You are on page 1of 27

‫‪https://www.facebook.

com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪.‬‬
‫← إن مهام ووظائف اإلدارة عديدة ومتنوعة وتختلف حسب النظام السياسي‪ .‬وهي محل اهتمام كل من‬
‫علماء اإلدارة والقانون اإلداري والمهتمين بالعلوم السياسية‪ .‬واذا كان علم اإلدارة يهتم خاصة بوظيفة التخطيط‬
‫والتنفيذ‪ .‬فان فقهاء القانون اإلداري يهتمون باإلدارة من حيث نشاطها وأموالها وموظفيها ومنازعاتها باعتبارها‬
‫شخصا من أشخاص القانون اإلداري‪.‬‬
‫← والحقيقة أيا كانت وظائف اإلدارة ومهامها‪ ،‬فان نشاطها يظل مرصودا لخدمة الجمهور‪ ،‬واال‬
‫لماذا عمدت السلطة العامة الى تزويد اإلدارة بالجانب البشري والجانب المادي وأحاطتها بنسيج من‬
‫النصوص القانونية بما يساعدها على القيام بمهمتها‪.‬‬
‫← وتوفير الخدمة للجمهور يمكن أن يتم من خالل إنشاء مرفق عام تعود منافعه عليه (الجمهور)‪.‬‬
‫ويمكن أن يتم بإلزام اإلدارة األفراد بالقيام بعمل معين أو اإلمتناع عن سلوك محدد‪ .‬وقد اصطلح الفقه على‬
‫النوع األول من األعمال بالنشاط اإليجابي (نظرية المرفق العام)‪ .‬أما النوع الثاني فقد اصطلح عليه بالنشاط‬
‫السلبي (نظرية الضبط اإلداري)‪.‬‬

‫المرفق العام‪:‬‬
‫* تقتضي دراسة نظرية المرفق العام استعراض مفهومه وتطور هذا المفهوم وابراز عناصره‪ .‬كما تقتضي‬
‫التطرق ألنواع المرافق ونظامها القانوني وطرق إدارتها‪.‬‬
‫وعليه فضلنا تقسيم هذا المبحث إلى ستة مطالب سنتناول في ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المرفق العام‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور وظيفة الدولة وأثره على مفهوم المرفق‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬عناصر المرفق العام‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أنواع المرافق العامة‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬النظام القانوني للمرافق العامة‪.‬‬
‫المطلب السادس ‪ :‬طرق إدارة المرافق العامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم المرفق العام‪.‬‬


‫‪ -‬في البداية ينبغي التذكير إن لفكرة المرفق العام عالقة وثيقة بالقانون اإلداري كفرع من فروع القانون‪.‬‬
‫وهذا ما رأيناه عند دراسة أسس القانون اإلداري‪ .‬حيث استندت مدرسة المرفق العام لهذه الفكرة القانونية‬
‫واعتبرتها أساسا لتحديد نطاق القانون اإلداري و تطبيق أحكامه‪.‬‬
‫‪-‬كما اعتمد عليها أيضا لرسم مجال اختصاص كل من القضاء العادي والقضاء اإلداري‪ .‬واعتبرت مدرسة‬
‫المرفق العام الدولة بمثابة جسم خالياه المرافق العامة‪ .‬ويعتبر المرفق العام أكثر المفاهيم القانونية غموضا‬
‫واثارة للجدل‪ .‬فمن الفقهاء من ارتكز على معيار الوظيفي‪ .‬ومنهم من استند في تعريف المرفق العام الى معيار‬
‫العضوي ومنهم من مزج بين األول والثاني‪.‬‬
‫←المعنى العضوي ‪ :‬يقصد بالمرفق العام تبعا لهذا المعنى كل منظمة عامة تنشئها الدولة وتخضع‬
‫إلدارتها بقصد تحقيق حاجات الجمهور‪ .‬ومن هنا جاز اعتبار كل من مرفق القضاء واألمن والدفاع وغيرها‬
‫مرافق عامة ألنها منظمات أنشأتها الدولة بغرض أداء خدمة للجمهور‪.‬‬
‫[‪ ]1‬ويتصف هذا المعنى بالشمولية واإلطالق حتى أن الدكتور أحمد محيو قال عنه يقصد بالمرفق العام‬
‫تبعا لهذا المفهوم اإلدارة بشكل عام‪.‬‬
‫[‪ ]2‬المعنى الوظيفي أو الموضوعي‪ :‬يقصد بالمرفق العام بالنظر للمعيار الموضوعي كل نشاط يباشره‬
‫شخص عام بقصد إشباع حاجة عامة‬
‫[‪ ]3‬ومن ثم تخرج عن نطاق هذا التعريف سائر النشاطات الخاصة كالمؤسسة الخاصة كما يخرج عنه‬
‫المشروعات التي تستهدف فقط تحقيق الربح‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تطور وظيفة الدولة وآثارها على مفهوم المرفق العام ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫عند ظهور فكرة المرفق العام خالل القرن التاسع وبداية القرن العشرين لم تكن على درجة من اإلبهام‬
‫والغموض كالذي نراه اآلن‪ .‬خاصة وأن وظائف الدولة في تلك المرحلة كانت واضحة ودقيقة وألن المرافق‬
‫العامة في بداية األمر كانت تتسم بارتباطها بمظهر سيادة الدولة األمر الذي جعل الفقهاء يجمعون على‬
‫خضوعها للقانون العام‪ .‬غير أن تطور وظيفة الدولة طرح إشكاال قانونيا في غاية من العمق‪.‬‬

