Professional Documents
Culture Documents
بيئة العمل المقاولاتي كعامل لنجاح الشباب الجزائري المقاول - بين متطلبات الثقافة وضرورة المرافقة
بيئة العمل المقاولاتي كعامل لنجاح الشباب الجزائري المقاول - بين متطلبات الثقافة وضرورة المرافقة
امللخص:
يف مجيع الدول ،هناك العديد من األفراد يسعون يف حتقيق أهدافهم إىل امتالك وتسيري أعماهلم اخلاصة أبنفسهم ،سواء كان ذلك رغبة
يف إثبات الذات وحتقيق إجناز ما أو هراب من وظائف ال تليق هبم ،أو كحل للهروب من البطالة ابلنسبة للبعض.
فاملقاوالتية تستمر يف النمو عامليا ،إذ أن شاب من كل مثانية هو يف مرحلة إطالق مشروع يف الوالايت املتحدة ،فاألحباث اليت قدمتها
مؤسسة Kauffmanأظهرت أنه يف الوالايت املتحدة وحدها ،املقاولون يطلقون 476.000مشروع كل شهر.
وقد شكل كل من املقاول واملقاوالتية موضوعا لعدة أحباث منذ فرتة السبعينات .هذا االهتمام يفسر األمهية املتزايدة للمقاولة يف
سياق التنمية االقتصادية للدول واجملتمعات ،فقد أصبحت إحدى الركائز األساسية اليت تراهن عليها الكثري من الدول ومنها اجلزائر
لتحقيق قفزات نوعية على مستوى اقتصادايهتا ،ولدفع عجلة التنمية .إذ عمدت اجلزائر إىل وضع ديناميكية لتهيئة مناخ املقاوالتية
وإنشاء املؤسسات اليت تنطوي على خلق فرص عمل وابلتايل خلق الثروة.
الكلمات املفتاحية :املقاوالتية ،االبتكار ،الشباب املقاول ،املرافقة ،بيئة العمل.
Abstract :
Around the world, growing numbers of people are realizing their dreams of owning and
operating their own businesses whether they seeking self-achievement, running away
from pointless jobs or just simply for making a living.
Entrepreneurship continues to thrive in nearly every corner of the world. Globally, one in
eight adults is actively engaged in launching a business. Research by the Kauffman
Foundation shows that in the United States alone, entrepreneurs launch 476,000
businesses each month.
Since the 70s, the entrepreneurship becoming more and more an interesting research field,
because of its significant role in the countries development. Algeria has developed a
dynamic to create an entrepreneurial climate and create enterprises which play an
important role in the vitality of the economy and create jobs and wealth.
Key Words : Entrepreneurship, Innovation, Youth Entrepreneur, Accompaniment, Work
Environment.
JEL Classification : L26, L33, L84. M21.
املقدمة:
ميثل الشباب قوة مقاوالتية كامنة ،مما يتمتع به من أفكار غري مستغلة ومشاريع غري جمسدة ،إما لغياب الوعي
املقاواليت ،أو حمدودية اإلمكانيات وكثرة عوائق ممارسة النشاط املقاواليت ،خصوصا هلذه الفئة ،اليت تعرف نسبا مرتفعة
من البطالة .وعلى هذا األساس كان لزاما على احلكومة ،الفاعلني يف امليدان ،وصناع القرار ،أن يركزوا على التحدايت
اليت يواجهها الشباب عند بداية مشروعه املقاواليت ،ابلبحث يف أسباب العزوف عن ممارسة املقاوالتية رغم نسب
البطالة املرتفعة ،فتوجيه الشباب حنو قطاع منتج للثروة ،وحمرك للتنمية االقتصادية يعترب من األولوايت اليت وجب
االهتمام هبا ،خصوصا يف ظل االجراءات املنتهجة بتجميد التوظيف يف قطاع الوظيفة العمومية.
