You are on page 1of 24

‫بسم هللا الرمحن الرحيم‬

‫اهلدف من خلقنا‬
‫السؤاؿ‪ :‬دلاذا خلقنا هللا؟‬
‫اجلواب‪ :‬خلقنا هللا لنعبده وال نُشرؾ بو شيئًا‪ .‬والدليل قولو تعاذل‪:‬‬
‫ون‪[ ‬الذاريات‪ .]٘ٙ :‬وقاؿ ‪:‬‬ ‫اْلنْس إََِّّل لِي ْعب ُد ِ‬
‫‪َ ‬وَما َخلَ ْق ُ ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫ت ا ْْل َّن َو ْ َ‬
‫حق هللا على العباد أن يعبدوه‪ ،‬وَّل يشركوا بو شيئًا» [متفق‬ ‫« ُّ‬
‫عليو]‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىي العبادة؟‬
‫جامع لكل ما ُُيبو هللا من األقواؿ‬ ‫ُ‬ ‫اسم‬
‫اجلواب‪ :‬العبادة‪ٌ :‬‬
‫واألفعاؿ‪ ،‬الظاىرة والباطنة‪ :‬كالدعاء والصالة واخلشوع وغَتىا‪ .‬قاؿ‬
‫ِِ‬ ‫هللا تعاذل‪ :‬قُل إِ َّن ص ََلِِت ونُ ِ‬
‫ي‪‬‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫اي َوِمََ ِاِت َّّلِل َر ِّ‬
‫سكي َوََْميَ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫[األنعاـ‪( .]ٕٔٙ :‬نسكي‪ :‬ذحبي للحيوانات قربة هلل)‪ .‬وقاؿ ‪:‬‬
‫أحب إرل ِما افرتضتو‬ ‫بشيء َّ‬ ‫ٍ‬ ‫إرل عبدي‬ ‫تقرب َّ‬ ‫«قال هللا تعاذل‪ :‬وما َّ‬
‫عليو»‪[ .‬حديث قدسي رواه البخاري]‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىي أنواع العبادة؟‬
‫اجلواب‪ :‬أنواع العبادة كثَتة منها‪ :‬الدعاء واخلوؼ والرجاء والتوكل‬
‫والرغبة والرىبة والذبح والنذر والركوع والسجود والطواؼ واحللف‬
‫واحلكم‪ ،‬وغَت ذلك من أنواع العبادات ادلشروعة‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬دلاذا أرسل هللا الرسل؟‬
‫اجلواب‪ :‬أرسلهم للدعوة إذل عبادتو‪ ،‬ونفي الشرؾ بو‪.‬‬
‫قاؿ هللا تعاذل‪ :‬ولََق ْد ب عثْ نَا ِِف ُك ِل أ َُّم ٍة رسوًَّل أ ِ‬
‫اّلِلَ‬
‫َن اُ ْعبُ ُدوا َّ‬ ‫َُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ََ‬
‫وت‪[ ‬النحل‪.]ٖٙ :‬‬ ‫اجتَنِبُوا الطَّاغُ َ‬
‫َو ْ‬
‫‪-٘-‬‬
‫(والطاغوت ىو‪ :‬الذي يعبده الناس‪ ،‬ويدعونو من دوف هللا‪ ،‬وىو‬
‫اض بذلك)‪ .‬وقاؿ ‪ ...« :‬واألنبياء إخوة‪ ...‬ودينهم واحد»‬ ‫ر ٍ‬
‫[احلديث متفق عليو] (أي كل الرسل دعوا إذل توحيد هللا)‪.‬‬
‫أنواع التوحيد‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما توحيد الرب؟‬
‫اجلواب‪ :‬ىو إفراده بأفعالو وأنو اخلالق الرازؽ احمليي ادلميت النافع‬
‫الضار وغَت ذلك‪.‬‬
‫ِِ‬
‫ي‪[ ‬الفاحتة‪.]ٕ :‬‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫قاؿ هللا تعاذل‪ :‬ا ْْلَ ْم ُد َّّلِل َر ِّ‬
‫وقاؿ ‪ ...« :‬أنت رب السموات واألرض‪[ »...‬متفق عليو]‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىو توحيد اإللو؟‬
‫اجلواب‪ :‬ىو إفراده بالعبادة‪ :‬كالدعاء‪ ،‬والذبح‪ ،‬والنذر واحلكم‪،‬‬
‫والصالة‪ ،‬والرجاء‪ ،‬واخلوؼ‪ ،‬واالستعانة‪ ،‬والتوكل وغَتىا‪ .‬قاؿ هللا‬
‫الر ْمحن َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يم‪[ ‬البقرة‪:‬‬
‫الرح ُ‬ ‫تعاذل‪َ  :‬وإِ َهلُ ُك ْم إِلَوٌ َواح ٌد ََّل إِلَوَ إََِّّل ُى َو َّ َ ُ‬
‫ٖ‪ .]ٔٙ‬وقاؿ ‪« :‬فليكن أول ما تدعوىم إليو‪ ،‬شهادة أن َّل إلو‬
‫وحدوا هللا»‪.‬‬‫ِ‬
‫إَّل هللا»‪[ .‬متفق عليو] ويف رواية البخاري‪« :‬إذل أن يُ ّ‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىي الغاية من توحيد الرب واإللو؟‬
‫اجلواب‪ :‬الغاية من توحيد الرب واإللو أف يعرؼ الناس عظمة‬
‫رهبم ومعبودىم فيفردوه يف عبادهتم‪ ،‬ويطيعوه يف سلوكهم‪ ،‬ويستقر‬
‫اإلمياف يف قلوهبم‪ ،‬ويظهر يف حتكيم شريعة هللا يف األرض‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىو توحيد صفات هللا وأمسائو؟‬
‫اجلواب‪ :‬ىو إثبات ما وصف هللا بو نفسو يف كتابو‪ ،‬أو وصفو‬
‫رسولو يف أحاديثو الصحيحة على احلقيقة‪ ،‬بال تأويل‪ ،‬وال دتثيل‪ ،‬وال‬
‫‪-ٙ-‬‬
‫تعطيل‪ ،‬وال تكييف‪ ،‬كاالستواء والنزوؿ واليد وغَتىا‪ ،‬شلا يليق بكماؿ‬
‫صيُ‪[ ‬الشورى‪.]ٔٔ :‬‬ ‫الس ِميع الْب ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫س َكمثْلو َش ْيءٌ َو ُى َو َّ ُ َ‬ ‫هللا تعاذل‪ :‬لَْي َ‬
‫وقاؿ ‪« :‬ينزل ربنا ِف كل ليلة إذل السماء الدنيا» [متفق عليو]‬
‫أحدا من سللوقاتو)‪.‬‬ ‫(ينزؿ نزوالً يليق جباللو‪ ،‬وال يشبو ً‬
‫أعظم الذنوب‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىو أعظم الذنوب عند هللا؟‬
‫اجلواب‪ :‬أعظم الذنوب عند هللا الشرؾ األكرب‪ ،‬والدليل قولو‬
‫ْم‬ ‫َن ََّل تُ ْش ِر ْك بِ َِّ‬
‫اّلِل إِ َّن ال ِّ‬ ‫تعاذل عن لقماف العبد الصاحل‪ :‬يبُ ََّ‬
‫ش ْر َك لَظُل ٌ‬
‫يم‪[ ‬لقماف‪ ]ٖٔ :‬ودلا سئل رسوؿ هللا ‪ ‬أي الذنب أعظم؟ قاؿ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َعظ ٌ‬
‫«أن جتعل هلل ن ًدا وىو خلقك» [متفق عليو]‪( .‬الند‪ :‬ادلثيل‬
‫والشريك)‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىو الشرؾ األكرب؟‬
‫اجلواب‪ :‬الشرؾ األكرب ىو صرؼ نوع من أنواع العبادة لغَت هللا‪:‬‬
