You are on page 1of 24

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة البليدة ‪ -2-‬علي لونيسي‬

‫‪.....‬كلية‬

‫قسم ل‪.‬م‪.‬د‬

‫التخصص‪ :‬صيرفة إسالمية‬

‫بحث حول‪:‬‬

‫حوكمة هيئات الرقابة‬


‫الشرعية‬
‫األستاذ(ة)‪:‬‬ ‫‪:‬من إعداد الطلبة‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫‪-‬‬

‫السنة الجامعية ‪2022 - 2022‬‬


‫خــطـــة الــبــحــــث‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية الرقابة الشرعية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الرقابة الشرعية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات ومراحل الرقابة الشرعية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهمية وأهداف الرقابة الشرعية‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أشكال الرقابة الشرعية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية هيئات الرقابة الشرعية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم هيئات الرقابة الشرعية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام وأنواع هيئات الرقابة الشرعية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استقاللية هيئات الرقابة الشرعية وقوتها! القانونية‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تشكيل هيئات الرقابة الشرعية‪ ،‬شروط! أعضاءها وصالحياتهم‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف ومقومات! حوكمة الرقابة الشرعية‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مبادئ ومتطلبات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫الخاتمة‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫تعت!!بر الرقاب!!ة الش!!رعية من أهم األجه!!زة الي تمس الكي!!ان التنظيمي للمؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬وهي ض!!رورية للتأك!!د من‬
‫االلتزام الشرعي لمعامالتها‪ ،‬وبذلك تساعد هذه المؤسسات على تأدية دورها في تنمية المجتمعات‪.‬‬

‫وباعتبار أن المؤسسات المالية اإلسالمية أدركت ضرورة إنشاء جهة خاصة وظيفتها التأكد من االلتزام الشرعي‪ ،‬والقيام ب!!واجب‬
‫الضبط الشرعي لممارسات هذه المؤسسات‪ .‬إال أن بعضها قام بتشكيل هيئة رقابية شرعية شكليا بهدف االحتفاظ به!!ا كمظه!!ر ي!!ؤمن‬
‫جذب المتعاملين معها دون االهتمام بتفعيل دورها الحقيقي في تصويب األخطاء وتقويم المعامالت وتطوير األنشطة وتحس!!ين األداء‬
‫نحو األفضل‪.‬‬

‫ومما ال شك فيه أن حوكمة هيئات الرقابة الشرعية أصبحت تحتل أهمية كبيرة اآلن‪ ،‬في ظل م!ا تش!!هده ه!!ذه المؤسس!!ات المالي!!ة‬
‫اإلسالمية من تحول‪ ،‬الذي يستوجب ضرورة توظيف مبادئ وأسس الحوكمة في سبيل تحسين أداء هيئات الرقاب!ة الش!رعية لتحقي!ق‬
‫األهداف المناطة بها؛ وتفعيل المسائل المتعلقة بالرقابة وتحقيق االلتزام الشرعي؛ وفق مب!!ادئ وأس!س واض!حة لالرتق!اء ب!األداء في‬
‫جو عام من اإلفصاح والشفافية والمسؤولية تجاه جميع أصحاب العالقة بالمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫وه!!ذا م!!ا س!!نتطرق إلي!!ه في ه!!ذا البحث من خالل معرف!!ة ماهي!!ة هيئ!!ات الرقاب!!ة الش!رعية‪ ،‬وم!!ا المقص!!ود بحوكم!!ة هيئ!!ات الرقاب!!ة‬
‫الشرعية؟‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية الرقابة الشرعية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهومـ الرقابة الشرعية‬

‫إن مطلب االفتاء والرقابة الش!!رعية يمث!!ل العم!!ق االس!!تراتيجي‪ ،‬والبع!!د المنف!رد والخاص!!ية المم!!يزة للعم!!ل الم!!الي والمص!!رفي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ولقد تمكنت الهيئات الشرعية على م!!دى العق!!ود الس!!ابقة من مس!ايرة المؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬انطالق!!ا من مرحل!!ة‬
‫التأسيس ومساعدتها للوصول إلى مرحلة التوسع واالنتشار وذلك كله ضمن بيئة اقتصادية وضعية‪.‬‬

‫للوصول إلى المفهوم الدقيق للرقابة الشرعية وبما أن المصطلح مركب فإنه وجب توضيح مركبات المصطلح كخطوة أولى ثم‬
‫المصطلح إجماال كخطوة ثانية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف الرقابة الشرعية باعتبارها مركبا إضافيا‬

‫للوقوف على تعريف الرقابة الشرعية‪ ،‬نفصل في تعريف مصطلحاتها المركبة والمتمثلة في تعريف كل من الرقابة والشرعية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف الرقابة‬

‫لغة‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫يشمل مصطلح الرقابة في اللغة عدة معاني‪ ،‬ترجع إلى مصدر واحد يدل على االنتصاب لمراعاة شيء‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫والرقابة من مصدر رقب والرقيب هو الحافظ والحارس واألمين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ويرى صاحب المعجم الوسيط أن الرقابة مشتملة على ثالثة معان‪ :‬المالحظة والحرس والحفظ‪.‬‬

‫إذن الرقابة هي انتصاب لمراعاة شيء من أجل مالحظته وحراسته والمحافظة عليه‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬

‫يمكن أن تعرف الرقابة من غير تقييد‪ ،‬بأنها عملية ترتكز على التحقق من إنجاز العمل وفق قرار أو معيار يتناسب م!!ع متطلب!!ات‬
‫الوظيفة والقواعد المفروضة عليه‪ ،‬سواء كان العمل عموميا ً أو فردياً‪.‬‬

‫أبي الحسين أحمد بن فارس‪ ،‬مقايس اللغة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪ 1991 ،‬ص‪427‬‬ ‫‪1‬‬

‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بيروت‪ ،1981 ،‬ص‪1699‬‬ ‫‪2‬‬

‫مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتب الشروق الدولية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص‪363‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانيا‪ :‬تعريف الشرعية‬

‫لغة‬

‫هي من مصدر شرع‪ ،‬وجاء في لسان العرب الش!ريعة والش!رعة م!ا س!ن هللا من ال!دين وأم!ر ب!!ه‪ ،‬والش!رعة تطل!!ق أيض!ا على‬
‫‪1‬‬
‫المنهاج‪ ،‬والشرعية من الشرع والشرعة وهي ما شرع هللا تعالى لعباده من الدين‪.‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬

‫الشرعية نسبة إلى الشريعة‪ ،‬والشريعة في االصطالح الشرعي ما شرع هللا لعباده من الدين‪ ،‬أي من االحكام المختلفة وس!!ميت ه!!ذه‬
‫‪2‬‬
‫االحكام شريعة الستقامتها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الرقابة الشرعية باعتبارها علما ولقبا‬

‫يعتبر مصطلح الرقابة الشرعية من المصطلحات المستحدثة الي ظهرت مع ظهور المؤسسات المالية اإلسالمية وق!!د تع!!ددت ه!!ذا‬
‫المصطلح التعاريف ونصيغ منها ما يلي‪:‬‬

‫التعريف األول‪ :‬الرقابة الشرعية هي التأكد من مدى مطابقة أعمال المؤسسة المالي!!ة اإلس!!المية ألحك!!ام الش!!ريعة اإلس!!المية‪ .‬حس!!ب‬
‫‪3‬‬
‫الفتاوى الصادرة والقرارات المعتمدة! من جهة الفتوى‪.‬‬

‫التعريف الثاني‪ :‬هي االشراف والمالحظة الدقيقة على أعمال المؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬للتأك!!د من مطابقته!!ا ألحك!!ام الش!!ريعة‬
‫‪4‬‬
‫اإلسالمية‪ ،‬واجتهادات وقرارات المجامع واللجان الفقهية المعتمدة وفق االليات والضوابط المتبعة‪.‬‬

‫التعريف الثالث‪ :‬يقصد بالرقابة الشرعية بصفة عامة متابعة وتدقيق وفحص وتحليل كافة األعمال والتص!!رفات وغيره!ا‪ ،‬للتأك!!د من‬
‫أنها تتم وفقا ً ألحكام ومبادئ الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ونستنتج من جملة هذه التعاريف ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابة هي عملية أساسية لبقاء المؤسسة المالية اإلسالمية ضمن األطر الشرعية؛‬

‫‪ -‬إن المقصد االساسي للرقابة هو تحقيق أهداف المؤسسة المالية اإلسالمية ضمن األطر المحددة؛‬

‫‪ -‬عمل الرقابة الشرعية يتمثل في شيئين األول هو إصدار الفتوى والث!!اني ه!!و تتب!!ع تنفي!!ذ الفت!!وى من خالل المتابع!!ة الدقيق!!ة لجمي!!ع‬

‫الحركات المالية الداخلية والخارجية‪ ،‬الي تقوم بها المؤسسات المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬وجود الرقابة الشرعية يضفي المصداقية على عمل المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن منظور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.1699‬‬


‫‪ 2‬أحمد عبد العفو العليات‪ ،‬الرقابة الشرعية على أعمال المصارف اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬تخصص فقه والتشريع‪ ،‬كلية الدراسات العليا‬
‫جامعة النجاح الوطنية نابس فلسطين‪ ،2006 ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ 3‬نزيه حماد‪ ،‬في فقه المعامالت المالية والمصرفية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬سوريا‪ ،2006 ،‬ص‪.30‬‬
‫‪ 4‬علي بن محمد العيدروس‪ ،‬الرقابة الشرعية على المصارف والمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬مؤتمر المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة‬
‫الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري‪ ،‬دبي أيام ‪ 31‬جوان – ‪ 3‬جويلية ‪ ،2009‬ص‪.17‬‬

‫‪4‬‬
‫‪1‬‬
‫ويمكننا القول بأن تعاريف الرقابة الشرعية تمتاز بثالثة اتجاهات متكاملة هي‪:‬‬

‫االتجاه األول‪ :‬يهتم بالجانب الوظيفي للرقابة‪ ،‬ويركز على االهداف الي تسعى إلى تحقيقها‪.‬‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬يهتم بالرقابة على اعتبار أنها إجراءات‪ ،‬ويركز على الخطوات الي يتعين اجراؤها للقيام بعملية الرقابة‪.‬‬