‫‪-‬هل يصح اعتبار المرافق االقتصادية من قبيل المرافق العامة ومن ثم نخضعها هي األخرى لقواعد‬
‫القانون العام‪ ،‬أم أنها تخرج أصال عن عداد المرافق العامة؟‬
‫‪ -‬في الحقيقة ليس من السهل الفصل في هذه اإلشكالية بعيدا عن فكر وخلفية كل فقيه بخصوص‬
‫الوظائف األساسية للدولة‪ .‬واذا كانت المرافق ذات الطابع اإلداري لم تطرح من حيث األصل إشكالية بشأن‬
‫خضوعها للقانون العام‪ ،‬فان األمر لم يكن كذلك بالنسبة للمرافق االقتصادية خاصة وأنها تخضع في‬
‫نشاطها لكثير من قواعد القانون الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬ولقد سئل الفقيه ديجي عن النشاطات التي يمكن وصفها بالمرفق العام فرد قائال‪:‬‬
‫" أنه ال يمكن إعطاء جواب ثابت ألن هناك شيء ما يتغير بصورة أساسية كل ما يمكن قوله هو أنه‬
‫بقدر نمو المدنية يزداد عدد النشاطات القابلة ألن تستخدم كأساس للمرافق وينمو بالتالي عدد المرافق"‪.‬‬
‫ومشابه لهذا القول ما ذهب اليه الدكتور أحمد محيو " أن مفهوم المرفق العام ال يمكن أن يكون مفهوما‬
‫قانونيا مجردا أو حياديا وليس له معنى إال في ضوء محتواه والغايات االقتصادية واالجتماعية التي أسندت له‬
‫والتي يجب تحديدها‪ . .]1[ ..‬ويعني ذلك أن لهذا المفهوم عالقة بكل مسألة من مسائل القانون اإلداري‪،‬‬
‫فالقرار اإلداري هو الذي يتصل موضوعه بالمرفق العام‪ .‬وتكون المسؤولية إدارية إذا كانت ناتجة عن مرفق‬
‫عام [‪ .]2‬والعقد اإلداري هو الذي يبرمه مرفق عام[‪ .]3‬والنزاع اإلداري هو الذي يكون أحد أطرافه شخص‬
‫من أشخاص القانون العام وهكذا‪ .‬ولقد خص الدكتور سليمان محمد الطماوي أهمية فكرة المرفق العام على‬
‫الصعيد القانوني قائال " إن نظرية المرفق العام تؤدي دورها كامال ومن ينكرها فإنما يتنكر لكافة قواعد‬
‫القانون العام والتي بنيت على أساس األحكام الضابطة لسير المرافق العامة "‪.‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬عناصر المرفق العام ‪.‬‬
‫‪ -1‬المرفق العام تنشأه الدولة ‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ -‬إن كل مرفق عام تحدثه الدولة‪ .‬ويقصد بذلك أن الدولة هي التي تقدر اعتبار نشاط ما مرفقا عاما‬
‫وتقرر إخضاعه للمرافق العامة بناءا على قانون معين‪ .‬وليس من الالزم أن يكون كل مشروع تحدثه الدولة‬
‫أن تتولى هي مباشرة إدارته‪ ،‬فكثي ار ما تعهد اإلدارة إلى األفراد أو شركة خاصة بأداء خدمة عامة تحت‬
‫إشرافها وهو الوضع الذي يجسده نظام االمتياز أو الشركات المختلطة وسنفصل في هذا األمر عند دراستنا‬
‫لطرق تسير المرفق‪.‬‬
‫ويفترض في المرفق العام الذي تتولى الدولة احداثه أن يكون على قدر من األهمية واال لكان قد ترك‬
‫األفراد‪ .‬وفي هذا المعنى قدم الفقيه ديجي وصفا للمرفق العام باعتباره نشاطا بأنه‪ :‬أنواع النشاط أو الخدمات‬
‫التي يقدر الرأي العام في وقت من األوقات وفي دولة معينة أن على الحكام القيام بها نظ ار ألهمية هذه‬
‫الخدمات للجماعة‪ .‬ولعدم إمكان تأديتها على الوجه األكمل بدون تدخل الحكام‪.‬‬
‫‪ -2‬هدف المرفق هو تحقيق المصلحة العامة ‪:‬‬
‫‪ -‬عرفنا سابقا أن المرفق العام مشروع يستهدف تحقيق مصلحة عامة‪ .‬وهذا العنصر هو أكثر العناصر‬
‫إثارة للجدل من جانب الفقهاء‪.‬‬
‫* ذلك أن المصلحة العامة هي هدف كل وظيفة إدارية‪ ،‬بل وحتى المؤسسات التي تسيرها الدولة والتي‬
‫تكون غايتها تجارية بحتة كالمؤسسات االقتصادية إنما تسعى إلى تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫* كما أن المصلحة العامة ليست حك ار على اإلدارة فمن الوظائف التي يمارسها األشخاص العاديون ما‬
‫تتصل كذلك بالمصلحة العامة كخدمات البناء والنقل‪.‬‬
‫* ولقد اقترح الفقه معيا ار للخروج من هذه اإلشكالية فإذا كانت المصلحة العامة تمثل الغاية األولى من‬
‫النشاط الذي يقوم به الشخص القانوني وتوفرت األركان األخرى يتكون المرفق العام‪ .‬أما إذا كانت المصلحة‬
‫العامة تمثل غاية ثانوية لهذا النشاط فان الوظيفة ال ترتقي إلى منزلة المرفق العام‪.‬‬
‫*يقول ‪ René Chapus‬ريني شابي في هذا الصدد‪( :‬إذا كانت الوظيفة تمارس أساسا لصالح الغير‬
‫فإنها تمثل مرفق عاما ‪ .‬واذا كانت تمارس أساسا للصالح الذاتي للمصلحة التي تتبعها فإنها تمثل وظيفة‬
‫لصالح النفع الخاص‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫* ويترتب على تمييز المرفق بهذا الوصف أن كل مرفق عام ينبغي أن يخضع الى مبدأ المجانية‪.‬‬
‫وال يقصد بذلك عدم وجود مقابل بل القصد أن فرض مقابل ما ليس هو الغاية المقصودة من خالل القيام‬
‫بالنشاط‪ .‬أي أن المجانية ال تفيد هنا انعدام المقابل انعداما تاما‪ ،‬بل تفيد فقط أنه ليس من الضروري أن‬
‫يكون المقابل مساويا للتكلفة المالية للمرفق العام‪ .‬فعندما يلزم الطالب في الجامعة مثال بدفع رسوم رمزية كل‬
‫سنة جامعية فان ما قدمه ال يغطي أبدا الخدمات التي ينتفع بها من مرفق التعليم العالي‪.‬‬
‫‪ -3‬خضوع المرفق لسلطة الدولة ‪ :‬سبقت اإلشارة أنه ليس كل مشروع يهدف الى تحقيق النفع العام يعد‬
‫مرفقا عاما‪ ،‬ألن هناك من المشروعات الخاصة ما يعمل على تحقيق النفع العام كالمدارس والجامعات‬
‫الخاصة والجمعيات‪.‬‬
‫← ومن هنا تعين أن يتصف المرفق العام بصفة أخرى تميزه عن غيره وهي خضوعه للدولة‪ .‬وهو ما‬
‫يترتب عليه أن لهذه األخيرة وهيئاتها ممارسة جملة من السلطات على المرفق سواء من حيث تنظيمه وهيكلته‬
‫أو من حيث نشاطه‪ .‬فالدولة هي من تنشئ المرفق‪ ،‬وهي من تحدد له نشاطه وقواعده تسييره وعالقته بجمهور‬
‫المنتفعين‪ ،‬ومن حيث بيان سبل االنتفاع ورسومه (السلطة على نشاط المرفق)‪.‬‬
‫← والدولة هي من تضع التنظيم الخاص بالمرفق وتبين أقسامه وفروعه وتعين موظفيه وتمارس الرقابة‬
‫على النشاط وعلى األشخاص (السلطة على المرفق كهيكل)‪.‬‬
‫‪ -4‬خضوع المرفق لنظام قانوني متميز‪:‬‬
‫إن المشروع الذي رصد لتحقيق مصلحة عامة وأنشأته الدولة و تولت هي إدارته مباشرة أو عهدت به إلى‬
‫أحد األفراد أو الشركات انما يحكمه نظام قانوني خاص‪ .‬وما أجمع عليه الفقهاء أن هذا النظام يختلف من‬
‫مرفق إلى آخر‪ .‬حسب طبيعته غير أن هناك قواعد مشتركة تحكم المرافق جميعا سنتولى توضيحها عند‬
‫دراسة النظام القانوني للمرافق العامة‪ .‬ويجدر التنبيه أن بعض الفقهاء اعتبر خضوع المرفق لنظام قانوني‬
‫متميز بمثابة األثر المترتب على كونه مرفق عاما فهو إذن نتيجة وال يمكن اعتباره عنص ار من عناصر‬
‫المرفق العام‪.‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬أنواع المرافق العامة ‪.‬‬
‫* يمكن تقسيم المرافق العامة من زوايا متعددة سواء من حيث طبيعة نشاطها أو السلطة التي تنشئها أو‬
‫الختالف دائرة نشاطها نستعرض هذه األنواع فيما يلي‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬تقسيم المرافق من حيث طبيعة أو نوعية النشاط‪.‬‬
‫من حيث هذه الزاوية يمكن تقسيم المرافق إلى مرافق إدارية وأخرى اقتصادية ومرافق ثقافية وأخرى مهنية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ -1‬المرافق اإلدارية ‪ :‬وهي المرافق التي تؤدي الخدمات المرفقية التقليدية وقد الزمت الدولة منذ زمن‬
‫طويل وعلى رأسها مرفق الدفاع واألمن والقضاء ثم مرفق الصحة والتعليم‪ .‬وهذه المرافق عادة ما تتسم‬
‫بارتباطها بالجانب السيادي للدولة األمر الذي يفرض قيامها بهذه النشاطات وأن ال تعهد بها األفراد بما في‬
‫ذلك من خطورة كبيرة‪.‬‬
‫← ورغم قدم هذا النوع من المرافق إال أن الفقه لم يهتد لوضع معيار دقيق يمكن توظيفه واالعتماد عليه‬
‫لمعرفة هذا النوع من المرافق على األقل‪ .‬وتكمن صعوبة وضع معيار في اختالف نشاطات المرافق ذات‬
‫الطابع اإلداري‪ .‬لذلك ذهب بعض الفقهاء إلى القول أن المرافق اإلدارية هي مجموعة المرافق التي ال تدخل‬
‫في عداد بقية أنواع المرافق األخرى وهو ما أطلق عليه بالتحديد السلبي للمرافق‪.‬‬
‫← فهذا الفقيه ديلوبادير يعرفها‪ ،‬بأنها " تلك المرافق التي ال تعتبر مرافق صناعية أو تجارية أو مهنية "‬
‫وعرفها الدكتور فؤاد مهنا بأنها " المرافق التي يكون نشاطها إداريا وتخضع في تنظيمها وفي مباشرة نشاطها‬
‫للقانون اإلداري وتستخدم وسائل القانون العام‪.‬‬
‫← والمرافق اإلدارية في غالبيتها تتميز بأن األفراد ال يستهويهم نشاطها فال يتصور أن يبادر األفراد إلى‬
‫إنشاء مرفق لألمن أو القضاء فهذا النوع من النشاط دون غيره يجب أن يلحق بالدولة ويدعم ماليا من قبلها‬
‫ويسير أيضا من جانبها بصفة مباشرة‪ .‬وال يمكن لدولة أن ترفع يدها عن هذا النوع من النشاطات ألنها تدخل‬
‫ضمن وظيفتها الطبيعية أو واجباتها تجاه األفراد‪ .‬ولقد أحسن أستاذنا الدكتور محمد سليمان الطماوي الوصف‬
‫عندما قال إن هذا النوع من المرافق شيد على أساسها نظريات القانون اإلداري الحديث ‪.‬‬
‫← وهو أمر أكدنا عليه أكثر من مرة ذلك أن الدارس للقانون اإلداري في كل محور من محاوره كثي ار ما‬
‫تصادفه فكرة المرفق العام ذو الطابع اإلداري سواء عند التطرق للقرار اإلداري أو العقد اإلداري أو المنازعة‬
‫اإلدارية أو المال العام أو سلطات اإلدارة وغيرها‪ .‬وتتميز هذه المرافق عن غيرها أيضا أنها تخضع من حيث‬
‫األصل للقانون العام في سائر نشاطاتها ألنها تستخدم وسيلة القانون العام‪ .‬وهو ما اتضح جليا من التعريف‬
‫المذكورة للدكتور فؤاد مهنا‪.‬‬
‫واذا كان من الثابت فقها وقضاء أن المرفق اإلداري يخضع على سبيل االستثناء لقواعد القانون الخاص‪،‬‬
‫إال أن هناك من أنصار مدرسة المرفق العام من اعتبر ذلك غير منسجم مع قواعد القانون العام ذاته‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ -2‬المرافق االقتصادية‪ :‬وهي مرافق حديثة النشأة نسبيا تسبب فيها التطور االقتصادي وظهور الفكر‬
‫االشتراكي مما دفع بالدولة إلى ممارسة نشاطات كانت في أصلها معقودة لألفراد‪،‬و مثال هذا النوع من‬
‫المرافق المؤسسات الصناعية والمؤسسات التجارية‪ .‬واذا كان الفقه قد أجمع كما رأينا على إخضاع المرافق‬
‫اإلدارية لقواعد القانون العام‪ ،‬فأن األمر لم يكن كذلك بالنسبة للمرافق االقتصادية خاصة وقد ثبت ميدانيا أن‬
‫المرافق اإلدارية يتسم عملها بالبطئ واجراءاتها معقدة وتكاليفها باهظة‪ ،‬وهذه اآلليات ال تساعد المرافق‬
‫االقتصادية التي تحتاج إلى أن تحرر أكثر وتخضع إلجراءات يسيرة يفرضها مبدأ المنافسة‪.‬‬
‫← إن الحقيقة التي ال يمكن إنكارها أن المرافق االقتصادية إن خضعت آلليات القانون العام جملة‪،‬‬
‫فإنها ستلقى منافسة شديدة من جانب المؤسسات الخاصة‪ .‬وال ربما يؤدي إلى زوالها مع مرور الوقت‪ .‬لذلك‬
‫اتجه الرأي الحديث في القانون اإلداري وقضاء مجلس الدولة الفرنسي إلى تحرير المرافق الصناعية من قيود‬
‫القانون العام‪. .‬‬
‫ولقد أثار ظهور المرافق االقتصادية إشكاال على المستوى القانوني تمثل في إيجاد معيار فاصل بين‬
‫المرافق اإلدارية والمرافق االقتصادية‪ .‬نوجز هذا الخالف فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الرأي األول‪ :‬معيار القانون الواجب التطبيق أو النظام القانوني الذي يخضع له المرفق‪:‬‬
‫وذهب مناصروه إلى القول أن ضابط التمييز بين المرافق االقتصادية والمرافق اإلدارية يكمن في أن النوع‬
‫األول من المرافق يخضع للقانون الخاص بحكم ممارسة لنشاط مماثل للذي يقوم به األفراد‪ .‬خالفا للنوع‬
‫الثاني الذي يخضع كليا للقانون العام‪ .‬ويؤخذ على هذا الرأي أنه يصادر على المطلوب فالخضوع لقواعد‬
‫القانون العام أو القانون الخاص إنما هو نتيجة طبيعية ترتبت على االعتراف بالطابع اإلداري واالقتصادي‬
‫للمرفق‪ .‬ومن ثم ال يمكن االعتماد عليه‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي الثاني‪ :‬معيار الغاية‪.‬‬
‫رأى جانب آخر من الفقهاء أن أداة التمييز بين النوعين من المرافق االقتصادية واإلدارية تكمن في أن‬
‫المرافق االقتصادية تبتغي في نشاطها تحقيق الربح خالفا للمرافق اإلدارية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫ويؤخذ أيضا على هذا الرأي أن تحقيق الربح من عدمه هو نتيجة مترتبة على طبيعته‪ .‬كما أن المرافق‬
‫اإلدارية تتقاضى رسوما لقاء قيامها بخدمة ما للجمهور‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي الثالث‪ :‬معيار شكل المشروع أو ومظهره الخارجي‪.‬‬
‫ذهب رأي في الفقه إلى التركيز على شكل المشروع أو مظهره الخارجي ‪ .‬فيعد المرفق اقتصاديا إذا أدير‬
‫عن طريق شركة‪ .‬إما إذا تولت السلطة العامة إدارته فهو على هذا النحو مرفق إداري‪ .‬غير أن هذا الرأي‬
‫تعرض للنقد مفاده أنه الشيء يمنع السلطة العامة من أن تتولى أيضا إدارة المرافق االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬الرأي الرابع‪ :‬معيار طبيعة النشاط‪ :‬وهو أكثر المعايير الفقهية شيوعا بالنظر لدقته‪ .‬ويقوم هذا المعيار‬
‫على أساس طبيعة النشاط الذي يزاوله المرفق‪ .‬فإذا كان هذا المرفق يمارس نشاطا يعتبره القانون تجاريا فيما‬
‫لو قام به األفراد عد المرفق على هذا النحو تجاريا‪ .‬ولقد تبنى هذا الرأي كبار فقهاء القانون اإلداري‪.‬‬
‫ونحن بدورنا نعتقد أنه معيار سليم خاصة وقد سلط الضوء على ضابط يمكن االعتماد عليه للتمييز بين‬
‫النوعين من المرافق‪ .‬واذا كان الدكتور محمد أنس قاسم اعتبر أنه في المرافق اإلدارية الوضع الغالب‬
‫اإلدارة هي من تدير النشاط خالفا للمرافق االقتصادية يعهد بالنشاط ألحد أشخاص القانون الخاص‪.‬‬
‫‪-4‬المرافق العامة النقابية والمهنية‪ :‬تنظيم وتقنين بعض المهن الحرة كالهندسة والطب والمحاماة‬
‫والصيدلة يبقى في إطار اختصاص الدولة باعتبارها الراعي الرسمي للمصلحة العامة‪.‬‬
‫‪ -5‬المرافق العامة االجتماعية‪ :‬هده المرافق العامة تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة وتخضع لمادة القانون‬
‫اإلداري والقانون العام‪ ,‬مثل الضمان االجتماعي والمرافق العامة للمساعدة االجتماعية‪...‬‬
‫تقسيم المرافق العامة بحسب سلطة الدولة في إنشائها‪:‬‬
‫منها المرافق العامة المجانية والمرافق العامة الغير مجانية ‪ .‬المجانية كاألمن واألجهزة المكلفة بإطفاء‬
‫الحريق‪ ,‬والغير مجانية التي تشترط دفع رسوم لالستفادة منها‪.‬‬
‫ومنها ايضا المرافق العامة االختيارية والمرافق العامة اإلجبارية‪.‬‬
‫المبادئ التي تحكم سير المرافق العامة‪.‬‬
‫‪1.‬مبدأ استم اررية المرافق العامة‪.‬‬
‫يعتبر من المبادئ األساسية والبديهة التي ال يحتاج تقريرها لنص شرعي الن طبيعة المرفق العام تستلزم‬
‫ضمان سيرها ويترتب عن دلك عدة نتائج وهي‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪+‬نظرية الظروف الطارئة‪:‬‬