‫كالدعاء‪ ،‬والذبح‪ ،‬وغَت ذلك‪ ،‬والدليل قولو هللا تعاذل‪َ  :‬وََّل تَ ْدعُ ِم ْن‬
‫ِ‬ ‫ْت فَِإنَّ َ ِ‬ ‫ون َِّ‬ ‫ُد ِ‬
‫ي‪‬‬ ‫ك إِ ًذا م َن الظَّال ِم َ‬ ‫ض ُّر َك فَِإ ْن فَ َعل َ‬ ‫ك َوََّل يَ ُ‬
‫اّلِل َما ََّل يَ ْن َفعُ َ‬
‫[يونس‪( ]ٔٓٙ :‬أي ادلشركُت)‪.‬‬
‫وقاؿ ‪« :‬أكرب الكبائر‪ :‬اْلشراك باهلل‪ ،‬وعقوق الوالدين‪،‬‬
‫وشهادة الزور» [رواه البخاري]‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما ىو ضرر الشرؾ األكرب؟‬
‫اجلواب‪ :‬الشرؾ األكرب يسبب اخللود يف النار‪ .‬قاؿ هللا تعاذل‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫اّلِل فَ َق ْد ح َّرم َّ ِ‬ ‫‪‬إِنَّو من ي ْش ِر ْك بِ َِّ‬
‫ي‬‫َّار َوَما للظَّال ِم َ‬
‫اّلِلُ َعلَْيو ا ْْلَنَّةَ َوَمأ َْواهُ الن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َُْ ُ‬
‫صا ٍر‪[ ‬ادلائدة‪.]ٕٚ :‬‬ ‫ِ‬
‫م ْن أَنْ َ‬
‫‪-ٚ-‬‬
‫وقاؿ ‪« :‬ومن لقي هللا يشرك بو شيئًا دخل النار»‬
‫[رواه مسلم]‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل ينفع العمل الصاحل مع الشرؾ؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال ينفع العمل الصاحل مع الشرؾ‪ ،‬لقوؿ هللا تعاذل‪َ  :‬ولَ ْو‬
‫أَ ْش َرُكوا َْلَبِ َط َع ْن ُه ْم َما َكانُوا يَ ْع َملُو َن‪[ ‬األنعاـ‪.]ٛٛ :‬‬
‫وقاؿ ‪« :‬قال هللا تعاذل‪ :‬أنا أغىن الشركاء عن الشرك‪ ،‬من‬
‫عمل عمَلً أشرك معي فيو غيي‪ ،‬تركتو وشركو» [حديث قدسي‬
‫رواه مسلم]‪.‬‬
‫أنواع من الشرك األكرب‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل نستغيث باألموات أو الغائبُت؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال نستغيث هبم‪ ،‬بل نستغيث باهلل‪ .‬قاؿ هللا تعاذل‪:‬‬
‫ات‬ ‫ون َِّ‬
‫اّلِل ََّل ََيْلُ ُقو َن َش ْيئًا َو ُى ْم َُيْلَ ُقو َن * أ َْم َو ٌ‬ ‫‪‬والَّ ِذين ي ْدعُو َن ِمن ُد ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫َحيَ ٍاء َوَما يَ ْشعُ ُرو َن أَيَّا َن يُ ْب َعثُو َن‪[ ‬النحل‪.]ٕٔ ،ٕٓ :‬‬ ‫غَْي ُر أ ْ‬
‫وقاؿ ‪« :‬يا حي يا قيوم‪ ،‬برمحتك أستغيث» [حسن رواه‬
‫الًتمذي]‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل نستغيث باألحياء؟‬
‫اجلواب‪ :‬نعم فيما يقدروف عليو من مساعدات شلكنة‪ .‬قاؿ هللا‬
‫استَ غَاثَوُ الَّ ِذي ِم ْن ِش َيعتِ ِو َعلَى الَّ ِذي ِم ْن َع ُد ِّوِه‬ ‫تعاذل عن موسى‪ :‬فَ ْ‬
‫شيطَ ِ‬
‫ان إِنَّوُ َع ُد ٌّو م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضى َعلَْي ِو قَ َ‬
‫ضلٌّ‬ ‫ُ‬ ‫ال َى َذا م ْن َع َم ِل ال َّ ْ‬ ‫وسى فَ َق َ‬
‫فَ َوَك َزهُ ُم َ‬
‫ي‪[ ‬القصص‪.]ٔ٘ :‬‬ ‫ُمبِ ٌ‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل جتوز االستعانة بغَت هللا؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال جتوز يف أمور ال يقدر عليها إال هللا‪ ،‬والدليل قولو‬
‫‪-ٛ-‬‬
‫اك نَ ْعب ُد وإِيَّ َ ِ‬
‫ي‪[ ‬الفاحتة‪.]٘ :‬‬ ‫اك نَ ْستَع ُ‬ ‫تعاذل‪ :‬إِيَّ َ ُ َ‬
‫وقاؿ ‪« :‬إذا سألت فاسأل هللا‪ ،‬وإذا استعنت فاستعن‬
‫باهلل»‪[ .‬رواه الًتمذي وقاؿ‪ :‬حديث حسن صحيح]‪.‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل نستعُت باألحياء؟‬
‫اجلواب‪ :‬نعم فيما يقدروف عليو من قرض أو نصرة‪ .‬قاؿ هللا‬
‫ْرب َوالتَّ ْق َوى‪[ ‬ادلائدة‪.]ٕ :‬‬ ‫تعاذل‪َ  :‬وتَ َع َاونُوا َعلَى الِ ِّ‬
‫وقاؿ ‪« :‬وهللا ِف عون العبد‪ ،‬ما كان العبد ِف عون أخيو»‬
‫[رواه مسلم]‪ .‬أما طلب الشفاء والرزؽ واذلداية وأمثاذلا فال تطلب َإال‬
‫من هللا‪ ،‬ألف البشر األحياء عاجزوف عنها فضالً عن األموات‪.‬‬
‫قاؿ هللا تعاذل‪ :‬الَّ ِذي َخلَ َق َِن فَ ُه َو يَ ْه ِدي ِن * َوالَّ ِذي ُى َو يُط ِْع ُم َِن‬
‫ت فَ ُه َو يَ ْش ِف ِي‪[ ‬الشعراء‪.]ٛٓ-ٚٛ :‬‬ ‫ضُ‬ ‫ي * َوإِ َذا َم ِر ْ‬ ‫َويَ ْس ِق ِ‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل جيوز النذر لغَت هللا؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال جيوز النذر إال هلل‪ ،‬لقوؿ هللا تعاذل حكاية عن امرأة‬
‫ب إِِّّن نَ َذ ْر ُ‬ ‫ِ‬ ‫عمراف‪ :‬إِ ْذ قَالَ ِ‬
‫ك َما ِِف بَط َِْن َُمَ َّرًرا‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ت ْام َرأَةُ ع ْم َرا َن َر ِّ‬
‫يم‪[ ‬آؿ عمراف‪.]ٖ٘ :‬‬ ‫ِ‬
‫يع الْ َعل ُ‬
‫ت َّ ِ‬
‫السم ُ‬ ‫ك أَنْ َ‬ ‫فَ تَ َقبَّ ْل ِم َِّن إِنَّ َ‬
‫وقاؿ ‪« :‬من نذر أن يطيع هللا فليطعو‪ ،‬ومن نذر أن يعصيو‬
‫فَل يعصو»‪[ .‬رواه البخاري]‪.‬‬

‫‪-ٜ-‬‬
‫حكم السحر‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما حكم السحر‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬السحر من الكبائر‪ ،‬وقد يكوف من الكفر‪ .‬قاؿ هللا‬
‫ي َعلَى مل ِ‬
‫ْك ُسلَْي َما َن َوَما َك َف َر‬ ‫تعاذل‪ :‬واتَّب عوا ما تَ ْت لُو َّ ِ‬
