You are on page 1of 32

‫العىن اخلريٍ التطىعٌ يف السنة النبىية‬

‫وأثره يف محاية اجملتىع ون السّمىك املنحرف‬


‫دراسة وقاصدية‬

‫إعداد‪0‬‬

‫د‪ .‬حممد عامل بن أبوالبشر شاهر ملوك‬

‫األستاذ املساعد‪ /‬جبامعة اإلسالمية منيسوتا‬

‫‪1‬‬
‫ملخص البحث‬

‫السلوك ادلنحرف)‪.‬‬
‫عنوان البحث‪( :‬العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية وأثره يف محاية اجملتمع من ّ‬
‫أسباب اختيار ادلوضوع‪:‬‬
‫السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫تقدمي دراسة متخصصة عن العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية‪ ،‬وأثره يف زتاية اجملتمع من ّ‬
‫أىداف البحث‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬توضيح مفهوم العمل اخلريي التطوعي من ىدي النيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.-‬‬
‫ٕ‪-‬دراسة بعض األحاديث ادلتعلقة‪ -‬يف العمل اخلريي التطوعي ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬بيان آاثر العمل اخلريي التطوعي وفوائده على اجملتمع‪ ،‬وسلاطر تركو‪.‬‬
‫السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬بيان مدى اىتمام السنة النبوية ابلعمل التطوعي واحلث عليو‪ ،‬وأثره يف زتاية اجملتمع من ّ‬
‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫السلوك ادلنحرف؟‬
‫السؤال الرئيسي‪ :‬ما أثر العمل اخلريي التطوعي يف محاية اجملتمع من ّ‬
‫ويتفرع عنو عدة أسئلة‪:‬‬
‫س‪ /‬ما أمهية العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية؟‬
‫س‪ /‬ما دور الفرد واجملتمع يف العمل اخلريي التطوعي؟‬
‫س‪ /‬ما مظاىر السلوك ادلنحرف يف ادلقاصد اخلمسة مع بيان عالجو من خالل العمل اخلريي التطوعي مبنهج‬
‫النيب‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬؟‬
‫منهج البحث‪ :‬تعتمد ىذه الدراسة على ادلنهج الوصفي التحليلي‪.‬‬
‫أمهيةةة البحةةث‪ :‬تلتتتم يف دراستتة ىتتدي النتتيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يف العمتتل اخلتتريي التطتتوعي وأثتتره يف زتايتتة اجملتمتتع متتن ّ‬
‫الستتلوك‬
‫ادلنحرف‪ ،‬وحتقيق إصالح الفرد واجملتمع من خاللو‪ ،‬وبيان آاثره وفوائده‪ ،‬وسلاطر تركو‪.‬‬
‫حدود البحث‪ :‬اقتصر البحث على إيضاح دور العمل التطوعي يف التصدي لالضلراف الفكري السلوكي‪.‬‬
‫خطة البحث‪ :‬تتكون خطة البحث من مقدمة‪ ،‬ودتهيد‪ ،‬وثالثة مباحث‪ ،‬وخادتة‪ ،‬وفهارس‪.‬‬
‫التمهيد‪ :‬وفيو تعريف مصطلحات البحث‪.‬‬
‫ادلبحث األول‪ :‬أمهية العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية‪.‬‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬دور الفرد واجملتمع يف العمل اخلريي التطوعي‪.‬‬
‫السلوك ادلنحرف وفيو مطلبان‪:‬‬
‫ادلبحث الثالث‪ :‬العمل اخلريي التطوعي يف محاية اجملتمع من ّ‬
‫ادلطلب األول‪ :‬مظاىر السلوك ادلنحرف يف ادلقاصد اخلمسة وىي‪ :‬الدين‪ ،‬العقل‪ ،‬العرض‪ ،‬ادلال‪ ،‬النفس‪،‬‬
‫وعالجو من خالل العمل اخلريي التطوعي مبنهج النيب‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪.-‬‬
‫السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬أثر العمل اخلريي التطوعي يف محاية اجملتمع من ّ‬
‫اخلادتة‪ :‬وتشتمل على أىم النتائج والتوصيات‪ .‬الفهارس‪( :‬ادلصادر وادلراجع‪ ،‬ادلوضوعات)‪.‬‬

‫‪2‬‬
Research Summary
Title: (Voluntary charitable work in the Sunnah and its impact on the protection of
society from deviant behavior.
Reasons for choosing a topic:
Provide a specialized study on voluntary charity work in the Prophet's Sunnah, and its
impact on the protection of society from deviant behavior.
research goals:
1-Clarifying the concept of voluntary charity work from the guidance of the Prophet
(peace and blessings of Allaah be upon him.
2-Study some of the conversations related to - in voluntary charity work.
3-Statement of the effects of voluntary charity work and its benefits on society, and the
risks of leaving it.
- ٗDemonstrate the extent of interest of the Prophet's Sunnah and encourage voluntary
work, and its impact on the protection of society from deviant behavior.
Search Questions:
Key question: What is the impact of volunteer philanthropy in protecting society from
deviant behavior?
There are several questions:
Q / What is the importance of voluntary charity work in the Sunnah?
Q / What is the role of the individual and society in voluntary charity work.
Q / What are the manifestations of deviant behavior in the five purposes with a
statement of treatment through charitable work volunteer approach Prophet (peace be
upon him?)
Research Methodology: This study is based on the descriptive analytical method.
The importance of research: Seeks in the study of the guidance of the Prophet - peace
be upon him - in voluntary charity work and its impact on the protection of society
from deviant behavior, and to achieve the reform of the individual and society through
it, and to demonstrate its effects and benefits, and the risks of abandonment.
Limitations of the research: The research was limited to clarify the role of the volunteer
work system in addressing behavioral intellectual deviation.
Research Plan: The research plan consists of an introduction, a preamble, three topics, a
conclusion, and indexes.
Preface: Definition of search terms.
The first topic: the importance of voluntary charity work in the Sunnah.
The second topic: the role of the individual and society in voluntary charity work.
The third topic: voluntary charity work in the protection of society from deviant
behavior and has two requirements:
The first requirement: manifestations of deviant behavior in the five purposes, namely:
religion, mind, presentation, money, self, and treatment through voluntary charity
work methodology of the Prophet - peace be upon him.-
The second requirement: the impact of voluntary charity work in the protection of
society from deviant behavior.
Conclusion: It includes the most important findings and recommendations. Indexes:
(sources, references, topics.

3
‫املقدوة‬
‫بسمميحرلا نمحرلا هللا ‬
‫َّ‬
‫إن احلمد هلل ضلمده ونستعينو ونستهديو ونستغفره‪ ،‬ونعوذ ابهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪،‬‬
‫من يهده هللا فال مضل لو‪ ،‬ومن يضلل فال ىادي لو‪ ،‬وأشهد أن ال إلو إال هللا وحده ال شريك لو‪،‬‬
‫زلمدا عبده ورسولو‪ ،‬صلى هللا عليو وعلى آلو وأصحابو أرتعني‪.‬‬
‫أن ً‬ ‫وأشهد َّ‬
‫اَّللَ َح َّق تتُ َقاتِِو َوالَ دتَُوتُ َّن إِال َوأَنتُم ُّم ْسلِ ُمو َن‪[ ‬آل عمران‪.]ٕٔٓ :‬‬
‫ين َآمنُواْ اتتَّ ُقواْ َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪ََ ‬ي أَيتُّ َها الذ َ‬
‫ث ِمْنت ُه َما ِر َجاالً‬ ‫اح َد ٍة َو َخلَ َق ِمْنت َها َزْو َج َها َوبَ َّ‬ ‫‪َ ‬ي أَيتُّها النَّاس اتتَّ ُقواْ ربَّ ُكم الَّ ِذي خلَ َق ُكم ِمن نتَّ ْف ٍ و ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫اَّللَ َكا َن َعلَْي ُك ْم َرقِيبًا‪[ ‬النساء‪.]ٔ :‬‬ ‫اَّللَ الَّ ِذي تَ َساءلُو َن بِِو َواأل َْر َح َام إِ َّن َّ‬
‫َكثِ ًريا َونِ َساء َواتتَّ ُقواْ َّ‬
‫صلِ ْح لَ ُك ْم أ َْع َمالَ ُك ْم َويتَ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ذُنُوبَ ُك ْم‬
‫يدا (ٓ‪ )ٚ‬يُ ْ‬
‫ِ‬
‫اَّللَ َوقُولُوا قَت ْوالً َسد ً‬ ‫ين َآمنُوا اتتَّ ُقوا َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫‪ََ ‬ي أَيتُّ َها الذ َ‬
‫يما‪[ ‬األحزاب‪.]ٚٔ-ٚٓ :‬‬ ‫ِ‬ ‫َوَمن يُ ِط ْع َّ‬
‫اَّللَ َوَر ُسولَوُ فَت َق ْد فَ َاز فَت ْوًزا َعظ ً‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإن أصدق احلديث كتاب هللا‪ ،‬وخري اذلدي ىدي دمحم ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ، -‬وشر األمور زلداثهتا‪ ،‬وكل زلدثة‬
‫بدعة‪ ،‬وكل بدعة ضاللة‪ ،‬وكل ضاللة يف النار‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫لقتتد اىتتتم اإلستتالم ابلعمتتل اخلتتريي التطتتوعي اىتمامتاً كبتترياً‪ ،‬قتتال تعتتا ‪ََ  :‬ي أَيتُّ َهتتا التتذ َ‬
‫ين َآمنُتوا ْارَكعُتوا‬
‫اخلَْيتَر لَ َعلَّ ُك ْم تتُ ْفلِ ُحو َن‪[ ‬احلج‪.]ٚٚ:‬‬
‫اس ُج ُدوا َو ْاعبُ ُدوا َربَّ ُك ْم َوافْت َعلُوا ْ‬
‫َو ْ‬
‫اْلَن َِّة‪ِ ،‬يف َش َجَرةٍ قَطَ َع َها ِم ْن ظَ ْه ِر‬
‫ب ِيف ْ‬ ‫َّ‬
‫ت َر ُج ًال يَتتَت َقل ُ‬
‫وعن أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬عن النيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬قال‪« :‬لََق ْد َرأَيْ ُ‬
‫(ٔ)‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني» ‪.‬‬ ‫ت تُت ْؤذي الْ ُم ْسلم َ‬‫الطَّ ِر ِيق َكانَ ْ‬
‫أساسي يف بناء اجملتمع ونشر التماسك االجتمتاعي بتني النتاس ألي رلتمتع‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫عامل‬
‫التطوعي ٌ‬
‫ّ‬ ‫إ ّن العمل‬
‫والعمتل التطتتوعي شلارستةٌ إنستتانيةٌ ارتبطتتت ارتباطتاً وثيقتاً بكتل معتتال اخلتتري والعمتل الصتتاس عنتد كتتل النتتاس‪،‬‬
‫توعي جملستب اجملتمتع‬
‫منذ أن خلق هللا ما عليها من بشتر وكائنات‪،‬كمتا تعت ّددت أشتكال وأنتواع العمتل التط ّ‬
‫وتعليمتتو ووعيتتو‪ ،‬ومتتدى ادلشتتاكل واحلاجتتات التتٍب تُفتتر عليتتو‪ ،‬وإن تفعيتتل ادلشتتاركة بتتني النتتاس يف العمتتل‬
‫اخلتتريي التط تتوعي‪ ،‬والتعتتاون يف تقتتدمي اخلتتري للجميتتع‪ ،‬يُع ت ّد وستتيلةً متتن الوستتائل التتٍب تُستتاعد علتتى تقليتتل‬
‫انتشار ظاىرةِ االضلرافات والتطرف يف اجملتمعات‪ ،‬لذا من الضروري على أفراد اجملتمع رتيعاً دعم احملتتاجني‬

‫لس َال ِح إِ َ ُم ْسلٍِم‪- ٕٜٔ-‬‬


‫ِ ِِ ِ‬
‫َّه ِي َع ِن ْاإل َش َارة اب ّ‬
‫ب النت ْ‬ ‫ِ‬ ‫أخرجو مسلم يف صحيحو (ٗ‪ -)ٕٕٓٔ /‬كتاب الِْ ِب و ِ ِ‬
‫الصلَة َو ْاْل َداب ‪َ -‬اب ُ‬
‫َّ ّ‬ ‫(ٔ)‬
‫(ٗٔ‪.)ٜٔ‬‬
‫‪4‬‬
‫وإشتراكهم يف صتلب العمتل التنمتتوي واحلتوار‪ ،‬ووضتع آليتتو لتمكيتنهم متن ادلشتتاركة يف التبامج التطوعيتة التتٍب‬
‫امة صاحب احلاجة‪.‬‬ ‫تسهل اطلراطهم يف اجملتمع‪ ،‬كما ُػلافظ على كر ِ‬

‫الراىنة تتطلب تكثيف العمل اخلريي التطوعي يف إطار ترابط اجملتمع مع بعضهم من النواحي‬
‫إن الفَبة َّ‬
‫االجتماعية والثقافية‪ ،‬لتحقيق األمن واالستقرار يف اجملتمعات‪ ،‬وبث روح الوسطية واالعتدال‪ ،‬األمر‬
‫التطرف واالضلراف واالضطراب واخلوف على النَّف وادلال يف اجملتمع‪.‬‬
‫الذي سيؤدي للقضاء و ّ‬
‫ومتتن ىنتتا كتتان علتتى األمتتة اإلستتالمية االستتتفادة متتن العمتتل اخلتتريي التطتتوعي يف الستتنة النبويتتة ومتتن‬
‫منهج النيب ‪. ‬‬
‫ويف ىذه الدراسة أستلَّط الضتوء علتى موضتوع العمتل اخلتريي التطتوعي يف الستنة النبويتة وأثتره يف زتايتة‬
‫السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫اجملتمع من ّ‬
‫وختاما‪....‬أس تتملل ادل تتو الق تتدير التوفي تتق والس تتداد ‪،‬وص تتلى هللا عل تتى نبين تتا دمحم وعل تتى آل تتو وأص تتحابو‬
‫أرتعني‪ ،‬وآخر دعواان أن احلمد هلل رب العادلني‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫التىهًد وفًه‪:‬‬

‫التعريف مبصطلحات البحث‪ :‬مفهوم العمل التطوعي‪ ،‬ومفهوم اجملتمع‪ ،‬ومفهوم السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التطوع‪:‬‬
‫(ٔ)‬
‫التطوع لغة‪ :‬التبع‪ ،‬قال ابن منظور‪.." :‬والتَّطَُّوعُ ما تَتبَتَّر َ‬
‫ع بو من ذات نفسو شلا ال يلزمو فرضو" ‪.‬‬
‫(ٕ)‬
‫اصطالحا‪ :‬التطوع اسم دلا شرع زَيدة على الفر والواجبات" ‪.‬‬
‫وؽلكن القول‪ :‬أبن العمل التطوعي ىو‪ :‬مساعلة األفراد يف أعمال الرعاية والتنمية االجتماعية‪ ،‬سواء‬
‫ابلرأي أو ابلعمل أو ابلتمويل أو بغري ذلك من األشكال‪ ،‬والتفاعل مع أفراد رلتمعو‪ ،‬ومستعد لتقدمي يد‬
‫(ٖ)‬
‫ادلساعدة لرعاية وتنميةرلتمعو ‪.‬‬

‫اثنيًا‪ :‬مفهوم اجملتمع‪:‬‬


‫اجملتمع لغة‪ :‬من َرتَ َع‪ ،‬فاْلمع‪ :‬ضم األشياء ادلتفقة‪ ،‬وضده‪ :‬التفريق واإلفراد‪،‬‬
‫(ٗ)‬
‫"َت َّم َع القوم اجتَمعُوا من ىاىنا وىاىنا" ‪.‬‬
‫قال ابن منظور‪َ :‬‬
‫اصطالحا‪ :‬اجملتمع ىو‪" :‬عدد كبري من األفراد ادلستقرين‪َ ،‬تمعهم روابط اجتماعية ومصاس مشَبكة‪،‬‬
‫(٘)‬
‫‪.‬‬ ‫تصحبها أنظمة تضبط السلوك وسلطة ترعاىا"‬

‫اثلثًا‪ :‬مفهوم السلوك‪:‬‬


‫(‪)ٙ‬‬
‫السلوك لغة ‪ :‬مصدر سلك‪ ،‬يقال‪ :‬سلك طريقاً‪ ،‬وسلك ادلكان يسلكو سلكاً وسلوكاً ‪.‬‬
‫(‪)ٚ‬‬
‫اصطالحاً‪ :‬سرية اإلنسان ومذىبو واَتاىو‪ ،‬يقال‪ :‬فالن حسن السلوك أو سيّئ السلوك‬

‫لسان العرب‪ ،‬البن منظور (‪ )ٕٗٓ /ٛ‬مادة[طوع]‪.‬‬ ‫(ٔ)‬


‫التعريفات‪ ،‬للجرجال (ص‪)ٛٗ :‬‬ ‫(ٕ)‬
‫انظر‪ :‬الشباب والعمل التطوعي ‪ ،‬لعبدالسالم مصطفى زلمود ‪ ،‬رللة الوعي اإلسالمي ‪ .‬العدد ‪.ٕ٘ٙ‬‬ ‫(ٖ)‬
‫لسان العرب ( ‪ )ٗٓٗ/ ٜ‬مادة‪( :‬رتع)‬ ‫(ٗ)‬
‫انظر‪ :‬اجملتمع واألسرة يف اإلسالم‪ ،‬د‪.‬دمحم طاىر اْلوايب‪،‬صٕٔ‪ ،‬علم االجتماع واجملتمع اإلسالمي‪،‬د‪ .‬مصطفى شاىني‪(،‬ص ٖٗ)‪.‬‬ ‫(٘)‬
‫انظر‪ :‬لسان العرب(ٓٔ‪ )ٕٗٗ /‬مادة[سلك]‪.‬‬ ‫(‪)ٙ‬‬
‫انظر‪ :‬ادلعجم الوسيط( ٔ‪.)ٗٗ٘ /‬‬ ‫(‪)ٚ‬‬
‫‪6‬‬
‫ابعا‪ :‬مفهوم ادلنحرف‪:‬‬
‫رً‬
‫(ٕ)‬ ‫(ٔ)‬
‫ادلنحرف لغة‪ :‬من االحنراف‪.‬وىو ُ‬
‫العدول ‪،‬أو االضلراف عن الشَّيء ‪.‬‬

‫اصطالحا ُى َو‪ " :‬العدول عن الصواب لَبدد القلب يف شبهة غري شرعية‪ ،‬مضرة ضرراً متعدَيً‬
‫ً‬
‫(ٖ)‬
‫بصاحبها ادلخطئ أو اخلاطئ " ‪.‬‬
‫وادلقصود ابالضلراف يف ىذا البحث ىو االضلراف الفكري والسلوكي‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بعد تتبُّع البحوث‪ ،‬وال ِّدراسات الٍب كتبت عن (العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية وأثره يف محاية‬
‫السلوك ادلنحرف) وابلرجوع والبحث عن الدراسات السابقة ذات العالقة مبشكلة الدراسة سواء‬
‫اجملتمع من ّ‬
‫بصورة مباشرة أوغري مباشرة‪ ،‬وتوثيقها من خالل ادلكتبات العلمية‪ ،‬وعن طريق مركز ادللك فيصل‬
‫للبحوث العلمية‪ ،‬والشبكة العنكبوتية‪ ،‬وبعض البامج اإللكَبونية‪ ،‬مثل‪ :‬اْلامع الكبري لكتب الَباث‬
‫العريب‪ ،‬وادلكتبة الشاملة‪ ،‬وادلوسوعة الذىبية‪ ،‬وجوامع الكلم‪ ،‬ومكتبة طالب العلم الشرعي وغري ذلك‪.‬‬

