المشاريع المغربية للعقيدة األشعرية على عهد الدولة الموحدية من 541ﻫ/
1147م إلى 668ﻫ1269/م
مدخل يأتي هذا البحث في سياق تأكيد االزدهار الذي عرفه المذهب األشعري في المغرب بعد أن اعتمده الموحدون م ذهبا رس ميا للدول ة ،وم ا ت لهذا المذهب على عهد الموحدين نش ير ترتب على ذلك من اكتساحه للمنطقة وسعة انتشاره .وقبل عرْ ض المصادر المغربية التي نَظَّ َر ْ ة: ات التالي إلى المالحظ بج ْعل رسائلهم وكتبهم وتعاليقهم عبارة عن استعملت في العنوان عبارة "المشاريع المغربية" ،ألن منظِّري الدولة الموحدية ،تميزوا َ ُ –1 مشاريع تهدف إلى محاربة "دولة المرابطين" وتأسيس دولة جديدة هي "دولة الموحدين" .كما أن المتكلمين المغاربة الذين عاش وا خالل ُح ْك م الموحدين ،كانوا يهدفون إلى تحقيق مشاريع بعضها كان على النقيض من مبادئ مؤسِّسي هذه الدول ة ،حيث وج دنا أغلبهم ينتق دون ومرت. ا ابن ت اء بهم تين ج ة" الل مة" و"المهدوي ريتَي "العص نظ - 2أقصد بعبارة "المشاريع المغربية" أمريْن :أولهما :المصادر المدوَّنة ،وليس المخطَّطات التي وضعها أصحابها لتنفيذ مقص د عق دي، ار. ون كتب األخب ود في بط و موج اه ي ،إلخ ،مم أو فقهي ،أو سياس ثانيهما :المصادر المعرفية التي بُنِيت على أساس علمي ،ال تل ك ال تي بُنِيت على أس اس سياس ي أو إي ديولوجي محض ،من قبي ل رس الة والمجس مين وعالم اتهم"() ال تي ألفه ا في َر ْمي عقائ د الملثمين بـ"التجس يم" ِّ محمد بن تـومرت فـي "بـيـان طوائف الـمبطلين الـملثَّمين بيه". و"التش ومن ذلك أيضا ،رسالته الموسومة بـ"الرسالة المنظمة"() ،التي دعا فيها إلى جهاد المرابطين ،وبعبارته" :جهاد المجسمين والمفسدين"، "الكفرة الملثمين"" ،البرابر المفسدين"" ،أولياء الشيطان ،وأعوان الكفرة الملثمين"" ،أهل التجسيم الملثمين ،والبرابر المفسدين"" ،أه ل التجسيم والفساد"() ،في مقابل أتباعه الذين اعتبرهم هم "أهل التوحيد"() .وال يخفى الخلفية السياسية واإليديولوجية لمث ل ه ذه األحك ام، لف". ذهب الس انوا على "م لك بهين ،ب مين ،وال مش وا مجس رابطين لم يكون حيث إن الم وعلي ه ،فلم أجع ل لمث ل ه ذه المش اريع ذات الخلفي ة اإليديولوجي ة موض عا بين المص ادر المغربي ة المندرج ة في البحث. - 3سأذكر خالل عرضي للمصادر المغربية للعقي دة األش عرية الكتب ال تي ع اش أص حابها من بين ع ام 541ﻫ1147/م وع ام 668ﻫ/ 1269م ،أي منذ ظهور الدولة الموحدية إلى سقوطها ،لكن يُستثنى من ذلك بعض كتب منظر الدولة الموحدي ة ابن ت ومرت ،ألنه ا ب نيت وجي. ي أو إديول اس سياس على أس – 4أقصد من لفظ "المغرب" ،الوارد في البحث ،المفهوم القديم الذي يرادف ما يسمى في عصرنا ه ذا بـ"المغ رب الع ربي الكب ير"(). استثنيت مصنفات األندلسيين ،ألن المدرسة األشعرية األندلسية لها خصوصياتها التي تميزها عن الفك ر األش عري المغ ربي ،وله ذا ُ -5 المي". رب اإلس ادر الغ ة" ال "مص ادر المغربي ارة "المص وان البحث عب ُ تعملت في عن اس – 6سأذكر في الئحة المؤلفين للمصادر األشعرية عالما أشعريا على مذهب اإلمام الشافعي فـي الفقه ،وهو شرف الدين أب و محم د عب د هللا بن محمد الفهري المعروف بابن التلمساني ،وهذا راج ع إلى أن الرج ل ،وإن ك ان من أص ل تلمس اني ،ف إن معظم حيات ه قض اها في مص ر ،وه ذا ال يكس ر قاع دة أن متكلمي الغ رب اإلس المي ك انوا على م ذهب اإلم ام مال ك في الفق ه. – 7الالئحة المذكورة أسفله ليست نهائية ،إذ يمكن اعتبارها لبنة مشروع أكبر وأوسع ،وقد راعيت في ترتيبها سنة وفاة الم ؤلفين بتق ديم الس ابق على الالح ق ،وإذا تع ددت مؤلَّف ات مؤلِّف واح د ،فيُ راعَى في ت رتيب كتب ه ال ترتيب األلفب ائي. ت إليه ا في اله وامش ،محفوظ ة في الخزان ة الحس نية بالرب اط. وأح ْل ُ – 8أغلب الكتب المخطوط ة ال تي اعتم دت عليه ا في البحثَ ، ادر رض المص ع اإلمامة ،ألبي عبد هللا محمد المهدي بن تومرت الموحدي (ت524ﻫ1129/م)() :ذكرها عبدهللا ڰنون() ،وهي رسالة في وج وب اعتق اد دين. ان ال ا ركن من أرك ة ،وأنه ة على الكاف اإلمام ا: ه أيض ول ❧ تس بيح الب ارئ س بحانه() :عب ارة عن مناج اة في عظم ة الخ الق ال ذي دلت عظم ة مخلوقات ه ومقدورات ه على وحدانيت ه. ❧ التسبيحان :ذكره عبد هللا ڰنون() ،وقد يكون المقصود به "تسبيح البارئ سبحانه" ،وقد يكون المقص ود ب ه "ش هادة ال دالالت" اآلتي ا. ذكره ون(). د هللا ڰن ره عب ان :ذك ❧ التنزيه ❧ التوحيد() :رسالة في أن التوحيد ه و أس اس ال دين ال ذي ب ني علي ه ،وأن فروع ه من أحك ام فقهي ة وغيره ا تثبت بع د العلم بثبوت ه. ه: العنوان نفس هب ول ❧ التوحي د :وه و كت اب باللغ ة األمازيغي ة ،رتب ه ابن ت ومرت على س بعة أج زاء ،بع دد أي ام األس بوع(). دة". رار "المرش و على غ بحانه() :وه ارئ س د الب ❧ توحي ❧ ش هادة ال دالالت() :عب ارة عن تس بيحات ت نزه هللا تع الى ،وت دل على عظمت ه ،ووحدانيت ه ،وإلهيت ه. دين(). ول ال د في أص ❧ عقائ ❧ العقيدة() :تكلم فيها على :فضل التوحيد ووجوبه ،وضرورة العقل ،والحدوث والعلم بوج ود الخ الق ،والفع ل والعلم بوج ود الب ارئ، والمخلوق والخالق ،والخالق واستحالة الشبَه ،ونفي التشبيه بين الخالق والمخلوق ،وحد العقول ،ووحدانية هللا في ملك ه ،وانف راد الخ الق بالوحدانية ،والعلم بوجوب وجود هللا تعالى في أزليته ،وقضاء هللا وقدره ،وانفراد البارئ بالعدل واإلحسان ،وأس ماء هللا تع الى ،ورؤي ة زات. هللا ،والمعج دة"(). ة" بــ "العقي وس العالم ي ،في "س ار السوس د المخت َمها محم تي َو َس ا هي ال ولعله ❧ العقيدة() :وهي غير "العقيدة" المذكورة أعاله ،ألفها ابن تومرت باللسان البربري ،ثم ترجمها أحدهم إلى اللسان العربي ،نزوال عن د ترجم ..." :وبع د ،ف إني وج دت ه ذه النكت ة منس وخة بالبربري ة.)("... رغبة من طلب منه ذلك ليس هل حفظه ا ،فق د ج اء في خطب ة الم ِ هذا ،وقد ورد عنوان هذا التقييد ،في "كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية" ،هكذا" :رسالة في العقائد" ،م ع عزوه ا إلى "مؤل ف مجهول"() ،حيث نقله منجزه من ورقة العنوان ،المكتوبة بقلم حبر ح ديث .وق د ألغين ا ه ذا االختي ار ،وأثبتن ا العن وان من خالل العب ارة ة". دة المبارك د ،وهي" :تمت العقي ر التقيي ذكورة في آخ الم ف. ترجم ،وليس المؤل و الم ول ،فه ا المجه أم د(). ❧ القواع راض". واهر" و"األع ه على "الج دث() :تكلم في ❧ ال ُمحْ ❧ المرشدة في العقائد() :ذكرها عبد هللا ڰنون بعنوان "العقيدة المرشدة"() ،ويذكرها العلماء اختصارا بعن وان "المرش دة"() ،وتُ ْع َرف أيضا بــ"عقيدة التوحيد"() .