Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة الاقتصاد النقدي و الأسواق المالية PDF
مطبوعة الاقتصاد النقدي و الأسواق المالية PDF
قام المؤلف بإعداد هذه المطبوعة كمرجع في مجال االقتصاد النقدي واألسواق المالية
لطلبة السنة الثانية قسم العلوم التجارية بصفة خاصة من جهة ،ولطلبة كلية العلوم االقتصادية
بصفة عامة الذين لديهم الرغبة والميول في ترسيخ المعرفة العلمية باستخدام هذه المطبوعة
كمرجع في تدعيم البحوث والمحاضرات المقررة في مقاييس االقتصاد النقدي واألسواق المالية،
والتي تعاظم االهتمام بها في العصر الحالي نتيجة تراكم وتفاعل العديد من العوامل والمتغيرات
خاصة وان العالم ال يزال يعيش تحت وقع تداعيات األزمة المالية العالمية لسنة .8002
ويحظى مجال االقتصاد النقدي واألسواق المالية باهتمام أكبر من قبل الباحثين والطلبة،
ألنه لو ندرك لماذا يتغير الوضع االقتصادي للعالم نتيجة تغير مؤشر بورصة عالمية بنقطة واحدة
ألدركنا ما أهمية هذه األسواق في حياتنا.
و بناء على ذلك يسعى هذا المرجع إلى إعطاء فكرة متكاملة عن المبادئ والمفاهيم
األساسية والحاالت العملية التي يقوم عليها االقتصاد النقدي واألسواق المالية ،وهو يخاطب في
محتوياته بلغة علمية وفنية رصينة وبأسلوب عربي يسهل للطلبة والقراء فهم ومتابعة الموضوع
بشكل متكامل يساعد على االنتقال النوعي من الناحية الوصفية في الجانب النظري إلى الناحية
العملية في الجانب التطبيقي.
ويتكون هذا المرجع من ثالثة فصول ،حيث يتناول الفصل األول االقتصاد النقدي
ويتضمن ثالثة مباحث تم التطرق فيها إلى النقود واألنظمة والسياسات النقدية من خالل إبراز
عوامل نشأة النقود ووظائفها في المبحث األول ،وأنواع النقود واألنظمة النقدية المختلفة في
المبحث الثاني .أما المبحث الثالث ففيه تم التطرق إلى النظريات والسياسات النقدية وأدواتها.
وأما الفصل الثاني والثالث من هذه المطبوعة فقد تم تخصيصه للجانب المتعلق باألسواق
المالية بالشكل التالي :الفصل األول يتناول األسواق المالية وتم فيه تناول تقسيمات أسواق رأس
المال والوظائف التي تؤديها في االقتصاد ،ليخلص إلى تحديد أهمية مؤشرات البورصة
واستخداماتها االقتصادية.
مع التركيز على المفاهيم العامة المرتبطة ببورصة األوراق المالية من خالل عرض
تنظيم هيكل البورصة وتحديد األوراق المالية المتداولة فيها مع إبراز مكانة البعض منها في
البورصات العالمية المختلفة ،واآلليات التي تعمل بها البورصة وطرق التسعير والتداول
واإلدراج.
أما في الفصل الثالث فقد حرصت على التوضيح للقراء الممارسة العلمية والعملية من
خالل األمثلة التطبيقية.
1
وفي النهاية نأمل أن يكون هذا المرجع مفيدا للقراء ويمكنهم من مواكبة التطورات العالمية
المتالحقة في مجال االقتصاد النقدي واألسواق المالية ،وان يحقق الفائدة ويكون إضافة إلى طلبة
الكلية.
ومن هللا التوفيق
الدكتور أحسين عثماني
8
الفصل األول :النقود ،األنظمة والسياسات النقدية
أوال :نشأة النقود ووظائفها
-0نشأة النقود
-0-0نظم المقايضة
-3-0عيوب المقايضة
-3وظائف النقود ومفهومها
-0-3وظائف النقود
-3-3مفهوم النقود
-2-3خصائص النقود
ثانيا :أنواع النقود واألنظمة النقدية
-0أنواع النقود
-0-0أنواع النقود الرئيسية
-3-0أنواع النقود األخرى
-3األنظمة النقدية
-0-3تعريف النظام النقدي وعناصره
-3-3تطور األنظمة النقدية
ثالثا :النظريات والسياسات النقدية
-0النظريات النقدية
-0-0النظريات النقدية الكالسيكية
-3-0النظريات النقدية الحديثة
-3السياسات النقدية
-0-3طبيعة السياسة النقدية وسلطتها
-3-3أنواع السياسات النقدية
-2-3أدوات السياسة النقدية
3
تهدف الدراسة لموضوع النقود إلى إبراز دورها في االقتصاد القومي ،وشرح المبادئ األساسية للنظم
النقدية المختلفة ،من خالل المعرفة األساسية عن النقود والخاصة بنشأتها وتطورها ووظائفها ،ودورها في النظم
االقتصادية المختلفة ،هذه المعرفة األساسية تؤدي إلى االنتقال -بعد التأكد أن النقود ليست مجرد وسيط في
المبادالت ومقياس للقيمة ،بل عنصر هام من عناصر االقتصاد يؤثر في النشاط االقتصادي تأثي اًر فعاالً -إلى
دراسة قيمة النقود والنظريات المختلفة الخاصة بتقدير هذه القيمة.
وتؤكد الحقائق التاريخية أن اإلنسان قد عرف مرحلة اإلنتاج الطبيعي " الذاتي " قبل مرحلة التبادل
وعرفت المجتمعات البدائية في تلك المرحلة باإلنتاج لتلبية الحاجة أو االكتفاء الذاتي فقط ،واقتصر النشاط في
الزراعة وتربية المواشي والقنص والصيد ،ولم يعرف اإلنسان آنذاك التبادل ،ولم تكن له حاجة لتحقيق الفوائض،
أما في مرحلة المقايضة فقد عرف اإلنسان التبادل التجاري ،وتقسيم العمل والتخصص ،ومرد ذلك إلى تعدد
رغبات الناس واختالف وتباين تقدير كل واحد منهم للمنفعة الحدية التي يحصل عليها في التبادل.
كانت الغاية من اإلنتاج في العصور البدائية هو تحقيق االكتفاء الذاتي واشباع حاجات األفراد ،أي
إنتاج السلع والخدمات لالستعمال العائلي أو أفراد القبيلة الواحدة ،ولكن بظهور تقسيم العمل والتخصص في
العملية اإلنتاجية بين خدمة وأخرى في مرحلة معينة ،بدأ انتشار المبادالت التي تقوم في هذه المرحلة على
المقايضة ،وهذا ما سيتم التطرق إليه من خالل ما يلي:
-1نشأة النقود
بعد مرحلة االقتصاد الطبيعي الذي كان أساسه يقوم على إنتاج الناس ألشياء مخصصة
لالستهالك الشخصي ،ظهر نمط جديد لتقسيم العمل االجتماعي بين البشر ،وتخصص بعضهم بأعمال دون
سواها ،ألسباب فرضتها الطبيعة ،أو المهنة ،أو الخبرة والمؤهالت أو الوراثة االجتماعية لمهنة اآلباء ومقايضة
الفائض منها مع منتجين آخرين بدأ باالنحالل تدريجياً ،لتشهد البشرية االنتقال النهائي من اإلنتاج السلعي
البسيط المخصص لالستهالك الذي عرفته الحضارات القديمة في الهند والصين ومصر القديمة وسورية وبالد
الرافدين ،ومجتمعات العبودية القديمة في اليونان وروما وافريقيا ،إلى تحقيق الفائض المخصص للتبادل.
-0-0نظام المقايضة
في المرحلة التالية المرتبطة بوجود فائض اقتصادي ،أي كمية من الناتج الصافي تزيد على ما يعد
استهالكاً ضرورياً للمنتجين المباشرين في ظل الظروف االجتماعية والفنية السائدة ،ظهر اإلنتاج بقصد المبادلة
وبرزت معه المقايضة barterالتي تعني تبادل الناس لألشياء والحاجات والسلع والمنافع فيما بينهم من دون
استخدام النقد .وجاءت المقايضة في اللغة العربية من فعل قايض ،يقايض ،مقايضة .أي بادل يبادل الشيء
4
مبادلة مع شيء آخر ،لهذا فإن معنى المقايضة هو التبادل exchangeلسلعة مقابل سلعة أخرى موازية لها
بالقيمة ،وليس بالضرورة أن تكون مشابهة أو من الصنف والنوع نفسه .وتحتاج المقايضة إلى وجود طرفين في
العملية أو أكثر للقيام بالمقايضة ووجود موضوعات التبادل .وقد يكون موضوع المقايضة سلعاً commodities
لالستهالك الشخصي ،أو أدوات ذات نفع عام وتلبي حاجة إنسانية .وقد يكون موضوع المقايضة والتبادل أشياء
مادية كاألغذية واألطعمة أو مواد أولية أو مواشي أو بشر كالعبيد والنساء أو األسرى كما في المجتمع العبودي.
لقد عرفت البشرية المقايضة في عصور التاريخ الباكرة كأول شكل لتبادل الحاجات والمنافع المادية البسيطة أو
ما ُعرف بالتبادل العيني ضمن دورة االقتصاد الطبيعي ،قبل أن يعرف البشر النقد وسيلة للتبادل في قياس قيم
1
السلع التي هي موضوع التبادل.
-3-0عيوب المقايضة
في اقتصاد المقايضة يتم تبادل السلع والخدمات بالسلع والخدمات ،وفي كل عملية شراء سيترتب عنها
بالضرورة عملية بيع ،وبذلك تكون عملية التبادل حقيقية ،فإذا كان الشخص " "Aله فائض من سلعته (القمح )
فإنه يذهب إلى السوق باحثا عن شخص آخر " "Bيرغب في شراء القمح وهو يملك فائضا من اللحم ،فإذا
كانت رغبة " "Aفي الحصول على اللحم سوف يجد " "Bويتحقق التوافق في الرغبات من حيث الوصف
والكم ،وسوف تتحقق المبادلة ،لكن األمر قد يطول بسبب البحث حتى يتم التوافق ويتحقق التبادل.
وعملية البحث عن من يرغب في التبادل يمكن أن تكون طويلة جدا ومكلفة ،ويعرف الوقت الذي
يقضيه األفراد إلتمام عملية التبادل في إطار نظام المقايضة بتكلفة المعامالت ،وهي تكلفة جد مرتفعة في هذا
النظام ألن األمر يقتضي تحقيق التوافق المزدوج في الرغبات من حيث الزمان والمكان أو الوصف.
2
وبذلك تترتب عن عملية المقايضة عيوب منها:
1إلياس حداد ،سمير الشيخ علي " ،المقايضة " ،الموسوعة العربية -العلوم القانونية واالقتصادية -المجلد التاسع عشر ،صفحة البحث من
المجلد ،854 .على الموقع:
http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=14918&m=1
2كبوط عبد الرزاق :النظرية النقدية دروس على الخط ،جامعة الحاج لخضر -باتنة -الجزائر ،الموقع:
www.cte.univ-setif.dz/coursenligne/kebout.abderzak/cha1.2.1.htm
5
- عدم قابلية السلع للتجزئة:
تمتلك السلع خصائص طبيعية متباينة في الحجم والوزن وقدرتها على التخزين ،وهذا أمر يجعل من
الصعوبة تحقيق المبادلة ،فمن يمتلك رأس ماشية يرغب في مبادلته بالقمح قد ال يجد الشخص الذي يوافقه
الرغبة والسبب في ذلك لعدم قابلية السلع للتجزئة (كالجمل على سبيل المثال) بحكم خصائصها الطبيعية ،وبذلك
يتعذر مبادلة السلع الصغيرة بالكبيرة بالرغم من حاجة أطراف التبادل لهذه السلع ،وتزيد بذلك تكلفة المعاملة
أكثر فأكثر.
بالنظر لخصائص السلع محل التبادل وأساليب التخزين والظروف المناخية ،فإن هناك سلع تمتلك
قدرات على التخزين واالحتفاظ بخصائصها لمدة زمنية طويلة ،وهناك سلع بطبيعتها سريعة التلف ،فإن تعذر
تحقيق التبادل ألي سبب من األسباب وطالت فترة االنتظار فمن شأنها أن تؤدي إلى فساد السلعة ،أو نقصان في
قيمتها مع مرور الزمن.
فنظرا لتعدد السلع في األسواق وتعدد نوعيتها فهذه األمور تجعل تعددا في أسعار السلع خالل الزمن،
والمعرفة بهذه األسعار أمر الزم إلتمام التبادل حتى يتأكد كل طرف بأن التبادل متوازن ،وفي ظل عدم وجود
وحدة قياس لتحديد أسعار السلع والخدمات فقد كان ضروريا في ظل المقايضة التعبير عن سعر كل سلعة
مقارنة بجميع السلع األخرى ،مما ينتج عنه عدد كبير من نسب التبادل ،فإذا افترضنا أنه في اقتصاد معين توجد
6أنواع من السلع ،فإن مختلف نسب التبادل الممكنة محددة في الجداء الديكارتي المبين في الجدول رقم()1
أدناه:
الجدول رقم()1
فان لكل سلعة يكون لها خمس نسب تبادل أو سعر مقايضة مع السلع األخرى ،وبالتالي فان العدد
1
الكلي لنسب التبادل يمكن التعبير عنه بالمعادلة التالية:
1جامعة دمشق ،كلية االقتصاد ،االقتصاد النقدي ( ،دمشق :منشورات جامعة دمشق ،)8010 ،ص ص.2-7.
6
N N 1 66 1
BR 15
2 2
حيث:
( =)N-1عدد نسب التبادل لكل سلعة ويقسم البسط على ( )8الن أي نسبة تبادل بين السلعة ( )Aيمكن أن
تستخدم لمعرفة قيمتها مقابل السلع األخرى ( )Bو( )Cو( )Dو( )Eو( )Fأو العكس نسب التبادل لتلك السلع
يمكن تحديد قيمتها بالنسبة للسلعة ( ،)Aبالشكل ( .....A/C ،A/Bأو ......C/A ،B/Aالخ ،).وهكذا كما هو
مبين في الجدول أعاله.
لكن بمجرد أن يتم تحديد سلعة معينة لكي تلعب دور الوسيط في التبادل وتحظى بصفة القبول العام،
طالما تم تحديد كل األسعار النسبية لمجرد معرفة السعر النسبي للسلع المعنية بداللة السلعة الوسيطة " النقدية
ولتكن السلعة " "Aالتي تم اختيارها باالتفاق ،فإنه يمكن معرفة بقية األسعار النسبية أو عدد نسب التبادل من
العالقة ( ،)n - 1وبذلك يتم تقليص نسب التبادل في حالة وجدود 1000سلعة من 455500إلى 555نسبة
تبادل فقط ،وتكون بذلك الحاجة لمعرفة أو لتجميع معلومات عن عدد قليل من األسعار مقارنة بالوضع السابق.
يستخلص مما سبق يمكن إيجاز عيوب نظام المقايضة فيما يلي:
عدم توافق الرغبات :قد يكون منتج القمح يريد مبادلة سلعته باللحم ،ولكن
صاحب اللحم قد ال تكون له حاجة إلى القمح ،وإنما يريد حليباً.
عدم االتفاق على المقدار :قد يريد من عنده 50كيلو جراما ً من القمح
مبادلتها باللحم ،لكن صاحب اللحم ال يريد هذا المقدار من القمح وإنما يريد
فقط 5كيلوجرامات.
عدم االتفاق على القيمة :فقد يكون صاحب الجمل يريد مبادلته ب 5من
الماعز ،بينما صاحب الماعز يرى بأن 4من الماعز تكفي في قيمة هذا
الجمل.
عدم إمكانية تقسيم بعض السلع :فمن تكون عنده 10كيلو جرامات من
القمح يريد بها جزء من لحم الجمل ،فقد ال يوافق صاحب الجمل على
إعطائه إياه ،ألنه سيحتاج إلى نحر الجمل؛ إلعطائه جزءاً منه وربما ال
يستطيع بعد ذلك من بيع باقي اللحم وبذلك يتعرض للتلف أو الفساد ويكون
غير قابل التبادل أو االستهالك.
7
-3وظائف النقود ومفهومها:
تبين من تطور نشأة النقود أنها جاءت للقضاء على صعوبات المقايضة من ناحية ،ولتيسير عمليات
التبادل التي زاد حجمها زيادة كبيرة من ناحية أخرى ،ومن خالل هذا التطور الذي كان يأتي دائما ً لكي يلبي
حاجات المجتمع يمكن جمع وظائف النقود كما يلي:
-0-3وظائف النقود:
تقوم النقود بوظائف أساسية ،وهي:
ـ النقود كوسيط للتبادلMedium of Exchange :
كانت صعوبات المقايضة سببا ً في ظهور هذه الوظيفة ،ولذلك تعتبر أقدم وظيفة للنقود ،فهي وسيلة لنقل
ملكية السلع والخدمات من طرف إلى طرف ،وبالتالي فهي تمثل قوة شرائية تسهّل التبادل بين طرفين دون
الحاجة إلى البحث عن طرف ثالث على أساس أن أداة التبادل هذه تحظى بالقبول العام ،وتمكن من حصول
تقسيم العمل حتى تتحقق نتائج التبادل بصورة طبيعية متواصلة.
وفي حالة تواجد النقود ليس من الضروري أن يكون كل طرف محتاجا ً لسلعة اآلخر ،وإنما يكفي تقديم
النقود للحصول على السلعة وهكذا قضت هذه الوظيفة على صعوبات المقايضة التي كانت تقتضي ضرورة
وجود اتفاق مزدوج للحاجات بين الطرفين والقيام بعملية التبادل آنيا ومباشرة حسب العالقة التالية (السلعة س-
السلعة ع) بينما في حالة وجود وسيط يلقى قبوال لدى األفراد ،فإن عملية التبادل يمكن أن تتم مباشرة وبصورة
آنية أو قد تتم الحقا حسب العالقة(السلعة س -نقود -السلعة ع).
وبهذا المعنى تستطيع النقود من تعميم التبادل وانتشاره بين األفراد لكونها تمثل طرفا ًثالثا ً في أغلب
عمليات المبادلة .باإلضافة ما تحمله من قوة شرائية فالفرد يستطيع شراء ما يرغب من السلع والخدمات مادام
يمتلك النقود وتحقيق الرغبة بين البدائل المختلفة.
ـ النقود كمقياس مشترك للقيمة أو وحدة حسابUnit Account :
من خالل هذه الوظيفة ،النقود تمكن األفراد من مقارنة األهمية النسبية للسلع المتباينة بطبيعتها .إن
وظيفة كون النقود وحدة حساب التي تعتبر من الوظائف األساسية تقيس قيمة جميع السلع والخدمات من خالل
وحدة موحدة للقياس .ومن خالل النقود تصبح عملية القياس للقيمة النسبية لجميع السلع والخدمات أكثر سهولة.
علىىى سىىبيل المثىىال فىىي حالىىة وجىىود سىىلعتين األقىىالم والىىدفاتر ،فىىإذا كىىان سىىعر القلىىم ( )10وحىىدات
نقديىىىة وسىىىعر الىىىدفتر ( )80وحىىىدة نقديىىىة .مىىىن هىىىذا نىىىدرك أن القلىىىم الواحىىىد = نصىىىف قيمىىىة الىىىدفتر ،وقيمىىىة
الىىدفتر الواحىىد = (2وحىىدتين) مىىن األقىىالم .هىىذا المثىىال يمكىىن تعميمىىه علىىى كلىىف وأسىىعار العديىىد مىىن السىىلع
المختلفىىىىة مهمىىىىا كىىىىان عىىىىددها .حيىىىىث نسىىىىتطيع قيىىىىاس قيمىىىىة السىىىىيارة ،وعىىىىداد وحىىىىدات الطاقىىىىة الكهربائيىىىىة،
1
الكتاب ،رغيف الخبز..............الخ.
ـ النقود كمستودع للقيمة(الوظيفة التأثيرية)Store of Value :
www.univsul.org/.. 1
2
ليس من الضروري لمن يحصل على النقود أن يقوم بإنفاقها في الحال ،ولكن الذي يحدث عمليا ً أن
الفرد ينفق جزء وي ّدخر جزء آخر ليقوم بالشراء في فترات الحقة ،وطالما أن الفرد ال يحتفظ بالنقود لذاتها وإنما
بقصد إنفاقها في فترات الحقة ،أو لمقابلة احتياجات طارئة ،فإن النقود في هذه الحالة تقوم بوظيفة مخزن
للقيمة ،خاصة وأنها تتميز بسهولة حفظها ،كما أنها تج ّنب الفرد تكاليف التخزين والحراسة ،فضالً عن أن حفظ
السلع لفترات طويلة قد يعرضها للتلف.
ولكن يشترط لكي تؤدي النقود هذه الوظيفة التي تعتبر من الوظائف المشتقة على الوجه األكمل ،أن
تحتفظ بقيمتها النسبية لفترة طويلة ،وهذا يعني الثبات النسبي لكل من العرض والطلب حتى يظل مستوى
األسعار ثابتا ً ،لكن الذي يحصل في أكثر األحيان تراجع في قيمة النقود حيث أصبح هذا الموضوع محط أسئلة
مجموعة من المختصين في السياسة النقدية التي تهدف إلى المحافظة على استقرار قيمة النقود والمحافظة على
القوة الشرائية التي تخضع للتقلبات في األسعار.
-3-3مفهوم النقود
بعد التطرق إلى وظائف النقود يمكن التوصل إلى تعريف النقود على النحو التالي واستخالص أهم
الخصائص التي تتميز بها النقود:
- تعريف النقود:
يقصد بالنقود في اللغة العربية معان عدة ،من بينها اإلعطاء المعجل ،أو القبض ،وقد يراد بها تمييز
1
الدراهم والدنانير وإخراج المزيف منها ،أو بمعنى الوزن الجيد للعملة.
2
أما من الناحية االقتصادية يوجد عدة مداخل حاولت تحديد ما هيه النقود وهي كالتالي:
1رمضان صديق ،النقود والبنوك والسياسة النقدية ،الطبعة الثانية ( ،القاهرة :دار النهضة العربية ،)8002 ،ص ،4.نقال عىن :عطيىة عبىد
الحليم صقر :دراسات مقارنة في النقود( ،القاهرة :دار الهدى للطباعة ،)1558 ،ص ص.7-6
2طارق محمد خليل األعرج ،مقرر اقتصاديات النقود والبنوك ،الدراسات العليا -قسم الدكتوراه( ،األكاديمية العربية المفتوحة
في الدنمارك :كلية االقتصاد) على الموقع ،www.ao-academy.org/docs/eqtisadiyat01062011.doc :تاريخ الزيارة8:
أفريل.8014
5
-المدخل المادي لتعريف النقود :يعرف هذا المدخل النقود على أنها تتكون من سندات بحجم ولون معين
مع بعض الكلمات والرموز المطبوعة عليها ،وتتكون من عمالت معدنية من نوع معين .ويعاب على
هذا المدخل أنه يحصر النقود في نطاق ضيق للغاية ألنها اتخذت أشكال عديدة أخرى منها األحجار
وغيرها ناهيك عن األنواع األخرى للنقود التي تطورت حتى وصلت للنقود اإللكترونية.
-المدخل الفني لتعريف النقود :يعرف المدخل الفني النقود على أنها أداة فنية اكتشفها اإلنسان ليتخلص
من خاللها من صعوبات المقايضة .ويعاب على هذا المدخل القصور الكبير في كثير من جوانبه حيث
أنه ال يظهر األساس الذي تركز عليه النقود في مباشرة وظائفها في الحياة االقتصادية.
-المدخل القانوني لتعريف النقود :يعرف المخل القانوني النقود على أنها ذلك الشيء الذي تتوافر فيه
القدرة على إبراء الذمة وتتمتع بالقبول العام على الوفاء بااللتزامات داخل المجتمع .ومما يعاب عليه
هو وجود اختالف واضح بين المنظور االقتصادي والمنظور القانوني للنقود حيث أن االقتصاديين لم
يشترطوا أن تتمتع النقود بالقدرة القانونية على إبراء الذمة وإنما هي الشيء الذي يلقى قبول عام
كوسيط للتبادل.
-المدخل الوظيفي لتعريف النقود :يستخدم هذا المدخل وظائف النقود لكي يستدل على تعريفها ،فهو
يعرف النقود بأنها أي شيء ذات قبول عام في التداول ويستخدم وسيطا ً للتداول ومقياسا ً ومستودعا ً
للقيمة ومخزن لها ،باإلضافة إلى استخدامها كوسيلة للمدفوعات اآلجلة.
-3-2خصائص النقود:
من العرض السابق يمكن إيجاز أهم الخصائص التي يتعين توفرها في النقود لكي تقوم
1
بوظائفها األساسية فيما يلي:
- القبول العام لدى األفراد(Acceptability) :
تعني هذه الخاصية أن كل فرد في المجتمع يقبل النقود في تعامالته مع اآلخرين ألنه يستطيع أيضا أن
يدفعها مقابل الحصول على أية سلعة أو خدمة.
- سهولة الحمل والنقل(Portability) :
يقضي حسن سير المبادالت أن تكون األداة المستخدمة كوسيط في المبادالت سهلة الحمل وهو ما
يساعد على سهولة نقلها من مكان إلى آخر وسهولة تخزينها ،وهو ما يتوافر في النقود .
- القابلية للتجزئة مع تماثل الوحدات(Divisibility& Uniformity( :
تختص النقود بقابليتها للتجزئة دون خسائر ودون تلف وتكون هذه الخاصية للنقود أنه يمكن استخدامها
في جميع المعامالت خاصة المعامالت بسيطة القيمة .وتماثل الوحدات عندما تكون الوحدة من النقود قابلة
للتجزئة إلى وحدات صغيرة ،ويجب أن تكون هذه الوحدات متماثلة أي نفس الوزن ونفس الحجم ألنه في حالة
عدم حدوث ذلك تفقد النقود خاصية تمتعها بالقبول العام لدى األفراد ،إذ سيرفض األفراد قبول بعض الوحدات
من النقود.
- القابلية للدوام مع ثبات القيمة(Durability& Stability) :
1مدونة االقتصاد بعيون الخبراء ،وظائف النقود وخصائصها ،على الموقعhttp://iraq56.blogspot.com/2012/10/blog- :
،post_2196.htmlصفحة ،النقود والبنوك ،تاريخ الزيارة 04 :أفريل.8014
10
القابلية للدوام تصنع وحدات النقود من مواد تتحمل كثرة تداولها من يد إلى أخرى مثل الذهب والفضة
وهذا يرجع إلى خصائص خاصة بهما مثل المتانة والتجانس والتي ال تتوافر في معادن أخرى غير الذهب
والفضة ،أما الثبات المقصود هو الثبات النسبي وليس الثبات المطلق ،وعليه ينبغي أن تكون قيمة النقود بعيدة
عن تعرضها للتلف الشديد أو فقدان القيمة مع مرور الوقت ألنه إذا حدث ذلك يدفع الناس إلى عدم االحتفاظ
بالنقود.
يتبين مما سبق أن المجتمعات البشرية استخدمت أنواعا وأشكاال من النقود ال حصر لها كوسيط للتبادل
وكمقياس للقيمة مثل األصواف والشاي والحيوانات واألحجار وحبات القمع والشعير ،وأشكاالً معدنية وورقية
تبعا ً للتطور والتقدم الصناعي والتكنولوجي وانتشار اإلنترنت التي ساهمت في ظهور النقود اإللكترونية.
-0-0أنواع النقود الرئيسية
يمكن التمييز في هذا الصدد بين أنواع رئيسية للنقود ،النقود السلعية ،النقود المعدنية ،النقود الورقية والنقود
2
االئتمانية أو نقود الودائع والنقود االلكترونية:
على الموقع ،iefpedia.com :تاريخ الزيارة: 1محمود البخيت "،الورق النقدي اإللزامي وأثره في األزمة المالية العالمية"،
10أفريل.8014
.2رمضان صديق ،مرجع سابق ،ص ص.34 -38
11
- النقود السلعية :commodity money
تعتبر النقود السلعية أقدم أنواع النقود التي استخدمها اإلنسان ،وذلك باعتماد سلعة ذات قيمة في مجتمع
معين ألن تكون هي النقود المتداولة فيه.
ويمكن أن تكون هذه النقود من السلع الزراعية ،أو من المعادن ،أو من الحيوانات ،التي لها منفعة
اقتصادية لهذا المجتمع .فقد استخدمت الماشية كنقود في المدنيات القديمة والعبيد وبعض أنواع األقمشة في
إفريقيا ،وأقراص من الشاي المضغوط في التبت ،والدخان في فريجينيا ،والسكر في جزر الهند الغربية،
والسكاكين في الصين.
ولكن يعاب عليها أنها ال تجعل أمر المقايضة سهالً ميسراً في جميع الحاالت ،كما تعجز بعض النقود
السلعية لتكون مخزنا ً للقيمة لصعوبة تخزينها أو تجزئتها وحملها ،دون أن تتعرض للعطب أو انخفاض في
القيمة .األمر الذي أدى إلى استخدام نوع آخر من النقود لتحقيق التبادل على نطاق أوسع ،هي النقود المعدنية.
- النقود المعدنية :Metallic Money
مع صعوبا ت وعيوب النقود السلعية واكتشاف المعادن برزت النقود المعدنية كنوع من أنواع النقود لعدة
اعتبارات ،منها قابلية التخزين وإمكانية تحويلها إلى أي شكل من األشكال وتجزئتها إلى وحدات صغيرة يمكن
حملها ،ومن المعادن التي تم اختيارها الحديد والنحاس والرصاص ،ولكن نظرا لتعرض تلك المعادن للصدأ
وقع إجماع الناس على تفضيل الذهب والفضة ،لما يتمتع كل منهما من رونق ،خاصة الذهب لقلة إنتاجه
المحدودة وندرته بالنسبة للمعادن األخرى ،مما جعل اقتنائه دليل الثراء ،ومن ثم استخدم للمبادلة ،فضالً عن
عدم تعرضه للتلف إال بعد مدة طويلة جداً مقارنة بغيره من المعادن.
- النقود الورقية :Paper Money
تعود نشأة العملة الورقية ) (banknoteإلى عيوب النقود المعدنية بسبب ثقل حملها بكميات كبيرة من
قبل التجار الذين يتنقلون من بلد إلى بلد ويحملون نقودهم الذهبية والفضية معهم فكانت عرضة للضياع
والسرقة ،فاستعاضوا عنها بوثائق خطية في شكل وصل أمانة آو في شكل ورق يتحصل عليها التجار ُتثبت
مقدار ملكيتهم يتعهد بموجبها الصيارفة بإعادة قيمتها من النقود المعدنية إلى أصحابها عند الطلب.
وكانت تلك الورقة يمكن دفعها للتاجر الذي تشترى منه البضاعة وهو بدوره يستطيع أن يتسلّم المبلغ
المثبت على هذه الورقة من الشخص المودع عنده مال التاجر المشتري ثم تطور استعمال هذه األوراق فصار
باإلمكان دفعها إلى أي بائع أو مشتري بشكل متداول ليكون المرجع النهائي في القبض هو المركز المودع فيه
المال1.
ومع قبول األفراد لفكرة تظهير وصوالت اإليداع ،واتساع نطاق التجارة وزيادة حجم المبادالت تدخلت
2
الدولة في تنظيم مهنة الصرافة في شكل مصرف أو بنك.