‫تقوم هده النظرية على مجموعة من المبادئ األساسية المتمثلة في‪:‬‬
‫‪-‬عدم توقع األمور التي أدت إلى اختالل تنفيذ العقد‪.‬‬
‫‪-‬عدم مسؤولية المتعاقد واإلدارة في حدوث هده األمور‪.‬‬
‫‪-‬عدم استحالة تنفيذ االلتزام بسبب هده األحداث الغير متوقعة‪.‬‬
‫‪-‬عدم إعفاء الملتزم من التزامه‪.‬‬
‫‪ -‬كون هدا الظروف الطارئة هي السبب في قلب التوازن المالي للمشروع‪.‬‬
‫‪+‬نظرية الموظف الفعلي أو الواقعي‪:‬‬
‫أساس هده النظرية يقوم على انه عندما تصدر من موظف فعلي تصرفات متعلقة بالمرفق العام سواء في‬
‫الظروف العادية أو االستثنائية فهده الظروف تعتبر صحيحة من خالل فترة ممارستها رغم الخلل في‬
‫مشروعيتها‪.‬‬

‫‪+‬استمرار المرفق العام وحق اإلضراب‪:‬‬


‫ظاهريا يبدو لنا أن حق اإلضراب يتعارض مبدئيا مع استم اررية المرفق العام الشيء الذي ال يوضح لنا‬
‫عالقة اإلضراب بمبدأ استم اررية المرفق العام‪.‬‬
‫‪+‬االستقالة واستمرارية المرفق العام‪:‬‬
‫االستقالة حق يجوز للموظف ممارسته في أي وقت لكن يجب أن تكون االستقالة في إطار توافقي بين دوام‬
‫سير المرفق العام وحق المواطن في مغادرة وظيفته‪.‬‬
‫‪2-‬مبدأ المساواة أمام المرفق العام‪.‬‬
‫يجب ان يؤدي المرفق العام خدماته للموظفين دون تمييز‪.‬‬
‫‪3-‬مبدأ قابلية نظام المرافق للتغيير‪.‬‬
‫بمعنى انه كلما ظهرت ظروف جديدة فان المرفق العام يجب أن يتكيف مع هدا الظروف من اجل تحسين‬
‫جودة الخدمات‪.‬‬
‫‪-‬آليات تدبير المرافق العامة‪.‬‬
‫‪1-‬المرافق العامة المدارة من طرف أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫‪+‬اإلدارة المباشرة أو االستغالل المباشر‪:‬‬
‫هدا األسلوب يقوم على أساس أن الدولة بنفسها أو إحدى السلطات المحلية هي التي تباشر بتدبير المرفق‬

‫‪9‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫العام بواسطة أموالها وموظفيها باإلشارة إلى أن هده المرافق ال تتمتع بالشخصية القانونية المتميزة عن الهيئة‬
‫المنظمة لها‪.‬‬
‫‪+‬المؤسسة العمومية‪ :‬هي مرفق عام يدار من طرف أشخاص القانون العام ويتمتع بالشخصية المعنوية‬
‫ولدلك أثار قانونية مهمة‪:‬‬
‫‪-‬الحق في قبول الهبات والوصايا وان يوفق عليها‪.‬‬
‫‪-‬أن يتابع قضايا عبر رفع الدعاوى عليه أمام القضاء‪.‬‬
‫‪-‬ان يكون طرفا في التعاقد‪.‬‬
‫‪-‬ان يكون متحمال للمسؤولية ادا أنتجت أضرار للغير‪.‬‬
‫‪-‬موظفوه هم موظفون عموميين إال إنهم مستقلون عن موظفي الدولة‪.‬‬
‫وتنقسم المؤسسات العامة إلى ثالث أقسام‪:‬‬
‫‪-‬مؤسسات عمومية وطنية مثل المكتب الوطني للسكك الحديدية‪...‬‬
‫‪-‬مؤسسات عمومية جهوية مثل المؤسسات الجهوية للبناء‪...‬‬
‫‪-‬مؤسسات عمومية مشتركة‪.‬‬
‫‪+‬التدبير المستقل أو مرافق الدولة المسيرة بصورة مستقلة‪.‬‬
‫موافق الدولة بصورة مستقلة هي مصالح الدولة الغير متمتعة بالشخصية المعنوية والتي تغطي بموارد ذاتية‬
‫بعض نفقاتها غير المقتطعة من االعتمادات المقيدة في الميزانية العامة‪ ,‬ويتميز هدا المرفق بأسلوب الوكالة‬
‫المباشرة ويتمثل في‪:‬‬
‫‪+‬تمتعه باالستقالل المالي الجزئي الذي يتبعه استقالل إداري جزئي أو نسبي‪.‬‬
‫‪+‬كما يمكن أن ترصد لها اعتمادات التزام تطابق استثماراتها لعدة سنوات‪.‬‬
‫‪2-‬المرافق العامة المدارة من طرف أشخاص القانون الخاص‪.‬‬
‫في هدا المرافق نجد أسلوب االمتياز ‪,‬االستئجار ‪ ,‬اإلنابة ‪ ,‬مشاطرة االستغالل ‪ ,‬التدبير المفوض وشركة‬
‫االقتصاد المختلط‪.‬‬
‫‪-‬االمتياز‪ :‬هو أسلوب يقوم على تعاقد اإلدارة مع احد األشخاص الطبيعية أو المعنوية الخاصة طبقا لشروط‬
‫معينة ويحتوي هدا العقد على نوعين من البنود‪:‬‬
‫‪+‬بنود تعاقدية‪ :‬وهي تلك التي تشمل األعباء المالية بين المتعاقدين ومدة العقد ونهايته‪.‬‬
‫‪+‬بنود تنظيمية‪ :‬تعمل على تنظيم المرفق العام وسيره بنظام وشروط االنتفاع بالخدمة التي يقدمها المرفق‬
‫كالرسوم وطريقة تحصيلها‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪-‬شركات االقتصاد المختلط‪ :‬تقوم على أساس اشتراك الدولة والخواص في إدارة مرفق عام اقتصادي‪.‬‬
‫كما تخضع للنصوص المنظمة للشركات المساهمة‪.‬‬
‫‪-‬االستئجار‪:‬ال يتكلف المستأجر بالقيام باألشغال األولى لالنطالقة كما هو الشأن بالنسبة للملتزم ‪ ,‬ويتقاضى‬
‫مقابل خدمته من المنتفعين ‪،‬عقد االستئجار يضع الشروط القانونية لتسيير المرفق العام ويتحمل مخاطر‬
‫وخسائر المشروع‪.‬‬

‫الضبط اإلداري‬
‫‪1-‬مفهومه ‪ :‬هو مجموعة من القواعد واإلجراءات التي تفرضها اإلدارة على األفراد سواء كانوا طبيعيين‬
‫أو معنويين من اجل تنظيم الحياة االجتماعية‪.‬‬

