Professional Documents
Culture Documents
(2) الوظيفية الجديدة عند ارنست هاس
(2) الوظيفية الجديدة عند ارنست هاس
بحث حول:
السنة الجامعية0200/0201:
خطة البحث:
المقدمة
خاتمة
قائمة المراجع
مقدمة:
برزت الحاجة الملحة الى تضافر العمل الجماعي للدول والمجتمعات وهدا بغرض الحفاظ على
مكانتها نظ ار لصغر مساحتها او ضعفها االقتصادي او العسكري في ظل وجود تهديدات امنية
تحيط بها وبالتالي بات مفهوم التكامل لهذه الدول ام ار ملحا اكثر من اي وقت مضى وقد
خضع هذا المفهوم الى نقاش وبحث واسع منذ فترة ما بعد الحرب العالمية 2ولعل من ابرز
هذه النظريات التي فسرت ظاهرة التكامل الدولي هي النظرية الوظيفية الجديدة التي جاءت
فهي امتداد الن هذه االخيرة تمثل كرد فعل عن الوظيفية االصلية وامتدادا لها في ان واحد
المرجعية الفكرية للوظيفية الجديدة ومن خالل بحثنا هذا سنتعرف اكثر عن االفكار واالضافات
التي جاءت بها لحقل التكامل الدولي وخاصة فيما يخص افكار ابرز روادها المفكر ارنست
هاس من خالل طرح االشكالية التالية *فيما تتمثل اهم اسهامات ارنست هاس في تطوير
النظرية الوظيفية الجديدة؟
الفصل األول :النظرية الوظيفية الجديدة:
التقليد الشائع في تطور العلوم االجتماعية أن لكل بناء نظري استدراكات وتصحيحات تصاغ
في ثوب جديد و تكون بمثابة نفس جديد للنظرية األم أمال في االستمرار والمصداقية في
تحليل العالقات الدولية ،وفي هذا اإلطار جاءت الوظيفية الجديدة على أثر االنتقادات النظرية
التي وجهت للوظيفية األصلية التي تركزت حول استحالة الجمع و التوحيد بين مصالح
الشعوب و األمم و استحالة الفصل بين القضايا السياسية و تميزها عن القضايا األخرى و
أخي ار استحالة إقناع الدول بتنازلها عن جزء من سيادتها لصالح المؤسسات الوظيفية الجديدة،
أما النوع الثاني من االنتقادات فقد تمحور حول الجانب العملي لهذه النظرية فجل المنظمات
الدولية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لم تصل إلى تقليص الفوارق بين األمم عن
طريق الوظائف التي تؤديها و لم تستطع كذلك المشاركة في تحويل الوالء من مركزه الوطني
إلى المنظمات الدولية .في خضم هذه االنتقادات جاءت الوظيفية الجديدة لوضع مفهوم
مغاير للتكامل واالندماج وإيجاد معايير ومؤشرات جديد لهذه الظاهرة .فالوظيفية الجديدة تعتني
بوجود ظاهرة تكامل قطاعات سيادية في الدول تحت ضغط اإلغراء االقتصادي مع وجود
تحكم مرافق للعملية ،وتتعزز هذه العملية عندما تستوي في شكل حركة أين تصبح المنظمات
وجماعات الضغط واألحزاب السياسية ميالة إلى أن تكون مندمجة فيها .وإلقحام الجماعات
واألحزاب البد أن يكون القطاع المختار مهما ومثي ار لالهتمام لكن ال يكون مثي ار للجدل بشكل
حاد بحيث تتأثر المصالح الحيوية للدول وال تشعر النخب السياسية أن قوتها ومصالحها
1
الواسع مهددة بشكل جدي.
1د .بوقارة ،حسن ،ظاهرة التكامل بين التصورات النظرية وواقع العالقات الدولية ،جامعة الجزائر .3السداسي األول ،0212ص.01-02
المبحث الثاني :منهج الوظيفية الجديدة
منهج الوظيفية الجديدة هو منهج آلي ومرحلي في آن واحد ،بحيث أن البداية التي يجب أن
تكون بالضرورة في المجال االقتصادي والتي سوف تؤدي آليا إذا توفرت الشروط الضرورية
إلى االنتقال إلى مجاالت أخرى إلى أن تصل العملية التكاملية إلى قمتها .ويعتبر
االنتشار spilloverالمحرك الرئيسي لعملية التكامل و االندماج حسب منهج الوظيفية
الجديدة.
