You are on page 1of 15

‫أس باب الغالء في‬

‫المغ رب وس بل‬
.‫المعالجة‬
‫منذ يومين‬hasna mastour Send an email 
0
‫مش(((اركة ع(((بر‬FacebookTwitterLinkedInPinterestSkypeWhatsAppTelegramViber
‫البريدطباعة‬
‫يب دو دس تور ‪ 2011‬ال ذي غ ير من مفه وم الس لطة وطريق ة الوص ول اليه ا‬

‫وممارستها‪ ،‬التي ما تزال تحت اج الى تفس ير وش رح وربطه ا بالغاي ات الحقيقي ة‬

‫وإبالغ جميع المؤسس ات الدس تورية بالمض امين الحقيقي ة ال تي م ا ت زال تجاب ه‬

‫بالتغاض ي وع دم اإلص غاء الى الش ارع من جه ة وتجاه ل الحكوم ة ألدوار ب اقي‬

‫المؤسسات الدستورية وغياب التنس يق من جه ة أخ رى‪ .‬ذل ك ان الط ابع المل زم‬

‫لروح الدستور والبقاء في شكليات نصوصه خل ق ن وع من اله روب عن اله دف‬

‫والغاي ة من وج ود دول ة المؤسس ات والغاي ة من وج ود الق انون والمتمثل ة في‬

‫خدم ة ال وطن وحماي ة حق وق المواط نين ب روح المس ؤولية والمواطن ة‪.‬‬
‫وموضوع ارتفاع االسعار وغالء المعيشة ي بين ان ه إم ا ليس هن اك منظ رين وال‬

‫خبراء وال حتى مسؤولين يراقبون االوض اع االقتص ادية واالجتماعي ة من داخ ل‬

‫الث وابت الوطني ة والدس تورية‪ ،‬ب الرغم من وج ود جمي ع االمكاني ات والوس ائل‬

‫لتجنب المغرب تعميق االزمة وتهديد االستقرار االجتم اعي واالقتص ادي‪ .‬وإم ا ال‬

‫يسمع لهم أحد‪ ،‬ذل ك ان الخطب الملكي ة تف رغ من مض مونها رغم ثق ل حمولته ا‬

‫ونوعيته ا وعم ق داللته ا وج ديتها‪ ،‬من ذ ‪ 1999‬الى الي وم ‪ ،‬وك أن خطب جالل ة‬

‫الملك ال تع ني الحكوم ة وال البرلم ان وال ح تى ب اقي المؤسس ات الدس تورية من‬

‫قبيل مؤسسات الحكام ة ومؤسس ات الرقاب ة‪ ،‬إض افة الى تخطي المقارب ات ال تي‬

‫ت دعو اليه ا الخطب الملكي ة من حكام ة وش فافية ونزاه ة ورب ط المس ؤولية‬

‫بالمحاسبة واالنصات والفعالي ة والنجاع ة والق رب والمب ادرة والترش يد …الخ‪،‬‬

‫ذل ك ان الواق ع ال يعكس تع اطي الحكوم ة م ع مض مون الخطب الملكي ة‪ ،‬وي بين‬

‫التن اقض بين الق ول والتوجي ه الملكي وواق ع الممارس ة العملي ة للمؤسس ات‬

‫الدس تورية‪ ،‬وك أن هن اك ص راع ح ول من يحكم ومن يق در على رفض اتخ اذ‬

‫القرارات المناسبة‪ ،‬حيث يكشف الواقع عن ض عف المردودي ة الحكومي ة‪ ،‬وبق اء‬

‫العملية السياسية تدور في فلك االختيارات واألولويات والت دبير االرتج الي ب دون‬

‫ة‪.‬‬ ‫ؤولية كامل‬ ‫ل للمس‬ ‫ة ودون تحم‬ ‫ات دقيق‬ ‫مخطط‬

‫ويكفي الوقوف على تقارير والي بنك المغرب الذي نب ه ع دة م رات الى ض رورة‬
‫مراجعة الحكومة لسياس تها ونهجه ا ال ذي ي بين ان السياس يين تنقص هم الخ برة‬

