You are on page 1of 39

‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................

‬محمد المقداد وصايل‬


‫السرحان‬

‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة على وزنه الدولي‬


‫تاريخ قبوله للنشر‪10/10/2012 :‬م‬ ‫تاريخ تسلم البحث‪12/4/2012 :‬م‬

‫صايل السرحان **‬ ‫محمد المقداد *‬

‫ملخص‬
‫ته دف الدراسة إلى توض يح العوامل ال تي تح دد وزن االتح اد األوروبي على الس احة‬
‫الدولية‪ ،‬وذلك على ضوء العناصر التي تبين قدرة االتحاد على ترجمة األهداف التي يسعى‬
‫لتحقيقها في مختلف المجاالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪.‬‬
‫تستند الدراسة على فرضية مفادها "وجود عالقة ارتباطيه بين التركيبة المؤسس ية والمقومات‬
‫الجيوبولتكية ال تي يتمتع بها االتح اد‪ ،‬وبين تحديد وزنه ال دولي في مختلف المج االت الدولي ة"‪.‬‬
‫ولتوضيح ذلك‪ ،‬توظف الدراسة كلًا من المنهج المؤسسي‪ ،‬والمورفولوجي ‪ ،‬والتحليل اإلحصائي‪.‬‬
‫خلصت الدراسة إلى عدة استنتاجات يتمثل أبرزها‪ ،‬بأن االتحاد األوروبي يمتلك العديد من‬
‫العناصر ال تي تؤهله لخلق الت وازن ال دولي في العديد من المج االت‪ ،‬إال أن التح ديات المؤسس ية‬
‫والثقافية وانع دام االنس جام السياسي س وف تبقي نف وذ االتح اد األوروبي ض من ح دود حجم‬
‫المصالح الخاصة للدول األعضاء على حساب مصالح االتحاد‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬األتحاد األوروبي ‪،‬التكامل اإلقليمي‪ ،‬العوامل الجيوبولتكية‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪The study aims to clarify the factors that determine the weight of the‬‬
‫‪European Union on the international scene, in the light of the elements‬‬
‫‪showing the Union's ability to translate the objectives sought to be achieved‬‬
‫‪in various economic, political and social fields.‬‬
‫‪      Study based on the assumption that "the existence of correlation between the‬‬
‫‪structure and components of institutional geopolitics enjoyed by the Union, and‬‬
‫‪determine the weight of international in various fields of international".‬‬
‫‪The study found several conclusions is most important, that the EU has‬‬
‫* أستاذ مشارك‪ ،‬معهد بيت الحكمة للعلوم السياسية‪ ،‬جامعة آل البيت‪.‬‬
‫‪many of the elements that qualify it to create an international balance in‬‬
‫‪many areas, the challenges of institutional, cultural,‬‬‫البيت‪.‬‬
‫‪lack‬آل‪and‬‬
‫جامعة‬ ‫** أستاذ مساعد‪ ،‬معهد بيت الحكمة للعلوم السياسية‪،‬‬
‫‪of political‬‬
‫السياسية التي ظهرت منذ انتهاء الحرب ‪harmony will keep the influence of the European Union within the limits of‬‬
‫‪the size of the special interests of the Member States at the expense of the‬‬
‫‪interests of the Union.‬‬

‫‪Key words: European Union, Regional Integration, Geopolitics Factors.‬‬

‫‪9‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫يخدم السلع المحلية في مواجهة تنافسية السلع‬ ‫المعاصر‪ .‬حيث شكل االتحاد بتركيبته‬
‫المستوردة من خارج التكتل‪ ،‬مما سهل ذلك على‬ ‫المؤسسية وأهدافه المتعددة منظومة أوروبية‬
‫تطوير فكرة تأسيس اتحاد اقتصادي تكاملي‬ ‫ذات وزن مؤثر على الساحة العالمية‪ ،‬لما‬
‫مبني على سياسات مالية واقتصادية كلية‬ ‫يمتلكه من مقومات اقتصادية وعسكرية‬
‫بصورة مستقلة‪ ،‬بما يعود بالنهاية على تنمية‬ ‫واجتماعية‪ ،‬تؤدي إلى إعطاء الدور الواضح‬
‫الناتج اإلجمالي لكل دولة ويحسن مستوى‬ ‫على الصعيد السياسي في النظام العالمي‪ ،‬على‬
‫الوضع االقتصادي لألفراد والمؤسسات العامة‬ ‫الرغم من وجود التنوع بين دول االتحاد في‬
‫والخاصة‪ ،‬ومما يساعد ذلك في إيجاد فرص‬ ‫العديد من المقومات‪ .‬كما ويذهب العديد من‬
‫العمل ويقلل من نسب التضخم‪ .‬أما في المجال‬ ‫السياسيين واالقتصاديين ‪ -‬أمثال (جيرمي‬
‫األمني‪ ،‬فقد بدأت مجاالت التعاون المشترك‬ ‫شابيرو) الباحث في معهد بروكنجز‪ ،‬و (كال‬

‫في أوروبا عام (‪ )1952‬عندما تم توقيع‬ ‫توماس) األمريكي المحافظ – إلى أن تكامل‬

‫معاهدة (باريس) للدفاع األوروبي المشترك‪،‬‬ ‫االتحاد األوروبي وتوسعه سيسهم في خلق قوة‬

‫وبناء إستراتيجية أمنية تخدم سالمة وأمن‬ ‫عالمية قادرة نوعياً في خلق التوازن السياسي‬
‫واالقتصادي على الصعيد العالمي‪ ،‬وتقف في‬
‫الدول األعضاء أسهمت بالتالي في التوصل‬
‫مواجهة النظام الدولي التي تقوده الواليات‬
‫لمعاهدة (ماسترنحت) في العقد األخير من‬
‫المتحدة بعد انهيار االتحاد السوفييتي عام (‬
‫القرن الماضي‪ ،‬التي عززت كافة الجوانب‬
‫‪.)1991‬‬
‫األمنية ومواجهة مختلف التحديات الخارجية‬
‫إن قيام االتحاد األوروبي لم يأت وليد‬
‫التي تمس باستقرار منظومة االتحاد‬
‫لحظة‪ ،‬بل تكون نتيجة روح من التضامن‬
‫األوروبي‪.‬‬
‫الفكري والعملي البناء‪ ،‬ومن أشكال الشراكة‬
‫ومع هذا تبقى دراسة االتحاد األوروبي‬
‫المرحلية والمتعددة بين عدد من الدول‬
‫كتكامل إقليمي بين الدول األعضاء‪ ،‬وبكل ما‬
‫األوروبية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية‪،‬‬
‫يمتلكه من مقومات القوة التي تناولها علماء‬
‫حيث بدأ بالتوقيع على اتفاقيات للتعاون في‬
‫الجغرافيا السياسية والعالقات الدولية في أدبياتهم‬
‫مجاالت معينة‪ ،‬واتفاقيات من التجارة التفضيلية‬
‫النظرية التي يتناول العديد منها تحديد وقياس‬
‫بإزالة العوائق التي تعترض انتقال وتنمية‬
‫الوزن الجيوبولتكي للوحدات السياسية بشكل‬
‫المنتجات المتداولة بين األعضاء‪ ،‬واالستغالل‬
‫عام‪ ،‬وتحديد عناصر القوة الشاملة للوحدات‬
‫األمثل للموارد المتاحة‪ ،‬وإ قامة اتحاد جمركي‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪10 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫األطلسي (الناتو)‪ ،‬ال تخولها بالتالي التحلل من‬ ‫السياسية‪ -‬كما ذهب إليها العالم (كالين)‪ -‬اال أن‬
‫التزاماتها مع دولة كالواليات المتحدة لطالما‬ ‫ذلك يبقى ضمن مجال الجدل العلمي النظري‬
‫كانت حليفة لمعظم دول القارة األوروبية في‬ ‫في قياس مدى كفاءة االتحاد األوروبي الذي‬
‫مواجهة دول المحور والدول الشيوعية في فترة‬ ‫سيستمر مكان نقد في حسابات القدرات في‬
‫استمرت لعقود من القرن المنصرم‪.‬‬ ‫النظام الدولي‪ .‬وفي الجانب السياسي فإن‬
‫أما في الجانب االجتماعي‪ ،‬فيعتبر عامل‬ ‫الوصول إلى إقامة اتحاد فدرالي يسير بتوحيد‬
‫االنسجام بين الشعوب المكونة لالتحاد عنصراً‬ ‫السياسات الوطنية لدول أوروبا يعتبر من‬
‫هاماً في تحديد وزن ومستوى قوة االتحاد على‬ ‫مدلول الوقائع والحقائق الواضحة هو أقرب إلى‬
‫الساحة الدولية‪ ،‬فهناك تعدد في الثقافات‬ ‫االستحالة من الصعوبة‪ ،‬وذلك كون العديد من‬
‫واللغات بل وفي التمسك بالهوية الوطنية‪،‬‬ ‫القضايا السياسية واألمنية الدولية التي ظهرت‬
‫ويعلل ذلك بعدم المصادقة على دستور االتحاد‬ ‫بعد تشكل االتحاد بصورته الحاضرة‪ ،‬تؤكد على‬
‫األوروبي من قبل فرنسا على سبيل المثال‪،‬‬ ‫وجود اختالف في مسار التعامل وعدم الوصول‬
‫مما يعني أن ذلك بمجمله بالنسبة لمستقبل‬ ‫إلى توجه سياسي موحد من الدول األعضاء‬
‫االتحاد األوروبي يبقى خاضعاً في تجارب‬ ‫يعبر عن موقف االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫الدول األعضاء لعامل المصلحة ورهينة لحجم‬ ‫كما وأن هناك العديد من القضايا‬
‫المكاسب التي تجنيها الشعوب على مستوى‬ ‫الجوهرية التي تبين بان االتحاد األوروبي هو‬
‫كل دولة‪ ،‬لذا سيستمر التمسك بالسيادة الوطنية‬ ‫أقرب للمنظومة االقتصادية مقارنة بالمنظومة‬
‫واالستقالل السيادي للدولة الواحدة ألن ثقافة‬ ‫األمنية واالجتماعية والسياسية‪ ،‬على الرغم من‬
‫شعار نحن الهولنديون‪ ،‬أو اإلنجليز‪ ،‬أو‬ ‫وجود رؤية معينة بأن العديد من الدول التي‬
‫األلمان‪ ،‬أو الفرنسيون‪ ،‬سيبقى يخيم على‬ ‫انضمت لالتحاد باتت عبئًا على موارد الدول‬
‫النخبة أو الجهة المؤيدة لشعار (نحن‬ ‫األخرى‪ ،‬وإ ن ثلث مجموع الدول ما زالت‬
‫األوروبيون)‪.‬‬ ‫تستخدم العملة الوطنية إلى جانب اليورو‪ ،‬وفي‬
‫وعلى ضوء ما تقدم‪ ،‬تأتي هذه الدراسة‬ ‫الجانب األمني والسياسي هناك اتفاقيات‬
‫البحثية‪ ،‬لمناقشة وزن االتحاد األوروبي على‬ ‫ومعاهدات إستراتيجية أمنية بين العديد من‬
‫الساحة الدولية‪ ،‬من خالل تتبع األهداف‬ ‫الدول األعضاء في االتحاد األوروبي مع دول‬
‫والتركيبة المؤسسية التي يقوم عليها االتحاد‪،‬‬ ‫فاعلة على الساحة الدولية‪ ،‬كحلف شمال‬

‫‪11‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫إن البحث في إمكانيات االتحاد األوروبي‬ ‫والبحث في عوامل القوى المؤثرة إيجابياً في‬
‫يعتبر من المسائل التي طالما تدفع المهتمين‬ ‫وزن االتحاد‪ ،‬وفي المقابل تشخيص التحديات‬
‫والمتخصصين في النظم السياسية والشؤون‬ ‫التي تواجه منظومة االتحاد‪ ،‬وذلك استناداً‬
‫الدولية في التعرف المستمر على قدرات‬ ‫لعناصر المقومات الجيوبولتكية والمتمثلة بكل‬
‫االتحاد خاصة وأنه في حالة توسع باستقطاب‬ ‫من العوامل االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬
‫دول أعضاء من فترة ألخرى‪ ،‬مما يستدعي‬ ‫على المستويين الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫الوقوف على قياس قوة االتحاد األوروبي‬
‫‪ 1-1‬مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫والعوامل المؤثرة على تفاعله الذاتي وتفاعله‬
‫تعتبر تجربة تشكيل االتحاد األوروبي‬
‫الدولي‪ ،‬وهنا ال بد من تبيان وزن االتحاد على‬
‫بصورته الحاضرة‪ ،‬من التجارب الصاعدة في‬
‫ضوء تركيبته المؤسسية والعوامل‬
‫مسعى الدول األعضاء لبناء إطار من النظام‬
‫الجيوبولتكية ومقوماته اإليجابية والسلبية‪.‬‬
‫اإلقليمي على أسس التفاهم والتعاون في شتى‬
‫‪ 1-2‬أهداف الدراسة‪:‬‬ ‫المجاالت المشتركة‪ ،‬والتي من شأنها تقوية‬
‫تهدف الدراسة إلى توضيح العديد من‬ ‫أهداف الدول األوروبية في إيجاد منظومة‬
‫الجوانب ذات العالقة بتحديد حجم الوزن الدولي‬ ‫دولية قادرة على خلق التوازن الدولي وإ يجاد‬
‫لالتحاد األوروبي وطبيعة تفاعالته السياسية‬ ‫وسائل قوية تواجه حراك التنافس الدولي في‬
‫واالقتصادية على الساحة الدولية‪ ،‬وذلك على‬ ‫ظل وجود وحدات سياسية كبرى تسعى‬
‫ضوء التعرف على طبيعة الجوانب اإليجابية‬ ‫لتحقيق مكاسب متنوعة في مناطق مختلفة من‬
‫والسلبية المؤثرة على حراكه الخارجي من‬ ‫العالم‪ .‬لذا‪ ،‬فإن دراسة االتحاد األوروبي‬
‫جانب‪ ،‬ومن خالل الوقوف على العوامل الداخلية‬ ‫كتنظيم دولي مركب‪ ،‬ومن دول لها أدوار‬
‫ممثلة بتركيبته المؤسسية ومقوماته المتعددة من‬ ‫متعددة في تاريخها‪ ،‬ولطالما في واقعها متفاوتة‬
‫جانب آخر‪.‬‬ ‫في ثقافتها‪ ،‬ومقوماتها المادية‪ ،‬وروابطها‬
‫السياسية من خارج محيطها الجغرافي‬
‫‪ 1-3‬أهمية الدراسة‪:‬‬
‫األوروبي‪ ،‬يبقى من أوليات البحث في تشخيص‬
‫تكمن األهمية العلمية لمشكلة الدراسة في‬
‫ماهية أدوار التكتالت والتنظيمات الدولية خالل‬
‫كونها تبحث في الجوانب الجيوبولتكية‬
‫العقد الراهن‪.‬‬
‫للتكتالت الدولية التي تشكلت نتيجة اتفاقيات‬
‫ومعاهدات مرحلية بين عدد من الدول‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪12 ، 2‬‬
‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫وبين مصالح الدول األعضاء البارزة‬ ‫األوروبية مضمونها التعاون والشراكة لتوطيد‬
‫وذات اإلمكانيات األكثر تأثيرا في‬ ‫معالم التكامل بجوانبه المختلفة من جهة‪،‬‬
‫ارتباطها المؤسسي مع االتحاد‪ ،‬والحفاظ‬ ‫ومواجهة التحديات الخارجية بإيجاد منظومة‬
‫على سيادتها الوطنية وعالقاتها السياسية‬ ‫تعكس أهداف الدول األعضاء خاصة وأن‬
‫الدولية المعهودة خاصة مع الواليات‬ ‫عدداً منها يقع ضمن الدول الكبرى عالمياً‪،‬‬
‫المتحدة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫من جهة ثانية‪ ،‬أما من الناحية العملية تظهر‬
‫أهمية الدراسة كونها تضيف بالتحليل طبيعة‬
‫‪ -3‬يوجد عالقة سلبية بين المكون السكاني‬
‫التفاعالت الدولية في ظل نظام يوصف بأحادي‬
‫لالتحاد األوروبي في بعض الجوانب ذات‬
‫القطبية منذ انتهاء الحرب الباردة ودور االتحاد‬
‫الصلة باالستقرار االجتماعي مثل‬
‫األوروبي في المجاالت المتعددة‪.‬‬
‫(الكثافة‪ ،‬والعمر‪ ،‬والتركيبة العرقية‪،‬و‬
‫الهجرة‪ ،‬الثقافة واالنسجام‪ )..‬إضافة إلى‬ ‫‪ 1-4‬فرضيات الدراسة‪:‬‬
‫التحديات الممثلة بأزمة الديون والبطالة‬ ‫تقوم الدراسة على فرضية رئيسة مفادها‬
‫والتضخم والطاقة وبين قدرة االتحاد‬ ‫"وجود عالقة ارتباطيه مؤثرة بين التركيبة‬
‫على تعظيم أدواره الداخلية والدولية‬ ‫المؤسسية والمقومات الجيوبولتكية التي يتمتع‬
‫خاصة في الظروف الراهنة ‪.‬‬ ‫بها االتحاد األوروبي وبين تحديد وزنه الدولي‬
‫وتفاعله في مختلف المجاالت الدولية"‪ .‬كما‬
‫‪ 1-5‬منهجية الدراسة‪:‬‬
‫وينبثق عن الدراسة عدة فرضيات فرعية ذات‬
‫توظف الدراسة عدة مقتربات ذات عالقة‬
‫عالقة بأهداف الدراسة والمضمون العام‬
‫بطبيعة المشكلة البحثية‪ ،‬حيث سيتم استخدام‬
‫للمشكلة البحثية‪ ،‬وتتمثل بما يلي‪:‬‬
‫المنهج المؤسسي عند تناول الجزئية المتعلقة‬
‫بالواقع المؤسسي الذي يحكم تركيبة وعمل‬ ‫‪ -1‬هناك عالقة ارتباطيه بين المقومات‬
‫االتحاد األوروبي‪ ،‬كالدستور والمؤسسات‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية التي‬
‫العامة لالتحاد ممثلة بكل من المجلس األوروبي‬ ‫يمتلكها االتحاد األوروبي وبين قدرة‬
‫والمفوضية األوروبية والبرلمان ومحكمة‬ ‫االتحاد في تعاظم وزنه وتأثيره الدولي‪.‬‬
‫العدل‪ ،‬وطبيعة األهداف التي يسعى االتحاد‬ ‫‪ -2‬هناك عالقة سلبية بين أهداف االتحاد‬
‫نحو تنفيذها‪ .‬كما وتوظف الدراسة المنهج‬ ‫للوصول إلى شراكة أوروبية موحدة‬
‫المورفولوجي كأحد المناهج الرئيسية في‬ ‫وفاعلة في مختلف المجاالت من جهة ‪،‬‬

