You are on page 1of 34

‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫تسمية مدينة با ِبل ِ‬


‫وعمارة أبنيتها المقدسة (‪539-627‬ق‪.‬م) في َض ِ‬
‫وء‬
‫اإلشارات التاريخية‬

‫‪https://doi.org/10.52834/jmr.v18i36.120‬‬

‫أثير أحمد حسين المسجون‬


‫جامعة ميسان‪ /‬كلية التربية‬
‫البريد االلكتروني‪athir.517@uomisan.edu.iq :‬‬

‫استالم البحث‪2022 / 6 / 9 :‬‬


‫التعديل األول‪2022/ 7/ 2 :‬‬
‫قبول النشر‪2022 / 8 / 29 :‬‬

‫الملخص‪:‬‬
‫كان لمدينة باِبل مكانة مهمة في تأريخ الحضارات القديمة للشرق األدنى القديم‪ ،‬اكتسبتها من‬
‫خالل معطياتها الحضارية والتاريخية‪ ،‬وأثرها في أشراقة وجمال التأريخ القديم‪ ،‬وقد مثلت نهاية االمتداد‬
‫الحضاري في العراق القديم‪ ،‬إذ بسقوطها انتهى الحكم الوطني حتى بدايات الحضارة اإلسالمية‪ ،‬لتبقى‬
‫تسميتها وعمارتها المقدسة والدنيوية‪ ،‬تأريخا رائدا في فكر المؤرخين والكتابات التاريخية عبر العصور‪.‬‬
‫وقد تجلت آثارها المادية شاخصة للعيان وأخبارها منقولة بين البلدان‪ ،‬حتى اتصفت بنوع من القدسية‬
‫والرمزية‪ ،‬أشرتها الكثير من المدونات والكتابات التاريخية‪ ،‬لمعالمها المهمة ومنها ذكر أسمها بفخر‬
‫وعظمة ضمن محور األحداث‪ ،‬فضال عن معالمها العمرانية الدينية سيما برج معبدها المدرج (الزقورة)‬
‫ومعابد اآللهة فيها‪ ،‬وربما اشتركت بأصول سومرية وأكدية_بابلية في ِ‬
‫نشأتها المميزة وسط العراق القديم‪،‬‬
‫بما حملته من بصمة سومرية فضال عن األكدية من خالل اإلشارات التاريخية سيما في مسمياتها‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬مدينة بابل‪ ،‬التسمية‪ ،‬المعابد‪ ،‬الكتابات المسمارية‪ ،‬المؤرخون القدماء‪.‬‬

‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪1‬‬


Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34

Naming the city of Babylon and the Architecture of its Sacred Buildings
(627-539 BC) in the Light of Historical Sources

Prof. Atheer Ahmad Husein


University of Misan / College of Education.
Email: athir.517@uomisan.edu.iq

Received: 9/6/2022
Revised: 2/7/2022
Accepted: 8/29/2022

Abstract:
The city of Babylon had an important place in the history of the ancient
near east, gained through its cultural and historical achievements, and its
brilliance and beauty of ancient history, to keep its name as a pioneer in the
thought of historians and historical writings through the ages. Its material
traces were clearly visible, and its news was transmitted between countries,
including mentioning its name with pride and greatness within the events, as
well as its sacred architecture, especially the tower of the amphitheater temple
(the ziggurat) and the temples of the gods in it. It may have shared Sumerian
and Akkadian-Babylonian origins in its inception, with the Sumerian signs it
carried, as well as the Akkadian through historical references, especially in its
names.
Keywords: The city of Babylon, Naming, Temples, Cuneiform writings, Ancient
historians.
:‫المقدمة‬
ِ ‫حاضرة من حو‬
‫ التي شغلت مكانا مهما في بطون التأريخ حتى‬،‫اضر العالم القديم‬ ِ ‫تُع ّد مدينة باِبل‬
َ
‫ إذ مثلت دراستها من أوجه عدة‬،‫ ألثرها الحضاري والتأريخي في حضارة العراق القديم‬،‫الوقت الحاضر‬

University of Misan/Collage of Education 2


‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ومنها أصول تسميتها ونشأتها وقدسيتها أهمية‪ ،‬لما تمثله حضاريا وسياسيا من نهاية لإلمتداد الحضاري‬
‫الوطني في العراق القديم‪ ،‬وبسقوطها إنتهى الحكم الوطني حتى بدايات الحضارة اإلسالمية‪ ،‬ليترك ذلك‬
‫دافعا لدراسة ِ‬
‫هذه المدينة‪ ،‬وأهمية إيضاح معالمها ومكانتها من جميع األوجه‪ ،‬سيما مكانتها الدينية‬
‫وقدسيتها بداللة اإلشارات الكتابية‪ ،‬المسمارية منها والمصادر التأريخية األخرى‪ ،‬من خالل اإلفتراض‬
‫بوجود معالم لقدسية ورمزية مدينة باِبل من خالل قدسية تسميتها وعمارتها الدينية المتمثلة بزقورة‬
‫المدينة(برج باِبل) ومعابد اآللهة في ضوء النصوص المسمارية السومرية واألكدية‪ ،‬فضال عن اإلشارات‬
‫التأريخية األخرى‪ ،‬مع اإلفتراض في أصالة نشأة المدينة سومريا‪ ،‬وتطبعها فيما بعد بالطابع األكدي‬
‫والبابلي(الجزري)‪.‬‬
‫وقد سبق أن بحثنا في العمارة المدنية(غير الدينية) لمدينة باِبل في العصر الباِبلي‬
‫الحديث(‪539-627‬ق‪.‬م)‪ ،‬في ضوء األشارات التأريخية‪ ،‬التي إرتكزت على ِ‬
‫الكتابات المسمارية‪ ،‬سيما‬ ‫َ‬
‫األشارات التأريخية األُخرى المهمة‪ ،‬مثل ما‬ ‫النصوص الطوبغرافية‪ ،‬فضال عن‬ ‫ِ‬
‫الكتابات الملكية الكلدية‪ ،‬و َ‬
‫َ‬
‫المؤرخ الباِبلي برعوشا(بيروسس)(نحو‪245‬ق‪.‬م)‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المؤرخين القدماء‪ ،‬مثل‬ ‫جاء في أسفار التوراة‪ ،‬و ِكتابات‬
‫ِ‬
‫المؤرخ هيرودوتس(نحو‪480‬ق‪.‬م)‪ ،‬ستيسياس‬ ‫ِ‬
‫كيين)من اليونان والرومان‪ ،‬سيما‬ ‫و ِ‬
‫المؤرخين القدماء(الكالسي‬
‫ِ‬
‫المؤرخ‬ ‫الكندوسي (نحو‪401‬ق‪.‬م)‪ ،‬ميگاسثينس (نحو‪330‬ق‪.‬م)‪ ،‬أبيدينوس(عهده غير معروف ما بعد‬
‫الباِبلي برعوشا)‪ ،‬ديودورس الصقلي(نحو‪140‬ق‪.‬م)‪ ،‬سترابو(نحو‪54‬ق‪.‬م)‪ ،‬كوينتوس كورتيوس‬
‫روفوس(القرن األول الميالدي)‪ ،‬يوسيفوس فالفيوس(نحو‪37‬م) ويوسيبيوس القيصري(نحو‪263‬م)‪ ،‬وقد‬
‫لك العمائر واألبنية‪ ،‬سيما وقد تعرضت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫لك الكتابات أثرها الكبير‪ ،‬في إستكمال صورة ومشهد ت َ‬
‫كانت لت َ‬
‫أغلبها للدمار بسبب الظروف المناخية‪ ،‬حتى توضح للباحثين البعض من تفاصيلها التأريخية والعمارية‬
‫األشارات‪ ،‬مع ما أمكن التحقيق فيه بدراسات مقارنة‪ ،‬من أجل تصحيح المعلومة‪.‬‬
‫َ‬ ‫والفنية‪ ،‬من خالل تلك‬
‫• اإلشارات التأريخية ما بين قوة األصول وضعف المنقول‪.‬‬
‫تُ َع ّد النصوص والمدونات الكتابية سيما المسمارية منها المرتبطة بحضارة العراق القديم من أهم‬
‫المصادر اآلثارية والتأريخية بعد البقايا العمارية والموجودات اآلثارية لرسم صورة الحدث التأريخي‬
‫والحضاري لحضارة العراق القديم‪ ،‬فقد شغف ملوك العراق القدماء وبعض الكتبة بتوثيق االحداث‬
‫التأريخية بشكل معاصر للحدث من جهة أو بشكل دوري‪ ،‬وتدوين الكثير منها كاحداث ماضية للتأريخ‬
‫بواقعية وموضوعية بشكل ما(‪ ،)1‬لِتُعد ِ‬
‫هذه المدونات من األصول القوية لتحقيق مصداقية الحدث بصرف‬ ‫َّ‬
‫النظر عن ما تتضمنه ربما من مبالغة أو إدعاء ضمن محور الحدث األصلي‪ ،‬فهي بذلك تمثل قوة‬
‫أن إرتباط األصول من النص التأريخي بفترة وموقع الحدث‪ُ ،‬لي َع ّد من األصول التأريخية‬
‫األصول‪ ،‬إذ ّ‬
‫المعتمدة‪ ،‬إلى جانب األصول المادية‪ ،‬في رسم وكتابة الحدث التأريخي بمستوى مقبول من المصداقية‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫واإلقتناع‪ ،‬ليتقدم بذلك عن ضعف المنقول‪ ،‬من بعض الكتابات التأريخية المتأخرة عن فترة الحدث‬
‫والمنقولة من مصدر أقدم منها‪ ،‬إذ ترتبط اإلشارة التأريخية بقوة أصولها وضعف منقولها‪ ،‬بقربها من الفترة‬
‫الزمنية للحدث‪ ،‬سيما من فترة الحدث او معاص ار لها‪ ،‬فكلما زادت الفترة الفاصلة بين الحدث واإلشارة‬
‫التأريخية عنه‪ ،‬أو زاد عدد من نقل تلك اإلشارة تتابعا بفترات زمنية بينية لتأخذ الصورة التأريخية للحدث‬
‫المدون شكل الرواية‪ ،‬زاد ذلك في ضعف المنقول إلشارة الحدث التأريخي‪ ،‬لخضوعها للمبالغة واإلنحياز‬
‫والقصصية والرؤية الشخصية إستنادا لمزاجية المؤرخ في جزء منها‪ ،‬لتتراجع فيها نسبة المصداقية‪ ،‬وعلى‬
‫الرغم من ضعف المنقول(كتابات المؤرخين والمدونات) ال يوازي قوة االصول(الكتابات المسمارية)لكنها‬
‫تساعد نوعا ما في إيضاح جانب تأريخي مهم والكشف‪ ،‬مع بعض التحقيق والتمحيص‪ ،‬عن الكثير من‬
‫حيثيات الجوانب السياسية والفكرية واإلجتماعية التي تساعد في رسم فلسفة التأريخ لمجوعة أحداث تشترك‬
‫في بناء حضاري ما‪.‬‬
‫• بابل ومظاهرها الحضارية في ضوء َنص طوبغرافية با ِبل)‪.(TIN.TIR.KI‬‬
‫جهوده وإنجاز ِ‬
‫اته ِ‬
‫الفكرية والتأريخية‪ ،‬قوائم للفهرسة والجدولة‪ ،‬فضال‬ ‫ِ‬ ‫إبتدع العراقي القديم‪ ،‬من بين‬
‫َ‬
‫ومخططات جغرافية‪ ،‬من أجل التوثيق و ِ‬
‫التأرخة‪ ،‬سعيا لتخليد كل نشاط‬ ‫عن ثبوتات تأريخية‪ ،‬وخرائط ُ‬
‫إجتماعي وحضاري‪ ،‬يمكن إنجازه وتحقيقه وإِب ِ‬
‫داعه في جميع األ ِ‬
‫صعدة‪ ،‬السياسية والدينية‪ ،‬ومنها‬
‫النصوص أو القوائم‪ ،‬بعض األلواح‪ ،‬التي تعود إلى َنص أو ثبت مهم‪،‬‬ ‫اإلنجازات العمارية‪ .‬ومن تلك َ‬
‫ف عند الباحثين ِب َنص طوبغرافية مدينة باِبل‪ ،‬إذ أُطلِ َق عليه تسمية تين‪.‬تير‪.‬كي=باِبل‬ ‫ُع ِر َ‬
‫ِن في ذلك ال َنص‪ ،‬قائمة بمسميات المدينة الرسمية‬ ‫(‪)2‬‬
‫)‪ . (TIN.TIR.KI=Babylon‬إذ ُدو َ‬
‫والوصفية(الُقدسية)‪ ،‬التي ربما تكون هي أسماء لمناطق رئيسة فيها(‪ ،)3‬كذلك مسميات األبنية‬
‫الدينية(المعابد)‪ ،‬والشوارع واألسوار‪ ،‬وبوابات المدينة‪ ،‬وأسماء اآللهة ومقراتها‪ .‬وقد ِ‬
‫دوَنت بأعمدة ثالث‬
‫متقاربة‪ ،‬منها التسمية السومرية‪ ،‬ويقابلها التسمية الباِبلية‪ ،‬وبالتالي الوصف المجازي أو التعبيري أو‬
‫القدسي للتسمية السومرية(‪.)4‬‬
‫ِ‬
‫تفاصيله وتنقيبات البعثة‬ ‫النص‪ ،‬إلى أهمية مدينة باِبل المقدسة‪ ،‬وبمقارنة‬ ‫أشارت صياغة ذلك َ‬ ‫و َ‬
‫الكتابات الملكية األخرى‬‫األلمانية‪ ،‬مع مخطط مدينة باِبل‪ ،‬للقرن السادس قبل الميالد‪ ،‬وبعض ِ‬
‫النص‪ ،‬ومخطط مدينة باِبل‬ ‫ِ‬
‫أشارات ذلك َ‬ ‫كالسرجونية اآلشورية والباِبلية الك ّ‬
‫لدية‪ ،‬ال نجد فرقا كبي ار‪ ،‬ما بين َ‬
‫عد اللوح الخامس‪ ،‬من األلواح المهمة‪ ،‬من الناحية العمارية‪ ،‬إذ‬‫وي ّ‬
‫(‪)5‬‬ ‫ِ‬
‫الخارجي‪ ،‬حتى في العصر الكلدي ‪ُ .‬‬
‫منصات اآللهة‪ ،‬في معابدهم التي ضمتها مدينة باِبل‪ ،‬ومنها تسميات نحو ‪ 48‬مصلى(‪،)6‬‬ ‫ورد فيه أسماء لِ َ‬
‫ربما تكون قسم منها مجتمعة في معبد واحد‪ ،‬يتضمن أكثر من غرفة مقدسة ألكثر من إله‪ ،‬مع أسماء‬

‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫لِبوابات المدينة الثمانية‪ ،‬وأسماء السورين‪ ،‬وثالثة أسماء لفروع األنهار‪ ،‬وأسماء لعشرين من الشوارع‬
‫المهمة‪ ،‬مع تفاصيل أخرى كثيرة(‪.)7‬‬
‫نلحظ من خالل النص الطوبغرافي لمدينة بابل‪ ،‬هناك قدسية لهذه المدينة وسومريتها‪ ،‬ربما من‬
‫منظورنا المتواضع‪ ،‬بسبب تسميتها الرمزية المقدسة وكثرة معابدها‪ ،‬مع مالحظة غلبة التسمية السومرية‬
‫في المعابد الواردة في اللوح الرابع من النص الطوبغرافي الذي تضمن أسماء ثالثة وأربعين معبدا‬
‫تقريبا(‪ ،)8‬تتصدر أسمائها عمودا باللغة السومرية‪ ،‬ليقابله عمودا لتسميتها باللغة األكدية وشرح لمعناها في‬
‫إستعمل البابلي القديم إسلوب تسمية المعابد ِبإسمين‪ ،‬أحدهما سومري‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اللغة األكدية بعمود ثالث(‪ .)9‬إذ‬
‫ِ‬
‫كتابته في الكتابات الملكية واألدبية والترانيم واإلبتهاالت‪ .‬والتسمية الثانية باللغة األكدية‪ ،‬التي‬ ‫التي شاعت‬
‫شاعت في الكتابات المدنية‪ ،‬مثل السجالت والخطابات القانونية والتجارية‪ ،‬فضال عن أدبيات الطقوس‬
‫أن اإلسم السومري كان له تطبيق أكثر قداسة‬
‫والنصوص الدينية ذات الطبيعة العملية‪ ،‬إذ أشار هذا إلى ّ‬
‫من تطبيقه األكدي النظير(‪ ،)10‬فضال عن أسبقية كتابته قبل التسمية األكدية‪ ،‬وعلى سبيل المثال نلحظ‬
‫إن تسمية معبد اإلله مردوخ‪ ،‬هو إيساكيال‪ ،‬وتسمية زقورة المدينة إيتمنآنكي وهي تسميات سومرية‪ ،‬وهما‬
‫ّ‬
‫التشكيالن المقدسان الرئيسان في مدينة بابل‪.‬‬
‫النصوص الطوبغرافية‪ُ ،‬س ّمي برقيم إيساكيال من العصر‬ ‫ِ‬
‫ف عن َنص مهم‪ ،‬فضال عن َ‬ ‫ُكش َ‬
‫السلوقي‪ ،‬وهو احد الرقم الطينية المهمة‪ ،‬المكتشف في مدينة الوركاء‪ ،‬يرجع الى تأريخ ‪ 82‬سلوقية‬
‫(‪229‬ق‪.‬م) في عهد الملك سلووقس كالينيكوس‪ ،‬وقد نسخه المدعو آنو‪-‬بيل‪-‬شونو‪ ،‬وقد ُع ِر َ‬
‫ف برقيم‬
‫أشار بعض الباحثين‪ ،‬تتناول وصف معبد االله مردوخ‬ ‫َ‬ ‫إيساكيال‪ ،‬الن السطور الثالث االولى‪ ،‬كما‬
‫(‪)11‬‬
‫النص‪ ،‬ومنها األسطر من‪،15-1‬‬ ‫اإليساكيال‪ ،‬الذي يقع مقابل الزقورة الى الجنوب منها ‪ ،‬لكن تفاصيل َ‬
‫لك السطور‪ ،‬تفصيال هندسيا عن أبعاد الزقورة وطبقاتها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫تتعلق بما خص معبد إيساكيال‪ ،‬ليتضمن بعد ت َ‬
‫علما إن الرقيم المكتشف‪ ،‬يعود إلى العصر الكاشي هو نسخة الحقة من نسخة أصلية أقدم‪ ،‬ربما جاء‬
‫من مدينة بورسيبا(برس النمرود ‪17‬كم جنوب باِبل)(‪.)12‬‬
‫• تسميات مدينة بابل في ضوء َنص طوبغرافية با ِبل)‪.(TIN.TIR.KI‬‬
‫وفيما يتعلق بتسميات مدينة بابل‪ ،‬فقد تضمن اللوح األول من النص الطوبغرافي تين‪.‬تير‪.‬كي=‬
‫ِ‬
‫باللغة‬ ‫أعمدة منها العمود األول واألسبقية لإلسم‬ ‫ِ‬
‫بثالثة ِ‬ ‫بابل‪ ،‬واحد وخمسون إسما لمدينة بابل ولقبا‪،‬‬
‫السومرية والثاني معناه باللغة البابلية‪ ،‬والعمود الثالث معنى اإلسم أو اللقب السومري‪ ،‬كان التركيز فيها‬
‫على تسمية تين‪-‬تير‪-‬كي باللغة السومرية‪ ،‬التي جاءت بثالث صيغ(‪ ،)13‬ويقابلها في اللغة األكدية كلمة‬
‫شوباط بالطو ومعناها بابل مقر الحياة‪ ،‬وتسمية شوآنا‪-‬كي باللغة السومرية التي قابلها باللغة األكدية‬
‫كلمة ايموق شامي ومعناها قوة السماء‪ ،‬وشيآنا وشآنا ومعانيها مدينة بابل نور السماء ورباط السماء(‪.)14‬‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫أن تسمية تين‪.‬تير‪.‬كي‪ ،‬ربما تعد تسمية‬