وعلى هذا األساس ميكن أن نطرح التساؤل التايل:
فيما تكمن أمهية املقاوالتية يف االقتصاد الوطين؟ وماهي آليات حتسني البيئة املقاوالتية للشباب اجلزائري؟
سنحاول اإلجابة على اإلشكالية الرئيسية ابستخدام املنهج التحليلي ،وابلتطرق اىل خمتلف املفاهيم املتعلقة ابملقاوالتية،
وحتليل العالقة بني املقاوالتية والنمو االقتصادي .ابإلضافة إىل التطرق إىل أهم العوائق اليت تقف أمام الشباب املقاول.
.1مفهوم املقاوالتية:
املقاوالتية ليست مفهوم جديد ،ويقال أن مصطلح Entrepreneurshipنشأ يف القرن 18عن طريق
االقتصادي ،Richard Cantillonوالذي استعمله لوصف الشخص الذي يتحمل املخاطر ،يضع اخلطط ،ينظم
وميتلك عوامل اإلنتاج :األرض ،العمل ورأس املال.
ابحثون آخرون مثل Joseph Schumpeterو Peter Druckerأضافوا أبعادا أخرى للمصطلح .فعلى سبيل
املثال Schumpeter ،يعترب املقاول كشخص يشارك يف "التدمري اخلالق" ،أنه شخص يُبدل العناصر غري الكفؤة
وغري الفعالة ،أبخرى أفضل وأحسن .وابلنسبة لـ ،Schumpeterفإن االبتكار يعترب ركيزة املقاوالتية .إضافة مكملة
للمصطلح كانت لـ Druckerالذي قدم مفهوم اكتشاف الفرص والعمل على جتسيده(Darren & Lashely, .
).2009, p. 7
وفيما يلي جمموعة من تعاريف املقاوالتية:
:(1985) Drucker -املقاوالتية هي عملية ابتكار تتضمن استغالل املوارد املتاحة يرافقها مقدرة جديدة على
إنتاج الثروة.
:(1985) Stevenson -املقاوالتية هي عملية عن طريقها يبحث ويستغل األفراد الفرص بغض النظر على
املوارد اليت هي حتت تصرفهم اآلن.
:(1988) Gartner -املقاوالتية هي خلق للمنظمات ،هي العملية اليت من خالهلا ترى املنظمات اجلديدة
طريقها إىل التجسيد يف الواقع.
438 شليحي الطاهر وساملي محزة جملة البشائر االقتصادية (اجمللد الرابع ،العدد )3
:(1997) Timmons -املقاوالتية هي طريقة تفكري ،وتصرف ،اليت تقودها الفرصة ،مبقاربة شاملة ،وبقيادة
متوازنة.
:(1997) Venkataraman -املقاوالتية هي حول :كيف ،عن طريق من ،وما عواقب فرص جلب سلع
وخدمات مستقبلية للوجود.
مما سبق ميكن القول أن املقاوالتية عبارة عن السريورة اليت تبدأ بفكرة وتنتهي بعرض منتوج جديد ذو قيمة يف
السوق ،مع حسن تدبري املوارد الضرورية والتنسيق فيما بينها ،عن طريق األخذ بزمام املبادرة وحتمل املخاطر لتجسيدها
عن طريق خلق مؤسسة جديدة،أو تطوير مؤسسة قائمة بذاهتا وهو ما جيعل عنصر اإلبداع مرافقا للمقاوالتية.
.2خصائص املقاول:
فيما يتعلق بشخصية املقاول فإن األحباث الكثرية عن املوضوع وصلت إىل خالصة مفادها أن املقاولون ليسوا
قالبا واحدا ،كما أنه ال ميكن جملموعة من اخلصائص أو الصفات أن تتنبأ فيما إذا كان هذا الشخص سيصبح مقاوال
أو يف إمكانية جناحه يف ذلك ،لكن األكيد أن التنوع يبدو صفة مركزية يف املقاولني وأصحاب املشاريع.
