‫‪.

‬‬

‫إن ضبط مفهوم الفلسفة مسألة معقدة وصعبة ومثيرة‬

‫للجدل‪ ،‬ولمعرفة ذلك البد من الدخول إلى الفلسفة والتحرك‬

‫داخلها وسلوك طريقتها أي التفلسف‪.‬‬

 ‫المفهوم اللغوي للفلسفة‬

‫لفظ الفلسفة مركب من‪:‬‬

‫كلمة فيلو (‪ )Philo‬وتعني محبة‪.‬‬

‫وكلمة صوفيا (‪ )Sofia‬وتعني الحكمة‪.‬‬

‫فيكون المعنى الكامل لهذا اللفظ محبة الحكمة‬

 ‫‪.‬‬

‫استعملت كلمة "صوفيا" لدى اليونان للداللة على المهارة‬

‫العملية‪.‬‬

‫استخدمها "هوميروس" في اإللياذة للداللة على مهارة التجارة ‪.‬‬

 ‫‪.‬‬

‫ومنه لفظ الفلسفة يدل على حب االطالع‪ ،‬وممارسة التفكير‬

‫أكثر مما تعني مجرد حب الحكمة‪.‬‬

‫أول من استعمل كلمة يتفلسف بمعنى اصطالحي هو هيرودوت‬

‫بمعنى رغبته في المعرفة‪.‬‬

 ‫المفهوم االصطالحي‬
‫*عند اليونان‬
‫● شيشرون‬
‫لحياتنا‪ِ ،‬‬
‫أنت صديق الفضيلة وعدو‬ ‫ِ‬ ‫«أيتها الفلسفة أنت المدبرة‬
‫الرذيلة ماذا نكون؟ وماذا تكون الحياة لو ِ‬
‫الك ‪...‬؟»‪.‬‬
‫«إن الفلسفة هي ِ‬
‫العلم بأفضل األشياء والقدرة على االنتفاع به‬
‫بكل وسيلة ممكنة»‪.‬‬
.
 ‫●أفالطون‬

‫جعل من معرفة الذات أهم نقطة في كل بحث فلسفي ولكنه لم‬

‫طابعها العام إذ جعلَها تستوعب‬

‫َ‬ ‫للفلسفة‬ ‫جع‬ ‫أر‬
‫ْ‬ ‫أن‬ ‫يلبث‬

‫موضوعات الطبيعة والنفس واألخالق وما وراء الطبيعة‪.‬‬

 ‫●أرسطو‬

‫«البحث في الوجود بما هو موجود»‬

 ‫*عند المسلمين‬
‫• ِ‬
‫الكندي‬

‫إن الفلسفة علم األشياء األبدية الكلي‪ ،‬وصناعة الصناعات‬

‫سه تؤدي إلى معرفة العالم‬ ‫ف‬

‫ْ‬ ‫ن‬ ‫اإلنسان‬ ‫معرفة‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫كم‬ ‫وحكمة ِ‬
‫الح‬
‫َ‬

‫األكبر أي المعرفة بالطبيعة والكون ومن ثم معرفة الخالق‪.‬‬

.
 ‫* عند فالسفة العصر الحديث‬

‫●ديكارت‬

‫«إن الفلسفة كلها بمثابة شجرة ُجذورها الميتافيزيقا ِ‬

‫وجذعها‬

‫الفيزياء‪ ،‬وأغصا ُنها كل العلوم وهي‪ :‬الطب‪ ،‬والميكانيكا‪،‬‬

‫واألخالق»‪.‬‬
‫؟‪.‬‬
.
.
 ‫وظيفة الفلسفة وأهميتها‬

‫• وظيفة الفلسفة‬

‫قبل سقراط كان البحث في الطبيعة والكون أي أصل الوجود‬

‫الماء (طاليس) الهواء (انكسمانس) النار (هيراقليطس) العدد‬

‫(فيثاغورس)‬
 ‫‪.‬‬

‫بمجيء سقراط انتقل الفكر الفلسفي اليوناني من التأمل‬

‫المجرد والنظري في المسائل الطبيعية وما ارتبط بها من مسائل‬

‫أخرى إلى التأمل في اإلنسان‪.‬‬

 ‫‪.‬‬

‫حملت فلسفة العصور الوسطى بشقيها المسيحي أو اإلسالمي‪،‬‬

‫على ِ‬
‫عاتقها وظيفة أخرى‪ ،‬تتمثل في محاولة التوفيق بين‬

‫العقل والدين‪.‬‬
 ‫‪.‬‬

‫حيث حاول كل من (توما اإلكويني والقديس أوغسطين) الجمع‬

‫بين تعاليم المسيحية الدينية وأراء أرسطو الفلسفية‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫حاول الفالسفة المسلمون بدورهم الربط بين الفلسفة والدين‬

