Professional Documents
Culture Documents
0347 032 065 001x PDF
0347 032 065 001x PDF
هل مواجهة االحرتاق الوظيفي مســؤولية فردية أم مسؤولية قيادية؟ وقد مت تطبيق املنهج التحليلي ومن ذلك توصل
للنتائج التالية:
-تقف وراء حالة االحرتاق الوظيفي العديد من األسباب ،يتعلق بعضها ابملنظمة وظروفها وأسلوب تعاملها مع املوظفني
وضغط العمل وغياب الدور وعدم املشاركة يف اختاذ القرار وانعدام التدوير الوظيفي.
-لالحرتاق الوظيفي أعراض تبدو على املوظف كالعزلة وضعف االتصال والقيام ابلعمل ابحلدود الدنيا ،إضافة إىل التذمر
-هناك العديد من النظرايت اليت تفسر ظاهرة االحرتاق الوظيفي كالنظرية الســلوكية والنظرية املعرفية ونظرية التحليل
3
مواجهة االحرتاق الوظيفي
DOI: 10.12816/0023029
(*)
اللواء الدكتور /فهد بن أمحد الشعالن
عميد مركز األزمات وتطوير القيادات العليا -جامعة انيف العربية للعلوم األمنية
امللخص
وقد سعت هذه الدراسة إىل حماولة التعريف ابالحرتاق الوظيفي كظاهرة نفسية إدارية ،والتعرف على طبيعتها وأسباهبا
وأعراضها وآاثرها ،وحماولة حتديد مسؤولية التعامل معها يف اجلانب الفردي والقيادي.
هل مواجهة االحرتاق الوظيفي مســؤولية فردية أم مسؤولية قيادية؟ وقد مت تطبيق املنهج التحليلي ومن ذلك توصل
للنتائج التالية:
-تقف وراء حالة االحرتاق الوظيفي العديد من األسباب ،يتعلق بعضها ابملنظمة وظروفها وأسلوب تعاملها مع املوظفني
وضغط العمل وغياب الدور وعدم املشاركة يف اختاذ القرار وانعدام التدوير الوظيفي.
-لالحرتاق الوظيفي أعراض تبدو على املوظف كالعزلة وضعف االتصال والقيام ابلعمل ابحلدود الدنيا ،إضافة إىل التذمر
-هناك العديد من النظرايت اليت تفسر ظاهرة االحرتاق الوظيفي كالنظرية الســلوكية والنظرية املعرفية ونظرية التحليل
)*( alshalanf@hotmail.com
3
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
-هناك العديد من مقاييس االحرتاق الوظيفي صممها بعض العلماء وميكن استخدامها يف قياس درجة االحرتاق
الوظيفي للعاملني يف املنظمات ،ومنها مقاييس (ماســالك) و(ابنيز) و(شــايروم ميالميد) و(بريزي) ،ويفرتض مراعاة طبيعة
-املسؤولية يف االحرتاق الوظيفي ليست حمصورة يف املنظمة ،وإمنا تنحصر يف املسؤولية القيادية ،واملسؤولية الفردية،
الكلمات املفتاحية :االحرتاق الوظيفي -االحرتاق النفسي -ضغوط العمل -القيادة اإلدارية.
4
فهد بن أمحد الشعالن. اللواء د... مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة
Confronting the Job Burnout: Towards a Suggestive Model
for the Individual and Leadership Responsibility
DOI: 10.12816/0023029
)*(
By: Maj.Gen.Dr. Fahad bin Ahmed AlShalan,
)*( Alshalanf@hotmail.com
5
) ه7521( ) م2016( الرايض45- 3 )65( العدد-23 اجمللد- اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب
6
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
املبحث األول :مدخل الدراسة
املقدمة
يفرض مصطلح االحرتاق الوظيفي Burnoutنفســه على الساحة بوصفه ظاهرة حتتاج إىل مزيد من الدراسة من منظور
وقد أشــار (النفيعي1421 ،هـ) إىل أمهية هذا املوضوع ابلقول« :اكتسب موضوع االحرتاق الوظيفي ( )Burnoutأمهية
أيضا يف جمال
كبرية لدى الكتاب والباحثني يف الدول املتقدمة ليس فقط يف جمال السلوك التنظيمي والعلوم الطبية ،ولكن ً
التطوير اإلداري؛ ألنه من املشكالت اإلدارية املهمة يف عاملنا املعاصر اليت تواجه العاملني يف املنظمات احلكومية وغــري
مؤشرا على مرور املنظمات أبزمة ميكــن أن تؤدي هبا إىل التدين واالحندار ،ويصيبها الفشل على املدى
احلكومية ،ويعد ً
الطويل لآلاثر السلبية على املنظمات والعاملني هبا».
ويقول (هيجان1998 ،م ،ص « :)239تتضمن معظم األعمال اليت نقوم هبا بطريقة أو أبخرى درجة من الضغوط،
وبعض هذه الضغوط نستطيع التكيف معها ومواجهتها ،ومن مث االســتمرار يف أدائنا لوظائفنا على خري وجه ،يف حني أن
بعض هذه الضغوط ال نستطيع حتملها ،ما يرتتب عليه عجزان عن أداء أعمالنا ،ذلك أنه مع مرور الوقت قد تسبب
يف يهاية املطاف قد بعــض األعمال الكثري من الضغوط اليت قد تؤدي بنا إىل اإلرهاق وااليهيار ،حي جند أن الشــخ
يعاين ما يسمى ابالحرتاق Burnoutالذي يظهر على سلوكه وتصرفاته يف داخل وخارج بيئة العمل».
وقد ذكر ( )Genly, 2015أنه قبل أربعة عقود كان االعتقاد أن االحرتاق الوظيفي موجــود يف بعض املنظمات ذات
البعد اإلنســاين مثل :املؤسســات الصحية ،واخلدمة االجتماعيــة ،والقانون إال أن البحوث أثبتت اآلن أنه موجود يف معظم
7
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
واحلقيقــة أن الضغوط النفســية جاءت من الفيزايء ،وهي هبــذا املفهوم تعين املضاعفات اليت تؤثر مع حركة ضغط الدم يف
اجلســد ،أما يف جمال علم النفس ،فتعين املطالب اليت جتعل الكائــن احلي يتكيف ويتعاون كي يتالءم مــع من حوله،
وتتمثل الضغوط النفســية يف القلق ،واإلحباط ،والصراع ،والنزاع وعدم االرتياح والشــعور ابألمل .وتعود هذه الضغوط عادة
إىل العديد من املشكالت النفسية واجلسدية اليت جتعل الفرد غري قادر على العطاء واإلنتاجية يف جمال العمل (العديلي،
1414هـ).
األمريكي أول من أدخل مصطلح االحرتاق الوظيفي ( )Burnoutإىل حيز االستخدام األكادميي ،وذلك عام 1974م،
وانقش جتاربه النفسية اليت جاءت نتيجة تعامالته وعالجاته مع املرتددين على عيادته النفسية يف مدينة نيويورك ،وقد
هذا وتعد أعمال كرســتني ماسالك ( )Maslachأستاذ علم النفس جبامعة بريكلي الرائدة يف دراسة وتطوير مفاهيم
عرفت ماسالك االحرتاق الوظيفي أبنــه :جمموعة أعراض من اإلجهاد الذهين واالســتنفاد االحرتاق الوظيفي ،حي
االنفعايل والتبلد الشــخصي ،واإلحســاس بعدم الرضا عن املنجز الشــخصي واألداء املهين ،وحيدث االحرتاق الوظيفي
عندما ال يكون هناك توافق بني طبيعة العمل وطبيعة اإلنسان الذي ينخرط يف أداء العمل ،وكلما زاد التباين بني هاتني
البيئتني زاد االحرتاق الوظيفي الذي يواجهه املوظف يف مكان عمله .هذا وتتداخل ظاهرة االحرتاق الوظيفي للشخ
مع جوانب أخرى متشــابكة ومنها اجتاهات الفرد حنو املهنة ،والرضا الوظيفي ،وكفاايت املوظف ،والتفاعل االجتماعي،
والســلطة اإلدارية .ورمبا يعد اجتاه الفرد حنو املهنة هو احملدد األســاسي ملدى حتمله للمهنة وضغوطها النفسية واجلسمية،
8
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
وأشــارت ماسالك إىل أن جذور وأســاس االحرتاق الوظيفي يكمن يف جمموعة عوامل ترتكز يف الظـروف االقتصادية
دائما :أين تكمن مسؤولية التعامل مع االحرتاق الوظيفي للعاملني؟ وذلك للوقوف على
ولكن الس ـؤال الذي يطرح نفسه ً
أسباهبا ،ومن مث احلد منها :هل املسؤولية بكاملها على الفرد الذي يعيش داخل املنظمة ،لكونه مل يســتطع التكيف مع
ضغوط العمل فيها ومع العالقات الرمسية وغري الرمسية يف نظامها؟ أم أن املسؤولية على املنظمة وقياداهتا الذين مل يوفروا
وإمياان أبمهية الدورين م ًعا يف مواجهة معضلة االحرتاق الوظيفي ،فإن هذه الدراسة الوصفية املكتبية حتاول
لذلكً ..
يؤدي األخذ هبا من قبل الطرفني إىل احلد من الضغوط واالحرتاق الوظيفي ،وذلك إلجياد بيئة تنظيمية صحية تتحقق من
مشكلة الدراسة
قام الباحثون بدراســة مدى وجود ظاهرة االحرتاق الوظيفي ،فأجريت دراسات على موظفني يف مضمار اخلدمات
نتائج تلك الدراسات عن أن التوتر النفسي الناشئ عن مزاولة مهن اخلدمات الصحية كان له العديد من اآلاثر السلبية.
مث أجريت دراسات مشاهبة على احملامني ،اتضح من خالهلا أن ظاهرة االحرتاق ليست مقصورة على العاملني يف اجملال
9
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
وحمصلــة لذلك ،فقــد زاد االهتمام بظاهــرة االحرتاق الوظيفي بــني الباحثني واملمارسني ،على حد سواء ،واستمر الرتكيز يف
ـتمرا مع اجلمهور .وتظهر ظاهرة االحرتاق الوظيفي يف القطاعني احلكومي واخلاص وبشــكل حمدد بني األفراد الذين
ومسـ ً
اهتماما أبعماهلم ،ويتســمون ابملثالية وااللتزام ،ولكن أعراض االحرتاق الوظيفي قد تظهر كذلك يف املهن الفنية،
ً يبدون
مثل :تطوير برامج احلاسب اآليل ،واحلقول األخرى للبح والتطوير ،كما أن مثة دراســات أظهرت وجود االحرتاق بني
التحمل والتضحية لدى العاملني .لكنها حني تتعاظم وتتعمق ويشتد أتثريها السليب؛ فإيها تنتهي إىل ايهيار بعضهم أو
انســحابه أو احرتاقه Burnoutومن األسباب البيئية املثرية للضغوط التنظيمية عدم توافر األمن الوظيفي وخشية العاملني
من التسريح أو اإلحالة املبكرة على التقاعد حني تكون نسب البطالة يف اجملتمع عالية جدا .بينما تسهم النظم املغلقة اليت
متنع االستقاالت والتنقالت وحىت اإلحالة على التقاعد ولو كانت ألســباب صحية إىل تعميق الضغوط لديهم وتزيد من
كما أشــار (محزاوي2013 ،م ،ص )171إىل ضرورة توافر اخلدمات اإلرشــادية النفسية للوقاية من حصول األمراض
النفسية بدرجة رئيسة قبل تفاقم الظواهر السلوكية وأتثري املشكالت يف حصول األمراض النفسية لدى األفراد العاملني.
وقد ذكر أن الكثري من الدراسات والبحوث قد أوضحت أن السبب الرئيس وراء إصابة األفراد ابألمراض النفســية والعقلية
هو القلق والتوتر النامجني عن ضغوط العمل اليت يتعرض هلا األفراد العاملون يف حياهتم العصرية.