‫وأشار بعض الباحثين في ضوء هذا النص التاريخي‪ ،‬إلى ّ‬
‫وصفية ادبية جمالية او قدسية لمدينة بابل‪ ،‬فضال عن تسميات اخرى وصفية البراز دورها ومكانتها‬
‫القدسية(‪.)15‬‬
‫وترد بعد ذلك أسماء وألقاب مهمة أخرى تظهر بشكل ال تميز فيها‪ ،‬باستثناء ربما ديم كوركو ار‬
‫ومعناه ِ"رباط األراضي"‪ ،‬وموقعه في نهاية القائمة‪ ،‬وقد تدعو هذه التسمية إلى المقارنة مع مكان ُسمي‬
‫‪" Biil-miitiiti‬سيد األراضي"‪ ،‬الذي ذكر من أسماء اإلله مردوخ في ملحمة الخليقة‪ .‬وهناك تسمية أخرى‬
‫وردت لمدينة بابل بصيغة )‪ (URU.KU.GA ki‬أورو‪ .‬كو‪ .‬گا كي بمعنى المدينة المقدسة(‪ ،)16‬مع‬
‫تسمية اريدو)‪ ،(Eridu‬وهي تسمية سومرية لمدينة مقدسة(مقر اإلله إنكي‪-‬أيا)‪ ،‬يقابلها تسمية مدينة‬
‫طابي)‪ (uru ta.a.bi‬في اللغة االكدية‪ ،‬وتعني المدينة المبهجة(‪ .)17‬وهناك تسمية ِگش گاال ومعناه البوابة‬
‫او المدخل‪ ،‬فضال عن تسمية نون‪-‬كي)‪ ،)18((NUN.KI‬وهي التسمية التي ُسميت بها مدينة اريدو(ابو‬
‫شهرين)‪ ،‬إذ تُ َع ّد تسمية ‪ ،NUN.KI‬الصيغة الشائعة التي ُكِتَبت بها مدينة أريدو ذاتها آنذاك‪ ،‬وتعني‬
‫المكان العظيم أو مكان األمير العظيم(‪.)19‬‬
‫تُ ّعد منطقة كادينگر ار كي)‪ ،(KA2-DINGIR-RA‬كما أشار أحد الباحثين‪ ،‬في مدينة‬
‫بابل)‪ ،(ba-bi-lam‬إحدى المناطق التي تشكلت منها مدينة بابل‪ ،‬سيما في العصر الكاشي وما بعده‪،‬‬

‫فضال عن المناطق األخرى مثل منطقة أريدو)‪ (Eridu‬الموجودة في مدينة بابل‪ ،‬حتى أ َ‬
‫ُشير إلى بابل‬
‫ِبإسم أريدو‪ ،‬التي ُشّي َد فيها معبد اإلله مردوخ اإليساگيال‪ ،‬ومناطق أخرى مثل تين‪.‬تير‪.‬كي أو شوآنا‪ ،‬كانت‬
‫في بعض األحيان تسميات لمدينة بابل نفسها‪ ،‬كداللة وصفية أو فخرية‪ ،‬ألهميتها الدينية واإلدارية في‬
‫المدينة(‪.)20‬‬
‫ُشير إلى انه قد يبدو أن كل من أريدو وشوآنا وكادينگرا‪ ،‬كانوا في البداية أسماء بابل‪ ،‬وأن‬ ‫أ َ‬
‫تطور ثانويا‪ .‬أُستُ ِ‬
‫عمَلت األسماء شوآنا وكادينگ ار‪ ،‬لألحياء الحديثة نسبيا‪،‬‬ ‫ا‬ ‫اعتمادهم كأسماء أحياء كان‬
‫ومن المثير لالهتمام مالحظة أن االسم القديم والمقدس إلريدو قد تم اعتماده كاسم لمحور النصف‬
‫الشرقي من المدينة القديمة‪ .‬األسماء التي تم تبنيها لبعض األحياء األخرى مشتقة من مدن أخرى في بالد‬
‫سومر وأكد‪ .‬ومنها منطقة كالب وكومار (من كوارا) وطوبا(اريدو حسب النص الطوبغرافي)(‪ ،)21‬هذه‬
‫األسماء لحي مدينة فقط ‪ ،‬ولم يتم استعمالها لإلشارة إلى بابل ككل‪ ،‬إذ ُذ ِكرت ِ‬
‫هذه المناطق وحدودها ما‬ ‫َ‬
‫ُقيمت فيها(‪ ،)22‬ويبدو أن هذه األسماء أُعطيت لتلك األجزاء من المدينة‬
‫بين بوابات المدينة والمعابد التي أ َ‬
‫حيث كانت توجد معابد اآللهة في المدن األصلية‪ ،‬فكانت معابد ‪ Lugalbanda‬و ‪ Pisangunuk‬في‬
‫مميز لكومار‪ ،‬ومعبد عشتار ‪ -Belet-Eanna‬يقع في‬
‫ا‬ ‫حي ‪ ،Kullab‬وكان معبد ‪ E-es-mab‬معلما‬
‫(‪)23‬‬
‫إن لم تكن قريبة الشبه بينهم‪ ،‬بصرف‬
‫منطقة طوبا ‪ .‬ونالحظ هنا عدة تسميات لمدن سومرية مهمة ّ‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫إن كانت تسميات رسمية لمدينة بابل أم لمناطق وقطاعات سكنية فيها‪ ،‬إذ ربما يشير ذلك إلى‬‫النظر ّ‬
‫إن لم تكن هي مدينتهم في‬ ‫ِ‬
‫إستيطان قديم من قبل قبائل أو مجاميع سومرية قديمة منذ نشأة المدينة ّ‬
‫األصل‪.‬‬
‫• تسمية مدينة با ِبل التأريخية وقدسيتها‪.‬‬
‫جاءت قدسية مدينة باِبل إذا صح التعبير و ّ‬
‫إن أمكننا القول‪ ،‬من قدسية إسمها وأبنيتها المقدسة‪ ،‬إذ‬
‫إن معنى تسمية بابل هو باب اإلله أو باب اآللهة‪ ،‬حسب ما يظهر الحقا‪ ،‬بداللتها الشمولية‬ ‫عرفنا ّ‬
‫والعمومية‪ ،‬التي مثلت مدخال مقدسا للجميع‪ ،‬بمداخلها وأبوابها الثمانية الرئيسة في سورها الكبير التي‬
‫ُس ّم َيت ِبأسماء اآللهة‪ ،‬بصرف النظر عن تسمية مداخل مدن العراق القديم‪ ،‬غالِبا ما كانت ِبأسماء اآللهة‪،‬‬
‫إذ كانت بوابات مدينة بابل الثمان‪ ،‬التي وردت تسمياتها في اللوح الخامس من ألواح الطوبغرافية‪ِ ،‬بأسماء‬
‫وعشتار وبوابة الملوك(‪ ،)24‬وربما كلمة‬ ‫اآللهة ما عدا و ِ‬
‫احدة منها أوراش‪ ،‬زبابا‪ ،‬مردوخ‪ ،‬شمش‪ ،‬إنليل‪ ،‬أدد ِ‬
‫الملوك تسمية رمزية معنوية لمكانة اآللهة الملكية في هذا السياق‪ .‬فضال عن كثرة أبنيتها الدينية سيما‬
‫معابدها‪ ،‬التي ضمت بداخلها معابد أخرى ثانوية‪ ،‬مثلت تشكيالت من غرف منفردة(قدس األقداس)‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لك الغرف أو‬‫وربما مع ساحات أمامية للدخول إليها‪ ،‬سيما ما ُذك َر عن ما يقارب من ثالث وعشرون من ت َ‬
‫التشكيالت المخصصة لعبادة آلِهة غير اإلله مردوخ في ِ‬
‫معبد اإليساكيال‪ ،‬التي جاءت اإلشارة إليها من‬
‫خالل إستعمال مفردة الباب أو المدخل قبل إسم اإلله المعبود في ذلِك المعبد(‪ ،)25‬فضال عن اإلشارة‬
‫لمدينة بابل عبر التأريخ بصورة مدينة معظمة‪ ،‬ولم تجتمع الكتب المقدسة على ذكر مدينة ِمثل ما َذكرت‬
‫خالدا ِلحضارة العراق القديم‪.‬‬
‫رمز ِ‬‫مدينة بابل‪ ،‬إذ َم َثَلت بذلِك ا‬
‫وردت مدينة بابل في الكتابات التأريخية المسمارية واالدارية‪ ،‬بعدة تسميات عبر العصور‪ ،‬في‬
‫أهمها و ِ‬
‫أكثرها إستعماال‪ ،‬التسمية التي جاءت بالمقاطع المسمارية لتسميتين‬ ‫حضارة العراق القديم‪ ،‬من ِ‬
‫كادينگركي وكادينگراكي)‪ (KA2.DINGIR KI)(KA2.DINGIR.RA KI‬ليقابلها تسميتين باألكدية‬
‫(‪)26‬‬
‫إن المقطع كي (‪)KI‬‬ ‫منها بابيلم كي وبابيليما كي)‪ ، (bab-ilim ki)(bab-ilim-ma ki‬علما ّ‬
‫األخير‪ ،‬عالمة الحقة دالة على المدن‪ ،‬ومعنى التسمية هو الباب المقدس أو باب اإلله او باب اآللهة‬
‫في صيغة الجمع‪ ،‬وقد وردت في كال اللغتين السومرية والجزرية(االكدية‪ ،‬البابلية واآلشورية)‪ ،‬بذات‬
‫ظ في اللغة السومرية‬ ‫المقطعين المسماريين‪ ،‬وهما المقطع المسماري‪ ،‬الذي يعني الباب‪ ،‬وقد لُ ِف َ‬
‫)‪ ،‬الذي‬ ‫((‪ ،)27‬والمقطع المسماري الثاني(‬ ‫(كا))‪ ،(KA2‬ولُ ِف َ‬
‫ظ في اللغة األكدية (بابو))‪((babu‬‬
‫ظ باللغة السومرية(دينگير ر))‪ ،(DINGIR‬وُل ِف َ‬
‫ظ باللغة الجزرية األكدية (إيل) ) ‪،( il‬‬ ‫يعني اإلله‪ ،‬إذ لُ ِف َ‬
‫وعند التصريف الحركي لكلمة اإلله تكون(إيلي أو إيليم وإيلوم) )‪ .)28((ili, ilim, ilum‬اما مقطع وعالمة‬
‫التمويم في اللغة االكدية‪ ،‬وعالمات الصرف فيها من ‪ ،am, um.im‬تلحق باإلسم وربما تشبه التنوين في‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫اللغة العربية كما يراه بعض الباحثين‪ ،‬مع إختالف إستعمالهما‪ ،‬مع تناقص إستعمال التمويم‪ ،‬ما بعد نهاية‬
‫العصر الباِبلي القديم(‪ ،)29‬وربما إستعمال مثل تلك اإلضافات ساعدت اللغوي العراقي القديم الكاتب باللغة‬
‫األكدية‪ ،‬في عملية تصريف األسماء أو العبارات من رفع ونصب وجر‪ ،‬وربما لزيادة سهولة وييسر‬
‫وجمالية اللفظ وتوكيده سماعيا‪.‬‬
‫إن المقاطع المسمارية‪ ،‬هي ذاتها في ِكال اللغتين‪ ،‬بصرف النظر عن اختالف رسم الشكل‬
‫نلحظ ّ‬
‫المسماري لتلك العالمات وتطورها عبر العصور‪ .‬حتى اصبح اإلشارة لعائدية تسمية كادينگركي مشكلة‬
‫إن جاءت في إحدى صيغ األحداث‬ ‫عند بعض الباحثين بين لفظها بالسومرية أو لفظها باألكدية‪ ،‬بعد ّ‬
‫األكدية(‪ .)30‬وربما يكون التفريق بين القراءة السومرية واألكدية‪ ،‬من خالل عالمة اإلضافة‪ ،‬في اللغة‬
‫السومرية المعروفة بمقطع)‪ ،(ak‬إذ غالبا يحذف الحرف الصحيح)‪ ،(k‬ويدمج حرف العلة)‪ (a‬مع الحرف‬
‫الصحيح األخير‪ ،‬من المقطع األخير للكلِمة(‪ ،)31‬وقد تشكل المقطع األخير )‪ ،(RA‬في تسمية باِبل من‬
‫أداة اإلضافة‪ ،‬أما في اللغة الباِبلية فال نجد مقطع الحق او اداة جديدة في حالة اإلضافة ما عدا زوال‬
‫إن‬ ‫(‪)32‬‬ ‫ِ‬
‫عالمة التمويم لإلسم المضاف في حالته المطلقة ‪ ،‬وبقاء التمويم في حالة الجر للمضاف إليه إذ ّ‬
‫كلمة باب ‪ babum‬في حالتها المطلقة ستكون عند اإلضافة ‪ ،bab‬لتضاف إلى كلمة اإلله بصورة‬
‫‪ babilim‬في حالة الجر‪.‬‬
‫ُشير إلى تسمية مدينة بابل باللغة السومرية بصيغة)‪(KA2-DINGIR-RA KI‬‬ ‫وقد أ َ‬
‫وكِت َبت باللغة البابلية مدينة بابل بصيغتين بدون مقطع لإلضافة‪ ،‬بصيغة باب‪-‬‬
‫(كا‪-‬دينگير‪-‬ار‪-‬كي)‪ُ ،‬‬
‫ايليم)‪ ،(bab-ilim ki‬أو باب إيليم‪-‬ما)‪ ،)33((bab-ilim-ma ki‬وهنا يكون التفريق بين القراءتين‬
‫‪ ،‬المتكون من حالة اإلضافة في قواعد‬ ‫)‪(34‬‬
‫(‬ ‫وتحديدها‪ ،‬من خالل وجود المقطع السومري (را) )‪RA‬‬
‫((‪ ،)35‬إذا ما ُق ِأرَت الكلمة في اللغة األكدية‪ ،‬مع إختالف لفظ‬ ‫اللغة السومرية‪ ،‬أو المقطع ما )‪ma‬‬
‫المقطع األخير ‪ ،‬في حاالت الصرف اإلعرابي في اللغة األكدية(‪.)36‬‬
‫أن تسمية مدينة بابل أو بابيلم‪ ،‬ربما تعود إلى قوم‬
‫ُشير باإلستناد لرأي بعض الباحثين‪ ،‬إلى ّ‬‫أ َ‬
‫الفراتيين األوائل أو ما قبل الفراتيين(أقوام سبقت في استيطان القسم الجنوبي والوسطي من العراق القديم‬
‫قبل السومريين والجزريين‪ ،‬وهم أصحاب لغة غير معروفة ربما‪ ،‬ولم ُيستََدل على أي أثر لهم ما عدا تلك‬
‫الكلمات الغريبة‪ ،‬ألسماء بعض الحرف والمدن وأسم كل من نهري دجلة والفرات)‪ ،‬أي ليست سومرية أو‬
‫(‪)37‬‬
‫ألن جذر‬
‫جزرية ‪ ،‬وذلك حسب تحليل عالم المسماريات األلماني بينو الندزبرجر وإيغناس جي جيلب‪ّ ،‬‬
‫الكلمات السومرية تتألف من مقطع واحد‪ ،‬والكلمات المنسوبة للفراتيين األوائل تتالف من مقطعين(‪ .)38‬وقد‬
‫بإنه قد أرتوي حديثا ان تسمية بابيلم بالسومرية والبابلية من‬
‫أشار األستاذ طه باقر في إحدى الهوامش‪ّ ،‬‬
‫قبل التعليل الجماهيري هي تسمية بلغة أولئك القوم المجهولي األصل وسماهم الباحثون المحدثون‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ط ِرَح حول عائدية‬


‫بالفراتيين األوائل ‪ ،‬ونرى في هذا التعبير نوع من التحفظ بعض الشيء على ما ُ‬
‫(‪)39‬‬