‫*ماهية الضبط اإلداري‪:‬‬


‫البوليس اإلداري وهو يدل على معنيين أحدهما مادي ويعني نشاط الشرطة اإلدارية وأخر عضوي ويعني‬
‫هيئة الشرطة اإلدارية‪.‬‬
‫تعريف البوليس أو الشرطة اإلداري‪ /‬الضبط اإلداري‪:‬‬
‫‪-‬االصطالح الوظيفي أو الموضوعي " النشاط الذي تتواله الجهات اإلدارية مستهدفة بذلك المحافظة النظام‬
‫العام بعناصر الثالثة وهي تقرير األمن العام وتوفير السكينة العامة وصيانة الصحة العامة‪.‬‬
‫‪-‬االصطالح العضوي أو الشكلي ‪ :‬يقصد به السلطة التنفيذية ممثلة في جهاتها اإلداري وموظفيها الدين‬
‫يمارسون النشاط اإلداري‪.‬‬
‫‪-‬وعليه فالشرطة اإلدارية هي ذلك النظام الذي تمارسه السلطات اإلدارية المختصة عن طريق اإلجراءات‬
‫والقواعد التي تتخذها في مواجهتا‪.‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 71‬من دستور ‪ 2011‬يختص القانون باإلضافة إلى المواد المستندة‬
‫‪-‬الحقوق والحريات األساسية المنصوص عليها في التصدير‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪-‬إرساء دعائم مجتمع متضامن يتمتع فيه الجميع باألمن والحرية والكرامة والمساواة وتكافؤ الفرص والعدالة‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫‪-‬والشرطة اإلدارية تقوم بتنفيذ القوانين التي يصدرها المشرع‪.‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 89‬من الدستور ‪ 2011‬تعمل الحكومة تحت سلطة‪..‬‬
‫‪2-‬التمييز بين الضبط اإلداري والضبط التشريعي‪.‬‬
‫الضبط اإلداري‪ :‬يتميز بكونه يصدر عن اإلدارة في شكل ق اررات انفرادية تقييد حريات األفراد وغالبا ما يكون‬
‫في األماكن العامة‪.‬‬
‫الضبط التشريعي‪ :‬يتكامل مع الضبط اإلداري كونه يتم بواسطته‪.‬‬
‫الضبط القضائي‪ :‬يقصد به اإلجراءات التي تتخذها السلطة قصد التقصي عن الجرائم‪.‬‬
‫تستنتج أن الضبط اإلداري والقضائي وجهان لعملة واحدة وهي الحفاظ على استم اررية الحياة الجماعية داخل‬
‫دولة معينة‪.‬‬

‫***‪ 3‬أنواع الضبط اإلداري‪:‬‬


‫☆☆الضبط اإلداري العام ‪ :‬يهدف إلى المحافظة على النظام لمدلوالته الثالثة المعروفة وهي األمن العام‬
‫والصحة العامة والسكينة العامة‪.‬‬
‫☆☆الضبط اإلداري الخاص ‪ :‬مفهوم ضيق يقتصر على حماية األمن والنظام في قطاع من القطاعات أو‬
‫في مجال من المجاالت وتحديد على عنصر واحد منه‪.‬‬
‫☆☆الضبط اإلداري الوطني ‪ :‬يشمل اختصاصه نطاق الدولة ككل ويمارسه رئيس الحكومة والمختصون من‬
‫رجال السلطة المركزية‪.‬‬
‫‪-‬يمارس الشرطة اإلدارية على المستوى الوطني ورئيس الحكومة بموجب الفصل ‪ 90‬على اعتبار أنه‬
‫صاحب االختصاص دستوريا بالسلطة التنظيمية‪.‬‬
‫☆☆الضبط اإلداري على المستوى المحلي ‪ :‬هي الشرطة اإلدارية التي تهم الجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪-‬السلطة المحلية مجسدة في‪:‬‬
‫‪-‬للوالي أو عامل العمالة أو اإلقليم‬
‫‪-‬الباشا في الجماعات الحضرية غير الجماعات‪.‬‬
‫‪-‬القائد في الجماعات القروية‪.‬‬
‫‪-‬تدخل في اختصاص عامل الجهة ‪ ..‬للجهات‪.‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 49‬من القانون ‪ 17،08‬المتعلق بالميثاق الجماعي فإن هذه المادة منحت رؤساء المجالس الجماعية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪-‬المحافظة على النظام واألمن العمومي‪.‬‬


‫‪-‬تأسيس الجمعيات والتجمعات العمومية والصحافة‪.‬‬
‫‪-‬االنتخابات‪.‬‬
‫‪-‬محاكم الجماعات والمقاطعات‪.‬‬
‫‪-‬النقابات المهنية‪.‬‬
‫مظاهر الشرطة اإلدارية ‪:‬‬
‫‪ -‬شرطة إدارية وطنية ومحلية تنوع أشكال هذه الشرطة يرتبط بماذا اختصاصات التي تمارسها الدولة في‬
‫إطار الشرطة الوطنية والمحلية هذه الشرطة تنقسم من حيث االختصاص إلى شرطة إدارية عامة وخاصة ‪:‬‬
‫= الشرطة اإلدارية العامة ‪ :‬هو الضبط الذي يسعى إلى الحفاظ على النظام العام بمدلوالته الثالثة األمن‬
‫العام‪ ,‬الصحة العامة‪ ,‬السكينة العامة‪ .‬ومن بين المؤاخذات التي هي أنها غير دقيقة وأنها غير محددة ‪.‬‬
‫=الشرطة اإلدارية الخاصة ‪ :‬هو ما يقيمه المشرع بقوانين خاصة لتنظيم نشاط معين ويعهد به إلى سلطة‬
‫إدارية خاصة قصد تحقيق أهداف محددة وهي تمتز بثالث خاصيات‪:‬‬
‫‪ -‬الخاصية األولى ‪ :‬هي أنها تدخل الشرطة اإلدارية الخاصة بمقتضى وجود قوانين يسمح المشرع بواسطتها‬
‫لجهة معينة بحق االختصاص في موضوع محدد‪.‬‬
‫‪ -‬الخاصية الثانية ‪ :‬ال تهم إال المجاالت قطاعية أي أنه يتعلق بقطاعات محددة بدقة مثل شرطة الجمارك‬
‫أو شرطة السكك الحديدية ‪.‬‬
‫‪-‬الخاصية الثالثة ‪ :‬هي أنها سلطات محدودة بدقة سواء على مستوى األهداف أو على مستوى التنظيم ‪.‬‬
‫‪ >+‬الشرطة اإلدارية من حيث النطاق الجغرافي ‪:‬‬
‫‪ ) 1‬الشرطة اإلدارية على المستوى الوطني ‪ :‬هو الذي يتصل نطاق اختصاصه على مستوى إقليم الدولة‬
‫ككل ويمارسه رئيس الحكومة‪.‬‬
‫‪ -‬وهكذا نجده في الفصل ‪ 61‬من دستور ‪ 13‬شتنبر ‪ 1996‬ينص "تعمل الحكومة على تنفيذ القوانين تحت‬
‫مسؤولية الوزير األول واإلدارة موضوعة رهن تصرفها "‬
‫‪ -‬أما في دستور فاتح يوليو ‪ 2011‬ينص في فصله ‪ 89‬على ما تمارس الحكومة لسلطة التنفيذية تعمل‬
‫الحكومة تحت سلطة رئيسها على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى ضمان تنفيذ القوانين‪.‬‬
‫‪ ) 2‬الشرطة اإلدارية التربية ‪ :‬ينحصر اختصاصه في الجهات والجماعات الترابية المختلفة للملكة حيث‬
‫يمارس عامل العمالة واإلقليم سلطة الضبط اإلداري المحلي داخل العمالة ‪ ,‬إما بالنسبة للجماعات الحضرية‬
‫والقروية فان سلطة الضبط مخولة لرؤساء تلك الجماعات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ 4‬أهداف الضبط اإلداري‪.‬‬


‫أهداف تقليدية‪ :‬األمن العام – الصحة العامة‪ -‬السكينة العامة‬
‫*األمن العام ‪ -:‬و يعني اتخاذ اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية أرواح الناس و ممتلكاتهم و ضمان‬
‫األمن العام لألفراد في الظروف العادية و الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫*الصحة العامة‪ -:‬و تعني اتخاذ التدابير الوقائية التي من شأنها منع انتشار األوبئة و األمراض المعدية ‪،‬‬
‫كالسهر على مراقبة المواد الغذائية و االستهالكية المعروضة للبيع و مراقبة نقاط المياه الصالحة للشرب و‬
‫تطهيرها و معالجتها‪.‬‬
‫*السكينة العامة ‪ -:‬و تعني اتخاذ التدابير و اإلجراءات التي توفر للسكان الطمأنينة و الراحة و الهدوء في‬
‫الطريق العام و األماكن العامة و دلك بالحد من مصادر الضوضاء و اإلزعاج و القلق لدى األفراد مثل‪:‬‬
‫مكبرات الصوت خاصة ليال و منبهات السيارات ‪ ،‬و الباعة المتجولين ‪.‬‬

‫األهداف الحديثة‪:‬‬
‫أعطى االجتهاد القضائي مفهوما واسها للنظام العام حيث انه أصبح يشمل أيضا المحافظة على اآلداب‬
‫العامة واحترام الكرامة اإلنسانة وحماية األشخاص ضد أنفسهم‪.‬‬

‫‪- 5‬تدابير النشاط اإلداري‪.‬‬


‫يمكن تحديد تدابير النشاط اإلداري في عنصرين‪:‬‬
‫‪1‬التدابير التنظيمية‪ :‬تتمثل في إصدار ق اررات او لوائح الضبط ويمكن تقسيمها الى ق اررات عامة وق اررات‬
‫فردية‪.‬‬
‫‪+‬أنواع التدابير التنظيمية‪:‬‬
‫‪-‬الق اررات العامة‪ :‬تسمى أيضا بق اررات الضبط وهي قواعد عامة ومجردة تهدف الى المحافظة على النظام‬
‫العام مثل *مراقبة المواد الغذائية‪*.‬‬
‫‪-‬الق اررات الفردية‪ :‬هي ق اررات تطبق على فرد بذاته وصفته كونها أوامر بالقيام بعمل معين أو النهي عن‬
‫أعمال أخرى‪.‬‬
‫←‪ --‬الطابع اإللزامي لتدابير الضبط اإلداري‪.‬‬
‫لتتمكن تدابير الضبط اإلداري من الحفاظ على النظام العام فهي تضع عقوبات لمخالفيها سواء كانت‬
‫عقوبات إدارية أو جنائية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫←‪--‬أشكال التدابير التنظيمية‪.‬‬


‫‪1-‬الحضر‪ :‬يقصد به أن تتضمن لوائح الضبط منع مزالة نشاط معين بشكل جزئي او كلي كمنع بناه مساكن‬
‫للبغاء‪.‬‬
‫‪2-‬اإلذن المسبق‪ :‬يجب الحصول على ادن مسبق من جهة اإلدارة قبل مزاولة النشاط‪.‬‬
‫‪3-‬اإلخطار عن النشاط‪ :‬يجب إخبار سلطة الضبط المختصة بمزاولة نشاط معين حتى تتمكن من اتخاذ‬
‫جميع اإلجراءات قصد حماية النظام العام‪.‬‬
‫‪4-‬تنظيم النشاط‪ :‬معناه تقنين وتاطير مزاولة نشاط معين‪.‬‬
‫← التدابير المادية ‪-‬استعمال القوة العمومية‪-.‬‬
‫بما أن اللجوء إلى القوة العمومية أكثر وسائل الضبط شدة وعنف كونها تعتمد على وسائل القوة والجزر مع‬
‫ما يصاحب دلك من خطورة على حقوق األفراد وحرياتهم لدلك تم تقييد اللجوء إلى القوة العمومية بشروط‪:‬‬
‫أ‪-‬حالة وجود نص قانوني خاص‪.‬‬
‫ب‪ -‬حالة الضرورة‪.‬‬