01
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
أما (ابن منيع1430 ،هـ) فقد قام إبجراء دراسة حول االحرتاق الوظيفي يف األجهزة األمنية ابململكة العربية السعودية،
وقد توصلت دراسته إىل وجود احرتاق وظيفي متوسط لدى أفراد جمتمع الدراســة من األجهزة األمنية الثالثة (اجلوازات -
واملرور – الشرطة) مبدينة الرايض ،وختتلف مســتوايت االحرتاق الوظيفي ابختــالف األجهزة األمنية ،وطبيعة العمل.
وقد أوصت دراسته بضرورة إعادة النظر يف التوصيف الوظيفي جلميع الوظائف يف األجهزة األمنية ،وربط معايري االختيار
والتعيــني مبتطلبات التوصيف الوظيفي ،وتصميم مقاييس لتقومي األداء الوظيفي الستكشاف مكامن القوة لتعزيزها،
وجوانب القصور ملعاجلتها ،وتصميم برامج إرشاد نفسي (وقائية ،وعالجية ،وإثرائية) للحد من االحرتاق الوظيفي ،وتدعيم
أنظمة احلوافز ابألجهزة األمنية ،وتنويعها بني مادية ومعنوية ومتييز الضباط امليدانيني واملتعاملني مع اجلمهور بشكل
وقد أشارت (أبو مســعود1431 ،هـ )،يف دراس ـتها عن االحرتاق الوظيفي إىل ضرورة االهتمام ابملوظف احلكومــي
من النظام البريوقراطي ...وأن تعمل على زرع حلم التميز واإلبداع وأداء الرسالة يف قلب وعقل كل موظف والتخل
بدال من االستسالم للظروف البريوقراطية اجلامدة .وقد أكدت ضرورة دراسة ظاهرة
حكومي لالرتقاء مبستوى أدائه ً
االحرتاق الوظيفي والعمل على مكافحتها من خالل تطوير نظام وسياسة إدارية تتضمن عدم مكوث املوظف احلكومي
وقــد خلصت دراســة ( )Heather etal, 2014إىل دعم الدور الوقائي للمنظمة والقوى الشخصية ضد االحرتاق
واالستياء الوظيفي.
ومن هنا ميكن أتكيد أمهية تسليط الضوء على ظاهرة االحرتاق الوظيفي يف املنظمات العامة واخلاصة ،وذلك يف سبيل
00
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
لذلك فإن هذه الدراســة الوصفية املكتبية حتاول التعريف ابالحرتاق الوظيفي بوصفه ظاهرة نفسية إدارية والتعرف على
طبيعتها وأسباهبا وأعراضها وآاثرها وحماولة حتديد مسؤولية التعامل معها يف اجلانب الفردي والقيادي من الناحية
العالجية.
أسئلة الدراسـة
-ما النموذج املقرتح لتحديد املسؤولية الفردية والقيادية يف التعامل مع االحرتاق الوظيفي؟ 8
أهداف الدراسة
-3حتديد أعراض وآاثر االحرتاق الوظيفي على العاملني والتعرف على أبعاده.
01
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
-4استعراض النماذج واملقاييس الشهرية يف األدب اإلداري حول االحرتاق الوظيفي.
أهمية الدراسة
ميكن القول :إن هذه الدراسة ذات أمهية علمية وعملية ،أما األوىل فإن هذه الدراسة تعد إضافة علمية ملوضوع االحرتاق
تســلط الضوء على ماهية هذه الظاهرة وأسباهبا وأعراضها ومناذجها وسبل الوقاية منها الوظيفي لدى العاملني ،حي
كؤودا يف طريق األداء الفردي واألداء املؤسسي داخل املنظمات؛ لكونه حيبط العاملني
يعد االحرتاق الوظيفي عقبة ً
وجيعلهم غري قادرين على اإلنتاج ،وهتتز ثقتهم مبنظماهتم.
وال شك يف أن هذه الظواهر حتتاج إىل دراسات وحبوث تسهم نتائجها يف إاتحة الفرصة للمنظمات لوضع آليات
منهج الدراسة
لقد مت تطبيق املنهج الوصفي التحليلي يف هذه الدراسة ،وهو املنهج الذي يعىن بوصف الظاهرة كما هي يف الواقع وص ًفا
ألدبيات الدراسة والتحليل واالستنباط ضمن سياق وأسئلة كميًّا وكيفيًّا ...من خالل استقراء واسـتعراض فاح
وأهداف الدراسة.
«األسلوب الوصفي يعتمد على دراســة الواقع أو الظاهرة كما توجد يف الواقع ،ويعىن بوصفها وص ًفا دقي ًقا ،ويعرب عنها
03
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
تتحدد هذه الدراســة موضوعيا بظاهرة االحرتاق الوظيفي للعاملني يف املنظمات العامة واخلاصة على حد سواء من حي
املسؤولية يف مواجهة طبيعتها ومسبباهتا ومناذجها وآاثرها على الفرد واملنظمة ...كما تقتصر هذه الدراســة على حب
االحرتاق ،وهل هي مسؤولية فردية أم قيادية تدخل يف اختصاص من يديرون دفة املنظمة.
استخدمت مصطلحات مثل« :الضغط» و«التوتر» لوصف الكثري من األعراض املشاهبة ،ولكن هذه املصطلحات ميكن
أن تكون مضللة ،ذلك أن الضغط والتوتر قد يكون هلما آاثر إجيابية ،مثل :زايدة احلافز والنمو الشخصي ،كما ميكن أن
مقاال يسمى:
الوظيفي» برز عام 1974م عندما كتب (هريبرت فرودنبريجر) (ً )Herbert. Freudenberger
«احرتاق املوظفني» جمللة القضااي االجتماعية ،ويف هذا املقال حب (فرويدنبريجر) مدى حساســية عمال الرعاية ووصف
وقد طرأ يف اآلونة األخرية تقدم ملحوظ على فهم طبيعــة االحرتاق الوظيفي ،ولكــن تعريف االحرتاق يف الواقع ال يزال
حمـ ًـريا إىل حد ما .ويف كثري من األحيان فإن مالحظة حاالت لالحرتاق تكون أيسر من تعريف أعراضه .وابلرغم من
احلداثة النسبية لدراسة ظاهرة االحرتاق الوظيفي ،كان هنالك العديد من الدراسات اليت تصفه وتصنفه بطــرق متعددة،
وهو ما أدى إىل ظهور تعاريف متنوعة لالحرتاق تتســم بعدم االتفاق على مفهومه .ففي مراجعــة ألدبيات البح أجراها
04
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
بريملان وهارمتان ( ،Perlman and Hartmanعام 1982م) ،وجد هذان الباحثان تعريفات متعددة لالحرتاق
ماســالك ( )Christina Maslachالذي تشري فيه إىل ثالثة أبعاد تشكل مبجملها مفهوم االحرتاق ،وهي:
وهناك عدة تعريفات لالحرتاق الوظيفي من قبل العديد من العلماء والباحثني ومنها:
عرفــه هريبرت فرويدنبريجــر ( )H.Freudenbergerأبنه« :حالة من اإليهاك حتصل نتيجة لألعباء واملتطلبات -1
وضع الباحثان بريملان وهارمتان ( )Perlman & Hartman: 1982, 284تعري ًفا إجرائيا لالحرتاق استند إىل -5
05
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
«االحرتاق الوظيفي هو االستجابة إىل اإلجهاد االنفعايل الناجم عن اإلجهاد النفسي ،واألداء املنخفض يف العمل
-3وعرف كل من بينيس وأرونســن ( )Pines & Aronson 1983االحرتاق أبنه حالة من اإلجهاد البدين ،والذهين،
والعصيب ،واالنفعايل ،وهي حالة حتدث نتيجة للعمل مع النــاس والتفاعل معهم لفرتة طويلة ،ويف مواقف حتتاج
وعلى الرغــم من تعدد التعاريف اليت انتهجها املفكرون والباحثون وتباينها ،فإن املتأمل يرى أن هذه التعاريف تكمل
بعضها وتشرتك مجيعها يف مفهوم يشتمل على مجيع العناصر اليت حيتويها االحرتاق الوظيفي ،فهي تشري إىل أن االحرتاق
الوظيفي:
انجم عن ضغوط العمل اليت يواجهها األفراد العاملون يف املؤسســات اليت يعملون فيها. -1
ظاهرة نفسية تصيب العاملني ومتمثلة ابلتعب النفسي ،وتكوين اجتاهات سلبية حنو العمل ،وقلة اإلجناز -5
الشخصي.
يــؤدي إىل اخنفاض احليوية للفرد املصاب به ،واخنفاض مســتوى اإلنتاجية الفردية. -3
تنعكس آاثره على الفرد العامل واملؤسســة اليت يعمل فيها واألفراد املستفيدين من خدمات املؤسسة (أبو مسعود، -4
1431هـ).
وهنــاك يف احلقيقة فرق بني االحرتاق الوظيفي واالحرتاق النفسي يرجع إىل جمال اهتــمام الباح ،وكذلك مصدر
يركز علماء النفسي على كل ما يؤثر ســلبًا على النفس كاإلرهاق النفسي االحرتاق الذي يتعرض له املوظف ،حي
والعصيب ،بينما يركز علماء الســلوك والتنظيم على املصدر الذي يسبب االحرتاق ،وهو الوظيفة وما يتعلق هبا من بيئة
06
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
اثنياا :نظرايت االحرتاق الوظيفي
هناك العديد مــن النظرايت اليت نشرت ظاهرة االح ـرتاق الوظيفي خاصة من الناحية النفسية ومنها:
-1النظرية السلوكية
تفسر النظرية الســلوكية االحرتاق النفسي ـ يف ضوء عملية التعلم -أبنه :ســلوك غري سوي قد يتعلمه الفرد نتيجة العوامل
البيئية غري املناسبة ،ويف حالة عدم تعلم الفرد ســلوكيات تكيفية مقبولة ،فإنه قد حيدث االحرتاق النفسي ،وترفض النظرية
السلوكية أن يُعزى االحرتاق النفسي إىل تعامل الفرد مع اآلخرين فحســب ،بل يضاف إىل ذلك العوامل البيئية ،أو
فــسرت نظرية التحليل النفسي االحرتاق الوظيفي على أنه انتج عن عملية ضغط الفــرد على األان ملدة طويلة ،وذلك
ـتمرا لقدرات الفرد ،مع عدم قدرة الفرد على مواجهة تلك الضغوط بطريقة
جهدا مسـ ً
مقابل االهتمام ابلعمل ،ما قد ميثل ً
سوية ،أو أنه انتج عن عملية الكبت أو الكف للرغبات غري املقبولة ،بل املتعارضة يف مكوانت الشخصية ،ما ينشأ عنه
صراع بني تلك املكوانت يؤدي إىل أقصى مراحل االحرتاق الوظيفي ،أو أنه انتج عن فقدان األان املثل األعلى هلا
وحدوث فجوة بني األان واآلخر الذي تعلقت به ،وفقدان الفرد جانب املســاندة اليت كان ينتظرها ،كما أنه ميكن
اســتخدام بعض فنيات مدرسة التحليل النفسي لعالج االحرتاق الوظيفي كالتنفيس االنفعايل (أبو مسعود 1431هـ).
-3النظرية املعرفية
ترى النظرية املعرفية أن مصدر سلوك اإلنسان داخلي معريف ،كالعمليات العقلية اليت يدرك من خالهلا الفرد املوقف،
ليســتجيب وحيقق اهلدف احملدد ،فإذا كان إدراكه للموقف إجيابيا ،فســينتج عنه الرضا ،وارتفاع املعنوايت ،أما إذا كان
إدراكه للموقف سلبيا ،فقد يؤدي ذلك إىل أعراض االحرتاق النفسي (القحطاين1436 ،هـ).
