You are on page 1of 16

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻷوﻟﻰ ﻟﯿﺴﺎﻧﺲ‬

‫اﻷﺳﺘﺎذة راﺿﯿﺔ ﺻﺤﺮاوي‬


‫السنة الجامعة ‪2021/2020‬‬
‫محاضرات مقياس‬
‫تقنيات البحث ‪1‬‬
‫األفواج ‪7،9،12 ،1 :‬‬

‫األستاذة ‪ :‬راضية صحراوي‬


‫أوال‪ :‬البحث العلمي‪:‬‬

‫‪ .I‬مفهومه‬

‫هناك عدد من التعريفات يف إطار البحث عن حتديد مفهوم البحث العلمي نوردها فيما يلي‪:‬‬

‫إذا حاولنا حتديد مصطلح البحث العلمي جند أنه يتكون من كلمتني " البحث" و "العلمي"‬

‫يقصد بالبحث لغويا " الطلب" أو " التفتيش" أو التقصي" عن حقيقة من احلقائق أو أمر من‬
‫األمور ‪ ،‬أما كلمة "العلمي" فهي كلمة تنسب إىل العلم ‪ ،‬و العلم معناه املعرفة و الدراية و إدراك‬
‫احلقائق و أيضا اإلحاطة و اإلملام باحلقائق و كل ما يتصل هبا ‪ ،‬ووفقا هلذا التحليل فإن ‪:‬‬

‫البحث العلمي هو عملية تقصي منظمة باتباع أساليب و مناهج علمية حمددة للحقائق العلمية‬
‫بغرض التأكد من صحتها و تعديلها أو إضافة اجلديد هلا ‪.‬‬

‫هناك تعريف آخر يقول أن‪:‬‬

‫البحث العلمي هو وسيلة االستعالم و االستقصاء املنظم الدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض‬
‫اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة باإلضافة إىل تطوير أو تصحيح املعلومات املوجودة‬
‫فعال ‪ ،‬على أن يتبع يف هذا الفحص و االستعالم الدقيق ‪ ،‬خطوات املنهج العلمي ‪ ،‬و‬
‫اختيار الطريقة واألدوات الالزمة للبحث ومجع البيانات واملعلومات الواردة يف العرض حبجج‬
‫وأدلة وبراهني ومصادر كافية‪.‬‬

‫ميكن تعريفه أيضا بأنه عرض مفصل أو دراسة متعمقة متثل كشف حلقيقة جديدة أو التأكيد على‬
‫حقيقة قدمية سبق حبثها و إضافة شيء جديد هلا ‪ ،‬أو حل ملشكلة كان قد تعهد هبا شخص‬
‫باحث بتقصيها وكشفها وحلها‪.‬‬

‫وكذلك يوجد تعريف آخر مفاده بأن البحث العلمي هو استخدام الطرق و األساليب العلمية‬
‫للوصول إىل حقائق جديدة ‪ ،‬و التحقق منها و االسهام يف منو املعرفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ميكن تعريفه كذلك بأنه حماولة الكتشاف املعرفة و التنقيب عنها و تنميتها و فحصها و حتقيقها‬
‫بتقص دقيق و نقد عميق و موضوعية ‪ ،‬مث عرضها عرضا متكامال لتساهم يف بناء احلضارة‬
‫اإلنسانية‪.‬‬

‫تلتقي التعاريف السابقة عند ثالثة عناصر أساسية ينبغي توافرها يف أي حبث علمي هي املوضوع ‪،‬‬
‫املنهج و اهلدف‪.‬‬

‫فأي حبث علمي يستدعي وجود مشكلة أو ظاهرة معينة تشغل بال الباحث ‪ ،‬وحتثه على الكشف‬
‫عن أسرارها ‪ ،‬كما ينبغي على الباحث أن يستخدم أحد مناهج البحث العلمي وفق طبيعة الدراسة‬

‫و أهدافها ‪ ،‬و أن يستخدم أدواته ‪ ،‬و يتبع خطواته حبياد و موضوعية ‪ ،‬ألن استخدام منهج علمي‬
‫حبياد و موضوعية جيعل نتائج حبثه قابلة لالختبار والتحقق من صحتها من قبل أي باحث يستخدم‬
‫ذات املنهج و األدوات ‪ ،‬كذلك ينبغي أن يكون للبحث غاية عامة يتوخى حتقيقها سواء على‬
‫الصعيد املعريف ‪ ،‬أو االجتماعي أو األديب‪.‬‬

