .‬وأىم ما يعنينا في ىذا التعريف أن اآلثار القانونية لالعتراف يرتبيا القانون ذاتو بغض‬
‫النظر عن إرادة الشخص‪ ،‬فدور اإلرادة ىنا قاصر عمى مجرد االتجاه إلى العمل دون آثاره أن القانون ىو الذي يتولى‬
‫تحديد ىذه اآلثار بعيدا عن نطاق اإلرادة وذلك بخالف الحال في التصرفات القانونية التي يكون لسمطان اإلرادة دخل‬
‫في تحديد آثارىا فضال عن نشوئيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االعتراف كعمل إجرائي الخصومة الجنائية ىي مجموعة األعمال اإلجرائية تبدأ بتحريك الدعوى العمومية بقصد‬
‫الوصول إلى إثبات الجريمة ومعاقبة المتيم‪ .‬وينقسم االعتراف كعمل إجرائي إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ -6‬االعتراف كعمل إجرائي‪ :‬وىو الذي يصدر في أثناء‪ -‬الخصومة‪ :‬الجنائية وذلك باعتبار أن الخصومة الجنائية‬
‫ال تنشأ إال بتحريك الدعوى الجزائية سواء أمام قضاء التحقيق أو قضاء الحكم أو يصدر خارج الخصومة ثم‬
‫يؤثر في نشوؤىا وسيرىا أو تعديميا أو انقضائيا‪ ،‬كاالعتراف الصادر في مرحمة جمع االستدالالت‪.‬‬
‫‪ -5‬االعتراف كعمل غير إجرائي‪ :‬وىو الذي يصدر خارج‪ -‬الخصومة‪ ،‬سواء في إحدى المجالس الخاصة وأمام‬
‫القضاء المدني بصدد دعوى مدنية مرفوعة أمامو بشرط أال يؤثر في نشوء الخصومة أو سيرىا أو تعديميا أو‬
‫‪2‬‬
‫انقضائيا‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أنواع االعتراف‬


‫يمكن تقسيم االعتراف إلى عدة أنواع وكل نوع يرجع إلى فكرة معينة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬من حيث السمطة التي يصدر أمامها االعتراف ينقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬االعتراف القضائي‪ :‬وىو االعتراف الذي يصدر أمام المحكمة التي تنظر الدعوى الجزائية بالفصل ويحيز ىذا‬
‫االعتراف لممحكمة االكتفاء بو والحكم عمى المتيم بغير سماع الشيود‪ ،‬فيبدأ التحقيق في الجمسة بالمناداة عمى‬
‫الخصوم والشيود‪ ،‬ويسأل المتيم عن اسمو ولقبو وسنو وبعد ذلك يسأل المتيم عما إذا كان معترفا بارتكاب‬
‫الفعل المسند إليو‪ ،‬فإن اعترف جاز لممحكمة االكتفاء باعترافو والحكم بغير سماع الشيود‪ ،‬واال فتسمع شيادة‬
‫الشيود لإلثبات‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتراف غير القضائي‪ :‬وىو االعتراف الذي يصدر خارج المحكمة التي تنظر الدعوى الجزائية‪ ،‬فإذا أصدر‬
‫االعتراف الجزائي أمام محكمة مدنية بصدد دعوى مدنية منظورة أماميا فإنو يعتبر اعترافا غير قضائي‬

‫‪ 1‬محمود نجيب حسني ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬دار النيضة العربية‪ ،‬مصر‪ ، 1999 ،‬د‪.‬ط‪ ،‬ص‪414 ،‬‬
‫‪ 2‬مروك نصر الدين‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫واعتراف المتيم أمام النيابة العامة أو أمام إحدى جيات التحقيق أو قضاء اإلحالة أو في محضر جمع‬
‫االستدالالت يعتبر اعترافا غير قضائي‪.‬‬
‫كما يعتبر اعترافا غير قضائي االعتراف الذي يرد ذكره في التحقيقات نقال عن أقوال منسوبة إلى المتيم خارج‬
‫مجمس القضاء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث الحجة ينقسم االعتراف إلى نوعين‪:‬‬
‫‪ -6‬االعتراف كدليل إثبات ‪ :‬ويستوي فيو أن يكون اعترافا قضائيا أو غير قضائي وينقسم ىذا االعتراف بدوره إلى‬
‫نوعين‪:‬‬
‫‪ ‬االعتراف كدليل إقناع شخصي‪ :‬وىو الذي ال يحتمو‪ -‬القانون كدليل لإلدانة‪ ،‬بل أنو يستوي مع غيره من‬
‫أدلة اإلثبات في قوتو اإلقناعية‪.‬‬
‫‪ ‬االعتراف كدليل قانوني‪ :‬وىو الذي يستمزمو القانون‪ -‬كمصدر لإلدانة ىو أو بعض األدلة األخرى‪.‬‬
‫‪ -5‬االعتراف كسبب لإلعفاء من العقاب‪ :‬رأي المشرع في بعض الجرائم الخاصة التي ترتكب في الظالم أو‬
‫يصعب إثبات التيمة فييا بالنظر إلى ما يحيطيا من دقة في تنفيذ أن يشجع الجناة عمى كشفيا وارشاد‬
‫السمطات إلى حقيقة المساىمة فييا فنص عمى إعفاء الجناة من العقاب إذا اعترفوا بشروط معينة‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتراف الكامل واالعتراف الجزئي‪ :‬قد يكون االعتراف كامال كما قد يكون جزئيا‪ ،‬فاالعتراف الكامل ىو الذي‬
‫يقر المتيم فيو بصحة إسناد التيمة إليو كما وصفتيا سمطة االتيام أو التحقيق‪ ،‬فإنو يكون كامال إذا انصب‬
‫عمى ارتكاب الجريمة‪ ،‬أنواعيا وظروفيا كاتيام شخص بجنحة التزوير واستعمال المزور‪ ،‬فيعترف بأنو قام‬
‫بعممية التزوير باستعمال المزور أو اتيام شخص بجناية القتل العمدي فيعترف بأنو زىق روح الضحية عمدا‪.‬‬
‫أما االعتراف الجزئي فال يكون إال إذا اقتصر المتيم في إق ارره عمى ارتكاب الجريمة في ركنيا المادي نافيا‬
‫بذلك مسؤوليتو الجزائية النعدام القصد الجنائي لديو أو يعترف بأنو شارك في ارتكاب الجريمة بالمعاونة دون‬
‫قيامو بارتكاب السموك اإلجرامي المنسوب إليو‪ .‬كما قد يعترف المتيم بارتكاب الجريمة‪.‬‬

