Professional Documents
Culture Documents
شواهد البديع في سورة الشورى PDF
شواهد البديع في سورة الشورى PDF
رسالة
إشراف:
2021م 1443/ه
اّلل الرمحن الرحيم
بسم ه
1
إقرار أصالة البحث
أقر أب ّن هذه الرسالة اليت أق ّدمها حتت املوضوع ( :شواهد البديع يف سورة الشورى) إمنا كان
ّ
من نتاج جهدي اخلالص ،ابثتثناء ما أشرت يف املصادر واملراجع ،وأ ّن هذه الرسالة مل يق ّدم
أي مؤسسة تعليمية أو حبثية أخرى.
أي درجة علمية أو حبث علمي لدى ّ
من قبل لنيل ّ
التوقيع
أ
موافقة املشرف على الرسالة
وهبذا نق ّدم الطالب إىل جملس املناقشة أبسرع وقت ،وأخريا نرجو منكم اإلهتمام.
ب
قرار جلنة املناقشة
جلنة املناقشة
)..............( .............................................................
)..............( .............................................................
)..............( .............................................................
ج
مستخلص البحث
زين مفتاح مشس اهلداية .رقم الطالب .16.1.1.0187 :موضوع البحث :شواهد البديع
يف سورة الشورى .تعليم اللغة العربية 1443 .ه 2021 /م.
قام الباحث بدراسة أنواع البديع حسب تقسيم القزويين يف كتابه تلخيص املفتاح يف سورة
الشورى دراسة وصفية حتليلية بتتبع آايهتا آية آية الستنباط أنواع البديع املكمونة فيها ،مث
إخراجها مقرونة ببيان موجز عن كل نوع منها ،قاصدا حل املشكلة اليت تنصب على أغلب
دارسي علم البالغة عموما ودارسي كتاب تلخيص املفتاح خصوصا ،وهي صعوبة يف تطبيق
ما درسوه من القواعد البالغية على النصوص العربية مع فهمهم لتلك القواعد.
وانتهج الباحث يف هذا البحث مبنهج واحد ،هو املنهج الوصفي التحليلي ،هو يف صورته
العملية يتمثل يف مشاهدة ظاهرة على صورهتا احلقيقية ،ومن مث استحضار اإلنسانية ،والعمل
على وضع إطار وصفي هلا ،مث جتميع املعلومات حوهلا ،والتعرف على أسباب احلدوث ،ويف
ضوء ذلك يضع الباحث نتائجه ،ومنهج يتألف من ثالث مراحل وهي :تفكيك املشكلة
إىل جزئيات مث التقومي لكل جزء بصفة مستقلة ،مث تركيب املفاهيم للوصول إىل االستنتاج
العلمي يف النهاية ،فالباحث بعد أن استنبط أنواع البديع من سورة الشورى سيضع لكل
منها بياان تفصيليا حىت تكون أوضح وأظهر.
ومن نتائج البحث أن أنواع احملسنات املعنوية اليت استطاع الباحث استخراجها من سورة
الشورى فعشرة وهي الطباق ،واملقابلة ،والتناسب ،واملشاكلة ،والتورية ،واجلمع ،والتفريق،
والتقسيم ،واجلمع مع التفريق ،واإلدماج ،أما مواضعها يف سورة الشورى فهي :موضع الطباق
عشرة مواضع ،وموضع املقابلة واحد ،وموضع التناسب أربعة مواضيع ،وموضع املشاكلة
د
واحد ،وموضع التورية أربعة مواضع ،وموضع اجلمع اثنان ،وموضع التفريق واحد ،وموضع
التقسيم واحد ،وموضع اجلمع مع التفريق واحد ،وموضع اإلدماج ثالثة مواضع.
احملسنات اللفظية اليت استطاع الباحث استخراجها من سورة الشورى فثالثة وهي
أما أنواع ّ
اجلناس ،والسجع ،واملوازنة ،أما مواضعها يف سورة الشورى فهي :موضع اجلناس اثنان،
وموضع السجع سبعة مواضع ،وموضع املوازنة سبعة مواضع.
الكلمات املفتاحية :سورة الشورى ،والبالغة ،والبديع ،واحملسنات اللفية ،واحملسنات املعنوية.
ه
ABSTRAK
83+-
و
ayat-ayatnya dan keserupaan harakât dan huruf serta
wazan didalamnya, dan pengulangan kata yang terdapat di
akhir dan awal ayatnya, hingga keindahan makna dari
kalimat-kalimat tersebut sesuai pembagian ilmu badi’.
ز
اإلهداء
أمي
ح
الشكر والتقدير
أق ّدم جزيل الشكر والتقدير لسيادة املشايخ الكرام األجالء األعزاء الذين بذلوا حياهتم يف
الكفاح يف سبيل العلم .وأق ّدم احرتامي كذالك لكل من له فضل علينا ،وأم ّدان إبمدادات ال
وخنص ابلذكر :
ّ حتصى.
فضيلة األستاذ الدكتور العامل العالمة الشيخ حممد حسن هيتو مؤسس جامعة اإلمام الشافعي
املنجد
فضيلة الشيخ الدكتور ماهر حسن ّ
فضيلة الشيخ علي القصيبايت
جزاهم هللا أحسن احلزاء وخفض هلم جناح الذل من الرمحة يف داران الدنيا ويف دار البقاء.
ط
حمتوايت البحث
مستخلص البحث............................................................ه
...........................................................زABSTRAK
اإلهداء......................................................................ي
كلمة الشكر.................................................................ك
حمتوايت البحث..............................................................ل
ك
الفصل اخلامس :اخلامتة
1.5نتائج البحث 73 ........................................................
2.5االقرتاحات 76 ..........................................................
3.5املصادر واملراجع 77 .....................................................
ل
الفصل األول
املقدمة
1.1خلفية املشكلة
إن اللغة العربية لغة خالدة ،لن تنقرض مبضي الزمن منذ أن وجدت ،وهي لغة
املسلمني ،إذ هبا جاء التنزيل الذي هو مصدر التشريع اإلسالمي ،وهبا كفاان شرفا وجمدا،
وانتشرت هذه اللغة مع انتشار اإلسالم وحضارته فأصبحت لغة العلم واألدب والسياسة،
ومن أهم علوم اللغة العربية علم البالغة.
وعلم البالغة قد بلغت غايته يف األمهية ،فمن تعلم العربية اكتفاء ابلنحو والصرف،
واستغىن عنه مل يؤمن وقوعه يف الغلط يف فهم كالم العرب بل كالم هللا تعاىل ،وهو الذي
يودي إىل زلة أقدام كثري من طلبة العلم اليوم حىت وقعوا يف شبهة ال خملص منها ،سواء كانت
يف الفقه أو العقيدة ،وما أخطرها فيها ،وما السبب يف ذلك إال تقصريهم وهتاوهنم يف علم
اللغة العربية ،وعدم استيعاهبم لشىت التفاصيل فيه ،وخصوصا إمهاهلم علم البالغة ،إذ هو
يكشف عما مل يصل إليه النحو والصرف من املعان الدقيقة اليت تنقذ ذائقها من األوهام
والزالت.
كانت مسائل هذا العلم جمرد نتف مبعثرة ال تسمن وال تغين من جوع إىل أن جاء
إمام حلبة الفصحاء أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرمحن اجلرجان املتوىف سنة 471هـ فجمع
متفرقاهتا ،وأقام بناءها على أسس متينة يف كتابيه "أسرار البالغة" ،و"دالئل اإلعجاز" وأحكم
بنياهنا بضرب األمثلة والشواهد ،وأتى مبا مل أيت به سالفوه ،فرأى أن العربة ابلرتاكيب ال
ابأللفاظ ،وهاهي نظريته املشهورة املسماة بنظرية النظم.
ومن أهم ما كتب يف هذا الفن الباب الثالث من كتاب مفتاح العلوم للسكاكي حيث
مجع شوارد علم البالغة ،ورتبه أحسن الرتتيب ،وهذبه ،وبني فيه ما هو قومي وما هو ساقط.
مل أيت مبثل ما آتى به أحد من األولني واملتأخرين حيث أبدع يف التنويع والتقسيم ،وإن
1
تصدى يف سبيل ذلك االعرتاضات ممن يرى أن علم البالغة متحض لدراسة الكالم من
حيث مجاله وعذوبته فقط بعيدا عن االصطالت املنطقية والفلسفية ،فمن املعرتضني عليه
الشيخ أمحد مصطفى املراغي حيث قال يف كتابه "علوم البالغة البيان واملعان والبديع" أثناء
كالمه عن اإلمام السكاكي ":لوال أن املؤلف أولع بتطبيق أساليب العرب على علوم اليوانن
واصطالحاهتم مع ما بينهما من بعد الدار ،وشط املزار واختالف البيئات وتباين املعتقدات،
1
لكان خري كتاب أخرج يف هذه الفنون ،جلمعه شتاهتا ،وضمه ما تفرق من قواعدها".
ورغم ما انل هذا الباب من التشويه والتبشيع ،فإن له دورا مهما يف تطوير فن البالغة
حيث فصله ثالثة فنون معان وبيان وبديع ،ووضع يف كل أحبااث وأبوااب مشى عليها من بعده
من متأخري علماء البالغة يف أتليفهم الكتب البالغية إىل يومنا احلاضر ،وإن كان قد أشري
إىل الفنون الثالثة يف كتب املتقدمني ككتاب أب هالل العسكري "الصناعتني صناعيت النثر
والنظم" 2لكن السكاكي هو أول من بوهبا ورتبها وفصلها تفصيال حييط بكثري من قواعدها
املبعثرة يف األمهات ،ومزجه البالغة ابلعقليات ليس عمال عبثيا عدمي النفع بل العكس كان
عمله إبداعا ال يسبقه أحد إذ كانت أصول الشرائع مبحتواها العقليات والنقليات مرجعها
إىل اللغة وكان علم البالغة من أسسها ،فهو ذو فضل عظيم يف هذا الباب.
فمن شأن املطول أن خيتصر ،ومن أجل خمتصراته كتاب تلخيص املفتاح للخطيب
القزويين ،فنقحه من احلشو والتطويل ،واختصر ألفاظه أبوجز العبارات اليت حتوى حبر املعان
تقريبا لتناوله وتسهيال لطلبة العلم يف فهمه ،وزاد على أصله برتجيحات وحتقيقات ،فهو
كتاب عظيم النفع والشأن كما صوره اإلمام التفتازان يف مقدمة كتابه "املطول" ما نصه :
"إذ قد وجدته خمتصرا جامعا لغرز هذا الفن وقواعده ،حاواي لنكت مسائله وعوائده ،حمتواي
على حقائق هي لباب آراء املتقدمني ،منطواي على دقائق هي نتائج أفكار املتأخرين ،مائال
1املراغي ،أمحد مصطفى .)1993( .علوم البالغة البيان واملعاين والبديع .بريوت :لبنان .دار الكتب العلمية .ط(.)3
ج .1 :ص.9 :
2ينظر :علوم البالغة البيان واملعاين والبديع ،املرجع السابق .ص.8 :
2
عن غاية اإلطناب وهناية اإلجياز ،الئحا عليه خمايل السحر واإلعجاز 3".واعتين هبذا الكتاب
عدد كثري من العلماء منهم اإلمام التفتازان الذي وضع له شرحا مساه "املطول" املتقدم ذكره
مث اختصر شرحه يف كتاب مساه "خمتصر املطول" وغريه من العلماء املعتربين يف هذا الفن.
فلقي قبوال فائقا لدي أويل األلباب حىت اختذ منهجا وأساسا لدارسي اللغة العربية
عموما وعلم البالغة خصوصا ،كما هو واقع يف بعض اجلامعات ،لقد أصبح كتاب التلخيص
مقررا لدراسة علم البالغة فيها ،فمن الضروري مبضي السنوات يف تدريس هذا الكتاب بدت
ملدرسه ودارسه إشكاالت البد من حلها ،منها أن الطالب لو وضع لديه نص قرآن مثال مل
يرد يف الكتاب مث أمر ابستنباط حكم بالغي قد مر عليه...عجز عن ذلك .وهو أبرز ما يف
الواقع ،وهناك إشكاالت كثرية مل تلتفت األنظار إليها .وذلك ألن الكتاب يعد من أعقد
الكتب البالغية ملا حيتاج يف فهمه إىل التمكن من بعض الكتب البالغية اليت دوهنا يف
الصعوبة ،ومن العلوم العربية والعقلية من حنو وصرف ومنطق ،فيورث العجز عن فهمه.
وذلك العجز يكون لألسباب العديدة منها صعوابت تعود إىل مادة البالغة العربية
نفسها ألهنا تعد عسرية على أبنائها قبل الناطقني بغريها ،وذلك لصعوبة فهم قواعدها ،وآلة
تطبيقها على اجلمل املختلفة ،فاألساليب العربية متنوعة ومتعددة؛ مما يشكل لبسا يف الفهم
والتطبيق .ومثة مشكلة تتعلق ابلقواعد العربية وصعوبة التمييز بينها وعلى سبيل املثال التشبيه
واالستعارة مثال ،فقد تبدو القاعدة سهلة يف ذلك يف التفريق بينهما ،ولكن ابلنسبة للناطقني
بغري العربية ال يبدو سهال .ومثل ذلك سائر فروع هذا العلم 4.ومن احليلة للتخلص من هذه
الصعوبة اإلكثار من األمثلة وحتضيض الطالب على اإلتيان أبمثلة متشاهبة .وهناك أسباب
3التفتازان ،سعد الدين مسعود ابن عمر .املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم .حتقيق :عبد اجلميد اهلنداوي .بريوت :
لبنان .دار الكتب العلمية .ط( .)3ج .1 :ص .126
4الزايدات ،تيسري حممد .)2016( .صعوابت تعليم البالغة العربية للناطقني بغريها "جامعة شرانق/تركيا أمنوذجا" .جملة
القسم العريب جامعة بنجاب .الهور :ابكستان .جامعة بنجاب .العدد .23 :ص -ص.224 – 223 :
3
أخرى كصعوابت تعود إىل فهم اللغة العربية أو إىل طريق تدريس البالغة أو إىل املدرس أو
إىل الطالب أو إىل كتاب البالغة املقرر وغريها من األسباب اليت ال ميكن حصرها.
.2.1تشخيص املشكلة
وعندما يالحظ الباحث ما عاانه دارسو علم البالغة من عسر فهم قواعد ومضمون
كتاب تلخيص املفتاح بل فهم علم البالغة نفسه ألسباب بعضها مذكور يف خلفية املشكلة،
انبعثت من أعماق الباحث إرادة حلل هذه املشكلة اخلطرية بقيام البحث الذي جيمع أمنوذجا
وأمثلة للقواعد البالغية ،لكنه تعذر للباحث استيعاب مجيع مباحثها لسعتها ،فاختار الباحث
فن البديع ألنه وإن كان جمرد التحسني والتزيني شأنه كشأن وعاء الطعام ،كلما ازداد مجاال
وروعا ازدادت الرغبة يف أكله ،وابلعكس كلما احنط مجاال وروعا وإن كان الطعام من ألذ
األطعمة احنطت الرغبة يف أكله ،وسيكون القرآن الكرمي مصدرا استخرج الباحث منه أمثلة
لفن البديع ،ألن القرآن الكرمي كالم هللا تعاىل خياطب به عباده وهم يثابون بتالوته وإن مل
يفهموا ،فكيف إذا فهموا!؟ ،وأيضا ألنه أقرب إىل األعجمي من حيث ترداده وتكراره من
األشعار العربية.