‫شروط البحث العلمي ‪:‬‬


‫يُش ّكل البحث العلمي مرجعاً موثوقاً يستطيع العامة من الناس الوصول إليه بغرض االستفادة وأخذ‬
‫املعلومات‪ ،‬وحىت يكون ذا جودةٍ عالية جيب على الكاتب االلتزام بكتابته وتشكيله وفقاً ملعاير‬
‫شروط‪ ،‬ومعايري‪ ،‬وقوانني ترتكز على ٍ‬
‫عدد من أخالقيات عمليّة البحث‪،‬‬ ‫أخالقي ٍة عالية إىل جانب ٍ‬
‫ّ‬
‫عني‪ُ ،‬وضعت ِعدة‬ ‫وبالنظر لألمهية ال ُكربى يف احلصول على ٍ‬
‫حبث علم ٍي ٍ‬
‫دقيق وموثوق يف جمال ُم ّ‬ ‫ّ‬
‫شروط من قبل العلماء والباحثني‪ ،‬يرتكز عليها البحث العلمي يف سبيل حتقيق ذلك‪،‬وميكن‬
‫تقسيمها على النحو اآليت‪:‬‬
‫الشروط الشكلية للبحث العلمي‬
‫عرب الشروط الشكليّة عن املعامل املاديّة ومبعىن آخر عن املظهر اخلارجي والشكل العام للبحث‬
‫تُ ّ‬
‫العلمي؛ إذ ينبغي أن حيقِّق ِعدة شروط ميكن تلخيصها باآليت‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ .1‬التناسب بني حجم البحث واملوضوع الذي يناقشه بطر ٍ‬
‫يقة جتعله يكون مناسباً ملستواه‬ ‫ُ‬
‫يوضح وجهة نظر الكاتب مع وضع األدلة‬ ‫دون أي مغاالةٍ ومبالغة‪ ،‬أو حىت إجياز‪ ،‬أي أن ّ‬
‫والرباهني اليت تُثبتها مع األخذ بعني االعتبار جتنب احلشو والتكرار‪.‬‬
‫‪ .2‬النظافة‪ ،‬والرتتيب‪ ،‬والشكل املنظّم؛ إذ إ ّن املظهر اخلارجي للبحث يعكس نظافة وتنظيم‬
‫كاتبه‪ ،‬لذا البد من مراعاة االبتعاد عن الشطب‪ ،‬والكتابة ٍّ‬
‫خبط أنيق‪ ،‬وواضح‪ ،‬واالعتماد على‬
‫التنسيقات اخلاصة بالكتابة‪ ،‬من قواعد الفقرات‪ ،‬والفصول‪ ،‬واهلوامش‪.‬‬
‫وخطّة‬
‫ومق ّدمة‪ُ ،‬‬
‫‪ .3‬االلتزام باحتواء البحث العلمي على كافة العناصر اإلنشائيّة‪ ،‬من عنوان‪ُ ،‬‬
‫ٍ‬
‫وفهرس‬ ‫ملحق تفصيلي حيتوي على تفس ٍري ألية رموز إن وجدت‪،‬‬
‫حبث‪ ،‬وخامتة‪ ،‬باإلضافة إىل ٍ‬
‫يُسهل عملية الرجوع للمعلومات‪.‬‬
‫‪ .4‬التناسب بني عدد صفحات كل ٍ‬
‫جزء من أجزاء البحث؛ أي من العناوين مبا يتناسب‬ ‫ِّ‬
‫مع عدد صفحات البحث الكلي‪.‬‬
‫ٍ‬
‫أخطاء مطبعيّة‪ ،‬أو لغويّة‪ ،‬أو إمالئيّة‪ ،‬وااللتزام باللغة‬ ‫‪ .5‬خلو البحث العلمي من أية‬
‫يشوه املعىن‪ ،‬واحلرص على صياغة‬ ‫ٍ‬
‫السليمة‪ ،‬والبسيطة واملفهومة‪ ،‬دون أي اختصار ميكن أن ّ‬
‫بشكل احرتايف‪ ،‬وجتنب الزخارف اللغويّة نظراً لكوهنا تشتت ذهن‬ ‫ٍ‬ ‫املعلومات بعبارات الكاتب‬
‫القارئ‪ ،‬وتصعب من فهم النص‪.‬‬
‫الشروط الموضوعية للبحث العلمي‬
‫يتضمنه من عناوين وما تق ّدمه املعلومات‬
‫تُعىن الشروط املوضوعيّة للبحث العلمي مبحتواه وما ّ‬
‫اليت تندرج حتت هذه العناوين من فائدة‪ ،‬باإلضافة لتنظيم فصوله‪ ،‬وميكن تلخيص الشروط‬
‫املوضوعية للبحث العلمي باآليت‪:‬‬
‫عما يتناوله البحث إىل جانب‬
‫معرباً ّ‬
‫‪. 1‬اختيار العنوان املناسب والذي البد من أن يكون ِّ‬