‫االتجاه الثالث‪ :‬يهتم باألجهزة الي تقوم بالرقابة‪ ،‬وتتولى المراجعة والفحص والمتابعة وجمع المعلومات وتحليل النتائج‪.‬‬

‫وفي االخير يمكن صياغة التعريف التالي للرقابة الشرعية‪ :‬الرقابة الشرعية هي عملية أساسية‪ ،‬تنطلق من إص!!دار الفت!!وى‪ ،‬وتص!!ل‬
‫إلى تتبع مسار ه!!ذه الفت!!وى في العملي!ات والتحرك!ات المالي!!ة للمؤسس!!ة المالي!ة‪ ،‬وه!ذا للتأك!!د من مطابق!ة أعماله!ا ألحك!ام الش!ريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن هناك العديد من التسميات للجه!!ات المس!!ؤولة عن الرقاب!!ة الش!!رعية في المؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية منه!!ا‪ :‬هيئ!!ة‬
‫الرقابة الشرعية‪ ،‬المستشار الشرعي‪ ،‬لجنة الرقابة الشرعية‪ ،‬المراقب الشرعي‪ :‬المجلس الش!!رعي‪ ،‬اللجن!!ة الديني!ة! أو هيئ!!ة اإلفت!!اء‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫جهاز الرقابة الشرعية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية وأهداف الرقابة الشرعية‬

‫الفرع األول‪ :‬أهمية الرقابة الشرعية‬

‫ال يمكن أن ننك!ر م!ا تقدم!!ه الرقاب!!ة الش!!رعية للعم!ل الم!الي اإلس!!المي من توجيه!ات وتنظيم!!ات‪ ،‬لع!دم الوق!وع في المخالف!ات‬
‫الشرعية‪ ،‬وكذا تحديد الخاطئ من العمل في جانبه الشرعي‪ ،‬ولهذا سنفصل في أهمية الرقابة الشرعية وأهدافها‪.‬‬

‫يعد جه!از الرقاب!ة الش!رعية أح!د أهم األجه!زة في المؤسس!ات المالي!ة اإلس!المية الي تق!دم خ!دمات إس!المية‪ ،‬ذل!ك ألن اعتب!ار‬
‫الخدمات التي تقدمها المؤسسة المالية اإلسالمية متوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ال يكون مقبوالً إال إذا كانت مصدقة من قبل الجه!!از‬
‫‪3‬‬
‫الرقابي العامل لديها‪ ،‬ومن ذلك تبرز األهمية والضرورة البالغة بالنسبة للمؤسسات المالية اإلسالمية ألكثر من سبب‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬إن األساس الذي قامت عليه المؤسسات المالية اإلسالمية المعاصرة هو تقديم البديل الشرعي للمؤسسات المالي!!ة الوض!!عية‪ ،‬له!!ذا‬

‫فإن وجود الرقابة الشرعية ضرورة حيوية لتراقب وترصد سير عمل المؤسسات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬والتزامه!!ا وموافق!!ة معامالته!!ا‬
‫لألحكام الشرعية‪ ،‬لبقاء المؤسسات المالية اإلسالمية على أساسها؛‬
‫‪ -‬عدم اإلحاطة بقواعد المعامالت اإلسالمية من قبل أغلب العاملين في المؤسسات المالية اإلسالمية؛‬

‫‪ -‬كثرة الصور المستجدة وأنواع مستحدثة من المعامالت المالية والتجارية والحسابات بأنواعها‪ ،‬والتجارة اإللكترونية‪ ،‬الي ال تكاد‬

‫توجد لها أحكام في المصادر الفقهية األصلية؛‬

‫‪ 1‬عبد الحميد محمود البعلي‪ ،‬الرقابة الشرعية الفعالة في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة‬
‫المكرمة‪ ،‬السعودية‪ ،2005 ،‬ص‪.27‬‬
‫‪ 2‬محمد أمين علي القطان‪ ،‬الرقابة الشرعية الفعالة في المصارف اإلسالمية‪ ،‬المؤتمر العالمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬السعودية‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬محمد عبد اللطيف الفرفور‪ ،‬دور المجامع الفقهية في ترشيد مسيرة المصارف اإلسالمية‪ ،‬الدورة التاسعة عشر لمجمع الفقه اإلسالمي الدولي‪ ،‬الشارقة‪،‬‬
‫األمارات العربية المتحدة‪ 30 – 26 ،‬أفريل ‪ ،2009‬ص‪.22‬‬

‫‪5‬‬
‫‪-‬العاملون في النشاط االس!!تثماري يجب أن يكون!!وا على اتص!!ال مس!!تمر م!!ع الرقاب!!ة الش!رعية‪ ،‬ألنهم دائم!ا ً بحاج!!ة إلى الفتي!!ا في‬

‫نوازل وقضايا تواجههم أثناء عملهم؛‬


‫‪ -‬إن وجود الرقابة الشرعية على مستوى المؤسسات المالية اإلسالمية فعلياً‪ ،‬يعطي المؤسسات المالية اإلسالمية الصبغة الش!!رعية‬

‫الحق‪ ،‬كما يضفي وجود الرقابة ارتياحا ً لدى جمهور المتعاملين مع المؤسسات المالية اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬ظهور كيانات مالية واستثمارية غير جادة تنص نظمها األساسية وق!!وانين إنش!!ائها على أنم!!ا تعم!!ل وفق!!ا ألحك!!ام الش!!ريعة‪ ،‬دون‬

‫وجود رقابة تكفل التحقق من ذلك؛‬


‫‪ -‬إن االنظمة السياسية واالقتصادية الي تعمل فيها المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬هي أنظمة وضعية بعي!!دة ك!!ل البع!!د عن اإلس!!الم‪،‬‬

‫مما يبرر الحاجة الماسة لوجود رقابة على هذه المؤسسات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف الرقابة الشرعية‬

‫تتمثل األهداف األساسية للرقابة الشرعية فيما يلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬االبتعاد التام عن الفوائد والربا وتحري الحالل من المعامالت وتجنب حرامها‪،‬‬

‫‪ -‬تحفيز المؤسسات المالية اإلسالمية وكافة المتعاملين معها وغيرهم على االلتزام بقواعد الشريعة اإلسالمية حتى يعم الخ!!ير على‬

‫المجتمع؛‬
‫‪-‬االطمئنان من أن النظم األساسية والل!وائح الداخلي!ة المختلف!ة ق!د أع!دت طبق!ا لقواع!د الش!ريعة اإلس!المية واالبتع!اد عن ك!ل م!ا‬
‫‪2‬‬
‫يعارضها واعتباره باطال؛‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬التأكد من تصميم نماذج العقود والنظم والسجالت بشكل يوافق الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬التأكد من أن اختيار العاملين قد تم على أسس شرعية؛‬

‫‪-‬تحقي!!ق المتابع!!ة المس!!تمرة والمراجع!!ة والتحلي!!ل بم!!ا يض!!من تنفي!!ذ العم!!ل طبق!!ا لقواع!!د الش!!ريعة اإلس!!المية وبي!!ان المش!!كالت‬

‫والصعوبات؛‬
‫‪-‬المساهمة والمش!اركة في ابتك!!ار ص!يغ جدي!!دة إس!!المية لتوظي!!ف األم!!وال في المج!!االت المش!!روعة‪ ،‬وذل!!ك بالتع!!اون م!!ع إدارة‬
‫‪5‬‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية والعاملين وأجهزة الرقابة األخرى‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مراحل ومكونات الرقابة الشرعية‬

‫الفرع األول‪ :‬مراحل الرقابة الشرعية‬

‫‪6‬‬
‫تمر الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية اإلسالمية بثالث مراحل‪:‬‬

‫‪ 1‬فارس أبو معمر‪ ،‬أثر الرقابة الشرعية واستقالليتها‪ ،‬المؤتمر األول للمستجدات الفقهية في معامالت البنوك اإلسالمية‪ ،‬البنك اإلسالمي األردني‪،1994 ،‬‬
‫ص ‪.05‬‬
‫‪ 2‬حسين شحاتة‪ ،‬إطاللة إسالمية على االتجاهات المعاصرة في المراجعة‪ ،‬مكتبة التقوى‪ ،1993 ،‬ص‪.102 ،‬‬
‫‪ 3‬محمد أمين علي القطان‪ ،‬الرقابة الشرعية في مؤسسات صناعة الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،2004 ،1‬ص‪.13 ،‬‬
‫‪ 4‬فارس أبو معمر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.05‬‬
‫‪ 5‬حسين شحاتة‪ ،‬دليل إرشادات المراجعة والرقابة في المصارف اإلسالمية‪ ،‬دراسة مقدمة لمؤسسة النقد السعودي –الرياض‪ ،2003 ،‬ص ‪.36‬‬

‫‪6‬‬
‫أوال‪ :‬الرقابة السابقة للتنفيذ‬

‫وتسمى الرقابة الوقائية وتشمل الرقابة السابقة للتنفيذ‪ ،‬أو الرقاب!ة الوقائي!ة للعملي!ات والمش!اريع الي تن!وي إدارة المؤسس!ات المالي!ة‬
‫اإلسالمية تنفيذها‪ ،‬فتقوم الرقابة الشرعية بجمع المعلومات وكل البيانات حول العملية لإلبداء برأيها قبل التنفيذ‪ ،‬فإذا تبين أنما مخالفة‬
‫ألحكام الشريعة اإلسالمية استبعدتها‪ ،‬أو قامت بتعديلها بما يتوافق وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرقابة أثناء التنفيذ‬

‫وتسمى الرقابة العالجية‪ ،‬وتتناول مراجعة وتدقيق العمليات المالي!!ة والمص!!رفية والتجاري!!ة وال!!تي تحت!!اج إلى رأي ش!!رعي‪ ،‬به!!دف‬
‫التأكد من التزام المؤسسة المالية بالتطبيق الكامل للفتاوى الصادرة ومتابعتها وتصحيحها أوال بأول‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرقابة الالحقة للتنفيذ‬

