You are on page 1of 13

‫الجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الجزائر ‪-3-‬‬
‫كلية العلوم السياسية والعالقات السياسية‬

‫تخصص‪ :‬دراسات إقليمية‬


‫مقياس‪ :‬نظريات التكامل واالندما ‪1‬‬
‫ماستر‪1‬‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫الوظيفية الجديدة عند ارنست هاس‬

‫تحت اشراف األستاذة‪:‬‬ ‫من اعداد الطالبة‪:‬‬


‫زكري المية‬ ‫هندي اية‬
‫الفو ‪20:‬‬

‫السنة الجامعية‪0200/0201:‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫المقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬النظرية الوظيفية الجديدة‬

‫المبحث األول‪ :‬نشأة الوظيفية الجديدة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬منهج الوظيفية الجديدة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬افتراضات الوظيفية الجديدة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اهم افكار ومرتكزات وظيفية هاس‬

‫المبحث األول‪ :‬ارنست هاس وتكامل القطاعات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬متغيرات عملية التكامل حسب ارنست هاس‬

‫خاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫برزت الحاجة الملحة الى تضافر العمل الجماعي للدول والمجتمعات وهدا بغرض الحفاظ على‬
‫مكانتها نظ ار لصغر مساحتها او ضعفها االقتصادي او العسكري في ظل وجود تهديدات امنية‬
‫تحيط بها وبالتالي بات مفهوم التكامل لهذه الدول ام ار ملحا اكثر من اي وقت مضى وقد‬
‫خضع هذا المفهوم الى نقاش وبحث واسع منذ فترة ما بعد الحرب العالمية ‪ 2‬ولعل من ابرز‬
‫هذه النظريات التي فسرت ظاهرة التكامل الدولي هي النظرية الوظيفية الجديدة التي جاءت‬
‫فهي امتداد الن هذه االخيرة تمثل‬ ‫كرد فعل عن الوظيفية االصلية وامتدادا لها في ان واحد‬
‫المرجعية الفكرية للوظيفية الجديدة ومن خالل بحثنا هذا سنتعرف اكثر عن االفكار واالضافات‬
‫التي جاءت بها لحقل التكامل الدولي وخاصة فيما يخص افكار ابرز روادها المفكر ارنست‬
‫هاس من خالل طرح االشكالية التالية *فيما تتمثل اهم اسهامات ارنست هاس في تطوير‬
‫النظرية الوظيفية الجديدة؟‬
‫الفصل األول‪ :‬النظرية الوظيفية الجديدة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نشأة الوظيفية الجديدة‪:‬‬

‫التقليد الشائع في تطور العلوم االجتماعية أن لكل بناء نظري استدراكات وتصحيحات تصاغ‬
‫في ثوب جديد و تكون بمثابة نفس جديد للنظرية األم أمال في االستمرار والمصداقية في‬
‫تحليل العالقات الدولية‪ ،‬وفي هذا اإلطار جاءت الوظيفية الجديدة على أثر االنتقادات النظرية‬
‫التي وجهت للوظيفية األصلية التي تركزت حول استحالة الجمع و التوحيد بين مصالح‬
‫الشعوب و األمم و استحالة الفصل بين القضايا السياسية و تميزها عن القضايا األخرى و‬
‫أخي ار استحالة إقناع الدول بتنازلها عن جزء من سيادتها لصالح المؤسسات الوظيفية الجديدة‪،‬‬
‫أما النوع الثاني من االنتقادات فقد تمحور حول الجانب العملي لهذه النظرية فجل المنظمات‬
‫الدولية التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لم تصل إلى تقليص الفوارق بين األمم عن‬
‫طريق الوظائف التي تؤديها و لم تستطع كذلك المشاركة في تحويل الوالء من مركزه الوطني‬
‫إلى المنظمات الدولية‪ .‬في خضم هذه االنتقادات جاءت الوظيفية الجديدة لوضع مفهوم‬
‫مغاير للتكامل واالندماج وإيجاد معايير ومؤشرات جديد لهذه الظاهرة ‪.‬فالوظيفية الجديدة تعتني‬
‫بوجود ظاهرة تكامل قطاعات سيادية في الدول تحت ضغط اإلغراء االقتصادي مع وجود‬
‫تحكم مرافق للعملية‪ ،‬وتتعزز هذه العملية عندما تستوي في شكل حركة أين تصبح المنظمات‬
‫وجماعات الضغط واألحزاب السياسية ميالة إلى أن تكون مندمجة فيها ‪.‬وإلقحام الجماعات‬
‫واألحزاب البد أن يكون القطاع المختار مهما ومثي ار لالهتمام لكن ال يكون مثي ار للجدل بشكل‬
‫حاد بحيث تتأثر المصالح الحيوية للدول وال تشعر النخب السياسية أن قوتها ومصالحها‬
‫‪1‬‬
‫الواسع مهددة بشكل جدي‪.‬‬