ويجمع الباحثون على أن تاريخ نشأة المصارف الحديثة يبدأ من منتصف القرن الثاني عشر للميالد،
حيث تأسس أول بنك وذلك في مدينة البندقية عام 1157تاله بنك برشلونة عام 1401ثم بنك ريالتو banco
della pizza di rialtoعام 1587بمدينة البندقية ثم بنك أمستردام عام 1605وهو النموذج الذي أخذته معظم
http://ar.wikipedia.org/wiki 1
2بنك :هي كلمة مشنقة من الكلمة اإليطالية ) (bancoوتعني المصطبة – المنضدة -أو الطاولة التي يستعملها الصرّاف ،يتم فوقها ع ّد وتبادل
العمالت ،ثم أصبحت كلمة بنك تشير إلى المكان الذي تتم فيه المتاجرة بالنقود .وأصل كلمة مصرف :هي الكلمة العربية المشتقة من كلمة
الصرف والتي تعني بيع النقود بالنقود ،وهي مقابلة أو ترجمة لكلمة بنك ،والمصرف هو اسم المكان الذي يتم فيه الصرف ،وجمعها
مصارف.
18
البنوك األوروبية بعد ذلك مع مراعاة ما أملته اختالفات الظروف واألحوال بين دولة وأخرى ،مثل بنك
هامبورغ بألمانيا عام 1615وبنك انجلترا عام 1654وبنك فرنسا الذي أسسه نابليون عام ،1200ثم انتشرت
1
البنوك بعد ذلك في أمريكا وغيرها من بلدان العالم.
وقد مرت النقود الورقية في تطور أشكالها بنوعين من أنواع النقود:
-النقود القابلة للتحويل :تمثل النقود المعدنية من الذهب أو الفضة تمثيال كامال أي تغطية اإلصدار
النقدي بغطاء معدني تعادل قيمته %100من قيمة النقود الورقية لمواجهة طلبات تحويل األفراد
لألوراق النقدية إلى معدن نفيس (مسكوكة ذهبية) ،فال تصدر الدولة أية كمية منها إال بعد إيداع رصيد
كامل لها من الذهب أو الفضة ،ولحامل هذه األوراق النقدية النائبة أن يحولها إلى ذهب أو فضة في
الوقت الذي يريد دون قيود.
-النقود اإللزامية أو النقود غير قابلة للتحويل :بعد زيادة اإلنفاق الحكومي في الحرب العالمية األولى
للدول المشتركة فيها زيادة كبيرة ،أدت إلى زيادة الحاجة للنقود لتمويل الحرب عن طريق التوسع في
إصدار النقود الورقية ،وقد كانت لهذه الزيادة الكبيرة في اإلصدار اثر كبير في فقدان الناس الثقة في
البنوك المركزية بأنها لن تستطيع صرف قيمة ما يقدم إليها من أوراق النقد المغطاة .عندها أصدرت
الحكومات قرارات أعفت بموجبها البنوك المركزية من التعهد بصرف قيمة ما يقدم إليها من األوراق
النقدية بالذهب وألزمت األفراد بقبول التعامل بها وسداد الديون منها وأصبحت هذه األوراق لها قوة
الوفاء بااللتزامات وأصبحت تستمد قوتها النقدية من قوة القانون وليس من ثقة الناس بها ،ومنذ ذلك
2
التاريخ انفصلت الصلة بين القيمة السلعية للنقود والقيمة النقدية لها.
ظ هر هذا النوع من النقود كنتيجة طبيعية لتوسع البنوك في نشاطها ،وقبول األفراد بإيداع
نقودهم الورقية في شكل حسابات لدى البنوك خوفا من الضياع والسرقة ،فأصبحت بذلك التزامات على البنوك
في تعاملهم نظرا للثقة الكاملة بها وكذلك الرتباطها بفكرة الدين أو االلتزام علي البنوك .حيث تتعهد البنوك
التجارية بدفع النقود المودعة لديها بواسطة شيكات أو صكوك يحررها أصحاب تلك الحسابات.
لكن عندما كانت عملية سحب النقود ال تتم في وقت واحد ولكن يتم تحويلها بواسطة الصكوك من
حساب آلخر ،وجدت البنوك نفسها قادرة على التوسع في إنشاء حسابات جارية والقيام بإجراء عدة تحويالت
على شكل قيود كتابية في دفاتر خاصة دون استخدام النقود المادية.
وفي ظل النظام النقدي الذي يضم مجموعة من البنوك ،تظهر مشكلة التحويل الضروري بين البنوك مثل
االحتياطات القانونية اإلجبارية ،بحيث تفرض السلطات النقدية على البنوك إيداع مبالغ محددة في حساباتها
الجارية لدى البنك المركزي للتحكم في عملية خلق النقود بواسطة النظام المصرفي أو تعدد البنوك التجارية- .
النقود اإللكترونية :Electronic Money
أدى التطور المذهل في تكنولوجيا االتصاالت ،والتنامي المستمر الستعمال اإلنترنت ،في تبادل
المعلومات ،وإتمام الصفقات للسلع والخدمات عن طريق ما يعرف بالتجارة اإللكترونية E. Commerceإلى
زيادة أهمية بطاقات االئتمان إلنجاز هذه المعامالت ،وتتمثل النقود اإللكترونية E.Moneyفى وحدات أو رموز
13
ذات قيمة نقدية ،1يمكن عدها ونقلها على شبكات اإلنترنت كوسيلة للدفع ،وتتحدد قيمتها بما لدى المتعامل فيها
من رصيد نقدي بالبنوك.
أوهى حسبما يعرفها االتحاد األوربي 2بأنها قيمة نقدية مخزونة بطريقة الكترونية على وسيلة الكترونية
كبطا قة أو ذاكرة كمبيوتر ،ومقبولة كوسيلة للدفع بواسطة متعهدين غير المؤسسة التي أصدرتها ،ويتم وضعها
في متناول المستخدمين ،الستعمالها كبديل عن العمالت النقدية والورقية ،وذلك بهدف إحداث تحويالت
الكترونية لمدفوعات ذات قيمة.
والنقود االلكترونية ال تشكل نقوداً بالمعنى الفني الدقيق ،فهي -حتى اآلن -تتمتع بقوة إبراء محدودة
للدفع.
-3-0أنواع النقود األخرى(الثانوية)
- النقود المساعدة:
تصدر عادة بفئات صغيرة من أجل تسهيل عمليات المبادلة ،وال تتخذ شكال واحدا ،فقد تكون على شكل
مسكوكات معدنية كنحاس أو نيكل أو برونز ،وقد تكون على شكل نقود ورقية بفئات صغيرة مثل :فئة 80دينار،
10دينار 50،دينار ،والنقود المساعدة تتمتع بقوة إبراء محدودة -أي أن الدائن غير ملزم بقبولها في وفاء دينه إال
بحدود مبلغ معين منها -وغالبا تكون القيمة المعدنية للنقود المساعدة أقل من قيمتها االسمية القانونية.
- وسائل الدفع:
تختلف وسائل الدفع من دولة إلى أخرى اعتماد على عدة عوامل أهمها البيئة االقتصادية للدولة ودرجة
الوعي المصرفي للزبائن ،ومدى التقدم التكنولوجي ،وكذلك ما تسمح به التشريعات والقوانين ،والضوابط الرقابية
المفروضة من قبل السلطات الرقابية على المؤسسات المالية التي تقدم هذه الخدمات ،وتحظى بالقبول العام من
اجل تسهيل المعامالت الخاصة بتبادل السلع والخدمات وكذا تسديد الديون.
ويعرفها المشرع الجزائري كاآلتي " :تعتبر وسيلة دفع كل األدوات التي تمكن شخص من تحويل أموال
1
مهما يكن السند أو األسلوب التقني المستعمل" 3.وتنقسم طرق الدفع إلى نوعين هما:
1وقد رأى الصحفى كورتزمان Joel Kurtzmanالنقود اإللكترونية ،فىي كتابىه ":مىوت النقىود "The death of Moneyالصىادر
عام ،1553أن النقود اليوم أصبحت ال شيء سوى مجموعة من األصفار واآلحاد ،التي تستخدم أساسىا ً كوحىدات للحسىاب ،تنتقىل
عبر أسالك أو طرق سريعة من الفايبر والزجاج ،ومن خالل األقمار الصىناعية ،وبواسىطة األشىعة مىن محطىة إلىى أخىرى ،وهىى
كالظىل فىىاترة أو غامضىىة ،وال يمكىىن لمسىىها ،ولىىيس لهىىا نطىىاق ملمىىوس ،وال طىىول وال وزن .فىىالنقود اآلن ،وباختصىىار هىي مجىىرد
خيال .نقال عن رمضان صديق ،مرجع سابق:
" Money …has become nothing than more an assemblage of ones and zeros, the
fundamental units of computing …that are piped through miles of wire, pumped over
fiber- optic highways , bounced off satellites and beamed from one microwave relay
station to another . This new money is like a shadow . Its cool- gray shape can be seen
but not touched .It has no tactile dimension , no height or weight …Money is now an
image".
)European Commission(EC) : Proposal for European Parliament and Council Directives on the taking up , (2
the pursuit and prudential supervision of the business of Electronic Money Institution, Brussels ,
Com(98)727, 1998.
3المادة 65من األمر 11-03المؤرخ في 8003/02/86المتعلق بالنقد والقرض( ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
الجريدة الرسمية ،عدد 58الصادرة بتاريخ ،)8003/02/87ص.11
14
- وسائل الدفع التقليدية:
2
وهي وسائل الدفع المتعارف عليها كالصكوك ،والسفتجة أو الكمبيالة ،السند ألمر ،الحواالت:
وتبرز أوجه االختالف والتشابه بين وسائل الدفع األنفة الذكر ،كما يلي في الجدول رقم( )6أدناه:
الجدول رقم()6
1مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا( " ،)GAFIM0ANتقرير التطبيقات حول :طرق الدفع عبر الحدود -
الحالية والناشئة – وإمكانية استغاللها في عمليات غسيل األموال وتحويل اإلرهاب" ،8007 ,ص .11على الموقع:
،www.fiu.gov.om/files/TCBArabic.pdfتاريخ الزيارة10 :افريل.8014
- 2السفتجة :تعود كلمة ال سفتجة إلى أصل فارسي وكان يطلق عليها كلمة سفته أي الشيء المحكم ،وحاليا يطلق عليها تسمية
كمبيالة نظرا للعبارة االيطالية ،furadicambioومعناها في االيطالية ورقة الصرف .والسفتجة هي محرر مكتوب وفق
أوضاع شكلية يحددها القانون ،ويتضمن أمرا من الساحب موجه إلى المسحوب عليه بأن يدفع للمستفيد مبلغا من النقود
لمجرد االطالع أو في ميعاد معين أو قابل للتعيين.
الشيك :الشيك هو ورقة مكتوبة أو "صك محرر" وفقا ألحكام حددها القانون يأمر فيها الساحب المسحوب عليه (الذي يكون -
بنكا أو مؤسسة مالية ) لدفع مبلغ مالي معين إلى شخص معين أو إلذنه أو لحامله.
السند ألمر :أو السند االذني هو عبارة عن محرر مكتوب يلتزم فيه الساحب بأن يدفع للمستفيد مبلغ من النقود بمجرد االطالع أو في -
ميعاد معين أو قابل للتعيين،
الدفع عن طريق التحويل :التحويل هو أبسط العمليات التجارية ،فالبنك يتوسط من خالل تنفيذها بين طرفين(المحول والمحول إليه) -
ويقوم بتوصيل مبلغ من المال أودعه شخص في فرع البنك ،أو مراسله(أي بنك آخر) في المكان المحول إليه ،فالتحويل يسمح بتحويل
األموال دون الحاجة إلى سحبها من الحساب وتسليمها إلى شخص آخر ،ويتميز بسهولة استخدامه ،سرعة الدفع ،األمن وقلة التكلفة.
انظر :مجمل مداخالت الملتقى الدولي حول " :عصرنة نظام الدفع في البنوك الجزائرية وإشكالية اعتماد التجارة االلكترونية في
الجزائر -عرض تجارب دولية– " ،كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير ،المركز الجامعي خميس مليانة ،الجزائر،
يومي 87-86 :أفريل .8011الموقعhttp://www.4shared.com/file/LCC8-_d1/E-Comerce_1.html :
على الموقع: علي عبد اهلل شاهين ،نظم الدفع االلكترونية ومخاطرها ووسائل الرقابة عليها ،دراسة تطبيقية على بنك فلسطين، 3
15
لقد أفرز التقدم التقني الهائل منذ إطالق شبكة اإلنترنت في منتصف التسعينات ما يعرف باسم العمل
المصرفي اإللكتروني ،خاصة بعد أن شاع استخدام وسائل الدفع اإللكترونية نظرا للتطورات التكنولوجية
الحاصلة في مجال االتصال والتي أسهمت بشكل كبير في استحداث وسائل دفع تكون مالئمة لمتطلبات األفراد
والمجتمعات ،هذه الوسائل تتمثل عموما فيما يلي:
آالت الصرف الذاتي :Automated teller machinesبدأ استخدام آالت الصرف الذاتي عام 1567 -
بأحد فروع بنك باركلز بالمملكة المتحدة حيث كانت تسمح فقط بخدمة السحب النقدي ،وعقب النجاح
الذي حققته تلك اآلالت تم البدء في التطبيق في الواليات المتحدة األمريكية بواسطة بنك فيرست
ناشيونال ،ثم انتشر تطبيقها لتشمل مختلف أنحاء العالم ،هذا ويعتمد مفهوم هذه اآلالت على وجود
اتصال بين الحاسب الرئيسي للبنك وآلة الصرف بحيث يمكن استقبال بيانات الزبون (رقم التعريف
الخاص بالعميل ،رقم حسابه ،رمز الخدمة ...... ،الخ،).
-البنوك المنزلية :Home Banksوهي عبارة عن استخدام الحاسب اآللي الشخصي للزبون وربطه مع
نظام الحاسب اآللي بالبنك والذي أصبح يعرف فيما بعد باسم البنوك المنزلية ،وهو يعتمد على فكرة
تحويل البيانات من حاسب الزبون إلى حاسب البنك والعكس بواسطة أجهزة التحويل الخاصة بالحاسب
( )Modemsلتمر عبر وسائط اتصال متعددة كاألسالك المحورية ،والموجات الهوائية واألقمار
االصطناعية والخطوط الهاتفية.
-الوحدات الطرفية عند نقاط البيع :Point and Saleوهي عبارة عن حاسبات آلية موجودة في
المحالت و ٍ
األسواق والمتاجر الكبرى والتي تكون على اتصال مباشر بالحاسب اآللي للبنك ،حيث تجرى
عمليات التحويل واعادة التحويل عبر شبكة وقنوات االتصال المختلفة ،ومن خالل هذه الوحدات الطرفية
يمكن إدخال قيمة مشتريات العميل لتخصم من رصيد حسابه مباشرة في البنك واضافة القيمة إلى
حساب المتجر في نفس البنك.
-بطاقة االئتمان المصرفية :Credit-Cardوهي بطاقات بالستكية تمنحها البنوك لعمالئها ويتم
استخدامها من قبل زبناء البنك ألغراض الشراء ثم التسديد الحقاً ،مع السماح له بتأجيل سداد الرصيد
المدين لفترة معينة مقابل فائدة ،ومن أشهر أنواع البطاقات المستخدمة في هذا الخصوص كل من
،Master cardو Visa Cardولهذه البطاقات استخدامات معينة من أمثلتها
-بطاقة الحساب :charge cardتتيح هذه البطاقة للعميل الشراء على الحساب مع التسديد الحقاً بقيمة
المشتريات ضمن الحد األقصى المسموح به للعميل في البطاقة ،حيث يتم الحقاً التسديد عندما ترسل
الفواتير المتعلقة بها ،ويالحظ هنا أن الفترة الواقعة بين تاريخ الشراء وتاريخ السداد هي فترة ائتمان
يقدمها البنك لعمالئه في صورة قرض دون فائدة.
البطاقة المدينة :Debit Cardتتيح هذه البطاقة للزبون الشراء على الحساب مع التسديد من خالل -
السحب على حساباتهم الجارية في المصرف مباشرة ،فإذا كانت البطاقة المدينة على الخط مباشرة في
16
حال كون الجهاز مربوطاً بجهاز مركزي ،on line debitفإن تحويل قيمة المشتريات تتم إلى الجهة
الدائنة خالل اليوم نفسه الذي تم فيه الشراء ،أما إذا كانت البطاقة المدينة خارج الخط ،off lineفإنه
يسمح بتسجيل العملية على أن تتم التسوية خالل أيام الحقة ،حيث يقوم التاجر بتمرير البطاقة عبر
جهاز إلكتروني ومن ثم يدخل قيمة مشترياته فيحصل اتصال إلكتروني تقيد بموجبه العملية على
الحساب البنكي الذي صدرت عنه البطاقة ،ثم يصدر إشعار بالعملية يوقع عليه الزبون كإثبات بالموافقة
ز العالمية تحت اسم ( Visa
على صحة التنفيذ ،ولعل أشهر هذه البطاقات تك الصادرة عن شركة في ا
) electronفي از إلكترون.
البطاقة الدائنة :credit cardيقوم هذا النوع من بطاقات االئتمان على مبدأ عدم الدفع المسبق لمصدر -
البطاقة ،كما في حالة البطاقة المدينة ولكن االختالف بينهما يكون في وقت دفع المستحقات ،بمعنى أن
حامل هذه البطاقة ال يدفع كل المستحقات المترتبة عليه في نهاية الشهر وانما بشكل أقساط دورية متناسبة
مع دخله الشهري ،وما يتبقى على حامل هذه البطاقة يعتبر ديناً متجدداً في ذمته تضاف إليه الفوائد وتسدد
بشكل شهري.
البطاقة االئتمانية المضمونة :Secured credit cardوهي بطاقة توفر للزبون خط ائتمان بضمان الودائع -
وتتاح لألفراد غير المؤهلين للحصول على البطاقة االئتمانية التقليدية بسبب افتقارهم إلى ماض ائتماني
معروف أو أنهم مدرجون في شريحة ائتمانية متدنية بسبب مشكالتهم المالية السابقة .
البطاقة المدفوعة مسبقا :prepaid cardوهي بطاقة تقوم على أساس إدخال أو تثبيت مبلغ محدد في -
البطاقة ويجري التخفيض التدريجي للمبلغ آلياً كلما تم الصرف أو استعمال البطاقة ،ومن أمثلة ذلك بطاقة
النداء الهاتفية وبطاقة ركوب الجمهور
البطاقة الذكية :Smart Cardوهي بطاقة تفاعلية تتضمن ذاكرة دقيقة وشريط الكترو مغناطيسي قابل -
للقراءة إلكترونياً وبمقدوره التفاعل مع الوحدات الطرفية أو وحدات الصرف اآللي أو آية آليات أخرى للقراءة
أو التسجيل ،ويمكن للزبون شحنها بمبلغ معين من النقود وتخزين كافة البيانات الخاصة بحاملها وهي تغني
عن حمل النقود ،وفي كل مرة يتم فيها إجراء معاملة معينة يتم تخفيض خط االئتمان المتاح بمقدار المبلغ
المتعامل به إلى أن يتم نفاذ الرصيد الذي تحمله البطاقة ،ويمكن في هذه الحالة إعادة شحن البطاقة مرة
أخرى برصيد جديد ،هذا وتسمح تلك البطاقات بالتعامل على شبكة اإلنترنت وبهذا تتم الصفقة مخلفة ورائها
خيارات أوسع للمخاطر.
-البنوك التليفونية :Call Centerيتم إجراء العمليات من خالل تشغيل مراكز االتصاالت وخدمة العمالء
بواسطة التليفون باستخدام رقم سري خاص ،Pin Numberوهي تمكن العميل من االستعالم عن أرصدته أو
حركات حسابه الدائن وكذلك الخصم من حسابه.
-المقاصة البنكية االلكترونية( :)BakerAutomate Clearing Servicesتأسست خدمات المقاصة
االلكترونية عام 1560ويتم من خاللها تحويل النقود من حسابات الزبائن إلى حسابات أشخاص أو هيئات
17
أخرى في أي فرع وألي مصرف في دولة أخرى كدفع المرتبات الشهرية أو دفع التزامات دورية من
1
حساب العميل إلى مصلحة الكهرباء والغاز..الخ.
-3األنظمة النقدية
-0-3تعريف النظام النقدي وعناصره:
- تعريف النظام النقدي:
لتحديد مفهوم النظام النقدي يجب التطرق إلى خاصية النظام Systemبصفة عامة من أجل
محاكاة ذلك واستخالص خصائص النظام النقدي.
فالنظام هو عبارة عن مجموعة من العناصر التي تتفاعل مع بعضها بعالقات معينة من اجل -
تحقيق أهداف معينة ،2ومن أهم خصائص النظام:
-أن كل نظام فهو ديناميكي مفتوح له القدرة على االستجابة لمتغيرات بيئته ،يؤثر فيها بمخرجاته
ويتأثر بها من خالل مدخالته التي يستمدها من البيئة التي يعمل فيها؛
-كل نظام فهو مركب يتكون من مجموع العناصر المكونة لمدخالته Inputsومجموع العمليات
واألنشطة التي تقوم بتحويل المدخالت إلى مخرجات Outputsفي شكل نتائج تلك العمليات -وتتوقف
نتائج النظام على طبيعة المدخالت والعمليات المختلفة ،حيث يتم تحسين أداء العمليات باستخدام أسلوب
التغذية العكسية Feed-Back؛
-أيضا من خصائص كل نظام خاصية الجزء والكل ،فكل نظام ما هو إال نظام متكامل بعناصره والتي
هي اصغر منه ،ليكون في ذات الوقت عنصرا من عناصر نظام أكبر منه ،بمعنى انتقال مخرجات أي
نظام فرعي لتصبح مدخالت لنظام فرعي آخر.
-لكل نظام هدف يسعى إلى تحقيقه ،بتفاعل كل عنصر من العناصر المكونة له والتي يجب أن تعمل معا
وتساهم في تحقيق الهدف العام للنظام.
ويؤخذ اسم النظام النقدي من القاعدة النقدية التي تثبت وحدة النقد بداللتها لقياس القيم
االقتصادية.
فالنظام النقدي فهو نظام تاريخي متطور يعد انعكاسا للنظام االجتماعي واالقتصادي الذي يعمل
فيه .فالنظام النقدي في االقتصاد الرأسمالي يختلف عنه في االشتراكي أو في االقتصاد المتخلف.
1وهاب نعمون " ،النظم المعاصرة لتوزيع المنتجات المصرفية وإستراتيجية البنوك ،ملتقى المنظومة المصرفية الجزائرية
والتحوالت االقتصادية-واقع وتحديات" ،-كلية العلوم اإلنسانية والعلوم االجتماعية ،جامعة الشلف ،الجزائر ،يومي 41و41
ديسمبر ،4001ص.244
2منال الكردي ،جالل العبد ،مقدمة في نظم المعلومات اإلدارية -النظرية ،األدوات ،التطبيقات( -اإلسكندرية :الدار الجامعية،)8008 ،
ص.45
12
-8-8تطور األنظمة النقدية:
عرفت المجتمعات البشرية عدة قواعد نقدية التي يقصد بها المقياس الذي يتخذه المجتمع قاعدة أو
أساس لحساب القيم االقتصادية لجميع السلع والخدمات ومن ثم إمكانية مقارنتها بعضها البعض ،فعندما يتم
اتخاذ الذهب كقاعدة نقدية -مقياس للقيمة -فيعني ذلك أن ما تساويه وحدة نقدية واحدة من الذهب (الدينار،
الدوالر ،الين ،المارك ،اليورو ) ...تكون الوحدة األساسية أو المعيارية التي تقاس بها قيم باقي السلع
والخدمات .وعلى أساس القواعد النقدية تشكلت أنواع األنظمة النقدية ،والمتمثلة فيما يلي:
وهو ذلك النظام الذي تكون فيه النقود السلعية أساسا لحساب القيم االقتصادية ،أو هو ذلك النظام الذي
تعطى فيه لسلعة معينة أو مجموعة من السلع صفة القبول العام ألداء وظائف النقود وقد تم اختيار هذه السلع
حسب طبيعة المجتمع ومعتقداته وثقافته ،فتعددت بذلك القواعد النقدية السلعية بين الشعير ،الملح ،القطن،
الشاي ،التبغ ،رؤوس الماشية واإلبل...الخ.
وتتميز القاعدة النقدية السلعية بعدة خصائص منها االيجابية ومنها السلبية:
في ظل قاعدة الذهب ،تحدد الدولة وزنا ً معينا ً من الذهب ،ذات درجة نقاوة معينة ،وتعتبره وحدة النقود
المعيارية لها ،وتطلق عليه اسم كالجنية أو الدوالر أو اللاير أو الدينار.... ،الخ.
وبالتالي تصبح هذه النقود المعيارية وحدة للحساب ووسيلة للمدفوعات ،لها قوة غير محدودة على إبراء
الذمة .من شروط هذا النظام:
-توفر حرية كاملة كسك الذهب بدون مقابل ،أو بتكلفة طفيفة لكل من يطلب تحويل السبائك الذهبية إلى
مسكوكات ،ويسمى هذا بحرية السك.
-يجب توافر حرية كاملة لصهر المسكوكات الذهبية ويسمى هذا بحرية الصهر.
-يجب توافر حرية كاملة لتحويل العمالت األخرى المتداولة إلى النقود الذهبية بالسعر القانوني الثابت
للذهب والعكس دون أي مقابل.
-يجب توافر حرية كاملة الستيراد وتصدير الذهب بمعنى أنها تعطى ألي فرد الحق في أن يستورد من
الخارج أو يصدر إلى الخارج أي كمية يشاء من الذهب ،سواء كان ذلك بغرض االستثمار طويل أو
قصير األجل ،أو كان ذلك بغرض تسوية مدفوعات دولية.
15
يقوم هذا النظام على قاعدة الذهب أو قاعدة الفضة ،أين يتم تحديد قيمة الوحدة النقدية على أساس ما
تحتويه من وزن المعدن ،وقد مرت القاعدة النقدية في الدول التي استخدمت قاعدة الذهب لقياس قيم السلع بعدة
صور أو قواعد فرعية تتمثل في نظام المسكوكات ،نظام السبائك ،ونظام الصرف بالذهب.
- نظام المسكوكات الذهبية :بدأ اعتماد هذا النظام بكل شروطه منذ عام 1281م ببريطانيا وفيه يتم
تعريف الوحدة النقدية على أساس وزن معين من الذهب ،وعيار معين ،1حيث يتم تداول المسكوكات
الذهبية على شكل قطع نقدية متماثلة في الوزن والعيار ،تختم عليها رموز الدولة و يشترط في هذا
النظام:
-تعريف الوحدة النقدية لبلد معين على أساس وزن ثابت وعيار معين من الذهب بموجب قانون
يضبط العملية.
-توافر الحرية الكاملة لسك العملة أي من يملك معدن الذهب يستطيع سكه وتحويله إلى
مسكوكات ذهبية بدون مقابل .أو العكس القيام بعملية الصهر بتحويل المسكوكات الذهبية إلى
2
الذهب كمعدن أو سلعة.
وعلى هذا األساس تكون الحرية كذلك في خروج الوحدات النقدية الذهبية عبر الحدود وإجراء
المبادالت التجارية بين الدولتين حسب القيمة القانونية المحددة لوزن القطعة أو المسكوكة المعدنية
الذهبية في الدولتين ،بمعنى إجراء التبادل على أساس التعادل بين وزن كل عملة نقدية معدنية من
الذهب ،فإذا كانت الوحدات النقدية أو المسكوكات الذهبية من الجنيه اإلسترليني تم تحديد قيمتها
القانونية من قبل السلطات البريطانية على أساس وزن 84غرام ذهب لكل قطعة نقدية ،فكل شخص
يستطيع تحويل ما يملكه من معدن الذهب إلى وحدات نقدية من الجنيه اإلسترليني لدى جهات السك
على أساس هذا الوزن ،فإذا كان لشخص سلعة الذهب في شكل سبيكة وزنها 780غرام ذهب يستطيع
الحصول على 30قطعة نقدية أو مسكوكة ذهبية من الجنيه اإلسترليني ذات وزن 84غرام ذهب
( ،)£30=84÷780في حين إذا كانت السلطات األمريكية قامت بتحديد قيمة الدوالر على أساس 18
غرام لكل قطعة ،فحسب الحالة السابقة الشخص الذي لديه 780غرام ذهب يستطيع الحصول على
60قطعة نقدية من الدوالر( ،)$60=18÷780ويتم التبادل بين العملتين على أساس سعر التعادل بين
القيمتين ،فتكون نسبة التبادل بين القطعتين النقديتين من الجنيه اإلسترليني والدوالر ( 1جنيه
اإلسترليني ÷ 1دوالر = 84غرام ÷ 18غرام ذهب = 8وهذا يعني أن 1جنيه إسترليني = 8
دوالر أو بمعنى آخر ،أن قيمة مسكوكة الجنيه اإلسترليني الواحدة ذات وزن 84غرام ذهب تعادل
مسكوكتين من الدوالر بوزن 18غرام ذهب لكل مسكوكة ( ،)84=8 ×18أو العكس فقيمة مسكوكة
الدوالر تعادل نصف وزن مسكوكة الجنيه اإلسترليني( .)0.5×=84÷18ومنه فإن سعر الصرف
يتحدد على أساس سعر التعادل بين وزن كل عملة من الذهب.
1العيار هو مقياس درجة نقاوة المعدن في الوحدة النقدية أو القطعة المعدنية ،ويتم تحديده من العالقة التالية :وزن المعدن
الصافي ÷ الوزن الكلي للقطعة المعدنية ،على سبيل المثال ،إذا كان وزن القطعة النقدية الذهبية هو 8.5غرام ذهب ذات عيار
0.2فهذا يعني أن وزن الذهب الصافي في القطعة المعدنية هو 8.5غرام × 8 = 0.2غرام ذهب خالص ،وكما هو معلوم ،فان
الذهب الخالص في طبيعته يكون سائال ،ال يكون في شكله الصلب إال إذا تم مزجه ببعض المعادن التي تعطيه صفة الصالبة ،ففي
الحالة السابقة فان نسبة الذهب الخالص إلى المعادن الشائبة في القطعة المدنية هي .2:8
2حيدر هاشم ،أزمة الدوالر( ،بيروت :المؤسسة العربية للدراسات والنشر ،)1571 ،ص.82
80
وكانت المعامالت المالية الدولية تتم على هذا األساس حتى سنة ،1514وكان دور بريطانيا واضحا
تماما فيما يتعلق بالنقد واألموال حيث كان نظام المدفوعات الدولية يخضع مركز لندن ،وكانت قيم المبادالت
المطبقة في كل دولة في العالم تناقش في لندن ،وكانت قاعدة الذهب في الواقع هي قاعدة النقد األساسية ،وهي
قاعدة اإلسترليني ،وكانت آلية الدفع مضمونة ،وفي مركز نقدي ومالي واحد في العالم.
كما تم اعتماد آلية مراقبة الصرف وتثبيته ،على ضوء تحديد قيم أغلب العمالت المستخدمة في التبادل
1
الدولي كما يلي:
الجنيه اإلسترليني :تم تحديد قيمة الجنيه بوزن 7.522غرام من الذهب ،بموجب قانون صدر بتاريخ -
.1216/6/88
الفرنك الفرنسي :تحددت قيمته بوزن 388.52ملليغرام ذهب ،بموجب قانون صدر بتاريخ -
.1208/4/10
المارك األلماني :تم تحديد قيمته بوزن 352.8ملليغرام ذهب ،بموجب قانون صدر بتاريخ -
.1273/2/5
الدوالر األميركي :بعد تقلبات عديدة ،تحددت قيمة الدوالر بوزن ( )1.5غرام ذهب ،بموجب القانون -
الصادر بتاريخ 1500/3/14والمعروف باسم (ميثاق المعيار الذهبي) .ولم يكن الدوالر يلعب أي دور
على المستوى العالمي.
هو الصورة الرئيسيّة الثانية لقاعدة الذهب ،في ظِ ّل هذا ال ِّنظام ،يقتصر استِعمال الذهب على تسوية
مُعا َمالت التجارة الخارجيّة .وعليه ،تكون بُنوك اإلصدار مُست ِع َّدة لشرائه وبيعه لألفراد ،كما تكون حُرِّ يَّة
استيراده وتصديره قائمة ،ولكنّ حُرِّ ية التصدير تكون مُقيَّدة بح ٍّد أدنى من كمِّية الذهب.
