You are on page 1of 137

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جام ـ ـ ـعـ ـة ‪ 8‬ماي ‪ - 5491‬قال ـم ـة‪-‬‬
‫كلية العلوم الانسانية والاجتماعية‬
‫قسم‪ :‬علم الاجتماع‬
‫تخصص‪ :‬علم اجتماع الصحة‬

‫تأثير التفاوتات االقتصادية واالجتماعية على الرعاية الصحية لألطفال‬


‫دراسة ميدانية بالمؤسسة االستشفائية العمومية الحكيم عقبي بقالمة‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة املاستر‬

‫إعداد‪:‬‬

‫‪ -‬نصيبي سميرة‬
‫‪ -‬زرازحي لبنى‬

‫الصفة‬ ‫الدرجة العلمية‬ ‫إلاسم واللقب‬

‫رئيسا‬ ‫أستاذ محاضر أ‬ ‫د‪ .‬بوصنوبرة عبد هللا‬

‫مؤطرا‬ ‫أستاذة محاضرة ا‬ ‫د‪ .‬بن حسان زينة‬

‫عضوا‬ ‫أستاذة محاضرة ب‬ ‫أ‪ .‬ورناني فوزية‬

‫السنة الجامعية‪0202 :‬م‪0205/‬م‬


‫الحمد هلل وكفى‪ ،‬والصالة والسالم على النبي المصطفى‬

‫الحمد هلل الذي وفقنا في دراستنا وإتمام هذا العمل‬

‫نتقدم بالشكر الجويل إلى األستاذة المشرفة "بن حسان زينة" التي لم‬
‫تبخل علينا بنصائحها وتوجيهاتها القيّمة طوال فترة العمل‬

‫كما نتقدّم بالشكر الجزيل لزميلتنا "بن طراز شيماء" على كل‬
‫مساعداتها‬

‫وأيضا نشكر لألنسة "غجاتي إيمان" التي كتبت لنا المذكرة وعملت‬
‫على إخراجها وقدمت لنا يد المساعدة في إلنجازها نتمنى لها‬
‫التوفيق والنجاح في مسابقة الدكتوراه مستقبال‬

‫وكذا ال ننسى كل أساتذتنا األف اضل وزمالءنا األعزاء‬

‫وإلى كل من ساندنا ولو بالدعاء‬

‫سس‬
‫وما توفيقي إالّ باهلل‬
‫أهدي ثمرة جهدي إلى الوالدين الكريمين‬
‫أطال اهلل في عمرهما‬
‫إلى زوجي العزيز وأوالدي قرة عيني "محمد"‪،‬‬
‫"عبد الرحمن"‪" ،‬يمنى‪ "،‬رنا"‬
‫إلى إخوتي األعزاء "سمية" وابنها العزيز "جود‬
‫الرحمن"‬
‫إلى "سامي‪" ،‬سيف الدين"‬
‫وكل عائلتي الكريمة‬
‫سميرة‬
‫سسسءسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسشي‬
‫إهداء‬
‫أهدي ثمرة جهدي وتعبي إلى عزيزي وقرة عيني من كان‬
‫علي‪ ،‬وإلى الصدر الدافئ الرحب الحنون‬
‫سنداً لي ولم يبخل ّ‬
‫إلى "أمي" و"أبي" حفظهم اهلل‬
‫إلى أخي الوحيد "أيمن" حفظك اهلل‬
‫إلى من أحببت بق لب صادق زوجي أدامك اهلل لي‬
‫إلى إخوتي "حنين" و"بسملة"‬
‫إلى كل من يحبني ويتمنى الخير لي‬
‫إلى صديق اتي‬

‫لبنى‬
‫‪‬فهرس المحتويات‬
‫فهرس جداول الفصول النظرية‪............................................................‬ص (ج)‬
‫فهرس جداول الفصل الميداني‪............................................................‬ص (د‪-‬ه)‬
‫فهرس األشكال‪...........................................................................‬ص (و)‬
‫مقدمة‪...................................................................................‬ص‪3-2‬‬

‫‪‬الفصل األول‪ :‬اإلطار المنهجي والنظري للبحث‬


‫أوال‪ :‬اإلشكالية‪...........................................................................‬ص‪01-5‬‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد المفاهيم‪.....................................................................‬ص‪01-01‬‬
‫ثالثا‪ :‬منهجية الدراسة‪....................................................................‬ص‪25-21‬‬
‫رابعا‪ :‬نظريات المفسرة للموضوع‪..........................................................‬ص‪33-22‬‬
‫خامسا‪ :‬الدراسات السابقة‪.................................................................‬ص‪33-33‬‬

‫‪‬الفصل الثاني‪ :‬تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعاية الصحية لألطفال‬


‫أوال‪ :‬أساسيات عن الرعاية الصحية‪.......................................................‬ص‪01‬‬
‫‪ -0‬الرعاية الصحية نشأتها وتطورها‪......................................................‬ص‪00-01‬‬
‫الصحية‪.............................................................‬ص‪02-00‬‬
‫‪ -2‬عناصر الرعاية ّ‬
‫الصحية‪............................................................‬ص‪02‬‬
‫‪ -3‬مستويات الرعاية ّ‬
‫الصحية‪.......................................‬ص‪00-03‬‬
‫‪ -0‬األبحاث والدراسات حول مسيرة الرعاية ّ‬
‫‪ -5‬أهمية الرعاية الصحية‪...............................................................‬ص‪05-00‬‬
‫‪ -2‬أساليب وأسس الرعاية الصحية‪......................................................‬ص‪02-05‬‬
‫‪ -7‬مظاهر الرعاية الصحية‪.............................................................‬ص‪07-02‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرعاية الصحية لألطفال‪..........................................................‬ص‪07‬‬
‫‪ -0‬التطور التاريخي لحركة الرعاية الصحية لألطفال‪.....................................‬ص‪07‬‬
‫‪ -2‬رعاية األمومة والطفولة‪..............................................................‬ص‪51-07‬‬
‫‪ -3‬خصائص برامج رعاية األطفال‪......................................................‬ص‪55-51‬‬
‫‪ -0‬العوامل المؤثرة في برامج األطفال‪....................................................‬ص‪55‬‬
‫‪ -5‬أهداف برامج رعاية األطفال‪.........................................................‬ص‪52‬‬

‫أ‬
‫‪ -2‬عوائق برامج الرعاية الصحية‪........................................................‬ص‪57-52‬‬
‫‪‬الفصل الثالث‪ :‬الوضعية الصحية لألطفال والعوامل المؤثرة فيها‬
‫أوال‪ :‬الوضعية الصحية لألطفال في العالم‪................................................‬ص‪21-51‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشاكل الصحية لألمهات واألطفال‪...............................................‬ص‪70-21‬‬
‫ثالثا‪ :‬أمراض الطفولة والعوامل المسببة لها‪...............................................‬ص‪72-70‬‬
‫رابعا‪ :‬مظاهر العناية بصحة الطفل‪......................................................‬ص‪77-72‬‬
‫خامسا‪ :‬التفاوتات االجتماعية واالقتصادية في تقديم الرعاية الالزمة لألطفال‪...............‬ص‪32-73‬‬

‫‪‬الفصل الرابع‪ :‬نتائج تحليل الدراسة الميدانية‬


‫أوال‪ :‬تفريغ وتحليل البيانات‪..............................................................‬ص‪013-30‬‬
‫ثانيا‪ :‬مناقشة النتائج في ضوء الفرضيات‪................................................‬ص‪010-013‬‬
‫ثالثا‪ :‬نتائج الدراسة حسب الدراسات السابقة‪.......,......................................‬ص‪015-010‬‬
‫رابعا‪ :‬النتائج العامة‪....................................................................‬ص‪015‬‬
‫خاتمة‪................................................................................‬ص‪013-017‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪...............................................................‬ص‪002-001‬‬
‫المالحق‪.‬‬
‫ملخص الدراسة‪.‬‬

‫ب‬
‫قائمة جداول الفصول النظرية‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪22‬‬ ‫توزيع مصالح المؤسسة االستشفائية الحكيم عقبي والية قالمة‬ ‫‪10‬‬

‫ج‬
‫فهرس جداول الفصل الميداني‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪23‬‬ ‫يوضح توزيع العينة حسب متغير الجنس‬ ‫‪12‬‬
‫‪24-23‬‬ ‫يوضح توزيع العينة حسب متغير السن‬ ‫‪13‬‬
‫‪84‬‬ ‫يوضح توزيع أفراد العينة حسب متغير مهنة األم‬ ‫‪10‬‬
‫‪85-84‬‬ ‫يوضح توزيع عينة البحث حسب متغير المهنة لألب‬ ‫‪15‬‬
‫‪85‬‬ ‫يبين الدخل الشهري لألسرة‬ ‫‪12‬‬
‫‪86‬‬ ‫يوضح عدد العاملين في األسرة‬ ‫‪17‬‬
‫‪87‬‬ ‫يوضح ممتلكات األسرة‬ ‫‪13‬‬
‫‪88‬‬ ‫يوضح مدى توفر األسرة على مختلف األجهزة‬ ‫‪11‬‬
‫‪89‬‬ ‫يوضح انخراط األسرة في الضمان االجتماعي‬ ‫‪01‬‬
‫‪89‬‬ ‫يبين المستوى المعيشي لألسرة‬ ‫‪00‬‬
‫‪90‬‬ ‫يوضح توزيع العينة حسب نوع المنطقة التي تقطن فيها األسرة‬ ‫‪02‬‬
‫‪91‬‬ ‫يوضح توزيع عينة البحث حسب نوع الحي‬ ‫‪03‬‬
‫‪92‬‬ ‫يوضح توزيع العينة حسب نوع المسكن‬ ‫‪00‬‬
‫‪93-92‬‬ ‫يوضح نوع الخدمات الصحية المقدمة لألطفال‬ ‫‪05‬‬
‫‪93‬‬ ‫يبين تلقي الطفل المريض الفحوصات الالزمة‬ ‫‪02‬‬
‫‪94‬‬ ‫يبين نوع الفحوصات التي يتلقاها الطفل المريض‬ ‫‪07‬‬
‫‪94‬‬ ‫يوضح القطاع الصحي المفضل للمبحوثين‬ ‫‪03‬‬
‫يوضح توفر التجهيزات المناسبة والضرورية في المستشفى لتقديم خدمات ‪95‬‬ ‫‪01‬‬
‫صحية جيدة‬
‫‪96‬‬ ‫يبين القائمين على الخدمات الصحية‬ ‫‪21‬‬
‫‪96‬‬ ‫يبين مدى قيام األسرة بالزيارات المنتظمة لفحص ومراقبة الطفل‬ ‫‪20‬‬
‫يوضح مدى استيعاب العينة المبحوثة للوصفة الطبية والجرعة الموصي ‪97‬‬ ‫‪22‬‬
‫بها وأسباب عدم استيعابها‬
‫‪89‬‬ ‫يبين إمكانية شراء األدوية الموصوفة‬ ‫‪23‬‬
‫‪89‬‬ ‫يبين تأثير البعد عن المستشفى في العالج الذي يتلقاه الطفل المريض‬ ‫‪20‬‬
‫‪88‬‬ ‫يوضح العالقة بين المستوى المعيشي لألسرة ونوعية الخدمات‬ ‫‪25‬‬

‫د‬
‫‪011‬‬ ‫يوضح العوامل التي تؤثر على تقديم خدمات صحية جيدة للطفل‬ ‫‪22‬‬
‫‪010‬‬ ‫يبين مدى الشعور باالرتياح من الخدمات المقدمة‬ ‫‪27‬‬
‫‪010‬‬ ‫يبين أسباب عدم الشعور باالرتياح من الخدمات المقدمة‬ ‫‪23‬‬
‫يوضح اقتراحات المبحوثين لتحسين الخدمات الصحية المقدمة لألطفال ‪011‬‬ ‫‪21‬‬
‫في المستشفى العمومي‬

‫ه‬
‫فهرس األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬ ‫الرقم‬


‫‪37‬‬ ‫يوضح ممتلكات األسرة‬ ‫‪10‬‬
‫‪33‬‬ ‫يوضح مدى توفر األسرة على مختلف األجهزة‬ ‫‪11‬‬
‫‪11‬‬ ‫يوضح توزيع العينة حسب نوع المنطقة التي تقطن فيها األسرة‬ ‫‪10‬‬
‫‪10‬‬ ‫يوضح توزيع عينة البحث حسب نوع الحي‬ ‫‪10‬‬

‫و‬
‫مـقـــــــدمة‬
‫مقــــــــــــدمة‪:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر صحة الطفل من األهداف األساسية للمجتمع وضرورة من ضرورات التنمية‪ ،‬وحتى يتدفق‬
‫هذا الهدف ال بد من تحقيق عامل أساسي أال وهو الرعاية الصحية لألطفال‪.‬‬
‫وتتولى مسؤولية الرعاية الصحية لألطفال أوال مؤسسة هامة من مؤسسات المجتمع أوال وهي‬
‫األسرة‪.‬‬
‫كما تتولى هذه المهمة أيضا المؤسسات ال صحية وهي تساهم في تقديم خدمات صحية مختلفة‬
‫لألطفال وأسرهم‪.‬‬
‫فمسألة صحة األطفال في المحيط العائلة يطبعها جانب كبير من التعقيد ولعل الهدف المنشود‬
‫أخي ار هو أن ينشا الطفل سليما ومعافى بغض النظر عن الظروف االقتصادية واالجتماعية لألسرة‪.‬‬
‫تم اختيار موضوع الدراسة الحالية لتوفر مجموعة من المبررات الذاتية والموضوعية‪ ،‬فأما الذاتية‬
‫فمن خالل معلوماتنا إلحساس االمومة بما ينطوي هذا األخير من عواطف وأحاسيس صادقة تجاه الطفل‬
‫ببذل كل الجهود من أ جل توفير وسيلة مختلف احتياجاته االجتماعية والصحية‪ ،‬ال سيما في هذه المرحلة‬
‫الحساسة في حياة الطفل‪ ،‬وهذا بتوفير له الرعاية الصحية الجيدة مهما كانت ظروف االسرة االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫أما األسباب الموضوعية فهي‪ :‬أهمية وحساسية مرحلة الطفولة في حياة اإلنسان التي هي أساس‬
‫المراحل التالية‪.‬‬
‫‪ ‬واقع الطفولة الحالي الذي يعكس التدهور المدروس لألحوال الصحية لألطفال في هذه الفترة‪.‬‬
‫‪ ‬اإلحساس بنقص وعي بعض األسر بالدور الذي يجب القيام به في الرعاية الطفل الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬وكذا الحاجة للكشف عن بحوث في هذا المجال للكشف عن العوامل الحقيقية الكامنة وراء مشاكل‬
‫األطفال الصحية بمرحلة الطفولة‪.‬‬
‫كما تكم ن أهمية الموضوع بالدرجة األولى في أهمية شريحة دراستنا وهو رجل الغد وصانع‬
‫مستقبل المجتمع‪.‬‬
‫وكما لكل دراسة هدف أو مجموعة من األهداف يسعى الباحث لتحقيقها‪ ،‬فقد تم تحديد اهداف‬
‫دراستنا في النقاط التالية‪.‬‬
‫‪ ‬إلقاء الضوء على واقع الرعاية الصحية للطفل داخل االسرة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مقــــــــــــدمة‪:‬‬

‫‪ ‬إثراء البحث العلمي خاصة في مجال علم اجتماع الصحة‪.‬‬


‫‪ ‬الكشف عن أثر أو غياب نقص االستفادة من الرعاية الصحية للطفل في ظل التفاوتات االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬المساهمة في رفع وعي األسرة بكل جوانب الرعاية للطفل‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة الرصيد األكاديمي للمعرفة اإلنسانية بالتطرق إلى جوانب جديدة في مجتمعنا تحقق فائدة علمية‬
‫وعملية تكون مرجعية لدراسات الحقة أو ملكية‪.‬‬
‫ومن هذا المنطلق تحاول ال دراسة الحالية تشخيص الواقع الفعلي للرعاية الصحية المقدمة لألطفال‬
‫في المؤسسة االستشفائية الحكيم عقبي بقالمة‪.‬‬
‫ولتحقيق هذا المبتغى قسمت الدراسة إلى ‪ 4‬فصول وهي على النحوي التالي‪:‬‬
‫تناول الفصل األول اإلطار المنهجي والنظري للبحث حيث تعرضنا فيه إلى طرح إشكالية البحث‪،‬‬
‫مفاهيم الدراسة اإلجراءات المنهجية للدراسة كذا النظريات والدراسات السابقة‪.‬‬
‫أما الفصل الثاني فقد تناول تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعاية الصحية لألطفال‪.‬‬
‫في حين تناولنا في الفصل الثالث الوضعية الصحية لألطفال والعوامل المؤثرة فيها‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع تناولنا فيه واقع الرعاية الصحية بالمؤسسة االستشفائية الحكيم عقبي بقالمة‪.‬‬
‫فقد ضم تحليل البيانات الخاصة باستمارة البحث واستخالص النتائج العامة للبحث‪.‬‬
‫كانت هذه أهم الجوانب واالبعاد التي تناولناها في موضوع تأثير التفاوتات االقتصادية‬
‫واالجتماعية على الرعاية الصحية لألطفال المرضى‪ .‬لكن يمكن فتح اآلفاق‪ ،‬لدراسات أخرى لتناول‬
‫الموضوع من جوانب وأبعاد مختلفة‪ ،‬كالمقارنة بين الريف والحضر‪ ،‬أو بين القطاع العام والخاص‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ :‬اإلطار المنهجي والنظري‬
‫للبحث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫ثانيا‪ :‬تحديد المفاهيم‬
‫ثالثا‪ :‬منهجية الدراسة‬
‫رابعا‪ :‬نظريات المفسرة للموضوع‬
‫خامسا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫إن القيام بأي بحث علمي البد أن يثير في نفس الباحث مجموعة من التساؤالت التي تستدعي‬
‫اإلجابة عليها وهذا بعد تحديد أبعادها وأهدافها‪ ،‬وفي هذا السياق سوف يتم التطرق في هذا الفصل إلى‬
‫التعريف باإلشكالية والفرضيات المنبعثة عنها‪ ،‬بعد ذلك سيتم التطرق إلى المفاهيم األساسية الواردة في‬
‫هذه الدراسة قصد ضبطها بدقة‪ ،‬ثم التطرق للمنهجية المتبعة في الدراسة من خالل تحديد المنهج‬
‫المناسب‪ ،‬ثم تحديد نوع وحجم العينة‪ ،‬ثم أدوات جمع البيانات وصوال إلى تحديد مجاالت الدراسة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اإلشكالية‬
‫إن من حق أي فرد الحصول على خدمات الرعاية الصحية‪ ،‬فهي تشمل كل فئات المجتمع‬
‫وتتمحور حول احتياجات وأوليات األفراد واألسر‪ .‬وجوهرها هو توفير الرعاية للشخص ككل فيما يخص‬
‫االحتياجات الصحية طوال الحياة‪.‬‬
‫فالدول الحديثة تولي أهمية فائقة لموضوع الرعاية الصحية كحق أساسي لكل مواطن‪ ،‬حيث‬
‫نصت على ذلك الحق صراحة في دساتيرها كالتزام سياسي أمام مواطنيها‪ ،‬كما أكدت على ذلك منظمة‬
‫الصحة العالمية‪.1‬‬
‫نصت المادة ‪ 32‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪4918‬على مايلي‪" :‬لكل فرد الحق في أن‬
‫يعيش في مستوى يكفل له وألسرته الصحة والرفاهية ويضمن له بصفة خاصة الغذاء‪ ،‬الكساء والمسكن‬
‫والرعاية الطبية‪ ،‬والخدمات االجتماعية الضرورية‪ ،‬وله الحق في الضمان في حاالت المرض‪ ،‬والعجز‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫والترمل والشيخوخة‪." ....‬‬
‫أهمية الرعاية الصحية ال تقتصر على فئة واحدة‪ ،‬فهي ضرورية لجميع الفئات كالنساء والرجال‪،‬‬
‫المراهقين‪ ،‬الشباب‪ ،‬كبار السن وكذلك فئة األطفال‪.‬‬
‫وبما أن الطفل هو رجل الغد‪ ،‬فإنه أول شرائح المجتمع‪ ،‬التي يتوجب حمايتها صحيا‪ ،‬ويقع عبء‬
‫هذه الحماية بالدرجة األولى على األسرة التي تعتبر المسؤولة عن تربيته واعداده في السنوات األولى‪،‬‬
‫حيث تعتبر األس رة أول خلية اجتماعية لها التأثير الكبير في تربية النشء ونموهم السليم في نفوسهم‬
‫واخالقهم‪ ،‬وكذا أجسامهم‪.‬‬

‫‪ -1‬فريد توفيق نصيرات‪ :‬إدارة منظمة الرعاية الصحية‪ ،‬دار المسيرة ‪ ،‬عمان‪( ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪-2‬محمود حسن‪ :‬مقدمة الخدمات االجتماعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬ص ‪.32-32‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫فألسرة هي الحاضن ة األولى للطفل‪ ،‬ويقع على عاتقها مسؤولية العناية والرعاية الصحية لهم‪،‬‬
‫فعندما يصاب األطفال باألمراض‪ ،‬فإن نقطة التدخل األولى تكمل في أسرهم وخاصة والديهم‪.‬‬
‫فلألسرة دور فعالوجوهريفي الحفاظ على صحة أطفالها‪ ،‬غير أن هناك أطفال ينمون في أسر‬
‫غالبا ما تكون لهم ظروف اقتصادية معينة مثل الفقر‪ ،‬أو أسر ال تكون لهم ثقافة أو مستوى معين من‬
‫التعليم أو يتواجدون في مناطق ريفية بعيدة عن الحضر‪.‬‬
‫وخالل هذه العملية األ ساسية تتم عملية التنشئة االجتماعية بفضل اكتسابه مجموعة من المهارات‬
‫والمعلومات ولخبراته التي تسمح للطفل بالتأقلم مع الوسط الذي يعيش فيه‪.‬وكذا ظروف الزوج والزوجة‪،‬‬
‫التي تعتبر المرجع الرئيسي األول الختيار وتحديد نوع الخدمات المطلوبة‪.‬‬
‫وبالرغم مما تحقق في السنوات األخيرة من إنجازات بارزة في إيصال حق الطفل في الصحة‪،‬‬
‫التزال هناك تحديات كبيرة‪ ،‬ومثال ذلك معظم حاالت وفيات وأمراض واعاقاتاألطفال يمكن الوقاية منها‬
‫شريطة وجود التزام سياسي وتخصيص مواد كافية لتطبيق المعارف والتكنولوجيا المتاحة للوقاية والعالج‬
‫والرعاية‪.‬‬
‫ولقد أصبحت مسألة التكفل والرعاية الصحية لألطفال مشغال هاما لكافة الدول العالم‪ ،‬فكل واحدة‬
‫تعمل جاهدة للنهوض بصحة الطفل‪ ،‬وهذا من خالل خلق سياسات صحية تقوم على برامج وحمالت‬
‫تحسيسية ونوعية إلى كل من يحتك مع الطفل ويتعامل معه خاصة الجانب األسري‪.‬‬
‫لكن وكما هو مال حظ عن درجة التقدم في هذا الميدان ليس نفسها عند كافة الدول‪ ،‬فال تزال‬
‫العديد منها تعاني التأخر في صحة الطفل‪ ،‬خاصة الدول النامية‪ ،‬وهذا من خالل االرتفاع في نسبة‬
‫الوفيات واألمراض المزمنة وحاالت اإلسهال وسوء التغذية‪.‬‬
‫فحسب ما جاء في التقرير اليونيسف العام ‪ ،3001‬أنه توفي في العالم حوالي ‪ 40‬مالين ونصف‬
‫المليون طفل قبل بلوغهم سن الخامسة غالبيتهم نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها‪ ،.1‬وأن معدالت الوفيات‬
‫تزايد كلما كانت األسرة تعاني من عامل الفقر‪.2‬‬

‫‪ -1‬منظمة األمم المتحدة للطفولة اليونيسيف‪ .‬وضع األطفال العالم سنة‪ :6002‬المقصون والمحجوبون‪ ،‬المكتب اإلقليمي‬
‫للشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،3003 ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.43‬‬

‫‪6‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫وحسب ما جاء في تقارير أخرى وضعتها المنظمة العالمية للصحة سنة ‪ 3003‬أن ‪ 0،3‬مليون‬

‫طفل يموتون قبل بلوغهم سن الخامسة‪ ،‬وهذا راجع لعدة أسباب منها المشاكل التنفسية ب ـ ‪ ،%49‬اإلسهال‬
‫‪ %42‬واألمراض واألوبئة بـ ـ ـ ‪ %8‬والحصبة بـ ـ ‪ %1‬السيدا ‪ ،%2‬وحسب هذا التقرير فإن ‪ %20‬من هذه‬
‫المشاكل يمكن تفاديها بالوقاية والرعاية الصحية األولية من الجانب االسري‪ ،‬كاستعمال أمالح إعادة‬
‫التنمية والمضادات الحيوية والناموبيات وفيتامين ‪ A‬والرضاعة الطبيعية واتباع برنامج التلقيح من قبل‬
‫األسرة‪.1‬‬
‫وبالفعل فقد عرفت معدالت الوفاة‪ ،‬انخفاضا محسوسا على مستوى العالمي وهذا ما أكدته نتائج‬
‫األعمال التي قامت بها المنظمات المهتمة بصحة الطفل‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 3008‬حسب تقرير اليونيسف فإن معدل الوفيات األقل من خمس سنوات عرف‬
‫انخفاضا وهذا بنسبة ‪ ،%32‬فلقد انتقل المعدل من ‪ 92‬وفاة لكل ‪ 4000‬والدة حية في ‪ 4990‬إلى ‪28‬‬
‫وفاة لكل ‪ 4000‬والدة حية في ‪ ،3002‬أما في البلدان المتطورة فلقد بلغ في المتوسط ‪ 2‬وفيات لكل‬
‫‪ 4000‬والدة حية‪.‬‬
‫وقد بينت نتائج هذا التقرير أ ن أكثر من ثلث هذه الوفيات راجع إلى عامل سوء التغذية‪ ،‬فبالرغم‬
‫من االنخفاض في نسبة األطفال األقل من خمس سنوات الذين يعانوا من نقص في الوزن‪ ،‬إال أنه تبقى‬
‫‪ 418‬مليون طفل في الدول النامية يعانون من نقص التغذية‪.2‬‬
‫أما حسب تقرير األمم المتحدة لسنة ‪ 3001‬فإن معظم وفيات األطفال دون الخامسة من العمر‬
‫بلغ عددها ‪ 2,2‬مليون في عام ‪ ،3043‬سببها االلتهاب الرئوي واإلسهال والمالريا‪ ،‬ونقص التغذية‪ ،‬وأن‬
‫‪ 3,9‬مليون حالة وفاة حدثت خالل األيام من (‪ )38-0‬من الحياة‪.3‬‬
‫وحسب ما جاء في التقرير الثاني حول أهداف االلفية من أجل التطور لسنة ‪ ،3040‬فإن معدل‬
‫الوفيات عرف انخفاضا ملحوظا‪ ،‬فقد انتقل من ‪ 413‬باأللف سنة ‪ 4920‬إلى ‪ 12,8‬باأللف في ‪،4990‬‬
‫ثم إلى ‪ 21,2‬باأللف سنة ‪ 3003‬وانخفض إلى ‪ 33,3‬باأللف ‪.3008‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- OMS : Donncens sa chance a chaque mère et a chaque enfants, Rapport sur la‬‬
‫‪santé monde, 2005, Genève, Suisse, 2005, pp 3-8.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- unicef : le taux de la mortalité dans le mande continue de baisser, New Yourk,‬‬
‫‪septembre 2008.‬‬
‫‪ -3‬األمم المتحدة‪ :‬تقرير‪ ،‬األهداف اإلنتمائية لأللفية ‪ ،3041‬إنهاء الفقر نيويورك ‪ ،3041‬ص ‪33‬‬

‫‪7‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫إن هذا االنخفاض راجع بالدرجة األولى إلى اإلصالحات الكبيرة في مجال القطاع الصحي‪،‬‬
‫كبرنامج التلقيح الموسع إلى إدخال لقاحات الجديدة في سنة ‪.3008‬‬
‫وهي لقاح اإلنفلون از والتهاب الكبد لفيروسي ‪ ،Hipatiteb‬الذي كان يقضي على حياة العديد من‬
‫األطفال سنويا‪.‬‬
‫كما يرجع أيضا إلى ارتفاع المستوى التعليمي لألهالي‪،‬والى الحمالت التحسيسية التي كان لها‬
‫دور فعال في توسيع الثقافة الصحية لهم‪ ،‬والتي ساهمت بشكل فعال في ترسيخ مبادئ الرعاية والعناية‬
‫بصحة أطفالهم‪.1‬‬
‫وفيما يخص الدول العربية‪ ،‬فإن معدل وفيات األطفال األقل من خمس سنوات عرفت هي‬
‫األخرى انخفاضا فقد انتقل من‪ 322‬باأللف عام ‪ 4920‬إلى حوالي ‪ 38‬باأللف عام ‪ 23000‬مع وجود‬
‫فوارق بينهما‪.‬‬
‫فحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية لسنة ‪ 3040‬أن هناك بعض الدول استطاعت أن‬
‫تحقق إنجا از كبي ار في هذا المجال‪ ،‬وهي دول المشرق العربي‪ ،‬أين بلغ معدل وفيات األطفال األقل من‬
‫خمس سنوات فيها على سبيل المثال ‪ 2‬باأللف في اإلمارات العربية‪ ،‬وهناك دول أخرى المتوسط منخفض‬
‫فيها كدول شمال إفريقيا أين بلغ متوسط الوفيات فيها ‪ 32,1‬باأللف‪.3‬‬
‫أما على المستولى الوطني‪ ،‬وحسب المسح الوطني متعدد المؤشرات (‪ )MIcs32006‬فإن ‪%24‬‬
‫من األطفال "األقل من خمس سنوات يعانون من أمراض تنفسية حادة و ‪ %8,8‬يعانون من مشاكل‬
‫اإلسهال‪ ،‬وهذا المشكل يشهد ارتفاعا كلما انخفض المستوى المعيشي لألسرة‪ ،‬حيث بلغ ‪ %40،4‬عند‬
‫األسرة المنخفضة المستوى التعليمي و ‪ %2,2‬عند األسر المرتفعة المستوى المعيشي‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Gouvernent Algérienne : 2éme, Rapport Nationale 2010, sur les objectifs sur millénaire‬‬
‫‪pour de développement, Septembre, 2010, P75.‬‬
‫‪ -2‬المعهد الوطني للتخطيط‪ :‬االقتصاديات الصحة‪ ،‬العدد ‪ ،33‬الكويت‪ ،3002 ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ -3‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬إحصاءات عالمية‪ ،‬إدارة اإلحصاءات الصحية‪ ،‬جنيف‪ ،‬ص ص ‪.33-32‬‬

‫‪4‬‬
‫‪- M.S.P : OMS, Enquête nationale à indication multiples MIC3, Rapport.‬‬

‫‪8‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫كما بينت نتائج المسح أن ‪ %92‬من األطفال يعانون من مشكل الزيادة في الوزن‪ ،‬وتزيد نسبة‬
‫الزيادة كلما ارتفع المستوى المعيشي لألسرة‪ ،‬أما ‪ %44,2‬من األطفال فيعانون من حاالت التأخر في‬
‫النمو‪.1‬‬
‫فالمالحظ أن من خالل هذه اإلحصائيات أنه قد تكون هناك عالقة بين الحالة االقتصادية‬
‫والصحية لألطفال وكأن هناك تالزما بين الفقر والمر‪ ،‬اللون أو الجنس‪ ،‬أو اللغة أو الدين‪ ،‬أو الراي‬
‫السياسي أو الطبقية االجتماعية‪ ،‬والثروة)‪.2‬‬
‫حيث أن هناك تالزما بين الفقر والمرضى‪ ،‬فحينما يوجد الفقر‪ ،‬يوجد المرض‪ ،‬فقد أثبت "كاي"‬
‫في دراسته أن المستوى الصحي للشخص الفقير أقل بكثير من المعدل الضروري‪ ،‬مما يؤدي ذلك إلى‬
‫ارتفاع نسبة الوفيات في الـأسر المتوسطة أو ما دونها"‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق يمكن طرح التساؤل التالي‪:‬‬
‫كيف تؤثر التفاوتات المختلفة لألسرة على نوعية الخدمات الصحية المقدمة لألطفال المرضى؟‬
‫ويندرج تحت هذا التساؤل مجموعة من التساؤالت الجزئية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬هل توجد تفاوتات بين أسر األطفال المرضى بالمؤسسة االستشفائية العمومية؟‪.‬‬
‫‪ ‬ما طبيعة البرامج الصحية الموجهة لألطفال المرضى بالمؤسسة االستشفائية العمومية؟‪.‬‬
‫‪ ‬هل هناك عالقة بين المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة ونوعية الخدمات الصحية الموجهة‬
‫لألطفال؟‪.‬‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫‪ -‬الفرضية الرئيسية‪:‬‬
‫يتلقى األطفال المرضى بالمؤسسة االستشفائية العمومية‪ ،‬خدمات صحية متنوعة باالنتماءات‬
‫االجتماعية واالقتصادية المختلفة لألسرة‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضيات الجزئية‪:‬‬
‫‪ ‬تنتمي أسر األطفال المرضى بالمؤسسة االستشفائية العمومية لمستويات اقتصادية واجتماعية متباينة‪.‬‬
‫‪ ‬يحظى األطفال بالمؤسسة االستشفائية العمومية بخدمات صحية متنوعة‪.‬‬

‫‪ -1‬طاهر محمد بوشلوش‪ :‬التحوالت االجتماعية واالقتصادية وآثارها في القيم في المجتمع الجزائري (‪)7666-7621‬ـ‪:‬‬
‫دراسة ميدانية تحليلية لعينة من الشباب الجامعي‪ ،‬دار بن مرابط للنشر والطباعة‪ ،‬الجزائر‪ ،3008 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬محمود حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.240‬‬

‫‪9‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫‪ ‬كلما تحسنت الحالة االقتصادية واالجتماعية لألسرة ساعد ذلك على حصول أطفالها المرضى على‬
‫الرعاية الصحية الجيدة‪.‬‬

‫ثانيا تحديد المفاهيم‬


‫تواجه الكثير من العلوم بصفة عامة والعلوم االجتماعية بصفة خاصة مشكل التحديد الواضع‬
‫لمصطلحاتها ومفاهيمها التي تميزها‪ ،‬لذلك يجب وضع تعريفات واضحة لكل مفهوم ومصطلح يستخدمه‬
‫الباحث‪ ،‬ألن توضيح المفاهيم يجنب الباحث أي غموض بالنسبة للقارئ‪.‬‬
‫وتتمثل المفاهيم والمصطلحات التي تحتويها دراستنا مفاهيم أساسية وأخرى قريبة ومساعدة لها‪.‬‬
‫‪ -7‬المفاهيم األساسية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التفاوت االجتماعي‪:‬‬
‫ي شير مصطلح التفاوت االجتماعي أو عدم المساواة االجتماعية إلى الحالة االجتماعية‬
‫واالقتصادية في سياق المنافسة‪ ،‬التي ال ترتبط بالضرورة مع الملكية الخاصة أو المستعارة للسلع والمواد‬
‫والمكافأة‪.1‬‬
‫وهو وضع اجتماعي تظهر فيه االمتيازات التي تتمتع بها مجموعات محددة دون غيرها‪ ،‬حيث‬
‫تنعدم تكافؤ الفرص‪ ،‬كما يعتمد شكل الالمساواة االجتماعية أو عدمها ومضمونها إلى حد كبير على‬
‫النظام االجتماعي القائم‪.‬‬
‫وهناك مجموعة من المفاهيم تستخدم لإلشارة إلى مفهوم التفاوت االقتصادي واالجتماعي بين‬
‫فئات وقطاعات المجتمع ومن هذه المفاهيم‪:‬‬
‫أزمة التوزيع‪ ،‬والحرمان االقتصادي والتفاوت االقتصادي واالجتماعي وعدم العدالة االجتماعية‬
‫والحرمان النسبي‪ ،‬عدم المساواة االقتصادية التي تعد مدخال أساسيا لتلبية المطالب التوزيعية من عدة‬
‫اعتبارات‪ ،‬فهي وثيقة االرتباط بالتنمية االقتصادية التي تعد مدخال أساسيا لتلبية المطالب التوزيعية‪ ،‬وهي‬
‫أيضا جوهر العملية السياسية باعتبارها عملية التخصص السلطوي للقيم‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- silava : Mc,(2010), desigualdad y E conclusion social, de brève Revisition à une‬‬
‫‪Sintesis Prévariqua Rips, Revisita de Investigations Politiquas y Sociologisas, Vol 99 num1,‬‬
‫‪2010, PPP 111-112.‬‬
‫‪ -2‬الشريف نايل‪ :‬التفاوت االجتماعي ‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،40‬جوان ‪ ،3048‬ص ‪.323‬‬

‫‪10‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫المقصود بالتفاوت االجتماعي" الالمساواة" أو الالعدالة‪ ،‬الفروقات الكبيرة في الدخول والثروات‬


‫بين أفراد المجتمع وتركيز الثروات بأيدي أعداد محدودة من الناس (القلة)‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرعاية الصحية‪:‬‬
‫يقابل كلمة الرعاية باللغة الفرنسية "‪ "patrenage‬أي تعاطف واهتمام بطرف ضعيف نسبيا‪.1‬‬
‫يقتضي المنظور الفلسفي للرعاية الصحية بكونها رعاية مستمرة وشاملة وال تتقيد بفترة زمنية وال‬
‫مكانية وال تقترن بفترة العالج فقط‪ ،‬بل تحمل في طياتها أبعاد عديدة‪ ،‬وتعرف الرعاية الصحية‬
‫بأنها‪":‬مجموعة من األنشطة التي وضعت موضع التنفيذ للعالج والوقاية والكشف عن االعتدال الجسدي‬
‫والعقلي‪ ،‬وتدعيم الرفاهية البدنية واالجتماعية والنفسية‪.2‬‬
‫كما تعرف "بأنها برنامج شامل يقدم لكل االفراد في مظهر خدمات صحية تتضمن الفحص‬
‫الطبي والتشخيص والعالج‪ ،‬إضافة إلى صرف األدوية‪ ،‬وبعض المستلزمات الطبية بالمجان‪.3‬‬
‫في حين حدد مؤتمر "ألماكتا" مفهوم الرعاية الصحية بأنها‪:‬‬
‫"مجموعة من القيم التوجيهية للتنمية الصحية‪ ،‬ومجموعة من المبادئ الالزمة لتنظيم الخدمات‬
‫الصحية من األساليب الواجب إتباعها لتلبية االحتياجات الصحية ومعالجة المحددات األساسية للصحة‪.4‬‬
‫ويرتبط المفهوم العام للرعاية الصحية بمفهوم الرعاية الصحية األولية‪ ،‬والتي تعني الرعاية الشاملة‬
‫لألفراد واألسر‪ ،‬والمجتمع‪ ،‬وتمنح خدماتها لتشغيل الفحوص والتحاليل والعالج‪ ،‬والعناية البدنية واالهتمام‬

