You are on page 1of 14

‫خطة البحث‬

‫المقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات الفكر االقتصادي اإلسالمي في العصور الوسطى‬

‫المطلب األول‪ :‬أسس الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬رواد الفكر االقتصادي اإلسالمي في العصور الوسطى‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية النظام االقتصادي االسالمي‬

‫الخاتمة‬

‫قائمة المراجع‬
‫المقدمة‬

‫عند ظهور فجر اإلسالم في القرن السادس الميالدي‪ ،‬بدأ الفكر االقتصادي ينمو تدريجيا‬
‫مس تمدا أسس ه ومنابع ه الرئيس ية من المص درين الش رعيين الرئيس يين في اإلس الم وهم ا‬
‫القرآن والسنة المطهرة‪ .‬ولم يكن الفكر االقتصادي اإلسالمي بمنأى عن ذلك كله‪ ،‬فقد بدأ‬
‫هذا الفكر في الظهور التدريجي معتمدا على هذين المصدرين الشرعيين‪ ،‬ومشكال المذهب‬
‫االقتصادي اإلسالمي الذي وجد لبنته األولى في المذهب والفكر االقتصادي عند الرسول‬
‫صلى اهلل عليه وسلم خالل فترة الرسالة النبوية‪ ،‬وعند الخلفاء الراشدين ومن بعدهم كبار‬
‫الصحابة والتابعين وتابعي التابعين‪ ،‬حيث بدأت أعمال المدرسة اإلسالمية في الظهور ثم‬
‫االزدهار حتى وصلت الى القمة في القرن الخامس عشر ميالدي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫اهتم اإلسالم ُمن ُذ نشأته بجميع جوانب حياة األفراد‪ ،‬ومنها الجانب االقتصادي‪ ،‬فوضع‬‫ّ‬
‫العام ة لالقتص اد وال تي ت ربطهم ب دين اهلل ‪-‬تع الى‪ ،-‬ومن تل ك القواع د؛ ُحرم ة‬
‫اُألص ول ّ‬
‫بالعقود‪ ،‬واالهتمام بتوثيقها‪ ،‬وتنظيم صرف المال وإ نفاقه‬ ‫ِ‬
‫الربا‪ ،‬وح ّل البيع‪ ،‬واألمر بالوفاء ُ‬
‫ّ‬
‫آمُن وا ِإ َذا تَ َد َاينتُم بِ َد ْي ٍن‬ ‫َِّ‬
‫(ي ا َُّأيهَ ا الذ َ‬
‫ين َ‬ ‫وحرمة أك ل مال الغير‪ ،‬قال اهلل ‪-‬تع الى‪َ :-‬‬
‫وإ يداعه‪ُ ،‬‬
‫ِإلَ ٰى َأج ٍل ُّمس ًّمى فَ ا ْكتُبوه)‪ 1،‬ومن ذلك أيض اً قول النبي ‪-‬عليه الص الةُ والس الم‪َّ َّ :-‬‬
‫(فإن اللهَ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اض ُك ْم‪َ ،‬ك ُح ْر َم ِة َي و ِم ُك ْم هذا‪ ،‬في َش ْه ِر ُك ْم هذا‪ ،‬في َبلَ ِد ُك ْم‬
‫وَأع َر َ‬
‫وَأم َوالَ ُك ْم‪ْ ،‬‬
‫اء ُك ْم‪ْ ،‬‬
‫ِ‬
‫َح َّر َم علَْي ُكم د َم َ‬
‫‪2‬‬
‫والرهن‪ ،‬والحوالة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫م‪،‬‬‫َ‬‫ل‬ ‫كالس‬
‫َّ‬ ‫قود؛‬ ‫الع‬
‫ُ‬ ‫أحكام‬ ‫لبعض‬ ‫بيان‬
‫ٌ‬ ‫األحاديث‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫جاء‬ ‫كما‬ ‫هذا)‪،‬‬
‫عملي له ذه األحك ام أم ام‬
‫ّ‬ ‫بيق‬
‫والس الم‪ -‬تط ٌ‬‫الص الةُ ّ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬‫وغيره ا‪ ،‬فك انت حي اةُ الن ّ‬
‫‪3‬‬
‫والزراعة‪ ،‬والتّجارة‪.‬‬
‫الرعي‪ّ ،‬‬ ‫ِ‬
‫الصحابة الكرام‪ ،‬وكانت ُمقتصرةً على ّ‬
‫ّ‬
‫شرعية ِلما‬
‫ّ‬ ‫العلماء أحكام اً‬
‫االقتصادية؛ وضع ُ‬
‫ّ‬ ‫وس ع في المجاالت‬
‫الناس بالتّ ّ‬
‫وبعد أن بدأ ّ‬
‫ري‪ ،‬فك انت ه ذه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ُيس ُّ‬
‫ومع امالت‪ ،‬وك ان بداي ةُ ذل ك في الق رن الثّ اني الهج ّ‬
‫تجد لهم من أحك ام ُ‬
‫خاص ةً بذلك‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األحكام والمسائل موجودةٌ في ُكتب الفقه الع ام‪ ،‬أو قام بعضهم بتأليف ُكتب‬
‫"ككت اب الخ راج" ألبي يوس ف‪ ،‬و"كت اب األم وال" ألبي ُعبي د‪ ،‬وفي ُمنتص ف الق رن الراب ع‬