07
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
-4النظرية الوجودية
تركز يف تفسريها لالحرتاق على عدم وجود املعىن يف حياة الفرد ،فحينما يفقد الفرد املعىن واملغزى من حياته ،فإنه يعاين
نوعا من الفراغ الوجودي الذي جيعله يشــعر بعدم أمهية حياته ،وحيرمه من التقدير الذي يشــجعه على مواصلة حياته ،فال
ً
حيقق أهدافه ،ما يعرضه لالحرتاق الوظيفي ،لذلك فالعالقة بني االحرتاق الوظيفي وعدم اإلحســاس ابملعين عالقة تبادلية
فهما وجهــان لعملة واحدة إن جاز لنا القــول؛ إذ إن االحرتاق الوظيفي يؤدي إىل فقدان املعىن من حياة الفرد ،كما أن
ومع هذا فال ميكن االقتصار على وجهة نظر واحدة ،ولكن ميكن الدمج بني تلك اآلراء ،فنقول :إن االحرتاق الوظيفي
مرحلة متقدمة من الضغوط النفسية تنتج من تفاعل مسات الفرد وصفاته مع البيئة احمليطة به؛ إذ تكون بيئة غري مناسبة
يشعر فيها الفرد بعدم الراحة مع مراعاة استعداد الفرد لإلصابة ابالحرتاق النفسي (أبو مسعود1431 ،هـ).
هناك العديد من املقاييس والنماذج لقياس وتغيري االحرتاق الوظيفي ،ومن أمهها:
وف ًقا للتحليل املفاهيمي الذي قامت به (ماســالك وجاكسون 1981م) ينظر إىل االحرتاق على أنه متالزمة تتكون من
أبعاد ثالثة:
اإليهاك العاطفي :ويشري إىل اإلحساس ابستنزاف املوارد العاطفية للفرد ويعد هذا البعد املكون الفردي األساسي أ-
الشعور بتدين اإلجناز الشخصي :ويشري إىل الشعور بتدين كفاءة وإنتاجية الفرد واإلحساس املتدين ابلكفاءة ب-
االجتاه الســليب حنو الذات وحنو اآلخرين :ويشــري إىل االســتجابة السلبية املتشائمة أو اإلفراط يف االنفصال عن ج-
اآلخرين ابلعمل ،ومتثل املكون الشخصي لالحرتاق (.)Maslach. Schaufeli. Leiter, 2001.P16
08
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
وجتدر اإلشارة إىل أنه مل يتم استنباط هذه األبعاد الثالثة نظرًّاي ،ولكنها نشأت من بنود حتليل العوامل االستكشافية اليت
جماالت الدراسة يف العلوم السلوكية ،وال يزال مؤلفو مقياس ماسالك لالحرتاق حباجة إىل توضيح على أي أساس نظري
ومن الواضح أن تصور االحرتاق كما تراه (ماسالك) يُنظر إليه كبنية متعددة األبعاد ومتصلــة بعضها ببعض ،ويربهن
مؤيدو هذه النظرة متعددة األبعاد لالحرتاق على أيها ظاهرة معقدة تشري إىل عملية استنزاف مستمر ملوارد املوظف (ابن
منيع1430 ،هـ).
عرفت (بينس) ورفاقها االحرتاق على أنه حالة إرهاق جســدي وعاطفي وعقلي حتدث نتيجــة لالخنراط طويل املدى يف
مواقف ملحة عاطفيا ،وال تقتصر النظرة يف تطبيــق مصطلح االحرتاق على املهن املســاعدة ،كما كان ذلك هو احلال مع
النســخة األوىل ملقياس (ماســالك) لالحرتاق ،ومع وجود كثري من التشابه مع مقياس ماسالك لالح ـرتاق ،فإن (بينــس)
تنظر إىل االحرتاق على أنه متالزمة أعراض حتدث بصورة متزامنة ،وتشتمل على العجز واليأس واإلحباط ،وتدين
اإلحساس والقابلية للتهيج أو إحساس بتدين التقدير الذايت ،إال أيها تؤكد أن هذه األعراض غري مرتبطة بسياق العمل أو
مقياسا أحادي البعد ،إضافة إىل هذا فإن التعريف قريب لالكتئاب ومؤشر
ً عالقات التوظيف ،وتعد مقياس االحرتاق
لإلجهاد النفسي الذي يشمل اإلرهاق البدين ،واإليهاك العاطفي ،واإلحباط ،وتدين النظرة للذات ،ومن أحد أهم العيوب
يف هذا التعريف هو أنه ال ينظر إىل االحرتاق يف ســياق العمــر يف احلقيقة ،ومل يطبق على العالقات الوظيفية واحلياة
أيضا طبق على العالقات األسرية والصراعات السياسية (ابن منيع ،1430 ،ص .)33
املؤسسية فحسب ،ولكن ً
يشري هذا النموذج إىل املصادر واملظاهر واملصاحبات السلوكية لالحرتاق الوظيفي وذلك كما هو موضع (ابلشكل )1
09
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
أوال :النموذج يشري إىل نوعني من مصادر االحرتاق الوظيفي :أوهلما يرتبط مبكان العمل الذي يتمثل يف صراع الدور
ً
وغموضه ،وعدم مشاركة املوظف يف اختاذ القرارات والتأييد االجتماعي الرديء .واثنيهما يرتبط ابملوظف ذاته مثل:
توقعاته حنو دوره املهين ،ابإلضافة إىل املتغريات الشخصية األخرى اخلاصة به مثل :سنه وجنسه وسنوات اخلربة واملستوى
التعليمي.
أيضا إىل مظاهر أو مكوانت أو أبعاد االحرتاق الوظيفي اليت تتمثل يف االســتنزاف االنفعايل وفقدان
اثنيًا :أشار النموذج ً
اهلوية الشخصية والشعور ابإلجناز الشخصي املنخفض.
اثلثًا :أشــار النموذج إىل املصاحبات السلوكية لالحرتاق الوظيفي اليت تتمثل يف رغبــة املوظف يف ترك املهنة والتعب ألقل
11
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
منوذج املتغريات الشخصية والبيئية :جلني بريزي وآخرين 1988م -4
وهو منوذج لتحديد أحسن جمموعة من املتغريات املنبئة ابالحرتاق الوظيفي ،وقد ضم هذا النموذج جمموعتني من املتغريات
التنظيمية املهمة مثل :احلالة االجتماعية واالقتصادية ملكان العمل ،ومدى البيئية ركزت اجملموعة األوىل على اخلصائ
فاعلية التحكم الشخصي يف املوقف املهين ،ومدى مشاركة املوظفني يف اختاذ القرار .وركزت اجملموعة الثانية على املساندة
من مصادرها املختلفة :اإلدارة ،الزمالء ،األصدقاء .كما ضم النموذج جمموعة من املتغريات الشــخصية ركزت اجملموعة
الدميوغرافية مثل :اجلنس وســنوات اخلربة ،وركزت اجملموعة الثانية على متغريات شــخصية مثل: األوىل على اخلصائ
الكفاءة املهنية وتقدير الذات واملســتوى التعليمــي .ويف كل مراحل النموذج وجد أن املتغريات البيئية والشخصية ذات
يقدم هذا النموذج وص ًفا للعالقات املتبادلة بني أبعاد االحرتاق الوظيفي :اإلجناز الشــخصي ،ومشــاعر اإلجهاد من حي
أتثري كل منها على اآلخر :فيشــري إىل أن بعد اإلجناز الشــخصي يؤثر على اإلجهاد االنفعايل ،مبعىن أنــه كلما ارتفع إجناز
الفرد قل إحساسه ابإلجهاد ،وكذلك إحساســه بتبلد املشاعر ،هذا من جانب ومن جانب آخر يوضح النموذج أتثري
اسرتاتيجيات املواجهة على االحرتاق الوظيفي اليت صنفت إىل اسرتاتيجيات فعالة ،وأخرى غري فعالة( ،أبو مسعود،
1431هـ).
ـتخداما لقياس
وعليه واتفاقًا مع معظم األدبيات ذات العالقة جند أن مقياس (ماسالك) لالحرتاق هو األداة األكثر اسـ ً
بندا ،وكما يُلحظ أن املقياس جيد اإلعداد،
بندا ثــم اختصر إىل ً 22
االحرتاق ،فهو يف تركيبته األوىل مكون من ً 47
ويســهل فهمه ،وكذلك فإن مقياس ماســالك لالحرتاق ميكن تغيريه بطريقة ما حىت يتسىن تطبيقه على عينات خمتلفة،
فضال عن
فضال عن أن االختبارات املختلفة له جعلته أداة ســليمة ،ملا أثبته من توافق عال نســبيا مع متطلبات االختبارً ،
ً
أنه قد مت استخدامه يف البيئات اإلدارية -على اختالف نشاطاهتا -حمليا وعامليا وعلى مجيع املهن (ابن منيع.)1430 ،
10
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
تعرضا لالحرتاق
وإخالصا له هو األكثر ً
ً اتفقت معظم الدراسات على أن اإلنسان األكثر انتماءً والتزا ًما بعمله حي
النفسي مــن غريه من العاملني ،ويفسر هؤالء ذلك أبن هذا اإلنسان يقع حتت أتثري ضغط العمل الذي يعمل فيه مثال
جهودا مضنية يف سبيل احلفاظ على املناخ املدرسي ويسعى حبنكة ودراية إىل ضبط
ً ذلك :مدير املدرسة الذي يبذل
أحياان حتت طائلة الروتني واملركزية اليت تفرضها عليه اإلدارة التعليمية،
الوضع املدرسي ،وقيادة مدرســته قيادة فعالة ،يقع ً
وكذلك معلم املدرســة الذي يفين وقته من أجل مستقبل طالبه ،ويسعى إىل إيصال املفاهيم واملعلومات إىل أذهايهم وإىل
أحياان ملتزمة بتحمل عــبء العمل من قبل أفراد اجملتمع الذين يلقــون أبعبائهم عليها،
جتد العديد من املؤسســات نفســها ً
ما يرفع من درجة العبء الوظيفي املنوط ابلعاملني الذين يعملون يف هذه املؤسسات وإزاء حماوالت هؤالء التوفيق بني
مصلحة العمل وأهدافه ورسالته ومصلحة املواطنني ،جيد العاملون األكثر التز ًاما وانتماءً ملهنتهم أنفســهم عاجزين عن
تقدمي خدمــات متميزة ،ما يدفعهم إىل اإلحباط واإلحســاس ابلرتاجــع إزاء متطلبات جمتمعهم ،ومن مث حيدث لديهم حالة
ملا كانت املهنة ومتطلباهتا هي اجلانب البارز والبعد األهم الذي حيدد العامل فيها انتماءه لعمله والتزامه أبهدافه ،فإن
ظروف العمل وبنيته تسهمان إىل حد بعيد يف زايدة أو اخنفاض حدة ضغط العمل الواقع على العامل ،وعلى هذا فإن
إحســاس العامل بفشله يف حتقيق أهداف العمل ،وكذلك إحساسه بفشله يف إشباع حاجاته األساسية من خالل العمل
11
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
الذي يقوم به ســوف يقوده إىل حالة معنويــة منخفضة ،وعدم رضا عن العمل أببعاده املختلفة ،ومن مث إىل االحرتاق
وقد حددت (ماســالك) وزمالؤها جمموعة عوامل تنظيمية مؤسســية تؤدي إىل االحرتاق النفسي لدى املوظفني والعاملني
إمكاانت حمدودة وشحيحة ،وكثري من املؤسسات والشركات سعت يف العقود املاضية إىل الرتشيد من خالل
االستغناء عن أعداد كبرية من املوظفني والعمالة ،مع زايدة األعباء الوظيفية على األشخاص الباقني يف العمل،
حمدودية صالحيات العمل :إن أحد األسباب اليت تؤدي إىل االحرتاق النفسي هو عدم وجود صالحيات الختاذ -5
قرارات حلل مشكالت العمل ،ويتأتى هذا الوضع من خالل وجود سياسات وأنظمة غري مرنة ال تعطي مساحة
يكون التعامل أكثر مع األجهزة فصال ماداي يف املكان وعزلة اجتماعيــة عن اآلخرين ،حي
األعمال تتطلب ً
أحياان حتميل املوظف مسؤوليات ال يكون يف مقدوره حتملها ،وعند إخالله هبا يتم
قلة اإلنصاف والعدل :يتم ً -2
وحمدودية براجمها ،إضافة إىل إمكانية عدم وجود كفاءات فنية قادرة على أداء الواجبات املطلوبة.