‫والروح الوطنية‪ ،‬وال يهتمون بالتوازنات السياسية وح دود العيش المش ترك بين‬

‫جمي ع المغارب ة‪ ،‬وال األخ ذ بعين االعتب ار التوقع ات االقتص ادية واالجتماعي ة‬

‫المرتبطة بحياة المواطنين بمختلف مستوياتهم‪ ،‬وما لت دهور الوض عية المعيش ية‬

‫نتيج ة ارتف اع األس عار من أث ر على الطبق ات االجتماعي ة خصوص ا الطبق ة‬

‫المتوسطة والفقيرة‪ .‬كما ان المندوبية السامية للتخطيط أيضا تتوفر على معطيات‬

‫ومؤشرات مهمة عن الوضعية العامة للبالد توفرها عملية اإلحصاء العام للسكان‬

‫والسكنى التي تجرى على رأس كل عشر س نوات‪ ،‬وال تي يمكن أن تمث ل خارط ة‬

‫طري ق لألوراش التنموي ة ال تي توفره ا ه ذه المؤسس ة ومواجه ة المش اكل‬

‫االجتماعية واالقتصادية التي تعانيه ا البالد‪ ،‬ويمكن لجمي ع القطاع ات أن تش تغل‬

‫على المعطي ات المت وفرة ل دى ه ذه المؤسس ة الوطني ة واالسترش اد بتوص ياتها‬

‫تنتاجاتها‪.‬‬ ‫واس‬

‫ص حيح ان الع الم م ر بف ترة جائح ة كورون ا ال تي تس ببت في ازم ة اقتص ادية‬

‫واجتماعية عالمية‪ ،‬وصحيح ان هن اك عام ل الجف اف وقل ة التس اقطات المطري ة‬

‫التي لها وقع سلبي على الموسم الفالحي‪ ،‬إضافة الى اتساع رقعة الفقر بالبوادي‬

‫والتي تبقى الدولة مسؤولة عنه ا النع دام االهتم ام ب المواطنين من حيث تعليمهم‬

‫وتكوينهم‪ ،‬رغم ان البوادي هي أعشاش انتخابي ة مهم ة لتف ريخ االص وات ال تي‬
‫تب ني الحكوم ة‪ ،‬وعلي ه يط رح س ؤال ع ريض ح ول األس باب الرئيس ية ل تردي‬