‫‪ 1‬د‪ .‬بوقارة‪ ،‬حسن‪ ،‬ظاهرة التكامل بين التصورات النظرية وواقع العالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ .3‬السداسي األول ‪ ،0212‬ص‪.01-02‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬منهج الوظيفية الجديدة‬

‫منهج الوظيفية الجديدة هو منهج آلي ومرحلي في آن واحد‪ ،‬بحيث أن البداية التي يجب أن‬
‫تكون بالضرورة في المجال االقتصادي والتي سوف تؤدي آليا إذا توفرت الشروط الضرورية‬
‫إلى االنتقال إلى مجاالت أخرى إلى أن تصل العملية التكاملية إلى قمتها‪ .‬ويعتبر‬
‫االنتشار ‪ spillover‬المحرك الرئيسي لعملية التكامل و االندماج حسب منهج الوظيفية‬
‫الجديدة‪.‬‬

‫ففي نظر هاس أن االنتشار يحدث ألن السياسات المتخذة لتحقيق هدف معين ال يمكن أن‬
‫تكون حقيقية وفعالة إال إذا تم توسيع هذا الهدف‪ .‬أما ليندبيرغ فيرى أن االنتشار هو عبارة‬
‫عن مسار بواسطته يمكن لنشاط في مجال معين أن يخلق وضعية وحالة تجعل من الهدف‬
‫األصلي مستحيل التحقيق‪ ،‬إذا لم يتم توسيع هذا النشاط إلى نشاطات مكملة والتي بدورها‬
‫تخلق حاالت وأوضاع تكون مصدر بروز حاجات جديدة وهكذا يتم االنتشار‪ .‬كما أن االنتشار‬
‫يمكن أن ينتج عن المنافسة التي تتسبب فيها عملية التكامل وعن عدم التوازن في االستفادة‬
‫من نتائج هذه العملية‪ ،‬وعليه تجد المؤسسات التكاملية نفسها مضطرة التخاذ ق اررات جديدة في‬
‫نشاطات أخرى من أجل إعادة التكافؤ في ميزان االستفادة‪.‬‬

‫كما يرى أن القطاعات التي لها إمكانية كبيرة للتوسيع واالنتشار هي القطاعات االقتصادية‬
‫التي تلعب الدور القيادي في عملية االنتشار الرتباطها الوثيق باالهتمامات المباشرة للمواطنين‬
‫(الرفاه االجتماعي)‪ ،‬وب التالي فإن االنتشار هو المؤشر الرئيسي الذي ألية تجربة تكاملية‬
‫للوصول إلى مرحلة اإلقالع وهي النقطة التي يصل فيها مسار التكامل إلى تحقيق الشروط‬
‫‪2‬‬
‫الضرورية التي تسمح له بالمواصلة دون التدخل من البيئة الخارجية‪.‬‬