وما ميكن قوله أن اجلميع بغض النظر عن عمرهم ،أصلهم ،جنسهم ،ولوهنم ،أو أي مسات أخرى ميكن أن
يكون مقاوال .فاملقاوالتية ليست لغزا ،إمنا معرفة ومهارة ميكن للجميع اكتساهبا (Scarborough & Cornwall,
).2016, p. 28
لكن لتفادي الوقوع يف "مأزق ما الذي جيب فعله" جيب تعلم كيفية اختاذ القرار كمقاول .فبلورة فكرة مشروع
ما ،تصبح خطة العمل أول ما ينبغي فعله ،وتنفيذ هذه اخلطة إبطالق مشروع start-upحيتاج حتضريا ماداي ونفسيا
).(Pauceanu, 2016, p. 8
كما يري ) (Drucker; 1985 ,Fayolle et al; 2007 ; Fayolle 2010أن املقاولة معرفة مثلها مثل
العلوم األخرى ) ، (Fayolle, 2012, p. 5ميكن تعلمها ،حيث أثبتت الدراسات احلديثة عن تدريس املقاوالتية،
أن بعض القدرات واملؤهالت هي مكتسبة من جتارب حياة الفرد املقاول وابخلصوص بعد جتربة مهنية أو مقاوالتية.
). (Surlemont, 2017
إال أن دراسة لـ Ernst & Young foundationأوجزت أهم خصائص املقاول ومن أمهها نذكر:
-على املقاول أن يكون ذا رؤية :يف إجابتهم على أهم مسات املقاول الرائد ،كانت إجاابت مقاولني ُرواد تشري إىل
الرؤية ،الشغف والقيادة كصفات أساسية ،النجاح يتأتى من رؤية ليس فقط األفراد يف حميط العمل ،إمنا أيضا من
املستثمرين واملستهلكني ،واملوردين ،وكل األشخاص الذين هم يف متاس مع املؤسسة ،واملقاول الرائد هو مهندس تلك
الرؤية.
-القدرة على االبداع واالبتكار :الفكرة جيب أن تكون مبتكرة يف سياقها احلايل ).(Pauceanu, 2016, p. 10
-املقاول يتميز أبنه أيخذ بزمام املبادرة واملخاطرة يف سبيل حتقيق أهدافه.
439 شليحي الطاهر وساملي محزة جملة البشائر االقتصادية (اجمللد الرابع ،العدد )3
-يتميز ابملرونة والرتكيز الكلي على متطلبات الزابئن .ويضيف ابحثون آخرون :اخلربة ،الكفاءة والقدرة على حتمل
املسؤولية ،كصفات ضرورية للمقاول الناجح ).(Landstrom, 2005, p. 18
.3أمهية املقاوالتية يف االقتصاد الوطين:
املقاول له دور حاسم وال ميكن االستغناء عنه يف تطور النظام االقتصادي ،فهو يف العديد من األحيان مصدر
االبتكارات ،ينشئ املؤسسات وفرص العمل ،ويساهم يف جتديد النسيج االقتصادي .املقاول هو من جيلب التدمري
اخلالق كما أشار إليه ).(Schumpeter,1935
كل هذا مت تسليط الضوء عليه منذ سنوات السبعينيات عن طريق ) Octave Gélinier (1987والذي أكد على
أمهية على مسامهات املقاول يف االقتصاد« :الدول ،املهن واملؤسسات اليت تبتكر وتطور نفسها فإهنا ابلتأكيد من
متارس املقاوالتية حبق.واإلحصائيات عن النمو االقتصادي ،املبادالت الدولية ،براءات االخرتاع ،الرتاخيص واالبتكارات
لثالثني سنة مضت تدعم بقوة هذه الطرح :إنه من املكلف جدا إمهال املقاولني» ).(Fayolle, 2012, p. 16
شكل رقم :1موقع املقاوالتية يف النسيج االقتصادي
فبيئة عمل مقاوالتية صحية سوف تدفع بتخصيص املوارد حنو االستخدامات املنتجة .كما أهنا ستدفع أيضا إبمجايل
عوامل اإلنتاجية من خالل عملية االبتكار .وكلما كانت إنتاجية هذه العوامل أكرب ،كلما كانت قدرة االقتصاد على
خلق الوظائف والثروة أكرب ).(GEDI, 2017, p. 5
-التمويل املقاواليت :وفرة وتنوع مصادر التمويل أبنواعه ،مبا يف ذلك الضماانت واالعاانت.
-سياسة احلكومة جتاه املقاوالتية :إىل أي مدى تساهم يف دعم املقاوالتية ،وإذا ما كانت القوانني والعبء الضرييب
مشجعة للمقاوالتية.