‫وتس!!مى الرقاب!!ة التكميلي!!ة أو رقاب!!ة المتابع!!ة‪ ،‬تمث!!ل أغلب أعم!!ال الرقاب!!ة الش!!رعية‪ ،‬ألنه!!ا تتن!!اول االعم!!ال العادي!!ة والمتك!!ررة‪،‬‬
‫والتوجيهات الصادرة عن جهة االختصاص‪ ،‬كمراجعة ملفات العمليات االستثمارية بعد التنفيذ‪ !،‬ومراجعة البيانات الدوري!!ة المرس!!لة‬
‫من المؤسسة للجهات الرسمية؛ ومراجعة تقارير الجهات الرقابية الخارجية كالبنك المركزي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مكونات الرقابة الشرعية‬

‫‪1‬‬
‫البد للرقابة الشرعية حين تحقق المقصود منها أن يتوافر فيها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬هيئة الفتوى‬

‫وتضم مجموعة من علماء الشريعة المتخصصين في التعامالت المالية‪ ،‬ممن لديهم األهلية للفت!وى في ه!ذا المج!ال‪ ،‬بحيث ال يق!ل‬
‫عددهم عن ثالثة‪ ،‬ليتحقق بذلك أن الفت!وى ص!ادرة عن اجته!اد جم!اعي‪ ،‬ألن االث!نين! في ح!ال اختالفهم!ا ال م!رجح ألح!دهما‪ ،‬وهي‬
‫الهيئة الي تقوم بإصدار الفتوى‪ ،‬أو نقول إنه!!ا تختص بالج!!انب النظ!!ري من حيث إيج!!اد الب!!دائل الش!!رعية‪ ،‬ووض!!ع الحل!!ول العملي!!ة‬
‫للمشاكل المالية في المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جهاز المتابعة الشرعية‬

‫ويضم مجموع!!ة من المراق!!بين الش!!رعيين‪ ،‬ممن ل!!ديهم إلم!!ام بالض!!وابط الش!!رعية‪ ،‬وال يل!!زم أن يكون!!وا من الفقه!!اء فق!!د يكون!!ون‬
‫محاسبين أو قانونين أو غيرهم‪ ،‬ووجود هذا الجهاز ضروري لحفظ أعمال المؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية عن المخالف!!ات الش!!رعية‪،‬‬
‫ومتابعة تنفيذ قرارات هيئة الفتوى على الوجه الص!حيح‪ ،‬وعلى ه!ذا فوج!ود ه!ذا الجه!از واجب‪ ،‬ألن م!ا ال يتم ال!واجب إال ب!ه فه!و‬
‫واجب‪ ،‬والفتوى بال رقابة س!تبقى ‪ -‬في أحس!ن أحواله!ا ‪ -‬رهين!ة اجته!اد الموظ!ف ال!ذي ق!د يخطئ في تنفي!ذها أو يح!رف بعض م!ا‬
‫تضمنه جهال منه بمضمونها‪ ،‬إذن هي هيئة تمتم بالناحية العملية من الرقابة وذل!!ك بالتأك!!د من ال!!تزام المؤسس!!ة بالح!!دود المقي!!دة بم!!ا‬
‫والتزامها بالتوجيهات الصادرة عن الهيئة األولى‪.‬‬

‫‪ 6‬عبد المنعم محمد الطيب‪ ،‬تقييم الرقابة الشرعية في ظل النظام المصرفي الشامل (التجربة السودانية)‪ ،‬مؤتمر المصارف اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪،‬‬
‫دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري‪ ،‬دبي أيام ‪ 31‬جوان – ‪ 3‬جويلية ‪ ،2009‬ص‪.17‬‬
‫‪ 1‬يوسف بن عبد هللا الشبيلي‪ ،‬الرقابة الشرعية على المصارف ضوابطها وأحكامها ودورها في ضبط عمل المصارف‪ ،‬الدورة التاسعة عشر لمجمع الفقه‬
‫اإلسالمي الدوالي‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ 26 ،‬أفريل – ‪ 30‬أفريل ‪ ،2009‬ص‪.06‬‬

‫‪7‬‬
‫ثالثا‪ :‬الهيئة العليا للرقابة الشرعية‬

‫وهي جهة ش!رعية علي!ا تتب!ع غالب!ا البن!ك المرك!زي وتق!وم باإلش!راف على المؤسس!ات المالي!ة اإلس!المية‪ ،‬على مس!توى الدول!ة‬
‫بالتنسيق مع هيئات الرقابة الشرعية لكل المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬ويتمثل هدفها االساسي في مراقبة ومتابعة م!!دى ال!!تزام هيئ!!ة‬
‫‪1‬‬
‫الرقابة الشرعية داخل المؤسسات المالية اإلسالمية بتطبيق الصيغ الشرعية اإلسالمية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أشكال الرقابة الشرعية‬

‫تتعدد! أشكال الرقابة الشرعية وتختل!!ف من بل!!د آلخ!ر ب!!ل وح!!تى من مؤسس!!ة مالي!!ة ألخ!!رى‪ ،‬وذل!!ك تبع!ا ً لدرج!!ة قناع!!ة اإلدارات‬
‫والمسؤولين في المؤسسات المالية اإلسالمية بأهميته!!ا وب!!دورها‪ ،‬ول!!ذلك نج!!د أن منهم من اكتفى بم!!راقب ش!!رعي يع!!ول علي!!ه بك!!ل‬
‫النواحي الشرعية‪ ،‬ومنهم من يصرح بحاجته إلى جهاز ش!رعي متكام!ل للقي!ام به!ذا الغ!رض‪ ،‬وبش!كل ع!ام فهي ال تخ!رج عن أح!د‬
‫‪2‬‬
‫األشكال التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬هيئة رقابة شرعية داخل البنك المركزي‬

‫تكون مسؤولة عن كل ما يتعلق بالمؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬على أال تخض!!ع ه!!ذه الهيئ!!ة إلدارة البن!!ك المرك!!زي‪ ،‬فهي ال!!تي‬
‫تحاسب البنك المركزي وليس العكس‪ ،‬وال سلطة الرقابة الشرعية المس!!تمرة على عملي!!ات هيئ!!ات الرقاب!!ة الش!!رعية في المؤسس!!ات‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬ومثل ذلك المجلس اإلشرافي الشرعي في البنك المركزي الماليزي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬هيئة أو جهاز رقابة شرعية مستقلة‬

‫ويكون غير تابع ألي من المؤسسات الملية اإلسالمية ويتابع كل ما يتعلق بالمؤسسات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬ومنفص!!ل عن البن!!ك‬
‫المركزي‪ ،‬ومن ذلك قيام الهيئة العليا للفتوى والرقابة الش!رعية في االتح!اد ال!!دولي للبن!!وك اإلس!!المية‪ ،‬وك!!ذلك الهيئ!!ة العلي!!ا التابع!!ة‬
‫لوزارة الشؤون اإلسالمية واألوقاف في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬جهاز رقابة شرعية مستقل ومنفصل عن البنك المركزي‬

‫ويكون تابعًا لمجموعة من المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬كالهيئة الشرعية الموحدة لمجموعة دولة البركة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬جهة استشارية مركزية‬

‫تكون داخل المؤسسات المالية أو خارجها‪ ،‬تفتي بالمسائل المعروضة عليها فقط‪ ،‬وال صلة ها بمراجعة األعمال المنفذة‪ ،‬وتعتبر‬
‫إدارة الفتوى بوزارة األوقاف الكويتية مثاالً على ذلك‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬هيئة رقابية شرعية مستقلة داخل المؤسسات المالية‬


‫‪ 1‬العياشي فداد‪ ،‬الرقابة الشرعية ودورها في ضبط أعمال المصارف اإلسالمية أهميتها‪ ،‬شروطها‪ ،‬طريقة عمليها‪ ،‬الدورة التاسعة عشر لمجمع الفقه‬
‫اإلسالمي الدولي‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ 26 ،‬أفريل – ‪ 30‬أفريل ‪ ،2009‬ص‪.08‬‬
‫‪ 2‬القطان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.14 - 13‬‬

‫‪8‬‬
‫تابعة للجمعية العمومية للمساهمين‪ ،‬وتمارس الدور المتكامل للرقابة واإلفتاء‪ ،‬كما ورد في النظ!ام األساس!!ي لبن!!ك فيص!!ل اإلس!!المي‬
‫السوداني‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬جهاز رقابي شرعي متكامل ال يتبع الجمعية العمومية للمساهمين‬

‫ويحوي أعضاء لإلفتاء‪ ،‬وآخرين كمستشارين‪ ،‬وغيرهم للتدقيق والمراجعة‪ ،‬وآخرين للرقابة والمتابع!!ة‪ ،‬باإلض!!افة إلى رئيس الهيئ!!ة‬
‫ومقررها والدعاة‪ ،‬وأقرب ما يكون من هذا الشكل هو هيئة الفتوى والرقابة الشرعية في بيت التمويل الكويتي‪ ،‬إال أنه!!ا لم تخص!!ص‬
‫من يقوم بعمليات التدقيق والمراجعة‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬إدارة للرقابة الشرعية‬

‫تكون كجز من إحدى اإلدارات وغالبا ً ما تكون تابعة إلدارة المراجعة الداخلية‪ ،‬أو ك!!إدارة مس!!تقلة تس!!مى إدارة المراجع!!ة الش!!رعية‬
‫الداخلية‪ ،‬كما جاء في النظام األساس!ي لبن!!ك التض!امن اإلس!!المي على إنش!!اء إدارة في المص!!رف متخصص!!ة‪ ،‬تس!!مى إدارة الفت!!وى‬
‫والبحوث مكونة من ثالثة أقسام‪ :‬الشريعة والقانون واالقتصاد‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬مستشار شرعي‬

‫يستشار في بعض المعامالت وال عالقة له بالتنفيذ وال بكيفيته‪ !،‬ومثل ذلك البنك اإلسالمي األردني‪ ،‬ونظام المصارف اإلس!!المية في‬
‫ماليزيا‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬عضو رقابة شرعية‬

