Professional Documents
Culture Documents
.Iمفهومه
هناك عدد من التعريفات يف إطار البحث عن حتديد مفهوم البحث العلمي نوردها فيما يلي:
إذا حاولنا حتديد مصطلح البحث العلمي جند أنه يتكون من كلمتني " البحث" و "العلمي"
يقصد بالبحث لغويا " الطلب" أو " التفتيش" أو التقصي" عن حقيقة من احلقائق أو أمر من
األمور ،أما كلمة "العلمي" فهي كلمة تنسب إىل العلم ،و العلم معناه املعرفة و الدراية و إدراك
احلقائق و أيضا اإلحاطة و اإلملام باحلقائق و كل ما يتصل هبا ،ووفقا هلذا التحليل فإن :
البحث العلمي هو عملية تقصي منظمة باتباع أساليب و مناهج علمية حمددة للحقائق العلمية
بغرض التأكد من صحتها و تعديلها أو إضافة اجلديد هلا .
البحث العلمي هو وسيلة االستعالم و االستقصاء املنظم الدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض
اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة باإلضافة إىل تطوير أو تصحيح املعلومات املوجودة
فعال ،على أن يتبع يف هذا الفحص و االستعالم الدقيق ،خطوات املنهج العلمي ،و
اختيار الطريقة واألدوات الالزمة للبحث ومجع البيانات واملعلومات الواردة يف العرض حبجج
وأدلة وبراهني ومصادر كافية.
ميكن تعريفه أيضا بأنه عرض مفصل أو دراسة متعمقة متثل كشف حلقيقة جديدة أو التأكيد على
حقيقة قدمية سبق حبثها و إضافة شيء جديد هلا ،أو حل ملشكلة كان قد تعهد هبا شخص
باحث بتقصيها وكشفها وحلها.
وكذلك يوجد تعريف آخر مفاده بأن البحث العلمي هو استخدام الطرق و األساليب العلمية
للوصول إىل حقائق جديدة ،و التحقق منها و االسهام يف منو املعرفة.
1
ميكن تعريفه كذلك بأنه حماولة الكتشاف املعرفة و التنقيب عنها و تنميتها و فحصها و حتقيقها
بتقص دقيق و نقد عميق و موضوعية ،مث عرضها عرضا متكامال لتساهم يف بناء احلضارة
اإلنسانية.
تلتقي التعاريف السابقة عند ثالثة عناصر أساسية ينبغي توافرها يف أي حبث علمي هي املوضوع ،
املنهج و اهلدف.
فأي حبث علمي يستدعي وجود مشكلة أو ظاهرة معينة تشغل بال الباحث ،وحتثه على الكشف
عن أسرارها ،كما ينبغي على الباحث أن يستخدم أحد مناهج البحث العلمي وفق طبيعة الدراسة
و أهدافها ،و أن يستخدم أدواته ،و يتبع خطواته حبياد و موضوعية ،ألن استخدام منهج علمي
حبياد و موضوعية جيعل نتائج حبثه قابلة لالختبار والتحقق من صحتها من قبل أي باحث يستخدم
ذات املنهج و األدوات ،كذلك ينبغي أن يكون للبحث غاية عامة يتوخى حتقيقها سواء على
الصعيد املعريف ،أو االجتماعي أو األديب.
2
.1التناسب بني حجم البحث واملوضوع الذي يناقشه بطر ٍ
يقة جتعله يكون مناسباً ملستواه ُ
يوضح وجهة نظر الكاتب مع وضع األدلة دون أي مغاالةٍ ومبالغة ،أو حىت إجياز ،أي أن ّ
والرباهني اليت تُثبتها مع األخذ بعني االعتبار جتنب احلشو والتكرار.
.2النظافة ،والرتتيب ،والشكل املنظّم؛ إذ إ ّن املظهر اخلارجي للبحث يعكس نظافة وتنظيم
كاتبه ،لذا البد من مراعاة االبتعاد عن الشطب ،والكتابة ٍّ
خبط أنيق ،وواضح ،واالعتماد على
التنسيقات اخلاصة بالكتابة ،من قواعد الفقرات ،والفصول ،واهلوامش.
