You are on page 1of 19

‫اللغـة العـربية‬

‫التوحيد‬
‫(المستوى الرابع)‬

‫إعداد وتنسيق‬
‫قسم التعليم بالمكتب‬

‫توزيع المنهج على أسابيع الدراسة‬


‫الجاليات‬ ‫للدعوة واإلرشاد وتوعية‬
‫مدة الدراسة‬ ‫الموضوع‬
‫المكتب التعاوني‬
‫األسبوع‬
‫‪ 45‬دقيقة‬
‫بالربوة‬
‫التوسل (‪)1‬‬ ‫‪1‬‬
‫ص‪.‬ب ‪ 29465‬الرياض ‪ -11457‬هاتف ‪ – 4916065 -4454900‬ناسوخ‬
‫‪4970126‬‬
‫الموقع على الشبكة ‪ - www.islamhouse.com‬البريد اإللكتروني ‪rabwah@islamhouse.com‬‬
‫‪2‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫التوسل (‪)2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫السحر والكهانة والعرافة (‪)1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫السحر والكهانة والعرافة (‪)2‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫أحياء وأمواتاً‬
‫التبرك باألماكن واآلثار واألشخاص ً‬ ‫‪5‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الحكم بغير ما أنزل اهلل (‪)1‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الحكم بغير ما أنزل اهلل (‪)2‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الحكم بغير ما أنزل اهلل (‪)3‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫اإلختبار النصف فصلي‬ ‫‪9‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الوالء والبراء (‪)1‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الوالء والبراء (‪)2‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الوالء والبراء (‪)3‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫االستهزاء بالدين‬ ‫‪13‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫نماذج من الفرق الضالة (‪)1‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫نماذج من الفرق الضالة (‪)2‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫التوسل (‪)1‬‬ ‫األسبوع األول‬

‫التوسل في اللغة ‪ :‬مأخوذ من الوسيلة ‪ ،‬والوسيلة والوصيلة والتوسل والتوصل معناهما متقارب ؛ ألن السين والصاد دائماً‬
‫يم[ سورة الفاتحة ‪ ، 6 :‬ويقرأ ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط ال ُْم ْستَق َ‬‫الص َرا َ‬
‫يتناوبان ‪ ،‬يعني أحدهما يستعير مكان من اآلخر ‪ ،‬ولهذا يقرأ قوله تعالى ‪ْ ] :‬اهدنَا ّ‬
‫ين َأْن َع ْم َ‬
‫ت‬ ‫صرا َ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ط الّذ َ‬ ‫يم * َ‬ ‫ط ال ُْم ْستَق َ‬
‫الص َرا َ‬
‫يم[ بالسين ‪ ،‬وكالهما قراءة سبعية فيجوز أن تقرأ ‪ْ ] :‬اهدنَا ّ‬‫ط ال ُْم ْستَق َ‬
‫الس َرا َ‬
‫] ْاهدنَا ّ‬
‫َعلَْي ِه ْم[ سورة الفاتحة ‪. 7-6 :‬‬
‫وهو على نوعين ‪:‬‬
‫فالتوسل معناهما متقارب ج ّدا ‪.‬‬

‫‪2‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪3‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫والوسيلة هي السبب الموصل إلى المقصود ‪.‬‬
‫النوع األول ‪ :‬عبادة يراد بها التوصل إلى رضوان اهلل والجنة ‪ ،‬ولهذا نقول جميع العبادات وسيلة إلى النجاة من النار ودخول‬
‫الجنة‪.‬‬
‫النوع الثاني ‪ :‬من الوسيلة ‪ :‬فهو ما يتخذ وسيلة إلجابة الدعاء وهو أقسام ‪:‬‬

‫القسم األول ‪ :‬التوسل إلى اهلل تعالى بأسمائه سواء كان باألسماء على سبيل العموم أو باسم معين منها ‪.‬‬
‫فمثال األول التوسل باألسماء على سبيل العموم ما ثبت في الحديث الصحيح عن ابن مسعود ‪ t‬في دعاء الهم والغم‬
‫‪ ( :‬اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ‪ ،‬ناصيتي بيدك ‪ ،‬ماضي في حكمك ‪ ،‬عدل في قضاؤك ‪ ،‬أسألك اللهم بكل‬
‫أسم هو لك سميت به نفسك ‪ ،‬أو أنزلته في كتابك ‪ ،‬علمته أحد من خلقك ‪ ،‬أو استأثرت به في علم الغيب عندك‬
‫أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ‪ ،‬ونور صدري ‪ ،‬وجالء حزني ‪ ،‬وذهاب همي وغمي ) ‪.‬‬
‫والشاهد من الحديث قوله ‪( :‬بكل أسم هو لك) ‪ .‬ونقول نحن اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى ‪ ،‬ودليل هذا‬
‫ْح ْسنَ َى فَا ْدعُوهُ بِ َها[ سورة األعراف ‪. 180:‬‬ ‫ِ‬
‫األس َمآءُ ال ُ‬
‫القسم قوله تعالى ‪َ ] :‬وللّه ْ‬
‫أما الثاني وهو التوسل باسم خاص فمثل أن تقول ‪( :‬يا غفور اغفر لي يا رحيم ارحمني ‪ ،‬اللهم إنك عفو تحب العفو‬
‫فاعف عني ) ‪ .‬وهذا توسل باسم لكنه خاص ‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬التوسل إلى اهلل تعالى بصفاته سواء كان ذلك على سبيل العموم أو بصفة خاصة ‪ ،‬ومن الصفات األفعال‬
‫‪ ،‬فإن األفعال صفات ‪ ،‬مثال ذلك أن تقول ‪( :‬اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا) وهذا التوسل‬
‫صحيح ‪ ،‬والتوسل بالصفات يكون كذلك عاما ‪ ،‬ويكون خاصا فمثال العام ما ذكرته آنفاً ‪ ،‬ومثال الخاص ‪( :‬أعوذ‬
‫بعزة اهلل وقدرته من شر ما أجد وأحاذر) فهنا توسل بصفة من صفات اهلل ‪. U‬‬
‫ومن التوسل باألفعال ‪( :‬اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم )‪ .‬فأنت‬
‫يمن بصالته على محمد وعلى آل محمد ‪.‬‬
‫من بصالته على إبراهيم وعلى آل إبراهيم أن َّ‬
‫تسأل اهلل الذي َّ‬

‫القسم الثالث‪ :‬التوسل إلى اهلل تعالى باإليمان به‪ ،‬أي أن يتوسل اإلنسان إلى اهلل تعالى باإليمان به وبرسوله فيقول‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِإ ِ‬
‫ض‬ ‫األر ِ‬
‫الس َم َاوات َو ْ‬ ‫اللهم بإيماني بك وبرسولك أسألك كذا وكذا‪ .‬فيصح هذا‪ ،‬ودليله قوله تعالى‪ّ ] :‬ن في َخل ِْق ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوا ْختالَف الل ّْي ِل َوالّن َها ِر[ سورة البقرة ‪ 164 :‬إلى أن قال‪ّ ] :‬ر ّبنَآ ِإّننَآ َسم ْعنَا ُمنَادياً ُينَادي لِإل َيمان َأ ْن آمنُواْ بَِربّ ُك ْم فَ َ‬
‫آمنّا َر ّبنَا‬
‫وبنَا َو َك ّف ْر َعنّا َسيَّئاتِنَا[ سورة آل عمران ‪ 193 :‬أي فبسبب إيماننا برسولك فاغفر لنا‪ ،‬فجعلوا اإليمان به وسيلة‬ ‫ِ‬
‫فَا ْغف ْر لَنَا ذُنُ َ‬
‫للمغفرة‪.‬‬
‫فالتوسل باإليمان باهلل‪ ،‬واإليمان برسوله ‪ ، r‬والتوسل بمحبة اهلل‪ ،‬ومحبة رسوله ‪ r‬جائز‪ ،‬ألن اإليمان باهلل سبب‬
‫موصل للمغفرة‪ ،‬ومحبة اهلل ورسوله سبب موصل للمغفرة فصح أن يتوسل إلى اهلل تعالى به ‪.‬‬

‫القسم الرابع‪ :‬التوسل إلى اهلل تعالى بحال الداعي أي أن يتوسل الداعي إلى اهلل بحاله وال يذكر شيئا مثل أن يقول‪" :‬اللهم إني‬
‫أنا الفقير إليك‪ ،‬اللهم إني أنا األسير بين يديك " وما أشبه ذلك‪ ،‬والدليل على ذلك قول موسى عليه الصالة والسالم‬

‫‪3‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪4‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫َي ِم ْن َخ ْي ٍر فَِق ٌير[ سورة القصص ‪ ، 24 :‬ولم يذكر شيئا‪.‬‬ ‫َأنزل َ ِإ‬
‫ْت ل ّ‬
‫ِ‬
‫ب ِإنّي ل َمآ َ‬
‫حين سقى للمرأتين ثم تولى إلى الظل فقال‪َ ] :‬ر ّ‬
‫ووجه هذه اآلية أن حال الداعي إذا وصفها اإلنسان فإنها تقتضي الرحمة واللطف واإلحسان ال سيما إذا كانت بين‬
‫يدي أرحم الراحمين جل وعال‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫التوسل (‪)2‬‬ ‫األسبوع الثاني‬