‫‪6-‬خصائص الضبط اإلداري‪.‬‬


‫‪-‬الصفة الوقائية‪ :‬يتميز الضبط اإلداري بالطابع الوقائي‪.‬‬
‫‪-‬الصفة التقريرية‪ :‬أحيانا تقدر اإلدارة أن عمال ما سيكون خط ار على النظام العام يتعين عليها التدخل قبل‬
‫وقوعه‪.‬‬
‫‪-‬الصفة السارية‪ :‬تعتبر فكرة الضبط اإلداري مظه ار من مظاهر سيادة الدولة داخل ترابها بهدف المحافظة‬
‫على النظام العام‪.‬‬
‫‪-‬الصفة االنفرادية‪ :‬يأخذ الضبط اإلداري في جميع حاالته شكل اإلجراء االنفرادي ألي شكل أو أمر صدر‬
‫من السلطة‪.‬‬
‫‪7-‬حدود سلطات الضبط اإلداري‪.‬‬
‫لسلطات الضبط اإلداري حدود حسب الظروف العادية واالستثنائية‪:‬‬
‫‪1-‬الظروف العادية‪ :‬في الظروف العادية تخضع سلطة الضبط اإلداري لمبدأ المشروعية أي الخضوع للقانون‬
‫ودلك من خالل االجتهاد القضائي اإلداري ما جعل الموضوع يتمثل في العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-‬الهدف‪:‬يحب على سلطات الضبط اإلداري التقييد بالهدف الذي من اجله منحها إياه المشرع‪.‬‬
‫‪-‬السبب‪ :‬يعني الظروف التي دفعت اإلدارة إلى التدخل واصدار قرارها‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪-‬الوسيلة‪ :‬يجب أن تكون الوسائل المستخدمة من طرف سلطات وهيئات الضبط اإلداري مشروعة‪.‬‬
‫‪-‬المالئمة‪ :‬يقصد بها إال تلجأ سلطات الضبط اإلداري إلى استخدام وسائل قاسية أو ال تتالءم مع خطورة‬
‫الظروف التي صدر فيها‪.‬‬
‫‪2-‬الظروف االستثنائية‪ :‬عندما تظهر ظروف استثنائية تهدد سالمة الدولة كالحرب والكوارث الطبيعية وتعجز‬
‫الدولة عن توفير وحماية النظام العام واللجوء إلى القواعد المعمول بها في الظروف العادية يتطلب دلك إيجاد‬
‫وسائل جديدة تختلف عن الوسائل العادية‪.‬‬
‫‪+‬يتدخل المشرع لتحديد ما ادا كان الظرف استثنائي أو ال عبر أسلوبين‪:‬‬
‫‪-‬األسلوب األول‪ :‬أن يتم إصدار قوانين من طرف المشرع تقنن سلطات اإلدارة في الظروف االستثنائية‪.‬‬
‫‪-‬األسلوب الثاني‪ :‬يعتمد على وجود قوانين منظمة سلفا لمعالجة الظروف االستثنائية قبل قيامها‪.‬‬

‫القرارات اإلداريـــــــــــــة‬
‫‪1-‬ماهية القرار اإلداري‪.‬‬
‫القرار اإلداري هو دالك القرار الصادر عن اإلرادة المنفردة لإلدارة بصفتها صاحبة السلطة العامة بمقتضى‬
‫قوانين والمراسم والتي تهدف إلى إنشاء أو إلغاء أو تعديل احد المراكز القانونية قصد تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫‪2-‬خصائص القرار اإلداري‪.‬‬
‫للقرار اإلداري ثالث خصائص أساسية‪:‬‬
‫‪-‬القرار اإلداري يصدر عن اإلدارة‪ :‬حتى يكون القرار إداريا يجب أن يصدر عن اإلدارة‪.‬‬
‫‪-‬القرار اإلداري هو إفصاح عن إرادة منفردة وملزمة‪ :‬يكون اإلفصاح تصريحا أو إعالنيا ويكون أيضا ضمنيا‬
‫من خالل سكوت اإلدارة إال أن المشرع أعطى الحق للمتضررين جراء هدا اإلفصاح الضمني بالطعن فيه‪.‬‬
‫‪-‬القرار اإلداري قرار ينشأ أثار قانونية‪ :‬ينشئ ثالث آثار أساسية‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪1.‬اإلنشاء‪ :‬مثل قرار تعيين موظف‪.‬‬


‫‪2.‬التعديل‪ :‬كقرار نقل موظف من مصلحة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪3.‬اإللغاء‪ :‬كصدور قرار بسحب رخصة معينة كرخصة السياقة مثال‪.‬‬

‫‪- 3‬أركان القرار اإلداري‪ .‬وله خمسة أركان هي‪:‬‬


‫‪+‬االختصاص‪ :‬القرار اإلداري يجب أن يصدر من الشخص اإلداري المختص وظيفيا بدلك وليس سواه‪.‬‬
‫ويتضمن ركن االختصاص أربعة عناصر‪:‬‬
‫‪-‬العنصر الشخصي ‪ :‬أي الشخص الذي لديه الحق في مباشرة عمل إداري معين‪.‬‬
‫‪-‬العنصر الموضوعي‪ :‬يتمثل في تحديد نوعية األعمال التي يجوز لعضو إداري القيام بها دون غيرها‪.‬‬
‫‪-‬العنصر المكاني‪ :‬يعني تحديد النطاق الذي يمكن فيه للسلطة المعنية ممارسة اختصاصها‪.‬‬
‫‪-‬العنصر الزمني‪ :‬يتمثل في تحديد المدة التي يمكن داخلها للسلطات المختصة أن تتخذ ق ارراتها‪.‬‬
‫‪+‬الشكل‪ :‬يقصد به مجموعة اإلجراءات المتسلسلة المتخذة من اجل إصداره‪ ,‬حيث أن هناك شكليات البد من‬
‫توفرها في أي قرار إداري كمصره وتاريخه وتوقيعه‪ .‬كما يمكن ان يصدر بصيغة مكتوبة او شفويا وقد يكون‬
‫صريحا أو ضمنيا‪.‬‬
‫‪+‬السبب‪ :‬ويقصد به الدافع القانوني أو الواقعي الذي جعل اإلدارة تتخذ بشأنه ق ار ار إداريا لمعالجة حالة معينة‪,‬‬
‫كما أن المشرع الزم تعليل الق اررات اإلدارية باستثناء الق اررات المتعلقة باألمن الداخلي والخارجي للدولة‪.‬‬
‫‪+‬المحل‪ :‬ويقصد به األثر القانوني الناجم عن القرار اإلداري بإحداث مركز قانوني جديد أو بتعديل مركز‬
‫قائم من قبل أو بإلغائه‪.‬‬
‫‪+‬الغاية‪ :‬وهي الهدف من إصداره ويحب أن تكون في خدمة النظام العام وتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫‪- 4‬أنواع الق اررات اإلدارية‪.‬‬
‫‪1.‬الق اررات اإلدارية حسب مداها أو عموميتها‪ :‬يمكن التمييز بين عمومية الق اررات اإلدارية بين الق اررات‬
‫اإلدارية الفردية و الق اررات اإلدارية التنظيمية‪.‬‬
‫تنقسم الق اررات اإلدارية من حيث مداها إلى قسمين رئيسيين هما‪:‬‬
‫‪+‬الق اررات اإلدارية الفردية‪ :‬وهي الق اررات التي تصدر بشان شخص ميعن بصفته وذاته واسمه كقرار تعيين‬
‫موظف مثال‪.‬‬
‫‪+‬الق اررات اإلدارية التنظيمية ‪ :‬هي الق اررات التي تصدرها اإلدارة باعتبارها سلطة عامة والتي تخص عددا‬
‫غير محدد من األشخاص توجد في مراكز قانونية معينة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪-‬لتمييز بين الق اررات اإلدارية الفردية والتنظيمية يجب اإلشارة إلى أن القرار االداري الفردي ينتج أثره بمجرد‬
‫إعالم الشخص المعني به ‪ ,‬أما القرار التنظيمي فانه يسري على مجموعة من األفراد انطالقا من تاريخ نشره‪.‬‬
‫‪-‬وفيما يخص الطعن أو الدفع بعدم المشروعية فدلك بمكن في أي وقت بالنسبة للقرار التنظيمي اما القرار‬
‫اإلداري فالطعن مقيد بأجل ‪ 60‬يوما التي يجوز الطن فيها ضد القرار‪.‬‬
‫‪. 2‬الق اررات اإلدارية من حيث تكوينها‪.‬‬
‫*من حيث تكوينها نميز بين‪:‬‬
‫‪+‬الق اررات اإلدارية البسيطة‪ :‬التي تميز باستقالليتها وسرعة انجازها كقرار نقل موظف من مصلحة إلى‬
‫مصلحة‪.‬‬
‫‪+‬الق اررات التنظيمية المركبة‪ :‬وهي الق اررات التي تتخذ عدة مراحل وتمر عبر عدة مساطر مختلفة كقرار نزع‬
‫الملكية‪.‬‬
‫‪. 3‬الق اررات اإلدارية من حيث أثارها وعلى األفراد‪.‬‬
‫*ينبغي التمييز بين‪:‬‬
‫‪-‬الق اررات اإلدارية السارية على األفراد المتميزة بطابعها اإللزامي‪.‬‬
‫‪-‬الق اررات اإلدارية المتعلقة باإلدارة وهو ما يعرف بإجراءات التنظيم الداخلي‪.‬‬
‫‪. 4‬الق اررات اإلدارية من حيث رقابة القضاء‪.‬‬
‫يجب التمييز في هدا اإلطار بين الق اررات اإلدارية العادية وأعمال السيادة‪:‬‬
‫‪-‬الق اررات اإلدارية العادية‪ :‬هي الق اررات السارية على األفراد والصادرة من طرف اإلدارة باعتبارها سلطة عامة‬
‫وتنظيمية تهدف إلى تحقيق الضبط اإلداري والمصلحة العامة‪.‬‬
‫‪-‬أما أعمال السيادة‪ :‬فهي تلك الق اررات الصادرة من طرف اإلدارة والتي تتعلق بالعالقات الخارجية وتتعلق‬
‫بالعالقة بين الحكومة والبرلمان‪.‬‬
‫‪. 5‬الق اررات اإلدارية من حيث أثرها القانوني‪.‬من حيث األثر القانوني يجب تمييز بين‪:‬‬
‫‪-‬الق اررات اإلدارية المنشئة‪ :‬هي التي تحدث اثر قانوني جديد كالترخيص لبناء منزل‪...‬‬
‫‪-‬الق اررات اإلدارية الكاشفة‪ :‬وهي التي يقتصر أثرها بإثبات أو نفي حالة موجودة‪.‬‬
‫‪-‬نفاد وتنفيذ الق اررات اإلدارية‪.‬‬
‫يكون القرار اإلداري نافدا أي ساريا على األشخاص فانه يمر إلى مرحلة التنفيذ حتى تظهر آثاره القانونية إلى‬
‫حيز التطبيق‪.‬‬
‫‪1.‬نفاد القرار اإلداري‪ :‬بمجرد استيفاء أركان العقد فانه يصبح نافدا في حق اإلدارة ‪ ,‬إال انه ال يطبق على‬