‫التسمية للفراتيين األوائل ‪.‬‬


‫أن كلمة بابو األكدية وما تليها من حالة المضاف اليه الشاذة والغريبة‬
‫أشار بعض الباحثين إلى ّ‬
‫بعض الشيء عن قواعد اللغة األكدية‪ ،‬فضال عن موقع المدينة في المنطقة السهلية غير مرتبطة بمنفذ‬
‫بأن تسمية المدينة تعود إلى الفراتيون األوائل(‪ ،)40‬وحالة اإلضافة‬
‫طبيعي‪ ،‬دفعت بعض الباحثين لإلعتقاد ّ‬
‫الشاذة التي اشار إليها الباحث ربما المقصود منها مقطع ما)‪ (ma‬األخير من كلمة باب ايل ما األكدية‪.‬‬
‫أن‬
‫وال نعرف ما هو األساس المستند عليه‪ ،‬في غرابة أسم بابل‪ ،‬في السومرية والبابلية‪ ،‬أو ربما المقصود ّ‬
‫تسمية مدينة بابل‪ ،‬السومرية أو البابلية بمعنى باب اإلله‪ ،‬كانت تسمى من ِقَبل الفراتيين األوائل بتسمية‬
‫مشابهة لها في المعنى تختلف باللفظ أم جاءت بتلك المقاطع‪ ،‬فال مبرر لهذا الرأي‪ ،‬لورود كلمة كا‬
‫السومرية أو باب األكدية مضافة لكلمة أخرى سيما أسماء بعض اآللهة بمعنى باب اإلله فالن في‬
‫التشكيل العماري لمعبد اإلله مردوخ والمقصود بها غرف العبادة أو غرف قدس األقداس لتلك اآللهة‬
‫بمعية معبد اإلله مردوخ‪ ،‬فضال عن اإلشارة لتسميات بوابات معبد اإلله مردوخ والتأكيد على إبراز‬
‫معانيها(‪ ،)41‬ونرى إن تسمية بعض المصليات أو الغرف المقدسة بعبارة باب الـ ـ بشكل مضاف ومضاف‬
‫إليه‪ ،‬أي تسمية بمقطعين‪ ،‬وقد وردت مثل تلك التسميات‪ ،‬أي كلمة الباب مع مضاف إليه في معابد‬
‫مدينة كيش أيضا ‪ .‬إذ نرى ّ‬
‫(‪)42‬‬
‫إن البوابات المذكورة في معبد اإلله مردوخ للدخول إليه أو ذكرها بشكل‬
‫رمزي مدخال لغرفة معبد إلله آخر ضمن معبد اإلله مردوخ هو تعبير مجازي أو رمزي لمعنى المنفذ‬
‫والدخول أو إشارة لحيز ومكان ما أو مطلب ومقصد للعطاء والرجاء ليمثل نقطة وصل بين مكانين أو‬
‫مستويين مختلفين‪ ،‬وذلك ما متعارف عليه حتى الوقت الحاضر ببعض العبارات المضافة لكلمة باب مثل‬
‫باب هللا للرزق وباب الحوائج وباب المراد‪.‬‬
‫اما حالة اإلضافة الشاذة المقصود ربما من ِقَبل الباحثين‪ ،‬أو المقطع الغريب في القواعد األكدية‬
‫وهو مقطع ما)‪ (ma‬األخير في كلمة باب ايليم ما‪ ،‬المشابه إيقاعا لمقطع اإلضافة السومري ار )‪،(RA‬‬
‫أن تسمية مدينة بابل هي سومرية االصل بلفظة كادينگررا‪ِ ،‬لشيوع إستعمالها حتى في الكتابات‬ ‫فربما ّ‬
‫األكدية‪ ،‬مع أسبقية األثر الحضاري السومري في وسط وجنوب العراق القديم‪ ،‬كان له األثر بشكل غير‬
‫أن تسمية مدينة باِبل ربما السومرية‬
‫مباشر على نطق الكلمة البابلية على الوزن اللفظي السومري‪ ،‬إذ ّ‬
‫ظت في األكدية باب ايليم ما)‪ ،(ma‬ووربما‬ ‫االصل بصيغة كا دينگير ار مع مقطع اإلضافة‪ ،‬التي ُل ِف َ‬
‫ُشير ‪ ،‬بل ربما ومن المحتمل كان سياق لفظي شعبي‬
‫مقطع ما)‪ (ma‬االخير ليست قاعدة شاذة كما أ َ‬
‫سماعي اعتاد عليه السومريين واالكديين بسالسة لفظة ما )‪ (ma‬التي على وزن ار )‪ (RA‬االخير‪ ،‬لنجد‬
‫هنا سهولة اللفظ والتشابه السماعي بين اللفظتين‪ ،‬وربما نستند على التأثير السماعي للكلمة من بعض‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ف عن اللغة العربية لغة سماعية‬ ‫السمات في اللغة العربية وهي من العائلة اللغوية الجزرية‪ ،‬إذ ُع ِر َ‬
‫إن اللغة الباِبلية لها إيقاعها‬
‫وقياسية‪ ،‬والسماعية هي االيقاع الجميل بسهولة اللفظ والتشبيه‪ ،‬وربما ّ‬
‫السماعي وقد يكون التمويم‪ ،‬فضال عن حالة الصرف القواعدي‪ ،‬حالة من حاالت اإليقاع السماعي بقطع‬
‫ُضيف على‬
‫الكلمة وإنهائها من خالل غلق الحرف األخير بالشفاه(بابيليم)‪ ،‬ومقطع ما )‪ (ma‬األخير‪ ،‬قد أ َ‬
‫وزن الكلمة السومرية كا دينگير ار التي سبقتها بالزمن ربما او بما تحمله الكلمة السومرية من قدسية‪،‬‬
‫وربما نجد اإليقاع السماعي في أقسام أخرى كثيرة من اللغة الباِبلية وذلك بحاجة إلى بحث مختص‬
‫الحق‪ .‬وربما يكون هذا االيقاع نوع من التأكيد على أصول التسمية السومرية لمدينة بابل قبل األكدية‪.‬‬
‫إسوة ببعض المدن السومرية لم ترد إشارة لتسمية مدينة بابل في ثبت الملوك السومرية‪ ،‬وربما هو‬
‫إغفال متعمد في ذلك الثبت‪ ،‬شبيها باإلغفال لملوك ومدن مهمة من العصر السومري القديم‪ ،‬كمدينة لكش‬
‫أن تدوين نسخة من ذلك الثبت‪ ،‬ربما ترجع لفترة ساللة أور الثالثة‪ ،‬أو قبلها بقليل‪ ،‬مع‬‫ويعتََقد ّ‬
‫وأوما‪ُ .‬‬
‫وجود نسخة تعود لفترة ساللة إيسن األولى‪ ،‬بداللة ِذكرها ملوك عدة من تلك الساللة‪ ،‬ومنهم ملك مدينة‬
‫إيسن إنليل‪ -‬باني(‪1837-1860‬ق‪.‬م) المعاصر للملك صومولئيل من ساللة بابل األولى(‪ .)43‬وإغفال‬
‫مدينة بابل ربما كان ِألسباب سياسية‪ ،‬نتيجة العداء الموجود آنذاك بسبب الصراعات السياسية‪ ،‬مع إغفال‬
‫ذكر أي مدينة أخرى من مدن العصر البابلي القديم‪.‬‬
‫تعود اقدم اشارة لمدينة لباِبل‪ ،‬حسب رأي سولبيركر‪ ،‬الى عهد ساللة اور االولى (نحو‪2650‬ق‪.‬م)‬
‫إستنادا" الى كسرة من حجر الكلس تعود لـ االيشياكوم وهو ابن اخ ايلوم‪ ،‬إذ كتبها بصيغة (باركي‬
‫ِ‬
‫باروربما) وتُق أر (بارباركي) ووصف نفسه بأنه باني معبد االله مردوخ‪ ،‬ويرى ان ت َ‬
‫لك االشارة اقدم ذكر إلله‬
‫باِبل من العهود ما قبل الباِبلية القديمة‪ ،‬وانها تشير الى مدينة باِبل وتسميتها‪ ،‬رغم ّإنها غير مباشرة(‪،)44‬‬
‫ِ‬
‫بإستعماله عبارة ّإنها غير‬ ‫وهنا نلمس عدم التأكد الواضح من قبل الباحث ألصل التسمية‬
‫مباشرة)‪ .)45((Indirect one‬وربما ال يحتمل ان ُيستند على اشارة غير مباشرة في تأصيل كلمة ومعنى‬
‫لمدينة مهمة تمثلها بابل‪.‬‬
‫ورَدت إشارة للملك سرجون األكدي(‪2316-2371‬ق‪.‬م)‪ ،‬لبنائه مدينة أكد من تراب خندق مدينة‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫اهتمامه بجعل حدود المدينتين متقاربة(متشابهة)‪ .‬وكذلك االشارة الى هزيمة مدينة بابل وملكها‪،‬‬‫بابل‪ ،‬و‬
‫وسلب كنوز معبد األيساكيال (معبد اإلله مردوخ)‪ ،‬من ِقَبل الملك السومري شولكي (‪2047-2094‬ق‪.‬م)‪،‬‬
‫ثاني ملوك ساللة اور الثالثة‪ ،‬إذ جاءت فيهما تسمية مدينة بابل بصيغتها البابلية حسب ترجمة الكاتب‬
‫بصيغة بابيلي‪-‬كي )‪ ،(bab-ili ki‬لكن المقاطع المسمارية‪ ،‬وحسب مشاهدتنا‪ ،‬وردت فيما يبدو بصيغتها‬
‫السومرية‪ ،‬أذ ورد في نهايتها العالمة المتكونة من اإلضافة وهي عالمة ار )‪ .)46( (RA‬وقد وردت تلك‬
‫األشارتين في أحد نصوص الفأل‪ ،‬التي تعود الى العصر االشوري الحديث‪ ،‬والعصر البابلي الحديث(‪،)47‬‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫وهي فترات الحقة ومتأخرة‪ ،‬عن فترة العصر األكدي‪ ،‬ضمن السياق المنهجي التأريخي‪ ،‬مما ال يساعد‬
‫في تأصيل ذكر تسمية مدينة بابل‪ ،‬وتتحمل في مضمونها ضعفا‪ ،‬إذ تعد من إشارات المنقول وليس‬
‫األصول‪ .‬لكن في ذلك معلومة مهمة‪ ،‬وهي قرب مدينة أكد من مدينة بابل وربما حسب ما أعتقد قد تكون‬
‫مدينة أكد مغمورة تحت المياه الجوفية بصورة مشابهة لحالة مدينة بابل في عصورها القديمة‪ .‬وقد فسر‬
‫وايزمان هذه االشارة بأن باِبل اسم لموقع قائم قبل قيام سرجون‪ ،‬ومسعاه بأقامة بلدة شبيهة بباِبل في‬
‫(‪)48‬‬
‫‪ ،‬وقد ربط البابليين القدماء ما بين رسم خريطة للعالم مثلت مدينة بابل عاصمة الدولة البابلية‬ ‫اكد‬
‫آنذاك في المنتصف‪ ،‬بسبب إعتقاد العراقيين القدماء بان مدينتهم تمثل مركز الكون وبين الغرض من رسم‬
‫الخريطة‪ ،‬لتوضيح المسالك البرية لحمالت الملك سرجون األكدي الحربية ال سيما بالد آسيا الصغرى(‪،)49‬‬
‫ربما ذلك وحسب إعتقادي نوع من التيمن التأريخي لمدينة أكد ومؤسسها سرجون األكدي التي أصبحت‬
‫أنقاضا أو قد أندثرت‪.‬‬
‫وتعد اقدم إشارة‪ ،‬وحسب المنهجية التأريخية العلمية‪ ،‬الى اسم مدينة بابل‪ ،‬وردت في احدى صيغ‬
‫االحداث‪ ،‬لتأرخة سنين حكم الملك االكدي‪ ،‬شاركالي شاري(‪2230-2254‬ق‪.‬م)‪ ،‬إذ ورد فيها ذكر بنائه‬
‫لمعبد اإللهة أنونيتوم )‪((Annunitum‬اإللهة إنانا)‪ ،‬واالله آبا أو أيالبا في مدينة بابل‪ ،‬وأسر شارالك‬
‫وكِت َب اسم مدينة بابل بالمقاطع المسمارية وحسب الترجمة بصيغة كا‪ -‬دينگر‪-‬‬ ‫الملك الگوتي‪ُ ،‬‬
‫كي)‪ ،)50((KA2-DINGIR KI‬فربما ُكِت َبت بهذا الشكل لإلشارة إلى لفظها باألكدية باب إيلي كي لعدم‬
‫وجود المقطع المتكون من اإلضافة وهو)‪ (RA‬لتأخذ الصيغة شكلها السومري‪ ،‬وربما بشكلها السومري‬
‫أن تضاف إليها مقطع ما)‪(ma‬‬
‫كا‪ -‬دينگر‪ -‬كي‪ ،‬لوجود العالمة السومرية(كي) الدالة على المدن‪ ،‬قبل ّ‬
‫بصيغتها السماعية حسب توقعنا‪ ،‬فضال عن وجود فراغ لمقطع ما بين المقطعين(دينگر و كي) في لوح‬
‫الكتابة(‪.)51‬‬
‫وردت تسمية بابل‪ ،‬من بعد فترة الملك االكدي شار‪-‬كالي‪-‬شاري‪ ،‬وب ِِكال القرائتين السومرية‬
‫والبابلية‪ ،‬في العصر السومري الحديث(‪2004-2112‬ق‪.‬م)‪ ،‬إذ ذ ِكَرت على طبعات اختام‪ ،‬تخص‬
‫حكام مدينة بابل‪ ،‬التابعين لحكم ملوك ساللة اور الثالثة‪ ،‬ومنهم الملك شولكي(‪ ،)52‬وأمار سين وشو‬
‫عمَلت صيغة تين‪.‬تير‪.‬كي)‪ ، (TIN.TIR.KI‬تسمية لمدينة بابل ايضا‪ ،‬في‬ ‫سين وآبي سين(‪ .)53‬وقد أُستُ ِ‬
‫أحدى صيغ احداث سنين ملك مدينة الرسا‪ ،‬سين‪-‬أدنام)‪1843-1849((Sin-Iddinam‬ق‪.‬م)‪ ،‬إذ اشار‬
‫أن بابل إنهزمت بقوة السالح(‪ ،)54‬وربما تكون اقدم‬
‫فيها الى ضرب جيش مدينة بابل بالسالح‪ ،‬وكيف ّ‬
‫ذكر لهذه التسمية‪ ،‬كانت التسمية مرتبطة مع منطقة مهمة من مناطق مدينة بابل‪ ،‬قد إستقر فيها جمع او‬
‫قبيلة ما تعود بإصولها لمدينة الرسا في تلك الفترة‪ ،‬إذ من المستغرب ان تكون قد شاعت تلك التسمية‬
‫عند ملوك مدينة الرسا‪ ،‬ومنهم الملك سين‪-‬أقيشام(‪1836-1840‬ق‪.‬م)‪ ،‬والملك ريم‪-‬سين(‪-1822‬‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ذكر الملك ريم‪-‬سين تسمية كا‪ -‬دينگر‪ -‬ار‪-‬كي في احدى نصوصه مع مجموعة من‬
‫‪1736‬ق‪.‬م)‪ ،‬إذ َ‬
‫المدن كان قد ضرب جيوشها بالسالح(‪.)55‬‬
‫وقد شاعت تسمية بابل على نطاق واسع‪ ،‬وبالقراءتين السومرية والبابلية‪ ،‬منذ العصر البابلي‬
‫القديم(‪1595-2004‬ق‪.‬م)‪ ،‬إذ لعبت المدينة دو ار سياسيا هاما في محور الصراع على الزعامة السياسية‬
‫آنذاك‪ ،‬ما بين القبائل اآلمورية‪ ،‬حتى تمكن الملك حمورابي (‪1750-1792‬ق‪.‬م) من اقامة المملكة‬
‫البابلية‪ ،‬في فترة ساللة بابل االولى‪ .‬إذ ُذ ِك َرت مدينة بابل في مقدمة وخاتمة قانون الملك حمورابي‬
‫الشهير‪ ،‬بتسميتها السومرية ايضا(‪ .)56‬اما في الرسائل المتدوالة بين األداريين ومسؤوليهم‪ ،‬فضال عن‬
‫كتابات الملك االخرى‪ ،‬فقد وردت تسمية مدينة بابل مترجمة من قبل الباحث بشكلها البابلي(‪ ،)57‬لكنها‬
‫المدونة في اللوح(‪ .)58‬وقد اشار‬
‫َ‬ ‫ُكِت َبت بمقاطعها السومرية كا دينگر ار كي‪ ،‬حسب المقاطع المسمارية‬
‫الملك حمورابي في بعض من كتاباته الملكية(‪ ،)59‬ومنها صيغ االحداث الرسمية‪ ،‬الى تسمية مدينة بابل‬
‫بالمقاطع السومرية القديمة كا‪ -‬دينگر‪ -‬ار‪-‬كي(‪ ،)60‬ونصوصه الكتابية مزدوجة اللغة أي بالسومرية‬
‫ذكر فيها تسمية بابل بالتسمية السومرية في كال النصين بشكل كا‪ -‬دينگر‪ -‬ار‪-‬كي(‪،)61‬‬‫والبابلية معا‪ ،‬تُ َ‬
‫وكذلك نفس الحال في الكتابات المزدوجة للملك سمسو‪-‬ايلونا(‪ ،)62‬واغلب الملوك لساللة بابل االولى‪،‬‬
‫فضال عن كتابات ملك مدينة ماري(تل الحريري) زمري‪-‬ليم‪ ،‬في نصوصه الرسمية والحربية‪ ،‬إذ وردت‬
‫التسمية بصيغتها السومرية(‪ .)63‬فضال عن ذلك‪ ،‬إستعمال تسمية تين‪.‬تير‪.‬كي)‪ (TIN.TIR.KI‬في احدى‬
‫النصوص المستنسخة من العصر البابلي الحديث‪ ،‬تذكر فيها الملك حمورابي‪ ،‬الملك القوي ملك‬
‫تين‪.‬تير‪.‬كي (بابل) الذي بنى مخزن لإلله إنليل تين‪.‬تير‪.‬كي (‪ ،)64‬وربما المقصود من تين‪.‬تير‪.‬كي منطقة‬
‫مهمة رئيسة في مدينة بابل كانت مرك از لمعبد اإلله إنليل‪.‬‬
‫نلحظ إستمرار إستعمال كلمة كا‪-‬دنكير‪ -‬ار‪-‬كي السومرية في الكتابات البابلية‪ ،‬لشيوع التسمية‬
‫آنذاك‪ ،‬أو ربما الكتابة بها فقط‪ ،‬دون كتابة بابيلي‪ ،‬حتى مع إستعمال نصوص ثنائية اللغة‪ ،‬السومرية‬
‫والبابلية‪ ،‬ال سيما في العصر البابلي القديم‪ ،‬وذكر مدينة بابل في النصين السومري والبابلي بصيغتها‬
‫السومرية‪ ،‬سيما في كتابات الملك حمورابي(‪ ،)65‬وفي ذلك أمر يدهش الباحث فربما كان ألهمية مكانتها‬
‫السومرية أثر في تواتر إستعمال التسمية السومرية للمدينة‪ ،‬فضال عن إستعمال تسمية تين تير كي في‬
‫إحدى إشارات الملك حمورابي عندما شيد مخزن لإلله إنليل في تلك المنطقة أو المدينة التي أطلق عليها‬
‫تين تير كي(‪.)66‬‬
‫أُستُ ِ‬
‫عمَلت في العصر الكاشي تسمية كار دنياش‪ ،‬لإلشارة ربما إلى بالد أو مدينة بابل‪ ،‬إذ جاءت‬
‫من معنى مركز أو منطقة دنياش‪ ،‬وهو ربما إسم إلههم‪ ،‬أو إسم أحد اآللهة عند الكشيين‪ ،‬لكنه لم يذكر‬
‫في كتاباتهم‪ .‬وكار دنياش ربما تمثل ساللة القطر البحري وربما البالد المحيطة ببابل اكثر مما هي بابل‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫نفسها‪ .‬وربما تمثل البالد الواقعة بين بغداد وديالى اذا ما وردت التسمية بعد مدينة دور‬
‫كوريكالزو(عقرقوف)‪ .‬كونها جاءت مع بالد سومر واكد وهناك بابل وكاردونياش‪ ،‬أي لم تحدد التسمية‬
‫هل شملت بالد بابل كلها أم جزء منها(‪ .)67‬ضمن العصر الكشي كانت هناك تسميات لمدينة بابل محلية‬
‫(‪)68‬‬
‫أشار أحد الباحثين‪ ،‬تُ ّعد‬
‫ربما أو إدارية أو قبلية باالعمدة الثالث السومرية واالكدية واللقب ‪ .‬وحسب ما َ‬
‫منطقة كادينگر ار كي)‪ (KA2-DINGIR-RA‬في مدينة باِبل)‪ ،(ba-bi-lam‬إحدى المناطق التي‬
‫تشكلت منها مدينة باِبل‪ ،‬سيما في العصر الكاشي وما بعده‪ ،‬فضال عن المناطق األخرى كمنطقة‬
‫أريدو)‪ ،(Eridu‬التي ُشّي َد فيها معبد اإلله مردوخ اإليساگيال‪ ،‬ومناطق أخرى مثل تين‪.‬تير‪.‬كي‬
‫)‪ ،(TIN.TIR.KI‬أو شوآنا‪ ،‬وكانت في بعض األحيان تستعمل تسميات لمدينة باِبل نفسها‪ ،‬كداللة‬
‫وصفية أو فخرية‪ ،‬ألهميتها الدينية واإلدارية في المدينة(‪.)69‬‬
‫إستعمل بعض الملوك اآلشوريين في العصر اآلشوري الوسيط كلمة كا‪ -‬دينگر‪ -‬ار‪-‬كي بصيغتها‬
‫السومرية لإلشارة لمدينة بابل(‪ ،)70‬واإلقتصار فقط على كلمة بابيلي في بعض الكتابات اآلشورية(‪،)71‬‬
‫ِ‬
‫حولياته التي أشار لمدينة بابل بصيغتها‬ ‫ومنها كتابات الملك اآلشوري سنحاريب(‪681-704‬ق‪.‬م) في‬
‫البابلية مع إستعمال تسمية كاردنياش الكشية(‪ ،)72‬واستمرار إستعمال تسمية بابيلي كي البابلية في كتابات‬
‫العصر البابلي الحديث(‪.)73‬‬
‫ِ‬
‫كتاباته‪ ،‬في اإلشارة‬ ‫دو َن عنه‬
‫إستعمل الملك كورش الثاني اإلخميني(‪530-539‬ق‪.‬م)‪ ،‬أو من ّ‬
‫ِإلسم مدينة بابل‪ ،‬عدة صيغ سيما في ما ُيعرف ِبإسطوانة كورش‪ ،‬منها تسمية‬
‫تين‪.‬تير‪.‬كي)‪(TIN.TIR.KI‬التي تعني مقر الحياة‪ ،‬وكذلك تسمية شوآنا كي )‪ (SU-AN-NA.KI‬التي‬
‫تعني رباط السماء(‪ ،)74‬فضال عن تسمية بابل بالصيغة السومرية كا‪ .‬دينگر‪ .‬را‪ .‬كي(‪ .)75‬وقد وردت‬
‫تسمية أريدو وشوآنا وبابيروس)‪ (Babirus‬في الكتابات الفارسية لإلشارة لتسمية مدينة بابل(‪.)76‬‬
‫وقد ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوتس(نحو ‪430-480‬ق‪.‬م) مدينة باِبل‪ ،‬وبصرف النظر عن‬
‫أشار "أنها تقع على سهل واسع فسيح مربعة الشكل طول كل‬ ‫ِ‬
‫بعض مغالطات المؤرخ ومبالغاته‪ ،‬إذ َ‬
‫جانب منها مائة وعشرون فورلونغ(‪ 201‬متر تقريباً)‪ ،‬ومحيطها ‪ 480‬فورلونغ‪ ،‬ومدينة بهذه‬
‫المساحة ال تضاهيها مدينة أخرى" ‪ ،‬وقد ُكِت َب إسم بابل باليونانية ‪ ،Βαβυλών‬وُل ِف َ‬
‫ظت فافيلون‬ ‫(‪)77‬‬

