You are on page 1of 12

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫المركز الجامعي افلو‬


‫معهد العلوم الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قسم الحقوق‬

‫مقياس ‪ :‬قانون مكافحة الفساد‬ ‫السنة ‪ :‬الثالثة قانون عام‬

‫الفوج ‪ :‬الرابع‬

‫جريمة اختالس الموظف لألموال العمومية‬

‫‪ -‬تحت إشراف األستاذ‬ ‫‪ -‬من إعداد الطالب‪:‬‬

‫بن دراح على إبراهيم‬ ‫‪ ‬خنيفي حمزة‬

‫السنة الجامعية ‪2021 - 2020‬‬


‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار القانوني لجريمة اختالس المال العام‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف االختالس‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط اختالس المال العام‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أركان جريمة اختالس المال العام‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات جريمة االختالس والعقوبة المقررة لها‪.‬‬


‫المطلب األول ‪ :‬تطبيقات جريمة االختالس‬

‫العام‪.‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬العقوبة المقررة الختالس المال‬


‫مقدمة‪:‬‬
‫يعد االختالس من صور الفساد المالي األكثر انتشارا في مجال الصفقات العمومية عر جميع مراحلها‪ ،‬كونه ينصب‬
‫على اختالس األموال العامة ومحاولة االستحواذ عليها بكل الطرق واألساليب المتاحة لحيازتها كاملة‪ ،‬وحرمان الدولة منها‪،‬‬
‫حيث بات االختالس في وقتنا الحاضر من االنحرافات الشائعة والمتزايدة في الوظيفة العامة‪ ،‬يلجأ له الموظفون القائمون‬
‫على عمليات إبرام الصفقات العمومية من خالل استغالل وظائفهم وإساءة استعمالها على نحو يحقق لهم مصالح مادية‬
‫هائلة‪.‬‬
‫هذا ما جعل هذه الجرائم من أكبر الجرائم الماسة بالمال العام الذي يعد عهدة الموظف الذي أصبح يعتقد أنه حق‬
‫من حقوقه البد من االستفادة منه قدر اإلمكان لمواجهة متطلبات الحياة اليومية وما طرأ عليها من تغيرات تكنولوجية‬
‫ومادية البد من مواكبتها على حساب المصلحة العامة وأموال الدولة‪ ،‬وهذا بدوره ولّد لدى األفراد داخل المجتمعات عدم‬
‫الثقة في أجهزة الدولة نتيجة شيوع الفساد اإلداري والمالي بما فيه ظاهرة اختالس المال العام‪.‬‬
‫وسوف نقوم من خالل هذه المداخلة معالجة جريمة اختالس األموال العمومية التي تقوم على أساس خيانة الموظف‬
‫العام ألمانته الوظيفية باستحواذه على المال العام المخصص إلبرام الصفقات العمومية من خالل التحايل والتالعب في‬
‫مراحل إبرام هذه األخيرة‪ ،‬حيث نركز على بيان أهم معالم هذه الجريمة بالتطرق إلى نظامها القانوني (أوال) ثم التطرق إلى‬
‫تطبيقاتها في مجال الصفقات العمومية والعقوبة المقررة لذلك (ثانيا‪).‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار القانوني لجريمة اختالس المال العام‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف االختالس‬
‫لدراسة تعريف االختالس الذي ينصب على المال العام نستعرض أوالً تعريفه الشرعي ثم التعريف الفقهي ثم التعريف‬
‫القانوني‪.‬‬
‫‪-1‬التعريفات الشرعية لجريمة االختالس‪.‬‬
‫عرفت جريمة االختالس بأنها جريمة خيانة األمانة من قبل الموظف العام‪ ،‬واختالس أموال الدولة أيا كانت وجهتها سوا ًءا‬
‫الصفقات العمومية أو أي وجهة أخرى مادامت مقترنة بجريمة خيانة األمانة التي نهت عنها الشريعة اإلسالمية حيث‬
‫حرمت أي اعتداء على المال العام بأي وجهة من الوجوه حيث كانت تطلق عليه لفظ المال األميري ‪1‬فاختالس األموال‬
‫العامة محضور في عدة نصوص قرآنية وأحاديث نبوية مطهرة مهما كانت قيمة هذا المال وفي أي صورة تم بها االختالس‬
‫لذلك صنفت هذه الجريمة ضمن خيانة األمانة تحت جرائم التعزيز التي ترجع للسلطة التقديرية لولي المسلمين في تقنيتها‬
‫‪2‬‬
‫وتقرير العقاب المقرر لها حسب مقتضيات الزمان والمكان والتقاليد والظروف السائدة‬
‫عرف االختالس شرًعا عدة تعريفات منها أنه "أخذ الشيء بحضرة صاحبه على غفلة وفرار صاحبه بسرعة ("فالمختلس‬
‫حسب هذا التعريف هو المختطف للشيء من البيت ويذهب به أي يخرجه من يد المالك ويأخذه على حين عفلة منه هو‬
‫‪3‬‬
‫غيره كما عرف ابن تيمية المختلس على أنه "الشخص الذي يجتذب الشيء‪ ،‬فيعلم به من قبل آخذه‬
‫يالحظ مما تقدم أن الفقه اإلسالمي عند تعريفه لالختالس لم يفرق بين القائم به سوا ًءا األفراد أو الموظف العام‪ ،‬حيث‬
‫ركز على المحل وهو المال الذي يتم أخذه على غير دراية صاحبه‪ ،‬فكل فعل يعتبر خيانة أمانة يستوجب العقاب وقد يددي‬
‫إلى تشديد العقوبة في حالة إتيانها من شخص تتوافر فيه صفة الموظف العام فاألمر متروك لتقدير ولي المسلمين‪.‬‬
‫كما يتضح لنا من خالل التعريفات السابقة أن هناك نوع من التداخل بين المفاهيم وخاصة الفقه اإلسالمي والقانون‬
‫فمفهوم االختالس شرًعا ينطبق على مفهوم السرقة قانونًا واالختالس قانونا ينطبق على خيانة األمانة في الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬مما يدفعنا لضرورة تعريف المصطلحات الثالث لتحديد الفرق بينها‬
‫فاالختالس ‪:‬هو أخذ الشيء بسرعة خطفا ونهبًا‬
‫السرقة ‪:‬فهي أخذ مال الغير على وجه الخفية واالستقرار‪.‬‬
‫أما خيانة األمانة ‪:‬فهي أخذ ما في اليد على وجه األمانة‪.‬‬
‫لذلك فاالختالس قانونًا هو صورة لخيانة األمانة في الشريعة اإلسالمية كونه ينصب على مال عهد به للموظف العام‬
‫فاختلسه فهو لم يأخذ ماالً من حيازة شخص آخر خفية بل استغل ما هو بين يده في إطار مباشرة وظيفته وهذا ما أخذ‬
‫به أغلبية الفقهاء والقانونيون‪.‬‬
‫ليكتمل التعريف الشرعي لجريمة االختالس كان لزاًما اإلشارة إلى مواضعها في القرآن والسنة النبوية‪.‬‬
‫*االختالس في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ثبت تعريف االختالس في القرآن الكريم من خالل عدة مواضع منها‪:‬‬