‫والقسم الخامس ‪ :‬التوسل بدعاء من ترجى إجابة دعائه ‪ ،‬ودليل ذلك ما ثبت في مسلم أن النبي ‪ ، r‬كان يخطب الناس يوم‬
‫الجمعة فدخل رجل فاستقبل النبي ‪ ، r‬وقال ‪ :‬يا رسول اهلل هلكت األموال ‪ ،‬وانقطعت السبل فادع اهلل يغيثنا‪ ،‬فرفع‬
‫النبي ‪ ، r‬يديه ثم قال ‪( :‬اللهم أغثنا‪ ،‬اللهم أغثنا ‪ ،‬اللهم أغثنا) ‪ -‬ثالث مرات‪ .-‬قال أنس بن مالك‪( :‬واهلل ما نرى‬
‫في لس ماء من س حاب وال قزع ة) ‪ -‬والقزعة هي القطعة الص غيرة من الغيم ‪ ،‬وما بيننا وما بين س لع من بيت وال دار‬
‫وسلع جبل بالمدينة تأتي من نحوه السحاب قال فخرجت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت‬
‫ثم أمطرت فما نزل النبي ‪ ، r‬من منبره إال والمطر يتحادر من لحيته ‪.‬‬
‫القسم السادس‪ :‬التوسل إلى اهلل بالعمل الصالح‪ .‬وهو أن يذكر اإلنسان بين يدي دعائه عمالً صالحا يكون سبباً في حصول‬
‫المطلوب ‪ ،‬ومثاله قصة الثالثة الذين حدث عنهم الرسول ‪ ، r ،‬ثالثة من بني إسرائيل أواهم المبيب إلى غار؟‬
‫فدخلوا الغار فأراد اهلل ‪ U‬بحكمته أن تنطبق عليهم صخرة ابتالء وامتحاناً وعبرة لعباده انطبقت عليهم الصخرة‬
‫فأرادوا أن يدفعوها فعجزوا فقال بعضهم لبعض إنه ال يخرجكم من ذلك إال أن تتوسلوا إلى اهلل تعالى بصالح‬
‫أعمالكم‪ ،‬فتوسلوا إلى اهلل بصالح أعمالهم فقال أحدهم‪ :‬اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت ال أغبق‬

‫‪4‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪5‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫قبلهما أهالً وال ماالً ‪ ،‬فأبي آتي طلب الشجر يوماً… عليهما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أغبق أحداً قبلهما‪ ،‬فبقى‬
‫اإلناء على يدي حتى برق الفجر‪ ،‬ثم استيقظا فسقيتهما‪ ،‬اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فاصرف عنا ما‬
‫نحن فيه ‪ ،‬أو فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة قليالً لكنهم ال يستطيعون الخروج‪.‬‬
‫أما الثاني‪" :‬فذكر أن له ابنة عم وكان يحبها حباً شديداً فأرادها على نفسها فأبت‪ ،‬ثم إنه في سنة من السنوات ألمت‬
‫بها الحاجة فجاءت إليه تطلب دفع حاجتها فأعادها إال أن تمكنه من نفسها‪ -‬هي للضرورة مكنته من نفسها ‪ -‬فلما‬
‫جلس منها مجلس الرجل من امرأته قالت له‪ :‬يا هذا اتق اهلل‪ ،‬وال تفض الخاتم إال بحقه‪ -‬فهذه كلمة عظيمة مؤثرة ‪-‬‬
‫قال‪ :‬فقمت عنها وهي أحب الناس إلي ‪ -‬يعني ما تركتها رغبة ألني ال أريدها لكنه تركها خوفا من اهلل ‪ U‬حين ذكر‬
‫به‪ -‬وأعطاها حاجتها" فجمع هذا الرجل بين كمال العفة والصلة‪ ،‬قال‪" :‬اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك‬
‫فافرج عنا ما نحن فيه‪ ،‬فانفرجت الصخرة إال أنهم ال يستطيعون الخروج "‪.‬‬
‫أما الثالث‪ :‬فذكر أن له أجراء‪ -‬يعني أناس استأجرهم‪ -‬وأعطى كل واحد منهم أجره‪ ،‬إال واحداً لم يعطه أجره‪ ،‬فنماه‬
‫له‪ ،‬وصار فيه إبل وغنم وبقر ورقيق حتى جاء العامل يطلب أجره فقال له كل ما ترى من اإلبل والغنم والرقيق كله‬
‫لك ‪ ،‬فقال له األجير‪ :‬اتق اهلل‪ ،‬ال تستهزئ بي ‪ ،‬فقال‪ :‬ال أستهزئ بك هذه أجرتك ‪ ،‬فأخذها األجير وذهب بها كلها‬
‫فهذه المعاملة والوفاء التام من هذا الرجل ؛ ألنه من الممكن أنه إذا جاء يطلب أجره أن يعطيه أجره وينتهي ‪ ،‬لكن‬
‫ألمانته ووفائه أعطاه كل ما نماه أجره‪ ،‬قال‪ :‬اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه ‪،‬‬
‫فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون‪.‬‬
‫فلو قال قائل اللهم إني أسألك ببر والدي أن توفقني لبر أوالدي بي ‪ ،‬فهذا توسل صحيح ؛ وهو توسل بالعمل‬
‫الصالح‪.‬‬

‫أما القسم الذي ال يجوز أن تتوسل إلى اهلل تعالى به فهو ما ليس بوسيلة ني الواقع مثل أن تتوسل بالنبي‪ ، r ،‬بذاته ‪ ،‬أو أن‬
‫تتوسل بجاه النبي‪ ، r ،‬ألن ذلك ال ينفعك أنت‪ ،‬فجاه الرسول‪ ، r ،‬ومنزلته عند اهلل ينتفع بها الرسول ‪ ، r،‬نفسه ‪ .‬أما أنت‬
‫فليس لك فيها منفعة وكذلك ذاته من باب أولى‪.‬‬
‫ويدل على أن التوسل بالنبي‪ ، r ،‬اآلن ليس بصحيح أن الصحابة قحطوا في عهد عمر بن الخطاب ‪ t‬فخرج يستسقي بهم‬
‫فقال‪ :‬اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا ‪ -‬والصحابة يتوسلون بنبيهم بدعائه‪ -‬وإنا نستشفع إليك بعم نبينا فاسقنا فيقوم‬
‫العباس بن عبد المطلب ويدعو اهلل تعالى بالسقيا فيسقون‪ .‬وهذا دليل على معنى التوسل بالنبي‪ ، r ،‬الوارد عن الصحابة أن‬
‫معناه أنهم يتوسلون بدعائه ال بذاته‪.‬‬
‫أما توسل المش ركين بأص نامهم وأوث انهم وتوسل الج اهلين بأولي ائهم فهو توسل ش ركي ‪ ،‬ال نق ول توسل ب دعي بل هو توسل‬
‫شركي ‪ ،‬وال يصح أن نسميه توسالً بل هو شرك محض‪.‬‬
‫ألن هؤالء المتوسلين يدعون من يزعمون أنهم وسيلة‪ ،‬يأتي الرجل إلى من يزعمه ولياً ويقول يا ولي اهلل أنقذني‪ -‬بهذا اللفظ‪-‬‬
‫يا آل البيت آنقذوني‪ ،‬يا نبي اهلل أنقذني‪ ،‬فهذا ال يصح أن نسميه وسيلة ولكن نسميه شركا ؛ ألن دعاء غير اهلل شرك في‬

‫‪5‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪6‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫ض ّل ِم ّمن يَ ْدعُو‬
‫الدين وسفه في العقل ؛ شرك في الدين ألنهم اتخذوا شريكا مع اهلل‪ ،‬وسفه في العقل ألن اهلل يقول‪َ ] :‬و َم ْن َأ َ‬
‫َى َي ْوِم ال ِْقيَ َام ِة َو ُه ْم َعن ُد َعآِئِه ْم غَافِلُو َن[ سورة األحقاف ‪. 5 :‬‬ ‫ِمن ُد ِ‬
‫ون الل ِّه َمن الّ يَ ْستَ ِج ُ ِإ‬
‫يب لَهُ ل َ‬
‫ِ‬ ‫ويوم القيامة ال ينفعونهم ]وِإ َذا ح ِشر النّاس َكانُواْ ل َُهم َأ ْع َدآء و َكانُواْ بِ ِعب َ ِ‬
‫ين[ سورة األحقاف ‪ 6 :‬فوصف اهلل هذه المدعوات‬ ‫ادت ِه ْم َكاف ِر َ‬‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫بأنها عاجزة ال يستجيبون أبداً لو دعوهم إلى يوم القيامة‪ ،‬وبأنها غافلة ال تدري من يدعوها وال تحس بشيء من ذلك‪ ،‬وبأنه‬
‫إذا كان يوم القيامة وهو وقت الحاجة الحقيقية إذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ؛ كدعاء األولياء‬
‫واألصنام وما أشبهها‪.‬‬
‫ِ‬
‫آخ َر الَ ُب ْر َها َن لَهُ بِ ِه فَِإ نّ َما ح َسابُهُ‬
‫فال يصح أن نقول إنها وسيلة بل هو شرك أكبر مخرج عن الدين‪َ ] :‬و َمن يَ ْدعُ َم َع الل ِّه ِإلَ َـها َ‬
‫ِعن َد َربِّه ِإنّهُ الَ ُي ْفلِ ُح الْ َكافِ ُرو َن[ سورة المؤمنون ‪ ، 117 :‬فسمى اهلل هذا الداعي كافراً ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫السحر والكهانة والعرافة (‪)1‬‬ ‫األسبوع الثالث‬

‫كل هذه األمور أعمال شيطانية محرمة ‪ ،‬تخل بالعقيدة أو تناقضها ألنها ال تحصل إال بأمور شركية‪.‬‬