ُقابل أوراق نقديّة ارتبطت وأيضً ا ،بموجبه يتو َّقف سك الذهب إلى مسكوكات ،ويت ّم سحبُه من التداوُ ل ،م ِ
ُقابل األوراق الجديدة بسِ عر عر ثابت عن طريق تعهُّد السُّلطة النقديّة َبيع وشِ راء السبائك الذهبيّة في م ِ بالذهب بسِ ٍ
الصرف المُح َّدد.
ومن مزايا هذا ال ِّنظام أ ّنه يُساعِد على تجميع االحتياطات الذهبيّة لدى المصارف المركزيّة وسُلطات
اإلصدار ،وبالتالي يُم ِّكنها من أحكام الرقابة على أسعار الذهب وعلى تحرُّ كاته الدوليّة ،ومُمارسة نوع من
اإلدارة والرقابة النقديّة بهدف المُحا َفظة على استقرار ال ِّنظام النقدي.
وجديرٌ بالذ ّكر أنّ بريطانيا قد ا َّتبعت هذا ال ِّنظام خِالل الفترة من مارس سنة 1585ولغاية سنة ،1531
ك الذهب وتداوُ ل الق َِطع الذهبيّة .وا َّتبعت الواليات الم ّتحدة حيث منعت الحُ كومة البريطانيّة ،خالل هذه الفترة ،س َّ
ك بال ِّنسبة للذهب ومنعت األمريكيّة في سنة 1534نوعًا من نِظام السبائك الذهبيّة أوقفت على أثره حُرِّ ية ال َّس ّ
تداوُ ل الق َِطع الذهبيّة ،وفي سنة 1536قامت فرنسا بوقف عملية تداول المسكوكات الذهبية والتحول نحو قاعدة
3
السبائك الذهبية.
1
, en: 18/04/2014.الدوالر/الذهبwww.ICN.com/ar/studies/2011/10/18/
2هاشىىىىىىىىم حسىىىىىىىىين ناصىىىىىىىىر المحنىىىىىىىىك ،موسىىىىىىىىوعة المصىىىىىىىىطلحات اإلداريىىىىىىىىة واالجتماعيىىىىىىىىة واالقتصىىىىىىىىادية والتجاريىىىىىىىىة ،علىىىىىىىىى
الموقعhttp://encyc.reefnet.gov.sy/?page=entry&id=237467:
3 Y.Bernard et J.C.Colli : Dictionnaire économique et Financier ; 3éme : ed., Edition du Seuil, 1984,
p728.
81
ففي بريطانيا سبيكة الذهب كان وزنها 400أوقية أو اونصة 1وفي فرنسا مثال فإن كل سبيكة تعادل
815000فرنك على أساس وزن السبيكة الواحدة 18كلغ ،ونظرا الرتفاع سعر السبيكة ،لم يعد بمقدور األفراد
الحصول على الذهب ،وتبني قاعدة السبائك الذهبية كان بمثابة الخطوة األولى تجاه التخلي عن إمكانية تحويل
األوراق النقدية إلى ذهب وعن قاعدة الذهب في المعامالت الداخلية ،وبذلك اقتصرت عملية التحويل من أوراق
2
إلى ذهب إال على فئة قليلة من األفراد الذين يملكون كميات نقود كبيرة.
وأقترح شكال آخر ،يؤمن عملية التبديل بالذهب ويقلل من الحاجة في استعمال الذهب ،هذا النظام هو
نظام الصرف بالذهب.
بعد اندالع الحرب العالمية األولى ،ونهايتها ،اضطرت الدول المتحاربة إلى تعليق العمل بالقاعدة
الذهبية ،الستهالكها أمواال طائلة لتمويل نفقات الحرب وبدأت الموازين في نظام العالقات االقتصادية الدولية
يتحطم ،حيث شهدت الواليات المتحدة األميركية التي لم تدخل الحرب إال في عام ،1517نموا كبيرا في
إنتاجها وصادراتها بدرجة كبيرة ،وعند نهاية الحرب حاولت الدول المتحاربة العودة إلى نظام القاعدة الذهبية.
لكن المشكلة جديدة لتي طرحت نفسها ،أن القسم األكبر من أرصدة العالم الذهبية ،وبخاصة من أرصدة الدول
المتحاربة األوروبية ،قد تم تحويله إلى الواليات المتحدة األميركية لتغطية نفقات الحرب.
ولعالج مشكلة اختالل الموازين االقتصادية اجتمعت الدول الرئيسة في جنوة سنة ،1588والتوصل
إلى إتباع نظام الصرف بالذهب الذي يعتبر خروج غير مباشر من نظام قاعدة الذهب ،حيث تكون وحدة النقد
فيه غير قابلة للتحويل إلى ذهب ،ولكن تكون قابلة للتحويل إلى عملة دولة أخرى مرتبطة ارتباطا مباشر
بالذهب( قابلة للتحويل إلى ذهب) ،وقد سمي هذا النظام "نظام التحويل من الدرجة الثانية" بمعنى أنه طبقا لهذا
النظام يوجد نوعين من العمالت ،عمالت تلعب دورا عالميا بالغ األهمية وتسمى بالنقود المركزية وعمالت
تابعة تستند في إصدارها على عملة ارتكازية تكون غطاء لها بدال من الذهب .فبرزت بذلك كتل نقدية اقتصادية
حسب النفوذ االقتصادي ،فمثال نجد أن الدول التي كانت منطقة نفوذ اقتصادية ألمريكا كانت عمالتها قابلة
للتحويل إلى الدوالر القابل للتحويل للذهب ،ونفس الشيء بالنسبة للدول التي كانت تابعة لكتلة اإلسترليني،
أصبحت هذه الدول تتمتع بمزايا الذهب عن طريق االحتفاظ باحتياطاتها الذهبية وفي صورة عمالت.3
وفي الفترة 1544 -1535انهارت أيضا اقتصاديات دول أوروبا الغربية ،واالتحاد السوفييتي واليابان،
نتيجة الحرب العالمية الثانية ،وتدفقت كميات هائلة من االحتياطيات الذهبية نحو الواليات المتحدة فأصبحت
تمتلك ثلثي االحتياطي العالمي من الذهب ،فبدأت األهمية النسبية للجنيه اإلسترليني في الزوال وذلك بظهور
مصادر جديدة للطاقة غير الفحم الذي كان يشكل معظم صادرات بريطانيا ،إلى جانب تزايد األهمية النسبية
:Ounce 1األونصة ويرمز لها بالرمز OZوهي إحدى وحدات قياس الكتلة ،وهي مستخدمة في عدد من األنظمة المختلفة لوحدات القياس،
وتسمي األونصة أيضا ً باألوقية وتساوي 821345583185جرام .إلى جانب الوحدات األخرى كالغرام والحبة ،حيث 1اونصة= 437.5
حبة ،ومنه 1غرام= 15.438حبة ( .)82.3455÷437.5انظرwww.ar.wikipedia.com :
2مجدي محمد شهاب ،الوحدة النقدية األوروبية ،اإلشكاليات المحتملة على المنطقة العربية( ،مصر :دارى الجامعة الجديدة للنشر،
،)1552ص.45
3يوسف أحمد البطريق ،السياسات الدولية في المالية العامة ،الطبعة( ،8اإلسكندرية :الدار الجامعية ،)155 ،ص.155
88
لالقتصاد األمريكي ،ومن ثم أصبح الدوالر يمثل االحتياطي النقدي الذي يحل محل الذهب في إطار النظام
النقدي القائم على أساس قاعدة الصرف بالذهب1.
- نظام المعدنين:
في ظل هذا النظام يكون هناك نوعان من النقود المعيارية ،كل منهما من معدن مختلف عن اآلخر،
ولكل منهما قوة إبراء غير محدودة .وبنا ًء على ذلك ترتبط قيمة النقود الورقية المصدرة بكمية معينة من كل
من المعدنين ،وتكون قيمة المعدنين مرتبطة مع بعضهما البعض.
وفى ظل هذا النظام يشترط أن تكون الظروف السوقية لكل من المعدنين كفيلة بالمحافظة على هذه
النسبة بينهما ،ولكن من واقع التطور التاريخي ،كان إنتاج الفضة في القرون الماضية يفوق إنتاج الذهب ،ومن
ثم انخفضت قيمة الفضة بالنسبة للذهب فدفعت األفراد إلى التخلص مما لديهم من نقود فضية واالحتفاظ بالنقود
الذهبية وهذا ما يعرف في االقتصاد النقدي بقانون« :النقود الرديئة تطرد الجيدة» “bad money drives
” out good.والذي ينسب إلي " سير توماس جريشام" 2وقد سبقه في ذلك المؤرخ المصري" تقي الدين أحمد
3
المقريزي".
ويظهر القانون في حالة البلد الذي يسير على نظام المعدنين الذهب والفضة ،فإذا افترضنا أن كال من
الواليات المتحدة وفرنسا تسيران على نظام المعدنين وكانت النسبة القانونية بين الذهب والفضة بالواليات
المتحدة ،16 : 1بينما كانت النسبة القانونية بين المعدنين في فرنسا 17 : 1ففي هذه الحالة تدفع الذهب
بالخروج من الواليات المتحدة إلى فرنسا ،إذ يستطيع صاحب كيلو جرام من الذهب بالواليات المتحدة أن
يصدره إلى فرنسا فيحصل على 17كيلو جرام من الفضة ،وعند عودته إلى الواليات المتحدة األمريكية،
يستطيع أن يقدم 16كيلو جرام فقط إلى الجهات المختصة بسك النقود واستبدالها بمقدار 1كلغم ذهب على
أساس النسبة القانونية ( ،)16:1فإذا استمرت العملية وقام بها جميع األفراد بدافع تحقيق الربح يعادل واحد
كيلوغرام من الفضة في كل عملية تصدير الذهب من أمريكا واستيراد الفضة من فرنسا.
ومنه فإن ارتفاع القيمة السوقية للذهب عن قيمته القانونية سوف يغري الجمهور بصهر الدوالرات
الذهبية وبيعها سبائك بالسعر السوقي المرتفع وتحقيق ربح من هذه العملية ،مما يؤدى في النهاية إلى اختفاء
المعدن الجيد أو المعدن ذا القيمة السوقية المرتفعة من التداول ،وتبقى النقود الرديئة األقل قيمة من الذهب وهي
(الفضة) في التداول .بذلك يتحول نظام المعدنيين إلى نظام معدني واحد.
-غير أن العملية قد ال تستمر لفترة طويلة ويتحقق التوازن تلقائيا في القيمة القانونية بين المعدنين ألن
إقبال األفراد على عملية صهر السبائك الذهبية سوف يزيد من عرض الذهب في السوق وبالتالي تأخذ
1رمزي زكي :التاريخ النقدي للتخلف ،الطبعة السابعة ( ،بيروت :دار النهضة العربية ،بدون تاريخ) ،ص.56
2جريشام ) :Sir Thomas Gresham(1518-1579كان يشغل وزير المالية للملكة البريطانية في عهد إليزابيث األولى ،انظر:
الموسوعة البريطانية على الموقع ،http://www.britannica.com/EBchecked/topic/245848/Sir-Thomas-Gresham :تاريخ
الدخول 17 :افريل.8014
3تقي الدين أحمد بن علي المقريزي :مؤرخ مسلم ،شيخ المؤرخين المصريين ،المعروف باسم " تقي الدين المقريزي " ولد وتوفي في
القاهرة (1448-1364م) .اهتم تقي الدين المقريزي بالمشكالت االقتصادية وقدم أفكاراً عن بعض الظواهر النقدية ،ودرس في كتابه " إغاثة
األمة بكشف الغمة" ظاهرة المجاعة ،أو ما يمكن التعبير عنها باألزمة في المجتمع الرأسمالي ،فقد شخص النقص في إنتاج قيم االستعمال من
المنتجات والسلع وارتفاع أثمانها ،وبين أثر العامل النقدي فيما يتعلق بكمية النقود في النشاط االقتصادي من خالل أثرها في المستوى العام
لألثمان ،كما الحظ افتقاد النقود المعدنية النفيسة (الذهبية والفضية) تاركة المجال للنقود النحاسية في التداول خالل فترة المجاعة ،وذلك ألن
ارتفاع األثمان قد خفض من القيمة الشرائية للنقود ،وبما أن الذهب والفضة ،كمعدنين نفيسين ،قد ارتفع ثمنهما بالمقارنة مع سعر الصرف
المقرر رسميا ً لهذه النقود المعدنية ،مما جعل استخدامهما في صناعة الحلي واألواني وغيرها أكثر مردوداً ،وهكذا تطرد العملة الرديئة العملة
الجيدة ،وبهذا نجد في فكر المقريزي كما الحظ د .دويدار جوهر ،ما يسمى قانون جريشام الذي جاء من بعده بنحو مائة عام .انظر :ويكيبيديا،
الموسوعة الحرة ،على الموقع :تقي_ الدين_المقريزي www.wikipedia.org/wiki/
83
قيمته في االنخفاض وسوف تقف عملية سك المسكوكات الذهبية عند الحد الذي تعود فيه القيمة السوقية
للذهب إلى التعادل مع قيمته القانونية.
-استخدام معدن الفضة إلى جانب معدن الذهب في القاعدة النقدية يُزيد من حجم هذه القاعدة ،ويترتب
على ذلك أن يصبح العرض الكلى للنقود أكبر في ظل هذا النظام مقارنة بنظام المعدن الواحد ،ومن ثم
تتمكن السلطات النقدية من مقابلة حاجات الجمهور إلى النقد بسهولة وتحقيق المرونة في النظام النقدي.
-غير أن عدم التوافق بين القيم النسبية للمعدنين في السوق ،وبين القيم النسبية التي تحددها الحكومة
بينهما أدى إلى فشل هذا النظام وإلى خروج كل الدول التي كانت تتبناه.
كان مؤتمر بريتون وودز بالواليات المتحدة األمريكية الذي ضم مندوبي أربعة وأربعين دولة في عام
1544والذي مهدت له دراسات كل من االقتصاديين كينز البريطاني وهوايت األمريكي والذي استمر لمدة
ثالثة أسابيع من أول يوليو عام 1544لبحث أسس نظام النقد الدولي ،وانتهى بتوقيع اتفاقية بريتون وودز التي
تعد بمثابة إعالن للنظام النقدي العالمي الجديد الذي يقوم على تحقيق توازن اقتصادي بين دول العالم دون
1
الحاجة إلى فرض قيود على التجارة الدولية.
لبناء نظام اقتصادي دولي ،في الوقت الذي كانت الحرب العالمية الثانية ال تزال قائمة ،اجتمع 730
مندوب من جميع دول الحلفاء ال ،44في فندق ماونت واشنطن ببلدة بريتين وودز ،نيوهامپشر األمريكية،
للمشاركة في المؤتمر النقدي والمالي لألمم المتحدة ،توافد المشاركون من 88-1يوليو ،1544ووقعت
االتفاقية في اليوم األخير للمؤتمر .وقد وجد ممثلو الدول المجتمعة أن قاعدة الذهب لم تكن مرنة ولم تساعد
على تجاوز األزمات االقتصادية؛ مما جعلهم يقررون االستعاضة عنها بنظام جديد سمي " نظام بريتين
وودز" ،من أهم أهدافه:
بسام الحجار ،العالقات االقتصادية الدولية( ،بيروت :المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،)8003 ،ص .176 1
84
وقد تم توقيع معاهدة روما وذالك في مارس 1557والتي تعتبر الوثيقة المؤسسة للمجموعة االقتصادية
األوروبية والهادفة إلى:
-إلغاء الرسوم الجمركية على التجارة الداخلية بين الدول األعضاء ووضع تعريفة جمركية موحدة
اتجاه دول العالم األخرى.
-إزالة الحواجز القائمة في وجه انتقال رؤوس األموال ولألشخاص والخدمات بين الدول األعضاء.
ثالثا :النظريات والسياسات النقدية
-0النظريات النقدية
يقصد بالنظرية النقدية) ، (Monetary Theoryذلك الفرع من االقتصاد الذي يدرس ويحلل استعماالت
1
النقود ووظائفها وآثارها في إنتاج السلع والخدمات وتوزيعها واستهالكها.
وتهدف النظرية النقدية إلى التعرف على العوامل المحددة لقيمة النقد في أي لحظة من الزمن وعلى
اختالف المفاهيم والتفاسير لها ،و يجمع الكثير أو معظم االقتصاديين على أن جوهر ومحل النظرية هو تفسير
التغير في كمية النقود وانعكاس ذلك على المستوى العام لألسعار والمتغيرات االقتصادية األخرى.
فبعد ثورة األسعار في القرن السادس عشر 16م ،خاصة بعد ذلك التدفق الكبير للمعادن النفيسة من
أمريكا إلى أوروبا مما دفع الكثير من االقتصاديين إلى البحث في العالقة بين زيادة كمية النقود وارتفاع
األسعار نتيجة تدفق الذهب والفضة ،ويعتبر جون بودان 2أول من أعطى مالحظة مفادها أن الزيادة في كمية
النقود المتداولة هي السبب في ارتفاع األسعار ومن ثم انخفاض في قيمة النقود ،وعلى أساسها برزت النظرية
النقدية التي كانت محل دراسة العديد من المدارس االقتصادية ،أهمها:
-0-0النظريات النقدية الكالسيكية
يمكن القول بأن الفكر التقليدي الكالسيكي لم يتبلور عنه ما يمكن أن يعتبر نظرية اقتصادية متكاملة
تبحث في مستوى النشاط االقتصادي للنقود وتوضيح العوامل األساسية المحددة للمتغيرات المتعلقة بالنقود،
حيث اعتبر الكالسيك أن التوازن االقتصادي يتحقق دائما بصورة تلقائية عند مستوى التشغيل الكامل ومن بينهم
ادم سميث ودافيد ريكاردو وجون باتيست ساي كما اعتقدوا اعتقادا تاما بان اثر التغيرات في كمية النقود
يتصف بالحياد التام والطلب على النقود يكون من اجل المعامالت فقط .ويرون أن المتغيرات الكبرى في
النشاط االقتصادي ال تتأثر بالنقود .والتغيرات في عرض النقود( تغير كمياتها أو سرعة دورانها) تؤدي إلى
اإلخالل في األسعار النسبية أي اإلخالل بين معدالت التبادل الحقيقية بين السلع ،وأن مثل هذه االختالل لن يبقى
في األجل الطويل ،حيث أن المرونة التامة لألسعار في ظروف المنافسة التامة في السوق كفيلة بإعادة األمور
مرة أخرى إلى مجراها.
ويعتمد الكالسيك في اعتقادهم بالتوازن االقتصادي التلقائي المبني على قانون ساي " " Say’Lawنسبة
إلى االقتصادي الفرنسي " جان باتيست ساي " الذي ينص على أنه " :كل عرض يخلق الطلب الخاص له"" ،
" Every Supply Creates Its Demandعلى ثالث فرضيات:
-المهمة الحيادية للنقود.
-أن الموارد االقتصادية مستغلة كلها (حالة التوظيف الكامل).
-السوق تتمتع بالمنافسة التامة.
1 http://ar.wikipedia.org/wiki
85
- النظرية الكمية للنقود( معادلة التبادل):
من التحليل االقتصادي التقليدي السابق ظهرت نظرية الكمية للنقود نتيجة لمحاوالت عديدة لتحديد
عالقة كمية النقود المتداولة ومستوى األسعار.
وقد عرفت هذه النظرية عدة تطورات في بعض نواحيها منذ صياغتها من طرف االقتصادي األمريكي
"ايرفينغ فيشر" Irving Fisher 1صياغته لمعادلة التبادل ،وتعبر هذه المعادلة عن العالقة بين النقود والطلب
2
عليها في محاولة تحديد مختلف العوامل التي تساهم في التأثير علـــى مستوى األسعار.
خصص فيشر للنقود حيّزاً واسعا ً من أبحاثه وصاغ النظرية الكمية في النقود ،واشتهر بمعادلته في
تفسير التغيرات في األسعار بتغيرات الكتلة النقدية التي صاغها على النحو اآلتي :
)P = MV + M’ V’ ……………………….(1
T
حيث:
:Pالمستوى العام لألسعار
:Mتعبر عن الكتلة النقدية الورقية
:Vسرعة تداول النقود الورقية (عدد مرات تداول النقد من يد إلى يد)
’ :Mكمية النقود الخطية أو الودائع والحسابات المصرفية
’ :Vسرعة تداول النقود االئتمانية
:Tحجم المبادالت من السلع والخدمات
مع االفتراضات التي وضعها فيشر والمتمثلة فيما يلي:
-إن الطلب على النقود هو طلب مشتق من الطلب على السلع والخدمات ووظيفة النقود كوسيط في
التبادل.
-ثبات حجم الحقيقي عند مستوى التشغيل الكامل.
-إن سرعة تداول النقود ثابتة ومستقلة من كمية النقود المتداولة ،وكذلك الحجم الحقيقي للمبادالت
وتعتبر كعوامل مستقلة بطيئة التغيير.
-النظر إلى المستوى العام لألسعار كمتغير تابع وهو كنتيجة وليس سببا للتغير في العوامل األخرى،
وهناك عالقة طردية بين اإلصدار النقدي ومستوى األسعار ،وبهذا يفسر الكالسيك االرتفاع في
المستوى العام لألسعار.
PT=MV ويمكن كتابة المعادلة السابقة على الشكل:
حيث :MV،الحجم اإلجمالي للكتلة النقدية المعروضة في سرعة تداولها ،توضح معادلة فيشر أن األسعار تتغير
ارتفاعا ً أو انخفاضا ً في ضوء تغيّر حجم الكتلة النقدية وانخفاض قيمة النقود من جهة ثانية مع ارتفاع المستوى
العام لألسعار ،ويتضح ذلك من الشكلين رقم( ،)b-1( ،)a-1أدناه:
الشكل رقم()1
عالقة كمية وقيمة النقود بالمستوى العام لألسعار
1ايرفينج فيشر ) ،Irving Fisher (February 27, 1867 – April 29, 1947اقتصادي وإحصائي أمريكي.
http://www.eshamel.net/vb/t19133.htm 2
86
المصدرhttp://www.economics.utoronto.ca/wwwfiles/archives/munro5/QUANTHR2.htm :
يتبين من الشكل رقم( )a-1انه عند زيادة حجم العرض النقدي من QM1إلى ،QM2فإن المستوى
العام لألسعار يرتفع من OP1إلى OP2وإذا تضاعفت كمية النقود بأربعة مرات إلى QM4فإن مستوى
األسعار سيرتفع أيضا إلى المستوى .OP4
أما من الشكل رقم( ،)b-1تتضح العالقة العكسية بين قيمة النقود والمستوى العام لألسعار ،فعندما تزيد
كمية النقود من QM1إلى ،QM2فإن قيمة النقود تنخفض إلى النصف من VM1إلى .VM2
)M=KY…………………………(1
:Mتمثل كمية النقود وهي تشمل النقود بكافة أنواعها
:Kالنسبة من الدخل التي يرغب األفراد باالحتفاظ بها على شكل أرصدة نقدية
:Yالدخل النقدي
و من هذه المعادلة يمكن الحصول على:
)K= M/Y………………(2
أي انه هناك تناسب عكسي بين KوY
وهذا يعني بان النسبة بين األرصدة النقدية التي تحتفظ بها األفراد والدخل النقدي ليست في الواقع سوى
مقلوب سرعة تداول النقود بالنسبة للدخل والتي تمثل:
) (vسرعة تداول النقود = الدخل القومي النقدي( ÷ )Yكمية النقود المطلوبة لغرض المعامالت)(M
حيث ومنه فان :
87
)V=Y/M……………………..(3
)M=Y/V……………………….(4
تقرر هده المعادلة أنه يحتفظ األفراد والمؤسسات بنسبة من الدخل على شكل أرصدة نقدية (هذه النسبة
تساوي مقلوب سرعة تداول النقود بالنسبة للدخل) وهذه النسبة من الدخل تمثل الطلب على النقود(كمية النقود)
فإذا زادت رغبة األفراد في االحتفاظ بأرصدة نقدية كبيرة من دخلهم ،فهذا يعني زيادة الطلب على النقود ومنه
سينخفض إنفاق األفراد ،وبالتالي ينخفض الطلب على السلع مما يؤدي إلى انخفاض األسعار وبالعكس عندما
تنخفض رغبة األفراد في االحتفاظ بأرصدة نقدية ،فهذا يعني انخفاض الطلب على النقود فيؤدي ذلك إلى زيادة
اإلنفاق وبالتالي زيادة الطلب على السلع ومن تم ارتفاع األسعار.
وبذلك فان هذه المعادلة تعطي أهمية كبيرة للتغيرات في األرصدة النقدية من حيث كونها المحدد
الرئيسي للتغيرات في األسعار.
وفقا لهذه المعادلة يتحدد الطلب على النقود أي على األرصدة النقدية تبعا للدخل نظرا الن هناك نسبة
معينة من الدخل يرغب األفراد في االحتفاظ بها في صورة أرصدة نقدية وباستخدام المعادلة التالية:
P=(M.V) / y
)M= (1/V) (Py
K=1/V
Py=Y
M= KY
P=M/KY
) (Pمستوى األسعار = كمية النقود( ÷ )Mالدخل النقدي( ×)Yنسبة التفضيل النقدي)(K
ومنه يتبين اثر التغيير في نسبة التفضيل النقدي ) (Kوكيمة النقود على مستوى األسعار ) (Pفي
حدود معادلة كمبردج ،حيث أن حدوث تغيير في نسبة التفصيل النقدي ) (Kيترتب عليه تغيير في مستوى
األسعار والدخل النقدي بمعنى إذا كانت كمية النقود في المجتمع ثابتة وزادت نسبة تفضيل األفراد من الدخل
فسوف يتجه األفراد إلى تقليل طلبهم على السلع والخدمات (رغبتهم في زيادة كمية النقود لديهم) هذا ما يؤدي
82
إلى انخفاض األسعار وبالتالي تقل المبيعات ويتكدس المخزون لدى التجار والذين بدورهم يتجهون إلى تقليل
طلبهم على السلع من المنتجين فينخفض اإلنتاج وبالتالي ينخفض الدخل القومي الحقيقي والنقدي.
إذا زادت كمية النقود ) (Mيلجا األفراد إلى التقليل من أرصدتهم النقدية وزيادة إنفاقهم مما ينتج عنه
ارتفاع في مستوى األسعار وأيضا ارتفاع الدخل النقدي كما يمكن أن يحصل العكس في حالة انخفاض كمية
النقود ومنه العالقة بين كمية النقود واألسعار عالقة طردية.
غير أن ما قدمته النظرية األرصدة النقدية من تفسيرات مفيدة للنظرية النقدية شهدت بعض االنتقادات
التي وجهت إليها:
حجم األرصدة النقدية التي يحتفظ بها إلجراء معاملتهم يتوقف على الظروف االقتصادية وتوقعات
األفراد.
-يمكن القول أن نظرية الكمية في صورتها الجديدة معادلة – كمبردج -تقرر وجود عالقة بين كمية النقود
والدخل النقدي ،وبذلك تختلف صياغة كمبردج عن صياغة فيشر في أن األولى تركز على أهمية النقود
كمستودع للقيمة ،بدال من تركيزها على النقود كوسيلة مبادلة ،إذ تؤدي النقود كمستودع للقيمة إلى تعطيل
مؤقت في القدرة الشرائية العامة عند األفراد خالل الفترة الواقعة بين بيع السلع والخدمات وشرائها.
وبهذا يتركز تحليل دراسة كمبردج على العوامل التي تحدد طلب األفراد على النقود لالحتفاظ بها بشكل
أرصدة نقدية عاطلة.
وعليه فإن الطلب على النقود يتحدد بناءاً على ما تشتريه تلك الكمية من النقود من السلع والخدمات ،أي
أنه طلب على النقود الحقيقية .وتقاس كمية النقود الحقيقية بقسمة كمية النقود على مستوى األسعار.
Md
f (Y ) kY
P
وحيث Kثابت يقيس مدى استجابة الكمية المطلوب من النقود الحقيقية لتغير مستوى الدخل ،فإذا كانت
M td
،فهذا يعني أن األفراد يرغبون في االحتفاظ بنسبة 0.25Y دالة الطلب على النقود هي:
P
%85من دخلهم في صورة نقود حقيقية سائلة لتمويل معامالتهم المختلفة.
ولتحقيق التوازن في سوق النقود وفقا ً للنظرية الكالسيكية ،يتم إدخال عرض النقود إلى الصورة،
ومساواة جانبي العرض والطلب ،أي:
الطلب على النقود الحقيقية = العرض الحقيقي للنقود
Md Ms
P P
وبالتعويض عن طرفي شرط التوازن وإعادة الترتيب نحصل على المعادلة التالية:
M
kY
P
1
) V فهي مقلوب النسب المحتفظ بهىا مىن النقىود السىائلة لغىرض المبىادالت .ووفقىا ً لدالىة ومن العالقة (
k
الطلب على النقود الرقمية السابقة تكون سرعة دوران النقود = ،4بمعنى أن النقود تتداول بين األيدي أربع
مرات خالل الفترة الزمنية المحددة.
- النظرية الكينزية:
85
يتفق كينز مع اقتصادي نظرية كمية النقود في أن الطلب على النقود الناشئ من الحاجة لها لشراء السلع
والخدمات بدافع المعامالت(. Money Demand for Transaction)MDT
ولكنه يختلف معهم في أنه باإلضافة للدافع السابق للطلب على النقود فهناك أيضا ً دافعان آخران هما
دافع االحتياط ( Money Demand for Precautionary)MDPودافع المضاربة Money Demand for
).Speculation(MDS
ومنه فان الطلب اإلجمالي على النقود حسب كينز الذي يعرف بمدرسة التفضيل النقدي يكون حسب
1
الصيغة التالية:
MD = MDt + MDp + MDs
حيث:
= MDتمثل الطلب على النقود
= MDtالطلب على النقود بدافع المعامالت
= MDpالطلب على النقود بدافع االحتياط
= MDsالطلب على النقود بدافع المضاربة
كما يمكن كتابة العالقة السابقة بالشكل التالي:
MD=L1+L2
حيث L1تشير إلى الطلب على النقود بدافعي المعامالت واالحتياط ( )MDt + MDpوهي تعتبر دالة
الطلب على النقود القائ ًم على دافع المبادالت واالحتياط واللذان يتقيدان بالدخل بعالقة طرية ) ، L1 = L1 (Yأما
L2فتشير إلى الطلب على والنقود بدافع المضاربــة وهي دالـة للعالقة العكسية بالنسبة لسعر الفائدة L2 = L2
) . (iومنه فان الطلب على النقود يمكن كتابتها على الشكل:
)L= L1 (Y) + L2 (i
)M=L(Y, i
وترى المدرسة الكنزية أن الطلب على النقود الحقيقية يعتمد طرديا ً على الدخل وعكسيا ً على سعر الفائدة،
وعليه تكون دالة الطلب على النقود:
Md M
L( y, i ) d kY hi
P P
\L
L
M
P
1
Fitra Purna, Demand of Money, In : www.academia.edu/5258171/Demand_of_Money
30
فمثالً لو كانت دالة الطلب على النقود هي:
Md
، 0.25Y 800i
P
فهذا يعني أن الطلب على النقود الحقيقية يرتفع بنسبة %85لكل زيادة تحدث في الدخل ،وينخفض
بمقدار 200مقابل كل زيادة تطرأ على سعر الفائدة.
ويمثل الشكل البياني رقم( )8منحنى الطلب على النقود Lموضحا ً العالقة العكسية بين كمية النقود
الحقيقية المطلوبة وسعر الفائدة.