‫‪1‬‬
‫‪- Frederic Matceuk : Doctionary of sociologie English-French- Arabic, Edited and‬‬
‫‪revised by :Mohamed Debs, Bierut, 1993, P 255.‬‬
‫‪ -2‬أحمد شفيق السكري‪ :‬قاموس الخدمة االجتماعية والخدمات االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية اإلسكندرية‪ ،‬مصر‬
‫‪ ،3000‬ص ‪.228‬‬
‫‪ -3‬الفاروق زكي يونس‪ ،‬الخدمة االجتماعية والتغير االجتماعي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س) ص ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫‪- on Line :http://.www.who.inet/dz/2000915/ak/index.hmtl.sate ,de consultation: 4/07/2010 à‬‬
‫‪17 :00h.‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫بالمجاالت االجتماعية والبيئية والعادات والتقاليد للمستفيدين‪ ،‬أي أن الرعاية الصحية األولية تشمل‬
‫الرعاية الطبية األولية‪.1‬‬
‫وهي ال تتضمن تقديم الخدمات العالجية والوقائية فقط‪ ،‬بل تتضمن الخدمات التعلمية والتنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية أيضا‪ ،‬ويتضمن مفهوم الرعاية الصحية مشاركة المجتمع واستخدام أساليب‬
‫تكنولوجية بسيطة ومؤثرة‪ ،‬والمشاركة الفعالة للعمالة الطبية المساعدة‪.‬‬
‫والمكونات األساسية للرعاية الصحية هي التثقيف الصحي‪ ،‬الصحة البيئية‪ ،‬البرامج الصحية‬
‫لرعاية الطفولة واألمومة‪ ،‬والتطعيم وتنظيم االسرة‪ ،‬والوقاية من االمراض واإلصابات الشائعة‪ ،‬توفير‬
‫األدوية الضرورية‪ ،‬ونشر الوعي بأسس التغذية الصحية‪ ،‬وطرق العالج التقليدية‪ ،‬لهذا يجب أن تتهم‬
‫بالجودة والشمولية والمساواة والكفاءة‪.2‬‬
‫المفهوم اإلجرائي للرعاية الصحية‪:‬‬
‫هي خدمات في المجال الصحي‪ ،‬منها العالجية‪ ،‬الوقائية موجهة لألفراد والجماعات والتنظيم‬
‫ككل‪.‬‬
‫كما تتجلى الرعاية الصحية في الخدمات التي تقدمها المؤسسات االستشفائية وتعتبر كدعامة‬
‫لألسرة في رعاية أطفالها‪.‬‬
‫جـ‪-‬تعريف األطفال المرضى‪:‬‬
‫تقصد باألطفال المرضى هم األطفال الذين يعانون من داء أو علة تصيب أجسادهم محدثة‬
‫انزعاجا أو ضعفا في وظائفهم الجسدية‪ ،‬مع وجود أعراض غير مريحة كالحمى أو اإلسهال أو القيئ‬
‫‪ ....‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -1‬طالل بن عايد األحمدي‪ ،‬محمد عوض عثمان‪ :‬دراسة تحديد األمراض الشائعة في مجال الرعاية الصحية االولية‬
‫بمدينة الرياض‪ ،‬دون دار نشر‪ ،3001 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬جمعية التنمية الصحية والبيئة‪ :‬الحالة الصحية والخدمات الصحية في مصر‪ :‬دراسة تحليلية للوضع الراهن ورؤى‬
‫المستقبلية لبرنامج السياسات والنظم الصحية‪ ،3009 ،‬ص ‪.44‬‬

‫‪12‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫د‪-‬الرعاية الصحية للطفل‪:‬‬


‫هي ذلك الجانب من الرعاية الذي يركز على النواحي الصحية في حياة الطفل بشقيه الوقائي‬
‫والعالجي والتي تبدأ من مرحلة الحمل حتى نهاية مرحلة الطفولة‪.1‬‬
‫وهناك من عرفها بأنها هي رعاية صحية أساسية تهدف إلى التعامل مع المشكالت الصحية‬
‫الرئيسية لألطفال تحت سن الخامسة اعتمادا على بيئة وبائية‪ ،‬ال تهدف إلى شفاء المريض فقط‪ ،‬ولكن‬
‫في الوقاية من المرضى مع تعزيز الصحة‪.2‬‬
‫أما رعاية الطفولة هي حماية الطفل وحفظه من كل أشكال الضرر والقيام بكل ما يلزمه من‬
‫مأكل ومشرب وتوفير مسكن آ من على أفضل صورة‪ ،‬وبالطريقة التي تضمن إتباع حاجاته المتنوعة‪،‬‬
‫ونمو شخصية بشكل طبيعي‪.‬‬
‫أو هي نظام متكامل من النواحي الصحية‪ ،‬والنفسية واالجتماعية يستهدف الطفل في مختلف‬
‫مراحل نموه بدءا بمرحلة حدوث الحمل حتى مرحلة ما بعد الوالدة‪.3‬‬
‫وتعرف أيضا بأنها تقديم الخدمات وقائية وتعزيزية وعالجية لفئة األطفال من عمر شهرين إلى ما‬
‫دون ‪ 2‬سنوات في إطار االرتقاء بصحة الطفل وتعزيز نموه العقلي والنفسي البدني‪.4‬‬
‫التعريف االجرائي للرعاية الصحية للطفل"‬
‫هي تلك الخدمات التي تقدمها األسرة ألجل الحفاظ على صحة أطفالها‪ ،‬فاألطفال في هذه‬
‫المرحلة يتميزون بضعف المناعة وجسمهم يتأثر بأتفه األسباب وبما أن االسرة هي التي تحضن األطفال‬
‫إذن دورها يتجلى في التعاطف واالهتمام والعناية بهم‪.‬‬
‫كما تتجلى الرعاية الصحية في الخدمات التي تقدمها المؤسسات االستشفائية وتعتبر كدعامة‬
‫لألسرة في رعاية أطفالها‪.‬‬

‫‪ -1‬خيري خليل الجملي‪ ،‬بدر الدين كمال عبدة‪ :‬االتجاهات المعاصرة في دراسة األسرة والطفولة‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص ‪.421‬‬
‫‪ -2‬بونويقة نصيرة‪ :‬الرعاية الصحية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في الوسط األسري‪ :‬دراسة ميدانية بحي ‪700‬‬
‫مسكن بمدينة المسيلة‪ ،‬مجلة عالم التربية‪ ،‬العدد ‪ ،14‬جانفي ‪ ،3042‬ص ‪.332‬‬
‫‪ -3‬خالد شنون‪ :‬قوانين ومتطلبات نمو ذوي الطفولة المبكرة ودورة األسرة في تحقيق الرعاية الصحية لطفل هذه المرحلة‬
‫العمرية‪ ،‬مجلة األسرة والمجتمع‪ ،‬العدد ‪ ،3049 ،3‬ص ‪.403‬‬
‫‪ -4‬خيري خليل الجملي‪ :‬بدر الدين كمال عبده‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.423‬‬

‫‪13‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫‪ -6‬المفاهيم المساعدة‪:‬‬
‫أ‪ -‬تعريف التفاوت الصحي‪:‬‬
‫التفاوت الصحي ‪Realth Disparity‬مصطلح طبي يقصد به االختالفات الصحية بين‬
‫مجموعات من الناس سواء في اإلصابة بأحد األمراض أو تلقي معالجتها أو نوعية االستجابة للمعالجة‪،‬‬
‫وغيرها من الجوانب الصحية‪.‬‬
‫ووفق تعريف المؤسسة القومية للسرطان بالواليات المتحدة يشمل التفاوت الصحي األقليات‬
‫العرقية واإلثنية وسكان المناطق الريفية والنساء واألطفال والمسنين‪ ،‬واألشخاص ذوي اإلعاقة‪.1‬‬
‫كما حددت منظمة الصحة العالمية مفهوم التباين الصحي على أنه االختالفات في الرعاية‬
‫الصحية التي تلقها مجموعات مختلفة من الناس والتي ال يمكن تجنبها فحسب‪ ،‬بل إنها غير قابلة‬
‫للتطبيق وغير عادلة‪.2‬‬
‫إن وجود التفاوت الصحي يعني أن العدالة الصحية ال توجد في أجزاء كثيره من العالم‪.‬‬
‫كما يشير مصطلح التفاوت الصحي أو التفاوتات الصحية على نطاق واسع على أنه االختالفات‬
‫في الصحة بين األشخاص الذين يتواجدون في مواقع مختلفة في التسلسل الهرمي االجتماعي‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرعاية االجتماعية‪:‬‬
‫من الناحية اللغوية‪ ،‬من رعى‪ ،‬يرعى‪ ،‬رعاية أي رعى الشيء بمعنى حفظه ومنه نستنتج أن‬
‫الرعاية المحافظة على الشيء‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬عرفها "هوارد راسل" بأنها مجال المسؤولية الحكومية التي تمارس تحقيق األمن‬
‫والحماية وتوفير فرص التكيف االجتماعي الناجح لكل من الفرد واالسرة إلتباع الحاجات‪ ،‬التي ال تقوم‬
‫هيئات أخرى بإتباعها‪ ،‬بما في ذلك المساعدات المالية للمحتاج وحماية الضعيف والعاجز عن االستغالل‬
‫االجتماعي وتوفير الخدمات أو المسكن‪.3‬‬

‫‪ -1‬حسين صندقجي‪ :‬التفاوت الصحي في تلقي الرعاية الطبية‪ ،‬مجلة الشرق األوسط‪ ،‬العدد ‪ 48 ،212‬أكتوبر ‪،3042‬‬
‫ص ‪.432‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- White head, The concepts and Equity in health (PDF), Rapport , 1990, P 290.‬‬
‫‪ -3‬محمد سيد فهمي‪ :‬الرعاية االجتماعية واالمن االجتماعي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪ ،4998 ،‬ص ص‬
‫‪.32-34‬‬

‫‪14‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫نستنتج من هذا التعريف أن الرعاية االجتماعية هي الجهود والخدمات والبرامج التي تستهدف رفع‬
‫المستوى االجتماعي للمواطنين‪ ،‬وت عتمد هذه البرامج على مبدأ صرف الرواتب وتوفير السكن للعاطلين‬
‫عن العمل والمتقاعدين والعاجزين‪.‬‬
‫جـ‪-‬مفهوم الخدمة الصحية‪:‬‬
‫وردت عدة تعاريف للخدمة الصحية أغلبها ال يخرج عن مضمون الخدمة االجتماعية ومن بين‬
‫التعاريف الواردة للخدمة الصحية ما يلي‪:‬‬
‫تعرف الخدمة الصحية على أنها‪ :‬العالج المقدم للمرضى سواء كان تشخيصا أو إرشادا أو تدخال‬
‫طبيا ينتج عنه رضا أو قبول وانتفاع من قبل المرضى وبها يؤول ألن يكون بحالة صحية أفضل‪.‬‬
‫كما تعرف الخدمة الصحية أيضا‪ :‬أنها مجموعة من الوظائف التي تعمل على إتباع الحاجات‬
‫اإلنسانية المرتبطة بالبقاء واالستمرار بشكل مباشر بحيث تعطى للمريض‪ ،‬القدرة على التكيف البيئي عن‬
‫طريق توفير الدعم لقدراته البيئية الحسية والنفسية بما يمكنه من تحقيق األداء المطلوب‪.1‬‬
‫يعرف الدكتور "رشيد زرواتي" الخدمة االجتماعية على أنها‪ :‬المعرفة النظرية والعملية لمساعدة‬
‫الفرد والجماعة والمجتمع فهي خدمة فردية وجماعية ومجتمعة‪ ،‬فأما المعرفة النظرية‪ :‬فهي دراسة الحالة‬
‫ومحاولة الوصول إلى نظريات تفسيرها والى قوانين تتحكم فيها وأما المعرفة العملية‪ :‬فهي دراسة الحالة ثم‬
‫التشخيص تم العالج ثم التنفيذ‪ ،‬وأما المساعدة فهي عبارة عن تلك الجهود المبذولة لفائدة الفرد والجماعة‬
‫والمجتمع‪ ،‬أي مساعدة المجتمع في تطوره‪ ،‬وذلك لتنظيمه وتنسيقه والتخطيط له وتكون المساعدة في‬
‫المجال االجتماعي والتربوي والثقافي واالقتصادي والنفسي والصحي والروحي ومجال العدالة واإلدارة‬
‫والبحث االجتماعي‪.2‬‬
‫يمكن تقسيم الخدمة الصحية على قسمين‪ :‬قسم يهتم بالخدمات الصحية العالجية وهي المرتبطة‬
‫بصحة الفرد مباشرة وتشمل خدمات التشخيص وخدمات العالج سواء تم ذلك العالجالدوائي المباشر‬
‫داخل المنزل‪ ،‬أو تم ذلك من خالل خدمات صحية مساندة ال تحتاج رعاية سريرية داخل المستشفيات‪،‬‬

‫‪ :1‬دردي أحالم ‪ :‬دور استخدام صفوف االنتظار في تحسين جودة الخدمات الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير في علوم التيسير‪،‬‬
‫تخصص االساليب الكمية في التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير جامعة محمد‬
‫خفير بسكرة‪ ،3041 ،‬ص ‪,42‬‬
‫‪ -2‬رشيد زرواتي‪ ،‬مدخل اإلجتماعي‪ ،‬مطبعة دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،3000 ،‬ص ‪.43-41‬‬

‫‪15‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫باإلضافة إلى خدمات الرعاية الصحية حتى يتم الشفاء‪ ،‬وهذه الخدمات هي خدمات صحية عالجية‬
‫تهدف إلى تخليص الفرد من إصابة وتخفيف معاناة الفرد من آالم المرض‪.‬‬
‫أما القسم الثاني من الخدمات فيهتم بالخدمات الوقائية وهي ترتبط بالوقاية من األمراض المعدية‬
‫واألوبئة‪ ،‬والحماية من التدهور الصحي الناتج من سلوك االفراد والمشاريع التي تمارس‪ ،‬أنشطة ملوثة‬
‫للبيئة‪ ،‬ويرتبط هذا النوع من الخدمات الصحية بصحة الفرد بصورة مباشرة‪ ،‬وتشمل خدمات التطعيم ضد‬
‫االمراض الوبائية وخدمات رعاية األمومة والطفولة‪.1‬‬
‫وقد عرفت الخدمات الصحية بأنها تلك المنشأة والمؤسسات التي تقدم الخدمة الصحية سواء‬
‫كانت شخصية أو عالمية أو وقائية لسكان منظمة معينة‪.2‬‬
‫الخدمة الصحية هي أي نشاط أو منفعة يستطيع أي طرف تقديمها لطرف أخر‪.3‬‬
‫الخدمات الصحية هي الخدمات العالجية أو التشخصية التي يقدمها أحد أعضاء الفريق الطبي‬
‫إلى فرد واحد أو أكثر من أ فراد المجتمع مثل معالجة الطبيب لشخص مريض سواء كان ذلك في عيادته‬
‫الخاصة أو في العيادات الخارجية كالمستشفى الحكومي أو العناية التمريضية التي تقدمها الممرضة‬
‫للمريض أو التحاليل المخبرية التشخصية التي في المخابر لشخص ما‪.4‬‬
‫التعريف اإلجرائي للخدمة الصحية‪:‬‬
‫نقصد بالخدمة الصحية الخدمات التي تقدمها المؤسسات االستشفائية للمرضى‪ ،‬سواء العالجية‬
‫أو كيفية التعامل مع المريض بهدف تخليصه من المرض أو تخفيف معاناته‪.‬‬

‫‪ -1‬طلعت الدمرداش‪ :‬اقتصاديات الخدمة الصحية‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬ط‪ ،3‬ص ‪.32-33‬‬
‫‪ -2‬سامر حاتم رشيد‪ :‬التخطيط المكاني للخدمات الصحية ‪ ،‬رسالة ماجستير في التخطيط الحضري‪ ،‬جامعة النجاح‬
‫الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪ ،3002 ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -3‬يحي عبد الحسن فليح الجياشي‪ :‬النمو الحضري وأثره في اتجاهات التوسع العمراني في مدينة السماوة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القادمية‪ ،3008 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -4‬أمين علي محمد حسن‪ :‬التحليل المكاني للخدمات الصحية في الجمهورية اليمنية‪ :‬دراسة في جغرافية الخدمات‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية اآلدب‪ ،‬جامعة عدن‪ ،3002 ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪16‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫د‪-‬مفهوم الخدمة االجتماعية الصحية‪:‬‬


‫وردة عدة تعاريف للخدمة االجتماعية الصحية منها‪:‬‬
‫عرفتها"إقبال إبراهيم مخلوف" على أنها‪ ":‬ممارسة الخدمة االجتماعية في عالقتها بالطب‪ ،‬أي‬
‫انها تمارس في المستشفيات والعيادات والمؤسسات األخرى‪ ،‬التي تعرف المجتمع على ممارسة الطب‬
‫فيها‪ ،‬أي أنها تعمل من خالل البرامج الخاصة بالصحة والرعاية الطبية‪.‬‬
‫كما أنها إحدى فروع الخدمة االجتماعية بصفة عامة مجال تخصصها العمل في المؤسسات‬
‫الطبية‪ ،‬أساسها العمل المشترك بين الطبيب وهيئة التمريض واألخصائي االجتماعي‪ ،‬وتهدف إلى‬
‫الوصول بالمريض لالستفادة الكاملة من العالج الطبي والتكيف في البيئة االجتماعية‪.‬‬
‫كما يعرفها "محمود حسن" على أنها‪ ":‬العمليات المهنية التي يقوم بها األخصائي االجتماعي‬
‫لدراسة استجابة المريض إزاء مشاكله المرضية‪ ،‬وتتضمن خدمة الفرد وخدمة الجماعة في بعض المواقف‬
‫وذلك في المستشفيات والعيادات وغيرها من المؤسسات الطبية لتوفير الفرص المالئمة التي تسمح‬
‫للمريض باالنتفاع بالخدمات الطبية‪.1‬‬
‫التعريف اإلجرائي للخدمة االجتماعية الصحية‪:‬‬
‫هي تطبيق للخدمة االجتماعية في المجال الصحي وتبدأ هذه الخدمات الصحية بضرورة توفير‬
‫المستشفيات والمراكز الصحية‪ ،‬وعيادات العالج‪ ،‬تتوفر على جميع التجهيزات صالحة لالستقبال في‬
‫جميع األوقات‪.‬‬
‫ه‪-‬الطفل‪:‬‬
‫لغة‪:‬‬
‫طفل بكسر الطاء‪ ،‬وتسكين الفاء‪ ،‬كلمة مفرد جمعها أطفال‪ ،‬وهي الجزء من الشيء‪ ،‬والمولود‬
‫مادام ناعما دون البلوغ‪ ،‬والطفل أول الشيء‪ ،‬والطفل أول حياة المولود حتى بلوغه ويطلق للذكر وأنثى‪.2‬‬
‫أما مفهوم الطفل اصطالحا مبني على المرحلة العمرية األولى من حياة اإلنسان والتي تبدأ‬
‫بالوالدة وقد عبرت آ يات القران الكريم عن هذه المرحلة لتضع مفهوما خاصا لمعنى الطفل وفي ذلك قوله‬

‫‪ -1‬دعميش خليصة‪ :‬الخدمة االجتماعية الصحية المقدمة لألطفال المصابين بداء السكري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،3002 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬المعجم الوجيز‪ :‬الميسر‪ ،‬دار الكتب الحديث‪ ،‬الكويت‪ ،4992 ،‬ص ‪.222‬‬

‫‪17‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫تعالى‪" :‬ونقر في األرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفال ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى‬
‫ومنكم من يرد إلى أرذل العمر"‪.1‬‬
‫إذ تتسم عن هذه المرحلة المبكرة من عمر اإلنسان باعتماده على البيئة المحيطة كالوالدين‬
‫واألشقاء بصورة شبه آلية‪ ،‬وتستمر حتى سن البلوغ‪.2‬‬
‫تعريفالطفل في قاموس أكسفور "يطلق مصطلح الطفل بناءا على قاموس أكسفورد على المولود‬
‫البشري حديث الوالدة حتىيبلغ سن الرشد‪ ،‬وينطبق ذلك على الذكر واألنثى وتدعى المرحلة التي يعيشها‬
‫الطفل مرحلة الطفولة‪.3‬‬
‫وقد عرفت االتفاقية الدولية لحقوق الطفل بأنه كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر مالم يبلغ سن‬
‫الرشد قبل ذلك بموجب القانون‪.‬‬
‫ولم تحدد اتفاقية حقوق الطفل في تعريفها السن العمري للطفل على اطالقه وانما تظهر المرونة‬
‫في تعريفها من خالل إلزام الدول الموقعة على االتفاقية والبالغ عددها ‪ 493‬دولة‪ ،‬على تحديد النقطة‬
‫المرجعية لألعمار عند ظروف ومتطلبات مخصوصة‪ ،‬كالسن القانونية لعمل األطفال وتعليمهم‪ ،‬وتنفيذ‬
‫األحكام الصادرة بحقهم أو سجنه م‪ ،‬أو ما يتشابه ذلك من ظروف متعلقة بالمرحلة المحددة في تعريف‬
‫االتفاقية‪.4‬‬
‫التعريف البيولوجي والتربوي للطفل‪:‬‬
‫يعرف الطفل بيولوجيا بأنه لفرد الذي يقع في طور النضوج‪ ،‬بداية من مرحلة األولى في حالة‬
‫الرضاعة حتى مرحلة البلوغ‪.5‬‬
‫و‪ -‬الطفولة‪:‬‬
‫تبلغ الطفولة من األهمية منزلة عظيمة‪ ،‬إذ هي أحد أهم مراحل حياة اإلنسان‪ ،‬والتي تتضمن‬
‫النمو المستمر والتطور الملحوظ جسديا وعقليا‪،‬ويعيش الطفل هذه المرحلة باعتماد كلي أو نسبي على‬

‫‪ -1‬سورة الحج اآلية ‪.3‬‬


‫‪ -2‬علي بن هادية وآخرون‪ :‬القاموس الجديد للطالب‪ ،‬الشركة الجزائرية للتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،4929 ،‬ص ‪.244‬‬
‫‪ -3‬جون سميسون وآخرون‪ :‬قاموس أكسفورد‪ ،‬جامعة أكسفورد‪ ،‬انجلت ار ط‪ ،4921 ،2‬ص ‪.333‬‬
‫‪-4‬منظمة اليونسيف‪ :‬اإلعالن العالمي لبقاء الطفل ونمائه‪ ،‬المؤسسة الصحافية األردنية‪ ،‬الرأي‪ ،4990 ،‬المادة ‪.4‬‬
‫‪ -5‬ميلود شني‪ :‬الحماية الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪ ،3049 ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪18‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫والديه وأخوت ه أو باقي أفراد أسرته المحيطة‪ ،‬إذ يصعب عليه أداء المهمات المختلفة بشكل مستقل كليا‬
‫في المراحل األولى من طفولته‪.‬‬
‫وقد برز للطفولة معان وتعريفات عديدة منها‪.‬‬
‫الطفولة لغة‪:‬‬
‫تبدو معاجم اللغة متفقة في تعريفها لمفهوم الطفول‪ ،‬إذ تسير في معظمها إلى تعريف مشترك يرمز‬
‫إلى مرحلة زمنية من حياة اإلنسان‪ ،‬فأقرت في تعريفها للطفولة بأنها فترة أو مرحلة بين ميالد اإلنسان‬
‫وبلوغه‪.1‬‬
‫الطفولة اصطالحا‪:‬‬
‫يشترك المعنيان اللغوي واالصطالحي للطفولة باإلشارة إلى كونها مرحلة زمنية من عمر‬
‫اإلنسان‪ ،‬تبدأ بوالدته وتظهر فيها خصائص معينة تمتد لفترة من الزمن‪ ،‬ليدخل الكائن البشري بعدها‬
‫مرحلة أخرى‪ ،‬والطفولة‪ ،‬اصطالحا هي المرحلة الزمنية من عمر الطفل التي تمتد من والدته حتى‬
‫بلوغه‪.2‬‬
‫وتعتبر الطفولة أولى مراحل حياة اإلنسان بعد والدته‪ ،‬وهي مرحلة النشأة البدنية وتكوين‬
‫الشخصية‪ ،‬غير أنها مختلفة الحدود النهاية لمرحلتها‪ ،‬فال اتفاق يؤطر نهايتها بشكل واضح ‪.3‬‬
‫ويرى البعض أن مرحلة الطفولة قد تمتد إلى ما بعد العام العشرين من العمر‪ ،‬إذ هو السن الذي‬
‫يكتمل فيه النمو البدني عند معظم األفراد ليبلغ بذلك نضجهم‪ ،‬وقد يتفاوت سن الطفولة من جيل إلى جيل‬
‫ومن شعب إلى آخر‪ ،‬إذ هي مقترنة بالنضج البدني واالعتماد على ذات في أداء المهمات باستقالل الفرد‬
‫عن بيئته الخاصة‪.4‬‬

‫‪ -1‬المعجم الوجيز الميسر‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪ -2‬إبراهيم بيومي مرعي‪ ،‬مالك أحمد الرشيدي‪ :‬الخدمات االجتماعية ورعاية األسرة والطفولة‪( ،‬د‪ .‬ط)‪ ،‬المكتب الجامعي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص ‪.449‬‬
‫‪ -3‬إبراهيم بيومي مرعي‪ ،‬مالك أحمد الرشيدي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.430‬‬
‫‪ -4‬المؤسسة الصحفية االردنية‪ ،‬الرأي‪ ،4990 ،‬المادة ‪.4‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫ثالثا‪ :‬منهجية الدراسة‬


‫‪-7‬منهج الدراسة‪.‬‬
‫إن أي دراسة تستدعي اتباع منهج معين‪ ،‬وذلك حسب طبيعة موضوع الدراسة وأهدافها‪ ،‬ويقصد‬
‫بالمنهج "الطرق المؤدية إلى كشف الحقيقة في العلوم بواسطة مجموعة العمليات والخطوات التي يتبعها‬
‫الباحث بغية تحقيق هدفه‪."1‬‬
‫كما يعرف المنهج على أنه الكيفية التي يتم تنفيذ شيء ما حسب نظام معين انطالقا من جملة‬
‫مبادئ من اجل الوصول على هدف معين‪.2‬‬
‫فيما يخص هذا البحت اسعتنا بالمنهج الوصفي الذي يعرف بأنه أسلوب من أساليب التحليل‬
‫المركز على الوصول إلى معرفة دقيقة بنوع التفاصيل عن مختلف مكونات الظاهرة بما يمكننا بالتنبؤ بما‬
‫ستؤول إليه الظاهرة في المستقبل‪.‬‬
‫وعليه فإن المنهج الوصفي جاء نتيجة تناسبه مع الموضوع ومع خصوصية الدراسة الميدانية‪،‬‬
‫كما يسمح ذلك بالتعبير عن الظاهرة االجتماعية ودراستها‪ ،‬وكذا يعمل المنهج الوصفي على تحليل‬
‫الظاهرة وكشف العالقة بين أبعادها المختلفة للوصول إلى استنتاجات تسهم في تحليل الواقع من أجل‬
‫تفسيره‪.3‬‬
‫وقد استخدم هذا المنهج في دراستنا من خالل وصف البرامج والخدمات الصحية‪ .‬والربط بين‬
‫المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة ونوعية الخدمات الصحية لألطفال‪.‬‬
‫‪ -2‬أدوات جمع البيانات ‪:‬‬
‫كل بحث يتطلب من باحثه اختيار التقنية المناسبة لجمع المعلومات التي يستلزمها الموضوع من‬
‫الميدان‪ ،‬وعملية الجمع هذه تتطلب جهدا ووقتا فهذا حسب طبيعة األسئلة المطروحة واألهداف والنتائج‬
‫المنتظرة‪.‬‬

‫‪ -1‬ـحمد حلمي جمعة وآخرون‪:‬أساليب البحث العلمي‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬االردن‪ ،4999 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -2‬صالح مصطفى الفوال‪ :‬علم االجتماع بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪ ،4992 ،‬ص ‪.438‬‬
‫‪ -3‬غازي عناية‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬دار المناهج‪ ،‬األردن‪ ،3008 ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪20‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬االستمارة بالمقابلة‪:‬‬


‫إن طبيعة هذا البحث فرضت علينا استعمال تقنية االستمارة بالمقابلة‪ ،‬أي تدوين األسئلة المراد‬
‫اإلجابة عنها في ورقة استبيانيه ونحن نقوم بطرحها على المبحوث بلغة بسيطة‪ ،‬ثم نقوم بتدوين اإلجابات‬
‫على االستمارة‪.‬‬
‫تعتبر هذه التقنية استباتة شفوية تمكن الباحث من جمع معلومات بطريقة شفوية مع المبحوث‪،‬‬
‫فهي لقاء يتم بين الباحث الذي يطرح مجموعة من األسئلة على األشخاص المبحوثين‪ ،‬ويقوم بنفسه‬
‫بتسجيل اإلجابات على االستمارات‪.‬‬
‫من مميزات هذه التقنية الدخول في حوار مباشر مع المبحوث‪ ،‬مما يكسب الباحث معلومات أكثر‬
‫دقة وتوسعا‪ ،‬كما أن هذه المقابلة تتيح للباحث فرصة شرح األسئلة بشكل مبسط وبلغة سهلة يمكن‬
‫استيعابها من المبحوثين‪.1‬‬
‫تضمنت االستمارة على ‪ 29‬سؤال‪ ،‬منها األسئلة المغلقة والمفتوحة وهي كاالتي‪:‬‬
‫المحور األول‪:‬وقد خصص للبيانات الشخصية للمبحوث‪.‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬خصص للمستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬وقد خصص للبيانات المتعلقة بطبيعة الخدمات الصحية المقدمة لألطفال المرضى‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬خصص لتأثير المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة على نوعية الخدمات الصحية‬
‫لألطفال‪.‬‬
‫‪-3‬مجاالت الدراسة‪:‬‬
‫أ‪ -‬المجال المكاني‪:‬‬
‫ويقصد به ذلك النطاق المكاني إلجراء البحث الميداني بالتحديد في هذه الدراسة هو المؤسسة‬
‫العمومية االستشفائية الحكيم عقبي بوالية قالمة‪ ،‬وهي مؤسسة استشفائية من الصنف (أ) تقع شمال شرق‬
‫والية قالمة تسع ل ـ ـ ‪ 232‬سرير موزعة على المصالح كاالتي*‪:‬‬

‫‪ -1‬ربحي مصطفى عليان وعثمان محمد غنيم‪ :‬مناهج وأساليب البحث العلمي‪ :‬النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الصفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫*‪ -‬حسب اإلحصائيات المقدمة من قبل المؤسسة العمومية االستشفائية الحكيم عقبي بوالية قالمة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫جدول رقم (‪ :)07‬توزيع مصالح المؤسسة االستشفائية الحكيم عقبي والية قالمة‬

‫عدد األسرة الفعلية‬ ‫عدد األسرة التقنية‬ ‫المصالح‬


‫‪20‬‬ ‫‪20‬‬ ‫جراحة العظام والمفاصل‬
‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫أمراض العيون‬
‫‪42‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الـأنف واألذن والحنجرة‬
‫‪12‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الجراحة العامة‬
‫‪11‬‬ ‫‪28‬‬ ‫طب االطفال‬
‫‪38‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أمراض النساء والتوليد‬
‫‪38‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الطب الداخلي‬
‫‪1‬‬ ‫‪70‬‬ ‫اإلنعاش والتخدير‬
‫‪00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫أمراض الكلى‬
‫‪73‬‬ ‫‪73‬‬ ‫تصفية الدم‬
‫‪70‬‬ ‫‪72‬‬ ‫االستعجاالت الطبية الجراحية‬
‫‪373‬‬ ‫‪361‬‬ ‫المجموع‬

‫تغطي والية قالمة الذي يبلغ عدد سكانها ‪ 322233‬نسمة موزعة على ‪ 40‬دوائر و‪ 21‬بلدية‪.‬‬
‫يقتصر ميدان بحثنا على مصلحة طب األطفال وتحتوي هذه المصلحة على ‪ 1‬أطباء مختصين‬
‫في طب األطفال و‪ 42‬طبيب عام و‪ 22‬ممرض (شبه طبي) ومختصة في التغذية و‪ 3‬في العالج‬
‫الطبيعي والفزيائي و‪ 2‬عمال مهنيين*‪.‬‬
‫ب‪-‬المجال البشري (العينة وكيفية اختيارها)‪:‬‬
‫تعتبر مرحلة اختيار عينة البحث م ن أهم مراحل البحث‪ ،‬فهي تمكن الباحث من الحصول على‬
‫البيانات والمعلومات الالزمة للظاهرة موضوع البحث والدراسة‪.‬‬

‫*‪ -‬معلومات تم الحصول عليها عن طريق المقابلة مع مسؤولة الموارد البشرية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫ونظ ار لطبيعة هذا الموضوع وخصوصيته تعين علينا استعمال العينة العرضية‪ ،‬حيث يتم مقابلة‬
‫من يتصادف وجودهم في المؤسسة االستشفائية‪.‬‬
‫ونظ ار لطبيعة هذا الموضوع المعتمد على ضرورة التعامل مع أسرار األطفال المرضى‪ ،‬لذلك‬
‫توجب علينا زيارة المؤسسة كل يوم واستجواب المبحوثين المتواجدين بالمؤسسة لمدة مؤقتة ال نعلمها‪،‬‬
‫فاستجوبنا كل من وجدناهم صدفة بالمؤسسة طيلة المدة المحددة لذلك‪.‬‬
‫وتتصف عينة بحثنا بجملة من الخصائص التي تتضح من خالل الجداول اآلتية‬
‫الجدول رقم (‪ :)07‬يوضح توزيع العينة حسب متغير الجنس‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬
‫‪%32‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ذكر‬
‫‪%22‬‬ ‫‪33‬‬ ‫أنثى‬
‫‪%400‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬

‫يتضح من خالل بيانات الجدول رقم (‪ )1‬أن معظم أفراد العينة المبحوثة هم إناث بنسبة تقدر ب ـ‬
‫‪ ،% 22‬مقابل نسبة الذكور التي تقدر بـ ـ ‪ ،%32‬وهذا راجع إلى أن األم هي األكثر مسؤولية على صحة‬
‫أبناءها مقارنة باألب‪ ،‬ومنه نلتمس في القائمين على الرعاية الصحية لألطفال في األسر الجزائرية بنسب‬
‫متفاوتة‪ ،‬لذلك تهتم الدراسات واألبحاث بالتركيز على المستوى الثقافي والتعليمي لألم في دراسة موضوع‬
‫الرعاية الصحية لألطفال‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)06‬يوضح توزيع العينة حسب متغير السن‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬

‫‪%42‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أقل من ‪33‬‬


‫‪%40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 33‬إلى أقل ‪ 20‬سنة‬
‫‪%22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪ 20‬إلى أقل من ‪ 10‬سنة‬
‫‪%22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪ 10‬فما فوق‬
‫‪%400‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬

‫‪23‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )2‬يتضح أكبر نسبة من أفراد العينة والمتمثلة في ‪ %22‬منحصرة في‬
‫الفئة التي أعمارهم تنحصر في [‪20‬إلى ‪ 10‬سنة] والفئة من ‪ 10‬سنة فما فوق‪ ،‬وتمثل هذه النسبة األكبر‬
‫وهذا راجع إلى أن هذه المرحلة العمرية تمثل الفئة الراشدة‪ ،‬مما يدل على أن نسبة كبيرة من المبحوثين‬
‫لديهم نضج ووعي وخبرة في التعامل مع األطفال ورعايتهم مقارنة بالفئة القليلة التي يقل سنهم عن ‪20‬‬
‫سنة وخاصة األقل من ‪ 33‬سنة بنسبة ‪ %40‬و‪ ،%42‬ومن المؤكد انه ليس لديهم تحمل للمسؤولية‬
‫والنضج الكافي‪.‬‬
‫وبالتالي فعامل السن له تأثر على االهتمام باألطفال ورعايتهم‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)03‬يوضح توزيع العينة حسب المستوى التعليمي للوالدين‬
‫المجموع‬ ‫األم‬ ‫االب‬ ‫الوالدان‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬


‫المئوية‪%‬‬ ‫المئوية‪%‬‬ ‫المئوية‪%‬‬ ‫المستوى التعليمي‬

‫‪%42‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪%40‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫يق أر وبكتب‬


‫‪%30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪1‬‬ ‫إبتدائي‬
‫‪%32‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%22‬‬ ‫‪44‬‬ ‫متوسط‬
‫‪%12‬‬ ‫‪41‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ثانوي‬
‫‪%22‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫جامعي‬
‫‪400‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%400‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪%400‬‬ ‫‪20‬‬ ‫المجموع‬