‫‪13‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫تناولت االتحاد األوروبي لتوضيح طبيعة‬ ‫الجغرافيا السياسية الذي يهتم بتحليل أنماط‬
‫التداعيات الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة‪،‬‬ ‫العناصر للوحدات السياسية‪ ،‬كنمط التنظيم‬
‫باإلضافة إلى عدد من الدراسات التي تناولت‬ ‫السياسي واإلداري والتنظيم اإلقليمي‪ ،‬ودراسة‬
‫االتحاد األوروبي على ضوء عالقاته‬ ‫الوزن الجيوبولتكي لالتحادات الدولية‪،‬‬
‫االقتصادية والسياسية الدولية‪.‬‬
‫كالموارد االقتصادية والسكان والمساحة‬
‫فضمن دراسة بعنوان "اإلصالح‬
‫والمشكالت التي تواجه الدول‪ ،‬والتكتالت‬
‫المؤسسي في االتحاد األوروبي"‪ ،‬بين المؤلف‬
‫اإلقليمية والعالمية‪ ،‬حيث يتالئم توظيف هذا‬
‫(‪ )Vaughne Miller‬العديد من الجوانب‬
‫المنهج (المورفولوجي) عند تناول المبحث‬
‫المؤسسة المتعلقة بتركيبة االتحاد األوروبي‪،‬‬
‫المتعلق باالتحاد األوروبي وتفاعله الخارجي‬
‫حيث حدد مجاالت رئيسية يتعين على الدول‬
‫على ضوء العوامل الداخلية والخارجية السلبية‬
‫األعضاء في االتحاد االلتزام بها وذلك‬
‫واإليجابية المؤثرة على وزنه الدولي‪ ،‬كالعوامل‬
‫لمعالجة اإلصالح المؤسسي‪ ،‬منها التعامل مع‬
‫االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ .‬وأخيراً‪،‬‬
‫مستقبل حجم المفوضية األوروبية‪ ،‬واألخذ‬
‫سوف يتم توظيف منهج التحليل اإلحصائي عند‬
‫بنظام ترجيح التصويت في المجلس الوزاري‪،‬‬
‫استعراض العديد من الجداول الرقمية ذات‬
‫وموضوع اإللزامية في التطبيق بعد التصويت‬
‫العالقة بالبيانات الكمية‪ ،‬التي تبين العناصر‬
‫باألغلبية المطلقة‪ ،‬باإلضافة إلى الحاجة لزيادة‬
‫األساسية لوزن االتحاد األوروبي مقارنة مع‬
‫صالحيات البرلمان األوروبي في الرقابة على‬
‫الدول الكبرى‪ ،‬واستخدام النسب المئوية إلبراز‬
‫كافة األمور ذات الشأن لمصلحة تقوية نفوذ‬
‫التحديات التي تواجه دول االتحاد األوروبي‪،‬‬
‫عمل االتحاد لترسيخ مختلف األهداف التي قام‬
‫كالمديونية والبطالة والتضخم والطاقة‪.‬‬
‫عليها خدمة لتقوية حاضره ومستقبله‪ .‬وخلصت‬
‫الدراسة إلى نتيجة جوهرية مفادها بأن‬
‫االتفاقيات والمعاهدات المؤسسة في االتحاد‬ ‫‪ 1-6‬الدراسات السابقة‪:‬‬
‫األوروبي ما زالت بحاجة إلى مراجعة دورية‬ ‫هناك العديد من الدراسات العلمية المحكمة‬
‫في تحديثها‪ ،‬لتأخذ طبيعة الواقع القانوني للدول‬ ‫التي تناولت االتحاد األوروبي ومنشـورة في‬
‫األعضاء الجديدة‪ ،‬حتى يبقى مستقبل االتحاد‬ ‫كتب ودوريات متخصصة في المنظمات‬
‫أكثر قوة في توازنه الداخلي بين توجهاته‬ ‫والعالقات الدولية‪ .‬منها من تناول التركيبة‬
‫المؤسسة والعامة لالتحاد األوروبي‪ ،‬وأخرى‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪14 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫مجموع إيرادات وصادرات التجارة العالمية‪،‬‬ ‫الفيدرالية وعناصر التركيبة الدولية التي تحكم‬
‫ويشكل ما نسبته (‪ )%25‬من إجمالي الناتج‬ ‫نجاح مساره ((‪.Miller,1999,P:33‬‬
‫المحلي العالمي‪ .‬وبهذا خلصت الدراسة إلى أن‬ ‫كما وقدم الباحث ( ‪)Helmut Schmidt‬‬
‫االتحاد األوروبي بات يعتبر أغنى كتلة‬ ‫دراسة تقييميه عن مستقبل االتحاد األوروبي‪،‬‬
‫اقتصادية على الصعيد العالمي‪ ،‬إال أن هناك‬ ‫بين فيها أن مواطني أوروبا في هذه الفترة‬
‫العديد من المشكالت االقتصادية القائمة التي‬ ‫يواجهون عدة تحديات باتت أكثر من‬
‫تواجه االتحاد وتحتاج إلى حلول آنية حتى ال‬ ‫اإلنجازات الهائلة للمبادرات التي توصل إليها‬
‫يصبح الوضع أكثر تعقيداً بعد انضمام أعضاء‬ ‫االتحاد األوروبي‪ ،‬وذلك بسبب االندماج‬
‫جدد‪ ،‬وتتمثل على الصعيد الدولي بمواجهة‬ ‫السريع لالقتصاديات األوروبية ووضع‬
‫الفجوة التكنولوجية المتزايدة لالتحاد األوروبي‬ ‫سياسات تعزز األهداف المشتركة لالتحاد‬
‫مقارنة مع الواليات المتحدة واليابان ‪Andrei‬‬ ‫الذي توسع ليضم العديد من الدول الشرقية‬
‫‪.))and Simon,2012,P:55‬‬ ‫ذات اإلمكانات االقتصادية األقل بالمقارنة مع‬
‫وأخيرًا‪ ،‬وعلى الرغم من أهمية الدراسات‬ ‫دول االتحاد األخرى‪ ،‬مما ينتج عنه مساوئ‬
‫السابقة‪ ،‬تأتي هذه الدراسة الستعراض مختلف‬ ‫عند مساعدة هذه الدول في مختلف الجوانب‬
‫الجوانب الرئيسية التي تؤثر على وزن االتحاد‬ ‫السياسية واالقتصادية واالجتماعية إلنجاح‬
‫على الساحة الدولية‪ ،‬ممثلة بالتركيبة المؤسسية‬ ‫هيكل السلطة القادرة في مؤسسات االتحاد ((‬
‫والتحديات السياسية واالقتصادية واالجتماعية‬ ‫‪.Schmidt,2002,P:44‬‬
‫من جانب‪ ،‬وتبيان معالم القوى اإليجابية التي‬ ‫وفي دراسة هامة عن دور االتحاد‬
‫تجعل من االتحاد األوروبي تكتلاً دولي ًا نموذجاً‬ ‫األوروبي في االقتصادي العالمي‪ ،‬قدم (غابريل‬
‫خاصة عند االستمرارية في مواجهة المشاكل‬ ‫أندريه وآخرون) العديد من البيانات التي تؤكد‬
‫المتعددة والبناء السياسي واالقتصادي الذي‬ ‫قوة االقتصاد األوروبي على المستوى العالمي‪،‬‬
‫ينعكس بشكل ملموس على شعوب وحكومات‬ ‫والتي تجعله في درجة توصف بأنه عمالق‬
‫الدول األعضاء في االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫اقتصادي‪ ،‬ينافس الواليات المتحدة والدول‬
‫‪ :I‬االتحاد األوروبي‪ :‬النشأة واألهداف‬ ‫االقتصادية العالمية كاليابان والصين وروسيا‪،‬‬
‫والتركيبة المؤسسية‪:‬‬ ‫حيث أن االتحاد األوروبي حقق منذ عام (‬
‫‪ )2008‬وحتى (‪ )2011‬ما نسبته (‪ )%40‬من‬
‫‪ I-I‬االتحاد األوروبي‪ :‬النشأة واألهداف‬

‫‪15‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫أرست دعائم التعاون األوروبي من خالل كل‬ ‫أوالً) النشأة‪:‬‬


‫من التعاون االقتصادي بين الدول األوروبية‪،‬‬ ‫ترجع فكرة توحيد القارة األوروبية ‪-‬‬
‫ودعم توحيد الرؤى في القضايا السياسية‬ ‫ومن خالل التعاون والمساواة في العضوية‪-‬‬
‫الدولية ضمن سياسة خارجية وأمنية مشتركة‪،‬‬ ‫إلى المفكر واألديب الفرنسي (فيكتور هيوجو)‬
‫والتعاون في مجال العدل والشؤون الداخلية((‬ ‫عام (‪ )1851‬الذي دعا إلى التوحد السلمي‬
‫‪.Tuathail,2003,P:142‬‬ ‫لدول أوروبا (مقلد‪،2011،‬ص‪ ،)253:‬إال أن‬
‫وبهدف إرساء دعائم التعاون بين الدول‬ ‫الفكرة لم تأخذ الفرصة الجادة في التطبيق‪ ،‬بل‬
‫األعضاء في االتحاد األوروبي بينت المعاهدة‬ ‫ازداد وضع أوروبا أكثر انقساماً نتيجة‬
‫بناء على‬
‫أن القرارات تؤخذ بأغلبية األصوات ً‬ ‫الصراع الكارثي‪ ،‬حيث وقعت حربان‬
‫أن ممثلي حكومات الدول األعضاء هم‬ ‫عالميتان في العقد الثاني والعقد الرابع من‬
‫أعضاء مجلس االتحاد‪ ،‬وبحيث تعمل الدول‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬ومع هذا ظهرت حاجة‬
‫معاً للتوصل إلى تفاهم مشترك يؤدي إلى‬ ‫الشراكة المدفوعة بالحاجة إلى إعادة بناء‬
‫اإلجماع‪.‬‬ ‫أوروبا ومواجهة أي احتمال لوقوع حرب‬
‫أما العوامل التي أسهمت في عملية اندماج‬ ‫شاملة أخرى‪ ،‬مما استدعى عدد من الدول‬
‫البلدان األوروبية في تشكيل االتحاد تتمثل‬ ‫األوروبية إلى تشكيل الجماعة األوروبية‬
‫للفحم والصلب عام (‪ )1951‬التي تألفت من‬
‫بالتالية (عوض‪،1999،‬ص‪:)31:‬‬
‫ست دول آنذاك وهي (ألمانيا الغربية‪ ،‬فرنسا‪،‬‬
‫‪ -1‬العامل الجغرافي‪ :‬حيث أسهم عامل الجوار‬
‫إيطاليا‪ ،‬هولندا‪ ،‬بلجيكا‪ ،‬لوكسمبورغ)‪ .‬وكانت‬
‫الجغرافي في عملية االندماج بين الدول‬
‫بهذا أول وحدة جمركية عرفت دولياً باسم‬
‫األوروبية‪ ،‬خاصة وأن موقع أوروبا عبر‬
‫المؤسسة االقتصادية األوروبية‪ ،‬وبالسوق‬
‫التاريخ يعتبر استراتيجيًا من مختلف‬
‫المشتركة بعد اتفاقية روما عام (‪،)1957‬‬
‫النواحي‪ ،‬وهو كذلك يوفر ظروف طبيعية‬
‫واستمرت الفكرة بالتوسع حتى الوصول إلى‬
‫مالئمة على الصعيد الجيوبولتكي‪.‬‬
‫اتفاق من تبادل تجاري إلى شراكة اقتصادية‬
‫‪ -2‬العامل التاريخي‪ :‬منذ قرون عديدة كان‬
‫وسياسية تجمع حتى اآلن غالبية قارة أوروبا‬
‫للدول األوروبية ظروف تاريخية مشتركة‬
‫وبمسمى جديد (االتحاد األوروبي) وكان ذلك‬
‫انتهت بالصراع ومن ثم التعاون في‬
‫في األول من تشرين أول عام ‪ 1993‬حينما‬
‫مواجهة الصراع خاصة في الحربين‬
‫دخلت معاهدة (ماسترخت) حيز التنفيذ‪ ،‬والتي‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪16 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫اتحاد أوروبي يلبي تطلعات الشعوب على‬ ‫العالميتين في القرن العشرين‪ ،‬وهذا بدوره‬
‫المدى البعيد‪.‬‬ ‫أسهم في إيجاد ثقافة فكرية وعملية إليجاد‬

‫ثانياً) أهداف االتحاد األوروبي‪:‬‬ ‫منظمة أمنية متكاملة لتحقق مصالح الدول‬

‫يمكن توضيح أهداف قيام االتحاد‬ ‫والشعوب األوروبية‪.‬‬

‫األوروبي ‪ -‬على ضوء المراحل التأسيسية‬ ‫‪ -3‬العامل االقتصادي‪ :‬أسهم النظام الرأسمالي‬

‫مر بها منذ العقد الخامس من‬ ‫الذي ارتبط بنهج الدول الرئيسية في الدول‬
‫والبنائية التي ّ‬
‫القرن العشرين وحتى ما تمخضت عنه معاهدة‬ ‫األوروبية بإيجاد توافقات ذات ركائز‬

‫لشبونة عام ( ‪ -)2007‬على النحو اآلتي ((‬ ‫أساسية أدت إلى سهولة تقارب وسائل‬

‫‪:Egenhofer,2011,PP:28-29‬‬ ‫التعاون بين الدول للدخول في اتفاقيات‬

‫‪ -1‬التنمية المستدامة للدول األعضاء في‬ ‫ومعاهدات مشتركة كان لها دور إيجابي‬

‫االتحاد األوروبي على أساس النمو‬ ‫في تعزيز وتقوية وجهات النظر في‬

‫االقتصادي والعدالة االجتماعية‪.‬‬ ‫توسعة العضوية والرؤية إليجاد اتحاد‬

‫‪ -2‬إيجاد اتحاد اقتصادي قوي يخدم أبعاد‬ ‫مشترك يخدم الدول األوروبية‪ ،‬كما كان‬

‫السوق االجتماعي‪ ،‬وليكون ذات قدرة‬ ‫النهيار المنظومة االشتراكية بانهيار‬

‫تنافسية عالية مما يمكن من توفير العمالة‬ ‫االتحاد السوفييتي عام (‪ ،)1991‬أن‬

‫الكاملة التي تعزز بالتالي كافة مجاالت‬ ‫جعلت من دول أوروبا الشرقية الرغبة‬

‫التقدم االجتماعي‪.‬‬ ‫المباشرة في االنضمام لمنظومة التعاون‬

‫‪ -3‬إيجاد سوق حرة واحدة تلبي احتياجات‬ ‫األوروبي الرأسمالية‪.‬‬

‫المستهلكين األوروبيين‪ ،‬وتعزز من قدرتهم‬ ‫‪ -4‬العامل السياسي‪ :‬تعتبر جميع الدول‬


‫الشرائية‪ ،‬وتقوي من الميزان التجاري‬ ‫األوروبية التي أسست المنظومة األوروبية‬

‫لكافة دول االتحاد‪.‬‬ ‫متشابهة إلى حد كبير في شكل نظام الحكم‬

‫‪ -4‬العمل على تعزيز السالم والرفاه لمواطني‬ ‫الذي يأخذ بدولة القانون والمؤسسات‪،‬‬

‫االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫ويأخذ بالديمقراطية وحقوق اإلنسان وحرية‬


‫اإلعالم والتعاون مع مؤسسات المجتمع‬
‫‪ -5‬تعزيز الجوانب األمنية الداخلية ومن كافة‬
‫المدني‪ ،‬وهذا بدوره سهل عملية التجاوب‬
‫التحديات الخارجية‪.‬‬
‫بين الحكومات والشعوب األوروبية في‬
‫تشكيل رؤى االنسجام والتوافق نحو إيجاد‬