‫ورغم أعلية ادلوضوع يف الوقت الراىن إال أنين مل أجد أيَّة رسالة أو دراسة علمية تناولت ادلوضوع‬
‫بشكل مباشر سوى بعض الرسائل والبحوث الصغرية الٍب ختدم وتتصل مبشكلة الدراسة بطريقة غري‬
‫مباشره فمنها‪-:‬‬

‫(العمل التطوعي يف السنة النبوية دراسة موضوعية) إعداد الطالبة‪ :‬رندة دمحم زينو‪-‬جامعة اإلسالمية‪-‬‬
‫غزة‪ -‬ىذا البحث هبذا العنوان اتفق مع جملثىي يف اْلزء األول من العنوان فقظ لفظا دون زلتوى‪ ،‬فبحثي‬
‫السلوك ادلنحرف)‬
‫الذي ىو بعنوان‪( :‬العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية وأثره يف زتاية اجملتمع من ّ‬
‫اشتمل العنوان على جزأين‪ ،‬اْلزء األول‪ :‬العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية‪ ،‬اْلزء الثال‪ :‬وأثره يف‬
‫السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫زتاية اجملتمع من ّ‬

‫انظر‪ :‬معجم مقايي اللغة‪ ،‬البن فارس (ٕ‪.)ٖٗ/‬‬ ‫(ٔ)‬


‫انظر‪ :‬ادلصباح ادلنري يف غريب الشرح الكبري‪ ،‬للفيومي (ٔ‪.)ٖٔٓ/‬‬ ‫(ٕ)‬
‫البدع احلولية‪ ،‬لعبدهللا التوغلري (ص ٕ‪ ،)ٖٛ‬واحلماية الشرعية من االضلراف الفكري‪ ،‬دراسة حتليلية نقدية‪ ،‬دلصطفى بن أزتد‬ ‫(ٖ)‬
‫سلطان عسريي‪(،‬ص ٕٖ)‪ .‬االضلراف الفكتري وأثره على األمن الوطنتي يف دول رلل التعاون لدول اخلليج العربيتة‪،‬‬
‫للدكتتور‪:‬زلمتد دغيتم الدغيتم(صٗٔ‪ .)ٔٙ-‬االضلراف الفكري وسبل مواجهتو يف ضوء السنة النبوية‪،‬د‪ .‬دمحم عامل بن أبوالبشر شاىر‬
‫ملوك‪(.‬ادلقدمة)‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ادلبحث األول‪ :‬أمهية ومكانة العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية ‪.‬‬
‫نات مرصوصة‪ُ ،‬دتثِّ ُل حقيق َة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إ ّن من أىم ِسات ادلسلمني أن يكونوا يف بُنياِنم ُمتماس ًكا‪َ ،‬تمعُهم لبِ ٌ‬
‫ف فيهم لبِنَةٌ عن أخرى‪ ،‬وقد شرع الرسول ‪-‬صلى هللا عليو و سلم‪ -‬الكثري من‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أفرادىم وبَنيهم‪ ،‬ال ختتل ُ‬
‫األعمال اخلريية الٍب يستطيع ادلسلم أن يتطوع بفعلها فينال األجر والثواب من هللا‪ ،‬كما جاء َع ْن أَِب‬
‫ضع وسبتعو َن أَو بِ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول َِّ‬
‫ض ٌع َوستُّو َن ُش ْعبَةً‪ ،‬فَملَفْ َ‬
‫ضلُ َها قَت ْو ُل الَ‬ ‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ «-‬ا ِإلؽلَا ُن ب ْ ٌ َ َ ْ ُ ْ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ال قَ َ‬ ‫ُىَريْتَرَة‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قَ َ‬
‫ِ (ٔ)‬
‫ان» ‪.‬‬ ‫اَّللُ َوأ َْد َان َىا إِ َماطَةُ األَ َذى َع ِن الطَّ ِر ِيق‪َ ،‬وا ْحلَيَاءُ ُش ْعبَةٌ ِم َن ا ِإلؽلَ‬
‫إِلَوَ إِال َّ‬
‫حال النيب ‪-‬‬ ‫ف َ‬ ‫ِ‬
‫ومن على العمل التطوعي حديث أم ادلؤمنني خدغلَة ‪ -‬رضي هللا تعا عنها ‪ -‬تص ُ‬
‫يل ‪ -‬عليو السالم ‪ ،-‬فقال ذلا‪« :‬لقد‬ ‫ِ‬ ‫ملسو هيلع هللا ىلص‪ِ -‬‬
‫قبل البعثة حينما جاءَىا من غار حراء‪ ،‬بعد أن رأى جب َ‬ ‫َ‬
‫ص ُد ُق‬ ‫صل َّ ِ‬ ‫اَّللِ إِن َ ِ‬ ‫خشيت على نفسي‪ ،‬فقالت لو‪َ :‬ك َّال‪ ،‬أَب ِشر فَتو َِّ‬
‫اَّلل الَ ُؼلْ ِز َ‬
‫الرح َم‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫َّك لَتَ ُ‬ ‫اَّللُ أَبَ ًدا‪ ،‬فَت َو َّ‬‫يك َّ‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫(ٕ)‬ ‫احل ِد َ ِ‬
‫ب احلَ ِّق» ‪.‬‬ ‫ني َعلَى نتَوائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪َ ،‬وتُع ُ‬ ‫وم‪َ ،‬وتَت ْق ِري الضَّْي َ‬ ‫ب ادلَْع ُد َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫يث‪َ ،‬وَْحتم ُل ال َك َّل‪َ ،‬وتَكْس ُ‬ ‫َ‬
‫حكيم بن ِحزٍام ‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ذكره‬
‫عي فطرةٌ سويَّةٌ يف اإلسالم وقبل اإلسالم‪ :‬ما َ‬
‫ِ‬ ‫التطو َّ‬
‫العمل ُّ‬ ‫ِ‬
‫وإن شلا يُؤّك ُد أن َ‬
‫هنع هللا يضر‪ -‬لرسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬؛ حيث قال لو‪َ :‬ي رسول هللا! أرأيت أمورا كنت أحتنَّث هبا يف ِ‬
‫اْلاىليَّة؛ من‬ ‫ُ‬ ‫َ ً ُ‬
‫ت ِم ْن‬‫َسلَ ْف َ‬‫ت َعلَى َما أ ْ‬ ‫َسلَ ْم َ‬
‫أجر? فقال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ « -‬أ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫صدقة‪ ،‬أو عتاقة‪ ،‬أو صلَة رح ٍم‪ ،‬أفيها ٌ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫(ٖ)‬
‫َخ ٍْري » ‪.‬‬
‫إغلايب على كافة األفراد الذين يَعملون فيو‪ ،‬وىو داللة‬ ‫إ ّن للعمل اخلريي أعليةٌ كبريةٌ‪ ،‬وىو ذو أتث ٍري ٍ‬
‫اَّللِ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ «:-‬ا ِإلؽلَا ُن بِ ْ‬
‫ض ٌع‬ ‫ول َّ‬‫ال َر ُس ُ‬ ‫فع ْن أَِب ُىَريْتَرَة‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫اإلؽلان ابهلل‪ ،‬وزلبة نبيو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬لو‪َ ،‬‬
‫اَّللُ َوأ َْد َان َىا إَِماطَةُ األَذَى َع ِن الطَّ ِر ِيق َو ْ‬
‫ضلُ َها قَت ْو ُل الَ إِلَ َو إِالَّ َّ‬ ‫وسبتعو َن أَو بِ ْ ِ‬
‫احلَيَاءُ ُش ْعبَةٌ‬ ‫ض ٌع َوستُّو َن ُش ْعبَةً فَملَفْ َ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬
‫ِ (ٗ)‬
‫ِم َن ا ِإلؽلَان» ‪.‬‬
‫وعن أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ :-‬أن امرأة سوداء كانت تقم ادلسجد‪ ،‬ففقدىا رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليو‬
‫(٘)‬
‫وسلم‪-‬فسملل عنها بعد أَيم فقيل لو‪ :‬إِنا ماتت فقال‪ « :‬فَت َه َّال آ َذنْتتُ ُم ِول‪ ،‬فَملَتَى قَتْبتَرَىا فَ َ‬
‫صلَّى َعلَْيت َها» ‪.‬‬

‫ان‪.)ٖ٘( - ٘ٚ-‬‬ ‫اإلؽلَ ِ‬


‫ب ِْ‬ ‫ب ُش َع ِ‬ ‫اب ِْ‬ ‫ِ‬
‫اإلؽلَا َن‪َ -‬اب ُ‬ ‫أخرجو مسلم يف صحيحو (ٔ‪ -)ٖٙ /‬كتَ ُ‬ ‫(ٔ)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َوَما قَتلَى‪ ‬الضحى‪،)ٜٖٗ٘ (-‬‬ ‫ك َربُّ َ‬ ‫ب ‪َ ‬ما َوَّد َع َ‬ ‫اب تَت ْفس ِري ال ُق ْرآن‪َ -‬اب ُ‬‫أخرجو البخاري يف صحيحو (‪ - )ٖٔٚ /ٙ‬كتَ ُ‬ ‫(ٕ)‬
‫صلَّى هللاُ َعلَْي ِو َو َسلَّ َم‪.)ٔٙٓ( -‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بَ ْدء الْ َو ْح ِي إِ َ َر ُسول هللا َ‬ ‫اإلؽلَا َن‪َ -‬اب ُ‬‫اب ِْ‬‫واللفظ لو‪ ،‬ومسلم يف صحيحو (ٔ‪ -)ٖٜٔ /‬كتَ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسلَ َم بتَ ْع َدهُ‪.)ٕٖٔ( - ٜٔٗ(-‬‬ ‫ب بتَيَان ُح ْك ِم َع َم ِل الْ َكاف ِر إِ َذا أ ْ‬ ‫اب ِْ‬
‫اإلؽلَا َن‪َ -‬اب ُ‬ ‫أخرجو مسلم يف صحيحو (ٔ‪ -)ٖٔٔ /‬كتَ ُ‬ ‫(ٖ)‬
‫تقدم خترغلو آن ًفا‪.‬‬ ‫(ٗ)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يدان‪.)ٗ٘ٛ (-‬‬ ‫ب َكْن ِ ادل ْسجد َوالت َقاط اخلَرق َوال َق َذى َوالع َ‬ ‫الصالَة‪َ -‬اب ُ‬
‫اب َّ‬ ‫أخرجو البخاري يف صحيحو (ٔ‪ -)ٜٜ /‬كتَ ُ‬ ‫(٘)‬
‫َ‬
‫‪8‬‬
‫يث‬ ‫اَّللِ ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬فَ َذ َكر أ ِ‬
‫َحاد َ‬ ‫ول َّ‬‫ال‪ :‬ىذا ما حدثنا أَبو ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪َ -‬عن ُزلَ َّم ٍد رس ِ‬ ‫وع ْن علَّام بن ُمنبِّو قَ َ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬
‫ال‪:‬‬
‫َّم ُ – قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫اَّلل ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ «:-‬ك ُّل سالَمى ِمن الن ِ ِ‬‫ول َِّ‬ ‫ِمْنت َها َوقَ َ‬
‫ص َدقَةٌ ُك َّل يتَ ْوم تَطْلُ ُع فيو الش ْ‬ ‫َّاس َعلَْيو َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫تَتع ِد ُل بتني ِ‬
‫االثْتنَت ْ ِ‬
‫ال‪:‬‬
‫ص َدقَةٌ‪ ،‬قَ َ‬ ‫الر ُج َل ِيف َدابَّتو فَتتَ ْحملُوُ َعلَْيت َها أ َْوتَت ْرفَ ُع لَوُ َعلَْيت َها َمتَ َ‬
‫اعوُ َ‬ ‫ني َّ‬
‫ص َدقَةٌ َوتُع ُ‬
‫ني َ‬ ‫ْ َْ َ‬
‫(ٔ)‬ ‫والْ َكلِمةُ الطَّيِبةُ ص َدقَةٌ وُك ُّل خطْوةٍ دتَْ ِشيها إِ َ َّ ِ‬
‫ص َدقَةٌ » ‪.‬‬ ‫ط األَذَى َع ِن الطَّ ِر ِيق َ‬ ‫ص َدقَةٌ َوُدتِي ُ‬‫الصالَة َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ َ‬
‫أي رلال من رلاالت احلياة‪ ،‬كما جاء َع ْن‬ ‫وما أعظم األجر والثواب لكل من قام بعمل تطوعي يف ّ‬
‫ول َِّ‬ ‫ِ‬
‫ت إِ ْن َملْ‬‫اَّلل‪ ،‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫ص َدقَةٌ»‪ ،‬قَالُوا‪ََ :‬ي َر ُس َ‬ ‫ال‪َ « :‬علَى ُك ِّل ُم ْسل ٍم َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬قَ َ‬
‫وسى ‪-‬هنع هللا يضر‪َ -‬عن الن ِّ‬‫أَِيب ُم َ‬
‫ني‬ ‫َّق»‪ .‬قَالُوا‪ :‬أَرأَيت إِ ْن َمل يستَ ِطع‪ ،‬أَو َمل يت ْفعل? قَ َ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫َِغل ْد? قَ َ‬
‫ال‪« :‬يُع ُ‬ ‫َْ َ َْْ ْ ْ َْ َْ‬ ‫صد ُ‬ ‫ال‪« :‬يتَ ْع َم ُل بيَده‪ ،‬فَتيَتْنت َف ُع نتَ ْف َسوُ‪َ ،‬ويتَتَ َ‬
‫ِ‬ ‫اج ِة الْ َم ْل ُه َ‬
‫ت إِ ْن َملْ‬ ‫ت إِ ْن َملْ يَت ْف َع ْل? قَ َ‬
‫ال‪ََ « :‬يْ ُم ُر ِابلْ َم ْع ُروف‪ ،‬أ َْو ِاب ْخلَْري»‪ .‬قَالُوا‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫وف»‪ .‬قَالُوا‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫احلَ َ‬
‫ذَا ْ‬
‫(ٕ)‬
‫ص َدقَةٌ» ‪.‬‬ ‫َّر؛ فَِإنت ََّها لَوُ َ‬ ‫ال‪« :‬ؽلُْ ِس ُ‬
‫ك َع ِن الشِّ‬ ‫يتَ ْف َع ْل? قَ َ‬
‫اعي َعلَى األ َْرَملَ ِة وادلِس ِك ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫الس ِ‬
‫ال « َّ‬
‫َّيب ‪-‬صلى هللا عليو و سلم‪-‬قَ َ‬ ‫َن النِ َّ‬ ‫وعن أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أ َّ‬
‫َ ْ‬
‫(ٖ)‬
‫الصائ ِم النت َ‬
‫َّه َار » ‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫اى ِد ِيف َسبِ ِيل َّ‬
‫اَّللِ‪ ،‬أَ ِو ال َقائِِم اللَّيل َّ ِ‬ ‫َكالْمج ِ‬
‫َُ‬

‫الع ْد ِل بتَْيتنَت ُه ْم‬ ‫ِ‬


‫َّاس‪َ ،‬و َ‬ ‫ني الن ِ‬ ‫صالَ ِح بتَ ْ َ‬‫ض ِل ا ِإل ْ‬‫ب فَ ْ‬ ‫الصلْ ِح‪َ -‬اب ُ‬ ‫اب ُّ‬ ‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو (ٖ‪ -)ٔٛٚ /‬كتَ ُ‬ ‫(ٔ)‬
‫الص َدقَِة يتَ َق ُع َعلَى ُك ِّل نتَ ْوٍع ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫(‪ ،-)ٕٚٓٚ‬واللفظ لو‪ ،‬ومسلم يف صحيحو (ٕ‪ -)ٜٜٙ /‬كِتاب َّ ِ‬
‫اس َم َّ‬‫ب بتَيَان أ ََّن ْ‬ ‫الزَكاة‪َ -‬اب ُ‬ ‫َ‬
‫وف‪.)ٜٔٓٓ( - ٘ٙ-‬‬ ‫الْمعر ِ‬
‫َ ُْ‬
‫ص َدقَةٌ‪ ،‬فَ َم ْن َملْ َِغل ْد فَتلْيَت ْع َم ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ :‬علَى ُك ِّل ُم ْسل ٍم َ‬ ‫الزَكاة‪َ -‬اب ٌ‬‫اب َّ‬
‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو (ٕ‪ -)ٔٔ٘ /‬كتَ ُ‬ ‫(ٕ)‬
‫الص َدقَِة يتَ َق ُع َعلَى ُك ِّل‬ ‫ِ‬ ‫وف ‪ ،)ٔٗٗ٘ (-‬واللفظ لو‪ ،‬ومسلم يف صحيحو (ٕ‪ -)ٜٜٙ /‬كِتاب َّ ِ‬ ‫ِابلْمعر ِ‬
‫اس َم َّ‬ ‫ب بتَيَان أ ََّن ْ‬ ‫الزَكاة‪َ -‬اب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ِ‬
‫نتَ ْوٍع ِم َن الْ َم ْعُروف‪.-)ٔٓٓٛ( ٘٘-‬‬
‫ض ِل النَّت َف َق ِة َعلَى األ َْى ِل‪ ،)ٖٖ٘٘ (-‬واللفظ لو‪.‬‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫اب النَّت َف َقات‪َ -‬اب ُ‬
‫ِ‬
‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو (‪ -)ٕٙ /ٚ‬كتَ ُ‬ ‫(ٖ)‬
‫ني َوالْيَتِي ِم‪.)ٕٜٕٛ( - ٗٔ -‬‬ ‫ان إِ َ ْاأل َْرَملَ ِة والْ ِمس ِك ِ‬
‫َ ْ‬
‫اإلحس ِ‬
‫ب ْ َْ‬ ‫الزْى ِد َو َّ‬
‫الرقَائِ ِق‪َ -‬اب ُ ِ‬ ‫اب ُّ‬ ‫ِ‬
‫ومسلم يف صحيحو (ٗ‪ -)ٕٕٛٙ /‬كتَ ُ‬
‫‪9‬‬
‫ادلبحث الثاين‪ :‬دور الفرد واجملتمع يف العمل اخلريي التطوعي‪.‬‬
‫جدا يف االرتقاءُ ابألفر ِاد‬ ‫َّ‬
‫إن شلا الشك فيو أن دور الفرد واجملتمع يف العمل اخلريي التطوعي مهم ِّ‬
‫عبودية هللا‪-‬سبحانو وتعا ‪ ،-‬وعمارِة األر مبراده سبحانو؛ فجاءت‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادلنشود من‬ ‫اجملتمعات ضلو ِ‬
‫اذلدف‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫ونتائجو ادللموسة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نصوص الشارع احلكيم حاثّةً عليو‪ ،‬دافع ًة إليو‪ُ ،‬مَر ِّغبَةً فيو؛ بعظم ثوابو وآاث ِره احملمودة‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫األخوة‬ ‫التطوعي ما ػلق ُقو من قي ِم التعاون على اخلري والب‪ ،‬وما ػل ّققو من قي ِم‬ ‫ويكفي يف ِعظَِم آاث ِر ِ‬
‫العمل‬
‫ِّ‬
‫وحتقيق مبدأ اْلسد الواحد الذي إذا‬ ‫ِ‬ ‫وبذل ادلعروف بني أفراد اجملتمع‪،‬‬ ‫والتكاتف واالحتاد وادلواساة ِ‬
‫عي جنَتبَات ادلجتمع‪،‬‬ ‫اْلسد ابلسه ِر واحلُ َّمى‪ ،‬وحينما يعُ ُّم‬ ‫ِ‬
‫التطو ُّ‬
‫العمل ُّ‬ ‫ُ‬ ‫سائر‬
‫ض ٌو تَداعى لو ُ‬ ‫اشتكى منو عُ ْ‬
‫ُ‬
‫ُّح واالحتِكار وادل ْس َكنة‪ ،‬شريط َة‬ ‫ني على األثتََرة والش ِ‬
‫ّ‬
‫وبين ُرلتمعو ِ‬
‫ليقض َ َّ‬ ‫عورا ساميِّا ل َذ ِويو ِ‬ ‫ً‬ ‫نفسو ُش‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ويف ِر‬
‫َ‬
‫يستفيد من العمل‬ ‫َ‬ ‫ػلق لو أن‬ ‫حد دلن ُّ‬‫أبعاد مصلحيَّةٌ أو ِحزبيَّةٌ أو إقليميَّةٌ‪ ،‬ولي ىناك ّّ‬ ‫تغتال صفاءَه ٌ‬ ‫أال َ‬
‫(ٔ)‬ ‫كبد ٍ‬ ‫عي؛ فالنيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬يقول‪« :‬يف كل ٍ‬
‫رطبة أجر« ‪.‬‬ ‫لتطو ِّ‬
‫ا ُّ‬
‫داد طبيعتِو؛‬‫التطوعي ال ُػل ُّد جمل ٍّد‪ ،‬وال بشخص معني‪ ،‬وال ينت ِهي بزم ٍن‪ ،‬وامتِداد ح ِّده ابمتِ ِ‬ ‫و َّ‬
‫ُ‬ ‫العمل ُّ ُّ‬ ‫إن ُ‬
‫تد ومت ِ‬
‫َّس ٌع‬ ‫ِ‬
‫عي إذا كان يف وجو خ ٍري‪ ،‬وىو ُشل ّّ ُ‬ ‫سايب ال نظرَة فيو لألُجرة وادلِنَّة فهو ُّ‬
‫تطو ّّ‬
‫فكل ٍ ِ‬
‫عمل احت ٍّ‬ ‫ُّ‬
‫كلمة "خ ٍري"‪ ،‬وىو ىنا‬ ‫ابمتِداد واتِّساع ِ‬
‫عي‬
‫التطو َّ‬
‫العمل ُّ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫اخلريي؛ ألن‬ ‫بعض الشيء عن ِ‬
‫العمل‬ ‫ؼلتلف َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫اخلريي؛ فإنو – يف الغالب – ال يكون إال بعد الطلَب‪ ،‬وكال‬ ‫ِّ‬ ‫لخالف ِ‬
‫العمل‬ ‫بادرة قبل الطلَب‪،‬‬ ‫يكو ُن ابدلُ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ٍ ِ ٍ ِ‬
‫سااب دلا عند‬‫بذل ادلعروف للناس دون أُجرةٍ أو منَّة‪ ،‬وإظلا احت ً‬ ‫صلتُهما‪ُ :‬‬ ‫الع َملَ ْني وجهان لعُملة واحدة‪ُ .‬زل ّ‬ ‫َ‬
‫ورا[ ‪[ ‬اإلنسان‪.]ٜ :‬‬ ‫هللا‪  ،‬إَِّظلَا نُطْعِم ُكم لِوج ِو َِّ‬
‫اَّلل َال نُِر ُ ِ‬
‫يد مْن ُك ْم َجَزاءً َوَال ُش ُك ً‬ ‫ُ ْ َْ‬
‫عاقل يد ِرُك أن قيم َة ادلجتمعات يف ُِنو ِضها واحلِفاظ على ِ‬
‫نفسها من التهالُك والتصدُّع‪،‬‬
‫ُ‬ ‫إن كل ٍ ُ‬ ‫َّ‬
‫منشود يف رتي ِع الشرائع السماوية والوضعيَّة‪ ،‬يف اإلسالم وقبل‬
‫ٌ‬ ‫مطلب‬
‫ٌ‬ ‫عي‬
‫التطو َّ‬
‫العمل ُّ‬ ‫َ‬ ‫ويُد ِرُك أن‬
‫صفات من‬ ‫طفو؛ ألن ىذه‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وىو عالمةٌ اب ِرزةٌ على صفاء معدن صاحبِو وطلوتو وعاطفتو ولُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وحب الذات‪.‬‬
‫شياطني األاننية ّ‬
‫ُ‬ ‫خل َقهم هللا ُحنفاء ومل َتت ْل ُهم‬