‫‪ 2‬د‪ .‬حسن بوقارة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪01‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬افتراضات الوظيفية الجديدة‬

‫أوال‪-‬وضع بعض القطاعات المتكاملة لدول مستقلة تحت المراقبة واإلشراف والتسيير‬

‫المشترك‪:‬‬

‫تعتبر أهم ركيزة للنظرية الوظيفية الجديدة و من خاللها نكون قد و ضعنا األسس الرئيسية‬
‫لعملية و مسار تكامل بجلب اهتمام و مشاركة األحزاب السياسية و جماعات المصالح داخل‬
‫هذه الدول الوطنية المستقلة على أن يكون لقطاع أو قطاعات التكامل اهمية بالغة بالنسب‬
‫للدول األعضاء إذ يجب البدء بالقطاع الحيوي و الذي يحتل مكانة استراتيجية بالنسبة‬
‫القتصاديات هذه الدول‪ ،‬كما يجب أن يتميز هذا القطاع بالطابع التنافسي لكن ال يجب أن‬
‫يؤدي هذا التنافس بين الدول األعضاء إلى تناقض مصلحها مما يؤدي إلى شعور هذه األخيرة‬
‫بتهديد مباشر أو غير مباشر لمصالحها و لمصالح نخبها السياسية و االقتصادية‪ ،‬و سوف‬
‫يتولد عن هذا النشاط الوظيفي في هذا القطاع الحيوي مجموعة من المشاكل التي تستدعي‬
‫التضحية من طرف الدول األعضاء لكنه سوف يؤدي إلى بروز مطالب جديدة تكون السبب‬
‫الرئيسي لدفع عملية التكامل في هذا القطاع الحيوي إلى قطاعات أخرى ال تقل أهمية عن‬
‫القطاع األول‪ .‬و مع مرور الزمن سوف تمتد عملية التوسع التكاملي هذه إلى األجهزة المركزية‬
‫التخاذ القرار في الدول األعضاء‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬تأثير األحزاب السياسية وجماعات الضغط على العملية التكاملية‪:‬‬

‫يعد تأثير جماعات الضغط و األحزاب السياسية عامال جديدا في السياسة الوطنية فإذا كان‬
‫لها في هذه العملية التكاملية مصالح حيوية فإنها هي التي تطالب بضرورة إعطاء أهمية‬
‫للمؤسسات الوظيفية الجديدة و تمارس الضغط على الحكومات للعضوية في مثل هذه‬
‫المؤسسات ‪ ،‬و مع كون هذه الجماعات و األحزاب المدافع الرئيسي عن اإليديولوجيات الوطنية‬
‫فإن اجتماعها في المؤسسات الوظيفية المركزية يؤدي إلى القضاء على اإليديولوجيات و‬
‫بالتالي السماح إليديولوجية فوق قومية بالظهور و االنتشار و هكذا تتحول هذه المؤسسات‬
‫الوظيفية إلى مركز رئيسي التخاذ القرار داخل جماعة الدول المعنية بعملية التكامل و االندماج‪.‬‬

‫ثالثا‪-‬مفهوم التكامل الجهوي‪:‬‬

‫ترتكز الوظيفية الجديد على مفهوم التكامل الجهوي بدال من مفهوم التكامل في إطاره الدولي‬
‫كما ترى الوظيفي األصلية ‪.‬فالوظيفيون الجدد يعتقدون أن محاول الجمع بين مجموعة كبيرة‬
‫من الدول تختلف في الجانب االقتصادي و االجتماعي و السياسي هو ضرب من المثالية و‬
‫الخيال بحيث ال يمكن تحقيق ذلك تحت أي أسلوب من األساليب في الفترة الزمنية الممتدة‬
‫من الحرب العالمية الثانية إلى يومنا هذا ‪.‬و لهذه األسباب يجب التركيز على التكامل الجهوي‬
‫الذي يبدأ من مناطق جغرافية معينة و التي تتوفر فيها بعض الشروط األولية لعملية التكامل‬
‫و االندماج‪ ،‬و لهذا يجمع جل منظري الوظيفية الجديدة على أساس أن من بين أهم هذه‬
‫الشروط األولي للتكامل و االندماج الدولي هو التجانس االقتصادي و االجتماعي بين الدول‬
‫‪3‬‬
‫المعنية‬