13
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
أحياان أمام خيارات صعبة ،فقد يتطلب منه العمل القيام بشيء ما ،واالضطالع
صراع القيم :يكون املوظف ً -6
من أحد املراجعني ،أو غري ذلك من الظروف (ابن منيع1430 ،هـ).
ويشــري (العديلي1414 ،هـ) إىل أن مصادر االحرتاق الوظيفي ميكن وصفها يف أربعة عوامل:
-1متطلبات املهام.
-5متطلبات األدوار.
ويف دراسة (Yousify and Ghassemi, 2006: P 662( ..حول اإلحباط املهين لدى ممرضات الرعاية النفســية
وممرضات الرعاية الطبيــة يف أصفهان ،مجهورية إيران اإلسالمية .قام الباحثان بدراسة اإلحباط املهين بني جمموعة منتقاة
عشوائيًّا من املمرضات العامالت يف وحدات الرعاية النفسية ( 55ممرضة) ووحدات الرعاية الطبية ( 51ممرضة) يف اثنني
من املستشفيات اجلامعية يف أصفهان خالل عام 2003م .وقد تبني أن ممرضات الرعاية النفسية قد تعرضن لدرجة أكرب
من اإلجهاد االنفعايل ُمقارنة مبمرضات الرعاية الطبية ( .)P>05.0وقد الحظا ترابطًا إجيابيا يُعتد به إحصائيا بني
العمر ،وسنوات اخلربة ،وتكرار االســتدعاء ،ومعدل اإلجهاد االنفعايل لدى ممرضات الرعاية النفسية .فتكرار االستدعاء
يصاحبه شــعور بعدم اإلجناز ،كما أن فرتات اخلدمة الطويلة ترتبط بدرجة أعلى ابلتباعد الشخصي االنفعايل من قبل
واحلقيقة أنه وإن تعددت املسببات لظاهرة االحرتاق الوظيفي بني العاملني وتباينت التصنيفات هلذه العوامل اليت تقف
وراء حدوث االحرتاق الوظيفي ،فإن هناك شبه إمجاع على العديد من العوامل اليت يستطيع الباح القول :إيها ال خترج
14
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
سلوكه ومعيشته ومستوى ذكائه وظروفه األسرية وطموحه وحالته -املصدر األول :ينبع من املوظف نفسه من حي
عدم وضوع األدوار أو ضغط العمل أو تفشي الظلم -املصــدر الثاين :هو املنظمة اليت يعمل هبا املوظف من حي
وعدم اإلنصاف بني العاملني أو ممارســة النمط الديكتاتوري املتسلط من قبل القيادات أو عدم وجود أمان وظيفي.
بظالهلا على املوظف ،وجتعله دائم التفكري مبستقبله وأمانه ،وتشكل له إحباطًا يؤثر على عمله ،ما جيعله يقع يف مستنقع
االحرتاق الوظيفي.
عندما يبدأ املوظفون أو العمال ابحلرص على اإلجازات والعطل األسبوعية. -1
كذلك عند انتهاء الدوام اليومي وانصرافهم إىل بيوهتم بسرعة. -5
كذلك رغبتهم يف التقاعــد واحلدي عنه وعن مزاايه وعن دوره يف ختليصهم من العمل. -3
ويرى أن هذه األعراض متثل الدرجة األوىل واملستوى املبكر لالحرتاق ،وأن هناك أعراضاً متقدمة لالحرتاق تظهر على
النحو التايل:
عندما أتخذ أعراض القلق النفسي واجلســمي مكايها وموقعها على مســتوى الصحة اجلسمية. أ-
عندما تبدأ أعراض اإلرهاق العقلي حتتل مكايها يف سلوكه املهين ،وتؤثر سلبًا على محاسته واندفاعه يف العمل ب-
15
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
ج -بداية أعراض حدة الطبع ،وتغري السلوك وعدم الرغبة يف التعامل مع اآلخرين ،وحماوالته اجلادة إيهاء عالقته مع
اآلخرين ،وخباصة عالقات العمل ،ومن مث عدم الرغبة يف الظهور أمام الناس.
حاالت من التذمر املتواصل من العمل ،وعدم الرغبة د -مرحلــة االحرتاق النفسي والوظيفي واالنفعايل ،حي تشــخ
يف األداء واإلجناز ،واالنكفاء عن اآلخرين وعدم الرغبــة يف التعامل مع الزابئن أو مدخالت العمل األخرى ،ومن
كذلك أشارت إحدى الدراسات إىل أن هناك أربعة مؤشرات أولية ينبغي أن تؤخذ بعني االعتبار كنوع من التحذير أبن
االنشــغال الدائم واالســتعجال يف إيهاء القائمة الطويلة اليت يدويها الفرد كل يوم ،فعندما يقع الفرد يف شراك -1
االنشغال الدائم ،فإنه يضحي ابحلاضر .وهذا يعين أن وجوده يف اجتماع أو مقابلة يكون جسداي ،وليس ذهنيا.
ففكره إما أن يكون يف املقابلة الســابقة أو فيما ينبغي عمله يف اللقاء الالحق .وعادة يف مثل هذه احلالة ينجز
الفرد مهامه بصــورة ميكانيكية دون أي اتصال عاطفي مع اآلخرين ،حي إن اهلم الوحيد الذي يشــغل ابله هو
أتجيل األمور السارة واألنشطة االجتماعية من خالل االقتناع الذايت أبن هناك وقتًا ملثل هذ األنشــطة ،ولكن -5
العيش حسب قاعدة (جيب وينبغي) يصبح هو السائد يف حياة الفرد ،ما يرتتب عليه زايدة حساســية الفرد ملا -3
يظنه اآلخــرون ،ويصبح غري قادر على إرضاء نفسه .وحىت يف حالة الرغبة يف إرضاء اآلخرين ،اليت تصاحب
الفرد يف عمله لدرجة يفقد معها روح املرح ،وجيد نفسه كثري الرتدد عند اختاذ القرارات (أبو مسعود1431 ،هـ).
16
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
واالحرتاق النفسي ال حيدث دفعة واحدة ،ولكنه مير بعدد من املراحل؛ حىت يصل الفرد إىل ذروة املعاانة ابالحرتاق
وتعرف مبرحلة االســتثارة الناجتة عن الضغوط ،أو الشد العصيب الذي يعايشه الفرد يف عمله ،وترتبط ابألعراض التالية:
سرعة االنفعال ،والقلق الدائم ،وفرتات من ضغط الدم العايل ،واألرق ،والنسيان ،وصعوبة الرتكيز والصداع.
وتعرف مبرحلة احلفاظ على الطاقة ،وتشــمل هذه املرحلة بعض االســتجاابت الســلوكية مثل :التأخر عن مواعيد العمل،
وأتجيل األمور املتعلقة ابلعمل ،وزايدة يف استهالك املنبهات ،واالنسحاب االجتماعي ،والشعور ابلتعب املستمر.
وهي مرحلة االســتنزاف ،أو اإليهاك ،وترتبط مبشــكالت بدنية ونفســية مثل :االكتئاب املتواصل ،واضطراابت مستمرة يف
املعدة ،وتعب مجسي مزمن ،وإجهاد ذهين مســتمر ،وصداع دائم ،والرغبة يف االنســحاب النهائي من اجملتمع ،والرغبة يف
هجر األصدقاء .وليس من الضروري وجود مجيــع األعراض بكل مرحلة؛ للحكم بوجود حالة االحرتاق النفسي ،ولكن
ظهور عرضني أو أكثر يف كل مرحلة ميكن أن يشــري إىل أن املعلم مير أبحد مراحل االحرتاق النفسي (دردير2007 ،م).
واحلقيقــة أن أعراض الضغوط واالح ـرتاق الوظيفي ال ختفــى على املختلطني ابلشــخ ؛ إذ تبدو واضحة يف تعامله مع
17
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
حينما يتجاوز الضغط املستوايت العادية أو املألوفة ،تظهر ردود فعل سلوكية عديدة تشمل القلق ،والنزعة العدوانية،
والالمباالة ،وامللل ،واالكتئاب ،واإلرهاق ،والسلوك املنفر ،والتوتر العصيب .ومن املمكن أن حتدث أسباب أخرى هلذه
جمال عمله .وميكن معرفة هذا املرض من مالحظة املدير لعدة أعراض مثل :البطء يف العمل ،والتغيب املتكرر ،وســوء
التقدير ،أو سوء احلكم على األمور ،واملظهر املزرى ،والتوتر العصيب ،والشكوى املتكررة من املرض.
يتعاظم حجم الدراســات والبحوث اليت تشري إىل وجود عالقة بني الضغط النفسي واملشكالت أو االضطراابت الصحية.
وقد دفعت البحوث الطبية بعض الباحثني إىل القول :إن أكثر من %50من األمراض تعود إىل أسباب ترتبط ابلضغط
أما أنواع االضطراابت العضوية اليت يبدو أيها ترتبط ابلضغط ،فعديدة ومتنوعة .فقد تظهر يف شكل اختالالت مثل:
العرق ،وجفاف الفم ،ورعشات برد ،ومحى ،ومشكالت تظهر يف شكل إحباط وقلق واكتئاب ،أو عواقب أكثر خطورة
مثل :ارتفاع نسبة اجللوكوز يف الدم ،وسرعة ضرابت القلب ،وارتفاع ضغط الدم ،وأمراض شرايني القلب.
يتزايد التأييد للنظرية اليت تقــول :إن الضغط هو العامــل الرئيس يف كثري من املشكالت التنظيمية خاصة مشكلة األداء
18
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
تعقيدا مما كان يتصورها الناس فيما مضى ،فمن املمكن أن يكون للضغط أثر
وتبدو العالقة بني الضغط واألداء أكثر ً
منعدما ،على
منخفضا أو ً
ً ســليب أو إجيايب على األداء ،أو قد ال يكون له أي أثر على اإلطالق .فحينما يكون الضغط
سبيل املثال ،حيافظ العاملون على مستوايت أدائهم احلالية عامة ،وبذلك ينعدم النشاط أو الدافعية ألداء أكثر.
ويف مستوايت الضغط املنخفضة إىل املتوسطة ،يبني البح أن الناس ينشطون أو يستحثون لتحسني مستوايت أدائهم،
وحينما ترتفع مســتوايت الضغط إىل أقصى الدرجات ،ميكن أن ينخفض األداء بصورة ملحوظة .وحيدث هذا الوضع
قدرا من جهده وطاقته لتخفيف الضغط أكثر من توجيه جهده حنو األداء.
ً نتيجة لتكريس الشخ
وعندما يطول أمد الضغط على مستوى عال ،حيس الناس بضرورة إجراء تغيري ما قبل أن يصيبهم االيهيار ،وقد تظهر يف
هذه املرحلة أمناط سلوكية سلبية مثل :االنسحاب ،والغضب ،والتخريب ،وإدمان املسكرات ،وأمناط سلوكية سلبية
أخرى.
أما (العديلي1414 ،هـ) فقد صنف اآلاثر املرتتبة على الضغوط واالحرتاق الوظيفي كما أييت:
العديد من الدراسات اليت أثبتت العالقة الوثيقة بني الضغوط والتدخني ،من أمهها دراسة كونوي وزمالئه
)1981م).
-إدمان الكحول :كما أن ردود فعل الضغوط يف جمال العمل تتمثل يف إدمان الكحول للهروب من املشكالت اليت
19
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
كثريا من الضغوط تقود إىل ممارســة العنف وانتهاك األنظمة ،وخاصة الضغوط النفسية
-العنف وانتهاك األنظمة :إن ً
مثل :اإلحباط.
-العدوان أو االكتئاب :فقد وجد نيومان (1979م) يف دراســة أجريت أن العنف وانتهاك األنظمة والقوانني عادة
-اضطراب الوزن والشهية :وميكن أن ينعكس أثر الضغوط على وزن األفراد كأن تزداد شــهيتهم إىل األكل أو يقل
وزيهم ،وهذا التأثري هو نفسي /جسدي نتيجة الضطراابت يف اجلهاز النفسي والعصيب للجسم.