‫عار؟‬ ‫اع األس‬ ‫ة وارتف‬ ‫اع االجتماعي‬ ‫األوض‬

‫يمكن حص ر األس باب الرئيس ية ال تي تق ف وراء ت دهور االوض اع االجتماعي ة‬

‫وغالء االسعار وتضرر الغالبية العظمى من الشعب فيما يلي‪:‬‬

‫عدم تفعي ل الحكوم ة لألدوار االجتماعي ة الدول ة رغم التنص يص الواض ح في‬ ‫‪‬‬

‫الفصل االول من دستور ‪ ،2011‬على طبيعة النظام السياسي المغربي باعتباره‬

‫نظام ملكية دستورية ديمقراطية واجتماعية‪ ،‬بينما الحكومة تخلوا برامجها من‬

‫الطابع االجتم اعي التض امني لمواجه ة الفق ر واالمي ة والتخل ف‪ ،‬اذا اس تثنينا‬

‫المبادرات الملكية التي تنقذ كل م رة ح والي خمس ماليين أس رة بمع دل خمس‬

‫أفراد في كل أسرة السيما في الظروف الطارئة والحرجة واالستثنائية‪.‬‬

‫طبيع ة الديمقراطي ة النيابي ة ال تي أخ ذ به ا المغ رب وال تي تختل ف عن‬ ‫‪‬‬

‫الديمقراطية المباشرة و شبة المباشرة ‪ ،‬مما يجعل الحكومة والبرلمان بعي دين‬

‫عن المحاسبة‪ ،‬وتبقى الوسيلة الوحيدة لمحاسبة الحكوم ة واالح زاب المش كلة‬

‫لها هي االنتخابات التشريعية‪ ،‬فالنيابة التشريعية حسب الديمقراطي ة التمثيلي ة‬

‫ال تس مح بمحاس بة العض و البرلم اني اال عن طري ق ص ناديق االق تراع وعلى‬

‫رأس خمس س نوات كف ترة انتدابي ة‪ ،‬اض افة الى تقوي ة ض مانات اإلفالت من‬

‫المحاس بة ب الجمع بين العض وية البرلماني ة و العض وية الحكومي ة في النظ ام‬
‫الدس توري ال ديمقراطي التم ثيلي‪ ،‬الش يء ال ذي يقل ل من قيم ة المعارض ة‬

‫ويس مح ب التحكم في االغلبي ة البرلماني ة من خالل ض مان عملي ة التص ويت‬

‫وتمرير مشاريع القوانين داخل قبة البرلمان بكل سهولة … الخ‪.‬‬

‫طغيان الفساد على اإلصالح وشيوع التفك ير ال ذي يخ دم المص لحة الشخص ية‬ ‫‪‬‬

‫على حس اب المص لحة الوطني ة ومص لحة الش عب في الحي اة السياس ية‬

‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬مما يكرس الليبرالية االنتهازية التي تخدم األغني اء‬

‫ورجال األعمال على حساب بقية المواطنين والعوام‪ ،‬إضافة الى ع دم االمتث ال‬

‫لمبادئ دولة القانون من طرف الطبقة الغنية التي تتوك أ على نخب ة فاس دة في‬

‫مختل ف مس تويات اإلدارة‪ ،‬في حين يطب ق الق انون على أغلبي ة المواط نين‬

‫البسطاء والمغلوبين‪ ،‬ويستثنى منه البعض ويخرق من طرف األقوياء‪.‬‬

‫هيمنة رجال األعمال والقط اع الخ اص على مخرج ات المؤسس ات الدس تورية‬ ‫‪‬‬

‫وعلى الم وارد و االنت اج ومن ه التحكم في التوزي ع وتحدي د االس عار‪ ،‬الش يء‬

‫ال ذي يوس ع من المض اربات ويض عف دور الدول ة التدخلي ة في المج ال‬

‫االقتصادي واالجتماعي واصبحت الطبق ة الوس طى ال تي ك انت ص مام أم ان و‬

‫تلعب دور الربط بين الطبقة الغنية والفقيرة مهددة بااللتحاق بالطبقة الفقيرة‪.‬‬

‫تعقي د النظ ام الم الي الع المي وتحكم ه في النظ ام الم الي الوط ني عن طري ق‬ ‫‪‬‬

‫سياسة االقتراض التي تفرض شروط على الدولة من بينه ا تحوي ل الف رص و‬
‫الم وارد للقط اع الخ اص ليت ولى تنش يط االقتص اد مقاب ل انه اء دور الدول ة‬

‫االجتم اعي واس هاماتها المالي ة التض امنية كص ناديق ال دعم والتكاف ل‬

‫االجتماعي ‪ ،‬حي يتوفر المغرب على ح والي إح دى وعش رين ص ندوقا لل دعم‬

‫والتضامن االجتماعي وتقديم المساعدات االجتماعية والتي تحت اج الى تجمي ع‬

‫ومراجعة وتوجيه من جديد ومراقبة‪.‬‬

‫التبعي ة لمفه وم الدمقراطي ة الغربي ة الق ائم على تص دير ديمقراطي ة الك ذب‬ ‫‪‬‬