‫ض ِل َس ْق ِي ادل ِاء ‪ ،)ٕٖٖٙ (-‬واللفظ لو‪ .‬ومسلم يف صحيحو‬


‫ب فَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخرجو البخاري يف صحيحو (ٖ‪ -)ٔٔٔ /‬كتَاب ادلُ َساقَاة‪َ -‬اب ُ‬ ‫(ٔ)‬
‫ِ َ‬
‫ض ِل َساقِي الْبَت َهائِِم الْ ُم ْحتَتَرَم ِة َوإِطْ َعام َها‪.)ٕٕٗٗ( - ٖٔ٘-‬‬
‫ب فَ ْ‬ ‫(ٗ‪ -)ٔٚٙٔ /‬كتاب َّ ِ‬
‫الس َالم‪َ -‬اب ُ‬
‫‪11‬‬
‫السلوك ادلنحرف وفيو مطلبان‪:‬‬
‫ادلبحث الثالث‪ :‬العمل اخلريي التطوعي يف محاية اجملتمع من ّ‬
‫ادلطلب األول‪ :‬مظاىر السلوك ادلنحرف يف ادلقاصد اخلمسة وىي الدين العقل‪ ،‬العرض‪ ،‬ادلال‪،‬‬
‫النفس‪ .‬وعالجو من خالل العمل اخلريي التطوعي مبنهج النيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪. -‬‬
‫يف ىذا ادلطلب فرعان‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مظاىر السلوك ادلنحرف يف ادلقاصد اخلمسة وىي‪ :‬الدين‪ ،‬العقل ‪ ،‬العرض ادلال‪،‬‬
‫النفس‪:‬‬
‫لقد جاءت الشريعة الغراء ابحملافظة على ادلقاصد اخلمسة أو الكليات اخلم ‪ .‬يقول اإلمام‬
‫ت لِْل ُم َحافَظَِة َعلَى‬ ‫ِ‬
‫الش ِر َيعةَ ُوض َع ْ‬
‫َن َّ‬ ‫ت ْاأل َُّمةُ ‪-‬بَ ْل َسائُِر الْ ِملَ ِل‪َ -‬علَى أ َّ‬‫الشاطيب‪-‬رزتو هللا‪ " :-‬فَت َق َد اتتَّ َف َق ِ‬
‫ال‪َ ،‬والْ َع ْق ُل‪َ -‬و ِع ْل ُم َها ِعْن َد ْاأل َُّم ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الضَّروِرََّي ِ‬
‫ين‪َ ،‬والنَّت ْف ُ ‪َ ،‬والن ْ‬
‫َّس ُل‪َ ،‬والْ َم ُ‬ ‫اخلَ ْم ِ ‪َ -‬وى َي‪ :‬ال ّد ُ‬ ‫ت ْ‬ ‫ُ‬
‫(ٔ)‬
‫ي" ‪.‬‬ ‫َكالض َُّروِر ِّ‬
‫فملمور احلياة واجملتمعات ال تنضبط إال جملفظها‪ ،‬وسملبني دور تلك الضرورات وعالقتها يف معاْلة‬
‫(ٕ)‬
‫السلوك ادلنحرف ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االحنراف يف وقصد العقن‪:‬‬
‫إن العقل مناط التكليف لخطاب الشارع طلباً أو كفِّا أو ختيرياً أو وضعاً؛ وابلعقل ميز هللا اإلنسان؛‬
‫ألنو منشمل الفكر الذي جعلو مبدأ كمال اإلنسان وِناية شرفو وفضلو على الكائنات‪ ،‬وابلعقل يستطيع‬
‫اإلنسان التمييز والتمحيص وفهم نصوص الشريعة وتنزيلها على الواقع‪ ،‬كما أن التكليف خطاب‪،‬‬
‫وخطاب من ال عقل لو وال فهم زلال‪ ،‬فاجملنون‪ ،‬والصيب الذي ال ؽليز‪ ،‬يتعذر تكليفو؛ ألن التكليف‬
‫خطاب من هللا وال يَتلقى ذلك اخلطاب إال من يعقل ويدرك معناه‪ ،‬ومن ىذا ادلنطلق َييت منظور‬
‫الشريعة يف حفظ العقل‪ ،‬سواء من انحية الوجود ابتداء بتحصيل منفعتو أو من انحية درء ادلفاسد عنو أو‬
‫ادلضار الالحقة بو‪ ،‬لذا فإن أخطر أنواع االضلراف ىو اضلراف الفكر ادلتعلق ابلعقل والبعد بو عن القصد‬
‫إفراطاً أو تفريطاً‪ ،‬ذلك أن السلوك انبع منو ومتملثر بو‪ ،‬وذلذا كانت العناية بتقومي الفكر وتصحيح‬
‫(ٖ)‬
‫االعتقاد ىي أول نقطة يف أي برانمج من برامج اإلصالح الٍب جاء هبا األنبياء ‪.‬‬

‫ادلوافقات‪ ،‬للشاطيب‪.)ٖٔ-ٔ( ،‬‬ ‫(ٔ)‬


‫انظر‪ :‬األمن الفكري يف ظالل ادلقاصد الشرعية‪،‬نشملت انيف‪ ،‬رللة البحوث والدراسات الشرعية‪ ،‬العدد‪( ،ٖٙ:‬ص ٘)‪ .‬وانظر‪:‬‬ ‫(ٕ)‬
‫مكوانت مفهوم األمن الفكري وأصولو‪،‬د‪.‬ىياء إِساعيل آل الشيخ‪ ،‬جملث مقدم للمؤدتر الوطين األول لألمن الفكري‪ ،‬كرسي األمري‬
‫انيف بن عبدالعزيز لدراسات األمن الفكري جبامعة ادللك سعود‪( ،‬ص ٔٔ)‪.‬‬
‫انظر‪ :‬جملوث مؤدتر السنة النبوية يف الدراسات ادلعاصرة ‪ -‬جامعة الريموك ‪ ،‬إربد ‪ ،‬األردن‪.) ٘ /ٖٔ ( ٕٓٓٚ-ٗ-ٔٛ .‬‬ ‫(ٖ)‬
‫‪11‬‬
‫أىم مظاىر السلوك ادلنحرف يف مقصد العقل‪:‬‬
‫*االحنراف الفكري‪:‬‬
‫آاثرا تفضي ‪-‬إذا ما تركت‪ -‬إ غلو وعدوان؛ فاالضلراف الفكري والسلوكي‬ ‫إن لالضلراف الفكري ً‬‫َّ‬
‫يؤدَين النتشار الفًب‪ ،‬وظهور البدع وادلنكرات‪ ،‬وفقدان األمن‪ ،‬وحصول القالقل مبا ػلدثو من االعتداء‬
‫على الناس يف أنفسهم وأمواذلم وأعراضهم ومكتسباهتم‪ ،‬ويسفر عن إفساد للقيم االجتماعية والعالقات‬
‫األسرية واالجتماعية على مستوى األسرة واجملتمع؛ كما يؤثر االضلراف الفكري والسلوكي على اقتصاد‬
‫وتنم ية البالد مبا ػلدثو من إتالف لألموال واألنف ‪ ،‬وهتريب األموال إ خارج البالد‪ ،‬وانتشار البطالة‪،‬‬
‫ومن ينتج عن ذلك من خلل يف األمن واالستقرار‪ ،‬وإضعاف للتجارة واالستثمار والنشاط التنموي‪،‬‬
‫وتسهيل مسارات الغواية والفًب‪ ،‬ومن أسوأ آاثره على ادلستوى الدعوي تشويو صورة اإلسالم وتنفري‬
‫الناس منو‪ ،‬وإلصاق ىذه األعمال اإلرىابية بو يف إعطاء اْلخرين ذرائع حملاربتو والنيل من أبنائو‪ ،‬ومن مث‬
‫إضعاف صلاح الدعوة اإلسالمية الصحيحة وانتشارىا يف رتيع أضلاء العامل‪ ،‬وذلك ابلتسبب يف زلاربتها‪،‬‬
‫(ٔ)‬
‫ووضع القيود والشروط لنشرىا يف رتيع اجملتمعات غري اإلسالمية ‪.‬‬
‫ومن أنواع االحنراف الفكري‪:‬‬
‫أ‪ /‬تكفري ادلسلمني‪:‬‬
‫عظيم ال غلوز للمسلم أن يطلقو على أخيو ادلسلم إال ببينة عظيمة‪،‬‬
‫أمر ٌ‬‫إن التكفري مسمللة خطرية و ٌ‬
‫ٍ‬
‫ودليل قطعي ال شبهة فيها وال أتويل‪ ،‬وىذا اليصح إال لذوي ادلكانة العلمية واحملاكم الشرعية‪ ،‬وقد بني‬
‫َّيب‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬خطورة ىذه ادلسمللة يف حديث أيب ذر ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬أنو ِسع رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يقول‪َ ..« :‬وَم ْن‬ ‫الن ّ‬
‫(ٕ)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك إَِّال َح َار َعلَْي ِو » ‪.‬‬ ‫َد َعا َر ُج ًال ِابلْ ُك ْف ِر‪ ،‬أ َْو قَ َ‬
‫ال‪َ :‬ع ُد ُّو هللا َولَْي َ َك َذل َ‬
‫كما دلت النصوص الكثرية على أن التكفري ال يتم إال بوجود ضوابطو وانتفاء موانعو‪ ،‬ولذا قد يرد‬
‫يف الكتاب والسنة ما يفهم منو أن ىذا القول أو العمل أو االعتقاد كفر‪ ،‬وال يكفر من اتصف بو لوجود‬
‫مانع ؽلنع من كفره كاإلكراه‪.‬‬

‫انظر‪ :‬موقع السكينة ‪http://www.assakina.com/news/news‬‬ ‫(ٔ)‬


‫أخرجو مسلم يف صحيحو‪.)ٜٚ/ٔ( ،‬كتاب اإلؽلان‪-‬ابب بيان حال إؽلان من رغب عن أبيو وىو يعلم‪ ،‬حديث رقم(ٔ‪.)ٙ‬‬ ‫(ٕ)‬
‫‪12‬‬
‫ب‪ /‬اخلطأ يف فهم النصوص وإخراجها عن سياقها الصحيح‪.‬‬
‫ومن أشكال االضلراف الفكري فهم النصوص وإخراجها عن سياقها الصحيح‪ ،‬ما يقوم بو بعض‬
‫رتاعات التطرف الديين من تكفري احلاكم بغري ما أنزل هللا إبطالق أتويالت منهم للنصوص القرآنية مثل‬
‫ك ُى ُم الْ َكافُِرو َن‪[‬ادلائدة‪.]ٗٗ :‬‬ ‫اَّللُ فَملُولَئِ َ‬
‫قولو تعا ‪َ  :‬وَم ْن َملْ َْػل ُك ْم ِمبا أَنْتَزَل َّ‬
‫ك ُى ُم الظَّالِ ُمو َن‪[ ‬ادلائدة‪.]ٗ٘ :‬‬
‫اَّللُ فَمل ُْوَالئِ َ‬
‫أنزَل َّ‬ ‫ِ‬
‫وقولو تعا ‪َ  :‬وَمن َّملْ َْػل ُكم مبَآ َ‬
‫ِ‬
‫َنزَل هللا فملولئك ُى ُم الفاسقون‪[ ‬ادلائدة‪ .]ٗٚ :‬فيحكمون على‬ ‫وقولو تعتتا ‪َ  :‬وَمن َّملْ َْػل ُكم مبَآ أ َ‬
‫احلكام ابلكفر والظلم والفسق دون بينة‪ ،‬جملرد سوء الظن‪.‬‬
‫ود جاؤوا‬ ‫والصحيح أِنا نزلت يف أىل الكتاب‪ ،‬كما جاء عن ابن عُ َمَر ‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬أ َّ‬
‫َن الْيَت ُه َ‬
‫جال منهم َو ْامَرأَةً َزنتَيَا فقال ذلم رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪« :-‬ما ََِت ُدو َن يف‬ ‫َن َر ً‬ ‫إ رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فَ َذ َك ُروا لو أ َّ‬
‫الر ْج َم فَملَتَت ْوا‬‫حه ْم َوُْغللَ ُدو َن فقال عبدهللا بن َس َالٍم‪َ :‬ك َذبْتتُ ْم إِ َّن فيها َّ‬ ‫ض ُ‬ ‫الر ْج ِم» فَت َقالُوا‪ :‬نتَ ْف َ‬‫التت َّْوَراةِ يف َشملْ ِن َّ‬
‫الر ْج ِم فَت َقَرأَ ما قَتْبتلَ َها وما بتَ ْع َد َىا فقال لو عبد هللا بن َس َالٍم‪:‬‬ ‫َح ُد ُى ْم يَ َدهُ على آيَِة َّ‬ ‫ِ‬
‫ض َع أ َ‬ ‫وىا فَت َو َ‬ ‫ِابلتت َّْوَراة فَتنَ َش ُر َ‬
‫الر ْج ِم فَمل ََمَر هبِِ َما رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬‬
‫ص َد َق َي دمحم فيها آيَةُ َّ‬ ‫الر ْج ِم فَت َقالُوا‪َ :‬‬
‫ْارفَ ْع يَ َد َك فَتَرفَ َع يَ َدهُ فإذا فيها آيَةُ َّ‬
‫(ٕ)‬ ‫(ٔ)‬
‫احلِ َج َارةَ ‪.‬‬ ‫الر ُج َل َْغلنَملُ على الْ َم ْرأ َِة يَِق َيها ْ‬
‫ت َّ‬ ‫فَت ُررتَا قال عبد هللا‪ :‬فَتَرأَيْ ُ‬
‫ِ‬
‫ومن اْلهل يف فهم وتفسري النصوص كذلك التمسك احلريف يف النص ينطبق على تفسريىم كما يف‬
‫ني ِم ْن َج ِزيرةِ‬ ‫ِ‬
‫َخ ِر ُجوا ادلُ ْش ِرك َ‬
‫حديث عن ابن عباس‪-‬رضي هللا عنهما‪-‬أ ّن رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬قال‪ « :‬أ ْ‬
‫َ‬
‫ِ (ٖ)‬
‫ب» ‪.‬‬ ‫العَر‬ ‫َ‬
‫َّيب‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬أمر إبخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب‪ ،‬ويزعمون‬ ‫ويفهمون من ىذا احلديث أن الن ّ‬
‫أبن قتلهم ىو وسيلة إلخراجهم‪ ،‬رغم أن ىذا احلديث ال يدل على جواز قتتتل من يف جزيترة العرب من‬
‫عهد‬ ‫اليهود والنصارى وادلشركني ‪ ،‬ال بداللة منطوقو‪ ،‬وال بداللة مفتهومو ‪ ،‬وال يدل كذلك على انتفا‬
‫من دخل جزيرة العرب من اليهود‪ ،‬والنصارى جملرد الدخول‪ ،‬فاألمر إبخراج ادلشركني من جزيرة العرب ىو‬

