You are on page 1of 9

‫المشاريع المغربية للعقيدة األشعرية على عهد الدولة الموحدية من ‪ 541‬ﻫ‪/‬‬

‫‪1147‬م إلى ‪668‬ﻫ‪1269/‬م‬


‫مدخل‬
‫يأتي هذا البحث في سياق تأكيد االزدهار الذي عرفه المذهب األشعري في المغرب بعد أن اعتمده الموحدون م ذهبا رس ميا للدول ة‪ ،‬وم ا‬
‫ت لهذا المذهب على عهد الموحدين نش ير‬ ‫ترتب على ذلك من اكتساحه للمنطقة وسعة انتشاره‪ .‬وقبل عرْ ض المصادر المغربية التي نَظَّ َر ْ‬
‫ة‪:‬‬ ‫ات التالي‬ ‫إلى المالحظ‬
‫بج ْعل رسائلهم وكتبهم وتعاليقهم عبارة عن‬ ‫استعملت في العنوان عبارة "المشاريع المغربية"‪ ،‬ألن منظِّري الدولة الموحدية‪ ،‬تميزوا َ‬ ‫ُ‬ ‫‪–1‬‬
‫مشاريع تهدف إلى محاربة "دولة المرابطين" وتأسيس دولة جديدة هي "دولة الموحدين"‪ .‬كما أن المتكلمين المغاربة الذين عاش وا خالل‬
‫ُح ْك م الموحدين‪ ،‬كانوا يهدفون إلى تحقيق مشاريع بعضها كان على النقيض من مبادئ مؤسِّسي هذه الدول ة‪ ،‬حيث وج دنا أغلبهم ينتق دون‬
‫ومرت‪.‬‬ ‫ا ابن ت‬ ‫اء بهم‬ ‫تين ج‬ ‫ة" الل‬ ‫مة" و"المهدوي‬ ‫ريتَي "العص‬ ‫نظ‬
‫‪ - 2‬أقصد بعبارة "المشاريع المغربية" أمريْن‪ :‬أولهما‪ :‬المصادر المدوَّنة‪ ،‬وليس المخطَّطات التي وضعها أصحابها لتنفيذ مقص د عق دي‪،‬‬
‫ار‪.‬‬ ‫ون كتب األخب‬ ‫ود في بط‬ ‫و موج‬ ‫اه‬ ‫ي‪ ،‬إلخ‪ ،‬مم‬ ‫أو فقهي‪ ،‬أو سياس‬
‫ثانيهما‪ :‬المصادر المعرفية التي بُنِيت على أساس علمي‪ ،‬ال تل ك ال تي بُنِيت على أس اس سياس ي أو إي ديولوجي محض‪ ،‬من قبي ل رس الة‬
‫والمجس مين وعالم اتهم"() ال تي ألفه ا في َر ْمي عقائ د الملثمين بـ"التجس يم"‬ ‫ِّ‬ ‫محمد بن تـومرت فـي "بـيـان طوائف الـمبطلين الـملثَّمين‬
‫بيه"‪.‬‬ ‫و"التش‬
‫ومن ذلك أيضا‪ ،‬رسالته الموسومة بـ"الرسالة المنظمة"()‪ ،‬التي دعا فيها إلى جهاد المرابطين‪ ،‬وبعبارته‪" :‬جهاد المجسمين والمفسدين"‪،‬‬
‫"الكفرة الملثمين"‪" ،‬البرابر المفسدين"‪" ،‬أولياء الشيطان‪ ،‬وأعوان الكفرة الملثمين"‪" ،‬أهل التجسيم الملثمين‪ ،‬والبرابر المفسدين"‪" ،‬أه ل‬
‫التجسيم والفساد"()‪ ،‬في مقابل أتباعه الذين اعتبرهم هم "أهل التوحيد"()‪ .‬وال يخفى الخلفية السياسية واإليديولوجية لمث ل ه ذه األحك ام‪،‬‬
‫لف"‪.‬‬ ‫ذهب الس‬ ‫انوا على "م‬ ‫لك‬ ‫بهين‪ ،‬ب‬ ‫مين‪ ،‬وال مش‬ ‫وا مجس‬ ‫رابطين لم يكون‬ ‫حيث إن الم‬
‫وعلي ه‪ ،‬فلم أجع ل لمث ل ه ذه المش اريع ذات الخلفي ة اإليديولوجي ة موض عا بين المص ادر المغربي ة المندرج ة في البحث‪.‬‬
‫‪ - 3‬سأذكر خالل عرضي للمصادر المغربية للعقي دة األش عرية الكتب ال تي ع اش أص حابها من بين ع ام ‪541‬ﻫ‪1147/‬م وع ام ‪668‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1269‬م‪ ،‬أي منذ ظهور الدولة الموحدية إلى سقوطها‪ ،‬لكن يُستثنى من ذلك بعض كتب منظر الدولة الموحدي ة ابن ت ومرت‪ ،‬ألنه ا ب نيت‬
‫وجي‪.‬‬ ‫ي أو إديول‬ ‫اس سياس‬ ‫على أس‬
‫‪ – 4‬أقصد من لفظ "المغرب"‪ ،‬الوارد في البحث‪ ،‬المفهوم القديم الذي يرادف ما يسمى في عصرنا ه ذا بـ"المغ رب الع ربي الكب ير"()‪.‬‬
‫استثنيت مصنفات األندلسيين‪ ،‬ألن المدرسة األشعرية األندلسية لها خصوصياتها التي تميزها عن الفك ر األش عري المغ ربي‪ ،‬وله ذا‬ ‫ُ‬ ‫‪-5‬‬
‫المي"‪.‬‬ ‫رب اإلس‬ ‫ادر الغ‬ ‫ة" ال "مص‬ ‫ادر المغربي‬ ‫ارة "المص‬ ‫وان البحث عب‬ ‫ُ‬
‫تعملت في عن‬ ‫اس‬
‫‪ – 6‬سأذكر في الئحة المؤلفين للمصادر األشعرية عالما أشعريا على مذهب اإلمام الشافعي فـي الفقه‪ ،‬وهو شرف الدين أب و محم د عب د‬
‫هللا بن محمد الفهري المعروف بابن التلمساني‪ ،‬وهذا راج ع إلى أن الرج ل‪ ،‬وإن ك ان من أص ل تلمس اني‪ ،‬ف إن معظم حيات ه قض اها في‬
‫مص ر‪ ،‬وه ذا ال يكس ر قاع دة أن متكلمي الغ رب اإلس المي ك انوا على م ذهب اإلم ام مال ك في الفق ه‪.‬‬
‫‪ – 7‬الالئحة المذكورة أسفله ليست نهائية‪ ،‬إذ يمكن اعتبارها لبنة مشروع أكبر وأوسع‪ ،‬وقد راعيت في ترتيبها سنة وفاة الم ؤلفين بتق ديم‬
‫الس ابق على الالح ق‪ ،‬وإذا تع ددت مؤلَّف ات مؤلِّف واح د‪ ،‬فيُ راعَى في ت رتيب كتب ه ال ترتيب األلفب ائي‪.‬‬
‫ت إليه ا في اله وامش‪ ،‬محفوظ ة في الخزان ة الحس نية بالرب اط‪.‬‬ ‫وأح ْل ُ‬
‫‪ – 8‬أغلب الكتب المخطوط ة ال تي اعتم دت عليه ا في البحث‪َ ،‬‬
‫ادر‬ ‫رض المص‬ ‫ع‬
‫اإلمامة‪ ،‬ألبي عبد هللا محمد المهدي بن تومرت الموحدي (ت‪524‬ﻫ‪1129/‬م)()‪ :‬ذكرها عبدهللا ڰنون()‪ ،‬وهي رسالة في وج وب اعتق اد‬
‫دين‪.‬‬ ‫ان ال‬ ‫ا ركن من أرك‬ ‫ة‪ ،‬وأنه‬ ‫ة على الكاف‬ ‫اإلمام‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ تس بيح الب ارئ س بحانه()‪ :‬عب ارة عن مناج اة في عظم ة الخ الق ال ذي دلت عظم ة مخلوقات ه ومقدورات ه على وحدانيت ه‪.‬‬
‫❧ التسبيحان‪ :‬ذكره عبد هللا ڰنون()‪ ،‬وقد يكون المقصود به "تسبيح البارئ سبحانه"‪ ،‬وقد يكون المقص ود ب ه "ش هادة ال دالالت" اآلتي‬
‫ا‪.‬‬ ‫ذكره‬
‫ون()‪.‬‬ ‫د هللا ڰن‬ ‫ره عب‬ ‫ان‪ :‬ذك‬ ‫❧ التنزيه‬
‫❧ التوحيد()‪ :‬رسالة في أن التوحيد ه و أس اس ال دين ال ذي ب ني علي ه‪ ،‬وأن فروع ه من أحك ام فقهي ة وغيره ا تثبت بع د العلم بثبوت ه‪.‬‬
‫ه‪:‬‬ ‫العنوان نفس‬ ‫هب‬ ‫ول‬
‫❧ التوحي د‪ :‬وه و كت اب باللغ ة األمازيغي ة‪ ،‬رتب ه ابن ت ومرت على س بعة أج زاء‪ ،‬بع دد أي ام األس بوع()‪.‬‬
‫دة"‪.‬‬ ‫رار "المرش‬ ‫و على غ‬ ‫بحانه()‪ :‬وه‬ ‫ارئ س‬ ‫د الب‬ ‫❧ توحي‬
‫❧ ش هادة ال دالالت()‪ :‬عب ارة عن تس بيحات ت نزه هللا تع الى‪ ،‬وت دل على عظمت ه‪ ،‬ووحدانيت ه‪ ،‬وإلهيت ه‪.‬‬
‫دين()‪.‬‬ ‫ول ال‬ ‫د في أص‬ ‫❧ ‪ ‬عقائ‬
‫❧ العقيدة()‪ :‬تكلم فيها على‪ :‬فضل التوحيد ووجوبه‪ ،‬وضرورة العقل‪ ،‬والحدوث والعلم بوج ود الخ الق‪ ،‬والفع ل والعلم بوج ود الب ارئ‪،‬‬
‫والمخلوق والخالق‪ ،‬والخالق واستحالة الشبَه‪ ،‬ونفي التشبيه بين الخالق والمخلوق‪ ،‬وحد العقول‪ ،‬ووحدانية هللا في ملك ه‪ ،‬وانف راد الخ الق‬
‫بالوحدانية‪ ،‬والعلم بوجوب وجود هللا تعالى في أزليته‪ ،‬وقضاء هللا وقدره‪ ،‬وانفراد البارئ ‪ ‬بالعدل واإلحسان‪ ،‬وأس ماء هللا تع الى‪ ،‬ورؤي ة‬
‫زات‪.‬‬ ‫هللا‪ ،‬والمعج‬
‫دة"()‪.‬‬ ‫ة" بــ "العقي‬ ‫وس العالم‬ ‫ي‪ ،‬في "س‬ ‫ار السوس‬ ‫د المخت‬ ‫َمها محم‬ ‫تي َو َس‬ ‫ا هي ال‬ ‫ولعله‬
‫❧ العقيدة()‪ :‬وهي غير "العقيدة" المذكورة أعاله‪ ،‬ألفها ابن تومرت باللسان البربري‪ ،‬ثم ترجمها أحدهم إلى اللسان العربي‪ ،‬نزوال عن د‬
‫ترجم‪ ..." :‬وبع د‪ ،‬ف إني وج دت ه ذه النكت ة منس وخة بالبربري ة‪.)("...‬‬ ‫رغبة من طلب منه ذلك ليس هل حفظه ا‪ ،‬فق د ج اء في خطب ة الم ِ‬
‫هذا‪ ،‬وقد ورد عنوان هذا التقييد‪ ،‬في "كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية"‪ ،‬هكذا‪" :‬رسالة في العقائد"‪ ،‬م ع عزوه ا إلى "مؤل ف‬
‫مجهول"()‪ ،‬حيث نقله منجزه من ورقة العنوان‪ ،‬المكتوبة بقلم حبر ح ديث‪ .‬وق د ألغين ا ه ذا االختي ار‪ ،‬وأثبتن ا العن وان من خالل العب ارة‬
‫ة"‪.‬‬ ‫دة المبارك‬ ‫د‪ ،‬وهي‪" :‬تمت العقي‬ ‫ر التقيي‬ ‫ذكورة في آخ‬ ‫الم‬
‫ف‪.‬‬ ‫ترجم‪ ،‬وليس المؤل‬ ‫و الم‬ ‫ول‪ ،‬فه‬ ‫ا المجه‬ ‫أم‬
‫د()‪.‬‬ ‫❧ القواع‬
‫راض"‪.‬‬ ‫واهر" و"األع‬ ‫ه على "الج‬ ‫دث()‪ :‬تكلم في‬ ‫❧ ال ُمحْ‬
‫❧ المرشدة في العقائد()‪ :‬ذكرها عبد هللا ڰنون بعنوان "العقيدة المرشدة"()‪ ،‬ويذكرها العلماء اختصارا بعن وان "المرش دة"()‪ ،‬وتُ ْع َرف‬
‫أيضا بــ"عقيدة التوحيد"()‪ .‬وقد نسبها بعض النس اخ إلى س عيد بن عب د النعيم‪ ،‬ونس بها آخ رون إلى أبي حام د الغ زالي‪ ،‬والص حيح أنه ا‬
‫ومرت()‪.‬‬ ‫د بن ت‬ ‫دين محم‬ ‫دي الموح‬ ‫لمه‬
‫دوم"‪.‬‬ ‫ود" و"المع‬ ‫ام "الموج‬ ‫ه على أقس‬ ‫ات()‪ :‬تكلم في‬ ‫❧ المعلوم‬
‫‪ ‬تقيي د في ذك ر الحكم ة العظمى في خل ق الكلم وتس خير القلم‪ ،‬ألبي بك ر محم د بن عب د هللا بن الع ربي المع افري اإلش بيلي (ت ‪543‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1148‬م)()‪ :‬وه و ج زء من "رس الة ابن ع ربي إلى جمي ع الط البين والس الكين س بيل المهت دين"‪.‬‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫ا()‪.‬‬ ‫فاته العلي‬ ‫نى وص‬ ‫ماء هللا الحس‬ ‫ى بأس‬ ‫د األقص‬ ‫❧ األم‬