‫‪ ،)78(Vavylón‬وقد كانت إشارة هيرودوتس عن مدينة آشور قليلة نسبة إلى أسهابه في اإلشارة عن مدينة‬
‫بابل في كل من ِ‬
‫كتبه األول والثاني والثالث‪ ،‬إذ أسهب هيرودوت في رواية األحداث عن مدينة بابل‪،‬‬
‫أن المؤرخ اليوناني ديودورس الصقلي نسب إلى سميراميس ملكة مدينة بابل‪ ،‬إقامة أقدم نفق أو‬
‫وكيف ّ‬
‫ممر تحت الماء(‪ ،)79‬بصورة مبالغ بها‪ ،‬مثل الصورة المبالغ بها في خيال تصور الجنائن المعلقة في‬
‫مدينة بابل(‪.)80‬‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫وجاء ذكر مدينة بابل بشكل كبير في اسفار العهد القديم(التوراة)‪ ،‬ووصفها بالعظمة والقوة‪،‬‬
‫السحر والخمر‪ ،‬وكانت في مفهومها‪ ،‬مدينة من المدن في‬ ‫ومحاولة تسفيه وجودها إجحافا بوصفها بالشر و ِ‬
‫ورد نصه"‬ ‫(‪)81‬‬
‫أرض شنعار التي تضم مدينة بابل واكد وارك وكلنه‪ ،‬التي كونت مملكة نمرود ‪ ،‬وحسب ما َ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫اح َد ًة‪َ .‬و َح َد َث ِفي ْارِت َحالِ ِه ْم َشْرًقا أََّنه ْم َو َجدوا ب ْق َع ًة ِفي أَْر ِ‬ ‫اح ًدا ول َغ ًة و ِ‬ ‫وَكاَن ِت األَرض كُّلها لِساًنا و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اس ًما‬ ‫ِ‬ ‫اك‪ ....‬وَقالوا‪َ :‬هل َّم َنب ِن ألَ ْنف ِسَنا م ِديَن ًة وبرجا ْأرسه ِب َّ ِ‬ ‫ِشْن َع َار َو َس َكنوا هَن َ‬
‫الس َماء‪َ .‬وَن ْصَنع ألَ ْنفسَنا ْ‬ ‫ًَْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ال‬
‫آد َم َي ْبنوَنه َما‪َ .‬وَق َ‬‫ان َبنو َ‬ ‫الر ُّب لَِيْنظَر اْلم ِديَن َة َواْلبْر َج َّ‬
‫الل َذ ْي ِن َك َ‬ ‫َ‬ ‫ض‪َ .‬فَن َز َل َّ‬ ‫لَِئالَّ َن َتَبَّد َد َعَلى َو ْج ِه ك ِل األَْر ِ‬
‫اآلن الَ َي ْم َت ِنع َعَل ْي ِه ْم ك ُّل َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احٌد لِ َجميع ِه ْم‪َ ،‬وه َذا ْابت َداؤه ْم ِباْل َع َم ِل‪َ .‬و َ‬ ‫ان و ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُّب‪ :‬ه َوَذا َش ْع ٌب َواحٌد َولِ َس ٌ َ‬ ‫َّ‬
‫الر ُّب ِم ْن‬
‫ض‪َ .‬فَبَّد َدهم َّ‬ ‫اك لِ َساَنه ْم َح َّتى الَ َي ْس َم َع َب ْعضه ْم لِ َس َ‬
‫ان َب ْع ٍ‬ ‫َن َي ْع َملوه‪َ .‬هل َّم َنْن ِز ْل َونَبْل ِب ْل هَن َ‬
‫َيْنوو َن أ ْ‬
‫اك َبْلَب َل‬ ‫«با ِب َل» أل َّ‬ ‫ض‪َ ،‬ف َك ُّفوا ع ْن بْني ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫اك َعَلى َو ْج ِه ك ِل األ َْر ِ‬
‫الر َّب هَن َ‬‫َن َّ‬ ‫اسم َها َ‬ ‫ان اْل َمديَنة‪ ،‬لذل َك دع َي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَن َ‬
‫ض"(‪ .)82‬إذ جاءت تسمية بابل‪ ،‬التي خصها‬ ‫الر ُّب َعَلى َو ْج ِه ك ِل األ َْر ِ‬ ‫اك َبَّد َدهم َّ‬‫ض‪َ .‬و ِم ْن هَن َ‬ ‫ان ك ِل األ َْر ِ‬‫لِ َس َ‬
‫العهد القديم بالشرح‪ ،‬من جمهرة القبائل والشعوب التي سكنوها‪ ،‬وربما تدعم هذه الرواية الرؤية في تعدد‬
‫قب ائل ومستوطني بابل وتعدد تسمياتها في النص الطوبغرافي‪ ،‬ونلحظ هنا النظرة الحاقدة التي تضمنها‬
‫العهد القديم على مدينة بابل‪ ،‬ومنها وصفهم إياها‪ ،‬بعد صفة العظمة‪ ،‬بالمدينة الزانية والشريرة التي‬
‫تعارض الرب‪ ،‬وذلك السباب سياسية وإجتماعية‪ ،‬كانت السبب في هزيمة المعشر اليهودي أمام قوة مدينة‬
‫بابل الحضارية والسياسية‪ ،‬التي مثلت العراق القديم آنذاك‪ ،‬ومنها أحداث السبي اآلشوري والبابلي‪ .‬وعلى‬
‫غرار كتابات العهد القديم‪ ،‬ورد ذكر مدينة بابل مرة او مرتين في العهد الجديد(اإلنجيل)‪ ،‬سيما في سفر‬
‫رؤيا يوحنا الالهوتي‪ ،‬واصفاُ إياها بالمدينة العظيمة العاصية(‪ .)83‬أما ذكر مدينة بابل في كتاب هللا القرآن‬
‫ان َو َما َك َفَر سَل ْي َمان َوَل ِك َّن‬ ‫ِ‬ ‫الكريم في سورة البقرة(آية ‪" )102‬و َّاتبعوا ما َت ْتلو َّ ِ‬
‫الشَياطين َعَلى مْلك سَل ْي َم َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الناس ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫ان م ْن‬ ‫وت َو َما ي َعل َم ِ‬ ‫الس ْحَر َو َما أْن ِز َل َعَلى اْل َمَل َك ْي ِن ِبَبا ِب َل َهار َ‬
‫وت َو َمار َ‬ ‫ين َك َفروا ي َعلمو َن َّ َ‬
‫الشَياط َ‬
‫هذه اآلية توضيحا لتشهير سحرة اليهود وتهمة الملك‬ ‫أَح ٍد ح َّتى يقوَال ِإَّنما َنحن ِف ْتَن ٌة َف َال َت ْكفر"‪ ،‬فكانت ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ئته من هللا ولوم الشياطين بهذا الفعل المحرم أي السحر‪ ،‬وما فعلوه في مدينة‬ ‫سليمان بالسحر وتبر ِ‬
‫بابل(المتهمة من ِقبل اليهود في ُكتب ِهم)‪ ،‬ومحاولة توعية شعبها بتجنب هذا السحر وتكفيره من قبل‬
‫ِ‬
‫المل َكين هاروت وماروت(‪ .)84‬ومن تلك الروايات استند ربما بعض االخباريين العرب ونسبوا إليها يعرب‬
‫ونوح وغيرها من الصور الدينية والتأريخية‪ ،‬إذ ذكرها األخباريون والبلدانيون العرب(‪ ،)85‬ونسبوا إليها الكثير‬
‫من األحداث والشخصيات خياال‪ ،‬ربما إفتخا ار بها أو لِشهرة تسميتها ومكانتها عبر المنقول عنها عبر‬
‫العصور‪ ،‬سيما ما ُذ ِك َر عنها في العهد القديم ربما‪ ،‬ومنها ما أشار إليه ياقوت الحموي ِب ّأنها ناحية منها‬
‫أن أول من سكنها نوح عليه السالم وهو أول من عمرها‬ ‫الكوفة والحلة ينسب لها السحر والخمر‪ ،‬ويقال ّ‬
‫بعد الطوفان(‪.)86‬‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ونخلص مما تقدم وبإحتمال ان تقدمنا في البحث تفصيال سيتبادر في ذهننا تساؤل مهم حول‬
‫أن تكون طبيعة المدينة‬
‫األصول األولى لنشأة مدينة بابل هل كانت سومرية أم أكدية‪ ،‬أي هل من الممكن ّ‬
‫ِ‬
‫ونشأتها األولى بسواعد وطبيعة سومرية‪ ،‬لتتطبع بعد ذلك في ضل اإلنتشار والتسلط األكدي بطابع جزري‬
‫بابلي‪ ،‬إذ يدفعنا لهذا اإلعتقاد‪ ،‬غلبة تسمياتها السومرية‪ ،‬منها التسمية الرئيسة للمدينة وهي بوابة اإلله‬
‫السومرية والبابلية‪ ،‬فضال عن التسميات الثانوية أو الوصفية لها أو لمناطق فيها‪ ،‬غالِبا ما تقدمت التسمية‬
‫السومرية فيها ليقابلها التسمية األكدية ومعناها‪ ،‬ومن التسميات ما كانت تيمننا بمدن سومرية مقدسة مثل‬
‫مدينة أريدو‪ ،‬فضال عن تسميات معابدها الرئيسة سيما معبد اإلله مردوخ وتس ِ‬
‫ميته السومرية اإليساكيال‬
‫والتسمية السومرية لمعبدها المدرج(الزقورة) إيتمنآنكي‪ ،‬فضال عن تسمية سوري المدينة الداخلي والخارجي‬
‫بتسميات سومرية وهما سوري إيمگور إنليل ونيمتي إنليل(‪ .)87‬وقد وردت مدينة بابل في ملحمة الخليقة‬
‫بخصوصية مقدسة‪ ،‬إذ قبل أن توجد مدينة نفر والوركاء وأريدو ومعابد آلهتها‪ ،‬حسب ملحمة الخليقة‪،‬‬
‫كانت األرض عبارة عن مياه‪ ،‬لِتُذكر مدينة بابل من آوائل المدن التي ُشّيدت في تلك الملحمة بعد مدينة‬
‫قيم فيها معبد اإلله مردوخ اإليساكيال‪ ،‬ليستريح فيه بعد إنتصاره في الحرب على جيش‬ ‫أريدو التي أُ َ‬
‫تيامت‪ ،‬ويباشر بعدها بخلق نظام الكون(‪ .)88‬فضالعن ذلك هناك تساؤل حول تمني او رغبة الملك‬
‫ِ‬
‫عاصمته أكد لِتناضر مدينة بابل وبناء مدينة أكد من تراب مدينة بابل‪ ،‬حسب ما‬ ‫سرجون األكدي ّ‬
‫أن يقيم‬
‫ورد في نص الفأل‪ ،‬وربما كان تراب المدينة يمثل قدسية ما‪ ،‬في إعتقاد الباحث‪ ،‬سيما مع موقع المدينة‬
‫ضمن الموقع الجغرافي لسيطرة األقوام الجزرية‪ِ ،‬إلتخاذها مرك از دينيا مقدسا‪ ،‬بعيدا عن تأثير مدينة نفر‬
‫التي ُش ُكُلت مرك از للشرعية الملوكية آنذاك بسبب سلطة اإلله إنليل ومركز ِع ِ‬
‫بادته في مدينة نفر‪ ،‬فضال‬
‫عن عيد أكيتو التي تعد مدينة بابل من المراكز المهمة ِإلداء مراسيمه‪.‬‬
‫قدسة لِ ِ‬
‫مدينة با ِبل‪.‬‬ ‫• األبنية الم َّ َ‬
‫أوالً‪ :‬زقورة مدينة با ِبل‪.‬‬
‫تُ َع ُّد الزقورة(المعبد المدرج)‪ ،‬من أبرز السمات الحضارية(العقائدية)‪ ،‬التي ميزت هوية العراق‬
‫القديم‪ ،‬ضمن حضارات الشرق األدنى القديم‪ .‬إذ تمثل الصرح الروحي(الديني) األهم في المدينة‪ ،‬كمقر‬
‫ِ‬
‫عال لتواجد وإستراحة إله المدينة الرئيس‪ ،‬فضال عن مقره األسفل‪ ،‬في معبده الذي يكون غالبا ُق َ‬
‫رب‬
‫الزقورة‪ .‬لذلك كان بناءها و ِ‬
‫أعمارها من أولى المهمات‪ ،‬التي اضطلع بها ملوك العراق القديم‪ ،‬بعد تأمين‬
‫حدود مدينتهم الخارجية‪ ،‬لذا تطلب هذا تفصيل بسيط عن اإلشارات التأريخية التي خصت هذا البناء‪.‬‬
‫أن زقورة مدينة باِبل‪ ،‬المعروفة ِبأسم إيتمنآنكي)‪((e2-temin-an-ki‬ومعناه المعبد الذي يصل ما‬
‫ّ‬
‫بين األرض والسماء)‪ ،‬التي خصصت إلقامة المعبد العلوي لإلله مردوخ‪ ،‬اإلله الرئيس لمدينة باِبل‪ ،‬كانت‬
‫مشيدة لفترة طويلة سبقت عهد الملك َنبوبالصر‪ ،‬وقد آلت للخراب بمرور الزمن‪ ،‬كون ّ‬
‫أن تلك الزقورات‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫بناء ضخم جدا وليس من السهل خرابها بفترات قصيرة‪ ،‬وقد أشارت ِ‬
‫الكتابات الملكية‪ ،‬ال سيما من األسرة‬ ‫َ‬
‫السرجونية اآلشورية‪ ،‬إلى إعمارها بشكل متكرر‪ ،‬وربما تركز اإلعمار في مناطق بسيطة منها‪ ،‬وذلك بعد‬
‫أن تعرضت إلى التدمير نتيجة للحروب‪ ،‬ومنها هجمة الملك اآلشوري سنحاريب(‪681-704‬ق‪.‬م)العنيفة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ضد التمرد الباِبلي آنذاك أو ربما أهمال إعمارها في فترة الملك شمش‪-‬شوم‪-‬أوكين(‪648-668‬ق‪.‬م) ملك‬
‫المعين على مدينة باِبل‪ ،‬المتمرد ضد أخيه الملك اآلشوري آشور بانيبال(‪627/6-668‬ق‪.‬م) وحصاره‬ ‫ُ‬
‫لمدينة باِبل لفترة طويلة‪ ،‬مما سبب المجاعة والفقر والبؤس في المدينة آنذاك‪ ،‬مع العلم كان آلشوربانيبال‬
‫دو ار مهما وحسب ِكتاباته في إعادة إعمار الكثير من المعابد في مدن وسط وجنوب العراق القديم(‪)89‬ـ‬
‫أشار الملك البابلي نبوبالصر(‪605-626‬ق‪.‬م) في ِك ِ‬
‫تاباته حول إعما ِره لزقورة مدينة باِبل‪ ،‬ما‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫صه((عندما أصبحت زقورة مدينة با ِبل‪ ،‬أيتمينآنكي‪ ،‬خراباً قبل عهدي‪ ،‬أمرني األله مردوخ‪ ،‬بأعادة‬
‫َن ُ‬
‫بنائها‪ ،‬وجعل أسسها تغور في اعماق األرض حتى مستوى العالم األسفل‪ ،‬ولتكن قمتها عالية مع أفق‬
‫السماء‪ ....‬سالل وعربات و‪....‬مع العاج وخشب األرز من مدينة مگان(ربما عمان)‪...‬انا جعلت‬
‫العديد من الناس‪ ،‬الخاضعين لي من مناطق في بالدي‪ ،‬وكذلك نذرت نفسي للعمل في تجهيز اللبن‬
‫وصنع اآلجر وجعلته باعداد كبيرة كمطر السماء بدون حساب‪ ،‬ومثل السيل‪ ،‬ومن خالل قناة‬
‫آراختو)‪ ،(Ara¬tu‬جلبت ِمالط القير‪ ....‬حفرت عميقاً في األرض‪ ،‬وبنيت القاعدة بثبات‪ ،‬نثرت في‬
‫أسس البناء‪ ،‬الذهب والفضة واألحجار النفيسة‪ ،‬التي جلبتها من البحر والجبل‪ ،‬ونثرت تحت وبين‬
‫صفوف اآلجر‪ ،‬الزيت الممتاز واألعشاب طيبة المذاق واألعشاب الطبية‪ ،‬وصنعت تمثاأل لشخصي‬
‫الملكي‪ ،‬حامالً فيها الدوبشيكو‪ ،‬ووضعته في األسس كتذكار لي‪ ،‬أنا خلعت مالبسي الملكية‪ ،‬أنا حملت‬
‫الطين واآلجر على راسي في السلة‪ ،‬أنا جعلت أبني األول َنبوخذَنصر(الثاني) يحمل الطين والخمر‬
‫والزيت مع شعبي‪ ،‬أنا جعلت أبني الثاني األصغر نابوشومالشار‪ ،‬يعمل بالعربة ويحمل السالل‪،‬‬
‫ِ‬
‫قمته ترتقع مثل قمة‬ ‫وأعطيته سلتي للبناء‪ ،‬ألجل اإل له مردوخ‪ ،‬بنيت المعبد كسالف األيام‪ ،‬وجعلت‬
‫الجبل))(‪.)90‬‬
‫ألشارته حول بناء‬
‫َ‬ ‫إن بناء الزقورة قد قارب على انتهائه في فترة الملك َنبوبالصر‪ ،‬أستنادا‬
‫وربما ّ‬
‫بوخذنصر الثاني(‪562-604‬ق‪.‬م) حول عدم إكمال أبيه‬ ‫أشارة الملك الباِبلي َن َ‬
‫قمته بأرتفاع الجبل‪ ،‬لكن َ‬
‫بناء الزقورة‪ ،‬ربما تكون صحيحة وربما تكون صيغة من صيغ المبالغة في تمجيد عمله‪ ،‬إذ َنصت ِكتابة‬
‫بوخذنصر الثاني((‪.....‬زقورة مدينة با ِبل‪ ،‬اإليتمنآنكي‪ ،‬الذي َن َّ‬
‫ظف موقعها‪ ،‬الملك َنبوبالصر‪،‬‬ ‫الملك َن َ‬
‫وأقام أسسها في عمق األرض‪ ،‬وأرتفع بها لغاية ثالثين كيوبت‪ ،‬ولم يصل لقمتها‪ ،‬وللوصول لِقمتها‬
‫ِبإتجاه السماء‪ ،‬ولِتقويتها‪ ،‬أنا وضعت يدي‪ ،‬وإستنفرت جميع الشعب‪ ،‬من أجل بنائها‪ ......‬أخشاب‬
‫عظيمة من جبال لبنان‪ ،‬أنا قطعتها من أجل البناء‪ ،‬كا‪-‬نون)‪ ،(KA2-nun‬كا‪-‬تور‪-‬نون‪-‬نا‪(KA2-‬‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫كا‪-‬شيبدي)‪،(KA2-ibiddi‬‬ ‫كا‪-‬نون‪-‬خيگاال)‪،(KA2-nun-⎯egalla‬‬ ‫)‪،tur-nun-na‬‬