‫ا – فالسحر ‪ :‬عبارة عما خفي ولطف سببه‪:‬‬


‫سمي سحراً ألنه يحصل بأمور خفية ال تدرك باألبصار‪ -‬وهو‪ :‬عزائم ورقى وكالم يتكلم به وأدوية‬
‫وتدخينات ‪ ،‬وله حقيقة ‪ .‬ومنه ما يؤثر في القلوب واألبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين المرء وزوجه وتأثيره‬
‫بإذن اهلل الكوني القدري ‪ .‬وهو عمل شيطاني‪ -‬وكثير منه ال يتوصل إليه إال بالشرك والتقرب إلى األرواح‬
‫الخبيثة بما تحب والتوصل إلى استخدامها باإلشراك بها‪ -‬ولهذا قرنه الشارع بالشرك حيث يقول النبي ‪: r‬‬
‫(اجتنبوا السبع الموبقات ) قالوا وما هي ؟ قال ‪( :‬اإلشراك باهلل والسحر) رواه البخاري ومسلم ‪ . . .‬الحديث‪ ،‬فهو داخل‬
‫في الشرك من ناحيتين ‪:‬‬

‫‪6‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪7‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫األولى‪ :‬ما فيه من استخدام الشياطين والتعلق بهم والتقرب إليهم بما يحبونه ليقوموا بخدمة الساحر‪ .‬فالسحر‬
‫الس ْح َر[ سورة البقرة ‪.102 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ّ‬‫ّمو َن النّ َ‬
‫ين َك َف ُرواْ ُي َعل ُ‬
‫من تعليم الشياطين قال تعالى‪َ ] :‬ولَـَك ّن ال ّش ْياط َ‬

‫الثانية‪ :‬ما فيه من دعوى علم الغيب ودعوى مشاركة اهلل في ذلك‪ .‬وهذا كفر وضالل قال تعالى‪َ ] :‬ولََق ْد‬
‫َعلِ ُمواْ ل ََم ِن ا ْشَت َراهُ َما لَهُ فِي االَ ِخ َر ِة ِم ْن َخالَ ٍق[ سورة البقرة ‪. 102 :‬‬
‫أي نصيب وإذا كان كذلك فال شك أنه كفر وشرك يناقض العقيدة ويجب قتل متعاطيه‪ .‬كما قتل جماعة من‬
‫أكابر الصحابة‪ -‬رضي اهلل عنهم‪ -‬وقد تساهل الناس في شأن الساحر والسحر وربما عدوا ذلك فناً من‬
‫الفنون التي يفتخرون بها ويمنحون أصحابها الجوائز والتشجيع‪ .‬ويقيمون النوادي والحفالت والمسابقات‬
‫للسحرة ويحضرها آالف المتفرجين والمشجعين‪ .‬وهذا من الجهل بالدين والتهاون بشأن العقيدة وتمكين‬
‫للعابثين‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫السحر والكهانة والعرافة (‪)2‬‬ ‫األسبوع الرابع‬

‫‪ - 2‬الكهانة والعرافة‪:‬‬
‫وهما ادعاء علم الغيب ومعرفة األمور الغائبة كاإلخبار بما سيقع في األرض وما سيحصل‪ .‬وأين مكان الشيء المفقود‪ .‬وذلك‬
‫ين * َتَن ّز ُل‬ ‫عن طريق استخدام الشياطين الذين يسترقون السمع من السماء‪ .‬كما قال تعالى‪(:‬هل ُأَنبُئ ُكم َعلَى من َتَنز ُل ال ّ ِ‬
‫شيَاط ُ‬ ‫َْ ّ ْ ََ ّ‬
‫الس ْم َع َوَأ ْك َث ُر ُه ْم َك ِاذبُو َن[ سورة الشعراء ‪ .223-221:‬وذلك أن الشيطان يسترق الكلمة من كالم المالئكة‬ ‫ٍ ِ‬
‫َعلَ َى ُك ّل َأفّاك َأث ٍيم * ُي ْل ُقو َن ّ‬
‫فيلقيها في أذن الكاهن ويكذب الكاهن مع هذه الكلمة مائة كذبة فيصدقه الناس بسبب تلك الكلمة التي سمعت من السماء ‪.‬‬
‫واهلل المنفرد بعلم الغيب ‪ .‬فمن ادعى مشاركته في شيء من ذلك بكهانة أو غيرها أو صدق من يدعي ذلك فقد جعل هلل‬
‫شريكا فيما هو من خصائصه ‪ .‬والكهانة ال تخلو من الشرك ‪ .‬ألنها تقرباً إلى الشياطين بما يحبون فهي شرك في الربوبية من‬
‫حيث ادعاء مشاركة اهلل في علمه‪ .‬وشرك في األلوهية من حيث التقرب إلى غير اهلل بشيء من العبادة ‪ .‬وعن أبي هريرة ‪ t‬عن‬
‫النبي ‪ r‬قال‪( :‬من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ‪ ) r‬رواه أبو داود ‪.‬‬

‫له‪ :‬أن السحرة والكهان والعرافين يعبثون بعقائد الناس بحيث يظهرون بمظهر األطباء‬ ‫ومما يجب التنبيه عليه والتنبه‬
‫فيأمرون المرضى بالذبح لغير اهلل‪ -‬بأن يذبحوا خروفاً صفته كذا وكذا أو دجاجة‪ .‬أو يكتبون لهم الطالسم الشركية والتعاويذ‬

‫‪7‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪8‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫الشيطانية بصفة حروز يعلقونها في رقابهم أو يضعونها في صناديقهم أو في بيوتهم‪ .‬والبعض اآلخر يظهر بمظهر المخبر عن‬
‫المغيبات وأماكن األشياء المفقودة‪ ،‬بحيث يأتيه الجهال فيسألونه عن األشياء الضائعة فيخبرهم بها أو يحضرها لهم بواسطة‬
‫عمالئه من الشياطين‪ -‬وبعضهم يظهر بمظهر الولي الذي له خوارق وكرامات كدخول النار وال تؤثر فيه‪ .‬أو غير ذلك من‬
‫الشعوذات التي هي في حقيقتها سحر من عمل الشيطان يجري على أيدي هؤالء للفتنة‪ .‬أو هي أمور تخيلية ال حقيقة لها بل‬
‫هي حيل خفية يتعاطونها أمام األنظار كعمل سحرة فرعون بالحبال والعصي‪ -‬قال شيخ اإلسالم في مناظرته للسحرة البطائحية‬
‫األحمدية الرفاعية قال‪( :‬يعني شيخ البطائحية ورفع صوته نحن لنا أحوال وكذا وكذا‪ .‬وادعى األحوال الخارقة كالنار وغيرها‬
‫واختصاصهم بها‪ .‬وأنهم يستحقون تسليم الحال إليها ألجلها ‪ -‬قال شيخ اإلسالم‪ :‬فقلت ورفعت صوتي وغضبت ‪ :‬أنا‬
‫أخاطب كل أحمدي من مشرق األرض إلى مغربها أي شيء فعلوه في النار فأنا أصنع مثل ما تصنعون ومن احترق فهو‬
‫مغلوب‪ ،‬وربما قلت‪ :‬فعليه لعنة اهلل ‪ -‬ولكن بعد أن تغسل جسومنا بالخل والماء الحار‪ -‬فسألني األمراء والناس عن ذلك‬
‫فقلت‪ :‬ألن لهم حيالً في االتصال بالنار يصنعونها من أشياء من دهن الضفادع وقشر النارنج وحجر الطلق فضج الناس بذلك‪-‬‬
‫فأخذ يظهر القدرة على ذلك فقال ‪ :‬أنا وأنت نلف في بارية بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت‪ .‬فقلت فقم‪ .‬وأخذت أكرر عليه‬
‫في القيام إلى ذلك‪ .‬فمد يده يظهر خلع القميص‪ .‬فقلت‪ :‬ال حتى تغتسل بالماء الحار والخل فأظهر الوهم على عادتهم فقال‪:‬‬
‫من كان يحب األمير فليحضر خشبا‪ .‬أو قال حزمة حطب فقلت‪ :‬هذا تطويل وتفريق للجمع وال يحصل به مقصود بل قنديل‬
‫يوقد وأدخل إصبعي وإصبعك فيه بعد الغسل ومن احترقت إصبعه فعليه لعنة اهلل أو قلت فهو مغلوب‪ .‬فلما قلت ذلك تغير‬
‫وذل انتهى مجموع الفتاوى (‪ . . )466-11/465‬والمقصود منه بيان أن هؤالء الدجالين يكذبون على الناس بمثل هذه الحيل الخفية ‪.‬‬

‫أحياء‬
‫التبرك باألماكن واآلثار واألشخاص ً‬
‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫األسبوع الخامس‬
‫وأمواتاً‬

‫من البدع المحدثة التبرك بالمخلوقين‪ -‬وهو لون من ألوان الوثنية وشبكة يصطاد بها المرتزقة‬
‫أموال السذج من الناس ‪ ،‬والتبرك‪ :‬طلب البركة وهي ثبوت الخير في الشيء وزيادته ‪ -‬وطلب‬
‫ثبوت الخير وزيادته إنما يكون ممن يملك ذلك ويقدر عليه وهو اهلل سبحانه ‪ ،‬فهو الذي ينزل‬
‫البركة ويثبتها‪ -‬أما المخلوق فإنه ال يقدر على منح البركة وإيجادها وال على إبقائها وتثبيتها‪،‬‬
‫فالتبرك باألماكن واآلثار واألشخاص أحياء وأمواتاً ال يجوز ألنه إما شرك‪ ،‬إن اعتقد أن ذلك‬
‫الشيء يمنح البركة أو وسيلة إلى الشرك إن اعتقد أن زيارته ومالمسته والتمسح به سبب‬
‫لحصولها من اهلل ‪ ،‬وأما ما كان الصحابة يفعلونه من التبرك بشعر النبي ‪ r‬و ريقه وما انفصل من‬
‫جسمه ‪ r‬كما تقدم فذلك خاص به ‪ r‬في حال حياته ووجوده بينهم بدليل أن الصحابة لم‬
‫يكونوا يتبركون بحجرته وقبره بعد موته ‪ ،‬وال كانوا يقصدون األماكن التي صلى فيها أو جلس‬
‫فيها ليتبركوا بها وكذلك مقامات األولياء من باب أولى ‪ ،‬ولم يكونوا يتبركون باألشخاص‬