‫❧ التمحيص‪ :‬يفيدنا يوسف احنانة‪ ،‬أن هذا الكتاب‪ ،‬رد في ه القاض ي ابن الع ربي المع افري على الف ارابي وابن س ينا في مس ألة علم هللا‬
‫بالكليات دون الجزئيات‪ ،‬كما شمل الرد َمن تبع الفالسفة في هذه المسألة ِمن المتكلمين كالجويني‪ ،‬والكت اب لم تص لنا من ه إال ش ذرات()‪.‬‬
‫واهي()‪.‬‬ ‫دواهي والن‬ ‫❧ ال‬
‫زم()‪.‬‬ ‫رد على ابن ح‬ ‫رة في ال‬ ‫الة الغ‬ ‫❧ رس‬
‫❧ العقد األكبر للقلب األصغر()‪ :‬تميز ابن العربي المعافري‪ ،‬في هذه الرسالة‪ ،‬عن مؤلفي سائر العقائد المنث ورة والمنظوم ة‪ ،‬بكون ه لم‬
‫يعتمد على البرهان في االستدالل على مباحث الحكم العقلي ومسائل الذات والصفات واألفع ال‪ ،‬وإنم ا ع زز ذل ك باألدل ة القرآني ة‪ ،‬مم ا‬
‫يجعله ا أق رب إلى فهم عام ة المس لمين‪ ،‬وال تي لم يتنب ه إلى أهميته ا إال المت أخرون‪ ،‬كالطرابلس ي الخ روبي في "عقيدت ه"‪.‬‬
‫م‪.‬‬ ‫م من القواص‬ ‫❧ العواص‬
‫❧ كتاب األفعال‪ :‬تتوقف معرفة هللا تعالى بأنه واحد على معرف ة أس مائه‪ ،‬وص فاته‪ ،‬وأفعال ه‪ ،‬ولتحقي ق ه ذا الغ رض أف رد ابن الع ربي‬
‫المعافري كتابا للكالم على "األسماء" و"الصفات"‪ ،‬وهو "األمد األقص ى"‪ ،‬ثم أردف ه بكت اب آخ ر للكالم على "األفع ال"‪ ،‬وه و "كت اب‬
‫األفعال"‪ ،‬فيكون بذلك مت ِّم ما للمقصود منه‪ ،‬إذ قرَّر في خطبته‪ ،‬أنه لما فرغ "من شرح أسماء هللا الحسنى وصفاته العلى في كتاب "األم د‬
‫األقصى"‪ ،‬تعيَّن قصد اإلكمال‪ ،‬والنظر في األفعال‪ ،‬حتى ال يبقى على المريد لمعرفة التوحي د إش كال"()‪ ،‬وق د رتب ه على حس ب ت رتيب‬
‫سور القرآن الكريم‪ ،‬بحيث يذكر ما ورد في السورة من آيات تتعلق بـ"األفع ال"‪ ،‬ثم يش رحها بم ا ينس جم م ع العقي دة الس نية األش عرية‪.‬‬
‫❧ كت اب المتوس ط في معرف ة ص حة االعتق اد وال رد على من خ الف الس نة من ذوي الب دع واإللح اد()‪.‬‬
‫ط()‪.‬‬ ‫رح المتوس‬ ‫ط في ش‬ ‫اب المقس‬ ‫❧ كت‬
‫واطر()‪.‬‬ ‫ة الخ‬ ‫اطر وتحف‬ ‫ة الخ‬ ‫❧ نزه‬
‫ول()‪.‬‬ ‫ة األص‬ ‫ول إلى معرف‬ ‫الوص‬
‫اإلعالم بحدود قواعد اإلسالم‪ ،‬للقاض ي عي اض بن موس ى اليحص بي (ت ‪544‬ﻫ‪1149/‬م)()‪ :‬عب ارة عن كت اب "في تق ريب العقائ د إلى‬
‫الناش ئة والعام ة"()‪ ،‬وق ال في ه عب د هللا الج راري‪" :‬تقيي د ه ام‪ ،‬س هل التن اول لجمي ع الطبق ات‪ ،‬خاص ة المبت دئين منهم"()‪.‬‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ الشفا بتعريف حقوق المصطفى‪ :‬يظن عامة الباحثين‪ ،‬أن ه ذا الكت اب في "الش مائل النبوي ة"‪ ،‬والح ال أن ه يتق اطع م ع "علم الكالم"‬
‫ل‪:‬‬ ‫ور على األق‬ ‫ة أم‬ ‫ألربع‬
‫أولها‪ :‬أن الداعي إلى تأليفه كان كالميا‪ ،‬حيث إنه "يُعتبَر دعوة للرجوع إلى ما كان يؤمن به الس لف‪ ،‬وإب رازا لمق ام النب وة ال ذي تط اول‬
‫دي"()‪.‬‬ ‫مة المه‬ ‫ائلون بعص‬ ‫ه الق‬ ‫علي‬
‫ثانيها‪ :‬أنه ابتغى فيه إفراد جزئية من جزئي ات "مبحث النب وات" من "علم الكالم"‪ ،‬وهي "المعج زة"‪ ،‬والتفص يل فيه ا‪ ،‬باعتباره ا تمث ل‬
‫الم‪.‬‬ ‫الة والس‬ ‫ل عليهم الص‬ ‫ق الرس‬ ‫ا يجب في ح‬ ‫و أول م‬ ‫دق"‪ ،‬وه‬ ‫ر في "الص‬ ‫دليل المعتبَ‬ ‫ال‬
‫ثالثها‪ :‬أن استمدا َد كل مباحث "علم الكالم" ِم ن "الحكم العقلي"‪ ،‬أي ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حق هللا تعالى‪ ،‬وكذا ما يجب وما‬
‫يستحيل وما يجوز في حق األنبياء والرسل عليهم الصالة والسالم‪ ،‬وقد صرح القاضي عياض‪ ،‬أن أهم أقسام الكت اب ه و القس م الث الث‪،‬‬
‫وبعبارته‪" :‬هو سر الكتاب‪ ،‬ولباب ثمرة هذه األبواب‪ ،‬وما قبله له كالقواعد والتمهيدات وال دالئل على م ا ن ورده في ه من النكت البيِّن ات‪،‬‬
‫وهو الحاكم على ما بعده‪ ،‬والمنجز من غرض هذا التأليف وعده"()‪ ،‬والقصْ د من ه ذا القس م ال ذي ك ان ج ديرا به ذا االمتي از بين س ائر‬
‫أقسام الكتاب هو عرْ ض مطالب "مبحث النبوات" على ضوء "الحكم العقلي"‪ ،‬أي‪" :‬ما يستحيل في حقه ‪ ،‬وم ا يج وز علي ه‪ ،‬وم ا يمتن ع‬
‫ه"()‪.‬‬ ‫اف إلي‬ ‫رية أن يض‬ ‫ور البش‬ ‫ح من األم‬ ‫ويص‬
‫رابعها‪ :‬امتأل الكتاب بآراء عقدية ألساطين الفكر األشعري‪ ،‬كأبي الحسن األشعري‪ ،‬وأبي بك ر الب اقالني‪ ،‬وأبي المع الي الجوي ني‪ ،‬وابن‬
‫ورك‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫ف‬
‫اعرة()‪.‬‬ ‫نة األش‬ ‫ل الس‬ ‫ا منهج أه‬ ‫ح فيه‬ ‫د أوض‬ ‫لنا‪ ،‬وق‬ ‫دة‪ :‬لم تص‬ ‫العقي‬
‫‪  ‬الدرة المفردة في شرح العقيدة المرشدة‪ ،‬ألبي العباس محمد بن أحمد ابن النقاش األموي()‪ :‬شرح ابن النقاش‪ ،‬في ه ذا الكت اب‪" ،‬العقي دة‬
‫المرشدة" لمحمد المهدي بن تومرت‪ .‬وعلى الرغم من أن الشارح كان متصوفا‪ ،‬فإنه أل ف ش رحه بطريق ة أه ل الظ اهر‪ ،‬واتس م بالدق ة‪،‬‬
‫ة‪.‬‬ ‫ذاهب واآلراء الكالمي‬ ‫عة االطالع على الم‬ ‫وس‬
‫العقيدة البرهانية والفصول اإليمانية‪ ،‬ألبي عمرو عثمان بن عبد هللا الساللجي الفاسي (ت‪574‬ﻫ‪1178/‬م)()‪ :‬ذكرها ابن األحم ر بعن وان‬
‫"البرهانية في أصول الدين"()‪ ،‬وتعرف اختصارا بـ"البرهانية"‪ ،‬وذكره ا الحض يگي بعن وان "الس اللجية"() ‪ ‬وق د ألفه ا الم رأة زاه دة‬
‫ة()‪.‬‬ ‫مها خيرون‬ ‫اس‬
‫كانت لـ ِ"البرهانية" سلطة معرفية في الغرب اإلسالمي‪ ،‬حيث كانت هي العقيدة المعتمدة في التدريس‪ ،‬في القرويين وغيرها‪ ،‬إلى أن جاء‬
‫أبو عبد هللا محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (ت ‪895‬ﻫ‪1490/‬م)‪ ،‬فاعتُمدت عقائده‪ ،‬خاص ة "العقي دة الص غرى"‪ ،‬وأع رض الطالب‬
‫ا‪.‬‬ ‫عنه‬
‫وقد ألفت عليه ا ش روح مغربي ة س نذكرها في موض عها()‪ ،‬وش رحها من المش ارقة تقي ال دين أب و الفتح مظف ر بن عب د هللا‪ ،‬المع روف‬
‫َرح" (ت ‪612‬ﻫ‪1215/‬م)()‪.‬‬ ‫بـ"ال ُم ْقتَ‬
‫❧ شرح العقيدة البرهانية‪    :‬نسب مترجمو الساللجي شرحا له على "عقيدت ه"‪ ،‬ويوج د ش رح عليه ا في الخزان ة الحس نية بالرب اط()‪،‬‬
‫نسبه الناسخ إلى الساللجي في بداية الكتاب‪ ،‬كما نسبه إليه محمد العابد الفاسي في "فهرس مخطوط ات خزان ة الق رويين"()‪ ،‬والص حيح‬
‫رين‪:‬‬ ‫ك ألم‬ ‫ه‪ ،‬وذل‬ ‫تل‬ ‫ا ليس‬ ‫أنه‬
‫ة"؛‬ ‫ير "البرهاني‬ ‫نفا غ‬ ‫ف مص‬ ‫ه أل‬ ‫اللجي أن‬ ‫رف عن الس‬ ‫ه لم يع‬ ‫ا‪ :‬أن‬ ‫‪ -‬أولهم‬
‫‪ -‬ثانيهما‪ :‬أن الشرح الذي بين أيدينا تتكرر فيه كنية عثمان الساللجي‪ ،‬وهي "أبو عمرو" على رأس عب ارات البرهاني ة الم راد ش رحها‪،‬‬
‫اللجي‪.‬‬ ‫ير الس‬ ‫وغ‬ ‫ارح ه‬ ‫رر أن الش‬ ‫ذا يق‬ ‫وه‬
‫ولع ل نس بة ه ذا الش رح‪ ،‬في "كش اف الكتب المخطوط ة بالخزان ة الحس نية"‪ ،‬إلى مجه ول أولى باالعتب ار والتحري ر()‪.‬‬
‫قصد السبيل في معرفة آية الرس ول‪ ،‬ألبي جعف ر أحم د بن عب د الص مد أبي عبي دة الخ زرجي األنص اري القرط بي الفاس ي (ت ‪582‬ﻫ‪/‬‬
‫وات" من "علم الكالم"‪.‬‬ ‫درج في "مبحث النب‬ ‫اب من‬ ‫وان أن الكت‬ ‫دو من العن‬ ‫‪1180‬م)()‪ :‬ويب‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ مق امع هام ات الص لبان وروائ ع ري اض اإليم ان‪" :‬ألف ه لم ا ك ان في األس ر بطليطل ة‪ ،‬ي رد على بعض القسيس ين والرهب ان"()‪.‬‬
‫أنس الوحي د ونزه ة المري د في التوحي د‪ ،‬ألبي م دين الغ وث ش عيب بن الحس ين (ت‪594‬ﻫ‪1198/‬م)()‪ :‬وهـو من َأ ْنفَس كتب الـحكمة‬
‫دين"()‪.‬‬ ‫ب"حكَم أبي م‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫رف أيض‬ ‫ذا يع‬ ‫ا‪ ،‬ول‬ ‫وأجله‬
‫ا()‪.‬‬ ‫اس منه‬ ‫اء من االقتب‬ ‫ثر العلم‬ ‫د أك‬ ‫وق‬
‫ونالحظ في هذا الكتاب‪ ،‬أن النزعة المغربية في بناء الثقافة والفكر على "الكالم األشعري"‪ ،‬و"الفق ه الم الكي"‪ ،‬و"التص وف الجني دي"‪،‬‬
‫واضحة‪ .‬ومن تجليات ذلك‪ ،‬أن موضوع الكتاب المذكور ينخرط ضمن مصنَّفات "التصوف"‪ ،‬بيد أنه يَعتبره كتابا في "التوحي د"‪ ،‬ب دليل‬
‫المتداول ة ل دى‬
‫َ‬ ‫المكونة لصيغة العنوان‪ ،‬وكذا كلمة "المريد"‪ ،‬التي تعتبر من أهم وأب رز المص طلحات‬ ‫ِّ‬ ‫أن كلمة "التوحيد"‪ ،‬من المفردات‬
‫المتص وفة‪ .‬أم ا الفق ه‪ ،‬فحض وره ال يخفى على الن اظر المتفحص‪ ،‬حيث ص اغ عب ارات فقهي ة وأص ولية ب دالالت إش ارية‪.‬‬