وقد نسبها بعض النس اخ إلى س عيد بن عب د النعيم ،ونس بها آخ رون إلى أبي حام د الغ زالي ،والص حيح أنه ا ومرت(). د بن ت دين محم دي الموح لمه دوم". ود" و"المع ام "الموج ه على أقس ات() :تكلم في ❧ المعلوم تقيي د في ذك ر الحكم ة العظمى في خل ق الكلم وتس خير القلم ،ألبي بك ر محم د بن عب د هللا بن الع ربي المع افري اإلش بيلي (ت 543ﻫ/ 1148م)() :وه و ج زء من "رس الة ابن ع ربي إلى جمي ع الط البين والس الكين س بيل المهت دين". ا: ه أيض ول ا(). فاته العلي نى وص ماء هللا الحس ى بأس د األقص ❧ األم ❧ التمحيص :يفيدنا يوسف احنانة ،أن هذا الكتاب ،رد في ه القاض ي ابن الع ربي المع افري على الف ارابي وابن س ينا في مس ألة علم هللا بالكليات دون الجزئيات ،كما شمل الرد َمن تبع الفالسفة في هذه المسألة ِمن المتكلمين كالجويني ،والكت اب لم تص لنا من ه إال ش ذرات(). واهي(). دواهي والن ❧ ال زم(). رد على ابن ح رة في ال الة الغ ❧ رس ❧ العقد األكبر للقلب األصغر() :تميز ابن العربي المعافري ،في هذه الرسالة ،عن مؤلفي سائر العقائد المنث ورة والمنظوم ة ،بكون ه لم يعتمد على البرهان في االستدالل على مباحث الحكم العقلي ومسائل الذات والصفات واألفع ال ،وإنم ا ع زز ذل ك باألدل ة القرآني ة ،مم ا يجعله ا أق رب إلى فهم عام ة المس لمين ،وال تي لم يتنب ه إلى أهميته ا إال المت أخرون ،كالطرابلس ي الخ روبي في "عقيدت ه". م. م من القواص ❧ العواص ❧ كتاب األفعال :تتوقف معرفة هللا تعالى بأنه واحد على معرف ة أس مائه ،وص فاته ،وأفعال ه ،ولتحقي ق ه ذا الغ رض أف رد ابن الع ربي المعافري كتابا للكالم على "األسماء" و"الصفات" ،وهو "األمد األقص ى" ،ثم أردف ه بكت اب آخ ر للكالم على "األفع ال" ،وه و "كت اب األفعال" ،فيكون بذلك مت ِّم ما للمقصود منه ،إذ قرَّر في خطبته ،أنه لما فرغ "من شرح أسماء هللا الحسنى وصفاته العلى في كتاب "األم د األقصى" ،تعيَّن قصد اإلكمال ،والنظر في األفعال ،حتى ال يبقى على المريد لمعرفة التوحي د إش كال"() ،وق د رتب ه على حس ب ت رتيب سور القرآن الكريم ،بحيث يذكر ما ورد في السورة من آيات تتعلق بـ"األفع ال" ،ثم يش رحها بم ا ينس جم م ع العقي دة الس نية األش عرية. ❧ كت اب المتوس ط في معرف ة ص حة االعتق اد وال رد على من خ الف الس نة من ذوي الب دع واإللح اد(). ط(). رح المتوس ط في ش اب المقس ❧ كت واطر(). ة الخ اطر وتحف ة الخ ❧ نزه ول(). ة األص ول إلى معرف الوص اإلعالم بحدود قواعد اإلسالم ،للقاض ي عي اض بن موس ى اليحص بي (ت 544ﻫ1149/م)() :عب ارة عن كت اب "في تق ريب العقائ د إلى الناش ئة والعام ة"() ،وق ال في ه عب د هللا الج راري" :تقيي د ه ام ،س هل التن اول لجمي ع الطبق ات ،خاص ة المبت دئين منهم"(). ا: ه أيض ول ❧ الشفا بتعريف حقوق المصطفى :يظن عامة الباحثين ،أن ه ذا الكت اب في "الش مائل النبوي ة" ،والح ال أن ه يتق اطع م ع "علم الكالم" ل: ور على األق ة أم ألربع أولها :أن الداعي إلى تأليفه كان كالميا ،حيث إنه "يُعتبَر دعوة للرجوع إلى ما كان يؤمن به الس لف ،وإب رازا لمق ام النب وة ال ذي تط اول دي"(). مة المه ائلون بعص ه الق علي ثانيها :أنه ابتغى فيه إفراد جزئية من جزئي ات "مبحث النب وات" من "علم الكالم" ،وهي "المعج زة" ،والتفص يل فيه ا ،باعتباره ا تمث ل الم. الة والس ل عليهم الص ق الرس ا يجب في ح و أول م دق" ،وه ر في "الص دليل المعتبَ ال ثالثها :أن استمدا َد كل مباحث "علم الكالم" ِم ن "الحكم العقلي" ،أي ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حق هللا تعالى ،وكذا ما يجب وما يستحيل وما يجوز في حق األنبياء والرسل عليهم الصالة والسالم ،وقد صرح القاضي عياض ،أن أهم أقسام الكت اب ه و القس م الث الث، وبعبارته" :هو سر الكتاب ،ولباب ثمرة هذه األبواب ،وما قبله له كالقواعد والتمهيدات وال دالئل على م ا ن ورده في ه من النكت البيِّن ات، وهو الحاكم على ما بعده ،والمنجز من غرض هذا التأليف وعده"() ،والقصْ د من ه ذا القس م ال ذي ك ان ج ديرا به ذا االمتي از بين س ائر أقسام الكتاب هو عرْ ض مطالب "مبحث النبوات" على ضوء "الحكم العقلي" ،أي" :ما يستحيل في حقه ،وم ا يج وز علي ه ،وم ا يمتن ع ه"(). اف إلي رية أن يض ور البش ح من األم ويص رابعها :امتأل الكتاب بآراء عقدية ألساطين الفكر األشعري ،كأبي الحسن األشعري ،وأبي بك ر الب اقالني ،وأبي المع الي الجوي ني ،وابن ورك ،إلخ. ف اعرة(). نة األش ل الس ا منهج أه ح فيه د أوض لنا ،وق دة :لم تص العقي الدرة المفردة في شرح العقيدة المرشدة ،ألبي العباس محمد بن أحمد ابن النقاش األموي() :شرح ابن النقاش ،في ه ذا الكت اب" ،العقي دة المرشدة" لمحمد المهدي بن تومرت .وعلى الرغم من أن الشارح كان متصوفا ،فإنه أل ف ش رحه بطريق ة أه ل الظ اهر ،واتس م بالدق ة، ة. ذاهب واآلراء الكالمي عة االطالع على الم وس العقيدة البرهانية والفصول اإليمانية ،ألبي عمرو عثمان بن عبد هللا الساللجي الفاسي (ت574ﻫ1178/م)() :ذكرها ابن األحم ر بعن وان "البرهانية في أصول الدين"() ،وتعرف اختصارا بـ"البرهانية" ،وذكره ا الحض يگي بعن وان "الس اللجية"() وق د ألفه ا الم رأة زاه دة ة(). مها خيرون اس كانت لـ ِ"البرهانية" سلطة معرفية في الغرب اإلسالمي ،حيث كانت هي العقيدة المعتمدة في التدريس ،في القرويين وغيرها ،إلى أن جاء أبو عبد هللا محمد بن يوسف السنوسي التلمساني (ت 895ﻫ1490/م) ،فاعتُمدت عقائده ،خاص ة "العقي دة الص غرى" ،وأع رض الطالب ا. عنه وقد ألفت عليه ا ش روح مغربي ة س نذكرها في موض عها() ،وش رحها من المش ارقة تقي ال دين أب و الفتح مظف ر بن عب د هللا ،المع روف َرح" (ت 612ﻫ1215/م)(). بـ"ال ُم ْقتَ ❧ شرح العقيدة البرهانية :نسب مترجمو الساللجي شرحا له على "عقيدت ه" ،ويوج د ش رح عليه ا في الخزان ة الحس نية بالرب اط()، نسبه الناسخ إلى الساللجي في بداية الكتاب ،كما نسبه إليه محمد العابد الفاسي في "فهرس مخطوط ات خزان ة الق رويين"() ،والص حيح رين: ك ألم ه ،وذل تل ا ليس أنه ة"؛ ير "البرهاني نفا غ ف مص ه أل اللجي أن رف عن الس ه لم يع ا :أن -أولهم -ثانيهما :أن الشرح الذي بين أيدينا تتكرر فيه كنية عثمان الساللجي ،وهي "أبو عمرو" على رأس عب ارات البرهاني ة الم راد ش رحها، اللجي. ير الس وغ ارح ه رر أن الش ذا يق وه ولع ل نس بة ه ذا الش رح ،في "كش اف الكتب المخطوط ة بالخزان ة الحس نية" ،إلى مجه ول أولى باالعتب ار والتحري ر(). قصد السبيل في معرفة آية الرس ول ،ألبي جعف ر أحم د بن عب د الص مد أبي عبي دة الخ زرجي األنص اري القرط بي الفاس ي (ت 582ﻫ/ وات" من "علم الكالم". درج في "مبحث النب اب من وان أن الكت دو من العن 1180م)() :ويب ا: ه أيض ول ❧ مق امع هام ات الص لبان وروائ ع ري اض اإليم ان" :ألف ه لم ا ك ان في األس ر بطليطل ة ،ي رد على بعض القسيس ين والرهب ان"(). أنس الوحي د ونزه ة المري د في التوحي د ،ألبي م دين الغ وث ش عيب بن الحس ين (ت594ﻫ1198/م)() :وهـو من َأ ْنفَس كتب الـحكمة دين"(). ب"حكَم أبي م ِ ا رف أيض ذا يع ا ،ول وأجله ا(). اس منه اء من االقتب ثر العلم د أك وق ونالحظ في هذا الكتاب ،أن النزعة المغربية في بناء الثقافة والفكر على "الكالم األشعري" ،و"الفق ه الم الكي" ،و"التص وف الجني دي"، واضحة .ومن تجليات ذلك ،أن موضوع الكتاب المذكور ينخرط ضمن مصنَّفات "التصوف" ،بيد أنه يَعتبره كتابا في "التوحي د" ،ب دليل المتداول ة ل دى َ المكونة لصيغة العنوان ،وكذا كلمة "المريد" ،التي تعتبر من أهم وأب رز المص طلحات ِّ أن كلمة "التوحيد" ،من المفردات المتص وفة .