كما يوضح المنحنى \ Lدالة الطلب على النقود والتي تنتقل إلى اليمين في حالة ارتفاع مستوى الدخل،
تعبيراً عن زيادة الكمية المطلوبة من النقود عند كل مستوى من مستويات سعر الفائدة.
الشكل رقم ()2 فيفتىىىىرض للتبسىىىىيط أنىىىىه متغيىىىىر خىىىىارجي بمعنىىىىى أن الكميىىىىة
i التوازن النقدي المعروضىىة مىىن النقىىود تتحىىدد مىىن قبىىل البنىىك المركىىزي ،وعليىىه يتخىىذ
منحنى عرض النقود الشىكل الرأسىي اتجىاه تغيىرات سىعر الفائىدة .فىإذا
قامىىت السىىلطات النقديىىة بزيىىادة عىىرض النقىىود فىىإن المنحنىىى ينتقىىل إلىىى
جهة اليمين معبراً عن زيادة كمية النقد المتداولة في االقتصاد.
*i ولتحقيق التوازن في السوق النقدي ضمن اإلطار الكنزي يكون:
الطلب على النقود الحقيقية = العرض الحقيقي للنقود ،أي أن:
Md M
.وبالتعويض عن دوال العرض والطلب على النقود s
M P P
M M0
P ،حيث وإعادة ترتيب المعادالت نحصل على kY0 hi :
P P0
يتحدد المستوى التوازني لسعر الفائدة المقابل للمستوى الدخل .Y0
ويتحدد التوازن بيانيا على النحو المبين في الشىكل رقىم( )3المقابىل بتقىاطع دالتىي الطلىب علىى النقىود
الحقيقية مع المعروض منها .وقد يختل التوازن نتيجىة الخىتالل أي مىن جىانبي العىرض أو الطلىب ،ممىا يىؤثر
على المستوى التوازني ويتحدد مستوى توازني جديد لسعر الفائدة كما في الشكلين( )4و( ،)5أدناه:
الشكل رقم()2
الشكل رقم ()5 i اثر العرض النقدي على التوازن
i اثر الطلب النقدي على التوازن
i2
i2
i1
M
L1
M M M P
( )2 ( )1
M P P P
P
31
M
( إلىىى الشىىكل األيمىىن رقىىم( )4يوضىىح أثىىر زيىىادة عىىرض النقىىود بانتقىىال منحنىىى عىىرض النقىىود مىىن )1
P
M
( على الوضع التوازني ،بينما يوضح الشكل األيسر رقم( )5أثر تغير الطلب علىى النقىود بانتقىال المنحىى )2
P
من L1إلى .L2وكما هو مبين فإن تغير العرض يؤثر عكسيا ً على سعر الفائدة ،بينما يؤثر تغيىر الطلىب علىى
النقود طرديا ً على سعر الفائدة.
-سعر أو معدل عائد عن كل شكل من أشكال الثروة البديلة .بما فيها النقد والتي تحدد
إمكانيات اإلحالل بينها.
-أذواق وتفضيل الحائزين للثروة.
وهذا ما يمثل الهدف األساسي الذي يصبو إليه فريدمان في تحديد مواصفات دالة الطلب على النقد التي
يمكن أن تخضع لالختبار العلمي والتحليل التجريبي .من خالل العناصر األساسية المكونة للطلب على النقود
وهي:
1ميلتون فريدمان ،( 2006 - 1912 ( - Milton Friedman -اقتصادي أمريكي عرف بأعماله في االقتصاد الكلي واالقتصاد الجزئي
والتاريخ االقتصادي واإلحصاء.
2إسماعيل محمد هاشم ،مذكرات في النقود والبنوك( ،بيروت :دار النهضة العربية ،)1556 ،ص.125
38
-أثر الثروة :يعرف فريدمان مفهوم الثروة الكلية ( )wبشكل عام وموسع بأنها مجموع مصادر الدخل أو
الخدمات االستهالكية التي يحوزها الفرد (أو الجماعة) والثروة الكلية ما هي إال قيمة الحالية لتدفقات
الدخل عبر الزمن ،و التي تعرف كما يلي:
y
W
i
ولكن الدخل المعنى هنا ليس الدخل المطلق أو التجاري بل الدخل طويل األجل ،أو ما يعرف باسم
1
الدخل الدائم ) . ( y pومنه تصبح الصيغة السابقة كما يلي:
yp
W
i
وتتكون الثروة الكلية من العناصر التالية:
-األصول العينية غير البشرية (.)A
-األصول المالية التي تنقسم إلى:
-أصول ذات المردود الثابت ،والتي يمكن تمثيلها بالسندات ). (B
-أصول ذات المردود المتغير ،والتي تتمثل في األسهم ).(E
-األصول النقدية (نقدية ونقود الودائع) ونرمز لها بـ. (M):
-األصول البشرية (الثروة البشرية) 2والتي تتمثل في القدرة الشرائية لألفراد أو مقدرتهم
في الحصول على دخل في شكل أجر أو راتب ،وهو ما يسمى برأس المال البشري
).(Wh
بحيث )E( ،)B( :و( )Mتمثل لنا الثروة غير البشرية نرمزلها ).(Wn
كما يفترض فريدمان أن جزءاً من الثروة يستثمر في صورة ودائع لها عوائد تتمثل في سعر الفائدة
المتحقق عليها .وعليه فإن سعر الفائدة هو معدل العائد على النقود .أما عن الجزء السائل من النقد فيعد معدل
التضخم هو أهم مكونات العائد عليه ،وذلك نظراً لكون ارتفاع األسعار يؤدي إلى انخفاض القيمة الحقيقية
للنقود .وعليه فإن معدل التضخم يشكل معدل عائد سالب ألصحاب النقود السائلة ،ليظل معدل التضخم المتوقع
هو العامل األهم بالنسبة لقرارات االحتفاظ باألصول.
- تكلفة الفرصة البديلة للنقود :
االحتفاظ بالنقود بشكلها السائل يعني التخلي عن استخدامها في شراء أصل مالي أو حقيقي يدر دخل
وهذا ما يسمى بتكلفة الفرصة البديلة للنقود وهي تؤثر على مستوى النقود بشكلها السائل لدى األفراد بمعنى أنه
إذا زادت تكلفة الفرصة البديلة ( أي زادت العوائد التي تمنحها األصول المالية األخرى) فان الطلب على النقود
بشكلها السائل ينخفض والعكس صحيح لو انخفضت تكلفة الفرصة البديلة.
وقد جرى العرف على تقسيم تكلفة إبقاء النقود سائلة (الطلب على النقود) إلى نوعين من التكاليف:
-تكلفة الفرصة البديلة :فإبقاء النقود سائلة يعني عدم استثمارها والتضحية بالتالي بدخل كان يمكن
الحصول عليه لو تم استثمارها وتقاس بمعدل الفائدة السائدة في السوق.
1
http://www.yourarticlelibrary.com/economics/money/friedmans-theory-of-the-demand-for-money-theory-
and-criticisms/10997/
2محمود يونس ،مقدمة في النقود وأعمال البنوك واألسواق المالية( ،اإلسكندرية :الدار الجامعية،)8003 ،ص.365
33
وبموجب مبدأ اإلحالل بين النقد وهذه األصول ،تكون العالقة عكسية بين الطلب على النقد وتكلفة
الفرصة البديلة.
ولكن مردود األصول يتكون من عنصرين:
-يتمثل العنصر األول في الدخل الذي يدره األصل في شكل معدل فائدة( )𝑟Bبالنسبة للسندات أو
( )𝑟Eبالنسبة لالسهم.
-ويتمثل العنصر الثاني في الربح (أو الخسارة) في الرأس المال الذي يترتب عن تغيرات أسعار
السوق لهذه األصول (األسهم والسندات) وتغيرات مستوى األسعار العام.
-بالنسبة لتغيرات أسعار األصول ،يمكن اعتبارها كما يلي:
هذه التغيرات تنجر عن تغيرات معدل الفائدة السوقي ،وهكذا ،يؤدي ارتفاع معدل الفائدة السائد في السوق
إلى انخفاض في سعر السند أو للسهم في السوق (والعكس عند انخفاضه) ،وبالتالي ينخفض مردود السند أو
السهم (يرتفع) ،أي أن تكلفة الفرصة البديلة لالحتفاظ بالنقد تنخفض أو (ترتفع).
1
أما قياس معدل هذه التغيرات ،فإنه يتمثل في معدل تغير سعر الفائدة السوقي على النحو التالي:
drB
drB 1 r
B بالنسبة للسندات:
dt rB dt
drB
drE 1 r
B بالنسبة لألسهم:
dt rE dt
-أما بالنسبة لتغيرات مستوى األسعار العام الذي يمس األسهم واألصول العينية ،فإنه يمكن اعتبارها
كما يلي:
-بالنسبة لألسهم :باإلضافة إلى العنصرين السابقين اللذين يشكالن مردود السهم يمكن أن نضيف
عنصرا ثالثا يتمثل في معدل تغير مستوى األسعار العام:
dp
1 dp p
p dt dt
هكذا ،فارتفاع المستوى العام لألسعار يعني ارتفاع في القيمة االسمية للسهم ،وبالتالي في المردود
االسمي ،أي أن معدل تغير مستوى األسعار العام يزيد من تكلفة الفرصة السانحة لالحتفاظ بالنقد ،مما يستوجب
إضافة إلى مردود السهم.
-بالنسبة لألصل العيني ،فوضعه يشبه تماما وضع السهم ،أي أن ارتفاع مستوى األسعار العام أو
انخفاضه يؤدي إلى ارتفاع القيمة االسمية لألصل أو انخفاضها ،وبالتالي البد من األخذ بعين
االعتبار لهذا االرتفاع أو االنخفاض في القيمة عند حساب تكلفة الفرصة البديلة لالحتفاظ بالنقد،
ويتمثل ذلك في معدل تغير مستوى األسعار العام المعرف أعاله.
هكذا ،يكون المتغير األول في جملة المتغيرات المكونة لتكلفة الفرصة البديلة هو:
1
-المستوى العام لألسعار ) ،(Pأما المتغيرات األخرى فهي كالتالي:
1
http://www.yourarticlelibrary.com/economics/money/friedmans-theory-of-the-demand-for-money-theory-
and-criticisms/10997/
34
-مردود سند قيمته دوالر واحد خال لفترة زمنية ما:
drB
1 drB r
rB B rB
dt rB dt
drB 1
rB
dt rB
خالل فترة زمنية ما: مردود سهم قيمته دوالر واحد -
drE dp
r p dr 1 dp 1
rE E rE E
dt dt dt rE dt p
-مردود أصل عيني قيمته دوالر واحد هو:
dp
p dp 1
1
dt dt p
-النوع الثاني من التكاليف :يقصد به انخفاض القدرة الشرائية للنقود الناتج من االرتفاع من المستوى
العام لألسعار ( التضخم ).
-متغيرات أخرى:
لم يبق إال المجموعة الثالثة من المتغيرات وهي التي تتمثل في أذواق واختيارات العائالت ،والتي يمكن
تلخيصها في المتغير واحد نرمز له بالرمز ).(U
ومن المتغيرات المختلفة السابقة ،يكون النموذج العام للطلب على النقود ،بالقيمة االسمية ،كما يلي:
y 1 dr 1 dp 1 dr 1 dp
) M d f ( ,W , rE E , rB B , , p, u
r rE dt p dt rB dt p dt
هذه الدالة األخيرة يمكن اختصارها وذلك باالستعانة عن بعض المتغيرات بافتراض ما يلي:
أن ( rE ، rBاألصول المالية) ثابتان.
أن معدل الفائدة السوقي ) (rما هو إال متوسط معدالت الفوائد األخرى ( ) rE ( ،) rBثابتان عبر الزمن ،فإنه
ال داعي العتبار تغيرات أسعار األصول الموافقة لها.
هكذا تصبح المعادلة السابقة كما يلي:
1 dp
M d f ( y,W , rE , rB , ) , p, u
p dt
وللتعامل أكثر بهذه الدالة ،يفترض فريدمان أنها متجانسة من الدرجة األولى بالنسبة للدخل ) (yوالمستوى
العام لألسعار ) (pأي أن:
1 dp 1 dp
f ( y,W , rE , rB , ) , p, u ) f ( y,W , rE , rB , , p, u
p dt p dt
حيث يمثل ) (عدد حقيقيا موجبا:
1
فإذا افترضناه مساويا لـ ) ( ،يكون لدينا:
p
1 http://www.luk-korbmacher.de/Schule/VWL/milton.htm
35
1 1 1 dp
) M d f ( y,W , rE , rB , , p, u
p p p dt
y 1 dp p
) f ( ,W , rE , rB , , , u
p p dt p
Md y 1 dp
) f ( ,W , rE , rB , , u
p p p dt
تعبر هذه العالقة عن الطلب على النقد بالقيمة الحقيقية ،كما تفسر بأن الطلب على النقد (بالقيمة االسمية)
يرتبط بعالقة طردية مع مستوى األسعار العام ،وهذا ينتج في الواقع عن الفرضية السابقة (تجانس الدالة من
الدرجة األولى بالنسبة للمستوى العام لألسعار).
1
أما إذا افترضنا أن ) ( فإنه يكون لدينا:
y
Md y 1 dp p
) f ( ,W , rE , rB , , , u
y y p dt y
1 1
u و يصبح لدينا: وإذا وضعنا f
f u
y 1
Md 1 dp p
) f (W , rE , rB , , , , u
p dt y
y 1 dp p
) V (W , rE , rB , , , u
Md p dt y
1 dp p
y M d V (W , rE , rB , ) , , u
p dt y
وبما أن ) ، ( yp yحيث yيمثل الدخل الحقيقي ،وبهذا يمكن القول أن هذه المعادلة تمثل لنا معادلة
النظرية الكمية المعتادة ،حيث يمثل ) (Vسرعة تداول النقود بالنسبة للدخل ،ولكن عوض أن تكون ) (Vثابتة
ومحددة بالعوامل المؤسسية كما هو الحال بالنسبة للكالسيك ،فإنها تصبح دالة لمتغيرات اقتصادية عند فريدمان.
لكن الشيء المهم أكثر هو أثر المتغيرات المختلفة على طلب النقود.
فإذا تم وضع جانبا المتغير المؤسسي ( )uواعتبرنا الدالة :
1 dp
M d f (W , w, rE , rB , ) , p
p dt
يمكننا تحديد إشارات المشتقات الجزئية كما يلي:
-بالنسبة للثروة W
M d
0
W
بمعنى كلما زادت الثروة زاد الطلب على النقد ،لكون النقد سلعة عادية.
-بالنسبة لمعادالت المردود:
M d M d M d
0, 0, 0
rE rB (
1
dp
)
p dt
36
أي أن الطلب على النقد ينخفض كلما ارتفعت معدالت مردود األصول األخرى والعكس بالعكس.
-بالنسبة للمعدل ( wنسبة الثروة البشرية إلى الثروة غير البشرية):
M d
0
w
كلما كانت نسبة الثروة البشرية إلى الثروة غير البشرية مرتفعة ارتفع الطلب على النقد ،والعكس
بالعكس.
-بالنسبة لـ p
M d
0
p
والتي تفيد بأن هناك تناسبا طرديا بين الطلب على النقود ومستوى األسعار العام ،أي أن الطلب على
1
النقد يزيد عندما يرتفع مستوى األسعار.
نجد اختالفا ً واضحا ً بين المدارس المختلفة في النظرة لسرعة دوران النقود ،حيث ترى المدرسة
الكالسيكية ثبات سرعة دوران النقود لكونها تتأثر بعوامل ثابتة في المدى القصير .وترى مدرسة كمبردج كما
1
ذكرنا مسبقا ً أن . V :هذا ويعتبر كينز سرعة دوران النقود غير ثابتة ،بل وأيضا َ غير مستقرة لكونها تتقلب
k
مع تقلبات سعر الفائدة ،وقد تتخذ قيمة متناهية الصغر عند مصيدة السيولة .أما النقديون فيرون أن سرعة
دوران النقود غير ثابتة ولكن مستقرة القيمة لكونها تتغير في حدود ضيقة معتمدة على سعر الفائدة وتوقعات
التضخم والدورات االقتصادية.
يعتبر فريدمان أن النظرية الكمية الجديدة أوال قبل كل شيء نظرية للطلب على النقد ،وليست نظرية
المنتج ،الدخل النقدي أو مستوى األسعار ،كما يفهم ذلك من النظرية الكمية.
1
- المدارس الكينزية الحديثة في طلب النقود( نموذج" :بومول_طوبين"):
1
www.elbassair.net
37
نظريات الطلب على النقود المعاصرة تعتمد تحليل مفاده أن طلب نقود المبادالت نفسه يعتمد على سعر
الفائدة .وعليه فإن طلب النقود برمته يعتمد على سعر الفائدة وذلك دون الحاجة إلى تصنيف ذلك الطلب إلى
طلب مبادالت أو طلب مضاربات .وقد طرحت النظريات المعاصرة منذ الخمسينات الميالدية حيث قام "جميس
توبن" و"ويليام بومول" بتطبيق مبادئ نماذج المخزون من السلع على النقود .وقد توصال إلى أن نقود
المبادالت نفسها تعتمد على سعر الفائدة عكسياً .وفيما يلي نتناول نموذجين لمعالجة النماذج النظرية المعاصرة:
تفترض معالجة نموذج توبن وويليام السابق أن الفرد يتلقى دخل مقداره Yينفق منه خالل فترة زمنية
معينة (شهر مثال) ،أي t=0ونفترض أن الفرد ينفق هذا الدخل بنمط منتظم بمعدل يمكن التنبؤ به تماما خالل
فترة اإلنفاق وفي نهاية الفترة عندما t=1يصبح رصيد النقدية التي يحتفظ بها يساوي الصفر.
الفرد يحتفظ بمتوسط رصيد من النقدية أثناء الفترة مساويا لـ( :الرصيد في أول الفترة +الرصيد في
نهاية الفترة )( = 2/الدخل 2 /) 0+
حيث أن الرصيد في أول المدة يكون نفسه الدخل الذي يقبضه الفرد في بداية المدة.كما هو مبين في
الشكل رقم( ))a(-6أدناه:
الدخل
Y الشكل رقم())a(-6
نموذج طوبين إلنفاق الدخل
Y
𝒀
𝟐
الفترة t
𝐭 t
𝟐
1قدم وليام جاك بومول ) -1588( -William Jack Baumil -وهو اقتصادي أمريكي ،أستاذ في االقتصاد في جامعة نيويورك .نموذجا للطلب على
النقود بمشاركة جيمس توبين )8008 -1918( -James Tobin -وهو اقتصادي أمريكي أيضا ،ويطلق على النموذج المشترك بين " بومول -توبين" -
أو بالكينزيين الجدد .لمزيد من المعلومات انظر الموقع:
- Baumol, William J., (1952), “The Transactions Demand for Cash: An Inventory
–Theoretic Approach”, Quarterly Journal of Economics, November, vol. 66, pp. 545
556.
- Tobin, James, (1956), “The Interest Elasticity of the Transactions Demand for
Cash”, Review of Economics and Statistics, August, vol. 38, no. 3, pp. 241–247.
- Baumol, William J. and Tobin, James (1989), "The Optimal Cash Balance
Proposition: Maurice Allais' Priority", Journal of Economic Literature, September,
Vol. 27, No. 3, pp. 1160–1162. http://www.jstor.org/stable/2726778
32
وبافتراض أن الفرد يمكنه إدارة دخله بطرق مختلفة ،فإذا أراد الفرد االحتفاظ بكامل دخله لإلنفاق فإن
Y Y
.أما لو أراد االحتفاظ بنصف دخله ( ) واستثمار الباقي متوسط األرصدة النقدية المحتفظ بها تكون
2 2
كوديعة مصرفية ،فإنه يمكنه الصرف من المبلغ المحتفظ به حتى يتم استنزافه بمنتصف المدة الزمنية ومن ثم
يجرى سحب النصف المستثمر لتمويل إنفاق المتبقي من الزمن حتى الحصول على الدفعة الجديدة من الدخل.
Y
وفي هذه الحالة يكون متوسط األرصدة النقدية المحتفظ بها تساوي .
4
وقد ركز النموذج في تحليله للطلب على النقود على تكاليف المعامالت التي تنشأ جراء تبديل
1
النقود إلى سندات ،وقد استند " بومول -توبين" في تحليلهما على الفرضيات التالية:
-األفراد أو المؤسسات تحصل على الدخل Yمرة واحدة خالل فترة زمنية واحدة ولتكن شهر مثالً.
-األفراد ينفقون هذا الدخل بمعدل ثابت وبانتظام ،حيث في نهاية الشهر يتم اإلنفاق كليا للدخل.
-وجود نوعين من األصول في المحفظة وهي :النقود والسندات.
-العائد على النقود هو( )0أما العائد على السندات هو سعر الفائدة i
-الفرد يشتري ويبيع السندات في كل مرة للحصول على السيولة ورسوم السمسرة الثابتة التي يتكبدها .b
ويقوم النموذج على أن الفرد يستلم دخله في بداية الفترة الزمنية ،إذا قام الفرد باستثمار نصف دخله في
شراء سندات خزانة عند بداية الفترة الزمنية واحتفظ بالنصف اآلخر على شكل رصيد نقدي ثم في منتصف
الفترة عند نفاذ رصيده النقدي يبيع هذه السندات ويستخدم ثمنها في اإلنفاق خالل النصف الثاني من الفترة
2
الزمنية يكون النمط الزمني لما يحتفظ به من نقود ،كما هو مبين في الشكل رقم( ،))b( -6أدناه:
𝟎𝟎𝟎𝟏 = 𝒀
𝒀
𝟎𝟎𝟓 =
𝟐
𝒀
𝟎𝟓𝟐 =
𝟒
الفترة t
𝐭
𝟐
1غزالن محمد عزت ،اقتصاديات النقود والمصارف( ،بيروت :دار النهضة ،)8008 ،ص .805
2غزالن ،محمد عزت ،مرجع سابق ،ص .807
35
في هذا النموذج يكون متوسط ما يحتفظ به الفرد من رصيد نقدي لغرض المعامالت في النصف األول
من الشهر هو ربع الدخل (.(250
وعند منتصف الشهر يصبح رصيده النقدي مساويا للصفر عندها يبيع السندات ويصبح رصيده النقدي
نصف الدخل ( )500الذي يتم إنفاقه بمعدل منتظم على مدى النصف الثاني من الشهر .فيكون متوسط ما يحتفظ
به الفرد من النقد خالل النصف الثاني من الشهر يساوي ( )250وهذا يعني أن هذا المبلغ أقل من كمية النقود
المحتفظ بها في حال عدم شراء السندات.
إذا كان معدل الفائدة (𝒊) ويتحمل الفرد رسوم سمسرة أو عموالت تحويل ( )Cلكل عملية في سوق
السندات ،فإن هذا النموذج يمكن صياغته جبريا على الشكل التالي:
Y
r i
2n
𝒀
=𝐶 متوسط األرصدة النقدية المحتفظ بها بغرض تمويل المعامالت الجارية يعطى بالعالقة:
𝒏𝟐
n 1
C Y
2n
نرمز للداللة على المبلغ النقدي الذي ينفقه الفرد لشراء وبيع السندات بالرمز .M
ونرمز لعدد المرات التي يجري فيها الفرد معامالت في السندات بالرمز .n
إذا كان الدخل الكلي ( )Yيساوي إلى قيمة النقود المسحوبة ( )Mمضروبة بعدد مرات السحب(.)n
40
وألننا رمزنا لتكلفة السمسرة للمعامالت بالرمز bفإن مجموع تكاليف السمسرة لفترة هي:
ولكن ال يمكن اعتبار تكاليف السمسرة هي الوحيدة ،حيث هناك ما يطلق عليه بتكلفة الفرصة البديلة
والتي تنشأ عند تفضيل االحتفاظ بالنقود السائلة بدالً من السندات وبذلك نكون قد ضحّ ينا بعوائد السندات
والمتمثلة بمعدل الفائدة على السند.
فتكون تكلفة الفرصة البديلة هي سعر الفائدة على السندات مضروبة بالقيمة المتوسطة المحتفظ بها من
النقود(على فرض الفرد يحتفظ بنصف مدخراته على شكل نقود):
وبما أن الفرد يريد تخفيض التكاليف إلى أدنى مستوى ،ولتحقيق ذلك يتم اشتقاق التكاليف بالنسبة لــ M
فإن:
𝐘𝐛𝟐
√=𝑴 )........................(6
𝒊
M
فان متوسط تكلفة وبما أن الفرد يحتفظ بنصف دخله في شكل رصيد نقدي M d
2
المعامالت من العالقة ( )6السابقة تكون على الشكل التالي:
وحسب دالة الطلب على النقود عند كينز يمكن مطابقتها مع العالقة ( )6واستنتاج ما يلي:
1
Baumol-Tobin Model of transaction Demand for Money, in:
www.pearsoned.ca/.../22_ch22_mishkin_append1.pdf
41
1
Md 2bY 2
f ( y, i )
P i
1 Ibid.
48
1
ويقوم البنك المركزي بعدة وظائف أساسية على النحو التالي:
-إصدار أوراق النقد(البنكنوت) :تمثل هذه الوظيفة من الناحية التاريخية أولى وظائف البنك
المركزي حيث يتميز البنك المركزي عن غيره من البنوك التجارية بتعريفه بنك اإلصدار النقدي
الذي يتم وفق ضوابط مرنة لحجم اإلصدار مع بقية األصول المقبولة في غطاء البنكنوت مثل
الذهب أو العمالت األجنبية ،وكذالك تحقيق أهداف السياسة االقتصادية للدولة.
-بنك الحكومة :تتولى البنوك المركزية مزاولة الخدمات المصرفية للحكومة ،حيث
تحتفظ البنوك المركزية بحسابات الحكومة بما يخدم المدفوعات والمحصالت من التجارة
الخارجية وأنشطتها في إطار ميزانية الدولة ،كما يتولى إدارة االحتياطات من النقد
الوطني واألجنبي والرقابة عليه.
-بنك البنوك :يقوم البنك المركزي باالحتفاظ بحسابات البنوك التجارية التي تمثل
أرصدتها من فائض االحتياطي النقدي القانوني(نسبة االحتياطي) ،كما يقوم البنك المركزي
بعمليات المقاصة بين البنوك وتسويتها خصما وإضافة على الحسابات الممسوكة لديه،
ويقوم أيضا البنك المركزي وإعادة خصم ما تقدمه إليه من أوراق تجارية مقبولة ويقدم
القروض إلى البنوك التجارية وغيرها من المؤسسات االئتمانية ويقوم بهذا الدور باعتباره
المقرض أو المالذ األخير للنظام االئتماني.
1صالح الدين حسن السيسي ،المرجع السابق ،الجزء الثاني ،ص ص.352-357
43
الشكل رقم ( )9يوضح عالقة
الشكل رقم ( )8يوضح عالقة الشكل رقم ( )7يوضح عالقة
سعر الفائدة بعرض النقود
االستثمار بالفائدة الطلب الكلي بالدخل الكلي
C+G+I2
I1 Δ I
i1 C+G+I1
ΔM
Y
D
D
I Y
M1 M2 كمية النقود M االستثمار Y1 Y2 الدخل الكلي
وتؤثر السياسة النقدية في االقتصاد من خالل سعر الفائدة واالستثمار ومن ثم يتزايد الدخل ،ولكن كلما كان
الطلب على النقود أكثر مرونة بالنسبة لسعر الفائدة ،كان االنخفاض في سعر الفائدة أقل ومن ثم كانت زيادة
االستثمار والدخل أصغر ،وكنتيجة لذلك تكون السياسة النقدية أقل فاعلية كما هو مبين في الشكل رقم ))10
الذي يوضح الفكرة عند منحنى الطلب على النقود للدخل y0يكون ). L0(y0,x
الشكل رقم ()01
منحنى الطلب على النقود بالنسبة لسعر الفائدة
سعر الفائدة i 𝑀𝑆0
𝑃 𝑆𝑀 1
𝑃
i
i1
i2
)L1(y0, i1
𝑑𝑀 𝑆𝑀
)L0(y0, i ,
𝑃 𝑃
44
y0
Y1
M S0
والدخل y0وسعر الفائدة التوازني في الشكل المبين أعاله ،يكون عرض النقود بالقيمة الحقيقية
P
هو ،i0فإذا تم زيادة عرض النقود االسمي إلى MS1مع فرض ثبات مستوى األسعار فإن عرض النقود بالقيمة
M S1
وينخفض سعر الفائدة إلى i1وعندما يكون الطلب على النقود أكثر مرونة الحقيقية سوف يرتفع إلى
P
بالنسبة لسعر الفائدة فإن االنخفاض في سعر الفائدة يكون قليل جدا.
وبالتالي فإن آلية انتقال أثر السياسة النقدية في االستهالك واالستثمار أي الجانب الحقيقي من النشاط
االقتصادي سوف تكون بطيئة جدا عندما يكون الطلب على النقد مرنا مرونة كبيرة بالنسبة لسعر الفائدة ،وهذا
األخير ال يستجيب للتغيرات في عرض النقود ،فإن السياسة النقدية تكون غير فعالة وتظهر الوضعية في
االقتصاد والتي تسمى بمصيدة السيولة حسب كينز 11وفي هذه الحالة فإن السياسة النقدية تتوقف تماما عن
العمل إذا كان االقتصاد قد وصل إلى حالة مصيدة السيولة حسب الشكل رقم ( ،)11المبين أسفله.
)L1(y1, i
مصيدة السيولة
Md Ms
P P
وكنتيجة لذلك فإن مرونة الطلب على النقود بالنسبة لسعر الفائدة هي من المحددات لفعالية السياسة
النقدية والسياسة المالية ،وعند بلوغ حالة مصيدة السيولة تكون فعالية السياسة النقدية منعدمة بينما تكون
السياسة المالية ذات فعالية كبيرة.
1مصيدة السيولة ) ،(Trap of liquidityأنظر :حازم البالوي :النظرية النقدية ،مقدمة إلى نظرية االقتصاد التجميعي( ،الكويت:
مطبوعات جامعة الكويت ،)1571 ،ص.306
45
ويرى البعض أن أي سياسة نقدية ناجحة هي التي ال تندفع نحو إحداث التضخم في مرحلة ثم
عالجه ،بل السياسة النقدية المتوازنة هي التي تعمل على الحفاظ على معدل تزايد ثابت لنمو المعروض
النقدي ألن ذلك هو الذي يحقق استقرار مستوى األسعار ،باعتبار أن المعروض النقدي هو المحدد
الرئيسي لكل من المستوى العام لألسعار ومستوى الناتج القومي وكذا التوظيف أو العمالة.
الشكل رقم()18
اشتقاق منحنى( ) LM-IS
LM
IS3
i
IS2
IS1
Y
1نعمة هللا نجيب وآخرون ،مقدمة في اقتصاديات النقود والمصرفة والسياسات النقدية( ،االسكندرية :الدار الجامعية ،)8001 ،ص ص-347
.360
2المصدر :عبد الحميد الغزالي ،اقتصاديات النقود والبنوك( ،القاهرة :دار النهضة العربية ،)1527 ،ص.835
3ضياء مجيد الموسوي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.165-145
46
وإذا تحقق التوازن في أي نقطة وكانت هناك حاجة لزيادة حجم الدخل لوجود فجوة انكماشية مثال ،فيمكن
تحقيق ذلك بصفة عامة بإتباع السياسات االقتصادية والمالية أو النقدية التوسعية مما يؤثر على كل من منحنى
1
ISو.LM
واالنكماشية2:
الفجوات التضخمية
لو فرضنا أنه قد تحقق التوازن فعالً عند مستوى التشغيل الكامل ،أي أن جميع الموارد موظفة توظفا ً
كامالً.