‫‪8‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪9‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫الصالحين كأبي بكر وعمر وغيرهما من أفاضل الصحابة ال في الحياة وال بعد الموت ‪ ،‬ولم‬
‫يكونوا يذهبون إلى غار حراء ليصلوا فيه أو يدعوا ‪ ،‬ولم يكونوا يذهبون إلى الطور الذي كلم اهلل‬
‫عليه موسى ليصلوا فيه ويدعوا ‪ ،‬أو إلى غير هذه األمكنة من الجبال التي يقال أن فيها مقامات‬
‫األنبياء أو غيرهم وال إلى مشهد مبني على أثر نبي من األنبياء ‪ ،‬وأيضا فإن المكان الذي كان النبي‬
‫‪ r‬يصلي فيه بالمدينة النبوية دائما لم يكن أحد من السلف يستلمه وال يقبله‪ ،‬وال الموضع الذي‬
‫صلى فيه بمكة وغيرها‪ ،‬فإذا كان الموضع الذي كان يطؤه بقدميه الكريمتين ويصلي عليه لم‬
‫يشرع ألمته التمسح به وال تقبيله فكيف بما يقال أن غيره صلى فيه أو نام عليه ‪ ،‬فتقبيل شيء من‬
‫انظر اقتضاء‬ ‫ذلك والتمسح به قد علم العلماء باالضطرار من دين اإلسالم أن هذا ليس من شريعته ‪r‬‬
‫الصراط المستقيم ( ‪ )802-2/795‬تحقيق الدكتور ناصر العقل ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الحكم بغير ما أنزل اهلل (‪)1‬‬ ‫األسبوع السادس‬

‫من مقتضى اإليمان باهلل تعالى وعبادته الخضوع لحكمه والرضا بشرعه والرجوع إلى كتابه وسنة رسوله عند‬
‫االختالف في األقوال وفي األصول وفي الخصومات وفي الدماء واألموال وسائر الحقوق‪ .‬فإن اهلل هو الحكم‬
‫وإليه الحكم‪ .‬فيجب على الحكام أن يحكموا بما أنزل اهلل ويجب على الرعية أن يتحاكموا إلى ما أنزل اهلل‬
‫َى َْأهلِ َها َوِإ َذا َح َك ْمتُ ْم‬ ‫ؤدواْ َ ِ ِإ‬
‫األمانَات ل َ‬ ‫في كتابه وسنة رسوله‪ ،‬قال تعالى في حق الوالة‪ِ] :‬إ ّن اللّهَ يَ ُْأم ُر ُك ْم َأن تُ ّ‬
‫َأطيعواْ اللّه و ِ‬
‫َأطيعُواْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َب ْي َن النّ ِ‬
‫ََ‬ ‫آمنُواْ ُ‬ ‫ين َ‬ ‫اس َأن تَ ْح ُك ُمواْ بال َْع ْدل[ سورة النساء ‪ ، 58 :‬وقال في حق الرعية‪] :‬يَا َّأي َها الّذ َ‬
‫ول ِإن ُك ْنتُ ْم تُْؤ ِمنُو َن بِالل ِّه َوالَْي ْوِم االَ ِخ ِر‬ ‫األم ِر ِم ْن ُكم فَِإ ن َتنَ َاز ْعتُم فِي َشي ٍء َفر ّدوهُ ِإلَى الل ِّه والر ُس ِ‬
‫َ ّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الرس َ ِ‬
‫ول َو ُْأولي ْ‬ ‫ُّ‬
‫َأح َس ُن تَْأ ِويالً[ سورة النساء ‪ ، 59 :‬ثم بين أنه ال يجتمع اإليمان مع التحاكم إلى غير ما أنزل اهلل ‪ ،‬فقال‬ ‫ك َخ ْي ٌر َو ْ‬‫ذَلِ َ‬
‫ك يُ ِري ُدو َن َأن َيتَ َحا َك ُم َواْ ِإلَى‬ ‫ك َو َمآ ُأن ِز َل ِمن َق ْبلِ َ‬
‫آمنُواْ بِ َمآ ُأنْ ِز َل ِإل َْي َ‬
‫ين َي ْزعُ ُمو َن َأّن ُه ْم َ‬
‫ِ‬
‫َم َت َر ِإلَى الّذ َ‬ ‫تعالى ‪َ] :‬أل ْ‬
‫ضالَالً بَِعيداً[ سورة النساء ‪ ، 60 :‬إلى قوله تعالى‪] :‬فَالَ‬ ‫ضل ُّه ْم َ‬ ‫ش ْيطَا ُن َأن ي ِ‬
‫ُ‬ ‫وت َوقَ ْد ُِأم ُر َواْ َأن يَ ْك ُف ُرواْ بِ ِه َويُ ِري ُد ال ّ‬‫الطّاغُ ِ‬
‫ّمواْ‬ ‫يما َش َج َر َب ْيَن ُه ْم ثُ ّم الَ يَ ِج ُدواْ فِ َي َأْن ُف ِس ِه ْم َح َرجاً ّم ّما قَ َ‬ ‫ك الَ يْؤ ِمنُو َن حتّى يح ّكم َ ِ‬
‫ت َويُ َسل ُ‬ ‫ض ْي َ‬ ‫وك ف َ‬ ‫َ َ َُ ُ‬ ‫َو َربّ َ ُ‬
‫تَ ْسلِيماً[ سورة النساء ‪ ، 65 :‬فنفى سبحانه نفياً مؤكداً بالقسم اإليمان عمن لم يتحاكم إلى الرسول ‪ r‬ويرض بحكمه‬
‫ّم‬
‫(و َمن ل ْ‬ ‫و يسلم له‪ -‬كما أنه حكم بكفر الوالة الذين ال يحكمون بما أنزل اهلل وبظلمهم وفسقهم قال تعالى ‪َ :‬‬

‫‪9‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪10‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫أنز َل اللّهُ فَ ُْأولَـَِئ َ‬
‫ك ُه ُم‬ ‫ّم يَ ْح ُكم بِ َمآ َ‬ ‫(و َمن ل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِئ‬
‫يَ ْح ُكم بِ َمآ َ‬
‫َأنز َل اللّهُ فَ ُْأولَـَ َك ُه ُم الْ َكاف ُرو َن[ سورة المائدة ‪َ ، 44 :‬‬
‫ك ُهم الْ َف ِ‬ ‫ِئ‬ ‫ِ‬
‫اس ُقو َن [ سورة المائدة ‪. 47 :‬‬ ‫ّم يَ ْح ُكم بِ َمآ َ‬
‫َأنز َل اللّهُ فَ ُْأولَـَ َ ُ‬ ‫(و َمن ل ْ‬‫الظّال ُمو َن[ سورة المائدة ‪َ ، 45 :‬‬
‫والبد من الحكم بما أنزل اهلل والتحاكم إليه في جميع موارد النزاع في األقوال االجتهادية بين العلماء ‪ ،‬فال‬
‫يقبل منها إال ما دل عليه الكتاب والسنة من غير تعصب لمذهب وال تحيز إلمام ‪ ،‬وفي المرافعات‬
‫والخصومات في سائر الحقوق ال في األحوال الشخصية فقط كما في بعض الدول التي تنتسب إلى اإلسالم‪-‬‬
‫السل ِْم َكآفّةً[ سورة البقرة ‪ ، 208 :‬وقال تعالى‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُواْ ا ْد ُخلُواْ في ّ‬
‫ين َ‬‫فإن اإلسالم كل ال يتجزأ قال تعالى‪) :‬يَ َّأي َها الّذ َ‬
‫اب َوتَ ْك ُف ُرو َن بَِب ْع ٍ‬
‫ض[ سورة البقرة ‪. 85 :‬‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫]َأ َفُتْؤ ِمنُو َن بَِب ْع ِ‬
‫ض ال ِ‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الحكم بغير ما أنزل اهلل (‪)2‬‬ ‫األسبوع السابع‬