‫المطمب الرابع‪ :‬شروط صحة االعتراف‬


‫تجتمع شروط صحة االعتراف في فكرة أساسية مضمونيا أن االعتراف تعبير عن إرادة اإلفصاح بالمعمومات‬
‫وقبول النتائج التي تترتب عمى إقناع القاضي بفحوى ىذه المعمومات‪ ،‬ومن ثم يتعين أن تكون ىذه اإلرادة سميمة لكي‬
‫يعتد بيا القانون كمصدر لمدليل القانوني‪ .‬وعمى ضوء ىذه الفكرة يتعين أن يتوفر في االعتراف شروط ثالثة متى‬
‫توافرت جميعيا كان اعتراف الشخص صحيحا ولممحكمة السمطة التقديرية في تقدير قيمتو واألخذ بو متى اطمأنت‬
‫إليو‪ ،‬وىذه الشروط ىي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األهمية الجزائية لممعترف تعرف األىمية اإلجرائية بأنيا أىمية الشخص في مباشرة نوع من اإلجراءات عمى نحو‬
‫يعتبر ىذا اإلجراء صحيحا و ينتج آثاره القانونية‪.‬‬
‫فاألىمية الواجب توافرىا في المعترف ىي األىمية اإلجرائية التي تقوم عمى عنصرين أساسيين ىما‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون المعترف متيما بارتكاب الجريمة‪ ،‬أي أن تحرك ضده دعوى عمومية قبل أن يصدر االعتراف منو‪.‬‬
‫‪ ‬توافر اإلدراك والتمييز وقت اإلدالء باالعتراف‪ ،‬لكي تكتمل األىمية اإلجرائية لممعترف يجب أن يكون المتيم‬
‫الذي صدر منو االعتراف متمتعا باإلدراك والتمييز وقت اإلدالء بو من أجل القدرة عمى فيم ماىية أفعالو‬
‫‪1‬‬
‫وطبيعتيا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تمتع المعترف بإرادة حرة‪ :‬يقصد باإلرادة الحرة قدرة الشخص عمى توجيو نفسو إلى عمل معين أو إلى االمتناع‬
‫عنو ىذه القدرة ال تتوفر لدى الشخص إال إذا انعدمت المؤثرات الخارجية التي من شأنيا أن تعيق اإلرادة‪ ،‬فيجب أن‬
‫يكون الشخص المعترف قد أدلى باعترافو وىو في كامل إرادتو ووعيو وبعيدا عن كل ضغط من الضغوط المادية‬
‫والمعنوية التي تعيبيا أو تؤثر فييا‪ ،‬فأي تأثير يقع عمى المتيم أثناء استجوابو ال ينتزع منو االعتراف بما نسب إليو من‬
‫‪2‬‬
‫اتيام يعيب إرادتو وبالتالي يبطل اعترافو‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬وضوح االعتراف ومطابقته لمحقيقة‪ :‬لعل أىم شرط يجب توافره لصحة االعتراف إضافة إلى ما سبق ذكره ىو‬
‫وضوح االعتراف صراحة من جية و مطابقتو لمحقيقة من جية أخرى‪ ،‬فيجب أن يكون صريحا ال لبس فيو و ال‬
‫غموض ال يحتمل أي تأويل أو نقص‪ ،‬فال تعد تمك األقاويل الغامضة التي يدلي بيا المشتبو فيو أو المتيم من حيث‬
‫داللتيا عمى ارتكاب الجريمة المنسوبة إليو إال إذا كانت أدلة إثبات أخرى تعززىا‪ ، ،‬كما ال يعد اعترافا إق ارره بواقعة أو‬
‫‪3‬‬
‫أكثر ذات الصمة بالجريمة كإق ارره بحقد بينو و بين المجني عميو أو بوجوده في مكان الجريمة قبيل وقوعيا أو بعدىا‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫في األخير نستخمص أن األدلة القولية كميا بما فييا االعتراف‪ ،‬فقدت الكثير في العصر الحالي قيمتيا الحقيقة‬
‫التي كان مصدرىا األساسي الذي يسندىا الدين واألخالق‪ ،‬فاخذ الدليل القولي خصوصا في البالد المتقدمة يخمي‬
‫الطريق إلى الدليل الفني المستمد من التقدم العممي والتكنولوجي والذي تتالشى فيو نسبة التأثر باألىواء والمصالح‪.‬‬

‫‪1‬عبد الحميد الشواربي‪ ،‬اإلثبات الجنائي في ضوء القضاء والفقو‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪8‬‬
‫‪2‬محمود نجيب حسني‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪410‬‬
‫‪ 3‬مروك نصر الدين‪ ،‬محاضرات في اإلثبات الجنائي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪642‬‬

You might also like