‫العلمي في ُمعالج ة قض ايا االقتص اد‬
‫ّ‬ ‫ري م ع إغالق ب اب االجته اد انتش ر الفُت ور‬
‫الهج ّ‬
‫المس لمون باالهتم ام‬ ‫المس تجدة‪ِ ،‬س وى م ا ُنق ل عن ابن تيمي ة وابن ّ‬
‫القيم‪ ،‬ولكن بع د ذل ك ب دأ ُ‬ ‫ُ‬
‫‪4‬‬
‫عد ِة اتّجاهات نذكرها فيما يأتي‪:‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬وظهر ذلك على ّ‬
‫ّ‬ ‫بتحكيم اإلسالم في شؤونهم‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية‪.282 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫واه البخاري‪ ،‬في صحيح البخاري‪ ،‬عن عبداهلل بن عمر‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪ ،6043 :‬صحيح‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسالمي ُأسس ومبادئ واهداف (الطبعة الحادية عشرة)‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪ 3‬عبد اهلل بن عبد المحسن الطريقي (‪ ،)2009‬اإلقتصاد‬
‫صفحة ‪.24-21‬‬
‫‪.4‬نفس المرجع السابق‬
‫ٍ‬
‫وعات‬ ‫زئي ‪44‬ة‪ :‬وال تي تُع نى بدراس ة موض‬
‫الج ّ‬
‫‪4‬ادية ُ‬
‫الدراس ‪44‬ات االقتص ‪ّ 4‬‬
‫األول‪ّ :‬‬
‫االتّج ‪44‬اه ّ‬ ‫‪‬‬
‫عين ة؛ كالرب ا‪ ،‬والمص ارف‪ ،‬والتّس عير‪ ،‬والمش اركة به ا من خالل بح ٍ‬
‫وث‬ ‫ادي ٍة ُم ّ‬
‫اقتص ّ‬
‫ّ‬
‫الفقهية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫علمية في المجامع والمؤتمرات‬ ‫ّ‬
‫‪4‬ادية ال ُك ّلي‪44‬ة‪ :‬وتُع نى بالكش ف عن سياس ات وُأص ول‬
‫الدراسات االقتص‪ّ 4‬‬
‫اني‪ّ :‬‬
‫االتّجاه الثّ ّ‬ ‫‪‬‬
‫العربي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫للدكتور محمد‬
‫المعاصر" ُ‬‫اإلسالمي واالقتصاد ُ‬ ‫ّ‬ ‫االقتصاد؛ "ككتاب االقتصاد‬
‫وغير ذلك من المؤلفات واألبحاث‪.‬‬
‫النظ ام‬
‫التاريخية‪ :‬وال تي تُع نى بدراس ة وتحلي ل ّ‬
‫ّ‬ ‫االقتصادية‬
‫ّ‬ ‫الدراسات‬
‫االتّجاه الثّالث‪ّ :‬‬ ‫‪‬‬
‫نة‪ ،‬أو دراسة أحد دراسات ُعلماء اإلسالم‪ ،‬كرسالة‬ ‫عي ٍ‬
‫زمني ٍة ُم ّ‬ ‫ٍ‬
‫فترات ّ‬ ‫االقتصادي في‬
‫ّ‬
‫ادي في عه د ُعم ر بن الخط اب ‪-‬‬‫"النظ ام االقتص ّ‬‫افعي‪ ،‬وهي‪ّ :‬‬ ‫ال ُدكتوراه ألحم د الش ّ‬
‫رضي اهلل عنه‪."-‬‬
‫َ‬
‫‪4‬المي‪ :‬وذل ك من خالل‬
‫المنهجي ‪44‬ة لم ‪44‬ادة االقتص ‪44‬اد اإلس ‪ّ 4‬‬
‫ّ‬ ‫الدراس ‪44‬ات‬
‫الراب ‪44‬ع‪ّ :‬‬
‫االتّج ‪44‬اه ّ‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمي وُأصوله في الجامعات والمعاهد وال ُك ّليات‪ ،‬وإ نشاء أقساماً‬
‫ّ‬ ‫تدريس االقتصاد‬
‫خاصةً بها في ُك ّليات ال ّشريعة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وك انت ه ذه النش أة تُ ّبين اهتم ام اإلس الم بال ّدين وال ُّدنيا‪ ،‬وه و م ا ُيطلَ ق علي ه بِ ُمص طلح‬
‫موليته لجميع البشر وجميع مناحي الحياة‪،‬‬
‫عالمية اإلسالم‪ ،‬و ُش ّ‬
‫ّ‬ ‫"العقيدة والشريعة"‪ ،‬كما تُ ّبين‬
‫المي في‬ ‫ُّ‬
‫بالس عادة في ال دنيا واآلخ رة‪ ،‬وك ان االهتم ام باالقتص اد اإلس ّ‬
‫كم ا تك ّف ل لإلنس ان ّ‬
‫واء من خالل التّ أليف‪ ،‬أو التّ دريس‪ ،‬وغ ير ذل ك‪ ،‬وق د ك انت جامع ة‬ ‫جمي ع الج وانب‪ ،‬س ً‬
‫‪5‬‬
‫علمي ٍة ُمستقلّة‪.‬‬
‫كماد ٍة ّ‬
‫اإلسالمي ّ‬
‫ّ‬ ‫األزهر ُأولى الجامعات التي بدأت بتدريس االقتصاد‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم الفكر االقتصادي االسالمي‬