‫‪ 1‬بالل أمين زين الدين‪ :‬ظاهرة الفساد اإلداري في الدولة العربية والتشريع المقارن مقارنة بالشريعة اإلسالمية دار الفكر الجامعي اإلسكندرية‬
‫‪2009،‬ص ‪178.‬‬
‫‪ 2‬محمود محمد معابرة‪ ،‬الفساد اإلداري وعالجه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون اإلداري‪ -‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط ‪1‬‬
‫‪ ، 2011 ،‬ص ‪217‬‬
‫‪ 3‬بن تيمية أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الجليل‪ ،‬السياسة الشرعية في إصالح الرئيس والرعيه‪ ،‬دار إبن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2003. 1 .‬‬
‫ِقول تعالى «يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إال أن تكون تجارة عن ** منكم وال تقتلوا‬
‫أنفسكم إن اللهكان بكم رحي ًما‪»(.‬االية ‪ 29‬من سورة النساء )‬
‫وقوله تعالى «وال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس باإلثم وأنتم‬
‫تعلمون)‪ (.‬االية ‪ 188‬من سورة البقرة )»(‬
‫يدل المعنى في هاتين اآليتين على أ ّن هللا سبحانه وتعالى حرم أخذ مال الغير بغير وجه حق كأن يأخذه بغير طيب نفس‬
‫مالكه ورضاه‪ ،‬فال يجوز نهبه وال سرقته وال خيانته فكل ذلك داخل في إبطار اخذ المال بالباطل وهو ينطبق على االختالس‬
‫كما ثبتت خيانة األمانة التي تعتبر االختالس صورة من صورها في عدة مواضيع من القرآن كقوله تعالى‪:‬‬
‫«إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن هللا نع ّما يعظمكم به‬
‫إ ّن اللهكان سميًعا بص ًيرا)»(‬
‫*االختالس في السنة النبوية‪.‬‬
‫على غرار القرآن الكريم فقد ثبت مفهوم االختالس في السنة النبوية وذلك في عدة أحاديث‪ ،‬فعن عدي بن عميرة‬
‫الكندي رضي هللا عنه قال‪( :‬سمعت رسول هللا (ص) يقول‪« :‬من استهلناه منكم على عمل فكتمنا مخيطًا فما فوقه كان‬
‫غلوالً يأتي به يوم القيامة» قال فقام إليه رجل أسود من األنصار كأني أنظر إليه‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا أقبل ّع ّن عملك‪،‬‬
‫قال "فما لك" قال سمعتك تقول كذا وكذا‪ ،‬قال‪" :‬وأنا أقوله اآلن من إستهلناه منكم على عمل بقليله وكثيره‪ ،‬فما أوتي‬
‫منه أتى وما نهى عنه انتهى)‪"(.‬‬
‫يتضح لنا من هذا الحديث أن اختالس المال العام يدخل في نطاق االئتمان على العمل الذي جاء به الحديث‪ ،‬فكل من‬
‫أذل بما أوكل له وحاول استغالله لصالح يعتبر خائنا مختلسا بمعنى الحديث‪.‬‬
‫نخلص مما سبق إلى أن الشريعة اإلسالمية قد حرمت خاينة األمانة وقدرت لها عقوبات مشددة لما ترتبه من زعزعة للثقة‬
‫واالئتمان واالستقرار داخل المجتمعات‪ ،‬وهي لم تحدد نوع األمانات أو مقدراها مما يجعله مفهوما واسًعا قادًرا على‬
‫استيعاب عدة صور من االعتداءات على األموال كاالختالس الذي ينصب على المال الذي يقوم به الموظف لما أوتمن عليه‬
‫في سبيل مباشرة وظيفته‪.‬‬
‫‪-2‬التعريفات الفقهية لجريمة االختالس‪.‬‬
‫أجتهد الفقه للوصول إلى المقصود من فعل االختالس خاصة وأن التشريعات المقارنة لم تحدد ذلك واقتصرت فقط على‬
‫ربطه بفعل األخذ فترجمته للكلمة الفرنسية‪ » « saustraction‬التي ّ‬
‫تعن اغتيال مال الغير وهو مفهوم واسع يتسع‬
‫ليشمل عدة أفعال وسلوكات تشبه فعل االختالس كالسرقة مثال والنصب وخيانة األمانة‪.‬‬
‫واألخذ بهذا المفهوم الواسع ال يتماشى والسياسة الجنائية التي تهدف لتحديد األفعال التي تعتبر مجرمة تحديدا واض ًحا‬
‫محددة شروط وأركان كل جريمة على حدى وتقرير العقوبات الالزمة لها‪.‬‬
‫وفي سبيل تحديد المفهوم الفقهي لالختالس ظهرت عدة نظريات فقهية سنحاول توضيح مضمون كل نظرية على النحو‬
‫التالي‪:4‬‬
‫أ‪ -‬النظرية التقليدية‪:‬‬
‫اعتبر أنصار هذه النظرية أن االختالس هو أخذ مال الغير دون رضاه واستندوا في ذلك إلى حكم أصرته المحكمة الفرنسية‬
‫عام ‪1817‬حيث حاول هذا الحكم التمييز بين السرقة وبين االختالس وإساءة االئتمان‪ ،‬حيث يعتمد في السرقة على‬