‫اإلسالمي‪.‬‬
 ‫●ابن رشد‬

‫«أعني أن الحكمة هي صاحبة الشريعة واألخت الرضيعة‪....‬‬

‫حبتان بالطبع المتحابتان بالجوهر والغريزة»‪.‬‬

‫وهما المصطا َ‬
 ‫‪.‬‬

‫ومع مدخل عصر النهضة األوروبية صار للفلسفة وظيفة‬

‫أخرى‪ ،‬وهي إعطاء العقل مكانته بعد أن كبلته الكنيسة‪ ،‬فركزت‬
‫الفلسفة على إشكاليات المعرفة والتقليل من حدة االهتمام بمسألة‬
‫الوجود‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫والدليل على ذلك‪:‬‬

‫● «األورغاون الجديد» فرنسيس بيكون‪.‬‬

‫● «مقالة في الطريقة» روني ديكارت‪.‬‬

‫● «ما األنوار؟ «ايمانويل كانط‪.‬‬

‫‪.‬‬

‫الفترة المعاصرة فقد صار للفلسفة َد ْو َر ِ‬

‫ان مختلفان الفلسفة‬

‫التحليلية والفلسفة القارية أو التأملية‪.‬‬

 ‫‪.‬‬

‫● التيار األول‪ :‬أنها تحليل منطقي للغة المستخدمة في سياق‬

‫العلم‪ ،‬التاريخ‪ ،‬اللغة‪ ،‬الدين‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫● التيار الثاني‪ :‬انها تركيب المعارف اإلنسانية من أجل نظرية‬

‫واحدة شاملة للواقع وللقيم اإلنسانية الدينية‪ ،‬المعرفية‪،‬‬

‫الجمالية‪ ...‬إلخ‪.‬‬
 ‫● أهمية الفلسفة‬
‫‪ -1‬تعتبر الفلسفة وسيلة للتعرف على العالم بكل جوانبه اإلنسانية واإلدراكية‬
‫وطبيعته‪.‬‬

‫‪ -2‬تعمل الفلسفة على تعزيز السلوك العقلي المنتظم في كافة مجاالت الحياة‪.‬‬
‫ِ‬
‫محيطه‪.‬‬ ‫وتساعده على التكيف والتأقلم مع‬
‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫اجبات‬ ‫‪ -3‬تعزز فهم الفرد لحقو ِقه وو‬

‫اجها في كافة‬ ‫ِ‬

‫أفكارنا في التربية حيث يعتبر ادر ُ‬ ‫‪ -4‬تسيطر الفلسفة على كافة‬
‫مراحل التعليم منذ الصغر أساسا ل ِبناء التفكير السليم‬
 ‫االستنتاج‬

‫• إن تعريف الفلسفة في حد ذاته إشكالية فلسفية إذ لم يتفق‬

‫وحديثا على تعريف واحد لها‪ .‬لكون‬

‫ً‬ ‫الفالسفة والمفكرون قديماً‬

‫السؤال الفلسفي يتسم بالديمومة والتواصل وانعدام إمكانية‬

‫الفصل في جو ِان ِبه إذ يبقى مجال حَِله مفتوحاً‪.‬‬

 ‫‪.‬‬

‫إن مشكلة تعريف الفلسفة تكمن في وجود العديد من التعريفات‬

‫تحمِلها أكثر من‬

‫ُ‬ ‫لقابلية‬ ‫اجع‬ ‫ر‬ ‫االختالف‬ ‫هذا‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫المتباينة‬ ‫و‬ ‫المختلفة‬

‫داللة فهي ترفض أن تُختََزل في مفهوم وحيد‪.‬‬