‫والفوض ى‪ ،‬وال ذي يج ر مفك ري ومنظ ري بقي ة ال دول من ورائ ه‪ ،‬واعتم اد‬

‫اإلهانة والتصنيف السيء في سلم التنمية لتكريس التبعية‪ ،‬والهدف هو إبق اء‬

‫االنظم ة في حال ة تبعي ة بواق ع يظ ل متخلف ا‪ ،‬والض مانات هي االعتم اد على‬

‫االق تراض ال دولي ال ذي يلج أ الي ه السياس يون األع داء ألوط انهم‪ ،‬وال ذين‬

‫يتمتعون بجنسيات دول غربية توفر لهم اإلفالت من العقاب في حال ة ت ورطهم‬

‫في الفساد‪ ،‬وتس مح لهم بإفش ال مش اريع االص الح و عرقل ة التق دم والتط ور‬

‫تعبيرا عن والئهم للدول المجنسة‪.‬‬

‫تعارض وجود دولة قائمة بكل أركانه ا ومتمتع ة بكام ل س يادتها وحريته ا في‬ ‫‪‬‬

‫اتخ اذ قراراته ا م ع فش لها في ت دبير قض اياها الداخلي ة وإغف ال اله وة بين‬

‫تع ريض الس لم االجتم اعي و االس تقرار و ش رعية المؤسس ات للخط ر مهم ا‬

‫ك انت الظ روف واالس باب من جه ة‪ ،‬وبين تعه د الدول ة بالتزاماته ا بحماي ة‬
‫حقوق االنسان والحريات العام ة وع دم تك رار ف ترة س نوات الرص اص بع دما‬

‫خ رجت منه ا ب إجراء مص الحة وطني ة‪ .‬ذل ك ان ه في حال ة اس تمرار التض خم‬

‫واالحتقان االجتماعي في البالد اليوم قد تنتقل الحق ا الى وض عية أس وأ وال تي‬

‫سيتخذ المواطنين من القوانين مرجعية قانونية وسياسية للتعبير واالحتجاج‪.‬‬

‫التناقض بين تمتيع فئة من الم وظفين الس امين بامتي ازات كث يرة على حس اب‬ ‫‪‬‬

‫بقية غالبي ة الم وظفين في الدول ة وال ذين ال تكفيهم اج ورهم ويتض ررون من‬

‫ارتفاع االسعار والتضخم‪ ،‬مما يفتح المجال للفساد والرش وة في ص فوف ه ذه‬

‫الفئ ة العريض ة من الم وظفين بس بب ض عف اج ورهم ال تي لم تع د تكفيهم‬

‫لمواجه ة تك اليف المعيش ة‪ .‬فم ا ب ال فئ ة الفق راء ال ذين يس كنون الب وادي‬

‫ويعيشون ظروفا قاسية متعددة المظاهر وال يتوفرون على أي أجر‪ ،‬ويعتمدون‬

‫فق ط على األمط ار كمص در للحي اة بع د تنش يط الموس م الفالحي‪ ،‬مم ا ين بئ‬

‫بارتفاع نسبة الجريمة والبؤس واالكتئ اب واالنتح ار والتفس خ األس ري‪ ..‬الخ‪.‬‬

‫وعلي ه ف ان حال ة التض خم المرتفع ة ال تي تعرفه ا البالد تط رح س ؤاال على‬

‫الحكوم ة وعلى ب اقي الف اعلين الوطن يين مجتمعين ح ول الحل ول الحقيقي ة‬

‫لتج اوز الت دهور الع ام في المعيش ة وتهدي د الماليين بالمجاع ة والفاق ة‬

‫ة؟‬ ‫راض المختلف‬ ‫واألم‬

‫تبدو معالجة الوضعية المتأزمة تتطلب ما يلي‪:‬‬


‫إع ادة تص ويب الوظ ائف االجتماعي ة للدول ة وف ق الرؤي ة الدس تورية للنظ ام‬ ‫‪‬‬

