Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الرابعة
المحاضرة الرابعة
ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﻣﺻﺎدر ﻋدة ﯾﺳﺗﻘﻲ ﻣﻧﻬﺎ أﺣﻛﺎﻣﻪ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻣﺻﺎدر داﺧﻠﯾﺔ
)ﻓرع أول( وأﺧرى ﺧﺎرﺟﯾﺔ )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(.
ﺗﻘﺳم اﻟﻣﺻﺎدر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻣل ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺻﺎدر رﺳﻣﯾﺔ )أوﻻ( وأﺧرى
ﻏﯾر رﺳﻣﯾﺔ )ﺛﺎﻧﯾﺎ(.
ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻣﺻﺎدر ﻏﯾر اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣل وﺗﺗﻣﺛل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ
اﻟﺧﺻوص ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟدراﺳﺎت اﻟﻔﻘﻬﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻧﺎول ﻗواﻧﯾن اﻟﻌﻣل
ﺑﺎﻟﺷرح واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻟﺟواﻧب اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ﻓﯾﻬﺎ واﻗﺗراح اﻟﺣﻠول اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣﺷرع ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻷﻋراف واﻟﻌﺎدات اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ واﻟﺗﻲ
ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ إﻧﺷﺎء ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﺑﺎﻟﻧظر إﻟﻰ ﺻﻔﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ
ﻫذﻩ اﻷﻋراف؛ ٕواﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻫذﯾن اﻟﻣﺻدرْﯾن ﻫﻧﺎك اﻻﺗﻔﺎﻗﺎت اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻷﻧظﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺔ ،ﺣﯾث ﻋرﻓت اﻟﻣﺎدة 73ﻣن ﻗﺎﻧون 11/90اﻟﻧظﺎم
اﻟداﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ'':اﻟﻧظﺎم اﻟداﺧﻠﻲ ﻫو وﺛﯾﻘﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﯾﺣدد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗﺧدم
ﻟزوﻣﺎ ،اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻟﻠﻌﻣل واﻟوﻗﺎﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺔ واﻷﻣن
واﻻﻧﺿﺑﺎط ،''.وﺑﻬذا ﯾﺗﺿﺢ ﻣدى أﻫﻣﯾﺔ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺳن ﺳﯾر
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ.
ﻧظ ار ﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ظروف ﻋﻣل اﻟﻌﻣﺎل ﺣﯾﺛﻣﺎ ﻛﺎﻧوا ،ﺳﻌت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﻧظﻣﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل ﻣن أﺟل ﺣث اﻟدول ﻋﻠﻰ إﺑرام ﻣﻌﺎﻫدات دوﻟﯾﺔ ﺑﺧﺻوص
اﻟﻌﻣل وﺗﺗﻣﺛل أﺑرز ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺎت ﻓﻲ:
أوﻻ -ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ
أﻧﺷﺋت ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ ﻣﻌﺎﻫدة ﻓﺎرﺳﺎي ﺳﻧﺔ 1919ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻬﺗم
ﺑﺗوﺣﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻌﻣﺎﻟﯾﺔ ووﺿﻊ ﺗﺷرﯾﻊ دوﻟﻲ ﺑﺷﺄﻧﻪ ،ﻛﺎﻧت ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻌﺻﺑﺔ
اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺛم اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﻌدﻫﺎ ﻛﺟﻬﺎز ﻣﺳﺗﻘل ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻬﺎ.
ﯾﻌﺗﺑر ﻣﻧظﻣﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أوروﺑﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣل ﻧﺷﺄت ﺑﻣﻘﺗﺿﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ أﺑرﻣت ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ
ﺳﻧﺔ ،1942وﺗﺿم 40دوﻟﺔ أوروﺑﯾﺔ ،ﻛﺎن ﻣن ﻣﻬﺎﻣﻬﺎ ﻋﻘد اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻷطراف ﻓﻲ أوروﺑﺎ ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻣل.
ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺋت ﻋﺎم 1970ﻛوﻛﺎﻟﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺟﺎﻣﻌﺔ
اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻗﺎﻣت ﺑوﺿﻊ ﻋدة اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت وﺗﻘدﯾم ﻋدة ﺗوﺻﯾﺎت ﺑ ّﺷﺄن
اﻟﺗﺄﻣﯾﻧﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻌﻣل وﺗﻧﻘل اﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،واﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ
وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﺗﻬم اﻟﻌﻣﺎل.
وﺗﺑﻌﺎ ﻟذﻟك ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺑوﺿﻊ ﺗﺷرﯾﻌﺎت دوﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت دوﻟﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺻﺎدق
اﻟوطنﯾﺔ ﻟﻬﺎ. ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدول وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر ،وﺗﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺿﻣﺎن ﻣواﻛﺑﺔ ﺗﺷرﯾﻌﺎﺗﻬﺎ