‫‪18‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫األفراد إال بعد تاريخ العلم بإحدى الوسائل المعترف بها وهي‪:‬‬
‫‪-‬اإلعالن‪ :‬كتسليم نسخة من القرار إلى المعني بالمر مع الحصول على توقيع االستالم‪.‬‬
‫‪-‬النشر‪ :‬وهو وسيلة تكون عادة في حالة المراسيم والق اررات التنظيمية حيث يمكن اللجوء إلى وسيلة اإلعالن‪.‬‬
‫‪-‬العلم اليقين‪ :‬ويقصد به أي وسيلة أخرى يمكن أن تثبت أن المعني باألمر قد علم بالقرار اإلداري‪.‬‬
‫‪2‬تنفيذ القرار اإلداري‪ :‬بعد صدور القرار اإلداري ينتقل إلى مرحلة التنفيذ حيث يفترض فيه الصحة إلى أن‬
‫يثبت العكس‪ .‬ويحق للمعني باألمر إذا رأى أن القرار فيه عيب شكلي أو مادي التظلم إلى اإلدارة الشيء‬
‫الذي يسمى بالتظلم اإلداري ‪ ,‬أي يطعن في القرار باإللغاء ‪ .‬لكن كان القرار صحيحا وامتنع األفراد عن‬
‫تنفيذه فإنهم يتعرضون للجزاءات الجنائية‪.‬‬
‫‪-‬زوال القرار اإلداري‪.‬‬
‫يقصد بزوال القرار اإلداري انتهاء اآلثار القانونية المتربة عليه ويكون دالك في ثالث حاالت‪:‬‬

‫‪- 1-‬اإللغاء‪ :‬معناه وضع حد لآلثار القانونية المترتبة على القرار اإلداري بالنسبة للمستقبل انطالقا من‬
‫تاريخ إقدام اإلدارة على هدا اإلجراء ‪ ,‬وتبقى اآلثار القانونية سارية المفعول بالنسبة للفترة السابقة‪.‬‬
‫اإللغاء قد يشمل القرار بأكمله وقد يشمل جزء منه‪ ,‬وتستطيع اإلدارة في أي وقت أن تلغي قرارها التنظيمي‬
‫الن هده الق اررات تخضع لقاعدة التعديل والتغيير حسب ظروف المصلحة العامة‪ .‬بخالف الق اررات الفردية‬
‫التي ال يمكن تعديلها أو إلغاؤها متى صدرت سليمة الن السلطة تكون مقيدة أمام هده الق اررات كونها تتعلق‬
‫بحقوق فردية‪ .‬اما في حالة كان القرار معيبا أي قابال للطعن فانه يجوز لإلدارة إلغاءه خالل الفترة المحدد‬
‫لدالك‪.‬‬
‫‪.-2‬السحب‪ :‬ويقصد به زوال كافة اآلثار القانونية للقرار اإلداري سواء في الماضي والمستقبل‪.‬‬
‫‪-‬ال تستطيع اإلدارة أن تسحب قرار ادري مشروع ألنه يكون قد أنتج حقوق فردية مكتسبة احتراما لعدم رجعية‬
‫الق اررات اإلدارية ‪ .‬عكس الق اررات اإلدارية الفردية الغير مشروعة التي يجوز لإلدارة سحبها خالل المدة‬
‫المحددة للطعن فيها باإللغاء‪.‬‬
‫‪.-3-‬القرار المضاد‪ :‬هو قرار إداري ينصب على قرار إداري سليم فيحدث فيه تعديال لبعض بنوده أو تغيير‬
‫كلي له ويكون أثره القانوني موجها فقط للمستقبل‪ .‬كما انه يمكن أن يكون على مجرد إعدام القرار اإلداري‬
‫الفردي السليم مستقبال سواء جزئيا او كليا ‪ .‬كالقرار الصادر بإلغاء ترخيص ممنوح ألحد األفراد‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫الملك العام‬

‫الفرع األول‪ :‬معيار التمييز للملك العمومي في التشريع المغربي‬


‫لعل الحلول النصية التي عرفها المغرب في ميدان تمييز الملك العام‪ ،‬والتي الزال معموال بها‬
‫إلى اليوم‪ ،‬تتجسد في نصين مشهورين هما‪ :‬منشور فاتح نونبر ‪ ،1912‬وظهير فاتح‬
‫يوليوز ‪. 1914‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التمييز وفق منشور فاتح نونبر ‪1912‬‬
‫لقد صدر هذا المنشور عن الصدر األعظم بوصفه سلطة تنظيمية واستهدف أول ما استهدف‪،‬‬
‫العمال والقواد والقضاة من أجل إيجاد الحلول الناجعة للنزاعات العقارية ‪.‬‬
‫فالمالحظة األساسية التي يجب إبداءها بصدد هذا المنشور هو كونه يتسم بطابع مؤقت‪.‬‬
‫وذلك ألن السلطات الحامية كانت تبحث عن وضع حد للفوضى التي عمت الميدان العقاري‪،‬‬
‫وخاصة ظاهرة الترامي على األمالك المخزنية التي بلغت أوجها في مطلع هذا القرن ‪3.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يؤكد المنشور على أن اإليالة الشريفة‪ ،‬تضم أمواال ال يمكن تملكها أو‬
‫تفويتها لألشخاص ويقتصر على إعطاء أمثلة لذلك كالطرقات والممرات واألزقة والشواطئ‬
‫والموانئ والبرك المائية والسبحات والوديان واألنهار والمنابع واآلبار وأسوار المدن وما‬
‫يتبعها ‪.‬‬
‫كل هذه األموال يمنحها المنشور المذكور صفة عدم التفويت‪ ،‬إال أن الجديد الذي يسترعي‬

‫‪20‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫االنتباه‪ ،‬هو أن هذه األموال تعود آليا للمخزن متى انقطع تخصيصها الستعمال العموم‪ ،‬إال إذا‬
‫رخص المخزن بعكس ذلك‪ .‬تم يسترسل المنشور في وضع الئحة تضم ثمانية أنواع من هذه‬
‫األموال وهي ‪:‬‬
‫‪-‬األمالك المحبسة‬
‫‪-‬األراضي الجماعية‬
‫‪-‬الغابات‬
‫‪-‬أراضي الجيش‬
‫‪-‬أراضي الموات‬
‫‪-‬المناجم‬
‫‪-‬أموال الغائبين‬
‫‪-‬كل األموال الحضرية والقروية التي هي في ملك المخزن ‪.‬‬
‫ثم يسترسل المنشور المذكور واضعا تعريفا لألموال القابلة للتفويت‪ ،‬موضحا أنها تلك‬
‫األموال التي يمكنها أن تكون موضوع نقل بين األشخاص طبقا للشريعة واألعراف المغربية‪.‬‬
‫كما يضع تنظيما جديدا للصفقات العمومية‪ ،‬يلعب فيها القاضي دورا كبيرا‪ ،‬وذلك بمراقبته‬
‫لرسوم الملكية العقارية الموجودة في حوزة البائعين بعد أخذ كل المعلومات كتابيا من عامل‬
‫المدينة أو الميناء‪ ،‬وبعد معرفة ما إذا كان العقار المراد بيعه غير داخل في دائرة األموال‬
‫الغير القابلة للتفويت‪ ،‬فيكون بذلك هذا اإلجراء نوعا من الحماية لهذه األموال ‪.‬‬
‫بعد هذا المنشور بسنتين‪ ،‬بادرت سلطات الحماية إلى استصدار ظهير فاتح يوليوز ‪1914‬‬
‫الذي يعتبر بحق ميثاقا لألمالك العامة بالمغرب ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التمييز وفق ميثاق األمالك العامة (ظهير فاتح يوليوز ‪)1914‬‬
‫أول شيء يمكن تسجيله من خالل قراءة تجميعية لهذا الظهير‪ ،4‬وخاصة ما جاء في الفقرة‬
‫األخيرة من الفصل األول ‪ ..." :‬وعلى العموم كل األراضي واألعمال التي ال يمكن لألفراد أن‬
‫يمتلكها ألنها مشاعة"‪ .‬يعني أنه ال يمكن اعتبار ملك من قبيل األمالك العامة إال إذا كان غير‬
‫قابل بطبيعته للتملك الشخصي من طرف الخواص ‪.‬‬
‫نفهم من ذلك أن المشرع المغربي اعتمد معيار التخصيص الستعمال الجميع‪ ،‬لكن هذا التعبير‬
‫ال يخلو من غموض وال يصلح لوحده للتمييز بين األمالك العامة واألمالك الخاصة خصوصا‬
‫في الوقت الحالي حيث تمت صياغته بصفة عامة وغير واضحة ‪.‬‬
‫ونجد كذلك المشرع المغربي لم يعطي لنا‪ ،‬من خالل النصوص القانونية المختلفة‪ ،‬جردا‬
‫حصريا لكافة األمالك العمومية التي تملكها الجماعات العمومية‪ ،‬وإنما اكتفى بإعطاء أمثلة‬
‫على سبيل االستئناس ال غير ‪.‬‬
‫وعليه فتعريف الملك العام ال يبدو واضحا‪ ،‬شأنه في ذلك منشور ‪ ،1912‬كما أن المشرع‬
‫المغربي ينظر إلى الملك باعتباره ملكا مملوكا للدولة أو لإلدارة ومخصصا الستعمال‬
‫الجمهور إما مباشرة أو عن طريق استعماله من طرف المرفق العام ‪.‬‬
‫وقدم بمقابل ذلك‪ ،‬تعريفا سلبيا لألمالك الخاصة التي تملكها هذه الجماعات‪ ،‬بحيث اعتبرت‬
‫من قبيل تلك األمالك كل األمالك التي ال تدخل في دائرة األمالك العامة ‪.‬‬
‫واقتصارا على ذلك‪ ،‬يبدو األمر في غاية السهولة إذ سيكون من األيسر علينا معرفة األمالك‬
‫الخاصة بمجرد تحديدنا وحصرنا لألمالك العامة‪ ،‬وهو شيء يتعذر علينا القيام به على‬
‫اعتبار أن المشرع المغربي‪ ،‬كما سلف القول‪ ،‬لم يضع جردا حصريا لألمالك العامة‪ ،‬وإنما‬
‫اكتفى بسرد بعضها على سبيل المثال‪ ،‬مستبدال بذلك الصعوبة بصعوبة أخرى‪ ،‬إذ يتعين علينا‬