فبعد ما تبينت للباحث املشكلة اليت هي صعوبة يف فهم البالغة السيما يف تطبيقه
والتمييز بني أقسامه وأنواعه يف الكالم السابق ،أراد الباحث أن حيلها يف هذا البحث قدر
اإلمكان عن طريق تطبيق أنواع البديع يف القرآن الكرمي ،ولكن قبل ذلك البد أن يضع
الباحث حدود هذا البحث حىت متنع دخول ما ليس منه وخروج ما هو منه ،ومعلوم أنه ال
ميكن استيعاب مجيع السور ىف القرآن الكرمي إلجراء التطبيقات ألنواع البديع ،لذا قرر الباحث
أن خيتار سورة من القرآن الكرمي ،وهي سورة الشورى اعتمادا على تقسيم القزويىن ألنواع
4
البديع يف كتابه تلخيص املفتاح ،ملا ورد من اختالف العلماء يف أنواعه ،ولدقة تقسيم القزويين
اليت دلت على سعة علمه ،ولتخصيص هذا البحث خلدمة كتابه.
.4.1أسئلة البحث
بناء على سرد املشكلة السابقة ،سيقوم الباحث إبجابة األسئلة التالية:
اثلثا :ما سبب اختيار الباحث سورة الشورى لتطبيق أنواع البديع؟
رابعا :كيف تطبيق األمثلة ألنواع البديع من كتاب التلخيص يف سورة الشورى؟
.5.1أهداف البحث
.6.1أمهية البحث
إذا البحث خال من أمهية ،فجدير أن يوضع جانبا ،وال حرج يف إمهاله ،وما كان
هذا البحث خبال من األمهية ،فإنه ما مت إال ومعه منافع وفوائد تستدعى كل ذي إشكال يف
5
فهم البالغة على االنتفاع به ،وتزيل عنهم الغصة اليت متنعهم من تذوق املعان القرآنية السامية،
بعضها نظري واآلخر تطبيقي.
• أن يكون البحث إحدى العوامل يف ترقية دراسة اللغة العربية عموما وعلم البالغة
خصوصا.
• أن يستفيد من هذا البحث طلبة العلم عموما وطلبة اللغة العربية خصوصا يف فهم
علم البديع.
• أن ينكشف هبذا البحث ستار الصعوبة حال بني علم البالغة وبني دارسه.
• أن يعطي البحث يد العون لدارسي كتاب تلخيص حيث ازداد الفهم لكثرة األمثلة.
• أن يكون البحث مأخذا لألمثلة التدريبية لكتاب التلخيص امتحن به مدرسه فهم
الطالب ألنواع البديع.
.7.1منهج البحث
6
أن استنبط أنواع البديع من سورة الشورى سيضع لكل منها بياان تفصيليا حىت تكون أوضح
وأظهر.
.8.1مصادر البحث
ه .علوم البالغة للدكتور حممد أمحد قاسم و حمىي الدين ديب .
ظهر للباحث بعد تتبع املواقع يف اإلنرتنت أنه مل يقم أحد ابستخراح أنواع البديع
من سورة الشورى ،نعم تكاثر البحوث حول علم البديع وتطبيقه يف السور القرآنية ،لكنها
مل ختتص أبنواع البديع اليت قسمها اإلمام القزويين يف كتابه تلخيص املفتاح ،سيورد بعض ما
يتعلق هبا هاهنا :
7
• هدى برمي وغادر حممد " )2019( :احملسنات اللفظية يف سورة ايسني" ختصص
علوم اإلنسان من جامعة الشهيد محه حلضر الوادي .من نتائج البجث أن يف سورة
ايسني أنواع احملسنات اللفظية منها اجلناس واملوازنة واالقتباس والسجع والقلب ولزوم
ما ال يلزم والتصدير.
• سلمان سامل سالمة احلسون " )2016( :ألوان البديع يف سورة الكهف" كلية
اآلداب والعلوم من جامعة الشرق األوسط .من نتائج البحث أن يف سورة الكهف
أنواع البديع املعنوي واللفظي ،فمن املعنوي االستطراد والطباق واملبالغة واجلمع
واملقابلة واإلبداع الطي والنشر وائتالف اللفظ مع املعىن ،ومن اللفظي اجلناس
واملوازنة ورد أعجاز الكالم على ما تقدمه والسجع.
• نور العارفة " )2009( :احملسنات املعنوية واللفظية يف سورة امللك" كلية العلوم
اإلنسانية من اجلامعة اإلسالمية احلكومية موالان مالك إبراهيم ماالنج .حددت
الباحثة حب ثها يف تطبيق اجلناس والسجع والطباق والتذييل دون سائر أنواع البديع
األخرى ،فمن نتائج البحث أن يف سورة امللك سبع عشرة أية تضمن فيها اجلناس
والسجع والطباق والتذييل.
• عبد الرزاق " )2015( :احملسنات اللفظية و املعنوية ىف سورة النبأ" كلية العلوم
اإلنسانية من اجل امعة اإلسالمية احلكومية موالان مالك إبراهيم مالنج .ومن نتائج
البحث أن عدد اآلايت اليت تتضمن احملسنات اللفظية يف سورة النبأ ثالث وعشرون
آية .ووجد الباحث فيها أنواع احملسنات اللفظية ،منها املوازنة والسجع املطرف
والسجع املتوازن والرتصيع والتوافق ورد العجز على الصدر .وعدد اآلايت اليت
تتضمن على احملسنات املعنوية يف سورة النبأ مخس عشرة أية وهي تكون من نوع
االلتفات واملبالغة.
• حمفوظ " )2012( :احملسنات اللفظية واملعنوية يف آايت السجدة" كلية الرتبية
قسم تعليم اللغة العربية يف اجلامعة اإلسالمية احلكومية أنتارساري ابجنارماسني .من
نتائج حبثه أن احملسنات اللفظية اليت وجد الباحث فيها اجلناس يف سجدة االنشقاق،
8
والسجع يف سجدة النحل .وأما احملسنات املعنوية فيها فهي طباق يف سجدات
الرعد والنحل واإلسراء واحلج والنمل وفصلت ومرمي والعلق ،وتقسيم يف سجدة
احلج.
فامتاز هذا البحث عن سائر البحوث املذكورة أبنه سيفصل أنواع البديع حسب تقسيم
القزويين يف سورة الشورى وسيشرح شرحا وافيا لكل شاهد فيهما.
.10.1خطة البحث
.1.1خلفية البحث
.2.1تشخيص املشكلة
.3.1حدود املشكلة
.4.1أسئلة البحث
.5.1أهداف البحث
.6.1أمهية البحث
.7.1منهج البحث
.8.1مصادر البحث
.9.1الدراسات السابقة
.10.1خطة البحث
9
الفصل الثاين :علم البالغة وعلم البديع
1.2علم البالغة
1.1.2تعريفه
2.1.2نشأته
3.1.2أقسامه
2.2علم البديع
1.2.2تعريفه
2.2.2نشأته وواضعه
3.2.2أنواعه عند اإلمام القزويين
10
4.3حملة عن سورة اجلاثية
5.3سبب اختيار السورة
.1نتيجة البحث
.2اقرتاحات
.3املراجع
11
الفصل الثاين
علم البالغة ونشأته وعلم البيدع ونشأته
1.2علم البالغة
1.1.2تعريفه
البالغة يف اللغة بلغ الشيء بلوغا أي وصل إليه وانتهى إليه وبلغ فالن بالغة أي
فصح وحسن بيانه ،ويف االصطالح وصف للكالم واملتكلم يقال كالم بليغ ومتكلم بليغ.6
البالغة يف الكالم :مطابقته ملقتضى احلال ،مع فصاحته ،7فاحلال هو األمر الداعي
إىل التكلم بوجه خمصوص ،وهذا الوجه يسمى مقتضى احلال ،مثال كون املخاطب غبيا
حال يقتضى اإلطناب ،فاإلطناب مقتضاها ،ومعىن مطابقته ملقتضى احلال أن احلال إن
اقتضى اإلطناب كان الكالم مطنبا وإن اقتضى اإلجياز كان الكالم موجزا ،فارتفاع شأن
الكالم واحنطاطه حسب مطابقته ملقتضى احلال ،والبالغة يف املتكلم :ملكة يقتدر هبا على
8
أتليف كالم بليغ.
فكل كالم بليغ فصيح وال عكس ،ألن الكالم وإن كان ساملا من ضعف التأليف
وتنافر الكلمات والتعقيد ال يلزم منه أن يكون بليغا إال إذا كان مطابقا حلال السامع.
2.1.2نشأته وتتطوره
اشتهر العرب يف جاهليتهم بفصاحة اللسان ،وبالغة القول ،ومجال التعبري واإلجياز
والتجنب عن فضول الكالم ،وكان ذلك كله سليقة وطبعا ،مل يكن عن قواعد درسوها
6اهلامشي ،أمحد( .د ت) .جواهري البالغة .حتقيق :د .يوسف الصميلي .بريوت :صيدا .املكتبة العصرية .ط(د ت).
ج .1 :ص .40 :
7ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص .17
8ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص .17
12
ومارسوها ،بيد أن هلم مالحظات نقدية على بعض الشعراء ،سجلتها كتب األدب والنقد
فيما بعد ،كما روي عنهم ( :أن النابغة الذبيان كان حكم العرب يف اجلاهلية وكانوا يضربون
له قبة من أدم بسوق عكاظ ،فتأتيه الشعراء ،فتعرض عليه أشعارها ،فيقول فيها كلمته فتسري
يف الناس وال يستطيع أحد أن ينقضها.
قالوا :وقد جلس النابغة للفصل مرة وتقاطر عليه الشعراء ينشدون بني يديه آخر ما
أحد ثوه من الشعر ،أو أجود ما أحدثوه ،وكان فيمن أنشده :أبو بصري ميمون أعشى بين
قيس ،فما إن مسع قصيدته حىت قضى له ،مث جاء من بعده شعراء كثريون فيهم حسان بن
اثبت األنصاري فأنشدوه ،وجاءت يف أخرايت القوم :متاضر بنت عمرو بن الشريد اخلنساء،
فأنشدته رائبتها اليت ترثى فيها أخاها صخراً ،واليت تقول فيها :
وإن صخراً لنأمت اهلداة به ...كأنه علم يف رأسه انر
فريوقه هذا الكالم وأيخذ مبجامعه فيقول للخنساء :لوال أن أاب بصري أنشدن آنفاً
لقلت :إنك أشعر اجلن واإلنس! ويسمع حسان ذلك فتأخذه الغرية ويذهب الغضب
بتجلده ،فيقول للنابغة" :أان -وهللا -أشعر منها ،ومنك ،ومن أبيك! ! " ،فيقبل عليه أبو
أمامة ،فيسأله :حيث تقول ماذا؟ ،فيقول :حيث أقول:
لنا اجلفنات الغر يلممن ابلضحى ...وأسيافنا يقطرن من جندة دما
ولدان بين العنقاء وابين حمرق ...فأكرم بنا خاالً وأكرم بنا ابنما
فيقبل عليه النابغة ،فيقول" :إنك شاعر" ولكنك أقللت جفانك وسيوفك وقلت" :يلمعن
ابلضحى" ولو قلت" :يربقن ابلدجى" لكان أبلغ يف املديح ،ألن الضيف يف الليل أكثر،
وقلت" :يقطرن من جندة دماً" ولو قلت" :جيرين" لكان أكثر إلنصباب الدم).9
9عبد الرازق ،حسن إمساعيل .)2006( .البالغة الصافية يف املعاين والبيان والبديع .القاهرة .املكتبة األزهرية للرتاث.
ط ( .)1ص .5 :
13
وبذلك تبني أهنم قد نظروا إىل املقام وما يقتضيه من كالم وإىل صحة الوزن وانسجامه
وإىل املعىن وصوابه ،وإىل القصيدة بتمامها ،وإىل نتاج الشاعر مجيعه ،كما يظهر ذلك من
اختيارهم املعلقات ،ومن تلقيبهم شعراءهم أبلقاب تشعر على مدى إحساهنم ،كالنابغة،
واألفوه ،واملرقش ،واملثقب ،واملنخل ،واملتنخل.
والح فجر اإلسالم ،وطلعت مشس النبوة ،وتواىل نزول آايت القرآن بلسان عرب
مبني على قلب حممد (صلى هللا عليه وسلم) ،فيتلوها على أصحابه ،ويتلوها أصحابه على
أمساع املسلمني فيحفظوهنا ،وترتدد على أمساعهم آانء الليل وأطراف النهار ،ودهش العرب
ببالغة القرآن الكرمي ،ويسلمون بعجزهم عن أن جييئوا مبثل أقصر سورة من القرآن ،وصار
املعاندون ممن كفروا به وأنكروه يقولون مرة :إنه شعر ،ومرة أخرى :إنه سحر ،وقد كانوا
جيدون له وقعا يف القلوب يريبهم وحيريهم ،فلم يلبثوا إال أن يعرتفوا به نوعا من االعرتاف،
وهلذا قال قائلهم :إن له حلالوة ،وإن عليه لطالوة ،أقبل املسلمون على القرآن الكرمي،
فسلمت أذواقهم ،وعرفوا من خواص الرتاكيب ما مل يكونوا يعرفون ،وشهدوا من مظاهر النظم
وخصائصه ما مل يكونوا يشهدون ،وكانت أحاديث الرسول (صلى هللا عليه وسلم) وهو الذي
أعطى جوامع الكلم ،ترتدد على األمساع ،واخللفاء الراشدون -رضوان هللا عليهم -كانوا
خطباء مفوهني ،وكانت هلم مالحظات يف نقد الكالم وبالغته.10
وإىل جانب كالم هللا تعاىل ،وحديث الرسول (صلى هللا عليه وسلم) وخطب اخللفاء
الراشدين ومالحظاهتم فإن أمورا أخرى حصلت يف اإلسالم دعت إىل االهتمام بصياغة
القول ونظم الرتاكيب وتصوير املعان صورا رائعة جذابة ،كالصراع بني األنصار واملهاجرين
على اخلالفة ،واخلالف الذي نشب بني علي ومعاوية -رضي هللا عنهما.
فلما كان عصر بين أمية كثرت املالحظات البالغية ،الزدهار اخلطابة وتنوعها يف
هذا العصر ،وألن العرب كانوا قد استقروا يف املدن واألمصار ،وقامت األسواق األدبية فيها.