وخطّة
ومق ّدمةُ ،
.3االلتزام باحتواء البحث العلمي على كافة العناصر اإلنشائيّة ،من عنوانُ ،
ٍ
وفهرس ملحق تفصيلي حيتوي على تفس ٍري ألية رموز إن وجدت،
حبث ،وخامتة ،باإلضافة إىل ٍ
يُسهل عملية الرجوع للمعلومات.
.4التناسب بني عدد صفحات كل ٍ
جزء من أجزاء البحث؛ أي من العناوين مبا يتناسب ِّ
مع عدد صفحات البحث الكلي.
ٍ
أخطاء مطبعيّة ،أو لغويّة ،أو إمالئيّة ،وااللتزام باللغة .5خلو البحث العلمي من أية
يشوه املعىن ،واحلرص على صياغة ٍ
السليمة ،والبسيطة واملفهومة ،دون أي اختصار ميكن أن ّ
بشكل احرتايف ،وجتنب الزخارف اللغويّة نظراً لكوهنا تشتت ذهن ٍ املعلومات بعبارات الكاتب
القارئ ،وتصعب من فهم النص.
الشروط الموضوعية للبحث العلمي
يتضمنه من عناوين وما تق ّدمه املعلومات
تُعىن الشروط املوضوعيّة للبحث العلمي مبحتواه وما ّ
اليت تندرج حتت هذه العناوين من فائدة ،باإلضافة لتنظيم فصوله ،وميكن تلخيص الشروط
املوضوعية للبحث العلمي باآليت:
عما يتناوله البحث إىل جانب
معرباً ّ
. 1اختيار العنوان املناسب والذي البد من أن يكون ِّ
توضيحه لطبيعة البحث ،باإلضافة الشتمال غالف البحث على العنوان ،وعلى معلوم ٍ
ات
عن الباحث ،والسنة اليت مت إعداد البحث فيها.
ٍ
لشخص عزيز أو كنوع من التقدير والعرفان
.1كتابة اإلهداء ،وهو أمر اختياري يتم كتابته ٍ
جملموعة أشخاص.
3
يتضمنه ٍ
وتلخيص عام ملا ّ .2كتابة ُمق ّدمة للبحث تشتمل على املربر الختيار موضوع البحث
ٍ
صعوبات واجهت الكاتب إن ُوجدت. وموج ٍز بسيط ألهم املراجع ،باإلضافة لذكر أية
.3تنظيم موضوعات البحث مبا يتناسب مع ُحمتواه ،إىل فصول ،وفقرات ،وأبواب .كتابة اخلامتة،
احات أو توصيات.واليت تتضمن االستنتاجات ،أو خالصة البحث ،باإلضافة ألية اقرت ٍ
ُ ّ
الشروط العلمية للبحث العلمي
عدد من الشروط الواجب اتباعها يف حال كتابة ٍ
حبث علمي يبني اآليت أبرزها: يوجد ٌ
ٍ
برتتيب يبدأ بتساؤل مث اإلجراء املتخذ حلل .1التنظيم :ينبغي أن يكون البحث ُمنظّماً يتسلسل
ُ
املشكلة ،أو النتيجة ،أو اجلواب على التساؤل.
ُ
.2الغرض :يتمثل ذلك باملقصد من البحث العلمي أو الغاية من إجرائه ،أو كتابته؛ حيث
مبوضوع
ٍ يوضح البحث العلمي غالباً شرحاً كافياً لظاهرٍة ما أو ُمشكلة ،أو حىت فُضول علمي
ّ
ما.
.3الدقة :جيب أن يتميّز البحث بالدقّة سواءً كان ذلك يف مجع املعلومات ،أو ُمعاجلتها ،أو
التوصل إليها.
االستنتاجات اليت مت ّ
عامة وتشتمل على عدة حاالت ،وال تقتصر على .4التعميم :ينبغي أن تكون نتائج البحث ّ
تفس ٍري وشرح جزئيّة واحدة فحسب ،وغالباً ما يكون التعميم على صورة قانون حيكم جمموعة
متغريات.