‫ُ‬ ‫الشيَاط ُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫الس ْح َر َوَما أُنْ ِز َل َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سلَيما ُن ولَ ِك َّن َّ ِ‬
‫َّاس ّ‬ ‫ي َك َف ُروا يُ َعلّ ُمو َن الن َ‬ ‫الشيَاط َ‬ ‫ُ َْ َ‬
‫َح ٍد َح ََّّت يَ ُقوََّل إِ ََّّنَا‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الْملَ َك ْ ِ ِ ِ‬
‫وت َوَما يُ َعلّ َمان م ْن أ َ‬ ‫ار َ‬ ‫وت َوَم ُ‬ ‫ار َ‬ ‫ي ببَاب َل َى ُ‬ ‫َ‬
‫ي ال َْم ْرِء َوَزْو ِج ِو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََْن ُن ف ْت نَةٌ فَ ََل تَ ْك ُف ْر فَ يَتَ َعلَّ ُمو َن م ْن ُه َما َما يُ َف ِّرقُو َن بِو بَ َْ‬
‫ارين بِ ِو ِمن أَح ٍد إََِّّل بِِإ ْذ ِن َِّ‬
‫اّلِل َويَتَ َعلَّ ُمو َن َما يَ ُ‬ ‫َوَما ُى ْم بِ َ‬
‫ض ُّرُى ْم َوََّل‬ ‫ْ َ‬ ‫ض ِّ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫س َما‬ ‫يَ ْن َفعُ ُه ْم َولََق ْد َعل ُموا لَ َم ِن ا ْشتَ َراهُ َما لَوُ ِف ْاْلخ َرة م ْن َخ ََلق َولَب ْئ َ‬
‫َش َرْوا بِ ِو أَنْ ُف َس ُه ْم لَ ْو َكانُوا يَ ْعلَ ُمو َن‪[ ‬البقرة‪ ]ٕٔٓ :‬وقاؿ ‪« :‬اجتنبوا‬
‫السبع املوبقات‪ :‬الشرك باهلل والسحر‪( »..‬ادلوبقات ادلهلكات)‪.‬‬
‫[احلديث رواه مسلم]‪.‬‬
‫قصاصا‬
‫ً‬ ‫مفسدا جيب قتلو‬
‫ً‬ ‫كافرا أو‬
‫وقد يكوف الساحر مشرًكا أو ً‬
‫حدا أو تعز ًيرا حسب نشاطو يف الفتك أو الشعوذة أو الفتنة عن‬ ‫ً‬
‫الدين‪ ،‬أو تسهيل الفساد لطالبو‪ ،‬أو تغطية اجلرائم‪ ،‬أو التفريق بُت‬
‫ادلرء وزوجو‪ ،‬أو عمل ما يفتك باحلياة‪ ،‬أو يزيل العقل إذل غَت ذلك‬
‫من سوء نتائجو‪.‬‬
‫دعاء النيب ‪ ‬ونداؤه‬
‫واَّلستعانة بو بعد موتو شرك أكرب‬
‫السؤاؿ‪ :‬نداء ودعاء النيب‪ ، ،‬يف كل حاجة‪ ،‬واالستعانة بو يف‬
‫ادلصائب والنوائب‪ ،‬من قريب أعٍت عند قربه الشريف أو من بعيد‪،‬‬
‫أشرؾ قبيح أـ ال؟‬
‫‪-ٔٓ-‬‬
‫اجلواب‪ :‬دعاء النيب‪ ، ،‬ونداؤه واالستعانة بو بعد موتو يف قضاء‬
‫احلاجات وكشف الكربات شرؾ أكرب خيرج من ملة اإلسالـ‪ ،‬سواء‬
‫يدا عنو‪ ،‬كأف يقوؿ يا رسوؿ هللا اشفٍت أو‬‫كاف ذلك عند قربه أـ بع ً‬
‫ُرَد غائيب أو حنو ذلك‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة‬
‫حكم السجود على املقابر والذبح‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما حكم السجود على ادلقابر والذبح عليها؟‬
‫اجلواب‪ :‬السجود على ادلقابر والذبح عليها وثنية جاىلية وشرؾ‬
‫أكرب‪ ،‬فإف كالً منهما عبادة والعبادة ال تكوف إالَ هلل وحده‪ ،‬فمن‬
‫س ِكي‬ ‫صرفها لغَت هللا فهو مشرؾ‪ .‬قاؿ تعاذل‪ :‬قُ ْل إِ َّن َ‬
‫ص ََلِِت َونُ ُ‬
‫ت َوأَنَا أ ََّو ُل‬‫ك أ ُِم ْر ُ‬ ‫يك لَوُ َوبِ َذلِ َ‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫ي * ََّل َش ِر َ‬ ‫ِِ‬
‫اي َوِمََ ِاِت َّّلِل َر ِّ‬
‫َوََْميَ َ‬
‫ِ‬
‫اك الْ َك ْوثَ َر‬‫ي‪[ ‬األنعاـ‪ .]ٖٔٙ ،ٕٔٙ :‬وقاؿ تعاذل‪ :‬إِنَّا أَ ْعطَْي نَ َ‬ ‫ال ُْم ْسل ِم َ‬
‫ك َو ْاَنَ ْر‪[ ‬الكوثر‪ .]ٕ ،ٔ :‬إذل غَت ىذا من اآليات الدالة‬ ‫ص ِّل لَِربِّ َ‬
‫* فَ َ‬
‫على أف السجود والذبح عبادة‪ ،‬وأف صرفهما لغَت هللا شرؾ‪ ،‬وال شك‬
‫أف قصد اإلنساف إذل ادلقابر للسجود عليها أو الذبح عندىا‪ ،‬إمنا ىو‬
‫إلعظامها وإجالذلا بالسجود والقرابُت اليت تُذبح أو تُنحر عندىا‪،‬‬
‫روى مسلم يف حديث طويل يف باب حترمي الذبح لغَت هللا تعاذل ولعن‬
‫فاعلو‪ ،‬عن علي بن أيب طالب ‪ ‬قاؿ فيو‪ :‬حدثٍت رسوؿ هللا ‪‬‬
‫بأربع كلمات‪« :‬لعن هللا من ذبح لغي هللا‪ ،‬لعن هللا من لعن والديو‪،‬‬
‫لعن هللا من آوى َمدثًا‪ ،‬لعن هللا من غي منار األرض»‪.‬‬
‫وروى أبو داود يف سننو من طريق ثابت بن الضحاؾ ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫نذر رجل أف ينحر إبالً ببوانة فسأؿ رسوؿ هللا ‪ ،‬فقاؿ‪« :‬ىل كان‬
‫‪-ٔٔ-‬‬
‫فيها وثن من أوثان اْلاىلية يعبد؟» قالوا‪ :‬ال‪ ،‬فقاؿ‪« :‬فهل كان‬
‫فيها عيد من أعيادىم؟» قالوا‪ :‬ال‪ .‬فقاؿ رسوؿ هللا ‪« :‬أوف‬
‫بنذرك فإنو َّل وفاء لنذر ِف معصية هللا»‪ .‬فدؿ ما ذكر على لعن من‬
‫ذبح لغَت هللا‪ ،‬وعلى حترمي الذبح يف مكاف يعظم فيو غَت هللا من وثن‬
‫أو قرب‪ ،‬أو كاف فيو اجتماع ألىل اجلاىلية اعتادوه وإف قصد بذلك‬
‫وجو هللا‪ .‬وصلى هللا على سيدنا زلمد وآلو وصحبو‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة‬
‫الذبح لغي هللا شرك أكرب‬
‫السؤاؿ‪ :‬التقرب بذبح اخلرفاف يف أضرحة األولياء الصاحلُت ما‬
‫عنادا‪ .‬قلت‬ ‫يت عنو لكنهم دل يزدادوا إال ً‬‫موجودا يف عشَتيت‪ ..‬هن ُ‬
‫ً‬ ‫زاؿ‬
‫ذلم‪ :‬إنو إشراؾ باهلل‪ .‬قالوا‪ :‬حنن نعبد هللا حق عبادتو‪ .‬لكن ما ذنبنا‬
‫إف زرنا أولياءه وقلنا هلل يف تضرعاتنا‪« :‬حبق وليك الصاحل فَلن‪...‬‬
‫اشفنا أو أبعد عنا الكرب الفَلّن» قلت‪ :‬ليس ديننا دين واسطة‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬اتركنا وحالنا‪.‬‬
‫سؤارل‪ :‬ما احلل الذي تراه صاحلًا لعالج ىؤالء؟ ماذا أعمل‬
‫جتاىهم؟ وكيف أحارب البدعة؟‬