‫ويكون في كل إدارة وقسم‪ ،‬كبنك التضامن السوداني‪ ،‬فقد عين عضو رقابة شرعية في كل إدارة وقسم في المصرف‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬مراقب شرعي واحد للمؤسسة المالية‬

‫يكون ضمن المؤسسة يقوم بعملية المراقبة كبنك التمويل المصري السعودي‪.‬‬

‫حادية عشرا‪ :‬مدقق شرعي واحد للمصرف‬

‫كالبنك اإلسالمي في الدانمارك الذي عين مدققا ً شرعيا ً داخليا ً على غرار المدقق الشرعي الخارجي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية هيئات الرقابة الشرعية‬

‫‪9‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهومـ هيئات الرقابة الشرعية‬

‫تع!!رف هيئ!!ة الرقاب!!ة الش!!رعية على أنه!!ا "جه!!از مس!!تقل من الفقه!!اء المتخصص!!ين في فق!!ه المع!!امالت‪ ،‬ويج!!وز أن يك!!ون أح!!د‬
‫األعضاء من غير الفقهاء على أن يكون من المتخصصين في مجال المؤسسات المالية اإلسالمية وله إلم!ام بفق!ه المع!!امالت‪ ،‬ويعه!د‬
‫لهيئة الرقابة الشرعية توجيه نشاطات المؤسسة ومراقبتها واإلشراف عليها للتأكد من التزامها بأحك!ام ومب!ادئ الش!ريعة اإلس!المية‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫وتكون فتواها وقرارتها ملزمة لها"‪.‬‬

‫وهيئة الرقابة الشرعية تستمد مشروعيتها من بداية التفكير في إنشاء المؤسسة المالية اإلسالمية‪ ،‬وذلك كي تراعي خطوات إنشاءها‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتراجع أوال بأول إجراءات قيام ذلك الكيان الجديد‪ !،‬وتدعو إليه بين الناس وتضفي الشرعية على قيامه‪.‬‬

‫يتضح من هذين التعريفين أن الهيئة تقوم بمهمتين‪:‬‬

‫‪ -‬الفتوى التي تساعد المؤسس!!ة على االل!!تزام بقواع!د الش!ريعة اإلس!المية في جمي!!ع معامالته!!ا وأوج!!ه نش!اطها‪ ،‬أي أن الهيئ!!ة تق!وم‬
‫بإصدار الفتاوي والتوصيات فيما تعرضه عليها اإلدارة من تساؤالت كمراجعة نماذج العق!ود والل!وائح ال!تي تس!تعملها المؤسس!ة في‬
‫معامالتها؛‬

‫‪ -‬الرقابة الشرعية من خالل مراجعة وتدقيق معامالت المؤسسة للتأكد من عدم مخالفتها ألحكام الش!!ريعة اإلس!!المية‪ ،‬وتنبي!!ه اإلدارة‬
‫على المخالف منها بقصد تصحيحه وعدم تكراره‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مهام وتشكيل هيئات الرقابة الشرعية‬

‫الفرع األول‪ :‬مهام هيئات الرقابة الشرعية‬

‫تتحمل الرقابة الشرعية على عاتقها عددا كبير من المهام‪ ،‬ويجدر بنا القول إن سالمة التطبيق الشرعي ليست مسؤولية هيئ!ة الرقاب!ة‬
‫الشرعية لوحدها‪ ،‬بل إن جميع العاملين مسؤولين عن ذلك أيضا‪:‬‬

‫‪ -‬تشرف الهيئة على جميع النواحي الشرعية بالمؤسسة‪ ،‬للتأك!!د من مطابق!!ة معامالته!!ا ألحك!!ام الش!!ريعة اإلس!!المية وفت!!اوي الهيئ!!ة‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫واالعتراض على المخالف منها؛‬
‫‪ -‬تقوم الهيئة بمتابعة تنفيذ ما تصدره من فتاوي وأراء شرعية تداركا لما قد يواجه التطبيق من مشكالت عملية‪ ،‬وهذا ض!!من الرقاب!!ة‬
‫‪4‬‬
‫الالحقة أيضا؛‬
‫‪-‬تعتبر عمليات المراجعة من أهم ما تقوم به هيئات الرقاب!!ة الش!!رعية في المؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬وتع!!رف بعملي!!ات الرقاب!!ة‬

‫الالحقة‪ ،‬وهي تشمل مراجعة كل األعمال والعمليات والعقود والملفات‪ ،‬وذلك بالتحقق من موجودات المؤسسة‪ ،‬ومراجع!!ة الميزاني!!ة‬
‫والحسابات الختامية للتأكد من أن كلها قد أعدت ألحكام الشريعة اإلسالمية؛‬
‫‪ 1‬فيصل عبد العزيز فرح‪ ،‬الرقابة الشرعية الواقع والمثال‪ ،‬المؤتمر العلمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي لجامعة أم القري‪ 31 ،‬ماي ‪ 2 -1 -‬جوان ‪،2005‬‬
‫ص‪.16‬‬
‫‪ 2‬حسن يوسف داود‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصاريف اإلسالمية‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬ط ‪ ،1996 ،1‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 3‬فيصل عبد العزيز فرح‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪ 4‬رائد جميل جبر ومروان أبو الفضة‪ ،‬تقييم كفاءة وفاعلية نظام الرقابة على المصارف اإلسالمية (دراسة ميدانية على البنك اإلسالمي األردني)‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬المجلد الثالث عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان‪ ،2005‬ص ‪.38‬‬

‫‪10‬‬
‫‪-‬قيام الهيئة برفع واستقبال التق!ارير الدوري!ة ثم مناقش!!تها‪ ،‬حيث تق!!وم الرقاب!!ة الش!رعية في المؤسس!ات المالي!!ة اإلس!!المية بإص!دار‬

‫تقارير عن العمليات التي قامت به!!ا‪ ،‬حيث أن كال من الم!!راقب الش!!رعي والم!!الي مس!!ؤول أم!ام الم!!ودعين والمس!اهمين على تق!!ديم‬
‫تقرير بصحة سير العمل؛‬
‫‪ -‬تعمل هيئة الرقابة الشرعية على تقييم األداء االجتماعي للمؤسسات المالية اإلسالمية على مستويين‪ ،‬حيث يتضمن المستوى األول‬

‫دور المراجعة عن المسؤولية االجتماعية الداخلية وهيئة الرقابة الشرعية في تقييم األداء االجتماعي‪ ،‬أم!!ا المس!!توي الث!!اني فيتض!!من‬
‫العالقة الموضوعية بين المراجعة عن المسؤولية االجتماعية الخارجي!!ة وهيئ!!ة الرقاب!!ة الش!!رعية وأث!!ر ه!!ذه العالق!!ة في تق!!ييم األداء‬
‫‪1‬‬
‫االجتماعي للمؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع هيئات الرقابة الشرعية‬

‫تتنوع هيئات الرقابة الشرعية إلى أربعة أنواع هي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬هيئة الفتوى والرقابة الشرعية‬

‫وهي التي تقوم باإلفتاء واإلجابة عن االستفسارات التي ت!رد إلى الهيئ!ة من قب!ل كاف!ة الجه!ات التابع!ة للمؤسس!ة المالي!ة‪ .‬كم!ا تع!نى‬
‫ب!!النظر في أعم!!ال المؤسس!!ة وأنش!!طتها المالي!!ة المختلف!!ة وإص!!دار ال!!رأي الش!!رعي حياله!!ا‪ .‬والنظ!!ر في العق!!ود وص!!يغ االس!!تثمار‬
‫‪2‬‬
‫والمنتجات المالية التي تعلن عنها تلك المؤسسة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جهاز الرقابة الشرعية الداخلي‬

‫‪3‬‬
‫المتمثل بالمراقب الشرعي المقيم في المؤسسة الماليّة اإلسالمية‪ .‬والمتابع لسير العمل‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الهيئة العليا للرقابة الشرعية‬

‫والتي تتبع غالبا البن!!ك المرك!زي‪ ،‬وتق!!وم باإلش!!راف على المص!!ارف اإلس!!المية على مس!!توى الدول!!ة بالتنس!!يق م!!ع هيئ!!ات الرقاب!!ة‬
‫‪4‬‬
‫الشرعيّة لكل مصرف‪ ،‬وهي غير موجودة في الواقع العملي ونرجو وجودها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬شركات االستشارات والرقابة الشرعية الخاصة‬

‫‪ 1‬رائد جميل جبر ومروان أبو الفضة جالة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39 :‬‬
‫‪ 2‬محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬المراجعة والتدقيق الشرعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المملكة األردنية الهاشمية‪ ،‬دار الجنان للنشر والتوزيع‪ ،2016 ،‬ص‬
‫‪183‬‬
‫‪ 3‬أحمد طنش خلود وعبد الحليم عبادة إبراهيم‪ ،‬استقاللية هيئات الرقابة الشرعية ودورها في تعزيز العمل المصرفي اإلسالمي في ضوء معايير الحوكمة‬
‫الصادرة عن ايوفي‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة‪ ،2019 ،‬ص‪.625‬‬
‫‪ 4‬خلود وإبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.625‬‬

‫‪11‬‬
‫‪1‬‬
‫والمقصود هنا التدقيق الشرعي الخارجي على المؤسسات المالية اإلسالمية‪ .‬وهو شكل جديد من الرقابة الشرعية للبنوك اإلس!!المية‬
‫بدأ في الظهور والنمو وهو ما يعرف بشركات االستشارات والرقابة الشرعية الخاصة المستقلة عن المؤسسات المالية وعن الجه!!از‬
‫‪2‬‬
‫المصرفي الحكومي‪ ،‬وهي شركات ال تزال في خطواتها األولى‪ .‬وتعود نشأتها إلى الخمس سنوات األخيرة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استقاللية هيئات الرقابة الشرعية وقوتها القانونية‬