أم ا الفق ه ،فحض وره ال يخفى على الن اظر المتفحص ،حيث ص اغ عب ارات فقهي ة وأص ولية ب دالالت إش ارية. ومن العبارات ،التي تؤكد التداخل العميق ،بين األركان الثالثة ،في فكر أبي مدين الغوث ،قوله" :إذا ظهر الحق ،لم يبق مع ه غ يره"()، حيث تحيلن ا إلى أم رين على األق ل :أح دهما ل ه ص لة بـ"علم الكالم" ،وثانيهم ا ل ه ص لة بـ "أص ول الفق ه". أما الذي له صلة بـ"علم الكالم" ،فهو عدم جواز التقليد في العقائد ،إذ التقليد يكون في المسائل الخالفي ة ،وم ا دام الح ق واح دا ،وه ذا ال ل. ذه عن دلي ه يأخ ذب ه ،واآلخ د في د ،فال تقلي ور إال في العقائ يُتص وأما الذي له صلة بـ"أصول الفقه" ،وهو مسألة ناقشها علماء هذا الفن ،في مبحث "االجتهاد والتقليد" ،وهي :هل الحق واح د في مس ائل دين"؟ ول ال "أص ويق ول في تقري ر الت داخل بين "التوحي د" و"األحك ام الفقهي ة"" :أنف ع العل وم :العلم بأحك ام العبي د .وأرف ع العل وم :علم التوحي د"(). ومن تجليات التداخل بين "التوحيد" و"التصوف" ،أن التص وف يص ير دليال على "التوحي د"" :الفق ر أم ارة على التوحي د ،ودالل ة على التفريد"() ،بل يصير التوحي ُد قوال شارحا للتصوف ،حيث عرَّفه بقوله" :الفقر :أن ال تشهد عين سواه"() ،ويصير التص وف أم ارة على أن ص احبه على عقي دة أه ل التس ليم والتف ويض ،كم ا ت دل على ذل ك عبارت ه" :ثمن التص وف تس لي ُم ُكلِّكَ "(). فال غرو ،أن يتوسل العلماء بأبي مدين الغوث() ،في تقريب بعض معاني الصفات ،كالكش ف عن مع نى "القي ام ب النفس" بقول ه" :الح ق تعالى مستبد ،والوجود مستمد ،والمادة من عين الوجود .فلو انقطعت المادة ،ال ْنهَ َّد الوجود"() ،وبيان المقص ود بتعلي ق أحم د زروق (ت 899ﻫ1493/م) عليه بقوله" :ومع نى مس تبد :ق ائم بنفس ه ،ال يحت اج إلى غ يره .والمس تمد :ط الب الم ادة ،وهي إليص ال م ا ينتف ع ب ه، ه"(). ةل ذي ال عل اء ،ال ود ،والعط والج "جملة ،ثم منع النطق به إلى نزوله نجوما" ،مما اضطره إلى ذكر ذلك لشيخه أبي عبد هللا محمد بن يوس ف السنوس ي ،فق ال" :ليس في هذا ما ينكر ،ألنه أمر جائز ،ال يدفعه معارض" ،ثم علق أحمد زروق بقوله" :هذا معنى كالمه ،غير أنه نقل غريب ،لم أقف علي ه لغ ير هذا الشيخ"().ويأتي زروق بأبي مدين للكشف عن غوامض بعض المسائل الكالمية ،وبيان انفراده باجته اد كالمي ،لم ي ُْس بَق إلي ه .من ذلك ،أنه يذكر مسألة أثارها أبو مدين ،في "شرحه على عقيدة اإلمام الغزالي" تتعلق بمبحث النبوة ،وهي أن القرآن ،نزل على قلب النبي د محم ومن تجليات التداخل بين الفقه والتصوف قوله" :من اكتفى بالكالم في العلم ،دون اتصاف بحقيقته ،تزندق ،وانقطع .ومـن اكتفى بالتعب د، دون فق ه ،خ رج ،وابت دع .ومن اكتفى بالفق ه ،دون ورع ،اغ تر ،وانخ دع .ومن ق ام بم ا يجب علي ه من األحك ام ،تخلَّص ،وارتف ع"(). ومـن عباراته المؤكدة ألشعريته ،قوله" :من ترك التدبير واالختيار ،طاب عيش ه"() ،حيث تل وح منه ا نظري ة الكس ب األش عرية ،وهي بٌ . ُد ُم ْكت َِس اد ،والعب ال العب الق ألفع و الخ الى ،ه أن هللا تع اد ب االعتق ﴿ :صراط هللا﴾() بقوله" :الداللة علي ه ،والت بري من الح ول والق وة إلي ه"() ، .رج وع العب د إلي ه ،طوع ا أو كره ا"() .وفس ر قول ه استدعاء العباد ،لعبادته بسعة األرزاق ،ودوام المعافاة ،ليرجعوا إليه بنعمته .فإن لم يفعل وا ،ابتالهم بالس راء والض راء ،لعلهم يرجع ون، نته ك" :س حة في ذل ه الواض راده ومن عبارات ألن م ويق ول بلس ان أه ل العرف ان" :ليس للقلب ،إال وجه ة واح دة .فمهم ا توج ه إليه ا ،حجب عن غيره ا"() ،إذ ال يخفى المقص د األخالقي الحاضر في هذه العبارة ،دون أن تكون في معزل عن مسألة من أهم المسائل ،التي عالجها فقهاء المغرب ،وهي :ه ل يج وز تقلي د أك ثر وز؟ امالت؟ أو ال يج ادات والمع ائل العب ام ،في مس من إم د(). ترقيع في التقلي يز ال وث ال يج دين الغ ام ا ،أن أب تنتج منه ويمكن أن نس ومن أهم م ا ينص علي ه علم اء المقاص د ،أن "الش ريعة معلل ة بجلب المص لحة ودرء المفس دة" ،ب ل هي قاع دة ُمجْ َم ٌع عليه ا() .ومـن العبارات ،التي تـلوح بـهذا المعنى ،قوله " :البصيرة :تحقيق االنتفاع"() ،وقوله" :من ضيَّع حكمة وقته ،فه و جاه ل .ومن قص ر عنه ا، اجز"(). وع فه وال شك أن المصلحة المقصودة بالشرع ،ليس صرف اللذة ،كما قد ينصرف إلى الذهن ،وإنما المص لحة ال تي تحق ق االنتف اع ،في ال دنيا واآلخرة ،وبعبارة الفقهاء واألصوليين" :في المعاش والمعاد" .ومن عبارات أبي مدين الغوث ،ال تي ت ؤدي ه ذا المع نى" :من نظ ر إلى ا"(). اع به ا ،واالنتف برة فيه هوة ،حجب عن الع ر إرادة وش ات نظ المكوَّن ويقول أيضا في ه ذا الس ياق" :التس ليم :إرس ال النفس في مي ادين األحك ام ،وت رك الش فقة عليه ا من الط وارق واآلالم"() ،إذ إن العم ل باألحكام الشرعية ،مع مراعاة مقاصدها ،وإثبات عللها ،يجعل العمل بها مقرونا بلذة ،مما فيه تيسير عند االمتثال بها ،ورفع لما يُظن أن ه مبعث المش قة فيه ا .ولع ل ه ذا ه و م ؤدَّى قول ه" :اس تلذاذك ب البالء ،تحقي ق الرض ا"(). ويمكن أن نستفيد ،من بعض عباراته ،أن أبا مدين الغوث ،كان من أه ل التس ليم والتف ويض ،أي أن ه أش عري ،ب دون الق ول بالتأوي ل()، ومنها قوله" :احرص أن تصبح وتمسي مفوضا مستسلما ،لعله ينظ ر إلي ك ،فيرحم ك"() .ومنه ا قول ه" :لس ان ال ورع ،ي دعو إلى ت رك اآلفات .ولسان التعبد ،يدعو إلى الدوام باالجتهاد .ولسان المحبة ،يدعو إلى الذوبان ،والهيمان .ولسان المعرفة ،يدعو إلى الفناء ،والمحو، واإلثبات ،والصحو"() ،حيث ال مانع يمنعنا من أن نفهم من أن المقصود من كلمة "إثب ات" ،إثب ات الص فات ،ب دون تأوي ل ،وال تش بيه. ناهيك عما تؤديه هذه القولة من التداخل بين "علم الكالم" ،و"الفقه" (التعبد ،االجتهاد) ،و"التصوف" (الورع ،المحبة ،الذوبان ،الهيمان، حو). و ،الص اء ،المح ة ،الفن المعرف "ح َك ُمهُ" ،أنه كان يحمل مشروعا من أهم المشاريع الكالمية ،وهو التحذير من المبتدعة ،ومحاربة األفك ار الض الة، ومن أهم ما تلوح به ِ التي كانت آثارها ال تزال باقية في عصره ،أعني العصر الموحدي ،على الرغم من الجهود الكبيرة ،التي بذلها الموح دون ،لتنقي ة عقائ د النـاس منها ،فقد قال" :احذر صحبة المبتدعة ،اتقاء على نفسك .واحذر صحبة النساء ،اتـقاء على قلب ك"() ،وقـال" :من ك ان في ه أدنى د حين"(). و بع ؤمها ،ول ود عـليك ش ة ،فاحـذر مـجالسته ،لئـال يع بدع وهذا يكشف عن الدور ،الذي قام به التصوف المغربي العملي ،في تجذير العقيدة األشعرية في المغرب ،ومحارب ة أه ل األه واء والزي غ دع. والب في أحكامه"().وال يخفى أن تصوف أبي م دين الغ وث يتخ ذ من التص وف الجني دي معين ا ل ه ،ومش ربا .ف أبو القاس م الجني د من أهم الحلقات في سنده الصوفي() .ومعلوم أن تصوف هذا األخير ،ما هو إال اتباع الكتاب والسنة ،وه و من أب رز س مات التص وف ال َم ْديني. ومم ا قال ه في تقري ر ذل ك" :من ض يَّع الف رائض ،فق د ض يَّع نفس ه"() ،وقـال" :ال طري ق أوص ل للح ق ،إال من متابع ة الرس ول ُس نُ وإذا كان الجنيد قد قال" :من زادك في التصوف ،فقد زادك في التخلق" ،فقد قال أبو مدين الغوث ،ما يمكن أن نعتبره تفسيرا ل ه" :ح ْ ال ُخلُ ق :معامل ة ك ل ش خص بم ا يؤنس ه ،وال يوحش ه"() ،و"الش يخ :من ه ذبك بأخالق ه ،وأدب ك بإطراق ه ،وأن ار باطن ك بإش راقه"(). وإذا كانت طريقة الجنيد طريقة استقامة ،ال طريقة كرامة ،فقد قال أبو مدين الغوث" :إذا رأيتم الرجل ،تظهر له الكرام ات ،وتنخ رق ل ه ر والنهي"(). ال األم د امتث و ،عن فه روا كي ه .