Professional Documents
Culture Documents
نشاط 2 شريعة
نشاط 2 شريعة
المقصود بمصادر التشريع اإلسالمي المتفق عنها :هي األدلة الشرعية التي تستخرج و تؤخذ منها األحكام الشرعية،
ومصادر التشريع اإلسالمي هي كل ما يتوصل الى حكم شرعي عملي مطلق حيث أن مصادر الشريعة اإلسالمية لم تكن
وليدة أمور محلية طرأت أو ظروف أحاطت بالمجتمعات حت تتكيف معها وال هي أثر لإلرادة اإلنسانية حتى تكون خاضعة
لألهواء و األغراض و التشريع االسالمي لم يتمخض عن صراع بين مصلحة الفرد و المجتمع ،بل هو سماوي 6األصول
فطري 6النزعة ،ما أنزل اال ليخرج الناس من دواعي أهوائهم ،و قد جعل اإلسالم أساس التشريع هلل وحده و يتجلى هذا
.المصدر السماوي 6في القرآن الكريم ،وبقية المصادر تابعة للقرآن أو مبينة و كاشفة لحكم هللا و ليست منشئة له
إن هذه المصادر 6منها ما هو متفق على حجيته عند جمهور 6العلماء وتسمى "مصادر أصلية" وهي أربعة :القرآن الكريم
.والسنة النبوية واإلجماع والقياس
ِين آ َم ُنوا َأطِ يعُوا 6هَّللا َ َوَأطِ يعُوا الرَّ سُو َل َوُأ ْولِي 6اَأْلم ِْر ِم ْن ُك ْم َفِإنْ َت َن َ
ازعْ ُت ْم فِي َشيْ ٍء َف ُر ُّدوهُ ِإلَى هَّللا ِ قال هللا تعالىَ { :يا َأ ُّي َها الَّذ َ
ون ِباهَّلل ِ َو ْال َي ْو ِم اآْل خ ِِر َذل َِك َخ ْي ٌر َوَأحْ َسنُ َتْأ ِوياًل }59.سورة النساء ُول ِإنْ ُكن ُت ْم ُتْؤ ِم ُن َ
َوالرَّ س ِ
نستدل من هذه اآلية الكريمة الترتيب التسلسلي لمصادر 6التشريع االسالمي المتفق عليها ،والتي يمكن أن نذكر منها إثنين
:كالتالي
ـ القرآن الكريم :وهو كالم هللا تعالى الذي أتى به جبريل للرسول مجمد صلى هللا عليه وسلم ،ليكون دستورا 6للناس ينور 1
دربهم 6ويهديهم ،وهو المدون في المصحف الشريف مستهل بسورة الفاتحة ومختوم بسورة الناس ،المنقول بالتواتر المعجز
بألفاظه ومعانيه ،المحفوظ من أي تحريف .وقد اتفق جميع المسلمون على حجيته ووجوب 6العمل بكل أحكامه ألنه من عند
هللا تعالى نقل الينا بطريق 6قطعي ال شك فيه "،وخير دليل على حجيته من القرآن :اآلية الكريمة التي استفتحنا بها االجابة".
أما من السنة ،فقد جاء عن رسول هللا عنما سأله معاذ ابن جبل {كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟} قال{ :أقضي 6بكتاب هللا}
قال{ :فإن لم تجد في كتاب هللا؟} قال{ :فبسنة رسول هللا} .....تنزل القرآن الكريم في البداية الى اللوح المحفوظ جملة واحدة
في وقت وطريقة ال يعلمها اال هللا ،ثم تنزل الى بيت العزة في السماء الدنيا في ليلة القدر المباركة ،وفي األخير انزله امين
الوحي جبريل على رسول هللا محمد صلى هللا عليه وسلم ،منجما حسب الحوادث التي تقع ،وهلل في ذلك حكمة .وقد اختلف
العلماء في مدة تزيله فنهم من قال عشرين سنة أو ثالثة وعشرين أو خمسة وعشرين .بلغت عدد سور القرآن الكريم 114
سورة منها المكية ومنها 6المدنية ،أطولها 6سورة البقرة وأقصرها سورة الكوثر .تمثل إعجاز القرآن الكريم في فصاحة ألفاظه
وبالغة عباراته واإلخبار 6عن المغيبات المستقبلية و عباراته واإلخبار 6عن مغيبات القرون السابقة واالخبار بواقعات
وحوادث 6وقعت سابقا ،كما اشتمل على أحكام شرعية متعلقة بالعقيدة والدين واألخالق والمعامالت ثبت أنها أصلح من
.غيرها ،وبقائه وخلوده وإعجازه العلمي
ـ السنة النبوية :وتعتبر 6المصدر الثاني من مصادر 6التشريع ،تكمن أهميتها في كونها مرجعا أساسيا لفهم رسالة القرآن2 .