‫‪ 3‬د‪ .‬حسن بوفارة‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬الصفحة السابقة ص ‪.01‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬اهم افكار ومرتكزات وظيفية هاس‬

‫المبحث األول‪ :‬ارنست هاس وتكامل القطاعات‬

‫يعد "ارنست هاست"‪E.Haas :‬المؤسس الفعلي للوظيفية الجديدة وقد كـان متـأث ار بتطـور‬
‫التجربة التكاملية في إطار السوق األوروبية المشتركة‪ ،‬ووظيفية هاس تركز على ثالثة عناصر‬
‫أساسـية هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬مبدأ التعميم أو االنتشار الذي يعني أن التكامل في قطاع يؤدي إلى التكامـل فـي بقيـة‬
‫القطاعـات األخرى ‪.‬‬
‫‪ -2‬التسييس التدريجي من خالل اإلنتقال من المسائل التقنية‪-‬الفنية إلى المسائل السياسية ‪.‬‬

‫‪-3‬عنصر الوالء للتنظيم الدولي إقليميا كان أو دوليا إلنشاء العملية التكاملية‬

‫ويعتمد هاس في تحليله للتكامل واالندماج على نظرية الجماعة ‪ Theory Group‬التي‬
‫بمقتضاها يعتقد أن بداية أي تجربة تكاملية يجب أن تقترن بموافقة ومساندة الجماعات والفئات‬
‫الفاعلة في المجتمـع التعددي الديمقراطي‪ ،‬وهذه العملية ال تتطلب موافقة األغلبية المطلقة في‬
‫المجتمـع وال تتطلـب تجـانس ألهداف وهذه الجماعات يمكن أن تكون صناعية‪ ،‬سياسية‪،‬‬
‫عمالية‪. 4‬‬

‫ينتقل هاس بعد هذا إلى المؤسسات التكاملية الرئيسية التي يجب أن ينتقل إليها مركز القرار‬
‫فـي مجموعة الدول المعنية بعملية التكامل ويعتقد هاس أن الوسيلة الرئيسية لتدعيم هذه‬
‫المؤسسات تكمن فـي الجماعات الرئيسية ذات المصالح داخل منطقة التكامل‪ ،‬وهذا الدعم‬
‫يمكن المؤسسات من وضـع قـوانين ومعايير تسيير وإدارة موحدة داخل قطاع معين‪ ،‬لكن‬
‫تدعيم ومساندة جماعات المصالح يرتكـز أساسـا على حساب الفوائد التي يمكن أن يتحصل‬

‫‪ 4‬بلقاسمي رقية‪ ،‬التكامل اإلقليمي المغاربي في دراسة التحديات واالفاق المستقبلية (رسالة ماجستير)‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة ‪،0211-0212 ،‬ص‪.30‬‬
‫عليها هؤالء من عملية التكامل فهذه الجماعات مستعدة لتحويل والئها إلى هذه المؤسسات‬
‫الجديدة في حالة ما إذا تبين أن مسار التكامل سيعود عليها بفوائـد ال يمكـن تحقيقها في إطار‬
‫آخر‪ ،‬وهنا يرى هاس بأنه من المتوقع أن تلعب جماعات المصالح اإلقتصـادية الـدور القيادي‬
‫لهذه العملية نظ ار ألن التكامل يسمح لهم بإيجاد أسواق جديدة والحصول على موارد مالية‬
‫جديـدة وتوسع في مجال اإلستثمارات‪...‬الخ‪ ،‬التي ال يمكن تحقيقها في إطار النشاط القطري‬
‫الضيق‪.‬‬