‫محمود محمد معابرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪221.‬‬ ‫‪4‬‬


‫الحيلة في الحصول على مال الغير وفي إساءة االئتمان على يقه الغير أما في االختالس فاألمر ينصب على عدم رضا الغير‬
‫به أصالً‪،‬كما يركز على فكرة أخرى هي فكرة الحيازة أي بإخراج المال من حيازة الغير دون رضاه)‪(.‬‬
‫انتقدت هذه النظرية رغم وضوحها وتمييزها بين االحتيال وإساءة االئتمان واالختالس‪ ،‬ذلك ألن أنصار هذه النظرية لم‬
‫يمزوا بين االختالس والسرقة ويعتبرون أن هذين المفهومين فعالً واحًدا وال يميزون بين الفاعل في الحالتين حيث يركزون‬
‫فقط على فكرة الحيازة والتي وإن كانت تصلح دائما في حالة السرقة فهي ال تصلح في حالة االختالس بما أنها تكون تحت‬
‫تصرف الفاعل أو للموظف العام‪.‬‬
‫ب‪-‬النظرية الحديثة‪:‬‬
‫يعّبر عن هذه النظرية بنظرية‪ » «GARCON‬في األخذ أو االختالس نسبة إلى األستاذ الفرنسي صاحب النظرية‬
‫الذي يربط فكرة االختالس بفكرة الحيازة في القانون المدني أي السيطرة المادية والفعلية للشخص على شيء يجوز التعامل‬
‫فيه‪ ،‬أي انه اخذ بالحيازة الكاملة التي تقضي السيطرة على الشيء وربطها بعدم رضاء المالك أو الحائز‪.‬‬
‫يتضح لنا من هنا أن النظرية الحديثة تركز على عناصر االختالس أو األخذ وتربطهم بعنصرين هما‪:‬‬
‫•االستيالء على المال العام بالحيازة الكاملة‪.‬‬
‫•عدم رضاء المالك أو الحائز السابق باالستيالء‪.‬‬
‫نالحظ أن هذه العناصر تصلح لتعريف السرقة او األخذ كما عبر عنها لكنها ال تستوي مع المفهوم القانوني لالختالس‬
‫رغم أن أنصار النظرية عبروا عنها باالختالس إال أنها تعريفات وعناصر تنطبق على السرقة فقط‪ ،‬حيث يتضح لنا من‬
‫خالل ما تقدم سيطرة فكرة السرقة على التعريفات الفقهية التي لم تضع تعريفا واضحا لفعل االختالس رغم استخدامهم‬
‫للمصطلح‪ ،‬هذا ما يدفعنا للبحث عن التعريف القانوني للوقوف على عناصر وشروط جريمة االختالس‪.‬‬
‫‪-3‬التعريفات القانونية لالختالس‪.‬‬
‫عرف االختالس قانونا بأنه‪" :‬أن يدخل الموظف العام في ذمته ماالً وجد في حيازته بحكم وظيفته‪ ،‬سوا ًءا كان ممل ًوكا‬
‫للدولة‪ ،‬أو ألحد الناس‪ ،‬أو أمواالً تعود لخزائن أو صناديق البنوك‪ ،‬أو المدسسات األقراض المتخصصة‪ ،‬أو الشركات‬
‫المساهمة العامة)‪"(5.‬‬
‫وهو تعريف ينطبق على االختالس عم ًوما وليس اختالس المال العام‪.‬‬
‫ستضح من هذا التعريف أن االختالس ال يقوم دائما إال إذا قام به موظف عام وهنا يبرز الفرق بينه وبين السرقة‪ ،‬ويتضح‬
‫اللبس الذي وقعت فيه التعريفات الفقهية السابقة‪ ،‬والموظف بهذا المفهوم هو كل من يقوم بوظيفته عامة بمقتضى القوانين‬
‫واألنظمة ويتوي أن يكون المال عاًما أو خاصا‪ ،‬عقاًرا أو منقوالً‪ ،‬فالمهم أن ينص ّب على كل شيء ذي قيمة يوجد بين‬
‫يدي الموظف‪ ،‬كما ال يشترط أن تحدد وظيفته بمقتضى المال بل أي نشاط يدخل في إطار الوظيفة العامة وهذا ما ينطق‬
‫على الموظفين القائمين على إبرام الصفقات العمومية محل دراستنا‪.‬‬
‫نستنج من خالل كل ما تقدم أن فعل االختالس يتحقق بتوافر العناصر التالية‪:‬‬
‫•الفاعل موظف عام في مدسسة حكومية‪.‬‬
‫•يعتبر من جرائم االعتداء على المال أي كانت طبيعته‪.‬‬
‫•أن يكون من مقتضيات وظيفته‪.‬‬
‫وجريمة االختالس‪ ،‬جريمة عمدية بتوافر الفعل الذي تتوافر فيه الشروط السابقة الذكر التي تتحقق الجريمة بتوافرها بغض‬