‫جنا على الشيء غلنو‪ :‬إذا أكب عليو‪ .‬انظر‪ :‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬البن األثري (ٔ‪.)ٖٛٓ /‬‬ ‫(ٔ)‬
‫ِ‬
‫أخرجو البخاري يف صحيحو‪-)ٖٖٔٓ/ٖ( ،‬كتاب ادلناقب‪ -‬ابب قول هللا تعا ‪  :‬يتَ ْع ِرفُونَوُ َكما يتَ ْع ِرفُو َن أَبْتنَاءَ ُى ْم َوإِ َّن فَ ِريقاً مْنت ُه ْم‬ ‫(ٕ)‬
‫احلَ َّق َوُى ْم يتَ ْعلَ ُمو َن‪[ ‬البقرة‪ ]ٔٗٙ :‬حديث رقم(‪.)ٖٖٗٙ‬‬
‫لَيَكْتُ ُمو َن ْ‬
‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو‪ -)ٔٔ٘٘/ٖ( ،‬كتاب اْلهاد والسري‪ -‬ابب إخراج اليهود من جزيرة العرب‪،-‬حديث‬ ‫(ٖ)‬
‫رقم (‪،)ٖٔٙٛ‬واللفظ لو‪ ،‬ومسلم يف صحيحو(ٖ‪ -)ٕٜٔ٘/‬كتاب الوصية‪ -‬ابب ترك الوصية دلن لي لو شيء يوصى فيو‪-‬‬
‫حديث رقم(‪.)ٖٔٙٚ‬‬
‫‪13‬‬
‫أمر موكول إ إمام ادلسلمني‪ ،‬ومن جانب آخر فإن جزيرة العرب ذاهتا سلتلف يف حتديدىا‪ ،‬فمنهم من‬
‫(ٔ)‬
‫جعلها مكة وادلدينة‪ ،‬ومنهم من زاد عليها ‪.‬‬
‫إ ّن ظاىرة السلوك ادلنحرف تعود يف بعض أسباهبا إ اخللل يف البناء الفكري وادلنهجي‪ ،‬الذي َّأدى‬
‫(ٕ)‬
‫إ كثري من السلبيات وادلواقف الٍب تتناقض مع ادلقاصد وادلصاس الشرعية العامة لألمة ‪.‬‬
‫كما يكون بصيانة العقل من كل ما يفسده أو يعطلو من ادلفسدات احلسية كاخلمر وادلسكرات‬
‫(ٖ)‬
‫وكل ادلطعومات وادلشروابت الٍب تؤثر على العقل ‪.‬‬
‫ثانًاً‪ :‬االحنراف يف وقصد املاه‪.‬‬
‫فال شك أن ادلال عصب احلياة‪ ،‬وتتعلق بو كثري من حقوق اخللق‪ ،‬وتقوم بو ‪ -‬إبذن هللا تعا ‪-‬‬
‫شرع هللا تعا لنا طريقة اإلنفاق الصحيحة‪ ،‬وىي دون التبذير‬ ‫كثري من ادلشروعات البشرية‪ .‬وقد ّ‬
‫ين إِذَا أَنْت َف ُقوا َملْ يُ ْس ِرفُوا َوَملْ يتَ ْقتُت ُروا َوَكا َن‬ ‫َّ ِ‬
‫واإلسراف‪ ،‬وأعلى من التقتري والبخل‪ ،‬قال هللا تبارك وتعا ‪َ  :‬والذ َ‬
‫ك قَت َو ًاما‪ [ ‬الفرقان‪،‬آية‪]ٙٚ :‬‬ ‫بت ِ‬
‫ني َذل َ‬
‫َْ َ‬
‫فقد حرم اإلسالم االضلرافات ادلالية كالراب‪ ،‬والرشوة‪ ،‬والغصب‪ ،‬والسرقة‪ ،‬وجحد العارية‪،‬‬
‫والتزوير‪..‬إخل‪.‬‬
‫أىم مظاىر السلوك ادلنحرف يف مقصد ادلال‪:‬‬
‫أ‪ /‬الكسب احلرام‪-:‬‬
‫ب َال يتَ ْقبَ ُل إَِّال طَيِّبًا‪َ ،‬وإِ َّن هللاَ أ ََمَر‬ ‫ِ‬
‫فعن أيب ىريرة ‪-‬هنع هللا يضر‪ ،-‬عن النيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬قال‪ «:‬إ َّن هللاَ طَيّ ٌ‬
‫الرسل ُكلُواْ ِمن الطَّيِب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْم ْؤِمنِ ِ‬
‫ال‪ََ :‬ي‬ ‫ات‪[ ‬ادلؤمنون‪َ ،]٘ٔ :‬وقَ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫ال‪ََ :‬يَيتُّ َها ُّ ُ ُ‬ ‫ني مبَا أ ََمَر بِو الْ ُم ْر َسل َ‬
‫ني‪ ،‬فَت َق َ‬ ‫ُ َ‬
‫(ٗ)‬ ‫ِ‬ ‫أَيتُّها الَّ ِذين آمنُوا ُكلُوا ِمن طَيِب ِ‬
‫الس َفَر أَ ْش َع َ‬
‫ث‬ ‫يل َّ‬ ‫الر ُج َل يُط ُ‬ ‫]‪،‬مثَّ ذَ َكَر َّ‬
‫ات َما َرَزقْتنَا ُك ْم‪[ ‬البقرة‪ُ ٕٔٚ :‬‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ي ِاب ْحلََرِام‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْغبتر‪َ ،‬ؽل ُّد يدي ِو إِ َ َّ ِ‬
‫ب‪َ ،‬وَمطْ َع ُموُ َحَر ٌام‪َ ،‬وَم ْشَربُوُ َحَر ٌام‪َ ،‬وَم ْلبَ ُسوُ َحَر ٌام‪َ ،‬وغُذ َ‬ ‫ب‪ََ ،‬ي َر ِّ‬‫الس َماء‪ََ ،‬ي َر ِّ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ََ‬
‫(٘)‬ ‫ََّن يستج ِ ِ‬
‫ك? » ‪.‬‬ ‫اب ل َذل َ‬‫فَمل َّ ْ َ َ ُ‬
‫ب‪ /‬إضاعة ادلال‪-:‬‬
‫أيضا‪ ،‬إنفاقو يف غري وجوىو الشرعية‪ ،‬فعن ادلغرية بن شعبة ‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قال‪:‬‬
‫إن من صور إضاعة ادلال ً‬

‫انظر‪ :‬كشف الشبهات يف مسائل العهد واْلهاد‪ ،‬لفضيلة الشيخ فيصل بن قزار اْلاسم (ص ‪.)ٚٓ – ٜٙ‬‬ ‫(ٔ)‬
‫انظر‪ :‬جملوث مؤدتر السنة النبوية يف الدراسات ادلعاصرة –(ٖٔ‪.)٘/‬‬ ‫(ٕ)‬
‫انظر‪ :‬األمن الداخلي يف ضوء مقاصد الشريعة والقضاَي ادلعاصرة‪ ،‬لرابعة انصر السياري (ص ‪.)ٖٔٙ‬‬ ‫(ٖ)‬
‫األشعث ‪ :‬من تغري شعره وتلبد من قلة تعهده ابلدىن‪ .‬انظر‪ :‬النهاية يف غريب احلديث واألثر‪.)ٜٔ/ٔ( ،‬‬ ‫(ٗ)‬
‫أخرجو البخاري يف صحيحو(ٕ‪-)ٖٚٓ/‬كتاب الزكاة‪ -‬ابب قبول الصدقة من الكسب الطيب‪ -‬حديث رقم( ٘ٔٓٔ)‪.‬‬ ‫(٘)‬
‫‪14‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ «:-‬إِ َّن َّ‬
‫وق األ َُّم َهات‪َ ،‬وَوأْ َد البَتنَات‪َ ،‬وَمنَ َع َوَىات‪َ ،‬وَك ِرَه لَ ْ‬
‫كم‬ ‫اَّللَ َحَّرَم َعلَْي ُك ْم‪ :‬عُ ُق َ‬
‫(ٔ)‬ ‫قِ‬
‫اعةَ ادل ِال» ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الس َؤ ِال‪َ ،‬وإِ َ‬
‫ض‬ ‫ال‪َ ،‬وَكثْتَرةَ ُّ‬ ‫يل َوقَ َ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫قال النووي‪-‬رزتو هللا‪ ":-‬وأما إضاعة ادلال فهو صرفو يف غري وجوىو الشرعية وتعريضو للتلف‪،‬‬
‫(ٕ)‬
‫وسبب النهي أنو فساد وهللا ال ػلب ادلفسدين؛ وألنو إذا ضاع مالو تعر دلا يف أيدي الناس" ‪.‬‬
‫ثالجاً‪ :‬االحنراف يف وقصد العرض‪-:‬‬
‫إن من أجل مقاصد اإلسالم‪ :‬حفظ األعرا ! وحفظ النسل‪ ،‬والنسب‪ ،‬وتطهري اجملتمع من الرذيلة‪،‬‬
‫واألمرا ‪ ،‬واألدران‪ ،‬وصيانة العر من التهتك والتشويو‪.‬‬
‫واألنساب وحرم كل طر ٍيق شلك ٍن إ اختالط األنساب‪،‬‬ ‫أكد َّ‬
‫وشدد على حفظ األعرا‬ ‫واإلسالم َّ‬
‫فملوجب على ادلؤمنني أن يغضوا من أبصارىم وػلفظوا فروجهم‪ ،‬وأوجب على ادلؤمنات أن يغضضن من‬
‫أبصارىن وػلفظن فروجهن‪ ،‬وش ّدد اإلسالم يف احليلولة دون اختالط النساء ابلرجال‪ ،‬وحذر اإلسالم أؽلا‬
‫حتذير من اخللوة ابلنساء أو الدخول عليهن من غري احملارم‪ ،‬وبني أن ىذا العمل مذموم عند هللا‪-‬عزوجل‪-‬‬
‫ول‬ ‫أن رسول هللا صلى هللا عليو وسلم قال‪« :‬إِ ََّي ُك ْم َوالد ُ‬
‫ُّخ َ‬ ‫وعند رسول اذلدى ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬عن عقبة بن عامر‪َّ :‬‬
‫(ٖ)‬
‫ت» ‪.‬‬ ‫اَّلل‪ ،‬أَفَتَرأَيْ َ‬
‫ت احلَ ْم َو? قَ َال‪« :‬احلَ ْم ُو ادلَْو ُ‬ ‫َعلَى النِّ َس ِاء» فقال رجل من األنصار‪ََ :‬ي َر ُس َ‬
‫ول َِّ‬
‫أىم مظاىر السلوك ادلنحرف يف مقصد العرض‪:‬‬
‫‪-1‬الزان‪:‬‬
‫الزَّن إِنَّو َكا َن فَ ِ‬
‫اح َش ًة َو َسآءَ َسبِيالً‪[ ‬اإلسراء‪.]ٖٕ :‬‬ ‫قال تعا ‪َ :‬والَ تَت ْقَربُواْ ِّ َ ُ‬
‫لقد حرمت الشريعة الزان وحرمت كل الوسائل ادلفضية إليو لدرء ادلفاسد وجلب ادلصاس‪ ،‬وجاءت‬
‫الشريعة ابلرجم دلن زان وىو زلصن وابْللد والتغريب لغري احملصن‪ ،‬وتلك العقوابت الزاجرة الرادعة من‬
‫من اختالط األنساب وانتشار األمرا ‪" ،‬فعناية الشرع بدرء ادلفاسد أشد‬ ‫أجل مصلحة حفظ األعرا‬
‫(ٗ)‬
‫من عنايتو جبلب ادلصاس‪ ،‬فإذا مل يظهر رجحان اْللب قدم الدرء" ‪ .‬وبناء على ىذه القاعدة‪ ،‬مت‬
‫إصدار عقوابت وسنت قوانني دلنع ومقاومة ادلواقع اإلعالمية و ادلعلوماتية ورتيع شبكات التواصل‬

‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو(ٖ‪-)ٕٔٓ/‬كتاب االستقرا وأداء الديون‪ -‬ابب ما ينهى عن إضاعة ادلال‪ -‬حديث‬ ‫(ٔ)‬
‫اج ٍة‪َ ،‬والنت َّْه ِي َع ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫َّه ِي َع ْن َكثْتَرةِ الْ َم َسائ ِل م ْن َغ ِْري َح َ‬
‫ب النت ْ‬
‫ِِ‬
‫اب ْاألَقْضيَة‪َ -‬اب ُ‬
‫ِ‬
‫رقم (‪ .)ٕٗٓٛ‬ومسلم يف صحيحو (ٖ‪-)ٖٔٗٔ /‬كتَ ُ‬
‫ب َما َال يَ ْستَ ِحقُّوُ‪ -‬حديث رقم(ٖ‪)ٜ٘‬‬ ‫اع ِم ْن أ ََد ِاء َح ٍّق لَ ِزَموُ‪ ،‬أ َْو طَلَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َمْن ٍع َوَىات‪َ ،‬وُى َو اال ْمتنَ ُ‬
‫شرح النووي على مسلم (ٕٔ‪.)ٔٔ/‬‬ ‫(ٕ)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ول على الْ ُمغيبَة‪،‬حديث‬ ‫أخرجو البخاري يف صحيحو( ٘‪)ٕٓٓ٘/‬ت كتاب النكاح ‪َ -‬ابب َال ؼلَْلُ َو َّن َر ُج ٌل ِاب ْمَرأَة إال ذُو َْزلَرم َوالد ُ‬
‫ُّخ ُ‬ ‫(ٖ)‬
‫رقم(ٖٗ‪.)ٜٗ‬‬
‫القواعد‪ ،‬للمقري(ٕ‪.)ٖٖٗ/‬‬ ‫(ٗ)‬
‫‪15‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬الٍب تروج لإلابحة والشذوذ اْلنسي وذلك من أجل حفظ مصاس الناس يف العفة والطهر‬
‫والبعد عن االضلرافات اخللقية‪.‬‬
‫ومن أجل دفع مفاسد االضلراف اْلنسي‪ ،‬والزيغ األخالقي ادلتسبب يف اىتزاز أمن اجملتمع‪ ،‬كان من‬
‫تلك القوانني والعقوابت لدرء ادلفاسد الٍب هتوي أبفراد اجملتمع إ الرذائل‪ ،‬وابلتايل‬ ‫الضروري أن تفر‬
‫تتحقق ادلصلحة يف حفظ اجملتمع واستقراره‪.‬‬
‫‪-2‬اللواط‪:‬‬
‫إن جرؽلة اللواط من أكب اْلرائم‪ ،‬وىي من الفواحش ادلفسدة للخلق وللفطرة وللدين والدنيا‪ ،‬بل وللحياة‬
‫اح َش َة َما‬ ‫ال لَِقوِم ِو أ ََأتْتُو َن الْ َف ِ‬ ‫ِ‬
‫نفسها‪ ،‬وقد عاقب هللا عليها أبقسى عقوبة‪ ،‬يقول تعا ‪َ :‬ولُوطًا إ ْذ قَ َ ْ‬
‫ون النِّ َس ِاء بَ ْل أَنْتتُ ْم قَت ْوٌم‬ ‫ال َشهوًة ِمن د ِ‬
‫الر َج َ ْ َ ْ ُ‬ ‫ني (ٓ‪ )ٛ‬إِنَّ ُك ْم لَتَملْتُو َن ِّ‬ ‫ِ‬ ‫سبت َق ُكم ِهبا ِمن أ ٍ ِ‬
‫َحد م َن الْ َعالَم َ‬
‫ََ ْ َ ْ َ‬
‫ُم ْس ِرفُو َن‪[ ‬النمل‪.]ٛٔ-ٛٓ :‬‬
‫وقد ورد يف احلديث عن ابن عباس‪-‬مهنع هللا يضر‪ ،-‬أن رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬قال‪« :‬لَ َع َن هللاُ َم ْن َع ِم َل َع َم َل قَت ْوِم‬
‫ِ ٍ (ٔ)‬ ‫وط‪ ،‬لَعن هللا من ع ِمل عمل قَتوِم لُ ٍ‬ ‫لُ ٍ‬
‫وط» ‪.‬‬ ‫وط‪ ،‬لَ َع َن هللاُ َم ْن َع ِم َل َع َم َل قَت ْوم لُ‬ ‫َ َ ُ َ ْ َ َ ََ َ ْ‬
‫‪-3‬االختالط واخللوة‪:‬‬
‫واألنساب‪ ،‬وحرم كل طر ٍيق شلك ٍن إ اختالط‬ ‫لقد أكد اإلسالم وشدد على حفظ األعرا‬
‫األنساب‪ ،‬فملوجب على ادلؤمنني أن يغضوا من أبصارىم وػلفظوا فروجهم‪ ،‬وأوجب على ادلؤمنات أن‬
‫يغضضن من أبصارىن وػلفظن فروجهن‪ ،‬وشدد اإلسالم يف احليلولة دون اختالط النساء ابلرجال‪،‬‬
‫وحذر اإلسالم أؽلا حتذير من اخللوة ابلنساء أو الدخول عليهن من غري احملارم‪ ،‬كما يف حديث عقبة بن‬
‫ول َعلَى النِّ َس ِاء» فقال رجل من األنصار‪ََ :‬ي‬ ‫أن رسول هللا صلى هللا عليو وسلم قال‪« :‬إِ ََّي ُك ْم َوالد ُ‬
‫ُّخ َ‬ ‫عامر‪َّ :‬‬
‫أخ‪ ،‬وابن ع ٍم‪ ،‬وابن ٍ‬ ‫ول َِّ‬
‫خال‪ ،‬وغريىم شلن ػلق ذلم‬ ‫ت احلَ ْم َو? ‪-‬يعنون قريب الزوج‪ ،‬من ٍ‬ ‫اَّلل‪ ،‬أَفَتَرأَيْ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫(ٕ)‬
‫ت» نعم إنو ادلوت؛ ألن الناس ال ػلسبون دخولو وخروجو من‬ ‫دخول بيتو‪-‬قال‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪« :-‬احلَ ْم ُو ادلَْو ُ‬
‫عندك‪ ،‬فال يرى أبساً أن يدخل البيت وصاحبو خارج‪ ،‬فيقع يف ادلؤمنني ما ال حتمد عقباه‪ ،‬وتقشعر منو‬
‫القلوب‪ ،‬وتتفطر منو اْلفون‪.‬‬
‫كما أن اْلاثر السلبية التقتصر يف اختالف األنساب فقط‪ ،‬وإظلا تلحق بذلك قضاَي ذلا صلة‬
‫ابإلرث واالنتساب إ أسرة الينتمي ذلا‪ ،‬والَتد لو صلة ابحملارم من النساء‪ ،‬وفضالً عن ذلك األمرا‬
‫األخرى‪.‬‬ ‫ادلعدية الٍب تلحق ابألسرة‪ ،‬ومن أخطرىا ضعف ادلناعة ادلكتسبة اإليدز وغريه من األمرا‬