ولو حدث وزادت إحدى مكونات الطلب الكلي كاالستثمار أو اإلنفاق الحكومي ،فزيادة الطلب ستؤدي إلى
انتقال المنحنى ADبأكمله إلى أعلى أي لـ \ ADمعبرة عن زيادة الطلب ،وليتحقق مستوى التوازن عند نقطة
جديدة هي (\ )Eويكون مستوى الدخل التوازني هو\ .Yلكن هذا التوازن هو مستوى توازني غير مرغوب فيه
وذلك لكون الطلب الكلي أعلى من الطلب الالزم لتحقيق التوظف الكامل ،والزيادة في الطلب هي زيادة نقدية
غير حقيقية .فأي زيادة بعد مستوى التوظف الكامل هي زيادة في قيمة الناتج ال يقابلها أي إنتاج فعلي لكون كل
الموارد قد استغلت واستخدمت ،فهي زيادة نقدية غير حقيقية ظهرت بسبب االرتفاع في المستوى العام
لألسعار .وعليه يكون لدينا فجوة بين الطلب الحالي وذلك الذي يحقق التوظف الكامل مقدراها المسافة EA
بالرسم ،وتعرف بالفجوة التضخمية .Inflationary Gap
الشكل()13
الفجوات التضخمية واالنكماشية
اآلن لو حدث العكس ،وكان
اإلنفاق (الطلب) الكلي
التشغيل الكامل مستوى التوازن هو Eوحدث نقص
Y
في أحد مكونات الطلب الكلي فتنقل
\AD
دالة اإلنفاق أو الطلب الكلي إلى
فجوة
تضخمية \E AD أسفل أي إلى \\ .ADويتحدد
التوازن عند نقطة جديدة هي\\،E
\\AD ومستوى الدخل التوازني يصبح \\Y
.وهذا التوازن أيضا ً هو مستوى
\\E
توازني غير مرغوب فيه بكون
فجوة الطلب الكلي أقل من ذلك الطلب
إنكماشية
الالزم لتحقيق التوظف الكامل،
الدخل
(الناتج)
1رانيا عند المنعم محمد راجح ،دور األدوات الكمية للبنك المركزي في فعالية
\\ \
Yالمصرية في ظل Yدراسة الحالة Y
السياسة النقدية (مع
القانون الجديد للبنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد) ،رسالة مقدمة للحصول على درجة ماجستير في االقتصاد ،كلية العلوم
االقتصادية ،جامعة القاهرة (غ م) ،)8005ص ص.85-84
2 www.kau.edu.sa/Files/0003513/Subjects/part4.doc
47
بمعنى أنه يوجد قصور في الطلب أو اإلنفاق الكلي ،ووجود عناصر إنتاج أو موارد غير مستغلة (بطالة) .وهذا
القصور أو الفجوة الممثلة بالمسافة EBعلى الرسم في الشكل رقم ( )13أعاله هي ما نطلق عليه الفجوة
اإلنكماشية .Deflationary Gap
بعد التطرق للفجوات التضخمية واالنكماشية والتي تنشأ نتيجة لحدوث التوازن بين العرض الكلي والطلب
الكلي عند مستوى غير ذلك المحقق للتوظف الكامل.
يتعين على البنك المركزي في الدولة للحد من هاتين الفجوتين استخدام أدوات السياسة النقدية والمتمثلة
في:
42
يمكن للبنك المركزي أن يدخل السوق فيشتري األوراق المالية ويطرح بدال منها كمية من النقود السائلة
في حالة السياسة التوسعية .وعلى العكس من ذلك في حالة السياسة االنكماشية ،إذ يدخل البنك المركزي السوق
بائعا لألوراق المالية ويسحب بدال منها كمية من النقود فينقص حجم الكتلة النقدية المتداولة.
- األدوات النوعية:
يمكن للسلطات النقدية أن تستخدم مجموعة من األدوات الكيفية(النوعية) لتطبيق السياسة النقدية
الضرورية المالئمة لتحقيق أهداف السياسة االقتصادية الكلية المقررة من ذلك مثال:
-تأطير االئتمان:
يمكن للسلطات النقدية في حالة السياسة االنكماشية أن تحدد سقفا للقروض الممكن منحها .كما يمكن
للسلطات النقدية أيضا توجيه القروض إلى قطاعات معينة ترفع فيها سقوف القروض أو توضع فيها سقوف
لمعدل الفائدة مما يشجع المستثمرين على طلب القروض واالستثمار في تلك القطاعات.
-سياسة القروض االنتقائية:
يمكن تحدي سقف للمبالغ المقترضة أو لعدد المقترضين أو تحديد فترة لتسديد القرض ،وكلها وسائل
للحد من توزيع القروض في قطاعات معينة ،ويمكن أيضا منع القروض في قطاعات محددة ال يتماشى
االستثمار فيها وتطبيق السياسة االقتصادية المعتمدة.
-اإلقناع األدبي:
تستخدم هذه الوسيلة عندما يالحظ أن ميكانيزم السوق ال يتماشى مع المصلحة العامة ويستخدمها البنك
المركزي في التأثير على البنوك التجارية كي تسير في االتجاه الذي يرغبه .
فإذا الحظ البنك المركزي أن التوسع في حجم االئتمان من طرف البنوك التجارية ينعكس سلبا على
المصلحة العامة ،فعندئذ يطلب من هذه البنوك تخفيض حجم االئتمان دون اللجوء إلى تطبيق سياسة سعر إعادة
الخصم أو السوق المفتوحة أو نسبة االحتياطي القانوني ،ونظرا للعالقة المتينة بين البنك المركزي والبنوك
التجارية باعتباره بنك البنوك والملجأ األخير لإلقراض ،فعندئذ تكون البنوك التجاري ملزمة باإلقناع األدبي
وبالتالي فإن اإلقناع األدبي هو عبارة عن مجرد قبول البنوك التجارية بتعليمات وإرشادات البنك المركزي أدبيا
بخصوص تقديم االئتمان وتوجيهه حسب االستعماالت المختلفة.
يتضح من حالل ما سبق أن اختيار المجال األفضل الذي تمارس فيه الساسة النقدية رقابتها يعتمد أساسا
على اختيار تشكيلة أو مكونات العرض النقدي الذي يسمى في بعض الحاالت بالمجاميع النقدية التي تختلف من
بلد إلى آخر ،كما تختلف في البلد الواحد بين وقت وآخر تبعا للتطورات في النظريات وطبيعة مفهوم النقود
1
الخاضع لرقابة السلطات النقدية ،ويمكن أن تتحدد التشكيلة أو مكونات العرض النقدي كما يلي:
( M1وسائل الدفع بتصرف األشخاص)= األوراق النقدية +الودائع تحت الطلب
+ M1 = M2شهادات التوظيف ألجل في المدى القصير(األوراق التجارية)
+ M2 = M3ودائع االدخار أو ألجل
+ M3 = M4األوراق المالية طويلة األجل( السندات +األسهم +اذونات الخزينة +شهادات اإليداع)
1موفق سيد حسن ،التطورات الحديثة للنظرية والسياسة النقدية -مفهوم النقود والطلب عليه ،في مجلة جامعة دمشق ،المجلد األول ،العدد
األول( ،دمشق :منشورات جامعة دمشق ،)1555 ،ص ص84-83
45
وتبين المكونات السابقة أن كل واحدة من التشكيالت تعتبر كجزء من التشكيلة التي تليها وتكون كثافة
السيولة في أصول كل تشكيلة أقل مما عليه في التشكيلة السابقة.
50
-2-3الهيكل المنظم والمسير للبورصة
-5-3المتعاملون في البورصة
-2القيم المنقولة المتداولة وآليات التعامل في البورصة
-0-2القيم المنقولة
-3-2آليات التعامل في البورصة
الفصل الثاني
األسواق الماليـــة
شهد العالم نهاية األلفية الثانية تغيرات جوهرية مست الجوانب السياسية ،االجتماعية ،الثقافية
واالقتصادية .وبرز من خاللها تسارع وتيرة االندماج والتكامل الدوليين في جوانبه المتنوعة مجسدة بذلك
ظاهرة العولمة في صورتها الحالية .وقد كان للجانب االقتصادي األثر البارز في انتشار هذه الظاهرة بفضل
التقليل من الحواجز على انتقال السلع والخدمات ورؤوس األموال عبر الدول ،كما بدأت تبرز أدوات مالية
جديدة لتسهيل هذا التدفق حيث تسهر على ضمانه مؤسسات مالية قديمة وأخرى مستحدثة .غير أن تلك
التحوالت وما جادت به من آثار إيجابية لدى العديد من الدول ،في مراحل معينة ،لم تخلو من نقائص كبيرة
تبلورت في األزمات المالية التي طغت على عقد التسعينيات .مما جعل التفكير ينصب حول الكيفية التي يمكن
بها االستفادة من الميزات المتوقعة وتفادي المساوئ المالزمة لهذا التغيير .وفي ظل هذه التحوالت برز دور
األسواق المالية في النظام المالي مما جعل العديد من الدول النامية تسعى إلى خلق هذه السوق ،أو دعم
البورصات القائمة ،لتساير التغيرات العالمية من جهة ،والستقطاب رؤوس األموال سواء على المستوى
المحلي أو الدولي من جهة أخرى .وللكشف عن أهمية دور تلك األسواق وكفاءتها في االقتصاد العالمي ،فانه
سيتم تحديد طبيعة وتنظيم هيكل األسواق المالية وكفاءتها وطرق التحليل في البورصة على النحو اآلتي:
أوال :طبيعة األسواق المالية
إ ن التعريف التقليدي للسوق ينصرف إلى اعتبارها المكىان الىذي يىتم فيهىا االلتقىاء بىين عارضىي وطىالبي
سلعـة محددة ،غير أن عامل المكـان في تحديد السـوق بدأ يتالشىى مىع تطىور االتصىـاالت التىي أدت إلىى عىدم
إلزاميـة حضور المتعاملين في السوق للقيام بعملياتهم وهو ما ينطبق على أسواق رأس المال.
عالوة على الوظائف والخدمات التي تقدمها للمتعىاملين فىي السىوق الماليىة .فىان األسىواق الماليىة تخضىع
للتقسيمات اآلتية:
51
-0تقسيمات ووظائف األسواق المالية
إن مفهوم سوق األوراق المالية ومكوناتها األساسية ال تختلف في الدول المتقدمة عنه في الدول النامية،
فكالهما تتطلب إصدار (أولي) وسوق تداول(ثانوية) غير أن مكونات كل منهما تأخذ أشكاال ومسميات مختلفىة،
يرتبط االستثمار الحقيقي باالستثمار المالي ،فقيمة األصول المالية للشركات تعتمىد علىى األصىول الحقيقيىة لهىا،
حيث يؤدي استخدام األصول الحقيقية في العملية اإلنتاج ية إلى توزيىع الىدخل النىاتج عىن هىذه العمليىة فىي شىكل
أصول مالية .وتوفر أسواق رأس المال عملية انتقال التدفقات بىين األفىراد بحيىث تتحقىق العالقىة بىين االسىتثمار
الحقيقي واالستثمار المالي.
ويمكن اعتبار سوق رأس المال على أنها نظام تجميع ،تحويل وتخصىيص المىوارد الماليىة ،ويقىوم هىذا
النظىىىام بتجميىىىع رؤوس األمىىىوال مىىىن الوحىىىدات االقتصىىىادية ذات الفىىىوائض الماليىىىة وتوزيعهىىىا علىىىى الوحىىىدات
االقتصاديـة التي تعاني من عجز في الموارد المالية 1.وهو ما ستتم اإلشارة إليه كما يلي:
-0-0تقسيمات أسواق رأس المال
تنقسم أسواق رأس المـال إلى سوق نقىـدية تتسىم بقصىر آجىـال االسىتحقاق فىي العمليىـات التىي تتضمنهىـا،
وسوق مالـية تهتم عادة بالعمليـات طويلـة األجل .إال أنه من الصعوبـة وضع حدود بين السوقيـن فىي ظىل تحىول
بعض العمليـات القصيـرة األجل إلى عمليـات متوسطـة أو طويلـة األجـل أو العكس.
أ -السوق النقدية Money Market
تعتبر السـوق النقـدية أقدم أسواق رأس المـال ،حيث ارتبطت بظهور األوراق النقدية ،وهي سـوق
للتمويـل القصير األجل تتم فيها تداول األدوات المالية القصيرة األجل 2.وما يميز السـوق النقـدية هو أن حـدة
المخاطرة بها أقل من تلك التي تميز األسواق الماليـة ،فقصر األجل وسرعـة التداول ،فضالً عن كون األدوات
االستثمارية صادرة عن الحكومـات جميعها عوامل تعزز من الضمانات الممنوحة للمتعاملين في السوق من
3
حيث انخفاض مخاطـر عدم وفاء المدين بالتزاماته.
ب -السوق المالية Financial Market
تمثل السـوق المالية سو ًقا طويلـة األجل يتم فيها إصدار وتداول األوراق الماليـة من أسهـم وسندات
باإلضافة إلى المنتجات الماليـة المبتكرة ،ويتم في السـوق المالية تعبئـة المدخرات من أصحاب الفوائض الماليـة
وتحويلهـا إلى استثمارات منتجـة من طرف أصحاب العجز المالـي .ولتحقيق هذه الغاية تقوم الحكومات
والمؤسسات العمومية والخاصة بإصدار األوراق المالية بغرض تغطية عجز الموازنة وتمويل المشاريع
الضخمة بالنسبة للحكومات ،والتوسع في المشاريع القائمة أو القيام باستثمارات جديدة بالنسبة للمؤسسات.
وتنقسـم السوق المالية عادة إلى سوق أولية وسوق ثانوية:
1
Bernard Jacquilla, Bruno Solnik, Marchés Financiers : Gestion de Portefeuille et des Risques,
Paris : Dunod, 1997, p. 5.
2مىىروان عطىىون ،األسووواق النقديووة والماليووة .البورصووات ومشووكالتها فووي عووالم النقوود والمووال ،الجىىزء األول( ،الجزائىىر :ديىىوان
المطبوعات الجامعية ،)1526 ،ص.16
3 Wanis Fraag Abdelaal, " The Role of the Financial Institution In Promoting Capital Flows and
Investment ", Journal of the Gulf and Arabian Peninsula Studies, Academic Publication Council-Kuwait
University, Vol. XXIV, N°. 94, (1999), pp. 180-181.
58
يتم في السوق األولية إصدار األوراق الماليـة ألول مرة ،فيتم تحويل المدخـرات إلـى موارد ماليـة
طويلة األجل تستفيد منهـا الحكومات والمؤسسات العموميـة والخاصـة ،ومقابـل تحصيل تلك الموارد يتم
إصدار أوراق ماليـة يتم طرحها لالكتتاب العـام أو الخـاص ،حيث يقتصر االكتتاب الخاص على أعوان
اقتصاديين محددين ،بينما يسمح لجمهور المدخرين بدون استثناء اقتناء اإلصدارات الجديدة عن طريق االكتتاب
العام .وتضطلع المؤسسات المالية المتخصصة –عادة بنـوك االستثمار -بمهمة الوساطـة بين مصدري األوراق
الماليـة والمستثمرين فيها.
السوق الثانوية Secondary Market
يجري في السوق الثانوية تداول األوراق الماليـة المصدرة سلفا ً في السوق األولـية ،وتعمل السوق
الثانـوية على تحقيق السيولـة وتنشيط المدخرات .فبالنسبة للسيولـة ،فإن تحقيقهـا يضمن حريـة تداول األوراق
الماليـة بيعـا ً أو شرا ًء في أي وقت ،أمـا بالنسبة لتنشيـط المدخرات فتضمن استمراريـة السـوق األولـية بفضـل
المعلومـات التي توفرهـا السـوق الثانـوية حول القيـم الماليـة التي تم إصدارهـا في السـوق األولـية 1.وتتميز
السوق الثانوية بالنشاط مقارنة بالسوق األولـية.
وتنقسىىم األسىىواق الثانويىىة بىىدورها إلىىى أسىىواق منظمىىة وأخىىرى غيىىر منظمىىة ،حيىىث تضىىم السىىوق المنظمىىة
البورصـات التي تخضع لقوانين وتدابير تنظيميـة تشرف على سيرهىـا وقبىول إدراج األوراق الماليىة بهىا هيئىات
متخصصـة .أما األسواق غير المنظمـة فليس لهـا مكـان محدد للتىداول وتعىرف التعىامالت بهىا بالتعىامالت علىـى
المنضىـدة ، Over the Counterوتمثىل األوراق الماليىـة غيىر المسجلىـة فىي البورصىـة أهىم المنتجىـات الماليىـة
المتداولـة ،خاصـة السندات ،في حين يتم تداول األسهـم علـى نطاق ضيق في هذه السوق.
ونظىىراً لعىىـدم تقيىىدها بالمكىىـان ،فىىإن تحديىىـد أسعىىـار التعىىامالت فىىي األسىىواق غيىىر المنظمىىـة يىىتم وفقىىا ً
للمفاوضـات التي تتم بين البائـع والمشتـري ،وتتميز هىذه األسىواق بشبكىـة متطىورة مىن االتصىاالت تسىاهم فىي
التخفيف من أعبـاء التعامالت.
وتتفرع عن األسواق غير المنظمـة فىي الواليىات المتحىـدة األمريكيىة السىـوق الثالثىة والسىوق الرابعىة
حيث تتضمن هاتين ا لسوقين الصفقـات التي تتم حول القيـم المنقولـة المدرجـة في البورصة لكن عمليىة التىداول
تتم خىارج السىوق الرسمىـية .ويىتم االعتمىاد فىي السىوق الثالثىة علىى نظىام معلوماتىـي للسمسىرة Proprietary
Trading Systemsيعمل وسطاء البورصة على تزويده باألوامـر ،أما السوق الرابعة فيتم التفـاوض فيها بين
المستثمرين بشكل مباشر ،وتسمح هذه السوق بتنفيذ أوامر تتميز بحجم كبير من األوراق المالية.
ومن بين أسواق األوراق المالية غيىر المنظمىة " نىاس داك 2" NASDAQاالتحىاد الىوطني لتجىارة األوراق
المالية غيىر المنظمىة National Association of Securities Dealers: Automated Quotationوتتعامىل
"ناس داك" باسهم ما يقىارب ( )5400شىركة ومنهىا شىركات التقنيىة اآلليىة وفيهىا يجىري نشىر المعلومىات واألسىعار
1Ross Levine, “super of stock market”, in Finance & Development, Vol. 33, N°1. Mars 1996, p.
16.
كلمة البورصة :ترجع إلى االيطاليين الذين أسسوا ألول مرة البورصة ،وقد اشتق هذا االسم من اسم تاجر ايطالي غني هو فان
دين برص . Van den Bourseوكان يمتلك فندقا في مدينة بريج البلجيكية ،وأصبح ملتقى للتجار في القرن الخامس عشر إلتمام
العمليات التجارية ،....وقىد ظهىرت بورصىة بىال عىام ،1683وفىي لنىدن عىام ، 1695وفىي القىرن الثىامن عشىر بمدينىة فينىا عىام
، 1762وفي نيويورك عىام ،1792وفىي القىرن التاسىع عشىر فىي بروكسىل عىام ،1801ورومىا عىام .1822انظىر :عصىام فهىد
العربيد ،االستثمار في بورصات األوراق المالية :بين النظرية والتطبيق( ،دمشق :دار الرضا للنشر ،)8008 ،ص.83
2المرجع نفسه ،ص ص.847 -845.
53
بنظام عالي التقنية ( ،)Highly Automatedكنظىام التسىعير اآللىي للبورصىة ( )SEAQالىذي يمثىل اختصىار لمىا
يلي Stock Exchange Automated Quotationsوهو عبارة عن نظام الكتروني يعرض أسعار البيع والشراء
لألوراق المالية من قبل المتعاملين بسعر السوق في البيع والشراء ،وهذا إلى جانب حجم مجموعات األوراق الماليىة
التي سيتعاملون فيها.
1
إضافة إلى التقسيمات السابقة ألسواق رأس المال ،توجد تقسيمات أخرى منها:
-األسواق األولية واألسواق الثانوية.
-أسواق القروض وأسواق األوراق المالية.
-أسواق النقود وأسواق رأس المال.
ويقسىىم الىىبعض سىىوق المىىال إلىىىى ثالثىىة أسىىواق لكىىل منهىىىا خصائصىىها وسياسىىاتها وهىىي :سىىىوق
2
النقد ،سوق رأس المال ،وسوق األوراق المالية.
إال أن التقسىىىىيم المبىىىىين فىىىىي الشىىىىكلين رقىىىىم( )14و( )15أعىىىىاله ،يكىىىىون حكميىىىىا باعتبىىىىاره يشىىىىمل
مختلف التقسيمات المذكورة سابقا.
وعلى الرغم من تعدد األسواق وتنوع عملياتها وطبيعة التنظيم إال أنها جميعا تخضع لقواعد تتراوح ما
بين تشريعات ولوائح ملزمة ،وما بين أعراف وأخىالق مهنيىة ،لىذلك يالحىظ أن الحكومىات وصىناعة األوراق
المالية تهتمان باإلشراف والمتابعة لألسواق المالية ونشر المعلومات والشفافية ،وتهيئىة البنيىة التحتيىة( خاصىة
وسائل نشىر المعلومىات) لتسىهيل عمىل أطىراف السىوق .ومثىال علىى ذلىك مىا حىدث بعىد االنهيىار عىام 1527
والمسمى باالثنين األسود فىي البورصىة األمريكيىة فقىد تىم البىدء فىي سىنة 1522بقواعىد تسىمى قواعىد قواطىع
الىدورة ( )Circuit Breakersإذ يجىري تجميىد Haltالتعىامالت لسىاعة أو أكثىر عنىدما يىنخفض مؤشىر داو
3
جونز ( )DJإلى اقل من مستواه لإلعالن عن مستوى معين.
-3-0وظائف أسواق رأس المال
إن أداء القطاع المالي وصحة االقتصاد لهما ارتباط شديد الصلة ،ففي حالة انتعاش دورة األعمال ،تتقلص
المشىىاكل المرتبطىىة بىىالقروض ويتحقىىق نشىىاط أكبىىر ألسىىواق رأس المىىال ممىىا يسىىاهم فىىي تحقيىىق ربحيىىة أكبىىر
للمؤسسات المالية ،بينما يحدث العكس في حالة الركود االقتصادي 4.ولالستثمار الخاص دور بىارز فىي التنميىة
االقتصىىادية ،حيىىث أثبتىىت الدراسىىات الحديثىىة ارتبىىاط اسىىتثمارات القطىىاع الخىىاص بىىالنمو االقتصىىادي مقارنىىة
باسىىىتثمارات القطىىىاع العىىىام 5.ويتسىىىنى ألسىىىواق رأس المىىىال تحقيىىىق العالقىىىة بىىىين تطىىىور االسىىىتثمارات والنمىىىو
االقتصادي من خالل مجموعة من الوظائف يمكن إبرازها على النحو اآلتي:
1نادية أبىو فخىره ،محمىود صىبح ،شىامل الحمىوي ،األسوواق والمؤسسوات الماليوة ( ،القىاهرة :دار الحريىري للطباعىة،)8006 ،
ص.15
2عاطف وليم اندراوس ،مرجع سابق ،ص.15
3محمود محمد الداغر ،مرجع سابق ،ص.847
4 Bank International of Settlement (BIS), 72nd Annual Report . Washington, D.C, 2001, p. 130.
5 Société financière internationale, " ÉCHAPPER À LA PAUVRETÉ : Le rôle de l’entreprise
privée dans les pays en développement ", Washington, D.C, 2000, p. 4.
54
- توفير السيولة وتنويع المخاطر
تتطلب بعض المشىاريع االسىتثمارية ذات العوائىد المرتفعىة اسىتخداما ً كبيىراً لىرؤوس األمىوال ،وغالبًىا مىا
يطالب المستثمر فيها بالرقابة على مدخراته في المىدى الطويىل .وفىي غيىاب سىيولة البورصىة أو أي قنىاة ماليىة
أخرى لتدعيم السيولة ،فإن إقدام المستثمر على المشاريع الضخمة ذات العوائىد المرتفعىة يكىون قلىيالً 1.غيىر أن
بورصة األوراق المالية قد تدفع السيولة إلى االرتفاع مىن خىالل توفيرهىا أصىوالً ماليىة كاألسىهم التىي تصىدرها
الشركات في سبيل زيادة رأسمالها ،كما توفر سيولة البورصة تخفيضً ا للمخاطر ولتكاليف المشاريع االستثمارية
في األمد الطويل.
وتسمح سيولة السوق الكبيرة للمستثمر بأن يستعيد مدخراته خالل مدة المشروع االستثماري بشكل سريع
وبسهولة كبيرة من خالل التخلص من األوراق المالية التي يحوزها كل ما دعت الضرورة إلى ذلك 2.لذلك فإن
بورصة األوراق الماليىة تى دعم سىوق رأس المىال فىي أنهىا تجعىل األوراق الماليىة أكثىر قابليىة للسىيولة ،وبالتىالي
3
تشجيع األفراد على استثمار أموالهم في شراء األوراق المالية.
وما يشغل المستثمر عند إقدامه على اتخاذ قراره االسىتثماري هىو درجىة المخىاطرة المرتبطىة باألصىل المىالي،
غير أن تكامل البورصات العالمية أدى إلى تنويع المخاطر مما يكسب المسىتثمر ضىمانات حتىى وإن تعىرض الىبعض
من أصوله المالية للخسائر ،حيث يتسنى له التعويض من
ويؤثر تطور األسىواق الماليىة علىى إدارة الشىركات ،ففىي ظىل كفىاءة السىوق الماليىة يسىهل تعامىل مىدراء
الشىىركات مىىع المشىىاكل التىىي قىىد تعتىىرض مسىىار الشىىركة ،كمىىا تسىىهل مىىن اتخىىاذ القىىرارات التىىي تخىىدم مصىىالح
المديرين والمالك في الشركة على حد سواء .وعلى العكس من ذلك ،يؤدي عدم كفاءة السوق المالية إلى التأثيـر
العكسي على قرارات المسيرين .ومن صور عدم كفاءة السوق عدم إلمام األطـراف الخارجة عن الشركـة حول
المعطيات المتعلقة بالورقة الماليـة مما ينعكس سلبًا على أسعارهـا في السوق.
- تعبئة المدخرات
يساهم اتساع نطاق البورصة وسىيولتها وكفاءتهىا فىي تنشىيط المىدخرات ،فترقيىة المىدخرات الناجمىة عىن
اتساع السوق يجعل من المشاريع االستثمارية أكثر عملية ،حيث أن بعض المشاريع تتطلب أمىواالً ضىخمة كمىا
أن البعض اآلخر يعتمد على اقتصاديات الحجم ،فالسوق المالية تسهل تعبئـة الموارد المالية مما ينجر عنه كفاءة
4
أفضل لالقتصاد وتسارع أكبر في وتيرة النمـو.
وتسمح تعبئـة المىدخرات الىذي تىوفره البورصىة بىالتخلص مىن ظاهىـرة االكتنىاز عبىر توظيىـف رؤوس
األموال في المشاريـع المنتجة.
وما يمكن استخالصـه ،هو أن أسواق رأس المـال تنقسم إلى أسواق نقدية وأخرى ماليىـة ولكىل منهىا دور
في النظـام المالـي ،فاألسواق النقديـة تتميز بالضمـان الذي توفره الحكومـات لألدوات المتداولـة في تلك السوق،
وعلى النقيض من ذلك ،فىإن األسىواق الماليىـة ال تىوفر نفىس القىدر مىن الضىمان بسىبب تعىدد مصىدري األدوات
1ناظم الشمري ،طاهر فاضل البيىاتي ،أحمىد زكريىاء صىيام ،أساسويات االسوتثمار العينوي والموالي( ،عمىان :دار وائىل،)1555 ،
ص.152
2 Ross, et Zervos, " Stock Market Development and Long Run Growth ", World Bank, Working
55
الماليىىـة فىىي تلىىك السىىـوق ،غيىىر أن عائىىد االسىىتثمار فىىي األسىىواق الماليىىة مرتفىىع مقارنىىة بالسىىوق النقديىىة نظىىرً ا
للمخاطـرة الكبيرة التي يتحملها المستثمر .وتنقسم السوق المالية بدورها إلى سوق أولية يتم فيه إصدار األوراق
المالية ألول مرة ،بينما تضىمن السىوق الثانويىة اسىتمرارية اإلصىدارات الجديىدة مىن خىالل تىداولها فىي السىوق.
وتوفر األسواق المالية خدمات مختلفة للقطاع المالي والمتعاملين فيه ،وتعىد أبىرز تلىك الوظىائف تىوفير السىيولة
للمتعىىاملين وتعبئىىة المىىدخرات مىىن أصىىحاب الفىىوائض الماليىىة ،هىىذا فظ ىالً عىىن الخيىىارات التىىي تتيحهىىا لمسىىيري
الشركات والمستثمرين من خالل ما تقدمه من المعلومات الضرورية التخاذ القرارات االستثمارية.
مؤشرات األسواق المالية وأنواعها -3
يعد مؤشر البورصة تقنية تمكن مستخدميها من إعطاء فكرة حول تطورات مستوى األسىعار السىائدة فىي
البورصة ،ويعتبر تغير مؤشرات البورصة مهما كانت ضآلة هذا التغير بمثابىة حىدث وطنىي خاصىة فىي الىدول
المتقدمىىة ،بين مىىا يشىىكل انهيىىار هىىذا المؤشىىر كارثىىة حقيقيىىة تسىىتدعي تىىدخل الحكومىىات لمحاولىىة تغييىىر اتجىىاه هىىذا
االنهيار 1.و ُيعتمد في حساب المؤشرات إما على جميىع األسىهم الصىادرة مىن الشىركات المسىاهمة المسىجلة فىي
البورصة بمعدل سهم واحد عىن كىل شىركة أو علىى أسىاس عينىة مىن أسىهم المؤسسىات المتداولىة .وتعطىي تلىك
المؤشرات تمثيالً لواقع البورصة فقد تكون ممثلىة لمختلىف القطاعىات االقتصىادية وبالتىالي تعكىس اتجىاه مجمىل
القيم المتضمنة فيه.
-0-3مفهوم مؤشرات األسواق المالية وأهميتها
يمثل مؤشر السىوق( )Market indexقيمىة رقميىة مطلقىة Absoluteبصىورة متوسىطات Averageأو
أرقام قياسية Indicesتصلح لعمليات المقارنة ،والمالحظة ،والتتبع ،والقياس للتغيرات الزمنية (سالسىل زمنيىة)
أو التغيىىرات المقطعيىىة بىىين المنشىىآت والصىىناعات واألسىىواق واألقىىاليم ودول العىىالم فىىي مسىىتوى زمنىىي معىىين،
والحاصلة في سوق رأس المال .لذلك فمؤشرات السوق هي مرجعية معلوماتية مهمة للمستثمرين وصناع القرار،
حيث تتضح أهمية مؤشرات البورصة عند دراسىة عمليىات التغطيىة أو التحىوط Hedgingوعمليىات المضىاربة
Speculationوعمليات الترجيح Arbitrageفي األسواق المالية ،وحتى يتم فهم آلية عمل مؤشرات البورصىة
البد من دراسة كل مما يلي:
- الوظائف االقتصادية والمالية لمؤشرات البورصة
يسىىمح التصىىميم الجيىىد لمؤشىىرات البورصىىة تقىىديم توقعىىات عىىن الحالىىة االقتصىىادية خاصىىة إذا كانىىت
الشىىركات المدرجىىة فىىي البورصىىة تشىىكل الدعامىىة الرئيسىىية لالقتصىىاد .كمىىا تقىىدم مؤشىىرات البورصىىة فكىىرة حىىول
عائدات الحافظة الماليىة للمسىتثمرين ،فلىن يكىون مىن الضىرورة تتبىع كىل ورقىة ماليىة مىن أوراق الحافظىة بشىكل
2
منفرد مادام مؤشر البورصة يعكس تغيرات جميع األوراق.