‫ربي‪.‬‬ ‫توري المغ‬ ‫ي والدس‬ ‫السياس‬

‫تج د مقارب ة تفعي ل وظ ائف الدول ة االجتماعي ة أساس ها في الفص ل األول من‬

‫دستور ‪ ،2011‬بينما يرتبط مفه وم الدول ة االجتماعي ة ارتباطً ا وثيقً ا بظ اهرة‬

‫الضمان االجتماعي‪ ،‬والحف اظ على مس توى معيش ي الئ ق للمواط نين الفق راء‬

‫والمحتاجين من خالل مس اهمات األش خاص ال ذين حقق وا األمن الم ادي‪ ،‬كم ا‬

‫ترتب ط الوظ ائف االجتماعي ة للدول ة أيض ا بتوف ير ض مانات مادي ة لجمي ع‬

‫المواط نين‪ .‬وس يرا على من وال نم اذج ال دول الناجح ة في القي ام بوظائفه ا‬

‫االجتماعية نجد مثال ألماني ا‪ .‬ذل ك أن االقتص ادي األلم اني ل ورنز ف ون ش تاين‬

‫الذي قدم تحليال معمقا لعملية تشكيل الرأسمالية في ألمانيا‪ ،‬وتوصل إلى نتيجة‬

‫مفادها أن الدولة يجب أن تكون مبنية على مبادئ المساواة والعدال ة‪ ،‬وعليه ا‬

‫أن تس عى جاه دة لرف ع مس توى معيش ة الطبق ات ال دنيا إلى المس تويات‬

‫المتوسطة والعليا‪ ،‬وضمان التق دم االجتم اعي‪ ،‬وذل ك من خالل تنش يط النظ ام‬

‫االقتصادي‪ .‬فسرعان م ا انتش رت ه ذه األفك ار كحرك ة ديمقراطي ة اجتماعي ة‪،‬‬

‫واكتسبت قوة في ألمانيا بعدما كرست حماية الطبقات الض عيفة اجتماعيً ا‪ ،‬وتم‬

‫اتخ اذ الت دابير ال تي تنظم العالق ات االجتماعي ة من قب ل الدول ة تحت ت أثير‬

‫النقاب ات العمالي ة‪ .‬ف اذا ك انت الدول ة الس وفياتية ق د ط ورت مفه وم الدول ة‬
‫االجتماعية من ذ انطالق ث ورة البروليتاري ا‪ ،‬فان ه بع د الح رب العالمي ة الثاني ة‬