‫وكذلك يجب على أتباع المذاهب أن يردوا أقوال أئمتهم إلى الكتاب والسنة فما وافقهما أخذوا به وما‬
‫خالفهما ردوه دون تعصب أو تحيز‪ .‬وال سيما في أمور العقيدة فإن األئمة رحمهم اهلل يوصون بذلك ‪ -‬وهذا‬
‫مذهبهم جميعاً ‪ -‬فمن خالف ذلك فليس متبعا لهم وإن انتسب إليهم وهو ممن قال اهلل فيهم‪] :‬اتّ َخ ُذ َواْ‬
‫يح ابْ َن َم ْريَ َم[ سورة التوبة ‪ ، 31 :‬فليست اآلية خاصة بالنصارى بل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َأحبَ َار ُه ْم َو ُر ْهبَا َن ُه ْم َْأربَاباً ّمن ُدون اللّه َوال َْمس َ‬
‫ْ‬
‫تتناول كل من فعل مثل فعلهم فمن خالف ما أمر اهلل به ورسوله ‪ r‬بأن حكم بين الناس بغير ما أنزل اهلل‪ ،‬أو‬
‫طلب ذلك اتباعاً لما يهواه ويريده‪ ،‬فقد خلع ربقة اإلسالم واإليمان من عنقه‪ .‬وإن زعم أنه مؤمن‪ ،‬فإن اهلل‬
‫تعالى أنكر على من أراد ذلك وأكذبهم في زعمهم اإليمان‪ ،‬لما في ضمن قوله‪( :‬يزعمون) من نفي إيمانهم‬
‫فإن (يزعمون) إنما يقال غالبا لمن ادعى دعوى هو فيها كاذب لمخالفته لموجبها وعمله بما ينافيها يحقق هذا‬
‫قوله‪] :‬وقَ ْد ُِأمرواْ َأن ي ْك ُ ِ‬
‫فرواْ بِه[ سورة النساء ‪60 :‬‬
‫َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫و ألن الكفر بالطاغوت ركن التوحيد‪ ،‬كما في آية البقرة ( ) فإذا لم يحصل هذا الركن لم يكن موحدا‬
‫‪1‬‬

‫والتوحيد هو أساس اإليمان الذي تصلح به جميع األعمال وتفسد بعدمه ‪ ،‬كما أن ذلك بين في قوله‬

‫ت َويْْؤ ِمن بِاهّلل ِ فَقَ ِد ا ْستَ ْمسَكَ ِب ْالعُرْ َو ِة ْال ْ‬ ‫‪1‬‬


‫وُثقَ َى}سورة البقرة ‪256 :‬‬ ‫يعني قوله تعالى ‪{ :‬فَ َمنْ يَ ْكفُرْ ِبالطّا ُغو ِ‬

‫‪10‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪11‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫ك بِالْعُ ْر َو ِة ال ُْو ْث َق َى[ سورة البقرة ‪ ، 256 :‬ذلك أن التحاكم إلى‬ ‫ِ ِ‬ ‫تعالى‪) :‬فَمن ي ْك ُفر بِالطّاغُ ِ ِ‬
‫وت َو ْيْؤ من بِاللّه َف َقد ْ‬
‫استَ ْم َس َ‬ ‫َْ َ ْ‬
‫الطاغوت إيمان به ( ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫ونفي اإليمان عمن لم يحكم بما أنزل اهلل يدل على أن تحكيم شرع اهلل إيمان وعقيدة وعبادة هلل يجب أن‬
‫يدين بها المسلم ‪ ،‬فال يحكم شرع اهلل من أجل أن تحكيمه أصلح للناس وأضبط لألمن فقط فإن بعض الناس‬
‫يركز على هذا الجانب وينسى الجانب األول واهلل سبحانه قد عاب على من يحكم شرع اهلل ألجل مصلحة‬
‫نفسه من دون تعبد هلل‪ -‬تعالى بذلك‪ -‬فقال سبحانه‪َ ] :‬وِإذَا ُدعُ َواْ ِإلَى الل ِّه َو َر ُسولِ ِه لِيَ ْح ُك َم َب ْيَن ُه ْم ِإذَا فَ ِري ٌق ّم ْن ُه ْم‬
‫ِ ِِ‬
‫ين[ سورة النور ‪ ، 49-48 :‬فهم ال يهتمون إال بما يهوون‪ .‬وما خالف‬ ‫ْح ّق يَْأُت َواْ ِإل َْيه ُم ْذعن َ‬
‫ضو َن * َوِإن يَ ُك ْن ل ُّه ُم ال َ‬
‫ّم ْع ِر ُ‬
‫هواهم أعرضوا عنه ألنهم ال يتعبدون هلل بالتحاكم إلى رسوله ‪.r‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الحكم بغير ما أنزل اهلل (‪)3‬‬ ‫األسبوع التاسع‬


‫حكم من حكم بغير ما أنزل اهلل ‪:‬‬
‫ك ُه ُم الْ َكافِ ُرو َن[ سورة المائدة ‪. 44 :‬‬
‫َأنز َل اللّهُ فَ ُْأولَـَِئ َ‬
‫ّم يَ ْح ُكم بِ َمآ َ‬
‫قال اهلل تعالى‪َ ] :‬و َمن ل ْ‬
‫في هذه اآلية الكريمة أن الحكم بغير ما أنزل اهلل كفر ‪ ،‬وهذا الكفر تارة يكون كفراً أكبر ينقل عن الملة‪ .‬وتارة يكون كفراً‬
‫أصغر ال يخرج من الملة وذلك بحسب حال الحاكم فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل اهلل غير واجب وأنه مخير فيه أو‬
‫استهان بحكم اهلل واعتقد أن غيره من القوانين والنظم الوضعية أحسن منه وأنه ال يصلح لهذا الزمان أو أراد بالحكم بغير ما‬
‫أنزل اهلل استرضاء الكفار والمنافقين فهذا كفر أكبر‪ ،‬وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل اهلل وعلمه في هذه الواقعة وعدل عنه‬
‫مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة فهذا عاص ويسمى كافراً كفراً أصغر‪ .‬وإن جهل حكم اهلل فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه‬
‫في معرفة الحكم وأخطأه فهذا مخطئ له أجر على اجتهاده وخطؤه مغفور (‪ ، )2‬وهذا في الحكم في القضية الخاصة ‪ ،‬وأما‬
‫الحكم في القضايا العامة فإنه يختلف ‪ ،‬قال شيخ اإلسالم ابن تيمية (‪ )3‬فإن الحاكم إذا كان ديّنا لكنه حكم بغير علم كان من‬
‫أهل النار‪ ،‬وإن كان عالما لكنه حكم بخالف الحق الذي يعلمه كان من أهل النار‪ ،‬وإذا حكم بال عدل وال علم أولى أن يكون‬
‫من أهل النار‪ ،‬وهذا إذا حكم في قضية لشخص‪ .‬وأما إذا حكم حكما عاماً في دين المسلمين فجعل الحق باطال والباطل حقا‬

‫‪1‬‬
‫فتح المجيد ‪ :‬ص ‪468-467‬‬

‫‪2‬‬
‫شرح الطحاوية ‪ :‬ص ‪364 -363‬‬

‫‪3‬‬
‫مجموع الفتاوى (‪)388/35‬‬

‫‪11‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪12‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫والسنة بدعة والبدعة سنة والمعروف منكراً والمنكر معروفاً ‪ ،‬ونهى عما أمر اهلل به ورسوله‪ .‬وأمر بما نهى اهلل عنه ورسوله‬
‫ْم َوِإل َْي ِه‬
‫ْحك ُ‬
‫فهذا لون آخر يحكم فيه رب العالمين‪ ،‬وإله المرسلين مالك يوم الدين الذي له الحمد في األولى واآلخرة‪] :‬لَهُ ال ُ‬
‫هيداً[ سورة الفتح ‪. 28 :‬‬ ‫ْح ّق لِيُظْ ِه َرهُ َعلَى ال ّدي ِن ُكل ِّه َو َك َفى بِالل ِّه َش ِ‬ ‫ّذي َأرسل رسولَهُ بِالْه َد ِ‬
‫ى َودي ِن ال َ‬
‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫ُت ْر َجعُو َن[ سورة القصص ‪ُ ) ، 88 :‬ه َو ال َ ْ َ َ َ ُ‬
‫َ‬
‫وقال أيضاً ‪ :‬وال ريب أن من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل اهلل رسوله فهو كافر‪ .‬فمن استحل أن يحكم بين الناس بما يراه هو عدالً‬
‫من غير اتباع لما أنزل اهلل فهو كافر‪ .‬فإنه ما من أمة إال وهي تأمر بالحكم بالعدل‪ .‬وقد يكون العدل في دينها ما يراه أكابرهم‪ ،‬بل كثير‬
‫من المنتسبين إلى اإلسالم يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها اهلل كسواليف البادية (أي عادات من سلفهم) وكانوا األمراء المطاعين‬
‫ويرون أن هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنة وهذا هو الكفر‪ .‬فإن كثيراً من الناس أسلموا ولكن ال يحكمون إال‬
‫بالعادات الجارية التي يأمر بها المطاعون‪ ،‬فهؤالء إذا عرفوا أنه ال يجوز لهم الحكم إال بما أنزل اهلل فلم يلتزموا ذلك‪ ،‬بل استحلوا أن‬
‫يحكموا بخالف ما أنزل اهلل فهم كفار (‪ )1‬انتهى‪ .‬وقال الشيخ محمد بن إبراهيم ‪ :‬وأما الذي قيل فيه أنه كفر دون كفر إذا حاكم إلى‬
‫غير اهلل مع اعتقاد أنه عاص وأن حكم اهلل هو الحق فهذا الذي يصدر منه المرة ونحوها‪ .‬أما الذي جعل قوانين بترتيب و تخضيع فهو‬
‫كفر وإن قالوا أخطأنا وحكم الشرع أعدل ‪ ،‬فهذا كفر ناقل عن الملة (‪ )2‬ففرق رحمه اهلل بين الحكم الجزئي الذي ال يتكرر وبين‬
‫الحكم العام الذي هو المرجع في جميع األحكام أو غالبها وقرر أن هذا الكفر ناقل عن الملة مطلقاً‪ ،‬وذلك ألن من نحى الشريعة‬
‫اإلسالمية وجعل القانون الوضعي بديالً منها فهذا دليل على أنه يرى أن القانون أحسن وأصلح من الشريعة وهذا الشك أنه كفر أكبر‬
‫يخرج من الملة ويناقض التوحيد ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الوالء والبراء (‪)1‬‬ ‫األسبوع العاشر‬