‫يتضح من خالل بيانات الجدول رقم (‪ )02‬أن أكبر نسبة من أفراد العينة المبحوثة من اآلباء‬
‫تقدر ب ـ ‪ %22‬لديهم مستوى تعليمي متوسط‪ ،‬حيث رسب اآلباء في هذه المرحلة ولم يتمكنوا من إكمال‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫أما الفئة الثانية تقدر بـ ـ ‪ %32‬تعبر عن اآلباء ذوي المستوى التعليمي الثانوي وهم اآلباء الذين لم‬
‫يتمكنوا من الحصول على شهادة الباكالوريا واتجهوا نحو الحياة العملية لممارسة أنشطة أخرى‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫أما الفئة الثالثة تقدر بـ ـ ‪ %30‬تعبر عن اآلباء ذوي المستوى التعليمي الجامعي تليها فئة تقدر بـ ـ‬
‫‪ %42‬تعتبر عن اآلباء ذوي التعليم االبتدائي‪ ،‬ثم فئة تقدر ب ـ ‪ %2‬وهي أثل نسبة وتمثل اآلباء الذين لم‬
‫يلتحقوا بالمدارس االبتدائية‪.‬‬
‫أما بالنسبة لألمهات فإن اكبر نسبة من العينة المبحوثة تقدر ب ـ ‪ %12‬وهي تعتبر عن األمهات‬
‫ذوي المستوى التعليمي الجامعي وهي نسبة كبيرة مقارنة بفئة اآلباء‪ ،‬وهذا راجع إلى إقبال اإلناث أكثر‬
‫على الدراسات العليا‪ ،‬تليها نسبة ‪ 30%‬تمثل األمهات ذوي المستوى التعليمي المتوسط والثانوي‪ ،‬ويمكن‬
‫تفسير هذه النسبة بأن الكثير من الفتيات ينقطعن عن الدراسة‪ ،‬وال تحبذن فكرة إعادة المحاولة إلجتياز‬
‫شهادة التعليم المتوسط أو التعليم الثانوي ويفضلن التوجه إلى الحياة العملية لممارسة أنشطة مختلفة‬
‫كالحالقة‪ ،‬الخياطة‪ ،‬اإلعالم اآللي‪ ،‬أما الفئة الرابعة تقدر بنسبة ‪ %40‬وتعبر عن األمهات اللواتي لم‬
‫يلتحقن بالمدارس االبتدائية وهي نسبة كبيرة مقارنة بفئة اآلباء‪ ،‬ويمكن إرجاع ارتفاع هذه النسبة إلى‬
‫طبيعة المجتمع الجزائري الذي كان يحرم الفتاة من التعليم ومثلت األمهات كبار السن‪.‬‬
‫جـ‪-‬المجال الزمني‪:‬‬
‫وهو المجال المستغرق إلجراء الدراسة بدءا من اختيار الموضوع وجمع المعلومات إلى الوصول‬
‫إلى النتائج بالمؤسسة االستشفائية الحكيم عقبي‪-‬قالمة‪-‬استغرقت المدة وفقا للمراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المرحلة األولى‪:‬‬
‫بعد اختيار الموضوع وضبطه وصياغة إشكالية البحث‪ ،‬بدأن في جمع التراث النظري‪ ،‬وتنظيمه‪،‬‬
‫ثم قمنا ببناء االستمارة وتحكيمها‪.‬‬
‫بدأت المرحلة االستطالعية للدراسة بتاريخ ‪ ،3034/01/48‬أين تمت الموافقة على إجراء الدراسة‬
‫الميدانية بالمؤسسة االستشفائية‪ ،‬وقد ثم االتصال بمسؤولة الموارد البشرية التي قدمت تسهيالت‬
‫ومعلومات كافية حول المؤسسة االستشفائية‪.‬‬
‫‪ -‬المرحلة الثانية‪:‬‬
‫تم فيها توزيع االستمارات وملؤها والتي كانت على فترات خالل شهر أفريل ‪ 3034‬بالتنسيق مع‬
‫المسؤول على مصلحة طب األطفال‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫رابعا‪ :‬النظريات المفسرة للموضوع‬


‫لقد اشتمل الموضوع على النظريات التي اهتمت بالكشف عن مسببات المرض‪ ،‬وذلك ألن‬
‫الرعاية الصحية تستوجب معرفة كل ما من نشأته إعاقة نمو الطفل ويعرضه للمشاكل الصحية‪.‬‬
‫وفي مايلي عرض أهم النظريات‪:‬‬
‫‪ -7‬نظرية السبب الواحد للمرض‪:‬‬
‫وتفترض أن هناك سببا واحدا يؤدي إلى المرض‪ ،‬فمثال ميكروب السل هو السبب في ظهور‬
‫مرض السل‪ ،‬وبالتالي يمكن التحكم والتخطيط للوقاية من هذا المرض بإبعاد ميكروب السل أو القضاء‬
‫عليه في حالة اإلصابة‪.1‬‬
‫وهذه النظرية قد تجاهلت العوامل البيئية المؤثرة في المرض والعوامل الشخصية المرتبطة‬
‫بالمريض‪ ،‬وركزت على جانب واحد‪ ،‬وهو أن المرض يحدث نتيجة لسبب واحد‪ ،‬وفي حالة وجود السبب‬
‫تظهر الحالة المرضية ومن هنا يبرز قصور هذه النظرية في تفسير حدوث المرض‪ ،‬وكذا قصورها في‬
‫تحديد مستويات الصحة‪ ،‬وبالتالي طرق الوقاية والرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪-6‬نظرية األسباب المتعددة للمرضى‪:‬‬
‫تستند هذه النظرية إلى أن المستوى الصحي للفرد أو المجتمع ينتج من تفاعل عدة عوامل وقوى‬
‫يعمل كل منها في اتجاه قد يكون إيجابيا أو سلبيا فيما يتعلق بإكساب الصحة أو فقدانها‪ ،‬والمستوى‬
‫الصحي يكون بمثابة محصلة أو نتيجة لل تفاعل الذي ينشأ بين هذه العوامل‪ ،‬وتظهر الحالة المرضية في‬
‫حالة تغلب العوامل السلبية‪.‬‬
‫فمثال مرض السل يحدث نتيجة تفاعل مجموعة من العوامل منها ميكروب السل والعوامل البيئية‬
‫المحيطة واإلنسان المضيف للمرض‪.‬‬
‫وحسب هذه النظرية فإن العوامل التي تقرر مستويات الصحة في المجتمع تتمثل في‪:‬المسببات‬
‫النوعية لألمراض‪ ،‬مسببات تتعلق باإلنسان‪ ،‬مسببات تتعلق بالبيئة المحيطة‪.‬‬

‫‪ -1‬سيد رمضان‪ ،‬سلوى عثمان صديقي‪ :‬الصحة العامة والرعاية الصحية من المنظور االجتماعي‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،3001 ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪26‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫العوامل المتعلقة بالمسببات النوعية لألمراض‪:‬‬


‫المسبب النوعي هو العنصر أو المادة الذي في وجوده أو غيابه قد تبدأ الحالة المرضية وتنقسم‬
‫المسببات النوعية إلى عدة أقسام منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬المسببات الحيوية‪ :‬وهي إما أن تكون نباتية مثل‪ :‬البكتريا (السل‪ ،‬التفويد) أو فيروسية مثل الحصبة‬
‫أو شلل األطفال‪.‬‬
‫وقد تكون فطرية مثل‪ :‬الفطر المسبب للقراع‪ ،‬أو تكون حيوانية مثل‪ :‬المالريا‪ ،‬األميبا‪ ،‬الديدان‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫البلهارسيا االسكارس‪...‬‬
‫وتختلف درجة الضرر بهذه المسببات باختالف خصائص المسبب نفسي ودرجة حيويته ومقاومته‬
‫للعوامل الشخصية والبيئية‪.‬‬
‫وباختالف خصائص الشخص المستقبل للمسبب وقدراته لتكون أجسام مضادة ضد هذا المسبب‪.‬‬
‫وأخرى خصائص متعلقة بالبيئة وطرق انتقال المسببات باللمس أو بالطعم‪ ،‬والرذاذ أو‬
‫الحشرات‪...‬‬
‫ب‪ -‬المسببات الغذائية‪:‬‬
‫و هي تلك المسببات التي ترتبط بأسباب أمراض سوء التغذية‪ ،‬وتنتج أمراض نقص أو سوء‬
‫التغذية من عدة عوامل هي‪:‬‬
‫نقص كميات المتناولة في الطعام‪ :‬وهو ما يسمى سوء التغذية األساسي‪ ،‬حيث ينتج من عدم‬
‫حصول الفرد على كفايته من الطعام ومن العناصر الغذائية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‪:‬‬
‫‪ ‬الجهل بأنواع األطعمة ذات القيمة الغذائية المرتفعة‪.‬‬
‫‪ ‬العادات الغذائية الخاطئة‪.‬‬
‫‪ ‬تناول األطعمة التي تفتقر إلى الفيتامينات وغيرها من العناصر‪.‬‬
‫‪ ‬الفقر وارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض خصوبة التربة مما يؤدي إلى انخفاض في غلة األرض‪ ،‬أو استخدام بعض المواد‬
‫الكيميائية‪.2‬‬

‫‪ -1‬سيد رمضان‪ ،‬سلوة عثمان صديقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.38-32‬‬


‫‪ -2‬أحمد زكي بدوي‪ :‬أصول الخدمة االجتماعية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الكويت‪( ،‬د‪ ،‬س)‪ ،‬ص ‪.423‬‬

‫‪27‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة الحاجات الوظيفة‪:‬وهي الحاالت التي تحتاج إلى زيادة في كمية العناصر الغذائية نتيجة ظروف‬
‫خاصة مثل‪ :‬حاالت الحمل‪ ،‬والرضاعة أو حاالت المرض أو العمليات الجراحية‪.‬‬
‫العوامل األخرى المرتبطة بأمراض الجهاز الهضمي‪:‬‬
‫من بينها األمراض المعوية أو المعدية أو اإلصابة باألمراض الطفلية والتي تؤدي باألمعاء إما‬
‫بفقد كميات من الدم أو إفراز مواد سامة تقلل امتصاص العناصر الغذائية والمعدنية‪.‬‬
‫جـ‪-‬المسببات الطبيعية‪:‬‬
‫وتتمثل في العوامل المرتبطة بالظروف الطبيعية للمجتمع والمحيطة باإلنسان‪ ،‬وتظهر في عوامل‬
‫الح اررة والرطوبة والضوء والكهرباء واالشعاعاتـفارتفاع درجات الح اررة أو انخفاضها تؤثر في الظروف‬
‫الصحية وقد تكون سببا أساسيا في اعتالل الحالة الصحية‪ ،‬كما أن الضوء الخافت أو الزائد أو‬
‫الضوضاء ذاتها يؤثر على قوة االبصار أو حدة السمع‪.‬‬
‫با إلضافة إلى تعرض اإلنسان لإلشعاع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬والتي لها تأثي ار على‬
‫صحة اإلنسان عامة‪.1‬‬
‫د‪-‬المسببات الميكانيكية‪:‬‬
‫وهي التي تتمثل في الفيضانات والزالزل واالعاصير والحرائق والحوادث في المصانع‪.‬‬
‫ه‪-‬المسببات الكيميائية‪:‬‬
‫وهذه قد تكون خارجية مثل المركبات الرصاص والزرنيخ وغاز الفسفور وقد تكون نشأة داخل‬
‫الجسم مثل المواد التي تكون في الدم اثناء مرض البول السكري أو التسمم البولي أو التسمم الكبدي‪.‬‬
‫و‪-‬المسببات الوظيفة‪:‬‬
‫وهي التي تحدت بسب االختالل الهرمونات التي تفرزها الغدد الصماء داخل الجسم‪.‬‬
‫ز‪-‬المسببات النفسية واالجتماعية‪:‬‬
‫مثل الضغط العاطفي‪ ،‬ضغط الحياة الحديثة واإلحساس بالمسؤولية وعدم األمان في العمل‬
‫والطريق أو اإلدمان على المخدرات والمشروبات‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد زكي بدوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.422‬‬

‫‪28‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫العوامل المتعلقة باإل نسان (العائل المضيف)‪:‬‬


‫وهي مدى مقاومة اإلنسان للمسببات النوعية‪ ،‬وهي التي تكون في إحدى الصور‪:‬‬
‫أ‪ -‬المقاومة الطبيعية غير النوعية‪:‬‬
‫وتكون مقاومة آلية مثل مايصبوه الجلد والغشاء المخاطي وماله من أهداب وشعيرات واف ارزات‬
‫وخاليا المقاومة التي لها قابلية محاربة المسببات النوعية لألمراض بمساعدة مواد خاصة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المقاومة النوعية‪:‬‬
‫وهي مناعة ضد أمراض معينة‪ ،‬قد تكون مناعة طبيعية أو مكتسبة طبيعيا أو مكتسبة صناعيا‪.‬‬
‫العوامل الوراثية والصفات الوراثية‪:‬‬
‫وهي التي تنتقل عن طرق الجينات‪ ،‬وقد يكون هناك استعداد موروث للمرض‪.1‬‬
‫العوامل االجتماعية أو الثقافية‪:‬‬
‫وهي التي تتعلق بطرق تجهيز الطعام‪ ،‬والعادات المتعلقة بالصحة الشخصية من النظافة والتغذية‬
‫والتجمعات الترويجية‪ ،‬وما نتج عنها من نطم إعداد الغداء ووالئم الشعائر الدنية‪.‬‬
‫العوامل الوظيفية‪:‬‬
‫وهي التي ترتبط باألعمال التي ترتب عليها سه ار واجهادا والتعرض لبعض المسببات مثل‪:‬‬
‫االمراض المهنية‪.‬‬
‫األسباب المتعلقة بالسن والنوع والعنصر‪:‬‬
‫مثل أمراض الطفولة وأمراض الشيخوخة والمراهقين‪ ،‬وأمراض اإلناث وهناك أمراض عنصرية‬
‫تنتشر بين أجناس معينة‪ ،‬مثل الهنود‪.‬‬
‫العوامل المتعلقة بالظروف البيئية المحيطة‪:‬‬
‫ويقصد بالبيئة‪ ،‬كل العوامل الخارجية المؤثرة في اإلنسان العائل للمرض‪ ،‬وتعتبر المسببات‬
‫النوعية أجزاء متخصصة من البيئة‪ ،‬وتتكون البيئة من مكونات كثيره منها‪:‬‬

‫‪ -1‬سهير كامل أحمد‪ :‬أسس تربية التربية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار المعرفة الجامعة‪ ،‬مصر‪ ،3000 ،‬ص ص ‪-398‬‬
‫‪.399‬‬

‫‪29‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫أ‪ -‬البيئة الطبيعية‪:‬‬


‫وتتمثل في الظ روف الجغرافية‪ ،‬فالمناطق المرتفعة عن السطح البحر تؤدي إلى قلة األكسجين‬
‫مما يؤدي إلى أمراض الجهاز التنفسي‪ ،‬والحالة الجيولوجية‪ ،‬مثل نوع التربة ونوع الغداء‪.‬‬
‫ب‪ -‬البيئة البيولوجية‪:‬‬
‫وتشمل عناصر المملكة الحيوانية والنباتية وتؤثر في العوامل الوسطية‪ ،‬لنقل االمراض وعوامل‬
‫ترتبط بعادات اإلنسان وعمله الزراعي أو الصناعي‪.‬‬
‫كما تشمل البيئة أيضا الجوانب االجتماعية والتفافية وهي التي ترتبط بكثافة السكان والمستوى‬
‫التعليمي ما يرتبط به في وعي صحي وطرق الوقاية والعالج من االمراض‪.1‬‬
‫والمستوى االقتصادي وما يترتب عليه من تمتع االنسان بقدر مناسب من المسكن والتعليم‬
‫والغذاء‪ ،‬وأخي ار ترتبط العوامل البيئية بمدى توفر اإلمكانيات واالمدادات الصحية من مستشفيات ومدى‬
‫توفر أساليب التشخيص أو الوقاية أو العالج المناسب‪.‬‬
‫ويرتبط تاريخ أي مرض بكل العوامل السابقة‪ ،‬حيث تتأثر بفترات ما قبل المرض وفترات المرض‪،‬‬
‫فكي يحدث المرض البد من تواجد‪:‬‬
‫‪ -‬المسبب القوي للمرض‪.‬‬
‫‪ -‬الصفة المهيئة للعائل المضيف‪.‬‬
‫‪ -‬البيئة المناسبة للمرض‪.‬‬
‫وبالتالي يحدث المرض نتيجة تفاعل العوامل السابقة‪ ،‬وبالتالي يمر المرض بالمراحل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬فترة حضانة قبل ظهور المرض‪.‬‬
‫‪ -‬ثم ظهور بعض األعراض المرضية‪.‬‬
‫‪ -‬انتهاء المرض بالشفاء التام أو الجزئي أو عدم الشفاء‪.2‬‬
‫ولقد نفت هذه النظرية‪ ،‬أن يكون المرض ناتجًا عن سبب أو علة واحدة‪ ،‬وأكدت على أن المرض‬
‫يحدث نتيجة اجتماع مجموعة من العوامل المختلفة وقد قسمت هذه العوامل إلى ثالثة أقسام كل قسم‬
‫يحتوي على عناصر متعددة‪ ،‬كما أكدت مرور المرض بثالث مراحل قبل ظهوره‪ ،‬وأن تاريخه مرتبط بكل‬
‫العوامل المذكورة‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد زكي بدوي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.421‬‬


‫‪ -2‬سيد رمضان‪ ،‬سلوة عثمان صديقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬

‫‪30‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫كما عرضنا النظريات التي اهتمت باختالف االنتماءات وتأثيرها وتتمثل هذه النظريات في‬
‫المرض من جهة والفوارق الصحية من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬أصل التفاوت بين الناس عند "جان جاك روسو"‪:‬‬
‫يقول "جان جاك روسو" أن جميع أسباب رقي االنسان ال تفتأ تبعده عن حاله األصلية‪ ،‬وأنه كلما‬
‫حصدنا معارف جديدة‪ ،‬زدنا تخليًا عن الوسائل األقل أهمية‪.‬‬
‫وكان البد لروسو من النظر في التغييرات المتتابعة التي طرأت على تكوين االنسان عند توليه‬
‫البحث عن األصل للفروق التي تميز بين الناس‪.‬‬
‫وقد بدأ "روسو" محاولته هذه بسوق بعض البراهين‪ ،‬مقدماً بعض االفتراضات‪ ،‬ال أمالً بحل‬
‫المسألة‪ ،‬بل بإيضاحها وحصرها‪ ،‬وهذا ليس بالسهل إذ أنه يمثل بحوثا بالغة الصعوبة‪ ،‬يقول "روسو" بأن‬
‫هذه الدراسة نفسها‪ ،‬دراسة االنسان األصلي وحاجاته الحقيقية‪ ،‬قد غيرت دفعة واحدة جميع أفراد النوع‬
‫ولكن ربما أن بعضهم قد كمل أو فسد أو اكتسب صفات حسنة أو سيئة لم تكن مالزمة لطبيعته فقط‪،‬‬
‫فإن األفراد اآلخرين ظلوا على طبيعتهم زمناً أطول‪ ،‬ذلك كان مصدر التفاوت األول بين الناس ذلك‬
‫يلخص فلسفة "روسو" في هذا المجال‪.‬‬
‫إنها فلسفة بعدما تحمل من الوعي والتمرس‪ ،‬هي تحمل أيضًا تأمالت الناس التي تستلهم من‬
‫فطرتهم السليمة‪ ،‬هي أيضاً الصالحة التي يمكن بها إزالة الصعوبات التي تحيط بأصل التفاوت الخلقي‬
‫وآالف من المبادئ األخرى التي ال تقل أهميتها عما يحوطها من غموض‪.1‬‬
‫نظرة المفكرين إلى التفاوت االجتماعي واالقتصادي‪:‬‬
‫‪ -7‬أرسطو (‪:)Aristote‬‬
‫فقد قسم العدالة بمعنى االنصاف في توزيع حصص األفراد إلى شكلين عدالة التوزيع وعدالة‬
‫التصحيح‪ ،‬والحصة المنس قة التي يحصل عليها شخص ما ال تكون بالضرورة حصة متساوية مع الغير‪،‬‬
‫فالتناسب بين الحصص يجب أن يخضع للتناسب بين األشخاص واذا لم يكون متساويين فمن العدل أن‬
‫ال تتساوى حصصهم‪ ،‬وقد كتب "أرسطو" في كتاب "األخالق النيقوماخية"‪" :‬أن أصل النظريات هو في‬
‫حصول تساو على أشياء غير متساوية‪ ،‬وفي حصول غير متساو على أشياء غير متساوية"‪.2‬‬

‫‪ -1‬جان جاك روسو‪ :‬أصل التفاوت بين الناس‪ ،‬تر‪ :‬عادل زهيتر‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪ ،‬جمهورية مصر‬
‫العربية‪ ،3042 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪ -2‬عزمي بشارة‪ :‬مدخل بشأن العدالة‪ :‬سؤال في سياق الغربي المعاصر‪ ،‬مجلة تبين‪ ،‬العدد ‪ ،3042 ،3‬ص ‪.2‬‬

‫‪31‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫‪ -6‬جون رولز (‪:)John rauls‬‬


‫إنه إذا اعتبر المؤسسات السياسية ومبادئ التدابير االقتصادية واالجتماعية باعتبارها مؤسسات‬
‫رئيسية‪ ،‬فحدد العدالة بأنها الطريقة التي توزع فيها هذه المؤسسات الحقوق والواجبات األساسية وتنظم‬
‫تقاسم الفضائل الناتجة عن التعاون االجتماعي‪ ،‬ومع قبول مبادئ الحرية والمساواة واألخوة‪ ،‬فقد جمعها‬
‫مع مبادئ العدالة‪ ،‬فالمساواة تصبح مساواة الفرصة المنصفة‪ ،‬فيها تصبح األخوة مبدأ االختالف مع‬
‫ضرورة التوافق على حصص توزيعية سليمة‪.‬‬
‫إن مبادئ العدالة هي ببساطة مبادئ تنظيم التوزيع التي ستختار من الناس في مجتمع ما حيث‬
‫تلتزم العدالة وأحوالها‪.1‬‬
‫‪ ‬نظرية العدالة لدى "جون راولز"‪:‬‬
‫ال قبل أن يكون‬
‫تقوم األطروحة األساسية لنظرية "جون راولز" على أن يكون المجتمع متساويًا أو ً‬
‫عادالً‪.‬‬
‫اشتغل في نظريته حول العدالة على بلورة أهم األسس التي ينبني عليها المجتمع المنظمة وعلى‬
‫ما يميز الديمقراطية المحكومة بالعدالة عن غيرها من الديمقراطيات الشكلية‪.‬‬
‫لقد عرض مختلف مبادئ العدالة التوزيعية‪ ،‬كما ناقشها الفالسفة الكالسيكيون بهدف البحث في‬
‫خلفيات االختالف الحاصل ما بين أنواع العدالة ووظائفها ثم عمد إلى اختراع مبادئ دقيقة "للعدالة‬
‫الشرعية " التي أطلق عليها بقناع الجهل‪ ،‬ومعناه أن طبيعة األفراد هي األنانية التي تجعلهم دائما يختارون‬
‫دائما يحيبون أنفسهم‪ ،‬لذلك يعتبر هذه الطبيعة تجربة فكرية تدفع باألفراد إلى اختيار مبادئ العدالة دون‬
‫معرفة مواقفهم المستقبلية‪ ،‬فما دام هؤالء األفراد نافعين فإنهم ال يختارون أبدًا االنتماء إلى جنس بطالة‬
‫التمييز العنصري‪.‬‬
‫إذا فالمبدأ الذي أسماه "راولز"" العدالة الشرعية" مضاد لكل األشكال التي تعرض الفرد إلى‬
‫التمييز العنصري‪ ،‬ألن الطبيعة النفسية لهذا الفرد تمنعه من االنتماء إلى جماعة دونية قد تمس بمنفعته‬
‫الذاتية‪.2‬‬
‫إذا كانت الرعاية الصحية حقاً أساسياً من حقوق االنسان‪ ،‬على الدول أن تحترمه وتحميه وتعمل‬
‫على تنفيذه تدريجيًا وفقاً للمعايير األخالقية مثل التضامن والعدالة والكرامة اإلنسانية‪.‬‬

‫‪ -1‬علي تتيات‪ ،‬محمد بلعز رقي‪ :‬العدالة بين األجيال في نظرية العدالة لدى جون راوز‪ ،‬مجلة الدفاع عن األبحاث‬
‫(العلوم اإلنسانية)‪ ،‬مجلد ‪ ،3043 ،38‬ص ‪.4328‬‬
‫‪ -2‬علي تيتيان بلعز رقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.24-20‬‬

‫‪32‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫وأن تسعى إلى تحقيق التغطية الشاملة لكل مواطن دون تمييز‪ ،‬والى تأسيس أداة تأمينه‪ ،‬تتسم‬
‫بالكفاءة في استخدام المواد المتاحة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق إذا نظرنا إلى مفهوم العدالة الصحية‪ ،‬فإننا نرى أنها مبدأ يقتضي إعادة توزيع‬
‫الخدمات والسلع الصحية المنتجة‪ ،‬وقد أشار إلى ذلك "جون راولز" في مؤلفه األهم "نظرية العدالة"‪ ،‬إلى‬
‫ضرورة التفاوت في العالج الطبي (لينتفي فكرة العدالة المطلقة) بناءاً على مبدأ االختالف في‬
‫االحتياجات والذي يمكن به تبرير التفاوت هو جلب أعظم فائدة محكنة لآلخرين‪.1‬‬
‫خامسا‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫‪ -7‬الدراسات الجزائرية‪:‬‬
‫‪ ‬الدراسة لبونويقة نصيرة‪:2‬‬
‫كان الهدف من وراء هذه الدراسة هو إلقاء الضوء على واقع الرعاية الصحية لألطفال داخل‬
‫األسرة والمساهمة في رفع وع ي األسر بكل جوانب الرعاية الصحية لألطفال‪ ،‬والكشف عن أثر غياب أو‬
‫نقص االستفادة من الخدمات االجتماعية على صحة الطفل‪.‬‬
‫وانطلقت الباحثة من الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تتوفر الرعاية الصحية الكاملة للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في الوسط األسري‪.‬‬
‫‪ -‬إن غياب أو نقص االستفادة من الخدمات االجتماعية في المجال االجتماعي تؤثر سلبًا على توفير‬
‫الرعاية الصحية الكاملة لألبناء في مرحلة الطفولة المبكرة في الوسط األسري‪.‬‬
‫واعتمدت الباحثة في دراستها على المنهج الوصفي لكونه المنهج األكثر مالءمة لموضوع‬
‫البحث‪.‬‬
‫وإلجراء الدراسة الميدانية تم اختيار العينة العشوائية عن طريق إجراء مسح لبعض األحياء‬
‫الموجودة شمال وجنوب مدينة المسيلة‪ ،‬تنتمي إلى مختلف الطبقات االجتماعية‪ ،‬تم اختيار عينة تتكون‬
‫من ‪ 30‬أسرة كمجال إلجراء الدراسة‪.‬‬
‫واعتمدت هذه الدراسة على أداتين هما‪ :‬المالحظة البسيطة واستمارة المقابلة التي احتوت على‬
‫(‪ )13‬سؤال وزعت على ثالث محاور‪.‬‬
‫وكانت النتائج التي توصلت إليها الباحثة كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬محمد حسين صديقي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.438‬‬


‫‪ -2‬بونويقة نصيرة‪ :‬مرجع سابق‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫‪ -‬النتيجة األولى‪ :‬من خالل النتائج المتحصل عليها عبر مؤشرات الفرضية األولى فقد تبين أن أغلب‬
‫األسر المكونة لعينة البحث بنسبة ‪ %80‬ال تقوم بتوفير الرعاية الصحية الكاملة والالزمة للطفل في‬
‫مرحلة الطفولة المبكرة‪ ،‬فالطفل ال يتمتع إال بالحد األدنى من الرعاية الصحية الواجب توفيرها له‪.‬‬
‫‪ -‬النتيجة الثانية‪ :‬من خالل النتائج المتحصل عليها عبر مؤشرات الفرضية الثانية فقد تحققت هذه‬
‫الفرضية بنسبة كبيرة وهي ‪ ،%82.32‬إذ تبين أن غياب أو نقص الخدمات االجتماعية في المجال‬
‫االجتماعي قد أثر سلبا على توفير األسر للرعاية الصحية الكاملة في مرحلة الطفولة المبكرة‪.‬‬
‫‪ -‬وقد خلصت النتيجة العامة لهاته الدراسة إلى ان األسرة ال تقوم بتوفير الرعاية الصحية الالزمة‬
‫للطفل‪ ،‬وهذا بسبب غياب أو نقص الخدمات االجتماعية في المجال االجتماعي‪.‬‬
‫‪ ‬تعقيب‪:‬‬
‫تناولت هذه الدراسة موضوع الرعاية الصحية لألطفال بهدف إلغاء الضوء على واقع الرعاية‬
‫الصحية لألطفال والمساهمة في رفع وهي األسرة بكل جوانب الرعاية الصحية‪ ،‬وقد أفادتنا هذه الدراسة‬
‫في عدة نقاط منها الجانب النظري‪ ،‬حيث خصصت الباحثة فصل تتحدث فيه عن الرعاية الصحية‪،‬‬
‫فدراستنا الحالية شملت بعض المحاور المتناولة في الدراسة السابقة‪ ،‬وأيضا من حيث تحديد المفاهيم‬
‫كمفهوم الرعاية الصحية‪ ،‬الطفل‪ ،‬الطفولة‪.‬‬
‫فالدراسة ككل تعتبر عنصر من عناصر الدراسة الحالية‪ ،‬حيث أن هذه الدراسة تطرقت لموضوع‬
‫الرعاية الصحية في األسرة فقد‪ ،‬أما دراستنا فهي تشمل األسرة واألم ومختلف مظاهر التفاوت التي تؤثر‬
‫على الرعاية الصحية لألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة خليفاوي فهيمة‪:1‬‬
‫جاءت هذه الدراسة بعد مالحظة أن العديد من أمراض الطفولة إنما هي تقصير من األسرة في أدائها‬
‫لدورها في رعاية أطفالها‪ ،‬وانصبت تساؤالت هذه الدراسة عن العوامل التي تعيق األسرة عن أداء دورها‬
‫في رعاية أطفالها وتمثلت في‪:‬‬
‫‪ -‬هل المستوى المعيشي لألسرة وخصائص المسكن تأثر على دور األسرة في تقديم الرعاية الصحية‬
‫ألطفالها األقل من خمس سنوات؟‬

‫‪ -1‬خليفاوي فهمية‪:‬األسرة ودورها في الرعاية الصحية ألطفالها األقل من خمس سنوات‪ :‬دراسة ميدانية لعينة من النساء‬
‫في مستشفى محمد لمين دباغين بباب الوادي ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علم االجتماع الديموغرافي‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪،‬‬
‫قسم علم االجتماع والديموغرافيا‪ ،‬جامعة الجزائر‪.3043 ،3‬‬

‫‪34‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫‪ -‬هل للمركز االجتماعي تأثير على دور األسرة في تقديم الرعاية الصحية ألطفالها األقل من خمس‬
‫سنوات؟‪.‬‬
‫‪ -‬هل للخدمات الصحية المقدمة تأثير على دور األسرة في تقديم الرعاية الصحية ألطفالها األقل من‬
‫خمس سنوات؟‪.‬‬
‫ومن خالل هذه التساؤالت تم صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الفرضية األولى‪ :‬المس توى المعيشي الحسن كإرتفاع الدخل األسري وخصائص المسكن الجيدة تساعد‬
‫األسرة في تقديم الرعاية الصحية ألطفالها األقل من خمس سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الثانية‪ :‬المركز االجتماعي الحسن كإرتفاع المستوى التعليمي للزوجين والعمل الجيد يساعد‬
‫األسرة في تقديم الرعاية الصحية ألطفالها األقل من خمس سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الثالثة‪ :‬الخدمات الصحية ذات الجودة تدعم دور األسرة في تقديم الرعاية الصحية الالزمة‬
‫ألطفالها األقل من ‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫وفي هذه الدراسة استخدم منهجين المنهج الكمي والمنهج الكيفي‪.‬‬
‫استعملت في هذه الدراسة العينة العمدية الغير عشوائية‪ ،‬ومن أهم النتائج التي توصلت لها‬
‫الباحث نجد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المستوى المعيشي الجيد كإرتفاع الدخل األسري وخصائص المسكن الجيدة تساعد األسرة في تقديم‬
‫الرعاية الالزمة ألطفالها األقل من خمس سنوات‪.‬‬
‫كما توصلت من خالل البحث إلى أن الوضع المعيشي لألسرة يؤثر على رعاية الطفل‪ ،‬حيث أنه‬
‫كلما كانت األسرة تعيش وضعية مزرية ومتوسطة فأطفالها كثيري المرض‪.‬‬
‫كما بينت نتائج الدراسة أن هناك عالقة بين الدخل األسري ونوع الماء المقدم لألطفال األكثر من‬
‫سنة‪ ،‬فقبل هذه السن األمهات تحرصن على تقديم الماء المغلى أو المعدني للطفل‪.‬‬
‫كما توصلت الباحثة إلى أن منطقة السكن له ا دور في هذا المجال‪ ،‬فكلما كانت األسرة تنتمي‬
‫إلى منطقة حضرية كلما زاد احتمال توجهها للطبيب عند مرض الطفل‪ ،‬كما تبين أن طبيعة السكن تؤثر‬
‫على الحالة الصحية للطفل إذا أن نسبة األمراض تزيد في المساكن االجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬التعقيب‪:‬‬
‫هذه الدراسة لها أهمية كبيرة في دراستنا الحالية‪ ،‬حيث تناولت موضوع األسرة ودورها في توفير‬
‫الرعاية الصحية للطفل‪ ،‬كما تطرقت إلى التفاوتات االجتماعية واالقتصادية والثقافية ومدى تأثير هذه‬
‫التفاوتات على الخدمات الصحية المقدمة للطفل‪ ،‬وهذا ما تطرقنا له في دراستنا الحالة‪ ،‬فساعدتنا هذه‬

‫‪35‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫الد ارسة في تحديد هذه االختالفات من خالل النتائج التي توصلت لها الباحثة‪ ،‬وقد استفدنا من هذه‬
‫الدراسة في عدة نقاط أخرى كالجانب المفاهيمي وكيفية اختيار موضوع البحث‪ ،‬وعلى بعض النظريات‬
‫التي تضمنتها الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة محمداتني شهرزاد‪:1‬‬
‫هدفت هذه الدراسة إلى محاولة معرفة أنواع وأساليب الرعاية الصحية المقدمة لألمومة والطفولة‬
‫في الجزائر‪.‬‬
‫ومن خالل هذا البحث تمت صياغة الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الفرضية األولى‪ :‬الثقافة الصحية أداة حضارية لترقية الفرد والمجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الثانية‪ :‬الرعاية الصحية جيدة كماً وكيفاً وفي متناول صحة األم والطفل‪ ،‬كلما كان البناء‬
‫االجتماعي لألسرة ومن خالل البناء االجتماعي للمجتمع في وضع جيد‪.‬‬
‫كما اعتمدت الباحثة في دراستها على المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على الرصد والمتابعة‬
‫الدقيقة للظاهرة أو حدث معين‪.‬‬
‫تضمنت هذه الدراسة العينة العشوائية المتكونة من ‪ 400‬مبحوثة على مستوى مراكز الدراسة‪.‬‬
‫أما فيما يخص نتائج الدراسة هناك نوعان من النتائج المرتبطة بالفرضيات‪:‬‬
‫فيما يخص الفرضية األولى‪ :‬فلقد تم التوصل من خالل البيانات المتحصل عليها والمتجلية في‬
‫مجال االستشارة األسرية التي نجدها ضعيفة والتي تتم في بعض األحيان بطلب من هيئة معينة أو‬
‫لتكوين ملف‪.‬‬
‫أما الفرضية الثانية والمتمثلة في‪ :‬كلما كانت الرعاية الصحية جيدة كمًا وكفيًا وفي متناول صحة‬
‫االم والطفل‪ ،‬كل ما كان البناء االجتماعي لألسرة ومن خاللها البناء االجتماعي للمجتمع جيد‪ ،‬باعتبار‬
‫الرعاية الصحية لألم تمر بثالث مستويات فقد تحصلت في المرحلة األولى على توجه كبير للقيام‬
‫بالفحوصات أثناء فترة الحمل واتباع بعض اإلجراءات الصحية‪.‬‬
‫أما أثناء فترة الوالدة وجدة توجه كبي ر نحو المؤسسة االستشفائية الحكومية بحكم ظروف المعيشة‬
‫من جهة ولتوفر الرعاية الكافية وليست الكاملة لألم والطفل ولوجود اإلمكانيات االستعجالية من جهة‬
‫ثانية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمداتني شهرزاد‪ :‬الرعاية االجتماعية في مجال الصحة‪ :‬دراسة ميدانية مقارنة لدور رعاية األمومة والطفل بوالية‬
‫قالمة ‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع والديموغرافيا‪ ،‬جامعة باتنة‪.3003 ،‬‬

‫‪36‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫وبما أن الرعاية الصحية عملية مستمرة على مسيرة مراحل متعددة فضرورة استمرار الكشف‬
‫الصحي عملية أساسية تساعد األم على االطمئنان على حالتها الصحية‪.‬‬
‫كما اعتمدت الباحثة في دراستها على عدد من التقنيات المنهجية لجمع المعلومات والبيانات منها‬
‫المالحظة الشخصية‪ ،‬االستمارة والمقابلة‪ ،‬وذلك لطبيعة التعامل مع الفئة المدروسة‪.1‬‬
‫‪ ‬التعقيب‪:‬‬
‫تناولت هذه الدراسة موضوع الرعاية االجتماعية في مجال الصحة لألمومة والطفولة‪ ،‬وهو‬
‫موضوع قريب من موضوع بحثنا‪ ،‬لكن هذه الدراسة اهتمت بالبعد االجتماعي في الخدمات الصحية‪ ،‬في‬
‫حين تناولت دراستنا باإلضافة إلى خدمات الرعاية الصحية تفاوتات الرعاية الصحية المقدمة لألطفال‪.‬‬
‫كما اختلفت هذه الدراسة عن دراستنا الحالية في أن الباحثة تطرقت إلى الرعاية الصحية المقدمة‬
‫لألسرة ككل على عكس دراستنا اختصت بدراسة الرعاية الصحية المقدمة للطفل‪.‬‬
‫‪ -6‬الدراسات العربية‪:‬‬
‫‪ ‬دراسة نورهان حسن محمد‪:2‬‬
‫تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسة الوصفية‪ ،‬واعتمدت على طريقة المسح اإلجمالي للعينة‪ ،‬كما‬
‫استخدمت الدراسة دليل المقابلة مع المستفيدين من الخدمة الصحية المقدمة من أسر األطفال متلقي‬
‫الخدمات الصحية‪.‬‬
‫كما اعتمدت الباحثة أيضا على المالحظة المباشرة أثناء الدراسة الميدانية‪.‬‬
‫تتحدد أهمية الدراسة في دور الصحة في تحقيق التنمية البشرية واألمن اإلنساني والتقدم بصفة‬
‫عامة‪ ،‬إلى جانب أنه من اهم مرامي السياسة الصحية تكافؤ الفرص في الحصول على الرعاية الصحية‪.‬‬
‫وتقوم هذه الدراسة على افتراض أساسي مؤداه‪:‬‬
‫إن هناك ثمة عالقة تفاعلية بين توفير الخدمات الصحية وتوزيعها وبين صحة األطفال بالريف‬
‫والحضر في مصر‪.‬‬
‫كما تمثلت تساؤالت هذه الدراسة في‪:‬‬
‫‪ -‬ما العالقة بين توزيع وانتشار الخدمات الصحية وبين صحة األطفال؟‪.‬‬

‫‪ -1‬محمداتني شهرزاد‪ :‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ -2‬نورهان حسن محمد‪ :‬توزيع الخدمات الصحية وعالقتها بصحة األطفال في المجتمع األسري‪ :‬دراسة مقارنة على‬
‫عينة من مراكز الرعاية الصحية األولية ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في اآلداب‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة‬
‫اإلسكندرية‪.3048 ،‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلطــــــــــار المنهجي والنظــــــــري للبحث‬ ‫الفصـــــــــــــــــل األول‪:‬‬