‫(األشارة إلى البوبات هنا التي جاءت بصيغة( كا) وبمسميات مختلفة ربما تشير كما هي في المعابد‬
‫َ‬
‫إلى مداخل لغرف كبيرة كمصليات أو إلستعماالت أخرى‪ ،‬وفي حالة تشكيل الزقورة فربما تشير تلك‬
‫البوابات إلى غرف ضمن سور التيمنوس وهو السور المحيط بالزقورة‪ ،‬ويشابه ربما السور المحيط‬
‫بمعبد اإلله مردوخ اإليساگيال‪ ،‬الذي ربما يكون سور خارجي أو الجدار الرئيس للمبنى)‪..‬بواباتها‬
‫العظيمة حول اإليتمنآنكي‪ ،‬جعلتها مشرقة‪ ،‬وأقمت فيها أخشاب األرز العظيمة‪ ،‬إذ جعلتها لسقوفها‪،‬‬
‫ِ‬
‫وعضادات أبوابها وإطاراتها‪ ،‬واألفاريز(الشرفات) المحيطة بها‪ ،‬ولوحات مشعة من خشب البلوط أنا‬
‫وضعتها))(‪.)91‬‬
‫بوخذنصر الثاني((قمة الزقورة إيتمنآنكي باآلجر واالحجار الثمينة الالمعة(ربما‬
‫أشار الملك َن َ‬
‫وقد َ‬
‫(‪)92‬‬
‫إن الزقورة‪ ،‬كانت بست طبقات يعلوها المعبد العلوي‪ ،‬حسب‬ ‫قصد التزجيج)‪ ،‬أنا رفعتها)) ‪ .‬وفيما يبدو ّ‬
‫َ‬
‫األثر المكتَ َشف بشكل مسلة‪ ،‬وفيها المشهد الفني الذي صور مخطط الزقورة‪ ،‬و ِ‬
‫الكتابة الملكية المرفقة مع‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫المشهد‪ ،‬إذ َنصت((أنا الملك نبوخذَنصر(الثاني)‪ ،‬ملك با ِبل‪ ،‬من أجل إستكمال ِبناء إيتمنآنكي ‪E-‬‬
‫‪ temenanki‬وإيأورميمينآنكي ‪(E-ur-me-imin-anki‬زقورة بورسيبا)‪ ،‬إلى األعلى‪ ،‬أنا جمعت‬
‫من كل البلدان في كل مكان‪ ،‬من البحر العلوي إلى البحر السفلي‪ ،‬ألمم البعيدة ‪ ،‬وشعوب كثيرة من‬
‫العالم ‪ ،‬ملوك الجبال النائية والجزر البعيدة في وسط البحر العلوي‪ ،‬بنيت أساسها‪ ،‬وجعلت لها مَنصة‬
‫(‪)93‬‬
‫عالية‪ ،‬وقمت ببناء هياكلها باآلجر والقير وجعلتهما مشرقة كالشمس))‪.‬‬
‫كان الملك الباِبلي َنبونئيد(‪539-555‬ق‪.‬م)‪ ،‬مهتما باسس األبنية القديمة واعادة البناء بشكل‬
‫محكم‪ ،‬إذ كان يسعى لبناء أو إعادة بناء إحدى المعابد وال سيما المعابد الرئيسة‪ ،‬إلى حفر األسس القديمة‬
‫وصوال إلى أقدمها‪ ،‬مع توثيق ال ِكتابات التذكارية للملوك الذين سبقوه ودونوا ِكتاباتهم التذكارية في‬
‫آجرات(طابوق) تلك األسس‪ .‬ويعد ذلك قيمة تأريخية مهمة لتأصيل األدوار البنائية وتوثيق تأريخي‬
‫لألنجازات الملكية السابقة‪ ،‬تفرد بها الملك َنبونئيد في تلك الفترة‪ ،‬إذ أختلف في ذلك ممن سبقوه من‬
‫الملوك‪ ،‬الذين إتبعوا إسلوب تسوية األرض بعد إزالة أنقاض األبنية السابقة‪ ،‬وتعليتها قليال ومن ثم البناء‬
‫عليها من جديد(‪.)94‬‬
‫أشارات مهمة للملك َنبونئيد‪َ ،‬تنص على إعما ِره لبناء الزقورة‪ ،‬ما‬
‫مما يؤسف له‪ ،‬عدم العثور على َ‬
‫عمله فيما يخص زقورة باِبل‪ ،‬على السور المحيط‬ ‫ِ‬ ‫أشار إليه بعض الباحثين‪ ،‬حول إقتصار‬
‫عدا ما َ‬
‫أشار فيه((من أجل حماية معبد إيساكيال‪ ،‬وحماية الآللهة‬ ‫ِ‬ ‫(‪)95‬‬
‫بها(التمينوس) ‪ ،‬من خالل بقايا ل َنص َ‬
‫واآللهات الموجودة داخلها‪ ،‬أنا بنيت سور جديد لمنطقة(الزقورة) إيتمنآنكي))(‪ . )96‬وربما كانت الزقورة‪،‬‬
‫بوخذنصر الثاني‪ ،‬الذي خصص الجهد والمادة البنائية القوية‪ ،‬لذلك لم‬
‫بحالة جيدة‪ ،‬كونها من بناء الملك َن َ‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ِ‬
‫إهتمامه الكبير بحفر األسس‪ ،‬وإستطالع‬ ‫يكن للملك نبونئيد دور في إعمار الزقورة‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫أن‬ ‫ِ ِ‬
‫أشار في كتاباته كيف ّ‬
‫حالتها‪ ،‬وتوثيق اسماء الملوك السابقين‪ ،‬الذين بنوا أو حاولوا إعمار األبنية‪ ،‬وقد َ‬
‫قلبه المؤمن‪ ،‬يدفعه لزيارة معابد اآللهة‪ ،‬وفحصها‪ ،‬ومنها معابد اآللهة الذين يسكنون‬
‫اإليتمنآنكي(الزقورة)(‪ .)97‬ولم يخصص الملك َنبونئيد جزء من ِكتاباته حول إعادة إعمار لصروح مدينة‬
‫باِبل‪ ،‬ما عدا ذك ِره ِإلعمار بعض من معابد اآللهة مثل معبد إله شمش أي‪-‬بار‪ -‬ار)‪ (-BR-RA‬في‬
‫مدينة الرسا وسبار(‪ .)98‬وكذلك زقورة اإلله ننا‪-‬سين في مدينة أور(‪ ،)99‬ومعابده في بعض المدن‪ ،‬وال‬
‫أشار ذلك إلى تبجيله لإلله‬ ‫(‪)100‬‬ ‫ِ‬
‫سيما معبده أي‪-‬خول‪-‬خول)‪ (-→UL-→UL‬في مدينة حران ‪ .‬ربما َ‬
‫إفتعل أزمة‬
‫َ‬ ‫سين أكثر من غيره من اآللهة‪ ،‬وال سيما اإلله مردوخ‪ ،‬اإلله الرئيس لمدينة باِبل‪ ،‬مما‬
‫ِ‬
‫مكانته كعظيم اآللهة وكبيرها‬ ‫وبجل‬ ‫إجتماعية‪ ،‬في المجتمع الباِبلي آنذاك(‪ ،)101‬الذي َقد َس اإلله مردوخ‪،‬‬
‫َ‬
‫في مدينة باِبل‪ .‬ربما ذلك ساعد بطريقة أو ِبأخرى‪ ،‬إحتالل مدينة باِبل من ِقَبل الملك اإلخميني كورش‬
‫إن اإلله مردوخ طلب منه وساعده في فتح المدينة ِإلرجاع‬ ‫ِ‬
‫الثاني(نحو‪530-538‬ق‪.‬م)‪ ،‬مدعيا بكتاباته‪ّ ،‬‬
‫هيبته وكرامت ِه‪ .‬علما أن الملك كورش األخميني‪ ،‬لم يذكر الزقورة في إسطو ِ‬
‫انته المشهورة‪ ،‬على الرغم من‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫إن الزقورة كانت في حالة ال بأس بها‪ ،‬لذلك وجه إهتمامه إلى‬ ‫(‪)102‬‬ ‫ِ‬
‫تبجيله لإلله مردوخ ‪ ،‬مما يعني ذلك‪ّ ،‬‬
‫تحصين األسوار‪ ،‬ربما لسوء حالها‪ ،‬ولدواعي أمنية‪ .‬وفيما يبدو مع تركيز الملك كورش األخميني‪ ،‬بذكر‬
‫عزمه على تقوية سور المدينة وأكمال رصيف الخندق باآلجر وأحاطته لخارج المدينة بالكامل‪ ،‬ربما قد‬
‫شكل ذلك فيما سبق ثغرة عسكرية‪ ،‬نفذ منها الملك كورش األخميني باحتالله المدينة‪ ،‬الذي كان فيما يبدو‬
‫ِ‬
‫المؤرخين‬ ‫من سطور األسطوانة‪ ،‬دخوال سهال ال قتال فيه وال ضحايا‪ ،‬وذلك ما أكدته الروايات الالحقة من‬
‫اليونان‪.‬‬
‫ِ‬
‫نصه((في وسط مدينة با ِبل‪،‬‬ ‫أشار المؤرخ اليوناني هيرودوتس‪ ،‬لرو ِ‬
‫ايته عن زقورة مدينة بابل بما‬
‫هناك حصن يضم منطقة مقدسة‪ ،‬هو معبد اإلله بيل(جوبيتر)(‪ ،)103‬محيط مربع‪ ،‬بقياس إثنان‬
‫فورلونغ)‪((Furlong‬أستاديا)في كل إتجاه(‪ ،)104‬ببوابات من البرونز الخالص(ربما يقصد مغلفة‬
‫بأشرطة النحاس أو البرونز)‪ ،‬التي ال زالت موجودة في وقتي ذلك‪ ،‬فيها برج وسطي مربع من البناء‬
‫رتقى اليها من خالل‬
‫الصلد(كتلة صماء) بطول فورلونغ واحد(أستاديا) في كل إتجاه‪ ،‬بثمانية أبراج‪ ،‬ي َ‬
‫طريق لولبي يدور حول البرج من الخارج‪ ،‬وفي منتصف الطريق‪ ،‬مقاعد إلستراحة من يصعدون إلى‬
‫األعلى‪ ،‬فوق سطح البرج األعلى‪ ،‬معبد عظيم فيه سرير مهيب‪ ،‬مغلف بعناية وسخاء(ربما المقصود‬
‫الطرز والزخرف التي تغطيه)‪ ،‬بجانبه طاولة من الذهب الخالص‪ ،‬ولم يحوي المعبد على أي تمثال‪ ،‬ولم‬
‫يقضي أحد فيه ليلته(ذلكم ما يرويه ِ‬
‫الكلديين)‪ ،‬ما عدا امرأة آشورية‪ ،‬يختارها اإلله))(‪ .)105‬ومن‬
‫إن هيرودوتس لم يصل حدود مدينة باِبل‪ ،‬وربما وصل إلى بالد آشور أو بالقرب منها‪ ،‬عند بالد‬
‫الواضح ّ‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫الشام‪ ،‬وذلك لعدم دقة بعض المعلومات عن زقورة مدينة باِبل‪ ،‬وال سيما في الطريق اللولبي الصاعد‪،‬‬
‫بأن الصعود إلى أعلى الزقورة كان من خالل الساللم‬
‫ونحن ربما على يقين‪ ،‬من خالل المؤشرات اآلثارية‪ّ ،‬‬
‫وليس الطريق الصاعد‪ .‬على الرغم من وجود معضلة في دراساتنا عن الزقورات‪ ،‬وهو إفتراض طريقة‬
‫الصعود إلى الطبقات العلوية التي تلي الطبقة األولى الكبيرة‪ ،‬فربما كان هيرودوتس على صحة من‬
‫األمر‪ ،‬إذ يوجد طريق صاعد أو نوع من المنحدرات‪ ،‬للصعود ما بعد الطبقة األولى التي توضحت لنا‬
‫طريقة صعودها من خالل الساللم‪ ،‬بدالئل آثارية‪.‬‬
‫أما المؤرخ ستسياس الكنيدوسي(‪ ،)106((Ctesias of Cnidus‬فقد كتب عن زقورة مدينة بابل‪،‬‬
‫ووصفها بمعبد اإلله زيوس الذي يدعونه البابليين اإلله بيل‪ ،‬إذ شيدته الملكة سميراميس في وسط المدينة‪،‬‬
‫ِ‬
‫سطحه المرتفع‪ ،‬وهناك أقامت الملكة سميراميس ثالثة‬ ‫وبإرتفاع عال‪ ،‬حتى قام البابليين بمراقبة النجوم من‬
‫فإنه حسب‬
‫تماثيل عمالقة من الذهب الخالص لكل من اإلله زيوس واإللهة هي ار واإللهة ريا‪ ،‬ويشير ّ‬
‫المؤرخين سقط عدة مرات بسبب إر ِ‬
‫تفاعه الكبير(‪.)107‬‬
‫أشار المؤرخ ديودورس الصقلي(‪140‬ق‪.‬م) نقال عن سيتسياس الكندوسي(بداللة إشار ِ‬
‫ته في‬
‫معبدا‬
‫معرض الرواية بجملة كما قال ستيسياس) ما نصه "في وسط المدينة ‪ ،‬بنت(الملكة سميراميس) ً‬
‫لإلله جوبتير‪ ،‬الذي يدعوه البا ِبليون بيلوس ‪ ،Belus‬وبصرف النظر عن إختالف الكتاب فيما بينهم‬
‫ِب ِ‬
‫شأنه‪ ،‬فالبناء اآلن بالكامل قد تدهورت حالته خالل طول الوقت‪ ،‬ال يوجد شيء مرتبط به ليكون يقينا‬
‫اضحا ارتفاع ِه الكبير‪ ،‬واالستفادة من ذلك من ِقبل المنجمين الكلديين‪ ،‬لمالحظة‬
‫لنا‪ ،‬رغم ذلك ‪ ،‬كان و ً‬
‫ارتفاع وإختفاء بعض من النجوم‪ .‬كل المبنى كان مبنياً من اآلجر بمالط من الكبريت(ربما قصد القير)‪،‬‬
‫مع الفن والتكلفة الرائعة‪ .‬وضعت على القمة ثالثة تماثيل من الذهب المضروب لإلله جوبتير‪،‬‬
‫جونو(هيرا)‪ ،‬وريا (ربما عشتار)‪ ،‬أن جوبتير وقفت منتصبا في الموقف كما لو كان يسير طوله أربعين‬
‫قدماً ووزنه ألف من التالنت البابلي(التالنت البابلي نحو‪ 30‬كغم)‪ ،‬وكان تمثال ريا له نفس الوزن‪،‬‬
‫ويجلس على العرش الذهبي‪ ،‬يقف على جانبيه أسود‪ ،‬وقربهم اثنين من الثعبان العظيم من الفضة‪،‬‬
‫وزنها ثالثين تالنت لكل منهما‪ .‬هنا كذلك وقفت جونو في وضع مستقيم ‪ ،‬ووزنت ثمانمائة تالنت‪،‬‬
‫وتمسك ثعبان من الرأس في يدها اليمنى‪ ،‬وراس صولجان مزين بالحجارة الكريمة في يدها اليسرى‪.‬‬
‫لكل تلك اآللهة كان بينهم طاولة مشتركة مصنوعة من الذهب المطروق طولها ‪ 40‬قدما‪ ،‬وتزن‬
‫خمسمائة من التالنت‪ ،‬عليها اثنين من األ كواب‪ ،‬وزنها ثالثين من التالنت‪ ،‬وبالقرب منهم العديد من‬
‫المباخر‪ ،‬تزن ثالثمائة من التالنت‪ ،‬مع ثالثة أواني للشرب من الذهب‪ ،‬إحداهما مخصصة للمشتري‪،‬‬
‫وزنه اثنا عشر مئة من التالنت البابلي‪ ،‬واإلثنان ستمائة من التالنت لكل منهما‪ ،‬لكن كل ذلك أخذها‬
‫الملوك الفرس بعيدا"(‪.)108‬‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ورد ذكر زقورة أو برج باِبل في سفر التكوين من العهد القديم‪ ،‬بما َنصه (( َوَكاَن ِت األ َْرض كُّل َها‬
‫اك‪.‬‬ ‫ض ِشْن َع َار َو َس َكنوا هَن َ‬ ‫اح َد ًة‪َ 2 .‬و َح َد َث ِفي ْارِت َحالِ ِه ْم َشْرًقا أََّنه ْم َو َجدوا ب ْق َع ًة ِفي أَْر ِ‬‫اح ًدا ول َغ ًة و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لِساًنا و ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان اْل َح َج ِر‪َ ،‬وَك َ‬ ‫«هل َّم َنصَنع ل ْبًنا َوَن ْش ِويه َشًّيا»‪َ .‬ف َك َ‬
‫‪3‬‬
‫ان َلهم اْلح َمر‬ ‫ان َلهم الل ْبن َم َك َ‬ ‫ض‪َ :‬‬ ‫ال َب ْعضه ْم لَب ْع ٍ‬ ‫َوَق َ‬
‫اس ًما لَِئالَّ َن َتَبَّد َد‬ ‫ِ‬ ‫«هل َّم َنب ِن ألَ ْنف ِسَنا م ِديَن ًة وبرجا ْأرسه ِب َّ ِ‬ ‫‪4‬‬ ‫م َكان ِ‬
‫الط ِ‬
‫الس َماء‪َ .‬وَنصَنع ألَ ْنفسَنا ْ‬ ‫ًَْ َ‬ ‫َ‬ ‫ين‪َ .‬وَقالوا‪ْ َ :‬‬ ‫َ َ‬
‫الر ُّب‪:‬‬ ‫ال َّ‬
‫‪6‬‬
‫آد َم َي ْبنوَنه َما‪َ .‬وَق َ‬ ‫ان َبنو َ‬ ‫الر ُّب لَِيْنظَر اْلم ِديَن َة َواْلبْر َج َّ‬
‫الل َذ ْي ِن َك َ‬ ‫َ‬
‫‪5‬‬
‫ض»‪َ .‬فَن َز َل َّ‬ ‫َعَلى َو ْج ِه ك ِل األ َْر ِ‬
‫َن‬‫اآلن الَ َي ْم َت ِنع َعَل ْي ِه ْم ك ُّل َما َيْنوو َن أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫احٌد لِ َجميع ِه ْم‪َ ،‬وه َذا ْابت َداؤه ْم ِباْل َع َم ِل‪َ .‬و َ‬ ‫ان و ِ‬ ‫ِ‬
‫«ه َوَذا َش ْع ٌب َواحٌد َولِ َس ٌ َ‬
‫الر ُّب ِم ْن هَن َ‬ ‫ض»‪َ .‬فَبَّد َدهم َّ‬ ‫اك لِ َساَنه ْم َح َّتى الَ َي ْس َم َع َب ْعضه ْم لِ َس َ‬ ‫َي ْع َملوه‪َ .‬هل َّم َنْن ِز ْل َونَبْل ِب ْل هَن َ‬
‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬
‫اك‬ ‫ان َب ْع ٍ‬
‫ض‪َ ،‬ف َك ُّفوا ع ْن بْني ِ ِ ِ ‪ِ ِ ِ 9‬‬ ‫َعَلى َو ْج ِه ك ِل األ َْر ِ‬
‫اك َبْلَب َل لِ َس َ‬
‫ان‬ ‫الر َّب هَن َ‬
‫َن َّ‬ ‫اسم َها «با ِبل» أل َّ‬ ‫ان اْل َمديَنة‪ ،‬لذل َك دع َي ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‪ .)109()).‬وربما تأثر بإشارة العهد القديم بطريقة ما‪ ،‬ان لم يكن هناك مغالطات في النقل‬ ‫ك ِل األ َْر ِ‬
‫التأريخي‪ ،‬المؤرخ البابلي برعوشا(بيروسس)(نحو ‪270‬ق‪.‬م تقريبا)(‪ ،)110‬برواية منقولة عنه من ِقبل المؤرخ‬
‫اليوناني ابيدينوس(ربما معاصر لبيروسس) ‪ ،‬إذ أورد"يقولون أن سكان األرض األوائل يفتخرون بالقوة‬
‫والحجم ‪ ،‬واحتقار اآللهة ‪ ،‬تعهدوا بإقامة برج يجب أن يصل قمته إلى السماء ‪ ،‬حيث توجد بابل اآلن‪:‬‬
‫ولكن عندما اقتربت من السماء ‪ ،‬ساعدت الرياح اآللهة ‪ ،‬وقلبت العمل على صانعيها‪ :‬وأنقاضها يقال‬
‫أنها في بابل‪ :‬وقد أدخلت اآللهة تنوعا في األلسنة بين الرجال ‪ ،‬الذين كانوا يتحدثون جميعا نفس اللغة‬
‫حتى ذلك الوقت‪ :‬واندلعت حرب بين كرونوس(قائد ووالد الجبابرة التيتان) والتيتان(الجبابرة أخوة كرونوس‬
‫الذين تحالفوا ضده)‪ :‬ولكن المكان الذي بنوا فيه البرج تدعى اآلن بابل بسبب ارتباك األلسنة‪ .‬التي سميت‬
‫بابل بسبب خلط االلسن من قبل العبرانيين"(‪.)111‬‬
‫وقد أشار المؤرخ والجغرافي اليوناني سترابو(نحو‪64‬ق‪.‬م‪24-‬م)‪ ،‬هناك في مدينة بابل قبر لإلله‬
‫بيل‪ ،‬أصبح أنقاضا بسبب تخريبه من ِقبل الملك األخميني أحشويرش(األول)(‪465-485‬ق‪.‬م)‪ ،‬كان‬
‫ِ‬
‫أضالعه‪ ،‬حاول الملك‬ ‫بشكل هرم رباعي األضالع‪ ،‬من اآلجر‪ ،‬بإرتفاع مدرج عال‪ ،‬طويل في‬
‫اإلسكندر(المقدوني)(‪323-336‬ق‪.‬م) إعادة إعمار ذلِك الهرم‪ ،‬لكن ذلك قد تطلب جهد كبير ووقت‬
‫ِ‬
‫تنظيفه إحتاج إلى أكثر من ‪ 10‬الف شخص ولمدة شهرين‪ ،‬لِذلِك لم يستطع إكمال‬ ‫ألن مجرد‬
‫طويل‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫ووفاته بعد ذلك (‪323-336‬ق‪.‬م)‪ ،‬ولم يهتم أحد من خلفائه بذلك األمر‪ ،‬حتى‬ ‫العمل وقد أصابه المرض‬
‫أشار‬
‫َ‬ ‫أن المدينة تُِرَكت مهملة‪ ،‬بسبب تخريب الفرس والزمن والالمباالة للملوك المقدونيين(‪ .)112‬وقد‬
‫المؤرخين اليونان والرومان‪ ،‬إلى الملك األخميني إحشويرش األول وتدمي ِره لزقورة مدينة باِبل‪ ،‬وكانت‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫غايته البحث عن قبر اإلله مردوخ في الزقورة‪ ،‬على إثر الثورة التي قام بها بيل شيماني الباِبلي‪ ،‬ويعتقد‬
‫أن الملك إحشويرش‪ ،‬قام بتدمير ساللم الزقورة‪ ،‬وتهديم مادتها البنائية‪ ،‬وقد كشف‬
‫بعض الباحثين‪ ،‬إلى ّ‬
‫نبوخذنصر الثاني التكريسية‪ ،‬الخاصة ِبإعادة إعمار الزقورة‪ ،‬وقد أخذها‬
‫َ‬ ‫بدو ِره‪ ،‬إحدى إسطوانات الملك‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫بالده‪ ،‬كإثبات على ما قام ِ‬