ففي نظر هاس أن االنتشار يحدث ألن السياسات المتخذة لتحقيق هدف معين ال يمكن أن
تكون حقيقية وفعالة إال إذا تم توسيع هذا الهدف .أما ليندبيرغ فيرى أن االنتشار هو عبارة
عن مسار بواسطته يمكن لنشاط في مجال معين أن يخلق وضعية وحالة تجعل من الهدف
األصلي مستحيل التحقيق ،إذا لم يتم توسيع هذا النشاط إلى نشاطات مكملة والتي بدورها
تخلق حاالت وأوضاع تكون مصدر بروز حاجات جديدة وهكذا يتم االنتشار .كما أن االنتشار
يمكن أن ينتج عن المنافسة التي تتسبب فيها عملية التكامل وعن عدم التوازن في االستفادة
من نتائج هذه العملية ،وعليه تجد المؤسسات التكاملية نفسها مضطرة التخاذ ق اررات جديدة في
نشاطات أخرى من أجل إعادة التكافؤ في ميزان االستفادة.
كما يرى أن القطاعات التي لها إمكانية كبيرة للتوسيع واالنتشار هي القطاعات االقتصادية
التي تلعب الدور القيادي في عملية االنتشار الرتباطها الوثيق باالهتمامات المباشرة للمواطنين
(الرفاه االجتماعي) ،وب التالي فإن االنتشار هو المؤشر الرئيسي الذي ألية تجربة تكاملية
للوصول إلى مرحلة اإلقالع وهي النقطة التي يصل فيها مسار التكامل إلى تحقيق الشروط
2
الضرورية التي تسمح له بالمواصلة دون التدخل من البيئة الخارجية.
أوال-وضع بعض القطاعات المتكاملة لدول مستقلة تحت المراقبة واإلشراف والتسيير
المشترك:
تعتبر أهم ركيزة للنظرية الوظيفية الجديدة و من خاللها نكون قد و ضعنا األسس الرئيسية
لعملية و مسار تكامل بجلب اهتمام و مشاركة األحزاب السياسية و جماعات المصالح داخل
هذه الدول الوطنية المستقلة على أن يكون لقطاع أو قطاعات التكامل اهمية بالغة بالنسب
للدول األعضاء إذ يجب البدء بالقطاع الحيوي و الذي يحتل مكانة استراتيجية بالنسبة
القتصاديات هذه الدول ،كما يجب أن يتميز هذا القطاع بالطابع التنافسي لكن ال يجب أن
يؤدي هذا التنافس بين الدول األعضاء إلى تناقض مصلحها مما يؤدي إلى شعور هذه األخيرة
بتهديد مباشر أو غير مباشر لمصالحها و لمصالح نخبها السياسية و االقتصادية ،و سوف
يتولد عن هذا النشاط الوظيفي في هذا القطاع الحيوي مجموعة من المشاكل التي تستدعي
التضحية من طرف الدول األعضاء لكنه سوف يؤدي إلى بروز مطالب جديدة تكون السبب
الرئيسي لدفع عملية التكامل في هذا القطاع الحيوي إلى قطاعات أخرى ال تقل أهمية عن
القطاع األول .و مع مرور الزمن سوف تمتد عملية التوسع التكاملي هذه إلى األجهزة المركزية
التخاذ القرار في الدول األعضاء.
يعد تأثير جماعات الضغط و األحزاب السياسية عامال جديدا في السياسة الوطنية فإذا كان
لها في هذه العملية التكاملية مصالح حيوية فإنها هي التي تطالب بضرورة إعطاء أهمية
للمؤسسات الوظيفية الجديدة و تمارس الضغط على الحكومات للعضوية في مثل هذه
المؤسسات ،و مع كون هذه الجماعات و األحزاب المدافع الرئيسي عن اإليديولوجيات الوطنية
فإن اجتماعها في المؤسسات الوظيفية المركزية يؤدي إلى القضاء على اإليديولوجيات و
بالتالي السماح إليديولوجية فوق قومية بالظهور و االنتشار و هكذا تتحول هذه المؤسسات
الوظيفية إلى مركز رئيسي التخاذ القرار داخل جماعة الدول المعنية بعملية التكامل و االندماج.