-برامج احلكومة فيما يتعلق ابملقاوالتية :مدى وجود ونوعية الربامج املساعد للمقاوالتية واملؤسسات الصغرية على
كل املستوايت احلكومية (مركزاي أو حمليا).
-التعليم املقاواليت :مدى مالءة التدريب يف خلق وتسيري املؤسسات املدرجة ضمن نظام التعليم والتدريب يف كل
املستوايت.
-قطاع البحث والتطوير :عالقة مراكز البحث واجلامعات ابملؤسسات ،ومدى استفادهتا من خمرجات ونتائج البحث
وحتويلها إىل منتجات مرحبة جتاراي.
-البىن التحتية :سهولة الولوج إىل شبكة االتصاالت ،واخلدمات املرافقة ،وخدمات النقل ،وكذا العقار وأبسعار
تناسب هذا النوع من املستثمرين.
ولتحسني بيئة العمل هذه تقرتح منظمة األمم املتحدة اخلطوات التالية:
شكل رقم :5خطوات حتسني بيئة النشاط املقاواليت
منوذج Levis-Clarkهو أداة ممتازة لتقييم اخلطوات الضرورية الستمالة الشباب حنو املقاوالتية ،إذ خلص
عوائق الشباب املقاول يف فئتني أساسيتني ،إما قلة االستعداد وإما قلة الرغبة .ولكن النموذج يعطي عوائق مقتصرة
على األفراد يف حد ذاهتم ) ،(Jakubczak, 2015, p. 1777ومل أيخذ ابحلسبان عديد العوائق اليت ال تنتمي
ابلضرورة إلحدى الفئتني السابقتني ،وال ترتبط مباشرة ابألفراد وإمنا ببيئة األعمال.
.2.7عقبات مرتبطة ببيئة األعمال:
مؤشرات خلق املؤسسات واليت مت تقدميها يف تقرير Doing Businessسلطت الضوء على التأثريات املمارسة
من احمليط االقتصادي وكذا عقبات الدخول على تسجيل مؤسسات جديدة يف البلدان اليت مشلتها الدراسة ،يف
اجلدول التايل يقارن هذه العقبات يف إفريقيا مع املتوسط العاملي ،للفرتة 2011-2004وكذا لسنة 2011لوحدها.
واجلدول يبني أن نفس اإلجراءات الرمسية هي أكثر بطء وأتخذ وقتا أطول يف إفريقيا مقارنة ابملعدل العاملي.
جدول رقم :1مقارنة تكلفة إجراءات إطالق املشاريع يف إفريقيا مقارنة ابملتوسط العاملي
وإنشاء مؤسسات (أي مبادرات أعمال :املقاولة) ،ومايتبع ذلك من أتثري على سوق العمل ،ففي هذا الصدد نضرب
املثال بتجربة اقرتحها (Geiss & Vrinat, 2006, pp. 1-6) L’institut MONTAIGNEيف أورواب السنوات
القليلة املاضية مفادها إنشاء مراكز علمية جتريبية من خالل جتهيزات وبىن خمربية ومنح حرية كبرية لدخوهلا من قبل
الطلبة وحىت غري الطلبة الذين إبمكاهنم العمل فيها والتحضري ملشاريعهم البحثية ،وذلك اقتداء بتجربة أكرب اجلامعات
العاملية مثل .Harvard, MIT, Stanfordحيث تصبح هذه املخابر حاضنات حقيقية ملختلف أفكارهم
ومشاريعهم لتجسيدها يف . Start-up
-الدور املهم واحلاسم للعائلة يف تراكم رأس املال وتوظيف املوارد البشرية ،بعيدا عن املنطق القائم على الفاعلية
والكفاءة االقتصادية ،أثر كثريا يف انفتاح املقاوالت وتبنيها ملبادرات جديدة.
-ضعف املشاركة فيخلق ثقافة مقاوالتية ابلتعاون مع خمتلف الفاعلني ،خاصة الرتبية والتعليم ،األسر واملنظمات
غري احلكومية والقطاع اخلاص.