ولكن ،انظ وا إلي ادات ،فال تلتفت الع فإن كان التصوف مؤديا لهذه المقاصد ،فهو المطلوب ،وإال كان هوى متبَع ا ،وبعبارت ه" :آف ة الخَ ْل ق حس ن الظن ،وآف ة الص وفية اتب اع وى"(). اله وهذا االرتباط ،بين "التوحيد" ،و"الفقه" ،و"التصوف" ،ليس غريبا عن الفكر اإلسالمي ،في أوج تقدمه ،وهو الق رن الث الث ،حيث ك ان الحكيم الترم ذي ،ممن أض اف ش رطا إلى ش روط االجته اد .وه و الوالي ة ،فال يف تي المف تي ،إال إذا ك ان من أه ل الوالي ة الخاص ة(). وال ريب أن هذا يحقق قاعدة هامة ،وهي اتفاق المذاهب قاطبة على أن أصول العلم ،التي تضبط حياة المسلمين عامة ،والعلم اء خاص ة، تتصدرها العالقة الروحية اإليمانية ،التي من أجلها نزل القرآن ،واعتبرها منطلقا ضروريا ،ومقصدا أساسا ،في بناء المجتمع اإلس المي ليم. الس ور البُ ْع د اإليم اني ،أع ني :التوحي دي األش عري ،في التجرب ة وعندما نشير إلى "العالقة الروحي ة اإليماني ة" ،فإنن ا نقص د أص الةً حض َ الروحية ،حيث تداخل مفهوم "الكالم" مع مفهوم "التصوف" ،عند المغاربة ،في أحايين كثيرة ،بل ذابا وامتزجا في مصطلح واحد ،ي دل عليهما مع ا ،وه و مص طلح "التوحي د" .ومن ذل ك ،م ا قال ه أب و م دين الغ وث" :أنف ع العل وم :العلم بأحك ام العبي د .وأرف ع العل وم :علم د"(). التوحي فـالتفاعل الـروحي ،يظ ل وس يلة هام ة لالنفت اح الم ذهبي ـ عق ديا وفقهي ا ـ ،بحيث يص ير االنفت اح، بين الم ذاهب اإلس المية ،طريق ة روحي ة ،لتعمي ق الوح دة اإلس المية ،وتخص يب المذهبي ة الفقهي ة ،على ح د س واء. ونستنتج ،من خالل ما ذكرنا ،أن أبا مدين الغوث ،جمع بين االنفتاح على المشرق ،والحفاظ على أص الته ،باعتب اره ينتمي إلى أم ة ،له ا ا. تي تميزه ها ال خصائص لقد تشبَّع أبو مدين الغوث بالمشرب الصوفي المشرقي ،عند التقائه بعبد القادر الجيالني() ،مع الحف اظ على الم ذهب الم الكي في الفت وى واالجته اد ،باعتب اره إط ارا فقهي ا ،يحاف ظ على الوح دة السياس ية في الغ رب اإلس المي ،ال ذي ك ان تحكم ه آنئ ذ األس رة الموحدي ة. وب ذلك ،تك ون العالق ة الروحي ة ،بين أبي م دين الم الكي والجيالني الحنبلي ،مظه را لثالث حق ائق هام ة: ة؛ روع الفقهي ة والف ات المذهبي ترفع عن الخالف ا :ال أواله عري؛ ذهب األش ه الم ذي يمثل دي ،ال اس العق رص على األس ا :الح ثانيه ثالثها :الحفاظ على التآلف الديني العميق .وهذا ما يجعل القاعدة الروحية ،منطلقا ضروريا ،لتخصيب ال تراث الفقهي وتنويع ه ،والحف اظ ا. ور معه د الجس رى ،وم ذاهب األخ اح على الم ع االنفت ة ،م ة المذهبي على الهوي ا: ه أيض ول رة(). ه فق ل من د زروق ،ونق ره أحم زالي :ذك ام الغ دة اإلم رح عقي ❧ش ❧ عقيدة() :اكتفى أبو مدين ،في هذه العقيدة ،بالكالم على الذات اإللهية ،وصفاتها ،وأسمائها ،وأفعاله ا ،دون الكالم على م ا يجب ،وم ا يس تحيل ،وم ا يج ور ،في ح ق األنبي اء ،عليهم الص الة والس الم ،كم ا ه و دي دن أغلب العقائ د. المية"(). ارف اإلس رة المع دة في "دائ ذه العقي رت ه ُذ ِك ة: رائن التالي وث ،من خالل الق دين الغ بنها إلى أبي م د نس تطيع تأكي ونس ختين؛ مه في ِكال النس - 1ثبت اس - 2نستفيد من عبارات أبي مدين الغوث ،في غير هذه "العقيدة" ،أنه كان على مذهب أه ل التس ليم والتف ويض ،أي أن ه أش عري ،ب دون الق ول بالتأوي ل ،ومنه ا قول ه" :اح رص أن تص بح وتمس ي مفوض ا مستس لما ،لعل ه ينظ ر إلي ك ،فيرحم ك"(). وقوله" :لسان الورع ،يدعو إلى ترك اآلفات .ولسان التعبد ،يدعو إلى ال دوام باالجته اد .ولس ان المحب ة ،ي دعو إلى ال ذوبان ،والهيم ان. ولسان المعرفة ،يدعو إلى الفناء ،والمحو ،واإلثبات ،والصحو"() ،حيث ال مانع يمنعنا من أن نفهم من أن المقص ود من كلم ة "إثب ات"، بيه. ل ،وال تش دون تأوي فات ،ب ات الص إثب وهو ما تلوح به "العقيدة" ،التي بين أيدينا ،حيث تحريم القول بالتشبيه ،وبعبارته" :ونعبدك ،وال نشبِّهك .ونعتقد أن من شبَّهك بخلق ك ،لم يعرف الخالق من المخلوق" ،وأنه " الذي تقدست عن سمات الحوادث ذاته ،وتنزهت عن التشبيه بصفات الجس م ص فاته" ،إلخ ،دون أي دة. لفي العقي لس ني أن الرج ا يع د .مم ريب ،وال من بعي ل ،ال من ق ارة إلى التأوي إش س الذي ك ِتب به كتابه صحيح النسبة إليه ،وهو "أنس الوحيد ونزه ة المري د في التوحي د" ،حاض ٌر في "العقي دة" ال تي بين - 3أن النفَ َ دينا. أي كتاب الذهب اإلبريز والمختصر الوج يز ،ألبي العب اس أحم د بن محم د بن عب د ال رحمن بن يعلى البرنس ي :ذك ره ص احب "ال روض العطر األنفاس" ،وقد وصفه صاحب المصدر الذي نقل منه هذا األخير أخباره وكراماته بأنه "كتاب جليل في شرح أس ماء هللا الحس نى، اس"(). د الن روف عن مع يلي(). ق المس د الح دين ،ألبي علي عب ول ال ذكرة في أص الت شرح العقيدة البرهانية ،ألبي عبد هللا محمد بن علي الفندالوي ،المعروف بـ"ابن الكت اني" (ت 596ﻫ1199/م) :م ا زال ه ذا الش رح في ُح ْك ِم المفقود ،ولوال النصوص المنقولة منه من لدن ُشرّ اح "العقيدة البرهانية" الذين ج اؤوا بع د ابن الكت اني ،ك أبي الحس ن علي بن عب د الرحمن اليفرني الطنجي (ت734ﻫ1333/م)() ،وعبد الرحمن بن سليمان الج زولي الس ماللي (ت 882ﻫ1478/م)() ،وعب د هللا بن عب د الرحمن المديوني ،إلخ ،لما عرفنا عنه شيئا .وتكمن أهمية هذا الشرح في كون ص احبه – أي ابن الكت اني – ك ان تلمي ذا مباش را لمؤل ف روح(). المتن المش ا: ه أيض ول وزة في علم الكالم(). ❧ أرج شرح العقي دة البرهاني ة ،لمحم د بن عب د ال رحمن الرعي ني السرقس طي (ت 598ﻫ1201/م) :ك ان ه ذا الش رح من المص ادر المعرفي ة الكالمية لدى َعلَ َميْن من أعالم الفكر األشعري في المغرب ،وهما أبو محم د عب د هللا بن محم د الهبطي (ت963ﻫ1556/م) وأب و مه دي ي (ت 1062ﻫ1652/م)(). ْكتاني المراكش الس رحمن ُّ د ال ى بن عب عيس حسن العبارة في فضل الخالفة واإلمارة ،ألبي جعفر أحمد بن عتيق ال ذهبي البلنس ي (ت601ﻫ1204/م)() :امت از األش اعرة بانش غالهم بمبحث "اإلمام ة" ،ح تى إن أب ا الحس ن علي بن إس ماعيل األش عري (ت 324ﻫ936/م) ،أقحمه ا في مب احث "علم الكالم"() ،م ع أن "الكالم ،في هذا الباب ،ليس من أصول االعتقاد"() .وعنوان الكتاب ،يوحي بأن البلنسي ال يعتبرها من قضايا "الحكم العقلي" ،مما يلزم عنه عدم اعتبارها من مباحث "علم الكالم" ،ألنه اعتبرها من قبيل "الفضل" ،و"الفضل" مما ال يجب وجوده .ومع ذلك ،ف إن ه ذا الحكم اب. ع على الكت ا لم نطل ا دمن د والنقض م ابال للنق يبقى ق تحري ر المق ال في موازن ة األعم ال وحكم غ ير المكلفين في العق بى والم آل ،ألبي المج د (أبـي ط الب) عقيل بن عطية القضاعي المراكشي (ت608ﻫ1211/م)() :يُو َسم أيضا بــ "فصل المقال في الموازنة بين األعم ال" ،وينتمي موض وعه إلى "قسم السمعيات" من "علم الكالم" ،حيث تكلم فيه على موازن ة األعم ال ي وم القيام ة ،وتقس يم أهله ا ،وت رتيب الج زاء من الث واب، ا. اب عليه والعق اعتنى فيه القضاعي بكتاب "موازنة األعمال ،"...