‫الرج ِم ‪-‬من ع ِمل عمل قَتوِم لُ ٍ‬


‫وط‪ -‬حديث رقم ( ‪.)ٕٜٚٚ‬‬ ‫ِ‬
‫اب َّ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ‬ ‫أخرجو النسائي يف الكبى (‪ -)ٗٛ٘ /ٙ‬كتَ ُ‬ ‫(ٔ)‬
‫تقدم خترغلو ص(ٗٔ)‪.‬‬ ‫(ٕ)‬
‫‪16‬‬
‫رابعاً‪ :‬االحنراف يف وقصد النفس‪:‬‬
‫عمدا‬
‫ويقصد بو يف ىذا احملور ىو إزىاق الروح ابلقتل سواءً بقصد أو بغري قص ٌد‪ ،‬سواءً كان القتل ً‬
‫عمدا‪ ،‬ىذا ابلنسبة للنف ‪ ،‬أما مادون النف ىو‪ :‬مثل تلف طرف أو عضو من اْلسم‬
‫أو خطمل أو شبو ً‬
‫أو جروح وكالً لو عقوبتو الٍب حددت يف الكتاب أو السنة‪.‬‬
‫ادلؤمنة و‬ ‫جاء يف السنة ادلطهرة قال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪»:-‬الكبائر سبع االشراك ابهلل و قتل النف‬
‫(ٔ)‬
‫الفرار من الزحف و أكل الراب و أكل مال اليتيم و عقوق الوالدين و االحلاد احلرام« ‪.‬‬
‫رضي هللا عنهما‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللاِ‪-‬صلى هللا ِ‬
‫عليو وسلم‪ « :-‬لَ ْن يتََز َال ادل ْؤِم ُن ِيف‬ ‫فعن ابن عمر ِ‬
‫ُ‬ ‫(ٕ)‬
‫ب َد ًما َحَر ًاما» ‪،‬كما حذر ادلصطفى ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من قتل ادلعاىد‪ ،‬وبني عظيم‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِِ‬
‫فُ ْس َحة م ْن دينو‪َ ،‬ما َملْ يُص ْ‬
‫ني‬ ‫جرم من اعتدى عليو فقال‪ « :‬من قَتتَل معاى ًدا َمل يرِح رائِحةَ اْلن َِّة‪ ،‬وإِ َّن ِرػلها تُ ِ ِ ِ ِ‬
‫وج ُد م ْن َمس َرية أ َْربَع َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ََ َ‬
‫(ٖ)‬
‫َع ًاما » ‪.‬‬
‫أىم مظاىر السلوك ادلنحرف يف مقصد النفس‪:‬‬
‫‪-1‬حترمي االعتداء علي النفس‪:‬‬
‫‪..‬كل‬
‫ُّ‬ ‫لقد حرمت الشريعة االعتداء عليها‪ ،‬وجاء يف ذلك أحاديث عدة منها قولو‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪«:-‬‬
‫(ٗ)‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوُ » ‪.‬‬ ‫الْ ُم ْسل ِم َعلَى الْ ُم ْسل ِم َحَر ٌام‪َ ،‬د ُموُ‪َ ،‬وَمالُوُ‪َ ،‬وع ْر ُ‬
‫الدنْتيَا أ َْى َو ُن ِعْن َد هللا‬‫وعن عبدهللا بن عمرو‪-‬رضي هللا عنهما‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪«:-‬لََزَو ُال ُّ‬
‫(٘)‬
‫ِم ْن قَتْت ِل َر ُج ٍل ُم ْسلِ ٍم » ‪.‬‬
‫لذلك شرع القصاص على ادلعتدي على النف واألطراف فقال سبحانو‪  :‬فَ َم ِن ْاعتَ َدى بَت ْع َد‬
‫يم ‪[ ‬البقرة‪.]ٔٚٛ :‬‬ ‫ذالِك فَتلَو ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫َ َُ ٌ‬
‫حدا للقاتل؛‬ ‫إن القصاص ُش ِرع حلفظ النفوس وزجر اْلناة وغريىم‪ ،‬لذلك جعل الشارع القصاص ً‬
‫رتيعا‪ ،‬ودرءًا دلفسدة اذلرج والتقاتل‪ ،‬وفوت‬
‫زجرا لو ولغريه عن اإلقدام على القتل‪ ،‬وحفظًا حلياهتم ً‬
‫وذلك ً‬
‫احلياة‪ ،‬وذلك ألن ادلقصود من احلدود والكفارات زجر العصاة وغريىم عن ادلعصية‪ ،‬ودرء ما قد يَبتب‬
‫(‪)ٙ‬‬
‫عليها من مفاسد ‪.‬‬

‫أخرجو الطبال يف ادلعجم الكبري(‪ .)ٗٛ/ٔٚ‬قال الشيخ األلبال ‪ ( :‬حسن ) انظر‪ :‬حديث رقم ( ‪) ٗٙٓٙ‬يف صحيح اْلامع‪.‬‬ ‫(ٔ)‬
‫أخرجو البخاري يف صحيحو(‪ -)ٕ/ٜ‬كتاب الدَيت‪ -‬حديث رقم(ٕ‪.)ٙٛٙ‬‬ ‫(ٕ)‬
‫أخرجو البخاري يف صحيحو(ٗ‪- )ٜٜ/‬كتاب اْلزية‪-‬ابب إمث من قتل معاىد بغري جرم‪-‬حديث رقم ( ‪. )ٖٔٙٙ‬‬ ‫(ٖ)‬
‫أخرجو مسلم يف صحيحو (ٗ‪ - )ٜٔٛٙ/‬كتاب الب والصلة واْلداب‪ -‬ابب حترمي ظلم ادلسلم‪ -‬حديث رقم( ٗ‪.)ٕ٘ٙ‬‬ ‫(ٗ)‬
‫أخرجو مسلم يف صحيحو ‪ -)ٕٛ/ٚ(،‬كتاب حترمي الدم‪ -‬ابب تعظيم الدم‪-‬حديث رقم( ‪.)ٖٜٛٚ‬‬ ‫(٘)‬
‫انظر‪ :‬معلمة زايد للقواعد الفقهية واألصولية(ٖ‪.)ٔٛ ( ٖٚٓ/‬‬ ‫(‪)ٙ‬‬
‫‪17‬‬
‫كما أمرت الشريعة احملافظة على النف والنهي عن االنتحار ابعتبار أ ّن احلياة ليست مل ًكا‬
‫َّ ِ‬ ‫(ٔ)‬
‫ين َآمنُواْ الَ َأتْ ُكلُواْ أ َْم َوالَ ُك ْم بتَْيتنَ ُك ْم‬‫لصاحبها‪ ،‬وإظلا ىي حق شللوك هلل وحده لقولو تعا ‪ََ :‬ي أَيتُّ َها الذ َ‬
‫اَّللَ َكا َن بِ ُك ْم َرِحيماً‪[ ‬النساء‪:‬‬ ‫اط ِل إِالَّ أَن تَ ُكو َن َِتَ َارًة َعن تَتَرا ٍ ِّمْن ُك ْم َوالَ تَت ْقتُتلُواْ أَنْت ُف َس ُك ْم إِ َّن َّ‬ ‫ِابلْب ِ‬
‫َ‬
‫‪ ،]ٕٜ‬فعن أيب ىريرة‪-‬هنع هللا يضر‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪َ «:-‬م ْن تَتَرَّدى ِم ْن َجبَ ٍل فَت َقتَ َل نتَ ْف َسوُ‪ ،‬فَت ُه َو ِيف َان ِر‬
‫َج َهن ََّم يتَتَتَرَّدى فِ ِيو َخالِ ًدا ُسلَلَّ ًدا فِ َيها أَبَ ًدا‪َ ،‬وَم ْن َحتَ َّسى ُِسِّا فَت َقتَ َل نتَ ْف َسوُ‪ ،‬فَ ُس ُّموُ ِيف يَ ِد ِه يتَتَ َح َّساهُ ِيف َان ِر‬
‫يدتُوُ ِيف يَ ِدهِ َغلَملُ ِهبَا ِيف بَطْنِ ِو ِيف َان ِر َج َهن ََّم‬ ‫ِ‬
‫يدةٍ‪ ،‬فَ َحد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َهن ََّم َخال ًدا ُسلَلَّ ًدا ف َيها أَبَ ًدا‪َ ،‬وَم ْن قَتتَ َل نتَ ْف َسوُ ِجملَد َ‬
‫(ٕ)‬
‫َخالِ ًدا ُسلَلَّ ًدا فِ َيها أَبَ ًدا » ‪.‬‬
‫‪-2‬حترمي قتل ادلعاىدين وادلستأمنني‪:‬‬
‫ادلعاىدين وادلستملمنني‪ ،‬وال غلوز أن‬ ‫ادلعصومة يف اإلسالم أنف‬
‫شرعا أن من األنف‬
‫ومن ادلستقر ً‬
‫يعتدى عليهم‪ ،‬وقد حذر ادلصطفى ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬من قتل ادلعاىد‪ ،‬وبني عظيم جرم من اعتدى عليو فقال‪:‬‬
‫(ٖ)‬ ‫«من قَتتَل معاى ًدا َمل يرِح رائِح َة اْلن َِّة‪ ،‬وإِ َّن ِرػلها تُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ني َع ًاما » ‪.‬‬
‫وج ُد م ْن َمس َرية أ َْربَع َ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ ََ َ‬
‫فاألنف معصومة وػلرم االعتداء عليها‪ ،‬إذ جملفظها تضمن العيش ابطمئنان وسالم‪ ،‬فمن ؼلرج‬
‫عليها ابستحالذلا وقتلها ال مبال بتحرمي هللا ذلذا الفعل‪ ،‬فمن ىنا تكون الشرارة األو لالضلراف الفكري‬
‫وانتشار الفًب‪ ،‬وبث الفزع واخلوف يف نفوس الناس‪ ،‬وأي حياة كرؽلة يتمناىا ادلرء يف ظل ىذه الفًب‪.‬‬
‫خاوسًا‪ :‬االحنراف يف وقصد الدين‪-:‬‬
‫الم‪[ ‬آل ِعمران‪ ،]ٜٔ :‬واالسالم‪:‬‬ ‫احلق ىو اإلسالم‪ ،‬قال تعا ‪  :‬إ ّن ال ِّدين ِعْن َد َِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ْاأل ْس ُ‬ ‫َ‬ ‫ين ُّ‬
‫ال ّد ُ‬
‫(ٗ)‬
‫الشرك وأىلِو ‪.‬‬ ‫ىو االستسالم ابلتوحيد اخلالِص هلل‪ ،‬واالتِّباع ِ‬
‫الكامل لرسولو ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬والباءة ِمن ِّ‬
‫فالدين ضروري وأساسي يف حياة اإلنسان‪ ،‬وتكفل هللا تعا جملفظ ىذا الدين‪ ،‬فلم يبق دين من‬
‫ِ‬
‫مشوىا سلتلطًا آبراء البشر ال ؽلثل الدين احلق لقولو تعا ‪ :‬إِ َّان َْضل ُن نتََّزلْنَا ال ّذ ْكَر َوإِ َّان لَوُ‬
‫زلرفًا ً‬
‫األدَين إال َّ‬
‫(٘)‬
‫َحلَافِظُو َن‪[ ‬احلجر‪. ]ٜ :‬‬

‫األمن الفكري وأثره يف الوقاية من الغلو يف الدين واالضلراف األخالقي(ٕٕ‪.)ٕٖ-‬‬ ‫(ٔ)‬


‫أخرجو البخاري يف صحيحو(‪-)ٖٜٔ/ٚ‬كتاب الطب‪ -‬ابب شرب السم والدواء بو‪ -‬حديث رقم(‪ .)٘ٚٚٛ‬وأخرجو مسلم يف‬ ‫(ٕ)‬
‫ب بِِو ِيف النَّا ِر‪َ ،‬وأَنَّوُ َال‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫اإلؽلَا َن‪ -‬ابب ِغلَ ِظ َْحت ِرِمي قَتْت ِل ِْ ِ‬
‫اب ِْ‬ ‫ِ‬
‫اإلنْ َسان نتَ ْف َسوُ‪َ ،‬وأ ََّن َم ْن قَتتَ َل نتَ ْف َسوُ ب َش ْيء ُع ّذ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫صحيحو(ٔ‪ - )ٖٔٓ /‬كتَ ُ‬
‫يَ ْد ُخ ُل ا ْْلَنَّةَ إَِّال نتَ ْف ٌ ُم ْسلِ َمةٌ‪-‬حديث رقم( ‪.)ٜٔٓ‬‬
‫تقدم خترغلو يف (ص٘ٔ)‪.‬‬ ‫(ٖ)‬
‫انظر‪ :‬األمن الداخلي يف ضوء مقاصد الشريعة والقضاَي ادلعاصرة‪ ،‬لرابعة انصر السياري (ص‪.)ٕٔٛ‬‬ ‫(ٗ)‬
‫انظر‪ :‬ادلرجع السابق‪.‬‬ ‫(٘)‬
‫‪18‬‬
‫أحدا تركو‪ ،‬وىو‪ :‬القيام ابلواجبات وترك احملرمات‪ّّ ،‬‬
‫وحد أعلى‬ ‫والعمل ابلدين لو حد أدَّن ال يسع ً‬
‫(ٔ)‬
‫وىو‪ :‬فعل ادلندوابت وترك ادلكروىات ‪.‬‬
‫فحفظ الدين يف اجملتمع يكون إبظهار أحكام اإلسالم وشعائره‪ ،‬وإقامة حدوده‪ ،‬فهي أمر مهم يف‬
‫بقاء الدين‪ ،‬واحلكم ابلدين وتطبيق أحكامو يسد الباب على أىل الكفر والضالل واالضلراف عندما‬
‫ػلاولون نشر مذاىبهم ادلباطلة؛ ألِنم ال يتمكنون عند إقامة حد الردة يف األر ويف اجملتمع ال يتمكنون‬
‫(ٕ)‬
‫من نشر كفرىم‪ ،‬ال حتت ستار البحث العلمي‪ ،‬وال حتت ستار احلرية الفكرية ‪.‬‬
‫فالعقيدة اإلسالمية الصحيحة تولِّد لدى ادلسلم راحة نفسية وفكريَّة‪ ،‬وتذىب القلق النفسي‪،‬‬
‫بعيدا عن األىواء ادلتشعبة‪،‬‬
‫وَتلب لصاحبها األمن الفكري والطمملنينة النفسية‪ ،‬فيظل اثبتًا يف كل فتنة ً‬
‫واألفكار ادلنحرفة‪ ،‬والدعوات اذلدامة‪ ،‬الٍب تفسد الدين‪ ،‬وحتطم األخالق والسلوك‪ ،‬وما ذلك إال نتيجة‬
‫لرسوخ العقيدة اإلسالمية يف قلبو وثبوهتا‪ ،‬فال تستطيع أعاصري الفًب التملثري على العقيدة الراسخة؛ بل‬
‫تتحطم أمامها معاول اذلدم والفساد‪.‬‬
‫أىم مظاىر السلوك ادلنحرف يف مقصد الدين‪:‬‬
‫‪ -1‬البدعة يف الدين‪:‬‬

‫لقد أحدث بعض من ادلسلمني يف دينهم من البدع واخلرافات ما ال يرضاه مسلم عاقل يؤمن ابهلل‬
‫مروجيها‬ ‫واليوم اْلخر نتيجة اضلراف فكري الذي أصاب بو‪ ،‬وأن البدع تروج كملِنا سنَّة‪ ،‬ويكون قصد ِّ‬
‫ث ِيف أ َْم ِرَان َى َذا َما لَْي َ فِ ِيو‪ ،‬فَت ُه َو‬
‫ول هللا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪َ « :-‬م ْن أَ ْح َد َ‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ت‪ :‬قَ َ‬
‫حسنًا‪ ،‬فعن عائشة‪-‬اهنع هللا يضر‪-‬قَالَ ْ‬
‫(ٖ)‬
‫َردّّ» ‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫ويف رواية‪َ « :‬م ْن َع ِم َل َع َم ًال لَْي َ َعلَْي ِو أ َْم ُرَان فَت ُه َو َردّّ» ‪.‬‬
‫قال الشاطيب‪-‬رزتو هللا‪" :-‬وىذا احلديث عده العلماء ثلث اإلسالم ؛ ألنو رتع وجو ادلخالفة‬
‫(٘)‬
‫ألمره‪-‬عليو السالم‪ ، -‬ويستوي يف ذلك ما كان بدعة أو معصية" ‪.‬‬

‫انظر‪ :‬مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها ابألدلة الشرعية‪ ،‬حملمد سعد اليويب(ص‪.)ٔٛٙ‬‬ ‫(ٔ)‬
‫انظر‪ :‬ادلوقع الرِسي لفضيلة الشيخ دمحم صاس ادلنجد‪http://almunajjid.com/6380 ،‬‬ ‫(ٕ)‬
‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو (ٖ‪ )ٔٛٗ /‬كتاب الصلح‪ ،‬ابب إذا اصطلحوا على صلح جوٍر فالصلح مردود ‪ ،‬حديث‬ ‫(ٖ)‬
‫رقم (‪ ،)ٕٜٙٚ‬واللفظ لو‪ ،‬ومسلم يف صحيحو (ٖ‪ )ٖٖٔٗ /‬كتاب األقضية‪ ،‬ابب نقض األحكام الباطلة‪ ،‬ورد زلداثت األمور‪،‬‬
‫حديث رقم (‪.)ٔٚٔٛ‬‬
‫أخرجها مسلم يف صحيحو (ٖ‪ ) ٖٖٔٗ /‬كتاب األقضية‪ ،‬ابب نقض األحكام الباطلة‪ ،‬ورد زلداثت األمور‪ ،‬حديث رقم‬ ‫(ٗ)‬
‫(‪.)ٔٚٔٛ‬‬
‫االعتصام‪ ،‬للشاطيب(ٔ‪.)ٜٕ /‬‬ ‫(٘)‬
‫‪19‬‬
‫‪-2‬ترك العمل ابلدين وتطبيق أحكامو‪:‬‬
‫يما‬ ‫ولقد ورد يف القرآن مبثل ىذا يف غري موضع‪ .‬قال تعا ‪ :‬فَال وربِك ال يتؤِمنو َن ح ٌَّب ُػل ِّكم َ ِ‬
‫وك ف َ‬ ‫َ َّ َ ُ ْ ُ َ َ ُ‬
‫ت َويُ َسلِّ ُموا تَ ْسلِيماً‪[ ‬النساء‪.]ٙ٘:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضْي َ‬‫َش َجَر بتَْيتنَت ُه ْم ُمثَّ ال َِغل ُدوا ِيف أَنْت ُفس ِه ْم َحَرجاً شلَّا قَ َ‬
‫اخلِيَتَرةُ ِم ْن‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ويف موضع آخر‪َ  :‬وَما َكا َن ل ُم ْؤم ٍن َوال ُم ْؤمنَة إِ َذا قَ َ‬
‫ضى هللاُ َوَر ُسولُوُ أ َْمراً أَ ْن يَ ُكو َن َذلُُم ْ‬
‫أ َْم ِرِى ْم‪[ ‬األحزاب‪.]ٖٙ:‬‬
‫يقول ابن أيب العز احلنفي ‪-‬رزتو هللا‪ " :-‬إن اعتقاد أن احلكم مبا أنزل هللا غري واجب ‪ ،‬وأنو سلري‬
‫(ٔ)‬
‫فيو ‪ ،‬أو استهان بو مع تيقنو أنو حكم هللا ‪ ،‬فهذا كفر أكب " ‪.‬‬
‫ويقول ابن تيمية‪-‬رزتو هللا‪" :-‬بني هللا سبحانو أن من دعا إ التحاكم إ كتاب هللا‪ ،‬وإ رسولو‬
‫عن حكم‬ ‫مبؤمن فالنفاق يثبت‪ ،‬ويزول اإلؽلان مبجرد اإلعرا‬ ‫فص ّد عن رسولو كان منافقاً‪ ،‬ولي‬
‫(ٕ)‬
‫الرسول‪ ،‬وإرادة التحاكم إ غريه " ‪.‬‬
‫عما جاء بو الرسول‪ ،‬وااللتفات إ غريه ىو حقيقة‬ ‫ويقول ابن القيم‪-‬رزتو هللا‪ " :-‬فجعل اإلعرا‬
‫النفاق‪ ،‬كما أن حقيقة اإلؽلان ىو حتكيمو وارتفاع احلرج عن الصدور جملكمو‪ ،‬والتسليم دلا حكم بو‬
‫(ٖ)‬
‫‪.‬‬ ‫حقيقة النفاق "‬ ‫رضى‪ ،‬واختياراً‪ ،‬وزلبة فهذا حقيقة اإلؽلان‪ ،‬وذلك اإلعرا‬
‫‪-3‬اإلعراض عن دين هللا اليتعلمو واليعمل بو‪.‬‬
‫إن ادلراد ابإلعرا ‪ :‬ىو اإلعرا التام عن احلق وعدم إرادتو ‪ ،‬والعمل بو ومبوجبو إعراضا ؼلل‬
‫ِ ِِ‬
‫ص َعداً‪[ ‬اْلن‪.]ٔٚ:‬‬ ‫أبصل اإلؽلان قال تعا ‪َ  :‬وَمن يتُ ْع ِر ْ َعن ذ ْك ِر َربّو يَ ْسلُكْوُ َع َذاابً َ‬
‫ضن ًكا َوَْضل ُش ُرهُ يتَ ْوَم الْ ِقيَ َام ِة أ َْع َمى‪[ ‬طو‪.]ٕٔٗ :‬‬ ‫ِ‬
‫وقال تعا ‪َ  :‬وَم ْن أ َْعَر َ َعن ذ ْك ِري فَِإ َّن لَوُ َمعِ َ‬
‫يشةً َ‬
‫قال اإلمام القرطيب ‪-‬رزتو هللا‪ ":-‬يعين‪ :‬القرآن ‪ ،‬قالو ابن زيد ويف إعراضو عنو وجهان‪ :‬أحدعلا‪:‬‬
‫عن القبول إن قيل‪ :‬إِنا يف أىل الكفر‪ ،‬الثال‪ :‬عن العمل إن قيل إِنا يف ادلؤمنني"(ٗ)‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية‪-‬رزتو هللا‪ " :-‬فبني سبحانو أن من تو عن طاعة الرسول وأعر عن‬
‫حكمو فهو من ادلنافقني ولي مبؤمن ‪ ،‬وأن ادلؤمن الذي يقول ِسعنا وأطعنا"(٘)‪.‬‬