‫توضيحه لطبيعة البحث‪ ،‬باإلضافة الشتمال غالف البحث على العنوان‪ ،‬وعلى معلوم ٍ‬
‫ات‬
‫عن الباحث‪ ،‬والسنة اليت مت إعداد البحث فيها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫لشخص عزيز أو‬ ‫كنوع من التقدير والعرفان‬
‫‪ .1‬كتابة اإلهداء‪ ،‬وهو أمر اختياري يتم كتابته ٍ‬
‫جملموعة أشخاص‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫يتضمنه‬ ‫ٍ‬
‫وتلخيص عام ملا ّ‬ ‫‪ .2‬كتابة ُمق ّدمة للبحث تشتمل على املربر الختيار موضوع البحث‬
‫ٍ‬
‫صعوبات واجهت الكاتب إن ُوجدت‪.‬‬ ‫وموج ٍز بسيط ألهم املراجع‪ ،‬باإلضافة لذكر أية‬
‫‪ .3‬تنظيم موضوعات البحث مبا يتناسب مع ُحمتواه‪ ،‬إىل فصول‪ ،‬وفقرات‪ ،‬وأبواب‪ .‬كتابة اخلامتة‪،‬‬
‫احات أو توصيات‪.‬‬‫واليت تتضمن االستنتاجات‪ ،‬أو خالصة البحث‪ ،‬باإلضافة ألية اقرت ٍ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الشروط العلمية للبحث العلمي‬
‫عدد من الشروط الواجب اتباعها يف حال كتابة ٍ‬
‫حبث علمي يبني اآليت أبرزها‪:‬‬ ‫يوجد ٌ‬
‫ٍ‬
‫برتتيب يبدأ بتساؤل مث اإلجراء املتخذ حلل‬ ‫‪ .1‬التنظيم‪ :‬ينبغي أن يكون البحث ُمنظّماً يتسلسل‬
‫ُ‬
‫املشكلة‪ ،‬أو النتيجة‪ ،‬أو اجلواب على التساؤل‪.‬‬
‫ُ‬
‫‪ .2‬الغرض‪ :‬يتمثل ذلك باملقصد من البحث العلمي أو الغاية من إجرائه‪ ،‬أو كتابته؛ حيث‬
‫مبوضوع‬
‫ٍ‬ ‫يوضح البحث العلمي غالباً شرحاً كافياً لظاهرٍة ما أو ُمشكلة‪ ،‬أو حىت فُضول علمي‬
‫ّ‬
‫ما‪.‬‬
‫‪ .3‬الدقة‪ :‬جيب أن يتميّز البحث بالدقّة سواءً كان ذلك يف مجع املعلومات‪ ،‬أو ُمعاجلتها‪ ،‬أو‬
‫التوصل إليها‪.‬‬
‫االستنتاجات اليت مت ّ‬
‫عامة وتشتمل على عدة حاالت‪ ،‬وال تقتصر على‬ ‫‪ .4‬التعميم‪ :‬ينبغي أن تكون نتائج البحث ّ‬
‫تفس ٍري وشرح جزئيّة واحدة فحسب‪ ،‬وغالباً ما يكون التعميم على صورة قانون حيكم جمموعة‬
‫متغريات‪.‬‬
‫‪ .5‬التحقق‪ :‬يتمثل ذلك يف إمكانيّة ُمراجعة البحث هبدف التأكد من النتائج‪ ،‬ومدى صدقها‪،‬‬
‫ويتم عرب إجراء ٍ‬
‫حتليل ثاين للتأكد من عدم وجود أيّة تناقضات للنتائج‪ .‬املرونة‪ :‬ينبغي أن‬
‫يكون البحث العلمي مرناً قابالً للمراجعة‪ ،‬والتطوير عليه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫موضوعات توجد على أرض الواقع‪ ،‬ومقارنة‬ ‫‪ .6‬الواقعية‪ :‬ميكن حتقيق ذلك من خالل ربطه مع‬
‫صحتها‪.‬‬
‫النتائج للتأكد من مدى ّ‬
‫‪ .7‬املوضوعيّة‪ُّ :‬‬
‫تعد املوضوعية شرطاً أساسياً من شروط البحث العلمي السليم‪ ،‬وميكن حتقيق‬
‫ذلك بأن ال يناقش الكاتب أية مواضيع ذاتيّة أو أفكاره ونزعاته الشخصيّة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫خصائص البحث العلمي‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫يتصف البحث العلمي مبجموعة مرتابطة من اخلصائص األساسية اليت ال بد من توافرها‬