10ينظر :البالغة الصافية يف املعاين والبيان والبديع ،املرجع السابق .ص .6 :
14
وقد كانت تلك املالحظات البالغية أساسا للدراسات البالغية اليت بدأ تدوينها يف
العصر العباسي ،وقد كان أول علم يصنف فيه من علوم البالغة الثالثة" :املعان ،والبيان،
والبديع" ،هو علم البيان ،فقد صنف أبو عبيدة معمر بن املثىن املتويف سنة 206هـ كتابه
"جماز القرآن" بعد سؤال وجه إليه يف جملس الفضل ابن الربيع وايل البصرة للمأمون بن هارون
الرشيد عن معىن قول هللا تعاىل -يف شجرة الزقوم{ :طَلْعها َكأَنَّه رءوس الشَّي ِ
اط ِ
ني} َُ ُ ُُ ُ َ
[الصافات ] 65 :وكيف شبه الطلق برءوس الشياطني وهي مل تعرف بعد ،وينبغي التشبيه
بشيء معروف ،حىت يتبني املشبه ويتضح فأجاب أبو عبيدة ،أبنه على حد قول امرئ
القيس:
11ينظر :البالغة الصافية يف املعاين والبيان والبديع ،املرجع السابق .ص .7 :
15
وزاد معاصره قدامة بن جعفر املتويف سنة 337هـ عشرين نوعا اتفق معه يف سبعة منها،
فكان مجلة ما زاده ثالثة عشر ،فكمل ما مجعه ثالثني نوعاً ،مث أوصلها أبو هالل العسكري
يف كتابه "الصناعتني" إىل مخسة وثالثني ،ومجع ابن رشيق املتويف سنة 463هـ يف كتابه
"العمدة" مثلها ،وملا جاء أبو يعقوب السكاكي املتويف سنة 626هـ نظم علوم البالغة يف
القسم الثالث من كتابه "مفتاح العلوم" وفصل أبواهبا ،ورتب مسائلها ،وكل من جاء بعده
من البالغيني قد اعتمدوا على ما قاله السكاكي يف كتابه هذا.12
• علم املعان
املعان مجع معىن وهو يف اللغة :املقصود ،ويف االصطالح ما عرفه اإلمام القزويين أبنه
علم يعرف به أحوال اللفظ العرب اليت يطابق مقتضى احلال ،13وقال السكاكي ":علم املعان
هو تتبع خواص تراكيب الكالم يف اإلفادة وما يتصل هبا من االستحسان وغريه ،ليحرتز
ابلوقوف عليها عن اخلطأ يف تطبيق الكالم على ما تقتضي احلال.14
وتنحصر مباحثه يف أحوال اإلسناد اخلربي وأحوال املسند وأحوال املسند إليه والقصر
واإلنشاء والفصل والوصل واإلجياز واإلطناب واملساواة.
واضع هذا العلم هو الشيخ عبد القاهر اجلرجان املتويف سنة 471هـ املشهور بكتابه
داللة اإلعجاز حيث وضع فيه نظريته الرائعة وهي نظرية النظم ،فريي أن حسن الكالم
وإعجازه مل يكن يف األلفاظ بل يف تركيبها.
12ينظر :البالغة الصافية يف املعاين والبيان والبديع ،املرجع السابق .ص .8 :
13ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.8 :
14السكاكي ،أبو يعقوب يوسف ابن أب بكر .)1987( .مفتاح العلوم .حتقيق :بعيم زرزور .بيزوت – لبنان .دار
الكتب العلمية .ط ( .)2ص.161 :
16
• علم البيان
البيان يف اللغة الكشف واإليضاح ،ويف االصطالح أصول وقواعد يعرف هبا إيراد املعىن
الواحد بطرق خمتلفة ،15فاملعىن الواحد ميكن إيراده أبساليب متنوعة مثال قول الشاعر:
ب َ ُْ َ َ َُ ض ِاب ْخلَ ِسْي ِ
س إِ َىل الْعُلَى ...وا ْجل ْهل يـ ْقعُ ُد ِابلْ َف َىت الْم ْنسو ِ ِ
العلْ ُم يـَْنـ َه ُ
النهر يطوفون،
وقول سيدان علي كرم هللا وجهه ":العلم هنر واحلكمة حبر ،والعلماء حول ّ
واحلكماء وسط البحر يغوصون" ،فإن يف هذه األقوال بيان معىن فضل العلم ،لكنه يصاغ
بطرق خمتلفة ،بعضها أبني وأوضح من بعض لتضمنه مشهدا حسيا يقرب السامع إىل فهم
ما يراد ابلكالم من فضل العلم.
ويف علم البيان ثالثة مباحث ،التشبيه واجملاز واالستعارة ،وعد أبو عبيدة أول من دون مسائله
يف كتابه "جماز القرآن".
• علم البديع
وهذا العلم هو الذي كان الباحث يف صدده ،فستأيت تفاصيله
2.2علم البديع
1.2.2تعريفه
البديع يف اللغة املخرتع املوجد على غري مثال سابق ،وهو مأخوذ ومشتق من قوهلم
:بدع الشيء ،وأبدعه ،اخرتعه ال على مثال سابق ،ويف االصطالح ما عرفه اإلمام اخلطيب
القزويين أبنه علم يعرف به وجوه حتسني الكالم بعد رعاية املطابقة ووضوح الداللة.16
15ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.8 :
املرجع السابق .ص .94 : 16ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،
17
2.2نشأته وواضعه
قالوا :إن أول من دون يف هذا الفن "عبد هللا بن املعتز العباسي" املتوىف سنة ( 274هجرية)
إذ مجع ما اكتشفه يف الشعر من احملسنات وكتب فيه كتااب جعل عنوانه عبارة " :البديع".
ذكر يف كتابه هذا سبعة عشر نوعا ،وقال :ما مجع ْقبلي فنون البديع أحد ،وال سبقين إىل
أتليفه مؤلف ،ومن رأى إضافة شيء من احملاسن إليه فله اختياره.
وجاء من بعده من أضاف أنواعا أُخر ،منهم على ما ذكر البالغيون :
" -جعفر بن قدامة" أديب بغدادي من كبار الكتاب متويف سنة (319هـ)
ألف كتااب مساه "نقد قدامة" ذكر فيه ثالثة عشر نوعا من أنواع البديع ،إضافة إىل ما سبق.
-مث "أبو هالل احلسن بن عبد هللا العسكري" املتويف سنة (395هـ) ،فقد مجع سبعة
وثالثني نوعا من أنواع البديع.
" -ابن رشيق احلسن بن رشيق القريوان" فجمع يف كتابه "العمدة" قرابة سبعة وثالثني نوعا
من أنواع البديع.
-مث "شرف الدين أمحد بن يوسف القيسي التيفاشي" من أهل "تيفاش" وهي إحدى قرى
"قفصة" إبفريقية ،ولد فيها ،وتعلم مبصر ،وويل القضاء يف بلده ،له عدة مؤلفات ،والدته
ووفاته يف (651 - 580هـ) .
-مث "عبد العظيم املشهور اببْ ِن أب ا ِإلصبع العدوان" البغدادي مث املصري ،شاعر من
العلماء ،له تصانيف حسنة ،منها كتابة "بديع القرآن" يف أنواع البديع الواردة يف القرآن،
والدته ووفاته (654 - 595هـ) وقد أوصل األنواع إىل تسعني نوعا".
-مث "صفي الدين عبد العزيز بن سرااي السنبسي الطائي احللي" وهو معروف ابسم "صفي
الدين احللي" ولد يف احللة "بني الكوفة وبغداد" ،والدته ووفاته 750 -677( :هـ) فأوصل
األنواع إىل مئة وأربعني نوعا ،ميكن مجع بعضها يف بعض.
18
-مث "عز الدين علي بن احلسني املوصلي" شاعر ،أديب ،من أهل املوصل ،سكن دمشق
وتويف فيها يف (789هـ) له مؤلف مساه "بديعية" وشرحه ،فذكر يف كتابه ما ذكر صفي الدين
احللي ،وزاد زايدة يسرية من ابتكاره.17
3.2.2أنواعه عند اإلمام القزويين
ينقسم علم البديع جممال إىل قسمني احملسنات املعنوية واحملسنات اللفظية ،ولكل أقسامه،
أتيت تفاصيله يف التايل:
1.3.2.2احملسنات املعنوية
هي ما كان التحسني هبا راجعا إىل املعىن أوال وابلذات ،وإن كان بعضها قد يفيد حتسني
اللفظ.18
17امليدان ،عبد الرمحن حبنكة .)1996( .البالغة العربية .بريوت ودمشق .دار القلم والدرر الشامية .ط( .)1ج .2 :
ص 369 :
18ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.39 :
19ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.94 :
20الكهف .األية .18 :
21آل عمران .اآلية .152 :
19
22
حيث مجع احلرفان املتضادان "الالم" ت﴾
ت َو َعلَْيـ َها َما ا ْكتَ َسبَ ْ
وحنو َ ﴿ :هلَا َما َك َسبَ ْ
و"على" يف اآلية.
23
َحيَـْيـنَاهُ﴾
أو من نوعني حنو :ميت وأحيا منقوله عز وجل ﴿أ ََوَم ْن َكا َن َمْيـتًا فَأ ْ
وله ثالثة أضرب :
أ .طباق اإلجياب ،وهو كل طباق ليس يف الطرفني أو أحدههما حرف نفي ،وهو ما مر يف
األمثلة السابقة.
ب .طباق السلب وهو طباق جيمع بني فعلي مصدر واحد مثبت ومنفي أو أمر وهني ،حنو
َّاس 24 قوله تعاىل جده ﴿ َوَٰلَكِ َّن أَ ْكثَـَر الن ِ
َّاس َال يـَ ْعلَ ُمو َن۞ يـَ ْعلَ ُمو َن﴾ وحنو﴿ :فَ َال َختْ َش ُوا الن َ
ِ 25
اخ َش ْون﴾
َو ْ
ج .ما مساه بعضهم تدبيجا وهو أن يذكر يف معىن من املدح ،أو غريه ألوان لقصد الكناية،
أو التورية ،حنو :
ت ُمحًْرا فَ َما أَتَى َهلَا اللَّْي ُل إَِّال َوِه َي ِم ْن ُسْن ُدس ُخ ْ
ضر تَـرَّدى ثِياب الْمو ِ
َ َ ُ َْ
املعىن ارتدى الثياب امللطخة ابلدم ،ومل يدخل ليلته إال وقد حتولت الثياب إىل ثياب من
سندس خضر من ثياب اجلنة ،فقد مجع بني احلمرة واخلضرة ،وأراد ابألول الكناية عن القتل،
وابلثان الكناية عن دخول اجلنة.
20
أ .ما جيمع بني معنيني يتعلق أحدمها مبا يقابل اآلخر نوع تعلق مثل السببية واللزوم ،حنو
أشداء ورمحاء ،كما وردت يف وصف املؤمنني ﴿أ َِشدَّاءُ َعلَى الْ ُكفَّا ِر ُر َمحَاءُ بـَْيـنَـ ُه ْم﴾ ،26فإن
الرمحة وإن مل تكن مقابلة للشدة لكنها مسببة عن اللني الذي هو ضد الشدة.
ب .ما جيمع بني منعيني غري متقابلني ،عرب عنهما بلفظني يقابل معنامها احلقيقيان ،ومسوه
إيهام التضاد .حنو قول الشاعر :
يب بَِرأْ ِس ِه فَـبَ َكى ِ ِ
َال تَـ ْع َجِب َاي َسلَّ َم م ْن َر ُجل ضحك الْ َمش ُ
فظهور املشيب ال يقابل البكاء ،إال أنه قد عرب عنه ابلضحك الذي معناه احلقيقي مقابل
للبكاء.
2.1.3.2.2املقابلة
27
ض َح ُكوا
وهو أن يؤتى مبعنيني متوافقني أو أكثر ،مبا يقابل ذلك على الرتتيب ،حنو ﴿ :فَـلْيَ ْ
28 قَلِ ًيال ولْيـب ُكوا َكثِريا جزاء ِمبَا َكانُوا يك ِ
ْسبُو َن﴾ َ ً ََ ً َ َْ
فاملعىن املتوافق يف هذه اآلية هو الضحك والقلة ،فأيت مبقابله وهو البكاء والكثرة على
الرتتيب.
3.1.3.2.2التناسب
ومسي مب راعاة النظري والتوفيق أيضا ،وهو عند القزويين مجع أمر وما يناسبه ال ابلتضاد ،29و
حيرتز بقوله (ال ابلتضاد) عن الطباق دون املشاكلة ،فيحتاج إىل قيد خيرجها لكنه مهمل.
21
س َوالْ َق َم ُر ِحبُ ْسبَان﴾
30
َّم ُ
أ .حنو قوله تعاىل ﴿الش ْ
ب .تشابه األطراف ،وهو أن خيتم الكالم مبا يناسب ابتداءه يف املعىن حنو قوله
يف ا ْخلَبِريُ﴾ ،31فإن ِ
ص ُار َوُه َو يُ ْد ِرُك ْاألَبْ َ
ص َار ۖ َوُه َو اللَّط ُ تعاىل ﴿َال تُ ْد ِرُكهُ ْاألَبْ َ
"اللطيف" يناسب ما ال يدركه األبصار و" اخلبري" يناسب كونه مدركا لكل الشيء
وكل البصر.
س َوالْ َق َم ُر ِحبُ ْسبَان
َّم ُ
ج .ما يلحق هبا ومسي إبيهام التناسب ،مثاله قوله تعاىل﴿الش ْ
َّج ُر يَ ْس ُج َد ِان﴾ ،32قوله "النجم" معناه الشجر الذي ينجم ،أي َّج ُم َوالش َ
۞ َوالن ْ
يظهر من األرض ،فالنجم هبذا املعىن مل يكن مناسبا للشمس وال للقمر.
4.1.3.2.2اإلرصاد
ومسي أيضا اب لتسهيم ،وهو أن جيعل قبل العجز من الفقرة ،أو من البيت ما يدل عليه إذا
اَّللُ لِيَظْلِ َم ُه ْم َوَٰلَكِ ْن َكانُوا أَنْـ ُف َس ُه ْم يَظْلِ ُمو َن﴾،34
عرف الروي ،33حنو قوله تعاىل ﴿ َوَما َكا َن َّ
وحنو قول الشاعر:
إِذَا َملْ تستطع َشْيـئًا فَ َد ْعهُ َو َجا ِوْزهُ إِ َىل َما تستطيع
22
5.1.3.2.2املشاكلة
هي ذكر الشيء بلفظ غريه لوقوعه يف صحبته حتقيقا أو تقديرا.35
أ .مثال التحقيق حنو قوله تعاىل ﴿تَـ ْعلَ ُم َما ِيف نـَ ْف ِسي َوَال أ َْعلَ ُم َما ِيف نـَ ْف ِس َ
ك ۚ إِن َ
َّك
وب﴾ ،36كأنه قال "ما يف ذاتك" ،واستعمل كلمة النفس لوقوعه ت َع َّال ُم الْغُي ِ
أَنْ َ
ُ
يف صحبة كلمة "نفسي"
اَّللِ ﴾.37 ب.مثال التقدير قوله ﴿ ِصْبـغَةَ َّ
6.1.3.2.2املزاوجة
وهو أن يزاوج بني معنيني يف الشرط واجلزاء ،38كقول الشاعر :
7.1.3.2.2العكس
35ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.96 :
36املائدة .اآلية .116 :
37البقرة .اآلية .132 :
38ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.97 :
39ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص97 :
23
ِ ِِ
تِج الْ َميِّ َ
ِج ا ْحلَ َّي م َن الْ َميّت َوُخيْر ُ
ب.أن يقع بني متعلقي فعلني يف مجلتني ،حنو ﴿ ُخيْر ُ
ِم َن ا ْحلَ ِّي﴾ 40فاحلي وامليت متعلقان بـ"خيرج" وقدم أوال احلي على امليت ،واثنيا
امليت على احلي.