‫الفرع األول‪ :‬استقاللية هيئة الرقابة الشرعية‬

‫لضمان تحقيق االستقاللية الكاملة لهيئة الرقابة الش!رعية يجب أن يك!!ون للجمعي!!ة العام!!ة للمس!اهمين‪ ،‬وج!ري الع!!رف أن يرش!ح‬
‫أعضاؤها بمعرفة جالس اإلدارة ويتم التعيين بمعرف!!ة الجمعي!ة العام!!ة وهي ال!!تي تح!!دد أتعابه!ا وله!ا الح!ق عزلها ‪ .3‬أي أن الجمعي!ة‬
‫العامة تقوم باختيار رئيس وأعضاء هيئة الرقابة الشرعية وهي التي تقوم بتحديد مخصصاتها من مكافآت وأتع!!اب‪ ،‬مم!!ا يجع!!ل ه!!ذه‬
‫الهيئة مسؤولة مسؤولية كاملة أمام المساهمين وأصحاب المشروعات االستثمارية والمتعاملين ولهم الحق في مقاض!!اتها إذا أص!!ابهم‬
‫ضرر بسبب االعتماد على تقاريرها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القوة القانونية لهيئة الرقابة الشرعية‬

‫تستمد قوة الهيئة من خالل موقعها في الهيكل التنظيمي للمؤسسة والجهة التي يتبعها ويأخذ السلطة منه!!ا‪ ،‬وتأخ!!ذ هيئ!!ات الرقاب!!ة‬
‫الشرعية سلطتها على أساس االعتبارات التالية‪:‬‬

‫‪-‬الرقاب!ة الش!رعية ت!أتي من أص!ل الرقاب!ات المختلف!ة في اإلس!الم كالرقاب!ة الذاتي!ة والمالي!ة‪ ،‬وال!تي تفهم من بين مقاص!د الش!ريعة‬
‫‪4‬‬
‫الخمسة؛‬
‫‪-‬إبداء ال!!رأي الش!!رعي فيم!!ا يس!!توجب ذل!!ك من مع!!امالت المص!!رف دون توق!!ف أو انتظ!!ار لع!رض‪ ،‬أي القي!!ام بوالي!!ة اإلفت!!اء في‬

‫المصرف‪ ،‬وهذا يحقق في نظرنا فاعلية الهيئة وتفاعلها مع كل أجهزة المصرف ونش!!اطاته ووقوفه!!ا على ك!!ل م!!ا يج!!ري في!!ه ال أن‬
‫‪5‬‬
‫تنتظر حتى تعرض عليها المعاملة إذا رأت إدارة المصرف ذلك؛‬
‫‪ -‬تعتبر الهيئة من وجهة نظر القانون هي الجهاز التشريعي والتأسيسي للمؤسسة المالية اإلسالمية‪ ،‬أي أن كل معامالته!!ا تق!!ع خ!!ارج‬

‫إطار اإللزام القانوني العام؛‬


‫‪ -‬يتأثر المودعون في المؤسسة المالية اإلسالمية بنتائج األعمال ربحا أو خسارة وعدم مشاركتهم في اختيار جالس اإلدارة وم!!راقب‬

‫الحسابات يجعلهم في استغناء عن رقابة العمل الذي يشاركون في نتائجه ومن هن!!ا ك!!ان من الض!!روري أن تش!!كل الرقاب!!ة الش!!رعية‬
‫‪6‬‬
‫الممثل الفعلي لرقابة المودعين‪ ،‬وذلك إن لم يكن للمودعين ممثل عنهم في الرقابة على المؤسسة؛‬

‫‪ 1‬خلود وإبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.625‬‬


‫‪ 2‬المغربي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.184‬‬
‫‪ 3‬حسين شحاتة‪ ،‬أصول المراجعة والرقابة في اإلسالم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.145‬‬
‫‪ 4‬محمد عبد الحكيم زعير‪ ،‬العالقة بين الرقابة الشرعية والرقابة المالية في المؤسسات اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ،183‬بنك دبي‬
‫اإلسالمي‪ ،‬جويلية ‪ ،1996‬ص‪.44‬‬
‫‪ 5‬عبد الحميد محمود البعلي‪ ،‬االستثمار والرقابة الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬دار التوفيق النموذجية للطباعة‪ ،‬ط ‪ ،1991 ،1‬ص‬
‫‪.218‬‬
‫‪ 6‬محمد أمين على القطان‪ ،‬الرقابة الشرعية في مؤسسات صناعة الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬ط ‪ ،2004 ،1‬ص‪.38 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬مما يطالب به مراجع الحسابات أن يوضح مدي التزام المؤسسة المالية اإلسالمية باللوائح والقرارات المتخذة‪ ،‬وكذا قرارات هيئ!!ة‬
‫الرقابة الشرعية بها‪ ،‬وبالتالي ف!إن ق!رارات هيئ!ة الرقاب!ة الش!رعية ذات أث!ر فع!ال على تقري!!ر مراج!ع الحس!ابات المعتم!!د من قب!ل‬
‫السلطات التشريعية؛‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تشكيل هيئات الرقابة الشرعية‪ ،‬شروط أعضائها وصالحياتهم‬

‫الفرع األول‪ :‬تشكيل هيئة الرقابة الشرعية‬

‫تتشكل هيئة الرقابة الشرعية للتأك!!د من أن مع!!امالت المؤسس!!ة تس!!ير وفق!!ا ألحك!ام الش!!ريعة اإلس!!المية‪ ،‬وتت!!ولي مطابق!!ة مع!!امالت‬
‫وتصرفات المؤسسة ألحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ويح!دد النظ!ام األساس!ي لك!ل المؤسس!!ة كيفي!ة تش!!كيلها وممارس!!تها لعمله!ا‬
‫‪1‬‬
‫واختصاصاتها األخرى‪.‬‬

‫وتتكون الهيئة من عدد من علماء الشرع وفقهاء القانون المقارن المؤمنين بفكرة المؤسسات المالية اإلس!!المية‪ ،‬ويجب أن تت!!وافر في‬
‫‪2‬‬
‫تعيينهم باإلضافة إلى أنهم من علماء وفقهاء شروط أخري تكفل لهم حرية إبداء الرأي منها‪:‬‬

‫‪ -‬أال يكونوا من العاملين بالمؤسسة المالية اإلسالمية‪ ،‬أو أعضاء بمجلس إدارتها ضمانا استقاللهم‪ ،‬وعدم التأثير عليهم؛‬

‫‪ -‬أن تحدد اختصاصات الهيئة بحيث تكون قادرة على القيام بالرقابة الشرعية على جميع أعمال المؤسسة‪ ،‬وتزود باإلمكاني!!ات ال!!تي‬
‫تساعدها على ذلك؛‬

‫‪ -‬ويجب أن تتكون هيئة الرقابة الشرعية من أعضاء ال يقل عددهم عن ثالثة‪ ،‬ولهيئة الرقابة الشرعية االستعانة بمختص!!ين في إدارة‬
‫األعمال أو االقتصاد وغيرهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط أعضاء هيئات الرقابة الشرعية وصالحياتهم‬

‫‪3‬‬
‫من أجل أن تقوم هيئة الرقابة الشرعية بمهامها يجب أت تتوفر لها العديد من الشروط والصالحيات واهمها‪:‬‬

‫‪ -‬يشترط في أعضاء هينة الرقابة الشرعية التخصص في فقه المعامالت واإللمام الكافي بطبيعة عمل المص!ارف واإلحاط!ة ب!الواقع‬

‫والبنية االقتصادية والقانونية؛‬


‫‪ -‬استقاللية هيئة الرقابة الشرعية وتعرف بأنها ترتيب العالقة اإلداري!!ة بين أف!!راد الهيئ!!ة الش!!رعية والمؤسس!!ة المالي!!ة بطريق!!ة تول!!د‬

‫الحوافز الكافية لتحقيق الحياد الموضوعية فيما يصدر عن تلك الهيئة‪ .‬ومن مظاهر تلك االستقاللية تع!!يين الهيئ!!ة وتحدي!د! مكاف!!أة من‬
‫قبل الجمعية العمومية؛‬

‫‪ 1‬إبراهيم عبد الحفيظ عبد الهادي‪ ،‬مدى مسؤولية مراقب الحسابات في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجستير (غير منشورة)‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪ ،1990 ،‬ص‪.59‬‬
‫‪ 2‬عوف محمود الكفراوي‪ ،‬النقود والمصارف في النظام اإلسالمي‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص ‪.259 - 258‬‬
‫‪3‬رشيد زرقط ‪ ،‬محدودية مهام هيئة الرقابة الشرعية بالمصارف اإلسالمية في ظل النظام المصرفي التقليدي البحث – دراسة حالة بنك البركة الجزائري ‪،-‬‬
‫مجلة دافتر االقتصادية‪ ،2015 ،‬ص‪.101‬‬

‫‪13‬‬
‫‪-‬االلتزام الكامل من قبل المؤسس!!ة وف!!ق مختل!!ف مس!!توياتها اإلداري!!ة ابت!!داء من جلس اإلدارة بتوف!!ير ك!!ل المعلوم!!ات والتمكين من‬

‫اإلطالع على كل المستندات المطلوبة نظاما أو وفق اللوائح واألنظمة أو المطلوبة بش!!كل خ!!اص من أعض!!باء الهيئ!!ة الش!!رعية دون‬
‫تأخير أو إبطاء؛‬
‫‪ -‬إلزامية قرارات هيئة الرقابة الشرعية ومتابعة تطبيقها على نحو شامل وكامل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك يجب أن يتوافر في أعضاء هيئة الرقابة الشرعية الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أال يكونوا من العاملين بالمؤسسة المالية اإلسالمية‪ .‬أو أعضاء بمجلس إدارتها ضمانا استقاللهم‪ .‬وعدم التأثير عليهم؛‬

‫‪ -‬أن تحدد اختصاصات الهيئة بحيث تكون قادرة على القيام بالرقابة الشرعية على جميع أعمال المؤسسة‪ .‬وت!!زود باإلمكاني!!ات ال!!تي‬

‫تساعدها على ذلك؛‬


‫‪ -‬ويجب أن تتكون هيئة الرقابة الشرعية من أعضاء ال يقل عددهم عن ثالثة‪ .‬ولهيئة الرقابة الشرعية االستعانة بمختص!!ين في إدارة‬

‫األعمال أو االقتصاد وغيرهم‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية‬