‫لتحقيق أهدافه وميكن تلخيصها على النحو التايل ‪:‬‬


‫• البحث العلمي عبارة عن نظام متكامل وهادف يقوم على الربط بني الوسائل و‬
‫اإلمكانيات املتاحة من أجل الوصول إىل غايات مرسومة و مشروعة تتمحور حول‬
‫حاجات اإلنسان و مشكالته وفرص تقدمه إىل األمام‪.‬‬
‫• يتكون البحث العلمي من أجزاء مرتابطة هي‪ :‬الشكل‪ ،‬احملتوى ‪ ،‬األسلوب‪5.‬‬
‫• البحث العلمي نشاط قائم على عدد من املرتكزات و املتطلبات املادية و املعنوية‬
‫أمهها‪:‬‬
‫❖ عناصر بشرية تتميز بالقدرة اإلبداعية و العلمية والعملية يف جمال البحث‬
‫العلمي و التخصص األكادميي‪.‬‬
‫❖ خمصصات مالية و مادية مناسبة لنشاط البحث العلمي‪.‬‬
‫❖ الدعم و التشجيع و التنسيق و التعاون على كافة املستويات الشخصية و‬
‫الرمسية والدولية‪.‬‬
‫❖ تسهيالت إدارية و مكتبية متطورة مبا ذلك مصادر املعلومات احلديثة‬
‫وخدمات املعلومات و املكتبات املتقدمة يف البحث‪.‬‬
‫❖ االلتزام بالقواعد العلمية و األخالقية يف البحث‪.‬‬
‫• البحث العلمي جهد إنساين ونشاط يتمحور حول اإلنسان نفسه ‪ ،‬فهو وسيلة وغاية وعليه‬
‫يتوقف مستوى التقدم العلمي‪.‬‬
‫• البحث العلمي نشاط منظم ‪ ،‬قائم على جمموعة من القيم و القواعد و األصول و الطرق‬
‫املنهجية املعروفة واملقبولة علميا وعمليا واملتطورة باستمرار ‪ ،‬أي أنه بعيد عن العشوائية و‬
‫االرجتالية واملزاجية والشخصية و الفوضى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫• البحث العلمي يقوم على تطبيق الطريقة العلمية و حتليل املشكالت و دراسة الظاهرة‬
‫الطبيعية و االجتماعية ‪ ،‬وترتكز الطريقة العلمية على مايلي‪:‬‬
‫املوضوعية و احلياد يف حتديد املشكالت وحبثها وحتليلها‪.‬‬
‫االعتماد على مقاييس حمددة وإجراءات معروفة يف معاجلة املشكالت ‪.‬‬
‫إجياد األدلة العملية املالئمة و املقنعة واملشروعية وتقدميها بصدق و أمانة‪.‬‬
‫االبتعاد عن اجلدل العقيم‪.‬‬
‫االنفتاح العقلي و العلمي و االستعداد املخلص لقبول اآلراء األخرى‪.‬‬
‫• البحث العلمي يقوم على وضوح الرؤيا و الربط الفعال بني الوسائل و الغايات‪:‬‬
‫• البحث العلمي يتميز بالسعي حنو التجديد وتوخي التميز شكال و مضمونا وأسلوبا‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬البحث العلمي و منهج البحث‪:‬‬


‫ما هو املن ـهـج ؟‬
‫هو قواعد عامة متطورة للوصول إىل احلقيقية يف العلم‪ .‬أي أنه الطريق املؤدي إىل الكشف عن‬
‫احلقيقة يف العلوم‪.‬‬
‫عرف العامل اإلجنليزي بيكون املنهج بأنه ‪ " :‬فن التنظي ـم الصحيح لسلسلة من األفكار‬
‫العديدة أما من أجل الكشف عن احلقيقة حني نكـ ـون جاهلني هبا وأما من أجل الربهنة‬
‫عليها "‬
‫ميتاز املنهج العلمي باملوضوعيـة ‪ objectivity‬والبعـد عـن التحيز الشخصي‪.‬‬
‫من خصائص املنهج العلمي أنه جيمع بني أسلويب االستقراء واالستنباط (االستنتاج)‪ ،‬أي بني‬
‫الفكر واملالحظة للوصول اىل احلقيقة ‪.‬‬

‫االستقراء‪ :‬هي ترمجة لكلمة يونانية تعين القيادة‪ .‬ويبدأ االستقراء مبالحظة الظواهـر ومجع‬
‫البيانات وتؤدي املالحظة إىل وضع الفروض (مبادئ عامة وعالقات كلية)‪ .‬مث حناول التأكد‬

‫‪6‬‬
‫من صدقها وصحتها ومن أهنا تنطبـق على مجيع الظواهـر األخرى املشاهبة هلا‪ .‬ويف هذه‬
‫املرحلـة يستخدم التفكري القياسي يف تطبيق تلك العالقة على حالـة خاصة جديدة ‪.‬‬
‫االستنباط ‪ " :‬عملية منطقيـة ننتقل فيها من قضايا منظـور اليها يف ذاتـها (بغض النظر عن‬
‫درجة صدقها) اىل قضايا اخرى ناجتة عنها بالضرورة وفقاً لقواعد منطقية خاصة‪ .‬وهذه‬
‫القضايا تسمى نظريات"‪ .‬اي أن االستنباط ميهد لكشف النتائج املنطقية املرتتبة على‬
‫الفروض الستبعاد ماال يتفق منها مع احلقائق يبدأ باجلزئيات ليستمد منها القوانني‪.‬‬
‫أنواع المناهج‪:‬‬
‫منهج يكشف عن احلقيقة ويسمى منهج التحليل‪.‬‬
‫منهج يعلم احلقيقة لآلخرين بعد اكتشافها ويسمى منهج التأليف‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬بين المنهج و المنهجية‪:‬‬

‫تعريف املنهج إصطالحا‪:‬‬

‫تعددت تعريفات املنهج يف أدبيات البحث العلمي واختلفت وجهات نظر الباحثني حنوها‪ .‬وقد‬
‫بلغ عدد تعريفات البحث العلمي إىل أكثر من مائة تعريف من أبرزها تعريف [ هيلوي ‪ .‬ت‪] .‬‬
‫الذي يرى أن البحث وسيلة للدراسة بواسطتها الوصول إىل حل ملشكلة حمددة ‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫التقصي الشامل والدقيق جلميع الشواهد واألدلة اليت ميكن التحقق منها واليت تتصل هبذه املشكلة‬
‫احملددة‪.‬‬