ت.أن يقع بني لفظني يف طريف مجلتني ،حنو قوله تعاىل ﴿َال ُه َّن ِحلٌّ َهلُْم َوَال ُه ْم
َِحيلُّو َن َهلُ َّن ﴾ 41وقع فيها العكس بني "هن" و"هم" ،حيث قدم هن على هم
مث عكس فأخر هن عن هم ومها لفظان واقع أحدمها يف جانب املسند إليه
واآلخر يف جانب املسند.
8.1.3.2.2الرجوع
وهو العود إىل الكالم السابق ابلنقض لنكتة ،42كقول الشاعر :
قِف ِابل ِّداي ِر الَِّيت َمل يـع ُفها الْ َق َدم بـلَى وغَ َّريها ْاألَرو ِ
اح َوال ّد َميُ
ُ َ َ ََ ْ َ ُ ْ َ ْ ْ َْ َ
قوله "مل يعفها" معناه مل يبلها طول الزمان ،وقوله "بلى" إىل آخره هذا نقض الكالم السابق،
والنكنة فيه التنبيه على ذهوله الستيالء احلزن.
9.1.3.2.2التورية
وهلا تسمية أخرى وهي اإلهبام ،وهو أن يطلق لفظ له معنيان قريب وبعيد ،ويراد البعيد.43
وهي نوعان :
أراد بقوله "السماء" الغيث ،وبضمري اهلاء يف قوله "رعيناه" النبات ،وكالمها جمازي .والثان
حنو قول البحرتي:
25
11.1.3.2.2اللف والنشر
وهو ذكر متعدد على التفصيل ،أو اإلمجال مث ذكر ما لكل واحد من غري تعيني ،ثقة أبن
السامع يرده إىل الكل من املتعدد لعلمه به ابلقرائن.47
فلألول نوعان :
أ .النشر على ترتيب اللف ،وهو مثل قوله تعاىل ﴿ َوِم ْن َر ْمحَتِ ِه َج َع َل لَ ُك ُم اللَّْي َل
ضلِ ِه َولَ َعلَّ ُك ْم تَ ْش ُك ُرو َن﴾ 48فاللف والنشر فيها ِ
َّه َار لِتَ ْس ُكنُوا فِ ِيه َولتَـْبـتَـغُوا ِم ْن فَ ْ
َوالنـ َ
يف ذكر املتعدد على التفصيل وهو "الليل والنهار" ،ورد السكون إىل الليل
واالبتغاء إىل النهار على ترتيب اللف.
ب.النشر على غري ترتيب اللف مثاله يف قول ابن حيوس :
26
12.1.3.2.2اجلمع
ال َوالْبَـنُو َن ِزينَةُ ا ْحلَيَاةِ ُّ
الدنْـيَا ۖ وهو أن جيمع بني متعدد يف حكم واحد ،50كقوله تعاىل ﴿الْ َم ُ
والْباقِيات َّ ِ
ك ثـَ َو ًااب َو َخ ْري أ ََم ًال﴾ 51فيها مجع بني" املال والبنون" يف ات َخ ْري عِْن َد َربِّ َ
الصاحلَ ُ ََ َ ُ
حكم واحد وهو "زينة احلياة الدنيا".
13.1.3.2.2التفريق
وهو إيقاع تباين بني أمرين من نوع يف املدح أو غريه ،52مثل قوله تعاىل ﴿ َوَما يَ ْستَ ِوي الْبَ ْحَر ِان
ِ ِ
ُجاج﴾ 53فإن البحرين من نوع واحد وهو املاء، ََٰه َذا َع ْذب فُـَرات َسائغ َشَرابُهُ َو ََٰه َذا ملْح أ َ
وأوقع بينهما تباينا إبسناد عذب فرات إىل أحدمها ،وملح أجاج إىل اآلخر.
14.1.3.2.2التقسيم
وهو ذكر متعدد مث إضافة ما لكل إليه على التعيني ،حنو قوله تعاىل ﴿ َك َّذبَ ْ
54
ود َو َعاد
ت َمثُ ُ
صر َعاتِيَة﴾ ،55ذكر ِ ِِ ِ ِ
ود فَأ ُْهل ُكوا ِابلطَّاغيَة َوأ ََّما َعاد فَأ ُْهل ُكوا بِ ِريح َ
ص ْر َ ِابلْ َقا ِر َعةفَأ ََّما َمثُ ُ
فيها املتعدد وهو "مثود وعاد" مث أضيف نوع العذاب لكل من القوم املكذبني على التعيني.
15.1.3.2.2اجلمع مع التفريق
وهو أن يدخل شيئان يف معىن ويفرق بني جهيت اإلدخال مثل 56ما ورد يف القرآن الكرمي
ال أ ََان َخ ْري ِمْنهُ َخلَ ْقتَِين ِم ْن ك أََّال تَ ْس ُج َد إِ ْذ أ ََم ْرتُ َ
ك ۖ قَ َ ال َما َمنَـ َع َ
حكاية عن قول إبليس ﴿قَ َ
50ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.99 :
51الكهف .اآلية .46 :
52ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.99 :
53فاطر .اآلية .12 :
54ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.99 :
55احلاقة .اآلية .4 :
56ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.100 :
27
َانر َو َخلَ ْقتَهُ ِم ْن ِطني﴾ ،57أدخل إبليس نفسه واإلنسان يف معىن واحد وهو اخللق ،مث فرق
بينهما أبن إبليس خملوق من انر وإنساان خملوق من طني.
16.1.3.2.2اجلمع مع التقسيم
وهو مجع متعدد حتت حكم مث تقسيمه أو العكس.58
ِ
ت ِيف َمنَ ِام َها ۖ فَـيُ ْم ِس ُ
ك ني َم ْوهتَا َوالَِّيت َملْ متَُ ْ
اَّلل يـتَـو َّىف ْاألَنْـ ُف ِ
سحَ َ فاألول مثل قوله تعاىل ﴿ َُّ َ َ
ك َآل َايت لَِق ْوم ِ
َجل ُم َس ًّمى ۚ إِ َّن ِيف َٰذَل َ ُخ َر َٰى إِ َ َٰىل أ َ
ِ
ت َويـُْرس ُل ْاأل ْ الَِّيت قَ َ
ض َٰى َعلَْيـ َها الْ َم ْو َ
يـَتَـ َف َّك ُرو َن﴾ ،59ذكرت األنفس كاملتعدد حتت حكم هو "يتوىف" ،مث يضاف ما لكل إليه،
من أحوال األنفس اليت توفاها هللا ،منها ما قضي عليها ابملوت ومنها ما أرسلت إىل أجلها.
28
ض إَِّال َما َشاءَ َربُّ َ
ك ۖ َعطَاءً َغ ْ َري َْجم ُذوذ﴾ 60اجلمع خالِ ِدين فِيها ما دام ِ
ات َو ْاأل َْر ُ
الس َم َاو ُ
ت َّ َ َ َ َ ََ
فيها قوله "نفس" ألن معناه متعدد ،والتفريق فيها قوله "فمنهم شقي وسعيد" ،والتقسيم فيها
قوله "فأما الذين سعدوا...اآلية" وقوله "وأما الذين سعدوا...اآلية".
18.1.3.2.2التجريد
وهو أن ينتزع من أمر ذي صفة أمر آخر مثله فيها مبالغة لكمال الصفة فيه ،61وله أقسام
:
أ .ما يكون ابألداة وهي ثالثة أحرف "من والباء ويف" ،وكان حرف "من" داخال
على املنتزع منه حنو قوهلم " :يل من زيد صديق محيم" ،أي بلغ زيد من الصداقة
حدا يصح معه استخالص اآلخر مثله يف الصداقة ،وكان حرف الباء داخال
على املنتزع اترة واملنتزع منه أخرى ،حنو قوهلم " :لئن سألت فالان لتسألن به
البحر" ،أي بلغ فالن من الكرم حدا صح أن يقال له البحر يف الكرم ،والباء
يف املثال الباء التجريدية وهي تدخل على املنتزع منه ،وحنو قول أب ألمة :
صا ِرِخ الْ َو َغى ِمبُ ْستَـلْئِم ِمثْ َل الْ َفنِْي ِق الْ ُمَر ّح ِل
َو َش ْوَهاءَ تَـ ْغ ُدو ِب إِ َىل َ
أي الفرس الشوهاء تعدو ب إىل احلرب ومعي من نفسي مستعد للحرب ،ابلغ
يف وصف استعداده للحرب حىت انتزع منه آخر ،والباء يف املثال الباء املعية
وهي تدخل على املنتزع ،وكان حرف "يف" داخال على املنتزع ،حنو قوله تعاىل
﴿ َهلُْم فِْيـ َها َد ُار ا ْخلُلْ ِد﴾ 62أي جهنم وهي نفس دار اخللد املعدة للكفار ،لكنه
انتزع منها دارا أخرى وجعلها معدة يف جهنم للكفار هتويال ألمرها وابلغة يف
اتصافها ابلشدة.
29
ب .ما يكون بال واسطة ،مثل قول احلماسي :
ِ ولَئِن ب ِقي ِ
ت ألَْر َحلَ َّن بِغَْزَوة َْحت َوى الْغَنَائ َم أَْو ميَُْو ُ
ت َك ِرْميُ َ ْ َْ ُ
19.1.3.2.2املبالغة املقبولة
واملبالغة مطلقا هي أن يدعى لوصف بلوغه يف الشدة أو الضعف حدا مستحيال أو مستبعدا،
لئال يظن أنه غري متناه فيهما ،63وهلا أقسام مقبولة مردودة.
63ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.102 :
64النورز اآلية .40 :
30
20.1.3.2.2املذهب الكالمي
وهو إيراد حجة للمطلوب على طريق أهل الكالم ،65حنو قوله تعاىل ﴿فَـلَ َّما أَفَ َل قَ َ
ال َال
ني﴾ ،66أي القمر آفل ورب ليس آبفل ،فالنتيجة القمر ليس برب ،وهذا سرد أً ِح ُّ ِِ
ب ْاآلفل ْ َ
حجة عدم ألوهية القمر عن طريق قياس استثنائي.
21.1.3.2.2حسن التعليل
أن يدعى لوصف علة مناسبة له ابعتبار لطيف غري حقيقي ،67وهذه احملسنة ال يوجد
شاهدها يف القرآن؛ ألهنا اخرتاع أدب والقرآن منزه عن اخرتاع املخلوق.
وله أربعة أقسام :
أ .التعليل لصفة اثبتة ال يظهر هلا العلة عادة ،حنو قول املتنب :
السحاب وإَِّمنَا ُمحَّ ِ ك َانئِلَ َ
َمل َْحي ِ
صاءُ
الر َخ َ ت بِه فَ َ
صبِْيـبُـ َها ُّ ْ ك َّ َ ُ َ ْ
علل املتنب فيه عن علة نزول املطر اليت يف زمانه مل تظهر العلة عادة إال بعد
الدراسات ،فاملطر انزل؛ ألن السحاب حمموم ،علل هبا قاصدا إىل قلة كرم السحاب
إذا قورن بسخائك.
ب .التعليل لصفة اثبتة ،ويريد القائل صفة أخرى غري معروفة ،مثل قول املتنب :
ب ِ َما بِِه قَـْت ُل أَ َع ِاديِْه َولَكِ ْن يـَتَّ ِقي إِ ْخ َال َ
ف َما تَـ ْر ُجو ال ّذ َئ ُ
فإن علة قتل األعادي اثبتة يف عقول الناس وهي دفع مضرهتم ،واملتنب اخرتع له
علة أخرى وهي ختييب آمال الذئب بعدم إطعامها ،وعرب عن جيوشه ابلذئب
اجلائعة.
65ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.103 :
66األنعام .اآلية .76 :
67ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.104 :
31
ج .التعليل لصفة غري اثبتة ممكنة احلصول يف ذاهتا ،مثل قول مسلم بن الوليد :
ت فِْيـنَا إِ َساءَتُهُ َجنَّى ِح َذ ُارَك إِنْ َس ِان ِم َن الْغََرِق ِ
َاي َواشيًا َح ُسنَ ْ
استحسن فيه إساءة غريه ،وهو صفة غري اثبتة وأمر ممكن يف ذاته؛ لكن ملا خالف
الناس فيه عقبه أبن حذاره منه جنى إنسانه من الغرق يف الدموع.
ح .التعليل لصفة غري اثبتة غري ممكنة يف ذاهتا ،حنو قول أب متام :
وهو أن يثبت ملتعلق أمر حكم بعد إثباته ملتعلق آخر له ،68مثل قول الكميت :
أَ ْح َال ُم ُكم لِس َق ِام ا ْجلَ ْه ِل َشافِيَةً َكما ِد َما ُؤُكم تَ ْش َفي ِمن الْ َكلَ ِ
ب َ ْ َ ْ َ
23.1.3.2.2أتكيد املدح مبا يشبه الذم
6868ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.104 :
69ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.105 :
32
ب.أن يثبت لشيء صفة مدح ،ويعقب أبداة استثناء تليها صفة مدح أخرى له،70
حنو ":أان أفصح العرب بيد أن من عرب" ،فجاء التأكيد من اجلهة الثانية دون
األوىل.
ت.وضرب آخر ابالستدراك ،حنو :
الض ْر َغ ُام لَكِنَّهُ الْ َوبَ ُل
ِس َوى أَنَّهُ َّ هو الْب ْدر إَِّال أَنَّه البحر ز ِ
اخًراُ َ ُْ َ َُ َ ُ
24.1.3.2.2أتكيد الذم مبا يشبه املدح
25.1.3.2.2االستتباع
وهو املدح بشيء على وجه يستتبع املدح بشيء آخر ،73حنو :
ك َخالِ ُد
الدنْـيَا ِأبَنَّ َ
ت َُّهلنِّئَ ِ
ُ
َهنَب ِ
ت م َن ْاألَ ْع َما ِر َما لَ ْو َح َويْـتَهُ
َْ
مدح املندوح ابلنهاية يف الشجاعة على وجه استتبع مدحه بكونه سببا يف صالح الدنيا
ونظامها ،وفيه أنه هنب األعمار دون األموال ،وأنه مل يكن ظاملا يف قتلهم.
70ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.105 :
71ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.106 :
72ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.106 :
73ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.106 :
33
26.1.3.2.2اإلدماج
وهو أن يضمن كالم سيق ملعىن معىن آخر ،74فهو أعم من االستتباع ،حنو :
أَعُ ُّد ِهبَا َعلَى َّ
الد ْه ِر ُّ
الذنـُ ْوَاب ب فِْي ِه أَ ْج َف ِان َكأَِّن ِ
أُقًـلّ ُ
ضمن يف وصف الليل ابلطول الشكاية من الدهر.