‫‪ -‬ماهو واقع صحة األطفال في المجتمع المصري؟‪.‬‬


‫‪ -‬ماهي نوعية الخدمات الصحية المقدمة للطفل؟‪.‬‬
‫‪ -‬ماهو دور مراكز الرعاية الصحية األولية في الخدمات الصحية الوقائية والعالجية المقدمة للطفل؟‪.‬‬
‫‪ -‬كيف تتطبق سياسات اإلصالح الصحي الخاصة بعدالة توزيع الخدمات الصحية؟‪.‬‬
‫كان نوع العينة عمدية وجاءت العينة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬المراكز الحضرية (مركز طب أسرة سموحة – مركز طب أسرة العامرية)‪.‬‬
‫‪ -‬المراكز الريفية (مركز طب أسرة أبيس ‪ – 3‬مركز طب أسرة الوقاد)‪.‬‬
‫وتم اختيار عدد من العاملين بالمراكز الصحية وبلغ عددهم ‪ 30‬مبحوث بين المراكز الحضرية‬
‫والمراكز الريفية‪ ،‬وتم اختيار عينة عشوائية من المترددين إلجراء المسح االجتماعي بلغ عددهم ‪10‬‬
‫مبحوث‪.‬‬
‫‪ ‬التعقيب‪:‬‬
‫هذه الدراسة قريبة جداً من دراستنا ألنها تناولت كيفية توزيع الخدمات الصحية في المجتمع‬
‫المصري‪ ،‬لكنها اختلفت عن دراستنا في تناولها لتوزيع الخدمات الصحية بين الريف والحضر في حين‬
‫دراستنا تناولت توزيع الرعاية الصحية بين األطفال‪.‬‬
‫كما أن هذه الدراسة لم تعطي اهتمام بتأثير التفاوتات االجتماعية واالقتصادية والثقافية على‬
‫الرعاية الصحية لألطفال‪ ،‬في حين أن دراستنا كان جل اهتمامها في مدى تأثير هذه التفاوتات على‬
‫الرعاية الصحية المقدمة لألطفال وكيف تؤثر على صحته‪.‬‬
‫ركز هذا الفصل على تحديد أبعاد الدراسة من إشكالية وتحديد للمفاهيم وصوال إلى المنهجية‬
‫المستعملة‪ ،‬حيث اعتمدنا على المنهج الوصفي لدراسة الموضوع‪ ،‬االستمارة بالمقابلة كأدوات لجمع‬
‫البيانات‪ ،‬تحديد مجاالت الدراسة من مجال مكاني‪ ،‬بشرى وزمني‪ ،‬مع تحديد العينة وكيفية اختيارها‬
‫وتوضيح أهم الخصائص التي تميز هذه العينة‪.‬‬
‫وهنا يتضح لنا أن محتويات هذا الفصل تتمثل في دراسة المشكلة من حيث ابعادها ومستوياتها‬
‫المفهمية والمنهجية‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تمهيد نظري للرعاية الصحية‬
‫والرعاية الصحية لألطفال‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أساسيات عن الرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪ -1‬الرعاية الصحية نشأتها وتطورها‬
‫الصحية‬
‫‪ -2‬عناصر الرعاية ّ‬
‫الصحية‬
‫‪ -3‬مستويات الرعاية ّ‬
‫الصحية‪.‬‬
‫‪ -4‬األبحاث والدراسات حول مسيرة الرعاية ّ‬
‫‪ -5‬أهمية الرعاية الصحية‬
‫‪ -6‬أساليب وأسس الرعاية الصحية‬
‫‪ -7‬مظاهر الرعاية الصحية‬
‫ثانيا‪ :‬الرعاية الصحية لألطفال‬
‫‪ -1‬التطور التاريخي لحركة الرعاية الصحية لألطفال‬
‫‪ -2‬رعاية األمومة والطفولة‬
‫‪ -3‬خصائص برامج رعاية األطفال‬
‫‪ -4‬العوامل المؤثرة في برامج األطفال‬
‫‪ -5‬أهداف برامج رعاية األطفال‬
‫‪ -6‬عوائق برامج الرعاية الصحية‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫تعد الرعاية الصحية مجموعة من الخدمات واإلجراءات التي تقدمها الدولة للفرد والمجتمع‪ ،‬وهي‬
‫تختلف من بلد آلخر كل حسب إمكانياته‪ ،‬وتعد مرحلة الطفولة هي المرحلة التي تبدأ فيها الرعاية الصحية‬
‫حيث أن العديد من األمراض التي تصيب اإلنسان البالغ تبدأ في سن الطفولة مثل أمراض القلب والكلى‬
‫والشرايين وغيرها من األمراض‪.‬‬
‫وسوف نتطرق في هذا الفصل للرعاية الصحية بصفة عامة والرعاية الصحية للطفل على وجه‬
‫خاص وهذا من خالل ت عريف الرعاية الصحية‪ ،‬باإلضافة إلى التطور التاريخي لحركة رعاية الطفولة وأهم‬
‫برامج الرعاية الصيحة لألطفال وخصائصها والعوامل المؤثرة فيها وأهدافها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أساسيات عن الرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪ -1‬الرعاية الصحية نشأتها وتطورها‪:‬‬
‫تعتبر الرعاية الصحية مسؤولية مباشرة تقع على عاتق المجتمع وللعوامل االقتصادية واالجتماعية‬
‫آثار على الصحة والمرض وعلى اإلجراءات التي يقوم بها األفراد لالرتفاع بالمستوى الصحي‪ ،‬وعليه فالرعاية‬
‫الصحية تشير إلى جانب الرعاية االجتماعية‪ ،‬ومنه تمثل الصحة مظهر نشاط ورفاهية للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫تطور مفهوم الصحة تطو ار ملحوظا مع تقدم المجتمعات البشرية‪ ،‬فقد اتجه مفهومها عند اإلغريق‬
‫إلى الصحة الشخصية بمعنى اهتمام الفرد بنظافته وتغذيته ومع مرور الزمن تطور المفهوم‪.‬‬
‫وللصحة مفهوم اجتماعي ويتمثل في أخذ جميع المؤشرات بما في ذلك المؤشر االجتماعي‪ ،‬حيث‬
‫عرفت الصحة العالمية الصحة بأنها الحالة اإليجابية من السالمة والكفاية البدنية والعقلية واالجتماعية وليس‬
‫مجرد الخو من العجز والمرض‪.1‬‬
‫إن ارتباط الصحة بالجانب االجتماعي يتمظهر بكون االنسان يعيش في مجتمعات يؤثر فيها وتؤثر‬
‫فيه ببعض األمراض أو اكتساب بعض العادات الصحية‪.‬‬
‫وتباينت مظاهر الرعاية الصحية عبر العصور‪ ،‬ففي عهد اليونان القدامى تمظهر االهتمام بالصحة‪،‬‬
‫وذلك عن طريق التخلص من كل من هم بنقص جسمي‪ ،‬في حين اتجهت روما إلى تقرير مصير األطفال‬
‫غير مكتملي النمو إلى الموت المحتم‪.‬‬
‫وفي ظل تلك الظروف القاسية لتلك الفئات الحساسة في المجتمع ظهر وبرز اتجاه حاول الربط‬
‫بين الخير وحسن معاملة المرضى والمعوقين‪ ،‬حيث أثرت فلسفة ذلك االتجاه إلى التفكير الروماني من‬
‫خالل نظرية "أبو قراط" ‪ 044‬ق‪ .‬م‪ ،‬حيث تظمنت تلك النظرية الحديث عن األمراض األربعة عند اإلنسان‪.2‬‬

‫‪ -1‬محمداتني شهرزاد‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.04-63‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.04‬‬

‫‪40‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫إضافة إلى ما سبق نجد التفكير اليوناني ساهم في توضيح صور الرعاية الصحية من خالل‬
‫إسهامات "أفالطون" التي تمظهرت من خالل كتاباته والتي تضمنت أحد أفكاره وآرائه المتعلقة بعدم ظهور‬
‫أي مريض له مرض عقلي في الطريق وعلى األسرة مسؤولية رعايته‪ ،‬وتقديم له احتياجاته الضرورية‪ ،‬وفي‬
‫عدم توفير الرعاية للمريض األسرة تتعرض إلى دفع غرامة مالية‪.1‬‬
‫ومن خالل السيرورة التاريخية تظهر لنا سبل الرعاية الصحية الفعالة الخاصة لما أقره "أرسطو"‬
‫بمنع زواج المرضى والضعفاء خوفا من إنجاب نسل ضعيف ومشوه‪ ،‬مع ضرورة عناية األم بحالتها وصحتها‬
‫أثناء فترة الحمل باعتبارها حالة حساسة تمر بها مع ضرورة اإلجهاض في الحاالت االستثنائية‪.‬‬
‫ومن خالل السرد التاريخي لطبيعة الرعاية الصحية في المجتمعات القديمة نجد عدم االهتمام من‬
‫طرف الجانب الحكومي في رعاية الفئات الخاصة في المجتمع التي من الممكن أن تسبب االختالل في‬
‫توازن المجتمع نتيجة لعدم قيامه في إشباع الحاجات الضرورية ألعضائه‪.‬‬
‫في حين يبرز لنا دور إيجابي للرعاية الصحية خاصة في إقرار عدم زواج المرضى والضعفاء‪،‬‬
‫ذلك ما يعكس في الوقت الحاضر دور االستشارات األسرية التي تؤثر إيجابيا على األسرة والمجتمع‪.‬‬
‫أما في المجتمعات الحديثة‪ ،‬فإن سيرورة الرعاية الصحية على مسيرة مراحل التاريخ اختلفت في‬
‫مظاهرها وصورها عن الرعاية الصحية في المجتمع الحديث‪ ،‬حيث تظهر الرعاية الصحية من خالل‬
‫اتجاهات البحث في مجال الصحة والطب ومحاولة إيجاد الحلول لمختلف األمراض التي تهدد حياة الفرد‪،‬‬
‫حيث تجلى ذلك في اهتمام جماعة من األطباء بالبحث والتنقيب عن مختلف الميكروبات التي تصيب الفرد‬
‫ومحاولة الكشف عن سب الوقاية عن طريق التحصينات ضد مختلف األمراض‪.2‬‬
‫‪ -2‬عناصر الرعاية الصحية‪:‬‬
‫حددت منظمة الصحة العالمية ثمانية عناصر تمثل هدف يسعى إليه‪ ،‬وهذه العناصر هي‪:‬‬
‫‪ ‬التربية الصحية والتثقيف الصحي‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الغذاء والتغذية الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬توفير الماء الصحي النقي والتصريف الصحي للفضالت‪.‬‬
‫‪ ‬مكافحة األمراض المستوطنة‪.‬‬
‫‪ ‬التحصين ضد األمراض المعدية‪.‬‬
‫‪ ‬عالج األمراض الشائعة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمداتني شهرزاد‪ :‬مرجع سابق‪.04،‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪.04 ،‬‬

‫‪41‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫‪ ‬رعاية األم والطفل وتنظيم األسرة‪.‬‬


‫‪ ‬توفير العقاقير واألدوية األساسية‪.‬‬
‫‪ -3‬مستويات الرعاية الصحية‪:‬‬
‫تنقسم الخدمات التي تقدمها و ازرة الصحة للمواطنين إلى ‪ 6‬مستويات هي‪:‬‬
‫‪ -‬المستوى األول‪ :‬الرعاية الصحية األولية‪:‬‬
‫وهي الرعاية التي تقوم في المراكز الصحية األولية أو الفرعية‪ ،‬وتضم الكادر الطبي األساسي من‬
‫طبيب وممرضة وكاتب وصيدالني ومراقب صحي وقابلة قانونية‪ ،‬وطبيعة الرعاية المقدمة في هذا المستوى‬
‫تهدف إلى منع حدوث المرض أو الوقاية منه ورفع مستوى الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬المستوى الثاني‪ :‬الرعاية الصحية الثانوية‪:‬‬
‫وهي الخدمات التي تقدم للكشف عن الحاالت المرضية في أطوارها المبكرة‪ ،‬ولمنع حدوث المرض‬
‫السريري وتطورت وللوقاية من المضاعفات ومنع انتشارها إذا كان معديا‪ ،‬لذلك فهذه الخدمات العالجية التي‬
‫تقدم بعد حدوث المرض‪ ،‬تقدم في المراكز الصحية الشاملة أو المستشفيات الحكومية وعيادات االختصاص‪،‬‬
‫وهذه المؤسسات تشمل كادر طبي أكبر من أطباء وممرضين قانونيين ومساعدي تمريض والقابالت‬
‫القانونيات وطبيبي األسنان وفني األشعة والمختبر وغيرهم‪.‬‬
‫‪ -‬المستوى الثالث‪ :‬الرعاية الصحية الثالثة‪:‬‬
‫في حالة تطور المرض إلى مراحل متقدمة وظهور مضاعفات له تتخذ اإلجراءات الوقائية والخدمات‬
‫العالجية من الدرجة الثالثة‪ ،‬وهي خدمات تأهيلية متخصصة في مجال الطب والجراحة‪ ،‬ليس في اإلمكان‬
‫تقديمها في المراكز الصحية األولية أو الشاملة إنما تقدم في مؤسسات طبية مختصة كالمستشفيات وتضم‬
‫كوادر طبية وفنية من ذوي االختصاصات والخبرة النادرة والمدربة‪ ،‬باإلضافة إلى العاملين في المستوى‬
‫الثاني‪ ،‬وتركز الرعاية في المستوى الثالث على تقديم الرعاية التأهيلية‪ ،‬وهي عملية يقصد منها مساعدة‬
‫األفراد المصابين بإعاقة ما فيزيائيا وعقليا واجتماعيا واقتصاديا كي يدركوا طاقاتهم ويحفظوا أهدافهم‬
‫المشروعة في الحياة‪ ،‬وذلك من خالل توفير الكوادر الطبية المختصة واألجهزة الضرورية والجهد النفسي‬
‫واالجتماعي المالئم‪.1‬‬

‫‪ -1‬تاالقطيشات إبراهيم أباظة وآخرون‪ :‬مبادئ الصحة والسالمة العامة‪( ،‬د‪ .‬ط)‪( ،‬د‪ .‬م)‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‬
‫والطباعة‪( ،‬د‪.‬س)‪ ،‬ص ص ‪.40 -46‬‬

‫‪42‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫‪ -4‬األبحاث والدراسات حول مسيرة الرعاية الصحية‪:‬‬


‫عبر مسيرة زمنية طويلة‪ ،‬وجدنا العديد من األبحاث التي وضحت االهتمام بنظام الرعاية الصحية‪،‬‬
‫حيث تجسد ذلك من خالل اهتمام مسيري األنظمة االجتماعية للطب بتحديد المصاريف الناجمة عن الرعاية‪،‬‬
‫حيث تم التطرق للحديث عنها في الفترة الممتدة بين ‪ 4404-4584‬في كتاب المرض بين الليبيرالية‬
‫والتضامن‪ ،‬تلك الدراسة مهدت فيما بعد لدراسات مركزة في الفترة الحديثة ‪ 4454-4408‬تمثل التكفل‬
‫المتمثلة في التأمين االجتماعي‪ ،‬االمن االجتماعي‪ ،‬تطور في مجتمع ليبيرالي قائم على المنافسة‪.‬‬
‫من جهة ثانية نجد العديد من األبحاث التي درست تأثير نظام الدفع على طبيعة العناية الصحية‬
‫والطبية‪ ،‬أجمعت نتائجها في وجود تباين في نوعية العناية الطبية التي يستقبلونها في األطباء‪ ،‬حيث تجسد‬
‫التأثير في سرعة الحصول على العناية‪ ،‬وفي هذا المجال طرحت إشكالية مجانية العالج مظاهر عديدة‬
‫تمثلت على وجه الخصوص بإقبال األفراد على العالج دون الحاجة إلى عالج طبي‪.‬‬
‫أما في البحث عن تاريخ التنظيم لألنظمة الصحية نجد عدة محاوالت هادفة وناجحة تهدف إلى‬
‫محاولة تطوير أساليب وصور الرعاية الصحية متمظهر في اتجاهات من بينها اتجاه وضع بعالقة مع‬
‫‪ ،FERME‬تضمنت عرض مشروع لتأريخ وتأسيس علم اجتماع المستشفى الذي قرر في ‪ ،4444‬وفي‬
‫مجال ترقية الصحة وخاصة التربية الصحية ظهر اتجاه عالج تلك القضية تزعمه ‪Didier Nourrisson‬‬
‫وكون فوج جديد في التربية الصحية مع مشاركة أساتذة وباحثين من بينهم ‪ Olivier Faure‬أستاذ التاريخ‬
‫المعاصر الذي اعتبر رئيس الفوج إضافة إلى جماعة أخرى من ذوي االختصاص‪.‬‬
‫وفي مجال االرتقاء بمستوى المجال الصحي خاصة صحة األم والطفل‪ ،‬فقد تم إنشاء مركز لالمتياز‬
‫لصحة األمهات واألطفال ظهر في ‪ 4443‬عن طريق معالجته لمجموعة من المواضيع التي تهتم بصحتهم‬
‫بالدرجة األولى عن طريق الفحوصات العامة‪.‬‬
‫أما في سنة ‪ 4445‬قرر على مستوى شؤون الصحة ضرورة التحسين من القطاعات الصحية‪ ،‬إذ‬
‫كان الطب من طرف مركز االمتياز لصحة األمهات واألطفال إلى االلتقاء بالهيئة المكلفة بالمتابعة في‬
‫مجال الرعاية والعناية‪ ،‬وبعد المناقشة مع مشرفي القطاع الصحي تم اقتراح تكوين لألشخاص في قطاعات‬
‫الحماية في المنزل سنة ‪.44441‬‬
‫هذه الصور تساهم في ضمان وصول كل أساليب الرعاية الصحية لمستحقيها‪.‬‬
‫وفي دراسة أخرى بحثت في تأثير العوامل االجتماعية على الصحة ومن بين نتائج تلك الدراسة‬
‫نجد ‪ 484‬امرأة أكدت على التأثير الكبير للعوامل االجتماعية على الصحة خاصة صحة األمهات‪ ،‬ذلك ما‬

‫‪ -1‬محمداتني شهرزاد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.00-04‬‬

‫‪43‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫دفع بالمشرفين على مرز االمتياز لصحة األمهات واألطفال بوضع خطة عمل تهدف إلى تحسين ورفع‬
‫مستوى صحة األمهات وتم وضع خطة في جانفي ‪ 4444‬تضمنت نصائح استراتيجية هامة وهي‪:‬‬
‫‪ ‬تخفيض نسبة انتشار الفقر والبدء بمعالجة الفقر لتأثيره على الصحة وخاصة صحة األمهات‪.‬‬
‫‪ ‬تحسين شروط تزويد العالج المأجور والعالج غير المأجور‪.‬‬
‫‪ ‬الرد على احتياجات الصحة الخاصة بالنساء‪.‬‬
‫‪ ‬معالجة العنف الممارس على النساء‪.‬‬
‫واعتبرت تلك النقاط المحاور الرئيسية التي تتضمنها االستراتيجية الخاصة بصحة األمهات‪.‬‬
‫من خالل الدراسات السابقة حول الصور وأساليب الدراسات والبحوث التي قام بها فريق من الباحثين‬
‫لمحاولة التطلع على مسيرة العمل االجتماعي في المجال الصحي‪ ،‬حيث وجد اعتراف قديم بحقوق االنسان‬
‫والذي تجسد من خالل دالالت استهدفت حرية الفرد وحمايته ورفع مستواه المادي والمعنوي والصحي‬
‫واالجتماعي‪.1‬‬
‫‪ -5‬أهمية الرعاية الصحية‪:‬‬
‫على الرغم من التحسن الملحوظ في الخصائص الصحية لسكان العالم الذي تحقق في عهد األهداف‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مازالت هناك ثغرات مهمة تعترض عورة الناس على بلوغ أعلى مستوى ممكن من الصحة‪ ،‬غذ‬
‫يفتقر نصف سكان العالم تقريبا إلى إمكانية الحصول على الخدمات االجتماعية التي يحتاجونها‪ ،‬ويؤثر‬
‫احتالل الصحة بشكل بالغ على من يخضعون لمحددات ضائرة للصحة‪ ،‬اجتماعية وغير اجتماعية مما‬
‫يخلق عيباً صحيا داخل والبلدان وفيما بينها‪.‬‬
‫وتتبوأ الصحة مكان عالية ومحورية في خطة التنمية المستدامة لعام ‪ ،4464‬حيث أنها ترتبك‬
‫بالعديد من أهداف التنمية المستدامة كضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية والرفاهية في جميع االعمار‪.‬‬
‫وبشأن تحقيق التغطية الصحية الشاملة‪ ،‬االلتزام باإلنصاف وتعني التغطية الصحية الشاملة أن يتلقى جميع‬
‫األفراد والمجتمعات المحلية ما يحتاجون إليه من خدمات صحية بما في ذلك خدمات تعزيز الصحة‬
‫وحمايتها‪ ،‬والخدمات الوقائية والعالجية والتأهيلية ذات الجودة الكافية دون التعرض لذائقة مالية‪.‬‬
‫وفي ضوء الصلة المنبثقة بين الرعاية الصحية األولية من جهة والنهوض بالحصائل الصحية‬
‫واالنصاف واألمن الصحي والمردودية من جهة أخرى فإن هذه الرعاية تشكل حجر الزاوية في تعزيز النظم‬
‫الصحية‪ ،‬وتعد النظم الصحية المرتكزة على الرعاية الصحية أساسية لتحقيق التغطية الصحية الشاملة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمداتني شهرزاد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.08‬‬

‫‪44‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫كما أن النظم الصحية الموجهة إلى الرعاية الصحية ضرورية لتناول أولويات المنظمة الصحية‬
‫بصورة فعالة بما يشمل برنامج العالم الثالث عشر للمنظمة ‪ 4446-4444‬بتركيزه الثالثي على تعزيز‬
‫الصحة والحفاظ على سالمة العالم الضعفاء‪.‬‬
‫كما تعد الرعاية الصحية هي مجموعة الخدمات واإلجراءات الوقائية التي تقدمها مديرية الرعاية‬
‫الصحية والمؤسسات التابعة لها لجميع أفراد المجتمع عامة بهدف رفع المستوى الصحي للمجتمع والحيلولة‬
‫دون حدوث االمراض وانتشارها كاالهتمام بالصحة البيئية وسالمة المياه والغذاء‪ ...‬وتقديم اللقاحات‬
‫والمطاعيم ضد األمراض المعدية الخطيرة والعناية باألم والطفل والكشف المبكر عن المرض لتقديم العالج‬
‫ومنع حدوث المضاعفات‪ ،‬وهذه الخدمات ال يستطيع شخص بمفرده مهما كان لديه من مهارات او كفاءات‬
‫لذا فإنه من الضروري وجود فريق صحي يعمل بالتنسيق والتعاون من أجل حفظ صحة الفرد والمجتمع‬
‫وتحسينها وجعل الفرد قاد ار على التمتع بقدرات جسدية وعقلية واجتماعية‪ ،‬وهذا الفريق يضم الطبيب العام‬
‫والخاص وطبيب األسنان والقابلة والممرضة القانونية ومساعدي التمريض ومراقب الصحة والمرشد‬
‫االجتماعي وأخصائي التغذية وغيرهم‪ ،‬وتتمثل مهمة هذا الفريق معالجة المشاكل الصحية البسيطة واحالة‬
‫الحاالت المرضية الخطيرة إلى المؤسسات الطبية المختصة‪.1‬‬
‫‪ -6‬أساليب وأسس الرعاية الصحية‪:‬‬
‫لكي تحقق الرعاية الصحية أهدافها تستعين بوسائل وأساليب متنوعة وتوزع جهودها في نواحي‬
‫متعددة من نواحي الحياة‪.‬‬
‫ومن هذه الوسائل إثارة المواطنين وتعريفهم باألمراض وأعراضها وخصوصا الطرق لعالجها‪ ،‬كما‬
‫ينبغي تعريف المواطنين بالمستشفيات والعيادات التي تقدم لهم الفرص العالجية‪ ،‬ووسائل المسؤولين في هذا‬
‫السبيل‪:‬‬
‫‪ ‬الدعاية بكافة أنواعها‪ ،‬باإلضافة إلى المنشورات والمحاضرات ويقوم بهذه المهمة قسم الصحة االجتماعية‬
‫والتثقيف الصحي‪.‬‬
‫‪ ‬توفير المؤسسات الطبية المختلفة‪ ،‬والعدد الكافي من المسؤولين عن الرعاية الصحية‪ ،‬وتدريب الموظفين‪،‬‬
‫والعمل على رفع المهن التمريضية‪.‬‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬اإلطار التشغيلي للرعاية الصحية األولية‪ ،‬مسودة لتنظر فيها الدول األعضاء في الدورة‬
‫الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية‪ ،‬متاح على الخط‪ :‬على العنوان‪ ,http://.www.who.int. :‬ص ص ‪-44‬‬
‫‪.44‬‬

‫‪45‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫‪ ‬رفع مستوى الطبقات الفقيرة وارشادها إلى الطرق الصحية للتغذية والعمل على توفير المواد الالزمة‬
‫للوقاية والنمو‪.‬‬
‫‪ ‬تدعيم النظم الصحية الجديدة كفحص الراغبين في الزواج ومؤسسات رعاية الناقلين وتدعيم نظام الزيارات‬
‫الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬ربط العمل الصحي بالنواحي الدينية‪ ،‬حيث تعتبر من الدوافع القوية عند اإلنسان‪.‬‬
‫‪ ‬محاوالت للتجاوب مع الحاجات والرغبات النفسية‪ ،‬كأن يكون االستفادة من البرنامج الصحي دافعاً‬
‫للحصول على مركز اجتماعي‪.1‬‬
‫‪ -7‬مظاهر الرعاية الصحية‪:‬‬
‫حددت منظمة الصحة العالمية عدة متطلبات للصحة كالتالي‪:‬‬
‫‪ -‬األمن والسلم‪ :‬إن شعور الفرد باألمان من األساليب التي البد من توفرها ليحيا الشخص حياة صحية‬
‫تخلو من الضغوطات النفسية واإلصابات‪.‬‬
‫‪ -‬المسكن‪ :‬يعتبر من ضروريات الحفاظ على صحة أفراد األسرة الواحدة‪.‬‬
‫‪ -‬التعليم‪ :‬يساعد التعليم على زيادة وهي األفراد بالصحة العامة وطرق المحافظة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬الغذاء‪ :‬التغذية السليمة التي تتضمن تناول وجبات غذائية متكاملة ومتوازنة تحتوي على كل العناصر‬
‫الغذائية من أساسيات الحفاظ على الصحة‪ ،‬وتجنب الكثير من األمراض‪.‬‬
‫‪ -‬الدخل‪ :‬حيث ان الفقر من العالم التي تؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية واالجتماعية‪ ،‬كما أن‬
‫توفر الدخل المناسب يساعد على تلبية االحتياجات األساسية لألفراد‪.‬‬
‫‪ -‬استقرار البيئة‪ :‬تتضرر الصحة العامة لألفراد إذا ما حداث أي خلل بيئي مثل‪ :‬تشكل األمطار‬
‫الحمضية‪ ،‬اتساع ثقب األوزون أو الكوارث الطبيعية كالفيضانات‪.‬‬
‫‪ -‬استدامة الموارد‪ :‬حيث إن توافر الموارد بمختلف أنواعها الطبيعية والبشرية والمادية وعدم انقطاعها‬
‫يساعد في المحافظة على الصحة‪.‬‬
‫‪ -‬العدالة االجتماعية والمساواة‪ :‬البد من المساواة بين كل األفراد في كل مجاالت الحياة واعطائهم كافة‬
‫الحقوق‪ ،‬والصحة من الحقوق التي يجب أن يتمتع بها كل شخص‪.‬‬

‫‪ -1‬بونويقة نصيرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬

‫‪46‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫يتضح من متطلبات الصحة التي سبق ذكرها أن مسؤولية توفيرها ال تقع على الطاقم الطبي فقط‪،‬‬
‫بل تحتاج إلى تكاثف كل الجهود للقطاع الصحي والبيئي‪ ،‬والتربوي واالجتماعي وجهود األسرة (األبوين) ‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرعاية الصحية لألطفال‪.‬‬
‫‪ -1‬التطور التاريخي لحركة رعاية األطفال‪:‬‬
‫منذ آالف السنين كان المجتمع دائما يواجه مسؤوليات رعاية أنواع مختلفة من المشكالت الخاصة‬
‫بالطفولة‪ ،‬وفي أغلب هذه الحاالت كان السبب األساسي الذي يدفع المجتمع لتحمل مسؤوليات رعاية األطفال‬
‫هو حالة الشعف أو العجز التي كان عليها األطفال‪ ،‬وكان استجابة المجتمع تتمثل في إنقاذ العجز الذي‬
‫كان عليه األطفال‪ ،‬وكانت استجابة المجتمع تتمثل في إنقاذ الطفل من أشكال الفقر القاسية او االستغالل‬
‫ويمكن كذلك أن نشير إلى هذه المرحلة األولية للمسؤولية االجتماعية بأنها مرحلة إنقاذ الطفل نظ ار لتباين‬
‫المفاهيم الخاصة بالحاجات واختالف االستجابة االجتماعية من وقت آلخر ومن مجتمع آلخر‪.‬‬
‫وقد بدأت هذه الرعاية على أساس مسؤولية المجتمع المحلي عند مساعدة األطفال الذين تركهم‬
‫أباءهم دون مورد او أصابهم اإلهمال‪ ،‬وفي بالدنا كانت المحافظات تقوم برعاية هؤالء األطفال وتدفع‬
‫النفقات عن طريق الضرائب المحلية‪ ،‬وكانت هذه األموال تنفق في إنشاء المالجئ إليداع األطفال‪ ،‬أو‬
‫لمساعدة األشخاص الذين يقومون برعاية هؤالء األطفال في بيوتهم‪.‬‬
‫ويبدو بوضوح أن الرعاية االجتماعية لألطفال خالل القرن التاسع عشر كانت تهتم أساسا بفصل‬
‫األطفال ممن يعانون من العجز أو اإلهمال او التخلف العقلي أو الجناح وانتزاعهم من المجتمع طائفة بعد‬
‫أخرى‪.2‬‬
‫‪ -2‬رعاية األمومة والطفولة‪:‬‬
‫يولد االنسان وهو أكثر عج ًاز من أي مخلوق آخر‪ ،‬وعلى الرغم من أن الوليد ال يستطيع أن يعتني‬
‫بنفسه على نحو جيد ويحتاج إلى الرعاية الصحية من قبل الوالدين فقد منحه اهلل القدرة على أن يتالءم مع‬
‫العالم الذي يوجهه‪.‬‬
‫وتعد رعاية األطفال من قبل الكبار الذين يوثق بهم مطلبا أساسيا ومهما‪ ،‬والى جانب رعاية األبوية‬
‫يجب أن تكون هناك رعاية خاصة بالطفل في مراكز خاصة تقدم له الرعاية الصحية الالزمة عن طريق‬

‫‪ -1‬صفاء شريم‪ :‬مظاهر الرعاية الصحية‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪ ،http://.wwww.mawdoo3.com. :‬تاريخ‬
‫الزيارة‪ ،4444/44/48 :‬على الساعة ‪.44:44‬‬
‫‪ -2‬محمود حسين‪ :‬مقدمة الخدمة االجتماعية‪( ،‬د‪ .‬ط)‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪( ،‬د‪ .‬س)‪ ،‬ص ‪.443‬‬

‫‪47‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫برامج متميزة لرعاية الطفل تقدم بها مجموعة من الخدمات التي تصنف ضمن الرعاية الصحية للطفل‪،‬‬
‫وتشجع على النمو السليم‪ ،‬وتتميز هذه البرامج بتقديمها للخدمات األساسية للرعاية الطبية‪.1‬‬
‫لقد شكلت األمومة والطفولة ثنائية دائمة‪ ،‬حتى كأنهما شيء واحد يصعب تفرد واحد منهما وانعزاله‬
‫على اآلخر‪ ،‬وفي نفس الوقت تبدوا تنمية المجتمع داعية إلى تقديم الرعاية لهما‪ :‬ألن األمومة الكنف التي‬
‫تتخرج منه طالئه المج تمع‪ ،‬والطفولة أصل المجتمع ومستقبله الموعود‪ ،‬لذا وجب على الخدمة االجتماعية‬
‫كمهنة تعمل على مساعدة األفراد والجماعات والمجتمعات على النهوض والتقدم على تولي اهتمامها باألمومة‬
‫والطفولة كمتالزمين‪.‬‬
‫ويفسر الدكتور "أحمد أوزي" هذه العالقة فيقول ألن األم هي التي تتكفل بتزويد الطفل بالحب‬
‫الضروري‪ ،‬كذلك الغذاء العاطفي األساسي الذي ال تقل أهميته عن الطعان‪ ،‬والذي يشكل ركيزة في شعوره‬
‫باألمن الضروري للنمو والنضج السوي‪.‬‬
‫تبدأ عالقات الكفل بأمه في بداية األمر ثم تمتد إلى بقية األطراف في األسرة والحب هو ما يميز‬
‫عالقة الطفل بأمهن ويؤدي الحرمان من األم بسبب من األسباب إلى شل عواطف الطفل واحداث اضطراب‬
‫في سلوكه العاطفي في المستقبل‪.‬‬
‫ويرى "اوير" أن الطفل من الوالدة إلى سن الثالثة يعيش في وسط طبيعي يعتبر امتدادا للوسط الذي‬
‫يعيش فيه خالل المرحلة الجنينية فرغم انقطاع الحبل السري بينه وبين أمه فهو لم ينفصل عنها كليًا وانما‬
‫غير مكانه بكيفية أصبح فيها محط نظرها وعنايتها بشكل مباشر ومركز‪.‬‬
‫إن تاريخ برامج الرعاية الصحية المنظمة تشير إلى أنها ظاهرة حضرية مبدئيا في طبيعتها‪ ،‬وحتى‬
‫اآلن تبذل الجهود لتخفيض نسبة اإلصابة باألمراض ونشر طرق الوقاية من المرض‪.2‬‬
‫وبالنسبة لجميع المستويات المتنوعة الحكومية نجد العديد من البرامج التي توجد اآلن لتوفر خدمات‬
‫الصحة الشخصية للمواطنين‪ ،‬ومن البرامج التي حظيت باهتمام الدولة برامج صحة األم والطفل وهي تهتم‬
‫بالعديد من المشكالت المتنوعة‪ ،‬باإلضافة إلى أنواع الخدمات الصحية التقليدية التي تقدم في مجال رعاية‬
‫األمومة والطفولة‪ ،‬وما تقوم به من تنظيم للمؤتمرات في هذا المجال والتثقيف الصحي والخدمات المتكاملة‬
‫للحوامل‪ ،‬ومحور هذه البرامج كان مرك اًز على تحسين المستويات الصحية وجوانب الوقاية مع التركيز على‬

‫‪ -1‬أميمة عمور‪ ،‬عبد الحكيم الصافي وآخرون‪ :‬الرعاية األسرية المؤسسية لألطفال‪ ،‬ط‪ ،4‬عمان‪ ،‬دار الفكر‪ ،4443 ،‬ص‬
‫ص ‪.41-43‬‬
‫‪ -2‬فيصل محمود غرايبية‪ :‬الخدمة االجتماعية الطبية‪ ،‬ط‪ ،4‬عمان‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزين‪ ،4445 ،‬ص ص ‪-464‬‬
‫‪.404‬‬

‫‪48‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫ما يتعلق بصحة األم والطفل‪-‬رعاية في فترة ما قبل الوالدة‪ -‬وبالنسبة لنمو الطفل وصحة االنسان والوقاية‬
‫من الحوادث والتغذية وخدمات المناعة وخدمات الرعاية الصحية كانت دائما محتويات رئيسية لبرامج صحة‬
‫االم والطفل والهيئات المقدمة لخدمة االمومة واألطفال حديثي الوالدة‪.‬‬
‫إن مشروعات مراكز األمومة تولي اهتمام كببر بتغطية برامج واسعة من التعاون الطبي والخدمات‬
‫االجتماعية الخاصة برعاية األم والطفل‪ ،‬وبعض هذه المراكز تُعد برامجهما من التعاون في المجال الطبي‬
‫وتوفير الخدمات التعليمية والخدمات الصحية من أجل األمهات وأطفالهم‪.‬‬
‫كما يعد البعض اآلخر البرامج التي توفر رعاية صحية فردية وللجماعات من األمهات‪ ،‬وخدمات‬
‫األطفال ورعاية األمومة وتوفير التشريعات والبنود التي تنص على أن كل البرامج الصحية المعدة لألمومة‬
‫والطفولة يعتمد بشدة على الخدمات التي تعتمد في طبيعتها مبدئيا على المشكالت الجزائية الدقيقة وعلى‬
‫االهتمامات الخاصة ب المنتفعين وعلى الموارد المتوفرة في المجتمع المحلي وعلى األقسام الصحية المحلية‪.‬‬
‫ظهرت بوادر االهتمام باألمومة والطفولة من خالل إنشاء العديد من المراكز والجمعيات التي تهتم‬
‫بشؤونها‪ ،‬هذه المراكز والجمعيات تلعب د ًار هاما في حياة األسرة من خالل نشر الوعي التربوي والثقافي‬
‫والمعرفة بالمشكالت النفسية واالجتماعية التي تعاني منها األسرة‪ ،‬وذلك حتى يتم التعامل مع األطفال‬
‫بإحترام كيانهم وقدراتهم مما يساعد على تنمية الطفل‪.‬‬
‫ومن أهداف تلك المراكز ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬إقامة دورات تثقيفية والتوعية في المجاالت النفسية واالجتماعية والصحية وذلك لنشر المعرفة والوعي‬
‫التربوي والنفسي والصحي بين أفراد المجتمع من أجل تحسين نوعية حياة األسرة‪.‬‬
‫‪ ‬وضع مشاريع تهتم بالطفل في مرحلة ما قبل المدرسة وايجاد وسائل تساعد األبوين الستمرار التعلم‬
‫للقيام بدورهما‪.‬‬
‫‪ ‬مواجهة المشاكل التي تواجهها األمهات واألطفال‪.‬‬
‫‪ ‬توفير التسهيالت المناسبة لرعاية األسرة والمشاركة بأنشطة المركز‪.1‬‬
‫هذا وقد انتشر الوعي القومي نحو رعاية شؤون الطفولة واألمومة في البالد العربية بأسرها‪ ،‬واستأثر‬
‫بعناية حلقة الدراسات االجتماعية لجامعة الدول العربية التي عقدت بقصر اليونيسكو بمدينة بيروت عام‬
‫‪ ،4404‬ونظ ار لضرورة رفع مستوى صحة األمومة والطفولة في بلدان الشرق العربي ونظ اًر لزيادة أمراض‬
‫ووفيات األطفال فيها ولقة عدد األخصائيين ولعدم توفر الخدمات الخاصة الصحية الخاصة باألم والطفل‬
‫أو حتى لجنة رعاية الطفولة لحلقة الدراسات االجتماعية ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬فيصل محمود غرايبية‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.404-404‬‬