‫وألن المحاوالت األولى للتكامل تكون في الحقل اإلقتصادي لتنتشر فيما بعد لتشمل بقية‬
‫الحقول األخـرى فالوظيفية الجديدة تفترض وجود قوة دفع مستمرة في اتجاه العمل التكاملي أو‬
‫ما يسمى بالتدفق اإلنتشاري ‪ spill-over‬فالعملية التكاملية تبدأ بتحقيق التعاون في أحد‬
‫الميادين أو القطاعات الفنيـة ويفتـرض أن يكون للنجاح المتحقق فيها قوة دفع تكفي لحث‬
‫قطاعات أخرى على مزيد من التكامل بسبب التشابك بـين مختلف القطاعات الفنية‪ ،‬مما يؤدي‬
‫إلى إزالة الشكوك المتبادلة بين نخب دول التكامل‪.‬‬

‫وهذا يعني أن الذين يحققون منافع من المنظمات فوق القومية في قطاع محـدد يميلـون بشـكل‬
‫ملحوظ إلى تأييد التكامل في قطاعات أخرى ‪.‬‬

‫وينبه هاس إلى أن التعميم ال يحدث بشكل آلي ولكنه مرتبط بإرادة األطراف واسـتعدادها‬
‫للتكيـف مـع الواقع الجديد من جهة وتعميمها للنجاح في قطاع على قطاعات أخرى من جهة‬
‫ثانية‪.‬‬

‫ويقول هاس << لكي يتم تحقيق تقدم فعلي في مجال التكامل البد من التوافق في اإللتـزام‬
‫بـين النخبة والقيادة الحكومية حول األهداف والوسائل‪ ،‬أما إذا كانت العالقة في هذين المجالين‬
‫غير مبلورة أو عندما تكون القيادات الحكومية تسعى ألهداف إقتصادية في حين تدعو النخبة‬
‫إلى اتخاذ إجراءات سياسية جذرية فإن التكامل يصبح واقفا على أرضية مهتزة‪ ،‬بل إن الوضع‬
‫قد يكون أكثر تعقيد إذا كانت القيادات الحكومية مهتمة بقضايا سياسية في الوقت الذي تتطلع‬
‫فيه النخبة إلى الجانب االقتصادي>>‪.‬‬

‫لذلك البد من حدوث توافق وتوازن بين الجانبين حتى ال يحدث تراجع أو انتكاسة لمسار‬
‫التكامل ‪ ، spill-back‬وألجل استمرار التكامل البد من تحقيق توازن بين التقـدم فـي ال‬
‫مسـتويين اإلقتصـادي والسياسي‪ ،‬فوجود تطور إقتصادي فقط يصعب استم ارره دون مستوى‬
‫مناسـب ومـواز مـن التطـور‪ 5‬السياسي يدفعه ويعززه‪ ،‬فالتوجه اإلقتصادي يتأتى ويتحدد عبر‬
‫إطار وموقف سياسـي مقابـل‪ ،‬فتـوافر التوافق السياسي أو انعدامه يمكن أن تكون له آثار دافعة‬
‫أو تفكيكية والتي عبرت عنها النظرية بمصطلح ‪spill-back6‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬متغيرات عملية التكامل حسب ارنست هاس‬

‫يرى إيرنست هاس ‪ Haas Ernest‬بان عملية التكامل تبدأ من توقع المكاسب والمنافع‪ ،‬وركز‬
‫على دور القوة وعملية التعلم في دفع عملية التكامل‪ ،‬التي تشجع علی انتشار الرفاه‪ .‬ويرى‬
‫بأن التكامل يتعزز من خالل دور الخبراء الفنيين في وضع معايير وتمثيل األطراف بطريقة‬
‫متساوية‪ ،‬حيث أن عملية التكامل ستتعرض للفشل إذا كانت مرتبطة بدولة معينة اوقيادة‬
‫كارزمية‪ .‬وقد صنف متغيرات عملية التكامل في ثالث فئات‪:‬‬