27.1.3.2.2التوجيه
ك لِ َّ
لض ِ
ب ف أَ ْكلُ َ
ِ
َع ّد َع ْن ذَاَ ،كْي َ إِذَا َما َمتِْي ِم ْي أَ َات َك ُم ْفتَ ِخًرا فَـ ُق ْل
29.1.3.2.2جتاهل العارف
وهو سوق املعلوم مساق غريه لنكتة ،76كاملبالغة يف املدح ،حنو :
الض ِ
اجي أَ ْم ابْتِ َس ُام َها ِابلْ َمْنظَ ِر َّ صبَاح ِ
ض ْوءُ م ْ
أَلَ ْم ُع بـَ ْرق َسَرى أَ ْم َ
وله فوائد أخرى منها التوبيخ والذم.
74ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.106 :
75ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.107 :
76ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.107 :
34
30.1.3.2.2القول ابملوجب
وله نوعان :
أ .أن تقع صفة يف كالم الغري كناية عن شيء أثبت له حكم ،فتثبها لغريه من
غري تعرض لثبوته أو انتفائه عنه ،77حنو ﴿ :يـَ ُقولُو َن لَئِ ْن َر َج ْعنَا إِ َىل الْ َم ِدينَ ِة
ني َال ِِ لَيخ ِرج َّن ْاألَعُّز ِمْنـها ْاألَذَ َّل ۚ وََِّّللِ الْعَِّزةُ ولِرسولِِه ولِلْم ْؤِمنِ َٰ ِ
ني َولَك َّن الْ ُمنَافق َ ََُ َ ُ َ َ َ َ ُْ َ
78
يـَ ْعلَ ُمو َن﴾
ب.محل لفظ وقع يف كالم الغري على خالف مراده ،مما حيتمله بذكر متعلقه،79
حنو :
اهلِي ِاب ْألَ َاي ِدي
ال :ثـَ َّقلْت َك ِ
َ قَ َ ت ِمَر ًارا
ت إِ ْذ أَتَـْي ُ
ت ثـَ َّقلْ ُ
قُـلْ ُ
31.1.3.2.2االطراد
وهو أن أتيت أبمساء املمدوح أو غريه وأمساء آابئه ،على ترتيب الوالدة من غري تكلف،80
حنو:
ث بْ ِن ِش َه ِ
اب بِعتَـيـبةَ ب ِن ا ْحلا ِر ِ
إِ ْن يـَ ْقتُـلُ ْو َك فَـ َق ْد ثـَلْ َ
لت عُُرْو َش ُه ْم
ُ َْ ْ َ
77ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.108 :
78املنافقون .اآلية .8 :
79ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.108 :
80ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.108 :
35
2.3.2.2احملسنات اللفظية
هي ما كان التحسني فيها راجعا إىل اللفظ ابألصالة ،وإن حسنت املعىن تبعا ، 81وهذه
احملسنات تنقسم إىل أقسام ،وهي :
1.2.3.2.2اجلناس
هو تشابه اللفظني يف اللفظ ،82وله أنواع :
• اتم إن اتفقا يف أنواع احلروف ويف أعدادها ويف هيئاهتا ويف ترتيبها ،وله ثالثة
أقسام :
اعةُ يـُ ْق ِس ُم
الس َ
وم َّ
أ .ما كان من نوع واحد يسمى مماثال ،حنو َ ﴿ :ويـَ ْوَم تَـ ُق ُ
ِ
اعة ۚ َك ََٰذل َ
الْ ُم ْج ِرُمو َن َما لَبِثُوا َغ ْ َري َس َ
83
ك َكانُوا يـُ ْؤفَ ُكو َن﴾
ب.ما كان من نوعني يسمى مستوىف ،حنو :
حييا ادي حيىي بن عبد هللا ما مات من كرم الزمان فإنه
ت .ما كان أحد اللفظني مركبا يسمي جناس الرتكيب ،حنو :
فدعه فدولته ذهبه إذا ملك مل يكن ذا هبه
• حمرف ،إن اختلفا يف هيئات احلروف ،حنو :جبة الرد جنة الربد.
• انقص ،إن اختلفا يف أعداد احلروف ،وله ثالثة حاالت :
اق
الس ُ أ .إما أن يكون االختالف حبرف يف األول ،حنو ﴿ :والْتَـف ِ
َّت َّ َ
ك يـَ ْوَمئِذ الْ َم َس ُ لس ِ
اق﴾﴿إِ َ َٰىل َربِّ َ ِاب َّ
84
اق﴾
ب .وإما يف الوسط ،حنو :جدي جهدي.
ت.وإما يف اآلخر ،حنو :
81أمحد اهلامشي ،جواهر البالغة ( ،بريوت :املكتبة العصرية ،جمهول السنة) ،ص.261 :
82ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص .108 :
83الروم .اآلية .55 :
84القيامة .اآلية .30-29 :
36
ميدون من أيد عواص عواصم
ث.وإما أبكثر من حرف ،حنو :
ء من اجلوى بني اجلوانح إن البكاء هو الشفا
• إن اختلف اللفظان يف أنواع احلروف ،فيشرتط أن ال يقع أبكثر من حرف،
وهذا النوع له قسمان :
أ .مضارع ،إن كان احلرفان متقاربني ،إما يف األول حنو :بيين وبني كىن ليل
دامس وطريق طامس ،أو يف الوسط ،حنو َ ﴿ :وُه ْم يـَْنـ َه ْو َن َعْنهُ َويـَْنأ َْو َن
َعْنهُ﴾ ، 85أو يف اآلخر ،حنو :اخليل معقود بنواصيها اخلرب
ب.الحق ،إن كان احلرفان غري متقاربني ،إما يف األول ،حنو :
﴿ َويْل لِ ُك ِّل ُمهََزة لُ َمَزة﴾ ،86أو يف الوسط ،حنو َٰ ﴿ :ذَلِ ُك ْم ِمبَا ُكْنـتُ ْم تَـ ْفَر ُحو َن ِيف
ض بِغَ ِْري ا ْحلَ ِّق َوِمبَا ُكْنـتُ ْم متََْر ُحو َن﴾ ، 87أو يف اآلخر ،حنو َ ﴿ :وإِذَا َجاءَ ُه ْم ْاأل َْر ِ
ِ 88
أ َْمر ِم َن ْاأل َْمن﴾
• جتنيس القلب ،إن اختلفا يف ترتيب احلروف ،وله حنو " :حسامه فتح ألوليائه
حتف ألعدائه" فيسمى قلب كل ،وحنو " :اللهم اسرت عوراتنا ،وآمن روعاتنا"
فيسمى قلب بعض ،وهلذا القسم حاالن :
أ .مقلوب منجح ،إذا وقع أحد اللفظني يف البيت ،واآلخر يف آخره.
ك ِم ْن ِ
ب.مزدوج ومكرر و مردد ،إذا ويل أحد املتجانسني اآلخر ،حنو َ ﴿ :وجْئـتُ َ
89
َسبَإ بِنَـبَإ يَِقني﴾
• وامللحق ابجلناس ،وهو شيئان :
37
90
ك لِل ِّدي ِن الْ َقيِِّم﴾ ِ
أ .أن جيمع اللفظني االشتقاق ،حنو ﴿ :فَأَق ْم َو ْج َه َ
ال إِِّن لِ َع َملِ ُك ْم ِم َنب.أن جيمعمها املشاهبة ،وهي ما يشبه االشتقاق ،حنو ﴿ :قَ َ
91
ني﴾ِ
الْ َقال َ
وهو تواطؤ الفاصلتني من النثر على حرف واحد ،93وهو ثالثة أقسام :
أ .مطرف ،إن اختلفا يف الوزن ،حنو َ ﴿ :ما لَ ُك ْم َال تَـ ْر ُجو َن ََِّّللِ َوقَ ًارا﴾﴿ َوقَ ْد
94
َخلَ َق ُك ْم أَطْ َو ًارا﴾
ب.ترصيع ،إن كان ما يف إحدى القرينتني أو أكثره ما يقابله من األخرى يف الوزن
والتقفية ،حنو :فهو يقطع األسجاع جبواهر لفظه ،وقرع األمساع بزواجر وعظه
38
ج .متواز ،إن كان ما يف إحدى القرينتني أو أكثره ال ما يقابله من األخرى يف
95
وعة﴾ ِ
ض َوعة﴾﴿ َوأَ ْك َواب َم ْو ُ
الوزن والتقفية ،حنو ﴿ :ف َيها ُس ُرر َم ْرفُ َ
4.2.3.2.2املوازنة
وخص هذا النوع ابسم املماثلة ،إذا تساوى الفاصلتان وكان ما يف إحدى القرينتني أو أكثره
مثل ما يقابله من القرينة األخرى يف الوزن ،حنو ﴿ :وآتَـيـنَ ُ ِ
امهَا اب الْ ُم ْستَبِ َ
ني﴾﴿ َوَه َديْـنَ ُ امهَا الْكتَ َ َ ْ
98
الصَرا َط الْ ُم ْستَ ِق َيم﴾
ِ
ّ
5.2.3.2.2القلب
وهو أن يكون الكالم حبيث لو عكسته وبدأت حبرفه األخري إىل األول كان احلاصل بعينه
ِ 99
ك فَ َك ّ ْرب﴾
هو هذا الكالم ،حنو َ ﴿ :وَربَّ َ
6.2.3.2.2التشريع
وهو بناء البيت على قافيتني يصح املعىن عند الوقوف على كل منهما ،100حنو :
39
7.2.3.2.2لزوم ما ال يلزم
وهو أن جييء قبل حرف الروي – أو ما يف معناه من الفاصلة – ما ليس بالزم يف السجع،101
102
السائِ َل فَ َال تَـْنـ َه ْر﴾
حنو ﴿ :فَأ ََّما الْيَتِ َيم فَ َال تَـ ْق َه ْر﴾﴿ َوأ ََّما َّ
8.2.3.2.2السرقة
ظاهر هو أن يؤخذ املعىن كله إما مع اللفظ كله أو بعضه أو وحده.
أو غري ظاهر وهو أصناف ،منها أن يؤخذ بعض املعىن ويضاف إليه ما حيسنه ،والقلب وهو
أن يكون معىن الثان نقيض معىن األول ،والنقل وهو أن ينقل املعىن إىل معىن آخر ،وأن
يكون الثان أمشل.103
9.2.3.2.2االقتباس
هو أن يضمن الكالم شيئا من القرآن أو احلديث ،ال على أنه منه،104كقول احلريري" :فلم
يكن إال كلمح البصر أو هو أقرب ،حىت أنشد فأغرب".
10.2.3.2.2التضمني
هو أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغري ،مع التنبيه عليه إن مل يكن مشهورا عند البلغاء،105
حنو :
ضاعُ ْوِن
ىت أَ َ ضاعُ ْوِن َوأَ َّ
ي فَ ً أَ َ َن َسأُنْ ِش ُد عِْن َد بـَْيعِ ْي
َعلَى أِّ
101ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.115 :
102الضحى .اآلية .10-9 :
103ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.120 - 116 :
104ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.120 :
105ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.121 :
40
11.2.3.2.2العقد
106
هو أن ينظم نثر ال على طريق االقتباس ،كقوله :
وِج ْفنَة ِ
آخ ُرهُ يـَ ْف َخ ُر َما َاب ُل َم ْن أ ََّولُهُ نُطْ َفة
َ
عقد قول علي كرم هللا وجهه " :وما البن آدم والفخر ،وإمنا أوله نطفة ،وآخره
جيفة".
12.2.3.2.2احلل
هو أن ينثر نظم ،107كقول املغاربة " :فإنه ملا قبحت فعالته ،وحنظلت خنالته ،مل يزل سوء
الظن يقتاده ،ويصدق تومهه الذي يعتاده" .حل قول أب الطيب :
ادهُ ِم ْن تَـ َوُّهم ِ ِ
ص َّد َق َما يـَ ْعتَ ُ إِذَا َساءَ ف ْع ُل الْ َم ْرء َساءَ ْ
ت ظُنُـ ْونُهُ َو َ
13.2.3.2.2التلميح
هو أن يشار إىل قصة أو إىل شعر من غري ذكره ،108كقول أب متيم :
106ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.122 :
107ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.122 :
108ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.122 :
41
3.2املقارنة بني تقسيم القزوين ألنواع البديع والسكاكي
بعد تتبع أنواع البديع يف كتابني جليلني تلخيص املفتاح للخطيب القزويين ومفتاح العلوم
لإلمام السكاكي حصل الباحث على النتيجة التالية :
أ .إن هناك أنواعا اتفق على ذكرها اخلطيب القزويين واإلمام السكاكي ،وهي فيما يلي :
-من احملسنات املعنوية :املطابقة/الطباق ،مراعاة النظري ،املشاكلة ،املزاوجة ،التورية،
اللف النشر ،اجلمع ،التفريق ،التقسيم ،اجلمع مع التفريق ،اجلمع مع التقسيم ،اجلمع
مع التفريق ،التقسيم ،أتكيد املدح مبا يشبه الذم ،أتكيد الذم مبا يشبه املدح ،االستتباع،
التوجيه ،جتاهل العارف.
-ومن احملسنات اللفظية :اجلناس ،السجع ،رد العجز على الصدر.
ب.وأنواعا ذكرها اإلمام القزويين دون اإلمام السكاكي ،وهي فيما يلي :
ث.وأنواعا ذكرها اإلمام السكاكي دون اإلمام القزويين ،وهي فيما يلي :
-من احملسنات املعنوية :االعرتاض ،االلتفات ،تقليل اللفظ.
-ومن احملسنات اللفظية :الرتصيع.
42
الفصل الثالث
معرفة املكي واملدين يف سور القرآن
وسبب اختيار سورة الشورى
إن علم التفسري من أعظم العلوم وأجلها ،إذ يتعلق بكالم الباري سبحانه وتعاىل،
وأهم املباحث فيه العلم ابألحوال اليت أحاطت بنزول القرآن يف تفسريه وفهمه ،حيت يقال
إن من مل حيط بعلمها جيب عليه أن يبتعد عن الكالم يف تفسري القرآن ،فحيت يفتح ابب
احلوض فيه ال بد من سلوك طريق التمييز بني املكي واملدن ،لقد تعددت مذاهب العلماء
يف التفريق بني املكي واملدن ،وتفصيلها وبياهنا فيما يلي :
املذهب األول :أن القرآن املكي هو ما نزل قبل اهلجرة ،وأما املدن فهي ما نزل
بعد اهلجرة.109
كان هذا املذهب أشهر املذاهب يف تفسري املكي واملدن لكونه عاما يشمل تقسيمه
مجيع القرآن دون أي تقييد ،فدخل يف عموم املدن "ما نزل بعد اهلجرة" ما نزل مبكة عام
احلديبية وعام الفتح وعام حجة الوداع ،مثل آية "اليوم أكملت لكم دينكم ،"....كذلك ما
نزل خارج املدينة يف سفر أو غزوة ،قال حيىي ابن سالم } :ما نزل مبكة وما نزل يف طريق
املدينة قبل أن يبلغ النب صلى هللا عليه وسلم املدينة فهو من املكي ،وما نزل على النب صلى
هللا وسلم يف أسفاره بعد ما قدم املدينة فهو من املدن{ ،يستنبط من هذا األثر أن ما نزل
يف سفر اهلجرة إىل املدينة يكون مكيا اصطالحا.