‫به من تدمير للزقورة‪ ،‬إذ كشفت التنقيبات عن تلك اإلسطوانة في‬ ‫ِ‬ ‫معه إلى‬
‫المؤرخ إريان(نحو‪160-86‬م) عنِ أمر اإلسكندر المقدوني ألهل باِبل من‬ ‫ِ‬ ‫أشار‬ ‫(‪)113‬‬
‫مدينة سوسة ‪ .‬وقد َ‬
‫أجل إعمار ما هدمه الملك اإلخميني إحشويرش األول من المعابد سيما ما خص اإلله مردوخ(بيل)(‪.)114‬‬
‫ص قسم من رقيم إيساكيال (سنة‪ 82‬سلوقية‪229 ،‬ق‪.‬م) لتوثيق تفاصيل مهمة عن قياسات‬ ‫ِ‬
‫ُخص َ‬
‫أبعاد الزقورة بشكل دقيق وعدد طبقاتها‪ ،‬بوحدة المقاييس العراقية القديمة‪ ،‬ومنها الكيوبيت)‪ ،(Cubit‬أي‬
‫(نصف متر)‪ ،‬وكذلك وحدة القياس الباِبلية گار)‪ ،(Gar‬التي تساوي اثنا‬
‫الذراع الباِبلي آماتا)‪َ (ammata‬‬
‫عشرة كيوبيت(‪.)115‬‬
‫ثانياً‪ :‬معابد مدينة با ِبل‪.‬‬
‫ضمت مدينة باِبل العديد من المعابد‪ ،‬التي حضت ِبإهتمام ملوكها في إعمار تلك المعابد وتجميلها‪،‬‬
‫األشارات الملكية الكلدية‪ ،‬في مضمونها‪ ،‬حول إعمار المعابد وتجديدها وتجميلها‪،‬‬
‫َ‬ ‫وربما إتفقت جميع‬
‫فحص األسس‪ ،‬وتُقوى باآلجر والقير‪ ،‬وتُرفع الجدران عاليا‪ ،‬ومن‬
‫والبذخ في تزيينها‪ ،‬تبجيال وتقديسا‪ .‬إذ تُ َ‬
‫اللبن‪ ،‬بجدار داعم وساند من اآلجر والقير‪ ،‬إلى إرتفاع‬ ‫أن كانت من ِ‬ ‫دعم وتُسند تلك الجدران‪ّ ،‬‬‫ثم تُ َ‬
‫مناسب‪ ،‬يسمى الكيسو)‪ ،(kisu‬وفي بعض األحيان يرتفع ذلك الكيسو إلى أعلى المعبد‪ ،‬مع إستعماله‬
‫أيضا في دعم وإسناد المداخل‪ ،‬لِتُسقف المعابد‪ ،‬بروافد أخشاب اإلرز العظيمة‪ ،‬التي تُستعمل أيضا في‬
‫تركيب ِعضادا ت األبواب‪ ،‬وتركيب أسطح األبواب‪ ،‬مع تغليفها بأشرطة النحاس‪ ،‬وتطعيمها بالفضة‬
‫والذهب‪ ،‬وحماية المعب د من األرواح الشريرة‪ ،‬بوضع تماثيل مصبوبة من البرونز أو الفضة‪ ،‬لثيران وحشية‬
‫وإفعوانات(التنانين) غاضبة‪ ،‬عند المداخل وممرات المعبد‪ ،‬مع إستعمال الفضة والذهب في تزيين‬
‫المصليات في داخل المعبد‪ ،‬فضال عن إنجازات أخرى‪ ،‬ربما سنكتفي باإلشارة إلى قسم من تلك ِ‬
‫الكتابات‪،‬‬ ‫َ‬
‫كصورة عامة عن ما يحدث‪ ،‬في جميع المعابد‪.‬‬
‫أشار الملك َنبوبالصر حول إعادة أعمار معبد إيباتوتيال)‪((Epatutila‬بيت صولجان‬ ‫َ‬
‫الحياة)‪((...‬في ذلك الوقت‪ ،‬معبد اإلله نابو إيباتوتيال‪ ،‬في منطقة شوآنا)‪ ،(u-an-na-ki‬الذي بناه‬
‫سابقاً ملك قبلي ولم ينهي عمله‪ ،‬أنا سعيت إلعادة إعمارِه‪ ،‬أنا استدعيت خدم اآللهة‪ ،‬بيل(إنليل)‬
‫وشمش ومردوخ‪ ،‬أنا جعلتهم يحملون السالل‪ ،‬أنا وضعت الدبشيكو(سالل أو طاسات البناء) على‬
‫رؤوسهم‪ ،‬أنا اكملت عمل المعبد دون توقف‪ ،‬روافد خشبية عمالقة وضعتها لِسقف المعبد‪ ،‬وأقمت في‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫مداخله ابواب مهيبة‪ ،‬وجعلته يشرق كنور الشمس‪.)116())...‬‬
‫بوخذنصر الثاني‪ ،‬حول إعادة بناء معبد اإللهة نينكاراك في مدينة باِبل‪،‬‬
‫أشار الملك الباِبلي َن َ‬
‫َ‬
‫موضحا فيه بعض التفاصيل العمارية‪ ،‬ما َنصه((في ذلك الوقت‪ ،‬اإللهة نينكارك)‪ ،(NinKA2rrak‬التي‬
‫معبدها إيخورساگيال)‪ ،(E-⎯ursag-ella‬في‬ ‫أعطتني البصيرة‪ ،‬أنا حفرت وأخرجت األسس القديمة ِل ِ‬

‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪21‬‬


‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫مدينة با ِبل‪ ،‬الذي اصبح خراباً‪ ،‬ولم يعيد ِ‬


‫بنائه ملك سابق‪ .‬البناء ال يناسب كمقر لإللهة نينكاراك‪،‬‬
‫أسس جداره(سوره) الذي يحيط بمساحة ‪ 100‬كيوبيت)‪ ،)117((Cubits‬مشيد بثالثة صفوف من ِ‬
‫اللبن‬
‫احدة)(‪ِ .)118‬ألساس قوي لجدار(سور) المعبد‪ ،‬ليكون‬‫بعرض ثالثة أصابع(إحتمال عرض اللِبنة الو ِ‬
‫مناسباً كمقر لإللهة‪ ،‬إستعملت اآلجر والقير‪ ،‬بثالثة صفوف عرض كل منها ستة عشر إصبعاً‪ ،‬ورفعت‬
‫(‪)119‬‬
‫إن اإللهة نينكاراك هي إحدى‬ ‫المعبد عالياً بإرتفاع الجبل باآلجر ومالط القير)) ‪ ،‬ومن المحتمل ّ‬
‫التسميات لإللهة گوال‪ ،‬إلهة الطب والشفاء(‪ ،)120‬ومعبدها الرئيس إيخورساك‪-‬سيكيال في مدينة باِبل(‪.)121‬‬
‫وردت إشارات أيضا‪ ،‬عن إعمار الملك نبوخذنصر الثاني للمعابد والغرف المقدسة األخرى منها‬
‫إشارة نصت((دول‪-‬آزاك)‪(DUL-AZAG‬مكان األقدار‪ ،‬الذي في أوبشوگينا )‪ ،(Ubuginna‬قاعة‬
‫جمع األقدار‪ ،‬تلك الغرفة‪ ،‬غرفة ملوكية وسيادة اإلله مردوخ سيد اآللهة‪ ،‬الذي زينها الملك السابق‬
‫بالفضة‪ ،‬أنا غلفتها بالذهب المشع‪ .‬األماكن المقدسة في با ِبل‪ ،‬أنا سعيت ِإل ِ‬
‫عمارها وأهتممت بها‪ .‬معبد‬
‫اآلضاحي‪ ،‬معبد إيبيربير)‪ ،(E-bir-bir‬لمراسيم أعياد رأس السنة لإلله مردوخ‪ ،‬بنيته بفرح قرب سور‬
‫مدينة با ِبل‪ ،‬باآلجر ومالط القير‪ ،‬ورفعته كالجبل‪ .‬معبد اإللهة ننخورساك أيماخ)⎯‪((E-ma‬البيت‬
‫العظيم)‪ ،‬ولإللهة األم ماخ)⎯‪ ،(Ma‬التي خلقتني‪ ،‬في مدينة با ِبل أنا بنيت‪ .‬إلى اإلله نابو الرسول‬
‫العظيم‪ ،‬أعطاني صولجان الحق‪ ،‬إينين خاد كالما سومو)‪(E-nin-⎯ad-KA2lama-summu‬‬
‫المعبد في مدينة با ِبل‪ ،‬أنا بنيته باآلجر و ِمالط القير إلى اإلله سين‪ ،‬معبده في با ِبل‪ ،‬إي گيشر گال‬
‫)‪ (Egiirgal‬انا عملته‪ .‬إلى اإلله شمش في مدينة با ِبل‪ ،‬إيديكود كالما‪(E-dikud-‬‬
‫)‪ ،KA2lama‬باآلجر و ِمالط القير‪ ،‬أنا جعلته عالياً‪ .‬إلى اإلله رامان(أدد)‪ ،‬إينام خي ‪(E-nam-‬‬
‫)‪ ⎯e‬في مدينة با ِبل أنا بنيته‪ .‬إلى اإللهة گوال‪ ،‬معابدها في مدينة با ِبل‪ ،‬إيسابي )‪،(E-sabi‬‬
‫وإيخورساگسكيال‪ ،‬باآلجر ومالط القير أنا بنيتها‪ .‬إلى اإللهة العظيمة نينليآلنا)‪،(Nin-lil-anna‬‬
‫الملكة الرحومة‪ ،‬إيكيكوإينيم)‪ ،(E-kiku-inim‬معبدها أنا بنيته عالياً بجانب سور مدينة با ِبل))(‪.)122‬‬
‫وهناك نص آخر للملك نبوخذنصر الثاني ورد فيه "بالنسبة اإللهة نينماخ‪ ،‬األميرة المهيبة‪ ،‬خالقة‬
‫البشرية‪ ،‬ملكة الجبال العظيمة‪ ،‬الجديرة بالتاج النقي‪ ،‬التي ال يستطيع آلهة إيگيگي من تغير كلمتها‬
‫المهيبة‪ ،‬أنا الملك نبوخذنصر في ذلك الوقت لآللهة نينماخ(السيدة العظيمة)‪ ،‬السيدة التي أحبتني‪ ،‬أنا‬
‫أعدت بناء معبد إيماخ(البيت المتين)‪ ،‬مكان إقامتها المريح في كادينگ ار كي"(‪.)123‬‬
‫أشار إلى إعادة إعما ِره ِلمقر اإللهة عشتار األكدية‪ ،‬المعروف بمعبد إيماش‬
‫أما الملك َنبونئيد‪ ،‬فقد َ‬
‫أشار" إلى اإللهة عشتار سيدة مدينة‬
‫ورد في إحدى نصوصه‪ ،‬إذ َ‬ ‫داري)‪ ،(E-MAŠ-DA-RI‬حسب ما َ‬
‫أكد القوية‪ ،‬مسكنها في إيماش داري(بيت العطاء)‪ ،‬في مدينة بابل سيدتي‪ ،‬أصبح يشبه األنقاض‪،‬‬
‫ِ‬
‫وبنائه من اللِبن المالح إحترق وأصبح مثل الرماد‪ ،‬إنه لم يشيد سابقاً وقد سق َ‬
‫ط في السابق‪ ،‬أنا َنبونئيد‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫ِ‬
‫بنائه‪ ،‬فدخان التضحيات إنقطعت من اإلرتفاع‪ ،‬أنا رغبت عمل ذلك في‬ ‫ملك بابل‪ ،‬قلبي إنتقدني ِإلعادة‬
‫ِ‬
‫بنائه من اللبن ورفعت‬ ‫ِ‬
‫أسسه وأصلحت‬ ‫حياتي‪ ،‬أنا فحصت وإستخرجت موقع ذلك المعبد‪ ،‬أنا فحصت‬
‫ِ‬
‫بنائه"(‪.)124‬‬ ‫جدر ِ‬
‫انه‪ ،‬إيماش داري في بابل أنا أعدت‬
‫• معبد اإلله مردوخ‪-‬اإليساكيال(‪:)125‬‬
‫ُي َع ّد معبد اإلله مردوخ اإليساكيال وقفة رئيسة عند إستعراض معابد مدينة بابل‪ ،‬إذ تفوقت ربما على‬
‫أن‬
‫األشارات التأريخية‪ ،‬نستطيع ّ‬
‫َ‬ ‫أغلب مدن العراق القديم‪ ،‬بعدد المعابد وعدد المصليات فيها‪ .‬ومن خالل‬
‫نوضح وجود‪ ،‬معابد رئيسة مستقلة مفردة المصلى(قدس األقداس) إلله واحد‪ ،‬ووجود معابد متعددة‬
‫المصليات لبعض اآللهة‪ ،‬مشتركة أو تابعة ضمن تشكيل بعض المعابد الرئيسة‪ ،‬ومنها تشكيل معبد اإلله‬
‫هتها المعبودة‪ ،‬بمفردة كا)‪(KA2‬‬‫مردوخ اإليساكيال‪ .‬وكانت اإلشارة لِتلك المصليات المشتركة وتسمية آلِ ِ‬
‫السومرية‪ ،‬بمعنى باب أو مدخل‪ ،‬وهو معنى رمزي للغرفة أو المصلى‪.‬‬
‫ِ‬
‫مقدسة(خلوات)‪ ،‬لمجموعة من‬ ‫أن معبد اإلله مردوخ اإليساگيال‪ ،‬يتضمن عدة غرف‬ ‫يتبين لنا ّ‬
‫اآللهة‪ ،‬ال سيما زوجته وابنه‪ ،‬إذ أُشير إليها من خالل بوابات ِ‬
‫مداخ ِل غرفها المقدسة‪ ،‬لذلك يمكن ّ‬
‫أن نعده‬ ‫ََ‬
‫معبدا جماعيا أو عائليا ِب ِرئاسة اإلله مردوخ‪ .‬فضال عن ذلك نلمس بشكل الواضح مدى عناية الملك‬
‫بوخذنصر الثاني بزينة وزخرفة ذلك المعبد‪ ،‬وإسرافه الكبير بالذهب من ِ‬
‫أجل ذلك‪ ،‬فضال عن المعادن‬ ‫َن َ‬
‫ِ‬
‫وصف ِهم لذلك المعبد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المؤرخون القدماء في‬ ‫والمواد النفيسة األخرى‪ .‬وذلك ما أكده‬
‫خذنصر الثاني‪ ،‬حول ترميمه وإعماره المعابد‪ ،‬سيما معبد اإلله مردوخ‬ ‫أشار الملك َنبو َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫زينته‪ ،‬إيكوا)‪(Ekua‬الغرفة المقدسة لإلله مردوخ سيد‬ ‫اإليساگيال((‪......‬في معبد اإليساگيال‪ ،‬أنا أكملت‬
‫اآللهة‪ ،‬جعلتها تشرق كالشمس‪ ،‬أنا غلفت المقعد اإللهي في المعبد(الغرفة المقدسة) كا‪-‬خيليسوك‬
‫)‪( (KA2-⎯i-li-sug‬بوابة النعيم)(‪ ،)126‬مقر اإللهة صربانيتوم (زوجة أو قرينة اإلله مردوخ)‪،‬‬
‫وكا‪ -‬إيزيدا )‪( (KA2-ezida‬بوابة البيت الثابت‪-‬الغرفة المقدسة لإلله نابو ابن اإلله مردوخ)‪ ،‬من‬
‫معبد اإليساگيال‪ ،‬أنا جعلتهم يشعون كالشمس‪ .‬لِبناء اإليساگيال‪ ،‬أنا جلبت أفضل روافد خشب األرز من‬
‫بالد لبنان‪ ،‬لتسقيف اإليكوا‪ ،‬الغرفة المقدسة لقوة سيادته‪ .‬أنا زينت األقسام السفلى من تلك الروافد‬
‫الخشبية بالذهب المشع‪ ،‬وزينت الجزء الوسطي منها بالمجوهرات‪ .‬اإليزيدا‪ ،‬أنا جعلته في الوسط‪،‬‬
‫وسقفته بروافد الخشب العظيمة من األرز‪ ،‬وغلفتها بالذهب والمجوهرات‪ِ .‬عظادات(إطارات) األبواب‬
‫والعتبات واألسكفات‪ ،‬زينتها بالفضة‪ ،‬ومصارع األبواب‪ ،‬أنا عملتها من المعادن الثمينة‪ .‬الممرات إلى‬
‫المعابد(الغرف المقدسة) والطريق إلى المعبد(اإليساگيال)‪ ،‬أنا رصفتها بالقرميد الالمع‪ .‬أنا جعلت المعبد‬
‫ِ‬
‫بالفضة‬ ‫((زينت اإليساگيال‪ ،‬معبد اإلله مردوخ‪،‬‬
‫اشار ايضا بما نصه َ‬
‫(‪)127‬‬ ‫ِ‬
‫وزينته أم اًر الفتاً لإلنتباه)) ‪ .‬وقد َ‬
‫ِ‬
‫كنور الشمس))(‪.)128‬‬ ‫الذهب والمجوهرات الثمينة‪ ،‬وبالبرونز وروافد خشب األرز‪ ،‬وجعلته يشع‬ ‫و ِ‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪23‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫"‪.....‬ست من الغرف المقدسة‪ ،‬في معبد اإلله مردوخ‪ ،‬جلبت لسقوفها خشب األرز‪ ،‬زينتها بالفضة‬
‫النقية‪ ،‬وجعلت في مداخلها‪ ،‬تماثيل لثيران مهيبة من البرونز‪ ،‬طعمتها بالجواهر‪ ،‬عتبات األبواب‬
‫ِ‬
‫وعضاداتها‪ ،‬غلفتها بالذهب‪ ،‬مع قطع من الفضة المشعة‪ ،‬ممرات المعبد أنا عملتها‪ ،‬قاعات المعابد في‬
‫اإليساگيال‪ ،‬وأرضياتها زينتها بالفضة"(‪.)129‬‬
‫أشار الملك الكلدي نيرگلسار حول إعادة إعمار قسم من معبد اإليساگيال((‪ ......‬في ذلك الوقت‪،‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫أسسه الملك السابق‪ ،‬لكن لم يكمل‬ ‫السور المحيط بمعبد اإليساگيال‪ ،‬المواجه للشمال‪ ،‬الذي وضع‬
‫بقمته عالياً)‪ ،‬وبسبب قلة إرتفاع مَن ِ‬
‫صته(قاعدة األساس)‪ ،‬أصبح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بنائه(حرفياً‪ :‬لم يجعله عالياً أو يرتفع‬
‫جدارها ضعيفاً‪ ،‬والبناء لن يبقى قوياً لمدة من الزمن‪ ،‬وعتباتها ليست صلدة للمحافظة على صفاء‬
‫وإنسيابية طقوس وجبات الغذاء البورساگو)‪ ،(bursaggu‬وتنظيم طقوس الشولوخو)‪،(suluhhu‬‬
‫وتقدمات التاكليمو)‪ ،(taklimu‬من أجل اإلله مردوخ‪ ،‬أنا فحصت األسس القديمة‪ ،‬أنا حفرت خنادق‬
‫لألسس فوق األسس القديمة‪ ،‬ورفعتها عالياً وجعلتها ِبإرتفاع الجبل‪ ،‬أنا أقمت ِعضادات(إطارات)‬
‫األبواب‪ ،‬وَثبتها في المداخل‪ ،‬أنا قويت األبواب والمداخل وما يحيطها بجدار ساند(كيسو))‪ ،(kisu‬من‬
‫اآلجر والقير‪ ،‬عسى أن ينظر اإلله مردوخ لعملي‪ ،‬ويمنحني حياة طويلة من األيام))(‪.)130‬‬
‫أشار الملك نيرگلسار أيضا في ما يخص معبد اإليساگيال((‪ .....‬أنا سعيت ِبإستمرار للحفاظ على‬
‫و َ‬
‫األماكن المقدسة‪ ،‬لتقوم فيها الطقوس بشكل صحيح‪ ،‬المشخوشو من النحاس التي تقوم على كيسو‬
‫مداخل معبد اإليساگيال‪ ،‬مع الثيران الغاضبة من الفضة‪ ،‬عند عضادات(أو عتبات) األبواب‪ ،‬لبوابة‬
‫شروق الشمس‪ ،‬وبوابة المالك الحارس‪ ،‬وبوابة العجب المبهر‪ ،‬وبوابة العطاء‪ ،‬الملك الذي سبقني لم‬
‫يقمها(يَنصبها)‪ ،‬أنا قمت بصب ثمانية موشخوشو غاضبة‪ ،‬من النحاس المغطى بالفضة‪ ،‬وإقمتها على‬
‫قواعد‪ ،‬عند بوابة شروق الشمس‪ ،‬وبوابة العطاء والمالك الحارس وبوابة العجب المبهر‪ ،‬لتنفث السم‬
‫القاتل على شرور األعداء‪ ،‬وكما في الزمن السابق‪ ،‬أقمت الثيران الغاضبة من الفضة‪ ،‬على جدار‬
‫كيسو المداخل‪ ،‬عند عتبات أو ِعضادات األبواب))(‪ .)131‬وهنا نرى الكيسو الجدار القصير للمداخل من‬
‫المشيد أكثر األحيان بمادة اللبن‪ .‬ونرى هنا التأكيد على حماية‬
‫اآلجر والقير الساند ألصل الجدار العالي ُ‬
‫المشخوشو والثور الوحشي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫المعبد ومداخله من األرواح الشريرة وشرور األعداء‪ ،‬من خالل تماثيل حيوان ُ‬
‫منطلقا من فكرة الروح الحامية الالماسو‪.‬‬
‫ته عن معبد اإليساگيال "في معبد مدينة با ِبل(الزقورة)‪ ،‬هناك معبد(مصلى)‬‫أورد هيرودوتس إشار ِ‬
‫في األسفل‪ ،‬ينتصب فيه تمثال عظيم لإلله بيل(زيوس في الَنص اإلغريقي األصلي‪ ،‬مردوخ البا ِبلي)‪،‬‬
‫كله من الذهب الخالص‪ ،‬قائم على عرش من ذهب‪ ،‬مستنداً على قاعدة ذهبية‪ ،‬وبجان ِبه طاولة من‬
‫ذهب‪ ،.....‬خارج المعبد(خارج الغرفة المقدسة ربما في الساحة الرئيسة للمعبد)‪ ،‬مذبح من ذهب‪ ،‬ومذبح‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫نحر عليه ذبائح الخراف كآضاحي‪ ،‬وكذلك حرق البخور بكميات‬‫آخر أكبر حجماً‪ ،‬ليس من الذهب‪ ،‬ت َ‬
‫األشارة‬
‫َ‬ ‫ص ِألضاحي األطفال الرضع فقط(تلك‬ ‫ِ‬
‫هائلة في األعياد السنوية‪ ،‬أما المذبح الذهبي فقد خص َ‬
‫خالية من الصحة لعدم وجود أي مؤشر تأريخي عن التضحية باألطفال في العراق القديم‪ ،‬عكس ما‬
‫موجود في بعض المراكز الحضارية األخرى كبالد قرطاجة واليهود)‪ ،‬وفي زمن الملك كورش(الكبير)‪،‬‬
‫كان في ذلك المبنى المقدس تمثال لشخص كبير جداً من الذهب الخالص بإرتفاع إثنتا عشر‬
‫إن أغلب معلومات‬ ‫(‪)132‬‬ ‫ِ‬
‫كيوبيت(ذراع)‪ ،‬لم أشاهده بنفسي‪ ،‬لكن ذلك ما رواه لي الكلديين" ‪ .‬ومما يظهر ّ‬
‫المؤرخ هيرودوتس كانت من خالل المرويات التي أستحصلها من الكهنة أو عامة الناس والتجار‬‫ِ‬
‫الباِبليين‪ .‬ونرى صيغة تشبه ما تطرق إليه هيرودتس نقال مما سمعه من الكلديين في العهد القديم‪ ،‬إذ جاء‬
‫ما نصه"واآلن فانكم سترون في با ِبل آلهة من الفضة والذهب والخشب تحمل على المناكب وتلقي‬
‫الرهبة على االمم"(‪.)133‬‬
‫• الخاتمة‪:‬‬
‫تمتعت مدينة بابل بخصوصية أكثر من مدن العراق القديم األخرى‪ ،‬إذ إستمر ذكرها في الكتابات‬
‫المسمارية حتى نهاية الدولة العراقية القديمة من خالل الغزو األجنبي المتتال‪ِ ،‬لتذكرها كتابات المؤرخين‬
‫القدماء‪ ،‬والكتب السماوية من توراة وإنجيل وقرآن‪ ،‬حتى تميزت بنوع من القدسية لكل من يطلع على‬
‫تأريخها القديم‪ ،‬بداية من تسميتها التي عنت في اللغة السومرية والبابلية أنها بوابة اإلله أو بوابة اآللهة‪،‬‬
‫فضال عن تميزها بمسحة سومرية ربما أكثر مما هي بابلية‪ ،‬من خالل ما يمكن اإلطالع على بعض‬
‫التفاصيل من مناطق سكن شعبها التي تسمت أغلبها بأسماء لمناطق ومدن سومرية قديمة‪ ،‬فضال عن‬
‫تسميتها السومرية التي شاعت في أغلب الكتابات وهي كا دينگير را‪ ،‬بمعنى بوابة اآللهة‪ ،‬فضال عن‬
‫ذلك كانت ألكثر معابدها تسميات سومرية جنبا إلى جنب تسمياتها البابلية‪ ،‬تلك المعابد كانت السمة‬
‫القدسية الثانية لمدينة بابل‪ ،‬فقد م َثَلت األبنية المقدسة(الدينية) أبرز المعالم الحضارية‪ ،‬في ِ‬
‫العراق القديم‪،‬‬ ‫َ‬
‫لك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العماري والفكري‪ ،‬ومراحل‬ ‫إذ عكست المنظور واإلبداع ِ‬
‫تطورهما عبر العصور الحضارية‪ ،‬ومن أهم ت َ‬
‫ُقيمت في مدينة باِبل في العصر الباِبلي‬ ‫األبنية المقدسة‪ ،‬هي الزقورات والمعابد‪ ،‬ومنها ما أ َ‬
‫الحديث(‪539-627‬ق‪.‬م)‪ ،‬عصر سيطرة السلطة الكلدية في مدينة باِبل‪ ،‬وكل مدن العراق القديم‪ ،‬و ِمما‬
‫تعرضت للدمار واإلندثار‪ ،‬ومنها ما حافظت على بقايا‬ ‫لك األبنية والعمائر‪،‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫إن الكثير من ت َ‬‫يؤسف له‪ّ ،‬‬
‫لألشارات التأريخية‪ ،‬من َنصوص مسمارية‪ ،‬سيما‬ ‫َ‬ ‫قليلة لها‪ ،‬كما كشفتها التنقيبات األثرية‪ ،‬لِذلِك كان‬
‫المؤرخون القدماء من يونان ورومان‪ ،‬أثرها الكبير في إكمال الصورة‬ ‫ِ‬ ‫الكتابات الملكية‪ ،‬ومن ِكتابات‬
‫ِ‬
‫تلك األبنية‪ ،‬فضال عن كشف بعض المبالغات او الخيال القصصي في ِكتابات‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العمارية والفنية والفكرية ل َ‬
‫المؤرخين القدماء‪ ،‬من خالل إجراء بعض الدراسات المقارنة‪ ،‬بين ِتلك ِ‬
‫الكتابات وبين المكتشفات اآلثارية‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫عامال مهما‪ ،‬ذو ِ‬