‫ولعل أكثر التعريفات مشوال وبساطة هو الذي يرى أن املنهج ‪:‬هو الطريقة اليت تعني الباحث على أن‬
‫يلتزم باتباع جمموعة من القواعد العامة اليت هتيمن على سري العقل سرياً مقصوداً يف البحث العلمي‬
‫‪ ،‬ويسرتشد هبا الباحث يف سبيل الوصول إىل احللول املالئمة ملشكلة البحث‪.‬‬

‫يعرف منهج البحث األديب ‪ :‬الطريقة اليت يسري عليها دارس ليصل إىل حقيقة يف موضوع‬
‫من موضوعات األدب منذ العزم على الدراسة و حتديد املوضوع حىت تقدميه للمشرفني أو النقاد أو‬
‫القراء ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫كما يعرف ‪ ( :‬فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار‪ّ ،‬إما من أجل الكشف عن احلقيقة‬
‫حني نكون هبا جاهلني‪ ،‬وإما من أجل الربهنة عليها لآلخرين وتعليمهم إيّاها حني نكون هبا عارفني‬

‫تعريف علم املنهج‪Méthodologie :‬‬

‫يعرف حممد البدوي املنهجية بأنه علم يعتين بالبحث يف أيسر الطرق للوصول إىل‬
‫املعلومة مع توقري اجلهد و الوقت ‪,‬و تفيد كذلك معىن ترتيب املادة املعرفية و تبويبها وفق أحكام‬
‫مضبوطة ال خيتلف عليها أهل الذكر ‪.‬‬

‫المنهجية‪ :‬الطريق اليت يتبعها الباحث من أجل الوصول اىل اهلدف املنشود‪ .‬هي جمموع األدوات‬
‫اليت يستخدمها باحت ما يف تقدمي الرباهني واألدلة واحلجج للتأكد من صحة أو عدم صحة فرضية‬
‫أو نظرية معينة‪ .‬لذلك فإن املنهجية هي جمموعة اإلجراءات واآلليات املتعارف عليها بني العلماء‬
‫واليت ميكن استخدامها للمالحظة والكشف والتحقيق يف اكتساب املعرفة والوصول للحقائق‪ .‬والغرض‬
‫االساسي من املنهجية هو حماولة فهم األمور والعالقات يف احمليط الذي يعيش فيها االنسان من أجل‬
‫الوصول اىل النظريات والقوانني اليت حتكم الكون وتُسريه‪.‬‬

‫علم املناهج هو العلم الذي يدرس املناهج البحثية املستخدمة يف كل فرع من فروع العلوم املختلفة‪.‬‬
‫لذلك يعترب فرعا من فروع األبستمولوجيا‪.‬‬

‫وميكن تعريف علم املنهج على أنه‪:‬‬

‫حتليل مبادئ وطرق وقواعد املطبقة من قبل ختصص معني يف البحث والتحري عن النظريات‪.‬‬

‫أو تطور املنهجية املطبقة يف ختصص ما‪.‬‬

‫أو اإلجرائيات العملية أو جمموعة اإلجرائيات‪..‬‬

‫وميكن لعلم املنهج أن يتضمن‪:‬‬

‫دراسة جمموعة نظريات‪ ،‬مصطلحات أو أفكار‪.‬‬

‫دراسة مقارنة للطرق املختلفة واملقاربات البحثية‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫نقد للطرق املستخدمة واملناهج‬

‫ترجع كلمة ‪ Méthodologie‬يف بعدها املعريف إىل الفيلسوف األملاين كانط ‪ .‬فقد قسم كانط‬
‫املنطق إىل قسمني‪:‬‬

‫األول‪ :‬مذهب املبادئ و موضوع شروط املعرفة الصحيحة‪.‬‬

‫الثاين‪ :‬علم املناهج الذي حيدد الشكل العام لكل علم و الطريقة اليت هبا يكون‪.‬‬

‫و إىل جانب علم املناهج العام ‪ ,‬توجد علوم مناهج جزئية ختتلف باختالف مواضعها‬
‫باختالف العلوم ‪ .‬و مهمة كل منها حتديد العمليات الواجب اتباعها يف دراسة ذلك‬
‫العلم ‪.‬‬

‫رابعا ‪:‬أهداف البحث العلمي‪:‬‬

‫لقد أشار حاجي خليفة يف القرن السابع عشر امليالدي إىل أن أغراض البحث أو التأليف تقع يف‬
‫مراتب ‪ ،‬وحسب تعبريه ال يؤلف عاقل إال فيها و هي على النحو التايل ‪:‬‬