املذهب الثان :أن القرآن املكي هو ما نزل مبكة ولو بعد اهلجرة وأما املدن فهو
ما نزل ابملدينة.110
109عرت ،نور الدين )1996( .علوم القرآن الكرمي .دمشق .مطبعة الصباح .ط .6 :ج .1 :ص.55 :
.110ينظر :علوم القرآن الكرمي ،املرجع السابق :ص.56 :
43
فكان هذا املذهب أضيق مما سبق ،لتقييده ابملتسمية املكانية والتزامه ظاهر التسمية،
لكن قائلي هذا املذهب أدرجوا يف مكة واملدينة جوانيبهما ،فعد ما نزل مبىن وعرفات واحلديبية
من مجلة املكي ،وما نزل أبحد وسلع من مجلة املدن.
املذهب الثالث :أن املكي هو ما يكون خطااب ألهل مكة ،واملدن ما يكون خطااب ألهل
املدينة.111
روي عن عبد هللا ابن مسعود أنه قال ":كل شيء نزل فيه :اي أيها الناس ،فهو
مبكة ،وكل شيء نزل فيه :اي أيها الذين آمنوا ،فهو ابملدينة" ،فظاهر هذا القول يدل
على املذهب الثالث ،لكن ابن مسعود مل يقصد بقوله ضابطي املكي واملدن ،وإمنا أراد
به بيان عالمة من عالمات القرآن املكي واملدن.
44
2.3فوائد معرفة املكية واملدنية
هناك فوائد يف معرفة املكية واملدنية ،ينبغي ملن أراد احلوض يف التفسري أن يعلمها
منها:112
.1التمييز بني الناسخ واملنسوخ ،وبيان ذلك أنه إذا ورد احلكم يف آية ما مث ورد ما خيالفه يف
آية أخرى ،وعلمنا منها ما هو مكي وما هو مدن ،فنعمل ابملدن ونرتك املدن عمال أبن
املتأخر ينسخ احلكم املتقدم ،ألن املدن متأخر واملكي متقدم.
.2معرفة اتريخ التشريع اإلسالمي ،وتدرج املشرع يف نقل األمة إىل املنهج اإلسالمي الكامل،
فيتصل اإلميان بسمو أحكام اإلسالم يف تربية األمة واألفراد.
.3استخراج سرية الرسول صلى هللا عليه وسلم ،وذلك مبتابعة أحواله ومواقفه وسريته يف
الدعوة إىل هللا يف املكة واملدينة.
.4الثقة أبن القرآن الذي وصل إلينا اآلن مل أيته تغيري أو حتريف ،وذلك الهتمام املسلمني
ابلقرآن الكرمي وضبطهم يف نقله بتسجيل اتريخ نزوله املكان والزمان.
.5معرفة أسباب النزول ،ألن معرفة مكان نزول اآلية ستؤدي إىل العلم ابألحوال اليت أحاطت
بنزول اآلية.
.112البغا ،مصطفى ديب مستو ،حمي الدين .)1998( .الواضح يف علوم القرآن .دمشقق :حلبون .دار الكلم الطيب
ودار العلوم اإلنسانية .ط .2 :ج .1 :ص .67 :
45
3.3خصائص كل من املكية واملدنية
لكل من املكية واملدنية خصائص ،متيز هبا إحدامها عن األخرى ،وهي ترجع إىل الناحية
األسلوبية واملوضوعية ،وبياهنا فيما يلي: 113
46
3.3.3خصائص املكية املوضوعية: 116
.1تثبيت أسس العقيدة وما يتصل هبا من أركان اإلميان ودعوة الناس مجيعا إىل توحيد هللا
تعاىل وإفراده ابلعبادة ألن الناس كانوا يف ظلمات اجلهل والشرك.
.2إقامة احلحج على املشركني إلبطال عبادهتم الفاسدة لآلهلة اليت صنعتها أيديهم بوسيطة
اجملادلة وتذكريهم أبن الوحيد املستحق احلق للعبادة هو هللا العظيم ،ودعوهتم إىل
استخدام عقوهلم وعدم اتباع ما ورثوا عن آابئهم من الضالل واجلهل.
.3الشرح الكامل عن أصول األخالق وحقوق االجتماع اليت ال يعرتيه تغري الزمان واملكان،
كالصدقة ،والرب ،والعفاف ،وغري ذلك من األخالق احلميدة ،وحتبيبها إليهم.
.4إبعاد الناس عن عاداهتم القبيحة مثل وأد البنات ،والظلم ،والقتل وغري ذلك من األخالق
الذميمة.
.5االعتناء بقصص األنبياء مع أقوامهم إلعالم الناس أن دعوهتم واحدة ،وهي دعوة إىل
توحيد هللا ،وهلا أنفع العرب واملواعظ ملن يعترب ويتعظ من املسلمني ،منها صرب األنبياء
فيما يصيبهم من أذاء األعداء وغري ذلك.
47
ووراء هذه األساليب للقرآن املكي حكمة جلية لنزوهلا يف مكة ،وكان أهلها حينئذ
ينكرون القرآن ،فكان املناسب هلم العبارات الشديدة والتأكيدات والتخييالت احلسية،
واحلكمة األخرى أن القرآن املكي يتوجه إىل الناس أمجعني ،فال خيتص ابملؤمنني ،فيحتوى
على الدعوة إىل توحيد هللا فكان من املناسب أن ينجلي فيه اجلرس املوسيقي وعنصر اجلانب
الصويت ،فتقرع آايته اآلذان وتدع املسمعني هلا من الكفار يف حرية ودهشة ،فال يبقى البليغ
منهم إال أن خيضع أمامها فيقر إعجازها.118
واخلالصة أن القرآن املكي اشتمل على املباحث البالغية أكثر من القرآن املدن،
نظرا إىل مضمونه خاصة موضوع إثبات أصول العقيدة ،مما ال بد فيه من اإلعجاز.
48
2.4.3مناسبتها ملا قبلها: 121
تظهر مناسبة هذه السورة ملا قبلها فيما يلي:
-1وصف الكتاب العزيز ،وأتكيد نزول الوحي به على قلب النب صلّى هللا عليه وسلم،
وإثبات الساعة (يوم القيامة) .
-2مناقشة عقائد الكفار وهتديدهم ووعيدهم ،وإثبات وجود هللا ووحدانيته وحكمته وقدرته
ابألدلة الكونية املشاهدة ،وابملخلوقات األرضية الصناعية وغريها.
-3ترغيب املؤمنني ابالستقامة املؤدية إىل اجلنة ونعيمها ،وحتذير الكافرين من اإلعراض عن
طاعة هللا املؤدي إىل النار وأهواهلا.
-4تسلية النب صلى هللا عليه وسلم عما يلقاه من أذى قومه.
3.4.3مضمون السورة
تضمنت هذه السورة مواضع هامة ميكن سردها فيما يلي: 122
-موضوع هذه السورة كسائر السور املكية ،وهو العقيدة القائمة على اإلميان بوحدانية هللا،
وصحة الرسالة النبوية ،والتصديق ابلبعث واجلزاء ،وحمورها األساسي الكالم عن ظاهرة
الوحي.
-لذا كان أول حديث هذه السورة هو احلديث عن الوحي الذي أنزله هللا على مجيع
األنبياء واملرسلني الذين اصطفاهم هللا لتبليغ رسالته إىل الناس.
-مث عرضت ملا هلل من هيبة وجالل تكاد السموات تتفطر منهما.
-مث الكالم عن املالئكة اليت تستغرق يف تسبيحه ومتجيده.
-مث البيان أنه الرقيب على أعمال املشركني.
-مث انتقلت إىل بيان كون القرآن عربيا ،وأن اإلميان ابهلل اختياري.
49
-مث بينت أسباب االختالف يف األمة اإلسالمية وطريق عالجها بتحكيم كتاب هللا،
وأوضحت ضرورة اختالف الشرائع اإلهلية املوحى هبا يف اجلزئيات حسبما يتفق مع مصلحة
البشر ،مع اتفاقها يف األصول االعتقادية واإلصالحية والعبادات.
-مث صرحت ابملختلفني يف األداين وجعلت خالفهم بغيا وعدواان وظلما ،فالدين واحد
يف أصله ،ورساالت األنبياء تكمل بعضها بعضا ،وبينها قدر مشرتك هو اإلسالم ،أي
ع لَ ُك ْم ِم َن ال ِّدي ِن ...اآلية.
االنقياد واخلضوع هلل عز وجلَ :شَر َ
-مث فندت حجة املنكرين لرسالة النب حممد صلى هللا عليه وسلم بعد أن تبني صدقها
وصحتها ،وهددت ابقرتاب الساعة اليت يستعجل هبا املشركون ويشفق منها املؤمنون ،وقرنت
التفنيد والتهديد بتهويل العذاب الشديد املنتظر يوم القيامة ،وبوصف نعيم اجلنان وروضاهتا
لتبشري املؤمنني الذين يعملون الصاحلات.
-مث حتدثت عن مبدأين ضروريي املعرفة لكل إنسان يف الدنيا :ومها أن الرزق بيد هللا ينزله
حبسب املصلحة ،وأن العامل للدنيا وحدها حيرم خري اآلخرة ،والعامل لآلخرة ينال خري الدنيا
معها.
-مث أقامت األدلة على وجود هللا من خلق السموات واألرض وما فيهما والتصرف هبما
والقدرة عليهما ،وإجراء السفن يف البحار ،فكل ذلك أثر صنع هللا.
-مث أعقبت ذلك ابإلشادة مبن يعمل لآلخرة ،وجيتنب الفواحش ،ويعفو عند املقدرة،
ويستحب لربه ،ويقيم الصالة ،ويستشري أهل اخلربة واملعرفة ،وينتصر من أهل البغي والعدوان،
ويؤثر العفو والصفح والصلح ،ويقتصر على اجلزاء ابملثل ،ويصرب يف احملنة.
-مث أردفت ذلك ببيان أهوال النار وخسارة أهلها ،وفقداهنا النصر ،ومتنيهم العودة إىل الدنيا
حني رؤية العذاب ،وهم أذلة صاغرون ،وانسب هذا دعوة الناس مجيعا إىل االستجابة لدعوة
استَ ِجيبُوا
هللا واالنقياد حلكمه وشرعه قبل املفاجأة بيوم القيامة الذي ال شك فيه وال مرد لهْ :
لَِربِّ ُك ْم ....واالستجابة تكون تلقائية اختيارية ال قهر فيها ،وما على الرسول إال البالغ.
-مث ختمت السورة أوال بتأكيد كون ملك السموات واألرض هلل ،يهب األوالد أو ال يهب
حبسب املشيئة ،واثنيا ببيان أقسام الوحي ،وعظمة القرآن خامت الكتب السماوية ،والذي هو
50
نور هللا اهلادي إىل صراط مستقيم ،ليتناسق اخلتام مع مطلق السورة ابحلديث عن هذا الكتاب
ك ُروحاً ِم ْن أ َْم ِرَان. ِ
ك أ َْو َحْينا إِلَْي َ
العزيزَ :وَكذل َ
هناك أسباب تدفع الباحث إىل اختيار سورة الشورى لتطبيق أنواع البيدع حسب تقسيم
القزويين ،وهي تكون من انحيتني ،املضمون واألسلوب.
فمن انحية املضمون ،ملا اشتملت عليه السورة من مواضع هامة ،كموضوع الوحي ،فإنه
أصل من أصول العقائد اإلسالمية ومواضع أخرى تذكر فيما سبق ال تقل شأهنا عنه.
فمن انحية األسلوب ،ملا حتوت عليه السورة من مجال الرتاكيب ووضوحها ومباحث بالغية
خصوصا احملسنات معنوية كانت أم لفظية اليت هي لب هذا البحث.
51
الفصل الرابع
تطبيقات أنواع البديع يف سورة الشورى حسب تقسيم القزوين
1.1.4احملسنات املعنوية
1.1.1.4الطباق
ب فِ ِيه ِ ِ ِ ِ
ك أ َْو َحْينا إِلَْي َ
ك قُـ ْرآانً َع َربيًّا لتُـْنذ َر أ َُّم الْ ُقرى َوَم ْن َح ْوَهلا َوتـُْنذ َر يـَ ْوَم ا ْجلَ ْم ِع ال َريْ َ
ِ
﴿ َوَكذل َ
ِ ِ 125
السعري﴾ فَ ِريق ِيف ا ْجلَن َِّة َوفَ ِريق ِيف َّ
123ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص .94 :
124الشورى .اآلية .4 :
125الشورى .اآلية .7 :
52
3.1.1.1.4قول هللا تعاىل :
126
الرْز َق لِ َم ْن يَ َشاءُ َويـَ ْق ِد ُر﴾
ط ِّ السماو ِ
ات َو ْاأل َْر ِ
ض ۖ يـَْب ُس ُ ﴿لَهُ َم َقالِ ُ
يد َّ َ َ
يف هذه اآلية طباق بني "يقدر" و"يبسط" ،وبني السموات واألرض.
ين َآمنُوا ُم ْش ِف ُقو َن ِم ْنها َويـَ ْعلَ ُمو َن أ ََّهنَا ا ْحلَ ُّق أَال إِ َّن ِ ِ َّ ِ
ين َال يـُ ْؤمنُو َن هبا َوالذ َ
ِ ِ َّ ِ
﴿يَ ْستَـ ْعج ُل هبَا الذ َ
ضالل بَعِيد﴾ الس ِ ِ َّ ِ
ين ُمي ُارو َن ِيف َّ َ
128
اعة لَفي َ الذ َ
يف هذه اآلية طباق السلب بني "ال يؤمنون" و"آمنوا" ،لدخول حرف النفي يف فعلني من
مصدر واحد.
ِِ ِ ث ُّ ث ْاآل ِخ َرةِ نَِزْد لَهُ ِيف َح ْرثِِه َوَم ْن َكا َن يُِر ُ ﴿ َم ْن َكا َن يُِر ُ
الدنْـيَا نـُ ْؤته مْنـ َها َوَما لَهُ يد َح ْر َ يد َح ْر َ
129
صيب﴾ ِيف ْاآل ِخرةِ ِمن نَ ِ
َ ْ
53
يف هذه اآلية طباق بني حرث اآلخرة وحرث الدنيا ألهنما متضدان ،وأيضا بني اآلخرة
والدنيا ،ألهنما متضدان.
يف هذه اآلية طباق بني الظاملني الذين هم الكفار والذين ءامنوا وعملوا الصاحلات ألهنما
متضدان.
يف هذه اآلية طباق بني رمحة وسيئة ،ألهنما متضدان ،وأيضا بني فرح وكفور ،ألهنما متضدان.