لقد قامت العديد من الدول إبصالحات لتسهل عملية بدء املشاريع ،ويف بعض األحيان كجزء من برانمج إصالحي
تنظيمي كبري .عدد من الدراسات أظهرت أن من فوائد تبسيط إجراءات إطالق األعمال كان هلا كبري األثر يف زايدة
رضا املؤسسات وكذا زايدة عدد املؤسسات املسجلة .فاالقتصادايت اليت تتميز بتكاليف دخول أكرب يرافقها عادة
قطاع موازي واسع ،وعدد كبري من املؤسسات غري مسجلة قانونيا ).(Bank, 2011, p. 3
ومن نتائج بعض هذه اإلصالحات:
-يف مصر :ختفيض رأس املال األدىن املطلوب للقيام ابألعمال يف 2007و 2008أدى إىل زايدة أبكثر من
%30يف عدد املؤسسات املسجلة ذات املسؤولية احملدودة.
-يف الربتغال :إنشاء املكتب (الشباك) الوحيد يف 2006و 2007أدى إىل ختفيض مدة إطالق األعمال من
متوسط 54يوم إىل فقط 5أايم يف 2007و ،2008عدد األعمال اجلديدة املسجلة ارتفع بـ %60مقارنة بسنة
.2006
-يف ماليزاي :ختفيض تكاليف تسجيل األعمال سنة 2008أدى إىل زايدة نسبة التسجيل بـ %16سنة .2009
)(Bank, 2011, p. 3
448 شليحي الطاهر وساملي محزة جملة البشائر االقتصادية (اجمللد الرابع ،العدد )3
.9املقاوالتية يف اجلزائر:
.1.9مالءة مناخ األعمال للمقاوالتية يف اجلزائر:
أ .مؤشر :GEI
جدول رقم :2ترتيب الدول حسب مالءهتا ملمارسة املقاوالتية وفق مؤشر ( GEIالتنقيط من )100
GEDI Score: Top Ten GEDI Score: Bottom Ten GEDI Score: MENA
Countries Countries Countries
1 USA 83.4 128 Venezuela 13.0 19 UAE 58.8
2 Switzerland 78.0 129 Nicaragua 12.7 21 Qatar 58.0
3 Canada 75.6 130 Malawi 12.5 30 Saudi Arabia 47.2
4 Sweden 75.5 131 Guinea 12.1 34 Bahrain 44.7
5 Denmark 74.1 132 Burkina Faso 11.9 37 Oman 43.6
6 Iceland 73.5 133 Bangladesh 11.8 39 Kuwait 42.5
7 Australia 72.5 134 Mauritania 11.6 42 Tunisia 40.5
8 UK 71.3 135 Sierra Leone 11.4 56 Jordan 31.7
9 Ireland 71.0 136 Burundi 11.4 63 Lebanon 28.8
10 Netherlands 67.8 137 Chad 8.8 70 Morocco 25.7
73 Algeria 24.7
)Source: (GEDI, 2017
وصنفت حسب نوعية مناخ الدول اليت توفر أفضل بيئة ملمارسة املقاوالتية ،حسب دراسة مشلت 137بلدا ُ
ممارسة املقاوالتية ابستخدام املؤشر العاملي للمقاوالتية والتنمية ( (GEDI, 2017) (GEIوالذي يضم جمموعة من
العوامل تشمل 14دعامة للمقاوالتية حمسوبة عن طريق ترجيح بني املسامهة الفردية للمقاول ومسامهة بيئة العمل
ابإلضافة عوامل أخرى ،كمدى توفر رأس املال ونوعية اليد العاملة إىل توفر التكنولوجيا ،وأقصى عالمة للمؤشر هي
،100احتلت اجلزائر الرتبة 73من أصل 137دولة مشلتها الدراسة ،ويف املرتبة الـ 11يف منطقة الـ،MENA
وبعالمة ضعيفة مساوية لـ 24,7من أصل 100نقطة ،إذ أن هذه العالمة جتعلها أقرب من دول ذيل الرتتيب يف
مدى مالءة مناخ األعمال ملمارسة املقاوالتية .وحىت ابلنسبة للدول العربية فاجلزائر يف مرتبة متأخرة مقارنة بدول
اخلليج ،كاإلمارات العربية وقطر اليت قاربت عالمتها الـ 60نقطة ،أو ابقي دول اخلليج ابإلضافة إىل تونس اليت مل
تقل عالماهتا على الـ 40نقطة.