ترتكز الوظيفية الجديد على مفهوم التكامل الجهوي بدال من مفهوم التكامل في إطاره الدولي
كما ترى الوظيفي األصلية .فالوظيفيون الجدد يعتقدون أن محاول الجمع بين مجموعة كبيرة
من الدول تختلف في الجانب االقتصادي و االجتماعي و السياسي هو ضرب من المثالية و
الخيال بحيث ال يمكن تحقيق ذلك تحت أي أسلوب من األساليب في الفترة الزمنية الممتدة
من الحرب العالمية الثانية إلى يومنا هذا .و لهذه األسباب يجب التركيز على التكامل الجهوي
الذي يبدأ من مناطق جغرافية معينة و التي تتوفر فيها بعض الشروط األولية لعملية التكامل
و االندماج ،و لهذا يجمع جل منظري الوظيفية الجديدة على أساس أن من بين أهم هذه
الشروط األولي للتكامل و االندماج الدولي هو التجانس االقتصادي و االجتماعي بين الدول
3
المعنية
يعد "ارنست هاست"E.Haas :المؤسس الفعلي للوظيفية الجديدة وقد كـان متـأث ار بتطـور
التجربة التكاملية في إطار السوق األوروبية المشتركة ،ووظيفية هاس تركز على ثالثة عناصر
أساسـية هي :
-1مبدأ التعميم أو االنتشار الذي يعني أن التكامل في قطاع يؤدي إلى التكامـل فـي بقيـة
القطاعـات األخرى .
-2التسييس التدريجي من خالل اإلنتقال من المسائل التقنية-الفنية إلى المسائل السياسية .
-3عنصر الوالء للتنظيم الدولي إقليميا كان أو دوليا إلنشاء العملية التكاملية
ويعتمد هاس في تحليله للتكامل واالندماج على نظرية الجماعة Theory Groupالتي
بمقتضاها يعتقد أن بداية أي تجربة تكاملية يجب أن تقترن بموافقة ومساندة الجماعات والفئات
الفاعلة في المجتمـع التعددي الديمقراطي ،وهذه العملية ال تتطلب موافقة األغلبية المطلقة في
المجتمـع وال تتطلـب تجـانس ألهداف وهذه الجماعات يمكن أن تكون صناعية ،سياسية،
عمالية. 4
ينتقل هاس بعد هذا إلى المؤسسات التكاملية الرئيسية التي يجب أن ينتقل إليها مركز القرار
فـي مجموعة الدول المعنية بعملية التكامل ويعتقد هاس أن الوسيلة الرئيسية لتدعيم هذه
المؤسسات تكمن فـي الجماعات الرئيسية ذات المصالح داخل منطقة التكامل ،وهذا الدعم
يمكن المؤسسات من وضـع قـوانين ومعايير تسيير وإدارة موحدة داخل قطاع معين ،لكن
تدعيم ومساندة جماعات المصالح يرتكـز أساسـا على حساب الفوائد التي يمكن أن يتحصل
4بلقاسمي رقية ،التكامل اإلقليمي المغاربي في دراسة التحديات واالفاق المستقبلية (رسالة ماجستير) ،كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة
محمد خيضر بسكرة ،0211-0212 ،ص.30
عليها هؤالء من عملية التكامل فهذه الجماعات مستعدة لتحويل والئها إلى هذه المؤسسات
الجديدة في حالة ما إذا تبين أن مسار التكامل سيعود عليها بفوائـد ال يمكـن تحقيقها في إطار
آخر ،وهنا يرى هاس بأنه من المتوقع أن تلعب جماعات المصالح اإلقتصـادية الـدور القيادي
لهذه العملية نظ ار ألن التكامل يسمح لهم بإيجاد أسواق جديدة والحصول على موارد مالية
جديـدة وتوسع في مجال اإلستثمارات...الخ ،التي ال يمكن تحقيقها في إطار النشاط القطري
الضيق.
وألن المحاوالت األولى للتكامل تكون في الحقل اإلقتصادي لتنتشر فيما بعد لتشمل بقية
الحقول األخـرى فالوظيفية الجديدة تفترض وجود قوة دفع مستمرة في اتجاه العمل التكاملي أو
ما يسمى بالتدفق اإلنتشاري spill-overفالعملية التكاملية تبدأ بتحقيق التعاون في أحد
الميادين أو القطاعات الفنيـة ويفتـرض أن يكون للنجاح المتحقق فيها قوة دفع تكفي لحث
قطاعات أخرى على مزيد من التكامل بسبب التشابك بـين مختلف القطاعات الفنية ،مما يؤدي
إلى إزالة الشكوك المتبادلة بين نخب دول التكامل.
وهذا يعني أن الذين يحققون منافع من المنظمات فوق القومية في قطاع محـدد يميلـون بشـكل
ملحوظ إلى تأييد التكامل في قطاعات أخرى .
وينبه هاس إلى أن التعميم ال يحدث بشكل آلي ولكنه مرتبط بإرادة األطراف واسـتعدادها
للتكيـف مـع الواقع الجديد من جهة وتعميمها للنجاح في قطاع على قطاعات أخرى من جهة
ثانية.
