Professional Documents
Culture Documents
تحرير قول ابن تيمية في المجاز
تحرير قول ابن تيمية في المجاز
( )1منقول من درس د .سلطان العمريي عرب الرابط https://youtu.be/3bVjBfULy08بتصرف يسري .
إعداد :أمحد بن حممد الصائغ.
سواء كانت لفظية أو حالية.
وابن تيمية وغيره يذهبون إلى أنه ال يمكن للكالم أن يدل إال بقرينة ً
وبناء عليه :فالمنطلق الذي ينطلق منه من يقسم الكالم إلى حقيقة ومجاز بالمعنى الذي سبقً
ذكره منطلق غير صالح ,ألنه ال ينسجم مع حقيقة الكالم ,فالكالم ال يكون كالماً _مفيداً_ إال في
حالة التركب ,والحقيقة والمجاز ال تتصور إال في حالة المعنى الذي هو حالة التركب.
ج /عدم اطراد المقتضيات :فالذين قسموا الكالم إلى حقيقة ومجاز بالمعنى الذي سبق ذكره
ذكروا مقتضيات للمجاز منها:
-1أن الكالم إذا كان مؤكداً بالمصدر ال يدخل فيه المجاز ,ومع ذلك هم يدعون المجاز
في بعض الكالم المؤكد بالمصدر! كما في قوله تعالى{ :وكلم اهلل موسى تكليما} ,فعلى
مقتضى ما يقرره المتكلون أن المجاز ينتفي هنا ,ولكنهم يقررونه هنا!
-2وهناك بعض االعتبارات األخرى التي ذكرها ابن تيمية مثل :أنه يجوز نفيه وأن النافي له
ليس كاذباً ,وهذا ال يصح فيما يتعلق بأسماء اهلل وصفاته.
وعدم اطراد المقتضيات يدل على أن هذا التقسيم ليس مستقيماً.
إذن :هذه األصول هي التي اعتمد عليها ابن تيمية في إنكار المجاز الذي يقرره جمهور
المتكلمين ,فمن أراد أن ينتقد قول ابن تيمية فعليه أن يراعي هذه األصول.
وبعض المعاصرين الذين أعلنوا اإلنكار لقول ابن تيمية وقعوا في عدد من اإلشكاالت منها:
/1أنهم غفلوا عن هذه األصول التي انطلق منها ابن تيمية.
/2ومنها :أنهم ظنوا أن ابن تيمية في إنكاره للمجاز يقرر أن داللة اللفظ على المعاني ال تتعدد,
أو التتفاضل.
والحق :أنه ال يقول :إنها ال تتعدد ,وال يقول :إنها ال تتفاضل ,وإنما يقرر ذلك كله وينكر شيئاً
محدداً كما سبق ذكره.
/3ومنها :أن بعضهم ذكر أن من األصول التي اعتمد عليها ابن تيمية في نقد الحقيقة والمجاز
أن هذا التقسيم غير موجود عند األئمة المتقدمين ,ال عند الصحابة وال من جاء بعدهم ,فجعل ذلك
أصالً البن تيمية.
والحق :أن هذا البناء غير صحيح ,فابن تيمية مع أنه ذكر أن هذا التقسيم فعالً ليس موجوداً
عند المتقدمين ,وأيضاً ذكره في سياق اإلنكار على المتكلمين إال أنه لم يذكر أن هذا الكالم أصل له,
وإنما ذكره على أنه توصيف للحقيقة.
وبيان ذلك :أن هذا التوصيف ذكره ابن تيمية في تقسيم الدين إلى أصول وفروع ,وذكره في
تقسيم الكالم إلى حقيقة ومجاز ,فلو كان هذا أصالً معتبراً عنده القتضى ذلك أن ينكر أصل التقسيم
سواء ذكر له معنى صحيح أو لم يذكر ,ولكن ابن تيمية ال ينكر تقسيم الدين إلى أصول وفروع؛ فهذا
يدل على أن ابن تيمية ذكره على جهة التوصيف ,أو على جهة اإلنكار على معنى محدد ,ولم يجعله
أصالً ينطلق منه في البناء .واهلل أعلم.