‫تعريف الوالء ‪ :‬هي النصرة والمحبة واإلكرام واالحترام مع المحبوبين ظاهراً وباطناً‬
‫ين َك َف ُر َواْ َْأولِيَآُؤ ُه ُم الطّاغُ ُ‬
‫وت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُواْ يُ ْخ ِر ُج ُه ْم ّم َن الظّلُ َمات ِإلَى النّو ِر َوالّذ َ‬
‫ين َ‬
‫ِ ِ‬
‫قال تعالى‪{:‬اللّهُ َول ّي الّذ َ‬
‫اب النّا ِر ُه ْم فِ َيها َخالِ ُدو َن} البقرة ‪. 257 :‬‬
‫َأص َح ُ‬
‫ك ْ‬ ‫ي ْخ ِرجو َن ُهم من النّو ِر ِإلَى الظّلُم ِ‬
‫ات ُْأولَـَِئ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ْ َّ‬
‫‪ -‬فموالة الكفار تعني التقرب إليهم وإضهار الود لهم ‪ ،‬باألقوال واألفعال والنوايا ‪.‬‬

‫تعريف البراء ‪ :‬هو البعد والخالص والعداوة بعد األعذار واإلنذار ‪.‬‬

‫يقول شيخ اإلسالم أبن تيمية رحمه اهلل ‪:‬‬


‫( على المؤمن أن يعادي في اهلل ‪ ،‬ويولي في اهلل ‪ ،‬فأن كان هناك فعليه أن يوليه – وإن ظلمه – فإن الظلم ال‬
‫َأصلِ ُحواْ َب ْيَن ُه َما} الحجرات ‪. 9 :‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِئ ِ ِ‬
‫{وِإن طَآ َفتَان م َن ال ُْمْؤ من َ‬
‫ين اقْتََتلُواْ فَ ْ‬ ‫يقطع المواالة اإليمانية قال تعالى ‪َ :‬‬

‫‪1‬‬
‫منهاج السنة النبوية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ( ‪)12/280‬‬

‫‪12‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪13‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫فجعلهم اخ وة مع وج ود القت ال والبغي ‪ ،‬وأمر باإلص الح بينهم ‪ ،‬فليت دبر الم ؤمن ‪ :‬أن الم ؤمن تجب مواالته‬
‫وإن ظلمك واعت دا عليك ‪ ،‬والك افر تجب معاداته وإن أعط اك وأحسن إليك ‪ .‬ف أن اهلل بعث الرس ول ‪ ،‬وأن زل‬
‫الكتب ليك ون ال دين كله هلل ‪ ،‬فيك ون الحب ألوليائه والغض ألعدائه ‪ ،‬واإلك رام والث واب ألوليائه واإلهانة‬
‫والعقاب ألعدائه ‪.‬‬
‫وإذا أجتمع في الرجل الواحد ‪ :‬خير وشر ‪ ،‬وفجور وطاعة ومعصية وسنة وبدعة أستحق من الموالة والثواب‬
‫بقدر ما فيه من الخير ‪ ،‬وأستحق من المعاداة والعقاب بحسب ما فيه من الشر ‪ ،‬فيجتمع في الشخص الواحد‬
‫موجبات اإلكرام واإلهانة كاللص تقطع يده لسرقته ‪ ،‬ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته ‪ .‬هذا هو األصل‬
‫(‪) 1‬‬ ‫الذي أتفق عليه أهل السنة والجماعة وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم )‬
‫وأهل السنة والجماعة يتبرأون ممن حاد اهلل ورسوله ولو كان أقرب قريب قال تعالى ‪{ :‬الّ تَ ِج ُد َق ْوماً ُيْؤ ِمنُو َن‬
‫ِ‬
‫هم} المجادلة ‪:‬‬
‫ِ‬
‫آء ُه ْم َْأو ِإ ْخ َوا َن ُه ْم َْأو َعش َير َت ُ ْ‬
‫آء ُه ْم َْأو َْأبنَ َ‬
‫آد اللّهَ َو َر ُسولَهُ َول َْو َكا ُن َواْ آبَ َ‬
‫آدو َن َم ْن َح ّ‬‫بِالل ِّه َوالَْي ْوم االَ ِخ ِر ُي َو ّ‬
‫ض} التوبة ‪. 71 :‬‬ ‫ض ُه ْم َْأولِيَآءُ َب ْع ٍ‬ ‫‪ ، 22‬وقال تعالى {والْمْؤ ِمنُو َن والْمْؤ ِمنَ ِ‬
‫ات َب ْع ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الوالء والبراء (‪)2‬‬ ‫األسبوع الحادي عشر‬

‫الفرق بين المواالة والمعاملة الحسنة‪:‬‬

‫ِ‬
‫أن الوالء شيء والمعاملة شيء أخرى واألصل في هذا قول تعالى ‪{ :‬الّ َي ْن َها ُك ُم اللّهُ َع ِن الّذ َ‬
‫ين لَ ْم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ُي َقاتِلُو ُك ْم في ال ّدي ِن َولَ ْم يُ ْخ ِر ُجو ُك ْم ّمن ِديَا ِر ُك ْم َأن َتَب ّر ُ‬
‫وه ْم َو ُت ْقسطَُواْ ِإلَْي ِه ْم ِإ ّن اللّهَ يُح ّ‬
‫ين}‬ ‫ِِ‬
‫ال ُْم ْقسط َ‬
‫ومن هنا ‪ :‬يتضح لنا أن الموالة الممثلة في الحب والنصرة شيء ‪ .‬والنفقة والصلة واإلحسان‬
‫سا َن بَِوالِ َديْ ِه َح َملَْتهُ ُّأمهُ َو ْهناً َعلَ َى َو ْه ٍن‬
‫ص ْينَا اِإل نْ َ‬
‫{و َو ّ‬
‫لألقارب الكفار شيء آخر ‪ ،‬قال تعالى ‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ك ِإلَي الْم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اك َعلَ َى َأن تُ ْش ِر َك بي َما لَْي َ‬
‫س‬ ‫ص ُير * َوِإن َج َ‬
‫اه َد َ‬ ‫صالُهُ في َع َام ْي ِن َأن ا ْش ُك ْر لي َول َوال َديْ َ ّ َ‬ ‫َوف َ‬
‫اب ِإلَ ّي ثُ ّم ِإلَ ّي َم ْر ِجعُ ُك ْم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك بِ ِه ِعلْم فَالَ تُ ِطعهما و ِ‬
‫يل َم ْن َأنَ َ‬ ‫صاح ْب ُه َما في ال ّد ْنيَا َم ْع ُروفاً َواتّب ْع َسب َ‬‫ُْ َ َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫لَ َ‬
‫فَُأَنبُّئ ُك ْم بِ َما ُكنتُ ْم َت ْع َملُو َن} لقمان ‪. 15-14 :‬‬

‫‪1‬‬
‫أنظر (مجموع الفتاوى) )ج ‪)209 -28/208‬‬

‫‪13‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪14‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫ساناً َوبِ ِذي الْ ُق ْربَ َى َوالْيَتَ َام َى‬ ‫ِ ِ ِإ‬ ‫ِِ‬
‫{وا ْعبُ ُدواْ اللّهَ َوالَ تُ ْش ِر ُكواْ به َش ْيئاً َوبال َْوال َديْ ِن ْح َ‬
‫وقال تعالى ‪َ :‬‬
‫السبِ ِ‬ ‫ب والص ِ‬ ‫والْمساكِي ِن وال ِ‬
‫يل َو َما‬ ‫ب َوابْ ِن ّ‬ ‫الج ْن ِ‬‫ب بِ َ‬‫اح ِ‬ ‫ْجنُ ِ َ ّ‬ ‫ْجا ِر ال ُ‬ ‫ْجا ِر ذي الْ ُق ْربَ َى َوال َ‬
‫َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬
‫ب َمن َكا َن ُم ْختَاالً فَ ُخوراً} النساء ‪. 36 :‬‬ ‫ت َأيْ َمانُ ُك ْم ِإ ّن اللّهَ الَ يُح ّ‬
‫َملَ َك ْ‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫الوالء والبراء (‪)3‬‬ ‫األسبوع الثاني عشر‬