‫‪ 1‬بن عمارة نوال والعربي عطية‪ ،‬آليات ومتطلبات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،2015 ،‬ص ‪.105 – 104‬‬

‫‪14‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫قبل تعريف الحوكمة في المؤسسات المالية يجب أوال معرفة المقصود بالحوكمة والتي عرفتها مؤسسة التمويل الدولية بأنها " هي‬
‫‪1‬‬
‫نظام الذي يتم من خالله إدارة الشركات والتحكم في أعمالها"‪.‬‬

‫كما تم تعريفها من قبل معهد المدققين الداخلين (محاس!!بيا)‪ :‬بأنه!!ا العملي!!ات ال!!تي تتم من خالل االج!راءات المس!!تخدمة من ممثلي‬
‫أصحاب المصالح ألجل توفير إشراف على إدارة المخاطر‪ ،‬ومراقبة مخاطر المؤسسة والتأكيد على كفاية الضوابط إلنجاز األهداف‬
‫‪2‬‬
‫والمحافظة على قيم المؤسسة‪.‬‬

‫أما الحوكمة في المؤسس!ات المالي!ة اإلس!المية فيمكن تعريفه!ا على أنه!ا‪ ":‬النظ!ام ال!ذي يتم بواس!طته توجي!ه المؤسس!ات المالي!ة‬
‫اإلسالمية والرقابة عليها بحيث يتم تحديد! فيها المسؤوليات لجميع األطراف المشاركة‪ ،‬وبما فيها الهيئ!!ات الش!!رعية‪ ،‬وص!!ال لتحقي!!ق‬
‫العدالة والنزاهة والشفافية واالستقاللية بين اإلدارة والمس!اهمين والع!املين فيه!!ا‪ ،‬وذوي العالق!ات والمص!الح‪ ،‬باإلض!افة إلى وج!ود‬
‫قنوات لتحقيق أه!!داف المؤسس!!ة وتحقي!!ق الرقاب!!ة على األداء وتوف!!ير نظ!!ام ج!!زاءات واض!!ح متف!!ق م!!ع أحك!!ام الش!!ريعة اإلس!!المية‬
‫‪3‬‬
‫ومبادئها"‬

‫كما ينظر إلى الحوكمة في المؤسسات المالية كآلية تسمح بضمان العدالة لجميع أصحاب المصلحة من خالل المزي!!د من الش!!فافية‬
‫والمساءلة اتجاه المبادئ اإلسالمية‪ .‬إن حوكمة الشركات في مجال األعمال المتوافقة مع الشريعة ستبحث ع!!وال في بني!!ة المع!!امالت‬
‫لمعرفة ما إذا كانت المعاملة تتضمن عناصر تبطل المكاسب أو األرباح‪ .‬فالشريعة ال تهتم فقط بالجوهر ولكن أيضا بشكل المعاملة‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن أن نالحظ أن أهداف الحوكمة في المؤسسات المالية تكمن فيما يلي‪:‬‬

‫ضمان العدالة والنزاهة والشفافية واالستقاللية لجميع األطراف ذوي المصلحة؛‬ ‫‪-‬‬

‫ضمان االلتزام بمبادئ الشريعة اإلسالمية؛‬ ‫‪-‬‬

‫توجيه المؤسسات اإلسالمية والرقابة على أداءها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مبادئ الحوكمة في المؤسسات المالية‬

‫حوكمة المؤسسات المالية اإلسالمية له!ا خصوص!ية تميزه!!ا عن المؤسس!ات المالي!!ة التقليدي!!ة‪ ،‬وذل!!ك أن الج!وانب الش!رعية هي‬
‫عالمة الفصل بين هذه المؤسسات والمؤسسات المالي!!ة التقليدي!!ة‪ ،‬وتكمن خصوص!!يتها في اختالف المض!!مون مع!!امالت المؤسس!ات‬
‫‪4‬‬
‫المالية اإلسالمية عن معامالت نظيرتها التقليدية‪ !،‬حيث تعتمد! على مجموعة من المبادئ التي ال يمكن التنازل عنها‪ .‬وتتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ المشاركة في الربح والخسارة‬

‫حيث أن العقود والمعامالت التي تقوم على مبدأ المشاركة في الربح والخسارة تتم!!يز بدرج!!ة عالي!!ة من المخ!!اطرة‪ .‬مقارن!!ة ب!!العقود‬
‫التي تقوم على الفائدة المحددة مسبقا‪ .‬ما يستلزم إدارة عادلة‪ .‬ورقابة فعالة وشفافية واضحة توضح حقوق وواجبات كل طرف‪.‬‬

‫‪ 1‬إبراهيم‪ ،‬حوكمة الشركات ومسؤولية الشركات عبر الوطنية وغسيل األموال‪ ،2010 ،‬ص‪.160‬‬
‫‪ 2‬داود‪ ،2019 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ 3‬خولة وعبد هللا‪ ،2016 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪ 4‬خولة وعبد هللا‪ ،2016 ،‬ص‪.35‬‬

‫‪15‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ المتاجرة على أساس الملكية ال على أساس الدين‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ التزام هذه المؤسسات في معامالتها بأحكام الشريعة اإلسالمية‬

‫ما يستلزم عدم تمويل المشاريع المحرمة‪ ،‬والتزام األشخاص القائمين والعاملين في المؤسسات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬بمب!!ادئ الش!!ريعة‬
‫اإلسالمية في عملهم‪ ،‬وتصرفاتهم‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬معايير الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية‬

‫حرصت العديد من البيئات على وضع معايير لتطبيق الحوكمة في المؤسس!!ات المالي!!ة ومن بين ه!!ذه الهيئ!!ات ال!!تي ك!!انت س!!باقة‬
‫إلصدار هذه المعايير هي هيئة المحاسبة والمراجع!!ة للمؤسس!!ات اإلس!!المية (‪ .)AAOIFI I‬فأص!!درت ه!!ذه األخ!!يرة س!!بع مع!!ايير‬
‫خاصة بالحوكمة‪ .‬كما يعد مجلس الخدمات المالية اإلسالمية من أبرز المؤسسات التي أصدرت معايير ومبادئ الحوكمة‪ .‬حيث تب!!نى‬
‫المجلس مبادئ الحوكمة الصادرة عن كل من منظمة التع!!اون االقتص!!ادي والتنمي!!ة باإلض!!افة إلى وثيق!!ة لجن!!ة ب!!ازل ح!!ول "تعزي!!ز‬
‫‪1‬‬
‫الحوكمة في المنظمات المصرفية"‪.‬‬

‫وباعتبار أن هيئة (األيوفي) كانت السباقة إلصدار هذه المعايير‪ .‬حيث تحظى هذه األخ!!يرة ب!!القبول الع!!ام ل!!ذلك ارتأين!!ا ع!!رض ه!!ذه‬
‫‪2‬‬
‫المعايير‪ .‬وهي على النحو التالي‪:‬‬

‫المعيار األول‪ :‬تعيين! هينة الرقابة الشرعية وتكوينها وتقريرها‪ ،‬وبهدف هذا المعيار إلى وضع قواعد وإرشادات بشأن تعري!!ف هيئ!!ة‬
‫الرقابة الشرعية‪ ،‬وتعيين أعضائها وتكوينها والتقرير الص!ادر عنه!!ا لض!!مان ال!!تزام المؤسس!!ات بأحك!ام الش!!ريعة اإلس!!المية‪ ،‬وه!!ذا‬
‫المعيار ذو عالقة مباشرة بمهنة التدقيق الشرعي الخارجي‪.‬‬

‫المعيار الثاني‪ :‬في أداء التدقيق الش!رعي الخ!ارجي للتأك!!د من ال!!تزام المؤسس!!ة بأحك!ام الش!!ريعة اإلس!المية المعتم!دة! من قب!ل هيئ!ة‬
‫الرقابة الشرعية للمؤسسة‪ ،‬وهذا المعيار ذو عالقة مباشرة بمهنة! التدقيق الشرعي الخارجي‪.‬‬

‫المعيار الثالث‪ :‬الرقابة الشرعية الداخليّة‪ ،‬ويهدف ه!ذا المعي!ار إلى وض!ع قواع!د وإرش!ادات ح!ول الت!دقيق الش!رعي ال!داخلي ل!دى‬
‫المؤسسة أو أعمالها وفق أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وهذا المعيار ذو عالقة بمهنة التدقيق الشرعي الداخلي‪.‬‬

‫المعيار الرابع‪ :‬لجنة المراجعة والحوكمة للمؤسس!ات المالي!!ة اإلس!المية‪ :‬ويه!!دف ه!!ذا المعي!ار إلى التعري!!ف ب!دور لجن!!ة المراجع!!ة‬
‫والحوكمة ومسؤولياتها في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬كما يبين شروط تكوين اللجنة‪ ،‬وحدد المتطلبات الواجب توافرها في اللجنة‬
‫لكي تكون فعالة‪ ،‬وهذا المعيار يتعلق بشكل مباشر بمتطلبات الحوكمة‪.‬‬

‫المعيار الخامس‪ :‬استقاللية هينة الرقابة الشرعيّة؛ ويهدف هذا المعيار إلى وضع القواعد واإلرشادات الالزمة لمساعدة هيئة الرقاب!!ة‬
‫الشرعية للمؤسسة في الجوانب المتعلقة باالستقاللية وكيفية مراقبتها‪ ،‬ومعالجة المسائل المتعلقة بها‪ ،‬وهذا المعيار له عالق!!ة مباش!!رة‬
‫بمهنة التدقيق الشرعي الخارجي من حيث االلتزام بمتطلبات األخالقيات المهنية‪.‬‬

‫‪ 1‬خولة وعبد هللا‪ ،2016 ،‬ص‪.62 - 61‬‬


‫‪ 2‬خلود وإبراهيم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.623 – 622‬‬

‫‪16‬‬
‫المعيار السادس‪ :‬بيان مبادئ الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬وبهدف هذا المعي!!ار إلى وض!!ع الح!!د األدنى الالزم إلنش!!اء‬
‫هياكل الحوكمة في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬وهذا المعيار يتعلق بشكل مباشر بمتطلبات الحوكمة‪.‬‬