.ويقصد بها كل ما أضيف للنبي صلى هللا عليه وسلم من قول ،أو فعل ،أو تقرير ،أو صفة ُخلقية ،أو َخلقية
السنة هي األصل الثاني من أصول االسالم بعد كتاب هللا تعالى وهي حجة قائمة مستقل بذاتها ومن الواجب علينا العمل بها،
ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى{ :لقد كان لكم في رسول 6هللا أسوة حسنة لمن كان يرجو 6هللا واليوم 6اآلخر وذكر 6هللا كثيرا}.
أما من السنة فدليل حجيتها قوله صلى هللا عليه وسلم{ :تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم 6بهما :كتاب هللا وسنة نبيه}.
توفي 6الرسول الكريم والسنة محفوظة في صدور الصحابة ،فلقد نهاهم عن تدوينها 6خوفا من أن تختلط بالقرآن الكريم ،ثم
دونت وكان ذلك مرورا بعدة مراحل وظهرت في الكتب الستة ألصحابها :البخاري ومسلم وأبي داود وابن ماجة والترمذي
والنسائي 6،ويلحق بها مسند اإلمام أحمد .وقد جاءت السنة مكملة لما جاء في القرآن الكريم وأضافت أحكاما جديدة لم ترد
فيه ،كما اشتملت على تفسير وتفصيل ما ورد في كتاب هللا .وتنقسم السنة :أـ من حيث ماهيتها إلى :سنة قولية وسنة فعلية
وسنة تقريرية ،ب ـ أما من حيث عدد رواتها ،فتنقسم إلى :السنة المتواترة والسنة غير المتواترة ،ج ـ أما باعتبار الصحة
والضعف 6،فتنقسم 6السنة إلى :الحديث الصحيح والحديث الحسن والحديث الضعيف .د ـ وباعتبار 6ما ينتهي إليه السند ،فتنقسم
.السنة إلى الحديث القدسي والحديث النبوي والحديث المرفوع والحديث المقطوع
أ ـ فصاحة ألفاظه وبالغة عباراته :اجتمعت في بناء القرآن الكريم مواصفات الكمال والجمال ،سواء في اختيار مفرداته أو
ترتيب ألفاظه أو تراكيبه النحوية وصيغه البالغية ،بحيث شهد علماء اللغة أنه بلغ أسمى الدرجات في دقة التعبير عن
المعاني المركبة واألحاسيس المتداخلة ،مع بلوغ الغاية في اقناع العقل وامتاع السمع والتأثير في المشاعر وتحريك 6العزائم،
:مما يؤكد أنه قدر تقديرا محكما قبل نزوله ،وقد تحدى هللا به كل الذين أرادوا 6اإلتيان بمثله فعجزوا .قال هللا تعالى
.اإلسراء } 88قل لئن اجتمعت اإلنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ال يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا{
ب ـ االخبار عن المغيبات المستقبلية :هذا النوع من االعجاز يهتم بما اشتمل عليه الفرآن الكريم من أخبار مستقبلية وفعت
فعال فيما بعد كما ذكرها ،مثل اخبار هللا تعالى عن انتصار 6الروم 6على الفرس قبل وقوع 6الحرب ،قال تعالى{ :الم غلبت
الروم 6في أدنى األرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين هلل األمر من قبل ومن بعد ويومئذ 6يفرح المؤمنون بنصر
هللا ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم} الروم 1ـ 5
ج ـ االخبار عن مغيبات القرون السابقة وواقعات وحوادث سالفة الوقوع 6:فقد أخبر عن عاد وثمود وفوم 6نوح وابراهيم 6وقوم6
لوط وأخبار 6موسى 6و قومه و فرعون ،و والدة مريم ،و األنبياء السابقين ،قال هللا تعالى{ :كذلك نقص عليك من أنباء ما قد
.سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا} طه 99
د ـ اشتماله على األحكام الشرعية المختلفة :المتعلقة بالعقيدة والعبادات واألخالق والمعامالت ،والتي أثبت الوجود االنساني
.أنها أصلح من غيرها وأنها وحدها العادلة
ه ـ بقائه وخلوده :لقد طال التحريف 6أغلب الرساالت السماوية ،إال القرآن الكريم بقي كما هو وسيبقى كذلك إلى يوم الحساب.