تنقيحا ،وتخليصا ،وتهذيبا ،واختصارا ،مما جعله مبدعا في شرحه ،حيث لم يكت ف ببي ان معاني ه ،وإنم ا تع رض أيض ا النتق اده ،وتب يين َو ْه ِم ص احب المتن المش روح ،وتتميم معن اه إن أخ ل ب ه. ش رح أس ماء هللا الحس نى ،ألبي محم د عب د الجلي ل األوس ي األنص اري ،من أه ل مدين ة القص ر الكب ير (ت608ﻫ1211//م)(). أرج وزة في علم الكالم ،ألبي الحس ن علي بن محم د الخ زرجي اإلش بيلي الفاس ي ،المع روف ب ابن الحص ار (ت 611ﻫ1214/م)(). ا: ه أيض ول دة"(). ارة عن "عقي عيد :وهي عب ة الس د وخاتم ❧ تلقين الولي ❧ ش رج تلقين الولي د وخاتم ة الس عيد :عب ارة عن ش رح للعقي دة الم ذكورة وش يكا ،وه و في أربع ة مجل دات متوس طة(). الم(). ان واإلس ة في اإليم ❧ مقال شرح العقيدة البرهانية ،ألبي القاسم (أو أبي عبد هللا) محمد بن عبد هللا ابن الزق الزرهوني الفاسي (كان حيا عام 612ﻫ1215/م) :مـا ه بعض ل من د نق ود ،وق رح فـي حكم المفق زال هـذا الش ديوني(). ده ،كالم اؤوا بع ذين ج ة" ال دة البرهاني راح "العقي ش مقدمات المراشد إلى علم العقائد ،ألبي الحسن علي بن أحمد ابن ُخ َميْر األم وي الس بتي (ت :)()614/1217يعت بر ه ذا الكت اب من أهم المص نفات في ه ذا الب اب ،بحيث إن المطل ع علي ه ،ال ي تردد في نعت مؤلِّف ه ابن خم ير الس بتي بأن ه غ زالي المغ رب في وقت ه. ا: ه أيض ول ❧ تنزيه األنبياء عما نسب إليهم حثالة األغبياء() :إن الحس النق دي ،ال ذي امت از ب ه المؤل ف ،في ه ذا الكت اب ،ودعوت ه إلى ض رورة المراجعة النقدية ِلما هو شايع "من األقوال ،في كتب القص ص ،والت واريخ ،وبعض التفاس ير الفاس دة"() ،وأيض ا لم ا ه و مت داول ،بين ِه(). ازيُّ زما ِن ه َر ِ تردد بأن ا ال ن فوية ،تجعلن ة الش وام ،في الرواي اص ،والع القص الس نية ،ألبي عب د هللا محم د بن عيس ى ابن المناص ف األزدي األندلس ي ،دفين م راكش (ت 620ﻫ1223/م): الس نية في المع الم ُّ ال درة َّ بعة آالف بيت. اس دد أبياته وزة ع أرج لباب العقول في الرد على الفالسفة في علم األصول ،ألبي الحجاج يوسف بن محمد المكالتي الفاسي (ت626ﻫ1228/م) :أمـره يعق وب في، ر الفلس ه الفك د في د نق ه() ،وق دي بتأليف ور الموح المنص ه(). ه ونواقص ف عيوب وكش مقال ة في اإلمام ة الك برى ،ألبي الحس ن علي بن محم د الكت امي الفاس ي ،المع روف بـ"ابن القط ان" (ت 628ﻫ1230/م)(). على امرأة ،وهي بيدها نوى أو حصى تسبِّح ،فقال" :أخبرك بما هو أيس ر علي ك من ه ذا وأفض ل ،فق ال :س بحان هللا ع دد م ا خل ق في السماء ،وسبحان هللا عدد ما خلق في األرض ،وسبحان هللا عدد ما بين ذلك ،وسبحان هللا عدد ما هو خالق ،وهللا أكبر مثل ذل ك ،والحم د هلل مثل ذلك ،وال إله إال هللا مثل ذل ك ،وال ح ول وال ق وة إال باهلل مث ل ذل ك"() .أبك ار األفك ار العلوي ة في ش رح األس رار العقلي ة في الكلمات النبوية ،ألبي يحيى زكريا بن يحيى الشريف اإلدريسي الحسني المغربي (كان حيا عام 629ﻫ1231/م) :شرح فيه عقيدة أس تاذه ال ُم ْقت ََرح ،الموسومة بـ"األسرار العقلية في الكلمات النبوية" ،وهي عبارة عن شرح كالمي للحديث الذي روته "عائش ة بنت س عد بن أبي ول هللا ع رس لم ه دخ ا ،أن اص ،عن أبيه وق () ،ثم شرحه في ثالثة فصول :األول في ذكر معاني األلفاظ الواردة في الحديث ،والثاني في وج ه ترتيبه ا ،والثـالث في ُح ْك ِمه ا.وق د ول هللا ل إلى رس ند المتص اب بالس ة الكت ترح في مقدم َ رواه المق وبيَّن الشريف اإلدريسي منهجه في شرح "األسرار العقلية" في مقدمته ،وهو شرح ال يقتصر على بيان الغامض وحل ال ُم ْقفَ ل ،ب ل ذك ر المقترح ،يقول" :فإني قصدت إلى شرح العقيدة المسماة بـ"األس رار العقلي ة في الكلم ات النبوي ة" ،ت أليف َ أيضا موارد الضعف في أدلة بـ"المقترح ،رحمة هللا عليه ،وقصدت إلى بسط ما رم ز إلي ه من أدلته ا ،وتحري ر م ا أط ال النَّفَس في ه َ اإلمام العالم أبي العز ،المعروف منها ،وزيادة أدلة في قواعدها ،والتنبيه على ضعف بعض أدلتها بسبب بنائها على القول بالحال الذي هو عند المحققين محال ،واإلش ارة اعتها"(). خ في البالد وإش روج النس ا لخ ه تالفيه ا ،ولم يمكن ه من أدلته ع عن ا رج إلى بعض م ا: ه أيض ول ❧ كفاي ة ط الب الكالم في ش رح اإلرش اد :ش رح في ه كت اب "اإلرش اد" ألبي المع الي الجوي ني(). ❧ ش رح األربعين في أص ول ال دين :ش رح في ه كت اب "األربعين في أص ول ال دين" لفخ ر ال دين محم د بن عم ر ال رازي (ت606ﻫ/ 1210م) (). أول من المعجزات ،ألبي الحطاب عمر بن دحية ،المعروف بابن الجميل (ت633ﻫ1253/م)() :يعالج مسألة "المعجزة" التي هي دلي ُل ِ ب من واجبات "النبوة" ،وهو "الصدق" ،وهو ـ كما ال يخفى ـ من ص غريات "مبحث النب وات" من مب احث "علم الكالم" .آلي ات واج ٍ ول هللا اء رس ا في أعض رم ات في ذك البَيِّن ش رح أس ماء هللا الحس نى ،ألبي الع ييش محم د بن أبي زي د ابن أبي العيش األنص اري التلمس اني (ت 654ﻫ1256/م). ا: ه أيض ول ❧ الحق ائق المص ونة في األلف اظ الموزون ة :نظم فيه ا أس ماء هللا الحس نى وص فاته ،ع دد أبياته ا 1090بيت ا. ❧ كتاب الفصول في نُبَ ٍذ شافية من علم األصول :والقصد إلى "علم أصول الدين" ،ذكره في مقدمة كتاب ه "ش رح أس ماء هللا الحس نى". أرجوزة في العقائد ،ألبي الحجاج يوسف بن عمران المزدغي الفاسي (ت655ﻫ1257/م) :ذكره ا ابن األحم ر() ،كم ا ذكره ا عب د هللا گن ون بعن وان "أرج وزة في علم األص ول" ،ووص فها بأنه ا "مفي دة ،قريب ة الم رام" ،ونق ل أوله ا ،وه و: الـحمــد هلل الـعلي األعـلــى رب العوالـي والعلى والسفلـى دنيا ويـوم الـدين ومـبدع الـخـلق بـال مــعـيــن ومـلــك ال ه(). يء فـي الوجـود مثل وازي فـضله فليس ش دا ي أحمــده حم شرح معالم أصول الدين ،لشرف الدين أبي محمد عبد هللا بن محمد الفهري ،المعروف ب ابن التلمس اني (ت 658ﻫ1259/م) :عب ارة عن يوصف بأنه "ش رح" ،وإن ك ان ابن التلمس اني س ماه "تعليق ا" ،فق د ق ال في َ شرح على كتاب "معالم أصول الدين" لفخر الدين الرازي. ريحه"().روح ه ،ون وَّر ض َ َ أول ه" :ه ذا تعلي ق جمعتُ هُ على مع الم أص ول ال دين لإلم ام فخ ر ال دين محم د بن الخطيب ،ق دَّس هللا ا: ه أيض ول ❧ شرح لُ َمع األدلة في قواعد عقائد أهل السنة :عبارة عن شرح على "لُ َمع األدلة" إلمام الحرمين الجويني .ذك ره ابن التلمس اني في دين"(). ول ال الم أص رح مع "ش ون(). د هللا ڰن ره عب زدغي :ذك دة الم عقي ون(). د هللا ڰن ا عب ار :ذكره ن الحص وزة في الكالم ،ألبي الحس أرج ا: ه أيض ول ون(). د هللا ڰن ره عب ان :ذك ان في تنقيح البره البي ون(). د هللا ڰن ره عب يكا ،ذك ذكورة وش وزة الم وزة في علم الكالم :وهي األرج رح أرج ش ون(). د هللا ڰن ره عب ي :ذك رالي المراكش ن الح د ؛ ،ألبي الحس ام بمحم ان الت اب اإليم كت عص مة األنبي اء ،ألبي الخط اب عم ر بن الحس ن ابن دحي ة ،المع روف بــ "الجُميِّل" :ذك ره عب د هللا ڰن ون(). اإلسعاد في شرح اإلرشاد ،ألبي محمد عبد العزيز بن إبراهيم ،المعروف بـ"ابن بزي زة" (ت662ﻫ1264/م) :عب ارة عن ش رح لكت اب "اإلرشاد" ألبي المعالي الجويني ،وقد فرغ من تأليفه بتونس عام 644ﻫ() .