‫الشهداني محمد أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العقوبات‪ ،‬مدسسة الورق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪ 2003 1 ،‬ص ‪، 534.‬‬ ‫‪5‬‬
‫النظر عن البواعث والدوافع وعن رد المال من عدمه ‪ .6‬فالعلة من تجريم فعل االختالس هي سبب يميزه عن فعل السرقة‬
‫وإحاطته بأحكام خاصة وتتمثل في االعتداء على المال من قبل الموظف العام الذي يمثل الدولة ويعبر عن إرادتها وتفترض‬
‫فيه الثقة الالزمة لتوليه هذه الوظيفة‪ ،‬فالفعل هنا ينطوي على خيانة األمانة التي حملتها الدولة للموظف وعهدت له بها على‬
‫أساس ما يتمتع به من صفات تجعل منه أقدر من غيره على المحافظة على المال العام وعلى مقتضيات الوظيفة وأهالً‬
‫لحماية المصلحة العامة دون أي تقصير أو إهمال‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط اختالس المال العام‪.‬‬
‫م ّما ال جدال فيه أ ن جريمة اختالس المال العام من الجرائم الخاصة التي تشترط توفر صفة خاصة في الفاعل الذي جب أن‬
‫يكون موظفا عاًما وعضًوا من أعضاء الجهاز اإلداري باعتباره ممثالً للدولة‪.‬‬
‫فضال عن ارتباطه بمحل الجريمة الذي يجب أن يكون ماالً عاما ً) ‪ (7‬لذلك يمكن إجمال شروط جريمة اختالس المال العام‬
‫في شرطين مفترضين هما‪:‬‬
‫‪/ -1‬صفة الموظف العام‪:‬‬
‫تعتبر صفة الموظف العام شرطا مفتر ًضا لقيام جريمة االختالس وقد عرض المشرع الجزائري الموظف العام في المادة‬
‫الثانية من القانون ‪11/16‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته على أنه‪:‬‬
‫‪-1‬كل شخص يشغل منصبا تشريعيا آو تنفيذيا أو إراديًا أو قضائيا أو في إحدى المجالس الشعبية المحلية المنتخبة سوا ًءا‬
‫كان معينا أو منتخبًا‪ ،‬دائما أو مدقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر بصرف النظر عن رتبته أو أقدميته‪.‬‬
‫‪-2‬كل شخص آخر يتولى ولو مدقتا وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر يساهم بهذه الصفة في هدمة عمومية أو أية‬
‫مدسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض رأسمالها أو أية مدسسة أخرى تقدم خدمة عمومية‬
‫‪/ -2‬صفة المال العام‪:‬‬
‫لقيام جرمة اختالس المال العام في حق الموظف العام ال بد أن ينصب فعله المجرم على مال عام متصف بالعمومية أي أن‬
‫يكون مملوكا للدولة أو أحد المدسسات العامة التابعة لها دون تمييز ما هو مخصص للمنفعة العام وبين ما هو مخصص‬
‫إلدارة حاجتها ألن تكون محالً من الحقوق المالية له قيمة مادية أو اعتبارية وسواء كانت القيمة كبيرة أم صغيرة‬
‫‪/ -3‬العالقة بين الموظف والمال العام‪:‬‬
‫يشترط أيضا لقيام جريمة اختالس المال العام قيام العالقة بين الموظف والمال العام الذي يجب أن يدخل في حيازته بسبب‬
‫مباشرته لوظيفته‪ ،‬والحيازة هنا هي حيازة ناقصة‪ ،‬حيث يوجد المال تحت تصرف الموظف العام على نحو يكفل له‬
‫التصرف فيه ماديًا أو قانونيا دون التملك حيث يبقى ملكا للدولة ‪)8(.‬‬
‫فالجريمة إذن ال تقوم غذا كان المال في الحيازة الكاملة للموظف العام حيث يعتبر مالكا ما وعنصًرا من عناصر ذمته‬
‫المالية ليبقى لذلك فعل االختالس أي أخذ المال دون علم مالكه‪.‬‬

‫فمن شروط قيام جريمة االختالس أن يكون المال محل الجريمة مسلم للموظف العام في إطار مباشرته لوظيفته‪ ،‬وهذا ما‬
‫لجأت له غالبية التشريعات‪.‬‬
‫يتضح لنا من خالل ما تقدم انه يشترط لقيام فعل االختالس ان يكون المال سلم للموظف تسلما ماديًا أو وجد بين يديه‬

‫محمود محمد معابرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪214.‬‬ ‫‪6‬‬

‫أحمد فتحي سرور‪ :‬قانون العقوبات‪ :‬القسم الخاص‪ ،‬القاهرة (د‪.‬ب‪.‬ن)‪ ،‬ط ‪3، 1985،‬ص ‪235.‬‬ ‫‪7‬‬