إن اآلاثر والنتائج النفسية مرتبطة بشكل وثيق ابآلاثر والنتائج السلوكية ،وتتمثل اآلاثر النفسية فيما يلي:
املشكالت العائلية :ال شك أن حياة اإلنسان العامل مرتابطة ،سواء يف املنزل أو يف العمل ،وما يطرأ على حياة -
اإلنسان يف العمل ينعكس أثره على املنزل .فالضغوط اليت حيدثها العمل تؤثر على العالقات العائلية .فقد يعجز
املوظف عن مواجهة ضغوط العمل فيبدأ يســقطها يف املنزل بشكل غضب أو أوامر صعبة أو سيطرة وحنو ذلك،
اضطراابت يف النوم :كما تتمثل اآلاثر النفسية للضغوط يف اضطراابت النوم كعدم القدرة على النوم بشكل -
منتظم.
االنتحار.
31
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
-5اآلاثر والنتائج (املرضية اجلسدية):
تتمثل آاثر الضغوط يف اجملاالت العالجية (املرضية اجلسدية) يف اجلوانب التالية كما يقدمها كويك وكويك ( Q.
1984 :Qم):
أمراض القلب :مثل مشكالت القلب والسكتة القلبية ،وقد أشارت اإلحصاءات يف الواليــات املتحدة األمريكية -
إىل أن معظم أســباب الوفاة انجتة عن أمراض القلب .وقد وجدت إحدى الدراسات أنه من بني 100شاب
راشد ممن يعانون أمراض القلب يوجد 91يف املائة يعانون آاثر مسؤوليات العمل.
الصداع :إن التوتر والصداع أحد آاثر الضغوط اليت وجدت بشــكل كبري ،وقد يقود هذا الصداع إىل أمراض -
أمراض الرئتني والكبد واجللد :ونتيجة للضغوط وآاثرها السلوكية مثل تعاطي الكحول وإدمان املخدرات وممارسة -
إن سوء إدارة الضغوط يف املنظمات يرتتب عليه آاثر سلبية منها املباشر وغري املباشر:
-الثمن املباشر لسوء إدارة الضغوط :يتمثل الثمن املباشر لسوء إدارة الضغوط يف الغيــاب ،والتأخر والتوقف عن العمل،
ودوران العمل أي عدم االســتقرار يف الوظيفة ملدة طويلة ،كذلك يتمثل يف نوعية اإلنتاجية ،وكميتها ،والشــكوى
-الثمن غري املباشر لسوء إدارة الضغوط :أما الثمن غري املباشر لسوء إدارة الضغوط ،فيتمثل يف اخنفاض الروح املعنوية،
واخنفاض الدافعية وعدم الرضا ،وضعف االتصال والعالقات اإلنســانية واألخطاء يف اختاذ القرارات ،وتدين الثقة
وكل هذه اآلاثر أو النتائج املباشرة وغري املباشرة ينعكس أثرها على أداء وإنتاجية وفعالية املنظمة.
30
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
وجسداي..
ًّ ومن هنا يتضح أن ظاهرة الضغوط واالحرتاق الوظيفي ذات آاثر ونتائج سلبية على األفراد سلوكيًّا ونفسيًّا
الوالء وقلة التحمس للعمل والشكاوى واالستقاالت تدين اإلنتاجية ونق وعلى املنظمة اليت يعملون فيها من حي
دورا
مفهومها وطبيعتها وأمناطها املتعددة ...لكويها تؤدي ً عن القيادة اإلدارية من حي احلدي ســيتناول هذا املبح
ئيســا يف التعامل مع ظروف العاملني وحماولة حتسني أوضاعهم ،وذلك لتجنيبهم حاالت اإلحباط والضغوط واالحرتاق
ر ً
الوظيفي.
تتعدد وتتنوع تعريفات القيادة ،وال ميكن القول :إن هناك تعري ًفا مثاليًّا اتفق الكتاب واملؤلفون عليه ،ولكن ختتلف
التعريفات ابختالف الزوااي اليت ينظر منها هؤالء الكتاب واملفكرون إىل القيادة.
للتأثري يف اآلخرين ،وجعلهم -1يعرف أوردواي تيد ( )Ordway Teadالقيادة (أبيها النشاط الذي ميارسه شخ
( )Pfiffner and Presthusأبيها« :فن التنسيق بني األفراد واجلماعات وشحذ -5ويعرفها كل من :ففنر وبرست
-3ويعرفها ليكرت ( )Likertأبيها« :احملافظة على روح املسؤولية بني أفراد اجلماعة وقيادهتا لتحقيق أهدافها املشرتكة»
-4يعرف كل من :كونتز« »Koontzوأودنيل « »Odonnelالقيادة على أيها« :عملية التأثري اليت يقوم هبا القائد
على مرؤوسيه إلقناعهم وحثهم على اإلسهام الفعال جبهودهم للقيادة بنشاط متعاون».
-2أما فيدلر « »Fiedlerفيعرف القيادة بقوله« :تعين اجلهود املبذولة للتأثري على الناس أو تغيري ســلوكهم من أجل
31
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
وأاي كان تعريف القيادة ،فإنه البد أن يشمل أربعة عناصر رئيسة هي :القائد واألتباع واهلدف والتأثري .مبعىن أن القائد
-النظرايت السلوكية.
-النظرايت احلديثة.
أما فيما يتعلق أبمناط القيادة فقد أشار (كمال2014 ،م) إىل أيها تتعدد وتتنوع بتنوع املؤسسات واختالف الشخصيات
واألدوات والوظائف واملواقف ،فلكل منط قيادي طابعه الذي مييزه من غريه .وقد حاولت عدة دراســات التمييز بني أمناط
القيادة ،لكن ابلرغم من هذه التصنيفات ألمناط القيادة ،فإنه ميكن القول :إنه وإن اختلفت يف بعض اجلوانب ،فقد تتفق
يف جوانب أخرى ،ويصبح بينهما تداخل ،وقد جيمع القائد بني أكثر من منط وإن كان مييل إىل سلوك منط قيادي ميكن
-1القيادة األوتوقراطية.
-5القيادة الدميقراطية.
-3القيادة احلرة.
33
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
كما يضيف د .سامل القحطاين (1436هـ) أربعة أمناط أخرى للقيادة وهي:
والواقع أننا نالحظ ومن خالل هذه التصنيفات للقيادة على شــكل أمناط أن كل منط حيمل صفات تنعكس على طبيعة
التأثري يف التابعني لتحقيق أهداف املنظمة .إال أنه ميكن القول :إن هذه مســماه ولكل منط إسهاماته من حي
34
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
اثلثاا :انعكاس األمناط القيادية على التابعني
تعد القيادة العامل املوجه للســلوك يف مجيع املنظــمات ونالحظ أن املنظمات اليت تعاين األمراض اإلدارية تلجأ إىل تغيري
عملية تفاعل اجتماعي ال ميكن أن تتم يف فراغ ،وإمنا يلزم هلا إطار من العالقات والتفاعالت االجتماعية ،وتشري نتائج
الدراسات اليت أجريت على منط القيادة الذي يتبعه الرئيس مع مرؤوسيه إىل وجود عالقة بني النمط القيادي وكل من:
مستوى الرضا الوظيفي والشعور ابلضغط واإليهاك ،وكذلك مدى القبول للقرارات ومستوى اجلهد املبذول يف العمل
وخالصة التفسري هلذه العالقة ،الرتكيز على عنصرين أو عاملني مت الرتكيز عليهما يف حبوث القيادة من اجلانب الســلوكي
املشاعر ،ففي دراسات جامعة (أوهايو وشيكاغو) وغريها من املدارس السلوكية حول املهمة واملساندة من حي
ومراع» لتوجد التمييز نفسه ،يف حني استخدمت سلسلة دراسات أخرى أجريت يف جامعة
استخدمت عبارات «منشئ ُ
(ميتشــغان) عبارات «مهتم ابإلنتاج ومهتم ابملوظفني» مع وجود فرق بسيط يف املعىن.
-1االهتمام ابملهــام ،يتضمن جمموعة عناصر ،تعكس مدى اهتمام القائد ،بتحديد وتســهيل التفاعل بني أعضاء
اجلماعة ،عند صياغة األهداف ،ويتحقق ذلك عن طريق :التخطيط ،واجلدولة ،والنقد ،واألفكار املبتكرة ،واملبادأة،
وتنظيم العمل .فاألنشطة اليت يؤديها القائد تدخل للمنظمة طرقًا جديدة يف أداء العمل ،أو إجراءات جديدة حلل
يصبح االهتمام ابإلنتاج يعكس الدور احملدد للقائد يف توجيه املرؤوسني من أجل بلوغ مشــكالت اجلماعة ،حي
األهداف.
35
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
عد هذا البعد -5االهتــمام ابملشــاعر :فهو يعكــس مدى اهتمام القائد مبشــاعر املرؤوســني والعالقات اإلنســانية ،حي
فهو مل يعد ذلك املفهوم الذي يتعامل مع األشياء واإلمكاانت -3لقد تطور مفهوم القائد يف الفكر اإلداري احلدي ـ
املادية فقط ،بل أصبحت النظرة اإلنسانية هي النظرة الغالبة عــلى صفات القائد ،فنجاحه يف حتقيق األهداف بكفاءة
وفاعلية إمنا يرتبط مبدى مراعاته هلذه اجلوانب اإلنســانية .إن املفهوم احلدي للقيادة اإلدارية ينادي بضرورة التوفيق بني
األهداف التنظيمية واألهداف الفردية للعاملني كما أن حتقيق أحدمها يرتبط بتحقيق اآلخر.
وقد أشــار النمر (1990م ،ص )288إىل أن مهمة القائــد اإلداري يف التنظيمات احلديثة تتناول جبانب الوظائف
بعيدا عن الفوضى
-1القيام بدور التوجيه والتنســيق بني خمتلف األنشطة البشرية حنو االجتاه الذي حيقق األهدافً ،
واالرجتال.
-5التكيف مــع املتغريات البيئية احمليطة ابلتنظيــم ،بطريقة ال حتدث اإلرابك يف األعمال وأبسلوب حيقق يف الوقت نفسه
-3تسوية اخلالفات والنزاعات اليت تظهر بني األفراد يف التنظيم والعمل على إجياد مبدأ املســاواة يف حل هذه اخلالفات
وعدم اللجوء إىل التمييز أو املفاضلة بني األفراد ،ما يؤدي إىل نتائج سلبية على سلوك األفراد وتصرفاهتم.
-4العمل على حتقيق درجة من الرضا بني صفوف العاملني ،عن طريق االستجابة لرغباهتم واحتياجاهتم ومراعاة مشــاعرهم
-6القدوة احلسنة اليت ميثلها القائد أمام مرؤوسيه ،فهو يؤثر فيهم بسلوكه وتصرفاته وممارساته اليومية يف العمل.
36
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
-7إاتحة الفرصة ملرؤوسيه لتنمية مواهبهم وقدراهتم اإلبداعية إبفساح اجملال هلم ابلعمل يف اجملاالت اليت حتقق هلم تلك
الغاية.
ويتوقــف جناح القائد اإلداري يف القيام هبذه الوظائف على قدرته يف اســتخدام وســائل التأثري على املرؤوســني بطريقة
جتعلهم يتقبلون ما يصدر إليهم من توجيهات وتعليمات عن رضا وقبول ،وعن طواعية.
وقد توصلت دراسة (عمران 1993م) عن ظاهرة االحرتاق الوظيفي يف جمال العمل بني األكادمييني والعاملني إىل العديد
من النتائج ،أبرزها وجود ارتباط إحصائي يتصف ابإلجيابية بني عمل الفرد حتت قيادة موجهة ابإلنتاج والشعور ابالحرتاق
الوظيفي.