‫بأن ه مجموع ةٌ من األحك ام والقواع د والوس ائل ال تي تُ َّ‬


‫طبق‬ ‫المي‪ّ :‬‬
‫اد اإلس ّ‬ ‫ُيع ّرف االقتص ُ‬
‫واء ك ان‬ ‫ِ‬
‫المس لم؛ وذل ك لح ّل المش اكل االقتص ادية‪ ،‬س ً‬ ‫المجتم ع ُ‬
‫النش اط االقتص ادي في ُ‬‫على ّ‬
‫صرف بها‪ ،‬وقد‬ ‫المبادلة‪ ،‬أو توزيع الثّروة وتملُّ ِكها‪ ،‬أو التّ ُّ‬
‫في مجال اإلنتاج‪ ،‬أو التوزيع‪ ،‬أو ُ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬صفحة ‪.13-11‬‬
‫ّ‬ ‫محمد شوقي الفنجري‪ ،‬مفهوم ومنهج اإلقتصاد‬ ‫‪5‬‬
‫والس الم‪ ،-‬وفي عه د ُخلفائ ه من‬
‫الص الةُ ّ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬
‫طب ق في عه د الن ّ‬
‫ك انت ه ذه القواع د تُ ّ‬
‫‪6‬‬
‫يتكون من جانبان‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫بعده‪ ،‬كما ّأنه ّ‬
‫الج ‪44‬انب األول الثّ ‪44‬ابت‪ :‬وه و القواع د أو األص ول ال تي ج اءت في ُنص وص القُ رآن‬ ‫‪‬‬
‫الربا‪ ،‬وح ّل‬
‫كحرمة ّ‬‫الزمان أو المكان؛ ُ‬ ‫تغي ر ّ‬ ‫تتبدل مع ّ‬ ‫تتغير أو ّ‬ ‫الكريم أو السُّنة‪ ،‬وال ّ‬
‫العام ة‬
‫النصوص ّ‬ ‫َأح َّل اللَّهُ اْلَب ْي َع َو َح َّر َم ِّ‬
‫الرَب ا)‪ 7،‬وغيرها من ُّ‬ ‫(و َ‬
‫ِ‬
‫البيع‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ال تي تُق ّرر ه ذه المب ادئ واُألص ول‪ ،‬وهي س ّر عظم ة االقتص اد في اإلس الم‪ ،‬وتتعلّ ق‬
‫المجتمعات‪.‬‬ ‫ّ ِ‬
‫األساسية ل ُك ّل ُ‬ ‫بالحاجات‬
‫المجتمع‬
‫السلطة الحاكمة في ُ‬
‫تغير‪ :‬ويكون في األساليب التي تضعها ّ‬
‫الم ّ‬
‫الجانب الثّاني ُ‬ ‫‪‬‬
‫المجتمعات‪ ،‬والعمل ضمنها‪.‬‬
‫المسلم؛ لرسم ُأصول اإلسالم وسياسته في االقتصاد في ُ‬
‫ُ‬
‫العام ة‬
‫بأن ه‪" :‬مجموع ة اُألص ول ّ‬ ‫المي ّ‬ ‫ُّ‬
‫ربي االقتص اد اإلس ّ‬ ‫وع ّرف ال دكتور محم د الع ّ‬
‫المعيشية الذي تُقيم‬
‫ّ‬ ‫بوي ة‪ ،‬وتكون حسب الظُّروف‬
‫الن ّ‬
‫والس نة ّ‬
‫المستخرجة من القُ رآن الكريم ُّ‬ ‫ُ‬
‫العام ة التي‬ ‫ٍ‬
‫على أساسه تلك األصول في ُك ّل بيئة أو عصر"‪ ،‬فهو يقوم على على المبادئ ّ‬
‫بوي ة‪ ،‬وهم ا المرج ع األساس ّي في ذل ك‪ ،‬فال يج وز‬
‫الن ّ‬
‫والس نة ّ‬
‫نص عليه ا القُ رآن الك ريم ُ‬
‫ّ‬
‫والحل ول‬
‫حرم ا‪ ،‬كم ا ّأن ه يق وم على التّطبيق ات ُ‬
‫ُمخالفتهم ا بتح ريم م ا أحاّل ‪ ،‬أو تحلي ل م ا ّ‬
‫ختص ون في تط بيق تل ك المب ادئ وإ عماله ا‪ ،‬م ع ُّ‬
‫تغيره ا‬ ‫الم ّ‬‫يتوص ُل إليه ا ُ‬
‫ّ‬ ‫ادية ال تي‬
‫االقتص ّ‬
‫الزمان والمكان‪ ،‬كاالستعانة بمناهج أصول الفقه‪ ،‬والتّرجيح بين المصالح والمفاسد‪،‬‬
‫بحسب ّ‬
‫يتعدى إلى تدبير شؤون‬
‫حيث ّإنه ّ‬
‫المالية؛ ُ‬
‫ّ‬ ‫أعم وأشمل من المعامالت‬
‫فاالقتصاد في اإلسالم ُّ‬
‫‪8‬‬
‫وكيفية استثمارها وإ نفاقها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المسلم‪،‬‬
‫المجتمع ُ‬
‫المال والثّروة في ُ‬

‫االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬السعودية‪ :‬موقع وزارة األوقاف السعودية‪ ،‬صفحة ‪.11-10‬‬ ‫‪6‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية‪.275 :‬‬ ‫‪7‬‬

‫محمد عثمان شبير (‪ ،)2010‬المدخل إلى فقه المعامالت المالية (الطبعة الثانية)‪ ،‬األردن‪ :‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪،‬‬ ‫‪8‬‬