‫بالل امين زين الدين ‪ :‬مرجع سابق ص ‪158‬‬ ‫‪8‬‬


‫بمقتضى وظيفته وهو الشرط المفترض الثالث لقيام الجريمة‪.‬‬
‫نخلص من خالل ما تقدم أن جريمة اختالس المال العام ال تتحقق إال بتوافر الشروط الثالث المفترضة السابقة بد ًءا بالفاعل‬
‫الذي يجب أن يكون موظفا عاًما والمحل الذي ينصب على المال العام فضالً عن توافر عالقة السببية بين الشرطين‬
‫السابقين أي الحصول على المال بمناسبة وظيفته هذه الشروط تجعلنا نميز بين جريمة االختالس التي تنصب على المال‬
‫العام وجريمة خيانة األمانة التي تنصب على المال الخاص‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أركان جريمة اختالس المال العام‪.‬‬
‫لقيام جريمة اختالس المال العام ال بد أن يقوم الجاني بفعل يعبر عن اتجاه إرادته مع علمه الكامل لحيازة المال الذي تحت‬
‫يديه بمقتضى وظيفته من الحيازة الناقصة إلى الحيازة الكاملة‪ ،‬وها ما يتحقق بتوافر المركن المفترض على النحو السابق‬
‫بيانه من خالل توفر الشروط الثالثة السابقة وركنين أساسيين كغيره من الجرائم هما‪:‬‬
‫‪-1‬الركن المادي‪:‬‬
‫إ ّن حيازة الموظف العام للمال هي حيازة ناقصة من حيث األصل بمقتضى وظيفته‪ ،‬حيث يكون له الحق في استعماله‬
‫واستغالله دون التصرف فيه‪ ،‬فالسيطرة هنا مادية بحتة‪ ،‬ليقوم بعد ذلك بمحاولة الحيازة الكاملة له من خالل ارتكاب فعل‬
‫االختالس الذي يخوله حقوق االستعمال واالستغالل فضالً عن التصرف الذي يظهر بمظهر المال األصلي)‪(9.‬‬
‫فالموظف العام القائم على عملية إبرام الصفقات العمومية الذي يحوز أوراقا خاصة بالجهة اإلدارية في إطار مباشرة‬
‫وظيفته‬
‫ثم في حقه جريمة اختالس المال العام باعتباره األوراق حقا من الحقوق المالية‪ ،‬لها قيمة مالية معينة‪ ،‬ويستوي في ذلك أن‬
‫يقوم بهذا التصرف بأي طريقة كانت سو ًءا للبيع أو غيره‪ ،‬كما ال يهم االنتقال الفعلي للحيازة بل تكفي توافر نية التصرف‬
‫فيها لحسابه الخاص‪ ،‬فكل فعل يقوم به الموظف العام ويستغل المال كأنه ملك له ولسابه يعد كافيا لقيام جريمة االختالس‬
‫محل الدراسية وبالتالي يستوجب العقاب المقرر في النصوص العقابية وال يمكن إسقاط العقاب بإرجاع المال المختلس‪.‬‬
‫‪-2‬الركن المعنوي‪:‬‬
‫ال يكفي مجرد تحقق الركن المادي لقيام جريمة اختالس المال العام بل ال بّد من توافر القصد العام بعنصريه العلم‬
‫واإلرادة‪ ،‬والعلم هنا يتجه أوال إلى صفته وانتمائه إلى الوظيفة العامة‪ ،‬وأ ّن المال الذي يحوزه مال عام سلم إليه بمقتضى‬
‫ممارسة وظيفته‪ ،‬كما يمتّد العلم إلى حدود حيازته‪ ،‬حيث يعلم أ ّن الحيازة ناقصة وليست كاملة ورغم ذلك تتجه إرادته ونيته‬
‫إلى ارتكاب فعل االختالس والتصرف في المال تصرف المالك ولحسابه الخاص‪ ،‬كما يشترط أيضا ان تكون إرادته سليمة‬
‫وغير معدومة‬