‫كرست الحكومة األلمانية ألول مرة في دستورها اسم الدول ة االجتماعي ة‪ ،‬بع د‬

‫ذلك‪ ،‬بدأت الدول الغربية في اإلعالن عن مبادئ العدالة االجتماعي ة باعتباره ا‬

‫الدور األساسي للدولة‪ .‬خصوصا أنها تحقق مستوى عال من التط ور األخالقي‬

‫ة‪.‬‬ ‫ظ على القيم األخالقي‬ ‫نين‪ ،‬وتحاف‬ ‫للمواط‬

‫ويرى ليون ديغي الفرنس ي أن الدول ة ظ اهرة اجتماعي ة تعتم د على ع املين‪:‬‬

‫األول‪ :‬تش ابه األف راد في الطب اع والمي ول والمش اعر والحاج ات‪ ،‬مم ا يجع ل‬

‫العيش الس وية ض من رابط ة مش تركة ممكن ة‪ ،‬ويس ميه ديغي بالتض امن‬

‫ابهة‪.‬‬ ‫بالمش‬

‫الثاني‪ :‬التفاوت في القدرات والطاق ات بين األف راد والتن وع في الحاج ات مم ا‬

‫يقتضي تبادل الخدمات فيها بينهم إلشباع حاجات الجميع ويعتبر تقس يم العم ل‬

‫اعي‪.‬‬ ‫امن االجتم‬ ‫واع التض‬ ‫من بين أن‬

‫ويعتبر التضامن بوجهيه حسب ديغي ه و مص در القاع دة القانوني ة ال تي تج د‬

‫ش رعيتها في مطابقته ا للتض امن االجتم اعي وقواع د العدال ة‪ ،‬ال ذين تنبث ق‬

‫منهما القواعد القانونية التي تشرعن سلطة الدولة‪ ،‬وتأسيس ا على ذل ك يك ون‬

‫التضامن االجتماعي هو الذي يح دد نش اط األف راد وتك ون الحق وق والحري ات‬

‫الفردي ة تبع ا ل ذلك خاض عة لمقتض يات التض امن االجتم اعي‪ ،‬وعلى األف راد‬
‫مالءمة تصرفاتهم بما يتفق م ع تل ك المقتض يات وأن يتع اونوا فيم ا بينهم من‬

‫ه‪.‬‬ ‫اعي وتنميت‬ ‫امن االجتم‬ ‫اظ على التض‬ ‫ل الحف‬ ‫أج‬

‫وعلي ه ف إن لي ون ديغي ي رفض أن ينس ب للف رد حقوق ا س ابقة على وج ود‬

‫الجماع ة من الوجه ة النظري ة ألن فك رة الح ق ال تظه ر إال في الجماع ة حين‬

‫يوج د ص احب الح ق ويوج د ومن يس تعمله في مواجه ة الح ق‪ ،‬ومن ثم ف إن‬

‫األفراد يتمتعون بحقوق في الواقع مس تمدة من الق انون الموض وعي المس تمد‬

‫من ضمير الجماعة‪ ،‬كما يبين ديغي أن مشكلة تعيين الجهة ال تي تح دد حق وق‬

‫األفراد قد أدى إما إلى إعطاء ذلك للفرد نفسه أو إلى الدولة ال تي تت ولى كفال ة‬

‫الحق‪ .‬كما أبرز ديغي بأن المذهب الفردي يكتفي فقط بفرض قي ود س لبية على‬

‫نش اط األف راد حين يل زم ذل ك لحماي ة حري ات المجم وع‪ ،‬ولكن ه ال يف رض‬

‫التزام ات ايجابي ة على الف رد ب أن يعم ل ش يئا إزاء غ يره من األف راد كم ا ال‬

‫يفرض التزامات ايجابية على الدولة إزاء األف راد ب ان ت تيح لهم وس ائل التعلم‬

‫والعمل والتأمين االجتماعي وينتهي “ديفي” القول بأن الدولة وهي عبارة عن‬

‫حدث اجتماعي‪ ،‬يقع عليها واجب الت دخل لتق ديم مختل ف الخ دمات لألف راد م ا‬

‫دامت ه ذه الخ دمات من جانبه ا ت ؤدي إلى ت دعيم وتم تين أواص ر التض امن‬

‫االجتماعي‪ ،‬وهذا األخير هو الذي يح د في النهاي ة من س لطان الدول ة ويعت بر‬

‫قيدا عليه‪ ،‬ويجعل تصرف الحكام باطال إذا ما تعارض مع مقتضيات التض امن‪.‬‬
‫وعليه فإن مبدأي المساواة والعدالة في النظ ام ال ديمقراطي يظه ران من خالل‬