‫فائدة مزدوجة للتحقيق في األحداث القديمة وإنجازات‬ ‫لِذلِك تُع ّد الدراسات التأريخية ِ‬
‫َ َ‬
‫الملوك في ِ‬
‫العراق القديم‪.‬‬

‫• الهوامش‪:‬‬
‫)‪ (1‬اثير احمد حسين‪ " ،‬الموضوعية في كتابة التأريخ باسلوب الشخص الثالث عند العراقيين القدماء"‪ ،‬مجلة أبحاث‬
‫ميسان‪ ،‬مج‪ ،11‬عدد ‪ ،2015 ،21‬ص‪.177‬‬
‫اح مختلِفة الحجم‪ُ ،‬ك ِشَفت بين َبقايا مكتَبة الملِك اآلشوري آشور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تكون َنص تنتيركي=باِبل‪ ،‬من َخمسة ألو َ‬ ‫َ‬ ‫(‪)2‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بانيبال(‪627/6-668‬ق‪.‬م) في قص ِره‪ ،‬وهي النسخة اآلشورية ل َنص أقدم‪ ،‬ربما قد ُكت َب في القرن الثاني َ‬
‫عشر َقبل الميالد‪،‬‬
‫ِ‬
‫لألماكن المقدسة في‬ ‫وصف طوبغر ِ‬
‫افية مدينة باِبل‪ ،‬فقد َش َك َل إحدى قوائم الفهرسة المهة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫إذ يع ّد أهم مصدر ِمسماري‪ ،‬لِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مدينة بابل فضال عن العمائر المهمة األُخرى‪ ،‬إذ تناولت تسميات لبوابات ومعابد وشوارِع المدينة‪ ،‬التي تعود لفترة آخر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العبارِة األولى‪ ،‬التي بدأ فيه نص اللو ِح األول‪ ،‬و ِ‬
‫العبارة الختامية‬ ‫الكشيين وساللة إيسن الثانية‪ .‬وجاءت التسمية ِمن ِ‬ ‫الملوك ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫دليل الم ِ‬
‫كتبة اآلشورية آنذاك‪،‬‬ ‫فس التَسمية‪ ،‬في ِ‬ ‫في النص)‪(Colophon‬بصيغة]‪ .[ti]n.tir.ki=b[a-bi-lu‬وقد أُستُ ِ‬
‫عمَلت َن ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫إن تَسمي َة تينتركي‪ ،‬تَسمية وصفية أو قدسية لمدينة‬ ‫النص‪ ،‬إلى ّ‬ ‫ُشير في ضوء ذِلك َ‬ ‫النصوص الموجودة هناك‪ .‬وأ َ‬ ‫ِلعنوانات َ‬
‫لية‪ِ ،‬عبارة شوبات بالطو)‪ ،(ubat-balau‬فضال عن تسميات وصفية‬ ‫اللغة الباِب ِ‬
‫باِبل‪ ،‬بمعنى مقر الحياة‪ ،‬وقابلها ِب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أُخرى‪ ،‬ربما كانت تلك التسميات ِلمناطق رئيسة في مدينة باِبل‪ ،‬جاءت في‬
‫النص‪ .‬مع سرد‬ ‫مضمون اللو ِح األول من ذلك َ‬
‫سماء اآللهة ووصف مقرِاتهم في اللوح الثاني‪ ،‬ولم يبق ِمن اللوح الثالث ما يذكر‪ ،‬ليَفصل في اللوح الرابع‪ ،‬أسماء لِعشر ِ‬
‫ات‬ ‫ِأل ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫مدينة باِبل‪ ،‬للمز ِيد ينظر‪:‬‬ ‫المعابد في‬
‫أ‪.‬ر‪ .‬جورج‪" ،‬تنتيركي‪ -‬باِبل(طوبغرافية باِبل)"‪ ،‬سومر‪ ،‬مج‪ ،35‬ج‪ ،2-1‬بغداد‪ ،1979 ،‬ص‪.225-220‬‬
‫‪A. R. Georg, Babylonian Topographical Texts, Orientaliste, Leuven, 1992, pp.1,38-62.‬‬
‫‪(3)Ibid, pp. 19-21.‬‬
‫‪(4) Niek Veldhuis, “TIN.TIR = Babylon, the Question of Canonization and the Production of‬‬
‫‪Meaning”, Journal of Cuneiform Studies(JCS), Vol. 50, 1998, p. 82.‬‬
‫‪(5) A. R. Georg, Babylonian Topographical Texts, pp. 13-15.‬‬
‫‪(6) Ibid, pp. 65-67.‬‬
‫‪(7) O. R. Gurney, ”The Fifth Tablet of "The Topography of Babylon", Iraq, Vol.36, No.1-2,‬‬
‫‪1974, pp. 39-52.‬‬
‫‪(8) Ibid, pp. 59-62.‬‬
‫‪(9) A. R. Georg, Babylonian Topographical Texts, p. 74.‬‬
‫‪(10)Ibid, p. 73.‬‬
‫(‪ )11‬فرينز كريشن‪ ،‬عجائب الدنيا في عمارة باِبل‪ ،‬تر‪ :‬صبحي انور رشيد‪ ،‬بغداد‪ ،1976 ،‬ص‪.12-11‬‬
‫‪(12)A. R. Georg, Babylonian Topographical Texts, p. 110.‬‬
‫(‪ )13‬للمزيد ينظر‪ :‬بوركارت كيناست‪" ،‬إسم مدينة بابل"‪ ،‬مجلة سومر‪ ،‬مج‪ ،35‬ج‪ ،1979 ،2-1‬ص‪.245-243‬‬

‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪26‬‬


‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫‪(14) A. R. Georg, Babylonian Topographical, pp. 38-39.‬‬


‫‪(15) Ibid, pp.38-41.‬‬
‫‪(16) A. R. Georg, Babylonian Topographical, pp. 40-41.‬‬
‫‪(17) Ibid, pp, 38-39.‬‬
‫(‪ )18‬طه باقر‪ ،‬من تراثنا اللغوي القديم‪ ،‬ص ‪.161-160‬‬
‫‪(19) Fuad Safar, Mohammad Ali Mustafa, Seton Lloyd, Eridu, State Organizations of‬‬
‫‪Antiquites and Heritage, Baghdad, 1981, P.34.‬‬
‫‪(20) A. R. Georg, Babylonian Topographical Texts, pp. 5,16, 19, 25.‬‬
‫‪(21) Ibid, p. 19.‬‬
‫‪(22) Ibid, p. 70.‬‬
‫‪(23) Ibid, p. 21.‬‬
‫‪(24)Ibid, p. 67.‬‬
‫‪(25)Ibid, pp. 93-7.‬‬
‫(‪)26‬بوركارت كيناست‪" ،‬إسم مدينة بابل"‪ ،‬سومر‪ ،‬جزء ‪ ،1979 ،2-1‬ص‪.243‬‬
‫(‪ )27‬رينيه البات‪ ،‬قاموس العالمات المسمارية‪ ،‬ترجمة االب البير أبونا‪ ،‬وليد الجادر‪ ،‬خالد سالم أسماعيل‪ ،‬منشورات‬
‫المجمع العلمي‪ ،‬بغداد‪ ،2004 ،‬ص‪ ،97‬فقرة ‪ ،133‬ص‪ ،49‬فقرة ‪.13‬‬
‫(‪)28‬رينيه البات‪ ،‬قاموس العالمات المسمارية‪ ،‬ص‪ ،97-96‬فقرة ‪.133‬‬
‫(‪ )29‬عامر سليمان‪،‬اللغة األكدية (الباِبلية ‪ -‬اآلشورية)‪،‬دار إبن األثير للطباعة والنشر‪ ،‬الموصل‪،2005 ،‬ص‪-145‬‬
‫‪.146‬‬
‫‪(30)Helga Trenkvalder,“Some Remarks on the Place Name Babil”,Sumer,Part 1,1979,p.‬‬
‫‪239.‬‬
‫(‪ )31‬فوزي رشيد‪ ،‬قواعد اللغة السومرية‪ ،‬دار صفحات للدراسات والنسر‪ ،‬سورية‪-‬دمشق‪ ،2009 ،‬ص‪.63-60‬‬
‫(‪ )32‬فوزي رشيد‪ ،‬قواعد اللغة األكدية‪ ،‬صفحات للدراسات والنشر‪ ،‬دمشق‪ ،2009 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪(33) Eckhard Unger, Reallexikon der Assyriologie und Vorderasiatischen Archäologie (RLA),‬‬
‫‪Bd 1, Berlin / Leipzig, de Gruyter, 1932, p. 366.‬‬
‫(‪ )34‬رينيه البات‪ ،‬قاموس العالمات المسمارية‪ ،‬ص‪ ،151-150‬فقرة ‪.328‬‬
‫(‪ )35‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ ،156-157‬فقرة ‪.342‬‬
‫(‪)36‬حول قواعد اللغة األكدية أو البابلية ال سيما في حاالت األعراب‪ ،‬ينظر‪ :‬عامر سليمان‪ ،‬اللغة األكدية(البابلية‪-‬‬
‫اآلشورية‪ ،‬دار إبن األثير للطباعة والنشر‪ ،‬الموصل‪ ،2005 ،‬ص‪.156-151‬‬
‫(‪ )37‬طه باقر‪ ،‬مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة‪-‬الوجيز في تأريخ حضارة وادي الرافدين‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،2‬دار الشؤون‬
‫الثقافية العامة‪-‬آفاق عربية‪ ،‬بغداد‪ ،1986 ،‬ص‪.78‬‬

‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪27‬‬


Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34

،‫ مكتبة الحضارات‬،‫ ترجمة فيصل الوائلي‬،‫تأريخ هم حضارتهم وخصائصهم‬-‫ السومريون‬،‫صموئيل نوح كريمر‬ )38(
.54‫ ص‬،1973 ،‫لبنان‬-‫بيروت‬
‫العلمي‬ ‫المجمع‬ ‫مطبعة‬،‫بالدخيل‬ ‫العربية‬ ‫في‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫القديم‬ ‫اللغوي‬ ‫تراثنا‬ ‫من‬ ،‫باقر‬ ‫طه‬ )39(
.160‫ص‬،1980،‫بغداد‬،‫العراقي‬
.48‫ ص‬،1990،‫ بغداد‬،‫ شركة عشتار للطباعة والنشر‬،)‫م‬.‫ ق‬1750-1792(‫ حمورابي‬،‫) محمد طه محمد األعظمي‬40(
(41) A. R. Georg, Babylonian Topographical, pp. 85, 93-5.
(42) Ibid, p. 197.
(43)Thorkild Jacobsen, The Sumerian King List, Oriental Institute of the University of
Chicago,Assyriological Studies(AS) No. 11, Chicago, 1939, pp. 5-6.
-‫ مقدمة في تأريخ الحضارات القديمة‬،‫ طه باقر‬:‫ ينظر‬،‫ ِلثبت الملوك السومرية‬،‫وللمزيد من اإلطالع على الترجمة العربية‬
.297-289‫ص‬،1986،‫بغداد‬،‫آفاق عربية‬-‫ دار الشؤون الثقافية العامة‬،2‫ ط‬،1‫ ج‬،‫الوجيز في تأريخ حضارة وادي الرافدين‬
. 28‫ ص‬،1985 ،1‫ ج‬،41 ‫ مج‬،‫ مجلة سومر‬، "‫" بدايات باِبل‬،‫) ادموند سولبيركر‬44(
(45) Edmond Sollberger, “Babylons Beginnings”, Sumer, Vol 41, No 1-2, 1985, p.10.
(46)L. W. King, Chronicles Concerning Early Babylonian Kings,Vol 2, London, 1907,
pp.8,11.
(47) L. W. King, Chronicles Concerning Early Babylonian Kings, Vol 1, London, 1907, p.48.
.98‫ ص‬،1985 ،2-1‫ ج‬،41 ‫ مج‬،‫ مجلة سومر‬،"‫مركزان قديمان‬:‫ "باِبل وآشور‬،‫ وايزمان‬.‫ج‬.‫) د‬48(
‫ مجلة أبحاث‬،")‫ "دور العراقيون القدماء في مجال رسم الخرائط الجغرافية(نماذج مختارة‬،‫( دعاء محسن علي الصكر‬49)
.242‫ ص‬،2019 ،29 ‫ عدد‬،15 ‫ مج‬،‫ميسان‬
(50)Douglas R. Frayne,Sargonic and Gutian Periods(2334 - 2113 BC),The Royal
Inscriptions of Mesopotamia- Early Period(RIME),Vol2,Canada,1993,p.183.
(51)Francois Thureau-Dangin, Recueil de Tablettes Chaldéennes(RTC),Paris,1903,p.56,
Fig,118 b.
(52)Douglas R. Frayne,”Ur III Period(2112-2004 BC)”,RIME3/2, Toronto,1997,pp.199-200.
(53) Clarence Elwood Keiser, Patesis of the Ur Dynasty, Yale Oriental Series (YOS), Vol 4,
Part 2, New Haven, 1919, p. 16. ; William W. Hallo,"A Sumerian Amphictyony", Journal of
Cuneiform Studies(JCS), Vol. 14, No.3, 1960, pp. 91, 109.
(54)Albrecht Goetze, "Sin-Iddinam of Larsa. New Tablets from His Reign", (JCS), Vol.4,
No.2, 1950, pp. 85-87.
(55) Douglas R. Frayne, Old Babylonian Period (2003-1595 BC), RIME/4, University of
Toronto Press,1990, p. 281.