ذكره أبو مهدي عيسى بن عبد الرحمن ال ُّس ْكتاني المراكشي ه(). ل من اد" ،ونق رح اإلرش وان "ش (ت1062ﻫ1652/م) بعن ا: ه أيض ول ❧ شرح العقيدة البرهانية :نشير إلى أن ابن بزيزة كان تلميذا البن الكتاني ،وأن ه ق رأ علي ه "العقي دة البرهاني ة" ،مم ا يجع ل البص مات الكالمية لهذا األخير ضربة الزب ،ومن أهم ما يميز ه ذا الش رح ال روح النقدي ة ال تي امت از به ا ص احبه ،حيث لم ي تردد في ال رد على الساللجي واالعتراض على ما رآه ضعيفا من األدلة التي أوردها في "البرهانية"() ،ويفيدنا يوسف احنانة ،أن هذا الشرح" ،ظل مرجع ا للعديد من مؤلفات العقائد في هذه الفترة ،وفيما جاء بعدها ،كما ظلت مواقفه ،والنقول عن ه ،حج ة يرج ع إليه ا المتخاص مون والم دعون المي"(). رب اإلس ة في الغ جاالت مذهبي وه من س ا عرف ة فيم واقفهم العقدي لم ❧ الرد على كتاب مناهج األدلة :رد فيه على "مناهج األدلة" للفيلسوف األندلسي أبي الوليد ابن رشد (ت 595ﻫ1198/م) ،وما زال هذا ود(). اب في حكم المفق الكت نور القلوب في معرفة عالم الغيوب ،ألبي علي الحسن بن علي الماجري اآل َس ِفي الكفيف (تحوالي 668ﻫ1269/م)() :عبارة عن عقي دة على المذهب األشعري ،ابتدأها بالكالم على "الطبيعيات" (الجوهر ،الجس م ،الع رض) ،قب ل أن يفص ل الخط اب في أحك ام "اإللهي ات" و"النبوات" .وقد أفادنا محمد بنشريفة أنه تأثر فيها بأبي حامد الغزالي ،وبعبارته" :نهج فيها نهج البحث والنظ ر على طري ق األش اعرة، ويبدو أنها مستقاة من "االقتصاد في االعتقاد" للغزالي .ولعل مما يدل على ذلك ذكر الغزالي في المتن أكثر من مرة .ومما يدل على ذلك أيض ا ،أن للغ زالي عقي دة س ماها" :مكاش فة القل وب المق رب إلى عالم الغي وب"() ،وه و مش ابه للعن وان الم ذكور أعاله. أربعون مسألة في أصول الدين ،لـمحمد بن خليل ال َّس ُكونـي() اإلشبيلـي القيروانـي (ق7 .ﻫ13/م) :التـبس األم ر لـدى بعض البـاحثين، كوني (االبن)، ر الس اب إلى عم فنـسب هـذا الكت وظ(). د محف ه() ،ومحم ا كحال ر رض زركلي() ،وعم دين ال ير ال كخ كوني األب(). اب للس تي تثبت أن الكت ة ،ال ا يكفي من األدل اق م اب ،س ق الكت د أن محق بي ا: ه أيض ول ❧ كتاب التمييز لما أودعه الزمخشري من االعتزال في تفسيره للكتاب العزيز() :كان هذا الكتاب مثارا لإلشكال في نسبته ،حيث نُ ِس ب ت ارة إلى أبي عب د هللا محم د بن خلي ل الس كوني ،وت ارة أخ رى إلى ول ده أبي علي عم ر بن محم د بن خلي ل الس كوني. ولعل هذا ما حدا بمحمد بن عمر بن أبي محلي ،أن ينقل منه بيتين من الشعر ،دون تعيين اسم المؤلف ،حيث قال" :وقد أحس ن ابن خلي ل ة.)("... ألة الرؤي ري في مس ا على الزمخش ات ،رد به ال في أبي إذ ق وق د أخط أ أحم د باب ا التنبك تي() ،وأحم د بن المب ارك الل َمطي السجلماس ي() ،وح اجي خليف ة() ،حين نس بوه إلى عم ر الس كوني. كما أخطأ تاج الدين السبكي في نسبته إليه في كتابه "طبقات الشافعية الكبرى"() ،ونقل أبو سالم العياشي عن التاج السبكي كالما يفيد أنه اطلع على الكتاب ،وهذا نصه" :قال السبكي :ال تغتر بكالم أبي علي بن خليل الس كوني المغ ربي ،ص احب "كت اب التمي يز على كش اف الزمخشري" ،حيث تكلم فيه بعدما تكلم في اإلمام الفخر نفسه باعتراضه على المتقدمين ،كاألشعري فمن دونه من أتباعه ،وهذا ال يع اب به العالم ،والمغاربة ال يحتملون أحدا يعارض األشعري في كالمه ،واإلم ام ال ينك ر عظم ة األش عري ،كي ف وه و على طريق ه وبقول ه يأخ ذ؟! ولكن ،لم ت زل األم ة يع ترض متأخره ا على متق دمها ،وال يش ينه ذل ك ،ب ل يزين ه"(). وقد تبعهم في ذلك كثير من المترجمين المعاصرين ،كإسماعيل باشا البغدادي() ،وخير الدين الزركلي() ،وعمر رضا كحال ه() ،ومحم د يد(). د هللا الرش د بن عب وظ() ،ومحم محف ه(). ه نجل ه ،فأتم ل إتمام وفي قب هت ل ،لكن د بن خلي ه محم اب ألبي حيح ،أن الكت والص حقا ،لقد نسب السكوني االبن هذا الكتاب إليه ،في خطبة كتابه "مختصر في أص ول ال دين" ،ال ذي ألف ه باعتب اره مقدم ة وتمهي دا لكت اب "التمييز"() ،وذكر؛ في رسالته "لحن العامة والخاص ة في المعتق دات"؛ أن ه من مص نفاته ،حيث ق ال..." :وق د أش بعنا ،في تفس ير ذل ك وغيره ،من القواعد السنية ،في مقدمة كتابنا المسمى بكتاب "التمييز لما أودعه الزمحشري من االعتزال في تفسيره للكت اب العزي ز"()، صنَّفَه باالشتراك مع أبيه ،حيث ابتدأه ه ذا األخ ير ،ثم ت وفي قب ل إتمام ه ،فأتم ه نجل ه ،حيث ق ال في لكنه بَيَّن أن المقصود من ذلك ،أنه َ معرض التحذير من قراءة تفسير "الكشاف" للزمخشري" :وأما تفسير الزمخشري ،فأكثره اعتزال ،وفيه مواضع انتهى فيها إلى الكف ر، والعياذ باهلل .وقد صنفنا في الرد عليه كتابا سميناه بـ"التمييز بم ا أودع ه الزمخش ري من االع تزال في الكت اب العزي ز" .ك ان ق د ابت دأه ك"(). د هلل على ذل دي ،والحم ه على ي دي ،:ثم َمنَّ هللا في تكميل وال وبما أنه هو الذي أتمه ،فهذا يعني أنه هو الذي وضع له العنوان ،ألن آخر ما يض عه المؤل ف ه و عن وان الكت اب .وق د ص رح ب ذلك في الخطبة ،إذ قال فيها ..." :وسميته بـ"كتاب التمييز لما أودعه الزمخشري من االعتزال في تفس يره للكت اب العزي ز" .وق د ك ان وال دي ،: د"(). ه الحم دي ،ول ه على ي بحانه بإكمال أليف ،ثم من هللا س ذا الت دأ ه ابت وه ذا يع ني ،أن ه وض ع ل ه أيض ا المقدم ة ،ومن الب ديهي أن ال يض عها الس كوني األب ،ألنه ا آخ ر م ا يص نعه المؤل ف كم ا قلن ا. والظاهر أن السكوني االبن ،وضع أيضا الباب األول الذي افتُتِح ب ه الكت اب ،وه و "ب اب في ابت داء ال رد على الزمخش ري في مقاص ده االعتزالي ة ،وآرائ ه المخالف ة للقواع د الس نية"() ،حيث ذك ر في ه أح د كتب ه الص حيحة النس بة إلي ه ،وه و "عي ون المن اظرات"(). ومما الحظته ،أن بدايات الكتاب ،ال تخلو أيضا من تدخل السكوني االبن .فإذا صح هذا ،فإن "اإلكم ال" ال يع ني لدي ه االبت داء من حيث انتهى أب وه ،وإنم ا يع ني – عالوة على ه ذا المع نى – إض افة أش ياء في الح يز ال ذي ألف ه أب وه. ف إذا ك ان األم ر على ه ذا ،فاألج در ،أن تك ون النس بة ،عن د توثي ق الكت اب ،هك ذا" :كت اب التمي يز "...للس كونيَّيْن. وقد ذكر التنبكتي ،أنه وقف عليه() ،ناسبا إياه إلى السكوني االبن ،كما ذكرنا قب ل حين ،دون أن يتنب ه إلى أن ش طره األول من تص نيف الس كوني األب .وه و مع ذور في ذل ك ،حيث إن أفك ار ال رجلين متش ابهة ،إلى ح د يص عب التمي يز بينهم ا. شرح "التنبيه واإلرشاد في علم االعتقاد :المتنُ المشرو ُح عبارة عن منظومة نظم بها أبو الحجاج يوسف بن موسى المع روف بالض رير ني(). اد" للجوي اب "اإلرش َ (ت520ﻫ1126/م) كت والراجح ،أنه ألفه بعد رسالته "أربعون مسألة في أصول الدين" ،حيث حصر فيها الشروط العقلية لقياس الغائب على الش اهد في أربع ة، وهي" :الش رط" ،و"ال دليل" ،و"العل ة" ،و"الحقيق ة"() .بخالف م ا اعتم ده في ش رح "التنبي ه واإلرش اد" ،حيث ذهب م ذهب ص احب المنظومة ،وهو أبو الحج اج الض رير ،في إض افة ثالث ة ش روط عقلي ة أخ رى ،وهي" :ج ائز العق ل" ،و"مس تحيل العق ل" ،و"التس مية الوضعية"() ،مما يدل على تطور فكري ،ونضج كالمي .