.5التحقق :يتمثل ذلك يف إمكانيّة ُمراجعة البحث هبدف التأكد من النتائج ،ومدى صدقها،
ويتم عرب إجراء ٍ
حتليل ثاين للتأكد من عدم وجود أيّة تناقضات للنتائج .املرونة :ينبغي أن
يكون البحث العلمي مرناً قابالً للمراجعة ،والتطوير عليه.
ٍ
موضوعات توجد على أرض الواقع ،ومقارنة .6الواقعية :ميكن حتقيق ذلك من خالل ربطه مع
صحتها.
النتائج للتأكد من مدى ّ
.7املوضوعيّةُّ :
تعد املوضوعية شرطاً أساسياً من شروط البحث العلمي السليم ،وميكن حتقيق
ذلك بأن ال يناقش الكاتب أية مواضيع ذاتيّة أو أفكاره ونزعاته الشخصيّة.
4
خصائص البحث العلمي: .II
5
• البحث العلمي يقوم على تطبيق الطريقة العلمية و حتليل املشكالت و دراسة الظاهرة
الطبيعية و االجتماعية ،وترتكز الطريقة العلمية على مايلي:
املوضوعية و احلياد يف حتديد املشكالت وحبثها وحتليلها.
االعتماد على مقاييس حمددة وإجراءات معروفة يف معاجلة املشكالت .
إجياد األدلة العملية املالئمة و املقنعة واملشروعية وتقدميها بصدق و أمانة.
االبتعاد عن اجلدل العقيم.
االنفتاح العقلي و العلمي و االستعداد املخلص لقبول اآلراء األخرى.
• البحث العلمي يقوم على وضوح الرؤيا و الربط الفعال بني الوسائل و الغايات:
• البحث العلمي يتميز بالسعي حنو التجديد وتوخي التميز شكال و مضمونا وأسلوبا.
االستقراء :هي ترمجة لكلمة يونانية تعين القيادة .ويبدأ االستقراء مبالحظة الظواهـر ومجع
البيانات وتؤدي املالحظة إىل وضع الفروض (مبادئ عامة وعالقات كلية) .مث حناول التأكد
6
من صدقها وصحتها ومن أهنا تنطبـق على مجيع الظواهـر األخرى املشاهبة هلا .ويف هذه
املرحلـة يستخدم التفكري القياسي يف تطبيق تلك العالقة على حالـة خاصة جديدة .
االستنباط " :عملية منطقيـة ننتقل فيها من قضايا منظـور اليها يف ذاتـها (بغض النظر عن
درجة صدقها) اىل قضايا اخرى ناجتة عنها بالضرورة وفقاً لقواعد منطقية خاصة .وهذه
القضايا تسمى نظريات" .اي أن االستنباط ميهد لكشف النتائج املنطقية املرتتبة على
الفروض الستبعاد ماال يتفق منها مع احلقائق يبدأ باجلزئيات ليستمد منها القوانني.
أنواع المناهج:
منهج يكشف عن احلقيقة ويسمى منهج التحليل.
منهج يعلم احلقيقة لآلخرين بعد اكتشافها ويسمى منهج التأليف.
تعددت تعريفات املنهج يف أدبيات البحث العلمي واختلفت وجهات نظر الباحثني حنوها .وقد
بلغ عدد تعريفات البحث العلمي إىل أكثر من مائة تعريف من أبرزها تعريف [ هيلوي .ت] .
الذي يرى أن البحث وسيلة للدراسة بواسطتها الوصول إىل حل ملشكلة حمددة ،وذلك عن طريق
التقصي الشامل والدقيق جلميع الشواهد واألدلة اليت ميكن التحقق منها واليت تتصل هبذه املشكلة
احملددة.