‫‪17‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫عقد جلسات علنية مع ممثلين عن جمعيات أهلية‬ ‫‪ -6‬محاربة اإلقصاء االجتماعي والتمييز‪،‬‬
‫متخصصة بمجاالت االقتصاد والسياسة والثقافة‬ ‫وتعزيز العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫لالستفادة من اآلراء والمقترحات‪ ،‬كما عرضت‬ ‫‪ -7‬دعم برامج التعليم وتعزيز الثقافة‬
‫مواد الدستور على شبكة اإلنترنت حتى يتسنى‬ ‫اإلنسانية والحفاظ على الميراث‬
‫لكل مواطن االطالع عليها وكتابة تعليقات‬ ‫الحضاري اإلنساني‪.‬‬
‫حولها‪ ،‬ويتراوح عدد صفحات الدستور‬ ‫‪ -8‬تحقيق االستقرار االقتصادي بتحديد‬
‫األوروبي بين ( ‪ )482 – 352‬صفحة‪ ،‬وذلك‬ ‫وتنفيذ السياسات النقدية لمنطقة االتحاد‬
‫حسب اللغة المترجم إليها‪ ،‬وينقسم إلى أربعة‬ ‫األوروبي‪ ،‬وحيازة االحتياطات النقدية‬
‫أجزاء رئيسية وهي (‪Egenhofer,2011,PP:‬‬ ‫األجنبية الكافية‪ ،‬وتقديم البيانات المالية‬
‫‪:)33-35‬‬ ‫للنظام النقدي االتحادي من خالل البنك‬
‫األول‪ :‬يشتمل على تعريف للقيم واألهداف‬ ‫المركزي األوروبي الموحد وعرض ذلك‬
‫والواجبات وطرق اتخاذ القرار‪ ،‬ويسمي‬ ‫على البرلمان األوروبي بطريقة دورية‪.‬‬
‫األجهزة المختلفة لالتحاد األوروبي‪.‬‬
‫‪ I-I I‬التركيبة القانونية والمؤسسية لالتحاد‬
‫تم تعريف‬
‫الثاني‪ :‬يعالج وثيقة التأسيس‪ ،‬وفيها ّ‬
‫األوروبي‪:‬‬
‫القوانين األساسية على مستوى االتحاد‬
‫بشكل سهل‪ ،‬وبأسلوب مأخوذ من‬ ‫أوال) الدستور‪:‬‬
‫توصيات المفوضية األوروبية لحقوق‬ ‫تم الموافقة على دستور‬
‫في عام (‪ّ )2004‬‬
‫اإلنسان‪.‬‬ ‫االتحاد األوروبي من جانب حكومات الدول‬
‫الثالث‪ :‬يعرف طرق عمل األجهزة المختلفة‬ ‫األعضاء‪ ،‬إال أن إقرار الدستور يتطلب من‬
‫في االتحاد األوروبي‪ ،‬كما يوضح‬ ‫الدول األعضاء القيام باالستفتاء الشعبي العام أو‬
‫مجال عملها الداخلي والخارجي‪ ،‬كحرية‬ ‫االقتراع البرلماني‪ .‬ومن الجدير بالذكر بأن‬
‫انتقال المواطنين‪ ،‬والتجارة‪ . . .‬الخ‪.‬‬ ‫دستور االتحاد قام بكتابة مواده لجان دستورية‬
‫الرابع‪ :‬يبين األحكام العامة ويعرف رموز‬ ‫ُشكلت من ممثلين من الدول األعضاء‬
‫االتحاد األوروبي‪ ،‬ويضع قواعد تحدد‬ ‫وبرلماناتها‪ ،‬باإلضافة إلى الدول المرشحة‬
‫كيفية إدخال مواد جديدة على الدستور‬ ‫لالنضمام‪ ،‬ومن ممثلين عن البرلمان األوروبي‬
‫وكيفية دخولها حيز التنفيذ‪.‬‬ ‫والمفوضية األوروبية‪ ،‬ومن أجل توسيع‬
‫المشاركة الشعبية في مناقشة مواد الدستور‪ّ ،‬تم‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪18 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫‪ )14‬دولة من أصل (‪ )27‬دولة زادت نسبة‬ ‫ويهدف الدستور إلى جعل أوروبا أكثر‬
‫التأييد لديها عن (‪ )%50‬من األصوات‬ ‫ديمقراطية وكفاءة في مختلف المجاالت‪،‬‬
‫الشعبية ((‪،Keukeleire,2008,P:348‬‬ ‫وبغية تحقيق ذلك تضمن الدستور إيجاد رئاسة‬
‫ويبين الجدول التالي (‪ )1-1‬مستويات تأييد‬ ‫لالتحاد تكون مهامها تنظيم العمل بين‬
‫الدول األوروبية األعضاء على الدستور‬ ‫المجالس األوروبية المختلفة وتمثيل االتحاد‬
‫األوروبي‪ ،‬حيث نالحظ أن كلاً من إيطاليا‬ ‫األوروبي في الساحات الدولية‪ ،‬كما أدخل‬
‫وهولندا وسلوفاكيا وبلجيكا زادت نسبة التأييد‬ ‫الدستور منصب وزير خارجية لالتحاد ليعنى‬
‫عن (‪ )%61‬من األصوات الشعبية التي‬ ‫بتشكيل سياسة خارجية تعبر عن توجهات‬
‫اقترعت على الدستور‪ ،‬كما أبدت جماهير كل‬ ‫االتحاد في القضايا اإلقليمية والدولية و يتولى‬
‫من إسبانيا وألمانيا وسلوفينيا والمجر واستوانيا‬ ‫كذلك منصب نائب رئيس االتحاد‪ .‬وبين‬
‫ولوكسمبورغ وبنسبة زادت عن (‪ ،)%51‬أما‬ ‫الدستور عملية اتخاذ القرار من خالل المجلس‬
‫باقي الدول فقد كانت نتيجة االقتراح أقل من (‬ ‫الوزاري األوروبي بحيث يتم بطريقة الغالبية‬
‫‪ )%50‬ووصلت نسبة التأييد – عند عدد من‬ ‫المطلقة‪ ،‬إضافة إلى تحويل صالحيات البرلمان‬
‫الدول األعضاء‪ -‬إلى أقل من (‪ )%30‬كما هو‬ ‫األوروبي في صناعة القرار وبطريقة يتساوى‬
‫عند المملكة المتحدة وإ يرلندا والسويد وقبرص‬ ‫بها في التصويت على اتخاذ القرار المناسب مع‬
‫(‪.)Jens,2005,P:77‬‬ ‫المجلس الوزاري عند االقتراع على القوانين‪.‬‬
‫منذ أن قامت الدول األعضاء باالستفتاء‬
‫العام على الدستور األوروبي كانت هناك (‬

‫الجدول (‪ )1-1‬يبين مستويات تأييد األوروبيين للدستور األوروبي*‬

‫الدول‬ ‫نسبة التأييد‬ ‫التسلسل‬


‫‪ 61-100%‬إيطاليا‪ ،‬هولندا‪ ،‬سلوفاكيا‪ ،‬بلجيكا‬ ‫‪1‬‬

‫‪19‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫إسبانيا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬سلوفينيا‪ ،‬المجر‪ ،‬ليتوانيا‪ ،‬لوكسمبورغ‬ ‫‪51-60%‬‬ ‫‪2‬‬


‫فرنسا‪ ،‬النمسا‪ ،‬بولندا‪ ،‬التفيا‪ ،‬فنلندا‪ ،‬الدنمارك‬ ‫‪41-50%‬‬ ‫‪3‬‬
‫التشيك‪ ،‬البرتغال‪ ،‬اليونان‪ ،‬مالطا‪ ،‬استوانيا‬ ‫‪31-40%‬‬ ‫‪4‬‬
‫المملكة المتحدة‪ ،‬إيرلندا‪ ،‬السويد‪ ،‬قبرص‪.‬‬ ‫‪5-30%‬‬ ‫‪5‬‬

‫المصدر‪Center for European Studies. " Why European Citizens Rejected the EU Constitiotion". :‬‬
‫‪Amsterdam, Notherland, 2010. PP, 13-14‬‬

‫التنفيذية والتشريعية‪ ،‬وأحكامها ملزمة وواجبة‬ ‫وفيما يتعلق بشروط العضوية في االتحاد‬
‫التنفيذ‪ ،‬كما يوجد جهاز للمحاسبة يؤدي دورًا‬ ‫بين الدستور في البند (‪ )71‬ذلك وعلى النحو‬
‫مهمًا في الرقابة على النفقات وكافة الموارد‬ ‫التالي((‪-:Jens,2005,PP:11-12‬‬
‫المالية‪ .‬وفيما يلي عرض ألهم المؤسسات‬ ‫‪ -1‬وجود نظام ديمقراطي واحترام حقوق‬
‫العامة المنبثقة عن االتحاد األوروبي((‬ ‫اإلنسان والقانون ‪ ،‬وحماية األقليات‬
‫‪-:Miller,2009,PP:3-4‬‬ ‫الوطنية‪ -2 .‬التمتع بنظام اقتصادي يعمل‬
‫‪ )1‬المجلس األوروبي‪ :‬يعتبر أعلى مؤسسة‬ ‫بكفاءة عاليـة‪ -3 .‬القدرة على النهوض‬
‫في االتحاد األوروبي‪ ،‬كونه ينظم اجتماعات‬ ‫بأعباء العضوية وتعزيز أهداف االتحاد‬
‫قمة رؤساء وحكومات الدول األعضاء‪،‬‬ ‫في الوحدة األوروبية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى رئيس المفوضية األوروبية في‬
‫ثانيا) المؤسسات العامة لالتحاد األوروبي‪:‬‬
‫االتحاد‪ ،‬يجتمع المجلس ثالث مرات كل عام‪،‬‬
‫تلعب مؤسسات االتحاد األوروبي دوراً‬
‫وذلك استناداً لما تمخضت عنه قمة باريس عام‬
‫مهماً في تقوية بنية االتحاد وتطوره‪ ،‬كونها‬
‫(‪ )1974‬وما تم عليها من تعديل على عدد من‬
‫تشكل نواة االتحاد حيث تتكامل بعملها‬
‫بنودها عام (‪ )1985‬حيث بات منذ ذلك العام‬
‫صالحيات السلطات العامة الثالث (التشريعية‬
‫يجتمع مرتين فقط في السنة التخاذ القرارات‬
‫والتنفيذية والقضائية) كونه يوجد برلمان منتخب‬
‫السياسية واالقتصادية الهامة‪ ،‬ورسم السياسة‬
‫من قبل األوروبيين في الدول األعضاء يمثل‬
‫العامة لالتحاد والتنسيق بين كافة الدول‬
‫بالتالي السلطة التشريعية التي من وظائفها‬
‫األعضاء في مختلف المجاالت‪ ،‬ويتم اتخاذ‬
‫محاسبة المفوضية وسحب الثقة منها‪ ،‬ومحكمة‬
‫قرارات المجلس األوروبي باإلجماع‪ ،‬وال‬
‫تتشكل من (‪ )15‬قاضيًا تتمتع صالحياتها‬
‫يعتبر من األجهزة اإلدارية لالتحاد‪.‬‬
‫وقراراتها باالستقاللية من مجالس االتحاد‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪20 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫الدول األوروبية األعضاء‪ .‬ويبلغ عدد‬ ‫‪ )2‬مجلس االتحاد األوروبي‪ :‬ويعرف بمجلس‬
‫األعضاء في المفوضية (‪ )31‬عضواً‪ ،‬وبواقع‬ ‫الوزراء‪ ،‬كونه المؤسسة التي يجتمع فيها‬
‫عضوين لكل دولة كبرى (المملكة المتحدة‪،‬‬ ‫وزراء الدول األعضاء في االتحاد حسب‬
‫وألمانيا‪ ،‬وفرنسا‪ ،‬وإيطاليا) وعضو واحد لكل‬ ‫المجاالت المتعددة (الدفاعية والخارجية‬
‫دولة أخرى من دول االتحاد‪ .‬ويتم تعيين‬ ‫واالقتصادية والثقافية) ومقره في بروكسل‪،‬‬
‫األعضاء لمدة (‪ )5‬سنوات قابلة للتجديد‪،‬‬ ‫ويعتبر من أهم األجهزة اإلدارية‪ .‬ومن أهم‬
‫وشريطه موافقة البرلمان األوروبي على‬ ‫وظائفه إقرار التشريعات المختلفة التي تصدر‬
‫تعيينهم‪ ،‬ويعمل في المفوضية (‪ )21‬ألف‬ ‫عن االتحاد‪ ،‬ويقوم بتمثيل مصالح الدول‬
‫موظف‪ ،‬منهم (‪ )17‬ألف في دولة المقر‬ ‫األعضاء‪ ،‬ويتكون المجلس من وزراء‬
‫(بلجيكا)‪ ،‬وتجتمع المفوضية مرة واحدة على‬ ‫حكومات الدول األعضاء‪ ،‬ويعقد اجتماعاته‬
‫األقل أسبوعياً‪ ،‬وابرز مهام المفوضية إعداد‬ ‫حسب الحاجة في أي من مدينة بروكسل‬
‫التشريعات ومراقبة تنفيذها والدفاع من‬ ‫ومدينة لوكسمبورغ‪ .‬وتتغير رئاسة مجلس‬
‫مصالح االتحاد في مواجهة التهديدات‪ ،‬وتمثيل‬ ‫االتحاد كل ستة أشهر‪ ،‬ويكون لكل من ألمانيا‬
‫االتحاد في الخارج‪ ،‬وتوقيع االتفاقيات‪ ،‬وقبول‬ ‫وفرنسا وإ يطاليا وبريطانيا (‪ )10‬أصوات‪ ،‬ألن‬
‫األعضاء الجدد(‪.)Burea,2006,P:239‬‬ ‫لكل دولة عدد من األصوات الذي يتناسب مع‬
‫‪ )4‬البرلمان األوروبي‪ :‬يمثل البرلمان‬ ‫حجم سكانها‪ ،‬ويبلغ عدد األصوات الكلي (‬
‫األوروبي السلطة التشريعية في االتحاد‪ ،‬ويضم‬ ‫‪ )321‬صوتاً‪ ،‬موزعة على (‪ )27‬دولة هي‬
‫( ‪ )736‬مقعدًا موزعة على الدول األعضاء‬ ‫مجموع الدول األعضاء‪ ،‬ويكون الموافقة على‬
‫حسب نسبة السكان لكل دولة‪ ،‬ويتم اختيار‬ ‫بناء على تصويت األعضاء على أن‬
‫القرارات ً‬
‫أعضاء البرلمان عن طريق انتخابات مباشرة‬ ‫يتجاوز (‪ )%62‬ممن يمثلون سكان االتحاد‬
‫كل خمس سنوات من قبل مواطني الدولة التي‬ ‫البالغ (‪ )500‬مليون نسمة ((‬
‫يمثلها العضو‪ ،‬ومن صالحيات البرلمان‬ ‫‪.Burea,2006,P:131‬‬
‫اإلشراف على مراقبة أداء المفوضية األوروبية‪،‬‬ ‫‪ )3‬المفوضية األوروبية‪ :‬تعتبر هذه‬
‫ومناقشة التقرير السنوي للمفوضية‪ ،‬وفي إقرار‬ ‫المؤسسة األكثر تجسيداً لتفعيل فكرة االندماج‬
‫ميزانية االتحاد‪ ،‬باإلضافة إلى وجود لجان‬ ‫األوروبي‪ ،‬كونها اإلطار الذي يعبر عن‬
‫متخصصة في التحقيق الالزم عن انتهاك الدول‬ ‫مصالح االتحاد األوروبي‪ ،‬وليس مصالح‬

‫‪21‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫جرت عام ( ‪DCC,2008,PP:37-(()2009‬‬ ‫األعضاء لقوانين االتحاد‪ .‬ونظرًا ألن النواب في‬
‫‪ ، 38‬نالحظ من الجدول التالي رقم (‪)2-1‬‬ ‫البرلمان األوروبي – بعد انتخابهم – يمثلون‬
‫مسميات الكتل واألحزاب وعدد المقاعد والنسبة‬ ‫دول االتحاد بشكل عام فإنهم يعملون من خالل‬
‫المئوية لكل منها من مجموع مقاعد البرلمان‪.‬‬ ‫كتل حسب التيارات السياسية الموجودة في‬
‫البرلمان‪ ،‬وبالرجوع لنتائج االنتخابات التي‬
‫الجدول رقم (‪ ) 2-1‬يبين مسميات الكتل واألحزاب الممثلة وعدد المقاعد والنسبة المئوية‬
‫لكل منها في البرلمان األوروبي*‬
‫التسلسل‬

‫حزب الشعب األوروبي‪ ،‬حزب المحافظين البريطاني‪ ،‬الشعب‬ ‫الكتلة الديمقراطية‬


‫‪36%‬‬ ‫‪265‬‬ ‫‪1‬‬
‫اإلسباني‪ ،‬الديمقراطيين األوروبيين‪.‬‬ ‫المسيحية‬
‫‪25%‬‬ ‫‪184‬‬ ‫األحزاب االشتراكية في دول االتحاد‬ ‫المجموعة االشتراكية‬ ‫‪2‬‬
‫أحزاب الوسط في أوروبيا‪ ،‬األحزاب الليبرالية في بريطانيا‬ ‫تحالف الليبراليين‬
‫‪12%‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪3‬‬
‫وإ يطاليا وهولندا‬ ‫والديمقراطيين‬
‫‪7%‬‬ ‫‪55‬‬ ‫أحزاب البيئة في دول االتحاد‬ ‫كتلة الخفر‬ ‫‪4‬‬
‫اتحاد المحافظين‬
‫‪7%‬‬ ‫‪55‬‬ ‫األحزاب اليمينية المتطرفة‬ ‫‪5‬‬
‫واإلصالحي‬
‫‪5%‬‬ ‫‪35‬‬ ‫األحزاب الشيوعية‬ ‫تكتل اليسار المتحد‬ ‫‪6‬‬
‫‪4%‬‬ ‫‪32‬‬ ‫أحزاب متنوعة‬ ‫تكتل أوروبا‬ ‫‪7‬‬
‫‪4%‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪-‬‬ ‫المستقلون‬ ‫‪8‬‬

‫المصدر‪Clerck, Julia. "The European Parliament More powerful, less Legitimate ". Center for :‬‬
‫‪.European Policy Studies, Brussels,Belgium,2011. PP,18‬‬

‫الدولية المبرمة بين االتحاد األوروبي‬ ‫‪ )5‬محكمة العدل األوروبية‪ :‬هي أعلى محكمة‬
‫واألطراف الدولية‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أنه ال‬ ‫في االتحاد األوروبي‪ ،‬اختصاصاتها الرئيسة‬
‫يمكن النظر من قبل محكمة العدل األوروبية‬ ‫النظر في كافة المسائل والخالفات بين الدول‬
‫بأية قرارات صادرة عن المحاكم الوطنية إال‬ ‫األعضاء وبين دول االتحاد والدول األخرى‪،‬‬
‫في المسائل المعلقة بقانون االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫وكذلك بين مؤسسات االتحاد‪ ،‬وفي االتفاقيات‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪22 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫‪ -4‬ترأس دولة أوروبية االتحاد مدة سنتين‬ ‫تتكون المحكمة من (‪ )27‬قاضياً (قاضي من‬
‫ونصف‪.‬‬ ‫كل دولة) يتم تعيينهم باالتفاق المشترك‬
‫‪ -5‬تعزيز اتفاقية الدفاع المشترك لدول‬ ‫لحكومات الدول األعضاء‪ ،‬وعلى أن تتوفر‬

‫االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫لديهم المؤهالت المطلوبة للتعيين‪ ،‬مثل الكفاءة‬