‫صفحة ‪.14-13‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص الفكر االقتصادي االسالمي‬
‫‪9‬‬ ‫ٍ‬
‫بمجموعة من الخصائص‪ ،‬نذكرها فيما يأتي‪:‬‬ ‫اإلسالمي‬ ‫يتميز االقتصاد‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫زء من ال ّدين‪ ،‬ومص دره‬
‫أي ّأنه ا من عن د اهلل ‪-‬تع الى‪ ،-‬فاالقتص اد ُج ٌ‬‫رباني‪44‬ة المص‪44‬در‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الزم ان أو المك ان؛ كأحك ام الم يراث‪،‬‬
‫بتغي ر ّ‬
‫يتغي ر ّ‬
‫النبوي ة‪ ،‬فال ّ‬
‫الس نة ّ‬‫القُ رآن الك ريم أو ُّ‬
‫‪10‬‬
‫أن من مصادره اإلجماع والقياس‪.‬‬ ‫كما ّ‬
‫نيوي ة‬
‫الد ّ‬‫ربانية الهدف‪ :‬فاالقتص اد في اإلس الم يه دف إلى س ّد حاج ات الف رد والجماع ة ُ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫التصرف بالمال واالنتفاع به‪ُ ،‬في درك‬
‫ُّ‬ ‫ِوفق شرع اهلل ‪-‬تعالى‪ ،-‬واستخالفه لإلنسان في‬
‫اء‬
‫أن الم ال هلل ‪-‬تع الى‪ ،-‬فيس تعملهُ في طاعت ه‪ ،‬ويق وم بنش اطاته االقتص ادية بن ً‬ ‫المس لم ّ‬
‫ُ‬
‫‪11‬‬ ‫ط ِعم ُكم ِلو ْج ِه اللَّ ِـه اَل ُن ِر ُ ِ‬ ‫ِإ‬ ‫ِ ِ‬
‫ورا)‪،‬‬
‫اء َواَل ُش ُك ً‬
‫يد من ُك ْم َج َز ً‬ ‫على ذلك‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪َّ ( :-‬ن َما ُن ْ ُ ْ َ‬
‫حيث يكون االقتصاد في غير اإلسالم‬
‫اإلسالمي عن غيره‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يتميز به االقتصاد‬
‫وهذا ما ّ‬
‫الحصول على الثّروة والمال فقط‪.‬‬
‫بهدف ُ‬
‫كمراقب ة‬
‫والذاتي ة‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫رية‬
‫ادي يخض ع لرق ابتين؛ البش ّ‬
‫فالنش اط االقتص ّ‬‫المزدوج‪44‬ة‪ّ :‬‬
‫الرقاب‪44‬ة ُ‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫الذاتي ة فتك ون من خالل ُمراقب ة‬
‫ّ‬ ‫وأم ا‬
‫والس الم‪ -‬لألس واق بنفس ه‪ّ ،‬‬
‫الص الةُ ّ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬ ‫الن ّ‬
‫شاهد عليه ويراه‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫وأن اهلل ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫اإلنسان لنفسه‪ّ ،‬‬
‫ُأسس ٍ‬
‫ثابتة ال‬ ‫ٍ‬ ‫والمرونة أو التّطور‪ :‬فاالقتصاد في اإلسالم يقوم على‬
‫الجمع بين الثّبات ُ‬ ‫‪‬‬
‫تغي ر األزمن ة أو األمكن ة‪ ،‬وم ع ذل ك فه و يحت وي على األس اليب‬
‫تتغي ر أو تتب دل م ع ّ‬
‫ّ‬
‫تعارض ها م ع اُألس س الثابت ة‪ ،‬فاألص ل في‬
‫المتج ّددة‪ ،‬بش رط ع دم ُ‬
‫المختلف ة‪ ،‬والوس ائل ُ‬
‫ُ‬
‫منعها‪.‬‬
‫المعامالت اإلباحة‪ ،‬ما لم يثبت ُ‬
‫ُ‬

‫اإلسالمي والقضايا الفقهية المعاصرة‪ ،‬قطر‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬صفحة ‪،43-24‬‬


‫ّ‬ ‫‪ 9‬علي أحمد السالوس (‪ ،)1998‬اإلقتصاد‬
‫جزء ‪.1‬‬
‫محمد شوقي الفنجري (‪ ،)1993‬ذاتية السياسة اإلقتصادية اإلسالمية وأهمية اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ :‬المجلس‬ ‫‪10‬‬