‫‪21‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫لمعرفة األمالك الخاصة‪ ،‬أن نضع قائمة حصرية لمختلف األمالك العامة‪ .‬ومن هذه الزاوية‪،‬‬
‫إذن‪ ،‬تظهر لنا أهمية التنقيب عن المعيار الذي اعتمده التشريع المغربي في هذا الباب‬
‫باعتباره الوسيلة التي بواسطتها يمكننا وضع الحدود الفاصلة بين ما يعد أمالكا عامة وما‬
‫يعد أمالكا خاصة ‪.‬‬
‫وانعدام الوضوح النسبي هنا‪ ،‬يجرنا إلى الحديث عن موقف القضاء المغربي من هذه‬
‫القضية ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الملك العام‬
‫لتحديد مفهوم الملك العام البد من عرض مختلف التعاريف التي أعطيت له هذا سواء من‬
‫طرف المشرع أو من طرف القضاء أو من طرف الفقه حتى نتمكن من توضيح الخصائص‬
‫التي يتميز بها عن الملك الخاص‪ ,‬خاصة و أن هناك مجموعة من المعايير التي تعد أساسا‬
‫للتمييز بينهما ‪.‬‬
‫ففي فرنسا تضاربت اآلراء الفقهية حول مسالة تمييز الملك العمومي فتمخضت عن ذلك‬
‫ثالث اتجاهات رئيسية تركزت على ضرورة تحديد مجال األمالك العمومية و كذا طبيعتها‬
‫‪.‬ويمكن إجمال المعايير التي اعتمدتها هذه النظريات في ثالث نقط أساسية ‪:‬معيار طبيعة‬
‫المال‪,‬معيار تخصيص المال لخدمة مرفق عمومي ‪,‬معيار تخصيص المال للمنفعة العامة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمشرع المغربي فانه يعرف األموال العامة في الفقرة األولى من المادة ‪ 87‬من‬
‫التقنين المدني فيبين ذلك أن المشرع لم يورد حصرا معينا لألموال العامة بل أضفى صفة‬
‫المال على سائر العقارات و المنقوالت المملوكة للدولة أو لألشخاص االعتبارية كالمؤسسات‬
‫و الهيئات‪ ...‬أال أن المشرع قد قيد ذلك و أوضحه حتى ال يختلط مفهوم الملك العام على‬
‫العقارات و المنقوالت التي للدولة أو األشخاص االعتبارية العامة التي تكون مخصصة‬
‫لمنفعة عامة بالفعل أو بمقتضى قانون أو مرسوم‪.‬‬
‫ويمكن أن نستنتج أن المشرع في معظم الدول قد اخذ بمعيار واسع التطبيق يسمح بالتمييز‬
‫بين الملك العام و الملك الخاص انطالقا من مدى تخصيصه للمنفعة العامة‪ ,‬هو نفس المنحى‬
‫الذي سار عليه المشرع الفرنسي و أكده االجتهاد القضائي فيما بعد ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتشريع المغربي فتتمثل أهم النصوص القانونية المنظمة لألمالك العامة في‬
‫المغرب في نصين أساسيين و هما‪:‬منشور فاتح نونبر ‪ 1912‬و ظهير فاتح يوليوز ‪. 1914‬‬
‫بالرجوع إلى هذا الظهير الذي الزال يشكل المرجع األساسي بالنسبة لهذه المادة خاصة ما‬
‫جاء في الفقرة األخيرة من الفصل األول‪:‬؟" وعلى العموم كل األراضي و األعمال التي ال‬
‫يمكن لألفراد أن يمتلكوها ألنها مشاعة ‪".‬‬
‫إن المشرع المغربي لم يعط تعريفا واضحا و محددا لألمالك العامة بل اكتفى بتحديدها على‬
‫فكرة االستعمال من طرف الجميع‪,‬حيت اعتبر أن األمالك العمومية هي األمالك التي ال يمكن‬
‫استعمالها بطريقة انفرادية و إنما تستعمل بشكل جماعي سواء بحكم طبيعتها أو بحكم‬
‫تخصيصها من طرف المشرع‪.‬‬
‫نالحظ أن اعتماد المشرع لمعيار التخصيص الستعمال الجميع ال يخلو من غموض و ال‬
‫يصلح لوحده للتمييز بين المالك العامة و األمالك الخاصة خصوصا في الوقت الحالي حيت‬
‫تمت صياغته بصفة عامة و غير واضحة ‪.‬‬
‫كما نجد آن المشرع المغربي لم يعط لنا ‪,‬من خالل النصوص القانونية المختلفة جردا حصريا‬
‫لكافة األمالك العمومية التي تملكها الجماعات العمومية و إنما اكتفى بإعطاء أمثلة على‬
‫سبيل االستئناس فقط‪,‬فمثال الفصل األول من الظهير أعطى سردا لألمالك العامة التي يمكن‬

‫‪22‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫أن تعتبر أمالكا عمومية كالشواطئ و المراسي‪,‬المنارات‪,‬البحيرات‪,‬اآلبار‪,‬الطرق و األزقة ‪...‬‬