وهذا التطور والنضج يقف ش اهدا على ت أخر الكت اب ال ذي ك ان َمجْ لًى ل ذلك، رير. ة الض رح منظوم وش وه وقد نسبت بعض الفهارس هذا الشرح إلى عمر بن محمد بن خليل السكوني() .وذلك ،استنادا إلى ما ورد في الخطبة ،وهذا أولها" :يقول العبد الفقير إلى رحمة مواله وغفرانه ،الغني عن من سواه ،عمر بن محمد بن خلي ل :وغف ر ل ه :ك ان وال دي :ق د أملى() ه ذا الش رح، فربما جرى() القلم ،لدى اإلمالء ،ببعض أحرف ،تحتاج إلى إصالح ،وتحرير .وربما وقع ،في بعض التراجم ،تقديم لش رحها عليه ا ،أو تأخير ،ولم يقض بجريان يده :على ذلك ،بعد اإلمالء ،فيما علمت ،على ما جرت به العادة في األم الي ،ح تى ت وفي ،:ف رتبت م ا أمكن من ذلك ،برد لفظ الشرح إلى ما هو ينزل عليه ،وحررت تلك األماكن على ما تقرر من كالمه ،:حين تدريسه له ذه األرج وزة() ،الم رة بع د الم رة ،ح تى كأن ه ه و المت ولي ل ذلك ،وهللا س بحانه ينف ع ب ذلك ،إن ه ولي ك ريم"(). اب إلى الس كوني االبن، بعض كتب ال تراجم المعاص رة الكت َ ِ ولعل منجز "كشاف الكتب المخطوطة بالخزانة الحسنية" ،اطمأن إلى نسبة خاصة إسماعيل باشا البغدادي() ،وخير الدين الزركلي() ،وعمر رضا كحاله() ،ومحمد محفوظ() ،باعتبارهم ُم ْلت ََح د أغلب المفهرس ين رين. المعاص إن هذه الخطبة ،تفيد أن أصل الكتاب لمحمد بن خليل السكوني ،وأن ابن ه عم ر ،لم يص نع أك ثر من تص ويب بعض األخط اء اإلمالئي ة، التي ارتكبها من كانوا يكتبون أماليه من شرحه على "منظومة الضرير" .فال يمكن أن نسمي ما ص نعه الس كوني االبن ته ذيبا ،ألن ه ذا يس تلزم ح ذفا ،وإض افات ،مم ا ق د يجع ل الكت اب مباين ا ،ول و قليال ،للكت اب األص ل ،فنك ون بص دد كت اب جدي د. ومما يمكن أن نستدل به على أن عمر السكوني ،لم يعتبر عمله في كتاب أبيه تأليفا جديدا ،أنه قال في آخر الكتاب" :قال األس تاذ() لط ف هللا به ،عند إمالئه عل َّي هذا التعليق على هذه األرجوزة" :قد جهدت() استطاعتي ،وذكرت ل ك – ي ا ب ني – م ا حض رني في ذل ك ،على قدر إدراكي ومعرفتي ،وأوردت ذلك من صدري ،فمنه ما سمعت األستاذ يقوله في مجلس اإلقراء ،ومنه ما رأيته في "الهداية" للقاضي، ومنه م ا أنتجت ه القريح ة من األدل ة الص حيحة ،)(""...حيث اعت بر التعلي ق -أي :الش رح – من إمالء أبي ه .وكفى ب ذلك دليال على أن ه كوني االبن. كوني األب ،ال الس للس وق ال الناس خ ،في آخ ر الكت اب" :كملت رس الة "التنبي ه واإلرش اد في علم االعتق اد" وش رحها ،بيت ا وش رحا ،)( "...ولم ي ذكر كلم ة اب. كوني االبن في الكت دخل السُّ فة ُ ت تي هي ص حيحا" ال "تص هـذا من حـيث نفـي نسبـة الكت اب إلـى عم ر الس كوني ،ب النظر إلى المخط وط نفس ه ،بي د أنه ا ال كوني. ل الس د بن خلي وه محم و أب اب ه احب الكت ا على أن ص ا دليال قوي دم لن تق كوني األب: بته إلى الس رر نس بهة ،وتق ذه الش دفع ه تي ت ة ،ال ذه بعض األدل وه – 1انسجامه مع المنهج العام ،الذي يضبط أفكاره ،ويحدد المرتكزات البارزة إلصالحه الديني عموما ،والعقدي خصوص ا .ومن مالمح هذا المنهج ،أنه كان يرد على غير أهل السنة ،ويثبت صحة معتقَد أهل الحق (= األشاعرة) بما ق ل ودل" ،ليجم ع التنزي ه والتعظيم ،في رير"؛ ة الض رحه على "منظوم ة في ش رْ ِع ٌّي بدق ر َم و أم ة"() ،وه اظ القليل األلف وأصحابه [ ]...وهم أهل الحق .وما عداهم ،فمعتزلة ،ألن كل من اعتزل أهل السنة ،وخالفهم ،فهو مخطئ ،قدريا كان ،أو غيره"()2 . – تشابه أفكاره مع األفكار الموجودة في سائر كتبه .من ذلك ،أنه ،في كتابه "أربعون مسألة في أصول الدين" ،يعتبر كل من خالف أه ل السنة -مرجئيا كان ،أو خارجيا ،أو غيرهما -معتزليا ،وبعبارته" :كل من خالف مذهب أهل الحق ،وهم األش عرية ،ع دول ه ذه األم ة، معتزلي ،ألنه من السنة وأهلها بمعزل"() ،وهو عينه ما يقرِّ ره في "ش رح التنبي ه واإلرش اد" ،إذ ق ال" :فم ذهب أه ل الح ق ه و م ذهب بي ه() الن ان علي اك عرية ،وهم على م األش كما أن بعض العبارات ،الجارية على األلسنة ،ذكرها باللفظ نفسه ،في ك ل من "ش رح التنبي ه واإلرش اد" و"أربع ون مس ألة في أص ول وطء"()؛ د ال د عن بع"() ،و"الول ام يش ع"() ،و"الطع يف يقط ل" :الس دين" ،من قبي ال – 3تشابه أسلوبه مع أسلوب سائر كتبه ،بل إن ه كث يرا م ا ي ردد أفك ارا بالص يغة نفس ها .من ذل ك ،أن العب ارة ال تي ص اغ به ا القواع د الكالمي ة يحاف ظ عليه ا في "ش رح التنبي ه واإلرش اد" ،كعب ارة "ال دليل مط رد غ ير منعكس ،والط رد منعكس غ ير مط رد"(). – 4يرجح يوسف احنانا ،في مقدمة تحقيقه لـ "أربعون مسألة في أصول الدين" ،أن محمد بن خليل السكوني ،ألف شرحه المذكور ،أي ام وجوده باألندلس() .وهو ،وإن لم يقدم دليال على هذه الدعوى ،إال أنها دعوى صحيحة ،حيث يذكر المؤلف في آخر الشرح ،أن ه ألف ه في خضم "ضعف المادة ،وتولي األهوال"() .وهذا يقف شاهدا قويا على أنه ألفه في أشبيلية ،التي كانت تعيش في أهوال هجم ات ،ال ه وادة فيها ،من قِبَ ل النصارى ،مما اضطر الكثير من العائالت المسلمة للهجرة إلى شمال إفريقيا عموما ،والمغرب خصوصا ،وكان قَدَر أس رة السكوني أن تشد الرحال إلى تونس ،للعيش في كنف الدولة الحفصية ،ال تي ك انت تمت از ب القوة العس كرية ،وب العيش الرغي د ،وبالنش اط العلمي ،مم ا جع ل الق يروان ـ كم ا يق ول أحم د زروق ـ "دار العلم وال دين ،ق ديما وح ديثا"(). وهذا يستلزم ،أن السكوني األب ،هو الذي ألف الشرح المذكور ،ال السكوني االبن الذي هاجر مع أبيه ص غيرا إلى الق يروان ،يع ني قب ل أليف. ة الت ه قريح أن تنفتح لدي فالسكوني االبن توفي سنة 717ﻫ ،وأشبيلية سقطت بيد النصارى سنة 646ﻫ .بمعنى ،أن الحقبة الزمنية بين هاذين التاريخين هي إحدى وسبعون سنة .فلو افترضنا أن ه ع َّمر تس عين س نة ـ على أك ثر تق دير ـ ،فه ذا يع ني أن ه خ رج من أش بيلية وعم ره ثماني ة عش رة س نة. ومـن المس تبعد ،ب ل من المح ال ،أن يؤل ف كتاب ا في مس توى عم ق "ش رح التنبي ه واإلرش اد" ،حيث الناظر فيه ال يتردد في الحكم على مؤلفه بأن ه ق د أب دأ في "علم الكالم" وأع اد ،وأن ه ق د ألف ه بع د أن اكتم ل نض جه الفك ري والكالمي. هذا إذا افترضنا أن السكوني االبن هاجر من أشبيلية وهو ص غير الس ن ،وأن نس لم بم ا ادع اه بعض الم ترجمين ،حين وص فوه بق ولهم: "نزيل تونس"() ،أو "إشبيلي ،نزل بتونس"() .وإال ،فمن حقنا أن نتساءل ،كما تساءل أحد الباحثين" :هل ُولد في أش بيلية ،قب ل س قوطها في ي د اإلس بان ،س نة 646ﻫ ،وحمل منها صغيرا إلى تونس؟ أو ولد في مدينة أخرى من األندلس ،أو من المغرب؟"(). رح إلى الس كوني األب ،ال الس كوني االبن(). َ – 5أن النس خ المخطوط ة األخ رى ،ينس ب نُ َّس ا ُخها الش شرح مرشدة محمد بن تومرت :بعد أن يذكر محققها ،أن الشكوك ثارت حول نسبة هذا الشرح لمحمد بن خليل السكوني" ،فأحيانا تنس ب إلى ابنه ،وأحيانا أخرى إلى حفيده ،من غير ما مرجح ،وال حجة" ،أشار إلى أن المقارن ة بين ه ذا الش رح ورس الة "أربع ون مس ألة في أصول الدين" ،ولدت له "انطباعا أوليا بأن صاحبهما واحد ،نظرا لوجود توجه مشترك بينهما ،بل إننا – يقول المحق ق – الحظن ا بعض الجمل ترد بنفس الصيغة في المؤلَّفيْن ،وتحمل نفس القناعة من صاحبها" .