كما توصلت كل من( :جيل ومارجريت) يف دراسة عن الدعم اإلشرايف العاطفي واالحرتاق الوظيفي إىل أن العالقة بني
تصــارع األدوار ،واإليهاك العاطفي ،وكذلك العالقة بــني ضغط الوقت ،واإليهاك العاطفي ،تعدلت من خــالل إدراك أفراد
بشــكل كبري ،وذلك عندما يكون هنــاك دعم إشرايف عاطفي عال .وكذلك كلما واجه املوظفون ضغوطًا إضافية ،يزداد
االحرتاق الوظيفي ظاهرة جديرة ابالهتمام والدراسة يف املنظمات احلكومية واخلاصة؛ إذ إن االحرتاق يلقي بسلبياته على
عزلته وتوقف طموحه وإصابته ابلعديد من األمراض النفسية والعضوية .ومن جانب آخر فلالحرتاق الفرد من حي
والئه وانعدام حتمسه للعمل وحماولة اخنفاض مســتوى أداء املوظف ونق الوظيفي أثره السليب على املنظمة من حي
األداء ابحلد األدىن من إمكاانته ،إضافة إىل أتثريه السليب على زمالء العمل.
واحلقيقة أن معظم الدراسات إن مل يكن مجيعها تشري إىل األضرار احملتملة على الفرد واملنظمة من االحرتاق الوظيفي ...ما
37
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
وقد أمجعت تقريبًا الدراســات على أن املسؤولية يف عالج هذه الظاهرة تنحصر يف الدور الفردي واألدوار التنظيمية
-1الدور الفردي
االحرتاق الوظيفي ،كما أظهرت الدراسة فروقًا معنويــة يف درجة االحرتاق تعزى للعمر ومــدة اخلدمة يف الوظيفة ومل توجد
ويشري (النفيعي 1421هـ) يف دراسته حول االحرتاق الوظيفي يف املنظمات احلكومية اخلدمية يف حمافظة جدة إىل أن
األساليب الشخصية اليت ميكن للفرد أن يتبعها للتحقق من حدة االحرتاق الوظيفي هي الكشف الطيب والراحة واملساندة
أيضا يشري إىل أمهية التمارين الرايضية والنظرة التفاؤلية وتغيري منط
االجتماعية والعالج الروحي وفرص العمل البديلةً ،
السلوك.
من االحرتاق الوظيفي ابلتايل: كما يشري (ديسلر 2012م) إىل أن على الفرد التخل
اكسر قواعدك :اذكر كيف تقضي وقتك .هل تقوم أبشياء متنوعة أم تفعل نفس الشيء مر ًارا وتكر ًارا؟ فكلما -1
من الروتني املعتاد لتدرك منه على فرتات دوراي :جدول الفرتات العريضة اليت ميكنك يف أثنائها التخل ختل -5
فكـر يف عملك :هل ميكنك أداء مهمة طيبــة دون أن تكون يف حالة توتر أو ابلسعي للمصاحل واالهتمامات -3
اخلارجية؟.
وميثل الكشــف الطيب الذي جيريه الطبيب مطلبًا أساس ـيًّا -تقريبًا -ألي برانمج إلدارة أو ختفيــف وطأة الضغوط؛ إذ إن
معرفة احلالة البدنية ،وعادات التدخني وتناول الكحول والســجل الطيب ملرضى القلب والشرايني والوراثة ،تساعد يف معرفة
38
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
من الضغط والتوتر .ومن اآلاثر احملتملة للضغط .وقد تشــمل النشاطات الفردية األخرى التمارين الرايضية للتخل
املمكن أن تكون طرق االســرتخاء البسيطة حىت لو كانت يف شــكل متابعة أمناط التنفس لدى الفرد فعالة يف ختفيف
وطأة الضغط .كما ميكن توجيه الضغــط والتحكم يف أتثريه جزئيا بتنمية اهتمامات خارج حميط العمل مثل :ممارســة
ويشــري دردير (2007م) إىل االسرتاتيجيات اليت ميكن إجيادها من قبل الفرد للتعامل مع االحرتاق النفسي أو الوظيفي
وهي:
لعمله ،وكذلك أســاليبه يف االستجابة للضغوط؛ ألن فهم الفرد الستجاابته سوف يســاعده يف التعرف -فهم الشخ
الفرد لقيمه وأهدافه وأولوايته ،فاألهداف غري الواقعية -املثالية -للوظائف واألداء ستعرض الفرد -إعادة فح
-تقســيم احلياة إىل جمــاالت :العمل ،واملنزل ،واحليــاة االجتماعية ،والرتكيز قدر اإلمكان على كل جمال نعيشه ،وأال
أما (سيزاليت1412 ،هـ) فريى أن دور الفرد يف مواجهة االحرتاق الوظيفي يكمن يف عدة أمور ...وقد تشمل التمارين
من الضغط والتوتر ،ومن املمكن أن تكون طرق االســرتخاء البسيطة -حىت لو كانت يف شكل متابعة الرايضية للتخل
أمناط التنفس لدى الفرد -فعالة يف ختفيف وطأة الضغط .كما ميكن توجيه الضغط والتحكم يف أتثريه جزئيًّا بتنمية
وقد أوصت (أبو مسعود1431 ،هـ) يف دراستها حول االحرتاق الوظيفي بضرورة قيــام األفراد ابلتقرب من هللا ابلصرب
والصالة والتقوى وتبين القيم والتعاليم الدينية يف املعامالت ،وأكدت أنه لو حرص كل موظف أن يتعامل دينيًّا مع رئيسه
39
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
وزميله أو مجهور املراجعني ...ورضي بقدر هللا ورزقه وعلم أن عمله عبادة قبل أن يكون وســيلة للرزق وحتقيق مكانة
اجتماعية ،فإن ذلك كله سيخفف من حدة معاانة املوظفني من االحرتاق الوظيفي.
-1األدوار التنظيمية
-ظهور العديد من التشريعات املتعلقة برفاهية األفراد العاملني ،واملساواة يف العمل والضمان االجتماعي والتقاعدي.
-الرتكيز على تنويع خيارات جودة احلياة يف العمل وخارج العمل ،وبروز فلســفة إدارة اجلودة الشاملة وتطبيقاهتا على
-بروز ظاهــرة التمكني للعاملني ،وهو أحد أهم اإلفرازات الفكرية والفلســفية للتعامل مع القوى البشرية.
ويف إطار ضغــوط العمل وما يؤدي إليــه من احرتاق وظيفــي ،هناك جوانب تنظيمية تقوم هبا املنظمة تســاعد يف الوقاية
أ -حتليل الدور :وتعين الطريقة املســتخدمة لتوضيح وتعريف دور عمل الفرد يف سبيل خفض إرابك الضغوط والصراع.
وذلك عن طريق سؤال العاملني عن توقعاهتم ،وكذلك حتديد نقاط اإلرابك أو عدم االنسجام يف تلك التوقعات.
41
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
ب -تصميم اهلدف :وهذا األسلوب يف إدارة الوقاية من الضغوط يتمثل يف وضع أهــداف حمددة لعمل األف ـراد .وهذه
األهداف عندما حتــدد تعمل على دفع وتوجيه ســلوك األفراد ألداء النشــاط املطلوب .ويتم عمل ذلك مبشاركة
املشرفــني والعاملني يف آن واحد ،وعادة ما يؤدي تصميم األهداف إىل الفهم املتبادل والناضج بني املديرين
والعاملني.
ج -التأييد االجتماعي :ويعين ختفيف حدة املؤثرات املادية (الفيزيولوجية) والنفسية املســببة للضغوط ،وذلك عن طريق
تعديل االستجاابت للمطالب أو حتسني احلالة الصحية أو النفسية للفرد .وكذلك االهتمام بعالقة الفرد العامل
داخل املنظمة مع زمالء العمل أو املشرفني أو املرؤوسني .وكذلك االهتمام ابلعالقات االجتماعية للفرد يف األسرة أو
د -بنــاء الفريق :وتعين زايدة الفعالية لــألداء من خالل التعاون وأتييد العالقات بني مجاعات العمل .وكذلك االهتمام
الضغط عن طريق برامــج مطورة لالختيار والتعيني ،حي تركز الربامج احلالية على التوافق بني الفرد والوظيفة على أساس
املستوى التعليمي واخلــربة واملهارات والتدريب .وقد بدأت بعض املنظمات يف إجراء مقابالت مكثفة مع املوظفني اجلدد
وتتجه اثين االسرتاتيجيات حنو التدريب املتطور ،فإىل جانب تدريب املوظف على املطلوب أداؤه وكيفية أدائه ،تعمل
بعض الربامج التدريبية على توعية املوظف مبا ميكن أن يصادفه من مشكالت يف العمل.
وهناك برامج تنظيمية عديدة للســيطرة على الضغــط ،ركزت على إعادة تصميم الوظائــف ،حي ميكن -طب ًقا للظروف
احمليطة -إثراء الوظائف أو «ختفيض أعبائها» أو التنــاوب يف أدائها من قبل العاملني أو إعادة تصميمهــا كاملة مع
40
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
أخريا اســتحدثت بعض املنظمات مثــل :آي يب أم ( ،)IBMوأيكو يتابل اليف ( )Equitable Lifeوب .هـ.
و ً
قوودريتش ( )B.H.Goodrichبرامج متكاملة ملســاعدة العاملني على توفري اخلدمــات الطبية والعالجية والنصح
واالستشــارة واإلجراءات الوقائية ،وعادة ما تكون مزودة ابختصاصيني مثل :األطباء واالختصاصيني النفســيني (سيزاليت،
1412هـ).
أ -ضرورة االهتــمام هبــذه الظاهرة من خالل تبين اسرتاتيجيات تكسر اجلمود والصرامة والروتني املالحظ يف األعمال
فعال أن ميك
احلكومية بتبين سياسة التدوير حبي ال ميك املوظف يف وظيفته أكثر من 5سنوات ،فمن املعاانة ً
املوظف يف وظيفته حىت حيال للتقاعد والعمل على دراسة أهم األسباب اليت أدت إىل معاانة نس ـبة ال يستهان هبا من
ب -ضرورة االهتمام ابجلانب الرتفيهي ملوظفيها لكسر اجلمود والصرامة يف أتدية أعماهلا واســتحداث برامج ترفيهية من
بعض األايم على مدار السنة لالحتفال مبناسبات اجتماعية شأيها جتديد طاقات املوظفني على سبيل املثال :ختصي
للموظفني.
ج -إعطــاء دورات إدارية مركزة دورية للعاملني يف املســتوايت اإلدارية العليا يف فن اإلدارة العلميــة وفن التعامل مع
موظفيهم وتفويض الصالحيات ورفع معنوايت موظفيهم من خالل تبين صنوف خمتلفة من احلوافز املعنوية كشهادات
د -اســتحداث برامج مساعدة للعاملني من خالل تقدمي خدمات طبية وعالجية هلم وتقدمي النصح واملشورة واإلجراءات
الوقائية املناسبة.
أظهرت النتائج وجود عالقة ما بني العالقات االجتماعية ه -العمل عــلى زرع روح التعاون ما بني املوظفني ،حي
41
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
أما (ابن منيع1430 ،هـ) فقد طرح يف دراسته حول االحرتاق الوظيفي يف األجهزة األمنية يف اململكة العربية الســعودية
العديد من االقرتاحات للتعامل مع هذه احلاالت ،حي اقرتح إعادة النظر يف التوصيف الوظيفي وربط معايري االختيار
والتعيني مبتطلبات التوصيف الوظيفي وتصميم برامج إرشــاد نفسي (وقائية ،عالجية ،إثرائية) للحد من االحرتاق الوظيفي
وتدعيم أنظمة احلوافز وتنويعها بني مادية ومعنوية مع تطبيق أسلوب اإلثراء الوظيفي وأسلوب التوسع الوظيفي والتدوير
ويف هذا الســياق يشــري (النفيعي1421 ،هـ ـ) إىل أمهية وضرورة األخذ ابلعديد من الوســائل ،ومن أمهها حتســني العالقة بني
مجيع العاملني وحسن استغالل وتقومي األداء وتوضيح معايري الرتقية واالهتمام بنظام األجور واحلوافز وحتليل األدوار وإعادة
تصميم الوظائف واالهتمام ابإلثراء الوظيفي والتقدم املهين واملشاركة يف اختاذ القرارات وتطوير برامج التعيني واستخدام
نظم تدريب حديثة والتشجيع على املشاركة يف األنشطة االجتماعية وإجياد برامج ملساعدة العاملني.