‫المعيار السابع‪ :‬المسؤولية االجتماعية للمؤسسات‪ ،‬وبهدف هذا المعيار إلى وضع معايير لتعريف المسؤولية االجتماعية للمؤسس!!ات‬
‫المالية اإلسالمية في جميع جوانب أنشطتها‪ ،‬وتقديم التوجيه بشأن اإلفصاح عن المعلومات المتعلقة بالمسؤولية اإلسالمية االجتماعية‬
‫للمؤسسات‪ ،‬وهذا المعيار يتعلق بشكل مباشر بمتطلبات الحوكمة الرقابة الشرعيّة‪ ،‬وبهدف هذا المعيار إلى وضع قواع!!د وإرش!!ادات‬
‫لمساعدة هيئة الرقابة الشرعية للمؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مفهومـ حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫حوكمة هيئات الرقابة الشرعية تعني "النظم التي تبين عالقة هيئة الرقابة الشرعية بالمؤسسات المالية (مجاس اإلدارة‪ ،‬والهيئ!!ة‬
‫العمومية للمؤسسة واإلدارة التنفيذية لها) من حيث أسس التعيين! وضبط الفتوى ومدي التزام المؤسسة بالفتوى التي تص!!درها الهيئ!!ة‬
‫‪1‬‬
‫ومسؤولية الهيئة الشرعية عن سالمة تطبيق المؤسسة للفتوى واإلجراءات الالزمة لسالمة التطبيق"‪.‬‬

‫يتضح مما سبق أن حوكمة هيئات الرقابة الش!!رعية تس!!عي إلى تحس!!ين اختي!!ار األعض!!اء‪ ،‬والمس!!اهمة في تط!!وير اس!!تراتيجيات‬
‫واضحة للمؤسسات المالية اإلسالمية تقوم على الفاعلية والمهنية‪ ،‬مما يؤدي إلى تحسين الشفافية والرقابة الداخلية‪ ،‬وانتظام التق!!ارير‬
‫المالية فتقلص بذلك من الفساد وإساءة استغالل المنصب‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف ومقومات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫الفرع األول‪ :‬أهداف حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫تساهم الحوكمة الجيدة لهيئات الرقابة الشرعية في دعم أداءها‪ ،‬وذلك من خالل الوصول إلى األهداف التالية‪:‬‬

‫ضمان مراجعة األداء التشغيلي والمالي والنقدي للمؤسسات المالية اإلسالمية؛‬ ‫‪-‬‬

‫تدعم عنصر الشفافية في كافة المعامالت على النحو الذي يمكن من الحد من ظاهرة الفساد المالي واإلداري؛‬ ‫‪-‬‬

‫فرض الرقابة الفعالة على أداء الهيئة الشرعية وتعزيز المساءلة ورفع درجة الثقة فيها؛‬ ‫‪-‬‬

‫زيادة ثقة المتعاملين الحاليين والمرتقبين في المؤسسة المالية اإلسالمية؛‬ ‫‪-‬‬

‫نشر ثقافة االلتزام بالقوانين والمبادئ والمعايير المتفق عليها‪ ،‬لتحقيق العدالة والشفافية ومحاربة الفساد؛‬ ‫‪-‬‬

‫يؤدي تطبيق مبادئ الحوكمة إلى س!!هولة الحص!!ول على المعلوم!!ات وممارس!!ة الرقاب!!ة على مختل!!ف ج!!وانب أداء المؤسس!!ات‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫المالية اإلسالمية‪ ،‬وزيادة الثقة فيها وتحقيق التواصل مع األطراف المختلفة ذات العالقة بها؛‬

‫‪ 1‬محمود علي السرطاوي‪ ،‬حوكمة هيئات الرقابة الشرعية في المؤسسات الدولية‪ ،‬ندوة الهيئات الشرعية بين المركزية والتبعية‪ ،‬األردن‪ 22 - 21 ،‬مارس‬
‫‪ ،2005‬ص‪.02‬‬
‫‪ 2‬حسين عبد المطلب األسرج‪ ،‬حوكمة أنشطة الرقابة الشرعية وجودتها‪ ،‬ورقة بحث متاحة على الرابط ‪ ،www.academia.edu‬تاريخ االطالع‪/ 20 :‬‬
‫‪ ،2022 / 11‬ص‪.53‬‬

‫‪17‬‬
‫مراعاة مصالح األطراف المختلفة وتفعيل التواصل معهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقومات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫وتعتبر الدعائم األساسية التي يجب توافرها حتى يمكن التطبيق الجيد لنظام حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‪ ،‬نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫اختيار وتعيين أعضاء هيئات الرقابة الشرعية‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬مدى قدرة الهيئة الشرعية للمؤسسة على إصدار الفتاوي واألحكام الشرعية وفق ما تقتضيه ضوابط االجتهاد وشروط اإلفتاء دون‬
‫‪1‬‬
‫أن يكون هناك مؤثرات على أعضائها تولد تهمة التبعية! أو المحاباة؛‬
‫‪-‬السعي لتعيين هيئة رقابة شرعية مركزية في الدولة‪ ،‬ومن األفضل أن تكون هناك هيئ!!ة ش!!رعية موح!!دة مركزي!!ة ال تتب!!ع ألي من‬

‫المؤسسات المالية اإلسالمية فتنظر في المسائل بحيادية واستقاللية تامة؛‬


‫‪ -‬توفر القوانين واللوائح الخاصة بضبط األداء اإلداري لهيئات الرقابة الشرعية؛‬

‫‪ -‬فعالية نظام التقارير وقدرته على تحقيق الشفافية وتوفير المعلومات لتداول قرارات الهيئة الشرعية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مبادئ ومتطلبات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫ويمكن أن يعتمد نظام حوكمة هيئات الرقابة الش!رعية على المب!!ادئ اإلرش!ادية لحوكم!!ة المؤسس!ات ال!تي تق!!دم خ!دمات التموي!!ل‬
‫اإلسالمي التي وض!عها ج!الس الخ!!دمات المالي!ة اإلس!!المية‪ ،‬وال!!تي تش!كل اإلط!ار التنظيمي لعم!ل المص!ارف والمؤسس!ات المالي!!ة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬حيث تحقق هذه المبادئ اآلتي‪:‬‬

‫تعزي!ز مس!ؤولية الهيئ!ات الش!رعية في تنفي!ذ المع!امالت بكف!اءة تحق!ق المتطلب!ات االقتص!ادية والش!رعية للمؤسس!ات المالي!ة‬ ‫‪-‬‬

‫اإلسالمية؛‬
‫تعزيز الفصل بين السلطات والوظائف المتعارضة لض!!مان آلي!ات واض!حة لتحم!!ل المس!ؤولية والمس!اءلة في عملي!ات هيئ!ات‬ ‫‪-‬‬

‫الرقابة الشرعية؛‬
‫تعزيز االستقاللية والموضوعية في إبداء الرأي الشرعي من جهات التدقيق الشرعي‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬متطلبات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية‬

‫وتتمثل متطلبات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية فيما يلي‪:‬‬

‫يعد جالس اإلدارة مسؤوال عن إنشاء هيكل حوكمة شرعية مالئم‪ ،‬وعليه فهم المخاطر الشرعية للمؤسسة المالية اإلسالمية؛‬ ‫‪-‬‬

‫وجود لجان أساسية تابعة لمجلس اإلدارة لمتابعة أداء هيئات الرقابة الشرعية؛‬ ‫‪-‬‬

‫حسين عبد المطلب األسرج‪ ،‬حوكمة أنشطة الرقابة الشرعية وجودتها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪54‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪18‬‬
‫التأكيد على مسئولية جالس اإلدارة في االلتزام بالقوانين والمصالح ذات الصلة وتطبيق المعايير األخالقي!!ة في ممارس!!ة جمي!!ع‬ ‫‪-‬‬

‫مهامه؛‬
‫يتوجب على المؤسسات المالية اإلسالمية أن يكون لديها هيئة رقابة شرعية تتكون من أشخاص مؤهلين من الناحية الش!!رعية‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولديهم القدرة على منافسة القضايا المتعلقة بالمالية اإلسالمية‪ ،‬وتقديم أراء شرعية صحيحة؛‬
‫العمل على إصدار القرارات الشرعية ونشرها إلى جميع أصحاب المصالح؛‬ ‫‪-‬‬

‫تفويض كافة الصالحيات لهيئة الرقابة الشرعية لممارسة مهامها‪ ،‬والتي تتعلق بصورة رئيسية في‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫اإلشراف والرقابة على إعداد التقارير المالية؛‬ ‫‪‬‬


‫التأكد من مدي فعالية وكفاءة نظام الرقابة الداخلية الشرعية بالمؤسس!!ة المالي!!ة اإلس!!المية والعم!!ل على تط!!ويره‪ ،‬وترس!!يخ‬ ‫‪‬‬
‫استقاللية وتدعيمه! ليتمكن من أداء دوره الرقابي بشكل فعال؛‬
‫التوصية بتعيين مراجع الحسابات الخارجي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ضمان االلتزام بالسلوك األخالقي وقواعد السلوك المهني الرشيد لكافة أعضاء هيئة الرقابة الشرعية؛‬ ‫‪-‬‬

‫توفير المؤشرات الالزمة لتطبيق الرقابة والمساءلة في عمليات وقرارات هيئات الرقابة الشرعية؛‬ ‫‪-‬‬

‫يتوجب على هيئة الرقابة الشرعية المصادقة على السياسات المالية اإلسالمية‪ ،‬وذلك لض!!مان خل!!و محتوياته!!ا من أي عناص!!ر‬ ‫‪-‬‬

‫غير متوافقة مع مبادئ وأحكام الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الخاتمة‬