‫الضمان االجتماعي‪ ،‬وتوفير الضمان االجتم اعي للفق راء‪ ،‬ال ذي يرتب ط بتمل ك‬

‫الدول ة الحتياطي ات كب يرة تس مح له ا بتنظيم التوظي ف وإع ادة توزي ع ال دخل‬

‫لص الح المح رومين‪ .‬إض افة الى تط وير النص وص القانوني ة والمب ادرات‬

‫التشريعية والمدنية‪ .‬وإعطاء األولوية في سياسة الدولة للمشاريع االجتماعي ة‬

‫للتخفيف من آثار عدم المساواة والدعم المتنوع للفئ ات الفق يرة‪ ،‬وذل ك به دف‬

‫تحقي ق الرخ اء لجمي ع أف راد المجتم ع‪ ،‬وتعميم الض مان االجتم اعي لجمي ع‬

‫مواطني البالد‪ ،‬وتوفير ظروف معيشية الئقة للجميع‪ ،‬بما في ذلك المحرومين‪،‬‬

‫وتجميع النصوص التشريعية‪ ،‬والتنصيص على مصطلح الحالة االجتماعية في‬

‫ة‪.‬‬ ‫تور الدول‬ ‫دس‬

‫ان األجر العادل وتوفير االحتياجات األساس ية من غ ذاء وس كن وأمن‪ ،‬وتنفي ذ‬

‫نظام الحماية االجتماعية‪ ،‬ومساعدة أولئك ال ذين ال يس تطيعون إعال ة أنفس هم‬

‫كاألش خاص في وض عية إعاق ة والمتقاع دون واألطف ال واألس ر المع وزة‬

‫واألرامل والعاطلون عن العمل ومعالجة الفوارق االجتماعية‪ ،‬وتقليص الفجوة‬

‫في مس توى المعيش ة بين األغني اء والفق راء بإع ادة توزي ع ال دخل‪ ،‬وتجوي د‬

‫الخ دمات الطبي ة والتعليم والس كن والنق ل‪ ،‬واالهتم ام بح ل المش كالت البيئي ة‬

‫والحف اظ على الم وارد الطبيعي ة‪ ،‬ودعم المش اريع والمب ادرات وال برامج‬
‫المختلفة في المجال االجتماعي والثقافي والتعليمي‪ .‬وهناك وظ ائف اجتماعي ة‬

‫محددة للدولة‪ ،‬كدعم الفئات الضعيفة من السكان سواء ماديا في شكل إعانات‪،‬‬

‫واألش خاص ذوي اإلعاق ة‪ ،‬وكب ار الس ن‪ ،‬والح االت النفس ية‪ .‬فدول ة الرف اه‬

‫االجتم اعي تس عى إلى تحس ين مس توى ال دخل والف رص لجمي ع المواط نين‪،‬‬

‫وض مان دخ ل ث ابت لجمي ع المواط نين ال يق ل عن مس توى الكف اف‪.‬‬

‫ولالطالع على التجارب الدولية‪ ،‬فان هن اك نم اذج من ال دول االجتماعي ة مث ل‬

‫أستراليا وكندا والياب ان‪ ،‬حيث يتم تط بيق نم اذج مختلف ة للدول ة االجتماعي ة‪،‬‬

‫وكلها تستند إلى مبادئ أخالقية رغم ممارستها لألفكار الليبرالية‪ ،‬مم ا يجعله ا‬

‫وجهة للمهاجرين‪ ،‬بالرغم من االنتقادات الموجهة لمفه وم الدول ة االجتماعي ة‬

‫من قب ل العدي د من المعارض ين والنق اد‪ ،‬نظ را الرتباط ه باألزم ات المالي ة‬

‫والسياس ية ال تي ط ال أم دها‪ .‬حيث اعت اد س كان أوروب ا على التلقي أك ثر من‬

‫العط اء‪ ،‬مم ا ي ؤدي إلى زي ادة الس خط االجتم اعي‪ ،‬وخاص ة في حال ة نقص‬

‫الموارد الالزمة للوف اء بالض مانات االجتماعي ة كم ا يحص ل الي وم في فرنس ا‪.‬‬

‫وكت دابير اس تعجالية لمواجه ة حال ة الت ذمر الع ام والتص دي ألزم ة التض خم‬

‫والغالء يجب على الحكومة القيام باإلجراءات التالية‪:‬‬

‫يجب على الحكومة الرجوع الى الخطب الملكية المتضمنة للتوجيهات المتعلق ة‬ ‫‪‬‬

‫بالسياسة االجتماعية وتفعي ل مض مونها على أرض الواق ع‪ ،‬وتف ادي اص طدام‬
‫الحكومة م ع توجيه ات جالل ة المل ك وقناعات ه ال تي تؤطره ا رؤي ة ومف اهيم‬