املبحث اخلامــس :حنو بناء منوذج لتحديد املســؤولية يف مواجهة االحرتاق الوظيفي
سعت هذه الدراسة إىل حتليل وإيضاح ما يسمى ابالحرتاق الوظيفي موضحة طبيعته وأسبابه وآاثره ومظاهره واملسؤولية
وقــد ذكر ( )Maslach & Leiter, 2015أن معظم الدراســات حول االحرتاق الوظيفي أشارت إىل توصيات عديدة،
كدا أثره يف االحرتاق ،وإمنا على معاجلة الضغوط وحتسني صحة الفرد.
لكن معظمها ليس مؤ ً
وقد الحظ الباح أن هناك آراء متعددة حيال سبل مواجهة وعالج هذه احلاالت يف املنظمات العامة واخلاصة ..ويكاد
جيمع الكتاب على تصنيف املســؤولية يف ذلك إىل جانب فردي على املوظف القيام به وجانب تنظيمي تقوم به املنظمة
وقد اتفق العديد من الباحثني على بعض اآلليات والوســائل اليت يقوم هبا الفرد واملنظمــة ...يف حني اختلفوا يف عددها
إىل بلورة منوذج لتحديد مسؤولية التعامل مع االحرتاق الوظيفي ليشمل ثالثة وطبيعتها وتصنيفها ،ما حدا ابلباح
43
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
جوانب (املسؤولية الفردية ،واملســؤولية القيادية ،واملســؤولية املشــرتكة) ،حي اتضح من اســتعراض الدراســات السابقة وآراء
الباحثني تنوع وتشتت املســؤولية بني الفرد واملنظمة وعدم االتفاق على آليات املواجهة.
أيضا سيشــمل النموذج املقرتح «املســؤولية املشــرتكة اليت تكون ضمن حدود املسؤولية الفردية واملسؤولية القيادية يف آن
ً
واحد» (شكل.)2
وفيما يلي إيضاح للمسؤوليات الثالث وعناصرها املقرتحة ملواجهة االحرتاق الوظيفي:
إن مواجهة االحرتاق الوظيفي ليســت مســؤولية قياديــة أو تنظيمية فقط ،وإمنا مســؤولية فرديــة؛ إذ إن املوظف له دور كبري
يف اإلصابة هبذه احلالة ،وعليه مســؤولية للتعامل معها وعالجها .وتتمثل عناصر هذه املسؤولية يف التايل:
يعد العالج الروحي مثل :الدعاء والصالة من أهم العوامل اليت متنع وتعاجل حاالت الضغط واالحرتاق الوظيفي ...إذ
تغــذي الفرد ابلراحة واالطمئنان ومتنحه الكثري من التفاؤل .وقد أشــار إىل ذلك كل من( :ســيزاليت1412 ،هـ)( ،أبو
44
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
-5االسرتخاء والتمارين الرايضية
لقد أثبتت الدراســات حاجة الفرد إىل الراحة من وقت آلخر ،سواء أثناء العمل أو التمتــع إبجازات متفرقة ،كما أن
التمارين الرايضية هلا دور كبري يف التنفيس والصحة النفســية ،ويعد كل ذلــك عوامل ملواجهة حاالت االحرتاق الوظيفي،
وقد أشــار إىل ذلك كل من( :النفيعي1421 ،هـ) ،و(هيجان1998 ،م) ،و(أبو مســعود1431 ،هـ) ،و(سيزاليت،
-3التخلص من الروتني
يعــد الروتني يف رأي الكثري مــن العلماء والباحثني مســببًا لإلحباط واالحرتاق الوظيفي؛ لذلك يفرتض على الفرد حماولة
كسر هذا الروتني والراتبة وإحداث التجديد يف حياتــه وعالقاته مع الناس ملواجهة حاالت االحرتاق ،وقد أشــار إىل ذلك
إىل نوع من اهلواايت وهي تعد يف حالة ممارستها وسيلة للرتويح واإلبداع واالنشغال ،ما يقلل من مييل كل شخ
الضغط املسبب لالحرتاق الوظيفي ،كما ال تنسى العمل اخلريي التطوعي وأثره النفسي على الفرد ،وقد أشــار إىل ذلك
عــن فرص عمل بديلة ،وذلك على املوظف لكي ينأى بنفسه عن االحرتاق الوظيفي إعادة تقييم أهدافه ،والبح
للتجديد وعدم الوقوع يف الراتبة واإلحباط وامللل ،وقد أشار إىل ذلك كل من( :النفيعي1421 ،هـ) ،و(ديسلر،
احلقيقة أن قيادة املنظمة ًّ -أاي كانت -مســؤولة عن صحة منسوبيها النفسية؛ ملا يف ذلك من أثر يف ارتياحهم ،ومن مث
إنتاجيتهم.
45
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
وقد أشــار الكثري من العلماء والباحثني إىل الدور الــذي تؤديه القيادات للوقاية والعالج من حاالت االحرتاق الوظيفي،
لذلك فإن النموذج املقرتح يتضمن املسؤولية القيادة اليت تتمثل يف العناصر التالية:
-1املساندة االجتماعية:
أييت هذا العامل يف املقدمة من حي ـ إمجاع العلماء والكتاب على دوره يف الوقاية والعالج من االحرتاق الوظيفي ،فعلى
القيادة تعزيز الربامج االجتماعية اليت تســند العاملني ،وختفف من ضغوطهم الوظيفية ،ويشعرون أن املنظمة هي بيتهم
وقد أشار إىل ذلك كل من( :هيجان1998 ،م)( ،أبو مسعود1431 ،هـ)( ،دردير2007 ،م)( ،العديلي1414 ،هـ)،
(النفيعي1421 ،هـ).
-5اإلثراء الوظيفي
البد للقيادة من إعادة النظر يف طبيعة املهام لوظائف املنظمة وإثرائها ،حىت تكون هلا قيمة مهنية ومعنوية عالية وال يشعر
املوظف أن دوره مهمش ال أتثري له يف هذه الوظيفة ،كل ذلك يؤدي إىل الوقاية من الوصول إىل حاالت االحرتاق
الوظيفي ،وقد أشــار إىل ذلك كل من( :ابن منيع1430 ،هـ) ،و(النفيعي1421 ،هـ).
إن قيام القيادة بتفعيل التمكني داخل املنظمة ومشاركة العاملني يف اختاذ القرارات يعد من الوســائل الناجحة يف الوقاية
وعالج حاالت االحرتاق الوظيفي؛ ألن املوظف سيشــعر أبن وظيفته مهمــة ،وأن دوره يف املنظمة فاعل ،وقد أشــار إىل
-4تدوير الوظائف
لقد أشــارت الدراســات إىل أن املكوث يف وظيفة واحدة لسنوات عديدة جيلب الضيق وامللل ،ويؤدي إىل ما يســمى
ابالحرتاق الوظيفي؛ لذلك يفرتض من القيادة حلماية موظفيها من الوقوع يف هذه احلالة انتهاج سياسة لتدوير الوظائف
46
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
طويال ،بل ينقل إىل وظيفة أخرى للتجديد ،وقد أشــار إىل ذلك كل من( :ابن منيع،
حبي ال ميك املوظف يف وظيفة ً
-2التدريب املمنهج
يفرتض أن تلجأ املنظمة إىل إعداد خطة تدريبية ممنهجة أتخذ يف احلسبان ليس تطوير املهارات والقدرات فقط ،وإمنا
أيضا
تدريب القيادات على كيفية التعامل مع العاملني وحتسني وسائل االتصال هبم والوقوف معهم وحل مشكالهتمً ،
يفرتض أن يشمل التدريب املرؤوسني لصقل آرائهم يف كيفية التعامل مع ما يواجههم من ضغوط عملية ،وقد أشار إىل
ذلك كل من( :أبو مسعود1431 ،هـ) ،و(سيزاليت1412 ،هـ) ،و(بن منيع1430 ،هـ).
ليــس هناك أخطر من تفشي الظلم والبعد عن العدالة يف الرتقيات داخل املنظمة؛ إذ إن ذلك يؤدي ابملوظف إىل التذمر
واإلحباط ،ومن مث االحرتاق الوظيفي؛ لذلك يفرتض من القيادة تبين سياســة ترقيات عادلة مبنية على تقييم موضوعي
لألداء ووفق مهام املوظف يف التوصيف الوظيفي ،وكذلك وضع نظام عادل للحوافز ،وقد أشار إىل ذلك كل من( :ابن
ما بني املســؤولية الفردية واملسؤولية القيادية يف مواجهة االحرتاق الوظيفي هناك مســؤولية مشرتكة بني اجلانبني الفردي
والقيادي؛ إذ إن هناك أساليب وآليات ال يكفي أن توفرهــا املنظمة ،وإمنا يعتمد تفعيلها على الفرد الذي يفــرتض أن
يتجاوب معها ،ويتحمس هلا من أجل صحته النفســية .هذه املســؤولية اليت يشملها النموذج املقرتح تتكون من العناصر
التالية:
-1العناية الطبية
األمراض العضوية اليت تصيب املوظف أو أحد أفراد أسرته تؤثر سلبًا فيه خاصة إذا مل يكــن هناك مزااي عالجيــة توفرها
47
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
واملســؤولية هنا تقع على املنظمة وقيادهتا اليت يفرتض أن توفر هذه اخلدمة والعناية الصحية ،ويف الوقت نفســه تعتمد على
دوري حلالته ومعاجلــة أمراضه وعدم التذمر املوظف الذي يفرتض أن يستفيد من هذه اخلدمة والعمــل على إجراء فح
من املراجعات والفحوص ،كما يفعل العديد من العاملني ،ما يضاعف من حالتهم املرضية ومن مث الوقوع يف منزلق
االحرتاق الوظيفي ،وقد أشار إىل ذلك كل من( :احلمزاوي2013 ،م) ،و(العديلي1414 ،م) ،و(أبو مسعود،
أحياان لضغوط كثرية بسب العمل أو بسبب خارجي ،ما ينعكس سلبًا على نفسيته ودرجة تكيفه مع
يتعرض املوظف ً
األوضاع؛ لذلك يفرتض من القيادة توفري االستشارة النفســية والعالج النفسي للعاملني وإشـعارهم بتوفري هذه اخلدمة،
ومن جانب آخر فاملسؤولية مشرتكة؛ إذ إن هذه األمراض النفسية غالبًا ما حيجم املصابون هبا من الذهاب إىل العيادات
لذلك فإن هذه اخلدمة لن تؤدي عملها وحتقق أهدافها إال بتجاوب املوظف وزايرته هلذه العيادات النفسية اليت تعد
من عوارض االكتئاب واالحرتاق الوظيفي ،وقد أشار إىل ذلك (العديلي1414 ،هـ)، مهما يف التخل
مساعدا ً
ً عامال
ً
وهذه املســؤولية مشرتكة بني القيادة واألفراد ،فمهما قدمت القيادة من سياسات وبرامج لتعزيز ذلك ،فلن حتقق أهدافها
إال مبشاركة الفرد ضمن هذه اجملموعات برغبة صادقة ،وذلك لكي ينأى بنفســه عن الوقوع يف دهاليــز العزلة واالكتئاب
واالحرتاق الوظيفي البغيض ،وقد أشــار إىل ذلــك (العديلي1414 ،ه ـ) ،و(دردير2007 ،م) ،و(النفيعي1421 ،هـ).
48
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
املبحث السادس :اخلامتة والتوصيات
أوال :اخلـامتة
ا
سعت هذه الدراسة إىل التعرف على طبيعة االحرتاق الوظيفي الذي يصيب العاملني والوقوف على أسبابه وأعراضه وآاثره
ودور املنظمة يف مواجهته ...مع حتديد املسؤولية يف ذلك بني الفرد والقيادة.
وابالطالع على األدبيات والدراسات السابقة وحتليلها ومناقشتها متكنت الدراسة من الوصول إىل اآليت:
االحرتاق الوظيفي حالة نفسية إدارية تصيب بعض العاملني ،وتؤدي ابلفرد إىل اإليهاك العاطفي والشعور بتدين -1
اإلجناز الشخصي مع فقدان اجلانب اإلنساين يف تعامل الفرد مع املستفيدين وزمالء العمل.