وعلى الرغم من وجود عدد كبير من المؤشرات في مختلف البورصات العالمية واالخىتالف فيمىا بينهىا
في طرق حسابها وكيفية بنائها ،إال أنها تعتمد على جملىة مىن القواعىد األساسىية تتمثىل فىي اختيىار العينىة وتحديىد
3
األوزان النسبية للعينة.
1World Federation of Exchanges, annual report, 2001, Paris: March 2002, p.85, available through
W.F.E's Internet Web site at: http://www.fibv.com/WFE/
annuelreport+2001+%28part+1%29%2Epdf.
2 Bernard Belletante, Op. Cit., p. 132.
56
تشىىهد اآلن البورصىىات الدوليىىة رواجىىا كبيىىرا مىىن قبىىل المتعىىاملين وإدارات هىىذه البورصىىات نظىىرا
للوظيفة االقتصادية التي تؤديها البورصات لالقتصاديات الوطنية.
وال تخىرج مؤشىىرات بورصىىات األوراق الماليىىة عىن كونهىىا مؤشىىرات أسىىعار يىتم حسىىابها مىىن واقىىع
القيمة السوقية لمحفظة أوراق مالية مستقرة زمنيىا ،للقيىام بىدور أساسىي يتمثىل فىي بيىان التطىور الىذي يحىدث فىي
1
أسواق المال ،وتسعى مؤشرات البورصة إلى تحقيق ما يلي:
-قياس التطور في األوراق المالية(بارومتر البورصات) ،عليه يجب أن يكون المؤشر مبسىطا
ويعبىىىر عىىىن الواقىىىع الفىىىوري لوضىىىع البورصىىىة صىىىعودا وهبوطىىىا ،ومىىىدى االعتمىىىاد الكبيىىىر
للمتعاملين في تقديرهم لحركة لبورصة.
-قاعدة أساسية في قياس أداء البورصة ،حيث تساعد المستثمرين في مقارنة أداء اسىتثماراتهم
مىىع األداء الىىذي تحققىىه ،وأيضىىا قيىىاس كفىىاءات إدارات محىىافظ األوراق الماليىىة وصىىناديق
االستثمار.
-تعتبر مؤشر اقتصادي في عملية التقييم االقتصادي لألصول والثروات الوطنية على مستوى
االقتصاد الكلي.
إضافة إلى جوانب أهمية لمؤشرات األسواق المالية األنفة الذكر هنىاك فوائىد أخىرى التىي تتيحهىا
2
مؤشرات حالة السوق منها:
-تسىىاعد فىىي تلخىىيص حركىىة النشىىاط االقتصىىادي عبىىر صىىورة كميىىة يسىىهل اسىىتخدامها بشىىكل
سريع.
-التعرف على االتجاهات السائدة في سوق رأس المال والتىي تعكىس فىي احىد جوانبهىا المهمىة
اتجاهات النشاط االقتصادي ،فمثال عندما تكون حركىة السىوق متزايىدة فإنهىا سىوقا صىعودية
Bull marketبينمىا توضىح الحركىة التناقصىية لمؤشىر السىوق بأنهىا سىوقا نزوليىة Bear
marketووفق هذين االتجاهين اللذين يعكسهما مؤشر السوق يتخذ القرار.
- استخدامات المؤشر
لمؤشرات البورصة استخدامات عديدة تهم كافة المتدخلين في البورصة 3،وعلى الرغم من وجىود عىدد
كبير من المؤشرات في مختلف البورصات العالمية واالختالف فيما بينها في طرق حسابها وكيفية بنائها .فإنهىا
تعكس الحاالت اآلتية:
-حالىىىىىة سىىىىىوق األسىىىىىهم أجمعهىىىىىا ،مثىىىىىل مؤشىىىىىر داو جىىىىىونز ومؤشىىىىىر سىىىىىتاندر آنىىىىىدبور
(....)S&P500الخ.
1عصام فهد العربيد ،االستثمار في بورصات األوراق الماليـــة :بين النظريـــــة والتطبيــق ( ،دمشق :دار الرضا للنشر،
،)8008ص.32
2محمود محمد الداغر ،مرجع سابق ،ص.855
3 Bernard Belletante, Op. Cit., p. 132.
57
-حالــــىىـة سىىوق األسىىهم لقطىىاع معيىىـن مثىىل مؤشىىر داو جىىونز لصناعــــىىـة النقىىل ()DJT
ومؤشر ستا ندرآندبور للمنافع العمومية (.)S&P : Public Utilities
-حالة سوق األسهم لقطاع التكنولوجيا معىين مثىل مؤشىر " نىاس داك " الىذي يعكىس حالىة
سوق شركات التكنولوجيا المتقدمة(مايكروسوفت ،إنتل.....،الخ).
-حالة سوق األسهم إلقليم معين ،وهي مؤشرات مركبة القتصىاديات تىرتبط بنمىوذج تكامىل
اقتصادي معين ،مثل مؤشر صندوق النقدي العربي ،الذي يعكس حالة األسىهم فىي ()18
دولة عربية.
إذا كان لمؤشرات أسعار السوق تلك المزايا العديدة التي تم عرضها فيما سبق فإن األمر يتطلب الكشف
عن كيفية بناء مؤشرات البورصة واستعراض أنواع أهم المؤشرات المستخدمة على النحو األتي:
-3-3كيفية بناء مؤشرات األسواق المالية وأنواعها
فىىي الواليىىات المتحىىدة يوجىىد تسىىعة عشىىر مؤشىىراً ألسىىعار األسىىهم ،وأربىىع مؤشىىرات ألسىىعار السىىندات،
ومؤشىىرين ألسىىعار السىىلع المتعامىىل عليهىىا فىىي أسىىواق العقىىود المسىىتقبلة .وعلىىى الىىرغم مىىن التفىىاوت بىىين تلىىك
1
المؤشرات من حيث كيفية بنائها ،فإنها جميعا تقوم على أربعة أسس هي:
- مالءمة العينة
تقوم عملية تكوين المؤشر على أساس العينة Samplingالممثلة للمجتمع ،سىواء كانىت العينىة
مسحوبة من المنشآت المشاركة في السوق ،أو من المنشآت المشاركة في القطاع ،ويقصد بها مجموعة
األوراق المالية المستخدمة في حساب المؤشر ،وهذه العينة ينبغىي أن تكىون مالئمىة مىن ثالثىة جوانىب:
الحجم ،واالتساع ،والمصدر .بالنسبة للحجم فإن القاعدة العامىة انىه كلمىا زاد عىدد األوراق الماليىة التىي
يتضمنها المؤشر كلما كان ذلك المؤشر أكثر تمثيال .أما االتساع يقصد به تغطية القطاعات المختلفة في
السوق دون تحيز لفئة معينة من المنشآت في داخل الصناعة أو القطاع .أما المصدر فيقصد بىه مصىدر
الحصول على أسعار األسهم التي يقوم عليها المؤشر.
- األوزان النسبية
يقصىىد بىىاألوزان القيمىىة النسىىبية للسىىهم داخىىل العينىىة ولتحديىىد الىىوزن النسىىبي للسىىهم توجىىد ثالثىىة
مداخل:
-الىوزن علىىى أسىاس السىىعر ،Price Weightingفانىىه طالمىا يوجىىد سىىهم واحىد لكىىل شىىركة
مختارة لبناء المؤشر ،فإن وزن كل سهم يتحدد آليا على أساس نسبة سعر السهم إلى مجموع
األسهم.
-مدخل األوزان المتساوية Equal Weightingالىذي يعطىي قىيم نسىبية متسىاوية لكىل سىهم،
حيث يكون عائد المؤشر يساوي تماما متوسط عائد األسهم التي يتكون منها المؤشر ذاته.
-األوزان حسب القيمة Value Weightingوفيه يتم إعطاء وزنا للسىهم علىى أسىاس القيمىة
السوقية الكلية لعدد األسهم العادية لكل شركة .فالشركة التي تتساوى القيمة السوقية ألسىهمها
ص.845 1منير إبراهيم هندي ،األوراق المالية وأسواق المال( ،اإلسكندرية :المعارف،)8007 ،
52
العادية يتساوى وزنها النسبي داخل المؤشر بصرف النظر عىن سىعر السىهم أو عىدد األسىهم
المصدرة.
1
حيث يتم حساب المتوسط كما يلي:
-يتم قسمة سعر اإلقفال للسهم في يوم معين على سعر اإلقفال في اليوم السابق.
-يستخدم الناتج من الخطوة السابقة في حساب مؤشر الوسط الهندسي لألسهم .
-يتم ضرب المتوسط الهندسي للتغير ليوم معين في متوسط القيمة لليوم السابق للحصول على
آخر قيمة.
وتتم بصفة عامة إجراءات الحساب وفقا لهذه الخاصية على أساس أن المدخل األول يقوم على استخدام
المتوسط الحسابي ألسعار مختلف األوراق المالية ،أما المدخل الثاني يقوم على أساس حساب الىرقم القياسىي ثىم
حساب التغيرات ،أما المدخل الثالث فانه يعتمد على حساب المتوسط الهندسي لكىل المكونىات الداخلىة فىي الىرقم
2
القياسي.
1عبد الغفار حنفي ،االسوتثمار فوي األوراق الماليوة :أسوهم ،سوندات ،وثوائق االسوتثمار ( ،اإلسىكندرية :الىدار الجامعيىة،)8007 ،
ص.25
2عبد الغفار حنفي ،رسمية قريا قص ،السيدة عبد الفتاح إسماعيل ،االستثمار في األوراق المالية( ،جامعة اإلسكندرية :قسىم إدارة
األعمال ،)8002 ،ص.51
3منير إبراهيم هندي .مرجع سابق ،ص.185
55
كنسبـ ة مىن النىاتج المحلىي الخىام ،معىدل الىدوران ومعىدل التقلبىات فىي عوائىد األوراق الماليىة) .ومىن شىأن هىذه
المؤشرات أن تسهل فهم العالقة بين تطور البورصات والوسطاء الماليون من جهـة ،وقرارات تمويل الشركات
والنمو االقتصادي من جهة أخرى .كما تسمح لالقتصاديين وأصحاب القرار السياسي بتصنيف بلىدانهم وإجىراء
1
المقارنات بينها بحسب مستوى تطور البورصات بها.
- حجم السوق
يعتبر حجم السوق من أهم مؤشرات تطور البورصة ،ويمكن تحديد هذا المؤشر عن طريق معدل القيمة
السوقية نسبة إلى الناتج المحلي الخام ،أو بعدد الشركات المدرجة في البورصة ،ويمكن تفصيل ذلك على النحو
اآلتي:
- حجم السوق قياسا ً بمعدل رسملة البورصة
يعتبىىر معىىـدل القيمىىة السىىوقية لألسىىهم المقيىىدة والىىذي يعىىرف بمعىىدل رسىىملة البورصىىة Ratio of Market
Capitalizationأهىم مؤشىىرات قيىاس حجىىم البورصىـة ،وتسىىـاوي هىذه النسىىبة القيمىة السوقيىىـة لىألوراق الماليىىـة
ً
نسبة إلى الناتج المحلي الخـام حسـب الصيغـة اآلتية: المدرجـة في البورصة
MCR = CM/GDP
حيث:
:MCRمعدل رسملة البورصة.
:CMرسملة البورصة (القيمة السوقية لألوراق المالية المدرجة في البورصة).
:GDPالناتج المحلي الخام.
وقد ارتفعت رسملة البورصة في مختلف البورصات العالمية .فقد بلغت رسملة البورصة ألسواق األسهم
للدول األعضاء في االتحاد الىدولي لبورصىات القىيم المنقولىةWorld Federation of stock exchanges
ما مقداره 35.1تريليون دوالر سنة ،1555قبـل أن تشهد تراجعا ً بداية األلفية الثالثة نتيجة الركود االقتصىادي
العالمي ،وظهور حاالت تالعب في البيانات المالية للشركات الكبىرى ،إلىى جانىب إعىالن بعىض هىذه الشىركات
إفالسها .كما ساهم تدهور أوضاع شركات الطيران واالتصاالت فىي أعقىاب األزمىة الماليىة العالميىة المعاصىرة
2
.8002
1Asli Demirguc-Kunt, Ross Levine, (1996), “ Stock Markets, Corporate finance and Economic
Growth: Overview ”, World Bank, Working Paper, WPS 678-37. p. 7.
يضم هذا االتحاد في عضويته 52بورصة ألربع وأربعين 44دولة ،ومن أهم البورصات التي يضمها :بورصة لنىدن ،بورصىة
نيويورك ،بورصة طوكيو وغيرها.
2صندوق النقد العربي ،التقرير السنوي ،8008أبوظبي ،أبريل ،8003ص ،80 .متوفر عبر شبكة االنترنيت على الموقع:
http://www.amf.org.ae/vArabic/storage/other/ECONOMIC%20DEPT/ANNUAL%20REPOR
T/Annual-Arb-Rprt-2002.pdf.
60
وتحتل بورصة نيويورك ) New York Stock Exchange (NYSEصدارة البورصات العالمية من
حيث الرسملة ،وتليها بورصة " الناس داك " وبورصة طوكيو لتكونا بذلك ثاني وثالث بورصتيىـن فىي العالىـم
1
من حيث رسملة البورصة.
وفيمىىا يتعلىىق بتوزيىىع رسىىملة البورصىىة العالميىىة حسىىب المنىىاطق اسىىتحوذت بورصىىات أمريكىىا الشىىمالية
(الواليىىات المتحىىدة ،كنىىدا ،والمكسىىيك) علىىى مىىا يفىىوق نصىىف الرسىىملة العالميىىة بنسبىىـة % 55لتىىأتي بورصىىات
2
منطقة أوروبا ومنطقة آسيـا والمحيط الهادي في الصفين الثاني والثالث بنسبتـي % 85و % 15على التوالـي.
ولتحديىىد أهميىىة البورصىىة فىىي االقتصىىاد يىىتم الىىربط بىىين رسىىملة البورصىىة والنىىاتج المحلىىي الخىىام كمؤشىىر
للنشاط االقتصادي على المستوى المحلي .ولم تتجاوز هذه النسبة الواحد نهاية السبعينيات لدى العديد من الدول،
غير أن هذا المؤشر شهد تباينا ً بين الدول نهاية القرن العشرين حيث فاقت هذه النسبة المرتين من الناتج المحلي
الخىىام لىىبعض الىىدول مثىىل هىىونج كىىونج ،سىىنغافورة وماليزيىىا ،فىىي حىىين قاربىىت هىىذه النسىىبة الواحىىد لىىدى أمريكىىا
واليابان 3.ويفسر هذا االختالف بدرجة اعتماد القطىاع المىالي علىى البنىوك أو علىى أسىواق األوراق الماليىة فىي
تمويل العمليات االقتصادية.
ويتراوح معدل رسملة البورصة لألسهم المدرجة في االتحاد الدولي لبورصات القىيم المنقولىة كنسىبة مىن
النىاتج المحلىىي الخىام بىىين % 8كأقىىل نسىبة و % 38.3كىىأعلى نسىىبة نهايىة سىىنة ،8000فيمىىا كىان متوسىىط هىىذه
4
النسبة للدول األعضاء في االتحاد حوالي .% 51
وال يعني حجم البورصة الكبيىر بالضىرورة أنهىا تعمىل بكفىاءة ،غيىر أن الفرضىية المسىتخدمة حىول هىذا
المؤشىىر هىىو أن اتسىىاع حجىىم سىىوق األوراق الماليىىة يىىرتبط إيجاب ىا ً مىىع قابليىىة أكبىىر لتنشىىيط رأس المىىال وتنويىىع
المخىىاطر 5.ومىىن أوجىىه قصىىور هىىذا المعيىىار هىىو عىىدم أخىىذه بعىىين االعتبىىار لىىبعض األسىىهم غيىىر المدرجىىة فىىي
6
البورصة والتي يجري تداولها خارج البورصات الرسمـية على الرغـم من الدور الذي تلعبـه في االقتصاد.
وقد شهد تطور رسملة بورصات العالم من سنة 8000إلى ،8013حيث يتجلى بوضوح تدهور
بورصات العالم أعقاب سنة 8007من مستوى أعلى قيمته 60255بليون دوالر إلى مستوى أدنى قيمته
38524بداية سنة 8002وهــي الفترة التي مر فيها العالم بأعنف أزمـة عالميـة ماليــة منذ أزمة .1585
OECD, Working Papers, n°: 280, 2001, p. 14 available through OECD’s Internet Web site at:
http://ideas.repec.org/p/oed/oecdec/280.html.
61
45618شركة 1.ويعزى ارتفاع عدد الشركات المدرجة في البورصات إلى العديد من العوامل أبرزها
خصخصة الشركات العمومية ،وتسهيل إجراءات اإلدراج في البورصـات لدى العديد من الدول.
وقىىد تزايىىد عىىدد الشىىركات األجنبيىىة بشىىكل مطىىرد فىىي البورصىىات المحليىىة نتيجىىة تحسىىن البيئىىة
االستثمارية للى دول المسىتقبلة ،وارتفىاع فىرص الىربح بهىا .غيىر أن االعتمىاد علىى عىدد الشىركات المدرجىة
كمعيار وحيد لتحديد حجم البورصة يكتنفه بعض الغموض ،فقد تمتلك شركة واحدة في بورصىة مىا أسىهما ً
بقيم كبيرة تفوق ما تمتلكه عدة شركات في بورصات أخرى.
فعلى سبيل المثال ،كان عدد الشىركات المدرجىة فىي بورصىتي نيويىورك ولنىدن خىالل النصىف
الثاني من القرن العشرين الماضي متقاربا ً إال أن رسملة البورصة في بورصة نيويورك تجىاوزت أربىع مىرات
رسملة البورصة في لندن خالل نفس الفترة 2.لذلك فإنه عند االعتماد على هذا المؤشىر فىي تحديىد حجىم السىوق
يجب األخذ بعيـن االعتبار درجة مساهمـة الشركات المدرجـة من حيث رؤوس األموال المطروحة للتداول فىي
البورصة .وكذلك أسواق البلدان الناشئة.
ويُعد تقسيم رسملة البورصة على عدد متنوع مىن الشىركات مؤشىراً هامىا ً ألصىحاب الحىوافظ الماليىة لمىا
يمنحه لهم من تنويع للمخاطر ،وهي الحالة السىائدة فىي بورصىات الواليىـات المتحىدة ،اليابىان ،كنىدا وبريطانيىا،
حيث تكون درجة تركز رسملـة البورصـة على عدد كبير من الشركـات .وعلى العكس من ذلك ،تهيمن
بعض الشركات متعددة الجنسيات على بورصـتي سويسرا وهولندا ،مما يعني تركز نشاط البورصة في
عدد محدد من الشركات 3.ويىتم تحديىد درجىة تركىز رسىملة البورصىة مىن خىالل حسىاب القيمىة السىوقية ألسىهم
أنشط عشر شركات في البورصة ومقارنتها بالرسملة اإلجمالية للبورصة.
-سيولة البورصة
تعبر سيولة البورصىة عىن سىهولة تىداول األوراق الماليىة بيعىا ً أو شىراءً ،وتعتبىر مؤشىراً هامىا ً إلغىراء
المستثمرين والمدخرين على حد سواء للتعامل في البورصة .وتسمح سيولة البورصة بتقليل المخاطر وتحقيق
جاذبية أكثر لألموال كونها تعطي الفرصىة للمىدخرين لتحصىيل أصىـولهم مىن األوراق الماليىة وبيعهىا بسىرعة
وبأسعار مناسىبة كلمىا دعىت الضىرورة إلىى ذلىك ،كىأن تكىـون لىديهم رغبىة فىي اسىترجاع مىدخراتهم أو تغييىر
مكونات الحوافظ الماليىة لىديهم .ويكىون فىي وسىع الشىركات فىي حالىة سىيولة البورصىة رفىع رأس مالهىا عبىر
اإلصدارات الجديدة لتجىاوز اآلجىال الطويلىة التىي تتطلبهىا االسىتثمارات المنتجىة ،ممىا يىنعكس باإليجىاب علىى
4
التخصيص األمثل للموارد.
ً
مطردا في قيم تداول األسهم منىذ بدايىة التسىعينيات ،ممىا يىدل علىى وتعرف البورصات العالمية ارتفاعً ا
ارتفاع السيولة بالبورصات .وساهم توفير المعلومات وانتشار الوعي االدخاري في األسىواق الماليىة المتقدمىة
والناشئة على حد سواء في ارتفاع قيمة تداول األسهم في العالم .كمىا أثىر ارتفىاع عىدد الشىركات المدرجىة فىي
البورصة وتنويع األدوات االستثمارية التي توفرها في تحقيق قيم تداول مرتفعة.
1 World Bank, " World Development Indicators 2001 ", p. 280, available through world bank’s
Internet, Web site at:. http://www.worldbank.org/data/wdi2001/statesmkts.htm
2 World federation of exchanges, Op. Cit., P. 78.
3 Bertrand Jaqcuillat, Op. Cit., PP. 22-23.
4 Levine, “ spur of stock market ”, Op. Cit, p. 15.
68
ويتم حساب درجة السيولة عن طريق المؤشرات التالية :معدل التداول والذي يحدد دور البورصىـة فىي
االقتصاد ككل ،ومؤشر معدل الدوران والذي يؤشر إلى نشاط التداول في البورصـة ،فضىالً عىن مؤشىر تقلىب
أسعار األوراق الماليـة والذي يقدم درجـة تأثر أسعار األصول المالية بالتغيـرات المختلفة.
-معدل التداول Value Traded Ratio
يمثىىل معىىدل التىىداول قيمىىة األوراق الماليىىة المتداولىىة خىىالل فتىىرة معينىىة كنسىىبة مىىن النىىاتج المحلىىي الخىىام،
وتحسب حسب الصيغة اآلتية:
VTR = VT/GDP
حيث:
:VTRمعدل التداول ()Value Traded Ratio
:VTقيمة األوراق المتداولة ()Value of Shares Traded
: GDPالناتج المحلي الخام.
وفي غياب تكىاليف التىداول أو عىدم اليقىين بتىداول بعىض األوراق الماليىة ،فىإن النمىوذج النظىري لسىيولة
البورصىىة والنمىىو االقتصىىادي يُن ّشىىطان بصىىورة مباشىىرة قيمىىة التىىداول .فمعىىدل األوراق المتداولىىة يقىىيس التىىداول
المنظم ألسهم الشركات كحصة من مخرجات البلد وتعكس بالتالي سيولة السوق في االقتصاد.
ويكمل مؤشر معدل التداول مؤشر حجم البورصة ،حيث من الضروري األخذ بنتائج كال المؤشرين حتى
يكون تحليل النتائج أكثر دقة 1.فقد يكون حجم البورصة كبيرً ا نتيجىة عىدد الشىركات المدرجىة أو بسىبب ارتفىاع
رسملة البورصة ،فاالنطباع األولي إذا تم األخذ بمؤشىر الحجىـم بشىكل منفىرد فىي هىذه الحالىة هىو أن البورصىة
المعنية تتميز بالنشاط ،غير أن التعمق في التحليل من خالل األخذ بعين االعتبار مؤشر التىداول قىد يُفضىي إلىى
التوصل بأن هذا المؤشر منخفض مما يعني أن وزن البورصة في اقتصىاد البلىد المعنىي منخفضً ىا ،وبالتىالي قلىة
نشاط البورصـة وهو ما يتناقض مع النتيجة األولى.
-معدل الدوران Turnover Ratio
يقيس مؤشر معدل الدوران قيمة األوراق المتداولة نسبة إلى رسملة البورصة ،او القيمة الكلية للتعامالت
في سوق األوراق المالية مقسومة على قيمة رأس مال السوق ،ويقىيس معىدل الىدوران حجىم المعىامالت بالنسىبة
لحجم السوق ،فالسوق الصغيرة التي تتميىز بارتفىاع درجىة السىيولة تىنخفض بهىا نسىبة التىداول بينمىا يرتفىع بهىا
معدل الدوران ،2في المقابل يؤشر المعدل المرتفع على انخفاض تكاليف الصىفقات .ويكمىل هىذا المؤشىر بىدوره
معدل رسىملة البورصىة ،فالبورصىة ذات الحجىم الكبيىر والتىي تتسىم بىالركود تىدل علىى أنىه بىالرغم مىن ارتفىاع
رسىىملة البورصىىة إال أن معىىدل الىىدورا ن بهىىا مىىنخفض .كمىىا يكمىىل هىىذا المؤشىىر معىىدل التىىداول نسىىبة إلىىى النىىاتج
المحلىىي الخىىام ،ألن معىىدل الىىدوران يىىرتبط بحجىىم البورصىىة فيمىىا يىىرتبط معىىدل التىىداول بحجىىم االقتصىىـاد ككىىل،
1 Ross Levine, Sara Zervos, " Stock Market Development and Financial Intermediaries:
Stylized Facts ", Op. Cit., P. 7.
2عىىاطف ولىىيم انىىدراوس ،أسووواق األوراق الماليووة :بووين ضوورورات التحووول االقتصووادي والتحريوور المووالي ومتطلبووات تطويرهووا،
(اإلسكندرية :دار الفكر الجامعي ،)8006 ،ص.815
63
فالبورصة التي يكون حجمها صغير مىع سىيولة مرتفعىة تعبىر عىن ارتفىاع معىدل الىدوران بهىا علىى الىرغم مىن
1
انخفاض معدل التداول.
- درجة التقلب في البورصة Volatility
يمكن حساب هذا المؤشىر بطىريقتين :األولىى بقسىمة معىدل التىداول علىى تقلبىات عائىدات أسىعار األوراق
المالية ،Stock Price Volatilityأما الثانية فيمكن حسابها بقسمة معدل الدوران على تقلبات عائىدات أسىعار
األوراق المالية .فالبورصة التي تتمتىع بمعىدالت مرتفعىة حسىب المؤشىـرين السىابقين يكىون حجىم التىداول فيهىا
مرتبط بتقلبات أسعار األوراق الماليـة .مما يعني أن ارتفاع معدل التـداول ومعىـدل الىدوران نسبىـة إلىى تقلبىـات
2
أسعـار األوراق المالية يعتبر مؤشـراً على سيـولـة البورصة.
وما يمكن استخالصه من هذا المبحث هو أنه نتيجة للدور الهام الذي أصبحت تقوم به األسواق المالية في
النظىىام االقتصىىادي قىىام البىىاحثون االقتصىىاديون بوضىىع مؤشىىرات لتحديىىد مىىدى تطىىور البورصىىات لىىربط تل ىك
التغيرات ببىاقي المؤشىرات االقتصىادية المختلفىة .كمىا أن وضىع هىذه المؤشىرات يسىمح بىإجراء المقارنىات بىين
الىىدول ممىىا يكفىىل تحديىىد موقىىع كىىل بورصىىة إقليم ًيىىا وعالم ًيىىا .ويعىىد مؤشىىر حجىىم السىىوق وسىىيولته مىىن أهىىم هىىذه
المؤشىىرات للتىىأثير الىىذي يمارسىىه هىىذين المؤشىىرين علىىى تعبئىىة المىىدخرات ،وبىىربط هىىذين المؤشىىرين بمؤشىىرات
القطاع البنكي ومؤشرات األداء االقتصادي يمكن للبىاحثين تحديىد أثىر األسىواق الماليىة علىى النمىو االقتصىادي،
وهو العنصر الذي سيتم تغطيـته من خالل المبحث الموالي.
1 Levine, et Zervos, " Stock Market Development and Financial Intermediaries: Stylized Facts
", Op. Cit., P. 7.
2 Ibid, P.8 .
64
-0تنظيم البورصة والمتعاملون فيها
تعتبر البورصة أداة من األدوات المالية التي تسمح بتوفير السيولة في السوق المالية ،وللبورصة هيكل
ينظمها فضالً عن المتدخلين فيها ووسطاء للعمليات المرتبطة بها ،ويمكن تفصيل هذه العناصر على النحو
اآلتي:
-0-0الهيكل المنظم والمسير للبورصة
البورصة هي سوق ثانوية منظمة يتم فيها تداول األوراق المالية المسجلة ،وتقوم بتنظيم التعامالت
بالبورصة هيئات متخصصة تقرّ ها الحكومات ،وتدرج في البورصة قيم شركات محددة تكون محققة للشروط
المفروضة من هيئة تنظيم التعامالت في البورصة .وأهم تلك الشروط تحقيق الحد األدنى المطلوب من رأس
مال الشركة ،وتحقيق نتائج جيدة للسنوات األخيرة التي تسبق طلب اإلدراج .ولتحقيق تطلعات المتعاملين في
1
البورصة ،يجب توفر ما يلي:
تسهيل التعامالت وبالسرعـة الضرورية بسبب التعقيدات التي تطبع الصفقات المبرمـة في
البورصة.
تحقيق شفافية التعامالت بما يضمن أكبر قدر من التساوي للمستثمرين من حيث وصول المعلومات
إليهم حول الشركات المدرجة.
توفير سيولة البورصة أي سهولة تداول األوراق المالية بيعا ً أو شراءً.
التقليل من المخاطر الناجمة عن التعامالت.
ويأخذ تنظيم البورصة أشكاالً مختلفة من حيث التسميات من دولة إلى أخرى ،غير أن المهام الموكلة
لكل هيئة في تنظيم البورصـة هي نفسهـا تقريبـًا ،ويمكن إبراز الهيئـات المؤثرة في تنظيم البورصة على النحو
اآلتي:
- الهيئة المنظمة للبورصة
تسند مهمة تنظيم البورصة لمجلس األسواق المالية والوظيفة األساسية لهذا المجلس هي ضبط القواعد
العامة في السوق المالية ،ويتسنى له تحقيق هذه الوظيفة عبر تحديد شروط قبول إدراج قيم الشركات في
البورصة ،وسحب أو إقصاء وسطاء البورصة المخالفين للتدابير التنظيمية ،فضالً عن رقابة أنشطتهم وتوفير
التكنولوجيات الضرورية ومراقبة إجراءات التعامل في البورصة 2.ولهذه الهيئة السلطة على األسواق المنظمة
واألسواق غير المنظمة ،ومهامها األساسية تتمثل في إدارة العروض العامة لالكتتاب ،وقبول الوسطاء لتقديم
الخدمات االستثمارية .ويتكون هذا المجلس من سماسرة وأعضاء تختارهم الدولة ،وتتلخص أبرز مهامه في
3
النقاط اآلتية:
إصدار البيانات اليومية حول التعامالت التي تتم.
تحديد الهامش المسموح للتغير في أسعار األوراق المالية ،وللمجلس الحق في إيقاف التعامالت
لمدة من الزمن عند تجاوز األسعار لهذا الهامش.
1Gaston Defosse, Pierre Balley, La bourse des valeurs, (Alger: Edition Bochene, 1993), p.7.
2 Gaston Défossé, Pierre Balley, Op. cit., p.11.
3محسن أحمد الخضيري ،كيف تتعلم البورصة في 32ساعة ،ط( ،8.القاهرة :إيتراك للنشر والتوزيع ،)1555 ،ص.38
65
مراقبة التجاوزات التي قد تقع أثناء التعامالت من طرف أعضاء البورصة ،والحق في إسقاط
العضوية أو الوقف أو التغريم.
- الهيئة المسيرة للبورصة
تعهد مهمة تسيير سوق األوراق المالية للجنة عمليات البورصة وهي هيئة إدارية مهامها الرئيسية هي
حماية المدخرين ،إعالم المستثمر وضمان السير الحسن للتداول .وعلى العكس من مجلس األسواق المالية ،فإن
لجنة عمليات البورصة تهتم بمراقبة السوق المنظمة فقط ،وتمتلك هذه الهيئة الحق في االعتراض على قبول
األوراق أو األدوات المالية في البورصة ،كما لها السلطة في اإليقاف في حالة تجاوز القواعد العامـة ،ومهامهـا
1
الرئيسية:
مراقبة معلومات حاملي القيم المنقولة.