‫‪49‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫‪ ‬انشاء إدارة خاصة بصح ة األم والطفل كجزء من إدارة الصحة العامة وحبذا لو أنشأت البالد العربية‬
‫وكالة لرعاية الطفولة‪.‬‬
‫‪ ‬إنشاء استشاري اعلى يتألف من خبراء في رعاية الطفولة من النواحي الصحية والتربوية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ ‬منح سكان المدن والريف إشرافا صحيا كافيا يكفل لهم الحد األدنى من الرعاية الصحية أثناء الحمل‬
‫وبعده وفي مختلف مراحل الطفولة‪.‬‬
‫كما توصي اللجنة لسن قوانين لرعاية األم والطفل واتخاذ اإلجراءات الكفيلة بتنفيذها‪ ،‬وتعطي شؤون‬
‫رعاية الطفولة األفضلية عند وضع ميزانية الصحة العامة‪ ،‬والعناية الصحية في المدارس ال ينبغي أن تكون‬
‫مقصورة على الكشف الطبي والعالج بل يجب أن تشمل النواحي النفسية والعقلية‪.‬‬
‫وللوصول إلى مستوى متقدم من الرعاية الصحية المقدمة للطفل فإن نظم الرعاية االجتماعية تضمن‬
‫نوعين من الخدمات المقدمة في هذا المجال ويقدم عن طريق هيئات حكومية ويتضمن جهودًا مبذولة مقدمة‬
‫من عدد من المختصين وعلى رأسهم األخصائي االجتماعي والطبيب‪ ،‬بتوفير موارد وامكانيات اجتماعية‬
‫واقتصادية بحيث تستطيع هذه الخدمات أن تصل إلى الطفل والى األم عن طريق مؤسسات تعرف بمؤسسات‬
‫رعاية األمومة والطفولة‪ ،‬وتقدم هذه المؤسسات خدمات بالمجان لألسر المحتاجة والفقيرة والمحرومة‪ ،‬وتعمل‬
‫هذه المراكز على رعاية األم الحامل طوال وبعد فترة الحمل ومتابعة الحالة الصحية للطفل والمال‪ ،‬وتقديم‬
‫خدمات الرعاية الصحية للطفل أثناء فترة الطفولة قبل الدخول إلى المدرسة‪ ،‬وتعمل هذه المراكز على الوقاية‬
‫من أمراض الطفولة وخفض معدل وفيات الرضع في السنوات األولى من العمر‪.1‬‬
‫‪ -3‬خصائص برامج الرعاية الصحية لألطفال‪:‬‬
‫تبدأ هذه الرعاية بعد والدة الطفل مباشرة ويجب أن تستمر حتى سن الخامسة أو السادسة من عمره‪،‬‬
‫ويخضع بعض الرعاية الصحية خالل السنة األولى والثانية الرتباطه بالتطعيم واألمراض الكثيرة التي يتعرض‬
‫لها حتى الفطام‪ ،‬ثم يحدث تكاسل بعد ذلك يؤثر تأثي ار خطي اًر على الحالة الصحية للطفل من الناحية البدنية‬
‫والعقلية‪ ،‬لذا يجب توجيه جزء خاص من التربية الصيحة نحو أهمية رعاية الطفل بعد الفطام وحتى دخول‬
‫المدرسة‪.‬‬
‫ويمكن تقديم مراكز رعاية الطفل‪ ،‬وتبدأ الرعاية بعد الوالدة مباشرة بشفط اإلف ارزات المتجمعة في‬
‫الجزء العلوي من الجهاز التنفسي حتى يستطيع الطفل التنفس بسهولة‪ ،‬وحتى تمتنع وصول هذه اإلف ارزات‬
‫إلى الرئتين‪ ،‬مما قد يسبب اإلصابة بااللتهابات الرئوية أو النزلة الشعبية في هذه السنة المبكرة (األيام‬
‫األولى) ألن هذا قد يقضي على حياة الطفل‪.‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم بومي مرعي‪ ،‬مالك أحمد الرشيدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.11-13‬‬

‫‪50‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫كذلك يتم قطع الحبل السري وربطه بإحكام تحت ظروف تعقيم مناسبة لمنع التلوث‪ ،‬ثم يتم فحص‬
‫عام للطفل للبحث عن وجود أية إصابات بالجسم حدثت أثناء الوضع‪ ،‬أو للبحث عن وجود تشوهات أو‬
‫وجود نقص في التكوين‪ ،‬ثم يتم وزن الطفل ويتراوح وزن الطفل كامل النمو عند الوالدة ما بين ‪ 6.8-6‬كلغ‪.‬‬
‫بعد ذلك يجرى فحص للطفل يوميا في األسبوع األول‪ ،‬كما يجب التأكد من انفصال الجزء الزائد من الحبل‬
‫السري في موعده المحدد له‪ ،‬بعد ذلك يطلب من األم أن تحضر الطفل للرعاية الطبية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬يتم فحص الطفل بشكل دوري مرة كل أسبوع حتى شهر األول‪ ،‬ثم كل شهرين من خالل السنة الثانية‬
‫من عمره ثم كل ستة أشهر بعد ذلك‪.‬‬
‫وفي أول زيادة يعمل للطفل سجل أو ملف خاص به تدون فيه البيانات األساسية المتعلقة باسم‬
‫الطفل تاريخ ميالده‪ ،‬نوعه‪ ،‬ثم إثبات الحالة الصحية العامة بعد فحصه‪ ،‬ويجب أن يتم وزن الطفل في كل‬
‫زيارة مع قياس درجة ح اررته ألن الوزن هو مقياس درجة النمو الجسماني‪ ،‬على ان يعمل رسم بياني لتقدم‬
‫وزن الطفل ومقارنة ذلك بالوزن المثالي في كل مرة‪ ،‬وألن درجة الح اررة هي العالمة األولى إلصابة الطفل‬
‫بأمراض معدية‪.‬‬
‫‪ ‬تعطى األم اإلرشادات الالزمة بضرورة إحضار الطفل للفحص الطبي وغير مواعيد الفحص الدوري إذا‬
‫أصيب بأي مرض ورأت األم احتياجه للفحص الطبي‪.‬‬
‫‪ ‬تعطي لألم االرشادات الالزمة عن كيفية العناية بغذاء الطفل وامداده بالعناصر الغذائية المناسبة طبقا‬
‫الحتياجات الجسم حسب عمره‪ ،‬مع ضرورة التأكيد على إرضاع الطفل في األسابيع األولى من لبن‬
‫األم حيث يحتوي على كميات كبيرة من المواد البروتينية األساسية للطفل في هذه السن المبكرة‪.‬‬
‫أما بع ذلك فإن لبن األم يختلف في تكوينه فالبد حينئذ من العناية برضاعة الطفل خصوصا إذا‬
‫كانت من لبن خارجي ثم يعطى الطفل شيئا من عصير الفواكه في الشهر الثالث إلمداد بكميات مناسبة‬
‫من الفيتامينات‪ ،‬ثم الخضار ابتداء من الشهر الرابع إلمداده باألمالح المعدنية خصوصا الحديد الناقص‬
‫في تكوين اللبن‪.‬‬
‫وابتداء من الشهر الخامس أو السادس يعطى الطفل بعض األغذية اإلضافية التي تحتوي على‬
‫المواد البروتينية مثل‪ :‬العدس‪ ،‬البيض‪ ،‬شوربة اللحم‪ ،‬وتدريجيا تضاعف اللحوم ابتداء من الشهر السابع‪.‬‬
‫ويقصد من هذا النظام من التغذية هو فطام الطفل تدريجيا‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫وبعد فطام الطفل (سنة أو سنتين) يجب االهتمام بتغذيته واعطائه كميات كبيرة من المواد البروتينية‬
‫خصوصا المستمدة من أصل حيواني ذات القيمة الغذائية المرتفعة‪ ،‬وكذلك إعطائه كميات مناسبة من‬
‫الخض اروات والفواكه إلمداد جسمه باحتياجاته من الفيتامينات واألمالح المعدنية‪.1‬‬
‫‪ ‬تطعيم الطفل ضد األمراض المعدية وأهم اللقاحات المستعملة‪:‬‬
‫‪ -‬اللقاح الثالثي (الدفتيريا‪ ،‬الكزاز‪ ،‬السعال الديكي)‪.‬‬
‫‪ -‬لقاح شلل األطفال‪.‬‬
‫‪ -‬لقاح الحصبة‪.‬‬
‫‪ -‬لقاح الكبد الوبائي‪.‬‬
‫‪ -‬لقاح السحايا‪.‬‬
‫‪ -‬لقاح الدرن (السل)‪.‬‬
‫‪ ‬اإلرشادات الصحية لألم عن كيفية العناية بالصحة الشخصية للطفل من حيث إرضاعه وسالمة طعامه‬
‫من التلوث ونظافة مالبسة ونوعيتها‪.‬‬
‫‪ ‬اإلرشادات الصحية لألم عن كيفية النمو الجسمي والعقلي للطفل لمراقبة موعد ظهور األسنان والجلوس‬
‫والمشي والكالم‪.‬‬
‫‪ ‬إرشادات لألم عن خطر األمراض المعدية التي يتعرض لها الطفل وأعراض هذه األمراض األولى‬
‫وكيفية الوقاية منها‪.‬‬
‫‪ ‬الرعاية بالطفل في سن ‪ 8‬و‪ 3‬سنوات‪.‬‬
‫‪ ‬الرعاية الصحية لألطفال المصابين بأمراض‪.‬‬
‫ال نستطيع التكلم عن التقدم والرفاه االجتماعي في ظل بلدان تعرف فيها الحالة الصحية لألطفال تدهو ًار‬
‫كبي ًار‪ ،‬فالصحة الجيدة لألطفال عالمة من عالمات التنمية لذلك اختارت اليونيسيف معدل وفيات األطفال‬
‫دون سن الخامسة مؤشر رئيسي لقياس التقدم اإلنساني واالقتصادي‪ ،‬فهو حصيلة تشكيلية واسعة من‬
‫المدخالت مثل الصحة الغذائية لألمهات ومدى معرفتهم باألمور الصحية والسالمة العامة لصحة الطفل‪.2‬‬
‫لذلك بات مشغل االهتمام بصحة الطفل من األولويات الرئيسية للدول وهذا من خالل عقد مؤتمرات أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬إبراهيم بومي مرعي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫‪ -2‬منظمة األمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)‪ :‬وضع األطفال في العالم سنة ‪ ،2003‬موجر رسمي‪ ،‬عمان‪ ،‬المكتب اإلقليمي‬
‫للشرق األوسط‪ ،4446 ،‬ص ص ‪.01-08‬‬

‫‪52‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫أ‪ -‬مؤتمر ثمة األحد ‪:1990‬‬


‫هو أول قمة عالمية لألطفال‪ ،‬التقت ‪ 41‬من قادة دول العالم ورؤساء حكومتها‪ ،‬إذ تعهد هؤالء‬
‫بالعمل من أجل وضع حد لوفيات األطفال وانتشاء سوء التغذية بينهم بحلول عام ‪ ،4444‬وتوفير الحماية‬
‫األساسية للتنمية الجسدية والعقلية لجميع األطفال العالم ولقد تمت تجزئة هذا الهدف العام إلى ما يزيد عن‬
‫‪ 44‬هدف وهي‪:‬‬
‫‪ ‬تخفيض معدالت وفيات األطفال دون الخامسة بنسبة الثلث وتخفيضها إلى ما دون ‪ 14‬وفاة لكل ‪4444‬‬
‫والدة حية‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض معدالت وفيات األمهات إلى النصف‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيض معدالت سوء التغذية الحادة أو المعتدلة إلى النصف في العالم لألطفال دون سن الخامسة‪.‬‬
‫‪ ‬تأمين الماء الصالح للشرب والصحة العامة لكل العائالت‪.‬‬
‫‪ ‬حماية ماليين األطفال ممن يعيشون في ظروف بالغة الصعوبة وبذل الجهود لتشجيع الدول والحكومات‬
‫على حماية األطفال من اآلثار المباشرة او غير المباشرة من الحروب‪.‬‬
‫‪ ‬نشر المعرفة الصحيحة بين العائالت عن أهمية تقديم دعم المرأة في عملية إرضاع الطفل وسد حاجات‬
‫الطفل الغذائية الخاصة خالل سنوات ضعفه‪.‬‬
‫‪ ‬الفضاء على شلل األطفال والكزاز للمواليد بحلول عام ‪.4444‬‬
‫‪ ‬تخفيض وفيات األطفال نتيجة اإلسهال وااللتهابات التنفسية الحادة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المؤتمر الدولي للسكان والتنمية القاهرة ‪:1994‬‬
‫تشمل أهدافه تحقيق إمكانية حصول الجميع على التعليم والرعاية الصحية بما في ذلك خدمات‬
‫الصحة اإلنجابية وتنظيم األسرة وخفض معدالت وفيات الرضع واألطفال واألمهات في مرحلة النفاس‪،‬‬
‫وعالج األمراض التي تنتقل جنسيا بما فيها فيروس نقص المناعة المكتسب والوقاية منه والحماية من العنف‬
‫وتمكين المرأة وضمان إمكانية حصولها على التعليم والرعاية الصحية‪.1‬‬
‫ج‪-‬المؤتمر العربي حول صحة االم والطفل ‪:1999‬‬
‫قامت جامعة الدول العربية بتنفيذ هذا المشروع (‪ )PARCHILD‬في ‪ 44‬دول عربية وهي الجزائر‪،‬‬
‫مصر‪ ،‬لبنان‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬المغرب‪ ،‬السودان‪ ،‬سوريا‪ ،‬تونس‪ ،‬اليمن‪ ،‬وذلك بالتعاون مع برنامج الخليج العربي‬

‫‪ -1‬صندوق األمم المتحدة للسكان (‪ :)UNFPA‬أهداف المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في السكان والصحة االنتخابية‬
‫واألهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬بيويورك‪ ،‬ص ص ‪44-4‬‬

‫‪53‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫لدعم منظمات األمم المتحدة اإلنمائية (‪ )AGFUND‬وصندوق األمم المتحدة للسكان ومنظمة األمم المتحدة‬
‫للطفولة (‪ )UNICEF‬ومكتسب إحصاء األمم المتحدة واالتحاد الدولي لتنظيم األسرة‪.‬‬
‫ويهدف المؤتمر إلى عرض نتائج الدراسات المعمقة والمقارنة التي أجريت في ضوء بيانات‬
‫الممسوحات التي نفذت في إطار المشروع العربي للنهوض بالطفولة ومناقشة استخدام البيانات في مجال‬
‫إعداد ومراجعة البيانات ذات العالقة في الدول العربية‪.‬‬
‫د‪-‬التقرير السنوي ‪:2012‬‬
‫في عام ‪ 4445‬بدأت اليونيسف فصال جديدا بخطة جديدة‪ ،‬وتحدد خطة اليونيسف االستراتيجية‬
‫‪ ،4444-4445‬التي ترتكز على اتفاقية حقوق الطفل أهداف طموحة تهدف إلى اإلسهام في تحقيق جدول‬
‫أعمال التنمية المستدامة لعام ‪ ،4464‬وتهدف إلى نجاة كل طفل وازدهاره وتحقيق إلمكانياته‪.‬‬
‫النزهة‬
‫كما تتبع جذور الخطة االستراتيجية من القيم األساسية لليونيسف الرعاية الصحية واالحترام و ا‬
‫والثقة‪ ،‬لكي يحافظ اليونيسف على دوره كمنظمة رحيمة وفعالة لرعاية األطفال‪.‬‬
‫وتلعب اليونيسيف دو اًر حيوياً في تحقيق هذا التقدم‪ ،‬في عام ‪ 4445‬قدمت المنظمة الدعم من أجل‪:‬‬
‫‪ -‬الوالدة في مرافق الرعاية الصحية (‪ 41‬مليون طفل رضيع)‪.‬‬
‫‪ -‬إتاحة مياه الشرب اآلمنة (‪ 06‬مليون طفل في حاالت الطوارئ)‪.‬‬
‫‪ -‬العالج المنقذ لألرواح (‪ 0‬مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد وتزداد أعداد األطفال الذين ينجون‬
‫من الموت اآلن عن أي وقت مضى‪ ،‬فبين عامي ‪ 4441-4444‬انخفض معدل وفيات األطفال حديثي‬
‫الوالدة بنسبة ‪ %04‬وانخفض معدل الوفيات بعد الوالدة بـ ـ ـ ‪ %84‬وانخفضت معدالت وفيات األطفال‬
‫البالغين من العمر ‪ 4‬إلى ‪ 0‬سنوات بنسبة ‪ ،%34‬واألطفال البالغين من العمر ‪ 8‬إلى ‪ 40‬سنة بنسبة‬
‫‪.%61‬‬
‫على الرغم من هذا التقدم الملحوظ هناك أعداد كبيرة للغاية من األطفال ال تحيا حتى تصل إلى‬
‫سن البلوغ في عام ‪ 4441‬توفي ما يقدر بـ ـ ‪ 3.6‬مليون طفل معظمهم من أسباب يمكن الوقاية منها‪.‬‬
‫وللتأكد من بقاء كل طفل على قيد الحياة وازدهاره‪ ،‬تتبع اليونيسف نهجا متكامال وكليا تجاه بقاء‬
‫الطفل ونموه‪ ،‬وكجزء من هذا النهج قامت اليونيسف بتوسعة نطاق عملها في مجال الرعاية الصحية على‬
‫مستوى المجتمع المحلي وشاركت في فريق عمل مع الحكومات والشركاء اآلخرين من أجل تحسين المخرجات‬
‫في مجال صحة األطفال حديثي الوالدة واألطفال والتغذية والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية وعالجه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫وتدرك اليونيسف أن الرعاية الصحية األولية وهي البرامج والتدخالت المتكاملة عبر دور الحياة في‬
‫التقدم من خالل أنظمة صحية قومية تخدم المجتمع المحلي‪ ،‬وتهدف إلى تمتع الجميع بأنماط عيش صحية‪.1‬‬
‫وقد جدد المؤتمر العالمي المعني بالرعاية الصحية األولية لعام ‪ 4445‬االلتزام بالرعاية الصحية‬
‫باعتبارها وسيلة لتحقيق التغطية الصحية الشاملة‪.‬‬
‫وتشترك اليونيسف مع منظمة الصحة العالمية اآلن في قيادة جهد عالمي بغية تعزيز الرعاية‬
‫الصحية األولية‪.‬‬
‫خالل هذا العام قدمت اليونيسف الدعم إلى ‪ 46‬بلدًا تعاني من ارتفاع معدل الوفيات لألمهات‬
‫واألطفال حديثي الوالدة‪ ،‬تهدف إلى تحسين جودة الرعاية لألمهات واألطفال حديثي الوالدة‪.‬‬
‫‪ -4‬العوامل المؤثرة في برامج الرعاية الصحية األولية‪:‬‬
‫أ‪ -‬العوائق الثقافية‪ :‬ومن األمثلة نجد ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬التقليد‪ :‬هي القيم المتوارثة التي تعمل على الحفاظ على القديم والتمسك بما كان يعتمد فيه اآلباء‬
‫واألجداد‪ ،‬وهي قوى في بعض األحيان تعوق كل ما هو جديد وتقف في سبيله‪.‬‬
‫‪ -‬القدرية‪ :‬هو االعتقاد الزائد في القضاء والقدر بدون األخذ باألسباب‪ ،‬حيث يبالغ الناس في البيئات‬
‫المختلفة في االعتقاد بأن التواكل هو الحل بدون أن يؤدوا أدوا ًار إيجابية للوقاية من المرض او حتى‬
‫عالجه‪.‬‬
‫‪ -‬التمركز الذاتي للثقافة‪ :‬حيث نجد أن السكان أو المجتمع يعتقدون أن طريقهم في الحياة أفضل من أي‬
‫مجتمع آخر‪ ،‬مما يجعل من الصعب تغيير طريقهم بطريقة أخرى مقتبسة من غيرهم‪.‬‬
‫ج‪ -‬العوائق البيئية‪.‬‬
‫د‪ -‬العوائق االجتماعية‪.‬‬
‫ه‪ -‬العوائق النفسية‪.‬‬
‫وهذه القضايا متغيرة بتغير الظروف واألوضاع االجتماعية بشكل عام‪.2‬‬

‫‪ -1‬منظمة األمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)‪ :‬لكل طفل حق‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،4445‬جزيران‪/‬يونيو ‪ .4444‬متاح على‬
‫الخط‪ .‬على العنوان‪. www.unicef.org. :‬‬
‫‪ -2‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫‪ -5‬أهداف برنامج رعاية الطفل‪:‬‬


‫يهدف برنامج رعاية الطفولة إلى رفع مستوى السالمة البدنية والنفسية واالجتماعية لألم والطفل‪،‬‬
‫وتهدف هذه البرامج بصفة خاصة إلى ما لي‪:‬‬
‫أ‪ -‬بالنسبة لألم‪ :‬تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬أن تحتفظ كل حامل أو مرضعة بصحة جيدة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تلد والدة طبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬أن تضع طفال سليما‪.‬‬
‫‪ -‬أن تتعلم كيفية العناية بطفلها بعد والدته وتغذيته تغذية سليمة تمده باحتياجاته حتى ينمو نمواً طبيعياً‪.‬‬
‫ب‪ -‬بالنسبة للطفل‪ :‬تهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬أن يعيش وينمو كل طفل داخل األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتمتع بالحب والطمأنينة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعيش في وسط صحي‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحصل على تغذية كافية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحصل على رعاية طبية كافية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتعلم مبادئ الحياة الصحية والصحيحة‪.1‬‬
‫‪ -6‬عوائق برامج الرعاية الصحية‪:‬‬
‫يمكن تقسيم هذه العوائق إلى‪ :‬عوائق ثقافية واجتماعية ونفسية‪.‬‬
‫أ‪ -‬العوائق الثقافية‪ :‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ -‬التقاليد‪ :‬حيث القيم الثقافية المتوازنة التي تعمل على المحافظة على القديم والتمسك به في مقاومة كل‬
‫جديد في برامج الرعاية الصحية‪.‬‬
‫‪ -‬االعتقاد الزائد في القضاء والقدر مما يدفع الكثيرين إلى التواكل دون القيام بدور إيجابي للوقاية من‬
‫المرض أو عالجه‪.‬‬
‫‪ -‬انتشار الجهل واألمية وما يتبعه من عدم وعي األولياء فيما يتعلق بالشؤون الصحية وطرق الوقاية من‬
‫األمراض أو أهمية العالج المبكر‪.‬‬

‫‪ -1‬حكمت فريحات ‪ ،‬هشام كنعان‪ :‬مبادئ في الصحة العامة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الياروزي العلمية‪ ،4444 ،‬ص ص ‪-458‬‬
‫‪.453‬‬

‫‪56‬‬
‫تمهيد نظري للرعاية الصحية والرعــاية الصحيـــة لألطفال‬ ‫الفصــــــــــل الثـــــاني‪:‬‬

‫ب‪ -‬العوائق االجتماعية‪ :‬ونذكر منها‪:‬‬


‫‪ -‬الفقر وانخفاض مستوى معيشة المواطنين وعدم وجود إمكانيات الوقاية والعالج من األمراض‪.‬‬
‫‪ -‬قوة العالقات االجتماعية في األسرة الممتدة‪ ،‬وبالتالي هناك شعور بااللتزام المتبادل بين أفراد الجماعة‬
‫الواحدة‪ ،‬فمثال في الريف نجد أن زوجة االبن ال تذهب إلى الطبيب أو الوحدة الصحية إال بعد استشارة‬
‫أم الزوج والتي قد تكون لها نصائح مخالفة للتعليم الصحية وهذه النصائح تعتبر الزوجة ملزمة للحفاظ‬
‫على النصائح األسرية‪.‬‬
‫‪ -‬القيم النسبية‪ :‬وهو التفاوت في إعطاء القيمة للعمل الواحد‪ ،‬فاألطباء ينادون باالمتناع عن التدخين نظ ًار‬
‫لألمراض الصحية الجسمية‪ ،‬بينما يراه البعض مظه اًر من مظاهر الرجولة‪.‬‬
‫‪ -‬المعتقدات واألساليب غير العملية في تفسير أسباب وعالج المشاكل الصحية‪ ،‬فهمن هذه األسباب‬
‫االعتقاد السائد بين العامة بتأثير العين الحاسدة كسبب أساسي لكثير من األمراض والسيما أمراض‬
‫ال طفولة‪ ،‬مما يجعل األهل يخفون الطفل عن األنظار أو يستخدمون أساليب غير صحية في التعامل‬
‫معه فيلبسونه مالبس متسخة حتى ال يقع في العين الحاسدة‪ ،‬وبالتالي تتأثر حالته الصحية بمالبسه‬
‫المتسخة أو تعليق الخرزات الزرقاء على جبهة الطفل والتي مع تلوثها تساعد على إصابة عيني الطفل‬
‫بالرمد الحبيبي وانتقال العدوى له‪.‬‬
‫ج‪-‬العوامل النفسية‪ :‬وأهمها ما يلي‪:‬‬
‫الراحة النفسية الستخدام األساليب التقليدية في العالج سواء فعالة او غير ذلك أو التفاوت في إدراك‬
‫األمور فمثال إدراك البعض أن العالج الجاني غير مجدي وبالتالي ال يقبلون على الرعاية الصحية‬
‫بالمؤسسات الطبية المجانية ال عامة‪ ،‬ومع عدم القدرة على مواكبة التكاليف الباهظة للعالج في المؤسسات‬
‫الطبية الخاصة نجدهم يحجمون عن العالج الطبي ويلجأون إلى ذوي الخبرة‪.1‬‬
‫من خالل هذا الفصل يتضح أن الرعاية الصحية بمختلف مستوياتها وطرقها وبرامجها تسعى لتوفير‬
‫الرعاية الجيدة للطفل المريض خاصة في الجانب الصحي ألنه من أكثر الجوانب التي تشكل مشكلة لدى‬
‫الدول المتطورة والدول الغير متطورة‪.‬‬

‫‪ -1‬بونويقة نصيرة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.04-64‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الوضعية الصحية لألطفال‬
‫والعوامل المؤثرة فيها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الوضعية الصحية لألطفال في العالم‬

‫ثانيا‪ :‬المشاكل الصحية لألمهات واألطفال‬

‫ثالثا‪ :‬أمراض الطفولة والعوامل المسببة لها‬

‫رابعا‪ :‬مظاهر العناية بصحة الطفل‬

‫خامسا‪ :‬التفاوتات االجتماعية واالقتصادية في تقديم‬


‫الرعاية الالزمة لألطفال‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫خصصنا هذا الفصل لمعرفة الوضعية الصحية لألطفال والعوامل المؤثرة فيها‪ ،‬حيث سوف نتطرق‬
‫إلى الوضعية الصحية لألطفال في العالم وفي الوطن العربي وفي الجزائر‪.‬‬
‫كما سوف نطرق إلى المشاكل الصحية التي تتعرض لها األمهات واألطفال ومظاهر العناية بصحة‬
‫األطفال‪ ،‬باإلضافة إلى التفاوتات االقتصادية واالجتماعية المؤثرة في تقديم الرعاية الصحية للطفل التي‬
‫تمثلت في العوامل ذات الطابع االجتماعي واالقتصادي لألسرة والعوامل الخاصة بالمسكنة والمحيط‬
‫الخارجي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوضعية الصحية لألطفال‪.‬‬
‫‪ -1‬الوضعية الصحية لألطفال في العالم‪:‬‬
‫في أعقاب الحرب العالمية الثانية كانت محنة األطفال في أوروبا وخيمة فكثفت عملها على توفير‬
‫الغذاء والملبس والرعاية الصحية لهؤالء األطفال‪.1‬‬
‫أ‪ -‬الوفيات واألمراض‪:‬‬
‫لقد عرفت الحالة الصحية لألطفال األقل من خمس سنوات عدة تغيرات عبر فترات زمنية مختلفة‪،‬‬
‫ففي بداية الستينات من القرن العشرين كان طفل واحد تقريبا يتوفى من كل خمس أطفال قبل أن يتم الخمس‬
‫سنوات‪.‬‬
‫ولوال التقدم الذي حدث في الثمانينات لكان هناك ارتفاع معدل الوفيات في دول العالم الثالث إلى‬
‫ما يقارب ‪ 5..1‬مليون وفاة بحلول عام ‪ 5991‬وذلك بارتفاع معدالت النمو السكاني‪ ،‬لكن مع التقدم‬
‫الحاصل في استراتيجيات بقاء األطفال مثل معالجة الجفاف عن طريق الفم والتحصين خالل الثمانينات‬
‫انخفضت انخفضت حاالت الوفاة إلى ما يفوق ‪ 8‬مليون حالة‪.‬‬
‫كما عرفت سنوات التسعينات تحسنا ملحوظا للحالة الصحية لألطفال‪ ،‬وهذا بفضل التغطية الطبية‬
‫لألطفال‪ ،‬وفي عام ‪ 2112‬انخفضت المعدل العالمي لوفيات األطفال دون الخامسة إلى أقل من طفل واحد‬
‫من كل ‪ 52‬طفل‪.2‬‬
‫وتشير آخر تقديرات اليونسيف إلى توقع وفاة نحو ‪ 51‬ماليين طفل دون سن الخامسة في عام‬
‫‪ ،211.‬وأكثر من نصف تلك الوفيات بسبب أمراض يمكن عالجها بأدوية أساسية مأمونة تناسب األطفال‪.‬‬

‫‪ -1‬األمم المتحدة األمريكية‪ :‬السالم والكرام والمساواة على كوكب ينعم بالصحة‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪:‬‬
‫‪ ،http://www.uni.org/ar/sctions/issues.depth/children.‬تاريخ الزيارة‪ ،2125/10/58 :‬على الساعة‬
‫‪.59:91‬‬
‫‪ -2‬خليفاوي فهمية‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.5.8‬‬

‫‪59‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫وتشير التقديرات إلى أن نحو ‪ %21‬من مجموع وفيات األطفال دون سن الخامسة ُّ‬
‫مردها أنواع‬
‫العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي‪ ،‬والتي تمثل أهم األسباب الكامنة وراء حدوث وفيات الرضع‬
‫في جميع أنحاء العالم‪ ،‬والجدير بالذكر أن االلتهاب الرئوي وحده يؤدي بحياة مليوني طفل كل عام علما‬
‫بأن من الممكن توقيف تلك الوفيات بتحسين فرص األطفال على الحصول على األدوية المناسبة لهم‪.‬‬
‫على الرغم من أن نسبة الوفيات الناجمة عن اإلصابة بفيروس اإليدز من مجموع الوفيات السنوية‬
‫التي تسجل بين األطفال دون سن الخامسة ال تتجاوز ‪ %0‬فإن انتشار ذلك الفيروس بين فئة األطفال يتخذ‬
‫اتجاهات تنذر بوقوع طوارئ صحية عمومية‪ ،‬فال يمر يوم واحد إال ويشهد إصابة ‪ 52111‬طفل علما أن‬
‫العالج ال يتاح إال لنحو ‪ %51‬منهم‪ ،‬وفي عام ‪ 211.‬وحده أصيب نحو ‪ 921111‬طفل دون سن الخامسة‬
‫بفيروس اإليدز قضى على ‪ 001111‬طفل منهم بسبب أمراض لها عالقة باإليدز‪.‬‬
‫وتشير التقديرات إلى أن ‪ 59‬مليون طفل دون سن الخامسة يتوفون كل عام بسبب اإلسهال‬
‫ومضاعفاته‪.‬‬
‫تشير تقديرات المنظمة الصحية العالمية إلى أن ‪ 001‬مليون طفل دون سن الخامسة عشر هم‬
‫بحاجة اآلن إلى المعالجة الكيميائية لوقايتهم من داء الفيالريات اللمفية في المناطق التي يتوطنها ذلك‬
‫المرض (آسيا والمحيط الهادئ وافريقيا وأمريكا الجنوبية)‪ ،‬كما بات ‪ 521‬مليون طفل آخر من الفئة نفسها‬
‫مهدد بداء البلهارسيات‪.1‬‬
‫ب‪ -‬الوضع الغذائي‪:‬‬
‫‪ ‬مشكل سوء التغذية‪:‬‬
‫من أهم المشاكل الرئيسية التي يعاني منها األطفال في العالم هي مشكل سوء التغذية‪ ،‬إذ يصيب‬
‫‪ 5/0‬من أطفال العالم الثالث‪ ،‬وتعتبر من بين أسباب الرئيسية للوفاة‪ ،‬كما أنها تؤدي إلى نقص النمو العقلي‬
‫والجسمي للطفل‪.‬‬
‫فحسب النتائج التي جاءتا بها االستراتيجية العالمية لتغذية الرضع وصغار األطفال (‪ ،)2112‬فإن‬
‫سوء التغذية يتسبب بشكل مباشر أو غير مباشر في ‪ %11‬من حاالت الوفيات بين األطفال دون الخامسة‬
‫سنويا‪ ،‬والبالغ عددها ‪ 51.9‬مليون حالة وفاة‪ ،‬وترتبط ثلثي هذه الوفيات باتباع ممارسات تغذية غير مناسبة‬
‫في العام األول من العمر‪.‬‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬األدوية األساسية المناسبة لصحة األطفال‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪:‬‬
‫‪ ،www.int,childmedcines,Facts.‬تاريخ الزيارة‪ ،2125/15/59 :‬على الساعة ‪.1.:9.‬‬

‫‪60‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫فحتى األطفال الذين يبدون ظاهريا أنهم يحصلون على تغذية جيدة‪ ،‬وهم الذين يحصلون على‬
‫سعرات ح اررية كافية لتغذية أنشطتهم اليومية‪ ،‬يمكن أن يعاني من الجوع الخفي أو عدم الحصول على ما‬
‫يكفي من مغذيات دقيقة وما ينتج عنه من نقص في تناول مواد أساسية مثل فيتامين (أ) أو الحديد أو الزنك‬
‫التي تأتي من تناول الخضار والفواكه واألسماك واللحوم‪ ،‬ومن دون هذه المغذيات الدقيقة فإن األطفال‬
‫يتعرضون لحظر متزايد لإلصابة بالعمى والوفاة والنمو المتعثر وانخفاض معدل الذكاء‪.‬‬
‫وللتصدي ألزمة سوء التغذية المتنامية بكل أشكالها‪ ،‬تصدر اليونيسف نداءا عاجال إلى الحكومات‬
‫والقطاع الخاص والمانحين واآلباء واألسر والشركات لمساعدة األطفال على النمو بصحة جيدة عن طريق‪:‬‬
‫‪ ‬تمكين األسر واألطفال والشباب من المطالبة بأغذية مغذية بما في ذلك تحسين التثقيف التغذوي‪.‬‬
‫‪ ‬بناء بيان ات غذائية صحية لألطفال والمراهقين باستخدام األساليب التي أثبتت جدواها‪ ،‬مثل وضع‬
‫عالمات دقيقة وسهلة الفهم وضوابط أقوى على تسويق األطعمة غير الصحية‪.‬‬
‫‪ ‬تعبئة وحشد األ نظمة الداعمة‪ ،‬مثل الصحة والمياه والصرف الصحي والتعليم والحماية االجتماعية‪،‬‬
‫لزيادة نتائج التغذية لجميع األطفال‪.1‬‬
‫‪ ‬الرضاعة الطبيعية‪:‬‬
‫تبدأ التهيئة للرضاعة من الشهر السادس الرحمي‪ ،‬حيث يبدأ الثدي بإفراز مادة سمغية البد من‬
‫تطبيقها لكي ال تتصلب وتغلق مسامات حمالة الصدر‪.‬‬
‫فالرضاعة الطبيعية كان من الممكن لها حماية أكثر من مليون طفل من الوفاة لو أرضعوا طبيعيا‬
‫لمدة ‪ 1‬أشهر األولى من حياتهم‪ ،‬إن هؤالء األطفال كانوا عرضة لألمراض الصدرية والنفسية ومرض‬
‫اإلسهال كما أنهم ينتمون إلى أسر فقيرة وأمية وتنعدم فيها النظافة والتربية الصحية‪.‬‬
‫تعتبر الرضاعة الطبيعية غذاء كامل وصحية للطفل فهي تكسبه مناعة صحية جيدة ضد األمراض‪،‬‬
‫وينبغي االقتصار على الرضاعة الطبيعية في تغذية الرضع طيلة الستة أشهر أولى لتحقيق المستوى األمثل‬
‫للنمو والتطور والصحة‪ ،‬وبعد ذلك ينبغي أن يتلقى األطفال أغذية تكميلية مالئمة ومأمونة من أجل تلبية‬
‫احتياجاتهم التغذوية مع االستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى سن العامين‪.‬‬
‫فالممارسات المثلى للرضاعة الطبيعية‪ ،‬السيما الرضاعة الطبيعية الحصرية حتى بلوغ الطفل ستة‬
‫أشهر‪ ،‬لها أكبر تأثير على بقاء الطفل على قيد الحياة‪ ،‬ألن المواليد الذين يرضعون طبيعيا تقل كثي ار‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬واقع السمنة عند أطفال مدارس القطرية‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق األوسط‪ ،‬الدوحة‪ ،‬قطر‪،‬‬
‫‪2111‬م‪ ،‬ص ص ‪.0-2‬‬