‫اجلواب‪ :‬من ادلعلوـ باألدلة من الكتاب والسنة أف التقرب بالذبح‬
‫لغَت هللا من األولياء أو اجلن أو األصناـ أو غَت ذلك من ادلخلوقات‪،‬‬
‫شرؾ باهلل ومن أعماؿ اجلاىلية وادلشركُت‪ .‬قاؿ هللا عز وجل‪ :‬قُ ْل إِ َّن‬
‫يك لَوُ َوبِ َذلِ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ص ََلِِت ونُ ِ‬
‫ك‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫ي * ََّل َش ِر َ‬ ‫اي َوِمََ ِاِت َّّلِل َر ِّ‬
‫سكي َوََْميَ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ي‪[ ‬األنعاـ‪ .]ٖٔٙ ،ٕٔٙ :‬والنُّسك ىو‬ ‫ِ‬ ‫أ ُِم ْر ُ‬
‫ت َوأَنَا أ ََّو ُل ال ُْم ْسل ِم َ‬
‫الذبح‪َ ،‬بُت سبحانو يف ىذه اآلية أف الذبح لغَت هللا شرؾ باهلل‬
‫‪-ٕٔ-‬‬
‫كالصالة لغَت هللا‪.‬‬
‫ك َو ْاَنَ ْر‪[ ‬الكوثر‪:‬‬ ‫ص ِّل لَِربِّ َ‬ ‫وقاؿ تعاذل‪ :‬إِنَّا أَ ْعطَْي نَ َ‬
‫اك الْ َك ْوثَ َر * فَ َ‬
‫ٔ‪ .]ٕ ،‬أمر هللا سبحانو نبيو يف ىذه السورة الكرمية أف يصلي لربو‬
‫وينحر‪ ،‬خالفًا ألىل الشرؾ الذين يسجدوف لغَت هللا ويذحبوف لغَته‪.‬‬
‫ك أَََّّل تَ ْعبُ ُدوا إََِّّل إِيَّاهُ‪[ ‬اإلسراء‪ .]ٕٖ :‬وقاؿ‬ ‫ضى َربُّ َ‬ ‫وقاؿ تعاذل‪َ  :‬وقَ َ‬
‫ِ‬ ‫اّلِل ُُمْلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪[ ‬البينة‪:‬‬ ‫ين ُحنَ َف َ‬ ‫ي لَوُ ال ّد َ‬ ‫صَ‬ ‫سبحانو‪َ  :‬وَما أُم ُروا إََِّّل ليَ ْعبُ ُدوا ََّ‬
‫٘]‪ .‬واآليات يف ىذا ادلعٌت كثَتة‪ .‬والذبح من العبادة فيجب إخالصو‬
‫هلل وحده‪.‬‬
‫ويف صحيح مسلم عن أمَت ادلؤمنُت علي بن أيب طالب ‪ ‬قاؿ‪:‬‬
‫قاؿ رسوؿ هللا ‪« :‬لعن هللا من ذبح لغي هللا»‪.‬‬
‫وأما قوؿ القائل‪« :‬أسأل هللا حبق أوليائو أو جباه أوليائو أو حبق‬
‫النيب أو جباه النيب»‪ ،‬فهذا ليس من الشرؾ ولكنو بدعة عند رتهور‬
‫أىل العلم‪ ،‬ومن وسائل الشرؾ ألف الدعاء عبادة وكيفيتو من األمور‬
‫التوقيفية ودل يثبت عن نبينا ‪ ‬ما يدؿ على شرعية أو إباحة التوسل‬
‫حبق أو جاه أحد من خلقو‪ ،‬فال جيوز للمسلم أف ُُيدث َتو ُّسالً دل‬
‫يشرعو هللا سبحانو‪ ،‬لقوؿ هللا سبحانو وتعاذل‪ :‬أ َْم َهلُ ْم ُش َرَكاءُ َش َرعُوا‬
‫اّلِلُ‪[ ‬الشورى‪ .]ٕٔ :‬وقوؿ النيب ‪َ « :‬من‬ ‫َهلُ ْم ِم َن ال ِّدي ِن َما َدلْ يَأْ َذ ْن بِ ِو َّ‬
‫ث ِف أمرنا ىذا ما ليس منو فهو رد»‪ .‬متفق على صحتو‪ .‬ويف‬ ‫أح َد َ‬
‫جازما هبا‪َ « :‬من َع ِمل عمَلً‬ ‫رواية دلسلم وعلقها البخاري يف صحيحو ً‬
‫ليس عليو أمرنا فهو رد»‪ .‬ومعٌت قولو‪( :‬فهو َرد) أي مردود على‬
‫صاحبو ال يُقبل‪.‬‬
‫فالواجب على أىل اإلسالـ التقيد مبا شرعو هللا‪ ،‬واحلذر شلا‬
‫‪-ٖٔ-‬‬
‫أحدثو الناس من البدع‪ .‬أما التوسل ادلشروع‪ ،‬فهو التوسل بأمساء هللا‬
‫وصفاتو‪ ،‬وبتوحيده وباألعماؿ الصاحلات‪ ،‬واإلمياف باهلل ورسولو‪ ،‬وزلبة‬
‫هللا ورسولو‪ ،‬وحنو ذلك من أعماؿ الرب واخلَت‪ .‬وهللا ورل التوفيق‪.‬‬
‫الشيخ ابن باز‬
‫حكم العَلج عند املشعوذين‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىناؾ فئة من الناس يعاجلوف بالطب الشعيب على حسب‬
‫أتيت إذل أحدىم قاؿ رل‪ :‬اكتب امسك واسم‬ ‫كالمهم‪ ،‬وحينما ُ‬
‫غدا‪ ،‬وحينما يراجعهم الشخص يقولوف لو‪ :‬إنَك‬ ‫والدتك مث راجعنا ً‬
‫مصاب بكذا وكذا‪ ،‬وعالجك كذا وكذا‪ ،‬ويقوؿ أحدىم إنو يستعمل‬
‫كالـ هللا يف العالج‪ .‬فما رأيكم يف مثل ىؤالء‪ ،‬وما حكم الذىاب‬
‫إليهم؟‬
‫اجلواب‪ :‬من كاف يعمل ىذا األمر يف عالجو فهو دليل على أنو‬
‫يستخدـ اجلن‪ ،‬ويدعي علم ادلغيبات‪ ،‬فال جيوز العالج عنده كما ال‬
‫جيوز اجمليء إليو وال سؤالو‪ ،‬لقولو النيب ‪ ،‬يف ىذا اجلنس من الناس‪:‬‬
‫«من أتى عرافًا فسألو عن شيء دل تُقبل لو صَلة أربعي ليلة»‪.‬‬
‫[أخرجو مسلم يف صحيحو]‪.‬‬
‫وثبت عنو ‪ ،‬يف عدة أحاديث النهي عن إتياف الكهاف‬
‫وال َعرافُت والسحرة‪ ،‬والنهي عن سؤاذلم وتصديقهم‪ ،‬وقاؿ ‪« :‬من‬
‫أتى كاىنًا فصدقو مبا يقول فقد كفر مبا أنزل على َممد‬
‫‪ .»-‬وكل من يدعي علم الغيب‪ ،‬باستعماؿ ضرب احلصى أو‬
‫الودع أو التخطيط يف األرض‪ ،‬أو سؤاؿ ادلريض عن امسو واسم أمو أو‬
‫اسم أقاربو‪ ،‬فكل ذلك دليل على أنو من العرافُت والكهاف الذين هنى‬
‫‪-ٔٗ-‬‬
‫النيب ‪ ،‬عن سؤاذلم وتصديقهم‪.‬‬
‫الشيخ ابن باز‬
‫حكم قراءة الفاحتة على القرب للميت‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل جيوز قراءة الفاحتة أو شيء من القرآف للميت عند‬
‫زيارة قربه‪ ،‬وىل ينفعو ذلك‪.‬‬
‫اجلواب‪ :‬ثبت عن النيب ‪ ‬أنو كاف يزور القبور‪ ،‬ويدعو لألموات‬
‫بأدعية علَمها أصحابو وتعلموىا عنو‪ ،‬من ذلك‪« :‬السَلم عليكم‬
‫أىل الديار من املؤمني واملسلمي‪ ،‬وإنَّا إن شاء هللا بكم َّلحقون‪،‬‬
‫نسأل هللا لنا ولكم العافية»‪ ،‬ودل يثبت عنو ‪ ‬أنو قرأ سورة من‬
‫القرآف أو آيات منو لألموات مع تكرار زيارتو لقبورىم‪ ،‬ولو كاف ذلك‬
‫مشروعا لفعلو‪ ،‬وبينو ألصحابو‪ ،‬رغبة يف الثواب ورزتة باألمة‪ ،‬وأداءً‬ ‫ً‬