‫ومقاربات وتحتاج الى قيادة حكومية سليمة وآمنة لتحقيق أهدافها‪.‬‬

‫خلق مناصب شغل في صفوف الفقراء ب دال من تق ديم ال دعم ال ذي يبقى مؤقت ا‬ ‫‪‬‬

‫وغير كافي وال يعبر عن صون كرامة المواطن‪.‬‬

‫معالج ة االس تيراد للم واد الكمالي ة وتوف ير الس يادة الغذائي ة بتقوي ة اإلنت اج‬ ‫‪‬‬

‫الوطني لمواجهة حالة استمرار التضخم‪.‬‬

‫اعتم اد سياس ة حكومي ة تقش فية للحف اظ على التوازن ات وتق نين االس تهالك‬ ‫‪‬‬

‫بترشيد االنفاق العام لمقاومة التضخم‪.‬‬

‫الح د من االمتي ازات وارغ ام حكوم ة رج ال األعم ال على االمتث ال للدول ة‬ ‫‪‬‬

‫االجتماعية والتضامنية‪.‬‬

‫تجميع ص ناديق ال دعم والتكاف ل والتض امن ال تي ع ددها ح والي ‪ 21‬ص ندوق‬ ‫‪‬‬

‫لضمان التمويل االجتماعي وترشيد سياسة الدولة االجتماعية‪.‬‬

‫توجي ه العناي ة واالهتم ام بوض عية س كان الب وادي المق درين بح والي ‪ 40‬في‬ ‫‪‬‬

‫المائ ة من س اكنة البالد ال ذين يع انون قل ة االمط ار وأث ر ذل ك على الس نة‬

‫الفالحية‪ ،‬وما يليها من معاناة وما قد ينتج عنها من مخاطر متنوعة‪.‬‬


‫فتح باب التعاون بين الحكومة وباقي الفاعلين لمواجهة الحالة التي تم ر منه ا‬ ‫‪‬‬

‫البالد في سياق دولي يزيد من الضغط البتذال حل ول لألزم ة المختلف ة األوج ه‬

‫والتي تهدد االمن المجتمعي‪.‬‬

‫غلق باب المزايدات السياسية بدعوى وج ود أزم ة أو الرك وب عليه ا لض رب‬ ‫‪‬‬

‫االستقرار‪ ،‬ودفع الوضعية الى التأزم أكثر مما هي عليه‪.‬‬

‫تجنب الته ور غ ير المحس وب الع واقب في تص ريحات أعض اء الحكوم ة أو‬ ‫‪‬‬

‫المعارضة‪ ،‬وتتبع ومراقبة المسؤولين الذين ينقص هم الحس الوط ني الص ادق‬

‫كالذين يتوفرون على جنسيات دول أجنبية‪.‬‬

‫إلزام المتهربين من دفع الض رائب باالس تجابة للق انون‪ ،‬ودف ع م ا ب ذمتهم من‬ ‫‪‬‬

‫واجبات ضريبية‪.‬‬

‫تش جيع التض امن األس ري وتض امن المجتم ع الم دني لمواجه ة المحت اجين‬ ‫‪‬‬

‫والمعوزين والفقراء‪.‬‬

‫د درداري‬ ‫دكتور أحم‬ ‫ال‬

‫عدي‬ ‫ك الس‬ ‫د المل‬ ‫ة عب‬ ‫الي بجامع‬ ‫تاذ التعليم الع‬ ‫أس‬

‫وان‪.‬‬ ‫ة بتط‬ ‫ادية واالجتماعي‬ ‫ة واالقتص‬ ‫وم القانوني‬ ‫ة العل‬ ‫كلي‬

‫رئيس المركز الدولي لرصد األزمات واستشراف السياسات بمرتيل‪.‬‬

You might also like