‫ومن العبارات‪ ،‬التي تؤكد التداخل العميق‪ ،‬بين األركان الثالثة‪ ،‬في فكر أبي مدين الغوث‪ ،‬قوله‪" :‬إذا ظهر الحق‪ ،‬لم يبق مع ه غ يره"()‪،‬‬
‫حيث تحيلن ا إلى أم رين على األق ل‪ :‬أح دهما ل ه ص لة بـ"علم الكالم"‪ ،‬وثانيهم ا ل ه ص لة بـ "أص ول الفق ه"‪.‬‬
‫أما الذي له صلة بـ"علم الكالم"‪ ،‬فهو عدم جواز التقليد في العقائد‪ ،‬إذ التقليد يكون في المسائل الخالفي ة‪ ،‬وم ا دام الح ق واح دا‪ ،‬وه ذا ال‬
‫ل‪.‬‬ ‫ذه عن دلي‬ ‫ه يأخ‬ ‫ذب‬ ‫ه‪ ،‬واآلخ‬ ‫د في‬ ‫د‪ ،‬فال تقلي‬ ‫ور إال في العقائ‬ ‫يُتص‬
‫وأما الذي له صلة بـ"أصول الفقه"‪ ،‬وهو مسألة ناقشها علماء هذا الفن‪ ،‬في مبحث "االجتهاد والتقليد"‪ ،‬وهي‪ :‬هل الحق واح د في مس ائل‬
‫دين"؟‬ ‫ول ال‬ ‫"أص‬
‫ويق ول في تقري ر الت داخل بين "التوحي د" و"األحك ام الفقهي ة"‪" :‬أنف ع العل وم‪ :‬العلم بأحك ام العبي د‪ .‬وأرف ع العل وم‪ :‬علم التوحي د"()‪.‬‬
‫ومن تجليات التداخل بين "التوحيد" و"التصوف"‪ ،‬أن التص وف يص ير دليال على "التوحي د"‪" :‬الفق ر أم ارة على التوحي د‪ ،‬ودالل ة على‬
‫التفريد"()‪ ،‬بل يصير التوحي ُد قوال شارحا للتصوف‪ ،‬حيث عرَّفه بقوله‪" :‬الفقر‪ :‬أن ال تشهد عين سواه"()‪ ،‬ويصير التص وف أم ارة على‬
‫أن ص احبه على عقي دة أه ل التس ليم والتف ويض‪ ،‬كم ا ت دل على ذل ك عبارت ه‪" :‬ثمن التص وف تس لي ُم ُكلِّكَ "()‪.‬‬
‫فال غرو‪ ،‬أن يتوسل العلماء بأبي مدين الغوث()‪ ،‬في تقريب بعض معاني الصفات‪ ،‬كالكش ف عن مع نى "القي ام ب النفس" بقول ه‪" :‬الح ق‬
‫تعالى مستبد‪ ،‬والوجود مستمد‪ ،‬والمادة من عين الوجود‪ .‬فلو انقطعت المادة‪ ،‬ال ْنهَ َّد الوجود"()‪ ،‬وبيان المقص ود بتعلي ق أحم د زروق (ت‬
‫‪899‬ﻫ‪1493/‬م) عليه بقوله‪" :‬ومع نى مس تبد‪ :‬ق ائم بنفس ه‪ ،‬ال يحت اج إلى غ يره‪ .‬والمس تمد‪ :‬ط الب الم ادة‪ ،‬وهي إليص ال م ا ينتف ع ب ه‪،‬‬
‫ه"()‪.‬‬ ‫ةل‬ ‫ذي ال عل‬ ‫اء‪ ،‬ال‬ ‫ود‪ ،‬والعط‬ ‫والج‬
‫"جملة‪ ،‬ثم منع النطق به إلى نزوله نجوما"‪ ،‬مما اضطره إلى ذكر ذلك لشيخه أبي عبد هللا محمد بن يوس ف السنوس ي‪ ،‬فق ال‪" :‬ليس في‬
‫هذا ما ينكر‪ ،‬ألنه أمر جائز‪ ،‬ال يدفعه معارض"‪ ،‬ثم علق أحمد زروق بقوله‪" :‬هذا معنى كالمه‪ ،‬غير أنه نقل غريب‪ ،‬لم أقف علي ه لغ ير‬
‫هذا الشيخ"()‪.‬ويأتي زروق بأبي مدين للكشف عن غوامض بعض المسائل الكالمية‪ ،‬وبيان انفراده باجته اد كالمي‪ ،‬لم ي ُْس بَق إلي ه‪ .‬من‬
‫ذلك‪ ،‬أنه يذكر مسألة أثارها أبو مدين‪ ،‬في "شرحه على عقيدة اإلمام الغزالي" تتعلق بمبحث النبوة‪ ،‬وهي أن القرآن‪ ،‬نزل على قلب النبي‬
‫د‬ ‫محم‬
‫ومن تجليات التداخل بين الفقه والتصوف قوله‪" :‬من اكتفى بالكالم في العلم‪ ،‬دون اتصاف بحقيقته‪ ،‬تزندق‪ ،‬وانقطع‪ .‬ومـن اكتفى بالتعب د‪،‬‬
‫دون فق ه‪ ،‬خ رج‪ ،‬وابت دع‪ .‬ومن اكتفى بالفق ه‪ ،‬دون ورع‪ ،‬اغ تر‪ ،‬وانخ دع‪ .‬ومن ق ام بم ا يجب علي ه من األحك ام‪ ،‬تخلَّص‪ ،‬وارتف ع"()‪.‬‬
‫ومـن عباراته المؤكدة ألشعريته‪ ،‬قوله‪" :‬من ترك التدبير واالختيار‪ ،‬طاب عيش ه"()‪ ،‬حيث تل وح منه ا نظري ة الكس ب األش عرية‪ ،‬وهي‬
‫بٌ ‪.‬‬ ‫ُد ُم ْكت َِس‬ ‫اد‪ ،‬والعب‬ ‫ال العب‬ ‫الق ألفع‬ ‫و الخ‬ ‫الى‪ ،‬ه‬ ‫أن هللا تع‬ ‫اد ب‬ ‫االعتق‬
‫‪﴿ :‬صراط هللا﴾() بقوله‪" :‬الداللة علي ه‪ ،‬والت بري من الح ول والق وة إلي ه"()‪ ، .‬رج وع العب د إلي ه‪ ،‬طوع ا أو كره ا"()‪ .‬وفس ر قول ه ‪‬‬
‫استدعاء العباد‪ ،‬لعبادته بسعة األرزاق‪ ،‬ودوام المعافاة‪ ،‬ليرجعوا إليه بنعمته‪ .‬فإن لم يفعل وا‪ ،‬ابتالهم بالس راء والض راء‪ ،‬لعلهم يرجع ون‪،‬‬
‫نته‬ ‫ك‪" :‬س‬ ‫حة في ذل‬ ‫ه الواض‬ ‫راده ‪‬ومن عبارات‬ ‫ألن م‬
‫ويق ول بلس ان أه ل العرف ان‪" :‬ليس للقلب‪ ،‬إال وجه ة واح دة‪ .‬فمهم ا توج ه إليه ا‪ ،‬حجب عن غيره ا"()‪ ،‬إذ ال يخفى المقص د األخالقي‬
‫الحاضر في هذه العبارة‪ ،‬دون أن تكون في معزل عن مسألة من أهم المسائل‪ ،‬التي عالجها فقهاء المغرب‪ ،‬وهي‪ :‬ه ل يج وز تقلي د أك ثر‬
‫وز؟‬ ‫امالت؟ أو ال يج‬ ‫ادات والمع‬ ‫ائل العب‬ ‫ام‪ ،‬في مس‬ ‫من إم‬
‫د()‪.‬‬ ‫ترقيع في التقلي‬ ‫يز ال‬ ‫وث ال يج‬ ‫دين الغ‬ ‫ام‬ ‫ا‪ ،‬أن أب‬ ‫تنتج منه‬ ‫ويمكن أن نس‬
‫ومن أهم م ا ينص علي ه علم اء المقاص د‪ ،‬أن "الش ريعة معلل ة بجلب المص لحة ودرء المفس دة"‪ ،‬ب ل هي قاع دة ُمجْ َم ٌع عليه ا()‪ .‬ومـن‬
‫العبارات‪ ،‬التي تـلوح بـهذا المعنى‪ ،‬قوله ‪" :‬البصيرة‪ :‬تحقيق االنتفاع"()‪ ،‬وقوله‪" :‬من ضيَّع حكمة وقته‪ ،‬فه و جاه ل‪ .‬ومن قص ر عنه ا‪،‬‬
‫اجز"()‪.‬‬ ‫وع‬ ‫فه‬
‫وال شك أن المصلحة المقصودة بالشرع‪ ،‬ليس صرف اللذة‪ ،‬كما قد ينصرف إلى الذهن‪ ،‬وإنما المص لحة ال تي تحق ق االنتف اع‪ ،‬في ال دنيا‬
‫واآلخرة‪ ،‬وبعبارة الفقهاء واألصوليين‪" :‬في المعاش والمعاد"‪ .‬ومن عبارات أبي مدين الغوث‪ ،‬ال تي ت ؤدي ه ذا المع نى‪" :‬من نظ ر إلى‬
‫ا"()‪.‬‬ ‫اع به‬ ‫ا‪ ،‬واالنتف‬ ‫برة فيه‬ ‫هوة‪ ،‬حجب عن الع‬ ‫ر إرادة وش‬ ‫ات نظ‬ ‫المكوَّن‬
‫ويقول أيضا في ه ذا الس ياق‪" :‬التس ليم‪ :‬إرس ال النفس في مي ادين األحك ام‪ ،‬وت رك الش فقة عليه ا من الط وارق واآلالم"()‪ ،‬إذ إن العم ل‬
‫باألحكام الشرعية‪ ،‬مع مراعاة مقاصدها‪ ،‬وإثبات عللها‪ ،‬يجعل العمل بها مقرونا بلذة‪ ،‬مما فيه تيسير عند االمتثال بها‪ ،‬ورفع لما يُظن أن ه‬
‫مبعث المش قة فيه ا‪ .‬ولع ل ه ذا ه و م ؤدَّى قول ه‪" :‬اس تلذاذك ب البالء‪ ،‬تحقي ق الرض ا"()‪.‬‬
‫ويمكن أن نستفيد‪ ،‬من بعض عباراته‪ ،‬أن أبا مدين الغوث‪ ،‬كان من أه ل التس ليم والتف ويض‪ ،‬أي أن ه أش عري‪ ،‬ب دون الق ول بالتأوي ل()‪،‬‬
‫ومنها قوله‪" :‬احرص أن تصبح وتمسي مفوضا مستسلما‪ ،‬لعله ينظ ر إلي ك‪ ،‬فيرحم ك"()‪ .‬ومنه ا قول ه‪" :‬لس ان ال ورع‪ ،‬ي دعو إلى ت رك‬
‫اآلفات‪ .‬ولسان التعبد‪ ،‬يدعو إلى الدوام باالجتهاد‪ .‬ولسان المحبة‪ ،‬يدعو إلى الذوبان‪ ،‬والهيمان‪ .‬ولسان المعرفة‪ ،‬يدعو إلى الفناء‪ ،‬والمحو‪،‬‬
‫واإلثبات‪ ،‬والصحو"()‪ ،‬حيث ال مانع يمنعنا من أن نفهم من أن المقصود من كلمة "إثب ات"‪ ،‬إثب ات الص فات‪ ،‬ب دون تأوي ل‪ ،‬وال تش بيه‪.‬‬
‫ناهيك عما تؤديه هذه القولة من التداخل بين "علم الكالم"‪ ،‬و"الفقه" (التعبد‪ ،‬االجتهاد)‪ ،‬و"التصوف" (الورع‪ ،‬المحبة‪ ،‬الذوبان‪ ،‬الهيمان‪،‬‬
‫حو)‪.‬‬ ‫و‪ ،‬الص‬ ‫اء‪ ،‬المح‬ ‫ة‪ ،‬الفن‬ ‫المعرف‬
‫"ح َك ُمهُ"‪ ،‬أنه كان يحمل مشروعا من أهم المشاريع الكالمية‪ ،‬وهو التحذير من المبتدعة‪ ،‬ومحاربة األفك ار الض الة‪،‬‬ ‫ومن أهم ما تلوح به ِ‬
‫التي كانت آثارها ال تزال باقية في عصره‪ ،‬أعني العصر الموحدي‪ ،‬على الرغم من الجهود الكبيرة‪ ،‬التي بذلها الموح دون‪ ،‬لتنقي ة عقائ د‬
‫النـاس منها‪ ،‬فقد قال‪" :‬احذر صحبة المبتدعة‪ ،‬اتقاء على نفسك‪ .‬واحذر صحبة النساء‪ ،‬اتـقاء على قلب ك"()‪ ،‬وقـال‪" :‬من ك ان في ه أدنى‬
‫د حين"()‪.‬‬ ‫و بع‬ ‫ؤمها‪ ،‬ول‬ ‫ود عـليك ش‬ ‫ة‪ ،‬فاحـذر مـجالسته‪ ،‬لئـال يع‬ ‫بدع‬
‫وهذا يكشف عن الدور‪ ،‬الذي قام به التصوف المغربي العملي‪ ،‬في تجذير العقيدة األشعرية في المغرب‪ ،‬ومحارب ة أه ل األه واء والزي غ‬
‫دع‪.‬‬ ‫والب‬
‫في أحكامه"()‪.‬وال يخفى أن تصوف أبي م دين الغ وث يتخ ذ من التص وف الجني دي معين ا ل ه‪ ،‬ومش ربا‪ .‬ف أبو القاس م الجني د من أهم‬
‫الحلقات في سنده الصوفي()‪ .‬ومعلوم أن تصوف هذا األخير‪ ،‬ما هو إال اتباع الكتاب والسنة‪ ،‬وه و من أب رز س مات التص وف ال َم ْديني‪.‬‬
‫ومم ا قال ه في تقري ر ذل ك‪" :‬من ض يَّع الف رائض‪ ،‬فق د ض يَّع نفس ه"()‪ ،‬وقـال‪" :‬ال طري ق أوص ل للح ق‪ ،‬إال من متابع ة الرس ول‬
‫ُس نُ‬
‫وإذا كان الجنيد قد قال‪" :‬من زادك في التصوف‪ ،‬فقد زادك في التخلق"‪ ،‬فقد قال أبو مدين الغوث‪ ،‬ما يمكن أن نعتبره تفسيرا ل ه‪" :‬ح ْ‬
‫ال ُخلُ ق‪ :‬معامل ة ك ل ش خص بم ا يؤنس ه‪ ،‬وال يوحش ه"()‪ ،‬و"الش يخ‪ :‬من ه ذبك بأخالق ه‪ ،‬وأدب ك بإطراق ه‪ ،‬وأن ار باطن ك بإش راقه"()‪.‬‬