تقف وراء حالة االحرتاق الوظيفي العديد من األسباب يتعلق بعضها ابملنظمة وظروفها وأسلوب تعاملها مع -5
املوظفني وضغط العمل وغياب الدور وعدم املشاركة يف اختاذ القرار وانعدام التدوير الوظيفي وبعض األسباب
شخصية تتعلق بســلوكيات املوظف وظروفه العائلية اخلاصة والظروف النفسية لكل فرد.
لالحرتاق الوظيفي أعراض تبدو على املوظف كالعزلة وضعف االتصال والقيام ابلعمل ابحلدود الدنيا ،إضافة إىل -3
التذمر والنظرة الدونية لإلجناز ،ويؤثر ذلك يف صحته النفسية ،وقد يقود إىل أمراض عضوية.
تدين مســتوى أدائهم وقلة والئهم وانعزاهلم عن تعاين املنظمة ظاهرة االحرتاق الوظيفي بني موظفيها من حي -4
هناك العديد مــن النظرايت اليت تفسر ظاهرة االح ـرتاق الوظيفي كالنظرية السلوكية والنظرية املعرفية ونظرية -2
هناك العديد من مقاييس االح ـرتاق الوظيفي صممها بعض العلماء ،وميكن اســتخدامها يف قياس درجة االحرتاق -6
الوظيفي للعاملني يف املنظمات ،ومنها مقاييس (ماسالك) و(ابنيز) و(شايروم ميالميد) و(بريزي) ،ويفرتض
49
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
هتتم املنظمات املختلفة وحسب منط القيادة السائدة فيها (أوتوفراطية ،دميتواطية ،حرة ،إبداعية ،أخالقية، -7
استشرافية) مبا يسمى االحرتاق الوظيفي بني موظفيها ،وذلك ابنتهاج أساليب ووسائل تؤدي إىل عالج حاالت
االحرتاق الوظيفي.
املســؤولية يف مواجهة االحرتاق الوظيفي ليســت حمصورة يف املنظمة ...وإمنا تنحصر يف املسؤولية القيادية، -8
لتحديد املســؤولية «القيادية والفردية واملشرتكة» يف التعامل مع االحرتاق مت تصميــم منوذج من قبل الباح ـ -9
الوظيفي حبي تتمثل املسؤولية القيادية بعناصر( :املساندة االجتماعية ،واإلثراء الوظيفي ،والتمكني واملشاركة يف
اختاذ القرارات ،وتدوير الوظائف ،والتدريب املمنهج وتطبيق العدالة التنظيمية) ،وتتمثل املسؤولية الفردية يف
من الروتني ،وممارســة اهلواايت عناصر( :العالج الروحي والتفاؤل ،واالسرتخاء والتمارين الرايضية ،والتخل
والنشاطات اخلريية وفرص العمل البديلة) ،وتتمثل املسؤولية املشرتكة بني الفرد والقيادة يف العناصر اآلتيــة:
اثنياا :التوصيات
يف ضوء ما توصلت إليه هذه الدراسة حول مسؤولية مواجهة االحرتاق الوظيفي بني الفرد والقيادة نوصي مبا يلي:
على املنظمات االهتمام مبواردها البشرية من حي حســن االستقطاب وكفاءة التدريب وعدالة الرتقيات ووضع -1
الرجل املناسب يف املكان املناسب من أجل إجياد بيئة تنظيمية صحية حتد من حاالت االحرتاق الوظيفي.
االهتمام ابجلوانب اإلنســانية والنفســية للعاملني مع تعزيز جوانب االتصال اجلماعي وتدعيم فــرق العمل ،وذلك -5
والتضجــر الذي يقوده إىل االحرتاق الوظيفي مع ضرورة قيام املنظمات ابإلعادة املرحلية لتوصيف وظائفها وتعزيز
اإلثراء الوظيفي جلميع الوظائف ،وذلك من أجل إعطاء املوظف قيمة فيما يتواله من مهام ذات جدوى.
51
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
إحلاق العاملني بدورات تدريبية هتدف إىل توعيتهم وتوجيههم ورفع مســتوى قدراهتم يف التعامل مع الضغوط اليت -4
يراجعها املوظفون الذين يعانون ضغوطًا االهتمام إبجياد مراكز أو وحدات لالستشــارة والعالج النفسي حبي -2
أماكن للرايضة والرتفيه ،وذلك لكسر الروتني وانعاش العاملني نفســيا ورفع مستوى لياقتهم؛ إذ إن ذلك يقيهم
االهتمام ابجلوانب اإلنســانية واالجتماعية للموظفني ومشاركتهم يف أفراحهم والوقوف معهم يف أتراحهم وتقدمي -7
املساعدات والقروض اليت تيسر هلم أمور احلياة مع العمل على جدولة إجازات العاملني ابلطريقة اليت تضمن متتع
تعزيز االنتماء الوظيفي ومشاركة املرؤوسني يف اختاذ القرارات وإشاعة التمكني اإلداري يف مجيع مستوايت املنظمة -8
وذلك ملنح املوظفني اإلحساس أبيهم جزء من املنظمة ،وأيها بيتهم الثاين.
العمل على إخضاع النموذج املقرتح يف هذه الدراســة الذي جيمع بني املسئولية الفردية والقيادية املشرتكة يف -9
االستمرار يف إعداد البحوث والدراسات حول ظاهرة االحرتاق الوظيفي يف املنظمات العامة واخلاصة ،وذلك من -11
أجل الوصول إىل آليات وأساليب للحد من تفشي هذه الظاهرة ومعاجلتها.
50
اجمللة العربية للدراسات األمنية والتدريب -اجمللد -23العدد ( 45- 3 )65الرايض ( 2016م) ( 7521ه)
املراجع العربية:
بول ،نداء حازم (2013م) .النمط القيادي احلدي يف ظل إدارة األزمة ،جملة اإلدارة واالقتصاد ،الســنة السادســة
والثالثون ،عدد ( 18136729 ISSN ،)92اجلزائر.
حسني ،ســعد مهدي (2010م) .القيادة والتفكري االسرتاتيجي -العالقة واألثر ،جملة كلية الرتاث اجلامعة ،العدد
السابع ،العراق.
محزاوي ،حممد ســيد (2013م) .اإلدارة احلديثة للم ـوارد البشرية يف املنظمات العامة ،الرايض :دار املريخ للنشر.
دردير ،نشــوة كرم عمار (2007م) .االحرتاق النفــسي للمعلمني ذوي النمط (أ ،ب) وعالقته أبساليب مواجهة
املشكالت ،رسالة ماجستري ،مجهورية مصر العربية :جامعة الفيوم ،كلية الرتبية ـ قسم علم النفس الرتبوي.
ديســلر ،جاري (2012م) .إدارة املواد البشرية ،ترمجة حممد عبد املتعال وعبد احملسن جوده ،الرايض :دار املريخ.
الزهراين ،نوال (2008م) .االحرتاق النفسي وعالقته ببعض ســمات الشــخصية لدى العامالت مع ذوي االحتياجات
اخلاصة ،رسالة ماجستري غري منشورة ،مكة املكرمة :جامعة أم القرى.
سيزاليت ،أندرو دي & مارك واالس (1412هـ) .السلوك التنظيمي واألداء ،ترمجة جعفر أبو القاسم أمحد ،الرايض:
معهد اإلدارة العامة.
عبيــدات ،ذوقان وعبــد الرمحن عدس وكايد عبد احلــق (2002م) .البح العلمي ،مفهومه ،أدواته ،أساليبه ،الرايض :دار
أسامة للنشر والتوزيع.
العديلي ،انصر حممد1414( ،هـ) .إدارة السلوك التنظيمي ،الرايض ،مرام للطباعة اإللكرتونية.
عودة ،يوسف حرب حممد (1419هـ) .ظاهرة االحرتاق النفسي وعالقتها بضغوط العمل لدى معلمي املدارس الثانوية
احلكومية يف الضفة الغربية ،رســالة ماجستري ،فلسطني :جامعة النجاح الوطنية ،انبلس.
القحطاين ،ســامل ســعيد آل انصر (1436هـ) .االجتاهات احلديثــة يف القيادة اإلدارية وحتدايهتــا ،القيادات اإلدارية يف
املنظمات احلكوميــة ،األدوار والتوقعات ،حترير ،د .بركات العتييب ،الرايض :معهد اإلدارة العامة.
القحطاين ،ظافر حممد (1436هـ) .مستوى االحرتاق النفسي وعالقته ببعض املتغريات لــدى أعضاء اهليئة التعليمية بكلية
امللك فهد األمنية ،جملة البحوث األمنية ،العدد ( )62ذو احلجة 1436هـ ،الرايض :كلية امللك فهد األمنية.
الكبيسي ،عامر (1998م) .التطوير التنظيمي وقضااي معاصرة ،التنظيم اإلداري احلكومي بني التقليد واملعاصرة الدوحة،
قطر ،دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع.
الكاليب ،سعد عبد هللا ومازن بن فارس رشيد (1421هـ) .االحرتاق الوظيفي :دراسة استكشافية ملقياس ماسالك على
املوظفني مبدينة الرايض ،جملة جامعة امللك سعود ،العلوم اإلدارية م 13لـ ،21الرايض.
كمال ،برابوي (2014م) .دور األمناط القيادية واملتغريات الشــخصية لألفراد يف التغري التنظيمــي ،جملة املثىن للعلوم
اإلدارية واالقتصادية ،اجمللد ( ،)4العدد (2014 )8م ،اجلزائر.
51
مواجهة االحرتاق الوظيفي حنو منوذج مقرتح ملسؤولية الفرد والقيادة ...اللواء د .فهد بن أمحد الشعالن
أبو مســعود ،مساهر مسلم عياد1431( ،هـ) .ظاهرة االحرتاق الوظيفي لدى املوظفني اإلداريني العاملني يف وزارة الرتبية
والتعليم العايل بقطاع غزة :أسباهبا وكيفية عالجها ،رسالة ماجستري ،اجلامعة اإلسالمية ،كلية التجارة ،غزة،
فلسطني.
ابن منيع ،حممد بن سليمان (1430هـ) .االحرتاق الوظيفي يف األجهزة األمنية ابململكة العربية السعودية ،أطروحة دكتوراه
يف العلوم اإلدارية ،الرايض ،جامعة انيف العربية للعلوم األمنية.
النفيعي ،ضيف هللا (1421هـ) .االح ـرتاق الوظيفي يف املنظمات احلكومية اخلدمية يف حمافظــة جدة ،جملة جامعة امللك
عبد العزيز ،االقتصاد واإلدارة ،م ،14 14جدة.
النمر ،سعود بن حممد (1990م) .الســلوك اإلداري عمادة شؤون املكتبات ،الرايض :جامعة امللك سعود.
النمر ،سـعود حممد ،هاين يوسف خاشــفجي ،حممد فتحي حممود ،حممد سيد محزاوي (1432هـ) .اإلدارة العامة:
األســس والوظائف واالجتاهات احلديثة ط ،7الرايض :مكتبة الشقري.
هيجان ،عبد الرمحن أمحد (1998م) .ضغوط العمل :منهج شامل لدراسة مصادرها ،ونتائجها وكيفية إدارهتا ،الرايض:
معهد اإلدارة العامة.
املراجع األجنبية:
Genly, Beth (2015). Safety & job Burnout Understanding Contributing Factors. The
Wellness & Safety Report, Augast 2015.
Heather K. & Spence Laschinger & Roberta Fida (2014). Engaged or Exhausted -
How do Dentists Affect Clinical Productivity. Burnout Researchers Vol. 1
ISSUE 1 Page 56 – 1 June.
Maslach Christina & Michael P. Leiter (2015). It is Time to Take Action on Burnout.
Burnout Research Vol. 2 ISSUE (1) March.
Yousify A.R. & GhR Ghassemi (2006). Job Burnout in Psychiatric. And Medical
nurses in Isfahan. Islamic Republic of Iran. La Review de sautie de la
Medeterian Orientale Vol. 12 No 5.
53