‫األعلى للشئون اإلسالمية‪ ،‬صفحة ‪.25-18‬‬


‫سورة اإلنسان‪ ،‬آية‪.9 :‬‬ ‫‪11‬‬
‫حيث إن اإلنس ان يتك ون من م ٍ‬
‫ادة وروح‪ ،‬وج اء‬ ‫ّ‬ ‫وحي‪44 4‬ة‪ّ ُ :‬‬
‫والر ّ‬
‫المادي‪44 4‬ة ّ‬
‫ّ‬ ‫‪4‬وازن بين‬
‫التّ‪ُ 4 4‬‬ ‫‪‬‬
‫ادي‪ ،‬بحيث ال يطغى أح ُدهما على اآلخ ر‪،‬‬
‫اإلس الم لي وازن بينهم ا في الج انب االقتص ّ‬
‫َأهل القُ رى‬
‫َأن َ‬‫(ولَ و َّ‬ ‫ِ‬
‫االقتصادي‪ ،‬كقوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫ّ‬ ‫اإليماني والجانب‬
‫ّ‬ ‫فَ َربط بين الجانب‬
‫الس عي إلى العم ل‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫كم‬ ‫‪12‬‬
‫ِ‬
‫اَألرض)‪،‬‬ ‫الس ِ‬
‫ماء َو‬ ‫ات ِم َن َّ‬
‫آمن وا واتَّقَ وا لَفَتَحن ا علَي ِهم برك ٍ‬
‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫المسلم التّفرغ للعبادة فقط وترك العمل‪.‬‬
‫وحرم على ُ‬
‫سعياً إلى الجهاد‪ّ ،‬‬
‫حيث يجوز للفرد االنتفاع والعمل ما لم‬
‫وازن بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة‪ُ :‬‬ ‫التّ ُ‬ ‫‪‬‬
‫حرم اهلل الغصب‪ ،‬واالعتداء‪ ،‬واالحتكار‪.‬‬
‫يتعارض مع مصلحة الجماعة‪ ،‬فقد ّ‬
‫الن اس‪ ،‬ودوافعهم‪ ،‬وحاجاتهم‪،‬‬
‫ويراعي في مبادئه وأحكامه طبائع ّ‬‫حيث ُينظر ُ‬
‫الواقعية‪ُ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫بعض في ال ّرزق من ب اب االبتالء‬ ‫ٍ‬ ‫فض ل اهلل بعض البش ر على‬ ‫ومش كالتهم‪ ،‬وق د ّ‬ ‫ُ‬
‫وق‬
‫عض ُكم فَ َ‬ ‫ِ‬
‫اَألرض َو َرفَ َع َب َ‬ ‫(و ُه َو الَّذي َج َعلَ ُكم َخالِئ َ‬
‫ف‬ ‫ِ ِ‬
‫واالختب ار‪ ،‬لقول ه ‪-‬تع الى‪َ :-‬‬
‫‪13‬‬
‫جات ِلَيبلُ َو ُكم في ما آتا ُكم)‪.‬‬
‫عض َدر ٍ‬
‫َب ٍ َ‬
‫الص الةُ‬
‫بي ‪-‬علي ه ّ‬
‫أي ّأن ه للبش ر جميعهم‪ ،‬وه ذا يتناس ب م ع طبيع ة دع وة الن ّ‬
‫العالمية‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫‪‬‬
‫عينة‪.‬‬ ‫جهة أو ٍ‬
‫فئة ُم ّ‬ ‫للناس كافّة‪ ،‬وليس فقط ِل ٍ‬
‫وبعثه ّ‬ ‫والسالم‪ْ ،-‬‬
‫ّ‬
‫الس‪4‬ماوات واألرض لل ّن‪44‬اس على ح‪4ٍ 4‬د س‪44‬واء‪ :‬فاهلل ‪-‬تع الى‪ -‬خل ق‬ ‫تس‪44‬خير اهلل ‪-‬تع‪44‬الى‪ّ -‬‬ ‫‪‬‬
‫اَألر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض َو َج َعْلَن ا‬ ‫(ولَقَ ْد َمكَّنا ُك ْم في ْ‬
‫وهي أ له الكون؛ لينتفع فيه‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬ ‫اإلنسان‪ّ ،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ ُك ْم فيهَا َم َعايِ َش َقليالً َما تَ ْش ُك ُر َ‬
‫‪15 14‬‬
‫ون)‪.‬‬
‫ولكن ه‬
‫رعية‪ :‬فيعم ل اإلنس ان ويس تثمر م ا ش اء‪ّ ،‬‬ ‫ري‪44‬ة الكس‪44‬ب والتّحص‪44‬يل ب‪44‬الطُّرق ّ‬
‫الش‪ّ 4‬‬ ‫ُح ّ‬ ‫‪‬‬
‫كس ب من الحرام‪،‬‬
‫يكون ُم ّقيداً بضوابط وقيود وضعها ال ّشرع‪ ،‬فال يجوز له العمل أو التّ ُ‬
‫حرمة في كسبه وتحصيله‪.‬‬ ‫الم ّ‬
‫أو استخدام الوسائل ُ‬

‫سورة األعراف‪ ،‬آية‪.96 :‬‬ ‫‪12‬‬

‫نفس المرجع السابق‬ ‫‪13‬‬

‫سورة األعراف‪ ،‬آية‪.10 :‬‬ ‫‪14‬‬

‫محمد إبراهيم برناوي (‪ ،)1401‬خصائص ومقومات االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬المدينة المنورة‪ :‬مجلة الجامعة اإلسالمية‬ ‫‪15‬‬

‫بالمدينة المنورة‪ ،‬صفحة ‪.210-204‬‬


‫ؤدي إلى‬
‫حرم ة في الكس ب‪ ،‬وي ّ‬ ‫ُّ‬
‫الم ّ‬
‫الرب ا من الطرق ُ‬
‫إن ّ‬
‫حيث ّ‬
‫بوي‪44‬ة‪ُ 4:‬‬
‫الر ّ‬‫ُمحارب‪44‬ة الفوائ‪44‬د ّ‬ ‫‪‬‬
‫اإلسالمي يقوم على التّكا ُف ل والتّعاون بين أفراد‬
‫ّ‬ ‫والبخل‪ ،‬فاالقتصاد‬
‫باألناني ة ُ‬
‫ّ‬ ‫االتّصاف‬
‫المجتمع‪ ،‬وليس على استغاللهم‪.‬‬
‫ُ‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات الفكر االقتصادي اإلسالمي في العصور الوسطى‬

‫المطلب األول‪ :‬أسس الفكر االقتصادي االسالمي‬


‫‪16‬‬ ‫ٍ‬
‫مجموعة من اُألسس‪ ،‬نذكرها فيما يأتي‬ ‫اإلسالمي على‬ ‫يقوم االقتصاد‬
‫ّ‬
‫المل ك ه و هلل ‪-‬تع الى‪-‬‬
‫أن األص ل في ُ‬ ‫والعام‪44‬ة‪ :‬وهي ّ‬‫ّ‬ ‫الخاص‪ُ 4 4‬ة‬
‫ّ‬ ‫المزدوج ‪44‬ة‪،‬‬
‫لكي ‪44‬ة ُ‬
‫الم ّ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ـه الَِّذي آتَ ا ُك ْم)‪ ،‬ولكن اهلل ‪-‬تع الى‪ -‬في‬
‫‪17‬‬ ‫ال اللَّ ِ‬
‫وهم ِّمن َّم ِ‬
‫(وآتُ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫وح ده‪ ،‬لقول ه ‪-‬تع الى‪َ :-‬‬
‫لس اِئ ِل‬
‫ق لِّ َّ‬‫َأم و ِال ِه ْم َح ٌّ‬ ‫الن اس‪ ،‬كقوله ‪-‬تعالى‪ِ :-‬‬
‫(وفي ْ َ‬
‫َ‬ ‫لكي ة إلى ّ‬
‫الم ّ‬
‫عدد من اآليات أضاف ُ‬
‫ٍ‬