‫‪ .1‬إما شيء مل يسبق إليه فيخرتعه‬


‫‪ .2‬أو شيء ناقص فيتمه‬
‫‪ .3‬أو شيء مغلق فيشرحه‬
‫‪ .4‬أو شيء طويل فيختصره دون أن خيل بشيء من معانيه‬
‫‪ .5‬أو شيء متفرق فيجمعه‬
‫‪ .6‬أو شيء خمتلط فريتبه‬
‫‪ .7‬أو شيء أخطأ فيه مصنفه فيصلحه‪.‬‬
‫ميكن أن يكون الدافع إلجراء البحوث و الدراسات واحدة أو أكثر من التالية‬
‫‪ .1‬الرغبة يف خدمة اجملتمع‬
‫‪ .2‬الرغبة يف التعرف على اجلديد و اكتشاف اجملهول‬
‫‪ .3‬الرغبة يف مواجهة التحدي حلل املسائل غري احمللولة ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .4‬الرغبة يف احلصول على درجة علمية أو أكادميية (ليسانس ‪ ،‬ماسرت ‪ ،‬دوكتوراه)‬
‫‪ .5‬توجهات املؤسسة وظروف العمل إلجراء البحوث و الدراسات‬
‫‪ .6‬الشك يف نتائج حبوث و دراسات سابقة‬
‫‪ .7‬املتعة العقلية يف إجناز عمل أو إبداع أو حل مشكلة تواجه فرد أو مجاعة‪.‬‬
‫هناك أربعة أهداف أساسية تسعى البحوث العلمية لتحقيقها‪:‬‬
‫‪ .1‬استعراض املعرفة احلالية و حتليلها و إعادة تنظيمها ‪ ،‬وهذا ميكن أن يكون أسلوبا تدريبيا‬
‫بطالب البحث ‪ ،‬وغالبا ما يكون البحث نظريا مكتبيا‪.‬‬
‫‪ .2‬وصف موقف معني أو مشكلة حمددة (البحوث النظرية)‬
‫‪ .3‬ببناء أو تكوين منوذج جديدي و هو أعقد البحوث و أكثرها كلفة‪.‬‬
‫‪ .4‬وضع تفسريات و حتليالت لشرح ظاهرة أو مشكلة معينة و هو النوع املثايل الذي يعتمده‬
‫الباحثون املهنيون‪.‬‬

‫خامسا ‪:‬منهج البحث العلمي و األسلوب العلمي‪:‬‬

‫األسلوب العلمي‪ :‬يشري إىل ذلك اإلطار الفكري الذي يعمل بداخله عقل الباحث ‪ ،‬يف حني‬