وبناء على ذلك ،يرجِّ ح "أن تكون نسبة هذا الش رح ألبي عب د ونس"(). لت بيلي نزي كوني اإلش ل الس د بن خلي هللا محم بي د أن ه لم يق دم أي مث ال ي دلِّل ب ه على دع واه ،مم ا ي َُح ِّملن ا مس ؤولية توثي ق الكت اب. ومما يمكن أن نعتبره قرينة على نسبة هذا الشرح إلى السكوني األب ،أنه استعمل فيه العبارات نفسها التي استعملها في "أربع ون مس ألة في أصول الدين" في الطعن في المعتزلة ،من قبيل عبارة" :تعالى هللا عن مذهبهم علوا كبيرا"() ،ونظيرها في "شرح مرش دة محم د بن يرا"(). وا كب ذهبهم عل المين على م الى رب الع ومرت"" :تع ت ارة. توى العب ذا على مس ه أما على مستوى األفكار ،فإنها متشابهة في الكتابين المذكورين .مثال ذلك ،أنه يذكر في "شرح مرشدة محمد بن ت ومرت" ،أن هللا تع الى "ال يتمثل في النفس ،إذ ليس له مثل .فمن عرف نفسه على هذه الصفات ،ع رف رب ه منزه ا عنه ا .فالع ارف يعب د هللا ،والجاه ل يكي ف ص ورة ،ويس تقبلها بعب ادة رب ه .فمن ش بَّه ،أو مثَّل ،أو كيَّف ،أو ص وَّر ،فم ا اس تقبل رب ه بعبادت ه يوم ا ق ط"(). وهـي الفك رة نفـسها ال تي جـعلها محم د بن خلي ل الس كوني مقدم ة لرس الته "أربع ون مس ألة في أصول الدين" ،مع شيء من التفصيل() ،قبل أن يبدأ في عرض المسائل األربعين .ومما قرره ،خاللها" ،أن غير العارف ،إنم ا يص وره في نفسه ،أو يضرب مثاال ،أو يشبه ،في دعو ل ذلك المث ال ،وهللا س بحانه على خالف ذل ك"() ،م ع تعزي ز ذل ك بآي ات قرآني ة() ،وبعض ار. اديث واآلث األح شرح العقيدة البرهانية ،ألبي بكر محمد بن أحمد األنصاري اإلشبيلي التازي ،المعروف بـ"الخف اف" (ت وفي في النص ف األول من ق. 7ﻫ13/م)() :من أهم المصادر المعرفية التي اعتمد عليها الخفاف في تأليف ه ذا الش رح" :اإلرش اد" و"العقي دة النظامي ة" كالهم ا ألبي المعالي الجويني ،و"الرسالة القدسية" و"االقتصاد في االعتقاد" كالهما ألبي حامد الغزالي ،عالوة على بعض مؤلفات اإلسفراييني .وق د اء(). اط العلم ارا بين أوس ا وانتش ة" ذيوع روح "البرهاني ثر ش ان أك ك ا: ه أيض ول ❧ اقتطاف األزهار واستخراج نتائج األفك ار لتحص يل البغي ة والم راد من ش رح اإلرش اد :ش رح في ه كت اب "اإلرش اد" ألبي المع الي د اآلن(). ودا لح زال مفق ني ،وال ي الجوي إقامة الحجة في الرد على م ا أحدث ه المبتدع ة ،ألبي محم د عب د هللا بن موس ى الفش تالي (ت وفي أواس ط ق7 .ﻫ13/م)() :تكلم في ه على البدعة ،وماهيتها ،وأنواعها ،مع تسليط الضوء على البدع ذات الصلة بالعقيدة ،ألن البدعة في األصل يترتب عليها فساد م ا يب نى علي ه، أم ا لح وق البدع ة في الف رع ،فال يس تلزم ذل ك ،وبعبارت ه" :وإن لم يج بر الف رع لم تبط ل بالكلي ة منفع ة األص ل". 9 ذا الثـبَت: ده ا بع ل إليه تي نص ائج ال من النت – 1أغلب الش روح دارت ح ول مت نين عق ديين ،أح دهما مش رقي ،وه و "اإلرش اد" ألبي المع الي الجوي ني ،وثانيهم ا مغ ربي ،وه و اللجي. ة" للس "البرهاني – 2المتون المعرفية التي كانت لها سلطة معرفية في الفترة الموحدية() ،هي "العقيدة المرشدة" البن تومرت ،و"البرهاني ة" للس اللجي، و"نور القلوب" للماجري ،ولم تتالش هذه السلطة إال بظهور رائد الفكر األش عري في الغ رب اإلس المي أبي عب د هللا محم د بن يوس ف ي إلى اآلن. د الوطاس لطة من العه ذه الس ده() ه ازت عقائ ي ،حيث ح السنوس – 3كان للفكر األشعري لدى الجويني سلطة معرفية على الفكر األشعري المغربي ،خاص ة من خالل كتاب ه "اإلرش اد" ،حيث إن أغلب َظم ل ه() ،وه ذا م ا جع ل ه ذا الكت اب "ثابت ا المؤلفات األشعرية المغربية كانت عبارة عن شروح على "اإلرشاد" ،أو اختص ار ل ه ،أو ن ْ تعليميا في أسالك التعليم بالغرب اإلسالمي ،يحمل مراتب تعليمية في عملي ة ت درج المتلقي في الم ذهب ومراتب ه ،بحيث ك انت إج ازات رأ ا لم يق ة ،م ذه الدرج ُل ه ص ة يَ ِ د من األئم ا ،ولم يكن الواح اء تعطى عليه العلم روحه"(). رحا من ش اد" أو ش اب "اإلرش ه كت ام قبل على إم – 4لم ينفرد الجويني بهذه السلطة المعرفية ،بل كان لمفكرين أشعريين مش رقيين آخ رين حض ور ق وي في الفك ر األش عري المغ ربي، ا: وهم أ) أبو حامد الغزالي :ومن تجليات ذلك ،انتصارهم لكتاب "إحياء علوم الدين" ،وكثرة النقل من كتب ه ،ب ل وج دنا الم اجري يَ ِس َم عقيدت ه بعنوان "نور القلوب في معرفة عالم الغيوب" ،وهو عنوان مقتبَس من عنوان كت اب للغ زالي وه و "مكاش فة القل وب المق رب إلى عالم وب". الغي ور: ة أم ات ثالث رازي :ومن تجلي دين ال ر ال ب) فخ أوله ا :أنهم اهتم وا بش رح كتاب ه "األربعين في أص ول ال دين" ،وق د ذكرن ا من ه ذه الش روح ش رح الش ريف اإلدريس ي. ثانيها :أنهم نسجوا كتبا على منوال هذا الكتاب ،ومن نماذج ذل ك كت اب "أربع ون مس ألة في أص ول ال دين" لمحم د بن خلي ل الس كوني. ثالثها :أنهم أبدوا عناية كبيرة بكتابه "معالم أصول الدين" ،فقد "شرحه اإلمام شرف الدين ابن التلمساني ،واختصره الش يخ اإلم ام محم د بن عبد السالم الهواري ،واعتمده الشيخ اإلم ام محم د بن عرف ة التونس ي كواح د من أمه ات المراج ع في مختص ره الكالمي المع روف دين"(). ول ال امل في أص ر الش بالمختص َ – 5لم تكن هذه السلطة المعرفية تعني أن متكلمي المغرب كانوا مجرد مقلدين للجويني والغزالي والرازي ،إذ إنهم اعتمدوا فك رهم دون ة. ير من آرائهم العقدي الفوهم في كث ذا خ د ،ل تقلي – 6لم يكن أشاعرة المغرب في معزل عن ال رد على الفلس فة والفالس فة ،وق د ذكرن ا من الكتب في ه ذا الموض وع رد ابن بزي زة على "من اهج األدل ة" البن رش د ،و"لب اب العق ول" للمكالتي ،و"التمحيص" ألبي بك ر بن الع ربي المع افري. ،و"عصمة األنبياء" البن الجميِّل ،و"تنزيه األنبياء" البن ُخ َميْر السبتي ،إلخ – 7.أفرد متكلم و المرحل ة الموحدي ة مؤلف اتهم الكالمي ة بجزئي ات كالمي ة بعينه ا ،من قبي ل "الش فا" ال ذي أف رده القاض ي عي اض للكالم على معج زة الن بي – 8لم يتوقف هَ ّم استئصال بقايا األفكار العقدية غير السنية في المرحلة الموحدية ،حيث انبرى متكلمو المغرب لتحقيق ه ذا المقص د من تويين: خالل مس المستوى األول :الرد على األفكار العقدية غير السنية الرائجة في ال ُكتُب ،ولعل أفضل نموذج نمثل به ل ذلك كت اب "التمي يز" ال ذي ابت دأ تأليفه محمد بن خليل السكوني ،وأتمه نجله عمر بن محمد السكوني ،وهو في الرد على العقائد االعتزالية المبثوثة في تفس ير "الكش اف" ري. للزمخش المستوى الثاني :التنبيه على العبارات المتداولة على ألسنة العوام مما فيه مخالفة لعقائد أهل السنة ،وأبرز َمن قام بهذه الوظيف ة عم ر بن دات"(). ة في المعتق ة والخاص الته "لحن العام كوني في رس د الس محم – 9مما يؤكد اهتمام علماء المرحلة الموحدية بالحديث النبوي ،واجتهادهم في خدمته() ،أنهم انشغلوا بالكشف عن العقائ د األش عرية من خالل النظ ر في األح اديث النبوي ة وتفس يرها تفس يرا كالمي ا ،وق د ذكرن ا من الكتب في ذل ك "أبك ار األفك ار" للش ريف اإلدريس ي. – 10تميزت المرحلة الموحدية بتداخل "العقيدة األشعرية" و"الفقه المالكي" و"التصوف الجنيدي" ،ومن أبرز الكتب ال تي ق ر ََّرت ه ذا التداخل كتاب "أنس الوحيد ونزهة المريد في التوحيد" ألبي مدين الغوث.