‫وإذا كانت طريقة الجنيد طريقة استقامة‪ ،‬ال طريقة كرامة‪ ،‬فقد قال أبو مدين الغوث‪" :‬إذا رأيتم الرجل‪ ،‬تظهر له الكرام ات‪ ،‬وتنخ رق ل ه‬
‫ر والنهي"()‪.‬‬ ‫ال األم‬ ‫د امتث‬ ‫و‪ ،‬عن‬ ‫فه‬ ‫روا كي‬ ‫ه‪ .‬ولكن‪ ،‬انظ‬ ‫وا إلي‬ ‫ادات‪ ،‬فال تلتفت‬ ‫الع‬
‫فإن كان التصوف مؤديا لهذه المقاصد‪ ،‬فهو المطلوب‪ ،‬وإال كان هوى متبَع ا‪ ،‬وبعبارت ه‪" :‬آف ة الخَ ْل ق حس ن الظن‪ ،‬وآف ة الص وفية اتب اع‬
‫وى"()‪.‬‬ ‫اله‬
‫وهذا االرتباط‪ ،‬بين "التوحيد"‪ ،‬و"الفقه"‪ ،‬و"التصوف"‪ ،‬ليس غريبا عن الفكر اإلسالمي‪ ،‬في أوج تقدمه‪ ،‬وهو الق رن الث الث‪ ،‬حيث ك ان‬
‫الحكيم الترم ذي‪ ،‬ممن أض اف ش رطا إلى ش روط االجته اد‪ .‬وه و الوالي ة‪ ،‬فال يف تي المف تي‪ ،‬إال إذا ك ان من أه ل الوالي ة الخاص ة()‪.‬‬
‫وال ريب أن هذا يحقق قاعدة هامة‪ ،‬وهي اتفاق المذاهب قاطبة على أن أصول العلم‪ ،‬التي تضبط حياة المسلمين عامة‪ ،‬والعلم اء خاص ة‪،‬‬
‫تتصدرها العالقة الروحية اإليمانية‪ ،‬التي من أجلها نزل القرآن‪ ،‬واعتبرها منطلقا ضروريا‪ ،‬ومقصدا أساسا‪ ،‬في بناء المجتمع اإلس المي‬
‫ليم‪.‬‬ ‫الس‬
‫ور البُ ْع د اإليم اني‪ ،‬أع ني‪ :‬التوحي دي األش عري‪ ،‬في التجرب ة‬ ‫وعندما نشير إلى "العالقة الروحي ة اإليماني ة"‪ ،‬فإنن ا نقص د أص الةً حض َ‬
‫الروحية‪ ،‬حيث تداخل مفهوم "الكالم" مع مفهوم "التصوف"‪ ،‬عند المغاربة‪ ،‬في أحايين كثيرة‪ ،‬بل ذابا وامتزجا في مصطلح واحد‪ ،‬ي دل‬
‫عليهما مع ا‪ ،‬وه و مص طلح "التوحي د"‪ .‬ومن ذل ك‪ ،‬م ا قال ه أب و م دين الغ وث‪" :‬أنف ع العل وم‪ :‬العلم بأحك ام العبي د‪ .‬وأرف ع العل وم‪ :‬علم‬
‫د"()‪.‬‬ ‫التوحي‬
‫فـالتفاعل الـروحي‪ ،‬يظ ل وس يلة هام ة لالنفت اح الم ذهبي ـ عق ديا وفقهي ا ـ ‪ ،‬بحيث يص ير االنفت اح‪،‬‬
‫بين الم ذاهب اإلس المية‪ ،‬طريق ة روحي ة‪ ،‬لتعمي ق الوح دة اإلس المية‪ ،‬وتخص يب المذهبي ة الفقهي ة‪ ،‬على ح د س واء‪.‬‬
‫ونستنتج‪ ،‬من خالل ما ذكرنا‪ ،‬أن أبا مدين الغوث‪ ،‬جمع بين االنفتاح على المشرق‪ ،‬والحفاظ على أص الته‪ ،‬باعتب اره ينتمي إلى أم ة‪ ،‬له ا‬
‫ا‪.‬‬ ‫تي تميزه‬ ‫ها ال‬ ‫خصائص‬
‫لقد تشبَّع أبو مدين الغوث بالمشرب الصوفي المشرقي‪ ،‬عند التقائه بعبد القادر الجيالني()‪ ،‬مع الحف اظ على الم ذهب الم الكي في الفت وى‬
‫واالجته اد‪ ،‬باعتب اره إط ارا فقهي ا‪ ،‬يحاف ظ على الوح دة السياس ية في الغ رب اإلس المي‪ ،‬ال ذي ك ان تحكم ه آنئ ذ األس رة الموحدي ة‪.‬‬
‫وب ذلك‪ ،‬تك ون العالق ة الروحي ة‪ ،‬بين أبي م دين الم الكي والجيالني الحنبلي‪ ،‬مظه را لثالث حق ائق هام ة‪:‬‬
‫ة؛‬ ‫روع الفقهي‬ ‫ة والف‬ ‫ات المذهبي‬ ‫ترفع عن الخالف‬ ‫ا‪ :‬ال‬ ‫أواله‬
‫عري؛‬ ‫ذهب األش‬ ‫ه الم‬ ‫ذي يمثل‬ ‫دي‪ ،‬ال‬ ‫اس العق‬ ‫رص على األس‬ ‫ا‪ :‬الح‬ ‫ثانيه‬
‫ثالثها‪ :‬الحفاظ على التآلف الديني العميق‪ .‬وهذا ما يجعل القاعدة الروحية‪ ،‬منطلقا ضروريا‪ ،‬لتخصيب ال تراث الفقهي وتنويع ه‪ ،‬والحف اظ‬
‫ا‪.‬‬ ‫ور معه‬ ‫د الجس‬ ‫رى‪ ،‬وم‬ ‫ذاهب األخ‬ ‫اح على الم‬ ‫ع االنفت‬ ‫ة‪ ،‬م‬ ‫ة المذهبي‬ ‫على الهوي‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫رة()‪.‬‬ ‫ه فق‬ ‫ل من‬ ‫د زروق‪ ،‬ونق‬ ‫ره أحم‬ ‫زالي‪ :‬ذك‬ ‫ام الغ‬ ‫دة اإلم‬ ‫رح عقي‬ ‫❧ش‬
‫❧ عقيدة()‪ :‬اكتفى أبو مدين‪ ،‬في هذه العقيدة‪ ،‬بالكالم على الذات اإللهية‪ ،‬وصفاتها‪ ،‬وأسمائها‪ ،‬وأفعاله ا‪ ،‬دون الكالم على م ا يجب‪ ،‬وم ا‬
‫يس تحيل‪ ،‬وم ا يج ور‪ ،‬في ح ق األنبي اء‪ ،‬عليهم الص الة والس الم‪ ،‬كم ا ه و دي دن أغلب العقائ د‪.‬‬
‫المية"()‪.‬‬ ‫ارف اإلس‬ ‫رة المع‬ ‫دة في "دائ‬ ‫ذه العقي‬ ‫رت ه‬ ‫ُذ ِك‬
‫ة‪:‬‬ ‫رائن التالي‬ ‫وث‪ ،‬من خالل الق‬ ‫دين الغ‬ ‫بنها إلى أبي م‬ ‫د نس‬ ‫تطيع تأكي‬ ‫ونس‬
‫ختين؛‬ ‫مه في ِكال النس‬ ‫‪ - 1‬ثبت اس‬
‫‪ - 2‬نستفيد من عبارات أبي مدين الغوث‪ ،‬في غير هذه "العقيدة"‪ ،‬أنه كان على مذهب أه ل التس ليم والتف ويض‪ ،‬أي أن ه أش عري‪ ،‬ب دون‬
‫الق ول بالتأوي ل‪ ،‬ومنه ا قول ه‪" :‬اح رص أن تص بح وتمس ي مفوض ا مستس لما‪ ،‬لعل ه ينظ ر إلي ك‪ ،‬فيرحم ك"()‪.‬‬
‫وقوله‪" :‬لسان الورع‪ ،‬يدعو إلى ترك اآلفات‪ .‬ولسان التعبد‪ ،‬يدعو إلى ال دوام باالجته اد‪ .‬ولس ان المحب ة‪ ،‬ي دعو إلى ال ذوبان‪ ،‬والهيم ان‪.‬‬
‫ولسان المعرفة‪ ،‬يدعو إلى الفناء‪ ،‬والمحو‪ ،‬واإلثبات‪ ،‬والصحو"()‪ ،‬حيث ال مانع يمنعنا من أن نفهم من أن المقص ود من كلم ة "إثب ات"‪،‬‬
‫بيه‪.‬‬ ‫ل‪ ،‬وال تش‬ ‫دون تأوي‬ ‫فات‪ ،‬ب‬ ‫ات الص‬ ‫إثب‬
‫وهو ما تلوح به "العقيدة"‪ ،‬التي بين أيدينا‪ ،‬حيث تحريم القول بالتشبيه‪ ،‬وبعبارته‪" :‬ونعبدك‪ ،‬وال نشبِّهك‪ .‬ونعتقد أن من شبَّهك بخلق ك‪ ،‬لم‬
‫يعرف الخالق من المخلوق"‪ ،‬وأنه ‪" ‬الذي تقدست عن سمات الحوادث ذاته‪ ،‬وتنزهت عن التشبيه بصفات الجس م ص فاته"‪ ،‬إلخ‪ ،‬دون أي‬
‫دة‪.‬‬ ‫لفي العقي‬ ‫لس‬ ‫ني أن الرج‬ ‫ا يع‬ ‫د‪ .‬مم‬ ‫ريب‪ ،‬وال من بعي‬ ‫ل‪ ،‬ال من ق‬ ‫ارة إلى التأوي‬ ‫إش‬
‫س الذي ك ِتب به كتابه صحيح النسبة إليه‪ ،‬وهو "أنس الوحيد ونزه ة المري د في التوحي د"‪ ،‬حاض ٌر في "العقي دة" ال تي بين‬ ‫‪  - 3‬أن النفَ َ‬
‫دينا‪.‬‬ ‫أي‬
‫‪ ‬كتاب الذهب اإلبريز والمختصر الوج يز‪ ،‬ألبي العب اس أحم د بن محم د بن عب د ال رحمن بن يعلى البرنس ي‪ :‬ذك ره ص احب "ال روض‬
‫العطر األنفاس"‪ ،‬وقد وصفه صاحب المصدر الذي نقل منه هذا األخير أخباره وكراماته بأنه "كتاب جليل في شرح أس ماء هللا الحس نى‪،‬‬
‫اس"()‪.‬‬ ‫د الن‬ ‫روف عن‬ ‫مع‬
‫يلي()‪.‬‬ ‫ق المس‬ ‫د الح‬ ‫دين‪ ،‬ألبي علي عب‬ ‫ول ال‬ ‫ذكرة في أص‬ ‫‪ ‬الت‬
‫‪ ‬شرح العقيدة البرهانية‪ ،‬ألبي عبد هللا محمد بن علي الفندالوي‪ ،‬المعروف بـ"ابن الكت اني" (ت ‪596‬ﻫ‪1199/‬م)‪ :‬م ا زال ه ذا الش رح في‬
‫ُح ْك ِم المفقود‪ ،‬ولوال النصوص المنقولة منه من لدن ُشرّ اح "العقيدة البرهانية" الذين ج اؤوا بع د ابن الكت اني‪ ،‬ك أبي الحس ن علي بن عب د‬
‫الرحمن اليفرني الطنجي (ت‪734‬ﻫ‪1333/‬م)()‪ ،‬وعبد الرحمن بن سليمان الج زولي الس ماللي (ت ‪882‬ﻫ‪1478/‬م)()‪ ،‬وعب د هللا بن عب د‬
‫الرحمن المديوني‪ ،‬إلخ‪ ،‬لما عرفنا عنه شيئا‪ .‬وتكمن أهمية هذا الشرح في كون ص احبه – أي ابن الكت اني – ك ان تلمي ذا مباش را لمؤل ف‬
‫روح()‪.‬‬ ‫المتن المش‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫وزة في علم الكالم()‪.‬‬ ‫❧ أرج‬
‫‪ ‬شرح العقي دة البرهاني ة‪ ،‬لمحم د بن عب د ال رحمن الرعي ني السرقس طي (ت ‪598‬ﻫ‪1201/‬م)‪ :‬ك ان ه ذا الش رح من المص ادر المعرفي ة‬
‫الكالمية لدى َعلَ َميْن من أعالم الفكر األشعري في المغرب‪ ،‬وهما أبو محم د عب د هللا بن محم د الهبطي (ت‪963‬ﻫ‪1556/‬م) وأب و مه دي‬
‫ي (ت ‪1062‬ﻫ‪1652/‬م)()‪.‬‬ ‫ْكتاني المراكش‬ ‫الس‬
‫رحمن ُّ‬ ‫د ال‬ ‫ى بن عب‬ ‫عيس‬
‫حسن العبارة في فضل الخالفة واإلمارة‪ ،‬ألبي جعفر أحمد بن عتيق ال ذهبي البلنس ي (ت‪601‬ﻫ‪1204/‬م)()‪ :‬امت از األش اعرة بانش غالهم‬
‫بمبحث "اإلمام ة"‪ ،‬ح تى إن أب ا الحس ن علي بن إس ماعيل األش عري (ت ‪324‬ﻫ‪936/‬م)‪ ،‬أقحمه ا في مب احث "علم الكالم"()‪ ،‬م ع أن‬
‫"الكالم‪ ،‬في هذا الباب‪ ،‬ليس من أصول االعتقاد"()‪ .‬وعنوان الكتاب‪ ،‬يوحي بأن البلنسي ال يعتبرها من قضايا "الحكم العقلي"‪ ،‬مما يلزم‬
‫عنه عدم اعتبارها من مباحث "علم الكالم"‪ ،‬ألنه اعتبرها من قبيل "الفضل"‪ ،‬و"الفضل" مما ال يجب وجوده‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ف إن ه ذا الحكم‬
‫اب‪.‬‬ ‫ع على الكت‬ ‫ا لم نطل‬ ‫ا دمن‬ ‫د والنقض م‬ ‫ابال للنق‬ ‫يبقى ق‬
‫‪  ‬تحري ر المق ال في موازن ة األعم ال وحكم غ ير المكلفين في العق بى والم آل‪ ،‬ألبي المج د (أبـي ط الب)‬
‫عقيل بن عطية القضاعي المراكشي (ت‪608‬ﻫ‪1211/‬م)()‪ :‬يُو َسم أيضا بــ "فصل المقال في الموازنة بين األعم ال"‪ ،‬وينتمي موض وعه‬
‫إلى "قسم السمعيات" من "علم الكالم"‪ ،‬حيث تكلم فيه على موازن ة األعم ال ي وم القيام ة‪ ،‬وتقس يم أهله ا‪ ،‬وت رتيب الج زاء من الث واب‪،‬‬
‫ا‪.‬‬ ‫اب عليه‬ ‫والعق‬