‫صرف فيه‬ ‫صرف‪ ،‬فيجوز لإلنسان التّ ُ‬ ‫لكية تقوم على المنفعة والتّ ُّ‬
‫الم ّ‬
‫‪18‬‬
‫واْل َم ْح ُر ِ‬
‫وم)‪ ،‬وهذه ُ‬ ‫َ‬
‫العامة أراضي بيت‬ ‫لكية‬
‫الم ّ‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫من غير اعتداء على اآلخرين أو استعمالهُ في الحرام‪ ،‬ومن ُ‬
‫‪-‬تع الى‪( :-‬و ِ‬
‫َأنفقُ وا‬ ‫تخلف في الم ال‪ِ ،‬لقول ِه‬
‫ٌ‬ ‫الم ال‪ ،‬وق د جع ل اهلل ‪-‬تع الى‪ -‬اإلنس ان ُمس‬
‫َ‬
‫ِ ِ ‪19‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الخاص ة لألفراد بعدم االعتداء عليها؛‬
‫ّ‬ ‫لكي ة‬
‫الم ّ‬
‫ُ‬ ‫احترام‬ ‫مع‬ ‫ين فيه)‪،‬‬
‫م َّما َج َعلَ ُكم ُّم ْس تَ ْخلَف َ‬
‫السرقة‪.‬‬ ‫كتحريم ّ‬
‫رورية لمن‬
‫ّ‬ ‫المية بت أمين الحاج ات الض‬
‫الدول ة اإلس ّ‬
‫حيث تق وم ّ‬ ‫التّكا ُفل وضمان ِ‬
‫الكفاي‪44‬ة‪ُ :‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يقدر عليها‪.‬‬
‫رية في اختيار اإلنسان الطريقة التي تُناسبه في التّحصيل‬
‫الح ّ‬
‫قيدة‪ :‬من خالل ُ‬
‫الم ّ‬
‫رية ُ‬
‫الح ّ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫الحرية ُم ّقيدةٌ بعدم فعل الحرام‪.‬‬
‫ولكن هذه ُ‬
‫ّ‬ ‫والرزق‪،‬‬
‫ّ‬

‫اإلسالمي والقضايا الفقهية المعاصرة‪ ،‬قطر‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬صفحة ‪،50-44‬‬


‫ّ‬ ‫‪ 16‬علي أحمد السالوس (‪ ،)1998‬اإلقتصاد‬
‫جزء ‪.1‬‬
‫سورة النور‪ ،‬آية‪.33 :‬‬ ‫‪17‬‬

‫سورة الذاريات‪ ،‬آية‪.19 :‬‬ ‫‪18‬‬

‫سورة الحديد‪ ،‬آية‪.7 :‬‬ ‫‪19‬‬


‫االقتص‪4‬ادي‪ :‬من خالل توزي ع الثّ روة وع دم‬ ‫ّ‬ ‫تحقيق العدالة االجتماعية‪ ،‬وحف‪4‬ظ التّ‪4‬وازن‬ ‫‪‬‬
‫‪20‬‬
‫اء ِمن ُك ْم)‪.‬‬
‫اَأْلغنِي ِ‬
‫ون ُدولَةً َب ْي َن ْ َ‬
‫فئة م ّ ِ ِ‬
‫عينة‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪َ ( :-‬ك ْي اَل َي ُك َ‬ ‫ُ‬
‫جعلها في أيدي ٍ‬
‫قوله ‪-‬تعالى‪ِ( :-‬إ َّن ِّ‬ ‫ترشيد االستهالك واإلنفاق‪ :‬بتحريم التبذير‪ِ ،‬ل ِ‬
‫رين كانوا ِإ َ‬
‫خوان‬ ‫المَبذ َ‬‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫الح ْجر على مال السفيه ‪-‬الذي ُيب ّذر أمواله في ما ال ينبغي‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫الش ِ‬
‫ياطين)‪ ،‬ومن ذلك َ‬ ‫َّ‬

‫المطلب الثاني‪ :‬رواد الفكر االقتصادي اإلسالمي في العصور الوسطى‬

‫اذا اردن ا أن نق دم لمح ة عن رواد الفك ر االقتص ادي االس المي يمكنن ا أن نتوق ف عن د‬
‫هؤالء على سبيل المثال‪:‬‬
‫الفارابي‪ :‬هو أبو النص ر محم د‪ ،‬ولد في ف اراب (آسيا الوسطى) ‪ 876‬ميالدية وال تي هي‬
‫الي وم في الجمهوري ات االس المية ال تي انفص لت عن االتح اد الس وفييتي‪ ..‬ت وفى في دمش ق‬
‫س نة ‪ 950‬م‪ .‬وتنق ل بين بغ داد وحلب (في بالط س يف الدول ة) ويع د من اعظم فالس فة‬
‫العرب ولو انه من اصل غير عربي (العروبة ليست بالدم وانما باالنتماء وااليمان) وفوق‬
‫كل ذلك عقيدته االسالمية التي تعتبر العروبة ولغة الضاد وعائها الفكري وعاءها‪ ،‬لقب‬
‫بالمعلم الثاني بعد ارسطو‪ :‬جوهر فلسفته قائم على التوفيق بين تفكيره االسالمي الخاص‬