‫وعليه فتعريف الملك العام ال يبدو واضحا ‪,‬كما أن المشرع المغربي ينظر إلى الملك‬
‫باعتباره ملكا مملوكا للدولة أو لإلدارة أو مخصصا الستعمال الجمهور إما مباشرة أو عن‬
‫طريق استعماله من طرف المرفق العام ‪.‬‬
‫وقدم بمقابل ذلك‪ ,‬تعريفا سلبيا لألمالك الخاصة التي تملكها الجماعات‪ ,‬بحيث اعتبرت من‬
‫قبيل تلك األمالك كل األمالك التي ال تدخل في دائرة األمالك العامة‪.‬واقتصارا على ذلك‪,‬يبدو‬
‫األمر في غاية السهولة إذ سيكون من األيسر علينا معرفة األمالك الخاصة بمجرد تحديدنا‬
‫لألمالك العامة‪,‬وهو شيء يتعذر علينا عليتا القيام به على اعتبار أن المشرع المغربي ‪,‬كما‬
‫سلف القول‪ ,‬لم يضع جردا حصريا لألمالك العامة و إنما اكتفى بسرد بعضها على سبيل‬
‫المثال‪,‬مستبدال بذلك الصعوبة بصعوبة أخرى‪,‬إذ يتعين علينا معرفة األمالك الخاصة‪ ,‬لنضع‬
‫قائمة حصرية لمختلف األمالك العامة ‪.‬‬
‫ومن هده الزاوية ‪,‬إذن‪ ,‬يظهر لنا أهمية التنقيب عن المعيار الذي اعتمده التشريع المغربي‬
‫في هذا الباب باعتباره الوسيلة التي بواسطتها يمكننا وضع الحدود الفاصلة بين ما يعد‬
‫أمالكا عامة و ما يعد أمالكا خاصة ‪.‬‬
‫وانعدام الوضوح النسبي هنا‪,‬يجرنا للحديث عن موقف القضاء المغربي من هذه القضية ‪.‬‬
‫حيث لعب االجتهاد القضائي دورا أساسيا في تعريف الملك العمومي ورصد عناصره و‬
‫منطلقا أساسيا بالنسبة لمختلف المواقف التي تبناها الفقهاء أو بالنسبة للتعريف الذي‬
‫اعتمده المشرع بهذا الصدد ‪.‬‬
‫أن القضاء المغربي فسر مبدأ االستعمال من طرف الجميع تفسيرا واسعا و اعتمده كأساس‬
‫للتمييز بين األمالك العامة و األمالك الخاصة‪,‬فاألمالك العمومية هي األمالك العقارية و‬
‫األموال المنقولة سواء كانت هذه األموال مخصصة لالستعمال المباشر للجمهور أم كانت‬
‫مخصصة لخدمة المرافق العامة و ذلك وفقا لمل جاء في االجتهاد القضائي لمحكمة النقض‬
‫الفرنسية الصادر بتاريخ ‪ 28‬أكتوبر ‪1957‬‬
‫←‪:‬مكونات األمالك العمومية‬
‫تشمل أموال الدولة العامة على أمالك مختلفة ‪,‬يمكن تقسيمها عدة تقسيمات بحسب الزاوية‬
‫التي ينظر إليها منها ‪.‬‬
‫فباإلضافة إلى تقسيمها من حيث طريقة تكوينها إلى أمالك طبيعية و اصطناعية‪,‬يمكن‬
‫تقسيمها بحسب الجهة المالكة لها إلى أمالك عامة للدولة و أخرى للجماعات المحلية‪,‬ومن‬
‫حيث محتواها يمكن تقسيمها إلى أمالك برية و مائية و جوية‪,‬إما من حيث طبيعتها فتصنف‬
‫إلى أمالك عامة عقارية و منقولة ‪.‬‬
‫← تصنيف أمالك الدولة العامة حسب محتوياتها‪:‬‬
‫أمالك مائية ‪ :‬ينظم استعمال الملك المائي بقواعد قانونية ذات مصادر مختلفة ‪,‬غير أن أول‬ ‫‪‬‬
‫نص قانوني يخص الماء بالمغرب يعود تاريخه إلى ‪,1914‬ويتعلق األمر بالظهير الشريف‬
‫الصادر ‪7‬شعبان‪ 1332‬موافق ‪1‬يوليوز ‪ 1914‬حول األمالك العامة و المتمم بظهيرين‬
‫شريفين ‪ 1919‬و ‪ 1925‬الذي يدمج جميع المياه مهما كان شكلها في األمالك العامة المائية‬
‫‪.‬ومن ثم ال يمكن للموارد المائية أن تكون موضوع ملك خاص باستثناء المياه التي اكتسبت‬
‫عليها حقوق مائية ‪.‬وقد صدرت بعد ذلك نصوص أخرى لمواجهة الحاجيات الجديدة التي‬
‫ظهرت و آخرها قانون ‪ 95.10‬المتعلق بالماء و الذي اقر بان الماء ملك عام و ال يمكن أن‬
‫يكون موضوع تملك خاص ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫أمالك برية‪ :‬وتشمل على جميع شبكات المواصالت و المنشات المختلفة "المنشات العسكرية‬ ‫‪‬‬
‫و السدود و غيرها"وكذا التجهيزات المنجزة في األرض مثل القنوات و الخطوط الكهربائية‬
‫و غيرها‪.‬‬
‫أمالك جوية‪:‬المؤلفة من الفضاء الجوي و على وجه التعميم المنشات التي تساعد على‬ ‫‪‬‬
‫استعمالها"المطارات"‪.‬‬
‫← تصنيف أمالك الدولة حسب الجهة المالكة لها ‪:‬‬
‫وتنقسم إلى أمالك الدولة و أمالك الجماعات المحلية‪:‬‬
‫األمالك العامة للدولة‪:‬لم يحدد المشرع المغربي قائمة الممتلكات العامة ‪,‬وإنما اكتفى بإعطاء‬ ‫‪‬‬
‫أمثلة لها من مختلف القوانين التي سبقت اإلشارة إليها و يدخل في إطار األمالك العامة‬
‫للدولة حسب المادة األولى من قانون ‪1‬يوليوز‪ 1914‬المنظم لها ما يلي‪:‬‬
‫شاطئ البحر الذي يمتد إلى الحد األقصى من مد البحر عند ارتفاعه مع منطقة مساحتها ستة‬ ‫‪‬‬
‫أمتار من الحد المذكور‪.‬‬
‫المراسي و الموانئ و ملحقاتها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مجاري المياه مهما كان نوعها مع منابعها‬ ‫‪‬‬
‫البحيرات الكبيرة و الصغيرة و المستنقعات‬ ‫‪‬‬
‫الترع التي تسير فيها المراكب و التي تستعمل للري أو التي تجفف و تعتبر أشغاال عمومية‪,‬‬ ‫‪‬‬
‫إلى غير ذلك من األمثلة‪...‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن كل مال يعتبر ملكا عموميا فهو خاص و انطالقا من مفهوم المخالفة‬
‫لتعريف الملك العام بات كل ملك تتصرف فيه الدولة و ال يشكل ملكا عاما فهو ملك خاص‬
‫يدخل في عداد ممتلكاتها الخاصة لذا فالممتلكات التابعة للدولة غير مخصصة الستعمال‬
‫الجميع و تلك غير المخصصة لتسيير المرافق العامة فهي من الممتلكات الخاصة‪.‬‬
‫األمالك الجماعية‪:‬لقد ميز المشرع المغربي بين األمالك الجماعية الحضرية و األمالك‬ ‫‪‬‬
‫الجماعية القروية‪:‬‬
‫األمالك البلدية‪:‬أول شيء يمكن مالحظته في هذا الصدد يتعلق بالتاريخ المبكر الذي صدر فيه‬ ‫‪‬‬
‫النص القانوني الضابط لألمالك البلدية‪,‬وذلك بالمقارنة بالتاريخ المتأخر الذي أنتج فيه هذا‬
‫النص القانوني المتعلق بالجماعات القروية‪.‬ولعل السبب في ذك يعود إلى سهولة ضبط و‬
‫معرفة القاعدة العقارية للجماعات الحضرية ‪,‬إذ ما قورن ذلك بعقارات الجماعات القروية‬
‫التي كان من الصعب تحديدها نتيجة لخضوعها لجملة من القواعد العرفية التقليدية ‪,‬ونتيجة‬
‫الن القبائل في البداية لم تضع السالح ضد قوة الحماية إال في حدود سنة ‪, 1934‬بعبارة‬
‫أخرى أن مشرع الحماية اعتنى أوال بما كان يسمى ببالد المخزن قبل أن يوجه اهتمامه‬
‫للتأطير القانوني لبالد السيبة سنة ‪19‬اكتوبر‪ 1921‬لينظم ما يتعلق بهذه األمالك و ينص‬
‫الفصل الثاني من هذا القانون على أن األمالك العمومية البلدية هي تلك األمالك التي وصفت‬
‫صراحة بنص قانوني صريح ‪.‬‬
‫والمالحظ انه رغم السرد الضيق لألمالك العمومية فمجالها يبقى في الواقع واسعا مادام أن‬
‫بإمكانه أن يشمل كل ملك مقيد في عداد األمالك العامة البلدية ‪.‬إما بخصوص األمالك الخاصة‬
‫للبلدية فينص الفصل ‪ 5‬من ظهير‪ 1921/10/19‬على أن هذه األمالك هي تلك التي لم‬
‫تخصص بكيفية صريحة بأمالكها العمومية وقد أورد النص بعض األمثلة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫األمالك القروية‪ :‬وتنقسم إلى أمالك عمومية و أمالك خصوصية وذلك طبقا للمقتضيات ظهير‬ ‫‪‬‬
‫‪28‬يونيو‪[13]1954‬‬
‫الدومين العمومي ‪:‬ينص الفصل األول من الظهير المذكور أن الملك العمومي القروي يضم‬
‫كافة األمالك المخصصة به بصفة صريحة ‪.‬‬
‫غير أن الشيء الجديد في هذا الظهير هو آن األمالك الداخلة بدائرة الملك العمومي القروي‬
‫تكون كذلك بحكم تخصيصها الستعمال العموم أو بحكم استعمالها لتسيير المرافق العمومية‬
‫المحلية التابعة للمجالس القروية ‪.‬‬
‫فمعيار الدومين العام هما لم يبق مبهما كما كان الشأن بالنسبة ألمالك الدولة العامة في إطار‬
‫ظهير ‪ 1914‬والذي يستعمل عبارة استعمال العموم ‪ ,‬ولكن من غير تبيان فرضية‬
‫التخصيص المباشرأو غير المباشر في حين أن ظهير ‪ 1954‬يميز بوضوح حالة التخصيص‬
‫الستعمال العموم والتخصيص لتسيير المرافق العمومية ‪.‬‬
‫إما فيما يتعلق بالمسطرة المتبعة سواء فيما يخص تخصيص هذه األمالك بالدومين العام أو‬
‫نزع هذا التخصيص ‪ ,‬فيتم دلك بموجب قرار وزاري يصدر بعد استشارة مدير الداخلية‬
‫ورؤساء اإلدارة الذي يهمهم األمر ‪ ,‬وبعد اقتراح الجماعة اإلدارية (المجلس القروي ‪).‬‬
‫الدومين الخصوصي ‪:‬للجماعات القروية فهو كل األمالك غير المخصصة بالدومين العام ‪.‬‬
‫واألمالك الخاصة الجماعية هي بصفة عامة كل الممتلكات التي تملكها الجماعات المحلية‬
‫ملكية خاصة ولم تكن خصصت صريحا باألمالك العمومية‪ ,‬بحيث يمكن االحتفاظ بها‬
‫كاحتياطات عقارية أو تخصيصها الستعمال المصالح العمومية أو استغاللها بالكراء أو‬
‫التصرف فيها بجميع أنواع التصرفات القانونية الجاري بها العمل ‪.‬‬
‫أما في إطار القانون المنظم للجماعات المحلية فنجد الفصل السابع من الميثاق الجماعي رقم‬
‫‪ 78:00‬يتحدث بخصوص الجماعات الحضرية التي يفوق عدد سكانها ‪ 500.000‬نسمة‬
‫عن نظام األمالك الموضوعية رهن إشارة المقاطعة دون اإلشارة إلى معيار تحديد الملك‬
‫العام أو جرد ألنواعه ‪.‬‬
‫وبتصفحنا لقانون ‪ 17.08‬الذي يغير ويتمم بموجبه قانون ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق‬
‫الجماعي ‪ ,‬يظهر آن المشرع اكتفي بذكر مصادر األمالك التي يمكن أن تتوفر عليها هذه‬
‫المجموعات دون تحديد لطبيعتها وال ألنواعها وال لمعايير تميزها عمن عداها ويهدا فهو‬
‫يكرس الغموض الذي اتسمت به النصوص السابقة ‪.‬‬
‫← تصنيف األمالك حسب طريقة تكوينها ‪:‬‬
‫تنقسم األمالك العمومية حسب طريقة تكوينها إلى أمالك طبيعية واصطناعية ولإللمام بها‬
‫يجدر بنا آن نعرفها أوال ثم نحاول تحديد طرق تخصيصها ثانيا ‪.‬‬
‫فاألمالك العامة الطبيعية هي األمالك التي تكتسب صفتها العامة بشكل ألي يعني بفعل العوامل‬
‫الطبيعية مثل شواطئ البحار ومجاري األنهار والمعادن الطبيعية ‪ ,‬في حين إن األمالك‬
‫اصطناعية هي التي تكسب صفتها العامة بفعل تهيئيها من اإلدارة وتخصيصها لنفع العام مثل‬
‫الشوارع العمومية والحدائق العمومية وقنوات الواد الحار والسدود والقناطر وغيرها ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬ ‫العمراني & ‪YOUSSEF KORCHI‬‬ ‫مصطفى‬

‫مسطرة تخصيص األمالك العمومية ‪ :‬إذا كانت األمالك العامة الطبيعية من حيت طريقة‬
‫تكوينها تختلف عن األمالك العامة االصطناعية بكونها تكون نتاج لعمل من إعمال الطبيعة‬
‫بينما األمالك العامة االصطناعية بكونها تكون نتاجا لصنع اإلنسان ‪ ,‬فمن الطبيعي والحالة‬
‫هاته إن تختلفا عن بعضهما كذلك من حيت طريقة طريقة تخصيصها للنفع العام ‪.‬‬
‫فاألمالك العامة الطبيعية يتم تخصيصها لخدمة حاجيات النفع العام ودلك بفعل الطبيعة ذاتها‬
‫دونما حاجة إلى من لدن اإلدارة وحتى لو حصل واتخذت اإلدارة قرارا بالتخصيص في هده‬
‫الحالة فان قرارها دلك ال يكون له أية صفة إنشائية بل ال يعدو أن يكون سوى قرار‬
‫لتزكية‪ .‬فظهور بحيرة جديدة بفعل فيضانات مطرية (وهي ظاهرة طبيعية محضة) يؤدي إلى‬
‫تصنيف هذه البحيرة تلقائيا ضمن األمالك العامة سواء صدر عمل شكلي بالتخصيص من‬
‫جانب اإلدارة آو لم يصدر في الموضوع ‪.‬‬
‫إما األمالك العامة االصطناعية فان تخصيصها للنفع العام ال يتم إال بتدخل من لدن اإلدارة‬
‫عن طريق قيامها بأعمال مادية أو شكلية ‪ ,‬بمقتضاها تقوم بتهيئة الملك وتخصيصه للنفع‬
‫العام‪ ,‬وعلى ذلك فإذا كان تخصيص الملك العام الطبيعي يتم وفق ما سبق بشكل إلي وموحد‬
‫فان تخصيص الملك العام االصطناعي الذي تقوم به اإلدارة يمكن إن يتم بطريقتين فعلي‬
‫وشكلي ‪.‬‬

‫‪https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/‬‬

‫‪26‬‬
https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/ YOUSSEF KORCHI & ‫العمراني‬ ‫مصطفى‬

‫مصطفى العمراني‬ & YOUSSEF KORCHI


https://www.facebook.com/groups/DROITTETOUAN2016/

27

You might also like