.قال تعالى{ :إنا نحن أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون} الحجر 9
و ـ اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم :أكد العلم في الوقت الراهن ،الكثير من الحقائق العلمية الموجودة في القرآن الكريم
.نذكر منها :ـ االعجاز العلمي في خلق الجنين ،حيث تناولت العديد من آياته شرح تكوين الجنين ومراحل نموه وتطوره
ـ التساؤل في بداية الخلق من دخان ساخن؟ قال تعالى{ :ثم استوى إلى السماء وهي دخان} وكلمة دخان هنا تعني دخانا كونيا
.ساخنا ،وهذا ما اكتشفه علماء القرن العشرين ،ففعال الكون نشأ من كتلة غازية ساخنة على هيئة دخان
ـ تسابق الليل والنهار ،قال تعالى{ :ال الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر والليل سابق النهار و كل في فلك يسبحون} يس .40
وهذه قوانين الكون وكما وضح العلماء ،الشمس والقمر يتحركان في خطين متوازيين ال يلتقيان أبدا وهذا ما ذكره القرآن منذ
.أربعة عشر قرنا
:اشتمال القرآن على العديد من األحكام :ألم القرآن الكريم بجميع األحكام ويمكن أن نصنفها كما يلي
أ ـ أحكام اعتقادية :وهي التي تتناول 6أمور 6العقيدة وأركانها 6و ما يجب على المسلم اعتقاده بشأن هللا و مالئكته و كتبه و رسله
و اليوم اآلخر و القدر خيره و شره ،كقوله تعالى{ :آمن الرسول 6بما انزل اليه من ربه و المؤمنون كل آمن باهلل و مالئكته و
.كتبه و رسله ال نفرق بين أحد من رسله و قالوا 6سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و اليك المصير} البقرة 285
ب ـ أحكام أخالقية :وهي التي تتعلق بأمهات الفضائل وبالمحاسن و اآلداب و السلوك الذي يجب أن يكون عليه المسلم
.الصالح ،قال تعالى{ :و إنك لعلى خلق عظيم} القلم 4
آيات العبادات :وهي أحكام العبادات التي تنظم عالقة االنسان بربه من صالة وصيام 6و زكاة وحج و نذور و نحوها من .
العبادات ،كقوله تعالى {:وأقم الصالة طرفي 6النهار و زلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} هود
114.
آيات المعامالت :و هي أحكام المعامالت التي تنظم عالقات الناس ببعضهم 6البعض ،أفرادا كانوا ،أم جماعات أو أمم ،و .