‫‪    ‬اعتنى فيه القضاعي بكتاب "موازنة األعمال‪ ،"...‬تنقيحا‪ ،‬وتخليصا‪ ،‬وتهذيبا‪ ،‬واختصارا‪ ،‬مما جعله مبدعا في شرحه‪ ،‬حيث لم يكت ف‬
‫ببي ان معاني ه‪ ،‬وإنم ا تع رض أيض ا النتق اده‪ ،‬وتب يين َو ْه ِم ص احب المتن المش روح‪ ،‬وتتميم معن اه إن أخ ل ب ه‪.‬‬
‫‪  ‬ش رح أس ماء هللا الحس نى‪ ،‬ألبي محم د عب د الجلي ل األوس ي األنص اري‪ ،‬من أه ل مدين ة القص ر الكب ير (ت‪608‬ﻫ‪1211//‬م)()‪.‬‬
‫‪  ‬أرج وزة في علم الكالم‪ ،‬ألبي الحس ن علي بن محم د الخ زرجي اإلش بيلي الفاس ي‪ ،‬المع روف ب ابن الحص ار (ت ‪611‬ﻫ‪1214/‬م)()‪.‬‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫‪    ‬ول‬
‫دة"()‪.‬‬ ‫ارة عن "عقي‬ ‫عيد‪ :‬وهي عب‬ ‫ة الس‬ ‫د وخاتم‬ ‫❧ تلقين الولي‬
‫❧ ش رج تلقين الولي د وخاتم ة الس عيد‪ :‬عب ارة عن ش رح للعقي دة الم ذكورة وش يكا‪ ،‬وه و في أربع ة مجل دات متوس طة()‪.‬‬
‫الم()‪.‬‬ ‫ان واإلس‬ ‫ة في اإليم‬ ‫‪ ❧    ‬مقال‬
‫‪   ‬شرح العقيدة البرهانية‪ ،‬ألبي القاسم (أو أبي عبد هللا) محمد بن عبد هللا ابن الزق الزرهوني الفاسي (كان حيا عام ‪612‬ﻫ‪1215/‬م)‪ :‬مـا‬
‫ه بعض‬ ‫ل من‬ ‫د نق‬ ‫ود‪ ،‬وق‬ ‫رح فـي حكم المفق‬ ‫زال هـذا الش‬
‫ديوني()‪.‬‬ ‫ده‪ ،‬كالم‬ ‫اؤوا بع‬ ‫ذين ج‬ ‫ة" ال‬ ‫دة البرهاني‬ ‫راح "العقي‬ ‫ش‬
‫‪ ‬مقدمات المراشد إلى علم العقائد‪ ،‬ألبي الحسن علي بن أحمد ابن ُخ َميْر األم وي الس بتي (ت‪ :)()614/1217‬يعت بر ه ذا الكت اب من أهم‬
‫المص نفات في ه ذا الب اب‪ ،‬بحيث إن المطل ع علي ه‪ ،‬ال ي تردد في نعت مؤلِّف ه ابن خم ير الس بتي بأن ه غ زالي المغ رب في وقت ه‪.‬‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ تنزيه األنبياء عما نسب إليهم حثالة األغبياء()‪ :‬إن الحس النق دي‪ ،‬ال ذي امت از ب ه المؤل ف‪ ،‬في ه ذا الكت اب‪ ،‬ودعوت ه إلى ض رورة‬
‫المراجعة النقدية ِلما هو شايع "من األقوال‪ ،‬في كتب القص ص‪ ،‬والت واريخ‪ ،‬وبعض التفاس ير الفاس دة"()‪ ،‬وأيض ا لم ا ه و مت داول‪ ،‬بين‬
‫ِه()‪.‬‬ ‫ازيُّ زما ِن‬
‫ه َر ِ‬ ‫تردد بأن‬ ‫ا ال ن‬ ‫فوية‪ ،‬تجعلن‬ ‫ة الش‬ ‫وام‪ ،‬في الرواي‬ ‫اص‪ ،‬والع‬ ‫القص‬
‫الس نية‪ ،‬ألبي عب د هللا محم د بن عيس ى ابن المناص ف األزدي األندلس ي‪ ،‬دفين م راكش (ت ‪620‬ﻫ‪1223/‬م)‪:‬‬ ‫الس نية في المع الم ُّ‬‫‪ ‬ال درة َّ‬
‫بعة آالف بيت‪.‬‬ ‫اس‬ ‫دد أبياته‬ ‫وزة ع‬ ‫أرج‬
‫لباب العقول في الرد على الفالسفة في علم األصول‪ ،‬ألبي الحجاج يوسف بن محمد المكالتي الفاسي (ت‪626‬ﻫ‪1228/‬م)‪ :‬أمـره يعق وب‬
‫في‪،‬‬ ‫ر الفلس‬ ‫ه الفك‬ ‫د في‬ ‫د نق‬ ‫ه()‪ ،‬وق‬ ‫دي بتأليف‬ ‫ور الموح‬ ‫المنص‬
‫ه()‪.‬‬ ‫ه ونواقص‬ ‫ف عيوب‬ ‫وكش‬
‫مقال ة في اإلمام ة الك برى‪ ،‬ألبي الحس ن علي بن محم د الكت امي الفاس ي‪ ،‬المع روف بـ"ابن القط ان" (ت ‪628‬ﻫ‪1230/‬م)()‪.‬‬
‫على امرأة‪ ،‬وهي بيدها نوى أو حصى تسبِّح‪ ،‬فقال‪" :‬أخبرك بما هو أيس ر علي ك من ه ذا وأفض ل‪ ،‬فق ال‪ :‬س بحان هللا ع دد م ا خل ق في‬
‫السماء‪ ،‬وسبحان هللا عدد ما خلق في األرض‪ ،‬وسبحان هللا عدد ما بين ذلك‪ ،‬وسبحان هللا عدد ما هو خالق‪ ،‬وهللا أكبر مثل ذل ك‪ ،‬والحم د‬
‫هلل مثل ذلك‪ ،‬وال إله إال هللا مثل ذل ك‪ ،‬وال ح ول وال ق وة إال باهلل مث ل ذل ك"()‪ .‬أبك ار األفك ار العلوي ة في ش رح األس رار العقلي ة في‬
‫الكلمات النبوية‪ ،‬ألبي يحيى زكريا بن يحيى الشريف اإلدريسي الحسني المغربي (كان حيا عام ‪629‬ﻫ‪1231/‬م)‪ :‬شرح فيه عقيدة أس تاذه‬
‫ال ُم ْقت ََرح‪ ،‬الموسومة بـ"األسرار العقلية في الكلمات النبوية"‪ ،‬وهي عبارة عن شرح كالمي للحديث الذي روته "عائش ة بنت س عد بن أبي‬
‫ول هللا‬ ‫ع رس‬ ‫لم‬ ‫ه دخ‬ ‫ا‪ ،‬أن‬ ‫اص ‪ ،‬عن أبيه‬ ‫وق‬
‫()‪ ،‬ثم شرحه في ثالثة فصول‪ :‬األول في ذكر معاني األلفاظ الواردة في الحديث‪ ،‬والثاني في وج ه ترتيبه ا‪ ،‬والثـالث في ُح ْك ِمه ا‪.‬وق د‬
‫ول هللا‬ ‫ل إلى رس‬ ‫ند المتص‬ ‫اب بالس‬ ‫ة الكت‬ ‫ترح في مقدم‬ ‫َ‬ ‫رواه المق‬
‫وبيَّن الشريف اإلدريسي منهجه في شرح "األسرار العقلية" في مقدمته‪ ،‬وهو شرح ال يقتصر على بيان الغامض وحل ال ُم ْقفَ ل‪ ،‬ب ل ذك ر‬
‫المقترح‪ ،‬يقول‪" :‬فإني قصدت إلى شرح العقيدة المسماة بـ"األس رار العقلي ة في الكلم ات النبوي ة"‪ ،‬ت أليف‬ ‫َ‬ ‫أيضا موارد الضعف في أدلة‬
‫بـ"المقترح‪ ،‬رحمة هللا عليه‪ ،‬وقصدت إلى بسط ما رم ز إلي ه من أدلته ا‪ ،‬وتحري ر م ا أط ال النَّفَس في ه‬ ‫َ‬ ‫اإلمام العالم أبي العز‪ ،‬المعروف‬
‫منها‪ ،‬وزيادة أدلة في قواعدها‪ ،‬والتنبيه على ضعف بعض أدلتها بسبب بنائها على القول بالحال الذي هو عند المحققين محال‪ ،‬واإلش ارة‬
‫اعتها"()‪.‬‬ ‫خ في البالد وإش‬ ‫روج النس‬ ‫ا لخ‬ ‫ه تالفيه‬ ‫ا‪ ،‬ولم يمكن‬ ‫ه من أدلته‬ ‫ع عن‬ ‫ا رج‬ ‫إلى بعض م‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ كفاي ة ط الب الكالم في ش رح اإلرش اد‪ :‬ش رح في ه كت اب "اإلرش اد" ألبي المع الي الجوي ني()‪.‬‬
‫❧ ش رح األربعين في أص ول ال دين‪ :‬ش رح في ه كت اب "األربعين في أص ول ال دين" لفخ ر ال دين محم د بن عم ر ال رازي (ت‪606‬ﻫ‪/‬‬
‫‪1210‬م) ()‪.‬‬
‫أول‬
‫من المعجزات‪ ،‬ألبي الحطاب عمر بن دحية‪ ،‬المعروف بابن الجميل (ت‪633‬ﻫ‪1253/‬م)()‪ :‬يعالج مسألة "المعجزة" التي هي دلي ُل ِ‬
‫ب من واجبات "النبوة"‪ ،‬وهو "الصدق"‪ ،‬وهو ـ كما ال يخفى ـ من ص غريات "مبحث النب وات" من مب احث "علم الكالم"‪ .‬آلي ات‬ ‫واج ٍ‬
‫ول هللا‬ ‫اء رس‬ ‫ا في أعض‬ ‫رم‬ ‫ات في ذك‬ ‫البَيِّن‬
‫‪  ‬ش رح أس ماء هللا الحس نى‪ ،‬ألبي الع ييش محم د بن أبي زي د ابن أبي العيش األنص اري التلمس اني (ت ‪654‬ﻫ‪1256/‬م)‪.‬‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ الحق ائق المص ونة في األلف اظ الموزون ة‪ :‬نظم فيه ا أس ماء هللا الحس نى وص فاته‪ ،‬ع دد أبياته ا ‪ 1090‬بيت ا‪.‬‬
‫❧ كتاب الفصول في نُبَ ٍذ شافية من علم األصول‪ :‬والقصد إلى "علم أصول الدين"‪ ،‬ذكره في مقدمة كتاب ه "ش رح أس ماء هللا الحس نى"‪.‬‬
‫‪  ‬أرجوزة في العقائد‪ ،‬ألبي الحجاج يوسف بن عمران المزدغي الفاسي (ت‪655‬ﻫ‪1257/‬م)‪ :‬ذكره ا ابن األحم ر()‪ ،‬كم ا ذكره ا عب د هللا‬
‫گن ون بعن وان "أرج وزة في علم األص ول"‪ ،‬ووص فها بأنه ا "مفي دة‪ ،‬قريب ة الم رام"‪ ،‬ونق ل أوله ا‪ ،‬وه و‪:‬‬
‫الـحمــد هلل الـعلي األعـلــى‪            ‬رب العوالـي والعلى والسفلـى‬
‫دنيا ويـوم الـدين‪            ‬ومـبدع الـخـلق بـال مــعـيــن‬ ‫ومـلــك ال‬
‫ه()‪.‬‬ ‫يء فـي الوجـود مثل‬ ‫وازي فـضله‪            ‬فليس ش‬ ‫دا ي‬ ‫أحمــده حم‬
‫‪  ‬شرح معالم أصول الدين‪ ،‬لشرف الدين أبي محمد عبد هللا بن محمد الفهري‪ ،‬المعروف ب ابن التلمس اني (ت ‪658‬ﻫ‪1259/‬م)‪ :‬عب ارة عن‬
‫يوصف بأنه "ش رح"‪ ،‬وإن ك ان ابن التلمس اني س ماه "تعليق ا"‪ ،‬فق د ق ال في‬ ‫َ‬ ‫شرح على كتاب "معالم أصول الدين" لفخر الدين الرازي‪.‬‬
‫ريحه"()‪.‬‬‫روح ه‪ ،‬ون وَّر ض َ‬ ‫َ‬ ‫أول ه‪" :‬ه ذا تعلي ق جمعتُ هُ على مع الم أص ول ال دين لإلم ام فخ ر ال دين محم د بن الخطيب‪ ،‬ق دَّس هللا‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫‪ ❧    ‬شرح لُ َمع األدلة في قواعد عقائد أهل السنة‪ :‬عبارة عن شرح على "لُ َمع األدلة" إلمام الحرمين الجويني‪ .‬ذك ره ابن التلمس اني في‬
‫دين"()‪.‬‬ ‫ول ال‬ ‫الم أص‬ ‫رح مع‬ ‫"ش‬
‫ون()‪.‬‬ ‫د هللا ڰن‬ ‫ره عب‬ ‫زدغي‪ :‬ذك‬ ‫دة الم‬ ‫‪  ‬عقي‬
‫ون()‪.‬‬ ‫د هللا ڰن‬ ‫ا عب‬ ‫ار‪ :‬ذكره‬ ‫ن الحص‬ ‫وزة في الكالم‪ ،‬ألبي الحس‬ ‫‪  ‬أرج‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫ون()‪.‬‬ ‫د هللا ڰن‬ ‫ره عب‬ ‫ان‪ :‬ذك‬ ‫ان في تنقيح البره‬ ‫البي‬
‫ون()‪.‬‬ ‫د هللا ڰن‬ ‫ره عب‬ ‫يكا‪ ،‬ذك‬ ‫ذكورة وش‬ ‫وزة الم‬ ‫وزة في علم الكالم‪ :‬وهي األرج‬ ‫رح أرج‬ ‫ش‬
‫ون()‪.‬‬ ‫د هللا ڰن‬ ‫ره عب‬ ‫ي‪ :‬ذك‬ ‫رالي المراكش‬ ‫ن الح‬ ‫د ؛‪ ،‬ألبي الحس‬ ‫ام بمحم‬ ‫ان الت‬ ‫اب اإليم‬ ‫‪  ‬كت‬
‫‪  ‬عص مة األنبي اء‪ ،‬ألبي الخط اب عم ر بن الحس ن ابن دحي ة‪ ،‬المع روف بــ "الجُميِّل"‪ :‬ذك ره عب د هللا ڰن ون()‪.‬‬