‫العلمية‪ ،‬والخبرة العملية‪ ،‬ويتم تعيين القضاة‬
‫ومن الجدير بالذكر‪ ،‬بأن جميع الدول‬
‫لست سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬أما رئيس المحكمة‬
‫األعضاء قد صادقت على معاهدة إصالح‬
‫يتم انتخابه من القضاة لمدة ثالث سنوات(‬
‫االتحاد األوروبي باستثناء إيرلندا‪ ،‬حيث جرى‬
‫‪.)Catherine,2000,PP:21-22‬‬
‫استفتاء شعبي عام (‪ )2008‬كانت النتيجة‬
‫بنسبة (‪4‬ر‪ )%53‬للرفض‪ ،‬مقابل (‪6‬ر‪)%46‬‬ ‫وأخيراً‪ ،‬ال بد من التنويه بأن الدول‬
‫ممن أيدوا المعاهدة‪ ،‬وبهذا باتت المعاهدة نافذة‬ ‫األعضاء في االتحاد األوروبي في كانون أول‬
‫اعتباراً من ‪ 13‬كانون أول عام ‪.2009‬‬ ‫عام (‪ ،)2007‬وقعوا على معاهدة (لشبونة)‬
‫‪ :II‬الاتحاد األوروبي والتفاعل الخارجي‬ ‫في البرتغال‪ ،‬والتي تتضمن إصالح مؤسسات‬
‫والعوامل المؤثرة على وزنه الدولي‪:‬‬ ‫االتحاد األوروبي وعملية صنع القرار‬
‫بمختلف المستويات‪ ،‬ولكي تواجه العديد من‬
‫‪ I-II‬االتحاد االوروبي والتفاعل الدولي‪:‬‬
‫اإلشكاليات التي طرأت على مؤسسات االتحاد‬
‫يتزايد دور االتح اد األوروبي على‬
‫وخاصة الدستور الذي رفضته دول رئيسة‬
‫الص عيد ال دولي‪ ،‬خاصة بعد التوسع في ع دد‬
‫مثل فرنسا وهولندا‪ ،‬ويمكن إبراز أهم البنود‬
‫بح يضم (‪ )27‬دولة‬ ‫اء حيث أص‬ ‫األعض‬
‫التي نصت عليها معاهدة لشبونة بما يلي ((‬
‫أوروبية ح تى نهاية ع ام ‪ ،2011‬ودخ ول‬
‫‪:ECDGRI,2011,P:15‬‬
‫العديد من ال دول الش يوعية الس ابقة إلى االتح اد‬
‫األوروبي وحلف شمال األطلسي‪ ،‬الذي أعطي‬ ‫‪ -1‬ضمان حقوق موسعة لبرلمانات الدول‬

‫ذلك مؤش راً على ق درة التوحد الس لمي‪،‬‬ ‫األعضاء‪.‬‬


‫والتوافق على وضع سياس ات تخ دم األط راف‬ ‫‪ -2‬تطوير سياسات مشتركة في مجاالت‬
‫والمجتمع ال دولي‪ ،‬كمحاربة الجريمة الدولية‬ ‫الطاقة والوقود والقضايا المرتبطة‬
‫واالتج ار باألش خاص‪ ،‬والهج رة غ ير‬ ‫باالحتباس الحراري‪.‬‬
‫المش روعة‪ ،‬وتب ييض األم وال‪ .‬كما ويظهر‬ ‫‪ -3‬إعطاء منسق السياسة الخارجية لالتحاد‬
‫األوروبي صالحيات أوسع مما هو عليه‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫الع الم تتطلب من االتح اد األوروبي التكيف‬ ‫دور االتح اد في توظيف الجه ود الالزمة في‬
‫بشكل مستمر مع مجمل المتغيرات والتداعيات‬ ‫تحقيق نفوذ أوروبي قوي في المجتمع الدولي‪،‬‬
‫ش ريطة أن تالئم سياسة ووس ائل التع اون‬ ‫ينطلق من تأس يس لق ارة (أوروب ا) مس تقرة في‬
‫الخارجي مع مصالح وأولويات االتحاد‪ ،‬وعلى‬ ‫بن اء مجتمع أوروبي ي ؤمن ب األمن والس الم‬
‫أن يتم ذلك من خالل تعزيز االتص ال وتك ثيف‬ ‫ويدشن مع الم الق انون والمؤسس ية والح وار‬
‫الح وار من مختلف الش ركاء‪ ،‬وعن طريق‬ ‫ات‬ ‫ذي يرتكز على منطلق‬ ‫ابي ال‬ ‫اإليج‬
‫االعتم اد المتب ادل في توثيق ش تى العالق ات‬ ‫الديمقراطية واح ترام حق وق اإلنس ان‪ .‬وبش كل‬
‫اإلقليمية والدولية المتنوعة‪ ،‬ومن الجدير بالذكر‬ ‫ع ام‪ ،‬يعتمد االتح اد األوروبي على ع دة‬
‫أن المفوض ية األوروبية ‪ -‬كإح دى المؤسس ات‬ ‫مكون ات رئيس ية في تفاعله الخ ارجي تتمثل‬
‫الرئيس ية في تركيبة االتح اد األوروبي – ومنذ‬ ‫بمايلي(‪:)Burea,2006,P:201‬‬
‫أن ب دأت أعمالها ع ام (‪ )1999‬تق وم على تنفيذ‬
‫‪.1‬البعد السياسي‪ :‬إن المتغ يرات الدولية ال تي‬
‫إص الحات ش املة وواس عة وتق ييم لمختلف‬
‫طرأت على الساحة العالمية بعد انتهاء الحرب‬
‫السياس ات الخارجية من أجل تقرير األولوي ات‬
‫الب اردة وغي اب القطبية الثنائية في النظ ام‬
‫ال تي يت وجب على االتح اد أن يتقيد بها في‬
‫ال دولي ال ذي اس تمر منذ الح رب العالمية الثانية‬
‫عملية التنفيذ‪ ،‬خاصة وأن العولمة ومس تلزمات‬
‫ح تى انهي ار االتح اد الس وفييتي ع ام ( ‪،)1991‬‬
‫االنفتاح االقتصادي بدول اإلنتاج السلعي نحو‬
‫وال دور المتع اظم للسياس ات الرأس مالية ال تي‬
‫التنافس ية في الس وق من ج انب‪ ،‬والحاجة‬
‫تقودها الوالي ات المتح دة ومنظمة التج ارة‬
‫المس تمرة في إيج اد اس تراتيجيات تعاونية‬
‫الدولي ة‪ ،‬جعل ذلك بمجمله أن يق وم االتح اد‬
‫وبش كل مكثف مع تنظيم االقتص اد بما يفرضه‬
‫األوروبي ب ترتيب سياس اته وتفاعله ال دولي‬
‫الس وق من حجم الع رض والطلب ووضع‬
‫وعلى إس تراتيجية تع زز الق درة على االس تجابة‬
‫األس عار المناس بة‪ ،‬من ج انب آخ ر‪ .‬كما وأن‬
‫األكثر عملية في مواجهة الصراعات واألزمات‪،‬‬
‫المتغ يرات الدولية ال تي ظه رت بعد انته اء‬
‫تب دأ بتع اون وثيق بين أعض اء االتح اد‬
‫الح رب الب ادرة ‪-‬كظه ور التغ ير الس ريع في‬
‫األوروبي‪ ،‬وإ س هام في تنفيذ المه ام اإلنس انية‬
‫سياس ات الص ين وروس يا االتحادية على س بيل‬
‫على المس توى الع المي‪ ،‬كمه ام حفظ الس الم‬
‫ر‪ -‬من دول ذات تقليدية‬ ‫ال ال الحص‬ ‫المث‬
‫واالس تقرار في الع الم ودوائر النف وذ‪ .‬بمع نى‬
‫اش تراكية إلى دول أخ ذت بنهج النظ ام‬
‫آخر‪ ،‬إن المتغ يرات السياسية واالقتص ادية في‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪24 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫التابعة للن اتو في نهاية ع ام (‪ .)2004‬كما‬ ‫االقتص ادي الرأس مالي‪ ،‬دفع ب دول االتح اد‬
‫واتض حت اهتمام ات التع اون بين دول االتح اد‬ ‫األوروبي ب أن تعت ني مج دداً بوضع أسس‬
‫األوروبي والمجتمع الدولي في الجانب األمني‬ ‫للتعامل مع متطلبات السوق العالمي‪.‬‬
‫بعد أحداث سبتمبر ‪ 2001‬نتيجة تعرض عدد‬ ‫‪.2‬البعد األم>>>>>ني‪ :‬تبنت ال دول األعض اء في‬
‫من الدول لحوادث تفجير مختلفة‪ ،‬مما اس تدعى‬
‫االتح اد األوروبي ه دفاً مم يزاً في تط وير‬
‫مشاركات عسكرية مع دول صديقة كالواليات‬
‫المنظومة الدفاعي ة‪ ،‬حيث يعت بر ذلك المك ون‬
‫المتح دة س واء بص ور انفرادية أو من خالل‬
‫الث اني ال ذي يعتم ده اإلتح اد في تقوية وض عه‬
‫دول حلف ش مال األطلسي ال ذي يمثل االتح اد‬
‫ال داخلي وعالقاته الخارجي ة‪ .‬كما ويالحظ أن‬
‫معظم أعض ائه في كل من أفغانس تان والع راق‬
‫سياسة االتح اد الخارجية مبنية على إس تراتيجية‬
‫وليبيا‪ .‬كما وأن التفاوت في مواقف العديد من‬
‫تق وم على عالقة إرتباطية بين إرس اء سياسة‬
‫الدول األعضاء في االتحاد تجاه التدخل األمني‬
‫األمن والدفاع الداخلي والخارجي‪ ،‬وبين القدرة‬
‫خاصة مع الوالي ات المتح دة ما زال مؤش راً‬ ‫على التمكن في تعزيز المجاالت التنموية‪ ،‬لهذا‬
‫واض حاً على ع دم االنس جام بين دول االتح اد‪،‬‬
‫تم‬
‫وبم وجب معاه دة أمس تردام ع ام (‪ّ )1999‬‬
‫مما ي ؤثر بش كل س لبي على وزنه ال دفاعي‬
‫التوافق بين ممثلي ال دول األعض اء في االتح اد‬
‫المشترك ومستوى قوته الشاملة عالميا ‪.‬‬
‫على إرس اء سياسة األمن وال دفاع األوروبية‬
‫‪ .3‬تعزيز المجاالت االقتصادية‪ :‬حيث يرتبط‬ ‫وإ نشاء اللجنة العليا السياسية واألمنية المشتركة‬
‫هذا المكون بالعمل على تمكين االتحاد األوروبي‬ ‫لالتحاد‪ ،‬وتكوين لجنة عسكرية أوروبية‪ ،‬وهيئة‬
‫في ضمان قابليته وقدرته على المنافسة‬ ‫أرك ان ق وات لالتح اد األوروبي‪ ،‬ترتبط‬
‫الدولية‪ ،‬وبناء شراكات تجارية واستثمارية‬ ‫ب المجلس األوروبي‪ ،‬لتنفيذ المهم ات ال تي‬
‫متنوعة مع مختلف الدول مبنية على سياسة‬ ‫يح ددها‪ ،‬كتلك المتعلقة بعملي ات حفظ الس الم‪،‬‬
‫اقتصادية منفتحة‪ ،‬ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسياسة‬ ‫ومختلف القض ايا اإلنس انية داخل وخ ارج‬
‫تنموية تستند على قواعد منظمة التجارة‬ ‫جغرافية االتح اد األوروبي‪ .‬وعلى ض وء ذلك‬
‫العالمية‪ ،‬والعمل على إعطاء الفرصة في إعطاء‬ ‫نفذ االتح اد األوروبي العديد من مهم ات حفظ‬
‫السلع القادمة من الدول والمؤسسات لترويج‬ ‫السالم وإ دارة األزمات كان أبرزها في البوسنة‬
‫صادراتها داخل دول اإلتحاد األوروبي مع‬ ‫والهرسك حيث حلت ق وات االتح اد المكونة من‬
‫إعطاء امتيازات تفضيلية للمستوردات القادمة‬ ‫(‪ )7‬آالف جن دي مك ان ق وات حفظ الس الم‬

‫‪25‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫كما وتعت بر ال دول الواقعة على الس احل‬ ‫من الدول النامية ذات االقتصاديات التي تسعى‬
‫الجن وبي للبحر المتوسط ش ركاء في غاية‬ ‫للتحول المنفتح‪ ،‬كتخفيض الرسوم‪ ،‬أو بدخول‬
‫األهمية بالنس بة لالتح اد األوروبي‪ ،‬مما جعل‬ ‫مجاني معفى من الرسوم للسلع الواردة من‬
‫االتح اد يتجه إلتب اع سياسة التكامل اإلقليمي‪،‬‬ ‫بناء على برنامج االتحاد‬
‫الدول األكثر فقرًا‪ً ،‬‬
‫وذلك نظراً لعدة عوامل أساسية تتمحور عندها‬ ‫المعلن بخصوص ذلك عام ( ‪.)2001‬‬
‫تحقيق المص لحة المتبادلة وال تي تتمثل ب القرب‬
‫كما ويهتم االتحاد األوروبي في زيادة‬
‫ات التاريخية‬ ‫رافي‪ ،‬وأواصر العالق‬ ‫الجغ‬
‫حجم تجارته الدولية من خالل التعاون‬
‫تي ترتبط بين العديد من دول‬ ‫والثقافية ال‬
‫االقتصادي الفني بتوقيع اتفاقيات وإ قامة‬
‫االتح اد ودول المتوس ط‪ ،‬والوضع ال راهن‬
‫شراكات مع دول شرق آسيا كالصين والهند‬
‫والمس تقبلي لت دفق الهج رة‪ ،‬والحاجة الملموسة‬
‫ودول أمريكيا الالتينية وأفريقيا‪ ،‬والشرق‬
‫ين وضع دول المتوسط لتحقيق‬ ‫في تحس‬
‫األوسط‪ ،‬أما الدول األكثر تطوراً في المجال‬
‫االس تقرار لمجتمع ات ال دول‪ .‬ل ذا‪ ،‬في ع ام (‬
‫االقتصادي (الواليات المتحدة واليابان) ما زال‬
‫‪ )1995‬وضع االتح اد األوروبي أسس ش راكة‬
‫االتحاد األوروبي ليس لديه اتفاقيات تجارية‬
‫أوروبية متوس طية ص درت من خالل م ؤتمر‬
‫خاصة معها‪ ،‬لذلك تتم معالجة العالقات‬
‫(برش لونة) حيث بينت طبيعة الخط وط العامة‬
‫التجارية مع الدولتين سالفة الذكر‪ ،‬وفقاً آلليات‬
‫اد‬ ‫راكة بين كل من دول االتح‬ ‫التالية للش‬
‫منظمة التجارة العالمية والحفاظ على عالقات‬
‫األوروبي ودول ح وض المتوسط وال تي تتمثل‬
‫اقتصادية تقوم على أساس المساواة والشراكة‬
‫بما يلي‪Clerck,2011,PP:57-58(( :‬‬
‫في التعاون‪ ،‬وبأسلوب يحافظ على مستوى‬
‫‪ -1‬يستند الحوار السياسي بين الدول المشاركة‬
‫مقبول من االستيراد والتصدير بما يتناسب مع‬
‫في المؤتمر على إيجاد شراكة تؤدي إلى‬
‫انعكاسات إيجابية على الميزان التجاري لكل‬
‫وضع آليات لحل النزاعات سلميًا والحـد‬
‫جانب‪ ،‬وذلك ألن دول االتحاد األوروبي ليست‬
‫من التسلح‪.‬‬
‫على وفاق دائم في تحديد نمط العالقات‬
‫‪ -2‬تحسين العالقات االقتصادية والتجارية‬
‫الدبلوماسية والسياسية والعسكرية مع الواليات‬
‫بين الدول المشاركة‪ ،‬والعمل على إقامة‬
‫المتحدة‪.‬‬
‫منطقة للتجارة الحرة بالتعاون والشراكة‬
‫بين الدول األوروبية والمتوسطية‪.‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪26 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫االتح اد األوروبي على الس احة الدولية على‬ ‫‪ -3‬الشراكة في مختلف الميادين االجتماعية‬
‫النحو التالي‪:‬‬ ‫والثقافية التي تسهم بتنمية األفراد‬
‫‪ )1‬الس> > >>كان‪ :‬يق در ع دد س كان االتح اد‬ ‫والمؤسسات‪.‬‬
‫األوروبي حسب إحصائيات عام (‪)2010‬‬
‫‪ II-II‬العوامل المؤثرة على وزن االتحاد‬
‫مة((‬ ‫ون نس‬ ‫والي (‪ )500‬ملي‬ ‫بح‬
‫األوروبي في الساحة الدولية‪:‬‬
‫مما‬ ‫‪،Attina,2003,PP:181-200‬‬
‫يوجد العديد من العوامل التي تؤثر بالتالي‬
‫ي وفر س وق اس تهالكية ذات ق درة ش رائية‬
‫على دور االتح اد األوروبي على الس احة‬
‫وى عاملة متنوعة خاصة مع‬ ‫عالية وق‬ ‫الدولي ة‪ ،‬وه ذه العوامل تكمن في إمكاني ات‬
‫وج ود مس توى مرتفع لمتوسط دخل الف رد‬ ‫االتحاد االقتصادية والسياسية والتي يتمتع بها‪،‬‬
‫يقدر بحوالي (‪ )17‬ألف يورو سنويا‪.‬‬ ‫وفي المقابل هن اك العديد من العوامل المماثلة‬
‫‪ )2‬المساحة‪ :‬تقع دول االتحاد األوروبي‬ ‫ال تي تعت بر بمثابة تح ديات ت ؤثر على توجه ات‬
‫على مساحة تبلغ (‪9‬ر‪ )3‬مليون كم‪ ،2‬مما‬ ‫االتح اد‪ ،‬ل ذا ي أتي ه ذا المطلب من الدراسة‬
‫يوفر وجود ظروف مناخية متنوعة تساعد‬ ‫لتوض يح كل من العوامل اإليجابية والعوامل‬
‫على تنوع المحاصيل والثروات الطبيعية‬ ‫الس لبية ال تي ت ؤثر على دور االتح اد األوروبي‬
‫المتعددة‪ ،‬حيث السهول واألحواض الرسوبية‬ ‫في عالقاته وتفاعله على الصعيد الدولي‪.‬‬
‫والتربة الخصبة ووفرة المصادر المائية التي‬ ‫(‪ I‬العوامل اإليجابية‪:‬‬
‫بمجملها تساهم في كفاءة اإلنتاج الزراعي‬ ‫يتمتع االتحاد األوروبي بالعديد من معالم‬
‫وإ يجاد موارد مستمرة للصناعات الغذائية‪ ،‬مما‬ ‫الق وى اإليجابية ال تي تجعل منه ذا دور م ؤثر‬
‫جعلت من االتحاد يحتل المرتبة الثانية عالمياً‬ ‫في عالقاته الدولية‪ ،‬تتمثل هذه العوامل بكل من‬
‫بعد الواليات المتحدة في اإلنتاج الفالحي‬ ‫العوامل االقتصادية والعوامل السياسية‪.‬‬
‫العالمي (‪.Montalien,2010,PP:33-(34‬‬ ‫أوالً‪ :‬العوامل االقتص>>ادية‪ :‬تس تند ق وة العوامل‬
‫كما ويسهم موقع العديد من دول االتحاد على‬ ‫االقتص ادية ال تي يمثلها االتح اد األوروبي إلى‬
‫واجهات بحرية مهمة‪ -‬كبحر البلطيق شماالً‬ ‫مختلف العوامل الجيوبولتيكية الممثلة بالس كان‬
‫والمحيط األطلسي غرباً والبحر المتوسط‬ ‫والمساحة والموارد الطبيعية والقدرة اإلنتاجية‬
‫جنوباً‪ -‬في سهولة مجال التجارة والنقل نتيجة‬ ‫والتص نيعية والتجاري ة‪ ،‬وبش كل ع ام يمكن‬
‫وجود العديد من الموانئ الساحلية ذات النشاط‬ ‫إب راز ه ذه العوامل الم ؤثرة إيجابي اً في وزن‬