‫أن كلمة منهج البحث ‪ :‬تعين اخلطوات التطبيقية لذلك االطار الفكري ‪.‬‬

‫وال تعين هذه التفرقة تعارض املصطلحني ‪ ،‬فمن الناحية اللغوية يتقارب كثريا معىن كل من‬
‫األسلوب واملنهج ‪ ،‬لكن يقصد هبذه التفرقة التوضيح و التفسري ‪ .‬ففي أي دراسة علمية تتخذ‬
‫العمليات العقلية يف ذهن الباحث ترتيبا و تنظيما متكامال يوجه خطواته التطبيقية ‪ ،‬لذلك‬
‫يفضل أن يستقل كل مصطلح جبانب من اجلانبني ‪ ،‬فتستعمل كلمة أسلوب لتشري إىل ذلك‬
‫ّ‬
‫التنظيم الفكري املتدخل يف الدراسة العلمية ‪ ،‬و كلمة منهج لتشري إىل اجلانب التطبيقي‬
‫خلطوات البحث ‪ ،‬و للتمثيل على ذلك نتصور مشكلة ما تواجه (أ) و (ب) من األفراد ‪،‬‬
‫فاألول قد يتخبط و حياول وخيطئ حىت يصل إىل ما قد يكون صوابا أو خطأ ‪ ،‬ولكنه يف كلتا‬
‫احلالتني ال يعترب حمققا علميا ‪ ،‬ألنه ال يسري يف حلها تبعا لتنظيم ذهين ميكنه من التحقق من‬
‫نتائجه ‪ ،‬أما الثاين ‪ :‬فيعاجلها بأسلوب علمي أي يسري حنو حلها خبطوات فكرية معينة‬
‫‪10‬‬
‫يسميها العلماء خبطوات التفكري العلمي ‪ ،‬وهذا ما مييز الباحث العلمي من الشخص العادي ‪،‬‬
‫فأسلوب التفكري العلمي هو الذي مييز الباحث األصيل وميكن من متحيص نتائج أي حبث و‬
‫التحقق من صحتها‪.‬‬
‫حقيقة أن خطوات األسلوب العلمي يف التفكري تكاد تكون هي نفسها خطوات أي منهج‬
‫حبثي مع وجود بعض التفاصيل اليت ختتلف باختالف مناهج البحث ‪ ،‬إال أن األسلوب‬
‫الفكري هو الذي ينظم أي منهج حبث ‪ .‬وتتمثل هذه اخلطوات يف الشعور مبشكلة أو بسؤال‬
‫حيري الباحث فيضع هلا حلوال حمتلة ‪ ،‬أو إجابات حمتملة هي الفروض ‪ ،‬مث تأيت بعد ذلك‬
‫اخلطوة الثالثة وهي اختبار صحة الفروض و الوصول إىل نتيجة معيّنة ‪ ،‬ومن الطبيعي أن يتخلّل‬
‫هذه اخلطوات الرئيسية عدة خطوات تنفيذية مثل ‪ :‬حتديد املشكلة ‪ ،‬ومجع البيانات اليت‬
‫تساعد يف اختيار الفروض املناسبة ‪ ،‬وكذلك البيانات اليت تستخدم يف اختيار الفروض ‪،‬‬
‫والوصول إىل تعميمات ‪ ،‬و استخدم هذه التعميمات تطبيقيا و هكذا يسري املنهج العلمي‬
‫على شكل خطوات أو مراحل لكي تزداد عملياته وضوحا ‪ ،‬إال أن هذه خلطوات ال تسري‬
‫باستمرار بنفس التتابع وال تؤخذ بطريقة جامدة ‪ ،‬كما أهنا ليست بالضرورة مراحل فكرية‬
‫يرتدد العامل بني هذه اخلطوات ع ّدة ‪ ،‬كذلك‬
‫منفصلة فقد حيدث كثري من التداخل بينها ‪ ،‬وقد ّ‬
‫قد تتطلّب بعض املراحل جهدا ضئيال ‪ ،‬بينما يستغرق البعض اآلخر وقتا أطول ‪ ،‬وهكذا يقوم‬
‫استخدام هذه اخلطوات على أساس من املرونة الوظيفية ‪.‬‬
‫وختتلف مناهج البحث من حيث طريقتها يف اختبار صحة الفروض ‪ ،‬و يعتمد ذلك على‬
‫طبيعة و ميدان املشكلة موضع البحث ‪ ،‬فقد يصلح املنهج التجرييب يف دراسة مشكلة ال يصح‬
‫فيها املنهج التارخيي ‪ ،‬أو دراسة حالة وهكذا ‪.‬‬
‫وكثريا ما تفرض مشكلة البحث املنهج الذي يستخدمه الباحث ‪ ،‬واختالف املنهج ال يرجع‬
‫فقط إىل طبيعة و ميدان املشكلة ‪ ،‬بل أيضا إىل إمكانات البحث املتاحة‪ ،‬فقد يصلح أكثر‬
‫من منهج يف دراسة حبثية معيّنة و مع ذلك حتدد الظروف املتاحة أو القائمة نوع املنهج الذي‬
‫خيتاره الباحث‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سادسا ‪:‬البحوث النظرية و البحوث التطبيقية‪:‬‬
‫تقسم البحوث العلمية حسب طبيعتها و دوافع البحث إىل ‪:‬‬
‫حبوث نظرية أو أساسية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫حبوث تطبيقية ‪.‬‬
‫البحث النظري (األساسي)‪:‬‬
‫هدف هذا النوع من البحوث هو التوصل للحقيقة وتطوير املفاهيم النظرية وحماولة‬
‫تعميم نتائجها بغض النظر عن فوائد البحث و نتائجه ‪ ،‬و جيب على الباحث يف هذا اجملال‬
‫أن يكون ملما باملفاهيم واالفرتاضات و ما مت إجراؤه من قبل اآلخرين للوصول إىل املعرفة حول‬
‫مشكلة معينة‪.‬‬
‫البحث التطبيقي‪:‬‬
‫يعرف البحث التطبيقي على أنه ذلك النوع من الدراسات اليت يقوم هبا الباحث هبدف تطبيق‬
‫نتائجها حلل املشكالت احلالية ‪ ،‬و تغطي العديد من التخصصات اإلنسانية كالتعليم و اإلدارة‬
‫و االقتصاد و الرتبية و االجتماع ‪ ،‬ويهدف البحث التطبيقي إىل معاجلة مشكالت قائمة لدى‬
‫املؤسسات االجتماعية و االقتصادية ‪ ،‬بعد حتديد املشكالت و التأكد من صحة و دقة‬
‫مسبباهتا وحماولة عالجها وصوال إىل نتائج و توصيات تسهم يف التخفيف من حدة هذه‬
‫املشكالت ‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أنه من الصعب أحيانا الفصل بني البحوث النظرية و البحوث‬
‫التطبيقية ‪ ،‬وذلك للعالقة التكاملية بينهما ‪ ،‬فالبحوث التطبيقية غالبا ما تعتمد يف بناء‬
‫فرضياهتا أو أسئلتها على األطر النظرية املتوافرة يف الدبيات املختلفة املنشودة ‪ ،‬كما أن البحوث‬
‫النظرية يف نفس الوقت تستفيد و بشكل مباشر أو غري مباشر من نتائج الدراسات التطبيقية‬
‫من خالل إعادة النظر يف منطلقاهتا النظرية لتكييفها مع الواقع‪.‬‬