449 شليحي الطاهر وساملي محزة جملة البشائر االقتصادية (اجمللد الرابع ،العدد )3
Country Algeria
Opportunity Perception 0,34
Startup Skills 0,28 THE GEI index
Risk Acceptance 0,39 Algeria World MENA
Networking 0,51
…Opportunity
Cultural Support 0,32
Risk Capital 0,8 Startup Skills
Opportunity Startup 0,17 0,6
Internationalization Risk Acceptance
Technology Absorption 0,25 0,4
Entrepreneurial Activity across the Globe :Persons per 100 Adults, 18–64 Years Old Engaged in
Entrepreneurial Activity
Source: (GEM, 2013, p. 33).
.2.9بيئة االبتكار يف اجلزائر:
كما أشران سابقا فإن جناح املقاوالتية يتوقف بدرجة كبرية على االبتكار الذي يعترب ركيزة أساسية يف جناح
العمل املقاواليت ،لكن وحسب مؤشر التنافسية العاملية GCIفإن الدول اإلفريقية ومنها اجلزائر ،حصلت على نتائج
ضعيفة يف الدعامة (The 12thpillar( 12للمؤشر وهي االبتكار ،فهذه الدول تذيلت الرتتيب فيما خيص
االنفاق على البحث والتطوير ابلنسبة للمؤسسات ،ويف التعاون بني اجلامعات وقطاع الصناعة يف ميدان البحث
والتطوير ،إضافة إىل نوعية البحوث العلمية ومؤسسات البحث العلمي ،وهذا له أتثري مباشر على تطور القطاع اخلاص
وعلى تنافسية اقتصادايت هذه الدول ،وما يالحظ ان اجلزائر دون املتوسط اإلفريقي بل هي ضمن أسوأ الدول
االفريقية فيما خيص األنشطة الداعمة لالبتكار كما يوضحه الشكل التايل:
شكل رقم :11عوامل االبتكار يف اجلزائر مقارنة ابلدول االفريقية
على الرغم مما حققته اجلزائر من اجنازات على مستوى البناء االقتصادي واالجتماعي إال أنه وعلى مستوى
األعمال الزالت العديد من النقائص حتتاج إىل عمل كبري لتحقيق قفزة تنموية مستدامة ابلفعل ،وهذا راجع لعدة
أسباب أمهها البريوقراطية ،واليت أصبحت عائقا كبريا أمام خلق املؤسسات واملقاولة عموما.
فتحقيق للديوان الوطين لإلحصائيات مع أكثر من 934 250مؤسسة ) (ONS, 2012, p. 11مبختلف
أحجامها وأشكاهلا القانونية ،واليت يتوزع قطاع نشاطها كما يلي:
جدول رقم :3توزيع املؤسسات حسب قطاع النشاط
عدد الوحدات قطاع النشاط
95445 الصناعة
9117 البناء
511700 التجارة
317988 اخلدمات
934250 اجملموع
Source : (ONS, 2012, p. 11).
أشار التحقيق إىل أن(ONS, 2012, pp. 25-26) :
%43,9 -من رؤساء املؤسسات املستجوبني إىل أن امللف اإلداري املتعلقب إنشاء املؤسسة معقد ومبالغ فيه؛
-وفيما خيص آجال املدة اليت تستغرقها عملية إنشاء املؤسسة ،اعتربها أكثر من %40من رؤساء املؤسسات
طويلة؛
-أما الضرائب فاعتربها %66من املستجوبني عائقا )%66,6( ،للقطاع اخلاص وحسب القطاعات فـ%68,9
من أصحاب املؤسسات النشطة يف قطاع التجارة و %65,1يف قطاع الصناعة %63,7يف قطاع اخلدمات يرون
أن الضرائب مازالت تشكل عائقا للمؤسسات.