‫شرح العقيدة الطحاوية (ٔ‪.)ٖٖٙ/‬‬ ‫(ٔ)‬


‫الصارم ادلسلول على شامت الرسول (ٕ‪.)ٛٔ/‬‬ ‫(ٕ)‬
‫نواقض اإلؽلان القولية و العملية(ٕٖ‪.)ٖٖ-‬‬ ‫(ٖ)‬
‫تفسري القرطيب (‪.)ٜٔ/ٜٔ‬‬ ‫(ٗ)‬
‫الصارم ادلسلول على شامت الرسول (ٕ‪.)ٛٔ/‬‬ ‫(٘)‬
‫‪21‬‬
‫عما جاء بو الرسول وااللتفات إ غريه ىو‬ ‫قال اإلمام ابن القيم‪-‬رزتو هللا‪ " :-‬فجعل اإلعرا‬
‫حقيقة النفاق‪ ،‬كما أن حقيقة اإلؽلان ىو حتكيمو وارتفاع احلرج من الصدور جملكمو والتسليم دلا حكم بو‬
‫(ٔ)‬
‫اختيارا وزلبةً‪ ،‬فهذا حقيقة اإلؽلان ‪ ،‬وذلك اإلعرا حقيقة النفاق ‪. "..‬‬ ‫رضى و ً‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قال الشيخ السعدي‪-‬رزتو هللا‪-‬يف تفسري قولو تعا ‪َ  :‬وَم ْن أَظْلَ ُم شلَّ ْن ذُ ّكَر ِآبَيت َربِّو فَمل َْعَر َ‬
‫ت يَ َداهُ ‪ [ ‬الكهف ‪ ".] ٘ٚ :‬أي‪ :‬ال أحد أظلم وأزيد تعدَي شلن ذكر آبَيت ربو ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َّم ْ‬
‫َعْنت َها َونَس َي َما قَد َ‬
‫‪ . .‬الٍب تقتضي أن يقابلها ابإلؽلان والتسليم واالنقياد والشكر ‪ ،‬فقابلها ىذا الظامل بضد ما ينبغي ‪ ،‬فلم‬
‫يؤمن هبا ‪ ،‬وال اتبعها ‪ ،‬بل أعر عنها ‪ . . .‬فهذا من أكب اجملرمني الذين يستحقون شديد النقمة"(ٕ)‪.‬‬
‫عن حكم هللا‬ ‫التام عن تعلم أصول الدين وعدم قبوذلا أو االنقياد ذلا أو اإلعرا‬ ‫إذن اإلعرا‬
‫عنها وااللتفات إ غريىا يعد انقضا من نواقض اإلؽلان‬ ‫ورسولو وترك عمل اْلوارح ابلكلية‪ ،‬واإلعرا‬
‫والتسليم‪.‬‬
‫عن احلجة وعدم إرادهتا والعمل هبا ومبوجبها" (ٖ) ‪.‬‬ ‫"إن العذاب يستحق بسببني احدعلا‪ :‬االعرا‬

‫الفرع الثاين‪ :‬عالج السلوك ادلنحرف من خالل العمل اخلريي التطوعي مبنهج النيب ‪-‬صلى هللا‬
‫عليو وسلم‪.-‬‬
‫إن العمل التطوعي يساىم يف عالج بعض االضلرافات السلوكية‪ ،‬حيث يعزز قيم العطاء واألمانة‬
‫والصدق ‪ ،‬والبعد عن الغلو والتطرف ‪ ،‬وزلاربة االنطواء واخلجل ادلرضي‪ ،‬كما يعمل على غرس ثقافة‬
‫االنتماء والوالء للمجتمع الذي نشملت فيو‪ ،‬وتقوية الَبابط االجتماعي بني الفئات ادلختلفة‪ ،‬والعمل‬
‫التطوعي مدرسة دتثل اإلحساس مبشكالت الناس وهتيئ الفرصة ألفراد اجملتمع لتملدية اخلدمات أبنفسهم‪،‬‬
‫وينطلق يف تعاملو مع اْلخرين من مبدأ االحَبام ادلتبادل ‪ ،‬فادلتطوع يبحث عن اإلغلابيات يف أداء‬
‫اْلخرين قبل السلبيات‪،‬ويعتب ذلك من أىم الوسائل لعالج السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫والناس ؼلتلفون يف إمكاانهتم وظروفهم واىتماماهتم‪ ،‬وما يستطيعون تقدؽلو‪ ،‬فمنهم من يستاند العجتزة‬
‫وي تتزور ادلرض تتى أو يق تتدم ادلش تتورة‪ ،‬أو يعم تتل يف ادلنظم تتات االجتماعي تتة‪ ،‬وعلي تتو ف تتادلتطوعون أص تتناف م تتنهم‬

‫سلتصر الصواعق( ٕ‪.)ٖٖ٘/‬‬ ‫(ٔ)‬


‫تفسري السعدي (ٔ‪.)ٙ٘ٙ/‬‬ ‫(ٕ)‬
‫طريق اذلجرتني‪ ،‬البن القيم (صٔٔ‪.)ٙ‬‬ ‫(ٖ)‬
‫‪21‬‬
‫ادلتطتتوع ابدلتتال واْلهتتد‪ ،‬واْلهتتد واخلتتبة‪ ،‬والعلتتم‪ ،‬والوقتتت‪ ،‬واْلهتتد وادلتتال والوقتتت‪ ،‬ومتتنهم متتن يتطتتوع يف‬
‫الظروف الطارئة كالكوارث الطبيعية ومنهم ادلتطوع يف ادلؤسسات الٍب يغلب عليها صفة االستمرارية(ٔ)‪.‬‬
‫فعلى ادلتطوع اختيار األسلوب والوسيلة ادلناسبة الصاحلة للناس على اختالف فئاهتم وثقافتهم‬
‫وأزماِنم‪ ،‬فلي من سبيل لشد الناس إ قبول الدعوة طادلا كان أسلوب الدعوة صاحلًا لفئة زلدودة منهم‬
‫دون األخرى‪ ،‬وىذه ِسةٌ مهمةٌ من مقومات ادلنهج الدعوي الذي يراد سلوكو مع رتهرة سلتلطة من‬
‫الناس‪ ،‬وعدم سيطرة طريقة من القول والبيان أتيت على قدر أفهام رتيع السامعني يسبب اإلخفا ‪ ،‬وىذه‬
‫اخلصيصة دتثلت يف أعظم مظهر من مظاىر إعجاز القرآن‪ ،‬وذلك حني جاء على قدر الطاقة اإلدراكية‬
‫لدى كل الناس‪ ،‬دون أن يتسبب عن ذلك أي خلل يف األفهام‪ ،‬أو تضارب يف ادلفاىيم(ٕ) ‪.‬‬
‫وحتقق الوسائل واألساليب صالحيتها مبراعاة جانب ادلدعوين‪ ،‬ومثال ذلك‪ :‬ختري األسلوب األمثل‬
‫ادلناسب لدعوة األفراد أو اْلماعات‪ ،‬فالدعوة الفردية ذلا من الوسائل واألساليب ما ؼلتلف عن الدعوة‬
‫اْلماعية‪ ،‬قال الشيخ عبدالرزتن السعدي ‪-‬رزتو هللا‪ " :-‬واعلم أن طريق كل أمر ما يناسبو‪ ،‬قال تعا ‪:‬‬
‫ْم ِة‪[ ‬النحل‪ ،]ٕٔ٘ :‬فالدعوة إ هللا‪ ،‬وإ سبيلو‪ ،‬يشمل األمر ابدلعروف‬ ‫‪ْ ‬ادع إِ َ سبِ ِيل ربِ َ ِ ِ‬
‫ك اب ْحلك َ‬‫ُ َ َّ‬
‫والنهي عن ادلنكر‪ ،‬وتعليم اْلاىلني‪ ،‬ووعظ الغافلني‪ ،‬ويشمل النصيحة اخلاصة ْلحاد الناس وأفرادىم‪ ،‬يف‬
‫األمور الدينية والدنيوية‪ ،‬فإذا سلك الداعي فيها طريق احلكمة‪ ،‬كان أقرب وأرجى حلصول مقصوده‪،‬‬
‫وذلذا ينبغي تعليم كل أحد ما ىو أنفع لو‪ ،‬وبعبارة أو داللة أقرب إ ذىنو وفهمو‪ ...‬ومن احلكمة تعليم‬
‫العوام وإرشادىم أن يتُ َعلموا ما ػلتاجونو أبلفاظ وعبارات مناسبة ألذىاِنم‪ ،‬قريبة من أفهامهم‪ ...‬وكذلك‬
‫ينبغي ألىل العلم يف رلالسهم مع الناس ‪ -‬العامة واخلاصة‪ -‬أن يبحثوا مبا يناسب احلال عند ادلناسبات‬
‫من ادلسائل العلمية‪ ...‬وشلا يعني ادلعلم وادلذكر معرفة طبائع الناس وأخالقهم والوسائل الٍب يؤتون من‬
‫جهتها"(ٖ)‪.‬‬
‫فملس تتاليب الداعي تتة ووس تتائلو ينبغ تتي أن تك تتون متج تتددة ‪ -‬يف ح تتدود م تتا يس تتمح ب تتو اإلس تتالم ‪-‬؛ ألن‬
‫مرونتتة التتدين اإلستتالمي تقتضتتي التتدعوة أبستتلوب العصتتر ولغتتتو‪ ،‬ومبختلتتف الوستتائل ادلشتتروعة التتٍب تضتتمن‬
‫نقل اإلسالم وعرضو على الناس يف أهبى صورة وأحسن وجو(ٗ)‪.‬‬

‫انظر‪ :‬منهج تربوي فريد يف القرآن‪ ،‬د‪ .‬دمحم سعيد رمضان البوطي (ص ‪.)ٕٚ-ٕٙ‬‬ ‫(ٔ)‬
‫دور ادلؤسسات األىلية يف رفع مستوى العمل التطوعي خليجياً‪ ،‬جعفر دمحم العيد‪ ،‬موقع صيد الفوائد‪.‬‬ ‫(ٕ)‬
‫الرَي الناضرة واحلدائق النرية الزاىرة‪ ،‬للسعدي (ص ‪.(ٜٛ -ٛٛ‬‬ ‫(ٖ)‬
‫انظر‪ :‬ادلعرفة يف منهج القرآن الكرمي دراسة يف الدعوة والدعاة‪ :‬لصابر طعيمة (ص ٘‪.)ٚ‬‬ ‫(ٗ)‬
‫‪22‬‬
‫إن زتاس أفراد اجملتمع وانتماؤىم جملتمعهم ‪ ،‬وشعورىم ابدلسؤولية الدينية كفيتل بتدعم ومستاندة العمتل‬
‫االجتمتتاعي والرقتتي مبستتتواه ومضتتمونو‪ ،‬ومتتن ىنتتا ينبغتتي علتتى ادلتعلمتتني وادلثقفتتني والتتدعاة والوجهتتاء التتذين‬
‫ػلبتتون العمتتل التطتتوعي أن يضتتعوا بترامج سلصصتتة لكتتل منطقتتة يقطنتتون فيهتتا والتتٍب تشتتجع أفتراد احلتتي علتتى‬
‫ادلشاركة بشكل فاعل يف تنمية رلتمعهم‪ ،‬والقضاء على االضلرافتات ادلختلفتة‪ ،‬كمتا أن يكتون التدور األكتب‬
‫يف عالج االضلرافات على عاتق إمام ادلستجد دلتا ؽللتك متن وستائل متعتددة وصتالحيات سلتلفتة‪ ،‬كاحملاضترة‬
‫واخلطبة ‪ ،‬و تعليم أصول الدين ‪ ،‬واألحكام ‪ ،‬واْلداب ‪ ،‬والوعظ ‪ ،‬والتنبيو على األخطاء وبعتض جوانتب‬
‫التقصتتري ‪ ،‬ومعاْلتتة ادلشتتكالت االجتماعيتتة ‪ ،‬والَببويتتة وضل تتو ذل تتك‪ ،‬حي تتث غلتمتتع أكتتب ع تتدد شلكتتن متتن‬
‫ادلصفني ( رتاعة ادلسجد ) ويتو ذلك أفقتو القتوم ‪ ،‬ستواء كتان ىتو اإلمتام أو أحتد ادلتملمومني متن العلمتاء‬
‫وطالب العلم (ٔ)‪.‬‬
‫ويف عصتران شتتملن كبتتري للمحاضترات ‪ ،‬وكثتتر االعتمتتاد عليهتتا يف إيصتتال ادلعلومتتة للستتامعني ‪،‬لتتذا ػلتتتاج‬
‫إ مزيتد متتن االىتمتتام متتن العلمتتاء بصتترف أنظتتار النتاس إ ادلستتاجد وإعتتادة االعتبتتار ذلتتا ‪ ،‬وذلتتك جبعلهتتا‬
‫كزا لنشر العلم والتوجيو والوعظ واإلرشاد ومنطلقا لألنشطة العلمية واالجتماعية والدعوية ‪.‬‬
‫مر ً‬
‫كم تتا ينبغ تتي العناي تتة ابلت تبامج الالمنهجي تتة التطوعي تتة ح تتٌب يس تتتطيع س تتكان احل تتي م تتن التغل تتب عل تتى‬
‫االضلرفتتات ادلختلفتتة‪ ،‬وحتتٌب تتتؤيت ىتتذه األنشتتطة والتبامج ذتارىتتا ال بتتد أن نراعتتي فيهتتا احتياجتتات ورغبتتات‬
‫رتي تتع فئاهت تتا‪ ،‬ل تتذلك ال ب تتد أن تتن تتوع ب تتني ب ترامج خت تتص النس تتاء‪ ،‬وأخ تترى خت تتص األطف تتال‪ ،‬وأخ تترى خت تتص‬
‫الشباب‪ ،‬وىكذا‪ ،‬ومن تلك األنشطة‪:‬‬
‫حلقتات لتعلتيم القترآن وحتفيظتو‪ ،‬وفهتم دلكنوانتتو‪ ،‬وغتوص وراء خفتاَيه ‪ ،‬واستتنباط حلكمتو وأحكامتتو‬
‫ومعانتو وبيانو ‪ ،‬وانتفاع بعبه ومواعظو‪.‬‬

‫انظر‪ :‬رللة البيان ‪( -‬العدد ٕٖٕ ص ٘)‪.‬‬ ‫(ٔ)‬


‫‪23‬‬
‫ومن الربامج العمل اخلريي التطوعي‪:‬‬
‫إقامتتة ادلستتابقات ادلتنوعتتة‪ ،‬كمستتابقة القتترآن الكتترمي‪ ،‬وحفتتظ األحاديتتث‪ ،‬واألذكتتار‪ ،‬وادلستتابقة علتتى‬
‫نشتترة أوكتيتتب متعلتتق بعتتالج اإلضلرافتتات ادلختلفتتة بعتتد توزيعتتو‪ ،‬ومستتابقة عامتتة ( منوعتتة أو جملتتوث ) وإقامتتة‬
‫الشتتباب وتتتدريبهم واالستتتفادة متتن طاقتتاهتم بتهيئتتتهم للعمتتل‬
‫التتدورات التدريبيّتتة التتٍب متتن خالذلتتا يتتتم أتىيتتل ّ‬
‫اخلريي التطوعي‪،‬كما ال ننسى دور الرَيضة الٍب تساىم يف تطوير قدرات ومواىتب ومهتارات أفتراد اجملتمتع‬
‫ثقافيًتتا وستتلوكيًا ورَيضتتيًا وترفيهيِّتا‪ ،‬وتنميتتة روح ادلستتئولية وادلبتتادرة ‪ ،‬ورفتتع روح ادلواطنتتة لتتديهم‪ ،‬وغتترس ثقافتتة‬
‫العم تتل التط تتوعي‪ ،‬وأتىل تتيهم للتفاع تتل م تتع متغ تريات احلي تتاة م تتن خ تتالل تنفي تتذ مش تتاريع وأنش تتطة ش تتبابية يف‬
‫اجملتتاالت القياديتتة واالجتماعيتتة والكشتتفية والرَيضتتية ادلختلفتتة‪،‬جمليث يش تتغل أوق تتات ف تراغهم فيمتتا يفي تتدىم‬
‫ويعود على وطنهم ورلتمعهم ابلنفع والفائدة‪ ،‬وإبعادىم عن االضلرافات السلوكية‪.‬‬
‫ف تتدور ادلتط تتوعني يتعاض تتد م تتع دور األس تترة وادلدرس تتة وادلؤسس تتات األخ تترى ال تتٍب تس تتهم يف التص تتدي‬
‫لالضلت تراف بش تتٌب طرق تتو‪ ،‬وم تتٌب ك تتان التط تتوع عل تتى ادل تتنهج الس تتليم‪ ،‬ك تتان العم تتل إبذن هللا م تتن أنف تتع وأصل تتح‬
‫أساليب الوقاية من براثن اْلرؽلة أو االضلراف عن الطريق ادلستقيم دون غلو أو تفريط ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫السلوك ادلنحرف‪.‬‬
‫ادلطلب الثاين‪ :‬أثر العمل اخلريي التطوعي يف محاية اجملتمع من ّ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫وصة‪،‬‬‫مرص َ‬ ‫نات ُ‬ ‫إن من أىم ِسات ادلجتمع الناجح ادلتكامل أن يكون يف بُنيانو ُمتماس ًكا َتمعُو لبِ ٌ‬ ‫َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فرق فيها بني ما يكون منها أسفل ِ‬
‫البناء‬ ‫ف فيو لبِنَةٌ عن أُخرى‪ ،‬وال َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُدتثّ ُل حقيقةَ أفراده وبَنيو‪ ،‬ال ختتل ُ‬
‫اجملموع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بعضا إال هبذا ُ‬ ‫بعضو ً‬ ‫أوأعاله؛ ألن البناءَ لن يكون راسيًا يسنُ ُد ُ‬
‫االنفطار ما منو بُدّّ‪ ،‬فضالً عن أن‬ ‫التفكك و ِ‬ ‫اإلعلال ألي لبِنَ ٍة من لبِناتِو‪ ،‬فإنو ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ومٌب كان التصدُّع أو‬
‫حال كل ُرلتم ٍع وواقِعُو‪ .‬نعم‪ ،‬إنو إذا مل ي ُكن‬ ‫تفكك لبِناتِو وتساقُطها شيئًا فشيئًا‪ .‬وىذه ىي ُ‬ ‫ىذا بدايةُ ُّ‬
‫يق دلعا ِوِل األاننيَّة واألثتََرة‪ ،‬وعدم‬ ‫ِ‬
‫التفرق‪ ،‬وُؽل ِّه ُد الطر َ‬
‫ُّفرة و ُّ‬‫الصورة‪ ،‬فإنو َيذَ ُن لنفسو ابلن َ‬ ‫ادلجتمع هبذه ُّ‬
‫ُ‬
‫أكثر من البِناء?! إنو مهما بلغَت الدُّول من العظَ َمة‪،‬‬ ‫فيو‬ ‫دم‬ ‫اذل‬ ‫ع‬‫ٍ‬ ‫تم‬ ‫رل‬
‫ُ ُ‬ ‫ة‬ ‫قيم‬ ‫وما‬ ‫ين‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ابْلخ‬ ‫ِ‬
‫اث‬ ‫ِ‬
‫االكَب‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫وحده كافِيًا يف تلبِيَة رتيع ر َغبَات أفر ِادىا‪ ،‬وحتقُّق رتيع‬ ‫االقتصادي‪ ،‬فلن يكون ذلكم َ‬ ‫ِّ‬ ‫الثروات‪ ،‬والتقدُّم‬ ‫و َ‬
‫حتقيقها على الدوام‪.‬‬ ‫عاهتم حلظةَ االحتِياج‪ ،‬فضالً عن ِ‬ ‫تطلُّ ِ‬
‫عي الذي يُ ُّ‬
‫عد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫التطو ِّ‬
‫وح العمل ُّ‬ ‫دور ادلُجتمع ادلَُبابط ادلُتماسك حينما تُذ َكى بني جنَتبَاتو ُر ُ‬ ‫وىنا َييت ُ‬
‫الفك ِري‪ ،‬وغري‬ ‫األمين‪ ،‬و ِ‬
‫ادلادي‪ ،‬واالجتِماعي‪ ،‬والغِذائي‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كان ر ِ‬
‫الصدع الشُّعوب‪ّ ،‬‬ ‫أب َّ‬ ‫أساسا من أر َ‬ ‫ُركنًا ً‬
‫احلاجيَّات‪ ،‬والتحسينيَّات‪.‬‬ ‫ذلكم من الضرورات‪ ،‬و ِ‬
‫وبين ُرلتمعو‪،‬‬ ‫ساميًا ل َذ ِويو ِ‬ ‫إنو حينما يع ُّم العمل التط ُّوعي جنَتبات ادلجتمع‪ ،‬ويف ِر نفسو ُشعورا ِ‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أبعاد مصلحيَّةٌ‪ ،‬أو ِحزبيَّةٌ‪،‬‬ ‫تغتال صفاءَه ٌ‬ ‫ُّح‪ ،‬واالحتِكار‪ ،‬وادلس َكنَة‪ ،‬شريطةَ أال َ‬ ‫ني على األثتََرة‪ ،‬والش ِّ‬
‫ِ‬
‫ليقض َ َّ‬
‫يقول‪« :‬يف كل‬ ‫عي‪ ،‬والنيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ُ -‬‬‫التطو ِّ‬
‫يستفيد من العمل ُّ‬ ‫َ‬ ‫أو إقليميَّةٌ؛ إذ لي ىناك ح ّّد دلن ِػل ُّق لو أن‬
‫(ٔ)‬ ‫ٍِ ٍ‬
‫أجر» ‪.‬‬ ‫كبد َرطبَة ٌ‬
‫ِسعو‪ ،‬وفِعلَو‬‫يده تسبِ ُق َ‬ ‫أعطين؛ ألن َ‬ ‫يقول لو‪ِ :‬‬ ‫أحدا ُ‬‫ينتظ ُر ً‬‫البار‪ :‬ىو من ال ِ‬ ‫الناج ُح الكرميُ ُّ‬ ‫وادلجتمع ِ‬
‫ُ ُ‬
‫غين عن قولِو‪.‬‬ ‫يُ ِ‬
‫الكروب‪ ،‬وطالَت نريا ُِنا إخوًة لنا يف‬ ‫ُ‬ ‫احلروب و‬
‫ُ‬ ‫الزمن الذي كثتَُرت فيو‬ ‫رتيعا يف ىذا َ‬ ‫أحو َجنا ً‬ ‫وما َ‬
‫شاى ٌد يف‬
‫بردا وال بلَالً‪ ،‬كما ىو ُم َ‬
‫دتنع عنهم ً‬
‫تكاد ُ‬
‫وجدرا ُِنم قد َّنزت‪ ،‬ال ُ‬
‫الدين‪ُ ،‬س ُقوفُهم قد وَك َفت‪ُ ،‬‬
‫أقطا ٍر ٍ‬
‫كثرية من بالد ادلسلمني‪.‬‬
‫ُ‬