‫‪  ‬اإلسعاد في شرح اإلرشاد‪ ،‬ألبي محمد عبد العزيز بن إبراهيم‪ ،‬المعروف بـ"ابن بزي زة" (ت‪662‬ﻫ‪1264/‬م)‪ :‬عب ارة عن ش رح لكت اب‬
‫"اإلرشاد" ألبي المعالي الجويني‪ ،‬وقد فرغ من تأليفه بتونس عام ‪644‬ﻫ()‪ .‬ذكره أبو مهدي عيسى بن عبد الرحمن ال ُّس ْكتاني المراكشي‬
‫ه()‪.‬‬ ‫ل من‬ ‫اد"‪ ،‬ونق‬ ‫رح اإلرش‬ ‫وان "ش‬ ‫(ت‪1062‬ﻫ‪1652/‬م) بعن‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ شرح العقيدة البرهانية‪ :‬نشير إلى أن ابن بزيزة كان تلميذا البن الكتاني‪ ،‬وأن ه ق رأ علي ه "العقي دة البرهاني ة"‪ ،‬مم ا يجع ل البص مات‬
‫الكالمية لهذا األخير ضربة الزب‪ ،‬ومن أهم ما يميز ه ذا الش رح ال روح النقدي ة ال تي امت از به ا ص احبه‪ ،‬حيث لم ي تردد في ال رد على‬
‫الساللجي واالعتراض على ما رآه ضعيفا من األدلة التي أوردها في "البرهانية"()‪ ،‬ويفيدنا يوسف احنانة‪ ،‬أن هذا الشرح‪" ،‬ظل مرجع ا‬
‫للعديد من مؤلفات العقائد في هذه الفترة‪ ،‬وفيما جاء بعدها‪ ،‬كما ظلت مواقفه‪ ،‬والنقول عن ه‪ ،‬حج ة يرج ع إليه ا المتخاص مون والم دعون‬
‫المي"()‪.‬‬ ‫رب اإلس‬ ‫ة في الغ‬ ‫جاالت مذهبي‬ ‫وه من س‬ ‫ا عرف‬ ‫ة فيم‬ ‫واقفهم العقدي‬ ‫لم‬
‫❧ الرد على كتاب مناهج األدلة‪ :‬رد فيه على "مناهج األدلة" للفيلسوف األندلسي أبي الوليد ابن رشد (ت ‪595‬ﻫ‪1198/‬م)‪ ،‬وما زال هذا‬
‫ود()‪.‬‬ ‫اب في حكم المفق‬ ‫الكت‬
‫‪ ‬نور القلوب في معرفة عالم الغيوب‪ ،‬ألبي علي الحسن بن علي الماجري اآل َس ِفي الكفيف (تحوالي ‪668‬ﻫ‪1269/‬م)()‪ :‬عبارة عن عقي دة‬
‫على المذهب األشعري‪ ،‬ابتدأها بالكالم على "الطبيعيات" (الجوهر‪ ،‬الجس م‪ ،‬الع رض)‪ ،‬قب ل أن يفص ل الخط اب في أحك ام "اإللهي ات"‬
‫و"النبوات"‪ .‬وقد أفادنا محمد بنشريفة أنه تأثر فيها بأبي حامد الغزالي‪ ،‬وبعبارته‪" :‬نهج فيها نهج البحث والنظ ر على طري ق األش اعرة‪،‬‬
‫ويبدو أنها مستقاة من "االقتصاد في االعتقاد" للغزالي‪ .‬ولعل مما يدل على ذلك ذكر الغزالي في المتن أكثر من مرة‪ .‬ومما يدل على ذلك‬
‫أيض ا‪ ،‬أن للغ زالي عقي دة س ماها‪" :‬مكاش فة القل وب المق رب إلى عالم الغي وب"()‪ ،‬وه و مش ابه للعن وان الم ذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ ‬أربعون مسألة في أصول الدين‪ ،‬لـمحمد بن خليل ال َّس ُكونـي() اإلشبيلـي القيروانـي (ق‪7 .‬ﻫ‪13/‬م)‪ :‬التـبس األم ر لـدى بعض البـاحثين‪،‬‬
‫كوني (االبن)‪،‬‬ ‫ر الس‬ ‫اب إلى عم‬ ‫فنـسب هـذا الكت‬
‫وظ()‪.‬‬ ‫د محف‬ ‫ه()‪ ،‬ومحم‬ ‫ا كحال‬ ‫ر رض‬ ‫زركلي()‪ ،‬وعم‬ ‫دين ال‬ ‫ير ال‬ ‫كخ‬
‫كوني األب()‪.‬‬ ‫اب للس‬ ‫تي تثبت أن الكت‬ ‫ة‪ ،‬ال‬ ‫ا يكفي من األدل‬ ‫اق م‬ ‫اب‪ ،‬س‬ ‫ق الكت‬ ‫د أن محق‬ ‫بي‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ كتاب التمييز لما أودعه الزمخشري من االعتزال في تفسيره للكتاب العزيز()‪ :‬كان هذا الكتاب مثارا لإلشكال في نسبته‪ ،‬حيث نُ ِس ب‬
‫ت ارة إلى أبي عب د هللا محم د بن خلي ل الس كوني‪ ،‬وت ارة أخ رى إلى ول ده أبي علي عم ر بن محم د بن خلي ل الس كوني‪.‬‬
‫ولعل هذا ما حدا بمحمد بن عمر بن أبي محلي‪ ،‬أن ينقل منه بيتين من الشعر‪ ،‬دون تعيين اسم المؤلف‪ ،‬حيث قال‪" :‬وقد أحس ن ابن خلي ل‬
‫ة‪.)("...‬‬ ‫ألة الرؤي‬ ‫ري في مس‬ ‫ا على الزمخش‬ ‫ات‪ ،‬رد به‬ ‫ال في أبي‬ ‫إذ ق‬
‫وق د أخط أ أحم د باب ا التنبك تي()‪ ،‬وأحم د بن المب ارك الل َمطي السجلماس ي()‪ ،‬وح اجي خليف ة()‪ ،‬حين ‪ ‬نس بوه إلى عم ر الس كوني‪.‬‬
‫كما أخطأ تاج الدين السبكي في نسبته إليه في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"()‪ ،‬ونقل أبو سالم العياشي عن التاج السبكي كالما يفيد أنه‬
‫اطلع على الكتاب‪ ،‬وهذا نصه‪" :‬قال السبكي‪ :‬ال تغتر بكالم أبي علي بن خليل الس كوني المغ ربي‪ ،‬ص احب "كت اب التمي يز على كش اف‬
‫الزمخشري"‪ ،‬حيث تكلم فيه بعدما تكلم في اإلمام الفخر نفسه باعتراضه على المتقدمين‪ ،‬كاألشعري فمن دونه من أتباعه‪ ،‬وهذا ال يع اب‬
‫به العالم‪ ،‬والمغاربة ال يحتملون أحدا يعارض األشعري في كالمه‪ ،‬واإلم ام ال ينك ر عظم ة األش عري‪ ،‬كي ف وه و على طريق ه وبقول ه‬
‫يأخ ذ؟! ولكن‪ ،‬لم ت زل األم ة يع ترض متأخره ا على متق دمها‪ ،‬وال يش ينه ذل ك‪ ،‬ب ل يزين ه"()‪.‬‬
‫وقد تبعهم في ذلك كثير من المترجمين المعاصرين‪ ،‬كإسماعيل باشا البغدادي()‪ ،‬وخير الدين الزركلي()‪ ،‬وعمر رضا كحال ه()‪ ،‬ومحم د‬
‫يد()‪.‬‬ ‫د هللا الرش‬ ‫د بن عب‬ ‫وظ()‪ ،‬ومحم‬ ‫محف‬
‫ه()‪.‬‬ ‫ه نجل‬ ‫ه‪ ،‬فأتم‬ ‫ل إتمام‬ ‫وفي قب‬ ‫هت‬ ‫ل‪ ،‬لكن‬ ‫د بن خلي‬ ‫ه محم‬ ‫اب ألبي‬ ‫حيح‪ ،‬أن الكت‬ ‫والص‬
‫حقا‪ ،‬لقد نسب السكوني االبن هذا الكتاب إليه‪ ،‬في خطبة كتابه "مختصر في أص ول ال دين"‪ ،‬ال ذي ألف ه باعتب اره مقدم ة وتمهي دا لكت اب‬
‫"التمييز"()‪ ،‬وذكر؛ في رسالته "لحن العامة والخاص ة في المعتق دات"؛ أن ه من مص نفاته‪ ،‬حيث ق ال‪..." :‬وق د أش بعنا‪ ،‬في تفس ير ذل ك‬
‫وغيره‪ ،‬من القواعد السنية‪ ،‬في مقدمة كتابنا المسمى بكتاب "التمييز لما أودعه الزمحشري من االعتزال في تفسيره للكت اب العزي ز"()‪،‬‬
‫صنَّفَه باالشتراك مع أبيه‪ ،‬حيث ابتدأه ه ذا األخ ير‪ ،‬ثم ت وفي قب ل إتمام ه‪ ،‬فأتم ه نجل ه‪ ،‬حيث ق ال في‬ ‫لكنه بَيَّن أن المقصود من ذلك‪ ،‬أنه َ‬
‫معرض التحذير من قراءة تفسير "الكشاف" للزمخشري‪" :‬وأما تفسير الزمخشري‪ ،‬فأكثره اعتزال‪ ،‬وفيه مواضع انتهى فيها إلى الكف ر‪،‬‬
‫والعياذ باهلل‪ .‬وقد صنفنا في الرد عليه كتابا سميناه بـ"التمييز بم ا أودع ه الزمخش ري من االع تزال في الكت اب العزي ز"‪ .‬ك ان ق د ابت دأه‬
‫ك"()‪.‬‬ ‫د هلل على ذل‬ ‫دي‪ ،‬والحم‬ ‫ه على ي‬ ‫دي ‪ ،:‬ثم َمنَّ هللا في تكميل‬ ‫وال‬
‫وبما أنه هو الذي أتمه‪ ،‬فهذا يعني أنه هو الذي وضع له العنوان‪ ،‬ألن آخر ما يض عه المؤل ف ه و عن وان الكت اب‪ .‬وق د ص رح ب ذلك في‬
‫الخطبة‪ ،‬إذ قال فيها‪ ..." :‬وسميته بـ"كتاب التمييز لما أودعه الزمخشري من االعتزال في تفس يره للكت اب العزي ز"‪ .‬وق د ك ان وال دي ‪،:‬‬
‫د"()‪.‬‬ ‫ه الحم‬ ‫دي‪ ،‬ول‬ ‫ه على ي‬ ‫بحانه بإكمال‬ ‫أليف‪ ،‬ثم من هللا س‬ ‫ذا الت‬ ‫دأ ه‬ ‫ابت‬
‫وه ذا يع ني‪ ،‬أن ه وض ع ل ه أيض ا المقدم ة‪ ،‬ومن الب ديهي أن ال يض عها الس كوني األب‪ ،‬ألنه ا آخ ر م ا يص نعه المؤل ف كم ا قلن ا‪.‬‬
‫والظاهر أن السكوني االبن‪ ،‬وضع أيضا الباب األول الذي افتُتِح ب ه الكت اب‪ ،‬وه و "ب اب في ابت داء ال رد على الزمخش ري في مقاص ده‬
‫االعتزالي ة‪ ،‬وآرائ ه المخالف ة للقواع د الس نية"()‪ ،‬حيث ذك ر في ه أح د كتب ه الص حيحة النس بة إلي ه‪ ،‬وه و "عي ون المن اظرات"()‪.‬‬
‫ومما الحظته‪ ،‬أن بدايات الكتاب‪ ،‬ال تخلو أيضا من تدخل السكوني االبن‪ .‬فإذا صح هذا‪ ،‬فإن "اإلكم ال" ال يع ني لدي ه االبت داء من حيث‬
‫انتهى أب وه‪ ،‬وإنم ا يع ني – عالوة على ه ذا المع نى – إض افة أش ياء في الح يز ال ذي ألف ه أب وه‪.‬‬
‫ف إذا ك ان األم ر على ه ذا‪ ،‬فاألج در‪ ،‬أن تك ون النس بة‪ ،‬عن د توثي ق الكت اب‪ ،‬هك ذا‪" :‬كت اب التمي يز‪ "...‬للس كونيَّيْن‪.‬‬
‫وقد ذكر التنبكتي‪ ،‬أنه وقف عليه()‪ ،‬ناسبا إياه إلى السكوني االبن‪ ،‬كما ذكرنا قب ل حين‪ ،‬دون أن يتنب ه إلى أن ش طره األول من تص نيف‬
‫الس كوني األب‪ .‬وه و مع ذور في ذل ك‪ ،‬حيث إن أفك ار ال رجلين متش ابهة‪ ،‬إلى ح د يص عب التمي يز بينهم ا‪.‬‬
‫شرح "التنبيه واإلرشاد في علم االعتقاد‪ :‬المتنُ المشرو ُح عبارة عن منظومة نظم بها أبو الحجاج يوسف بن موسى المع روف بالض رير‬
‫ني()‪.‬‬ ‫اد" للجوي‬ ‫اب "اإلرش‬ ‫َ‬ ‫(ت‪520‬ﻫ‪1126/‬م) كت‬
‫والراجح‪ ،‬أنه ألفه بعد رسالته "أربعون مسألة في أصول الدين"‪ ،‬حيث حصر فيها الشروط العقلية لقياس الغائب على الش اهد في أربع ة‪،‬‬
‫وهي‪" :‬الش رط"‪ ،‬و"ال دليل"‪ ،‬و"العل ة"‪ ،‬و"الحقيق ة"()‪ .‬بخالف م ا اعتم ده في ش رح "التنبي ه واإلرش اد"‪ ،‬حيث ذهب م ذهب ص احب‬