‫الفئة الثالثة‪ :‬من المتغيرات يسميها المتغيرات القاعدية‪ :‬وتتمثل في صفات وقدرات الوحدات‬
‫الداخلة في عملية التكامل من حيث حجم هذه الوحدات‪ ،‬درجة وجود تعددية اثنية وعرقية‬
‫ولغوية داخل ھذه الوحدات توجهات النخب‪.‬‬

‫الفئة الثانية‪ :‬من المتغيرات هي المتغيرات لھا صلة بانطالق عملية التكامل وتشمل‪ :‬حجم‬
‫السلطة الممنوحة لهيئات التكامل الجديدة‪ ،‬ومستوى المشاركة بين االطراف‪.‬‬

‫‪ 5‬بلقاسمي رقية‪ ،‬نفس مرجع الصفحة السابقة ص‪.32‬‬


‫‪ 6‬بلقاسمي رقية‪ ،‬نفس مرجع الصفحة السابقة ص‪.33‬‬
‫الفئة الثالثة‪ :‬من المتغيرات وهي متغيرات الحركية‪ :‬وتتمثل في نموذج اتخاد القرار المتخذ‪،‬‬
‫ومعدل التعامل بين الوحدات‪ ،‬وقدرة األطراف المعارضة او التي دخلت عملية التكامل على‬
‫التكيف مع الواقع الجديد‪ .‬باإلضافة الى اهمية توافق النخب االقتصادية مع النخبة السياسية‬
‫‪7‬‬
‫او مع القيادة الحكومية‪.‬‬

‫‪ 7‬د‪ .‬ذهبي حكيم‪ ،‬محاضرات بعنوان مقياس نظريات التكامل و لالندما سنة ثالثة عالقات دولية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة بليدة‪،0‬‬
‫‪،0201-0202‬ص‪10‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫ينظر ارنست هاس الى التكامل ال باعتباره حالة يتم فيها تحقيق الوحدة تحقيق الوحدة السياسية‬
‫كما يرى الدستوريون او قيم ومصالح كما يراها الوظيفيون واالتصاليون ولكن يركز اكثر على‬
‫الطبيعة التعددية للمجتمع الحديث التي تتنافس فيها وتتصارع النخب والمصالح ومن ثم يرى‬
‫بان التكامل عملية تعيد فيها النخب بطريقة سياسية متدرجة صياغة مصالحها بمصطلحات و‬
‫اساليب تعبر عن توجه اقليمي اكثر منه توجه وطنيا خالصا فالتكامل لدى هاس هو *العملية‬
‫التي يكون فيها الفاعلون السياسيون في مختلف المواقع الوطنية مقتنعين بتحويل والءتهم‬
‫وتوقعاتهم ونشاطاتهم السياسية نحو مركز جديد اكبر له مؤسسات ومطالب قانونية على الدول‬
‫الوطنية السابقة‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬ظاهرة التكامل بين التصو ارت النظرية وواقع العالقات الدولية‪ ،‬د‪ .‬بوقارة حسن‪،‬‬
‫‪،2112‬‬ ‫جامعة الجزائر ‪ .3‬السداسي األول‬
‫‪ -2‬التكامل اإلقليمي المغاربي في دراسة التحديات واالفاق المستقبلية (رسالة ماجستير)‪،‬‬
‫بلقاسم رقية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة محمد خيضر بسكرة ‪-2111 ،‬‬
‫‪.2111‬‬
‫‪ -3‬محاضرات بعنوان مقياس نظريات التكامل و لالندماج سنة ثالثة عالقات دولية‪،‬‬
‫د‪.‬ذهبي حكيم‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة بليدة‪.2121-2121 ،2‬‬

You might also like