‫ض ِل َس ْق ِي ادل ِاء‪-‬حديث رقم(ٖ‪ ،)ٕٖٙ‬واللفظ لو‪،‬‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫متفق عليو‪ ،‬أخرجو البخاري يف صحيحو (ٖ‪ -)ٔٔٔ /‬كتَاب ادلُ َساقَاة‪َ -‬اب ُ‬ ‫(ٔ)‬
‫َ‬
‫ض ِل َساقِي الْبَت َهائِِم الْ ُم ْحتَتَرَم ِة َوإِطْ َع ِام َها ‪-‬حديث رقم(ٖ٘ٔ ‪-‬‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫ومسلم يف صحيحو(ٗ‪ -)ٔٚٙٔ /‬كتاب َّ ِ‬
‫الس َالم ‪َ -‬اب ُ‬
‫(ٕٕٗٗ)‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫حيث يلعب العمل اخلريي دوراً إغلابياً يف إاتحة الفرصة لكافة أفراد اجملتمع للمساعلة يف عمليات‬
‫البناء االجتماعي واالقتصادي الالزمة يف كل زمان ومكان ويساعد العمل اخلريي على تنمية اإلحساس‬
‫ابدلسؤولية لدى ادلشاركني ويشعرىم بقدرهتم على العطاء وتقدمي اخلبة والنصيحة يف اجملال الذي يتميزون‬
‫فيو‪.‬‬
‫ومتعاوان‪ ،‬بنشر احملبة والتسامح والعطف علي‬
‫ً‬ ‫احم‬
‫إ ّن العمل اخلريي التطوعي غلعل اجملتمع مَب ً‬
‫احملتاجني‪ ،‬وػلمي اجملتمع من انتقام احملرومني واحملتاجني‪ ،‬وتربية األفراد على البذل والعطاء ومشاركة‬
‫دور كبري يف تنمية‬
‫تقوي اجملتمعات‪ .‬وقد كان للشريعة اإلسالمية ٌ‬
‫اْلخرين‪ ،‬وتنمية العالقات األخوية الٍب ّ‬
‫ىذا اْلانب أوإعلالو‪ ،‬وقد ورد يف القرآن الكرمي واألحاديث النبوية ما يؤكد على وجوب الزكاة للفقراء‬
‫وادلساكني والعاملني عليها وادلؤلفة قلوهبم ويف الرقاب والغارمني ويف سبيل هللا وابن السبيل‪ ،‬فاألعمال‬
‫اخلريية ىي سد احلاجة للمحتاجني وكفاية ادلؤونة وختفيف اْلالم وحفظ الكرامة وزتاية اجملتمع من شٌب‬
‫االضلرافات واْلرائم واْلفات‪.‬‬
‫دور كبري يف زتاية اجملتمعات ادلسلمة من ظواىر أو عوار‬‫والعمل اخلريي التطوعي يعول عليو ٌ‬
‫االضلرافات األخالقية الٍب قد تدفع للجرؽلة الفردية أو ادلنظمة من خالل القيام ابلعديد من األدوار ومنها‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬تطهري اجملتمعات اإلسالمية من كل عيب وخلل‪.‬‬
‫ص َدقَةً تُطَ ُّه ُرُىم ‪[ ‬التوبة‪ ]ٖٔٓ:‬يعين أن الصدقات والزكوات ذلا آاثر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قولو تعا ‪ُ  :‬خ ْذ م ْن ْأمواذل ْم َ‬
‫عالجية مطهرة تطهر األنف وتزكيها فتجعلها تَبفع عن كل عيب ونقص وتسعي ضلو كل خري وفضيلة‪،‬‬
‫الطيبة الٍب تقي نفسها بنفسها شرور الوقوع يف ادلخالفات واإلضلرافات ‪ ،‬وتكون‬ ‫فتكون من األنف‬
‫لتطبيق أوامر هللا والبعد عن نواىيو فتتحقق هبا رؤية اإلسالم يف تطبيق شرع هللا وعبادتو‬ ‫أقرب األنف‬
‫(ٔ)‬
‫‪.‬‬ ‫كملفضل ما يكون ‪ ،‬وعمارة األر وإصالحها ابلشكل الطيب الذي يرضي عنو هللا ورسولو‪.‬‬
‫‪-2‬مقاومة اخللل واالحنرافات‪:‬‬
‫االضلرافات الٍب تعَبي البشر نظراً ألسباب متعددة ىي‪ :‬السبب ادلباشر الذي يودي ابجملتمعات إيل‬
‫التخلف والَباجع‪ ،‬فلي ىناك أقسي من أن تصاب اجملتمعات يف أعمدهتا ولبناهتا ابلتداعي فيدنو منها‬
‫االِنيار‪ ،‬ولكن يف التشريعات الرابنية الٍب جاءت لتعمل يف صاس اإلنسان يف كل األوقات‪ ،‬فقد وجدت‬
‫أدوات مقاومة اخللل واالضلرافات بطرق ووسائل شٍب وعلي رأسها اإلنفاق اخلريي يف سبيل هللا‪ ،‬فسيبقي‬

‫(ٔ) مقالة بعنوان‪ :‬العمل اخلريى وعالج اإلضلرافات األخالقية‪ ،‬بقلم‪ :‬ازتد فتحي النجار‪ ٖٜٔٛ ،‬ىت‪ .‬مركز الدويل للبحاث‬
‫والدراسات‪http://www.medadcenter.com‬‬

‫‪26‬‬
‫ادلال أحد األدوات الٍب تعني اإلنسان علي التغلب علي مصاعب احلياة‪ ،‬فاحملتاج أكثر الناس عرضة‬
‫لالضلراف واخللل وادلتاجرة مبا لديو من إمكانيات ػلرم اإلسالم ادلتاجرة فيها‪ ،‬فاحملتاج قد يتاجر بعرضو‬
‫ويسرق إن زجت بو حاجتو يف دوائر التهلكة وال غلد من يعينو أو يقف جبانبو‪ ،‬والغين أيضاً مبا لديو من‬
‫إمكانيات مادية تزيد عن حاجتو أقرب ما يكون للفحش واالضلراف‪ ،‬ولذلك فإن اإلسالم إبنسانيتو‬
‫ينظر بعني عطوفة ورحيمة فيحث الغين علي تزكية نفسو ومالو ببذل ادلال واْلهد يف صاس الفقراء‬
‫واحملتاجني حٍب لو كانوا مرضي يف سلوكياهتم ومنحرفني‪ ،‬فرمبا يعينهم ادلال ادلبذول واْلهد والتعاطف علي‬
‫العودة لفطرهتم وإيقاظ ضمائرىم الٍب وبال أدل شك ستدفعهم دون الكثري من اْلهد ضلو مقاومة أدراِنم‬
‫واستعادة أنفسهم الٍب فقدوىا حتت وطملة احلاجة أو حتت وطملة فيضاِنا‪.‬‬
‫انجعا‪:‬‬
‫‪-3‬عالج ادلنحرفني واجملرمني عال ًجا ً‬
‫إن العالج الناجع عادة يبدأ مبرحلة تشخيص ادلر والعمل علي زلاصرتو مث القضاء عليو دون ترك‬
‫الطريق‪ ،‬ونف‬ ‫آاثر سلبية علي ادلريض أو ادلنحرف تسمح لو بعد انتهاء نوابت العالج للعودة يف نف‬
‫ادلسلك‪ ،‬والعمل اخلريي يف اإلسالم لو دور موجو يف دروب اخلري ػلض علي مكافحة اْلرؽلة وعالج‬
‫ادلنحرفني وهتذيب اجملتمعات من خالل العديد من الطرق منها رعاية ذوي االحتياجات وادلعوزين‬
‫والقضاء علي الفقر ابعتباره لو عالقة إغلابية طردية ابْلرؽلة حسب استطالع للرأي العام عامٖٕٓٓ‬
‫فثمة عالقة مباشرة بني الفقر واالضلرافات الفكرية واخللقية والسلوكية واالجتماعية فالفقر يؤدي أيضاً إ‬
‫االضلالل وارتكاب الرذيلة ويسهم يف أتخر وختلف اجملتمع‪ ،‬وأنو كلما ارتفعت نسبة الفقر ارتفعت نسبة‬
‫نسبة الوعي اإلنسال وتنامي حدة‬ ‫اْلرؽلة والتطرف‪ ،‬ورمبا اإلرىاب كما أن للفقر دوراً كبرياً يف اطلفا‬
‫اْلهل والتخلف واندالع أعمال العنف والشغب والسرقات وحتطيم ادلمتلكات العامة‪ ،‬وكذلك ظلو ما‬
‫يسمي ابحلقد الطبقي وزَيدة الفروق الطبقية بني أبناء اجملتمع الواحد وإتساع دائرة الفقراء وزَيدة فقرىم‬
‫(ٔ)‬
‫واضلسار األغنياء وزَيدة غناىم وفحشهم ‪.‬‬
‫ولذلك فإن العمل اخلريي متمثالً يف اإلنفاق يف أشكالو ادلتعددة سواءً علي الفقراء أو علي‬
‫دور كبري يف دعم اجملتمعات‬
‫احملتاجني يف دور الرعاية ومقاومة ادلنحرفني وادلدمنني وغريىم يقع عليو ٌ‬
‫ادلسلمة دعماً مباشراً ػلافظ علي قوامها ولبناهتا لتبقي اجملتمعات ادلسلمة صروحاً شاسلة وزلصنة ضد كل‬
‫خلل وضد كل اضلراف‪.‬‬
‫ىذا ىو دينُنا‪ ،‬وىكذا علَّ َمنا نبيُّنا ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،-‬كيف ضلافظ اجملتمع من السلوك ادلنحرف ف َع ْن أَِيب‬
‫ت إِ ْن َملْ َِغل ْد?‬ ‫ول َِّ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل‪ ،‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫ال‪َ « :‬علَى ُك ِّل ُم ْسل ٍم َ‬
‫ص َدقَةٌ»‪ ،‬قَالُوا‪ََ :‬ي َر ُس َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪-‬قَ َ‬
‫وسى ‪-‬هنع هللا يضر‪َ -‬عن الن ِّ‬
‫ُم َ‬

‫ادلرجع السابق‪.‬‬ ‫(ٔ)‬


‫‪27‬‬
‫ني ذَا‬ ‫َّق»‪ .‬قَالُوا‪ :‬أَرأَيت إِ ْن َمل يستَ ِطع‪ ،‬أَو َمل يت ْفعل? قَ َ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ال‪« :‬يُع ُ‬ ‫َْ َ ْ َْ ْ ْ ْ َ َْ‬ ‫صد ُ‬ ‫ال‪« :‬يتَ ْع َم ُل بيَده‪ ،‬فَتيَتْنت َف ُع نتَ ْف َسوُ‪َ ،‬ويتَتَ َ‬‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫اج ِة الْ َم ْل ُه َ‬
‫ت إِ ْن َملْ‬
‫ال‪ََ « :‬يْ ُم ُر ِابلْ َم ْع ُروف‪ ،‬أ َْو ِاب ْخلَْري»‪ .‬قَالُوا‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬‫ت إِ ْن َملْ يَت ْف َع ْل? قَ َ‬ ‫وف»‪ .‬قَالُوا‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫احلَ َ‬
‫ْ‬
‫(ٔ)‬
‫ص َدقَةٌ» ‪.‬‬ ‫َّر؛ فَِإنت ََّها لَوُ َ‬ ‫ك َع ِن الشِّ‬ ‫ال‪« :‬ؽلُْ ِس ُ‬‫يتَ ْف َع ْل? قَ َ‬
‫نعمل وال نقعُ ُد‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ي خري وبناء وسداد‪ُ ،‬‬ ‫رتيعا أن نكو َن أَيد َ‬ ‫يد منا ً‬ ‫يف ىذاحلديث أن النيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يُر ُ‬
‫روح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫دور ادلُجتمع ادلَُبابط ادلُتماسك‪ ،‬حينما تُذ َكى بني َجنَتبَاتو ُ‬ ‫ونعمى‪ .‬وىذا ُ‬ ‫نص ُّم عنو َ‬ ‫ونشعُر ابْلخر ال ُ‬
‫الغذائي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫التطوعي الذي يُ ُّ‬
‫ماعي‪ ،‬و ِّ‬ ‫ادلادي‪ ،‬واالجت ِّ‬ ‫صدع الشُّعوب ّ‬ ‫أساسا من أركان رأب َ‬ ‫عد ُركنًا ً‬ ‫العمل ُّ‬
‫و ِ ِ‬
‫كري‪ ،‬وغري ذلكم من الضرورات واحلاجيَّات والتحسينَات‪.‬‬ ‫األمين‪ ،‬والف ِّ‬ ‫ّ‬
‫إن صلاح العمل اخلريي ومؤسساتو يعتب مقياساً تقوؽلياً دلستوى األمم واألفراد والدول وعامالً من‬
‫عوامل التوازن والتكامل بني األغنياء والفقراء سواء كانوا أفراداً أو رتاعات أو دوالً وىو صمام أمن وقائي‬
‫بني اجملتمعات والدول وبني الدول نفسها حيث يساعد على تقليص اْلرؽلة ونزع سلالب الشح والتحاسد‬
‫(ٖ)‬
‫من األفراد واجملتمعات ‪.‬‬
‫(ٗ)‬
‫لذا البد من حتديد اسَباتيجيات وأىداف العمل اخلريي وبناء ادلؤسسات من الداخل ‪.‬‬
‫ويالحظ دائماً أن صلاح العمل التطوعي ادلؤسسي يعتمد على ثالثة أركان أساسية ىي التخطيط‬
‫والتنظيم‪ ،‬التدريب‪ ،‬التقييم‪.‬‬

‫تقدم خترغلو ص(‪.)ٛ‬‬ ‫(ٔ)‬


‫انظر‪ :‬القطاع اخلريي ودعاوي االرىاب‪ ،‬دمحم بن عبد هللا السلومي ( صٕ‪.)ٙ‬‬ ‫(ٖ)‬
‫انظر‪ :‬صناعة العمل اخلريي تواصل مستمر وتطوير ال ينتهي‪ .‬إعداد‪ :‬حسني القرشي‪ ،‬ماجستري إدارة أعمال – إدارة‬ ‫(ٗ)‬
‫التحول(صٔ)‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اخلامتة‬
‫تتم الصاحلات‪ ،‬وأصلي وأسلم على نبينا دمحم ‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫احلمد هلل الذي بنعمتو ّ‬