‫‪61‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫احتماالت وفاتهم من جراء اإلصابة باإلسهال أو أمراض الجهاز التنفسي الحادة أو أمراض أخرى كالبدانة‬
‫أو السكري‪ ،‬كما أن للمغذيات الدقيقة كالحديد والفيتامين ‪ A‬أث ار عميقا على تطور صحة الطفل وصحة األم‪.‬‬
‫‪ ‬التحصين ضد األمراض‪:‬‬
‫لقد شهد القرن العشرين جهود مكثفة للسيطرة على األمراض خاصة فترة الستينات والسبعينات والتي‬
‫تمثلت في برامج وحمالت جماعية صممت لمكافحة األمراض‪ ،‬ومن بين هذه برنامج التحصين‪ ،‬وقد هدف‬
‫في البداية إلى تطعيم األطفال ضد ستة أمراض مستهدفة (الدفتيريا‪ ،‬الكزاز‪ ،‬السعال الديكي وشلل األطفال‬
‫والحصبة والسل) خالل العام األول من أعمارهم‪.‬‬
‫وتشير آخر اإلحصاءات المتوفرة سنة ‪ 2118‬إلى أن معدالت التطعيم العالمية تتجاوز ‪.1 %81‬‬
‫وللتقليل من األمراض بين األطفال وضعت منظمة الصحة العالمية خطة عمل للقاحات في الفترة‬
‫من ‪ ،2121-2155‬حيث أقرتها ‪ 599‬دولة من الدول األعضاء في جمعية الصحة العالمية‪ ،‬وتعتبر بمثابة‬
‫إطار واقي لمنع وقوع الماليين الوفيات بحلول عام ‪ 2121‬من خالل توفير وصول اللقاحات الحالية‬
‫لألشخاص في جميع المجتمعات بشكل أكثر إنصاف‪.2‬‬
‫‪ -2‬الوضع الصحي لألطفال في الوطن العربي‪:‬‬
‫يمثل األطفال أمل كل أمة ومستقبلها‪ ،‬فهم قلب برامج التنمية فاالستثمار في صحة ونمو األطفال‬
‫يعني االستثمار في مستقبل األمة‪.3‬‬
‫أ‪ -‬وفيات األمراض‪:‬‬
‫تعزى معظم وفيات األطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سنة وخمس سنوات إلى أمراض يمكن‬
‫الوقاية منها ويمكن أيضا عالجها بسهولة في المنزل أو المنشتت الصحية ويشكل األطفال نسبة كبيرة من‬
‫الهرم السكاني للدول العربية وتعد الجهود المبذولة لتحسين أوضاع هذه الشريحة العمرية في المجتمع ركيزة‬
‫أساسية من ركائز إعداد القاعدة البشرية‪ ،‬وتستخدم عبارة العالم العربي لإلشارة إلى أعضاء جامعة الدول‬
‫العربية وهم‪ :‬الجزائر‪ ،‬البحرين‪ ،‬جزء العمر‪ ،‬مصر‪ ،‬العراق‪ ،‬األردن‪ ،‬الكويت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ليبيا‪ ،‬موريتانيا‪ ،‬المغرب‪،‬‬

‫‪ -1‬خليفاوي وهيبة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬


‫‪ -2‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬التمنيع واللقاحات والمستحضرات البيولوجية‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪:‬‬
‫الزيارة‪:‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪،hpttp://.wwww.who-int/immunization/global-vaccine-action-plou/ar/.‬‬
‫‪ ،2125/10/22‬على الساعة‪.22:51 :‬‬
‫‪ -3‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬صحة الطفل‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪http://.www.who-int/topics child- :‬‬
‫‪ ،hralth/ar/.‬تاريخ الزيارة‪ ،2125/12/50 :‬على الساعة‪.55:18 :‬‬

‫‪62‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫عمان‪ ،‬فلسطين‪ ،‬قطر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الصومال‪ ،‬السودان‪ ،‬سوريا‪ ،‬تونس‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪ ،‬اليمن‪.1‬‬
‫ولقد شهدت المنطقة العربية خالل العقود الماضية تحسنا في المجال الصحي علمًا بأنها بدأت في‬
‫وضع متأخر جدا‪ ،‬ففي الفترة الممتدة منذ ستينات القرن الماضي وحتى مطلع األلفية الجديدة تفوقت المنطقة‬
‫العربية في واقع األمر على معظم بلدان المناطق النامية في مجال تأخير الوفاة واطالة العمر‪ ،‬ويمكن‬
‫مالحظة ذلك في زيادة ‪ 20‬سنة على العمر المتوقع عن الوالدة‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 2111‬مع إنخفاض متوسط المعدل إلى ‪ 18‬وفاة لكل ألف مولود بلع عدد الدول العربية‬
‫التي قل معدلها عن المتوسط إلى ‪ 50‬دولة وتتمثل في الكويت‪ ،‬قطر‪ ،‬البحرين‪ ،‬ليبيا‪ ،‬السعودية‪ ،‬سوريا‪،‬‬
‫تونس‪ ،‬عمان‪ ،‬لبنان‪ ،‬األردن‪ ،‬الج زائر‪ ،‬مصر‪ ،‬واإلمارات العربية‪ ،‬حيث هذه األخيرة بلغ فيها المعدل ‪51‬‬
‫وفيات لكل ألف مولود حي وهذا يمثل أدنى معدل وأحسن حالة صحية‪.‬‬
‫وابتداءا من ‪ 2121‬حققت خمس دول من منطقة شمال إفريقيا (الجزائر‪ ،‬مصر‪ ،‬ليبيا‪ ،‬المغرب‪،‬‬
‫تونس) مستويات خفض مهمة‪ ،‬حيث بلغ معدل الخفض السنوي في المتوسط ‪.%1.1‬‬
‫وهذا راجع لالهتمام بقضايا الطفولة من خالل الخطط الوطنية وتوجيهات السياسية العليا للدول‬
‫لالرتقاء بأوضاع األطفال (االجتماعية والصحية والتربوية والقانونية والثقافية‪ ،‬وقد ثمرت الجهود المبذولة‬
‫من قبل جميع الجهات إلى تحسين ملموس في المؤشرات الصحية الخاصة بصحة الطفل) ‪.2‬‬
‫ب‪ -‬سوء التغذية وانعدام األمن الغذائي‪:‬‬
‫على الرغم من الموارد الوفيرة وانخفاض معدالت الجوع في البلدان العربية مقارنة بالمناطق األخرى‪،‬‬
‫يالحظ بين شعوبها تزايد نسبة الجوع وسوء التغذية‪ ،‬ومن أن ثمة تفاوتا ملحوظا بوضوح في معدالت االنتشار‬
‫وأرقام الجياع بين بلد وآخر‪ ،‬ووفقا إلحصاءات منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة حول مناطق التغذية‬
‫قياسا على إجمالي السكان‪ ،‬وال يتجاوزها في هذا المضمار غير البلدان التي تمر بمرحلة انتقالية في وسط‬
‫أوروبا واالتحاد السوفييتي السابق‪ ،‬إال أنها إحدى المناطق في العالم إلى جانب إفريقيا جنوب الصحراء‬
‫الكبرى الت ي ارتفعت فيها نسبة من يصيبهم قصور الغذاء منذ تسعينات القرن العشرين إذ تزايدت نحو ‪59.8‬‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬صحة االم والوليد واألطفال والمراهقين‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪:‬‬
‫‪ ،http://www.who-int/maternal-hild-adolescent/topics/child/mortality/ar.‬تاريخ الزيارة‪:‬‬
‫‪ ،2125/12/50‬على الساعة ‪.52:51‬‬
‫‪ -2‬خليفاوي وهيبة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.215-211‬‬

‫‪63‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫مليون نسمة في الفترة ما بين ‪ 5991‬و‪ 5992‬إلى ‪ .21.1‬مليون بين العامين ‪ 2112‬و‪ ،2119‬ففي‬
‫الصومال بلغت نسبة نقص الوزن بين األطفال ‪ ،%21‬أما في اليمن والسودان فقد بلغت نسبة ‪.1%91‬‬
‫كما تبين النتائج التي جاء بها المسح العنقودي متعدد المؤشرات ‪ 2111‬في سوريا‪ ،‬أنه يوجد تقريبا‬
‫واحد من كل عشرة أطفال دون الخامسة يعاني نقصا في الوزن أي حوالي ‪ %9..‬و‪ %2.0‬مصابون بالهزال‬
‫أو النحافة الشديدة مقارنة بأقرانهم‪.2‬‬
‫وهناك تباين ملموس بين بلد عربي وآخر في مدى التقدم في مكافحة الجوع‪ ،‬والبلدان التي حققت‬
‫التقدم في تخفيض قصور الغذاء بين العاملين ‪ 5991‬و‪ 5992‬هي جيبوتي والكويت وموريتانيا‪ ،‬وقد حققت‬
‫السودان بع ض التقدم غير أن سوء التغذية مازالت شائعة فيه إلى حد خطير‪ ،‬أما األردن‪ ،‬السعودية ولبنان‬
‫ومصر والمغرب واليمن فقد شهدت ارتفاعا في كل من األرقام المطلقة ونسبة االنتشار‪ ،‬بينما سجلت الجزائر‬
‫‪3‬‬
‫وسوريا انخفاض طفيفا في انتشار القصور الغذائي‬
‫ج‪ -‬التغذية الطبيعية‪:‬‬
‫تنمية الطفولة ورعايتها وصون حقوقها مكون أساسي من مكونات التنمية االجتماعية بل هو جوهر‬
‫التنمية الشاملة‪ ،‬والطفولة هي المستقبل‪.‬‬
‫ولنمط التغذية تأثير هام على صحة األطفال‪ ،‬فالرضاعة الطبيعية خاصة لفترة ‪ 1‬أشهر األولى‬
‫هو النمط المطلوب في تغذية الرضع‪.4‬‬
‫د‪ -‬التحصين ضد األمراض‪:‬‬
‫تعتبر عملية استخدام اللقاحات من أهم التدخالت التي ساهمت في تحسين وضع الصحة العامة‬
‫للمجتمعات من خالل منع اإلصابة باألمراض االنتقالية وتقليل نسب المرض والوفيات لكافة شرائح المجتمع‬
‫وباألخص بين األطفال‪.5‬‬

‫‪ -1‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ :‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية للعام ‪ ،2002‬المكتب اإلقليمي للدول العربية‪،‬‬
‫بيروت‪ ،2119 ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -2‬المكتب المركزي لإلحصاء اليونسيف‪ :‬المسح العنقودي متعدد المؤش ارت‪ ،‬سوريا‪ ،2111 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -3‬برنامج األمم المتحدة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪ -4‬المجلس العربي للطفولة والتنمية‪ :‬ميثاق حقوق الطفل العربي‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪:‬‬
‫‪ ،htpp//:www.arabccd.org‬تاريخ الزيارة‪ ،2125/10/21 :‬على الساعة ‪.59:5.‬‬
‫‪ -5‬معتز محمد عباش‪ ،‬عال محسن شيخة وآخرون‪ :‬دليل العاملي في البرنامج الموسع للتحسين‪ ،‬ط‪ ،5‬و ازرة الصحة‬
‫العراقية‪ ،‬العراق‪ ،2159 ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪64‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫ولقد تبنت جميع الدول العربية إرشادات منظمة الصحة العالمية الخاصة بتطعيمات الطفولة وذلك‬
‫بأن يحصل جميع األطفال خالل العام األول من العمر على تطعيم ضد الدرن (‪ )BCG‬وثالث جرعات‬
‫من الطعم الثالثي للحماية من النقيريا والسعال الديكي والتيتانوس وثالث جرعات من طعم شلل األطفال‬
‫وجرعة من طعم الحصبة وجرعة من طعم الكبد الوبائي‪.1‬‬
‫فالتحصين هو الطريقة للوقاية من االمراض الخطيرة‪ ،‬فبمجرد أن يتم تحصين الطفل‪ ،‬يصبح جسمه‬
‫أكثر قدرة على مقاومة تلك األمراض في حالة تعرضه لهذه األمراض‪ ،‬حيث يتم إعطاء تحصينات لألطفال‬
‫عند الشهر الثاني والثالث والرابع من العمر‪ ،‬مع إعطاء جرعات إضافية جرعات إضافية عند الشهر ‪52‬‬
‫و‪.250‬‬
‫إن برنامج التلقيحات يسعى إلى تحقيق األهداف الوطنية المتمثلة بحماية كافة فئات المجتمع من‬
‫األمراض االنتقالية التي يتوفر ضدها اللقاح أو مصل وكذلك االستجابة للمتطلبات العالمية التي تتفق عليها‬
‫دول العالم من خالل توصيات منظمة الصحة العالمية مثل‪ :‬استئصال مرض شلل األطفال وازالة مرضى‬
‫الحصبة والكزاز الوالدي ومنع التفشيات بالتهاب الكبد الفيروسي والتهاب السحايا وانفلون از‪.3‬‬
‫حيث ينقذ التحصين حياة ‪ 0-2‬ماليين شخص كل عام من خالل حماية األطفال من األمراض‬
‫الخطيرة‪ ،‬كما تلعب اللقاحات دو ًار محوريًا في وضع حد لوفيات األطفال التي يمكن الوقاية منها‪ ،‬كما يساعد‬
‫برنامج الحماية التي تقوم به اليونسيف في التعرف على األطفال ممن تخلفوا عن ركب النظام الصحي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إمكانية تقديم الرعاية المنقذة للحياة إلى هؤالء األمهات واألطفال‪.‬‬
‫تحمي اللقاحات عدداً أكبر من األطفال أكثر من أي وقت مضى لكن في عام ‪ 2159‬لم يتلق‬
‫حوالي ‪ 59‬مليون رضيع أي لقاح وذلك بسبب الفقر‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ 2111‬تم تطعيم ‪ 2.1‬مليار طفل وانخفض عدد حاالت شلل األطفال إلى أكثر من ‪99‬‬
‫في المائة‪.4‬‬

‫‪ -1‬خليفاوي وهيبة‪ :‬مرجع سابقن ص ‪.251‬‬


‫‪2‬‬
‫‪- A Guide to childhoos immunisations, on line : http://www.unidocs.co.uk.‬‬
‫‪ -3‬معتز محمد عباس‪ ،‬عال محسن شيخة وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪ -4‬يونسيف لكل طفل‪ :‬برماج التحصين‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪ ،http://www.unicef.org/ard. :‬تاريخ‬
‫الزيارة ‪ ،2125/11/22‬على الساعة ‪.51:11‬‬

‫‪65‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫‪ -3‬الوضع الصحي لألطفال في الجزائر‪:‬‬


‫تغيرات‬
‫الجزائر مثلها مثل كل البلدان النامية عرفت فيها الحالة الصحية بما فيها صحة األطفال ّ‬
‫مختلف باختالف الحقبة التاريخية للبالد‪ ،‬فقد ورقت البالد من االستعمار الفقر والحرمان ومختلف األمراض‬
‫الوبائية مثل‪ :‬المالريا والتيفونيد والكوليرا‪...‬إلخ‪ ،‬هذه األمراض الناتجة عن الظروف المعيشية السيئة ألغلبية‬
‫معدل الوفيات‪.‬‬
‫الجزائريين‪ ،‬وكانت شريحة األطفال هي األكثر تضر اًر‪ ،‬وهذا من خالل االرتفاع في ّ‬
‫ونظ ار للوضعية الكارثية السائدة‪ ،‬بدأت الدولة باإلصالح في القطاع الصحي مباشرة بعد االستقالل‬
‫وأولت له أهمية بالغة‪ ،‬وخصصت له ميزانية ضخمة إلعتباره قطاع حيوي وهام وكان التركيز على صحة‬
‫األطفال وهذا من خالل تخفيض معدل الوفيات‪.‬‬
‫أ‪ -‬الوفيات واألمراض‪:‬‬
‫لقد عرفت وفيات األطفال انخفاضًا ملحوظًا منذ االستقالل‪ ،‬وخاصة في فترة الثمانينات وهذا راجع‬
‫للبرامج المتبعة وتحسين مستوى المعيشة ونظافة المحيط وهذا من خالل توفير شبكات الصرف الصحي‬
‫والمياه الصالح للشرب‪.‬‬
‫فوفيات األطفال األقل من سنة انتقلت من ‪ 211‬باأللف سنة ‪ 5912‬إلى ‪ 81‬باأللف سنة ‪.15981‬‬
‫أما فيما يخص وفيات األطفال األقل من خمس سنوات فنالحظ أن هناك اختالف في اإلحصاءات وهذا‬
‫حسب المصدر‪ ،‬فحسب النتائج التي جاء بها ‪ ons‬الديوان الوطني لإلحصاءات فإن هذا المعدل انتقل من‬
‫‪ .2‬باأللف سنة ‪ 5992‬إلى ‪ 18‬باأللف سنة ‪.25991‬‬
‫أما عن أهم أسباب وفيات األقل من خمس سنوات‪ ،‬فحسب البيانات األولية جاء بها المسح الجزائري‬
‫حول صحة األم والطفل لسنة ‪ 5992‬أن ‪ %20‬من األطفال قد عانوا االسهال و‪%21‬منهم عانوا من نوبات‬
‫السعال وعانى ‪ %8‬منهم من سعال مصحوب بصعوبة في التنفس‪ ،‬أما بالنسبة لألمراض المعدية فقد‬
‫أظهرت النتائج أن ‪ %51‬من األطفال سبق إصابتهم بالحصبة‪.3‬‬
‫أما حسب المعطيات التي جاء بها التقرير الوطني حول أهداف األلفية للتطور (‪)OMD2111‬‬
‫فتبين النتائج أن الحالة الصحية لألطفال عرفت تطو ًار هامًا‪ ،‬وهذا من خالل االنخفاض في معدل الوفيات‬

‫‪ -1‬و ازرة الصحة والسكان والديوان الوطني لإلحصائيات‪ :‬المسح الجزائري حول صحة األم والطفل‪ ،‬جامعة الدول العربية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،5992 ،‬ص ‪.1.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Médicine sans frontière: Analyse de la situation de l’enfance et de la femme en‬‬
‫‪Algérie, Belgique, 2 version, juillet 1999, P69.‬‬
‫‪ -3‬و ازرة الصحة والسكان والديوان الوطني لإلحصائيات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪66‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫الراجع أساساً للسياسة الصحية المتبعة كتوزيع القطاعات الصحية على مستوى التراب الوطني‪ ،‬وكذا رفع‬
‫عدد األطباء وعمال الشبه الطبي وكذا اتباع برنامج المساعدة لتحقيق الحياة الصحية للطفل والألم‪.‬‬
‫كما لوحظ أيضا أن أمل الحياة ارتفع عما كان عليه‪ ،‬فبعدها كان ‪ 10.1‬سنة ‪ 59.1‬أصبح يقدر‬
‫بـ ـ ‪ .948‬سنة (‪ .0.9‬سنة بالنسبة للرجال مقابل ‪ .1.8‬سنة بالنسبة للنساء) سنة ‪.21191‬‬
‫أما عن األمراض التي يعاني منها األطفال والتي أدت إلى تواجد األطفال في المستشفى فهي‬
‫االسهال واألمراض التنفسية‪ ،‬فما زال هاذان المرضان يشكالن خطر كبير بالنسبة للطفل‪ ،‬ويعتبران من أهم‬
‫األمراض التي تؤدي إلى الوفاة‪.‬‬
‫أما عن نسبة األطفال الذين تلقوا عالج ضد االسهال فهي تقدر ب ـ ـ ‪ %58.1( %01..‬استعملوا‬
‫إصالح إعادة التنمية مقابل ‪ %52.2‬محلول معد في البيت‪ ،‬كما أن نسبة استعمال العالج تبلغ ‪%01..‬‬
‫في الوسط الحضري مقابل ‪ %29..‬في الريف‪ ،‬كما أن نسبة استعمال العالج تزيد عند األطفال في عمر‬
‫‪ 55-1‬شهر بنسبة ‪ %21.2( %09.1‬استعمال أمالح ‪ 19-98‬شهر‪ ،‬حيث بلغت ‪ 52.5( 5..9‬استعمال‬
‫أمالح و‪ %1.0‬استعمال محلول معد في البيت)‪ ،‬فسبب استعمال العالج يزيد في المرحلة العمرية التي تزيد‬
‫فيها نسبة اإلصابة بالمرض‪.2‬‬
‫ب‪ -‬الوضع التغذوي‪:‬‬
‫‪ ‬مشكل سوء التغذية‪:‬‬
‫يعتبر الوضع التغذوي من بين أهم المؤشرات التي تعكس الحالة الصحية للطفل‪ ،‬فاألطفال ال يتناولون‬
‫الغذاء الصحي السليم هم أطفال في عرضة دائمة للمرض‪ ،‬وبالتالي تظهر عليهم عالمات سوء التغذية‪.‬‬
‫صحيح أن مشكلة سوء التغذية عرف انخفاضا منذ االستقالل وهذا نتيجة تحسين األوضاع من‬
‫جهة وارتفاع الوعي الصحي لألهالي من جهة أخرى‪ ،‬وهذا نتيجة ارتفاع المستوى التعليمي خاصة لألمهات‪.‬‬
‫فلقد تم إحراز تقدم كبير فيما يخص مكافحة األمية خاصة بعد ‪.5991‬‬
‫لقد قدرت نسبة األمية سنة ‪ 5989‬ب ـ ‪ %90..1‬عند النساء و‪ %05.1.‬عند الرجال‪ ،3‬كما تتأثر‬
‫نسبة األمية بوسط اإلقامة‪ ،‬حي ث نجد أن أعلى نسبة في الوسط الريفي وألجل هذا المشكل قامت الدولة‬

‫‪1‬‬
‫‪- NU : Rapport national sur les objectifs du millénaire nour le développement, juillet‬‬
‫‪2005, Algérie, P49.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- MSP et ONS : Enquête national à indicateur multiples MICS3 , Rapport principal,‬‬
‫‪Algérie,2006, P90.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- Medicine sans frontier ; Op-Cit, P50.‬‬

‫‪67‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫بتهيئة وسائل معتبر منها البشرية والمالية ومشاركة المجتمع المدني كتنشيط الجمعيات إلى تقليص هذه‬
‫النسبة‪.‬‬
‫فارتفاع المستوى التعليمي ساعد الكثير من األمهات واالهتمام بصحة أطفالهن وهذا عن طريق‬
‫اختيار النمط الغذائي المالئم وبالتالي تخفيض مشكل سوء التغذية‪.‬‬
‫‪ ‬الرضاعة الطبيعية‪:‬‬
‫الصحي لمكافحة‬
‫الرضاعة الطبيعية من أهم النقاط المطروحة في البرنامج ّ‬
‫تعتبر مسألة االقبال على ّ‬
‫الرضع وتساهم في نموهم وتطورهم الصحيح وت ّقلل‬
‫وفيات األطفال‪ ،‬إذ توفر أسلوب أفضل لتغذية األطفال ّ‬
‫من خطورة إصابتهم باألمراض المعدية‪.‬‬
‫ولقد تبين أن نسبة االستفادة من الرضاعة الطبيعية بلغت ‪ ،%89...‬أما متوسط سن الفطام فقد‬
‫بلغ ‪ 58‬شهر‪.1‬‬
‫‪ ‬التحصين ضد األمراض‪:‬‬
‫تعرض األطفال باإلصابة باألمراض المعدية وتحسين فرص حياتهم‬
‫كما هو معروف أنه يمكن تقليل ّ‬
‫عن طريق تحصينهم ضد األمراض الشائعة بين األطفال (الدرن‪ ،‬الدفتيريا‪ ،‬السعال الديكي‪ ،‬التيتانوس‪ ،‬شلل‬
‫األطفال‪ ،‬الحصبة) وحقيقة عملت التغطية التحصينية على حماية أرواح العديد من األطفال منذ بداية تنفيذ‬
‫البرنامج التحصيني ‪.59.9‬‬
‫ولقد تبين من خالل الكارت الصحي الخاص باألطفال أن حوالي ‪ %91‬من األطفال دون الخامسة‬
‫الذين شملهم المسح الجزائري حول صحة األم والطفل "‪ "5992‬قد تلقّوا نوعين من التطعيم‪ ،‬فبالرغم من‬
‫ارتفاع معدل التطعيم كما كان عليه سابقا‪ّ ،‬إال أن البيانات تشير إلى انخفاض معدل التطعيم كلّما انقلنا من‬
‫جرهة إلى جرعة تالية وكذلك ارتفاع نسبة الذين ال يأخذون الجرعات في األعمال المناسبة لها‪ ،‬فمثال نجد‬
‫أن ‪ %81‬من األطفال أكبر من عام قد استكملوا جميع جرعات التطعيم‪ ،‬أما بالنسبة لألطفال الذين لم يتلقوا‬
‫أي نوع من التطعيم او الذين لم يستكملوا كل الجرعات المقررة‪ ،‬فلقد اتضح أن األسباب الرئيسية وراء ذلك‬
‫تتلخص في بعد مكان التطعيم في ‪ %20‬عدم معرفة االم بأهمية التطعيم ‪ ،%21‬اعتقاد األم بصغر الطفل‬
‫في ‪ %52‬من الحاالت وعدم االلمام بأهمية إعادة الزيارة‪ ،‬وهذا بنسبة ‪.2%55‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- MSP et INSP : Enquête CP sur la allaitement maternel auprès des ménages et des‬‬
‫‪professionnzles de santé, résultats préliminaves, octobre 2003, P8.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- MSP et ONS : Enquête Algérienne sur la santé de la mère et de l’enfant, 1992, P‬‬
‫‪286.‬‬

‫‪68‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫‪ ‬شبكات الصحي والمياه الصالحة للشرب‪:‬‬


‫تؤثر البيئة التي يعيش فيها األطفال تأثي ار كبي اًر على حالتهم الصحية‪ ،‬فالعديد من األمراض المعدية‬
‫التي تصيب األطفال تنتقل عن طريق المياه الملوثة ويرتبط تلوق المياه بكل من نوعية المصدر الرئيسي‬
‫للمياه وكذلك الحاجة إلى تخزين المياه داخل المسكن‪ ،‬وتتأثر البيئة أيضا بمدى توافر شبكات الصرف‬
‫الصحي‪.‬‬
‫ولقد بينت نتائج المسح الوطني حول صحة األم والطفل أن هناك عالقة بين العوامل البيئية وانتشار‬
‫المرض‪ ،‬حيث لوحظ أن أمراض االسهال هي األكثر انتشا ار بين األطفال المقيمين في المنازل التي ال‬
‫تحصل على مياه من شبكة عامة‪ ،‬فالكثير من العائالت خاصة في الريف مصدر مياه الشرب عندها هي‬
‫اآلبار وفي الكثير من األحيان ال تكون معالجة‪.‬‬
‫كما لوحظ من نتائج المسح أن االسهال الحاد أكثر انتشا ار عند األطفال المقيمين في أسر تفتقر‬
‫إلى مصادر الصرف الصحي‪ ،‬أما األمراض التنفسية فهي تزيد من المدن عنها في األرياف وهذا نتيجة‬
‫لتلوق الهواء الناتج عن االزدحام وفضالت المصانع كاإلسمنت والتبغ‪.1‬‬
‫ونظ ار ألهمية الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب بذلت الدولة مجهودات جبارة من أجل‬
‫توصيل هذه الشبكات على مستوى كامل القطر الوطني‪.2‬‬
‫ثانيا‪ :‬المشاكل الصحية لألمهات واألطفال‬
‫‪ ‬بالنسبة لألمهات‪:‬‬
‫‪ -‬موت األمهات أثناء الحمل‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت الحمل الغير مراقبة صحيا‪.3‬‬
‫‪ -‬حاالت الحمل المتتابعة دون خاصل زمن كان‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت اإلجهاض الشرعية والغير شرعية‪.‬‬
‫‪ -‬التسمم الحملي‪.‬‬
‫‪ -‬سوء التغذية ونقر الدم‪.‬‬

‫‪ -1‬و ازرة الصحة والسكان والديوان الوطني لإلحصائيات‪ :‬المسح الجزائري حول صحة األم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬و ازرة الصحة والسكان والديوان الوطني لإلحصائيات‪ :‬المسح الجزائري حول صحة األسرة ‪ ،2002‬جامعة الدول‬
‫العربية‪ ،‬التقرير الرئيسي‪ ،2119 ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ -3‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬صحة األم والطفل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.1-9‬‬

‫‪69‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫‪ ‬بالنسبة لألطفال‪:‬‬
‫‪ -‬الوالدة الميتة أو الموت في المرحلة األولى من الطفولة‪.‬‬
‫‪ -‬االسهاالت والجفاف الناتج عن إصابة المعدة واألمعاء‪.‬‬
‫‪ -‬سوء التغذية وما ينتج عنها من فقر دم والكساح‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعاقة الحركية والحسية والعقلية‪.‬‬
‫‪ -‬أمراض الدم الناتج عن تنافر الدم بين األم والجنين‪.‬‬
‫‪ -‬حوادث الطرق والتشوهات الخلقية‪.‬‬
‫ومن أجل الوقاية يعطى الطفل جرعة واحدة من لقاح الحصبة عند بلوغ ‪ 9‬أشهر ولقاح الحصبة‬
‫يحتوي على فيروسات الحصبة الحية المضعفة (الموهنة) ويعطى تحت الجلد‪.‬‬
‫‪ -5‬الخناق (الدفتيريا)‪ :‬مرض معدي خطير يسبب بكتيريا عضوية‪.‬‬
‫أ‪ -‬من أعراضه‪:‬‬
‫‪ -‬ألم في الحلق‪.‬‬
‫ارتفاع بسيط في درجة الح اررة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة في البلع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬صعوبة في التنفس‪.‬‬
‫‪ -‬وجود طبقة غشاء رمادي اللون تظهر في الحق وتكون الوقاية منه أيضا باللقاح الخاص به‪.‬‬
‫ب‪ -‬السعال الديكي‪:‬‬
‫من األعراض الشائعة للسعال الديكي‪ :‬في األسبوع األول سعال ورشح‪ ،‬في األسبوع الثاني يزداد‬
‫السعال سوءا وتنفتح عيناه ويتنفس على شكل شهقة عالية الوقت مع احتمال التقيؤ‪.‬‬
‫وللوقاية يجب إعطاء الطفل ثالث جرعات من اللقاح الثالثي‪.1‬‬
‫ج‪ -‬الكزاز أو التيتانوس‪:‬‬
‫وهو مرض معدي ينتج عن تلوث الجروح ببكتيريا عضوية تفرز سمومها لتصل إلى الجهاز العصبي‬
‫المركزي‪ ،‬فتسبب تقلصات في العضالت السيما عضالت المضغ‪ ،‬وينتج عنها قفل الفم وعدم القدرة على‬
‫فتحه‪ ،‬فعند التلوث تظهر األعراض والعالمات بعد ‪ .-0‬أيام من الوالدة أو الختان‪ ،‬فيتصلب الفم ويعجز‬
‫الطفل عن الرضاعة بعد مرور من ‪ 51-.‬أيام يتصلب جسم الطفل ويحدث له تشنجات في جميع أنحاء‬
‫جسمه‪.‬‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬صحة األم والطفل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.1‬‬

‫‪70‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫وللوقاية إعطاء األم اللقاحات أثناء الحمل‪.‬‬


‫ثالثا‪ :‬أمراض الطفولة والعوامل المسببة لها‬
‫هناك ستة أمراض تتسبب وفاة كثير من األطفال أو تحدث لهم إعاقة إن لم يتم تطعيمهم ضدها‬
‫وهي‪ :‬الحصبة‪ ،‬الكزاز (التيتانوس)‪ ،‬الخناف (الدفيتريا)‪ ،‬السعال الديكي‪ ،‬شلل األطفال‪ ،‬السل (التدرن)‪.‬‬
‫‪ -2‬مرض السل (التدرن الرئوي)‪:‬‬
‫أ‪ -‬أعراضه‪:‬‬
‫‪ -‬سعال جاف لمدة تتزايد عن أسبوعين‪.‬‬
‫‪ -‬فقدان الشهية‪.‬‬
‫‪ -‬ضعف متزايد ونقص الوزن‪.‬‬
‫‪ -‬بطء في النمو وفقدان الحيوية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع بسيط في درجة الح اررة مع التعرف‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوقاية منه‪:‬‬
‫التطعيم المبكر للمولود بجرعة واحدة من لقاح ‪ ،BCG‬يعطى في الجلد في أعلى الكتف األيمن‪،‬‬
‫يحتوي اللقاح على بكتيريا عضوية حية مضعفة‪.‬‬
‫‪ -0‬شلل األطفال‪ :‬مرض معدي يسببه أي من ثالثة أنواع من الفيروسات‪.‬‬
‫أ‪ -‬أعراضه‪:‬‬
‫‪ -‬فقدان الحيوية‪.‬‬
‫‪ -‬ارتفاع طفيف في درجة الح اررة‪.‬‬
‫‪ -‬إلتهاب خفيف في المسالك الهوائية العليا مع زكام وألم في الحلق‪.‬‬
‫‪ -‬إسهال عاد مع صداه‪ ،‬تصلب الرقبة‪ ،‬ألم في عضالت األطراف‪.‬‬
‫وللوقاية منه البد من تطعيم األطفال في سن مبكرة بلقاح عن طريق الفم بدءا بالجرعة التمهيدية‬
‫عند الوالدة وتليها ‪ 0‬جرعات أساسية متتالية بفارق شهر بين الجرعة واألخرى‪ ،‬ويحتوي عذا اللقاح على‬
‫ثالثة فيروسات شلل األطفال الحية المضعفة‪.‬‬
‫‪ -4‬الحصبة‪:‬‬
‫من أعراض مرض الحصبة‪:‬‬
‫‪ -‬ارتفاع مفاجئ في درجة الح اررة‪.‬‬
‫‪ -‬إحمرار العينين والعسال‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫‪ -‬ظهور طفح جلدي مميز على كل الجسم يبدأ بالوجه‪.‬‬


‫اربعا‪ :‬مظاهر العناية بصحة األطفال‪.‬‬
‫إن الوقاية هي السبيل الوحيد للعناية بصحة الطفل‪ ،‬فحسب المثل العربي القديم "درهم وقاية خير‬
‫من قنطار عالج"‪ ،‬فالوقاية توفر عناصر المرض بالنسبة للطفل والتكاليف الباهضة بالنسبة لألسرة‪ ،‬وحتى‬
‫يتحقق هذا يجب مراعاة المسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬الغذاء الصحي‪:‬‬
‫يلعب الغذاء الصحي دو ًار هاما في نمو الطفل‪ ،‬فهو يزود الجسم بالطاقة التي يحتاج إليها للقيام‬
‫بنشاطه سواء كان هذا النشاط داخليا أو خارجيا بدنيا أم عقليا ونفسيا‪.‬‬
‫كما يلعب الغذاء أيضا دور هام في إصالح الخاليا التالفة واعادة بنائها وفي تكوين خاليا جديدة‬
‫وفي زيادة مناعة الجسم ضد بعض األمراض ووقايته منها‪.‬‬
‫واهم العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الطفل لكي ينمو هي المواد السكرية والنشوية والمواد‬
‫البروتينية الحيوانية والنباتية والمواد الدهنية واألمالح المعدنية والفيتامينات والماء‪ ،‬فالماء هو الوسيط الذي‬
‫تحدث فيه التفاعالت والعمليات الكيميائية الحيوية كالهضم مثال‪.‬‬
‫إن الغذاء الصحي هو الغذاء الصالح كما وكيفا بمعنى أن يكون كافيا في مقداره ومتزنا في تركيبته‬
‫بحيث يشمل على العناصر الغذائية األساسية السابقة الذكر اشتماال متكامال متناسبا‪.1‬‬
‫فقلة كمية الطعام على الحد المعين الالزم لنمو الطفل أو عدم تنويع الوجبات أو اإلفراط في االعتماد‬
‫على بعض العناصر الغذائية دون األخرى كل ذلك من شأنه أن يضعف الجسم ويقلل من مقاومة الطفل‬
‫لألمراض بصفة عامة‪ ،‬كما يقتضي إلى إصابته سوء التغذية بصفة خاصة التي تؤدي إلى تأخير نمو‬
‫الطفل‪.‬‬
‫كما أزهرت دراسات طويلة أجريت حديثا في جامبيا وبنغالديش أن تلوث األطعمة المؤدي إلى‬
‫أمراض االسهال يتزايد كثي ار عندما يستنفذ وقت األم بمتطلبات مفرطة‪ ،‬ومن المعروف أن التغيرات الموسمية‬
‫اللتهابات المعدة واالمعاء في البلدان النامية تتبع في وبائيتها السنوية مواسم تكاثر ذباب المنازل‪ ،‬عندما‬
‫تساعدها األحوال الجوية على سرعة التولد‪ ،‬فتلوث األطعمة وزجاجات الرضاعة‪ ،‬وفي جانبا نجد أن قمة‬
‫مواسم االسهال تتقف مع قمة المواسم التي تنشغل بها األم خارج المنزل‪ ،‬وفي مثل هذه األوقات يتم إطعام‬
‫الصغار كيفما اتفق‪ ،‬فكثي ار ما يترك األطفال مع زاد من ثريد الشوفان أو العصائد الخفيفة مدداً تتراوح بين‬

‫‪ -1‬خليفاوي فهيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪..1-.1‬‬

‫‪72‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫‪ 8‬و‪ 9‬ساعات في صحية خادمة صغيرة أو إخوة أكبر‪ ،‬وطعام الوجبة المسائية يكون في العادة مجه از في‬
‫الليلة التي تسبقها‪ ،‬وهكذا يكون قد خزن ‪ 29‬ساعة بدون تبريد فيصبه التلوث‪.‬‬
‫مما سبق يظهر جليا أنه إذا كان النساء أن يشاركن بفعالية الرعاية الصحية األولية فمن المهم‬
‫العناية بتوفير الوقت الكافي لقيامهن بالمهمة‪ ،‬وباإلضافة إلى تقريب مصادر المياه إلى ديارهن‪ ،‬فإنه ينبغي‬
‫إدخال األدوات الموفرة للوقت والجهد إلى المنزل أيضا‪.‬‬
‫‪ -2‬الرضاعة الطبيعية‪:‬‬
‫تشير التقديرات اإلحصائية إلى أن الرضاعة الطبيعية تساهم في المحافظة على حياة ستة ماليين‬
‫من األطفال الرضع كل سنة‪ ،‬فالرضع الذين يتغذون بزجاجة اإلرضاع غير المعقمة التي تحتوي عادة على‬
‫مسحوق الحليب المجفف بالماء الغير النقي هم األكثر عرضة للوفاة في فترة الطفولة‪.1‬‬
‫ولقد ثبت أن األطفال الرضع الذين تتم رضاعتهم رضاعة طبيعية لمدة ال تقل عن ستة أشهر‬
‫يعتبرون وبدرجة كبيرة أقل عرضة لإلصابة باألمراض والوفاة نتيجة اإلصابة بأمراض اإلسهال والعدوى‬
‫الحادة والخاصة بالجهاز التنفسي وأنه إذا ما تم تشجيع األمهات على االعتماد فقد في تغذية أطفالهن‬
‫الرضع من الثدي خالل الستة أشهر األولى من حياتهم‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى المحافظة على حياة عدد من‬
‫األطفال يصل إلى ما بين مليون ومليوني طفل سنويات‪ ،‬وهذا باإلضافة إلى ما يتمتع به حليب األم من‬
‫مزايا وقائية ومناعية فإنه يحتوي على كل العناصر الغذائية المثالية والالزمة لنمو الطفل في الستة أشهر‬
‫األولى من نموه‪.‬‬
‫كما تؤدي الرضاع ة الطبيعية إلى تحسين صحة االم وهذا من خالل ممارسة تنظيم األسرة الشيء‬
‫الذي يساعدها على العناية الجيدة بصحة طفلها في سنواته األولى‪.‬‬
‫فالرضاعة الطبيعية ال تساهم فقط في انقاذ أرواح األطفال والمحافظة على صحتهم به تحقق وف ًار‬
‫ماليا للوالدين وللمؤسسات الصحية في البالد‪.‬‬
‫‪ -3‬التطعيم‪:‬‬
‫وت شمل الرعاية الصحية تمكين الطفل من أفضل نمو جسمي وعقلي ونفسي فحسب‪ ،‬بل تشمل إلى‬
‫جانب ذلك وقايته من األخطار التي تهدد صحته وخاصة الخطر الجرثومي‪ ،‬هذا الخطر الذي قد يصيبه‬
‫وهو في رحم أمه‪ ،‬وهذا من خالل إصابة األم بالحصبة األلمانية أو الزهري أو الكسوبالزموز‪ ،‬وقد يصاب‬
‫من ناحية أخرى أثناء المخاض والوالدة عن خروجه من الرحم وتلوثه بالجراثيم الموجودة في المسالك‬