‫‪27‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫صناعة السيارات الذي يتفوق بإنتاج (‪)12‬‬ ‫المتميز‪ ،‬باإلضافة إلى أن ذلك يؤدي إلى زيادة‬
‫مليون سيارة سنوياً‪ ،‬مقابل (‪9‬ر‪ )9‬مليون‬ ‫النشاط في مجال السياحة ((‬
‫لليابان‪ ،‬و(‪6‬ر‪ )6‬مليون للواليات المحلية‪ ،‬كما‬ ‫‪.NSI,2011,P:11‬‬
‫ينافس الدول الصناعية الكبرى في إنتاج‬
‫‪ )3‬الموارد الطبيعية والقدرة اإلنتاجية‬
‫الصناعات عالية التكنولوجيا كالصناعة‬
‫والتصنيعية‪ :‬تظهر قدرة االتحاد األوروبي‬
‫الفضائية (صاروخ آريان) وصناعة الطائرات‬
‫االقتصادية من خالل مجموع الناتج المحلي‬
‫(إيرباص) (كمال‪،2010،‬ص‪.)14:‬‬
‫اإلجمالي الذي يقدر بمبلغ (‪ )15‬تريليون‬
‫دوالر((‪ ،USGS,2011‬حيث يعزز ذلك‬
‫‪ )4‬التجارة‪ :‬تصل مساهمة االتحاد األوروبي‬
‫توفر الثروات الطبيعية والقدرة اإلنتاجية‬
‫إلى (‪ )%32‬من المبادالت التجارية العالمية‪،‬‬
‫والتصنيعية‪ ،‬مع وجود العديد من الموارد‬
‫حيث تبلغ قيمة الصادرات إلى ( ‪ )2038‬مليار‬
‫األساسية التي تدخل في التصنيع والمعادن‪،‬‬
‫دوالر‪ ،‬أما قيمة الواردات تصل إلى ما قيمته (‬
‫مثل الحديد الخام‪ ،‬الغاز الطبيعي والبترول‪،‬‬
‫‪ )2215‬مليار دوالر‪ ،‬وذلك حسب تقديرات‬
‫والفحم‪ ،‬والنحاس‪ ،‬والرصاص‪ ،‬والزنك‪،‬‬
‫الميزان التجاري عام ( ‪( )2011‬‬
‫واليورانيوم‪ ،‬والبوتاس‪ ،‬والطاقة الكهرومائية‪،‬‬
‫‪.)Calmfors,2003,PP:319-320‬‬
‫واألخشاب‪ ،‬واألسماك‪ ،‬والزراعة‪ ،‬وهذا‬
‫بمجمله يوفر لدول االتحاد األوروبي القدرة‬
‫وبالمقارنة مع كل من الواليات المتحدة واليابان‬
‫العالية واالكتفاء الذاتي لحد مرتفع من معظم‬
‫نالحظ في كل من الجدول ( ‪ )3-1‬و (‪)4-1‬‬
‫هذه الموارد‪ ،‬وفي دعم اإلنتاج الصناعي‬
‫أن معدل االتحاد األوروبي األكثر في مجموع‬
‫المتنوع والمساهمة الهامة على المستويين‬
‫الصادرات‪ ،‬والواليات المتحدة األكثر في‬
‫المحلي والعالمي‪ ،‬خاصة في الصناعات‬
‫الواردات‪ ،‬منذ عام ( ‪ )2005‬وحتى نهاية عام (‬
‫الكيماوية والصلب واأللمنيوم والميكانيكية‪ ،‬مما‬
‫‪.)2011‬‬
‫جعل االتحاد األوروبي منافساً عالمياً في مجال‬

‫جدول رقم (‪ )3-1‬يبين حجم قيمة صادرات االتحاد األوروبي من السلع مقارنة مع الواليات المتحدة واليابان بين األعوام (‪ /2011 – 2005‬مليار دوالر)‬

‫(الحسن‪،2010،‬ص‪)114:‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫الدولة ‪ /‬االتحاد‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪28 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫ر‪ 21837‬ر‪112038‬‬ ‫االتحاد األوروبي ر‪ 201053‬ر‪ 281159‬ر‪ 851239‬ر‪ 131361‬ر‪3215837‬‬


‫ر‪ 211033‬ر‪ 221121‬ر‪121311‬‬ ‫ال‪61967‬‬ ‫ر‪12931‬‬ ‫ر‪92825‬‬ ‫ر‪90726‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫ر‪07623‬‬ ‫ر‪21601‬‬ ‫ر‪22588‬‬ ‫ر‪81571‬‬ ‫ر‪07515‬‬ ‫ر‪21478‬‬ ‫ر‪83454‬‬ ‫اليابان‬

‫واليابان بين األعوام ( ‪ /2011 – 2005‬مليار دوالر)((‬ ‫جدول رقم (‪ )4-1‬يبين حجم قيمة واردات االتحاد األوروبي من السلع مقارنة مع الواليات المتحدة‬

‫‪Benkoveskis,2011,PP:8-9‬‬

‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫الدولة ‪ /‬االتحاد‬


‫‪95‬ر‪21 1425‬ر‪3 1721‬ر‪7 1998‬ر‪2115 2093‬‬ ‫االتحاد األوروبي ‪8‬ر‪74 1179‬ر‪131‬‬
‫‪2‬ر‪3 2070‬ر‪1 2194‬ر‪2214‬‬ ‫‪5‬ر‪1932‬‬ ‫الواليات المتحدة ‪4‬ر‪35 1392‬ر‪4 1528‬ر‪1782‬‬
‫‪8‬ر‪821‬‬ ‫‪3‬ر‪791‬‬ ‫‪2‬ر‪721‬‬ ‫‪13‬ر‪653‬‬ ‫‪4‬ر‪572‬‬ ‫‪65‬ر‪19 414‬ر‪461‬‬ ‫اليابان‬

‫األوروبي خالل الف ترة من ع ام (‪-2005‬‬ ‫كما وتسهم جودة المنتجات األوروبية في‬
‫‪ )2011‬ما نسبته (‪2‬ر‪ )%6‬تأتي دولة أستونيا‬ ‫منافسة المنتج ات من ال دول األخ رى في‬
‫في المقدمة وبنس بة (‪9‬ر‪ )%8‬يليها دولة التفيا‬ ‫األسواق العالمية‪ ،‬كون االتحاد يضم ست دول‬
‫بنس بة (‪5‬ر‪ )%4‬وبولن دا والس ويد بنسب‬ ‫من القوة التجارية العالمية العشر‪ ،‬التي تتعامل‬
‫متش ابهة تق در بـ (‪ )%4‬وأقلها اليون ان ب تراجع‬ ‫مع مختلف الوحدات السياسية الدولية‪ ،‬وترتبط‬
‫والبرتغ ال ( ‪9‬ر‪1‬‬ ‫س لبي بنس بة (‪5 -‬ر ‪)%5‬‬ ‫باتفاقي ات ش راكة متنوعة مع مختلف ال دول‬
‫‪)%‬‬ ‫والمؤسسات والشركات االقتصادية العالمية‪.‬‬
‫‪ )5‬الناتج المحلي اإلجمالي‪ :‬يقدر الناتج المحلي‬
‫( ‪.)Benkovskis,2011,PP:11-12‬‬
‫اإلجم الي ل دول االتح اد بـ (‪ )12268‬ملي ار‬
‫وأخ يراً‪ ،‬يمكن توض يح واقع الق وة االقتص ادية‬ ‫ي ورو مقابل (‪ )17960‬ملي ار دوالر للوالي ات‬
‫وء المقارنة‬ ‫اد األوروبي على ض‬ ‫لالتح‬ ‫المتح دة‪ ،‬وتعت بر ألمانيا في مقدمة ال دول ( ‪)27‬‬
‫بالبيانات الرقمية التالية مع الدول الكبرى على‬ ‫في حجم الن اتج المحلي اإلجم الي وبقيمة تبلغ (‬
‫المس توى الع المي وذلك حسب تق ديرات نهاية‬ ‫‪ )2498‬ملي ار ي ورو‪ ،‬يليها كل من فرنسا‬
‫ع ام (‪ )2011‬من خالل الج دول الت الي (‪-1‬‬ ‫والمملكة المتح دة وإ يطاليا وإ س بانيا وبقيمة‬
‫كان دول‬ ‫وع س‬ ‫‪ .)5‬حيث نالحظ أن مجم‬ ‫إجمالي ة(‪)1062(،)1548(،)1697(،)2080‬‬
‫االتحاد األوروبي يمثل ثروة بشرية ذات وزن‬ ‫مليار يورو وعلى التوالي‪ ،‬ويبلغ متوسط نسبة‬
‫مؤشر على الس احة الدولي ة‪ ،‬حيث ي أتي في‬ ‫نمو الن اتج المحلي اإلجم الي عند دول االتح اد‬

‫‪29‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫فهي شبه متماثلة عند كل من االتحاد األوروبي‬ ‫المرتبة الثانية بين ال دول العظمى ويف وق ب ذلك‬
‫والص ين وبنس بة (‪ )%0.33‬و (‪)%0.31‬‬ ‫ع دد س كان كل من روس يا االتحادية والياب ان‬
‫على التوالي‪ ،‬أما قيمة اإلنفاق على الدفاع فتبلغ‬ ‫بح والي ثالثة أض عاف‪ .‬أما المس احة في أتي‬
‫(‪ )288‬ملي ار دوالر‪ ،‬يف وق ك ذلك ض عف ما‬ ‫بالرتبة الرابعة بعد روس يا والص ين الوالي ات‬
‫تنفقه مجمل كل من الص ين وروس يا والياب ان‪،‬‬ ‫المتح دة‪ .‬أما نس بة الن اتج الق ومي إلى الن اتج‬
‫إال أن الوالي ات المتح دة تتفق على القط اع‬ ‫العالمي‪ ،‬نالحظ أن االتحاد األوروبي ذو تأثير‬
‫العس كري أك ثر من مجمل ال دول الم ذكورة بما‬ ‫في االقتص اد الع المي كونه يمثل ما نس بة (‬
‫فيها االتح اد األوروبي‪ .‬أما البطالة نالحظ من‬ ‫‪ )%25.2‬من الن اتج الع المي ترتيب اً‪ ،‬وبعد‬
‫النسب ال واردة في الج دول أنها األعلى مقارنة‬ ‫الواليات المتحدة األميركية وبنسبة (‪)%32.5‬‬
‫مع ال دول س الفة ال ذكر وبنس بة (‪ )%9.5‬بينما‬ ‫ويالحظ ك ذلك وزن االتح اد األوروبي من‬
‫نس بة التض خم فاالتح اد األوروبي في المرتبة‬ ‫مؤشر قيمة الص ادرات العالمية بما يمثله من‬
‫الثالثة مقارنة مع الدول األخرى‪ .‬مما يعني أن‬ ‫نس بة (‪ )13.9‬وهي األعلى مقارنة مع الق وة‬
‫ذلك يمثل مش اكل واض حة ت ؤثر بالت الي على‬ ‫االقتص ادية العالمي ة‪ .‬وفيما يتعلق بنس بة‬
‫وزن االتحاد االوروبي‪.‬‬ ‫المساعدات إلى الدول النامية من الناتج الق ومي‬

‫جدول رقم (‪ ) 5-1‬يبين العناصر األساسية للقوة االقتصادية لالتحاد األوروبي‬


‫مقارنة مع الدول الكبرى عالمياً*‬
‫التسلسل‬

‫‪ 127‬مليون‬ ‫‪ 140‬مليون‬ ‫‪ 1474‬مليون‬ ‫‪ 350‬مليون‬ ‫‪ 500‬مليون‬ ‫عدد السكان‬ ‫‪1‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪30 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫‪ 377915‬كم ‪2‬‬ ‫‪575‬ر‪17‬‬ ‫‪9‬ر‪ 3‬مليون كم ‪83‬ر‪9‬مليون كم ‪6‬ر‪9‬مليون كم‬ ‫المساحة‬ ‫‪2‬‬
‫مليون كم ‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪97‬ر‪%10‬‬ ‫‪77‬ر‪%6‬‬ ‫‪1‬ر‪%11‬‬ ‫‪5‬ر‪32‬‬ ‫‪2‬ر‪25‬‬ ‫نسبة الناتج القومي إلى الناتج‬ ‫‪3‬‬
‫العالمي‬
‫‪8‬ر‪%9‬‬ ‫‪4‬ر‪%5‬‬ ‫‪8‬ر‪%8‬‬ ‫‪9‬ر‪%11‬‬ ‫‪9‬ر‪%13‬‬ ‫قيمة الصادرات عالمي ًا‬ ‫‪4‬‬
‫‪75‬ر‪ 41‬مليار‬ ‫‪ 50‬مليار‬ ‫‪ 65‬مليار‬ ‫‪ 623‬مليار‬ ‫‪ 288‬مليار‬ ‫قيمة اإلنفاق على الدفاع‬ ‫‪5‬‬
‫‪15‬ر‪%‬‬ ‫‪21‬ر‪%‬‬ ‫‪31‬ر‪%‬‬ ‫‪11‬ر‪%‬‬ ‫‪33‬ر‪%‬‬ ‫نسبة المساعدات إلى الدول‬ ‫‪6‬‬
‫النامية من الناتج القومي‬
‫‪6‬ر‪%4‬‬ ‫‪1‬ر‪%6‬‬ ‫‪3‬ر‪%4‬‬ ‫‪8‬ر‪%8‬‬ ‫‪5‬ر‪%9‬‬ ‫نسبة البطالة‬ ‫‪7‬‬
‫‪08‬ر‪%2‬‬ ‫‪11‬ر‪%6‬‬ ‫‪0‬ر‪%4‬‬ ‫‪9‬ر‪%2‬‬ ‫‪1‬ر‪%3‬‬ ‫نسبة التضخم‬ ‫‪8‬‬

‫تم جمع البيانات من قبل الباحث ومن المواقع اإلحصائية الرئيسة للدول المبينة في الجدول وحسب‬
‫* المصدر‪ّ :‬‬
‫تقديرات عام (‪.)2011‬‬

‫على الرغم من العوامل االقتصادية‬ ‫‪ )6‬العملة الموحدة (اليورو)‪:‬‬


‫اإليجابية التي يمتلكها االتحاد األوروبي سالفة‬ ‫لقد أص بح الي ورو ث اني أك ثر عملة من‬
‫الذكر‪ ،‬إال أن هناك العديد من العوامل السلبية‬ ‫إجم الي االحتياط ات النقدية الدولية بعد ال دوالر‬
‫التي تؤثر على واقع االتحاد‪ ،‬وتعتبر بمثابة‬ ‫ورو كعملة تتعامل بها دول‬ ‫منذ أن ظهر الي‬
‫تحديات هامة عند دراسة المعايير الجيوبولتكية‬ ‫االتح اد األوروبي ع ام ( ‪ ،)1999‬حيث ازدادت‬
‫ذات العالقة بوزن الوحدات السياسية الدولية‬ ‫النس بة من (‪9‬ر‪ )%17‬ع ام (‪ ،)1999‬إلى (‬
‫في تفاعلها ومدى نفوذها على المستوى‬ ‫‪1‬ر‪ )%27‬مع نهاية عام (‪ ،)2011‬مقابل (‪9‬ر‬
‫العالمي‪ ،‬وفيما يلي أبرز التحديات‪:‬‬ ‫‪ )%70‬و (‪8‬ر‪ )%62‬على الت والي للوالي ات‬
‫السكان‪ :‬وتظهر مشكلة السكان من خالل‬ ‫المتحدة‪ ،‬وبتراجع درجتين مئوية لنفس األعوام ‪-1‬‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬ ‫لص الح الي ورو أم ام الين الياب اني‪ ،‬و(‪5‬ر‪)%3‬‬
‫‪ )1‬الكثافة‪ :‬تقدر الكثافة السكانية في االتحاد‬ ‫على حس اب الجنيه االس ترليني‪ ،‬و(‪7‬ر‪)%3‬‬
‫األوروبي بـ (‪ )116‬شخص ًا لكل كيلو متر‬ ‫على حس اب ب اقي العمالت الدولية األخ رى‪،‬‬
‫مربع‪ ،‬وهي بهذا تزيد عن ثالثة أضعاف‬ ‫وذلك اس تناداً للبيان ات الرس مية الص ادرة عن‬
‫بالمقارنة مع الكثافة السكانية في الواليات‬ ‫البنك المركزي األوروبي عام ‪2011‬‬
‫المتحدة التي تبلغ ( ‪7‬ر ‪ /33‬كم ‪ ،)2‬كما أن‬ ‫(‪.)Hamarchand,2010,PP:2009-2010‬‬
‫معدل الزيادة الطبيعية للسكان تقدر بـ ( ‪08‬ر‬ ‫‪ )II‬العوامل السلبية‪:‬‬
‫‪ )%0‬مقابل ( ‪098‬ر ‪ )%0‬في الواليات‬
‫‪31‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫يليها فرنسا (‪86‬ر‪ )%12‬والمملكة‬ ‫المتحدة ( ‪ .)Iain,2011,P:14‬كمـا ويواجه‬