‫أىم النتائج‪:‬‬

‫تاوان‪ ،‬بنش تتر احملب تتة والتس تتامح والعط تتف عل تتي‬
‫احم ومتع ت ً‬
‫ٔ‪-‬إ ّن العم تتل اخل تتريي التط تتوعي غلع تتل اجملتم تتع مت تَب ً‬
‫احملتتتاجني‪ ،‬وػلمتتي اجملتمتتع متتن انتقتتام احملتترومني واحملتتتاجني‪ ،‬وتربيتتة األف تراد عل تتى البتتذل والعطتتاء ومشتتاركة‬
‫تقوي اجملتمعات‪.‬‬
‫اْلخرين‪ ،‬وتنمية العالقات األخوية الٍب ّ‬
‫ٕ‪-‬األعمتتال اخلرييتتة ىتتي ستتد احلاجتتة للمحتتتاجني وكفايتتة ادلؤونتتة وختفيتتف اْلالم وحفتتظ الكرامتتة وزتايتتة‬
‫اجملتمع من شٌب االضلرافات واْلرائم واْلفات‪.‬‬
‫ٖ‪-‬تعزيز قيمة العمل اخلريي التطوعي يف نفوس األجيال‪ ،‬لتحقيق إصالح السلوك ادلنحرف يف اجملتمع‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬يعتتد اإلنستتان ىتتو الثتتروة االقتصتتادية واالجتماعيتتة األو ألي رلتمت ٍع متتن اجملتمعتتات‪ ،‬وأستتاس تقدمتتو‪،‬‬
‫وبقدر العمل اخلريي التطوعي تتحقق التنمية يف ىذا اجملتمع‪ .‬وؽلثل العمتل اخلتريي والتطتوعي رافتدا أساستيا‬
‫للتنميتتة الشتتاملة‪ ،‬يعك ت متتدى وعتتي ادل تواطن لتتدوره يف ِنضتتة بتتالده ورفعتهتتا؛ لتتذا حتتترص التتدول ادلتقدمتتة‬
‫علتتى إدراج العمتتل التطتتوعي كعل ت ٍم يتتدرس يف ادلتتدارس وادلعاىتتد واْلامعتتات والتتدورات التدريبيتتة دلنظمتتات‬
‫اجملتمتتع ادلتتدل "األىلتتي"‪ ،‬وطتترح مفهومتتو وأىدافتتو ورلاالتتتو يف العديتتد م تن اإلصتتدارات‪ ،‬س تواءٌ كانتتت كتبتتا‬
‫أودور ٍ‬
‫َيت‪.‬‬
‫أىم التوصيات‪:‬‬
‫ٔ‪-‬أوصي ببذل اْلهود العلمية من قبل العلماء وطالب العلم يف دراسة مثل ىذه ادلواضيع‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬نشر مفهوم ا العمل اخلريي التطوعي وفقهو بني اْلميع وخاصة يف ما يتعلتق ابلعمتل اخلتريي التطتوعي‬
‫( اجملتمع تتي ) أي‪ :‬أن ؽل تتارس رتي تتع أفت تراد اجملتم تتع العم تتل اخل تتريي التط تتوعي وال س تتيما رب األس تترة يف بيت تتو‬
‫ومدير اْلامعة وأستاتذهتا يف جتامعتهم‪ ،‬وعلتى رتيتع ادلستلمني القيتام هبتذا الواجتب كتل علتى حستب قدرتتو‬
‫واستطاعتو من علماء ودعاة وشرائح سلتلفة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬تربيتة الشتباب والتتدعاة وطلبتة العلتم‪ ،‬علتتى العمتل اخلتريي التطتتوعي‪ ،‬شلتا يقضتي علتتى الستلوك ادلنحتترف‬
‫ادلوجود يف زليط اجملتمع ادلسلم ‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫املصادر واملراجع‬
‫ٔ‪ .‬االعتصام‪ .‬إبراىيم بن موسى الشاطيب‪ ،‬مراجعة وتدقيق‪ :‬خالد عبد الفتاح شيل ‪ ،‬مؤسسة الكتب الثقافية ‪ ،‬الطبعة‬
‫األو ‪ٔٗٔٙ‬ىت ‪ٜٜٔٙ /‬م ‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬األمن الداخلي يف ضوء مقاصد الشريعة والقضاَي ادلعاصرة‪ ،‬رابعة انصر السياري‪ ،‬الرَي ‪ ،‬ط ٔ‪ٕٖٔٗ ،‬ىت‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬األمن الفكري يف ظالل ادلقاصد الشرعية‪ ،‬د‪.‬نشملت انيف‪، ،‬رللة البحوث والدراسات الشرعية‪ ،‬العدد‪ٖٙ،ٖٔٗٙ:‬ىت ‪.‬‬
‫ٗ‪ .‬األمن الفكري وأثره يف الوقاية من الغلو يف الدين واالضلراف األخالقي وتطبيقاتو يف ادلملكة العربية السعودية‪ ،‬علي بن‬
‫فهد بن علي ادلسردي‪ٕٓٓٚ ،‬م‪.‬‬
‫٘‪ .‬االضلراف الفكتري وأثره على األمن الوطنتي يف دول رلل التعاون لدول اخلليج العربيتة‪ ،‬للدكتتور‪:‬زلمتد دغيتم الدغيتم‪،‬‬
‫وىو البحث الفائز يف مسابقة جائزة رلل التعاون لدول اخلليج العريب للبحوث األمنيتة لعام ‪ٕٔٗٙ‬ىت ‪ٕٓٓ٘ /‬م‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬االضلراف الفكري وسبل مواجهتو يف ضوء السنة النبوية(دراسة موضوعية) رسالة مقدمة لنيل درجة العادلية(الدكتوراه)يف‬
‫الدراسات اإلسالمية (احلديث وعلومو)للباحث‪ :‬دمحم عامل بن أبوالبشر شاىر ملوك‪ ،‬إبشراف أ‪.‬د‪/ .‬زتادة بن جابر‬
‫القناوي‪ ،‬أستاذ احلديث وعلومو ابْلامعة اإلسالمية وجامعة عمر ادلختار( ‪ ٖٔٗٛ‬ىت‪ٕٓٔٚ-‬م)‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬جملوث مؤدتر السنة النبوية يف الدراسات ادلعاصرة ‪ -‬جامعة الريموك ‪ ،‬إربد ‪ ،‬األردن‪ٕٓٓٚ-ٗ-ٔٛ .‬م‪.‬‬
‫‪ .ٛ‬البدع احلولية رسالة ماجستري لعبدهللا التوغلري‪ ،‬رسالة علمية تقدم هبا ادلؤلف لنيل درجة ادلاجستري يف جامعة اإلمام دمحم‬
‫ابن سعود اإلسالمية قسم العقيدة‪ ،‬عام ‪ٔٗٓٙ‬ىت‪،‬الناشر‪ :‬دار الفضيلة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األو ‪ٕٔٗٔ،‬ىت‪.‬‬
‫‪ .ٜ‬التعريفات‪ ،‬علي بن دمحم اْلرجال‪ ،‬حتقيق إبراىيم األبياري ‪ -‬دار الكتاب العريب‪ -‬بريوت – ٕٕٓٓ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬التوقيف على مهمات التعاريف‪ ،‬لزين الدين دمحم ادلدعو بعبد الرؤوف بن اتج العارفني بن علي بن زين العابدين احلدادي‬
‫مث ادلناوي القاىري‪ ،‬الناشر‪ :‬عامل الكتب ‪ ٖٛ‬عبد اخلالق ثروت‪-‬القاىرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األو ‪ٔٗٔٓ ،‬ىت‪ٜٜٔٓ-‬م‪.‬‬
‫ٔٔ‪ .‬تيسري الكرمي الرزتن يف تفسري كالم ادلنان (تفسري السعدي) ‪ -‬عبد هللا عبد الرزتن بن انصر آل سعدي ‪ -‬ادلكتبة‬
‫العصرية ‪ -‬صيدا ‪ /‬بريوت – ٕٕٓٓم‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬اْلامع ألحكام القرآن‪ -‬القرطيب – حتقيق‪ :‬عبد الرزاق ادلهدي ‪ -‬دار الكتاب العريب ‪ -‬بريوت – طٕ – ‪.ٜٜٜٔ‬‬
‫ٖٔ‪ .‬احلماية الشرعية من االضلراف الفكري‪ ،‬دراسة حتليلية نقدية‪ ،‬مصطفى بن أزتد سلطان عسريي‪ ،‬رسالة علمية تقدم هبا‬
‫ادلؤلف لنيل درجة الدكتوراه يف السياسة الشرعية‪ ،‬جبامعة اإلمام دمحم بن سعود اإلسالمية قسم العقيدة‪ ،‬عام ‪ٖٔٗٙ‬ىت‪.‬‬
‫ٗٔ‪ .‬دور ادلؤسسات األىلية يف رفع مستوى العمل التطوعي خليجياً‪ ،‬جعفر دمحم العيد‪ ،‬صيد الفوائد‪.‬‬
‫الز ِاىرة يف العقائ ِد والفنون ادلتنوعة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الفاخرة‪ ،‬العالمة الشيخ عبد الرزتن بن انصر السعدي‪،‬‬ ‫٘ٔ‪ .‬ا ِّلرَي الناضرة واحلدائق ِّ‬
‫النرية َّ‬
‫دار ادلنهاج‪ ،‬الطبعة األو ‪ٕٔٗٙ ،‬ىت ‪ٕٓٓ٘ -‬م‬
‫‪ .ٔٙ‬السنن الكبى‪ ،‬أزتد بن شعيب النسائي ‪،‬حققو‪:‬حسن عبد ادلنعم شليب‪،‬أشرف عليو‪ :‬شعيب األرانؤوط‪ ،‬قدم لو‪ :‬عبدهللا‬
‫بن عبد احملسن الَبكي‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة – بريوت‪،‬الطبعة‪ :‬األو ‪ ٕٔٗٔ ،‬ىت ‪ ٕٓٓٔ -‬م‪.‬‬
‫‪ .ٔٚ‬الشباب والعمل التطوعي ‪ ،‬عبدالسالم مصطفى زلمود ‪ ،‬رللة الوعي اإلسالمي ‪ .‬العدد ‪.ٕ٘ٙ‬‬
‫‪ .ٔٛ‬شرح العقيدة الطحاوية‪ ،‬ابن أيب العز احلنفي‪ ،‬حتقيق‪ :‬رتاعة من العلماء‪ ،‬ادلكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط ‪ٔٗٓٗ ،ٛ‬م‪.‬‬
‫‪ .ٜٔ‬شرح النووي على مسلم‪ ،‬زليي الدين ػلىي النووي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الَباث العريب – بريوت‪،‬طٕ‪ٖٜٕٔ ،‬ىت‬
‫ٕٓ‪ .‬الصارم ادلسلول على شامت الرسول ‪ ،‬ابن تيمية ‪ ،‬حققو دمحم احللوال ‪ ،‬طٔ ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ‪. ٔٗٔٚ ،‬‬
‫ٕٔ‪ .‬صحيح البخاري‪ ،‬دمحم ابن إِساعيل البخاري اْلعفي‪ ،‬احملقق‪ :‬دمحم زىري بن انصر الناصر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار طوق النجاة‬
‫(مصورة عن السلطانية إبضافة ترقيم ترقيم دمحم فؤاد عبدالباقي)‪،‬الطبعة‪ :‬األو ‪ٕٕٔٗ ،‬ىت‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ٕٕ‪ .‬صحيح اْلامع الصغري وزَيدتو ‪ -‬األلبال ‪ -‬ادلكتب اإلسالمي ‪ -‬بريوت ودمشق ‪ -‬الطبعة الثانية ‪ٔٗٓٙ -‬ىت ‪.‬‬
‫ٖٕ‪ .‬صحيح مسلم‪ ،‬مسلم بن احلجاج النيسابوري‪،‬احملقق‪ :‬دمحم فؤاد عبدالباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الَباث العريب ‪ -‬بريوت‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬صناعة العمل اخلريي تواصل مستمر وتطوير ال ينتهي‪ ،‬حسني رده القرشي‪ ،‬اللقاء السنوي السادس للجهات اخلريية‬
‫ابدلنطقة الشرقية‪ٕٔٗٙ ،‬ىت‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬طريق اذلجرتني و ابب السعادتني ‪،‬البن القيم‪ ،‬طٕ ‪ ،‬دار ابن القيم ‪ ،‬الدمام ‪ٜٜٔٗ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕٙ‬علم االجتماع واجملتمع اإلسالمي‪،‬د‪ .‬مصطفى شاىني‪ ،‬دار إحياء الَباث والطباعة‪.ٜٜٔٔ ،‬‬
‫‪ .ٕٚ‬القطاع اخلريي ودعاوي االرىاب‪ ،‬دمحم بن عبد هللا السلومي‪ ،‬منشورات دار البيان‪ ،‬طٖ‪ٕٔٗ٘ ،‬ىت‪ٕٓٓٗ ،‬م‪.‬‬
‫‪ .ٕٛ‬القواعد‪ ،‬أبو عبدهللا دمحم بن دمحم ادلقري‪ ،،‬حتقيق‪ :‬أزتد بن عبدهللا بن زتيد‪ ،‬جامعة أم القرى‪.‬‬
‫‪ .ٕٜ‬كشف الشبهات يف مسائل العهد واْلهاد‪ ،‬فيصل بن قزار اْلاسم‪ ،‬الناشر رتعية إحياء الَباث اإلسالمي‪ .‬الكويت‪.‬‬
‫ٖٓ‪ .‬لسان العرب‪ ،‬حملمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬رتال الدين ابن منظور األنصاري الرويفعى اإلفريقى‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫صادر – بريوت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ‪ ٔٗٔٗ -‬ىت‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬اجملتىب من السنن = سنن النسائي‪ ،‬أزتد بن شعيب بن علي اخلراسال أبو عبد الرزتن النسائي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد الفتاح‬
‫أبوغدة‪ ،‬مكتب ادلطبوعات اإلسالمية – حلب‪ ،‬ط‪ :‬الثانية‪ٔٗٓٙ ،‬ىت‪.‬‬
‫ٕٖ‪ .‬اجملتمع واألسرة يف اإلسالم‪ ،‬د‪ .‬دمحم طاىر اْلوايب الناشر‪ :‬دار عامل الكتب‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة ٕٔٗٔ ىت ‪ٕٓٓٓ -‬م‪.‬‬
‫ٖٖ‪ .‬رللة البيان ‪( -‬العدد ٕٖٕ )‪.‬‬
‫ٖٗ‪ .‬سلتصر الصواعق ادلرسلة‪ :‬البن القيم‪ ،‬اختصار‪ :‬دمحم بن ادلوصلي‪ ،‬دار الندوة اْلديدة‪ٔٗٓ٘ ،‬ه‪.‬‬
‫ٖ٘‪ .‬ادلصباح ادلنري يف غريب الشرح الكبري‪ ،‬ألزتد بن دمحم بن علي الفيومي‪ ،‬الناشر‪ :‬ادلكتبة العلمية – بريوت‪.‬‬
‫‪ .ٖٙ‬ادلعجم الكبري‪ ،‬سليمان بن أزتد الطبال‪،‬احملقق‪ :‬زتدي السلفي‪ ،‬دار النشر‪ :‬مكتبة ابن تيمية – القاىرة‪ ،‬طٕ‪.‬‬
‫‪ .ٖٚ‬ادلعجم الوسيط‪ :‬إلبراىيم أني وآخرون‪ ،‬طبعة ادلكتبة اإلسالمية إستانبول‪ ،‬تركيا‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫‪ .ٖٛ‬معجم مقايي اللغة‪ ،‬أزتد بن فارس بن زكرَي‪ ،‬احملقق‪ :‬عبدالسالم دمحم ىارون‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة‪ٖٜٜٔ :‬ىت‪.‬‬
‫‪ .ٖٜ‬ادلعرفة يف منهج القرآن الكرمي دراسة يف الدعوة والدعاة‪ :‬صابر طعيمة‪ .‬الطبعة‪ :‬االو ‪ ،‬دار النشر‪ :‬دار اْليل‪ ،‬بريوت ‪.‬‬
‫ٓٗ‪ .‬معلمة زايد للقواعد الفقهية واألصولية‪ ،‬رلموعة من العلماء ‪،‬اجملموعة الطباعية للنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ٔٗ‪ .‬مقاصد الشريعة اإلسالمية وعالقتها ابألدلة الشرعية‪ ،‬دمحم سعد اليويب‪ ،‬دار ابن اْلوزي‪ ،‬ط٘‪ٔٗٔ٘ ،‬ىت‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬مقالة بعنوان‪ :‬العمل اخلريى وعالج اإلضلرافات األخالقية‪ ،‬بقلم‪ :‬ازتد فتحي النجار‪ ٖٜٔٛ ،‬ىت‪ .‬مركز الدويل للبحاث‬
‫والدراسات‪http://www.medadcenter.com‬‬
‫ٖٗ‪ .‬مكوانت مفهوم األمن الفكري وأصولو‪ ،‬ىياء إِساعيل آل الشيخ‪ ،‬جملث مقدم للمؤدتر الوطين األول لألمن الفكري‪،‬‬
‫كرسي األمري انيف بن عبدالعزيز لدراسات األمن الفكري جبامعة ادللك سعود‪ٖٔٗٓ ،‬ه‪.‬‬
‫ٗٗ‪ .‬منهج تربوي فريد يف القرآن‪ ،‬د‪ .‬دمحم سعيد رمضان البوطي‪ ،‬مكتبة الفارايب‪ ،‬طٔ‪.‬‬
‫٘ٗ‪ .‬ادلوافقات يف أصول الشريعة ‪ ،‬إبراىيم موسى بن دمحم الشاطيب ‪ ،‬تعليق الشيخ ‪ :‬عبد هللا دراز ‪،‬بريوت ‪ :‬دار ادلعرفة‪.‬‬
‫‪ .ٗٙ‬ادلوقع الرِسي لفضيلة الشيخ دمحم صاس ادلنجد‪http://almunajjid.com/6380 ،‬‬
‫‪ .ٗٚ‬موقع السكينة ‪http://www.assakina.com/news/news‬‬
‫‪ .ٗٛ‬النهاية يف غريب األثر‪ ،‬جملد الدين أبو السعادات ادلبارك بن دمحم بن دمحم بن دمحم ابن عبد الكرمي الشيبال اْلزري ابن األثري‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬ادلكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪ٖٜٜٔ ،‬ىت ‪ٜٜٔٚ -‬م‪ .‬حتقيق‪ :‬طاىر أزتد الزاوى ‪ -‬زلمود دمحم الطناحي‪.‬‬
‫‪ .ٜٗ‬نواقض اإلؽلان القولية والعملية‪ ،‬د ‪ .‬عبدالعزيز آل عبداللطيف الناشر‪ :‬مدار الوطن للنشر – الرَي ‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فهرس املىضىعات‬
‫ملخص البحث ‪ٕ ......................................................................................‬‬
‫ادلقدمة‪ٗ ...............................................................................................‬‬
‫التعريف مبصطلحات البحث‪ :‬مفهوم العمل التطوعي‪ ،‬ومفهوم اجملتمع‪ ،‬ومفهوم السلوك ادلنحرف ‪٘ .......‬‬
‫أوال‪ :‬مفهوم التطوع‪ٙ ...................................................................................‬‬
‫اثنيًا‪ :‬مفهوم اجملتمع ‪ٙ ............................................................................‬‬
‫اثلثًا‪ :‬مفهوم السلوك‪ٙ ..................................................................................‬‬
‫ابعا‪ :‬مفهوم ادلنحرف ‪ٙ ................................................................................‬‬
‫رً‬
‫ادلبحث األول‪ :‬أعلية ومكانة العمل اخلريي التطوعي يف السنة النبوية‪ٚ ....................................‬‬
‫ادلبحث الثال‪ :‬دور الفرد واجملتمع يف العمل اخلريي التطوعي ‪ٜ ...........................................‬‬
‫السلوك ادلنحرف وفيو مطلبان ‪:‬‬
‫ادلبحث الثالث‪ :‬العمل اخلريي التطوعي يف زتاية اجملتمع من ّ‬
‫ادلطلب األول‪ :‬مظاىر السلوك ادلنحرف يف ادلقاصد اخلمسة وىي الدين العقل‪ ،‬العر ‪ ،‬ادلال‪ ،‬النف ‪.‬‬
‫وعالجو من خالل العمل اخلريي التطوعي مبنهج النيب ‪-‬ملسو هيلع هللا ىلص‪. -‬‬
‫أوال‪ :‬االضلراف يف مقصد العقل‪ٔٓ .....................................................................‬‬
‫اثنياً‪ :‬االضلراف يف مقصد ادلال‪ٖٔ ......................................................................‬‬
‫اثلثاً‪ :‬االضلراف يف مقصد العر ‪ٔٗ ....................................................................‬‬
‫رابعاً‪ :‬االضلراف يف مقصد النف ‪ٔٙ ....................................................................‬‬
‫خامسا‪ :‬االضلراف يف مقصد الدين‪ٔٚ ..................................................................‬‬
‫ً‬
‫السلوك ادلنحرف ‪ٕٗ ......................‬‬
‫ادلطلب الثال‪ :‬أثر العمل اخلريي التطوعي يف زتاية اجملتمع من ّ‬
‫اخلادتة‪ٕٜ ..............................................................................................‬‬
‫ادلصادر وادلراجع‪ٖٓ ....................................................................................‬‬
‫فهرس ادلوضوعات‪ٖٕ ..................................................................................‬‬

‫‪32‬‬

You might also like