‫فوزية عبد الستار‪ :‬شرح قانون العقوبات‪ :‬القسم الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1982، ،‬ص ‪123.‬‬ ‫‪9‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيقات جريمة االختالس والعقوبة المقررة لها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تطبيقات جريمة االختالس‬
‫حيث يتم ممارسة جريمة اختالس المال العام بصورة واضحة في عدة أنواع من الصفقات عبر بعض المراحل التي تمر بها‬
‫الصفقة والتي تكون أما عند إبرامها أو أثناء تنفيذها‪ ،‬لذلك ارتأينا تقسيم هذه النقطة كالتالي‪:10‬‬
‫‪-1‬ممارسة جريمة اختالس المال العام عند إبرام الصفقة‪:‬‬
‫يظهر اخت الس المال العام في بداية إبرام الصفقة وبالتحديد في صفقة تقديم وإنجاز الدراسات المبرمة بين المصلحة المتعاقدة‬
‫والمتعامل المتعاقد‪ ،‬حيث تمبز في هذه الحالة بين نوعين من الجرائم‪:‬‬
‫•تواطئ الموظف العام ممثال للمصلحة المتعاقدة في اختالس المال العام‪.‬‬
‫•انفراد المتعامل باالعتداء على المال العام‪.‬‬
‫أ‪ -‬اختالس المال العام من قبل الموظف العام‪:‬‬
‫في هذه المرحلة يتجسد االختالس بمعناه الحقيقي‪ ،‬حيث تتوافر فيه كل الشروط المفترضة في الموظف والمال العام وعالقة‬
‫السببية التي تربط بينهما‪ ،‬حيث سيقوم باألخذ من مال مملوك للدولة وضع يده عليه بمناسبة ممارسة وظيفته كما تتوفر في‬
‫هذه الصورة األركان الخاصة بالجريمة بنوعيها المادي حيث يستغل الموظف المال إستغالالً ماديا بحتا ليحوله لخدمة‬
‫مصالح الخاصة‪ ،‬والركن المعنوي المتمثل في القصد الجنائي بشقيه العلم واإلرادة‪ ،‬حيث يعلم الموظف أن المال الذي بين‬
‫يديه بمناسبة ممارسة وظيفته هو مال عام واتجاه إرادته السليمة دون أي إكراه لألخذ واالستفادة منه لحسابه الخاص أو‬
‫لحساب أي جهة أخرى‪.‬‬
‫وهنا يتم االتفاق بين الموظف العام باعتباره ممثال للمصلحة المتعاقدة والمتعامل المتعاقد‪ ،‬فمثال مكتب الدراسات بتقديم‬
‫غالف مالي حقيقي يتضمن مبلغ صوري يفوق بكثير المبلغ الحقيقي للمشرع على أنواعه‪.‬‬
‫كما يمتد أيضا االتفاق إلى إعداد دفتر شروط حيث يتم وضع صفقات ومواصفات غير دقيقة فيما يتعلق بالنوعية والكمية‬
‫من أجل التالعب في أثمانها على سبيل المثال في صفقة اقتناء اللوازم والمواد‪ ،‬ال يتم تحديد المواصفات تحديداً دقيقا كتجهيز‬
‫المكاتب من مكيفات هوائية إلى الكراسي دون تحديد توعيتها مع ما قد يرتب ذلك من فارق في األسعار‪.‬‬
‫كما قد تحدث جريمة اختالس المال من الموظف العمومي في حالة أخرى إذ ما تبقت مبالغ مالية منتجة للفراق في الغالف‬
‫المالي الذي أحدثه التالعب في دفتر الشروط عند وضع مبلغ صوري يفوق القيمة الحقيقية للصفقة‪ ،‬حيث يتم تحويله إلى‬
‫جهة أخرى قصد تسديد مستحقات متعامل آخر لكن هذا األخير استفاد منها بموجب إسناد صفقة له بطريقة غير‬