ولعل أكثر التعريفات مشوال وبساطة هو الذي يرى أن املنهج :هو الطريقة اليت تعني الباحث على أن
يلتزم باتباع جمموعة من القواعد العامة اليت هتيمن على سري العقل سرياً مقصوداً يف البحث العلمي
،ويسرتشد هبا الباحث يف سبيل الوصول إىل احللول املالئمة ملشكلة البحث.
يعرف منهج البحث األديب :الطريقة اليت يسري عليها دارس ليصل إىل حقيقة يف موضوع
من موضوعات األدب منذ العزم على الدراسة و حتديد املوضوع حىت تقدميه للمشرفني أو النقاد أو
القراء .
7
كما يعرف ( :فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكارّ ،إما من أجل الكشف عن احلقيقة
حني نكون هبا جاهلني ،وإما من أجل الربهنة عليها لآلخرين وتعليمهم إيّاها حني نكون هبا عارفني
يعرف حممد البدوي املنهجية بأنه علم يعتين بالبحث يف أيسر الطرق للوصول إىل
املعلومة مع توقري اجلهد و الوقت ,و تفيد كذلك معىن ترتيب املادة املعرفية و تبويبها وفق أحكام
مضبوطة ال خيتلف عليها أهل الذكر .
المنهجية :الطريق اليت يتبعها الباحث من أجل الوصول اىل اهلدف املنشود .هي جمموع األدوات
اليت يستخدمها باحت ما يف تقدمي الرباهني واألدلة واحلجج للتأكد من صحة أو عدم صحة فرضية
أو نظرية معينة .لذلك فإن املنهجية هي جمموعة اإلجراءات واآلليات املتعارف عليها بني العلماء
واليت ميكن استخدامها للمالحظة والكشف والتحقيق يف اكتساب املعرفة والوصول للحقائق .والغرض
االساسي من املنهجية هو حماولة فهم األمور والعالقات يف احمليط الذي يعيش فيها االنسان من أجل
الوصول اىل النظريات والقوانني اليت حتكم الكون وتُسريه.
علم املناهج هو العلم الذي يدرس املناهج البحثية املستخدمة يف كل فرع من فروع العلوم املختلفة.
لذلك يعترب فرعا من فروع األبستمولوجيا.
حتليل مبادئ وطرق وقواعد املطبقة من قبل ختصص معني يف البحث والتحري عن النظريات.
ترجع كلمة Méthodologieيف بعدها املعريف إىل الفيلسوف األملاين كانط .فقد قسم كانط
املنطق إىل قسمني:
الثاين :علم املناهج الذي حيدد الشكل العام لكل علم و الطريقة اليت هبا يكون.
و إىل جانب علم املناهج العام ,توجد علوم مناهج جزئية ختتلف باختالف مواضعها
باختالف العلوم .و مهمة كل منها حتديد العمليات الواجب اتباعها يف دراسة ذلك
العلم .
لقد أشار حاجي خليفة يف القرن السابع عشر امليالدي إىل أن أغراض البحث أو التأليف تقع يف
مراتب ،وحسب تعبريه ال يؤلف عاقل إال فيها و هي على النحو التايل :
األسلوب العلمي :يشري إىل ذلك اإلطار الفكري الذي يعمل بداخله عقل الباحث ،يف حني
أن كلمة منهج البحث :تعين اخلطوات التطبيقية لذلك االطار الفكري .
وال تعين هذه التفرقة تعارض املصطلحني ،فمن الناحية اللغوية يتقارب كثريا معىن كل من
األسلوب واملنهج ،لكن يقصد هبذه التفرقة التوضيح و التفسري .ففي أي دراسة علمية تتخذ
العمليات العقلية يف ذهن الباحث ترتيبا و تنظيما متكامال يوجه خطواته التطبيقية ،لذلك
يفضل أن يستقل كل مصطلح جبانب من اجلانبني ،فتستعمل كلمة أسلوب لتشري إىل ذلك
ّ
التنظيم الفكري املتدخل يف الدراسة العلمية ،و كلمة منهج لتشري إىل اجلانب التطبيقي
خلطوات البحث ،و للتمثيل على ذلك نتصور مشكلة ما تواجه (أ) و (ب) من األفراد ،
فاألول قد يتخبط و حياول وخيطئ حىت يصل إىل ما قد يكون صوابا أو خطأ ،ولكنه يف كلتا
احلالتني ال يعترب حمققا علميا ،ألنه ال يسري يف حلها تبعا لتنظيم ذهين ميكنه من التحقق من
نتائجه ،أما الثاين :فيعاجلها بأسلوب علمي أي يسري حنو حلها خبطوات فكرية معينة
10
يسميها العلماء خبطوات التفكري العلمي ،وهذا ما مييز الباحث العلمي من الشخص العادي ،
فأسلوب التفكري العلمي هو الذي مييز الباحث األصيل وميكن من متحيص نتائج أي حبث و
التحقق من صحتها.