‫ول ِم ْن‬ ‫لواجب البالغ‪ ،‬فإنو كما وصفو تعاذل بقولو‪ :‬لََق ْد َج َ‬
‫اء ُك ْم َر ُس ٌ‬
‫يم‪‬‬ ‫أَنْ ُف ِس ُكم ع ِزيز علَي ِو ما عنِتُّم ح ِريص علَي ُكم بِالْم ْؤِمنِي رء ٌ ِ‬
‫وف َرح ٌ‬ ‫ْ َ ٌ َ ْ َ َ ْ َ ٌ َ ْ ْ ُ َ َُ‬
‫[التوبة‪ .]ٕٔٛ :‬فلما دل يفعل ذلك مع وجود أسبابو‪ ،‬دؿ على أنو غَت‬
‫مشروع‪.‬‬
‫وقد عرؼ ذلك أصحابو‪ ، ،‬فاقتفوا أثره‪ ،‬واكتفوا بالعربة‬
‫والدعاء لألموات عند زيارهتم‪ ،‬ودل يثبت عنهم أهنم قرؤوا قرآنًا‬
‫لألموات‪ ،‬فكانت القراءة ذلم بدعة زلدثة‪ ،‬وقد ثبت عنو ‪ ،‬أنو‬
‫قاؿ‪« :‬من أحدث ِف أمرنا ىذا ما ليس منو فهو رد»‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة‬
‫حكم اْللف بالنيب ‪‬‬
‫السؤاؿ‪ :‬اعتاد بعض النَاس احللف بالنيب‪ ، ،‬وأصبح األمر‬
‫‪-ٔ٘-‬‬
‫اعتقادا فما حكم ذلك؟‬
‫ً‬ ‫عاديًا عندىم‪ ،‬وال يعتقدوف ذلك‬
‫اجلواب‪ :‬احللف بالنيب‪ ، ،‬أو غَته من ادلخلوقات منكر عظيم‪،‬‬
‫ومن احملرمات الشركية‪ ،‬وال جيوز ألحد احللف إال باهلل وحده‪ ،‬وقد‬
‫حكى اإلماـ ابن عبد الرب رزتو هللا اإلرتاع على أنو ال جيوز احللف‬
‫بغَت هللا‪ .‬وقد صحت األحاديث عن النيب ‪ ‬بالنهي عن ذلك‪ ،‬وأنو‬
‫من الشرؾ‪ ،‬كما يف الصحيحُت عن النيب ‪ ‬أنو قاؿ‪« :‬إن هللا‬
‫ينهاكم أن حتلفوا بآبائكم فمن كان حال ًفا فليحلف باهلل أو‬
‫ليصمت»‪.‬‬
‫ويف لفظ آخر‪« :‬فَل حيلف إَّل باهلل أو ليسكت»‪.‬‬
‫وخرج أبو داود والًتمذي‪ ،‬بإسناد صحيح عن النيب ‪ ‬أنو قاؿ‪:‬‬
‫«من حلف بغي هللا فقد كفر أو أشرك»‪ .‬وص َح عنو ‪ ‬أنو قاؿ‪:‬‬
‫«من حلف باألمانة فليس منا»‪ .‬واألحاديث يف ىذا الباب كثَتة‬
‫معلومة والواجب على رتيع ادلسلمُت أال ُيلفوا إال باهلل وحده‪ ،‬وال‬
‫جيوز ألحد أف ُيلف بغَت هللا كائنًا من كاف لألحاديث ادلذكورة‬
‫وغَتىا‪ ،‬وجيب على من اعتاد ذلك أف ُي ِّذره وأف ينهى أىلو وجلساءه‬
‫منكرا فليغيه‬
‫وغَتىم عن ذلك‪ ،‬لقوؿ النيب ‪« ‬من رأي منكم ً‬
‫بيده‪ ،‬فإن دل يستطع فبلسانو‪ ،‬فإن دل يستطع فبقلبو‪ ،‬وذلك أضعف‬
‫اْلميان»‪.‬‬
‫واحللف بغَت هللا من الشرؾ األصغر‪ ،‬للحديث السابق‪ ،‬وقد‬
‫يكوف شرًكا أكرب إذا قاـ بقلب احلالف أف ىذا احمللوؼ بو‪ ،‬يستحق‬
‫التعظيم كما يستحقو هللا‪ ،‬أو أنَو جيوز أف يُعبَد مع هللا‪ ،‬وحنو ذلك من‬
‫رتيعا بالعافية من‬
‫ادلقاصد الكفرية‪ ..‬نسأؿ هللا أف مين على ادلسلمُت ً‬
‫‪-ٔٙ-‬‬
‫ذلك‪ ،‬وأف مينحهم الفقو يف دينو‪ ،‬والسالمة من أ َسباب غضبو‪ .‬إنو‬
‫مسيع قريب‪.‬‬
‫الشيخ ابن باز‬
‫حكم الصَلة خلف من يستغيث بغي هللا‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل يصح أف أصلي خلف من يستغيث بغَت هللا ويتلفظ‬
‫(أغثْنا يا غُ ْوث‪َ ،‬م َدد يا جيالين) وإذا دل أجد‬ ‫مبثل ىذه الكلمات ِ‬
‫غَته فهل رل أف أصلي يف بييت؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال جتوز الصالة خلف رتيع ادلشركُت‪ ،‬ومنهم من يستغيث‬
‫بغَت هللا ويطلبو ادلدد‪ ،‬ألف االستغاثة بغَت هللا من األموات واألصناـ‬
‫واجلن وغَت ذلك من الشرؾ باهلل سبحانو‪ .‬أما االستغاثة بادلخلوؽ احلي‬
‫احلاضر الذي يقدر على إعانتك فال بأس هبا‪ ،‬لقوؿ هللا عز وجل يف‬
‫استَ غَاثَوُ الَّ ِذي ِم ْن ِش َيعتِ ِو َعلَى الَّ ِذي ِم ْن َع ُد ِّوِه‪‬‬
‫قصة موسى‪ :‬فَ ْ‬
‫مسلما تصلي خلفو‪ ،‬جاز لك أف‬ ‫إماما ً‬ ‫[القصص‪ ..]ٔ٘ :‬وإذا دل جتد ً‬
‫تصلي يف بيتك‪ ،‬وإف وجدت رتاعة مسلمُت يستطيعوف الصالة يف‬
‫ادلسجد قبل اإلماـ ادلشرؾ‪ ،‬أو بعده فصل معهم‪ ،‬وإف استطاع ادلسلموف‬
‫عزؿ اإلماـ ادلشرؾ وتعيُت إماـ مسلم يصلي بالناس وجب عليهم ذلك‪،‬‬
‫ألف ذلك من باب األمر بادلعروؼ والنَهي عن ادلنكر وإقامة شرع هللا يف‬
‫أرضو‪ ،‬إذا أمكن ذلك بدوف فتنة‪ ،‬لقوؿ هللا تعاذل‪َ  :‬وال ُْم ْؤِمنُو َن‬
‫ض يأْمرو َن بِالْمعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوال ُْم ْؤِمنَ ُ‬
‫وف َويَ ْن َه ْو َن َع ِن‬‫َ ُْ‬ ‫ض ُه ْم أ َْوليَاءُ بَ ْع ٍ َ ُ ُ‬
‫ات بَ ْع ُ‬
‫ال ُْمْن َك ِر‪ ...‬اآلية [التوبة‪.]ٚٔ :‬‬
‫منكرا فليغيه بيده‪ ،‬فإن دل‬
‫وقوؿ النيب ‪« :‬من رأى منكم ً‬
‫يستطع فبلسانو‪ ،‬فإن دل يستطع فبقلبو‪ ،‬وذلك أضعف اْلميان»‪.‬‬
‫‪-ٔٚ-‬‬
‫[رواه مسلم يف صحيحو]‪.‬‬
‫الشيخ ابن باز‬
‫من يذبح للجن َّل يقبل منو عمل حَّت يتوب‬
‫احلمد هلل وبعد‪ :‬فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية‬
‫واإلفتاء على ىذا االستفتاء ونصو «يأتينا مطاوعة ِف البادية‬
‫ويقولون‪ :‬الذي يذبح للجن ما لو صَلة وَّل حج‪ ،‬وأنا عندما‬
‫مسعت منهم ىذا الكَلم تبت إذل هللا أّن ما أذبح للجن وقد‬
‫حججت ويقولون إن حجك باطل فهل حجي باطل‪ ،‬أم صحيح؟‬
‫فإذا كان باطَلً فسأحج من جديد»؟‪.‬‬
‫وأجابت مبا يلي‪:‬‬
‫الذبح للجن شرؾ باهلل سبحانو وتعاذل‪ ،‬ولو مات فاعلو عليو دوف‬
‫سللدا يف النار‪ ،‬والشرؾ ال يصح معو عمل‪،‬‬ ‫خالدا ً‬ ‫توبة منو‪ ،‬لكاف ً‬
‫لقوؿ هللا سبحانو‪َ  :‬ولَ ْو أَ ْش َرُكوا َْلَبِ َط َع ْن ُه ْم َما َكانُوا يَ ْع َملُو َن‪‬‬