.3.9الشباب اجلزائري والوظيفة يف القطاع العام:
النسبة األكرب من الشباب اجلزائري ومن خرجيي اجلامعات تبحث عن وظيفي يف القطاع العمومي ،ما يفسر أن
جزء كبري من هذه الفئة تعترب أنه من األنسب احلصول على وظيفة أكثر ثباات حتت سقف محائي لقطاع الوظيفة
العمومية ،وابلتايل ليس مفاجئا أن تستمر الوظيفة العمومية يف كوهنا اهلدف األول خلرجيي اجلامعات ومراكز التكوين
مبختلف أشكاهلا ،عوض عن التوجه حنو املقاوالتية وإنشاء مؤسسات خالقة للثروة ومناصب للشغل .ويف احلقيقة ال
ميكن حتقيق منو دون ابتكار ،وال ابتكار دون األخذ بزمام املبادرة واملخاطرة.
452 شليحي الطاهر وساملي محزة جملة البشائر االقتصادية (اجمللد الرابع ،العدد )3
إن مشاركة الشباب اجلزائري يف عملية خلق املؤسسات هو عامل حاسم للنجاح ،فتكرار ذريعة قلة اخلربة هلذه الفئة
وحمدودية قدراهتا ابتت موضع شك ،خاصة وأننا يف اقتصادايت تقودها األفكار واالبتكارات ،وهذا ما أظهرته بعض
النجاحات الكبرية يف جمال التكنولوجيات اجلديدة اليت أجنزها شباب يف مقتبل العمر.
جدول رقم :4متوسط أعمار املنشئني ألجنح ال ـ:Start-ups
Microsoft Apple Virgin Google Facebook Youtube
1975 1976 1970 1998 2004 2005 اتريخ االنشاء
20 21 20 25 20 26 متوسط أعمار املؤسسني
اخلامتة:
إن فتح وتوسيع آفاق الشباب حنو العمل املقاواليت ،ونشر ثقافة املقاوالتية عن طريق برامج التدريب والتعليم هو
أول خطوة يف الطريق الصحيح ،ومن مث الرتكيز على السياسات والربامج اليت تضم مجيع اإلدارات احلكومية والسلطات
احمللية اليت ينبغي أن تكون منسقة فيما بينها لتسهيل وتبسيط إجراءات إنشاء املؤسسات ،ومرافقة الشباب عن طريق
الدعم املايل املناسب هلذه الفئة وهذا النوع من النشاط ،وكذا خدمات التوجيه بتوفري املعلومات الكافية ملواصلة جتسيد
أفكاره ،وهو ما جيب أن تقوم به حاضنات األعمال اليت ينبغي أن تكفل توفري مناخ عمل مالئم لصناعة األفكار
وإطالق مشاريع الشباب املقاول.
وكما الحظنا فإن املقاوالتية واالبتكار مفهومان مرتابطان ،إذ يعترب عنصر االبتكار عامل مهم يف جناح واستمرارية
هذه املشاريع .وابلتايل فإن تدخل السلطات لتحسني التعليم على كل املستوايت أمر حتمي ،يف حال ما أرادت
تشجيع االبتكار.
وعلى الرغم مما حققته اجلزائر من اجنازات على مستوى البناء االقتصادي واالجتماعي إال أنه وعلى مستوى
األعمال الزالت العديد من النقائص حتتاج إىل عمل كبري لتحقيق قفزة تنموية مستدامة ابلفعل ،وهذا راجع لعدة
أسباب أمهها البريوقراطية ،واليت أصبحت عائقا كبريا أمام خلق املؤسسات واملقاولة عموما.
لذا جيب توفري بيئة عمل تسمح للمقاولني الشباب ابلوصول إىل املعلومة املرتبطة ابلسوق ،وتسهيل شبكة العالقات
مع مؤسسات القطاع الرمسي من أجل تطوير معرفتها وقدرهتا على االبداع وابلتايل زايدة مستوى تنافسيتها .كما ميكن
اقرتاح التوصيات التالية:
التوصيات:
-إجبارية الرتبصات يف املؤسسات الصغرية واملتوسطة من طرف طلبة اجلامعات وتشجيع التفاعل بني الفاعلني يف
قطاع املقاوالتية والطلبة.