هي تتناول 1 :ـ أحكام األسرة بما فيها الزواج و الطالق و آثاره و الميراث وكل ما ينظم العالقات بين األسرة و
األفراد.كقوله تعالى { :وان عزموا الطالق فإن هللا سميع عليم} البقرة 227
ـ كذلك األحوال المتعلقة باألموال و الحقوق و الفصل في نزاعات البيع و االيجار و عقود التوثيق و غيرها .كقوله تعالى2 :
{ يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم 6بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه} البقرة 282
ـ األحكام المتعلقة بنظام القضاء و الشهادات و كل ما يرمي الى تحقيق العدل بين الناس و يطلق عليها أحكام المرافعات و 3
أصول المحاكمة .كقوله عز و جل { :لتحكم بين الناس بما أراك هللا }النساء105 :
ـو أيضا األحكام المتعلقة بتنظيم العالقات المالية بين األغنياء و الفقراء بين الدول و األفراد .كقوله تعالى{ :إن الذين يتلون 4
كتاب هللا وأقاموا الصالة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعالنية} فاطر296
ـكذلك األحكام التي تنظم عالقة الدولة االسالمية بالدول األخرى في حاالت السلم والحرب وتنظيم المعاهدات ومعاملة غير 5
المسلمين في الدولة االسالمية .و مثال على ذلك قوله عز و جل { :يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا
وقبائل 6لتعارفوا 6إن أكرمكم عند هللا اتقاكم إن هللا عليم خبير}الحجرات 13
:أقسام السنة
:أ ـ السنة من حيث ماهيتها :ونميز بين ثالثة أنواع منها
ـ السنة القولية :وهي كل ما نقل عن الرسول محمد صلى هللا عليه و سلم من أقوال على سبيل التشريع ،كقوله{ :ال ضرر 6وال
وبم َُح َّم ٍد َرسواًل }
الم دِي ًناِ ، هَّلل {ذاق َطعْ َم
َ
اإليمان َمن َرضِ َي با ِ َر ًّبا ،وباإلسْ ِ
ِ .اضرار} ،و قوله:
ـ السنة الفعلية :و هي كل ما صدر 6عن النبي الكريم من أفعال عل سبيل التشريع 6مثل كيفية أداء الصالة و التيمم و الوضوء
.و غيرها ،ودليل ذلك قوله{ :صلوا كما رأيتموني أصلي}
ـ السنة التقريرية :و هي استحسان الرسول الكريم أو سكوته أو إنكار قول أو فعل صدر عن أحد من الصحابة رضي هللا
.عنهم ،و ذلك بأن يكون هذا حسن أو يبتسم أو يضحك أو يسكت
ـ السنة غير المتواترة :وهي التي نقلها عدد أقل من الرجال الذين نقلوا السنة المتواترة ،ويمكن أن نقسمها بدورها 6إلى السنة
.المشهورة التي رواها ثالث رواة ،و السنة العزيزة التي بلغ عدد رواتها 6إثنين ،و السنة الغريبة التي نقلها راوي 6واحد فقط
ـ الحديث الصحيح :وهو الحديث المسند الذي يتصل اسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط حتى ينتهي إلى رسول هللا
من غير شذوذ و ال علة ،و ال بد من أن يكون متصل بسند و أن يكون راوي الحديث عدال و أن يكون ضابطا 6و أن يخلو من
.الشذوذ 6و من العلة
.ـ الحديث الحسن :وهو ما اتصل سنده بنقل عدل خفيف الضبط من غير شذوذ وال علة
.ـ الحديث الضعيف :وهو ما لم يجتمع فيه صفات الصحيح وال صفات الحسن
ـ الحديث القدسي :وهو كل ما كان لفظه من عند الرسول ومعناه من عند هللا باإللهام 6أو بالمنام ،أو هو الذي يضيفه النبي
.الكريم الى هللا تعالى بقوله قال عز و جل
.ـ الحديث النبوي :وهو ما ورد عن الرسول محمد من قول ،أو فعل أو تقرير أو صفة ُخلقية أو سيرة سلوك
ـ الحديث المرفوع :و هو ما أضيف للرسول صلى هللا عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة سواء كان المضيف6
.صحابي 6أم ال ،متصال االسناد أو منقطعا