حقيقة أن خطوات األسلوب العلمي يف التفكري تكاد تكون هي نفسها خطوات أي منهج
حبثي مع وجود بعض التفاصيل اليت ختتلف باختالف مناهج البحث ،إال أن األسلوب
الفكري هو الذي ينظم أي منهج حبث .وتتمثل هذه اخلطوات يف الشعور مبشكلة أو بسؤال
حيري الباحث فيضع هلا حلوال حمتلة ،أو إجابات حمتملة هي الفروض ،مث تأيت بعد ذلك
اخلطوة الثالثة وهي اختبار صحة الفروض و الوصول إىل نتيجة معيّنة ،ومن الطبيعي أن يتخلّل
هذه اخلطوات الرئيسية عدة خطوات تنفيذية مثل :حتديد املشكلة ،ومجع البيانات اليت
تساعد يف اختيار الفروض املناسبة ،وكذلك البيانات اليت تستخدم يف اختيار الفروض ،
والوصول إىل تعميمات ،و استخدم هذه التعميمات تطبيقيا و هكذا يسري املنهج العلمي
على شكل خطوات أو مراحل لكي تزداد عملياته وضوحا ،إال أن هذه خلطوات ال تسري
باستمرار بنفس التتابع وال تؤخذ بطريقة جامدة ،كما أهنا ليست بالضرورة مراحل فكرية
يرتدد العامل بني هذه اخلطوات ع ّدة ،كذلك
منفصلة فقد حيدث كثري من التداخل بينها ،وقد ّ
قد تتطلّب بعض املراحل جهدا ضئيال ،بينما يستغرق البعض اآلخر وقتا أطول ،وهكذا يقوم
استخدام هذه اخلطوات على أساس من املرونة الوظيفية .
وختتلف مناهج البحث من حيث طريقتها يف اختبار صحة الفروض ،و يعتمد ذلك على
طبيعة و ميدان املشكلة موضع البحث ،فقد يصلح املنهج التجرييب يف دراسة مشكلة ال يصح
فيها املنهج التارخيي ،أو دراسة حالة وهكذا .
وكثريا ما تفرض مشكلة البحث املنهج الذي يستخدمه الباحث ،واختالف املنهج ال يرجع
فقط إىل طبيعة و ميدان املشكلة ،بل أيضا إىل إمكانات البحث املتاحة ،فقد يصلح أكثر
من منهج يف دراسة حبثية معيّنة و مع ذلك حتدد الظروف املتاحة أو القائمة نوع املنهج الذي
خيتاره الباحث.
11
سادسا :البحوث النظرية و البحوث التطبيقية:
تقسم البحوث العلمية حسب طبيعتها و دوافع البحث إىل :
حبوث نظرية أو أساسية.
12
حبوث تطبيقية .
البحث النظري (األساسي):
هدف هذا النوع من البحوث هو التوصل للحقيقة وتطوير املفاهيم النظرية وحماولة
تعميم نتائجها بغض النظر عن فوائد البحث و نتائجه ،و جيب على الباحث يف هذا اجملال
أن يكون ملما باملفاهيم واالفرتاضات و ما مت إجراؤه من قبل اآلخرين للوصول إىل املعرفة حول
مشكلة معينة.