54
10.1.1.1.4قول هللا تعاىل :
2.1.1.4املقابلة
وهو أن يؤتى مبعنيني متوافقني أو أكثر ،مبا يقابل ذلك على الرتتيب.134
55
3.1.1.4التناسب
ومسي مبراعاة النظري والتوفيق أيضا ،وهو عند القزويين مجع أمر وما يناسبه ال ابلتضاد.136
138
اب ِاب ْحلَ ِّق َوالْ ِم َيزا َنﵞ ِ ﵟ َّ ِ
اَّللُ الَّذي أَنْـَزَل الْكتَ َ
يف هذه اآلية تناسب بني "الكتاب" و"امليزان" ،ألن العطف هاهنا من قبيل عطف اجلزء
على الكل ،فامليزان الذي معناه العدل واهلداية جزء مما تضمنه القرآن.139
140
ث فِي ِه َما ِم ْن َدابَّةﵞ السماو ِ
ات َو ْاأل َْر ِ
ض َوَما بَ َّ ﵟوِمن ِِ
آايته َخلْ ُق َّ َ َ
َ ْ َ
136ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص .95 :
137الشورى .اآلية .13 :
138الشورى.اآلية.17:
تونس .الدارالتونسية للنشر .ج .25 :ص .68 : 139ابن عاشور ،حممد الطاهر .)1984( .التحرير والتنوير.
140الشورى.اآلية.29:
56
ِ ۡ ۡ
ث فِي ِه َما ِمن َدابَّة" ألهنما آية من ت َوٱأل َۡر ِ
ض َوَما بَ َّ ٱلس ََٰم ََٰو
يف هذه اآلية تناسب بني " َخل ُق َّ
آايت اهلل.
141
اَّللُ إَِّال َو ْحيًا أ َْو ِم ْن َوَر ِاء ِح َجاب أ َْو يـُْرِس َل َر ُسوًالﵞ
ﵟ َوَما َكا َن لِبَ َشر أَ ْن يُ َكلِّ َمهُ َّ
يف هذه اآلية تناسب بني " َو ۡحيًا أ َۡو ِم ْن َوَرا ِٕي ِح َجاب أ َۡو يـُ ۡرِس َل َر ُسوالً" ألن هذه الثالثة طريق
إحياء هللا النب صلى هللا عليه وسلم.
4.1.1.4املشاكلة
" َو َجزاءُ َسيِّئَة َسيِّئَة ِمثْـلُها" من قبيل املشاكلة ،ألن جزاء السيئة ليس سيئة ومسي هبا للتشابه
بينهما يف الصورة.
141الشورى.اآلية.52:
املرجع السابق .ص.96 : 142ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،
143الشورى.اآلية.40:
57
5.1.1.4التورية
يف هذه اآلية تورية للفظ "امليزان" ،ألن له معنيني قريب وبعيد ،ومها آلة الوزن والعدل ،ويراد
يف هذه اآلية معناه البعيد ،ألن املنزل هو الدين الذي يدعو إىل العدل.148
144ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص .98 :
145الشورى .اآلية .12 :
146ينظر :التحرير والتنوير ،املرجع السابق .ج .25 :ص .49 :
147الشورى .17 :
148ينظر :التحرير والتنوير ،املرجع السابق .ج .25 :ص .68 :
58
ِ َّ ِ
ض بِغَ ِْري ا ْحلَ ِّق ۚ أُوَٰلَئِ َ
ك َهلُْم َع َذاب َّاس َويـَْبـغُو َن ِيف ْاأل َْر ِ
ين يَظْل ُمو َن الن َ
يل َعلَى الذ َ
﴿إَِّمنَا َّ ِ
السب ُ
149
أَلِيم﴾
يف هذه اآلية تورية للفظ "سبيل" ،ألن له معنيني قريب وبعيد ،ومها الطريق وموجب املعاتبة
واملؤاخذة ،ويراد يف هذه اآلية معناه البعيد.150
6.1.1.4اجلمع
59
يف هذه اآلية مجع بني الكتاب وامليزان حتت حكم واحد هو اإلنزال.
يف هذه اآلية مجع بني أم القرى أي أهل مكة ومن حوهلا وهم النازلون حوهلا من القبائل مثل
خزاعة وكنانة وقريش الظواهر وهم الساكنون خارج مكة يف جباهلا حتت حكم واحد هو
اإلنذار.156
7.1.1.4التفريق
يف هذه اآلية تفريق حيث فرق الناس إىل فريقني فريق يف اجلنة وفريق يف السعري.
60
8.1.1.4اجلمع والتفريق
ب فِ ِيه ِ ِ ِ ِ
ك أ َْو َحْينا إِلَْي َ
ك قُـ ْرآانً َع َربيًّا لتُـْنذ َر أ َُّم الْ ُقرى َوَم ْن َح ْوَهلا َوتـُْنذ َر يـَ ْوَم ا ْجلَ ْم ِع ال َريْ َ
ِ
﴿ َوَكذل َ
ِ ِ 160
السعري﴾ فَ ِريق ِيف ا ْجلَن َِّة َوفَ ِريق ِيف َّ
يف هذه اآلية مجع مع التفريق ،حيث مجع أم القرى أي أهل أم القرى ومن حوهلا حتت حكم
واحد وهو اإلنذار ،مث تقسيمه إىل قسمني فريق يف اجلنة وفريق يف السعري.
9.1.1.4التقسيم
يف هذه اآلية ما يسمى ابلتقسيم ،حيث ذكر لفظ "من" وهو متعدد ،مث إضافة ما لكل على
التعيني.
159ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.100 :
160الشورى .اآلية .7 :
161الشورى .االية .50 – 49 :
61
10.1.1.4اإلدماج
اَّللِ ،فيضمن
يف هذه اآلية إدماج ،ألن اآلية تساق لذم الكافرين يف اختاذهم أولياء من دون َّ
يف هذا املعىن معىن آخر هو إثبات البعث من قوله عز وجل " َوُه َو ُْحييِي الْ َم ْوتَ َٰى" ترسيخا
لعلم املسلمني وإبالغا ملسامع املنكرين ألهنم أنكروا ذلك يف ضمن اختاذهم أولياء من دون
اَّللِ.164
َّ
162ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.106 :
163الشورى .اآلية .9 :
164ينظر :التحرير والتنوير ،املرجع السابق .ج .25 :ص .40 :
62
3.10.1.1.4قول هللا عز وجل :
63
2.1.4احملسنات اللفظية
1.2.1.4اجلناس
يف هذه اآلية جناس اشتقاق بني " َح َسنَةً" و" ُح ْسنًا" ،ألن اشتقاق كل منهما واحد هو
حسن.
يف هذه اآلية جناس اشتقاق بني"يـُْرِس َل" و" َر ُسوًال" ،ألن اشتقاق كل منهما واحد هو
الرسالة.
169ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.108 :
64
2.2.1.4السجع
اح َدةً َوَٰلَكِ ْن يُ ْد ِخ ُل َم ْن يَ َشاءُ ِيف َر ْمحَتِ ِه ۚ َوالظَّالِ ُمو َن َما َهلُْم ِم ْن
اَّلل َجلعلَهم أ َُّمةً و ِ
﴿ َولَ ْو َشاءَ َُّ َ َ ُ ْ َ
صري﴾ وِيل وَال نَ ِ
ََّ
174
يل َوُه َو ُْحييِي الْ َم ْوتَ َٰى َوُه َو َعلَ َٰى ُك ِّل َش ْيء قَ ِدير﴾ ﴿أَِم َّاختَ ُذوا ِم ْن ُدونِِه أ َْولِيَاءَ ۖ فَ َّ
اَّللُ ُه َو الْ َوِ ُّ
172ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.113 :
173الشورى .اآلية .4-3 :
174الشورى .اآلية .9-7 :
65
يف هذه اآلية سجع متواز ،ويكون بني ألفاظ سعري ونصري وقدير ،ألهنا فواصل تساوت يف
الوزن والقافية واختلفت قرائنه.
بني هاتني اآليتني سجع مطرف ،ويكون بني لفظني "ينيب" و"مريب" ،ألهنما فاصلة
تساوت يف القافية دون الوزن.
َجًرا إَِّال ِ اَّلل عِباده الَّ ِذين آمنُوا وع ِملُوا َّ ِ ِ ﴿ َٰذَلِ َ ِ ِ
َسأَلُ ُك ْم َعلَْيه أ ْ
الصاحلَات ۗ قُ ْل َال أ ْ ك الَّذي يـُبَ ّش ُر َُّ َ َ ُ َ َ َ َ
اَّللَ َغ ُفور َش ُكور﴾ ف َح َسنَةً نَِزْد لَهُ فِ َيها ُح ْسنًا ۚ إِ َّن َّ
الْ َم َوَّدةَ ِيف الْ ُق ْرَ ََٰب ۗ َوَم ْن يـَ ْق َِرت ْ
66
5.2.2.1.4قول هللا تعاىل :
آمنُوا َو َعلَ َٰى َرّهبِِ ْم ِِ الدنْـيا ۖ وما عِْن َد َِّ ِ ِ ِ
اَّلل َخ ْري َوأَبْـ َق َٰى للَّذ َ
ين َ ﴿فَ َما أُوتيتُ ْم م ْن َش ْيء فَ َمتَاعُ ا ْحلَيَاة ُّ َ َ َ
يـَتَـ َوَّكلُو َن﴾
67
ضبُوا ُه ْم يـَ ْغ ِف ُرو َن﴾ ِ
احش وإِذَا ما َغ ِ ﴿والَّ ِذين َْجيتَنِبُو َن َكبَائِر ِْ
اإل ِْمث َوالْ َف َو َ َ َ َ َ َ
اه ْم يـُْن ِف ُقو َن﴾ ِ استَ َجابُوا لَِرّهبِِ ْم َوأَقَ ُاموا َّ َّ ِ
ور َٰى بـَْيـنَـ ُه ْم َوممَّا َرَزقْـنَ ُ
الص َالةَ َوأ َْم ُرُه ْم ُش َ ين ْ
﴿ َوالذ َ
179 والَّ ِذين إِذَا أَص َاهبم الْبـ ْغي هم يـْنـتَ ِ
ص ُرو َن﴾ َ ُُ َ ُ ُ ْ َ َ َ
يف هذه اآلية سجع مطرف ،ويكون بني ألفاظ "يتوكلون" و"يغفرون" و"ينفقون"
و"ينتصرون" ،ألهنا فواصل تساوت يف القافية دون الوزن.
68
3.2.1.4املوازنة
ات يـَتَـ َفطَّْر َن ِم ْن فَـ ْوقِ ِه َّن ۚ َوالْ َم َالئِ َكةُ يُ َسبِّ ُحو َن ِحبَ ْم ِد َرّهبِِ ْم َويَ ْستَـ ْغ ِف ُرو َن لِ َم ْن ِيف
الس َم َاو ُ
اد َّ
﴿تَ َك ُ
اَّلل هو الْغَ ُفور َّ ِ ِ ْاأل َْر ِ
يم﴾ الرح ُ ُ ض ۗ أََال إ َّن ََّ ُ َ
ت َعلَْي ِه ْم بَِوكِيل﴾ ﴿والَّ ِذين َّاخت ُذوا ِمن دونِِه أَولِياء َّ ِ
اَّللُ َحفيظ َعلَْي ِه ْم َوَما أَنْ َ َ َ َ ْ ُ َْ َ
ب ِ ﴿وَك ََٰذلِك أَوحيـنا إِلَيك قُـر ً ِ ِ ِ
آان َع َربيًّا لتُـْنذ َر أ َُّم الْ ُقَر َٰى َوَم ْن َح ْوَهلَا َوتـُْنذ َر يـَ ْوَم ا ْجلَ ْم ِع َال َريْ ََ َ ْ ََْ ْ َ ْ
فِ ِيه ۚ فَ ِريق ِيف ا ْجلَن َِّة َوفَ ِريق ِيف َّ
ِ ِ 182
السعري﴾
بني هذه اآلايت موازنة ،وتكون بني ألفاظ "الرحيم" و"وكيل" و"السعري" ،ألهنا فواصل
تساوت يف الوزن دون القافية.
181ينظر :املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم ،املرجع السابق .ص.114 :
182الشورى .اآلية .7 – 5 :
183الشورى .اآلية .12 – 11 :
69
بني هاتني اآليتني موازنة ،وتكون بني لفظني "بصري" و"عليم" ،ألهنما فاصلة تساوت يف
الوزن دون القافية.
اَّللُ لَ ِطيف بِعِبَ ِادهِ يـَ ْرُز ُق َم ْن يَ َشاءُ ۖ َوُه َو الْ َق ِو ُّ
ي الْ َع ِز ُيز﴾ ﴿ َّ
ِِ ِ ث ُّ ث ْاآل ِخَرةِ نَِزْد لَهُ ِيف َح ْرثِِه ۖ َوَم ْن َكا َن يُِر ُ ﴿ َم ْن َكا َن يُِر ُ
الدنْـيَا نـُ ْؤته مْنـ َها َوَما لَهُ يد َح ْر َ يد َح ْر َ
صيب﴾ ِيف ْاآل ِخرةِ ِمن نَ ِ
َ ْ
اَّلل ۚ ولَوَال َكلِمةُ الْ َفص ِل لَ ُق ِ ِِ ِ ِ
ض َي بـَْيـنَـ ُه ْم ۗ ْ ﴿أ َْم َهلُْم ُشَرَكاءُ َشَرعُوا َهلُْم م َن ال ّدي ِن َما َملْ َأيْذَ ْن به َُّ َ ْ َ
ني َهلُْم َع َذاب أَلِيم﴾ ِِ
َوإِ َّن الظَّالم َ
﴿تَـرى الظَّالِ ِمني م ْش ِف ِقني ِممَّا َكسبوا وهو واقِع هبِِم ۗ والَّ ِذين آمنوا وع ِملُوا َّ ِ
احل ِ
ات ِيفالص َ ْ َ َ َُ َ َ َُ َ ُ َ َ َُ َ َ
ِ
ض ُل الْ َكبِريُ﴾ َّات ۖ َهلُْم َما يَ َشاءُو َن عِْن َد َرّهبِِ ْم ۚ َٰذَل َ
ات ا ْجلن ِ
روض ِ
184
ك ُه َو الْ َف ْ َ َْ َ
70
بني هذه اآلايت موازنة ،وتكون بني ألفاظ "الرحيم" و"وكيل" و"السعري" ،ألهنا فواصل
تساوت يف الوزن دون القافية.
بني هاتني اآليتني موازنة ،وتكون بني لفظني "سبيل" و"عليم" ،ألهنما فاصلة تساوت يف
الوزن دون القافية.
71
6.3.2.1.4قول هللا تعاىل :
ضلِ ِل َّ ِ ِ
اَّللُ فَ َما لَهُ ِم ْن َسبِيل﴾ اَّللِ ۗ َوَم ْن يُ ْ
ون َّوهنُم ِمن د ِ
ص ُر َ ْ ْ ُ﴿ َوَما َكا َن َهلُْم م ْن أ َْوليَاءَ يـَْن ُ
استَ ِجيبُوا لَِربِّ ُك ْم ِم ْن قَـْب ِل أَ ْن َأيِْيتَ يـَ ْوم َال َمَرَّد لَهُ ِم َن َّ
اَّللِ ۚ َما لَ ُك ْم ِم ْن َملْ َجإ يـَ ْوَمئِذ َوَما لَ ُك ْم ﴿ ْ
187
ِم ْن نَكِري﴾
بني هاتني اآليتني موازنة ،وتكون بني لفظني "سبيل" و"نكري" ،ألهنما فاصلة تساوت يف
الوزن دون القافية.