الحق في االعتراض على القيم ،كما لها الحق في طلب إيقاف تداول بعض األوراق.
السلطة على هيئات التوظيف الجماعي.
وقد تم علــى الصعيد الدولي إنشاء المنظمــة العالميـة لهيئات األوراق الماليـــة International
) Organization of Securities Commissions (IOSCOوالتي تعمل على جعل قواعد التعامل في
البورصة موحدة دوليًا ،فضالً عن جعل البورصات ذات كفاءة .وتعمل هذه الهيئة على تهيئة ظروف العمل
في بيئة تتميز بالشفافية ،والتقليل من آثار المخاطر المترتبة عن تقلبات أسعار األوراق المالية .وتهدف هذه
2
الهيئة إلى حماية المستثمرين عن طريق:
جعل قواعد التعامالت نمطية ،وتحقيق كفاءة أكبر لألسواق المالية الدولية.
تقديم المعلومات انطال ًقا من البورصات العالمية إلى األسواق المحلية.
ترقيـة وتوحيـد الجهود لوضـع نظام مراقبـة موحد للتعامالت الدوليـة في األوراق المالية.
تقديم المساعدات الفنية لترقية اندماج األسواق المالية.
-3-0المتعاملون في البورصة
يتدخل في البورصة عدد من المتعاملين االقتصاديين فيؤثرون ويتأثرون بالبورصـة ،حيث يقوم األعىوان
االقتصىىاديون بضىىمان بقىىاء البورصىىة ،ويىىتم فىىي الوق ىت ذاتىىه تحقيىىق الغايىىة التمويليىىة لهىىم .ويمكىىن إبىىراز أهىىم
المتدخلين في البورصة على النحو اآلتي:
الحكومات ،المؤسسات والبنوك
تعتبر الحكومات من أهم مصىدري األوراق الماليىة والتىي تسىتخدمها فىي تمويىل عجىز الموازنىة ،خاصىة
السندات الحكومية ،كما تقوم بوضع قواعد تنظيم سير السوق فضالً عن تحديد الجبايىة المترتبىة عىن التعىامالت
فيها 3.أما المؤسسات فتقوم بإصدار األوراق المالية لتمويل استثماراتها ،سوا ًء تعلق األمر بالمشروعات الجديدة
أو التوسع في المشاريع القائمة ،غير أن هذه اإلصدارات ال تتاح سوى للشىركات الكبىرى والتىي تحىددها قواعىد
1 Gaston Défossé, Pierre Balley, Op. Cit. pp 13.14.
2مازن نجيب محمد الوظائفي" ،دور التشريعات في تطوير أسواق األوراق المالية وتشجيع االستثمار" ،ورقة عمل مقدمة خالل
مؤتمر االستثمار في إقليم الشمال في وآفاق تطويره ،عمان 5-4 :مايو ،1552ص.11
3مروان عطون ،مرجع سابق ،ص.81
66
الدخول إلى السوق المالي ،ويعكس سعر أسهم هذه الشركات ميول المستثمرين تجاهها مما يجعلها تسعى دائمىـا ً
إلـى اإلبقاء على نتائجها المالية إيجابية .كما تتدخل البنوك المركزيىـة مباشىرة فىي نىـشاطات البنىوك فضىالً عىن
دورها الرقابي والتنظيمي ،وذلك إما ك ُمقرض ،أو كمجمع للتدفقات النقدية على مسىتوى كىل بلىد 1.وعىالوة عىن
البنوك المركزية تتفاعل البنوك التجارية مىع عمليىات البورصىة فبعىدما كانىت الوظيفىة التقليديىة لهىا هىي تجميىع
المدخرات العامة واستخدامها فىي تقىديم القىروض ،طىرأ علىى هىذا النشىاط تغيىر حيىث أصىبحت تلىك المىدخرات
تسىىتخدم فىىي شىىراء األوراق الماليىىة والتعامىىـل بهىىا 2.وتتدخىىـل البنىىوك فىىي البورص ىـة عىىن طريىىق االستثم ىـار،
عمليـات التغطيـة ،التداول ،تقديم الخدمـات وغيرهـا من العمليات.
بنوك االستثمار Investment Bankers
تقوم بنوك االستثمار بشراء اإلصدارات الجديدة من الشركات وتوزيعها على المستثمرين ،فتقوم بعملية
االكتتاب Underwritingبشراء األوراق المالية المصدرة حديثا ً والقيام بتسويقها متحملة بذلك المخاطر
المترتبة عن تقلب أسعار األوراق المالية خالل فترة التسويق ،كما تقوم بنوك االستثمار بتقديم المشورة والنصح
للشركات الراغبة في إصدار األوراق الماليـة حول السعـر وحول طرق التمويل الواجب إتباعها .وتقوم
البنـوك التجاريـة بوظائف بنوك االستثمـار في العديد من الدول النامية التي تعتبر األسواق المالية بها غير
نشطة .وأهم بنوك االستثمار في العالم من بين اكبر شركات أوراق مالية مصنفة حسب حجم رؤوس أموالها
ونشاطها الرئيسي هي :ميريل لنش Merrill Lynchبرأس المال 11,8بليون دوالر أمريكي مختص بجميع
االنشطة ،بنك مورغان ستانلي Morgan Stanleyبرأس المال 5,4بليون دوالر ،اإلخوة سالومون
3
Salomon Brosبرأس المــال 4,1بليون دوالر الذي يقوم بالسمسرة وتجارة الجملة.
مؤسسات االستثمار Institutional Investment
عبارة عن مؤسسـات متخصصة في امتالك األوراق الماليـة ،وترتبط هذه المؤسسات بالبنوك وشركات
التأميـن ،وتتمثل مهمتها في توظيـف األموال المجمعة من المدخـرين .وقـد ساهمت هذه المؤسسات بالبلدان
المتقدمة في انتعـاش استثمـارات الحافظـة لديـها ،حيث ارتفعت االستثمارات المؤسساتية في دول منظمة التنمية
والتعاون االقتصادي OCDEبشكل كبير ،وهو ما رفع من سيولـة سوق القيم المنقولـة وأثـر بشكل كبير على
وظائفـها ،حيث بلغ إجمالـي األصول المالية المملوكـة من المستثمرين المؤسساتيين فـي دول المنظمـة 84300
مليـار دوالر في 1555أي ما مقداره % 106.5من الناتـج المحلـي الخـام لمجموع تلك الدول 4.وتطـرح تلك
P.475.
4 CNUCED, "La croissance des marchés financiers nationaux, en particulier dans les pays
en développement, et ses liens avec les investissements étrangers de portefeuille", Réunion
d'experts sur la croissance des marchés financiers nationaux, Genève : 27-29 mai 1998, p5. Webpage:
www.unectad.org/gds/dfsb/5td/b/com.2/em.4/2
67
المؤسسات خيارات متعددة حول طرق التوظيف ،تتعلق بالمفاضلة بين آجال االستثمار وطبيعة المخاطرة التي
1
يواجهها المستثمر وتتمثل أنواع التوظيف المتاحة في:
صناديق رأس المال-مخاطرة Venture Capital؛
الشركات االستثمارية ذات رأس المال الثابت؛
الشركات االستثمارية ذات الرأس مال المتغير (الصناديق المشتركة للتوظيف)؛
صناديق تغطية المخاطرة.
مقدمو المعلومات
هي عبارة عن هيئات تقوم بتجميع المعلومات المختلفة حول المعدالت واألسعار لألوراق المالية لتقوم
فيما بعد بتوزيعها على المتعاملين في البورصة .ومن أبرز هذه الهيئات :بلومبرغ ،Bloombergتليرات
Telerateورويترز ،Reutersبحيث تشكل هذه الهيئات شبكة معلوماتية مالية ،وتستقي هذه الهيئات
معلوماتها من مختلف الفاعلين في السوق المالي مثل البنوك ،السماسرة ،Brokersاألسواق المنظمة،
وكاالت التقييم ،Rating Agencyوكاالت األنباء ،صناع السوق ،Market Makerومصدري األوراق
المالية .وتقوم هذه الشركات بنشـر كل المعلومات المجمعة حتى يتسنى لعمالئها اتخاذ قرار االستثمـار من
عدمه ،حيث يصبح بإمكانهم تحليل أسعار المنتجات المالية تاريخ التسعير ،باإلضافة إلى دراسة المعطيات
2
المالية حول المصدرين.
ونظرً ا الرتباط مقدمي المعلومات بكل الفاعلين في السوق ،حيث يمثل البعض منهم مصدرً ا للمعلومات
والبعض اآلخر مستخدمًا لها ،يمكن اعتبار مقدمي المعلومات بمثابة سماسرة في السوق المالي ،حيث تقدم هذه
الهيئات ما أصبح يعرف بخدمات السمسرة اإللكترونية 3.وتمثل رويترز وبلومبرغ أبرز من يقدم هذا النوع من
الخدمات في البورصات العالمية.
سماسرة األوراق المالية
ُتسند مهمة الوساطة في البورصة إلى السمسار Brokerوالذي يقوم بتنفيذ األوامر التي تصله من
المستثمر سواء تعلق األمر بشراء أو بيع األوراق المالية في البورصة مقابل عمولة تحددها لجنة البورصة.
ويلجأ المستثمرون األفراد إلى بيوت السمسرة الكبيـرة والتي يشرف على إدارتها السمسار ،بينما تتجه
المؤسسات المالية مثل البنوك التجارية وصناديق المعاشات والتقاعد إلى بيوت السمسرة األصغر التي تتخصص
4
في التعامل بأوراق محددة للشركات.
-3القيم المنقولة المتداولة وآليات التعامل في البورصة
يتم في البورصة تداول األسهم في سوق األسهم ،بينما يجري التعامل بالسندات في سوق السندات .ومن
حيث طريقة الدفع يمكن تقسيم البورصة إلى سوق فورية ويتم تنفيذ الصفقة بها بمجرد إتمامها ،أو أن يؤجل
تنفيذ الصفقة إلى مدة محددة -عادة شهر واحد -وتسمى بسوق التسوية اآلجلة ،ونتيجة لتوسع استخدام المنتجات
1 Ibid.
2 Société d’information Financière, Comprendre la bourse, , Web Page :
www.comprendrebourse.com./brookers/htlm
3Société d’information Financière, Op. Cit..
4محمد صالح الحناوي ،تحليل وتقييم األسهم والسندات( ،اإلسكندرية :الدار الجامعية ،)1552 ،ص .80
62
المالية الجديدة أصبح التعامل بها يجري بشكل منظم داخل البورصة ضمن ما يعرف بأسواق المشتقات
Derivate marketوتخص بالدرجة األولى العقود اآلجلة ،عقود المبادلة وعقود االختيار.
-0-3القيم المنقولة
تعتبر األسهـم والسندات أكثر األوراق الماليـة تداوالً في البورصـة ،إال أنه ظهىرت منتجىات ماليىة جديىدة
أملتها التحوالت المالية نتيجـة التقدم الكبيـر الذي عرفتـه تكنولوجيا المعلومـات.
وعلى الرغم من الضمانـات واالمتيـازات الكبيىـرة التىي تقىدمها السنىـدات الحكوميىة إال أنهىا لىم تىرق إلىى
مسىىىتوى تىىىداول سىىىندات الشركىىىـات ،وبالنسبىىىـة لىىىألوراق الماليىىىـة المبتكىىىـرة ،تحتىىىل صىىىكوك شىىىراء األسهىىىـم
WARRANTصدارة تلك األوراق حيث تشكل نسبـة تداولهىـا ،% 23فيمىـا يبقىى تىداول العقىـود المستقبليىـة
منخفضً ا حيث تمثـل نسبـة تداولـها % 55بسبب الحداثة النسبية لهذا النـوع من األوراق.
- أوراق الملكية
تلجأ الشىركات إلىى إصىدار أوراق الملكيىة Equitiesمقابىل الحصىول علىى رؤوس األمىوال مىن طىرف
المساهمين ،وقد يتم الحصول على أوراق الملكية عنىد تأسىيس الشىركة ،أو عنىد رفىع رأس مالهىا ،أو مىن سىوق
1
األوراق المالية مباشرة (العروض العامة للبيع).
وتعتبىىر األسىىهم العاديىىة الورقىىة الماليىىة الرئيسىىية المتداولىىة ضىىمن فئىـة أوراق الملكيىىة ،ويرتبىـط باألسهىـم
العادية أوراق ملكيـة أخرى من بينها األسهم الممتـازة ،حقـوق االكتتـاب وشهـادات االستثمـار .وتمثىل شىهادات
االستثمار Investment Certificateجز ًءا من رأس المىال الموجىود لىدى الشىركة ،أو جىزء مىن الزيىادة فىي
رأسمالها ،وشهادات االستثمار هي حق مالي مماثل لباقي األسهم العادية مع فرق في عدم الحىق فىي التصىويت.
ويتم تداول شهادات االستثمار بنفس القيمة االسمية لألسهم ،كمىا تتمتىع هىذه الشىهادات بىالحق فىي االسىتفادة مىن
التوزيعىات المجانيىة شىهادات االسىتثمار المجانيىة ،كمىا يكىون لصىاحب شىهادات االسىتثمار الحىق التفضىيلي فىي
االكتت ىـاب فىىي شه ىـادات االستثم ىـار الجديىىدة 2.أمىىا حقىىوق االكتتىىاب فهىىي أوراق ماليىىة تمىىنح لمالكهىىا الحىىق فىىي
االكتتاب في اإلصدارات الجديدة من األسهم بكميات وأسعار وفترات محددة 3.ونظراً الرتباط كىل مىن شىهادات
االستثمار وحقـوق االكتتـاب بصورة مباشرة باألسهم فإنـه سيتـم التركيـز على هذا النـوع مىن األوراق .ويمكىن
تفصيل أنواع أوراق الملكية على النحو اآلتي:
األسهم العادية واألسهم الممتازة
تمثل األسهم أوراق ملكية لحصة من رأسمال الشركة ،وتعتبر األسهم العادية Common Stocksأكثر
أوراق الملكية تداوالً .ويمنح امتالك السهم العادي لصاحبه بعض الحقوق على الشركة صاحبة اإلصدار تتمثل
في حق التصويت في الجمعية العامة للشركة بحسب عدد األسهم المملوكة .وفضالً عن حق التصويت يستفيد
مالك األسهم من األرباح التي تقرر الشركة توزيعها على المساهمين بحسب حصصهم من األسهم .ويتم عادة
تقسيم أرباح الشركة بعد اقتطاع الضريبة إما بتخصيص حصة لالحتياطيات أو أن توزع تلك األرباح على
65
المساهمين في شكل توزيعات ،Dividendsوفي حالة تصفية الشركة يتحصل المساهمـون علـى صافي
األصول المالية إن وجد.
و باإلضافة إلى األسهم العادية هناك نوع آخر من األسهم يعرف باألسهم الممتازة Preferred Stocks
والتي تمثل هي األخرى أوراق ملكية في الشركة ،إال أنها ذات امتياز مقارنة باألسهم العادية يتمثل في الحق
في تحصيل األرباح الموزعة مع عدم االستفادة مـن حق التصويت 1.وإذا كانت األرباح المقرر توزيعها غير
كافية ،يتم ترحيل الرصيد إلى السنتين المواليتين ،أما إذا تجاوز هذا العجز في تسديد األرباح ثالث سنوات يتم
2
حينها تحويل األسهم الممتازة إلى أسهم عادية باكتسابها حق التصويت واختفاء االمتياز الممنوح سابقا.
- أوراق الدين
تمثل أوراق الدين مصدرً ا آخر للتمويل ،وأحد أبرز األوراق الماليـة المتداولة في السوق المالي سواء
تعلق األمر باألسواق المنظمة (البورصة) أو األسواق غير المنظمة .وتشكل السندات الورقة المالية الرئيسية
المنضوية تحت هذه الفئة ،وتتميز أوراق الدين بثبات العائد المترتب عن االستثمار فيها مما يجعلها أقل مخاطرة
من أوراق الملكية .وبالرغم من وجود سندات ذات معدالت فائدة متحركة ،إال أن حساب هذه المعدالت يتم على
أساس معدل الفائدة وقت اإلصدار مما يجعلها تندرج ضمن فئة األوراق ذات العوائد الثابتة 3.ويمكن تفصيل
أوراق الدين على النحو اآلتي:
السندات
تمثل السندات أوراق دين على الجهة المصدرة للسند سواء كانت هذه الجهات حكومية أو مؤسسات
(عامة أو خاصة) .وعلى عكس األسهم التي يتم إنشاءها من شركات رأس المال ،فإن السندات يمكن إصدارها
4
من طرف هيئات ذات هياكل قانونية متنوعة:
-الحكومات من خالل إصدارات الخزينة العامة.
الجماعات المحلية ،المؤسسات العمومية ،والهيئات شبه العمومية.
المؤسسات الخاصة.
ويضمن صاحب السند حصوله على فوائد منتظمة مع تحصيل أصل الدين عند انتهاء آجال االستحقاق،
وبعكس األسهم التي ترتبط عوائدها بنتائج الشركة وسياسات التوزيع المقررة من قبل مجلس إدارة الشركة ،فإن
عوائد السند يتم تحديدها سل ًف ا في شروط اإلصدار مما يجعلها ذات عوائد ثابتة .ويتضمن السند اسم الجهة
المصدرة ،معدل الفائدة أو أساس معدل الفائدة المتغير في سنة اإلصدار ،الفائدة أو الكوبون ) (Couponالذي
يحمل الفائدة المدفوعة سنوياً ،إلى جانب السعر االسمي للسند 5.وتتطور أسعار السندات وفقا ً لتطور معدالت
الفائدة فارتفاع هذه األخيرة يؤدي إلى انخفاض أسعار السندات والعكس صحيح.
تأتي األسهم العادية في المرتبة األخيرة من حيث األفضلية في تحصيل األصول الصافية بعد كل من السىندات واألسىهم الممتىازة
عند تصفية الشركات.
1محسن أحمد الخضيري ،كيف تتعلم البورصة في 32ساعة ،مرجع سابق ،ص.60
2منير إبراهيم هندي ،أساسيات االستثمار في األوراق المالية( ،اإلسكندرية :منشأة المعارف ،)1555 ،ص.83
3عطية فياض ،سوق األوراق المالية في ميزان الفقه اإلسالمي( ،القاهرة :دار النشر للجامعات ،)1552 ،ص.802.
4 Bertrand Jaqcuillat, Bruno Solnik, Op. cit., pp. 14-15 .
5مروان عطون ،المرجع السابق ،ص.66
70
السندات الحكومية
تهدف الخزينة العمومية من خالل هذا النوع من اإلصدارات إلى الحصول على موارد إضافية لتغطية
العجز في ميزانيتها أو لمواجهة التضخم ،وذلك باللجوء إلى جمهور المدخرين أو الجهاز المصرفي أو غيرهما
من المؤسسات المالية 1 .ويتم تحديد العدد من السندات واألسعار المعروضة ،وفي حالة رغبة الخزينة إضافة
موارد جديدة تقوم بطرح آجال استحقاق جديدة لإلصدارات القديمة ،حتى تتقارب قيمتها مع اإلصدارات
الجديدة ،مما يجعل سندات الخزينة تختلف عن باقي السندات في كونها تعرّف بسنة االستحقاق وليس بسنة
اإلصدار 2.وال يحق إصدار هذا النوع من السندات من طرف الخواص لكن بإمكانهم تداولها في البورصة.
سندات الرهن
تكون مضمونة بأصل ثابت كاألرض أو العقار أو اآللة ،تستوفي قيمتها عند تصفية األصل الضامن
3
لها ،فإذا لم تف هذه بمقدار الدين الكامل يدخل حملة السندات بعد ذلك كدائنين عاديين.
سندات التوريق
هي تحويل الحقوق المالية المستحقة ،والتي تتدفق من مجموعة األصول المالية (قروض عقارية،
قروض سيارات وغيرها) إلى أوراق مالية ،وذلك عن طريق إصدار أوراق مالية مضمونة بتلك المجموعة من
4
األصول.
أنواع أخرى من السندات
باإلضافة إلى السندات التقليدية ،ظهرت أنواع أخرى من السندات تتميز بمرونة أكبر فيما يتعلق بآجال
االستحقاق ،معدالت الفائدة ،والفائدة المدفوعـة .وتشير بعض اإلحصائيات إلى وجود أنواع أخرى من السندات
التي يتجاوز عددها األلف نوع 5.لذلك سيتم التطرق إلى البعض منها فقط.
سندات بدون كوبون Zero-Coupon Bonds
سندات ذات معدالت فائدة متحركة Floating Rate Bonds
سندات الدخل
- المشتقات المالية
ظهرت هذه المنتجات المالية منذ السبعينيات من القرن العشرين ،وأسهم التقدم التكنولوجي والتغيرات
التي صاحبت المؤشرات المالية الرئيسية (معدالت الفائدة ،أسعار الصرف ،مؤشرات البورصة وغيرها) في
ظهور هذه المبتكرات المالية ،هذا فضالً عن المخاطر المالية التي تلحق بالمؤسسات المالية والشركات
الصناعية 6.وتمثل المشتقات الماليـة عقوداً يتم إبرامهـا على أساس أصول ماليـة كاألسهم والسندات ،أو
1منير إبراهيم هندي ،أساسيات االستثمار في األوراق المالية ،مرجع سابق ،ص ص.30 -85.
2 Investir, " Le Guide des Placements ", Paris: MAXIMA, 2001, p. 137.
3علي شريف حسن ،دليلك العملي لالستثمار في البورصـة( ،مصر :الهيئة العامــة لدار الكتب والوثائق ،)8006 ،ص ص-7.
.10
4شادي احمد زهرة ،صناديق االستثمار ودورها في تنشيط االستثمار في سوق األوراق المالية ،دراسة التجربة المصرية
وإمكانية االستفادة منها في سورية ،أطروحة الدكتوراه( ،جامعة دمشق :كلية االقتصاد ،)8010 ،ص.32
5 Gaston Defosse, Pierre Balley, Op.cit, P.15
6 Bertrand Jaqcuillat, Bruno Solnik, Op. Cit. p. 253.
71
أصول مادية كالمواد األولية ،أو أصول غير ماديـة كمؤشرات البورصـة .وقد بلغت قيمـة هذه العقود في
األسواق المشتقـة العالميـة " Derivate Marketsستة ( )6باليين دوالر سنة ،8008وقد مثلت العقود
التي تتخذ من مؤشرات األسهم أساسا ً إلبرامها %47من إجمالي العقود 1.في حين بلغت عمليات البيع
والشراء في سنة 8006حوالي 473تريليون دوالر أمريكي .وبصورة أخرى فان أدوات المضاربة المالية
بلغت عشرة أضعاف القيمة الحالية للسلع والخدمات المنتجة بالعالم 2.وفيما يلـي عرض ألهـم هذه العقود:
-العقود اآلجلة Forward Contract
تعتبر العقود اآلجلة من أقدم المنتجات المالية المبتكرة ،وتمثل التزامًا ببيع أو شراء أصل ما في تاريخ
الحق وبسعر محدد سل ًفا على أن يتم التسليم والتسديد في هذا التاريخ 3.فإذا كان سعر األصل المتفق عليه بين
طرفي العقد في تاريخ التسليم مرتفعًا عن سعر العقد فإن المشتري يحقق مكاسب على حساب البائع ،أما إذا
انخفض هذا السعر فإن البائع هو من يحقق أرباحـا ً على حسـاب المشتري.
-العقود المستقبلية Future Contract
ال تختلف العقود المستقبلية عن العقود اآلجلة فهي تحقق مكاسب لطرف في العقد على حساب الطرف
اآلخر ،غير أن المخاطر الناجمة عن عدم القدرة على الوفاء بااللتزام بالعقد يمكن تجاوزها في العقود
المستقبلية عن طريق إيداع هامش مبدئي Initial Margeكضمان لتنفيذ العقد مـع إمكانية تغيير هذا الهامش،
كما أن العقود المستقبلية تتسم بالنمطية وبوجود غرف للمقاصة Clearing Houseوظيفتها السهر على تنفيذ
هذه العقود 4.حيث يتم إيداع هامش مبدئي من الطرفين المتعاقدين لضمان تنفيذ العقد المستقبلي ،وتعتمد قيمة
هذا الهامش المبدئي على تقلب أسعار أصل العقد في السوق وبالتالي درجة المخاطرة المترتبة عنه .ويؤدي
ارتفاع العقد المستقبلي إلى تحقيق مشتري العقد للمكاسب الناجمة عن الفرق في السعر األولي للعقد والسعـر
الحالي وتضاف إلى الجانب الدائن للمشتري .أما إذا فقد العقد المستقبلي من قيمته فإن هذا االنخفاض يرحل
5
إلى الجانب المدين في حساب المشتري مما يعني انخفاض هامش الضمان (الهامش المبدئي).
-عقود المبادلة Swaps
تعرف عقود المبادلة على أنها سلسلة من العقود الالحقة التنفيذ ،حيث يتم تسوية عقد المبادلة على
فترات دورية ،وهو عقد ملزم لطرفي العقد كما أن المكاسب والخسائر ال يتم تسويتها يومياً 6.ويعتبر عقد
مبادلة أسعار الفائدة Interest Rate Swapsأبرز هذه العقود ،ولتجنب مخاطـر تغير أسعار الفائدة يقوم
الطرف األول في العقد بدفع فائدة ثابتة على أن يتحصل على فوائـد متغيـرة خالل مدة العقد ،فإذا كان معـدل
الفائـدة المتغير (متوسط معدالت الفائدة المتغيرة) أعـلى من معـدل الفائدة الثابتة يحقق المستثمر مكاسب على
حساب الطرف المحرر للعقد والعكس صحيح.
1 World Federation of Exchange, "2002 IOMA Annual Survey", Paris, May 2003, pp. 6-8.
WebSite:http://www.fibv.com/WFE/showdoc.asp?document_id=1699&document=..%2Fpublicatio
ns%2F2002+IOMA+Market+Survey%2Epdf.
( 2 Charles William Kegely, Shannon L. Blanton, World Politics Trend and Transformation,
78
-صكوك الشراء الالحق ألسهم الشركة Warrant
تشبه هذه الصكوك في جوهرها حق اختيار الشراء ،فهي تعطي لمالك هذه الصكوك الحق في شراء عدداً
من أسهم الشركة في المستقبل بسعر محدد سلفا ً مع اختالف بين الورقتين في كون الصـك المذكور تصدره
الشركة ،بينما حق اختيار الشراء قد يتم تحريره من طـرف ثالث ال صلة لـه بالشركة 1.وال يملك حامل هذا
الصك الحق في التصويت وال الحق في األربـاح الموزعة.
-عقود االختيار Options
إن العقود التي تمت اإلشارة إليها إلى حد اآلن تتسم بصفة اإللزامية في تنفيذها ،أما عقود االختيار فتمنح
لصاحبها الحق دون اإللزامية لتنفيذ بيع أو شراء أصل ما والذي قد يكون معدل فائدة ،سعر صرف ،مادة أولية،
أسهم أو أصل غير مادي كمؤشرات البورصة .وتعتبر بورصة كوريا Korea Stock Exchangeأنشط
2
بورصة في العالم من حيث إبرام عقود االختيار ،حيث بلغت قيمة تلك العقود سنة 8008بليونين ( )8دوالر.
وكخالصة لذلك ،فإن بورصة األوراق المالية تتميز بتنوع المنتجات المالية المتداولة فيها ،غير أن أبرز
تلك األوراق هي األسهم العادية الرتباطها الوثيق بنشاط الشركة ،وبما أن الشركات المدرجة في البورصات
المختلفة تمثل صفوة الشركات في كل بلد فإن أداء أسهم تلك الشركات في البورصة يعكس أداء االقتصاد ككل.
أما السندات فهي خيار آخر من خيارات التمويل يمكن إصداره من طرف ،باإلضافة إلى الشركات ،كل من
الحكومات والهيئات شبه الحكوميـة ،وتقدم السندات ضمانات أكبر مقارنة باألسهم للعوائد الثابتة المترتبة عنها.
وأدت المخاطـر المصاحبة للسندات واألسهم إلى ابتكار منتجات مالية جديدة بداية السبعينيات من القرن
العشرين الغرض منها تحقيق ضمانات أكبر للمستثمرين ،فهي تتخذ من األصول المادية والمالية ،فضالً عن
مؤشـرات االقتصاد المختلفـة ،أسـاسً ا لها.
-3-3آليات التعامل في البورصة
إن إدراج األوراق المالية ألول مرة في البورصة يعتبر حدثا ً مهما ً بالنسبة للجهة المصدرة ،حيث يترتب
عن هذا اإلصدار تحقيق موارد تمويلية جديدة .أما بالنسبة للمستثمرين في األوراق المالية فتمثل اإلصدارات
الجديدة فرصة لتنويع الحافظة المالية لديهم لمجابهة المخاطر المترتبة عن تقلبات األسعار .ويخضع تداول
األوراق المالية في البورصات آلليات وطرق تسعير تختلف باختالف نمط التداول في البورصة ،كما أن
األوامر الواردة إلى سوق األوراق المالية تختلف باختالف درجة سيولـة البورصـة وهدف سماسـرة السوق.
- إصدار وتداول األوراق المالية
تقوم الشركات بإصدار األوراق المالية بمساعدة من المؤسسات المالية ،وخاصة بنوك االستثمار ،ويعتبر
إدراج القيم الجديدة في البورصة حدثا ً استثنائيًا للشركات المعنية ،خاصة إذا تعلق األمر باألسهم ،حيث يتم
إدراجها في البورصة عادة مرة واحدة طوال تاريخ الشركة المصدرة ،مع استثناء إعادة اإلدراج بعد الشطب،
كأن تكون تلك األسهم لشركات عمومية تعرضت لعملية الخصخصة فيتم إعادة إدراجها من جديد 3.في حين أن
إدراج السندات في البورصة ليس على نفس القدر من االستثناء بما أن السندات يتم إصدارها من قبل الشركات
بشكل منتظم بحسب درجة احتياجات الشركة التمويلية .ولن تتدخل البورصة في عملية إصدار األوراق المالية
الجديدة إال في إطار مهامها المتمثلة في حماية المستثمر ،حيث تطالب البورصة الشركة المصدرة ببعض
73
اإلجراءات القانونية تخص الشركات التي ترغب في االستدعاء العام لالدخار مثل الطبيعة القانونيـة للشركة
1
والحد األدنى من رأس المال ،عالوة على إلزام تلك الشركات على النشر الدوري لحساباتها.
ويتم اللجوء إلى طرح األسهم لالكتتاب العام ألول مرة من طرف بنوك االستثمار التي تعمل على تحديىد
السعر المقترح على جمهور المدخرين ،وفي حالة ارتفىاع الطلىب عىن عىدد األسىهم المطروحىة يىتم اللجىوء إلىى
رفع سعر السهم حتى يتحقق التوافق بين األسىهم المعروضىة وطلبىات المىدخرين 2.وفضىالً عىن العىرض العىام،
هناك العرض الخاص الذي يخص متعاملين اقتصاديين محددين ويتعلق األمر بالسنـدات الحكوميـة بشكل خاص
حيث ال يكون بمقدور عمـوم المدخـرين اقتناء هذا النـوع من األوراق بىل يقتصىر األمىر علىى هيئىـات حكوميىة
3
يحددهـا مصـدري تلك األوراق.
ً
حىديثا فىي البورصىىة يصىبح تىداولها فىىي السىوق الثانويىة ،غيىىر أن وبعىد إدراج األوراق الماليىة المصىىدرة
التطىىور الىىذي يتعلىىق بحيىىاة الشىىركات يجبرهىىا فىىي بعىىض األحيىىان إلىىى اللجىىوء إلىىى عمىىوم المىىدخرين مىىن خىىالل
العىىروض العامىىة حيىىث تشىىكل هىىذه العىىروض فتىىرة حساسىىة فىىي تىىاريخ الشىىركات ومرحلىىة أساسىىية مىىن مراحىىل
تطورها ،فالعروض العامة تمثل تغيرً ا عمي ًقا في هيكل الشركات وتؤثر على أسعار قيمها المالية في البورصىة.
