You are on page 1of 1

‫واجب مادة التوحيد‬

‫اسمي ‪ :‬فطري مور جهياني (‪) Fitri Nurcahyani‬‬


‫فصل‪٤ :‬إ‬

‫السؤال‪:‬‬
‫من هم الذي يخالف اإليمان بالقضاء والقدر؟‬

‫الجواب‪:‬‬

‫الفِرق التي تخالف في اإليمان بالقضاء والقدر‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -١‬الفرقة األولى‪ :‬وهم الجبرية‪ ،‬وخالصة قولهم‪ :‬إن العباد مجبورون على أعمالهم‪ ،‬ال قدرة لهم وال إرادة وال اختيار‪ ،‬وهللا وحده هو‬
‫خالق أفعال العباد‪ ،‬وأعمالهم إنما تنسب إليهم مجازاً‪ ،‬قال البغدادي عن الجهم بن صفوان‪ ..." :‬وقال‪ :‬ال فعل وال عمل ألحد غير هللا تعالى‬
‫وإنما تنسب األعمال إلى المخلوقين على المجاز‪ ،‬كما يقال‪ :‬زالت الشمس‪ ،‬دارت الرحى‪ ،‬من غير أن يكونا فاعلين أو مستطيعين لما‬
‫وصفتا به"‪.‬‬

‫‪ -٢‬الفرقة الثانية‪ :‬وهم المعتزلة ومن وافقهم‪ ،‬وخالصة قولهم‪ :‬إن أفعال العباد ليست مخلوقة هلل‪ ،‬وإنما العباد هم الخالقون لها‪ ..‬والعبد‬
‫مستقل بعمله في اإلرادة والقدرة‪ ،‬وليس لمشيئة هللا وقدرته فيه أثر‪.‬‬

‫والرد على الفرقة األولى (الجبرية) بالشرع والواقع‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أما الشرع‪ :‬فإن هللا تعالى أثبت للعبد إرادة ومشيئة‪ ،‬وأضاف العمل إليه‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫ص ْي ُت ْم مِنْ َبعْ ِد َما َأ َرا ُك ْم َما ُت ِحب َ‬
‫ُّون ِم ْن ُك ْم َمنْ ي ُِري ُد ال ُّد ْن َيا‬ ‫َأْل‬ ‫صدَ َق ُك ُم هَّللا ُ َوعْ دَ هُ ِإ ْذ َت ُحسُّو َن ُه ْم بِِإ ْذ ِن ِه َح َّتى ِإ َذا َفشِ ْل ُت ْم َو َت َن َ‬
‫مْر َو َع َ‬‫ازعْ ُت ْم فِي ا ِ‬ ‫﴿ َو َل َق ْد َ‬
‫ِين ﴾ [آل عمران‪َ ﴿ ،]152 :‬وقُ ِل ْال َح ُّق مِنْ َر ِّب ُك ْم‬ ‫َو ِم ْن ُك ْم َمنْ ي ُِري ُد اآْل خ َِر َة ُث َّم َ‬
‫ص َر َف ُك ْم َع ْن ُه ْم لِ َي ْب َتلِ َي ُك ْم َو َل َق ْد َع َفا َع ْن ُك ْم َوهَّللا ُ ُذو َفضْ ٍل َع َلى ْالمُْؤ ِمن َ‬
‫ُّك ِب َظاَّل ٍم ل ِْل َع ِبي ِد ﴾ [فصلت‪.]46:‬‬ ‫صالِحً ا َفلِ َن ْفسِ ِه َو َمنْ َأ َسا َء َف َع َل ْي َها َو َما َرب َ‬
‫َف َمنْ َشا َء َف ْليُْؤ مِنْ َو َمنْ َشا َء َف ْل َي ْكفُرْ ﴾ [الكهف‪َ ﴿ ]29:‬منْ َع ِم َل َ‬

‫وأما الواقع‪ :‬فإن كل إنسان يعلم الفرق بين أفعاله االختيارية التي يفعلها بإرادته كاألكل‪ ،‬والشرب‪ ،‬والبيع‪ ،‬والشراء‪ ،‬وبين ما يقع عليه‬
‫بغير إرداته كاالرتعاش من الحمى‪ ،‬والسقوط من السطح‪ ،‬فهو في األول فاعل مختار بإرادته من غير جبر‪ ،‬وفي الثاني غير مختار وال‬
‫مريد لما وقع عليه‪.‬‬

‫والرد على الفرقة الثانية (القدرية) بالشرع والعقل‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫أما الشرع‪ :‬فإن هللا تعالى خالق كل شيء‪ ،‬وكل شيء كان بمشيئته‪ ،‬وقد بين هللا في كتابه أن أفعال العباد تقع بمشيئته فقال‪َ ﴿ :‬و َل ْو شِ ْئ َنا‬
‫اس َأجْ َمع َ‬ ‫َأَل َأَل‬
‫ِين ﴾ [السجدة‪.]13 :‬‬ ‫س هُدَ ا َها َو َلكِنْ َح َّق ْال َق ْو ُل ِم ِّني مْ نَّ َج َه َّن َم م َِن ْال ِج َّن ِة َوال َّن ِ‬
‫آَل َت ْي َنا ُك َّل َن ْف ٍ‬

‫وأما العقل‪ :‬فإن الكون كله مملوك هلل تعالى‪ ،‬واإلنسان من هذا الكون فهو مملوك هلل تعالى‪ ،‬وال يمكن للمملوك أن يتصرف في ملك‬
‫المالك إال بإذنه ومشيئته‪.‬‬

You might also like