‫[األنعاـ‪ .]ٛٛ :‬فاحلمد هلل تعاذل أف وفقك للتوبة من ىذا الذنب‬
‫وحج من جديد‪ ،‬وإف صدقت‬ ‫العظيم‪ ،‬الذي ال يُقبل معو عمل‪ُ ،‬‬
‫توبتك فقد وعد هللا التائب بادلغفرة‪ ،‬وإبداؿ سيئاتك حسنات لقولو‬
‫س الَِِّت‬ ‫ين ََّل يَ ْدعُو َن َم َع َِّ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫سبحانو‪َ  :‬والذ َ‬
‫اّلِل إ َهلًا آ َخ َر َوََّل يَ ْقتُ لُو َن النَّ ْف َ‬
‫ف لَوُ‬ ‫اع ْ‬‫ضَ‬ ‫ْق أَثَ ًاما * يُ َ‬ ‫اّلِلُ إََِّّل بِا ْْلَ ِّق َوََّل يَ ْزنُو َن َوَم ْن يَ ْف َع ْل ذَلِ َ‬
‫ك يَل َ‬ ‫َح َّرَم َّ‬
‫آم َن َو َع ِم َل َع َم ًَل‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اب يَ ْوَم الْقيَ َامة َوََيْلُ ْد فيو ُم َهانًا * إََِّّل َم ْن تَ َ‬
‫اب َو َ‬ ‫ال َْع َذ ُ‬
‫يما‪‬‬ ‫اّلِل غَ ُف ِ‬ ‫اّلِل سيِئَاتِِم ح ٍ‬ ‫اْلا فَأُولَئِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ورا َرح ً‬ ‫سنَات َوَكا َن َُّ ً‬ ‫ك يُبَ ّد ُل َُّ َ ّ ْ َ َ‬ ‫ص ً‬ ‫َ‬
‫[الفرقاف‪.]ٚٓ-ٙٛ :‬‬
‫وباهلل التوفيق وصلى هللا وسلم على عبده ورسولو زلمد وآلو‬
‫‪-ٔٛ-‬‬
‫وصحبو‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة‬
‫العلة ِف حترمي زيارة النساء للقبور‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما السبب أو العلة يف حترمي زيارة النساء للقبور؟‬
‫اجلواب‪ :‬أوالً‪ :‬ورد النهي الشديد عن ذلك بقولو ‪« :‬لعن هللا‬
‫زائرات القبور»‪ .‬وقولو لفاطمة دلا زارت أناسا للتعزية‪« :‬لو ِ‬
‫بلغت‬ ‫ً‬
‫معهم الكداء (يعَن أدىن املقابر) ما ر ِ‬
‫أيت اْلنة‪ ..‬إخل»‪.‬‬
‫وثانيًا‪ :‬ورد تعليل ذلك بقولو ‪ ‬للنساء الاليت تبعن اجلنازة‪:‬‬
‫«ارجعن مأزورات‪ ،‬غي مأجورات‪ ،‬فإنكن تفنت اْلي‪ ،‬وتؤذين‬
‫امليت»‪ .‬فعلل هنيهم بعلتُت‪ :‬كوهنن فتنة لألحياء فإف ادلرأة عورة‬
‫وخروجها وبروزىا للرجاؿ األجانب يوقع يف الفتنة وجير إذل اجلرائم‪،‬‬
‫وىكذا كوهنن يؤذين ادليت فإف ادلرأة قليلة الصرب ضعيفة القلب ال‬
‫تتحمل ادلصائب فال يؤمن أف يقع منها عند القبور شيء من النياحة‬
‫شرعا‪.‬‬
‫والنَدب والنَعي ورفع الصوت بتعداد زلاسن ادليت وذلك زلرـ ً‬
‫الشيخ ابن جربين‬
‫حكم الصَلة ِف املساجد الِت تتوسطها األضرحة‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل جتوز الصالة يف ادلساجد اليت تتوسطها قبور ألولياء‬
‫هللا؟‬
‫اجلواب‪ :‬ادلساجد ادلبنية على القبور ال يُصلَى فيها سواء كاف‬
‫ادلقبور فيها من الصاحلُت‪ ،‬أـ من غَتىم‪ ،‬ألف الرسوؿ ‪ ‬هنى عن‬
‫ذلك وح َذر منو ولعن اليهود والنصارى على ذلك‪ ،‬كما يف‬
‫الصحيحُت عن عائشة رضي هللا عنها عن النيب ‪ ‬أنو قاؿ‪« :‬لعن‬
‫‪-ٜٔ-‬‬
‫هللا اليهود والنصارى اختذوا قبور أنبيائهم مساجد»‪.‬‬
‫ويف الصحيحُت عن عائشة رضي هللا عنها أف أـ سلمة وأـ حبيبة‬
‫رضي هللا عنهما ذكرتا للنيب ‪ ‬كنيسة بأرض احلبشة وما فيها من‬
‫الصور فقاؿ ‪« :‬أولئك إذا مات فيهم الرجل الصاحل بنوا على‬
‫قربه مسج ًدا وصوروا فيو تلك الصور‪ ،‬أولئك شرار اخللق عند‬
‫هللا»‪ .‬وخَرج مسلم يف صحيحو عن جندب بن عبد هللا البجلي عن‬
‫النيب ‪ ‬أنو قاؿ‪« :‬أَّل وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور‬
‫أنبيائهم وصاْليهم مساجد‪ ،‬أَّل فَل تتخذوا القبور مساجد فإّن‬
‫أهناكم عن ذلك»‪.‬‬
‫فهذه األحاديث الصحيحة وما جاء يف معناىا كلها تدؿ على‬
‫حترمي الصالة بادلساجد اليت هبا قبور كما تدؿ على حترمي اختاذ‬
‫ادلساجد على القبور ولعن من فعل ذلك‪ ،‬وقد ثبت عنو ‪ ‬من‬
‫حديث جابر أنَو «هنى عن جتصيص القبور والبناء عليها والقعود‬
‫عليها»‪.‬‬
‫فالواجب على والة أمر ادلسلمُت يف رتيع الدوؿ اإلسالمية أف‬
‫مينعوا البناء على القبور واختاذ مساجد عليها‪ ،‬كما جيب عليهم أف‬
‫مينعوا جتصيصها والقعود عليها والكتابة عليها عمالً هبذه األحاديث‬
‫وسدا لذرائع الغلو يف أىلها والشرؾ هبم‪ .‬نسأؿ هللا أف‬
‫الصحيحة‪ً ،‬‬
‫يوفق والة أمر ادلسلمُت دلا يف صالح العباد والبالد وأف ينصر هبم دينو‬
‫وُيمي هبم شريعتو شلا خيالفها‪ ،‬إنو مسيع رليب‪.‬‬
‫الشيخ ابن باز‬
‫أبعدوا القرب عن املسجد‬
‫‪-ٕٓ-‬‬
‫معا‪ ،‬وأوصى أسرتو أف يكوف قربه يف‬ ‫السؤاؿ‪ :‬شخص بٌت جا ً‬
‫ُت القرب واجلامع مسافة‬
‫اجلامع‪ ،‬مث تويف ودفن باجلامع أماـ القبلة‪ ،‬وبَػ ْ َ‬
‫مًت واحد‪ ،‬أرجو إرشادنا عن ذلك؟‬
‫اجلواب‪ :‬جيب أف ينبش ىذا القرب‪ ،‬وجيعل يف مكاف بعيد عن‬
‫ادلسجد يف مقربة البلد‪ ،‬ألف جعل القرب يف ادلسجد ذريعة إذل الشرؾ‪،‬‬
‫وإذا كاف يف القبلة كاف أشد يف التحرمي وأقرب إذل الشرؾ باهلل‪ ،‬وذلك‬
‫بعبادة صاحب القرب‪ ،‬واألصل يف ذلك ما رواه الشيخاف عن أيب‬
‫ىريرة ‪ ‬قاؿ‪« :‬قاتَ َل هللا اليهود والنَّصارى اختذوا قبور أنبيائهم‬
‫مساجد»‪ ،‬وأخرج مسلم أف النيب ‪ ‬قاؿ‪َّ« :‬ل جتلسوا على القبور‬
‫أيضا أف النيب ‪ ‬قاؿ‪« :‬أَّل وإن َمن‬ ‫وَّل تصلوا إليها»‪ .‬وروى مسلم ً‬