‫وفلس فة ارس طو المثالي ة‪ /‬المادي ة) فنش أت عن ه فلس فة اس المية جدي دة‪ .‬ك ان مض طلعاً‬
‫بالرياض يات وفن الموس يقى‪ ،‬ويقتبس الي ه اخ تراع آل ة الق انون‪ .‬ومن اهم مؤلفات ه‪ :‬احص اء‬
‫العلوم وما ينبغي ان تعلم قبل الفلسفة المطبوع بعنوان‪ :‬المجموع من مؤلفات الفارابي في‬
‫مص ر ع ام ‪ ،1907‬و(مقال ه في العق ل) والجم ع بين رأي الحكيمين (افالط ون وارس طو)‬
‫واجوبة عن (مسائل فلسفية)‬
‫ابن س ‪44‬ينا (‪ 980‬ـ ‪1037‬م)‪ :‬من كب ار فالس فة الع رب وعلم ائهم ول د في اخش فه ق رب‬
‫بخارى وتوفي في همدان‪ ،‬عالم بالرياضيات وطبيب باالضافة إلى فلسفته‪ .‬تعمق في فلس فة‬

‫سورة الحشر‪ ،‬آية‪.7 :‬‬ ‫‪20‬‬

‫سورة اإلسراء‪ ،‬آية‪.27 :‬‬ ‫‪21‬‬


‫ارس طو وت أثر باالفلوطوني ة الجدي دة (نس بة إلى افل وطين وليس افالط ون) واالول ول د في‬
‫مصر عام ‪207‬م زاهد وفيلسوف تأثر بافكار افالطون واسس المذهب الفلسفي المعروف‬
‫باس م (االفلوطوني ة الجدي دة) ح اول في ه التوفي ق بين الفلس فة اليوناني ة والمعتق دات الديني ة‬
‫الشرقية (خاصة المسيحية) وكثيراً ما جاءت اراؤه مضادة للعقيدة المسيحية كان له تأثير‬
‫عمي ق على مس تمعيه‪ ،‬جمعت تعاليم ه في (التاس وعات) وك ان النتش ارها وق ع خط ير على‬
‫الفلس فة والتص وف من بع ده‪ .‬ل ذلك الغراب ه ان وج دنا ابن س ينا يق ول بوج ود العق ل الع ام‬
‫وي دافع عن خل ود النفس ووح دة الخ الق‪ .‬ك ان ل ه ت أثير عمي ق في الص وفية ومن مؤلفات ه‬
‫المطبوعة (القانون في الطب) و(الشفاء في الفلسفة)‪ ،‬و(االشارات والتنبيهات في المنطق)‬
‫وكتاب (النجاة)‪.‬‬
‫أحم‪44‬د بن علي ال‪4‬دلجي‪ :‬ع اش في الق رن الخ امس عش ر الميالدي في مص ر كتاب ه (الفالك ه‬
‫والمفلوكون) ـ الفقر والفقراء ـ كتبه في الفترة ‪ 1412‬ـ ‪1421‬م ليبحث فيه عن أسباب غلبة‬
‫الفقر على االنسان‪ ،‬وقد قسم المعاش الى وجوه طبيعية ووجوه غير طبيعية‪ ،‬فاألول يشمل‬
‫الزراعة والصناعة والتجارة واألموال الموروثة وخدمات العلماء والعمل المهني (الحرفي)‬
‫اما الثاني‪ ،‬فيأتي من عمليات التنجيم ومحاوالت قلب المعادن الرخيصة الى معادن ثمينة‬
‫‪22‬‬
‫وما شابه‪ .‬واوضح طرق ووسائل نجاح كل نشاط من انشطة المعاش الطبيعي‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية النظام االقتصادي االسالمي‬

‫يمت از االقتص اد اإلس المي بأن ه االقتص اد ال واقعي الس مح المؤه ل لبن اء حي اة اقتص ادية‬
‫متوازن ة تس مح للف رد أن يم ارس نش اطه االقتص ادي وتحف ظ حقوق ه وملكيت ه الفردي ة كم ا‬
‫تض ع ل ه واجب ات وض وابط ش رعيه تح د من حريت ه الغ ير متناهي ة فه و نظ ام اقتص ادي‬
‫أخالقي ال يس مح بالممارس ات الفردي ة المش بوهة ال تي تض ر ب اآلخرين فيمن ع الغش‬
‫واالحتكار والربح الفاحش كما يحارب الربا واالستغالل‪ .‬كما يسمح للجماعة من ممارسة‬

‫رواد الفكر االقتصادي اإلسالمي‪albayan.com ،08/07/2001 ،‬‬ ‫‪22‬‬


‫نشاطها االقتصادي دون أن تؤثر على األفراد بل تحافظ على حريات األفراد والتي تشكل‬
‫الجماع ة وتش جع على المنافس ة االقتص ادية المتكامل ة وليس المنافس ة االحتكاري ة بحيث‬
‫يعيش المجتمع بشكل متكامل ومتوازن مع أفراده بحيث يحترم حقوقه وملكيته كما يحافظ‬
‫الف رد على الملكي ة الجماعي ة ويحترمه ا وب ذلك يس ود المجتم ع الع دل والت وازن وتك افؤ‬
‫الفرص والحياة االقتصادية المتوازنة النظيفة‪ .‬ومن أهم مميزات االقتصاد االسالمي أنه ال‬
‫يعترف بالندرة النسبية التي نادى بها النظام الرأسمالي والتي تقوم على فكرة أن الموارد‬
‫االقتص ادية ن ادرة نس بيا وال تكفي إلش باع الحاج ات االقتص ادية وق د ق امت تل ك الفك رة‬
‫الخاطئة على أساس الملكية الفردية على حساب الملكية الجماعية وسمحت للفرد بممارسة‬
‫نش اطه االقتص ادي دون ض وابط أخالقي ة ف الغش واالحتك ار واس تغالل االنس ان ألخي ه‬
‫االنسان ما سمحت الى تكون فئة قليلة من األفراد األغنياء تملك وتتحكم وتسيطر باآلخرين‬
‫‪ .‬بينما جاء االقتصاد االسالمي مغايرا ومحاربا لتلك الفكرة الخاطئة ونادى بالوفرة النسبية‬
‫ف الموارد االقتص ادية مت وفرة وكافي ة إلش باع الحاج ات االقتص ادية وق د أمرن ا اهلل تع الى ان‬
‫نمش ي في من اكب األرض وبعم ارة األرض والبحث عن الم وارد االقتص ادية واس تغاللها‬
‫االستغالل االمثل وهي كافية وممتدة بين طول األرض وعرضها لكن يجب علينا السعي‬
‫والعمل على استغاللها‪ .‬فاالقتصاد اإلسالمي هو االقتصاد النزيه المتوازن الفكرة والتط بيق‬
‫والقائم على الكتاب والسنة فهو االقتصاد الذي وضعه اهلل للبشر ليحكم حياتهم االقتصادية‬
‫والمالي ة واإلداري ة وتس ود المجتمع ات االقتص ادية االزده ار واالنتع اش والع دل وتك افؤ‬
‫‪23‬‬
‫الفرص واإلخاء والمحبة‪.‬‬