ويشمل مفهوم العروض العامة لالدخار علـى عمليات متنوعة يتميز كل منها بمميزاته الخاصة ويتم اللجوء ألي
منها استناداً لمبادرات مختلفة .ويقترح صاحب العرض العام على جميع مسىاهمي الشىركة المعنيىة إعىادة شىراء
أو مبا دلة أسهمهم في ظل شروط معينة ،ويجب أن تطبق هذه الشروط على جميع المدخرين دون استثناء.
-العرض العام للشراء Offre Publique d’Achat
تقوم الشركة صىاحبة هىذا العىرض بطىرح عرضىها علىى جميىع مسىاهمي شىركة أخىـرى ،حيىث يىتم لهىذا
الغىىرض اقتىىراح أسىىعار للشىىراء تكىىون عىىادة أعلىىى مىىن آخىىر سىىعر مسىىجل فىىي البورصىىة لسىىهم الشىىركة المىىراد
شراءها 4.وكمثال عن عملية العرض العام للشراء ،نفترض أن الشركة xقىررت االسىتحواذ علىى الشىركة ()y
التىىي كىىان سىىعر سىىهمها بتىىاريخ 15مىىايو 8000هىىو 102دوالر .إن تحقيىىق الشىىركة ( )xلعمليىىة شىىراء أسىىهم
الشركة yيتطلب من مسيريها طرح عرض أكبر من سعر السوق كىأن يكىون سىعر العىرض فىي اليىوم المىوالي
آلخر تسعير هو 138دوالر للسهم الواحد بتاريخ 16مايو .8000من شىأن هىذا العىرض أن يحقىق لمسىـاهمي
الشركة yربحً ا فوريًا بنسبـة %88مقابل آخر تسعيـر ،ويتم عرض الشراء بطريقتين:
إما تسليم األسهم للمشتري ،مما يعني قبول عرض الشراء المقترح ،أو الحفاظ على األسهم مما يعنىي عىدم
قبول العرض ،والذي قد يفسر بعدم مالئمة السىعر المقتىرح ،أو توقىع مزايىدة علىى األسىعار ،أو لتىأثيرات خاصىة
بالمستثمر تجعله يحجم عن بيع أوراقه المالية 5.إال أن عملية الشراء تتم في جميع األحوال كون الشىركة صىاحبة
العرض قد تقوم بعرض سحب األوراق المالية وبنفس سعر الشراء ولن يكون أمام أصحاب األسهم القدامى خيار
سوى تقديم أسهمهم .والهدف من هىذه العمليىة بالنسىبة للشىركة صىاحبة العىرض هىو االنىدماج أو االسىتحواذ علىى
شركة أخرى بغية توسيع نشاطاتها أو توسيع السوق أو أي هدف استراتيجي آخر.
http://www.abcbourse.com/apprendre/comprendre/offrespublics1.html
5 Ibid.
74
العرض العام للمبادلة Offre Publique d’Echange
وهي طريقىة بديلىة لعىرض الشىراء ،حيىث تسىمح هىذه العمليىة بعىدم دفىع األمىوال لالسىتحواذ علىى شىركة
أخرى ،ولكن تتم عملية الدفع عن طريق األوراق المالية .وكمثال لهذه العمليىة ،نفتىرض أن سىعر سىهم الشىركة
( )xبلغ 36دوالر بداية شهر مارس ،وقررت هذه الشركة شراء أسهم الشركة ( )yوالتي كان سعر سهمها فىي
البورصة 118دوالر لنفس اليوم .ولتحقيق عمليـة المبادلة تقدمت الشركة ( )xبعرض عام لمبادلة أربعة أسىهم
من أسهم الشركة ( )xمقبل كل سهم من أسهم الشركة ( )yمما يعنىي مبادلىة مسىاهمي الشىركة ( )yللسىهم الىذي
قيمته حاليًا 118دوالر بأربعة أسهم من أسهم الشركة ( )xقيمة كل منها 36دوالر ،أي ما يعادل 144دوالر.
تسمح هذه العمليـة لمساهمي الشركىـة ( )yبتحقيىق ربىح بنسىبة % 82.5مقارنىة بىآخر تسىعير .وبمجىرد افتتىاح
العروض ،تعدل قيمة سهم الشركة ( )yبحسب شروط العرض ،فينتقل السعر من 118دوالر إلى 144دوالر.
و يتطور سىعر سىهم الشىركة ( )yطيلىة مىدة العىرض وفىق أسىعار أسىهم الشىركة ( )xنتيجىة العالقىة الثابتىة بىين
السهمين في عرض المبادلة العام ( )4/1في هذه الحالة .وتشبه هذه العملية العرض العام للشراء ،مىع فىرق فىي
كون شراء األسهم يتم بأسهم الشركة العارضة.
العرض العام للسحب Offre Publique de Retrait
يهـدف العـرض العـام للسحـب إلى إلغـاء سهـم مىا مىن التىداول فىي البورصىـة ،وتىتم عىـادة عقىب عمليىـة
العرض العىـام للشىـراء أو العىـرض العىـام للمبادلىـة وبالتالىـي الىتخلص مىن األوراق التىـي لىم يتىـم تسويتىـها فىي
العمليتيـن.
وتتم هذه العمليـة وفق شىـروط محىددة تتمثىل فىي نسبىـة األوراق المتبقيىـة فىي البورصىـة والتىي يجىب أن
تكـون أقل من % 5مع مصادقـة % 55من المساهميـن حتى تىتم عمليىـة السىحب 1.ويكىـون السعىـر المقتىـرح
على األسهـم المتبقيـة عـادة مساويا ً لسعـر عمليـة العرض العـام للشـراء أو العرض العام للمبادلة المقترح.
-إعادة شراء األسهم Offre Publique de Rachat
يتم اللجـوء إلى هذا اإلجراء من طرف مسيـري الشركـات في حالـة وجـود سيولـة غير مستخدمـة ،حيث
تقوم الشركىـة بىاقتراح علىى مساهميىـها إعىـادة شىـراء جىـزء مىن أسهمهىـم ،وتسمىـح هىذه العمليىـة بإعىـادة تقييىـم
أسعـار أسهـم الشركـة في البورصـة .وكمثـال لهـذه العمليـة ،نفتـرض أن شركـة تقتـرح علـى مساهميـها إعـادة
شراء % 5من األسهـم المتداولـة عن طريـق عرض عام إلعادة شـراء األسهم.
75
وهي آلية يتم من خاللها تجميع أوامر البيع والشراء في نظام موحد ،ويحدد العرض والطلب السعر
التوازني للورقة المالية .وما يميز طريقة أوامر السوق هو تأكد المستثمر من تنفيذ أوامره غير أن ما يعاب
عليها هو عدم التأكد من األسعار التي قد ينفذ بها األمر 1.ويستخدم هذا النوع من األوامر خاصة في البورصات
ا لتي تعتمد على التسعير المستمر ،ومن بين البورصات العالمية التي تتخذ هذا النظام كآلية لها نجد بورصات
نيويورك ،طوكيو وباريس .ويتم تزويد البورصة باألوامر إما عن طريق المناداة أو عن طريق تجميع األوامر
2
في نظام آلي.
أوامر المحددة للسعر Limit Orders
يتالءم هذا األمر مع السعر ،ويحد هذا األمر من المخاطر المترتبة عن التقلبات الحادة ويمنح ضما ًنا
أكبر ،كما أنه األمر األكثر استخدامًا .غير أن الصعوبة التي تعترض هذا النوع من األوامر هو إمكانية عدم
تنفيذه ،حيث قد ال يتم بلوغ السعر المحدد أو أن يتم تنفيذ األمر ولكن بشكل جزئي 3.وكمثال حول هذه الطريقة
ً
متجاوزا لسعر 48دوالر فلن يتم نفترض أنه تم تمرير أمر شراء سهم ما بسعر 48دوالر ،فما دام سعر السهم
تنفيذ أمر الشراء ،إلى أن يبلغ سعر السهم قيمـة األمر أو أقل منها ،وتمنح في هذا النوع من األوامر أفضلية
لألوامر القديمة مقارنة بغيرها من األوامر.
األوامر الخاصة
يتفرع عن األوامر المحىددة للسىعر وأوامىر السىوق أنىواع خاصىة مىن األوامىر يمكىـن إبىراز بعضىها علىى
النحو اآلتي:
أوامر األفضل
أوامر لكل األسعار
أوامر إيقاف الشراء Stop purchases Orders
أوامر إيقاف البيع Stop Orders Sells
أوامر الكل أو الشيء All or Nothing Orders
- طرق التسعير وعمليات التسوية اآلجلة في البورصة
تختلف طريقة تسعير األوراق المالية في البورصة بحسب سيولتها (الطلب والعرض عليها) ،أما تسوية
التعامالت فتتم بشكل فوري أو بصورة آجلة ،وفيما يلي عرضٌ لهاتين النقطتين:
-التسعير الثابت
يتم تطبيق تقنية التسعير الثابت Fixing Auctionsفي الحالة التي تكون فيها األوراق المالية ذات
سيولة قليلة حيث يتم تداول األسهم بحسب هذه التقنية مرة أو مرتين في اليـوم عن طريق تجميع أوامر البيع
والشراء الموجودة في دفتر األوامر Order Booksخالل الجلسة على أن يتم التداول في ساعات التسعير
الثابت.
-التسعير المستمر
محمد صالح الحناوي ،تحليل وتقييم األسهم والسندات ،مرجع سابق ،ص.83 1
2 Pierre Lamy, Les Bourses des Valeurs, Op. Cit., p.20
محمد صالح الحناوي ،تحليل وتقييم األسهم والسندات ،مرجع سابق،ص ص.84 -83. 3
76
أما إذا كانت تلك األوراق ذات سيولة مرتفعة فالتقنيــة المناسبــة هي التسعير المستمر Continuous
،Auctionsفيتم تداول األوراق المالية فيها على مدار اليوم 1.ويتم وفق هذه اآللية تجميع أوامر البيع والشراء
قبل افتتاح جلسة التداول في النظام اآللي للبورصة والذي يقوم بحساب سعر افتتاح نظري بحسب العرض
والطلب على األوراق المالية ،وال يتم في هذه الفترة التداول .وعند افتتاح جلسة التداول يتم التعامل خالل الجلسة
ما دامت أ وامر البيع والشراء تفد إلى البورصة ،وقبل إقفال الجلسة بدقائق يتم تجميع األوامر على أن ال يتم
تداول أي منها ،يتم بعد ذلك تحديد سعر نظري لإلقفال بحسب أوامر البيع وأوامر الشراء .وعند انتهاء جلسة
التداول يتم تحقيق التعامالت بسعر اإلقفال ،أما التعامالت التي لم تتم فترحل إلى جلسة اليوم الموالي ما لم
2
تنتهي مدة صالحية األوامر ،وتدرج في دفتر أوامر االفتتاح لليوم الموالي.
ويمكن للجنة القائمة على إدارة البورصة أن تقـوم بوقف التداول مؤقتا ً إذا ما رأت تقلبات حادة في
األسعار .ويسمح هذا اإلجراء بإعادة التوازن للسوق ،حيث يؤدي وصول أوامر جديدة في الدفتر دون تنفيذها
إلى بلوغ سعر توازني مقبول ،أي دخول تلك األسعار ضمن حيز التقلبات المسموح بها من طرف إدارة
البورصة 3.وعلى الرغم من سهولة إيقاف تسعير قيمة ورقة مالية ما من قبل إدارة البورصـة إال أن ذلك لن
يكون بشكل آلـي ،فبعض الظـروف الطارئـة قد تغير من تلك القواعد.
-التسوية اآلجلة
يتم تنفيذ الصفقات في البورصة إما عن طريق التسديد الفوري كما سبقت اإلشارة إليه في المبحث األول،
أو عن طريق التسديد اآلجل حيث تسمح هذه الطريقة باستفادة المستثمر من العديىد مىن الميىزات يمكىن إبرازهىا
فيما يأتي:
آلية القرض
التغطيــــة
البيع على المكشوف
آليات الترحيل
قائمة المراجع:
أوال :الكتب
1 Jack Glen, " International Comparison of Stock Trading Practices", World Bank, Working
Papers unpublished, February 1995, p.8.
2 Société abcbourse.com, Op. Cit.,
3محمد صالح الحناوي ،تحليل وتقييم األسهم والسندات ،مرجع سابق ،ص.82
77
.1ابىىو فخىىرة ،ناديىىة .صىىبح ،محمىىود .الحمىىوي ،شىىامل .األسووواق والمؤسسووات الماليووة ( ،القىىاهرة :دار
الحريري للطباعة.)8006 ،
.8أحمد البطريق ،يوسف .السياسات الدولية في المالية العامة ،الطبعىة( ،8اإلسىكندرية :الىدار الجامعيىة،
.)1555
.3ادنىىوراس ،عىىاطف .أسووواق األوراق الماليووة :بووين ضوورورات التحووول االقتصووادي والتحريوور المووالي
ومتطلبات تطويرها( ،اإلسكندرية :دار الفكر الجامعي.)8006 ،
.4بسام الحجار ،العالقات االقتصادية الدولية( ،بيروت :المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،
.5البيالوي ،حازم .النظرية النقدية ،مقدمة إلى نظرية االقتصاد التجميعوي( ،الكويىت :مطبوعىات جامعىة
الكويت.)1571 ،
.6حسن السيسي ،صالح الدين.الموسوعة المصرفية العلمية والعملية ،الجزء األول( ،القاهرة :مجموعىة
النيل العربية.)8011 ،
.7حسىىن ،علىىي شىىريف .دليلووك العملووي لالسووتثمار فووي البورصووـة( ،مصىىر :الهيئىىة العامـىىـة لىىدار الكتىىب
والوثائق.)8006 ،
.2الحناوي ،محمد الصالح .سلطان ،إبراهيم .العبد ،جىالل .تحليول وتقيويم األوراق الماليوة( ،اإلسىكندرية:
الدار الجامعية.)8008 ،
.5الحناوي ،محمد صالح .تحليل وتقييم األسهم والسندات( ،اإلسكندرية :الدار الجامعية.)1552 ،
.10حنفي ،عبد الغفار .أساسيات التمويل واإلدارة الماليــة( ،اإلسكندرية :الدار الجامعية.)8001 ،
.11حنفـىىىـي ،عبىىىد الغفىىىار .االسوووتثمار فوووي األوراق الماليـوووـة :أسوووهم ،سوووندات ،وثائــوووـق االسوووتثمار( ،
اإلسكندرية :الدار الجامعية.)8007 ،
.18حنفي ،عبد الغفار .ريقص ،رسمية .أسواق المال( ،اإلسكندرية :الدار الجامعية.)8000 ،
.13حنفىىي ،عبىىد الغفار.قريىىاقص ،سىىمية .إسىىماعيل ،السىىيدة عبىىد الفتىىاح .االسووتثمار فووي األوراق الماليووة،
(جامعة اإلسكندرية :قسم إدارة األعمال.)8002 ،
.14الخضىىيري ،محسىىن .كيووف تووتعلم البورصووة فووي 32سوواعة ،ط( ،8.القىىاهرة :إيتىىراك للنشىىر والتوزيىىع،
.)1555
.15ديفيىىد سىىون ،الكسىىندر .المضوواربة فووي البورصووة -التعووامالت التجاريووة ،التحليوول الفنووي ،المراهنووة علووى
الفروق المالية ،-إعداد الترجمة بدار الفاروق ( ،القاهرة :دار الفاروق لنشر والتوزيع.)8006 ،
.16زكي ،رمزي .التاريخ النقدي للتخلف ،الطبعة السابعة ( ،بيروت :دار النهضة العربية ،بدون تاريخ).
.17الشىىمري ،نىىاظم .البيىىاتي طىىاهر فاضىىل .صىىيام ،أحمىىد زكريىىاء .أساسوويات االسووتثمار العينووي والمووالي،
(عمان :دار وائل.)1555 ،
.12صبح ،محمد .التحليل المالي واالقتصادي لألسواق المالية ،الطبعة الثالثة( ،عىين شىمس :عىالم الكتىب،
.)8000
.15عبىىد السىىالم محمىىد ،طىىارق محمىىود .صووناديق التمويوول العربيووة :األداء والطموحووات( ،القىىاهرة :جامعىىة
حلوان.)8000 ،
.80عبىىد المجيىىد ،عبىىد المطلىىب .النظريووة االقتصووادية - ،تحليوول جزئووي وكلووي للمبووادئ( -القىىاهرة :الىىدار
الجامعية ،مصر.)8000 ،
.81عجمية ،محمد عبد العزيىز .شىيحة ،مصىطفى رشىدي .النقوود والبنووك والعالقوات االقتصوادية الدوليوة،
(اإلسكندرية :الدار الجامعية.)1555 ،
.88العربيد ،عصام فهد .االستثمار في بورصات األوراق الماليـــة :بين النظريـــــة والتطبيـوـق ( ،دمشىق:
دار الرضا للنشر.)8008 ،
.83عطوان ،مىروان .األسوواق النقديوة والماليوة .البورصوات ومشوكالتها فوي عوالم النقود والموال ،الجىزء
األول( ،الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية.)1526 ،
.84الغزالي ،عبد الحميد .اقتصاديات النقود والبنوك( ،القاهرة :دار النهضة العربية.)1527 ،
72
.85فهد العربيد ،عصام .االستثمار في بورصات األوراق المالية :بين النظرية والتطبيق( ،دمشىق :دار
الرضا للنشر.)8008 ،
.86فيىىاض ،عطيىىة .سوووق األوراق الماليووة فووي ميووزان الفقووه اإلسووالمي( ،القىىاهرة :دار النشىىر للجامعىىات،
.)1552
.87الكردي ،منال ،العبد ،جالل ،مقدمة في نظم المعلومات اإلدارية -النظرية ،األدوات ،التطبيقات-
.82البنا ،محمد .أسواق النقد والمال :األسس النظرية والعلمية( ،اإلسكندرية :زهراء الشرق.)1556 ،
.85مجيد الموسوي ،ضياء.االقتصاد النقدي( ،اإلسكندرية :مؤسسة شباب الجامعة .)8000،
.30محمد شهاب ،مجدي .الوحدة النقدية األوروبية ،اإلشكاليات المحتملة علوى المنطقوة العربيوة( ،مصىر:
دار الجامعة الجديدة للنشر.)1552 ،
.31محمد عزت ،غزالن .اقتصاديات النقود والمصارف( ،بيروت :دار النهضة.)8008 ،
.38محمد هاشم ،إسماعيل .مذكرات في النقود والبنوك( ،بيروت :دار النهضة العربية.)1556 ،
.33محمود شهاب ،مجـدي .اقتصاديـات النقـود والمـال :النظريـة والمؤسسات النقديـة( ،اإلسكندريـة :دار
الجامعة الجديدة للنشر.)8000 ،
.34المهيلمي ،عبد المجيد .أداة النجاح في البورصة :التحليل الفني لألسواق الماليوة ،دليول شوامل لتحقيوق
األرباح في المضاربة واالستثمار ،تقىديم :حىازم البىيالوي ،الطبعىة الخامسىة( ،عمىان :الىبالغ للطباعىة
والنشر والتوزيع.)8006 ،
.35نجيب ،نعمة هللا .وآخرون ،مقدمة في اقتصىاديات النقىود والمصىرفة والسياسىات النقديىة( ،اإلسىكندرية:
الدار الجامعية.)8001 ،
.36هاشم ،حيدر.أزمة الدوالر( ،بيروت :المؤسسة العربية للدراسات والنشر.)1571 ،
.37هندي ،منير إبراهيم .إدارة المنشآت المالية وأسواق المال( ،اإلسكندرية :منشأة المعارف.)8006 ،
.32هندي ،منير إبراهيم .أساسيات االستثمار في األوراق المالية( ،اإلسكندرية :منشأة المعارف.)1555 ،
.35هندي ،منير إبراهيم .األوراق المالية وأسواق المال( ،اإلسكندرية :المعارف.)8007 ،
.40هنىدي ،منيىر إبىىراهيم .سلسولة الفكور الحووديث فوي مجووال اإلدارة الماليوة ( :)0الفكور الحووديث فوي مجووال
االستثمار( ،اإلسكندرية :منشأة المعارف.)1555 ،
.41يىونس ،محمىود .مقدمووة فوي النقووود وأعموال البنووك واألسووواق الماليوة( ،اإلسىىكندرية :الىدار الجامعيىىة،
.)8003
حداد ،إلياس .الشيخ على سمير " .المقايضة " ،الموسوعة العربية -العلوم القانونية واالقتصادية- .1
المجلد التاسع عشر ،صفحة البحث من المجلد ،854 .على الموقعhttp://www.arab-:
ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=14918
&m=1
حسن ،موفق سيد.التطورات الحديثة للنظرية والسياسة النقدية -مفهوم النقود والطلب عليه ،في مجلة .8
جامعة دمشق ،المجلد األول ،العدد األول( ،دمشق :منشورات جامعة دمشق)1555 ،
زكي ،فوزي ".المخاطـر الناجمـة عن عولمة األسواق المالية " ،في مجلة دراسـات اقتصـادية ،العـدد .3
الثانـي( ،الجزائـر :دار الخلدونية.)8000 :،
زيدان ،أكرم " .سيكولوجيــة المال" ،في مجلة " سلسلة عالم المعرفــة" ،الكويت ،العدد ،351مايو .4
.8002
75
.5صالحي ،صالح " ،أدوات السياسة النقدية والمالية المالئمة لترشيد دور الصيرفة اإلسالمية" ،في
الموقع: على ،3102 مارس العدد العالمية، اإلسالمي االقتصاد مجلة
http://www.giem.info/article/details/ID/43#.U1hJ5s69OKk
.6غورالر ،اوكار( " .)Okar Gurlerانعكاسات العملة األوروبية الموحدة "اليورو" على اقتصاديات
البلدان األعضاء في منظمة المؤتمر اإلسالمي" ،في مجلة التعاون االقتصادي بين الدول اإلسالمية،
المجلد الرابع والعشرون(أنقرة :مركز األبحاث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية والتدريب بين
الدول اإلسالمية.)8003 ،
.7قبالن ،حسين " .مؤشرات سوق األوراق المالية -دراسة حالة سوق دمشق لألوراق المالية " ،في مجلة
العلوم االقتصادية والتسيير ،العدد ( ، 11الجزائر :جامعة عباس فرحات -سطيف ،كلية العلوم
االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير.)8011 ،
.2المحنىىىىىك ،هاشىىىىىم حسىىىىىين ناصىىىىىر .موسىىىىىوعة المصىىىىىطلحات اإلداريىىىىىة واالجتماعيىىىىىة واالقتصىىىىىادية
والتجارية ،على الموقعhttp://encyc.reefnet.gov.sy/?page=entry&id=237467:
http://www.ibtesama.com/vb/showthread- الموقع: على االبتسامة، .5مجلة
_108804.htmlhttp://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_108804.htmlالتطور
التاريخي للبنوك.
.10الموسوعة البريطانية على الموقع:
،http://www.britannica.com/EBchecked/topic/245848/Sir-Thomas-Gresham
.11الوعي العدد ،818السنة التاسعة عشر ،تشرين أول 4002م ،على الموقع:
.18ويكيبيديا ،الموسوعة الحرة ،على الموقع:
تقي_ الدين_المقريزي www.wikipedia.org/wiki/
.1البخيىىىىىىت ،محمىىىىىىود ".الووووووورق النقوووووودي اإللزاموووووووي وأثووووووره فووووووي األزمووووووة الماليووووووة العالميوووووووة"،
على الموقع.iefpedia.com :
.8مدونة االقتصاد بعيون الخبراء ،وظائف النقود وخصائصها ،على الموقع:
،http://iraq56.blogspot.com/2012/10/blog-post_2196.htmlصفحة ،النقود والبنوك.
.2شاهين ،علي عبد هللا .نظم الدفع االلكترونية ومخاطرها ووسائل الرقابة عليها ،دراسة تطبيقية على
بنك فلسطين ،على الموقع:
نظم الرقابة-على وسائل الدفع اإللكترونية-ومخاطرها .،site.iugaza.edu.ps/.../ -
.1نعمون ،وهاب ".النظم المعاصرة لتوزيع المنتجات المصرفية وإستراتيجية البنوك ،ملتقى المنظومة
المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية-واقع وتحديات" ،-كلية العلوم اإلنسانية والعلوم
االجتماعية ،جامعة الشلف ،الجزائر ،يومي 41و 41ديسمبر ،4001ص.244
.5محمد رجح ،رانيا عند المنعم .دور األدوات الكمية للبنك المركزي في فعالية السياسة النقدية (مع
دراسة الحالة المصرية في ظل القانون الجديد للبنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد) ،رسالة
مقدمة للحصول على درجة ماجستير في االقتصاد ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة القاهرة (غ م)
.)8005
.6الوظائفي ،مازن محمد نجيب" .دور التشريعات في تطوير أسواق األوراق المالية وتشجيع االستثمار"،
ورقة عمل مقدمة خالل مؤتمر االستثمار في إقليم الشمال في وآفاق تطويره ،عمان 5-4 :مايو
.1552
20
.7زهرة ،شادي احمد .صناديق االستثمار ودورها في تنشيط االستثمار في سوق األوراق المالية،
دراسة التجربة المصرية وإمكانية االستفادة منها في سورية ،أطروحة الدكتوراه( ،جامعة دمشق:
كلية االقتصاد.)8010 ،
.2الشيخ ،فهمي مصطفى .التحليل المالي( ،رام هللا – فلسطين ،)8002 ،SME Financial :على
الموقعwww.kutub.info_ 3609 . :
.1جامعة دمشق ،كلية االقتصاد ،االقتصاد النقدي ( ،دمشق :منشورات جامعة دمشق.)8010 ،
.2طارق محمد خليل األعرج ،مقرر اقتصاديات النقود والبنوك ،الدراسات العليا -قسم الدكتوراه،
(األكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك :كلية االقتصاد) على الموقع:
.3مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا( " ،)GAFIM0ANتقرير التطبيقات
حول :طرق الدفع عبر الحدود -الحالية والناشئة – وإمكانية استغاللها في عمليات غسيل األموال
وتحويل اإلرهاب" .8007 ،على الموقع.www.fiu.gov.om/files/TCBArabic.pdf :
.4النقد والقرض( ،الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الجريدة الرسمية ،عدد 58الصادرة
بتاريخ .)8003/02/87
.5صووندوق النقوود العربووي ،التقريىىر السىىنوي ،8008أبىىوظبي ،أبريىىل ،8003ص ،80 .متىىوفر عبىىر شىىبكة
االنترنيت على الموقع:
http://www.amf.org.ae/vArabic/storage/other/ECONOMIC%20DEPT/ANNU
AL%20REPORT/Annual-Arb-Rprt-2002.pdf.
http://www.4shared.com/file/LCC8-_d1/E-Comerce_1.html .1
http://www.eshamel.net/vb/t19133.htm .8
www.alshamsi.net/friends/b700th/buss_agric/yoro_system.htlm .3
www.ar.wikipedia.com .4
www.cte.univ-setif.dz/coursenligne/kebout.abderzak/cha1.2.1.htm
www.ICN.com/ar/studies/2011/10/18/ .5الذهب/الدوالر
www.kau.edu.sa/Files/0003513/Subjects/part4.doc .6
..www.univsul.org/
.7عاشور فني ،السياسة النقدية وأدواتها ،على الموقع:
.8عبد الرزاق ،كبوط :.النظرية النقدية دروس على الخط ،جامعة الحاج لخضر -باتنة -الجزائر،
الموقعhttp://emacroeconomics.blogspot.com/2010/11/blog-:
post_19.htmhttp://emacroeconomics.blogspot.com/2010/11/blog-post_19.html
www.elbassair.net .5
أوال :الكتب
21
1. Bernard, Y. et Colli, J.C.: Dictionnaire économique et Financier ; 3éme : ed.,
Edition du Seuil, 1984.
2. Defosse, Gaston. Balley, Pierre. La bourse des valeurs, (Alger: Edition
Bochene, 1993).
3. Galesne, Alain. Le Financement de l'Entreprise (I),(Rennes: Editions du
Cerefia, 996/1999).
4. Jacquilla, Bernard. Solnik, Bruno. Marchés Financiers : Gestion de
Portefeuille et des Risques, Paris : Dunod, 1997.
5. John,J Murphy.. Technical Analysis of the Future Markets. New York, NY,
New York Institute of Finance. Prentice-Hall. 1986.
6. Kegely, Charles William. Blanton, Shannon L. World Politics Trend and
Transformation, ( U. S. A.: WADSWORTH CENAGE Learrning, Boston,
2010).
7. Kohn, Meir. " Financial Institutions & Markets ", (United States: McGraw
Hill, Inc. 1994).
8. MARIE DELAPLACE, Monnaie et financement de l’économie, Dunond,
Paris, 2003.
9. Robert D, Edwards. & Magee, John. Technical Analysis of Stock Trend,(
Boston, MA: John Magee, Inc., 1981).
الهيئات والمنظمات:ثانيا
28
8. Société d’information Financière, Comprendre la bourse, , Web Page :
9. Société financière internationale, " ÉCHAPPER À LA PAUVRETÉ : Le
rôle de l’entreprise privée dans les pays en développement ", Washington,
D.C, 2000.
10.Technical Cooperation Department, Implications of economic policy for
food security - a training manual, on cite:
http://www.fao.org/docrep/004/x3936e/x3936e13.htm, .
11.World Bank, " World Development Indicators 2001 ", p. 280, available
through world bank’s Internet, Web site at:.
http://www.worldbank.org/data/wdi2001/statesmkts.htm
12. World Federation of Exchange, "2002 IOMA Annual Survey", Paris, May
2003:
WebSite:http://www.fibv.com/WFE/showdoc.asp?document_id=1699&docu
ment=..%2Fpublications%2F2002+IOMA+Market+Survey%2Epdf.
13.World Federation of Exchanges, annual report, 2001, Paris: March 2002,
p.85, available through W.F.E's Internet Web site at:
http://www.fibv.com/WFE/ annuelreport+2001+%28part+1%29%2Epdf.
14.www.ao-academy.org/docs/eqtisadiyat01062011.doc.
www.comprendrebourse.com./brookers/htlm.
15. www.unectad.org/gds/dfsb/5td/b/com.2/em.4/2
الرسائل والبحوث:ثالثا
الدوريات:رابعا
1. Baumol, William J. and Tobin, James (1989), "The Optimal Cash Balance
Proposition: Maurice Allais' Priority", Journal of Economic Literature,
September, Vol. 27, No. 3, pp. 1160–1162.
http://www.jstor.org/stable/2726778
2. Baumol, William J., (1952), “The Transactions Demand for Cash: An
Inventory Theoretic Approach”, Quarterly Journal of Economics,
November, vol. 66, pp. 545–556.
23
3. Mark Vakkur, “Moving Average Convergence/Divergence” Technical
analysis of Stock & commodity magazine California, volume 15, April
2002.
4. Mohab NABIL, “ Projected Fibonacci Targets” Technical analysis of
Stock & commodities magazine, California, volume 20. May 2002.
5. Ross Levine, “super of stock market”, in Finance & Development, Vol.
33, N°1. Mars 1996.
6. Tobin, James, (1956), “The Interest Elasticity of the Transactions Demand
for Cash”, Review of Economics and Statistics, August, vol. 38, no. 3,
pp. 241–247.
7. Wanis Fraag Abdelaal, " The Role of the Financial Institution In
Promoting Capital Flows and Investment ", Journal of the Gulf and
Arabian Peninsula Studies, Academic Publication Council-Kuwait
University, Vol. XXIV, N°. 94, (1999).
البحوث والدراسات:خامسا
مواقع االنترنت:سادسا
24
25