‫من مظاهر مواالة الكفار‪:‬‬
‫‪ – 1‬التشبه بهم في الملبس والكالم وغيرهما قال النبي ‪(: ‬من تشبه بقوم فهو منهم)‪.‬‬
‫ِ‬
‫اه ُم‬ ‫‪ – 2‬اإلقامة في بالدهم وعدم االنتقال منها إلى بلد المسلمين ألجل الفرار بالدين ‪ .‬قال تعالى ‪ِ{ :‬إ ّن الّذ َ‬
‫ين َت َوفّ ُ‬
‫ض قَالْواْ َألَم تَ ُكن َأرض الل ِّه و ِ‬ ‫ضع ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِئ‬
‫اس َعةً‬ ‫َ‬ ‫األر ِ َ ْ ْ ْ ُ‬ ‫ين في ْ‬ ‫يم ُكنتُ ْم قَالُواْ ُكنّا ُم ْستَ ْ َ َ‬ ‫ال َْمآل َكةُ ظَالم َي َأ ْن ُفس ِه ْم قَالُواْ ف َ‬
‫ال والنّ ِ‬
‫آء والْ ِولْ َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضع ِف ِ‬ ‫اهم ج َهنّم وسآء ْ ِ‬ ‫اج ُرواْ فِ َيها فَ ُْأولَـَِئ َ‬
‫َفُت َه ِ‬
‫ان الَ‬ ‫س َ‬ ‫الر َج َ َ‬ ‫ين م َن ّ‬ ‫ت َمصيراً * ِإالّ ال ُْم ْستَ ْ َ َ‬ ‫ك َم َْأو ُ ْ َ ُ َ َ َ‬
‫سى اللّهُ َأن َي ْع ُف َو َعْن ُه ْم َو َكا َن اللّهُ َع ُف ّواً غَ ُفوراً} النساء ‪. 98 - 97 :‬‬
‫ك َع َ‬‫يَ ْستَ ِطيعُو َن ِحيلَةً َوالَ َي ْهتَ ُدو َن َسبِيالً * فَ ُْأولَـَِئ َ‬
‫فلم يعذر اهلل في اإلقامة في بالد الكفار إال المستضعفين الذين ال يستطيعون الهجرة ‪ .‬وكذلك من كان في‬
‫أقامته مصلحة دينية كالدعوة إلى اهلل ونشر اإلسالم في بالدهم ‪.‬‬
‫‪ – 3‬السفر إلى بالدهم لغرض النزهة ومتعة النفس ‪.‬والسفر إلى بالد الكفار محرم إلى عند الضرورة ‪،‬‬
‫كالعالج والتجارة والتعليم ويشترط كذلك لجواز هذا السفر أن يكون مظهراً لدينه معتزاً بإسالمه مبتعداً‬
‫عن مواطن الشر ‪.‬‬
‫‪ – 4‬أعانتهم ومناصراتهم على المسلمين ومدحهم والذب عنهم ‪ .‬وهذا من نواقض اإلسالم وأسباب الردة ‪.‬‬
‫‪ – 5‬االستعانة بهم والثقة بهم وتوليتهم المناصب التي فيها أسرار المسلمين واتخاذهم بطانة ومستشارين ‪ .‬قال‬
‫ضآءُ ِم ْن‬ ‫ّذين آمنُواْ الَ َتتّ ِخ ُذواْ بِطَانَةً من ُدونِ ُكم الَ يْألُونَ ُكم َخباالً و ّدواْ ما َعنِتّم قَ ْد ب َد ِ‬
‫ت الَْبغْ َ‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫تعالى {يَ َّأي َها ال َ َ‬

‫‪14‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪15‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫ات ِإ ْن ُك ْنتم َتع ِقلُو َن * هآَأ ْنتم ُأو ِ‬
‫آلء تُ ِحبّو َن ُه ْم َوالَ يُ ِحبّونَ ُك ْم‬ ‫َأ ْفو ِاه ِهم وما تُ ْخ ِفي ص ُدور ُهم َأ ْكبر قَ ْد بينّا لَ ُكم االَي ِ‬
‫َ ُْ ْ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ُ ْ َ ُ َّ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضواْ َعلَْي ُك ُم األنَام َل م َن الْغَْيظ قُ ْل ُموتُواْ بِغَْيظ ُك ْم ِإ ّن‬‫آمنّا َوِإ َذا َخلَ ْواْ َع ّ‬ ‫ِ‬ ‫َوتُْؤ ِمنُو َن بِالْكتَ ِ‬
‫ِ‬
‫اب ُكلّه َوِإ َذا لَ ُقو ُك ْم قَال َُواْ َ‬
‫الص ُدو ِر * ِإن تَمسس ُكم حسنَةٌ تَسْؤ ُهم وِإن تُ ِ‬
‫ص ْب ُك ْم َسيَّئةٌ َي ْف َر ُحواْ بِ َها} آل عمران ‪. 120-118:‬‬ ‫اللّهَ َعلِيم بِ َذ ِ‬
‫َْْ ْ ََ ُ َْ‬ ‫ات ّ‬ ‫ٌ‬
‫‪ – 6‬التأريخ بتاريخهم خصوصاً التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميالدي ‪.‬‬
‫‪ – 7‬مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتهم أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها ‪.‬‬
‫‪ – 8‬مدحهم واإلشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة واإلعجاب بأخالقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم‬
‫الباطلة ودينهم الفاسد ‪ .‬وليس معنى ذلك أن المسلمين ال يتخذون أسباب القوة من تعلم الصناعات ومقومات‬
‫َأع ّدواْ لَهم ما استطَعتم من ُ ٍ‬
‫قوة} األنفال ‪60 :‬‬
‫االقتصاد المباح واألساليب العسكرية بل ذلك مطلوب قال تعالى ‪{ :‬و ِ‬
‫ُ ْ ّ ْ َ ُْ ْ ّ ّ‬ ‫َ‬
‫ْحيَ ِاة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ات ِمن ِ‬ ‫ادهِ والْطّيب ِ‬
‫‪ ،‬وقال تعالى ‪{ :‬قُل من حرم ِزينَةَ الل ِّه الّتِي َأ ْخر ِ ِ ِ‬
‫آمنُواْ في ال َ‬ ‫ين َ‬‫الر ْزق قُ ْل هي للّذ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ج لعبَ َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ َ ْ َّ َ‬
‫صةً َي ْو َم ال ِْقيَ َام ِة} األعراف ‪. 32 :‬‬ ‫ِ‬
‫ال ّد ْنيَا َخال َ‬
‫‪ – 9‬التسمي بأسمائهم ‪.‬‬
‫ين َول َْو َكا ُن َواْ ُْأولِي‬ ‫ِ‬
‫ْم ْش ِرك َ‬
‫ِ ِ‬
‫آم ُن َواْ َأن يَ ْسَتغْف ُرواْ لل ُ‬
‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تعالى{ما َكا َن للنّب ّي َوالّذ َ‬
‫َ‬ ‫‪ -10‬االستغفار لهم والترحم عليهم‪.‬قال‬
‫ْج ِح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم} التوبة ‪. 113 :‬‬ ‫اب ال َ‬ ‫ُق ْربَ َى من َب ْعد َما َتَبيّ َن ل َُه ْم َأّن ُه ْم ْ‬
‫َأص َح ُ‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫االستهزاء بالدين‬ ‫األسبوع الثالث عشر‬

‫ِئ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬


‫ب قُ ْل‬
‫وض َو َنل َْع ُ‬ ‫قال تعالى ‪{ :‬قُ ْل َأبِاللّه َوآيَاته َو َر ُسوله ُكنتُ ْم تَ ْسَت ْه ِزءُو َن * َولَ ن َسَألَْت ُه ْم لََي ُقول ّ‬
‫ُن ِإنّ َما ُكنّا نَ ُخ ُ‬
‫َأبِالل ِّه َوآيَاتِِه َو َر ُسولِ ِه ُكنتُ ْم تَ ْسَت ْه ِزءُو َن}‬

‫االستهزاء بشيء مما جاء به الرسول ‪ ‬كفر بإجماع المسلمين ‪ ،‬ولو لم يقصد حقيقة االستهزاء ؛ كما لو‬
‫هزل مازحاً ‪.‬‬
‫وقد روي ابن جرير وابن حاتم وأبو الشيخ وغيرهم عن عبداهلل ابن عمر ؛ قال ‪ :‬قال رجل في غزوة تبوك في‬
‫مجلس يوماً ‪ :‬ما رأينا مثل قرائنا هؤالء ‪ :‬أرغب بطوناً ‪ ،‬وال أكذب ألسناً ‪ ،‬وال أجبن عند اللقاء ‪ .‬فقال رجل‬
‫في المجلس كذبت ! ولكنك منافق ‪ ،‬ألخبراً رسول اهلل ‪ . ‬فبلغ ذلك رسول اهلل ‪ ، ‬ونزل القرآن ‪ .‬قال‬
‫عبداهلل ‪ :‬فأنا رأيته متعلقاً بحبق ناقة رسول اهلل ‪ ‬والحجارة تنكبه وهو يقول ‪ :‬يارسول اهلل ! إنما كنا نخوض‬
‫ونلعب والنبي ‪ ‬يقول ‪{:‬قُ ْل َأبِالل ِّه َوآيَاتِِه َو َر ُسولِ ِه ُكنتُ ْم تَ ْسَت ْه ِزءُو َن} التوبة ‪. 65 :‬‬

‫فمن استهزأ بشيء مما جاء به النبي ‪ ‬؛ كاالستهزاء بالعلم الشرعي وأهله ألجله ‪ ،‬وكاالستهزاء بثواب اهلل‬
‫وعقابه ‪ ،‬واالستهزاء باآلمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر من أجل أمرهم به أو نهيهم عنه ‪ ،‬وكاالستهزاء‬

‫‪15‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪16‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫بالصالة سوء كانت نافلة أو فريضة ‪ ،‬وكذلك االستهزاء بالمصلين ألجل صالتهم ‪ ،‬وكذلك االستهزاء بمن‬
‫أعفى لحيته ألجل إعفائها ‪ ،‬أو بتارك الربا ألجل تركه ؛ فهو كافر‪.‬‬

‫ويجب على كل مسلم أن يصارم المستهزئين بدين اهلل وبما جاء به الرسول ‪ ، ‬ولو كان أقرب‬
‫اب َأ ْن ِإذَا‬‫ْكتَ ِ‬ ‫الناس إليه ‪ ،‬وأن ال يجالسهم ‪ ،‬لئال يكون منهم ؛ كما قال تعالى ‪{ :‬وقَ ْد َنز َل َعلَي ُكم فِي ال ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫يث غَْي ِر ِه ِإنّ ُك ْم ِإذاً ّم ْثلُ ُه ْم ِإ ّن‬
‫وضواْ فِي ح ِد ٍ‬
‫َ‬ ‫ات الل ِّه يُ َك َف ُر بِ َها َويُ ْسَت ْه َزُأ بِ َها فَالَ َت ْقعُ ُدواْ َم َع ُه ْم َحتّ َى يَ ُخ ُ‬
‫س ِم ْعتُم آي ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫ين فِي َج َهنّ َم َج ِميعاً} النساء ‪. 140 :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين َوالْ َكاف ِر َ‬ ‫اللّهَ َجام ُع ال ُْمنَافق َ‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫نماذج من الفرق الضالة (‪)1‬‬ ‫األسبوع الرابع عشر‬