University of Misan/Collage of Education 28


Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34

(56) Robert Francis Harper, The Code of Hammurabi, King of Babylon, Chicago- London,
1914, pp. 3,98
(57) Arthur Ungnad, Babylonian letters of the Hammurapi period, publications of the
babylonian section( PBS), Vol/7, Philadelphia, University Museum, 1915, pp. 14-16.
(58) Ibid, p. 42, Plat, 89.
(59) C. J. Gadd, A Sumerian Reading - Book,Oxford University Press,England,1924, p.47
(60) Marcel Sigrist & Peter Damerow, Mesopotamian Years Names, p. 59.
(61) RIME/4. p. 335.
(62) RIME/4, p. 376.
(63) RIME/4, p. 624.
(64) RIME/4, pp. 336-337.
(65) RIME/4, pp. 348. : PBS, pp. 129-133.
(66) RIME/4, p. 237.
.135‫ ص‬،1983 ،‫ بغداد‬،2-1‫ ج‬،39‫ مج‬،‫ سومر‬،"‫ "فترة من العصر الكاشي‬،‫) سامي سعيد األحمد‬67(
(68) A. R. Georg, Babylonian Topographical, pp. 38-41.
(69) Ibid, pp. 5,16, 19, 25.
(70)A.Kirk Grayson, Assyrian Rulers of the First Millennia B.C(1114-859 B.C ),The Royal
Inscriptions of Mesopotamia-Assyrian periods(RIMA),Vol/2,University of Toronto
Press,1991.
(71) L .W.King , Annals of the Kings of Assyria (AKA), London, 1902, pp. 14-15, 144.
(72) Daniel David Luckenbill,“Annals of Sennacherib”, Oriental Institute Puplications (OIP),
Vol,2, 1924.
(73) D. J. Wiseman, Chronicles of Chaldaean kings (626-556 B.C) in the British Museum,
London, 1956, p. 50.
(74) A. R. Georg, Babylonian Topographical Texts, Orientaliste, Leuven,1992, pp.38-9.
(75) ANET, pp. 315-16.
(76) Erich Ebeling und Bruno Meissner, Reallexikon der Assyriologie(RLA), Vol.1, Berlin
und Leipzig, 1928, p.333.
(77) George Raelinson, M.A., The History of Herodotus, Vol I, New York, 1909, Book 1, no
178, p. 174.
(78) Geoffrey Steadman, Herodotus’ Histories Book 1 Greek Text with Facing Vocabulary
and Commentary, 2nd Edition, 2012, p.192.
University of Misan/Collage of Education 29
‫‪Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34‬‬

‫(‪G. Booth Esq(Tr), The Historical Library of Diodorus the Sicilian: in Fifteen Books. to )79‬‬
‫‪which are Added the Fragments of Diodorus, and those Published By H. Valesius, I.‬‬
‫‪Rhodomannus, and F. Ursinus, Vol 1, London, 1814, p. 107.‬‬
‫ضوء اإلشار ِ‬ ‫"العمارة المدنية لِ ِ‬
‫اثير احمد حسين‪ِ ،‬‬
‫ات التأريخية"‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫العصر الباِبلي َ‬
‫الحديث(‪539-627‬ق‪.‬م) في‬ ‫ِ‬ ‫مدينة باِبل في‬ ‫ََ ّ‬
‫مجلة كلية التربية‪/‬جامعة واسط‪ ،‬عدد‪ ،38‬ج‪ ،2020 ،1‬ص‪.200-199‬‬
‫‪(80) G. Booth Esq(Tr), The Historical Library of Diodorus the Sicilian, 108.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫خين الُق َدماء‬ ‫ِ‬
‫المؤر َ‬ ‫وخ ِ‬
‫يال‬ ‫ين الو ِاق ِع اآلثاري َ‬
‫الم َعلَقة ما َب َ‬
‫الجنائن ُ‬
‫مارة َ‬
‫ومعضَلة ع َ‬
‫"الحدائق في العراق الَقديم ُ‬
‫أثير احمد حسين‪َ ،‬‬
‫الموضوعي"‪ ،‬مجلة دراسات في التأريخ واآلثار‪/‬جامعة بغداد‪-‬كلية اآلداب‪ ،‬عدد ‪ ،2000 ،75‬ص‪.17‬‬ ‫َ‬
‫(‪ )81‬تكوين ‪.10-9 :10 ،‬‬
‫(‪ )82‬تكوين‪.9-1 :11 ،‬‬
‫(‪ )83‬رؤيا يوحنا الالهوتي‪.4-2 :18 ،‬‬
‫ظر‪ ،‬عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير(‪774-701‬هـ)‪ ،‬تفسير القرآن العظيم‪،‬‬
‫(‪ )84‬لمزيد من التوضيح ُين َ‬
‫دار ابن حزم‪ ،‬بيروت‪ ،2000 ،‬ص‪.171-170‬‬
‫(‪ )85‬للزيادة واإلطالع ينظر‪ ،‬إيمان شمخي جابر المرعي‪ ،‬إقليم باِبل في كتب البلدالنيين‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‬
‫مقدمة إلى كلية اآلداب‪/‬جامعة بغداد‪.2003 ،‬‬
‫(‪ )86‬شهاب الدين أبي عبد هللا ياقوت الحموي الرومي البغدادي‪ ،‬معجم البلدان‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬باِبل الباء واأللف وما‬
‫يليهما‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،1977 ،‬ص‪.309‬‬
‫"العمارة المدنية لِ ِ‬
‫مدينة باِبل‪ ،‬ص‪.202،183‬‬ ‫(‪ )87‬اثير احمد حسين‪ِ ،‬‬
‫ََ ّ‬
‫‪(88) L.W.King,The Seven Tablets of Creation:Enuma Elish,Vol 1,London,1902,pp.131-133.‬‬
‫(‪ )89‬للمزيد من التفصيل عن زقورة مدينة باِبل‪ ،‬ينظر‪ :‬محمود األمين‪" ،‬صرح باِبل المدرج أو الزقورة"‪ ،‬مجلة كلية األداب‪،‬‬
‫عدد‪ ،2‬بغداد‪ ،1960 ،‬ص‪ .231-217‬؛ فرينز كريشن‪ ،‬عجائب الدنيا في عمارة باِبل‪ ،‬تعريب صبحي أنور رشيد‪ ،‬دار‬
‫الحرية للطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،1976 ،‬ص ص‪ .29-8‬؛ اوسام بحر جرك‪ ،‬الزقورة ظاهرة حضارية مميزة في العراق القديم‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى مجلس كلية األداب‪-‬جامعة بغداد‪ ،1998 ،‬ص ص‪ .31-21‬؛ اندريه بارو‪ ،‬برج‬
‫لكتاب‪:‬‬‫باِبل‪ ،‬ترجمة جب ار ابراهيم جبرا‪ ،‬الموسوعة الصغيرة‪ ،‬عدد‪ ،55‬بغداد‪ ،1980 ،‬ص‪ .64-5‬وهو ترجمة ِ‬
‫‪Andre Parrot, The Tower of Babel, Tr: Edwin Hadson, London, 1955.‬‬
‫‪A. R. George, “The Tower of Babel: Archaeology, History and Cuneiform Texts”, Archiv für‬‬
‫‪Orientforschung(AfO), Bd. 51 (2005/2006), pp. 75-95.‬‬
‫‪(90)Stephen Langdon, Building Inscriptions of the Neo-Babylonian Empire: Part 1,‬‬
‫‪Nabopolassar and Nebuchadnezzar, (French Edition),Paris, 1905, pp. 49-53.‬‬
‫‪(91) Stephen Langdon, Building Inscriptions, pp. 147, 157.‬‬
‫‪(92) Stephen Langdon, Building Inscriptions, p. 125.‬‬

‫‪University of Misan/Collage of Education‬‬ ‫‪30‬‬


Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34

(93) Andrew George, “A stele of Nebuchadnezzar II [Tower of Babel stele]” In: George,
Andrew (ed.), Cuneiform Royal Inscriptions and Related Texts in the Schøyen
Collection. Bethesda, Md, 2011, p. 160.
(94)Robert William Rogers, Cuneiform parallels to the Old Testament, New York, 1912,
p.373.
(95) Andrew George, “Xerxes and the Tower of Babel”, p. 474.
(96) A. R. George, “The Tower of Babel: archaeology, history and cuneiform texts”, p. 88.
(97) Hanspeter Schaudig, Die Inschriften Nabonids von Babylon und Kyros’ des Großen,
Ugarit-Verlag Münster, 2001, p. 475.
(98)Stephen Langdon, “New Inscriptions of Nabuna'id”, The American Journal of Semitic
Languages and Literatures, Vol. 32, No. 2, 1916, pp. 102-117
(99)A. R. George, “Other Neo-Babylonian Royal Inscriptions”, in A. R. George(ed),
Cuneiform Royal Inscriptions and Related Texts in the Schøyen Collection, Cornell
University Studies in Assyriology and Sumerology(CUSAS), Vol 17, Bethesda, Maryland,
2011, pp. 185-6.
.‫ إذ تضمنت تفصيال مهما عن إعادة إعمار أو بناء‬،‫النصوص المكتشفة التي تعود للملك َنبونئيد‬
َ ‫) من أهم‬100(
C. J. Gadd,“The Harran Inscriptions of Nabonidus”,Anatolian Studies,Vol.8,1958, pp.35-92
(101)Rocio Da Riva, The Neo-Babylonian Royal Inscriptions: An Introduction, Münster
Germany, 2008, p. 18.
(102) Irving Finkel, “The Cyrus Cylinder:The Babylonian Perspective“, in Irving Finkel(ed),
The Cyrus Cylinder: The Great Persian Edict from Babylon, New York, 2013, p. 7.
ّ ‫ علما‬،)‫ بكبير آلهة الرومان جوبيتر(كوكب المشتري‬،)‫) أورد المترجم مقارنة لكبير اآللهة الباِبلية بيل(مردوخ‬103(
‫إن اإلله‬
‫ذكر تسمية‬ َ ُ‫ ولم ت‬،‫ هو اإلله زيوس(زفس) كبير اآللهة اليونانية‬،‫النص اليوناني(األغريقي) للمؤرخ هيرودوتس‬ َ ‫المذكور في‬
،‫النص الخاص بمدينة باِبل وزقورتها بل ُذ ِك َرت تسمية زيوس فقط للتعبير عن كبير آلهة مدينة باِبل‬ َ ‫بيل أيضاُ في ذلك‬
‫سفر أرميا وأشعيا من العهد القديم‬ ِ ‫ وقد ورد ذكرها في‬،‫إن تسمية بيل داللة لإلله مردوخ مع تسمية اإلله نابو‬ ّ ‫علما‬
:‫ للمزيد ينظر‬،)46:1 ،‫التوراة(أش‬
Geoffrey Steadman, Herodotus’ Histories Book 1: Greek Text with Facing Vocabulary and
Commentary, 2nd (ed), 1912, p. 196.
‫ أما‬،‫م تقريبا‬200‫ أي بمقدار‬،‫ من الميل‬8/1 ‫) يعد الفورلونغ من وحدات قياس طول النظام البريطاني القديم ويعادل‬104(
‫ هي وحدة قياس الطول اليونانية المعروفة‬،‫المؤرخ هيرودوتس األغريقي‬ ِ ‫وحدة القياس المذكورة في َنص‬
:‫ ينظر‬،‫م تقريبا‬180 ‫ ما يعادل نحو‬،‫ قدم‬583‫ وهي بمقدار‬،(Stade)‫باألستاديا‬
Geoffrey Steadman, Herodotus’ Histories Book 1: Greek Text, p. 196.
University of Misan/Collage of Education 31
Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34

(105) George Rawlinson, The History of Herodotus, Book 1, Ch, 182, p. 92.
‫ عاش في البالط الملكي الفارسي في فترة حكم الملك‬،‫ طبيب ومؤرخ يوناني‬،‫) ستسياس أو كتسياس الكنيدوسي‬106(
‫ وفيه تطرق في‬،‫ أي بالد الفرس‬،(Presica)‫ من أهم مؤلفاته ِكتاب بريسيكا‬،)‫م‬.‫ق‬359-404(‫األخميني أرتحششتا الثاني‬
ِ
‫المؤرخ والفيلسوف والجندي‬ ِ
‫ وعاصره‬،‫المؤرخ اليوناني هيرودوتس‬ ِ
‫المؤرخين بعد‬ ّ ،‫قسم منه إلى بالد باِبل‬
‫ويعد من أهم‬
‫ في تمرده‬،‫ الذي صاحب الملك األخميني كورش األصغر بجيش يوناني من المرتزقة‬،)‫م‬.‫ق‬354-431(‫المرتزق زينفون‬
ِ
‫ وبعد خسارة‬،‫المؤرخ والطبيب كتسياس الكنيدوسي‬ ‫ضد أخية الملك أرتحششتا الثاني الذي صاحبه آنذاك في نفس الوقت‬
‫ وثق زينفون تراجع جيشه اليوناني المرتزق في‬،‫الملك كورش األصغر المعركة في منطقة كوناكسا شمال غرب مدينة باِبل‬
:‫ ينظر‬،‫ للمزيد‬.‫ِكتاب األناباسيس أي الصعود أو حملة العشرة آالف‬
William Smith, A New Classical Dictionary of Greek and Roman Biography, Mythology and
Geography, Harper & Brothers, New York, 1884. p. 232. p. 232. ; Jan P. Stronk,
“Ctesias of Cnidus, a Reappraisal”, Mnemosyne, Fourth Series, Vol. 60, No. 1, 2007, pp.
25-58. ; Lloyd Llewellyn-Jones and James Robson, Ctesias' 'History of Persia': Tales of
the Orient, Routledge, London-New York, 2010, p.
(107) Lloyd Llewellyn-Jones and James Robson, Ctesias' 'History of Persia': Tales of the
Orient, Routledge, London-New York, 2010, pp. 122-123.
(108)G. Booth Esq(Translated), The Historical Library of Diodorus the Sicilian: in Fifteen
Books. to which are Added the Fragments of Diodorus, and those Published By H.
Valesius, I. Rhodomannus, and F. Ursinus, Vol 1, London, 1814, pp. 107-108.
.9-1 :11 ،‫) تكوين‬109(
ِ ‫ أحد َك‬،)‫) يعد بيروسس أو ِبرعوشا(التسمية اآلرامية) أو بعل رعيشو(اإلله بعل يرعاه‬110(
‫ في‬،‫هنة َمعبد اإلله َمردوخ‬ َ َ َ َ َ ُ َُّ
ِ ِ
-281(‫عاش في ُمدة ُحكم الملك السلوقي أنطيوخس األول‬ ِ ِ ِ ِ
،‫مدينة باِبل‬
َ ‫شار إلى ّأنه‬
َ ‫وي‬
ُ ،‫ومؤرخا لتأريخ العراق القديم قديما‬
ِ ‫ ِمن ِت‬،‫ تأريخ ِبالد باِبل في موسوعة‬،‫اللغة األغريقية‬
‫ إال‬،(Babylonicia)‫ ُس ّمَيت بابيلونيكيا‬،‫سعة ُكتب‬ ِ ‫وكتب ِب‬
ْ َ ،)‫م‬.‫ق‬261
ِ ِ ِ ِ
‫ ال سيما‬،‫عنه‬
ُ ‫المتأخرين‬ ُ ‫ م ْن َبعض المؤرِخون‬،‫ومقتَطفات‬ ُ ‫ وُنس َبت له ُمقتَبسات‬،‫عمله الكبير مفقود‬
ُ ‫أن‬
ّ ،‫م ّما يؤسف له‬
:‫ للمز ِيد ُينظر‬،‫المؤرخ اليوناني يوسيبيوس ال َقيصري‬
ِ
William Smith, A New Classical Dictionary of Greek and Roman, pp. 142-143. ; Robert
Drews, “The Babylonian Chronicles and Berossus”, Iraq, Vol. 37, No.1, 1975, pp.39-55.
(111) Isaac Preston Cory, The Ancient Fragments: Containing What Remains of the
Writings of Sanchoniatho, Berossus, Abydenus, Megasthenes, and Manetho Also the
Hermetic Creed, the Old Chronicle, the Laterculus of Eratosthenes, the Tyrian Annals, the
Oracles of Zoroaster, and the Periplus of Hanno, London, 1828, p. 23.
(112)T.E. Page & Others (ed), The Geography of Strabo, with an English
Translation by Horace Leonard Jones, in Eight Volumes, Vol 7, London, pp. 199-201.
University of Misan/Collage of Education 32
Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34

(113)Andrew George, “Xerxes and the Tower of Babel”, in John Simpson and John Curtis,
The World of Achaemenid Persia: History, Art and Society in Iran and the Ancient Near
East, New York, 2010, pp. 472-479.
(114) Arrian, The Anabasis of Alexander or The history of the wars and conquests of
Alexander the Great. translated by Edward James Chinnock, London, 1884, Book 3, p.171.
.24-12‫ ص‬،‫ عجائب الدنيا في عمارة باِبل‬،‫ فرينز كريشن‬:‫ ينظر‬،‫) للمزيد من التفاصيل‬115(
St. Langdon, “Assyriological Notes”, Revue d'Assyriologie et d'archéologie orientale (RA),
Vol. 15, No. 3, 1918, pp. 110-113. ; Robert Koldewey,The Excavations at Babylon,Tr.
Agnes S.Johns, London, 1914, pp. 192-4.
(116)Robert Koldewey, The Excavations at Babylon, Tr.Agnes S.Johns, London, 1914,
pp.229-231.
‫ أي الذراع الذي‬،(cubit) ‫ بصيغة كيوبيت‬،(ammata)‫)ترجم الباحث هنا وحدة مقياس الذراع الباِبلي المسمى آماتا‬117(
CAD, A/2, pp. 70-71. :‫ للمزيد ينظر‬،)‫سم تقريبا‬50‫يساوي قدم واحد وثمانية أنشات بالمقياس االنكليزي(ويساوي‬
‫(باللغة‬Ubanu)‫ جاء بصيغة اوبانو‬،‫يعد األصبع(عرض األبهام) أحد وحدات قياس الطول في العراق القديم‬ ّ )118(
‫ ويقابلها األنش في اللغة‬،‫سم‬2,54 ‫ التي تساوي‬،‫ وهو يساوي البوصة التي تعني االصبع في اللغة الفرنسية‬،‫األكدية‬
CAD, U/W, 3:a, pp. 6-7 :‫ للمزيد ينظر‬.‫األنكليزية‬
(119) Stephen Langdon, Building Inscriptions, p. 67.
(120)Jeremy Black & Anthony Green, Gods Demons and Symbols of Ancient Mesopotamia,
UK, 1992, p. 101.
(121) Erich Ebeling und Bruno Meissner, Reallexikon der Assyriologie(RLA), Vol.1, Berlin
und Leipzig, 1928, p. 361.
(122) Stephen Langdon, Building Inscriptions, pp. 125-127. ; St. Louis, “A Record of
Nebuchadnezzar VI Century, B.C.”, Bulletin of the City Art Museum of St. Louis, Vol. 13,
No. 4, 1928, pp. 51-52.
(123) Paul-Alain Beaulieu “A New Inscription of Nebuchadnezzar II Commemorating the
Restoration of Emaḫ in Babylon”, Iraq, Vol. 59 ,1997, p. 96.
(124)Sidney Smith, “Miscellanea: Nabonidus' Restoration of E-MAŠ-DA-RI”, Revue
d'Assyriologie et d'archéologie orientale (RA), Vol. 22, No. 2, 1925, p. 61.
ِ ‫)ورد اقدم ذكر للمعبد في‬125(
)‫م‬.‫ق‬1595-1894(‫ من العصر الباِبلي القديم من ساللة باِبل األولى‬،‫الكتابات الملكية‬
‫إيلونا‬-‫النص الثاني للملك الباِبلي سمسو‬
َ ‫ و‬،)‫م‬.‫ق‬1750-1792(‫ أحدهما يعود للماك الباِبلي حمورابي‬،‫سيما في َنصين‬
:‫ للمزيد ُينظر‬،)‫م‬.‫ق‬1712-1794(

University of Misan/Collage of Education 33


Volume 18, Issue 36, (2022), PP 1 - 34

Douglas. R Frayne, “Old Babylonian Period(2003-1595 BC)”, The Royal Inscriptions of


Mesopotamia Early Periods(RIME),Vol/4, Toronto, 1990, pp. 355, 393.
(126) A. R. Georg, Babylonian Topographical Texts, p. 93.
(127) Stephen Langdon, Building Inscriptions, pp. 123-125.
(128) Ibid, p. 71.
(129) Ibid, p. 161.
(130)Rocío Da Riva, The Inscriptions of Nabopolassar,Amel-Marduk and Neriglissar,
Studies in Ancient Near Eastern Records (SANER), Vol 3, Boston / Berlin, 2013, p. 119.
(131) Rocío Da Riva, The Inscriptions of Nabopolassar, Amēl-Marduk, p. 133.
(132) George Rawlinson, The History of Herodotus, Book 1, Ch, 183, p. 93.
.3 :6 ،‫( باروخ‬133)

University of Misan/Collage of Education 34

You might also like