بني هاتني اآليتني موازنة ،وتكون بني لفظني "قدير" و"حكيم" ،ألهنما فاصلة تساوت يف
الوزن دون القافية.
72
الفصل اخلامس
اخلامتة
1.5نتائج البحث
بعد تناول الباحث دراسة أنواع البديع وتطبيقاهتا ،من احملسنات املعنوية واحملسنات
اللفظية يف سورة الشورى ،تلخصت لدي الباحث نتائج البحث اليت هي أجوبة ملشكالت
البحث املعروضة يف الباب األول ،وبياهنا فيما يلي:
1.1.5البديع يف اللغة :املخرتع املوجد على غري مثال سابق ،وهو مأخوذ ومشتق من
قوهلم :بدع الشيء ،وأبدعه ،اخرتعه ال على مثال سابق ،189ويف االصطالح ما عرفه اإلمام
ا خلطيب القزويين أبنه علم يعرف به وجوه حتسني الكالم بعد رعاية املطابقة ووضوح
الداللة.190
فأول من دون يف هذا الفن هو عبد هللا بن املعتز العباسي املتوىف سنة ( 274هجرية) إذ
مجع ما اكتشفه يف الشعر من احملسنات وكتب فيه كتااب جعل عنوانه عبارة " :البديع" ،مث
أتى بعده جعفر بن قدامة أديب بغدادي من كبار الكتاب متويف سنة (319هـ) ألف كتااب
مساه "نقد قدامة" ذكر فيه ثالثة عشر نوعا ،مث تطور بعده أكثر ،فبعد قرون أتى صفي الدين
عبد العزيز بن سرااي السنبسي الطائي احللي" وهو معروف ابسم صفي الدين احللي ت:
( 750هـ) فأوصل األنواع إىل مئة وأربعني نوعا ،ميكن مجع بعضها يف بعض ،وما جاء به
اإلمام صفي الدين احللي ليس غاية احلد ،فيمكن تطوره إىل حد ال حيصى.191
73
أما جمموع أنواع البديع عند اإلمام القزويين اليت تذكر يف كتابه "تلخيص املفتاح" وتكون معيار
هذا البحث فأربعة وأربعون نوعا ،واحد وثالثون منها حمسنات معنوية وثالثة عشر منها
حمسنات لفظية ،وتفصيلها فيما يلي :
أ .احملسنات املعنوية :املطابقة/الطباق ،مراعاة النظري ،املشاكلة ،املزاوجة ،التورية ،اللف
والنشر ،اجلمع ،التفريق ،التقسيم ،اجلمع مع التفريق ،اجلمع مع التقسيم ،اجلمع مع
التفريق ،والتقسيم ،أتكيد املدح مبا يشبه الذم ،أتكيد الذم مبا يشبه املدح ،االستتباع،
التوجيه ،جتاهل العارف ،اإلرصاد ،العكس ،الرجوع ،االستخدام ،املبالغة ،املذهب
الكالمي ،حسن التعليل ،التفريع ،اإلدماج ،اهلزل يراد به اجلد ،القول ابملوجب ،االطراد.
ب.احملسنات اللفظية :اجلناس ،السجع ،رد العجز على الصدر ،املوازنة ،لزوم ما ال
يلزم ،السرقة ،التضمني ،االقتباس ،احلل ،العقد ،التشريع.
2.1.5بعد تتبع أنواع البديع يف كتابني جليلني تلخيص املفتاح للخطيب القزويين ومفتاح
العلوم لإلمام السكاكي حصل الباحث على النتيجة التالية :
ت.إن هناك أنواعا اتفق على ذكرها اخلطيب القزويين واإلمام السكاكي ،وهي فيما يلي :
-من احملسنات املعنوية :املطابقة/الطباق ،مراعاة النظري ،املشاكلة ،املزاوجة ،التورية،
اللف النشر ،اجلمع ،التفريق ،التقسيم ،اجلمع مع التفريق ،اجلمع مع التقسيم ،اجلمع
مع التفريق ،والتقسيم ،أتكيد املدح مبا يشبه الذم ،أتكيد الذم مبا يشبه املدح ،االستتباع،
التوجيه ،جتاهل العارف.
-ومن احملسنات اللفظية :اجلناس ،السجع ،رد العجز على الصدر.
ث.وأنواعا ذكرها اإلمام القزويين دون اإلمام السكاكي ،وهي فيما يلي:
-من احملسنات املعنوية :اإلرصاد ،العكس ،الرجوع ،االستخدام ،املبالغة ،املذهب
الكالمي ،حسن التعليل ،التفريع ،اإلدماج ،اهلزل يراد به اجلد ،القول ابملوجب ،االطراد،
74
-ومن احملسنات اللفظية :املوازنة ،لزوم ما ال يلزم ،السرقة ،التضمني ،االقتباس ،احلل،
العقد ،التشريع.
ج .وأنواعا ذكرها اإلمام السكاكي دون اإلمام القزويين ،وهي فيما يلي :
-من احملسنات املعنوية :االعرتاض ،االلتفات ،تقليل اللفظ.
-ومن احملسنات اللفظية :الرتصيع.
3.1.5هناك أسباب تدفع الباحث إىل اختيار سورة الشورى لتطبيق أنواع البيدع حسب
تقسيم القزويين ،وهي تكون من انحيتني ،املضمون واألسلوب.
فمن انحية املضمون ،ملا اشتملت عليه السورة من مواضع هامة ،كموضوع الوحي ،فإنه
أصل من أصول العقائد اإلسالمية ومواضع أخرى تذكر فيما سبق ال تقل شأهنا عنه.
فمن انحية األسلوب ،ملا حتوت عليه السورة من مجال الرتاكيب ووضوحها ومباحث بالغية
خصوصا احملسنات معنوية كانت أم لفظية اليت هي لب هذا البحث.
شواهد احملسنات املعنوية اليت استطاع الباحث استنباطها من سورة الشورى عشرة :الطباق،
واملقابلة ،والتناسب ،واملشاكلة ،والتورية ،واجلمع ،والتفريق ،والتقسيم ،واجلمع مع التفريق،
واإلدماج ،ويف الطباق عشرة شواهد ،ويف املقابلة شاهد ،ويف التناسب أربعة شواهد ،ويف
املشاكلة شاهد ،ويف التورية أربعة شواهد ،ويف اجلمع شاهدان ،ويف التفريق شاهد ،ويف
التقسيم شاهد ،ويف اجلمع مع التفريق شاهد ،ويف اإلدماج ثالثة شواهد.
وشواهد احملسنات اللفظية اليت استطاع الباحث استنباطها من سورة الشورى ثالثة :اجلناس،
والسجع ،واملوازنة ،ويف اجلناس شاهدان ،ويف السجع سبعة شواهد ،ويف املوازنة سبعة شواهد.
75
فمجموع الشواهد البديعية يف سورة الشورى ثالثة وأربعون ( )43شاهدا ،سبعة وعشرون
( )27منها معنوية وستة عشر ( )16منها لفظية.
2.5االقرتاحات
بعد أن وصل الباحث إىل هناية البحث ،يريد الباحث أن يقدم االقرتاحات التالية:
.1عدم االكتفتاء يف دراسة اللغة العربية ابلنحو والصرف ،بل ال بد من إحلاق علم البالغة
هبما ،إذ البالغة تقشر قشرة العربية اليت داخلها اجلواهر املكنونة احملال التقاطها بدوهنا.
.2اإلكثار من االعتناء ابلدراسات التطبيقية البالغية ،سواء كانت يف القرآن الكرمي أو غريه
من النصوص العربية ،ملا هلذه الدراسات من منافع يف فهم البالغة لن حتصل هي مبجرد فهم
القواعد البالغية دون تطبيقها.
.3للراغب يف مثل هذا البحث ميكنه أن يطوره ابلتطبيق يف السور القرآنية األخرى ،بل يف
النصوص العربية األخرى كاألحاديث النبوية وغريها ،حىت يكون فهم البالغة أسهل إىل
الطالب لكثرة األمثلة.
.4الحظ الباحث فروقا يف أنواع البديع بني السكاكي والقزويين فقد اتفقا يف أنواع واختلفا
يف أنواع أخرى ،أحدمها ذكر أنواعا مل يذكرها اآلخر ،ويوصى الباحث بدراسة هذا االختالف
وأسباب عدم اعتبار أحد العاملني هلذه األنواع من علم البديع والنظر إىل كالم السابقني ومن
اعترب هذه األنواع من املتقدمني.
76
3.5املصادر واملراجع
.1ابن عاشور ،حممد الطاهر .)1984( .التحرير والتنوير .تونس .الدارالتونسية للنشر.
ج .25 :
.2ابن منظور )1999( .لسان العرب .بريوت .دار إحياء الرتاث العرب.
.3أبو شهبة ،حممد .)1441( .املدخل لدراسة القرآن الكرمي .الرايض .دار اللواء.
.4األبيارى ،طه حسني وإبراهيم .)2009( .شرح لزوم ما ال يلزم .مصر .دار املعارف.
.5األزدي ،علي بن احلسن اهلنائي وأبو احلسن .)2008( .املنجد يف اللغة .لبنان .دار
املشرق.
.6اآللوسي .)1994( .روح املعاين .احملقق :علي عبد الباري عطية .بريوت .دار الكتب
العلمية .ط ( .)1ج .11 :
.7األندلسي ،حممد بن يوسف أب حيان .)1993( .تفسري البحر احمليط .دار الكتب
العلمية .ط ( .)1ج .7 :
.9التفتازان ،سعد الدين مسعود ابن عمر .املطول شرح تلخيص مفتاح العلوم .حتقيق:
عبد اجلميد اهلنداوي .بريوت :لبنان .دار الكتب العلمية .ط(.)3
.10اجلمايل ،أمحد انجى واخلاجني ،حممد أمني .كتاب الصناعتني .جادة .مطبعة حممود
بك.
.11احللي ،صفي الدين )1992( .شرح الكافية البديعية يف علوم البالغة وحماسن
البديع .بريوت .دار صادر.
77
.12اخلالدي ،صالح عبد الفتاح )2004( .إعجاز القرآن البياين ودالئل مصدره
الرابين .أردن .دار عمار للنشر والتوزيع.
.15الزايدات ،تيسري حممد .)2016( .صعوابت تعليم البالغة العربية للناطقني بغريها
"جامعة شرانق/تركيا أمنوذجا" .جملة القسم العريب جامعة بنجاب .الهور :ابكستان .جامعة
بنجاب .العدد .23 :ص -ص.224 – 223 :
.16الزحيلي ،وهبة .)2003( .التفسري املنري .دمشق .دار الفكر .ط ( )2ج .13 :
.17الساعايت ،حممود صفوت .بديع التلخيص وتلخيص البديع.
.18الشيخلي ،هبجت عبد الواحد .)2001( .بالغة القرآن الكرمي يف اإلعجاز .اململكة
األردونية اهلامشية .مكتبة دنديس.
.19الصامل ،حممد بن علي .)2004(.القول البديع يف علم البديع .الرايض .دار كنوز
إشبيليا للنشر والتوزيع.
.20الصاوي ،أمحد بن حممد املصري اخللويت املالكي ،حاشية الصاوي على تفسري
اجلاللني ، ،حتقيق حممد عبد السالم شاهني .بريوت .دار الكتب العلمية .ج 3 :
.21الصعيدي ،عبد املتعال .)2002( .بغية اإليضاح لتلخيص املفتاح يف علوم البالغة.
القاهرة .مكتبة اآلداب.
.22الطربي .)1994( .تفسري الطربي .احملقق :بشار عواد معروف وعصام فارس
احلرشان .مؤسسة الرسالة .ط( .)1ج .6 :
78
.23الطنطاوي ،حممد سيّد .)1987( .التفسري الوسيط للقرآن الكرمي .ط (.)3
.24الطيب ،شريف الدين احلسني بن عبد هللا .)2013( .فتح الغيب يف الكشف عن
قناع الريب ،حتقيق :الدكتور عمر حسن القيام .جائزة دب :الدولية للقرآن الكرمي .ط (.)1
ج .13 :
.25القرآن الكرمي
.26القرطب ،أبو عبد هللا حممد بن أمحد بن أب بكر )2006 (.اجلامع ألحكام القرآن
واملبني ملا تضمنه من السنة وآي الفرقان .حتقيق :عبد هللا بن عبد احلسن الرتكي .مؤسسة
الرسالة.ط ( .)1ج.17 :
.27القزويين ،اإلمام جالل الدين حممد بن عبد الرمحن .منت كتاب التلخيص يف علوم
البالغة.
.30امليدان ،عبد الرمحن حبنكة .)1996( .البالغة العربية .بريوت ودمشق .دار القلم
والدرر الشامية .ط( .)1ج .2 :
.31النجدي ،عبد الرمحن )2011( .البالغة امليسرة .بريوت .دار ابن حزم.
.32النسفي ،أبو الربكات عبد هللا بن أمحد بن حممد ،تفسري النسفي .حتقيق :الشيخ حممد
علي درويش .دار حتقيق الكتاب.
79
.34أمني ،علي اجلارم ومصطفى ) 2001( .البالغة الواضحة .جاكرات .مكتبة روضة
فريس.
.35دايب ،حفين انصف حممد وطموم ،سلطان مصطفة )2014( .دروس البالغة.
الكويت .مكتبة أهل األثر.
.36سليمان ،فهمي علي .)1988( .املنري اجلديد يف أحكام التجويد .جامعة األزهر
جممع البحوث االسالمية.
.37شرف ،حفىن حممد .)1963( .حترير التحرير يف صناعة الشعر وبيان إعجاز
القرآن .القاهرة .جلنة إحياء الرتاث اإلسالمية.
.38عبد احلميد ،حممد حمي الدين .)1981( .العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده.
بريوت .دار اجليل.
.39عبد الرازق ،حسن إمساعيل .)2006( .البالغة الصافية يف املعاين والبيان والبديع.
القاهرة .املكتبة األزهرية للرتاث .ط (.)1
.40عتيق ،عبد العزيز )1982( .يف البالغة العربية :علم البيان .بريوت .دار النهضة
العربية.
.41عكاوي ،إنعام فوال .)1991( .املعجم املفصل يف علوم البالغة :البديع والبيان
واملعاين .بريوت .دار الكتب العلمية.
. .42قاسم ،حممد أمحد وديب ،حمي الدين .)2003( .علوم البالغة :البديع والبيان
واملعاين .لبنان.
.43حممد ،حمبوب احلسن )1994( .اإلحكام املعجز يف بالغة القرآن .جملة جامعة
امللك عبد العزيز .األدب والعلوم النسانية .ص .241-244 :
80
.44مرعب ،حممد عوض وأصالن ،حممد .)2001( .معجم مقايس اللغة .بريوت .دار
إحياء الرتاث العرب.
.46مطرجي ،عرفان .كتاب البديع لنب املعتز .بريوت :مؤسسة الكتب الثقافية2012،م.
.47هنداوي ،عبد احلميد )2009( .التلخيص يف علوم البالغة .بريوت .دار الكتب
العلمية.
81
82