البحث التطبيقي:
يعرف البحث التطبيقي على أنه ذلك النوع من الدراسات اليت يقوم هبا الباحث هبدف تطبيق
نتائجها حلل املشكالت احلالية ،و تغطي العديد من التخصصات اإلنسانية كالتعليم و اإلدارة
و االقتصاد و الرتبية و االجتماع ،ويهدف البحث التطبيقي إىل معاجلة مشكالت قائمة لدى
املؤسسات االجتماعية و االقتصادية ،بعد حتديد املشكالت و التأكد من صحة و دقة
مسبباهتا وحماولة عالجها وصوال إىل نتائج و توصيات تسهم يف التخفيف من حدة هذه
املشكالت ،وجتدر اإلشارة إىل أنه من الصعب أحيانا الفصل بني البحوث النظرية و البحوث
التطبيقية ،وذلك للعالقة التكاملية بينهما ،فالبحوث التطبيقية غالبا ما تعتمد يف بناء
فرضياهتا أو أسئلتها على األطر النظرية املتوافرة يف الدبيات املختلفة املنشودة ،كما أن البحوث
النظرية يف نفس الوقت تستفيد و بشكل مباشر أو غري مباشر من نتائج الدراسات التطبيقية
من خالل إعادة النظر يف منطلقاهتا النظرية لتكييفها مع الواقع.
إن املشرف الذي يعرف حقيقة واجباته ،ويلتزم هبا ،يقوم بعمل اآليت:
• يرتك للباحث حرية الرأي و التوجه طاملا كان ملتزما مبنهجيات البحث العلمي ،فال حياول
أن يُلزمه برأيه اخلاص ،وال جيربه على اعتناق اعتقاد ما ،فأمر هام أن يكون الباحث مستقل
الشخصية .
• يدرس معه مدى صالحية املوضوع للبحث ،ويقدم له اإليضاحات اليت تساعده يف اختيار
املوضوع و حتديده.
• يلفت نظر الباحث إىل جوانب اخللل يف تكوينه العلمي و كيفية القضاء عليها.
• يوجهه إىل بعض املراجع اليت قد يكون غافال عنها
• ييسر له إذا تطلب األمر ذلك التصال باهليئات و األشخاص القادرين على امداده
باملعلومات اليت حيتاجها يف حبثه.
14
• يقدم له اإليضاحات املتعلقة بكيفية التغلب على املشكالت و املصاعب اليت تصادفه يف
أثناء الكتابة.
• يقرأ األصول املكتوبة اليت دوهنا الطالب ،و ينتقدها مبينا ما فيها من إجيابيات و سلبيات ،
حىت ُميكن للطالب إعادة كتابتها بشكل أفضل.
يتفاوت املشرفون يف تنفيد هذه املهام ،فهناك من املشرفني من يقومون بدورهم على وجه ف ّذ
يدعو لإلعجاب ،ويتفاعلون مع طالهبم بشكل ينتج عنه غالبا أحباث على درجة عالية من
اإلتقان و االمتياز .و يف أحيان قليلة نسمع عن بعض املشرفني الذين خيونون األمانة فيبتزون
طالهبم علميا ،أو ماديا ،أو على مستوى املواقف الشخصية يف العالقات اإلنسانية ،أو
يتساهلون مع بعض الطالب القاصرين فيمنحوهنم درجات علمية ال يستحقوهنا ،ولكن ليس
من شك أن هذه حاالت قليلة ،إن مل تكن ناذرة ،ويتحتم أن ال خنلط بينها و بني حاالت
التفاعل املثمر البنّاء اليت حتدث يف أغلب األحيان بني معظم املشرفني و طالهبم ،األمر الذي
يتمخض عنه أحباث بالغة القيمة ،بل وصدقات قوية مثمرة أيضا.
من الالزم أن يتفق الطالب مع املشرف منذ البداية على شكل التعاون بينهما وشروطه ،ويتخذ
هذا االتفاق صورة "العقد" الشفوي ،حىت يكون الطرفان منذ البدء على بصرية من أمرمها .
15