‫قانونية‪ ،‬هذا من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر تسديد مستحقات متعامل آخر ليس في نفس المحرر‪.‬‬
‫ب‪-‬انفراد المتعامل المتعاقد باالعتداء على المال العام‪:‬‬
‫لقد ارتأينا تسمية هذه الجريمة باالعتداء على المال العام بدالً من االختالس ألنها تضم في حد ذاتها نوعين من الجرائم‬
‫الجرائم تبين كل منهما على حدى‪:‬‬
‫•إذا كان المتعامل المتعاقد ينتمي إلى القطاع العام‪:‬‬
‫فهذه الحالة ال تختلف لذات األحكام وتتم بنفس الطرق‪.‬‬
‫•إذا كان المتعامل المتعاقد ينتمي إلى القطاع الخاص‪:‬‬

‫بالل أمين زين الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪166.‬‬ ‫‪10‬‬


‫هنا تختلف الجريمة عن جريمة اختالس المال العام لتخلف شرط من الشروط المفترضة المتمثلة في صفة الموظف العام‬
‫لذلك تكون احكام هذه الجريمة أقرب إلى السرقة منها إلى اختالس‪.‬‬
‫‪-2‬أثناء تنفيذ الصفقة‪:‬‬
‫تظهر هنا جريمة اختالس المال العام في ثالث أنواع من الصفقات هي‪:‬‬
‫‪-‬صفقة البناء واألشغال العمومية‪.‬‬
‫‪-‬صفقة اقتناء اللوازم والمواد‪.‬‬
‫‪-‬صفقة تقديم الخدمات‪.‬‬
‫فاختالس المال العام في هذه األنواع من الصفقات يظهر في مرحلة تنفيذ الصفقة من خالل التالعب في وضعية األشغال‬
‫المقدمة من طرف المتعامل إلى المصلحة العامة المتمثلة في الموظف العام بإدراج نسب لإلنجاز مخالفة للواقع بهدف خلق‬
‫فوارق مالية لمصلحة الطرفين‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬العقوبة المقررة الختالس المال العام‪.‬‬
‫لقد ألزمت اتفاقية األمم المتحدة الدول األطراف ضرورة اتخاذ التدابير الالزمة لتجريم االختالس المرتكب من طرف‬
‫الموظف‪ ،‬حيث نصت المادة ‪17‬منها على ما يلي‪:‬‬
‫"تعتمد كل دولة طرف ما قد يلزم من تدابير تشريعية وتدابير أخرى لتجريم قيام موظف عمومي عم ًدا لصالحه هو‬
‫أو لصالح شخص‪ ،‬أو كيان آخري‪ ،‬باختالس أو تبديد أي ممتلكات أو أموال أو أوراق مالية عمومية أو خصوصية‬
‫أو أي أشياء أخرى ذات قيمة عهد بها إليها بحكم موقعه أو تشريعها بشكل آخر)‪"(.11‬‬
‫وبناء على ذلك قامت الجزائر باستحداث قانون جديد مستقل عن قانون العقوبات ألسباب إجرائية وجزائية يحمل في‬
‫طياتها جل قواعد اتفاقية األمم المتحدة وهو القانون ‪ 01/06‬الصادر في‪2006‬المتعلق بالفساد‪ ،‬الذي أدخل تعديالت‬
‫جوهرية على قمع جرائم الفساد بوجه عام وجريمة االختالس على وجه الخصوص‪.‬‬
‫نستشف من المادة ‪119‬مكرر من القانون السالف الذكر أنه يعاقب كل موظف عمومي يختلس أموال عمومية‬
‫بالحبس من ستة أشهر إلى ثالث سنوات وبغرامة من ‪50000‬دج إلى ‪200000‬دج‪.‬‬
‫كما أضافت المادة ‪120‬من نفس القانون عقوبة مشددة بالنسبة للقاضي او الموظف أو الضابط العمومي‪ ،‬تتراوح ما‬
‫بين سنتين إلى عشرة سنوات حبس وغرامة من ‪500‬دج إلى ‪5000‬دج‪.‬‬