ويقول هاس << لكي يتم تحقيق تقدم فعلي في مجال التكامل البد من التوافق في اإللتـزام
بـين النخبة والقيادة الحكومية حول األهداف والوسائل ،أما إذا كانت العالقة في هذين المجالين
غير مبلورة أو عندما تكون القيادات الحكومية تسعى ألهداف إقتصادية في حين تدعو النخبة
إلى اتخاذ إجراءات سياسية جذرية فإن التكامل يصبح واقفا على أرضية مهتزة ،بل إن الوضع
قد يكون أكثر تعقيد إذا كانت القيادات الحكومية مهتمة بقضايا سياسية في الوقت الذي تتطلع
فيه النخبة إلى الجانب االقتصادي>>.
لذلك البد من حدوث توافق وتوازن بين الجانبين حتى ال يحدث تراجع أو انتكاسة لمسار
التكامل ، spill-backوألجل استمرار التكامل البد من تحقيق توازن بين التقـدم فـي ال
مسـتويين اإلقتصـادي والسياسي ،فوجود تطور إقتصادي فقط يصعب استم ارره دون مستوى
مناسـب ومـواز مـن التطـور 5السياسي يدفعه ويعززه ،فالتوجه اإلقتصادي يتأتى ويتحدد عبر
إطار وموقف سياسـي مقابـل ،فتـوافر التوافق السياسي أو انعدامه يمكن أن تكون له آثار دافعة
أو تفكيكية والتي عبرت عنها النظرية بمصطلح spill-back6
يرى إيرنست هاس Haas Ernestبان عملية التكامل تبدأ من توقع المكاسب والمنافع ،وركز
على دور القوة وعملية التعلم في دفع عملية التكامل ،التي تشجع علی انتشار الرفاه .ويرى
بأن التكامل يتعزز من خالل دور الخبراء الفنيين في وضع معايير وتمثيل األطراف بطريقة
متساوية ،حيث أن عملية التكامل ستتعرض للفشل إذا كانت مرتبطة بدولة معينة اوقيادة
كارزمية .وقد صنف متغيرات عملية التكامل في ثالث فئات:
الفئة الثالثة :من المتغيرات يسميها المتغيرات القاعدية :وتتمثل في صفات وقدرات الوحدات
الداخلة في عملية التكامل من حيث حجم هذه الوحدات ،درجة وجود تعددية اثنية وعرقية
ولغوية داخل ھذه الوحدات توجهات النخب.
الفئة الثانية :من المتغيرات هي المتغيرات لھا صلة بانطالق عملية التكامل وتشمل :حجم
السلطة الممنوحة لهيئات التكامل الجديدة ،ومستوى المشاركة بين االطراف.
7د .ذهبي حكيم ،محاضرات بعنوان مقياس نظريات التكامل و لالندما سنة ثالثة عالقات دولية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة بليدة،0
،0201-0202ص10
خاتمة:
ينظر ارنست هاس الى التكامل ال باعتباره حالة يتم فيها تحقيق الوحدة تحقيق الوحدة السياسية
كما يرى الدستوريون او قيم ومصالح كما يراها الوظيفيون واالتصاليون ولكن يركز اكثر على
الطبيعة التعددية للمجتمع الحديث التي تتنافس فيها وتتصارع النخب والمصالح ومن ثم يرى
بان التكامل عملية تعيد فيها النخب بطريقة سياسية متدرجة صياغة مصالحها بمصطلحات و
اساليب تعبر عن توجه اقليمي اكثر منه توجه وطنيا خالصا فالتكامل لدى هاس هو *العملية
التي يكون فيها الفاعلون السياسيون في مختلف المواقع الوطنية مقتنعين بتحويل والءتهم
وتوقعاتهم ونشاطاتهم السياسية نحو مركز جديد اكبر له مؤسسات ومطالب قانونية على الدول
الوطنية السابقة.
قائمة المراجع:
-1ظاهرة التكامل بين التصو ارت النظرية وواقع العالقات الدولية ،د .بوقارة حسن،
،2112 جامعة الجزائر .3السداسي األول
-2التكامل اإلقليمي المغاربي في دراسة التحديات واالفاق المستقبلية (رسالة ماجستير)،
بلقاسم رقية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة محمد خيضر بسكرة -2111 ،
.2111
-3محاضرات بعنوان مقياس نظريات التكامل و لالندماج سنة ثالثة عالقات دولية،
د.ذهبي حكيم ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة بليدة.2121-2121 ،2