‫قال النبي ‪(( : ‬افترقت اليهودية على إحدى وسبعين فرقة ‪ ،‬وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة ‪،‬‬
‫وستفترق هذه األمة على ثالث وسبعين فرقة ‪ ،‬كلها في النار إال واحدة ‪ .‬قالوا ‪ :‬من هي يا رسول اهلل ؟ قال ‪:‬‬
‫من كان مثل ما أنا عليه وأصحابي)) رواه أبو داود‪.‬‬

‫ومن هذه النماذج ‪:‬‬


‫القاديانية‬

‫القاديانية حركة نشأت سنة ‪1900‬م بتخطيط من االستعمار اإلنجليزي في القارة الهندية ‪ ،‬بهدف إبعاد‬
‫المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص حتى ال يوجهوا المستعمر بأسم اإلسالم ‪ ،‬وأسسها م رزا‬
‫غالم أحمد القادياني ‪ ،‬وكان ينتمي إلى أسرة اشتهرت بخيانة الدين والوطن ‪ ،‬وهو معروف عند أتباعه باختالل‬
‫المزاج وكثرة األمراض وإدمان المخدرات ‪ .‬نور الدين الخليفة األول للقوضع اإلنجليز تاج الخالفة على رأسه ‪.‬‬

‫ومن األفكار والمعتقدات لهذه الفرقة ما يلي ‪:‬‬


‫‪ -‬يعتقدون بأن الغالم هو المسيح الموعود ‪.‬‬
‫‪ -‬يعتقدون بأن اهلل يصوم ويصلي ‪ ،‬وينام ويصحو ‪ ،‬ويكتب ويوقع ‪ ،‬ويخطئ ويجامع ‪ ،‬تعالى اهلل عما‬
‫يقولون علواً كبيراً ‪.‬‬
‫‪ -‬معتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي ‪ ،‬ألنه يخاطبه باإلنجليزية ‪.‬‬

‫‪16‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪17‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫‪ -‬يعتقدون بأن جبريل عليه السالم ينزل على غالم أحمد ‪ ،‬وأنه يوحي إليه ‪ ،‬وإلهاماته كالقرآن‪.‬‬
‫‪ -‬إلغاء عقيدة الجهاد والطاعة العمياء للحكومة اإلنجليزية ‪ ،‬ألنها حسب زعمهم ولي األمر بنص القرآن‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية ‪ ،‬كما أن من زوج أو تزوج من غير القاديانيين فهو‬
‫كافر‪.‬‬
‫‪ -‬يبيحون الخمر واألفيون والمخدرات والمسكرات ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتقد القاديانية بأن النبوة لم تختم بمحمد‪ ، ‬بل هي جارية ‪ ،‬واهلل يرسل الرسل حسب الضرورة ‪،‬‬
‫وأن غالم أحمد هو أفضل األنبياء جميعاً ‪.‬‬
‫‪ -‬وللقاديانية عالقة وطيدة مع إسرائيل ‪ ،‬وقد فتحت لهم المدارس والمراكز ‪ .‬ويكثرون في الهند‬
‫وباكستان ‪.‬‬

‫‪ 45‬دقيقة‬ ‫نماذج من الفرق الضالة (‪)1‬‬ ‫األسبوع الخامس عشر‬

‫الشيعة‬
‫ينقسم الشيعة إلى أربعة فرق ‪:‬‬
‫‪ – 1‬الشيعة األولى ويسمون "الشيعة المخلصون" وهم الذين على خالفة علي رضي اهلل عنه وقد شايعوه‬
‫‪ ، ‬وقاتلوا معه في صفين‬ ‫وعرفوا له حقه وقدروه ‪ ،‬ولم ينقصوا أحدا من إخوانه أصحاب رسول اهلل‬
‫والجمل ومنهم كثير من الصحابة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬الشيعة التفضيلية ‪ :‬وهم الذين يفضلون علي رضي اهلل عنه على سائر الصحابة من غير إكفار وحد منهم‬
‫وال سب وال بغض ‪.‬‬
‫‪ – 3‬الشيعة السبئية ‪ :‬ويقال لهم (التبرئية) وهم الذين يسبون الصحابة وينسبونهم إلى الكفر والنفاق إال‬
‫بعضهم كسلمان الفارسي وأبي ذر والمقداد وعمار رضي اهلل عنهم ‪.‬‬

‫وهذه الفرقة انقسمت إلى أربع وعشرين فرقة ‪ :‬منهم السبيئية أصحاب عبداهلل بن سبأ اليهودي الذي قال أن‬
‫علياً كان شريكاً للنبي ‪ ، ‬ومنهم النصيرية القائلون بحلول اإلله في علي وأوالده ولكن يخصون الحلول‬
‫بألئمة ‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪18‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫وأكثر الفرق األربع هم الشيعة السبئية والشيعة األمامية فرقة منهم وهي فرقة كبيرة انقسمت إلى تسع وثالثون‬
‫فرقة ومن هذه الفرقة الباطنية ومنهم القرامطة وهما من اإلسماعيلية ومنهم الجعفرية ‪.‬‬
‫وأما االثنا عشرية فهي فرقة من األمامية ‪.‬‬

‫ومن عقائد األمامية ‪:‬‬


‫‪ – 1‬وجوب البعث على اهلل تعالى وجوباً عقلياً ‪.‬‬
‫‪ – 2‬قولهم أن النبي ‪ ‬والوصي والسبطين وأعداءهم ‪ .‬واألئمة اآلخرين وقاتليهم يحيون بعد ظهور المهدي‬
‫وهذه تسمى عقيدة الرجعة يعني الرجوع إلى الحياة قبل يوم القيامة ‪.‬‬
‫‪ – 3‬أن اهلل ال يعذب أحداً منهم بأي ذنب صغير أو كبير ال يوم القيامة وال في القبر ‪.‬‬

‫اإلثنا عشرية ‪ :‬وهي فرقة من فرق الشيعة االمامية ‪ :‬وهي المتبادرة عند االطالق من لفظ اإلمامية وهم‬
‫القائلون بإمامة علي الرضا بعد أبيه موسى الكاظم ثم بإمامة ابنه محمد التقي المعروف بالجواد ‪ ،‬ثم بإمامة ابنه‬
‫التقي المعروف بالعادي ‪ ،‬ثم بإمامة ابنه الحسن العسكري ثم إمامة ابنا محمد المهدي معتقدين أنه المهدي‬
‫المنتظر ‪ ،‬ولم يختلفوا في‬

‫ترتيب اإلمامة عنى هذا الوجه ‪ .‬نعم اختلفوا في وقت غيبت المهدي وعامها وسنة يوم غاب ؛ بل قال‬
‫بعضهم بموته وانه سيرجع إلى الدنيا إذا عم الجور وفشا ( والعياذ باهلل تعالى من الجور بعد الكور) وقد‬
‫ظهرت هذه الفرقة سنة مائتين وخمس وخمسين ‪ ،‬وهي قائلة بالبدء ‪ ، 1‬ولذا تراها تنادي بأعلى صوت عند‬
‫زيارة روضة موسى الكاظم ‪ :‬أنت الذي بدا هلل فيه ‪ ،‬يعنون ما كان بزعمهم من نصب أخيه إسماعيل إماماً بعد‬
‫أبيه وموته من قبل أن ينال اإلمامة ونصب أبيه إياه إماماً ‪ ،‬وكأنهم تبعوا في ذلك البدائية وأنهم قالوا بالبداء‬
‫بمعنى وقالت البدائية بمعنى أخر ‪.‬‬
‫ومن عقائدهم أن جميع فرق الشيعة – سوى فرقتهم – مخلدون في النار وهم ناجون ‪ ،‬وكذلك جميع فرق‬
‫المسلمين بما فيهم السنة ‪.‬‬
‫الروافض ‪ :‬قيل فيهم أن سموا بالروافض ألنهم رفضوا إمامة أبي بكر وعمر رضي اهلل عنهم ‪ ،‬وقيل أنهم‬
‫أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اهلل عنهم في أيام خروجه فلما سمع طعنهم بأبي‬
‫بكر وعمر فأنكر ذلك على من سمع منه ‪ ،‬فتفرق عنه الذين بايعوه فقال لهم رفضتموني ؟ ‪ ،‬فقيل أنهم سموا‬
‫الرافض لقول زيد لهم ‪ :‬رفضتموني ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أي ان اهلل سبحانه يبدو له غير الذي كان أراداه ‪ ،‬فيرجع من ارادته إلى الذي بدا له من بعد ‪.‬‬

‫‪18‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬
‫‪19‬‬ ‫منهج التوحيد ‪ -‬المستوى الرابع‬
‫والروفض فرق كثيرة منها فرق الزيدية وفرق األمامية وغالتهم الذين قالوا بإلهية األئمة وأبحوا محرمات‬
‫الشريعة وأسقطوا وجوب الفرائض ويقولون في البداء هلل ويكفر بعضهم بعضاً‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫المكتب التعاوني للدعوة واإلرشاد وتوعية الجاليات بالربوة – قسم التعليم‬

You might also like