‫كيف يتم اختيار املشرف‪:‬‬


‫تعترب مسألة اختيار املشرف من املسائل بالغة األمهية اليت يتوقف عليها إىل حد كبري جناح‬
‫الطالب يف حبثه ‪ ،‬ويف حالة اإلخفاق يكون الطالب هو املسؤول عن ذلك‬
‫‪13‬‬
‫يف اجلامعات تقوم إدارة القسم بتعيني أستاذ يشرف على إجراء البحث يف مرحلة الليسانس‬
‫واملاسرت ‪ ،‬يف مرحلة الدكتوراه ‪ ،‬جيوز أن يكون املشرف من جامعة أخرى‬
‫العالقة بني الطالب و املشرف‪:‬‬
‫إذا قبل األستاذ اإلشراف على الطالب‪ ،‬فإن عالقته العلمية به تبدأ منذ اللحظات األوىل ‪،‬‬
‫حيث يقوم الطالب بعرض املوضوعات اليت يود دراستها على املشرف ‪ ،‬حىت يبني له ما إذا‬
‫كانت صاحلة للبحث أم ال ‪ ،‬وقد يوجهه إىل البحث عن موضوع أو موضوعات أخرى ‪ .‬ومن‬
‫اجلائز أن يقرتح املشرف عليه دراسة موضوع بعينه‪.‬‬
‫يتم اختيار املوضوع يشرع الطالب يف كتابة اخلطة بتوجيه من املشرف ‪ ،‬مث يعرضها‬
‫وبعد أن ّ‬
‫عليه لينتقدها و ميحصها‪.‬‬
‫وإذا ما اكتملت اخلطة ‪ ،‬ووافق عليها املشرف فإن مرحلة جديدة من التفاعل املثمر تبدأ بني‬
‫املشرف و الطالب‪.‬‬
‫دور املشرف‪:‬‬

‫إن املشرف الذي يعرف حقيقة واجباته ‪ ،‬ويلتزم هبا ‪ ،‬يقوم بعمل اآليت‪:‬‬

‫• يرتك للباحث حرية الرأي و التوجه طاملا كان ملتزما مبنهجيات البحث العلمي ‪ ،‬فال حياول‬
‫أن يُلزمه برأيه اخلاص ‪ ،‬وال جيربه على اعتناق اعتقاد ما ‪ ،‬فأمر هام أن يكون الباحث مستقل‬
‫الشخصية ‪.‬‬
‫• يدرس معه مدى صالحية املوضوع للبحث ‪ ،‬ويقدم له اإليضاحات اليت تساعده يف اختيار‬
‫املوضوع و حتديده‪.‬‬
‫• يلفت نظر الباحث إىل جوانب اخللل يف تكوينه العلمي و كيفية القضاء عليها‪.‬‬
‫• يوجهه إىل بعض املراجع اليت قد يكون غافال عنها‬
‫• ييسر له إذا تطلب األمر ذلك التصال باهليئات و األشخاص القادرين على امداده‬
‫باملعلومات اليت حيتاجها يف حبثه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫• يقدم له اإليضاحات املتعلقة بكيفية التغلب على املشكالت و املصاعب اليت تصادفه يف‬
‫أثناء الكتابة‪.‬‬
‫• يقرأ األصول املكتوبة اليت دوهنا الطالب ‪ ،‬و ينتقدها مبينا ما فيها من إجيابيات و سلبيات ‪،‬‬
‫حىت ُميكن للطالب إعادة كتابتها بشكل أفضل‪.‬‬

‫يتفاوت املشرفون يف تنفيد هذه املهام ‪ ،‬فهناك من املشرفني من يقومون بدورهم على وجه ف ّذ‬
‫يدعو لإلعجاب ‪ ،‬ويتفاعلون مع طالهبم بشكل ينتج عنه غالبا أحباث على درجة عالية من‬
‫اإلتقان و االمتياز ‪ .‬و يف أحيان قليلة نسمع عن بعض املشرفني الذين خيونون األمانة فيبتزون‬
‫طالهبم علميا ‪ ،‬أو ماديا ‪ ،‬أو على مستوى املواقف الشخصية يف العالقات اإلنسانية ‪ ،‬أو‬
‫يتساهلون مع بعض الطالب القاصرين فيمنحوهنم درجات علمية ال يستحقوهنا ‪ ،‬ولكن ليس‬
‫من شك أن هذه حاالت قليلة ‪ ،‬إن مل تكن ناذرة ‪ ،‬ويتحتم أن ال خنلط بينها و بني حاالت‬
‫التفاعل املثمر البنّاء اليت حتدث يف أغلب األحيان بني معظم املشرفني و طالهبم ‪ ،‬األمر الذي‬
‫يتمخض عنه أحباث بالغة القيمة ‪ ،‬بل وصدقات قوية مثمرة أيضا‪.‬‬

‫التعاقد العلمي بني املشرف و الطالب‪:‬‬

‫من الالزم أن يتفق الطالب مع املشرف منذ البداية على شكل التعاون بينهما وشروطه ‪ ،‬ويتخذ‬
‫هذا االتفاق صورة "العقد" الشفوي ‪ ،‬حىت يكون الطرفان منذ البدء على بصرية من أمرمها ‪.‬‬

‫و هذا العقد ينبغي أن يشتمل على اجلوانب التالية‪:‬‬

‫• منهج العمل ‪.‬‬


‫• التحديد التقرييب ملدة البحث‪.‬‬
‫• حجم املصادر املطلوب الرجوع إليها‪.‬‬
‫• مواعيد اللقاءات‪.‬‬
‫• الشروط اليت جيب أن تتوفر يف البحث كي يعتمده املشرف علميا ‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like