‫كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصاْليهم مساجد‪ ،‬أَّل‬
‫فإّن أهناكم عن ذلك»‪ .‬وصلى هللا على‬ ‫فَل تتخذوا القبور مساجد ِّ‬
‫نبينا زلمد وآلو وصحبو وسلم‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة‬
‫حكم الكتابة على القرب‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىل جيوز وضع قطعة من احلديد أو (الفتة) على قرب‬
‫ادليت مكتوب عليها آيات قرآنية باإلضافة إذل اسم ادليت وتاريخ‬
‫وفاتو‪ ...‬اخل؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال جيوز أف يكتب على قرب ادليت أال آيات قرآنية وال‬
‫غَتىا ال يف حديدة وال يف لوح وال يف غَتمها‪ ،‬دلا ثبت عن النيب ‪‬‬
‫صص القرب‪ ،‬وأن يقعد‬ ‫من حديث جابر ‪ ‬أنو ‪« ‬هنى أن ُُي َّ‬
‫عليو وأن يبىن عليو»‪[ .‬رواه مسلم وزاد الًتمذي والنسائي بإسناد‬
‫‪-ٕٔ-‬‬
‫صحيح] «وأن يكتب عليو»]‪.‬‬
‫الشيخ ابن باز‬
‫ليس ِف الدين قشور‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما حكم الشرع فيمن يقوؿ‪ :‬إف حلق اللحية وتقصَت‬
‫الثوب قشور وليس أصوالً يف الدين‪ ،‬أو فيمن يضحك شلن فعل ىذه‬
‫األمور؟‬
‫اجلواب‪ :‬ىذا الكالـ خطَت ومنكر عظيم‪ ،‬وليس يف الدين قشور‬
‫بل كلو لُب وصالح وإصالح وينقسم إذل أصوؿ وفروع‪ .‬ومسألة‬
‫اللحية وتقصَت الثياب من الفروع ال من األصوؿ‪ ،‬لكن ال جيوز أف‬
‫وخيشى على من قاؿ مثل ىذا‬ ‫قشورا‪ُ ،‬‬ ‫يسمى شيء من أمور الدين ً‬
‫منتقصا ومستهزئًا أف يرتد بذلك عن دينو لقوؿ هللا سبحانو‪:‬‬ ‫ً‬ ‫الكالـ‬
‫اّلِل َوآَيَاتِِو َوَر ُسولِ ِو ُك ْنتُ ْم تَ ْستَ ْه ِزئُو َن * ََّل تَ ْعتَ ِذ ُروا قَ ْد َك َف ْرُُْت‬
‫‪‬قُل أَبِ َِّ‬
‫ْ‬
‫بَ ْع َد إِميَانِ ُك ْم‪[ ‬التوبة‪.]ٙٙ ،ٙ٘ :‬‬
‫والرسوؿ ‪ ‬ىو الذي أمر بإعفاء اللحية وإرخائها وتوفَتىا وقص‬
‫الشوارب وإحفائها‪ ،‬فالواجب طاعتو وتعظيم أمره وهنيو يف رتيع‬
‫األمور‪ ،‬وقد ذكر أبو زلمد بن حزـ إرتاع العلماء على أف إعفاء‬
‫اللحية وقص الشارب أمر مفًتض‪ ،‬وال شك أف السعادة والنجاة‬
‫والعزة والكرامة والعاقبة احلميدة يف طاعة هللا ورسولو‪ ،‬وأف اذلالؾ‬
‫واخلسراف وسوء العاقبة يف معصية هللا ورسولو‪.‬‬
‫وىكذا رفع ادلالبس فوؽ الكعبُت أمر مفًتض لقوؿ النيب ‪« ‬ما‬
‫أسفل من الكعبي من اْلزار فهو ِف النار» [رواه البخاري يف‬
‫صحيحو]‪ ،‬وقولو ‪« :‬ثَلثة َّل يكلمهم هللا وَّل ينظر إليهم يوم‬
‫‪-ٕٕ-‬‬
‫القيامة وَّل يزكيهم وهلم عذاب أليم‪ :‬املسبل إزاره‪ ،‬واملنان فيما‬
‫أعطى‪ ،‬واملنفق سلعتو باْللف الكاذب» [رواه مسلم يف صحيحو]‪.‬‬
‫جر ثوبو خيَلء» [متفق عليو]‪.‬‬ ‫وقاؿ ‪َّ« :‬ل ينظر هللا إذل َمن َّ‬
‫فالواجب على الرجل ادلسلم أف يتقي هللا وأف يرفع مالبسو سواء‬
‫قميصا أو إز ًارا أو سراويل أو بشتًا‪ ،‬وأال تنزؿ عن الكعبُت‬ ‫ً‬ ‫كانت‬
‫واألفضل أف تكوف ما بُت نصف الساؽ إذل الكعب‪ ،‬وإذا كاف اإلسباؿ‬
‫عن خيالء كاف اإلمث أعظم‪ ،‬وإذا كاف عن تساىل ال عن كرب فهو منكر‬
‫وصاحبو آمث لكن إذتو دوف إمث ادلتكرب‪ ،‬وال شك أف اإلسباؿ وسيلة إذل‬
‫تكربا‪ ،‬وألف الوعيد يف‬
‫الكرب وإف زعم صاحبو أنو دل يفعل ذلك ً‬
‫األحاديث عاـ فال جيوز التساىل باألمر‪ ،‬وأما قصة الص ِّديق ‪ ‬وقولو‬
‫للنيب ‪« ‬إن إزاري يستخري إَّل أن أتعاىده»‪ .‬فقاؿ لو النيب عليو‬
‫الصالة والسالـ‪« :‬إنك لست ِمن يفعلو خيَلء» فهذا يف حق من‬
‫كانت حالو مثل حاؿ الصديق يف اسًتخاء اإلزار من غَت كرب‪ ،‬وىو مع‬
‫متعمدا فهذا‬
‫ذلك يتعاىده وُيرص على ضبطو‪ ،‬فأما من أرخى مالبسو ً‬
‫يعمو الوعيد وليس مثل الصديق‪ .‬ويف إسباؿ ادلالبس مع ما تقدـ من‬
‫الوعيد إسراؼ وتعريض ذلا لألوساخ والنجاسة‪ ،‬وتشبو بالنساء وكل ذلك‬
‫جيب على ادلسلم أف يصوف نفسو عنو‪ .‬وهللا ورل التوفيق‪ ،‬واذلادي إذل‬
‫سواء السبيل‪.‬‬
‫الشيخ ابن باز‬
‫حكم البناء على القبور‬
‫السؤاؿ‪ :‬ما حكم الدين يف بناء ادلقابر بالطوب واألمسنت فوؽ‬
‫ظهر األرض؟‬
‫‪-ٕٖ-‬‬
‫اجلواب‪ :‬أوالً أنا أكره أف يوجو للشخص مثل ىذا السؤاؿ بأف‬
‫يقاؿ‪ :‬ما حكم الدين‪ ،‬ما حكم اإلسالـ وما أشبو ذلك‪ ،‬ألف الواحد‬
‫من الناس ال يعرب عن اإلسالـ‪ ،‬إذ قد خيطئ ويصيب وحنن إذا قلنا إنو‬
‫يعرب عن اإلسالـ معناه أنو ال خيطئ ألف اإلسالـ ال خطأ فيو‪ ،‬فاألوذل‬
‫يف مثل ىذا التعبَت أف يقاؿ‪ :‬ما ترى يف حكم َمن فعل كذا وكذا‪ ،‬أو ما‬
‫ترى فيمن فعل كذا وكذا‪ ،‬أو ما ترى يف اإلسالـ ىل يكوف كذا وكذا‬
‫حكمو‪ ،‬ادلهم أف يضاؼ السؤاؿ إذل ادلسؤوؿ فقط‪.‬‬
‫أما بالنسبة دلا أراه يف ىذه ادلسألة أنو ال جيوز أف يُبٌت على‬
‫القبور‪ ،‬فقد ثبت عن النيب‪ ، ،‬أنو هنى عن البناء على القبور وهنى‬
‫أف جيصص القرب وأف يبٌت عليو‪ ،‬فالبناء على القبور زلَرـ ألنو وسيلة‬
‫إذل أف تُعبد ويشرؾ هبا مع هللا عز وجل‪.‬‬
‫الشيخ ابن عيثمي‬
‫حكم اَّلحتفال باملولد واْلسراء واملعراج‬
‫السؤاؿ‪ :‬ىناؾ بعض النَاس يقيموف الوالئم يف يوـ مولد‬