‫أهمية تطبيق االقتصاد االسالمي‪ ،‬عمار الهاشمي‪ ،13/01/2013 ،‬حريدة العرب االقتصادية الدولية‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫الخاتمة‬

‫يعت بر الفك ر االقتص ادي اإلس المي من بين الم دارس ال تي س اهمت بزخ ر واف ر في‬
‫األفكار االقتصادية وحتى وإ ن المعلومات المتوفرة قليلة بسبب عدم إهتمام رجال المعرفة‬
‫باألفك ار االقتص ادية بفع ل خض وع الحي اة االجتماعي ة للتع اليم الديني ة حيث ك ان الق رآن‬
‫والسنة واجتهادات العلماء هي المصدر الرئيسي للسلطة االقتصادية في اإلسالم ‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ .1‬اآليات القرءانية‪4‬‬

‫سورة البقرة‪ ،‬آية‪.282 :‬‬ ‫‪.1‬‬


‫سورة البقرة‪ ،‬آية‪.275 :‬‬ ‫‪.2‬‬
‫سورة اإلنسان‪ ،‬آية‪.9 :‬‬ ‫‪.3‬‬
‫سورة األعراف‪ ،‬آية‪.96 :‬‬ ‫‪.4‬‬
‫سورة األعراف‪ ،‬آية‪.10 :‬‬ ‫‪.5‬‬
‫سورة النور‪ ،‬آية‪.33 :‬‬ ‫‪.6‬‬
‫سورة الذاريات‪ ،‬آية‪.19 :‬‬ ‫‪.7‬‬
‫سورة الحديد‪ ،‬آية‪.7 :‬‬ ‫‪.8‬‬
‫سورة الحشر‪ ،‬آية‪.7 :‬‬ ‫‪.9‬‬
‫سورة اإلسراء‪ ،‬آية‪.27 :‬‬ ‫‪.10‬‬

‫‪ .2‬األحاديث الشريفة‬

‫رواه البخ اري‪ ،‬في ص حيح البخ اري‪ ،‬عن عبداهلل بن عم ر‪ ،‬الص فحة أو ال رقم‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ ،6043‬صحيح‪.‬‬

‫‪ .3‬مراجع أخرى‬

‫المي ُأس س ومب ادئ‬


‫عب د اهلل بن عب د المحس ن الط ريقي (‪ ،)2009‬اإلقتص اد اإلس ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫واهداف (الطبعة الحادية عشرة)‪ ،‬صفحة ‪24-21‬‬
‫اإلسالمي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫محمد شوقي الفنجري‪ ،‬مفهوم ومنهج اإلقتصاد‬ ‫‪.2‬‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬السعودية‪ :‬موقع وزارة األوقاف السعودية‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫محم د عثم ان ش بير (‪ ،)2010‬الم دخل إلى فق ه المع امالت المالي ة (الطبع ة الثاني ة)‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫األردن‪ :‬دار النفائس للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫المي والقض ايا الفقهي ة المعاص رة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫علي أحم د الس الوس (‪ ،)1998‬اإلقتص اد اإلس‬ ‫‪.5‬‬
‫قطر‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬جزء ‪.1‬‬
‫محم د ش وقي الفنج ري (‪ ،)1993‬ذاتي ة السياس ة اإلقتص ادية اإلس المية وأهمي ة‬ ‫‪.6‬‬
‫اإلقتصاد اإلسالمي‪ ،‬القاهرة‪ :‬المجلس األعلى للشئون اإلسالمية‪.‬‬
‫محمد إبراهيم برناوي (‪ ،)1401‬خصائص ومقومات االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬المدينة‬ ‫‪.7‬‬
‫المنورة‪ :‬مجلة الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة‪.‬‬
‫المي والقض ايا الفقهي ة المعاص رة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫علي أحم د الس الوس (‪ ،)1998‬اإلقتص اد اإلس‬ ‫‪.8‬‬
‫قطر‪ :‬دار الثقافة‪ ،‬جزء ‪.1‬‬
‫إيم ان الحي اري‪ ،‬مب ادئ‪ ،‬خص ائص وأه داف النظ ام االقتص ادي اإلس المي‪،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪mah6at.net ،16/01/2023‬‬
‫أهمية تطبيق االقتصاد االسالمي‪ ،‬عمار الهاشمي‪ ،13/01/2013 ،‬حريدة العرب‬ ‫‪.10‬‬
‫االقتصادية الدولية‪.‬‬

You might also like