‫‪ 11‬المادة ‪17‬من المرسوم الرئاسي ‪14/128‬المدرخ في ‪19‬أفريل ‪2004،‬يتضمن المصادقة على إتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬ج ر عدد‬
‫‪26‬صادر في ‪25‬أفريل ‪2004.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫تبقى جريمة االختالس من أكثر صور الفساد المالي انتشارا‪ ،‬كونها تنصب على األموال العامة واالستحواذ عليها‬
‫بطريقة غير شرعية‪ ،‬حيث يلجأ الموظفون العموميون إلى استغالل وظائفهم وإساءة استعمالها على نحو يحقق لهم مصالح‬
‫مادية وشخصية‪.‬‬
‫خص المشرع الجزائري جريمة اختالس المال العام بمجموعة من أحكام وعقوبات صارمة‪ ،‬الهدف منها حماية المال العام‬
‫من أي مساس أو اعتداء غير مشروع السيما من طرف الموظفون العموميون الذين توكل غليهم مهمة الحفاظ وتسيير هذا‬
‫المال العام‪.‬‬
‫تظهر تطبيقات جريمة اختالس المال العام السيما في مجال الصفقات العمومية كونها من أهم القنوات المستهلكة‬
‫لألموال العمومية وتلبية حاجيات الدولة‪ ،‬لذا يجد الموظف العام هذا المجال منفذا ومسرحا الرتكاب جرائم الفساد بصفة‬
‫عامة وجريمة االختالس على وجه الخصوص‪.‬‬
‫نظمت التشريعات العقابية المقارنة جريمة االختالس من حيث أركانها المذكورة سابقا ووضعت لها عقوبات تختلف من‬
‫تشريع إلى آخر مثلما سبق التطرق إليه‪ ،‬إذ هناك اتفاق بينها في تقسيم العقوبة‪ ،‬واختالف هذه التشريعات في تقدير‬
‫العقوبة‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫إبن تيمية أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبد الجليل‪ ،‬السياسة الشرعية في إصالح الرئيس والرعيه‪ ،‬دار إبن‬ ‫‪-‬‬
‫حزم‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪2003 .1‬‬
‫أحمد فتحي سرور‪ :‬قانون العقوبات‪ :‬القسم الخاص‪ ،‬القاهرة (د‪.‬ب‪.‬ن)‪ ،‬ط‪، 1985، 3‬ص ‪235.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالل أمين زين الدين‪ :‬ظاهرة الفساد اإلداري في الدولة العربية والتشريع المقارن مقارنة بالشريعة اإلسالمية دار‬ ‫‪-‬‬
‫الفكر الجامعي اإلسكندرية ‪2009،‬ص ‪178.‬‬
‫الشهداني محمد أحمد‪ ،‬الوسيط في شرح قانون العقوبات‪ ،‬مدسسة الورق للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،‬ط‪1،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 2003‬ص ‪534‬‬
‫فوزية عبد الستار‪ :‬شرح قانون العقوبات‪ :‬القسم الخاص‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1982، ،‬ص ‪123.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القران الكريم‬ ‫‪-‬‬
‫المادة ‪17‬من المرسوم الرئاسي ‪40128/‬المدرخ في ‪19‬أفريل ‪2004،‬يتضمن المصادقة على إتفاقية األمم‬ ‫‪-‬‬
‫المتحدة لمكافحة الفساد‪ ،‬ج ر عدد ‪26‬صادر في ‪25‬أفريل ‪2004.‬‬
‫محمود محمد معابرة‪ ،‬الفساد اإلداري وعالجه في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون اإلداري‪ -‬دار الثقافة‬ ‫‪-‬‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ط‪، 2011، 1‬ص ‪217.‬‬

You might also like