‫المنظومة‪ ،‬وهو أبو الحج اج الض رير‪ ،‬في إض افة ثالث ة ش روط عقلي ة أخ رى‪ ،‬وهي‪" :‬ج ائز العق ل"‪ ،‬و"مس تحيل العق ل"‪ ،‬و"التس مية‬
‫الوضعية"()‪ ،‬مما يدل على تطور فكري‪ ،‬ونضج كالمي‪ .‬وهذا التطور والنضج يقف ش اهدا على ت أخر الكت اب ال ذي ك ان َمجْ لًى ل ذلك‪،‬‬
‫رير‪.‬‬ ‫ة الض‬ ‫رح منظوم‬ ‫وش‬ ‫وه‬
‫وقد نسبت بعض الفهارس هذا الشرح إلى عمر بن محمد بن خليل السكوني()‪ .‬وذلك‪ ،‬استنادا إلى ما ورد في الخطبة‪ ،‬وهذا أولها‪" :‬يقول‬
‫العبد الفقير إلى رحمة مواله وغفرانه‪ ،‬الغني عن من سواه‪ ،‬عمر بن محمد بن خلي ل ‪ :‬وغف ر ل ه‪ :‬ك ان وال دي ‪ :‬ق د أملى() ه ذا الش رح‪،‬‬
‫فربما جرى() القلم‪ ،‬لدى اإلمالء‪ ،‬ببعض أحرف‪ ،‬تحتاج إلى إصالح‪ ،‬وتحرير‪ .‬وربما وقع‪ ،‬في بعض التراجم‪ ،‬تقديم لش رحها عليه ا‪ ،‬أو‬
‫تأخير‪ ،‬ولم يقض بجريان يده ‪ :‬على ذلك‪ ،‬بعد اإلمالء‪ ،‬فيما علمت‪ ،‬على ما جرت به العادة في األم الي‪ ،‬ح تى ت وفي ‪ ،:‬ف رتبت م ا أمكن‬
‫من ذلك‪ ،‬برد لفظ الشرح إلى ما هو ينزل عليه‪ ،‬وحررت تلك األماكن على ما تقرر من كالمه ‪ ،:‬حين تدريسه له ذه األرج وزة()‪ ،‬الم رة‬
‫بع د الم رة‪ ،‬ح تى كأن ه ه و المت ولي ل ذلك‪ ،‬وهللا س بحانه ينف ع ب ذلك‪ ،‬إن ه ولي ك ريم"()‪.‬‬
‫اب إلى الس كوني االبن‪،‬‬ ‫بعض كتب ال تراجم المعاص رة الكت َ‬ ‫ِ‬ ‫ولعل منجز "كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية"‪ ،‬اطمأن إلى نسبة‬
‫خاصة إسماعيل باشا البغدادي()‪ ،‬وخير الدين الزركلي()‪ ،‬وعمر رضا كحاله()‪ ،‬ومحمد محفوظ()‪ ،‬باعتبارهم ُم ْلت ََح د أغلب المفهرس ين‬
‫رين‪.‬‬ ‫المعاص‬
‫إن هذه الخطبة‪ ،‬تفيد أن أصل الكتاب لمحمد بن خليل السكوني‪ ،‬وأن ابن ه عم ر‪ ،‬لم يص نع أك ثر من تص ويب بعض األخط اء اإلمالئي ة‪،‬‬
‫التي ارتكبها من كانوا يكتبون أماليه من شرحه على "منظومة الضرير"‪ .‬فال يمكن أن نسمي ما ص نعه الس كوني االبن ته ذيبا‪ ،‬ألن ه ذا‬
‫يس تلزم ح ذفا‪ ،‬وإض افات‪ ،‬مم ا ق د يجع ل الكت اب مباين ا‪ ،‬ول و قليال‪ ،‬للكت اب األص ل‪ ،‬فنك ون بص دد كت اب جدي د‪.‬‬
‫ومما يمكن أن نستدل به على أن عمر السكوني‪ ،‬لم يعتبر عمله في كتاب أبيه تأليفا جديدا‪ ،‬أنه قال في آخر الكتاب‪" :‬قال األس تاذ() لط ف‬
‫هللا به‪ ،‬عند إمالئه عل َّي هذا التعليق على هذه األرجوزة‪" :‬قد جهدت() استطاعتي‪ ،‬وذكرت ل ك – ي ا ب ني – م ا حض رني في ذل ك‪ ،‬على‬
‫قدر إدراكي ومعرفتي‪ ،‬وأوردت ذلك من صدري‪ ،‬فمنه ما سمعت األستاذ يقوله في مجلس اإلقراء‪ ،‬ومنه ما رأيته في "الهداية" للقاضي‪،‬‬
‫ومنه م ا أنتجت ه القريح ة من األدل ة الص حيحة‪ ،)(""...‬حيث اعت بر التعلي ق ‪ -‬أي‪ :‬الش رح – من إمالء أبي ه‪ .‬وكفى ب ذلك دليال على أن ه‬
‫كوني االبن‪.‬‬ ‫كوني األب‪ ،‬ال الس‬ ‫للس‬
‫وق ال الناس خ‪ ،‬في آخ ر الكت اب‪" :‬كملت رس الة "التنبي ه واإلرش اد في علم االعتق اد" وش رحها‪ ،‬بيت ا وش رحا‪ ،)( "...‬ولم ي ذكر كلم ة‬
‫اب‪.‬‬ ‫كوني االبن في الكت‬ ‫دخل الس‬‫ُّ‬ ‫فة ُ ت‬ ‫تي هي ص‬ ‫حيحا" ال‬ ‫"تص‬
‫هـذا من حـيث نفـي نسبـة الكت اب إلـى عم ر الس كوني‪ ،‬ب النظر إلى المخط وط نفس ه‪ ،‬بي د أنه ا ال‬
‫كوني‪.‬‬ ‫ل الس‬ ‫د بن خلي‬ ‫وه محم‬ ‫و أب‬ ‫اب ه‬ ‫احب الكت‬ ‫ا على أن ص‬ ‫ا دليال قوي‬ ‫دم لن‬ ‫تق‬
‫كوني األب‪:‬‬ ‫بته إلى الس‬ ‫رر نس‬ ‫بهة‪ ،‬وتق‬ ‫ذه الش‬ ‫دفع ه‬ ‫تي ت‬ ‫ة‪ ،‬ال‬ ‫ذه بعض األدل‬ ‫وه‬
‫‪ – 1‬انسجامه مع المنهج العام‪ ،‬الذي يضبط أفكاره‪ ،‬ويحدد المرتكزات البارزة إلصالحه الديني عموما‪ ،‬والعقدي خصوص ا‪ .‬ومن مالمح‬
‫هذا المنهج‪ ،‬أنه كان يرد على غير أهل السنة‪ ،‬ويثبت صحة معتقَد أهل الحق (= األشاعرة) بما ق ل ودل‪" ،‬ليجم ع التنزي ه والتعظيم‪ ،‬في‬
‫رير"؛‬ ‫ة الض‬ ‫رحه على "منظوم‬ ‫ة في ش‬ ‫رْ ِع ٌّي بدق‬ ‫ر َم‬ ‫و أم‬ ‫ة"()‪ ،‬وه‬ ‫اظ القليل‬ ‫األلف‬
‫وأصحابه [‪ ]...‬وهم أهل الحق‪ .‬وما عداهم‪ ،‬فمعتزلة‪ ،‬ألن كل من اعتزل أهل السنة‪ ،‬وخالفهم‪ ،‬فهو مخطئ‪ ،‬قدريا كان‪ ،‬أو غيره"()‪2 .‬‬
‫– تشابه أفكاره مع األفكار الموجودة في سائر كتبه‪ .‬من ذلك‪ ،‬أنه‪ ،‬في كتابه "أربعون مسألة في أصول الدين"‪ ،‬يعتبر كل من خالف أه ل‬
‫السنة ‪ -‬مرجئيا كان‪ ،‬أو خارجيا‪ ،‬أو غيرهما ‪ -‬معتزليا‪ ،‬وبعبارته‪" :‬كل من خالف مذهب أهل الحق‪ ،‬وهم األش عرية‪ ،‬ع دول ه ذه األم ة‪،‬‬
‫معتزلي‪ ،‬ألنه من السنة وأهلها بمعزل"()‪ ،‬وهو عينه ما يقرِّ ره في "ش رح التنبي ه واإلرش اد"‪ ،‬إذ ق ال‪" :‬فم ذهب أه ل الح ق ه و م ذهب‬
‫بي‬ ‫ه() الن‬ ‫ان علي‬ ‫اك‬ ‫عرية‪ ،‬وهم على م‬ ‫األش‬
‫كما أن بعض العبارات‪ ،‬الجارية على األلسنة‪ ،‬ذكرها باللفظ نفسه‪ ،‬في ك ل من "ش رح التنبي ه واإلرش اد" و"أربع ون مس ألة في أص ول‬
‫وطء"()؛‬ ‫د ال‬ ‫د عن‬ ‫بع"()‪ ،‬و"الول‬ ‫ام يش‬ ‫ع"()‪ ،‬و"الطع‬ ‫يف يقط‬ ‫ل‪" :‬الس‬ ‫دين"‪ ،‬من قبي‬ ‫ال‬
‫‪ – 3‬تشابه أسلوبه مع أسلوب سائر كتبه‪ ،‬بل إن ه كث يرا م ا ي ردد أفك ارا بالص يغة نفس ها‪ .‬من ذل ك‪ ،‬أن العب ارة ال تي ص اغ به ا القواع د‬
‫الكالمي ة يحاف ظ عليه ا في "ش رح التنبي ه واإلرش اد"‪ ،‬كعب ارة "ال دليل مط رد غ ير منعكس‪ ،‬والط رد منعكس غ ير مط رد"()‪.‬‬
‫‪ – 4‬يرجح يوسف احنانا‪ ،‬في مقدمة تحقيقه لـ "أربعون مسألة في أصول الدين"‪ ،‬أن محمد بن خليل السكوني‪ ،‬ألف شرحه المذكور‪ ،‬أي ام‬
‫وجوده باألندلس()‪ .‬وهو‪ ،‬وإن لم يقدم دليال على هذه الدعوى‪ ،‬إال أنها دعوى صحيحة‪ ،‬حيث يذكر المؤلف في آخر الشرح‪ ،‬أن ه ألف ه في‬
‫خضم "ضعف المادة‪ ،‬وتولي األهوال"()‪ .‬وهذا يقف شاهدا قويا على أنه ألفه في أشبيلية‪ ،‬التي كانت تعيش في أهوال هجم ات‪ ،‬ال ه وادة‬
‫فيها‪ ،‬من قِبَ ل النصارى‪ ،‬مما اضطر الكثير من العائالت المسلمة للهجرة إلى شمال إفريقيا عموما‪ ،‬والمغرب خصوصا‪ ،‬وكان قَدَر أس رة‬
‫السكوني أن تشد الرحال إلى تونس‪ ،‬للعيش في كنف الدولة الحفصية‪ ،‬ال تي ك انت تمت از ب القوة العس كرية‪ ،‬وب العيش الرغي د‪ ،‬وبالنش اط‬
‫العلمي‪ ،‬مم ا جع ل الق يروان ـ كم ا يق ول أحم د زروق ـ "دار العلم وال دين‪ ،‬ق ديما وح ديثا"()‪.‬‬
‫وهذا يستلزم‪ ،‬أن السكوني األب‪ ،‬هو الذي ألف الشرح المذكور‪ ،‬ال السكوني االبن الذي هاجر مع أبيه ص غيرا إلى الق يروان‪ ،‬يع ني قب ل‬
‫أليف‪.‬‬ ‫ة الت‬ ‫ه قريح‬ ‫أن تنفتح لدي‬
‫فالسكوني االبن توفي سنة ‪717‬ﻫ‪ ،‬وأشبيلية سقطت بيد النصارى سنة ‪646‬ﻫ‪ .‬بمعنى‪ ،‬أن الحقبة الزمنية بين هاذين التاريخين هي إحدى‬
‫وسبعون سنة‪ .‬فلو افترضنا أن ه ع َّمر تس عين س نة ـ على أك ثر تق دير ـ‪ ،‬فه ذا يع ني أن ه خ رج من أش بيلية وعم ره ثماني ة عش رة س نة‪.‬‬
‫ومـن المس تبعد‪ ،‬ب ل من المح ال‪ ،‬أن يؤل ف كتاب ا في مس توى عم ق "ش رح التنبي ه واإلرش اد"‪ ،‬حيث‬
‫الناظر فيه ال يتردد في الحكم على مؤلفه بأن ه ق د أب دأ في "علم الكالم" وأع اد‪ ،‬وأن ه ق د ألف ه بع د أن اكتم ل نض جه الفك ري والكالمي‪.‬‬
‫هذا إذا افترضنا أن السكوني االبن هاجر من أشبيلية وهو ص غير الس ن‪ ،‬وأن نس لم بم ا ادع اه بعض الم ترجمين‪ ،‬حين وص فوه بق ولهم‪:‬‬
‫"نزيل تونس"()‪ ،‬أو "إشبيلي‪ ،‬نزل بتونس"()‪ .‬وإال‪ ،‬فمن حقنا أن نتساءل‪ ،‬كما تساءل أحد الباحثين‪" :‬هل ُولد في أش بيلية‪ ،‬قب ل س قوطها‬
‫في ي د اإلس بان‪ ،‬س نة ‪646‬ﻫ‪ ،‬وحمل منها صغيرا إلى تونس؟ أو ولد في مدينة أخرى من األندلس‪ ،‬أو من المغرب؟"()‪.‬‬
‫رح إلى الس كوني األب‪ ،‬ال الس كوني االبن()‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪ – 5‬أن النس خ المخطوط ة األخ رى‪ ،‬ينس ب نُ َّس ا ُخها الش‬
‫شرح مرشدة محمد بن تومرت‪ :‬بعد أن يذكر محققها‪ ،‬أن الشكوك ثارت حول نسبة هذا الشرح لمحمد بن خليل السكوني‪" ،‬فأحيانا تنس ب‬
‫إلى ابنه‪ ،‬وأحيانا أخرى إلى حفيده‪ ،‬من غير ما مرجح‪ ،‬وال حجة"‪ ،‬أشار إلى أن المقارن ة بين ه ذا الش رح ورس الة "أربع ون مس ألة في‬
‫أصول الدين"‪ ،‬ولدت له "انطباعا أوليا بأن صاحبهما واحد‪ ،‬نظرا لوجود توجه مشترك بينهما‪ ،‬بل إننا – يقول المحق ق – الحظن ا بعض‬