‫المتحدة (‪38‬ر‪ )%12‬وإ يطاليا ( ‪05‬ر‪12‬‬ ‫االتحاد األوروبي تحديـات‬
‫‪ ،)%‬بينما نالحظ معظم الدول الباقية ( ‪)23‬‬ ‫في مستقبله الديمغرافي‪ ،‬تتصل بشيوخة‬
‫دولة تمثل حوالي ( ‪ )%47‬من السكان (‬ ‫السكان وتزايد متوسط العمر‪ ،‬حيث يصل‬
‫‪.Hudson,2010,PP:37-(38‬‬ ‫إلى (‪4‬ر‪ )82‬عاماً للنساء و (‪4‬ر‪)76‬‬
‫‪ )2‬التركيبة العرقية‪ :‬تختلف التركيبة‬ ‫عاماً للرجال‪ ،‬باإلضافة إلى التحوالت‬
‫السكانية لالتحاد األوروبي بشكل ملحوظ‪،‬‬ ‫السكانية المرتبطة بالهجرة الداخلية في‬
‫فهي تشمل على (‪ )15‬مجموعة عرقية‬ ‫االتحاد‪ ،‬حيث الهجرة من البلدان األكثر‬
‫تشكل نحو (‪ )%90‬من مجموع السكان‬ ‫فقراً في شرق االتحاد األوروبي إلى‬
‫العام لالتحاد (ألمان‪ ،‬فرنسيين‪ ،‬إنجليز‪،‬‬ ‫ثراء في أوروبا الغربية‪،‬‬
‫الدول األكثر ً‬
‫إيطاليين‪ ،‬بولنديين‪ ،) . . . ،‬كما أن هذا‬ ‫ومن المناطق الصناعية السابقة كبريطانيا‬
‫االختالف في التركيبة يرتبط بالتنوع الثقافي‬ ‫وألمانيا إلى مناطق (الحزام الشمسي)‬
‫العالي لدى سكان االتحاد من جانب‪،‬‬ ‫ذات البيئة والمناخ األكثر مالئمة كإسبانيا‬
‫وارتباطاتهم القومية غير المتجانسة من‬ ‫وجنوب فرنسا وإ يطاليا والبرتغال‪ .‬أما‬
‫جانب آخر (حاتم‪،2004 ،‬ص‪.)19 :‬‬ ‫اإلشكالية األخرى‪ ،‬تتمثل في تفاوت الكثافة‬
‫‪ )3‬الهجرة إلى أوروبا‪ ،‬حيث تعتبر من‬ ‫بين دول االتحاد األوروبي‪ ،‬حيث تتراوح‬
‫القضايا التي تواجه االتحاد األوروبي‪،‬‬ ‫الكثافة بين أعلى معدل في مالطا والتي‬
‫خاصة وأن معظم الوافدين يصلون‬ ‫تقدر بـ (‪306‬ر‪ )1‬نسمة ‪/‬كم‪ ،2‬يليها‬
‫بطريقة غير شرعية من أفريقيا نظراً‬ ‫هولندا وبلجيكا والمملكة المتحدة بمعدالت‬
‫للمناطق الساحلية الكبيرة والقرب‬ ‫(‪7( ،)352( ،)397‬ر‪ )251‬نسمة ‪ /‬كم‪2‬‬
‫الجغرافي‪ ،‬حيث باتت هذه المسألة تمثل‬ ‫على التوالي‪ ،‬مقارنة بأدنى معدل عند كل‬
‫مشكلة إنسانية وسياسية نظراً لتزايد معدل‬ ‫من فنلندا وبمعدل (‪8‬ر‪ ،)15‬والسويد‬
‫الهجرة بشكل عام بالنسبة لالتحاد‬ ‫بمعدل (‪6‬ر‪ )20‬والتفيا بمعدل (‪)35‬‬
‫األوروبي حيث وصلت إلى (‪1‬ر‪ )3‬لكل‬ ‫نسمة ‪ /‬كم‪Hudson,2010,PP:33-(2‬‬
‫ألف نسمة مقابل (‪8‬ر‪ )2‬عام (‪( )2003‬‬ ‫‪ . )34‬وكذلك التفاوت بين سكان دول‬
‫‪ ،)NSI,2010,P:13‬وهذا بمجمله يؤثر‬ ‫االتحاد‪ ،‬حيث تعتبر ألمانيا الدولة األكبر‬
‫في عدد السكان وبمعدل (‪31‬ر‪)%16‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪32 ، 2‬‬
‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫باإلضافة إلى وضع ميثاق اقتصادي يكون أكثر‬ ‫على االستقرار األمني وجوانبه المتعددة‬
‫قوة يكفل قدر أعظم من التكامل واالعتماد‬ ‫لدول االتحاد‪.‬‬
‫المتبادل في شتى القطاعات االقتصادية‪ .‬وفيما‬ ‫تحديات اقتصادية‪ :‬تواجه االتحاد األوروبي‬ ‫‪-2‬‬
‫يلي أبرز التحديات االقتصادية التي تواجه دول‬ ‫تحديات اقتصادية هائلة‪ ،‬وهي تؤثر على‬
‫االتحاد األوروبي‪:‬‬ ‫وضعه ومستقبله االستراتيجي‪ ،‬تتمثل في أزمة‬
‫‪ )1‬أزمة الديون‪ :‬تعاني العديد من دول‬ ‫الديون‪ ،‬والمضاربات االقتصادية الدولية‪،‬‬
‫االتحاد األوروبي حجم مديونية عالية نتيجة‬ ‫والقدرة التنافسية أمام المنتجات السلعية التي‬
‫األزمة االقتصادية العالمية منذ عام (‪)2008‬‬ ‫بمجملها تؤثر على النمو األوروبي‪ ،‬مما ينعكس‬
‫التي أدت إلى ركود اقتصادي أوروبي غير‬ ‫ذلك على الوضع االجتماعي لسكان االتحاد‬
‫معهود‪ ،‬حيث يقدر مجموع الدين الحكومي‬ ‫األوروبي في مختلف مجاالت الحياة‪،‬‬
‫لدول االتحاد األوروبي ثمانية تريليون يورو‪،‬‬ ‫كالتضخم‪ ،‬والبطالة‪ ،‬وهذا يستدعي االلتزام‬
‫مما اضطر الحكومات إلى ضخ الكثير من‬ ‫المستمر في إصالح وتنظيم النظام المالي‪،‬‬
‫األموال لتحفيز االقتصاد لكنها فشلت هذه‬ ‫ووضع آليات قادرة على مواجهة التحديات‬
‫السياسة المالية مما أدى بها إلى الحاجة الملحة‬ ‫الطارئة‪ ،‬كإنشاء صندوق مالي مشترك بغية‬
‫لالستدانة‪ ،‬وبالتالي وصلت إلى وضع غير‬ ‫مواجهة هجمات المضاربة التي تعاني منها‬
‫قادر على تسديد الديون‪ ،‬وللخروج من األزمة‬ ‫اقتصاديات منطقة (اليورو)‪ ،‬وتنمية اقتصادية‬
‫تعددت وشملت تقديم حزم أنقاض عن طريق‬ ‫في كل دول االتحاد لتكون على درجة أفضل‬
‫المساعدات‪ ،‬وإ نشاء صندوق إنقاذ مالي‪ ،‬كما‬ ‫في تقاسم المخاطر االقتصادية التي تطرأ بين‬
‫طرحت الحكومات سياسات تقشفية شملت‬ ‫الحين واآلخر‪ ،‬ومنح البنك المركزي األوروبي‬
‫خفض اإلنفاق وزيادة الضرائب وخفض‬ ‫سلطات أكبر في تنفيذ السياسات التحديثية في‬
‫الرواتب ورفع سن التقاعد‪ ،‬مما أوجد تزايدًا‬ ‫المجال المالي عند كافة الدول األعضاء‪،‬‬
‫في مواجهة المواطنين للحكومات‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫ويبين الجدول التالي رقم (‪ )6-1‬قيمة الدين ونسبة الدين الحكومي إلى حجم االقتصاد لعدد من‬
‫الدول األكثر تضرراً‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ )6-1‬قيمة الدين ونسبة الدين الحكومي إلى حجم االقتصاد لعدد من الدول‬
‫األكثر تضرراً في االتحاد االوروبي*‬

‫قيمة الدين‬
‫نسبة الدين‬ ‫الدولة‬
‫‪Central Bank. "The‬‬ ‫بمليار> يورو‬ ‫* المصدر‪European :‬‬
‫‪Monetary Policy in‬‬ ‫‪Implementation of‬‬
‫‪160%‬‬ ‫‪350‬‬ ‫‪ -1‬اليونان‬
‫‪.Dec,2011. P. 9‬‬ ‫‪the Euro Area".‬‬
‫‪120%‬‬ ‫‪190‬‬ ‫‪ -2‬إيطاليا‬
‫‪160%‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪ -3‬إسبانيا‬
‫نسبته (‪5‬ر‪)%9‬‬ ‫‪ )2‬البطالة‪ :‬تعتبر‬
‫‪80%‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪ -4‬البرتغال‬
‫حسب تقديرات عام (‬ ‫مشكلة البطالة من‬
‫‪100%‬‬ ‫‪620‬‬ ‫‪ -5‬إيرلندا‬
‫‪ ،)2011‬مقارنة ( ‪8‬ر‬ ‫‪97%‬‬ ‫‪325‬‬ ‫‪ -6‬بلجيكا‬ ‫التحديات التي تواجه‬
‫‪ )%8‬للواليات‬ ‫‪84%‬‬ ‫‪1289‬‬ ‫‪ -7‬ألمانيا‬ ‫دول االتحاد‬
‫المتحدة‪ ،‬وبنسبة (‪6‬ر‬ ‫‪81%‬‬ ‫‪710‬‬ ‫‪ -8‬المجر‬ ‫األوروبي‪ ،‬وهذا‬
‫‪80%‬‬ ‫‪920‬‬ ‫‪ -9‬المملكة المتحدة‬
‫‪ )%4‬لليابان (وذلك‬ ‫يتطلب تأمين وظائف‬
‫حسب النسب الواردة في الجدول التالي رقم (‬ ‫لعمالة مؤهلة لقرابة (‪ )5-4‬مليون وظيفة‬
‫‪.))7-1‬‬ ‫سنوياً في ظل نسبة بطالة مرتفعة وبمتوسط ما‬

‫الجدول رقم (‪ ) 7-1‬يبين متوسط نسب البطالة في دول االتحاد األوروبي وكل من الواليات المتحدة‬
‫واليابان خالل الفترة من (‪*)2011-2005‬‬
‫السنة‬
‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬
‫الدولة‬
‫‪5‬ر‪9‬‬ ‫‪6‬ر‪9‬‬ ‫‪3‬ر‪8‬‬ ‫‪7‬ر‪6‬‬ ‫‪3‬ر‪7‬‬ ‫‪4‬ر‪8‬‬ ‫‪9‬ر‪8‬‬ ‫االتحاد األوروبي‬
‫‪8‬ر‪8‬‬ ‫‪7‬ر‪9‬‬ ‫‪5‬ر‪8‬‬ ‫‪1‬ر‪5‬‬ ‫‪4‬ر‪4‬‬ ‫‪7‬ر‪4‬‬ ‫‪1‬ر‪5‬‬ ‫الواليات المتحدة‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪34 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫‪6‬ر‪4‬‬ ‫‪8‬ر‪4‬‬ ‫‪4‬ر‪4‬‬ ‫‪9‬ر‪3‬‬ ‫‪0‬ر‪4‬‬ ‫‪1‬ر‪4‬‬ ‫‪5‬ر‪4‬‬ ‫اليابان‬

‫* المصدر‪ :‬البنك المركزي األوروبي‪.2011 ،‬‬

‫دول االتحاد األوروبي‪ ،‬وقد سجل أعلى نسبة‬ ‫ومن الجدير بالذكر أن أعلى نسبة لمعدل‬
‫للتضخم عند رومانيا بمعدل (‪8‬ر‪ )%5‬يليها‬ ‫البطالة في دول االتحاد األوروبي عند كل من‬
‫استوانيا والتفيا وبنسبة لكل منهما (‪1‬ر‪ )%5‬و‬ ‫التفيا يليها إسبانيا وليوانيا ثم إيرلندا وبنسب (‬
‫(‪2‬ر‪ )%4‬على التوالي‪ ،‬واقلها عند‬ ‫‪3‬ر‪1( ،)%22‬ر‪8( ،)89‬ر‪2( ،)85‬ر‪)13‬‬
‫لوكسمبورغ بنسبة (‪4‬ر‪ )%1‬والسويد بنسبة (‬ ‫وعلى التوالي‪ ،‬وأقلها عند كل من هولندا‬
‫‪6‬ر‪.NSI,2010,P:17(( )%1‬‬ ‫والنمسا ولوكسمبورغ وبمعدل ما نسبته (‪1‬ر‪4‬‬
‫‪ )4‬الطاقة‪ :‬من المشاكل الرئيسية التي تواجه‬ ‫‪9( ،)%‬ر‪6( ،)%4‬ر‪ )%5‬وعلى التوالي‪،‬‬
‫االتحاد األوروبي افتقاره لسياسة موحدة‬ ‫بينما في المملكة المتحدة وصلت النسبة إلى ( ‪9‬‬
‫للطاقة مما يؤثر ذلك على واقع ومستقبل وزنه‬ ‫ر‪ )7‬وفي ألمانيا (‪3‬ر‪ ،)7‬وفرنسا (‪1‬ر‪،)10‬‬
‫الدولي‪ .‬وتشير اإلحصاءات الصادرة عن‬
‫وإ يطاليا (‪8‬ر‪ ،)%8‬وذلك حسب متوسط‬
‫وكالة الطاقة الدولية لعام (‪ )2010‬أنه يعمل‬
‫التقديرات لنهاية عام (‪.)2011‬‬
‫في العالم اليوم (‪ )441‬مفاعالً نووياً لتوليد‬
‫‪ )3‬التضخم‪ :‬كما ويمثل التضخم السنوي‬
‫الطاقة الكهربائية‪ ،‬وهناك (‪ )26‬مركزاً قيد‬
‫لدول االتحاد األوروبي مشكلة باتت أكثر‬
‫البناء‪ ،‬وإ ن الطاقة النووية تشكل ما نسبته (‬
‫وضوحاً في السنوات األخيرة نتيجة األزمة‬
‫‪ )%16‬من إنتاج الكهرباء في العالم‪ ،‬وإ ن‬ ‫االقتصادية العالمية‪ ،‬حيث وصل متوسط نسبة‬
‫أوروبا (دول االتحاد) لديها (‪ )%14‬من‬ ‫التضخم عند كافة دول االتحاد إلى ( ‪1‬ر‪)%3‬‬
‫مجموع المفاعالت النووية على المستوى‬ ‫حسب تقديرات عام ( ‪ ،)2011‬مقارنة بنسبة (‬
‫العالمي‪ ،‬حيث تتصدر فرنسا دول االتحاد‬ ‫‪02‬ر‪ )%3‬عام ( ‪ ،)2010‬و ( ‪2‬ر‪ )%3‬عام (‬
‫بامتالكها (‪ )59‬مركزاً تسد احتياجاتها من‬ ‫‪ ،)2009‬علمًا بأن متوسط النسب كان يتراوح‬
‫الطاقة المستهلكة وبنسبة عالية تصل إلى (‬ ‫بين األعوام ( ‪ ،)2008 -2005‬إلى ما متوسطه‬
‫‪ )%77‬يليها كل من المملكة المتحدة وألمانيا‬ ‫( ‪67‬ر ‪ )%2‬وهذا بمجمله يؤثر على قيمة‬
‫وإ سبانيا وهولندا وبلجيكا وبنسبة (‪()%8‬فيل‪،‬‬ ‫القدرة الشرائية عند األفراد المستهلكين نتيجة‬
‫‪،2006‬ص‪ .)78-77:‬كما وتعتمد دول‬ ‫تزايد األسعار مقابل معدل األجور وتراجع‬
‫االتحاد األوروبي على المحروقات الصلبة‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي لكل فرد في معظم‬
‫‪35‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫‪،2008‬ص‪ .)8:‬وعلى ضوء ذلك‪ ،‬نالحظ أن‬ ‫بنسبة (‪ )%19‬و (‪ )%5‬على الطاقة المتجددة‬
‫احتياجات االتحاد األوروبي من الطاقة لها‬ ‫و (‪ )%38‬على النفط‪ ،‬و (‪ )%24‬على الغاز‬
‫عالقة مباشرة مع مستقبل توفير آمن‬ ‫الطبيعي ((‪ .Carare,2011,P:18‬أما فيما‬
‫لالحتياجات االقتصادية المتنامية لهذه السلعة‬ ‫يتعلق بحجم االستهالك اليومي من النفط الخام‬
‫الدولية‪ ،‬وإ ن تزايد الحاجة واالعتماد يؤدي إلى‬ ‫يأتي موقع االتحاد األوروبي في المرتبة الثانية‬
‫تبعية مستقبلية خاصة مع روسيا في السنوات‬ ‫عالمياً بعد الواليات المتحدة‪ ،‬حيث تبلغ كمية‬
‫العشر المقبلة في ظل تزايد تكلفة برميل النفط‬ ‫االستهالك (‪ )14‬مليون برميل‪ ،‬بينما الواليات‬
‫عالمياً‪ ،‬وتؤكد التوقعات المستقبلية أن‬ ‫المتحدة (‪ )21‬مليون برميل‪ ،‬أما الصين (‪)8‬‬
‫احتياجات دول االتحاد األوروبي ستعتمد على‬ ‫مليون برميل يومياً (من أصل ‪ )86‬مليون‬
‫روسيا مما يحتم على االتحاد وضع الطاقة‬ ‫برميل مجموع استهالك العالم يومياً)‪ ،‬تعتمد‬
‫كجزء أساسي في عالقاته الخارجية‪ ،‬والتركيز‬ ‫دول االتحاد األوروبي في استهالكها اليومي‬
‫على تنمية إستراتيجيات داخلية تؤدي إلى تنمية‬ ‫على مناطق متعددة عالمياً أبرزها الشرق‬
‫المصادر البديلة‪ ،‬والبحث عن سياسات توافقية‬ ‫األوسط وروسيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا (‬
‫مع الدول الكبرى في زيادة حجم االستثمارات‬ ‫‪ .)WNA,2010,PP:8-9‬أما الغاز تعتمد‬
‫في المناطق ذات االحتياطات األكبر من‬ ‫دول االتحاد على (‪ )%25‬من الغاز الروسي‬
‫مصادر النفط‪ ،‬يبين الجدول التالي رقم (‪)8-1‬‬ ‫وعلى (‪ )%18‬من بحر قزوين وأوكرانيا‬
‫ترتيب إنتاج االتحاد األوروبي من النفط حسب‬ ‫والنرويج و (‪ )%17‬من دول الخليج العربي‬
‫تقديرات عام (‪.)2011‬‬ ‫وجنوب أفريقيا وإ يران والجزائر(العاني‪،‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪36 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫جدول (‪ )8-1‬يبين ترتيب إنتاج االتحاد األوروبي من النفط حسب تقديرات عام (‪*)2011‬‬