-من املهم جدا تعزيز حضور املقاوالتية يف اجملتمع ومسامهتها يف نشر قيم املؤسسة عن طريق االحتكاك املتكرر بني
مناذج انجحة ملقاولني مبتكرين ،وفئة الشباب لضمان نقل املعارف والتجارب.
-استقبال وتشجيع املقاولني من أبناء اجلالية اجلزائرية يف املهجر على توطني جزء من مشروعاهتم ونقل معارفهم
وخرباهتم اليت اكتسبوها يف األسواق األجنبية ليستفيد منها االقتصاد الوطين.
-تسهيل التواصل وتوفري املعلومة عرب مواقع االنرتنيت وخمتلف وسائل التواصل االجتماعي ،بني اإلدارة والشباب،
لتوضيح اإلجراءات القانونية والتنظيمية إلنشاء مؤسسة صغرية ،وخمتلف آليات الدعم اليت تقدمها.
-النتائج أظهرت أن برامج التأهيل هلا األمهية األكرب يف تشكيل مناخ األعمال للطلبة ،كما أن وجود مناذج انجحة
هلا دور هام يف وضع تصور أفضل عن مناخ األعمال ابلنسبة للطلبة(Geissler, Jahn, & Haefiner, 2010, .
)p. 26
454 شليحي الطاهر وساملي محزة )3 العدد،جملة البشائر االقتصادية (اجمللد الرابع
فهذه اجلامعات، وال ميكن النجاح فيه إال جبامعات وحبوث مقاوالتية، اقتصاد املستقبل هو اقتصاد االبتكار واملعرفة-
.ومراكز البحث مدعوة إىل وضع خمتلف إمكانياهتا ونشاطاهتا ووسائلها مبا خيدم هذا التوجه
:املراجع املستعملة
- Bank, W. (2011). Make a difference for entrepreneurs, doing businss.
Washington.
- Banque Africaine de Développement . (2011). Rapport sur le développement en
Afrique, le secteur privé en tant que moteur du développement économique en
afrique. Récupéré sur
https://www.afdb.org/fileadmin/uploads/afdb/Documents/Publications/Rapport%20
sur%20le%20d%C3%A9veloppement%20en%20Afrique%202011.pdf
- Bordier, R., Kirchner, A., & Nussbaumer, J. (Février 2011). Adapter la formation
de nos ingénieurs à la mondialisation. Institut Montaigne.
- Boris, P., & Vaissié, A. (Janvier 2006). L'université et la recherche: Moteurs de
la création d'entreprises. Cercle d'outre-manche.
- Darren, L., & Lashely, C. (2009). Entrepreneurship ans Small Business
Management in the Hospitality industry. USA: Elsevier Ltd.
- EMN. (Novembre 2012). Study for Youth Entrepreneurship. Retrieved from
https://www.european-
microfinance.org/sites/default/files/document/file/EMN%20Study%20for%20Yout
h%20entrep%20FINAL.pdf
- Fayolle, A. (2012). Entrepreneuriat, Apprendre à entreprendre (2 ed.). paris:
Dunod.
- GEDI. (2017). The Global Entrepreneurship Index. Washington, USA.
- Geiss, & Vrinat. (2006, Avril). Université, recherche : une fondation européenne
pour rattraper le retard. (I. Montaigne, Éd.) Récupéré sur
http://www.institutmontaigne.org/res/files/publications/universite%2C_recherche_
une_fondation.pdf
- Geissler, M., Jahn, S. e., & Haefiner, P. (2010). The entrepreneurial climate at
universities: The impact of organizational factors, the theory and practice of
Entrepreneurship. UK: Edward Elgar Publishing Limited.
- GEM. (2013). Global Report Monitor, Global Report. Retrieved from
http://www.gemconsortium.org/report/48772
- Hatten, T. S. (2012). Small business management entrepreneurship and beyond
(5 ed.). USA.
- Institut de la Montaigne. (2011, Juin). Rapport: De la naissance à la croissance:
Comment développer nos PME. Récupéré sur
http://www.institutmontaigne.org/fr/publications/de-la-naissance-la-croissance-
comment-developper-nos-pme-0
455 شليحي الطاهر وساملي محزة )3 العدد،جملة البشائر االقتصادية (اجمللد الرابع