‫الجمل ترد بنفس الصيغة في المؤلَّفيْن‪ ،‬وتحمل نفس القناعة من صاحبها"‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬يرجِّ ح "أن تكون نسبة هذا الش رح ألبي عب د‬
‫ونس"()‪.‬‬ ‫لت‬ ‫بيلي نزي‬ ‫كوني اإلش‬ ‫ل الس‬ ‫د بن خلي‬ ‫هللا محم‬
‫بي د أن ه لم يق دم أي مث ال ي دلِّل ب ه على دع واه‪ ،‬مم ا ي َُح ِّملن ا مس ؤولية توثي ق الكت اب‪.‬‬
‫ومما يمكن أن نعتبره قرينة على نسبة هذا الشرح إلى السكوني األب‪ ،‬أنه استعمل فيه العبارات نفسها التي استعملها في "أربع ون مس ألة‬
‫في أصول الدين" في الطعن في المعتزلة‪ ،‬من قبيل عبارة‪" :‬تعالى هللا عن مذهبهم علوا كبيرا"()‪ ،‬ونظيرها في "شرح مرش دة محم د بن‬
‫يرا"()‪.‬‬ ‫وا كب‬ ‫ذهبهم عل‬ ‫المين على م‬ ‫الى رب الع‬ ‫ومرت"‪" :‬تع‬ ‫ت‬
‫ارة‪.‬‬ ‫توى العب‬ ‫ذا على مس‬ ‫ه‬
‫أما على مستوى األفكار‪ ،‬فإنها متشابهة في الكتابين المذكورين‪ .‬مثال ذلك‪ ،‬أنه يذكر في "شرح مرشدة محمد بن ت ومرت"‪ ،‬أن هللا تع الى‬
‫"ال يتمثل في النفس‪ ،‬إذ ليس له مثل‪ .‬فمن عرف نفسه على هذه الصفات‪ ،‬ع رف رب ه منزه ا عنه ا‪ .‬فالع ارف يعب د هللا‪ ،‬والجاه ل يكي ف‬
‫ص ورة‪ ،‬ويس تقبلها بعب ادة رب ه‪ .‬فمن ش بَّه‪ ،‬أو مثَّل‪ ،‬أو كيَّف‪ ،‬أو ص وَّر‪ ،‬فم ا اس تقبل رب ه بعبادت ه يوم ا ق ط"()‪.‬‬
‫وهـي الفك رة نفـسها ال تي جـعلها محم د بن خلي ل الس كوني مقدم ة لرس الته "أربع ون مس ألة في‬
‫أصول الدين"‪ ،‬مع شيء من التفصيل()‪ ،‬قبل أن يبدأ في عرض المسائل األربعين‪ .‬ومما قرره‪ ،‬خاللها‪" ،‬أن غير العارف‪ ،‬إنم ا يص وره‬
‫في نفسه‪ ،‬أو يضرب مثاال‪ ،‬أو يشبه‪ ،‬في دعو ل ذلك المث ال‪ ،‬وهللا س بحانه على خالف ذل ك"()‪ ،‬م ع تعزي ز ذل ك بآي ات قرآني ة()‪ ،‬وبعض‬
‫ار‪.‬‬ ‫اديث واآلث‬ ‫األح‬
‫‪  ‬شرح العقيدة البرهانية‪ ،‬ألبي بكر محمد بن أحمد األنصاري اإلشبيلي التازي‪ ،‬المعروف بـ"الخف اف" (ت وفي في النص ف األول من ق‪.‬‬
‫‪7‬ﻫ‪13/‬م)()‪ :‬من أهم المصادر المعرفية التي اعتمد عليها الخفاف في تأليف ه ذا الش رح‪" :‬اإلرش اد" و"العقي دة النظامي ة" كالهم ا ألبي‬
‫المعالي الجويني‪ ،‬و"الرسالة القدسية" و"االقتصاد في االعتقاد" كالهما ألبي حامد الغزالي‪ ،‬عالوة على بعض مؤلفات اإلسفراييني‪ .‬وق د‬
‫اء()‪.‬‬ ‫اط العلم‬ ‫ارا بين أوس‬ ‫ا وانتش‬ ‫ة" ذيوع‬ ‫روح "البرهاني‬ ‫ثر ش‬ ‫ان أك‬ ‫ك‬
‫ا‪:‬‬ ‫ه أيض‬ ‫ول‬
‫❧ اقتطاف األزهار واستخراج نتائج األفك ار لتحص يل البغي ة والم راد من ش رح اإلرش اد‪ :‬ش رح في ه كت اب "اإلرش اد" ألبي المع الي‬
‫د اآلن()‪.‬‬ ‫ودا لح‬ ‫زال مفق‬ ‫ني‪ ،‬وال ي‬ ‫الجوي‬
‫‪ ‬إقامة الحجة في الرد على م ا أحدث ه المبتدع ة‪ ،‬ألبي محم د عب د هللا بن موس ى الفش تالي (ت وفي أواس ط ق‪7 .‬ﻫ‪13/‬م)()‪ :‬تكلم في ه على‬
‫البدعة‪ ،‬وماهيتها‪ ،‬وأنواعها‪ ،‬مع تسليط الضوء على البدع ذات الصلة بالعقيدة‪ ،‬ألن البدعة في األصل يترتب عليها فساد م ا يب نى علي ه‪،‬‬
‫أم ا لح وق البدع ة في الف رع‪ ،‬فال يس تلزم ذل ك‪ ،‬وبعبارت ه‪" :‬وإن لم يج بر الف رع لم تبط ل بالكلي ة منفع ة األص ل"‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫ذا الثـبَت‪:‬‬ ‫ده‬ ‫ا بع‬ ‫ل إليه‬ ‫تي نص‬ ‫ائج ال‬ ‫من النت‬
‫‪ – 1‬أغلب الش روح دارت ح ول مت نين عق ديين‪ ،‬أح دهما مش رقي‪ ،‬وه و "اإلرش اد" ألبي المع الي الجوي ني‪ ،‬وثانيهم ا مغ ربي‪ ،‬وه و‬
‫اللجي‪.‬‬ ‫ة" للس‬ ‫"البرهاني‬
‫‪ – 2‬المتون المعرفية التي كانت لها سلطة معرفية في الفترة الموحدية()‪ ،‬هي "العقيدة المرشدة" البن تومرت‪ ،‬و"البرهاني ة" للس اللجي‪،‬‬
‫و"نور القلوب" للماجري‪ ،‬ولم تتالش هذه السلطة إال بظهور رائد الفكر األش عري في الغ رب اإلس المي أبي عب د هللا محم د بن يوس ف‬
‫ي إلى اآلن‪.‬‬ ‫د الوطاس‬ ‫لطة من العه‬ ‫ذه الس‬ ‫ده() ه‬ ‫ازت عقائ‬ ‫ي‪ ،‬حيث ح‬ ‫السنوس‬
‫‪ – 3‬كان للفكر األشعري لدى الجويني سلطة معرفية على الفكر األشعري المغربي‪ ،‬خاص ة من خالل كتاب ه "اإلرش اد"‪ ،‬حيث إن أغلب‬
‫َظم ل ه()‪ ،‬وه ذا م ا جع ل ه ذا الكت اب "ثابت ا‬ ‫المؤلفات األشعرية المغربية كانت عبارة عن شروح على "اإلرشاد"‪ ،‬أو اختص ار ل ه‪ ،‬أو ن ْ‬
‫تعليميا في أسالك التعليم بالغرب اإلسالمي‪ ،‬يحمل مراتب تعليمية في عملي ة ت درج المتلقي في الم ذهب ومراتب ه‪ ،‬بحيث ك انت إج ازات‬
‫رأ‬ ‫ا لم يق‬ ‫ة‪ ،‬م‬ ‫ذه الدرج‬ ‫ُل ه‬ ‫ص‬
‫ة يَ ِ‬ ‫د من األئم‬ ‫ا‪ ،‬ولم يكن الواح‬ ‫اء تعطى عليه‬ ‫العلم‬
‫روحه"()‪.‬‬ ‫رحا من ش‬ ‫اد" أو ش‬ ‫اب "اإلرش‬ ‫ه كت‬ ‫ام قبل‬ ‫على إم‬
‫‪ – 4‬لم ينفرد الجويني بهذه السلطة المعرفية‪ ،‬بل كان لمفكرين أشعريين مش رقيين آخ رين حض ور ق وي في الفك ر األش عري المغ ربي‪،‬‬
‫ا‪:‬‬ ‫وهم‬
‫أ) أبو حامد الغزالي‪ :‬ومن تجليات ذلك‪ ،‬انتصارهم لكتاب "إحياء علوم الدين"‪ ،‬وكثرة النقل من كتب ه‪ ،‬ب ل وج دنا الم اجري يَ ِس َم عقيدت ه‬
‫بعنوان "نور القلوب في معرفة عالم الغيوب"‪ ،‬وهو عنوان مقتبَس من عنوان كت اب للغ زالي وه و "مكاش فة القل وب المق رب إلى عالم‬
‫وب"‪.‬‬ ‫الغي‬
‫ور‪:‬‬ ‫ة أم‬ ‫ات ثالث‬ ‫رازي‪ :‬ومن تجلي‬ ‫دين ال‬ ‫ر ال‬ ‫ب) فخ‬
‫أوله ا‪ :‬أنهم اهتم وا بش رح كتاب ه "األربعين في أص ول ال دين"‪ ،‬وق د ذكرن ا من ه ذه الش روح ش رح الش ريف اإلدريس ي‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬أنهم نسجوا كتبا على منوال هذا الكتاب‪ ،‬ومن نماذج ذل ك كت اب "أربع ون مس ألة في أص ول ال دين" لمحم د بن خلي ل الس كوني‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬أنهم أبدوا عناية كبيرة بكتابه "معالم أصول الدين"‪ ،‬فقد "شرحه اإلمام شرف الدين ابن التلمساني‪ ،‬واختصره الش يخ اإلم ام محم د‬
‫بن عبد السالم الهواري‪ ،‬واعتمده الشيخ اإلم ام محم د بن عرف ة التونس ي كواح د من أمه ات المراج ع في مختص ره الكالمي المع روف‬
‫دين"()‪.‬‬ ‫ول ال‬ ‫امل في أص‬ ‫ر الش‬ ‫بالمختص‬
‫َ‬
‫‪ – 5‬لم تكن هذه السلطة المعرفية تعني أن متكلمي المغرب كانوا مجرد مقلدين للجويني والغزالي والرازي‪ ،‬إذ إنهم اعتمدوا فك رهم دون‬
‫ة‪.‬‬ ‫ير من آرائهم العقدي‬ ‫الفوهم في كث‬ ‫ذا خ‬ ‫د‪ ،‬ل‬ ‫تقلي‬
‫‪ – 6‬لم يكن أشاعرة المغرب في معزل عن ال رد على الفلس فة والفالس فة‪ ،‬وق د ذكرن ا من الكتب في ه ذا الموض وع رد ابن بزي زة على‬
‫"من اهج األدل ة" البن رش د‪ ،‬و"لب اب العق ول" للمكالتي‪ ،‬و"التمحيص" ألبي بك ر بن الع ربي المع افري‪.‬‬
‫‪ ،‬و"عصمة األنبياء" البن الجميِّل‪ ،‬و"تنزيه األنبياء" البن ُخ َميْر السبتي‪ ،‬إلخ‪ – 7.‬أفرد متكلم و المرحل ة الموحدي ة مؤلف اتهم الكالمي ة‬
‫بجزئي ات كالمي ة بعينه ا‪ ،‬من قبي ل "الش فا" ال ذي أف رده القاض ي عي اض للكالم على معج زة الن بي‬
‫‪ – 8‬لم يتوقف هَ ّم استئصال بقايا األفكار العقدية غير السنية في المرحلة الموحدية‪ ،‬حيث انبرى متكلمو المغرب لتحقيق ه ذا المقص د من‬
‫تويين‪:‬‬ ‫خالل مس‬
‫المستوى األول‪ :‬الرد على األفكار العقدية غير السنية الرائجة في ال ُكتُب‪ ،‬ولعل أفضل نموذج نمثل به ل ذلك كت اب "التمي يز" ال ذي ابت دأ‬
‫تأليفه محمد بن خليل السكوني‪ ،‬وأتمه نجله عمر بن محمد السكوني‪ ،‬وهو في الرد على العقائد االعتزالية المبثوثة في تفس ير "الكش اف"‬
‫ري‪.‬‬ ‫للزمخش‬
‫المستوى الثاني‪ :‬التنبيه على العبارات المتداولة على ألسنة العوام مما فيه مخالفة لعقائد أهل السنة‪ ،‬وأبرز َمن قام بهذه الوظيف ة عم ر بن‬
‫دات"()‪.‬‬ ‫ة في المعتق‬ ‫ة والخاص‬ ‫الته "لحن العام‬ ‫كوني في رس‬ ‫د الس‬ ‫محم‬
‫‪ – 9‬مما يؤكد اهتمام علماء المرحلة الموحدية بالحديث النبوي‪ ،‬واجتهادهم في خدمته()‪ ،‬أنهم انشغلوا بالكشف عن العقائ د األش عرية من‬
‫خالل النظ ر في األح اديث النبوي ة وتفس يرها تفس يرا كالمي ا‪ ،‬وق د ذكرن ا من الكتب في ذل ك "أبك ار األفك ار" للش ريف اإلدريس ي‪.‬‬
‫‪ – 10‬تميزت المرحلة الموحدية بتداخل "العقيدة األشعرية" و"الفقه المالكي" و"التصوف الجنيدي"‪ ،‬ومن أبرز الكتب ال تي ق ر ََّرت ه ذا‬
‫التداخل كتاب "أنس الوحيد ونزهة المريد في التوحيد" ألبي مدين الغوث‪.‬‬

You might also like