‫نسبة اإلنتاج عالمياً‬ ‫اإلنتاج (برميل‪ /‬يوميا)‬ ‫الدولة المنظمة‬ ‫التسلسل‬


‫‪01‬ر‪%12‬‬ ‫‪1 054 000‬‬ ‫المملكة السعودية‬ ‫‪1‬‬
‫‪06‬ر‪%10‬‬ ‫‪8 800 000‬‬ ‫روسيا االتحادية‬ ‫‪2‬‬
‫‪91‬ر‪%8‬‬ ‫‪7 800 000‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪77‬ر‪%4‬‬ ‫‪4 172 000‬‬ ‫إيران‬ ‫‪4‬‬
‫‪56‬ر‪%4‬‬ ‫‪3 991 000‬‬ ‫الصين‬ ‫‪5‬‬
‫‪90‬ر‪%3‬‬ ‫‪3 289 000‬‬ ‫كندا‬ ‫‪6‬‬
‫‪56‬ر‪%3‬‬ ‫‪3 001 000‬‬ ‫المكسيك‬ ‫‪7‬‬
‫‪32‬ر‪%3‬‬ ‫‪2 798 000‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪8‬‬
‫‪05‬ر‪%3‬‬ ‫‪2 572 000‬‬ ‫البرازيل‬ ‫‪9‬‬
‫‪96‬ر‪%2‬‬ ‫‪2 497 000‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪10‬‬
‫‪93‬ر‪%2‬‬ ‫‪2 472 000‬‬ ‫فنزويال‬ ‫‪11‬‬
‫‪85‬ر‪%2‬‬ ‫‪2 399 000‬‬ ‫العراق‬ ‫‪12‬‬
‫‪81‬ر‪%2‬‬ ‫‪2 365 000‬‬ ‫االتحاد األوروبي‬ ‫‪13‬‬
‫المصدر‪Science for A changing World (USGS). Oil and Gas Fields, U. S Geological :‬‬
‫‪.Survey,Texes,U. S. A,2011‬‬

‫للنفط بين دول االتحاد األوروبي‪ ،‬حيث تنتج ما‬ ‫من خالل البيانات الرقمية الواردة في الجدول‬
‫نسبته (‪78‬ر‪ .)%1‬كما يبين الجدولين (‪) 9-1‬‬ ‫رقم (‪ )8-1‬نالحظ أن ترتيب االتحاد‬
‫و(‪ )10 -1‬نسبة االحتياطي من النفط والغاز‬ ‫األوروبي في إنتاج النفط رقم (‪ )13‬بين دول‬
‫لالتحاد األوروبي مقارنة بكل من الواليات‬ ‫العالم‪ ،‬وعند احتساب مجموع إنتاج الدول‬
‫المتحدة وروسيا والصين‪.‬حيث نالحظ أن نسبة‬ ‫العربية نجد أن حصته من اإلنتاج عالمياً تصل‬
‫احتياطي النفط والغاز لدى االتحاد األوروبي‬ ‫إلى (‪71‬ر‪ ،)%29‬كون معدل الجامعة العربية‬
‫متدنية مقارنة مع مجمل الدول الكبرى من‬ ‫تنتج (‪ )2417153‬برميل يومياً‪ ،‬مقابل ما‬
‫احتياطي النفط‪ ،‬وبنسبة ضئيلة جداً مقارنة مع‬ ‫نسبته (‪81‬ر‪ )%2‬وما مجموعه (‪)2365000‬‬
‫روسيا التي تمتلك (‪ )%25‬من احتياط مادة‬ ‫برميل يومياً لالتحاد األوروبي‪ .‬ومن الجدير‬
‫الغاز على المستوى العالمي‪ ،‬وبنسبة تزيد عن‬ ‫بالذكر أن المملكة المتحدة هي األكثر إنتاجاً‬

‫‪37‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫دول االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫(‪ )10‬أضعاف احتياط النفط مقارنة مع مجمل‬

‫يبين الجدول (‪ )9 -1‬نسبة احتياطي النفط للدول الكبرى عالميا‪* .‬‬

‫‪54‬ر‪%1‬‬ ‫‪000‬ر‪000‬ر‪970‬ر‪20‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪1‬‬


‫‪45‬ر‪%0‬‬ ‫‪000‬ر‪000‬ر‪146‬ر‪6‬‬ ‫االتحاد األوروبي‬ ‫‪2‬‬
‫‪82‬ر‪%5‬‬ ‫‪000‬ر‪000‬ر‪000‬ر‪79‬‬ ‫روسيا‬ ‫‪3‬‬
‫‪18‬ر‪%1‬‬ ‫‪000‬ر‪000‬ر‪000‬ر‪16‬‬ ‫الصين‬ ‫‪4‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪000‬ر‪384‬ر‪340‬ر‪357‬ر‬ ‫االحتياطي العالمي‬
‫‪1‬‬
‫*المصدر‪.World Energy Council. Survey of Energy Resources, (21ed) ,2007:‬‬

‫يبين الجدول (‪ )10 -1‬نسبة احتياطي الغاز للدول الكبرى من االحتياط‬


‫العالمي*‬
‫‪455‬ر‪%25‬‬ ‫‪000‬ر‪650‬ر‪44‬‬ ‫روسيا‬ ‫‪1‬‬
‫‪407‬ر‪%3‬‬ ‫‪000‬ر‪977‬ر‪5‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪2‬‬
‫‪411‬ر‪%1‬‬ ‫‪000‬ر‪476‬ر‪2‬‬ ‫االتحاد األوروبي‬ ‫‪3‬‬
‫‪291‬ر‪%1‬‬ ‫‪000‬ر‪265‬ر‪2‬‬ ‫الصين‬ ‫‪4‬‬
‫‪100%‬‬ ‫‪000‬ر‪400‬ر‬ ‫االحتياطي العالمي‬
‫‪175‬‬
‫*المصدر‪.World Energy Council. Survey of Energy Resources, (21ed) ,2007 :‬‬

‫‪ )1‬إشكالية االنسجام السياسي‪ :‬ما زالت هناك‬ ‫التحديات السياسية الداخلية‪ :‬تواجه االتحاد‬ ‫‪-3‬‬
‫مشكلة عامة تواجه االتحاد تتمثل في عدم‬ ‫األوروبي العديد من القضايا الخالفية التي‬
‫االنسجام في التوجهات السياسية لدى‬ ‫تبقى تؤثر في مستوى االنسجام السياسي عند‬
‫الدول خاصة تلك التي انضمت لالتحاد‬ ‫الدول األعضاء منها ما يتعلق بالخالفات على‬
‫من دول أوروبا الشرقية‪ ،‬مثل‪ :‬المجر‬ ‫السياسات الداخلية والمصالح األحادية للدول‪،‬‬
‫وبولندا والتشيك‪ ،‬وهي التي أطلقت عليها‬ ‫وخالفات ذات عالقة باالرتباطات الثقافية لدى‬
‫الواليات المتحدة صفة أوروبا الجديدة‪،‬‬ ‫سكان االتحاد‪ ،‬وأخرى مرتبطة بالسياسة‬
‫كون هذه الدول كانت تخضع للنظام‬ ‫الخارجية‪ ،‬وفيما يلي توضيح لهذه التحديات‪:‬‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪38 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫االتحاد بالسياسة الخارجية الموحدة‪،‬‬ ‫الشيوعي قبل انهيار االتحاد السوفييتي‪،‬‬


‫فالدول ذات التأثير الدولي المحدود‬ ‫حيث أصبحت هذه الدول تؤمن بالقيم التي‬
‫بالمقارنة مع الدول الكبرى في االتحاد‬ ‫تتماشى مع المصالح األمريكية كونها‬
‫األوروبي أكثر التزاماً بسياسة االتحاد‬ ‫تستفيد من الدعم االقتصادي الذي تقدمه‬
‫الموحدة‪ ،‬بينما كدولة كبرى مثل بريطانيا‬ ‫الواليات المتحدة في نفس الوقت الذي‬
‫تتخذ أحياناً مواقف مستقلة عن سياسات‬ ‫تريد االستفادة من مزايا انضمامها‬
‫االتحاد كموقعها من تطوير قوة الدفاع‬ ‫لالتحاد‪ ،‬مما يعتبرها البعض من دول‬
‫األوروبية المشتركة ومن الحرب األمريكية‬ ‫االتحاد أنها باتت تشكل عبئاً على وحدة‬
‫على العراق وسياسة مواجهة اإلرهاب‪.‬‬ ‫توجهات االتحاد وأنها بمثابة (حصان‬
‫‪ )4‬مسألة اختالف الثقافات في أوروبا‪ :‬تشكل‬ ‫طروادة) كونها تخدم الواليات المتحدة‬
‫قضية اختالف الثقافات عند دول االتحاد‬ ‫أكثر من االتحاد‪.‬‬
‫من المسائل الشائكة التي تبقى تهدد‬ ‫‪ )2‬خشية الدول الصغيرة وذات اإلمكانات‬
‫انسجام واستقرار مستقبل االتحاد‬ ‫االقتصادية الجيدة من التوسع في عدد‬
‫األوروبي‪ ،‬علماً بأن العديد من المهتمين‬ ‫األعضاء‪ :‬بمعنى أن الدول التي تمتلك‬
‫في تمتين أواصر االتحاد مثل (جان مونيه)‬ ‫مقومات اقتصادية وذات استقرار‬
‫والذي يعتبر أحد مهندسي بناء االتحاد‬ ‫مجتمعي تتأثر بدخول دول فقيرة‪ ،‬حيث‬
‫األوروبي ركز على ذلك واعتبر أن التنوع‬ ‫أن دوالً مثل هولندا وبلجيكا وفنلندا ستفقد‬
‫الثقافي سوف يبقى يهدد االتحاد‪ ،‬وأن‬ ‫من حجم قدراتها المادة بعد دخول دول‬
‫التقريب بين الثقافات ال بد أن تبقى من‬ ‫جديدة خاصة من أوروبا الشرقية إلى‬
‫أولويات السياسة الداخلية‪ ،‬وأن على‬ ‫االتحاد‪.‬‬
‫مؤسسة االتحاد أن تخصص موازنة‬ ‫‪ )3‬الخالفات المتعلقة بالسيادة الوطنية‪ :‬ما‬
‫لمواجهة هذا التحدي‪ ،‬ومن المعروف أن‬ ‫زالت قضية التأثير من االندماج في‬
‫هناك أعداد واضحة من السكان الذين‬ ‫االتحاد لها انعكاساتها المباشرة على‬
‫يعيشون في دول االتحاد األوروبي ذي‬ ‫استقالل القرار السياسي للدولة الواحدة‪،‬‬
‫ثقافة مرتبطة بقيم دينية وقومية مغايرة‪،‬‬ ‫في الوقت الذي ترى عدد من الدول أن‬
‫فعلى سبيل المثال يوجد حوالي ( ‪)17‬‬ ‫هناك تفاوتًا في التزام الدول األوروبية في‬

‫‪39‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫ينسجم مع توجهات االتحاد الموحدة في‬ ‫مليون مسلم يشكلون قوة ثقافية تتناقض مع‬
‫سياسته الخارجية والدفاعية ((‬ ‫العديد من القيم والسلوكيات خاصة‬
‫‪.Peter,PP:47-48‬‬ ‫السياسية التي تنتهجها دول االتحاد ((‬
‫التحديات السياسية الخارجية‪ :‬على الرغم‬ ‫‪-4‬‬ ‫‪ ،Robelius,2005,PP:12-13‬وهذا ما‬
‫من ارتباط عدد من القضايا الداخلية ببعض‬ ‫يدلل أنه من األسباب الجوهرية لعدم قبول‬
‫المسائل الخارجية التي تهم توجهات االتحاد‬ ‫االتحاد األوروبي لعضوية تركيا بسبب‬
‫والتي تم التطرق إليها سابقاً‪ ،‬إال أن من المفيد‬ ‫االختالف الثقافي والعقائدي الذي‬
‫استعراض أبرز التحديات ذات العالقة‬ ‫سيضيف تحدياً أوسع على مسألة اختالف‬
‫بالسياسة الخارجية لالتحاد األوروبي بشكل‬ ‫الحضاري‪ ،‬مما يدفع االتحاد األوروبي‬
‫يستند إلى التحليل وعلى النحو التالي‪:‬‬ ‫إلى اإلبقاء على فتح مجاالت التعاون مع‬
‫العالقة مع الواليات المتحدة‪:‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫تركيا والدول األوروبية متوسطية خاصة‬
‫يستند قيام االتحاد األوروبي على هدف رئيسي‬ ‫دول شمال أفريقيا كونها ذات تأثير هام‬
‫يتمثل في البحث عن أسس وطرق لحماية‬ ‫على وزن االتحاد وضمن مؤشرات القوة‬
‫مصالح الدول األوروبية في ظل وجود تناقض‬ ‫االقليمية والدولية في كل من علم‬
‫مع المصالح األمريكية بسبب التنافس على‬ ‫الجغرافيا السياسية وعلم الجيوبولتكيس‪.‬‬
‫المصالح االقتصادية‪ ،‬فقد تصاعدت الخالفات‬ ‫‪ )5‬قضايا ذات عالقة بتفسير القواعد الدستورية‬
‫التجارية بين االتحاد األوروبي والواليات‬ ‫لالتحاد‪ :‬مما يجعل العامل القانوني ذا‬
‫المتحدة خالل التفاوض على تعديل االتفاقية‬ ‫تأثير على االستقرار‪ ،‬فمثالً ما زالت‬
‫العامة للتجارة والتعرفة الدولية (الجات)‪ ،‬كذلك‬ ‫كيفية انتخاب رئيس االتحاد وكل من‬
‫عند إصدار عملة أوروبية موحدة (اليورو) التي‬ ‫وزير الخارجية ووزير الدفاع تشكل‬
‫أصبحت تنافس الدوالر األمريكي‪ ،‬علماً أن‬ ‫مسألة جدل‪ ،‬حيث يرى البعض بأن‬
‫نصف صادرات السلع عالمياً تستخدم الدوالر‬ ‫االنتخاب المباشر يكون من المواطنين‪،‬‬
‫األمريكي‪ ،‬مقابل (‪ )%35‬لصالح العملة‬ ‫وآخرون يرون أن االنتخاب عن طريق‬
‫األوروبية (اليورو)‪ ،‬مما يسهم ذلك بأن تكون‬ ‫المجالس التشريعية المنتخبة في دول‬
‫نصيب اليورو من الودائع العالمية أعلى مما‬ ‫االتحاد أو من خالل البرلمان األوروبي‪،‬‬
‫كانت عليه العمالت األوروبية مقابل الدوالر‬ ‫وآخرون يرون بأن االنتخاب يجب أن‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪40 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫تكون رديفة لمهام قوات الحلف‪ ،‬بالمقابل كان‬ ‫كون نسبة الودائع من اليورو تشكل ما قيمته (‬
‫موقف كل من ألمانيا وفرنسا أن تكون القوة‬ ‫‪ )%30‬بعد أن كانت العمالت الوطنية‬
‫األوروبية مستقلة عن حلف (الناتو)‪ ،‬علماً بأن‬ ‫األوروبية تشكل (‪ )%14‬فقط((‬
‫الواليات المتحدة وبهدف حل الخالف‬ ‫‪.Fridman,2011,P:27‬‬
‫والتعاون مع دول االتحاد األوروبي قررت‬ ‫‪ )2‬استمرارية دول االتحاد بأن يكون لها‬
‫عام (‪ )2002‬السماح باطالع االتحاد على‬ ‫مراكز نفوذ على الساحة الدولية وأن ال تكون‬
‫برامج الحلف التخطيطية والاستخبارية‬ ‫تابعة لسياسة الواليات المتحدة التي تقود النظام‬
‫والمساعدة على إنشاء قوة الرد السريع لالتحاد‬ ‫الرأسمالي العالمي‪ .‬ولتدشين ذلك التوجه تأخذ‬
‫األوروبي في المجاالت التي تخدم المهمات‬ ‫سياسة االتحاد من خالل المفوضية األوروبية‬
‫اإلنسانية وعمليات حفظ السالم‪.‬‬ ‫وممثل السياسة الخارجية لالتحاد خطاب يتمثل‬
‫الخالصة‪(:‬النتائج العامه واختبار الفرضيات)‬ ‫ال من‬
‫بأن القانون الدولي يجب أن يحل بد ً‬
‫على ضوء ما تناولته المشكلة البحثية في‬ ‫استخدام القوة‪ ،‬وأن الواليات المتحدة باتت‬
‫عناوينها الرئيسة والفرعية‪ ،‬تخلص الدراسة‬ ‫تستخدم أسلوب أوروبا التقليدي في عصر‬
‫إلى العديد من النتائج الرئيسية ذات العالقة‬ ‫االستعمار‪ ،‬والذي تخلت عنه الدول األوروبية‬
‫بموضوع االتحاد األوروبي من حيث العوامل‬ ‫ليكون أسلوب التفاوض والحوار لحل‬
‫المؤثرة على وزن تفاعله الدولي‪ ،‬منها ما‬ ‫الخالفات منهجا سلوكيا في عصر الديمقراطية‬
‫يتعلق بالتركيبة المؤسسية لالتحاد من جانب‪،‬‬ ‫وحقوق اإلنسان‪ ،‬كما يظهر تحدٍ آخر متعلق‬
‫وبتلك المتعلقة بطبيعة العوامل الجيوبولتكية‬ ‫بسياسة األمن األوروبي مع الواليات المتحدة‬
‫اإليجابية والسلبية التي تحكم بالتالي مدى‬ ‫عندما أوصى المجلس األوروبي في اجتماع‬
‫ترجمة تطلعات االتحاد اآلنية والمستقبلية من‬ ‫(هلسنكي) عام ( ‪ )1999‬بتشكيل وتجهيز قوة‬
‫جانب آخر‪.‬‬ ‫عسكرية أوروبية للتدخل السريع تكون مهمتها‬
‫وضمن خالصة الدراسة‪ ،‬ال بد من التنويه‬ ‫التدخل في األزمات الدولية‪ ،‬حيث كانت مواقف‬
‫لإلشكالية العلمية التي البد من تناولها ألنها‬ ‫الدول المتنفذة في االتحاد متعارضة نسبياً تجاه‬
‫تبقى مجال جدل عند فئة من المهتمين في كل‬ ‫ذلك‪ ،‬فمثال كان موقف بريطانيا بأن ال تتدخل‬
‫من علم الجيوبولتكس والسياسات الدولية‪.‬‬ ‫تلك القوات بعد تشكيلها في األماكن التي‬
‫تستطيع قوات حلف (الناتو) التدخل فيها وأن‬