‫الرسوؿ ‪ ،‬ويستقبلوف زوارىم الذين َد َع ْوىم‪ ،‬ويف ىذا اليوـ يقرؤوف‬
‫القرآف‪ ،‬ويقرؤوف سَتة رسوؿ هللا ‪ ،‬ويدعوف أدعية دينية‪ ،‬ويفعلوف‬
‫مثلو يف يوـ اإلسراء وادلعراج‪ ،‬ويتصدقوف بادلاؿ والطعاـ‪ ،‬فهل ىذا‬
‫الفعل جائز أـ حراـ؟‬
‫اجلواب‪ :‬ال شك أف زلبة الرسوؿ ‪ ،‬من األمور الواجبة على‬
‫كل مسلم‪ ،‬بل إنَو ال يتم إمياف عبد حىت يكوف رسوؿ هللا ‪ ‬أحب‬
‫أيضا أف من‬
‫إليو من ولده ووالده ونفسو والناس أرتعُت‪ .‬وال شك ً‬
‫زلبتو وتعظيمو‪ :‬اتباع شريعتو‪ .‬والتقيد هبديو‪ .‬وأال يتقدـ أحد بُت‬
‫‪-ٕٗ-‬‬
‫يديو‪ ،‬وأال يدخل يف شرعو ما ليس منو‪ ،‬ألف من تعبَد هلل مبا دل يشرعو‬
‫هللا لعباده وعلى لساف رسولو‪ ،‬فقد اهتم الرسوؿ ‪ ‬بالقصور أو‬
‫التقصَت وىذا أمر ال ميكن أف يُقَره مسلم‪ ،‬ولذلك‬
‫وَمدثات األمور فإن كل بدعة‬ ‫ح َذر ‪ ‬من البدع وقاؿ‪« :‬إياكم ُ‬
‫ضَللة»‪ .‬وأمر باتباع سنتو وسنة اخللفاء الراشدين ادلهديُت من بعده‪.‬‬
‫وال ريب أف تعظيم النَيب ‪ ‬من العبادات‪ ،‬فإذا شرع تعظيمو‬
‫على طريق دل ترد بو السنة فإف ىذا التعظيم على ىذا الوجو يكوف‬
‫بدعة منكرة‪ ،‬فاختاذ عيد دلولد النيب ‪ ‬حبيث ُيتفل بو ويتصدؽ يف‬
‫ذلك اليوـ‪ ،‬وتصنع الوالئم وما أشبو ذلك فهذا من البدع بال ريب‪.‬‬
‫واإلنساف ادلؤمن عليو أف يتمسك مبا صح عن النيب ‪ ‬ففيو الكفاية‪.‬‬
‫أما ىذا الشيء ادلبتدع فقد حذر منو ‪ ،‬وما حذر منو فال خَت فيو‪،‬‬
‫ولو كاف فيو خَت لكاف أوذل الناس بو صحابة رسوؿ هللا ‪.‬‬
‫ودل حتدث بدعة ادلولد إال يف القرف الرابع اذلجري وذلك بعد‬
‫مضي القروف الثالثة ادلفضلة‪ .‬ولو كاف ح ًقا لسبقونا إليو‪.‬‬
‫وإذا كنت صادقًا فعليك مبتابعة النيب ‪ ،‬ففيها اخلَت والفالح‬
‫ودع عنك يا أخي ادلسلم مثل ىذه األمور‪.‬‬
‫ومن العجب أ َف بعض الناس يتمسكوف هبذه البدعة دتس ًكا‬
‫شديدا حىت كأهنا عندىم من أفرض الفروض وأوجب الواجبات‬ ‫ً‬
‫وجتدىم يتهاونوف بأمور كثَتة من السنة اليت صحت عن النيب ‪،‬‬
‫فعلى ادلرء أف يتوب إذل هللا ويرجع وأف يقوؿ‪َِ :‬‬
‫(مسعنا وأطعنا)‪ .‬وقد‬
‫ثبت عن اإلماـ مالك رزتو هللا أنو قاؿ‪( :‬لن يصلح ِ‬
‫آخَر ىذه األمة‬ ‫ُ‬
‫إال ما أصلح أوذلا)‪.‬‬
‫‪-ٕ٘-‬‬
‫وىكذا نقوؿ عن اإلسراء وادلعراج فإنو دل يثبت عن الصحابة وال‬
‫عن القروف ادلفضلة أهنم ُيتفلوف هبا‪ ،‬ولو كاف االحتفاؿ هبا من شريعة‬
‫هللا لبينو لنا الرسوؿ ‪ ،‬ودعا إليو أصحابو وأمتو‪.‬‬
‫مث إنٍت أقوؿ‪ :‬دل يثبت أف النيب ‪ُ ،‬ولد يف اليوـ الثاين عشر من‬
‫ربيع األوؿ أو ليلتو‪ ،‬وال أف معراجو كاف يف ليلة سبع وعشرين من‬
‫رجب‪ ،‬وإمنا ذكر البعض أف مولده كاف يف اليوـ التاسع من ربيع‬
‫األوؿ ال يف الثاين عشر‪ ،‬وكذلك ادلعراج فإف ادلعروؼ أنو كاف يف ربيع‬
‫أيضا‪ ،‬ودل‬
‫نظرا ً‬
‫األوؿ‪ ،‬وىذا أقرب ما يكوف فيو‪ ،‬على أف يف ذلك ً‬
‫يثبت ادلعراج أنو يف رجب وال رمضاف وال ربيع‪ .‬فتكوف بدعة ادلعراج‬
‫وادليالد مبنية على غَت أساس‪ ..‬ال شرعي وال تارخيي‪ ،‬وحينئذ فإف‬
‫العقل والسمع كالمها يقتضي عدـ إقامة ىذه األعياد‪.‬‬
‫الشيخ ابن عثيمي‬

‫‪-ٕٙ-‬‬
‫الفهرس‬
‫اذلدؼ من خلقنا ‪٘ ................................................‬‬
‫أنواع التوحيد ‪ٙ ....................................................‬‬
‫أعظم الذنوب ‪ٚ ...................................................‬‬
‫أنواع من الشرؾ األكرب ‪ٛ ...........................................‬‬
‫حكم السحر ‪ٔٓ .................................................‬‬
‫دعاء النيب ‪ ‬ونداؤه‪ٔٓ ...........................................‬‬
‫واالستعانة بو بعد موتو شرؾ أكرب ‪ٔٓ ...............................‬‬
‫حكم السجود على ادلقابر والذبح ‪ٔٔ ...............................‬‬
‫الذبح لغَت هللا شرؾ أكرب ‪ٕٔ .......................................‬‬
‫حكم العالج عند ادلشعوذين‪ٔٗ ....................................‬‬
‫حكم قراءة الفاحتة على القرب للميت ‪ٔ٘ .............................‬‬
‫حكم احللف بالنيب ‪ٔ٘ ......................................... ‬‬
‫حكم الصالة خلف من يستغيث بغَت هللا ‪ٔٚ ........................‬‬
‫من يذبح للجن ال يقبل منو عمل حىت يتوب ‪ٔٛ .....................‬‬
‫العلة يف حترمي زيارة النساء للقبور‪ٜٔ .................................‬‬
‫حكم الصالة يف ادلساجد اليت تتوسطها األضرحة‪ٜٔ ..................‬‬
‫أبعدوا القرب عن ادلسجد ‪ٕٓ ........................................‬‬
‫حكم الكتابة على القرب ‪ٕٔ ........................................‬‬
‫ليس يف الدين قشور ‪ٕٕ ...........................................‬‬
‫حكم البناء على القبور‪ٕٖ .........................................‬‬
‫حكم االحتفاؿ بادلولد واإلسراء وادلعراج ‪ٕٗ ..........................‬‬
‫الفهرس‪ٕٚ .......................................................‬‬

‫‪-ٕٚ-‬‬

You might also like