‫تعبر الحوكمة الشرعية عن مجمل القواعد واإلجراءات التي تتبع لضبط وتنظيم العالقات المالية في المؤسسات المالية وذلك لتحقيق‬
‫كف!!اءة األداء وتنظيم العالق!!ات بين المس!!اهمين وحف!!ظ الحق!!وق وض!!مان االل!!تزام بمب!!ادئ الش!!ريعة اإلس!!المية عند القي!!ام بالعملي!!ات‬
‫والمعامالت المالية‪ .‬كما أن فعالية نظام حوكمة هيئات الرقابة الشرعية يتوقف على م!دى ال!تزام المؤسس!ات المالي!ة اإلس!المية به!ذا‬
‫النظام وبالتالي من الضرورة التوصية على ما يلي‪:‬‬

‫التأكيد على ضرورة استقاللية هيئات الرقابة الشرعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العمل على تنظيم عمل هيئات الرقابة الشرعية؛‬ ‫‪-‬‬

‫تعيين هيئة الرقابة الشرعية وأعضاءها بناءا على شروط واضحة ومتفق عليها؛‬ ‫‪-‬‬

‫ضرورة تعزيز التواصل مع أصحاب الملحة في المالية اإلسالمية لتعميق مفهوم تطبيق الحوكمة في الهيئات الشرعية؛‬ ‫‪-‬‬

‫ضرورة بناء نماذج للحوكمة الشرعية والعمل على تعميمها وتطبيقها بأفضل الطرق‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪20‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫المعاجم‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬بيروت‪.1981 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫أبي الحسين أحمد بن فارس‪ ،‬مقايس اللغة‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪.1991 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتب الشروق الدولية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫الكتب‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬حوكمة الشركات ومسؤولية الشركات عبر الوطنية وغسيل األموال‪.2010 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫حسين ش!حاتة‪ ،‬دلي!ل إرش!ادات المراجع!ة والرقاب!ة في المص!ارف اإلس!المية‪ ،‬دراس!ة مقدم!ة لمؤسس!ة النق!د الس!عودي –‬ ‫‪-‬‬

‫الرياض‪.2003 ،‬‬
‫نزيه حماد‪ ،‬في فقه المعامالت المالية والمصرفية‪ ،‬دار القلم‪ ،‬سوريا‪.2006 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫المؤتمرات والحاضرات‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬


‫أحمد طنش خل!!ود وعب!د الحليم عب!!ادة إب!راهيم‪ ،‬اس!تقاللية هيئ!!ات الرقاب!ة الش!رعية ودوره!ا في تعزي!ز العم!!ل المص!رفي‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمي في ضوء معايير الحوكمة الصادرة عن ايوفي‪ ،‬دراسة تحليلية نقدية‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة‪.2019 ،‬‬
‫بن عمارة نوال والعربي عطية‪ ،‬آليات ومتطلبات حوكمة هيئات الرقابة الشرعية في المؤسسات المالية اإلسالمية‪.2015 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫حسن يوسف داود‪ ،‬الرقابة الشرعية في المصاريف اإلسالمية‪ ،‬المعهد العالمي للفكر اإلسالمي‪ ،‬ط ‪.1996 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫حسين شحاتة‪ ،‬إطاللة إسالمية على االتجاهات المعاصرة في المراجعة‪ ،‬مكتبة! التقوى‪.1993 ،‬‬ ‫‪-‬‬

‫رائد جميل جبر ومروان أبو الفضة‪ ،‬تقييم كف!!اءة وفاعلي!!ة نظ!!ام الرقاب!!ة على المص!!ارف اإلس!!المية (دراس!!ة ميداني!!ة على‬ ‫‪-‬‬
‫البنك اإلسالمي األردني)‪ ،‬مجلة الدراسات المالية والمصرفية‪ ،‬المجلد الثالث عشر‪ ،‬العدد الثاني‪ ،‬جوان‪.2005‬‬
‫رشيد زرقط‪ ،‬محدودية! مهام هيئ!!ة الرقاب!!ة الش!!رعية بالمص!!ارف اإلس!!المية في ظ!!ل النظ!!ام المص!!رفي التقلي!!دي البحث –‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة حالة بنك البركة الجزائري ‪ ،-‬مجلة دافتر االقتصادية‪.2015 ،‬‬
‫عبد الحميد محمود البعلي‪ ،‬االستثمار والرقابة الشرعية في البنوك والمؤسسات المالية اإلس!!المية‪ ،‬دار التوفي!!ق النموذجي!!ة‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة‪ ،‬ط ‪.1991 ،1‬‬
‫عبد الحميد محمود البعلي‪ ،‬الرقابة الشرعية الفعالة في المؤسس!!ات المالي!!ة اإلس!!المية‪ ،‬الم!!ؤتمر الع!!المي الث!!الث لالقتص!!اد‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪ ،‬السعودية‪.2005 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫عبد المنعم محمد الطيب‪ ،‬تقييم الرقابة الشرعية في ظل النظام المصرفي الشامل (التجربة الس!!ودانية)‪ ،‬م!!ؤتمر المص!!ارف‬ ‫‪-‬‬
‫اإلسالمية بين الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري‪ ،‬دبي أيام ‪ 31‬جوان – ‪ 3‬جويلية ‪.2009‬‬
‫علي بن محمد العيدروس‪ ،‬الرقابة الشرعية على المصارف والمؤسسات المالية اإلس!!المية‪ ،‬م!!ؤتمر المص!!ارف اإلس!!المية‬ ‫‪-‬‬
‫بين الواقع والمأمول‪ ،‬دائرة الشؤون اإلسالمية والعمل الخيري‪ ،‬دبي أيام ‪ 31‬جوان – ‪ 3‬جويلية ‪.2009‬‬
‫عوف محمود الكفراوي‪ ،‬النقود والمصارف في النظام اإلسالمي‪ ،‬دار الجامعات المصرية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫العياشي فداد‪ ،‬الرقابة الشرعية ودورها في ضبط أعمال المصارف اإلسالمية أهميتها‪ ،‬شروطها‪ ،‬طريق!!ة عمليه!!ا‪ ،‬ال!!دورة‬ ‫‪-‬‬
‫التاسعة عشر لمجمع الفقه اإلسالمي الدولي‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ 26 ،‬أفريل – ‪ 30‬أفريل ‪.2009‬‬
‫فارس أبو معمر‪ ،‬أثر الرقابة الشرعية واس!تقالليتها‪ ،‬الم!ؤتمر األول للمس!تجدات الفقهي!ة في مع!امالت البن!وك اإلس!المية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫البنك اإلسالمي األردني‪.1994 ،‬‬
‫فيصل عبد العزيز فرح‪ ،‬الرقابة الشرعية الواقع والمثال‪ ،‬المؤتمر العلمي الثالث لالقتصاد اإلسالمي لجامعة أم القري‪31 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ماي ‪ 2 -1 -‬جوان ‪.2005‬‬
‫محمد الفاتح محمود بشير المغربي‪ ،‬المراجعة والتدقيق الشرعي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المملك!!ة األردني!!ة الهاش!!مية‪ ،‬دار الجن!!ان‬ ‫‪-‬‬
‫للنشر والتوزيع‪.2016 ،‬‬
‫محمد أمين على القطان‪ ،‬الرقابة الشرعية في مؤسسات صناعة الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬ط ‪.2004 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫محمد أمين علي القطان‪ ،‬الرقابة الشرعية الفعالة في المصارف اإلسالمية‪ ،‬المؤتمر الع!!المي الث!!الث لالقتص!!اد اإلس!!المي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬السعودية‪.2005 ،‬‬
‫محمد أمين علي القطان‪ ،‬الرقابة الشرعية في مؤسسات صناعة الخدمات المالية اإلسالمية‪ ،‬ط ‪.2004 ،1‬‬ ‫‪-‬‬

‫محمد عبد الحكيم زعير‪ ،‬العالقة بين الرقابة الشرعية والرقابة المالية في المؤسسات اإلسالمية‪ ،‬مجلة االقتصاد اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫العدد! ‪ ،183‬بنك دبي اإلسالمي‪ ،‬جويلية ‪.1996‬‬
‫محمد عبد اللطيف الفرفور‪ ،‬دور المجامع الفقهية في ترشيد مس!يرة المص!ارف اإلس!المية‪ ،‬ال!دورة التاس!!عة عش!ر لمجم!ع‬ ‫‪-‬‬
‫الفقه اإلسالمي الدولي‪ ،‬الشارقة‪ ،‬األمارات العربية المتحدة‪ 30 – 26 ،‬أفريل ‪.2009‬‬
‫محمود علي السرطاوي‪ ،‬حوكمة هيئات الرقاب!!ة الش!!رعية في المؤسس!ات الدولي!ة‪ ،‬ن!!دوة الهيئ!ات الش!رعية بين المركزي!ة‬ ‫‪-‬‬
‫والتبعية‪ !،‬األردن‪ 22 - 21 ،‬مارس ‪.2005‬‬
‫يوسف بن عبد هللا الشبيلي‪ ،‬الرقابة الشرعية على المص!!ارف ض!!وابطها وأحكامه!!ا ودوره!!ا في ض!!بط عم!!ل المص!!ارف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدورة التاسعة عشر لمجمع الفقه اإلسالمي الدوالي‪ ،‬الشارقة‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ 26 ،‬أفريل – ‪ 30‬أفريل ‪.2009‬‬
‫مذكرات‪:‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫أحمد عبد العفو العليات‪ ،‬الرقابة الشرعية على أعمال المصارف اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬غير منشورة‪ ،‬تخصص فق!!ه‬ ‫‪-‬‬

‫والتشريع‪ ،‬كلية الدراسات العليا جامعة النجاح الوطنية نابس فلسطين‪.2006 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫إبراهيم عبد الحفيظ عبد الهادي‪ ،‬مدى مسؤولية مراقب الحسابات في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬رسالة ماجس!!تير (غ!!ير‬ ‫‪-‬‬

‫منشورة)‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬جامعة القاهرة‪.1990 ،‬‬


‫مواقع‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫حس!!!ين عب!!!د المطلب األس!!!رج‪ ،‬حوكم!!!ة أنش!!!طة الرقاب!!!ة الش!!!رعية وجودته!!!ا‪ ،‬ورق!!!ة بحث متاح!!!ة على الراب!!!ط‬ ‫‪-‬‬

‫‪ ،www.academia.edu‬تاريخ االطالع‪.2022 / 11 / 20 :‬‬

‫‪23‬‬

You might also like