‫‪41‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫الدولية كتلك المتعلقة بقط اع الطاق ة‪،‬‬ ‫وبشكل عام تتلخص اإلشكالية العلمية على‬
‫ات تفاهمية مع دول‬ ‫وبحاجة إلى سياس‬ ‫النحو التالي‪:‬‬
‫النف وذ االس تراتيجي للوص ول إلى أس واق‬ ‫على ال رغم من المقوم ات المادية‬ ‫‪-1‬‬
‫جدي دة لمنتجاتها على س بيل المث ال ال‬ ‫المتنوعة ال تي تس تحوذ عليها الوح دات‬
‫الحصر‪.‬‬ ‫السياس ية إال أن مفه وم التكامل اإلقليمي‬
‫لل دول األعض اء في االتح اد األوروبي‬
‫أوال‪ :‬النتائج العامة للدراسة‪:‬‬
‫يبقى يعتمد على حس ابات إرادات ال دول‬
‫‪ .1‬بينت الدراسة أن االتحاد األوروبي ذو‬
‫في إس هاماتها في تقوية االعتم اد المتب ادل‬
‫تركيبة كونفدرالية في وضعه الحالي‪،‬‬
‫والتضحية في رفع سوية الدول األعضاء‬
‫كون اإلجراءات نحو تأسيس اتحاد فيدرالي‬
‫ذات اإلمكان ات األق ل‪ ،‬واالس تعداد‬
‫ما زالت تواجهه العديد من التحديات‬
‫المس تمر في مواجهة التحديات التي تع اني‬
‫الرئيسية‪ .‬ويعتمد حجم تأثير القرار‬
‫ون المراحل األولية‬ ‫منها خاصة في غض‬
‫الصادر عن االتحاد بوزن الدول التي‬
‫من تقوية أسس االتحاد‪.‬‬
‫تمتلك المراكز األقوى‪ ،‬كالمملكة المتحدة‪،‬‬
‫وفرنسا‪ ،‬وألمانيا‪ ،‬وإسبانيا‪ ،‬علماً أن أي‬ ‫‪ -2‬إن س يادة ال دول الك برى في االتح اد‬
‫دولة من هذه الدول‪ ،‬إذا ما انعزلت‬ ‫األوروبي ال يمكن أن ت ذوب كلي اً في‬
‫برؤيتها عن توجهات كافة الدول‬ ‫شخص ية االتح اد القانوني ة‪ ،‬نظ راً‬
‫األعضاء في االتحاد يؤثر بشكل واضح‬ ‫احة‬ ‫يتها التاريخية على الس‬ ‫لشخص‬
‫على توجهات االتحاد في تفعيل القرار‬ ‫الدولي ة‪ ،‬وه ذا يع ني أن االتح اد س وف لن‬
‫الصادر من الناحية العملية‪.‬‬ ‫يصل إلى نظام الفيدرالية‪ ،‬وسيبقى ضمن‬

‫‪ .2‬وضحت الدراسة وجود تحديات هامة‬ ‫مستويات االتحاد الكونفدرالي‪.‬‬

‫تؤثر إلى حد معين على وزن االتحاد‪،‬‬ ‫‪ -3‬إن االعتم اد المتب ادل خ ارج الجغرافيا‬
‫تتمثل بالديمغرافية السكانية‪ ،‬وبتركيبة‬ ‫السياس ية لالتح اد هو حتمية النظ ام‬
‫عرقية متعددة وثقافية متنوعة‪ ،‬وزيادة‬ ‫الرأس مالي ال ذي تعتم ده دول االتح اد‬
‫معدل الهجرة غير الشرعية‪ ،‬وأزمة‬ ‫خاصة في شمال وغرب قارة أوروبا‪ ،‬لذا‬
‫الديون‪ ،‬وارتفاع في معدل البطالة والتضخم‬ ‫مهما ك انت إمكاني ات االتح اد إال أنها ما‬
‫مقارنة مع الواليات المتحدة واليابان‪.‬‬ ‫زالت بحاجة إلى تس خير ع دد من الس لع‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪42 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫أميركا في الظروف الراهنة وضمن‬ ‫‪ .3‬يمثل قطاع الطاقة أبرز المشاكل الرئيسة‬
‫المرحلة المستقبلية متوسطة المدى‪.‬‬ ‫التي تواجه االتحاد األوروبي‪ ،‬والذي يأتي‬
‫ثانيا‪:‬اختبار الفرضيات‪:‬‬ ‫في المرتبة الثانية عالميًا (بعد الواليات‬
‫المتحدة) في معدل حجم االستهالك اليومي‪،‬‬
‫‪ .1‬بينت الدراسة على ضوء التحليل والنتائج‬ ‫ويعتمد في توفير ذلك على دول متعددة‬
‫فيما يتعلق باختبار الفرضية الرئيسية التي‬ ‫من العالم‪ ،‬مما يحتم على االتحاد األوروبي‬
‫استندت عليها المشكلة البحثية‪ ،‬أن طبيعة‬ ‫أن يضع ذلك في مقدمة سياساته الخارجية‬

‫العالقة االرتباطية بين مقومات االتحاد‬ ‫في تأمين مصادر الطاقة من جهة‪ ،‬والبحث‬
‫عن مصادرطاقة بديلة للتخفيف من حدة‬
‫األوروبي وذات العالقة بالتركيبة‬
‫توتر التنافس مع دول النفوذ الدولي‪-‬‬
‫المؤسسية بأنها عالقة إيجابية في‬
‫كتوفيرالطاقة الشمسية من افريقيا‪ -‬على‬
‫الجوانب المتصلة بالرغبة المرحلة‬
‫سبيل المثال‪ ،‬من جهة أخرى‪.‬‬
‫بتأطير اتفاقيات ومعاهدات تخدم التوجه‬ ‫‪ .4‬يتأثر وزن القرار السياسي الخارجي‬
‫األوروبي في الشراكة والتعاون في معظم‬ ‫لالتحاد األوروبي في بعض المسائل‬
‫المجاالت خاصة االقتصادية واألمنية‪.‬‬ ‫الدولية بسبب ارتباط المصالح السياسية‬
‫الخارجية والمسائل األمنية‪ ،‬وأن عدداً من‬
‫‪ .2‬أما فيما يتصل بتوحيد القرار السياسي‪،‬‬
‫الدول األعضاء في االتحاد كالمملكة‬
‫وضحت الدراسة أن العالقة سلبية إلى حد‬
‫المتحدة لم تستطع تجاوزها حتى اآلن‪،‬‬
‫واضح خاصة في عدم تأييد عدد من‬ ‫نظراً لحجم العالقات المعهودة مع أميركا‬
‫شعوب الدول األعضاء للتعاطي بدستور‬ ‫من جهة‪ ،‬وكونها (المملكة المتحدة) إلى‬
‫االتحاد الموحد‪ ،‬واالختالف في بعض‬ ‫جانب دول أوروبية ‪ -‬أعضاء في االتحاد‬

‫المسائل التي تمس بمصالح الدولة‬ ‫– موقعة على معاهدات واتفاقيات أمنية‬
‫مشتركة مع الواليات المتحدة كحلف‬
‫وعالقاتها المعهودة خاصة مع الواليات‬
‫(الناتو)‪ ،‬وهذا من شأنه أن يبقى على‬
‫المتحدة‪ ،‬بسبب وجود معاهدات واتفاقيات‬
‫رغبة االتحاد في إيجاد مراكز نفوذ على‬
‫بيئية مشتركة‪.‬‬ ‫الساحة الدولية رهينة بعدم االختالف مع‬

‫‪43‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫السياسية‪ ،‬كما أن له الدور الرئيس القادر على‬ ‫‪ .3‬أثبتت الدراسة صحة الفرضية التي تنص‬
‫خلق حالة جدي دة من الت وازن ال دولي في ظل‬ ‫على وجود عالقة سلبية في بعض‬
‫نظ ام أح ادي القطبية ال ذي تق وده الوالي ات‬ ‫الجوانب ذات الصلة باالستقرار‬
‫المتح دة منذ انهي ار االتح اد الس وفييتي ع ام (‬ ‫االجتماعي لالتحاد األوروبي‪ ،‬والتي‬
‫‪ ،)1991‬وبغض النظر عن وج ود العديد من‬ ‫تؤثر على وزن االتحاد دولياً‪ ،‬كالكثافة‬
‫التح ديات ال تي ما زالت تواجه تركيبة االتح اد‬ ‫السكانية‪ ،‬والتنوع الثقافي والعرقي بين‬
‫ونوعية ت أثيره على الس احة العالمية في ال وقت‬ ‫دول االتحاد‪ ،‬والهجرة‪ ،‬ودرجة االنسجام‬
‫اد بمراحله‬ ‫راهن‪ ،‬إال أن س يرة االتح‬ ‫ال‬ ‫بسبب تغليب قومية الدولة على قومية‬
‫التأسيس ية تعت بر ناجمة كعملة قد ت ؤدي إلى‬ ‫االتحاد األوروبي‪.‬‬
‫توف ير العديد من المكتس بات لش عوب ال دول‬ ‫‪ .4‬كما أثبتت الدراسة وجود عالقة سلبية بين‬
‫دفع لتحقيق األمن ألوروبا‬ ‫اء وال‬ ‫األعض‬ ‫طبيعة حجم القضايا التي تهم حكومات‬
‫والع الم‪ ،‬ك ون االتح اد يعت بر من المرجعي ات‬ ‫وشعوب دول االتحاد وبين القدرة اآلنية‬
‫األساس ية في رسم االس تراتيجيات الدولية‬ ‫في تعظيم أدوار االتحاد على الساحة‬
‫وص ياغة الق رار األك ثر اتزان اً في القض ايا‬ ‫الدولية‪ ،‬وذلك نتيجة الظروف االقتصادية‬
‫العالمية‪.‬‬ ‫الصعبة المتمثلة بأزمة الديون والبطالة‬
‫المراجع‪:‬‬ ‫والتضخم والطاقة‪.‬‬
‫اوال‪:‬المراجع العربية‪4‬‬
‫وأخ يراً‪ ،‬ونظ راً لمختلف المس ائل التي‬
‫‪.1‬الكتب‪:‬‬
‫إلهيتي‪ ،‬صبري‪ " .‬الجغرافيا السياسية مع‬ ‫تم التوصل له‬
‫ة‪ ،‬وما ّ‬ ‫تناولتها الدراسة البحثي‬
‫تطبيقات جيوبولتكية "‪ .‬دار صفاء للنشر‬ ‫من نت ائج‪ ،‬تخلص الدراسة إلى اس تنتاج رئيس‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2000،‬‬
‫مف اده "أن االتح اد األوروبي يش كل تجربة ذات‬
‫توليو‪ ،‬ستيف‪ .‬شمالبرغر‪ ،‬توماس‪" .‬نحو‬
‫توى رفيع من التكتل اإلقليمي بما يمتلكه‬ ‫مس‬
‫االتفاق على مفاهيم أمن‪ :‬قاموس مصطلحات‬
‫من عناصر جيوبولتكية هامة عند البحث‬
‫تحديد األسلحة ونزع السالح وبناء الثقة"‪.‬‬
‫والتحليل في الحجم وال وزن ال دولي للوح دات‬

‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪44 ، 2‬‬


‫‪2013‬‬
‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة ‪ ...................................................‬محمد المقداد وصايل‬
‫السرحان‬

‫مقلد‪ ،‬حسين‪" .‬المعوقات التي تواجه العالقات بين‬ ‫معهد األمم المتحدة لبحوث نزع السالح‪،‬‬
‫الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد األوروبي"‪.‬‬
‫جنيف‪ ،‬سويسرا‪.2003 ،‬‬
‫مجلة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية‪،‬‬
‫المجلد (‪ ،)27‬العدد الثالث‪.2011 ،‬‬ ‫فيل‪ ،‬جون لوي‪" .‬الهجرة النسائية بين دول‬
‫‪.3‬الصحف‪:‬‬ ‫البحر المتوسط واالتحاد األوروبي"‪ .‬صندوق‬
‫قصري‪ ،‬مدني‪" .‬معاهدة لشبونة‪ :‬حدث بارز في‬
‫األمم المتحدة للسكان‪.2006 ،‬‬
‫التاريخ األوروبي"‪ .‬بانوراما الصحافة‪ ،‬صفحة (‬
‫حاتم‪ ،‬سامي‪" .‬التكتالت االقتصادية‬
‫‪/8 ،)7‬كانون أول‪.2009 /‬‬ ‫اإلقليمية"‪ .‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراجع األجنبية‬
‫‪: Books.1‬‬ ‫كمال‪ ،‬منى‪" .‬تجربة االتحاد النقدي األوروبي‬
‫‪Benkovskis, K. Rimgailaite, R. "The‬‬ ‫في مجال التنسيق بين السياستين المالية‬
‫‪Quality and Variety of Exports from‬‬
‫‪New EU Member States". Latvians‬‬
‫والنقدية"‪ ،‬جامعة لندن‪ ،‬المملكة المتحدة‪،‬‬
‫‪Banka,2011.‬‬ ‫‪.2010‬‬
‫‪Catherine, Hoskyns. Michael Newman.‬‬
‫عوض‪ ،‬سليمان‪" .‬أوروبا وأمريكا على مفترق‬
‫‪"Democratizing the European Union:‬‬
‫‪Issues for the twenty – first Century". ,‬‬ ‫طرق"‪( ،‬ترجمة)‪ .‬المعهد األمريكي للسياسة‬
‫‪Manchester University Press, U. K. ,‬‬ ‫العامة‪ ،‬واشنطن‪.1999 ،‬‬
‫‪2000.‬‬
‫‪.2‬المجالت‪:‬‬
‫‪Clerck, Julia. "The European Parliament:‬‬
‫‪More Powerful, Less Legitimate".‬‬ ‫أبو الخير‪ ،‬كارن‪" .‬الحقائق اإلستراتيجية الجديدة‬
‫‪Centre for European Policy Studies,‬‬ ‫في النظام الدولي"‪ .‬السياسة الدولية‪ ،‬مجلة دورية‬
‫‪Brussels, Belgium, 2011. PP.‬‬ ‫متخصصة في الشؤون الدولية‪ ،‬مؤسسة األهرام‪،‬‬
‫‪Friedman, Milton. "The Euro-Dollar:‬‬
‫القاهرة‪.2011 ،‬‬
‫‪Market: Some First Principles".‬‬
‫‪University of Chicago, U. S. A, 2011.‬‬ ‫الحسن‪ ،‬عالوي‪" .‬اإلقليمية الجديدة‪ :‬المنهج‬
‫‪Egenhofer, Christian. "The Ever-‬‬
‫المعاصر للتكامل االقتصادي اإلقليمي"‪ ،‬مجلة‬
‫‪Changing Union an Introduction of the‬‬
‫‪History, Institutions and Decision-‬‬ ‫الباحث‪ ،‬عدد (‪ ،)7‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪Making Processes of the European‬‬
‫‪Union". Center for European Policy‬‬ ‫‪.2010‬‬
‫‪Studies, Brussels, 2011.‬‬ ‫العاني‪ ،‬نزار‪" .‬الغاز الطبيعي"‪ .‬مجلة العلوم‪،‬‬
‫‪Jens, Peter. "The European Union‬‬
‫مؤسسة الكويت للتقدم العلمي‪ ،‬العدد (‪ ،)18‬تشرين‬
‫‪Constitution". Jens - Peter Bonde,‬‬
‫‪Denmark, 2005.‬‬ ‫أول‪.2008 ،‬‬

‫‪45‬‬
‫المنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد ‪2013، 2‬‬
‫ محمد المقداد وصايل‬................................................... ‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة‬
‫السرحان‬

Attina, Fulvio. "The Euro- Mediterranean Hussein, Kettani. "World Muslim


Partnership Assessed: The Realist and Population" Proceeding of the 8th Hawaii,
Liberal Views". European Foreign U. S. A, 2010.
Affairs Review, Vol. 8, No. 2, 2003. Keukeleire, Stephan. Naughtan, Jennifer.
Burea, Grainne. "The European "The Foreign Policy of the European
Constitution Project after the Union". The European Union Series,
Referenda". Journal Compilation, Palgrave Macmillan's, 2008.
Blackwell Publishing Ltd, Malden, MA, Miller, Vaughne. "Institutional Reform in
U. S. A. , Volume, 13, No. 2, 2006. the European Union". Library Research,
Calmfors, Lars. "Fiscal Policy to Stabilize International Affairs and Defense Section,
the Domestic in the EMU: What Can We United Kingdom , 1999.
Learn From Monetary Policy?" Economic Miller, Vaughre. "The Future of the
Studies, Vol. 49, No. 3, 2003. Carare, A. European Constitutions". International
"Inflation Targeting Regimes". Affairs and Defense Section, House of
International Monetary Fund, Working Commons Library, 2009.
Paper No,9, Dec, 2011. Montalien, Thierry. "The Euro-
Hamarchand, Mariana. "The Political Mediterranean Partnership,
Economy Regionalism". The Third World Conditionality Design and Policy
Quarterly, Vol. 28, No. 4, 2010. Reform in A Comparative Perspective",
Hudson, B. Maher, I "Economic Policy University of Orleans, 2010.
Coordination in the European Union". Robelius, Fredrik. "Giant Oil of the
National Institute Economic Review, No World". UPPSala University, 2005.
193, Nov, 2010. . Schmidt, Helmut. "Future Evolution of
the European Union". Interaction
: Scientific Papers.3 Council, Paris, France, 2002
Carare, A. "Inflation Targeting Spence, Michael. Leipziger, Danny.
Regimes". International Monetary Fund, Globalization and Growth: Implications
Working Paper No,9, Dec, 2011. for A post – Crisis World". World bank,
Center for European Studies. "Why Washington, DC,2010.
European Citizens Reject the EU Tuathail, Gearoid "The Geopolitics
Constitution". Amsterdam, Motherland, Reader". Rutledge, London, 2003.
2010.
European Central Bank. "The Periodical :.2
Implementation of Monetary Policy in
the Euro Area". General Andrei, Gabril. Simon, L. "European Union:
Documentation on Euro System/ World Economic Power". The Economist
Journal, London, Vol (11), No (1), 2012.

46 ، 2 ‫ العدد‬،19 ‫ المجلد‬،‫المنارة‬
2013
‫ محمد المقداد وصايل‬................................................... ‫االتحاد األوروبي والعوامل المؤثرة‬
‫السرحان‬

Monetary Policy Instruments and


Procedures, Dec, 2011.
Iain, Begg. "Europe: Government and
Money". The Federal Trust for Fund,
Education and Research, 2011.
National Statistical Institute. " EU:
Population and Demographic Processes in
2010". Brussels, 2011. P. 11.
Science for A changing World (USGS) ."Oil
and Gas Fields U. S Geology: cal survey",
Taxes, U. S. A, 2011
World Nuclear Association. "Another Drop
in Nuclear Generation", World Nuclear
News, 2010.

47
2013، 2 ‫ العدد‬،19 ‫ المجلد‬،‫المنارة‬

You might also like