‫‪ -1‬هيلينا بيزوركي‪ :‬الفونسومجيا وآخرون‪ :‬المرأة وتقديم الرعاية الصحية‪ ،‬ط‪ ،5‬المكتب اإلقليمي لشرق البحر المتوسط‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،5989 ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪73‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫التناسلية‪ ،‬وقد يصاب من ناحية ثالثة بعد الوالدة بسبب انتقال العدوى إليه من المحيط بفيروسات أو جراثيم‬
‫عديدة‪.‬‬
‫وتكون المناعة من األمراض إما طبيعية توجد في الطفل منذ الوالدة إال أنها سرعان ما تتالشى بعد‬
‫الشهر الرابع والخامس من العمر أو مكتسبة وتكون بإحدى الوسائل التالية‪:‬‬
‫اإلصابة بالمرض المعدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬المقاومة التدريجية التي تنشأ نتيجة االتصال المباشر المستمر بالجراثيم واف ارزاتها إذا كان عدد الجراثيم‬
‫غير كافي إلحداث المرض‪.‬‬
‫‪ -‬وقد تكون بالتطعيم أو التحصين‪.1‬‬
‫ويتم التحصين باستعمال اللقاح وهو إعطاء الجرثومة أو فيروس المرض المنوي التلقيح ضده وذلك‬
‫بشكل حي ومخفف كيميائيا أو بشكل فيروسات وجراثيم ميتة ومن خالل معالجتها باألدوية الكيميائية أو‬
‫خالصة هذه الميكروبات والنتيجة هي التواصل لدفع الجسم لتوليد وخلق أجسام مضادة لهذه االمراض تكسب‬
‫الجسم مناعة معينة مختلف بين مرض وآخر‪.‬‬
‫لذلك فإن اللقاح ال يسبب مرضا بل أجساما مضادة للمرض وهذا التفاعل قد يسبب بعض العوارض‬
‫الحساسة كالح اررة واالنزعاج‪...‬‬
‫‪ -4‬النظافة‪:‬‬
‫إن النظافة من الشروط األساسية لنمو الطفل‪ ،‬فهي تحميه من المرض واألوبئة كما أنها تنشط‬
‫أعضاء الجسم الرئيسية كالقلب واألعصاب وتشمل النظافة نظافة الجسم واألكل والثياب والبيت والمحيط‬
‫الذي نعيش فيه ونظافة المياه المستعلمة كذلك توفر شبكات الصرف الصحي‪.‬‬
‫وتتجسد النظافة مثال بغسل اليدين بالماء والصابون قبل البداية في تحضير الطعام للطفل وتغلية‬
‫الحليب جيدا وعدم تقديمه للطفل طازجا‪ ،‬كذلك المحافظة على نظافة قارورات الرضاعة بتغليتها قبل كل‬
‫رضعة وكذلك تجنب إعطاء المصاصة التي هي في محل االوساخ وغسل الخضر والفواكه جيداً وتعقيمها‬
‫بقطرات ماء جافيل قبل تقديمها للطفل‪.‬‬
‫كما تتجسد النظافة في تشريك الطفل في المحافظة على البيت والمحيط الذي نعيش فيه وتنظيف‬
‫الجسم والمثابرة على ذلك‪.‬‬
‫فالنظافة تقتضي إمكانيات قد ال نجدها في البيئات الفقيرة وان وجدناها فهي قليلة‪.2‬‬

‫‪ -1‬خليفاوي فهيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.99-92‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪74‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫ذ‪ -‬العوامل التي تؤثر في النمو للطفل‪:‬‬


‫هناك عدة عوامل تؤثر في النمو ويتمثل أهمها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الوراثة‪:‬‬
‫الوراثة هي انتقال السمات من الوالدين إلى أوالدهما‪ ،‬وتنتقل الوراثة إلى الفرد من والديه وأجداده‬
‫وساللته‪ ،‬والدراسات الخاصة بالوراثة تبين أن اإلمكانيات الكامنة هي التي تورث‪.‬‬
‫وتهدف الوراثة إلى المحافظة على الصفات العامة للنوع والسالسة واألجيال والى أن يحمل غالبية‬
‫النسل الصفات القريبة من المتوسط‪ ،‬فالوالدان اللذان يتصفان بالطول قد يأتي طفلهما أطول من الطفل‬
‫العادي ولكن أقصر من والديه‪ ،‬والعكس بالنسبة للوالدان اللذان يتصفان بالقصر‪.‬‬
‫والخصائص الوراثية تنتقل للفرد من والدي ه عن طريق الجينات التي تحملها الكروموزومات التي‬
‫تحتويها البويضة االنثوية المخصبة‪ ،‬وتتأثر الجينات نفسها بعدة عوامل منها تأثرها وتفاعلها مع المواد التي‬
‫تصل إليها من البيئة الخارجية التي تحيا فيها الخلية‪ ،‬وقد تؤدي هذه العملية إلى تغير في إحدى الجينات‬
‫فتنشأ صفات وراثية جديدة‪.1‬‬
‫وال يلزم أن يشبه الطفل والديه دائما وذلك بوجود سمة وراثية متنحية من جيل سابق وراء السمة‬
‫السائدة‪ ،‬وتختلف الصفات الوراثية باختالف الجنس ذك ًار كان أم أنثى‪ ،‬فالصلع مثال من الصفات الوراثية‬
‫المرتبطة بالجنس‪ ،‬والتي تظهر فقط في الذكور عند البلوغ وال تظهر عند النساء‪.‬‬
‫ومن الصفات الوراثية الخالصة لون العينين وعمى األلوان ولون الجلد ولون ونوع الشعر‪ ،‬وفصيلة‬
‫الدم وهيئة الوجه ومالمحه‪ ،‬وبعض األمراض التي تنتقل بالوراثة مثل البول‪ ،‬السكري‪...‬‬
‫‪ -2‬العوامل البيئية‪:‬‬
‫فبيئة االنسان األولى هي رحم األم غير المعزولة عن البيئة الخارجية‪ ،‬فالجنين يتأثر ببيئة أمه‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫تبدأ عملية الحمل من وقت التصاق البويضة بجدار الرحم وتنمو خاليا خاصة من الجنين فتتكون‬
‫أربعة أغشية جينية‪ ،‬وهذه األغشية توفر للجنين التغذية والحماية والدعامة‪ ،‬لذلك يجب العناية بصحة الطفل‬
‫المقبل قبل والدة الجنين‪ ،‬وتطور حاجات بناء جسمه داخل الرحم تعتمد على الوضع الصحي العام لألم إلى‬
‫درجة كبيرة ومن المشاكل الصعبة التي تواجه األم والتي تؤثر على الطفل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مديحة الخضري‪ :‬موسوعة الطفل الصحية‪ :‬من مرحلة ما قبل الوالدة إلى مرحلة النمو‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،2115 ،‬ص ص ‪.29-28‬‬

‫‪75‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫أ‪ -‬االلتهابات‪:‬‬
‫من االلتهابات التي قد تصيب األم الحامل التهابات الجهاز البولي والمثانة وحوض الكلية‪،‬‬
‫االلتهابات الفطرية‪.‬‬
‫‪ -‬التهابات الجهاز البولي‪ :‬عبارة عن اصطالح يشمل أنواع االلتهابات التي تحدث في المثانة وكذلك في‬
‫حوض الكلية وأيضا في أنسجتها وهذا النوع هو األكثر شيوعاً أثناء الحمل‪.‬‬
‫‪ -‬التهاب الفطريات‪ :‬تعود كثرة االلتهابات الفطرية عند الحوامل إلى ارتفاع مادة السكر في الخاليا خالل‬
‫الحمل التي تعطيه مجاال للتكاثر‪ ،‬وهناك عوامل أخرى مثل تناول المضادات الحيوية وحبوب منع‬
‫الحمل ومن المخاطر التي يسببها إلتهاب الفطريات على الطفل هي انتقالها إلى الوليد خالل عملية‬
‫الوالدة مما يؤدي إلى ظهور فطريات في فمه‪.‬‬
‫ب‪ -‬السكري‪:‬‬
‫من المستبعد جدًا أن تحمل مريضة السكري دون السيطرة عليه بالعالج أما إذا حملت دون عالجه‬
‫فسوف تكون حياتها وحياة جنينها عرضة للخطر‪ ،‬ويتم الكشف عن مرض السكري بإجراء فحص البول بحثا‬
‫عن السكري بشكل روتيني عند زيارة الحامل للعيادة‪ ،‬فالمشكلة الحقيقية التي تواجه الحامل هي المقدرة على‬
‫السيطرة الدقيقة على حالة السكري أثناء الحمل‪.‬‬
‫يتم عالج األم الحامل بتعاطيها مادة األنسولين‪ ،‬وذلك باستعمال عيار لكمية الغذاء وكمية الدواء‪،‬‬
‫وذلك ألن عالج السكري بدقة قد يؤدي إلى اإلجهاض أو التسمم الحملي‪ ،‬أو قد يهدد بوالدة مبكرة وقد‬
‫يتسبب عند الجنين تشوهات خلقية‪ ،‬أو يعرضه للموت داخل الرحم‪.‬‬
‫ج‪ -‬سوء التغذية‪:‬‬
‫يساعد الحصول على الغذاء الصحيح والمناسب في أثناء فترة الحمل على تأمين الصحة الجيدة‬
‫للجنين‪ ،‬فيحتاج الجنين في رحم أمه إلى عدة أنواع من األغذية والمعادن لنموه ونضجه‪ ،‬ويوجد معظمها‬
‫في الغذاء العادي الذي يجب أن يحتوي على‪:‬‬
‫‪ -‬كمية كافية من البروتينات‪.‬‬
‫‪ -‬كمية معتدلة من النشويات‪.‬‬
‫‪ -‬كمية كافية من الخضر والفواكه ومن السوائل والدهنيات‪.1‬‬

‫‪ -1‬مديحة الخضري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪76‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫د‪-‬فقر الدم‪:‬‬
‫ويقصد به فقر الدم الحقيقي الناتج عن نقص مادة الحديد وقد يكون سببا إلفتقار طعام الحامل لهذه‬
‫المادة أو عن افتقار السائل المعدي لحامض الهيدروكلوريد الذي يجعل امتصاص الحديد ممكنا أو عن‬
‫مشاركة الجنين أمه لكمية الحديد التي في دمها‪.‬‬
‫ومن العوامل التي تؤثر على نمو الطفل أيضا األمراض المعدية التي تتعرض لها األم أثناء فترة‬
‫الحمل كالحصبة األلمانية والكزاز وغيرها من األمراض المعدية التي تؤثر على صحة الطفل واألم‪.‬‬
‫وأيضا عالجات الغدة الدرقية حيث تؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية للجنين إذا استعملتها الحامل في‬
‫األشهر الثالثة األخيرة من الحمل‪ ،‬ولذا فإنه يحبذ عدم استعمالها طيلة مدة الحمل‪ ،‬إال أنه يمكن استعمالها‬
‫في فترة الحمل األولى‪.‬‬
‫‪ -3‬التغذية‪:‬‬
‫إن لتغذية األم أثناء الحمل أث ًار كبي ًار على حالة الطفل واألم عند الوالدة‪ ،‬وفقد أثبتت الدراسات أن‬
‫سوء التغذية أثناء الحمل إلى بعض حاالت التسمم والى والدة طفل غير تام النمو‪.‬‬
‫‪ -4‬أعمار الوالدين‪:‬‬
‫تؤثر أعمار الوالدين في نمو الطفل‪ ،‬وقد دلت معظم األبحاث إلى ذلك‪ ،‬فاألطفال الذين يولدون من‬
‫زوجين يختلفون عن األطفال الذين يولدون عن زوجين جاو از مرحلة الشباب إلى الشيخوخة‪ ،‬فاألزواج الشباب‬
‫أصح تفسيا من أولئك الذين يولدون ألزواج قاربوا الشيخوخة وأوضح‬
‫ينتجون أطفال أكثر حيوية وأطول عم اًر و ّ‬
‫مثال على ذلك المنغولية فهي تعزى في كثير من الدراسات إلى كبر سن األم عند الحمل خاصة بعد سن‬
‫األربعين‪.1‬‬

‫‪ -1‬مديحة الخضري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪77‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫خامسا‪ :‬التفاوتات االجتماعية واالقتصادية في تقديم الرعاية الالزمة لألطفال‪.‬‬


‫‪ -1‬العوامل ذات الطابع االجتماعي واالقتصادي‪:‬‬
‫أ‪ -‬عمل المرأة خارج المنزل‪:‬‬
‫مع التغيرات والتحوالت التي عرفها المجتمع تعددت أسباب ودوافع خروج المرأة للعمل خارج المنزل‪،‬‬
‫فهي مرتبطة بالظروف االقتصادية واالجتماعية والثقافية باإلضافة إلى للسياسة العامة البالد‪ ،‬والجانب‬
‫التشريعي المتعلق بوضعية المرأة وحقوقها كما ترتبط بشكل أدق بجملة الظروف األسرية التي تحيط بالمرأة‪.‬‬
‫فالمرأة تخرج للعمل إما لتأكيد ذاتها وثبات شخصيتها ورغبتها في الحفاظ على مستوى معيشي‬
‫مرتفع‪ ،‬أو اضطرارها للكفاح مع زوجها في مواجهة مشقة األحوال بالحصول على قدر من المال يزيد من‬
‫دخل األسرة‪ ،‬ويمكن ان تتحمل أعباء األسرة لوحدها في حاالت مختلفة مثل الطالق‪ ،‬وفاة الزوج‪.‬‬
‫فخروجها للعمل ضرورة ألزمتها الحاجات المتزايدة للمجتمع الصناعي‪ ،‬فالظروف المعيشية‬
‫واالقتصادية التي تعيشها األسرة الحديثة أجبرت المرأة على العمل‪.‬‬
‫كما توصل الباحث "فاروق عطية" في دراسته حول عمل المرأة في الجزائر إلى أن تطور مكانة‬
‫المرأة يكون مرهون بخروجها للعمل وحصولها على مدخول خاص يجعلها تملك وعيا بذاتها‪ ،‬لكن هذا‬
‫الخروج خلق لها انعكاسات سلبية سواء عليها أو على أسرتها‪.‬‬
‫ومن بين االنعكاسات على األوالد نجد الفطام المبكر‪ ،‬حيث تختلف ظروف عمل المرأة من مهنة‬
‫ألخرى وعدد ساعات العمل ومدى توافر دور الحضانة في مكان العمل‪.‬‬
‫ولكن تضطر األم المرضعة إلى الفطام المبكر‪ ،‬حيث أن عدد كبير من األمهات العامالت يفطمن‬
‫أوالدهم في وقت مبكر بسبب غيابهم الطويل في العمل مما يقلل من فترات الرضاعة‪.‬‬
‫كما نجد أيضا من بين االنعكاسات على األبناء فقدانهم الحنان والرعاية فتوفير الوقت الكافي لرعاية‬
‫الطفل المولود حديثا يعد أم اًر مهماً‪ ،‬فهناك ما يزيد عن ‪ 511‬دولة في العالم المتقدم تسمع بانقطاع األم عن‬
‫العمل مع احتفاظها بالراتب والمنصب لفترة ال تقل عن ‪ 1‬أشهر‪.1‬‬
‫ب‪ -‬جهل االم بالتربية الصحية الصحيحة‪:‬‬
‫معظم اآلباء واألمهات يحبون أبناءهم‪ ،‬لكن الحب وحده ال يكفي فهو ال يمكن أن يغني مكان العلم‬
‫أو يكون مقامه‪.‬‬

‫‪ -1‬خليفاوي فهيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.18-19‬‬

‫‪78‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫فجهل اآلباء واألمهات ال يظهر في تدليل الطفل أو التغاضي عن أخطائه وانما يظهر في صور‬
‫أخرى مثل عدم معرفة اآلباء بمتطلبات النمو السليم في مراحله المختلفة‪.‬‬
‫إن جهل األم في تقديم الرعاية الصحية للطفل يترجم بانخفاض مستواها التعليمي والثقافي وقلة‬
‫وعيها باألمور الصحية للتربية السليمة للطفل‪ ،‬فالتعليم مهم جداً في الحياة‪ ،‬لكنه يعتبر جوهري بالنسبة‬
‫للفتاة‪ ،‬إذ يعمل على تطوير قدراتها وتمكينها وبالتالي تصبح أكثر وعيا‪ ،‬فتعليم الفتات هو المفتاح لضمان‬
‫الصحة المحسنة لألم والطفل وللتنمية المجتمع والنمو االقتصادي‪.‬‬
‫فكلما زاد تعليم األمهات زادت صحتهن وصحة أطفالهن‪.‬‬
‫فاألسرة التي تعيش في دوامة من الجهل وال يوجد عندها رصيد ثقافي يجعلها ممكنة من تقديم‬
‫الرعاية الصحية الالزمة للطفل‪ ،‬يكون لها أثر كبير على صحة الطفل وتكون مظاهر الجهل بادية على‬
‫كيفية تعاملها مع أطفالها‪.1‬‬
‫ج‪ -‬عامل الفقر والتفاوت الصحي لألطفال‪:‬‬
‫ينبغي أن تتاح لألطفال إمكانية بلوغ مستوى مثالي من النمو الجسدي والتنفسي‪ ،‬حيث يعتمد مستقبل‬
‫المجتمعات البشرية على الفرص المتاحة أمام األطفال لبلوغ مستوى مثالي من النمو الجسدي والنماء النفسي‬
‫ولم يحدث قط من قبل توافر هذا الكم من المعارف مثلما هو متاح اآلن لمساعدة األسرة والمجتمعات في‬
‫رغبتهم في تنشئة األطفال‪.‬‬
‫ويعتبر الفقر السبب األساسي للمعدالت المرتفعة لوفيات األطفال وأمراضهم وعدم بلوغهم للمستوى‬
‫المثالي من النمو النفسي والجسمي‪.‬‬
‫فحسب النتائج التي توصل إليها تقرير ‪ 2111‬حول األطفال أن هناك أكثر من طفل بين األطفال‬
‫ال يحصلون على مأوى مالئم‪ ،‬وطفل من كل خمسة أطفال ال يتوفر لهم مياه مالئمة للشرب‪ ،‬وطفال من‬
‫بين ‪ .‬أطفال ال تتوفر له إمكانية الحصول على الخدمات الصحية األساسية وأكثر من ‪ %1‬من األطفال‬
‫يفتقرون للتغذية‪.2‬‬

‫‪ -1‬خليفاوي فهيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪..1-19‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪79‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫ولقد عرفت منظمة األمم المتحدة الفقر على أنه حالة إنسانية تتصف بالحرمان المستدام أو المزمن‬
‫من الموارد والقدرات والخيارات واألمن والقوة الالزمة للتمتع بمستوى معيشي مالئم وبالحقوق المدنية والثقافية‬
‫واالقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ ،‬فالفقر يضر بالنمو العقلي والجسدي والعاطفي والروحي للطفل‪.1‬‬
‫وأ ي ضغط يتعرض له الفرد في سن مبكرة كالحرمان االجتماعي واالقتصادي والخلل في الرعاية‬
‫والقسوة في التربية يسبب له صعوبات في السنوات الالحقة تصل إلى حد اإلصابة بأمراض مزمنة‪.‬‬
‫وضعت منظمة الصحة العالمية استراتيجية للحد من الفقر‪ ،‬حيث أنها إطار للتنمية الوطنية عبر‬
‫جمي ع القطاعات يتم تصميمه وتنفيذه وفق الحكومة ومن بين المبادئ األساسية التي ترتكز عليها استراتيجية‬
‫الحد من الفقر‪ ،‬إذ يجب أن تكون موجهة نحو النتائج‪ ،‬مع أهداف للحد من الفقر تكون ملموسة‪.‬‬
‫يجب أن تكون شاملة وتدمج بين عناصر االقتصاد الكلي والقطاعات االجتماعية‪.2‬‬
‫د‪-‬الحجم الكبير لألسرة‪:‬‬
‫تعودت المرأة في المجتمع التقليدي على إنجاب عدد كبير من األطفال‪ ،‬لكن في اآلونة األخيرة‬
‫عرفت خصوبة المرأة تراجعاً كبي اًر وهذا بفضل ارتفاع المستوى التعليمي وخروج المرأة للعمل‪ ،‬كما أنه توجد‬
‫أسر أخرى ال تزال تحبذ الحجم الكبير لألفراد‪.‬‬
‫لكن رعاية الطفل وكذا المستوى المعيشي لألسرة يتأثر إلى حد بعيد بعامل الدخل وتوزيعه بالعدل‬
‫على جميع أفرادها‪ ،‬لسد حاجاتهم من لباس وطعام وتعليم وعالج وغيرها من المصاريف التي تستدعيها‬
‫الرعاية والتربية السليمة للطفل‪.‬‬
‫فالعالقة التي تربط بين حجم األسرة وبين التغذية والصحة تشكل عوامل تستدعي االهتمام عند‬
‫دراسة نمو الطفل وحالته الصحية فتعيش العائالت الواسعة ذات اإلمكانيات المحدودة خطورة هذه العالقة‬
‫فتتجه هذه العائالت إلى التركيز على جانب الكم واهمال جانب النوع في األغذية التي توفرها للطفل‪.‬‬
‫فالمباعدة بين الوالدات لها فوائد صحية على األم والطفل والقرآن الكريم حث على ذلك في قوله‬
‫تعالى‪" :‬والوالدات يرضعن أوالدهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة"‪.3‬‬

‫‪ -1‬اليونسيف‪ :‬وضع األطفال في العالم سنة ‪ ،2002‬الطفولة المهددة‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق األوسط‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2111‬ص‪.51‬‬
‫‪ -2‬منظمة األمم المتحدة‪ :‬حقوق االنسان والصحة واستراتيجية الحد من الفقر‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق األوس"‪،2151 ،‬‬
‫ص ‪.51‬‬
‫‪ -3‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.200‬‬

‫‪80‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫لقد تبين أن الحالة الصحية لألم أثناء الحمل تؤثر على صحة الجنين ونموه داخل الرحم واألم‬
‫تحتاج ما ال يقل عن ثالث سنوات بعد والدتها حتى تصبح مستعدة لحمل جديد‪.‬‬
‫فعندما تكون فترات الحمل متقاربة فهذا يؤدي إلى عدم حصول الجنين على التغذية الكافية للنمو‪.1‬‬
‫‪ -2‬تأثير العامل البيئي على الرعاية الصحية للطفل‪:‬‬
‫تعرف البيئة على أنها كل ما يحيط باإلنسان من عوامل طبيعية وحيوية واجتماعية‪ ،‬والعوامل‬
‫الطبيعية إما أن تكون طبيعية مثل الهواء والماء والتربية والمناخ واما أن تكون من صنع االنسان مثل المدن‬
‫ووسائل المواصالت والمصانع وغيرها ويستمد االنسان من بيئته ضروريات بقائه حيًا وأسباب رفاهيته‪.‬‬
‫كما يستخدم االنسان البيئة كمصدر يأخذ منه ما يحتاجه من طعام وماء وهواء‪ ،‬ففي القديم كان‬
‫هناك توازن بين حاجات االنسان وقدرات البيئة‪ ،‬حيث أن عدد السكان كان قليال مقارنة بالوقت الحالي‬
‫واحتياجاتهم محدودة كانت البيئة قادرة على امتصاص الضغوطات المتزايدة وتوفير العناصر الرئيسية للحياة‪.‬‬
‫أما الصحة فهي كلمة شائعة تستعمل للتعبير عن نوعية الحياة‪ ،‬كما ترتبط صحة الفرد بصحة‬
‫أسرته ومجتمعه‪ ،‬فاألم المريضة بمرض ٍ‬
‫معد يمكن أن تنقل المرض إلى طفلها‪.‬‬
‫‪ -3‬تأثير العوامل البيئية على صحة ونمو الطفل‪:‬‬
‫إن البيئة هي الحاضنة األساسية الكبرى لإلنسان وهي التي تؤثر وتتأثر به‪ ،‬فكلما حافظ االنسان‬
‫على البيئة بفطرتها األولى كان المردود اإليجابي على صحته ونموه وتطوره عاليا‪ ،‬وعلى النقيض من ذلك‬
‫كلما أفسد االنسان البيئة أثر ذلك بالسلبية والضرر على حياته بكل تفاصيلها وأهمها الصحة والمستوى‬
‫المعيشي‪.‬‬
‫ويتعرض الطفل للبيئة بمجرد والدته ويخضع بدرجات متفاوتة لتأثير العوامل البيئية المختلفة‪ ،‬ويتأثر‬
‫الطفل بالبيئة نظ ًار للتكوين الرهيف للطفل وضعف قدراته الجسدية والذهنية مقارنة بالبالغين فإن تأثيرات‬
‫البيئة السلبية تكون أشد بكثير على الطفل مما هو عليه الحال بالنسبة لمن هم أكبر منه عم اًر‪.‬‬
‫واألطفال يتأثرون بصفة خاصة بتلوث الهواء والمواد الكيميائية الخطرة وتغير المناخ وعدم كفاية‬
‫المياه وخدمات الصحة والنظافة وفي كل عام تؤدي المخاطر البيئية مثل تلوث الهواء في األماكن المغلقة‬
‫واألماكن المفتوحة والمياه واإلصحاح غير المأمون إلى وفاة ‪ 5..‬مليون طفل دون سن الخامسة من العمر‬
‫أي ‪ %21‬من وفيات األطفال‪.‬‬
‫ويشكل التغيير في البيئة والمناخ تهديداً مباش ًار لقدرة الطفل على البقاء والنماء واالزدهار‪.‬‬

‫‪ -1‬خليفاوي فهيمة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪81‬‬
‫الوضــــعية الصحيــــة لألطفال والعوامـــل المــؤثـــرة فيهــا‬ ‫الفصــــــــل الثــــــالث‪:‬‬

‫وقد اخذت الظواهر الجوية القصوى‪ ،‬من قبيل األعاصير وموجات الحر تتزايد في تواترها وشدتها‬
‫وهي تهدد حياة األطفال وتدمر الهياكل األساسية الحيوية لعافيتهم‪ ،‬كما تتسبب الفيضانات بإضعاف مرافق‬
‫المياه والصرف الصحي‪ ،‬مما يقود انتشار األمراض من قبل الكولي ار وهي تمثل خط ًار داهما على األطفال‬
‫بصفة خاصة‪.1‬‬
‫تعد صحة الطفل من أهم المشاكل التي تت عرض لها بلدن العالم وبلدان الوطن العربي‪ ،‬حيث أن‬
‫نسبة الوفيات كانت مرتفعة ومع التقدم والتطور في مجال رعاية الطفل وتكثيف االهتمام بالطفل بدأت في‬
‫التراجع‪ ،‬كما أن فترة التسعينات عرفت تحسنا ملحوظا للحالة الصحية للطفل بفضل التغطية التحصينية‬
‫لألطفال كما أن بلدان العالم في ظل هذا التطور وجدت الحلول للمشاكل الصحية لألطفال‪.‬‬

‫‪ -1‬منظمة الصحة العالمية‪ :‬عشر حقائق عن صحة األطفال البيئية‪ ،215. ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪:‬‬
‫‪ ،http://www.who-int/Features/Factfiles/chilfren-enevironnemental/relth/ar/.‬تاريخ الزيارة‪:‬‬
‫‪ ،2125/10/25‬على الساعة ‪.51:55‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الوضعية الصحية لألطفال والعوامل‬
‫المؤثرة فيها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تفريغ وتحليل البيانات‬

‫ثانيا‪ :‬مناقشة النتائج في ضوء الفرضيات‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مناقشة النتائج في ضوء الدراسات السابقة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬النتائج العامة‪.‬‬


‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تفريغ وتحليل البيانات‬


‫‪ _1‬تفريغ وتحليل البيانات الخاصة باالنتماءات االقتصادية واالجتماعية لألسر‬
‫الجدول رقم (‪ :)40‬يوضح توزيع أفراد العينة حسب متغير مهنة األم‬
‫النسبة المئوية‬ ‫التكرار‬ ‫المهنة‬

‫‪%76‬‬ ‫‪02‬‬ ‫عاطلة‬


‫‪%06‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أساتذة‬
‫‪%6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫متعاقدة‬
‫‪%022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل الجدول أعاله نالحظ أن نسبة األمهات العاطالت عن العمل كبيرة وذلك بنسبة ‪،%76‬‬
‫وهذا يدل على نسبة كبيرة من المبحوثات ال يساهمن في دخل األسرة مما يؤثر على المستوى المعيشي‬
‫واالقتصادي لألسرة‪ ،‬فيكون االعتماد على مصدر مادي واحد لألب (إذا كان موظف)‪.‬‬
‫أما النسبة الثانية تقدر بـ ـ ‪ %06‬وتعبر عن األمهات اللواتي يمتهن التعليم و‪ %6‬من األمهات‬
‫متعاقدين وهذا يحسن المستوى المعيشي لألسرة والمستوى االقتصادي‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)40‬يوضح توزيع عينة البحث حسب متغير المهنة لألب‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الجنس‬

‫‪%00‬‬ ‫‪4‬‬ ‫بطال‬


‫‪%02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫فالح‬
‫‪%06‬‬ ‫‪5‬‬ ‫تاجر‬
‫‪%02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أستاذ‬
‫‪%02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عون أمن‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫مدير‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫موظف إداري‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫محاسب‬
‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عامل في القطاع الخاص‬

‫‪84‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫‪%02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫عامل في و ازرة الدفاع الوطني‬


‫‪%06‬‬ ‫‪5‬‬ ‫عامل في و ازرة الدفاع الوطني‬
‫‪%022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )25‬نالحظ أن أغلبية المبحوثين اآلباء موظفين أو لهم دخل‪ ،‬توزعت‬
‫نسبهم بين ‪ %06‬لكل من التقاعدين والتجار‪ ،‬وتليها ‪ %02‬لكل من الفالح واألستاذ وعون األمن وموظف‬
‫و ازرة الدفاع‪.‬‬
‫أما بقية النسب فكانت نسبة ‪ %0‬لكل من المدير‪ ،‬الموظف اإلداري والمحاسب‪.‬‬
‫في حين نسبة ‪ %00‬من اآلباء ال عمل لهم مما يعني عدم وجود دخل أسري من طرف اآلراء‬
‫مما يؤثر سلبا على المستوى المعيشي‪ ،‬بما في ذلك تدني الخدمات‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)06‬يبين الدخل الشهري لألسرة‬
‫المجموع‬ ‫األم‬ ‫اآلباء‬
‫الجنس‬

‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫الدخل الشهري‬

‫المئوية‪%‬‬ ‫المئوية‪%‬‬ ‫المئوية ‪%‬‬

‫‪%54‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%04‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪02222-02222‬‬


‫‪%07‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%06‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪02222-02222‬‬
‫‪%08‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%02‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪42222-02222‬‬
‫‪%80‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪%52‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪%00‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 42222‬فأكثر‬
‫‪%022‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪%022‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪%022‬‬ ‫‪07‬‬ ‫المجموع‬

‫يتضح من خالل الجدول أن أغلب أفراد العينة من اآلباء دخلهم الشهري يتراوح ما بين ‪02222‬‬
‫دج و‪ 02222‬دج كون أغلبتهم يمارسون معن بسيطة مثل وظائف حكومية أعمال حرفية أو بعض‬
‫المتقاعدين من الجيش الوطني أو بعض التجار وأعوان االمن وعمار في القطاعات الخاصة وبعض‬
‫المتقاعدين والفالحين‪ ،‬أما نسبة ‪ %00‬تمثل أفراد العينة من اآلباء الذين يتراوح راتبهم الشهري من‬

‫‪85‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫‪ 42222‬دج فأكثر وهم موظفين وأساتذة ومدير مؤسسة ومحاسبين وعمال بو ازرة الدفاع الوطني‪ ،‬ثم تليها‬
‫نسبة ‪ %06‬وهي تعبر عن أفراد العينة التي يتراوح دخلهم الشهري ما بين ‪ 02222‬دج و‪ 022222‬دج‬
‫وهم بعض الفالحين والتجار وأعوان األمن‪ ،‬وأقل نسبة من بين ‪ %07‬مبحوث من أفراد العينة (‪ )02‬هي‬
‫‪ %8‬وهي فئة اآلباء الذين يتراوح رابتهم الشهري بين ‪ 02222‬دج و‪ 42222‬دج وهم من يمتهنون أعمال‬
‫حرة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لفئة األمهات فهناك (‪ )02‬مبحوثات أجابوا من بين (‪ )02‬ألن البقية ال يعملون وأن‬
‫أغلب األفراد العينة المبحوثة من األمهات دخلهم الشهري يتراوح ما بين ‪ 42222‬فأكثر بنسبة ‪ %52‬وهن‬
‫عبارة عن أساتذة‪ ،‬تيها الفئة ما بين ‪ 02222‬دج و‪ 02222‬دج و‪ 02222‬دج و‪ 02222‬بنسبة ‪%02‬‬
‫وهن متعاقدات (الكونترا) تليها نسبة ‪.%02‬‬
‫ومنه أكبر نسبة ‪ %80‬تمثل (‪ )00‬مبحوث بين االم واألب دخلهم الشهري من ‪ 4‬مليون فأكثر‬
‫مما يدل على أن الدخل الشهري لنسبة معتبر من المبحوثين جيد مما يعكس مستوى اقتصادي جيد‪.‬‬
‫ونسبة ‪ %54‬بين األب واألم دخلهم ما بين مليون ومليونان وبقية النسب توزعت بين مليونان وأربعة‬
‫ماليين بقيمة ‪ 07‬و‪ 00‬وهو دخل جيد بالنسبة لألسر الجزائرية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)07‬يوضح عدد العاملين في األسرة‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫عدد العاملين في األسرة‬

‫‪%70‬‬ ‫‪09‬‬ ‫‪0‬‬


‫‪%02‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪%6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪%022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫يشير الجدول رقم (‪ )26‬إلى أن الفئة التي يعمل فيها شخص واحد فقط سجلت أعلى نسبة من‬
‫العينة المبحوثة بقيمة ‪ %70‬ويمكن أن تعبر عن األسر التي يعمل فيها األب فقط‪ ،‬ثم نسبة ‪ %42‬وتعبر‬
‫عن الفئة التي يعمل فيها شخصان وغالبا ما يكون األبوان‪.‬‬
‫أما نسبة ‪ %6‬هي أقل نسبة وتعبر عن األسرة التي يعمل فيها ثالث أشخاص‪ ،‬وغالبا ما يكون‬
‫الشخص الثالث هو أحد األبناء وهذا من أجل الوضع المعيشي الجيد‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)08‬يوضح ممتلكات األسرة‬


‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫ممتلكات األسرة‬

‫‪%02‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أراضي‬


‫‪%07‬‬ ‫‪6‬‬ ‫حيوانات‬
‫‪%44‬‬ ‫‪00‬‬ ‫سيارات‬
‫‪%022‬‬ ‫‪06‬‬ ‫المجموع‬

‫الشكل رقم (‪ :)41‬يوضح ممتلكات األسرة‬

‫يوضح ممتلكات األسرة‬

‫أراضي‬
‫‪%30‬‬
‫ممتلكات‬
‫‪%44‬‬

‫حيوانات‬
‫‪%26‬‬

‫أراضي‬ ‫حيوانات‬ ‫ممتلكات‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )08‬والشكل رقم (‪ )20‬أن أكبر النسب سجلت في الفئة التي‬
‫تمتلك سيارات بنسبة ‪ %44‬من ضمن (‪ )02‬أسرة يوجد (‪ )06‬أسرة لديهم سيارة في المنزل‪ ،‬تليها نسبة‬
‫‪ %02‬لديهم أراضي و‪ %07‬لديهم حيوانات‪ ،‬وكل هذه الممتلكات من أجل تحسين المستوى المعيشي‬
‫لألسرة من أجل توفير خدمات صحية مالئمة للطفل في حالة مرضه‪ .‬وكل هذا يعكس المستوى‬
‫االقتصادي لألسرة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)09‬يوضح مدى توفر األسرة على مختلف األجهزة‬


‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫مدى توفر األسرة على مختلف األجهزة‬

‫‪%00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫أجهزة التلفاز‬


‫‪%00‬‬ ‫‪02‬‬ ‫األنترنت‬
‫‪%05‬‬ ‫‪04‬‬ ‫اإلعالم اآللي‬
‫‪%02‬‬ ‫‪08‬‬ ‫أجهزة منزلية‬
‫‪%022‬‬ ‫‪90‬‬ ‫المجموع‬

‫الشكل رقم (‪ :)40‬يوضح مدى توفر األسرة على مختلف األجهزة‬

‫يوضح مدى توفر األسرة على مختلف األجهزة‬

‫أجهزة منزلية‬ ‫أجهزة تلفاز‬


‫‪%30‬‬ ‫‪%32‬‬

‫إعالم آلي‬
‫‪%15‬‬
‫انترنت‬
‫‪%23‬‬

‫أجهزة تلفاز‬ ‫انترنت‬ ‫إعالم آلي‬ ‫أجهزة منزلية‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )09‬والشكل رقم (‪ )20‬تبين أن األسرة الجزائرية تحاول قدر اإلمكان‬
‫توفير مختلف األجهزة المنزلية التي تتماشى مع متطلبات الحياة وتتمثل في أجهزة التلفاز ب ـ ‪ %00‬وأجهزة‬
‫منزلية بنسبة ‪ %02‬وتليها األنترنت بنسبة ‪ %00‬وأجهزة اإلعالم اآللي بنسبة ‪ .%05‬ومنه نوع األجهزة‬
‫وعددها يعكس المستوى المادي لألسرة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)14‬يوضح انخراط األسرة في الضمان االجتماعي‬


‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الضمان االجتماعي‬

‫‪%82‬‬ ‫‪04‬‬ ‫نعم‬


‫‪%02‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ال‬
‫‪%022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫يتبين من خالل الجدول أن أغلب أفراد العينة يستفيدون من الضمان االجتماعي بنسبة ‪،%82‬‬
‫وهذا سيخفف عبئا ثقيال عن األسرة المستفيدة فيما يخص تعويض مصاريف عالج الطفل‪ ،‬فيزيح عن‬
‫األسرة هاجس الخوف والقلق الناجم عن عدم قدرتها على دفع تكاليف العالج في حالة مرض الطفل وهم‬
‫يستفيدون من الضمان االجتماعي ألن أغلبهم يمارسون مهنا في القطاع الحكومي‪.‬‬
‫أما نسبة ‪ %02‬فتمثل األسرة التي ال تستفيد من خدمات الضمان االجتماعي وقد أكدوا أن عدم‬
‫استفادتهم من الضمان االجتماعي شكل عائقا على قدرتها في عالج الطفل خاصة وأن أغلب أرباب هذه‬
‫األسر يمارسون مهن حرة أو مؤقتة ويتراوح دخله بين ‪ 02222‬دج و‪ 02222‬دج وهو غير كاف للتكفل‬
‫بمصاريف البيت بما فيها مصاريف العالج ورعايته الصحية‪ .‬وهذا يعبر عن مستوى اقتصادي متوسط‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11‬يبين المستوى المعيشي لألسرة‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫المستوى المعيشي‬

‫‪%6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ضعيف‬


‫‪%67‬‬ ‫‪23‬‬ ‫متوسط‬
‫‪%06‬‬ ‫‪5‬‬ ‫جيد‬
‫‪%022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )11‬نالحظ أن أكبر نسبة سجلت في فئة متوسطي المستوى المعيشي‬
‫بنسبة ‪ %67‬وهي نسبة كبيرة‪ ،‬وهذا راجع إلى خروج المرأة للعمل من أجل مساعدة الزوج في تحسين‬
‫المستوى المعيشي‪ ،‬كما يمكن أن نجد األب يتكمن أكثر من مهنة من أجل توفير مختلف متطلبات الحياة‬
‫وهم متقاعدين ويمتهنون مهن أخرى إضافة إلى رابتهم‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫وتقل إلى ‪ %06‬وتعبر عن الفئة ذات المستوى المعيشي الجيد وتضم إطارات و ازرة الدفاع الوطني‬
‫والموظفين في المؤسسات الحكومية (سونطراك)‪.‬‬
‫أما نسبة ‪ %6‬تعبر عن الفئة ذات المستوى المعيشي الضعيف وتمثل الفالحين أو من يمارسون‬
‫مهن مؤقتة او مهن حرة‪.‬‬
‫وعليه فإن أغلبية األسر الجزائرية تعيشي مستوى معيشي متوسط بين الحاالت الغنية والفقيرة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬يوضح توزيع العينة حسب نوع المنطقة التي تقطن فيها األسرة‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫نوع المنطقة‬

‫‪%46‬‬ ‫‪04‬‬ ‫ريف‬


‫‪%50‬‬ ‫‪07‬‬ ‫مدينة‬
‫‪%022‬‬ ‫‪42‬‬ ‫المجموع‬

‫الشكل رقم (‪ :)40‬يوضح توزيع العينة حسب نوع المنطقة التي تقطن فيها األسرة‬

‫نوع المنطقة‬

‫ريف‬
‫مدينة‬ ‫‪%47‬‬
‫‪%53‬‬

‫ريف‬ ‫مدينة‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )12‬والشكل رقم (‪ )20‬أن النسبة األكبر من األفراد العينة‬
‫المبحوثة تقدر بـ ـ ‪ %50‬وهي تعبر عن الفئة التي تعيش في المدينة‪ ،‬مما يجعلهم على مسافة قريبة من‬
‫المرافق الصحية في كل الفترات يمكنهم التنقل‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫أما نسبة ‪ %46‬تعبر عن الفئة التي نقطة في الريف وهي نسبة المبحوثين الذين يقطنون بعيدا‬
‫عن كل المراكز والمستشفيات مما ينعكس سلبا على األستاذة من الخدمات الصحية في كل الفترات‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬يوضح توزيع عينة البحث حسب نوع الحي‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫نوع الحي‬

‫‪%06‬‬ ‫‪00‬‬ ‫راق‬


‫‪%00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫راق جدا‬
‫‪%52‬‬ ‫‪07‬‬ ‫غير راقي‬
‫‪%022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫الشكل رقم (‪ :)40‬يوضح توزيع عينة البحث حسب نوع الحي‬

‫راق جدا‬
‫‪%47‬‬ ‫راق‬
‫‪%53‬‬

‫راق‬ ‫راق جدا‬ ‫غير راقي‬

‫يتبين من خالل الجدول رقم (‪ )13‬والشكل رقم (‪ )24‬أن أعلى نسبة سجلت في الفئة التي تعيش‬
‫في حي غير راق بنسبة ‪ %52‬وهي تمثل األشخاص الذين يعيشون في الريف أو القوى بعيدا عن المدينة‬
‫من أجل ممارسة نشاطاتهم اليومية المتمثلة في تربية الحيوانات والفالحة‪.‬‬
‫وتقل إلى ‪ %06‬وتعبر عن الفئة التي تعيش في الحي الراقي‪ ،‬ثم نسبة ‪ %00‬وتعبر عن الفئة‬
‫التي تعيش في الحي الراقي جدا وهي الفئة ذات الوقع المعيشي الجدي‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫ومنه المبحوثين يقطنون أحياء مختلف النوعية‪ ،‬بين األحياء الراقية والغير راقية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬يوضح توزيع العينة حسب نوع المسكن‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫نوع المسكن‬

‫‪%06‬‬ ‫‪5‬‬ ‫فيال‬


‫‪%56‬‬ ‫‪06‬‬ ‫منزل ملك‬
‫‪%00‬‬ ‫‪4‬‬ ‫شفة في عمارة‬
‫‪%6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫منزل لإليجار‬
‫‪%6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫كوخ‬
‫‪%144‬‬ ‫‪04‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل الجدول يتضح أن أغلب أفراد العينة المبحوثة لديهم مساكن خاصة بهم تمثلت في فيال‬
‫بنسبة ‪ %06‬ومنزل ملك بنسبة ‪ %55‬وشقة في عمارة بنسبة ‪ %04‬وهذا ما يمكن أن يرجع إلى الظروف‬
‫المعيشية الحسنة‪.‬‬
‫أما نسبة ‪ %6‬من العينة المبحوثة تمثلت في من لديهم منزل لإليجار مرتفع‪ ،‬والمبلغ المتبقي ال‬
‫يسمح بتوفير كامل متطلبات األسرة وينعكس هذا على توفير متطلبات الرعاية الصحية الكاملة لألطفال‬
‫بمختلف جوانبها‪ ،‬تعادلها الفئة التي تعيشي في منازل عبارة عن كوخ بنسبة ‪ %6‬وهذا يؤثر سلبا على‬
‫صحة الطفل وعلى الرعاية الصحية له‪ ،‬وهذا بسبب ضعف الدل المادي لألسرة والظروف المعيشية السيئة‬
‫خاصة وأن أرباب بعض األسر بطالين أو يمارسون مهنا مؤقتة ال تسمح بتوفير مستوى معيشي مناسب‪.‬‬
‫‪ _0‬تفريغ وتحليل البيانات لخاصة بطبيعة الخدمات الصحية المقدمة لألطفال‬
‫الجدول رقم (‪ :)10‬يوضح نوع الخدمات الصحية المقدمة لألطفال‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫نوع الخدمات الصحية المقدمة لألطفال‬

‫‪%00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫فحوصات طبية‬


‫‪%00‬‬ ‫‪9‬‬ ‫األشعة الطبية‬
‫‪%00‬‬ ‫‪07‬‬ ‫التحاليل‬
‫‪%00‬‬ ‫‪07‬‬ ‫تقديم األدوية‬

‫‪92‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫‪%02‬‬ ‫‪6‬‬ ‫خدمات نفسية‬


‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أخرى‬
‫‪022‬‬ ‫‪6‬‬ ‫المجموع‬

‫يتبين من خالل الجدول رقم (‪ )15‬الذي يبين نوع الخدمات الصحية المقدمة لألطفال في‬
‫المستشفى أن الفحوصات الطبية لها أعلى نسبة بقيمة ‪ ،%00‬تليها التحاليل وتقديم األدوية بنسبة ‪،%00‬‬
‫ثم نسبة ‪ %00‬التي تعبر عن األشعة الطبية‪ ،‬أما أقل نسبة بقيمة ‪ %02‬تمثل الخدمات الطبية النفسية‬
‫وهي نسبة ضئيلة جدا ويجب على المسؤولين في المستشفيات العامة تحسينها ألنها تلعب دو اًر مهما في‬
‫عالج الطفل المريض‪.‬‬
‫وبالتالي حسب معطيات هذا الجدول الخدمات الصحية تتنوع بين الفحوصات الطبية‪ ،‬التحاليل‪،‬‬
‫األدوية‪ ،‬األشعة الطبية‪ ،‬خدمات نفسية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11‬يبين تلقي الطفل المريض الفحوصات الالزمة‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫الفحوصات التكرار‬ ‫المريض‬ ‫الطفل‬ ‫تلقي‬
‫الالزمة‬

‫‪%82‬‬ ‫‪04‬‬ ‫نعم‬


‫‪%02‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ال‬
‫‪%022‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )16‬أن نسبة األطفال الذين يتلقون العالج المناسب والفحوصات‬
‫الالزمة في المستشفى وهي نسبة كبيرة تقدر ب ـ ‪ %82‬من أفراد العينة المبحوثة‪ ،‬مما يدل على أن أغلبية‬
‫األطفال يتم التكفل بهم في المستشفى‪.‬‬
‫أما الفئة التي ال تتلقى العالج فهي نسبة ضئيلة مقارنة بالفئة األولى تقدر ب ـ ‪ %02‬وهي نسبة قد‬
‫تمثل الفئة التي وجدت صعوبات في تلقي العالج وخاصة الفحوصات ألسباب متعددة نتناولها الحقا في‬
‫الجداول الالحقة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)11‬يبين نوع الفحوصات التي يتلقاها الطفل المريض‬


‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫الفحوصات التكرار‬ ‫المريض‬ ‫الطفل‬ ‫تلقي‬
‫الالزمة‬

‫‪%67‬‬ ‫‪07‬‬ ‫فحوصات طبية‬


‫‪%04‬‬ ‫‪0‬‬ ‫الفحص باألشعة‬
‫‪%5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫زيادة الدم‬
‫‪%5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫التحاليل‬
‫‪%022‬‬ ‫‪00‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل الجدول رقم (‪ )17‬أن أغلبية األطفال المرضى في المستشفى يتلقون الفحوصات‬
‫وكل حسب طبيعة المرض المصاب به‪ ،‬حيث أن نسبة ‪ %67‬تتلقى‬
‫الضرورية والالزمة من أجل العالج ٌ‬
‫فحوصات طبية ونسبة ‪ %04‬الفحص باألشعة وتليها التحاليل وزيادة الدم بنسبة ‪.%5‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11‬يوضح القطاع الصحي المفضل للمبحوثين‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫القطاع الصحي المفضل‬

‫‪%06‬‬ ‫‪00‬‬ ‫قلة التكاليف‬


‫‪%8‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الثقة في القطاع العام‬ ‫العام‬
‫‪%05‬‬ ‫‪07‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪%00‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الثقة في القطاع‬
‫‪%02‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نوعية الخدمات الطبية في القطاع الخاص‬ ‫الخاص‬
‫‪%00‬‬ ‫‪05‬‬ ‫الحصول على الخدمات الطبية في فترة قصيرة‬
‫‪%00‬‬ ‫عدم توفر الخدمات الطبية في القطاع العمومي ‪04‬‬
‫‪%67‬‬ ‫‪49‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪%022‬‬ ‫‪75‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫‪94‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫يتبين من خالل الجدول أن أغلبية األسر من العينة المبحوثة تفضل القطاع الخاص وذلك بنسبة‬
‫‪ %67‬ولقد فسروا ذلك الحصول بالحصول على الخدمات الطبية في فترة قصيرة نسبة ‪ %00‬تليها ‪%00‬‬
‫وتعبر عن الفئة التي أرجعت ذلك إلى عدم توفر الخدمات الطبية في المستشفى العمومي‪ ،‬وتقل إلى‬
‫‪ %02‬وتعبر عن النوعية الجدية للخدمات الطبية في القطاع الخاص‪ ،‬وتليها الثقة في القطاه بنسبة‬
‫‪.%00‬‬
‫أما من يفضلون القطاع العام فيمثلون ‪ %05‬من مجموع العينة المبحوثة وأرجعوا ذلك إلى قلة‬
‫التكاليف بنسبة ‪ ،%06‬ويمكن تفسير ذلك إلى أن نسبة كبيرة من األسر الجزائرية لها مستوى معيشي‬
‫متوسط‪ ،‬كما أن صعوبة المعيشة وكثرة المتطلبات األسرية ال يسمح لآلباء بصرف تكاليف باهضة على‬
‫معالجة الطفل المريض‪ ،‬ثم تليها الثقة في القطاع العام بنسبة ‪.%8‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)11‬يوضح توفر التجهيزات المناسبة والضرورية في المستشفى لتقديم خدمات صحية‬
‫جيدة‬
‫السنة المئوية‪%‬‬ ‫في التكرار‬ ‫والضرورية‬ ‫المناسبة‬ ‫التجهيزات‬ ‫توفر‬
‫المستشفى لتقديم خدمات صحية جيدة‬

‫‪%00‬‬ ‫‪00‬‬ ‫األفرشة‬


‫‪%6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫التنفس االصطناعي (لوكسجان)‬
‫‪%5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫األدوية‬
‫‪%5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫توفير كيفية الدم المناسب للطفل‬ ‫نعم‬

‫‪%02‬‬ ‫‪4‬‬ ‫آالت طبية‬


‫‪%58‬‬ ‫‪04‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪%74‬‬ ‫‪08‬‬ ‫ال‬
‫‪%022‬‬ ‫‪40‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫يتبين من خالل الجدول أن أغلبية العينة المبحوثة بنسبة ‪ %74‬قالوا أنه ال توجد التجهيزات‬
‫المناسبة والضرورية في المستشفى لتقديم الخدمات الصحية الجدية لألطفال المرضى وأن معظم األجهزة‬

‫‪95‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫الموجودة معطلة وهذا يؤثر على األسرة التي لها دخل محدود ومنه يؤثر على الرعاية الصحية للطفل‬
‫المريض‪.‬‬
‫أما النسبة الثانية تقدر ب ـ ‪ 07%‬وتعبر عن العينة التي ترى أنه تتوفر التجهيزات المناسبة لتقديم‬
‫الخدمات الصحية الجيدة‪ ،‬وتوزعت إلى ‪ %54‬وتمثلت في األفرشة و‪ %00‬تعبر عن التنفس‬
‫االصطناعي‪ %8 ،‬تعتبر على كل من األدوية وتوفير الكمية المناسبة من الدم للطفل وتليها ‪%06‬‬
‫وتتمثل في األجهزة الطبية المختلفة‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)04‬يبين القائمين على الخدمات الصحية‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫القائمين على الخدمات الصحية المقدمة‬

‫‪%49‬‬ ‫‪09‬‬ ‫طبيب عام‬


‫‪%50‬‬ ‫‪02‬‬ ‫طبيب خاص‬
‫‪%022‬‬ ‫‪09‬‬ ‫المجموع‬

‫نالحظ من خالل الجدول أن أغلبية األطفال المرضى يتلقون العالج من قبل طبيب مختص في‬
‫طب األطفال بنسبة ‪ %50‬تليها نسبة ‪ %49‬تمثل األطفال الذين يتلقون العالج من قبل طبيب عام‪ ،‬أي‬
‫أن الخدمات الصحية تقدم من طرف طبيب عام وكذا مختصين في طب األطفال‪ ،‬وهذا حسب حالة‬
‫الطفل الصحية وكذلك حسب وجود الطبيب أو عدم وجوده أثناء عالج الطفل‪ ،‬وهنا أكيد يوجد فرق في‬
‫نوعية الخدمة‪.‬‬
‫فالطبيب المختص يكون على دراية بنوع المرض‪ ،‬وتشخيصه وبالتالي كيفية عالجه بدقة مقارنة‬
‫بالطب العام‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ )01‬يبين مدى قيام األسرة بالزيارات المنتظمة لفحص ومراقبة الطفل‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫القيام بالزيارات المنتظمة‬

‫‪%73‬‬ ‫‪24‬‬ ‫نعم‬


‫‪%6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الدخل ال يكفي‬
‫‪%9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫البعد الجغرافي‬
‫‪%6‬‬ ‫صعوبة التشخيص المرضى في المستشفى ‪2‬‬ ‫ال‬

‫‪96‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫العمومية‬
‫‪%6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الخدمات الطبية غير جيدة‬
‫‪%27‬‬ ‫‪9‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪33‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫من خالل بيانات الجدول رقم (‪ )21‬يتبين أن أغلبية األسر تقوم بالزيارات المنتظمة وذلك بنسبة‬
‫‪ ،%60‬وهذا يمكن أن يرجع إلى وعي األسرة والمستوى المعرفي الجيد لها‪ ،‬وهي نسبة كبيرة مقارنة بفئة‬
‫من ال يقومون بالزيارات المنتظمة‪ /‬حيث تمثل نسبة ‪ %06‬من عينة البحت وأرجعت ذلك على أن الدخل‬
‫ال يكفي وذلك بنسبة ‪ ،%7‬والبعد الجغرافي بنسبة ‪ %9‬وصعوبة تشخيص المرض بنسبة ‪ %7‬والخدمات‬
‫الطبية الغير جيدة بنسبة ‪ %7‬حيث أنهم يعتمدون على الطب البديل في الحاالت الغير مستعصية‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬يوضح مدى استيعاب العينة المبحوثة للوصفة الطبية والجرعة الموصي بها‬
‫وأسباب عدم استيعابها‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫استيعاب مضمون الوصفة والجرعة الموصى بها‬

‫‪%73.33‬‬ ‫‪00‬‬ ‫نعم‬


‫‪%13.3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عدم فهم اللغة األجنبية‬
‫‪%13.3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عدم فهم اللغة العلمية الطبية‬ ‫ال‬
‫‪%26.66‬‬ ‫‪8‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪%100‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫يتبن من خالل الجدول أن أغلب أفراد العينة المبحوثة يستوعبون مضمون الوصفة الطبية‬
‫والجرعة الموصي بها وذلك بنسبة ‪ ،%60.33‬وهذا يعود إلى اهتمام األولياء ومستواهم التفافي والتعليمي‪،‬‬
‫وكذلك دور الطبيب قد يكون مؤثر وذلك من حيث تبسيطه للوصفة‪.‬‬
‫أما الفئة التي ال تستوعبها فهي قليلة مقارنة بالفئة األولى بنسبة ‪ %26.66‬ويمكن أن يرجع ذلك‬
‫إلى ضعف مستواهم الثقافي أو التعليمي‪ ،‬مما يجعل الولي غير قادر على فهم ما يقوله الطبيب أو‬
‫استيعاب طريقة العالج‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫كما أن أفراد العينة التي لم تستوعب مضمون الوصفة والجرعة الموصى بها أرجعت ذلك إلى‬
‫عدم فهم اللغة األجنبية واللغة العلمية الطبية وذلك بنسبة ‪.%07.77‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬يبين إمكانية شراء األدوية الموصوفة‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫إمكانية شراء األدوية الموصوفة‬

‫‪%93‬‬ ‫‪08‬‬ ‫نعم‬


‫‪%7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ال‬
‫‪%7‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫نالحظ من خالل الجدول أن أغلب أفراد العينة المبحوثة يقومون بشراء األدوية الموصوفة للطفل‬
‫في مرحلة العالج وذلك بنسبة ‪ ،%93‬ويمكن تفسر ذلك بأن أغلية األسر منخرطون في الضمان‬
‫االجتماعي‪ ،‬حيث أنه يتم تعويضهم في مصاريف العالج واألدوية والبعض االخر مستواهم المعيشي‬
‫والشهري الدخل جيد‪ ،‬أو أن بعض األ سر تقوم باالقتصاد أكثر من أجل شراء األدوية للطفل المريض‬
‫خوفا منهم على صحته في حين ‪ %6‬من العينة المبحوثة ال يقمون بشراء األدوية ألن الوضع المادي ال‬
‫يسمح‪.‬‬
‫ومن خالل حاالت أغلبية األسر تتمكن من شراء األدوية مما يِثر إيجاب على تلقي العالج‬
‫وتحسن الحالة الصحية للطفل المريض‪.‬‬

‫‪ _0‬تفريغ وتحليل البيانات الخاصة بتأثير االنتماءات االقتصادية واالجتماعية على نوعية‬
‫الخدمات الصحية‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬يبين تأثير البعد عن المستشفى في العالج الذي يتلقاه الطفل المريض‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫عدم تلقي الطفل العالج بسبب البعد عن المستشفى‬

‫‪%17‬‬ ‫‪5‬‬ ‫نعم‬


‫‪%83‬‬ ‫‪05‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪02‬‬ ‫المجموع‬

‫‪98‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫من خالل الجدول رقم (‪ )24‬نالحظ أن أغلب أفراد العينة المبحوثة يرون أن البعد عن المستشفى‬
‫ليس سببا في عدم تلقي الطفل المريض العالج وذلك بنسبة ‪.%80‬‬
‫أما من يرون أن هذا العامل يؤثر على تلقي الطفل المريض العالج بنسبة قدرت ب ـ ‪ %06‬ويمكن‬
‫تفسير ذلك بأن هذه الفئة تعيش خارج المدينة وال تملك وسيلة نقل من أجل نقل الطفل لتلقي العالج‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)00‬يوضح العالقة بين المستوى المعيشي لألسرة ونوعية الخدمات‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫العالقة بين المستوى المعيشي لألسرة ونوعية الخدمات‬
‫المئوية‪%‬‬

‫‪%36‬‬ ‫‪9‬‬ ‫العالج مكلف‬


‫‪%16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫انخفاض المستوى المعيشي لألسرة‬
‫‪%8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫االنتماء االقتصادي لألسرة‬ ‫نعم‬

‫‪%16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫إنخفاض المستوى التعليمي‬


‫‪%76‬‬ ‫‪09‬‬ ‫المجموع الجزئي‬
‫‪%24‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪05‬‬ ‫المجموع الكلي‬

‫يتضح من خالل الجدول رقم (‪ )25‬أن أكبر نسبة لقيمة ‪ %67‬من أفراد العينة المبحوثة أجابوا‬
‫بأنه توجد عالقة بين المستوى المعيشي والمعرفي لألسرة ونوعية الخدمات الصحية وبرووا إجابتهم بأنه إذا‬
‫كانت لديك أي معرفة بأي مسؤول في القطاع سيكون طفلك تحت رعاية طبية جيدة وأنه لما يكون‬
‫المستوى المعيشي لألسرة عال يتلقى العالج في القطاع الخاص الذي تكون فيه الخدمات الصحية جيدة‪،‬‬
‫وهناك من برر أجابته بأنه مختلف التحاليل واألشعة التي يحتاجها الطفل في فترة العالج مكلفة وان كانت‬
‫االسرة لها مستوى معيشي ضعيف ال تستطيع القيام بها وهذا يؤثر على صحته ويؤثر على مدى توفير‬
‫الخدمات الصحية الغير متوفرة في الطب العام‪.‬‬
‫وأنه ال يوجد صدق في العمل مع الشخص الغير متقف وان كانت هيئة ولباس الشخص غير‬
‫جيدة يهمش ويحتقر‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫أما بنسبة ‪ %04‬من عينة البحث تمثل الفئة التي نفت وجود عالقة بين المستوى المعرفي‬
‫والمعيشي لألسرة ونوعية الخدمات الصحية المقدمة للطفل‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬يوضح العوامل التي تؤثر على تقديم خدمات صحية جيدة للطفل‬
‫النسبة‬ ‫التكرار‬ ‫العوامل التي تؤثر على تقديم خدمات صحية جيدة للطفل‬
‫المئوية‪%‬‬

‫‪%34‬‬ ‫‪21‬‬ ‫انخفاض الدخل األسري‬


‫‪%2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫مشكلة السكن‬
‫‪%31‬‬ ‫‪19‬‬ ‫نقص المستوى المعرفي‬
‫‪%21‬‬ ‫‪13‬‬ ‫البعد عن المستشفى‬
‫‪%13‬‬ ‫‪8‬‬ ‫أخرى‬
‫‪%100‬‬ ‫‪62‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين من خالل الجدول رقم(‪ )26‬أن أكبر عامل من العوامل التي يؤثر على تقديم خدمات صحية‬
‫جيدة للطفل هو انخفاض الدخل األسري بنسبة ‪ ،%04‬ثم تليها نسبة ‪%00‬تعبر عن عامل نقص‬
‫المستوى المعرفي وهذان العامالن من أكثر العوامل التي تؤثر على الرعاية الصحية للطفل‪ ،‬حيث أن‬
‫انخفاض الدخل األسري ال يسمح بشراء مختلف االدوية الموصوفة لعالج الطفل المريض‪ ،‬كما يؤثر على‬
‫توفير الخدمات الصحية‪ ،‬الجيدة للطفل‪.‬‬
‫أما نسبة ‪ %00‬تمثل عامل البعد عن المستشفى وهم االفراد الذين يقطنون خارج المدينة وليس‬
‫لهم سيارات من أجل متابعة أطفالهم ومتابعة عالجهم‪.‬‬
‫ثم نسبة ‪ %0‬تمثل عامل مشكلة السكن وهي نسبة ضئيلة جدا مقارنة بانخفاض الدخل االسري‬
‫والمستوى المعرفي لألسرة‪.‬‬
‫وهناك عوامل أخرى تمثل نسبة ‪ %00‬تتمثل في نقص األطباء األكفاء والمختصين في مختلف‬
‫األمراض التي تصيب الطفل‪ ،‬واتباع الطب البديل في معالجة األطفال في حالة األمراض الغير‬
‫مستعصية‪ ،‬وهذا يمكن أن يؤثر على صحة الطفل إن تطور المرض إلى مراحل مستعصية وهذا راجع‬
‫إلى االستهتار بالمرض‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)01‬يبين مدى الشعور باالرتياح من الخدمات المقدمة‬


‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الشعور باالرتياح من الخدمات المقدمة‬

‫‪%54‬‬ ‫‪13‬‬ ‫نعم‬


‫‪%45‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ال‬
‫‪%100‬‬ ‫‪24‬‬ ‫المجموع‬

‫من خالل هذا الجدول تين أن ‪ %54‬من العينة المبحوثة يشعرون باالرتياح من الخدمات‬
‫الصحية المقدمة للطفل في المستشفى العمومي‪ ،‬ويمكن تفسير هذا االرتياح بأن الطفل المريض ُشفي‬
‫وتقابلها نسبة ‪ %45‬ممن ال يشعرون باالرتياح ويمكن تفسير ذلك بضعف الثقة بين المريض والطبيب أو‬
‫سوء المعاملة من قبل بعض األطباء والممرضين ومختلف العاملين في المستشفى العمومي‪.‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬يبين أسباب عدم الشعور باالرتياح من الخدمات المقدمة‬
‫النسبة المئوية‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫اإلجابات‬

‫‪%31‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اإلهمال والالمباالة من قبل األطباء في القطاع العمومي‪.‬‬


‫‪%31‬‬ ‫‪5‬‬ ‫المعاملة الغير جيدة من قبل الطاقم الطبي‪.‬‬
‫‪%6‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ضعف الخدمات الطبية‪.‬‬
‫‪%6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ضعف الثقة في األطباء‪.‬‬
‫‪%6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫نقص التجهيزات الطبية‪.‬‬
‫‪%13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫نقص األطباء المختصين‪.‬‬
‫‪%6‬‬ ‫‪1‬‬ ‫المحسوبية‪.‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪16‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين من خالل الجدول رقم (‪ )28‬أن األفراد العينية المبحوثة وهم ‪ 00‬بنسبة ‪ %45‬الذين لم‬
‫يرتاحوا إلى الخدمات المقدمة لألطفال حيث أرجحوا ذلك إلى اإلهمال والالمباالة من قبل األطباء في‬
‫القطاع العمومي والمعاملة الغير جيدة من قبل الطاقم الطبي بنسبة ‪ %00‬ثم تلقيهم نقص األطباء‬

‫‪101‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫المختصين بنسبة ‪ ،%00‬ويمكن تفسير ذلك باتجاه الخدمات الطبية وضعف الثقة في األطباء ونقص‬
‫التجهيزات الطبية والمحسوبية بنسب مساوية قدرات بـ ـ ـ ‪.%7‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)01‬يوضح اقتراحات المبحوثين لتحسين الخدمات الصحية المقدمة لألطفال في‬
‫المستشفى العمومي‬
‫التكرار النسبة المئوية‪%‬‬ ‫اإلجابات‬
‫‪%16‬‬ ‫‪6‬‬ ‫توفير النظافة‪.‬‬
‫‪%14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫تحسين المعاملة من قبل الموظفين (أطباء وممرضين وعمال النظافة)‪.‬‬
‫‪%7‬‬ ‫‪0‬‬ ‫إلتزام األطباء بالمراقبة المستمرة لألطفال‪.‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪5‬‬ ‫توفير أطباء مختصين‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تحسين تسيير إدارة المشفى‪.‬‬
‫‪%25‬‬ ‫‪00‬‬ ‫توفير كل التجهيزات الضرورية‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تعميم تدريب األطفال المرضى في المستشفى وخاصة‬
‫من لديهم مرض مزمن‪.‬‬
‫‪%5‬‬ ‫‪0‬‬ ‫توفير المرافق الترفيهية‬
‫‪%14‬‬ ‫‪7‬‬ ‫توفير الغذاء الجيد والمتكامل‪.‬‬
‫‪%2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫تغيير أسلوب معالجة الطفل وجعله ترفيهي‪.‬‬
‫‪%98‬‬ ‫‪44‬‬ ‫المجموع‬

‫تبين من خالل جدول إجابات العينة المبحوثة واقتراحاتهم من أجل تحسين الخدمات الصحية‬
‫المقدمة لألطفال المرضى أن توفير التجهيزات الضرورية أكبر نسبة بقيمة ‪ ،%05‬تليها ‪ %07‬تعتبر عن‬
‫تعبر عن تحسين المعاملة من قبل‬
‫العينة التي تقترح توفير النظافة والحرص عليها ونسبة ‪ّ %04‬‬
‫الموظفين وخاصة الطاقم الطبي من األطباء والممرضين وتوفير الغذاء الجيد والمتكامل من أجل تقوية‬
‫تعبر عن توفير األطباء المختصين من أجل تشخيص حالة‬
‫مناعة األطفال المرضى‪ ،‬تليها نسبة ‪ّ %00‬‬
‫الطفل‪ ،‬وتقل إلى ‪ %6‬وتمثل التزام األطباء بالمراقبة المستمرة لألطفال‪ ،‬ثم إلى ‪ %5‬وتعبر عن توفير‬
‫تعبر عن تحسين تسيير إدارة‬
‫المرافق الترفيهية من أجل تحسين نفسية األطفال المرضى‪ ،‬ثم إلى ‪ّ %0‬‬

‫‪102‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫المستشفى‪ ،‬وتعميم تدريس األطفال المرضى في المستشفيات وخاصة من لديهم أمراض مزمنة وذلك من‬
‫أجل أن ال يتأخروا عن دراستهم‪ ،‬وأيضا تغيير أسلوب معالجة األطفال وجعله ترفيهيا حتى ال يخاف‬
‫الطفل ويرفض العالج‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مناقشة النتائج في ضوء الفرضيات‬


‫‪ ‬الفرضية األولى‪ " :‬تنتمي أسر األطفال المرضى بالمؤسسة االستشفائية العمومية لمستويات‬
‫تعليمية واجتماعية واقتصادية متباينة"‪.‬‬
‫بالنسبة للمستوى االقتصادي لألسر‪ ،‬يتضح أنه مختلف ومتباين‪ ،‬بين المستوى المتوسط وهو‬
‫الغالب والمستوى االقتصادي الجيد‪ ،‬ثم بنسبة قليلة مستوى اقتصادي ضعيف‪ ،‬وهذا ما تبينه الجداول ‪،4‬‬
‫‪ ، 02 ،9 ،8 ،6 ،7 ،5‬وهي كلها جداول تتضمن معطيات تقيس المستوى االقتصادي لألسرة سواء تعلق‬
‫األمر‪ ،‬بمتغ ير الوضعية المهنية‪ ،‬فاألغلبية لديهم وظيفة أو منصب دائم‪ ،‬أو متغير الدخل الشهري والذي‬
‫ُوصف بأنه بين المتوسط والجيد‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعدد العاملين باألسرة‪ ،‬فأغلبهم يتراوح ما بين اإلثنين والواحد‪ ،‬مما يعني تقريبا أن‬
‫الغالبية ال يعاني من البطالة‪ ،‬وهذا خاصة عند اآلباء‪ ،‬أما األمهات فتوجد نسبة ال بأس بها ال تعمل‪.‬‬
‫باإلضافة إلى توفر األسر على ممتلكات وأجهزة‪ ،‬وان كان عددها يختلف بين األسر‪ ،‬كما أن‬
‫نسبة كبيرة منهم منخرطة في الضمان االجتماعي‪ ،‬فيكون بذلك المستوى المعيشي متوسط بنسبة كبيرة‬
‫وكما وضحه الجدول رقم (‪)00‬‬
‫أما االنتماء االجتماعي‪ ،‬فيتضح أن المستوى المعيشي لألسر متوسط‪ ،‬وممتلكاتهم مختلفة‪ ،‬وهو‬
‫هو تغيير يؤثر على المكانة االجتماعية لألسر‪ ،‬ينتمون جغرافيا إلى مناطق ريفية وحضرية‪ ،‬وأحياء سكنية‬
‫راقية وراقية جدا‪ ،‬وكذلك أحياء غير راقية‪ ،‬أما نوع المسكن فهو في أغلبيته مسكن ملك‪ ،‬إضافة إلى سكن‬
‫فيال‪.‬‬
‫وهو ما وضحته الجداول رقم (‪ ،)04( ،)00( ،)00( ،)00‬مما يدل على أن األسر تنتمي لمستويات‬
‫اجتماعية مختلفة ومتباينة وكذلك انتماءات اقتصادية مختلفة‪.‬‬
‫مما يؤكد على صحة الفرضية األولى‪.‬‬
‫‪ ‬الفرضية الثانية‪" :‬يحظى األطفال بالمؤسسة االستشفائية العمومية بخدمات صحية متنوعة‬
‫ونوعية"‪.‬‬
‫من خالل جدالو المحور الخاص بطبيعة الخدمات الصحية الموجهة لألطفال‪ ،‬نجد أن هناك‬
‫خدمات صحية متنوعة بين العالج الطبي الجسدي والعالج النفسي وهذا ما يبينه الجدول رقم (‪ ،)05‬مع‬

‫‪103‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫وجود مقومات ضرورية وتجهيزات مادية مختلفة‪ ،‬كما أن القائمين على هذه الخدمات يتنوعون بين‬
‫الطبيب العام والخاص حسب الجدول رقم (‪ ،)02‬أي خدمات عامة وأخرى متخصصة‪.‬‬
‫إذن حسب هذه المعطيات الميدانية‪ ،‬فإن المؤسسة تقدم خدمات صحية متنوعة‪ ،‬وذات مستوى‬
‫مقبول‪ ،‬وان كانت هناك نقائص مما يجعل نسبة معتبرة من المبحوثين يعبرون عن عدم ارتياحهم للخدمات‬
‫ألسباب متعددة‪ ،‬كما بينه الجدول رقم (‪.)06‬‬
‫هذه المعطيات تؤكد صحة الفرضية الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬الفرضية الثالثة‪ " :‬كلما تحسنت الحالة االقتصادية واالجتماعية والمستوى التعليمي ساعد ذلك على‬
‫حصول أطفالها المرضى على الرعاية الصحية"‪.‬‬
‫من خالل الجدول رقم ‪ 05‬اتضح أن المستوى المعيشي له تأثير على نوعية الخدمات بنسبة‬
‫كبيرة‪ ،‬وهذه العالقة مترجمة في تأثير تكاليف العالج‪ ،‬انخفاض المستوى المعيشي له تّأثير على نوعية‬
‫الخدمات الصحية بنسبة كبيرة‪ ،‬هذه العالقة مترجمة في تأثير تكاليف العالج‪ ،‬انخفاض المستوى‬
‫المعيشي‪ ،‬كله يؤدي إلى عدم الحصول على خدمات جيدة‪.‬‬
‫كما أن المبحوثين تحدثوا عن العوامل التي تؤثر في تقديم خدمات صحية جيدة‪ ،‬من خالل‬
‫الجدول رقم (‪ ،) 07‬كانخفاض الدخل خاصة‪ ،‬نقص المستوى المعرفي والبعد عن المستشفى‪ ،‬أي أن‬
‫العامل له تأثير كببر على الخدمات الصحية‪ ،‬فكلما تحسن المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة‪،‬‬
‫ساعد ذلك في الحصول على خدمات جيدة‪.‬‬
‫إذن بعد التأكد من الفرضيات المنطلق منها‪ ،‬يمكن أن نؤكد صحة الفرضية الرئيسية‪ ،‬بأن‬
‫األطفال يتلفون خدمات صحية متنوعة بين الخدمات العالجية الطبية‪ ،‬والخدمات النفسية أحيانا‪ ،‬هذه‬
‫الخدمات تتأثر باالنتماء االقتصادي واالجتماعي لألسرة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مناقشة النتائج في ضوء الدراسات السابقة‬
‫يعتبر متغير الرعاية الصحية ذو أهمية بالغة لما توفره من خدمات متنوعة ومختلفة لألطفال‬
‫بمتغيرات أخرى‪ ،‬حيث نجد‬
‫ّ‬ ‫المرضى ولقد بينت الكثير من الدراسات هذه األهمية‪ ،‬كما ُربط هذا المتغير‬
‫دراسة "بونويقة نصيرة" بعنوان "الرعاية الصحية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة بالوسط األسري"‪ ،‬حيث‬
‫توصلت إلى أن األسرة ال تقوم بتوفير الرعاية الصحية الكاملة والالزمة للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة‪،‬‬
‫وهذا بسبب غياب أو نقص الخدمات االجتماعية‪ ،‬والذي كان له األثر السلبي على قيام األسرة بدورها في‬
‫توفير الرعاية الصحية الكاملة‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الجانب الميداني للدراسة‬ ‫الفصــــــل الــــــرابع‪:‬‬

‫كما توصلت دراسة "خليفاوي فهيمة" بعنوان "األسرة ودورها في الرعاية الصحية ألطفالها األقل من‬
‫خمس سنوات" إلى أن المستوى المعيشي الجيد لألسرة يؤثر على الرعاية الصحية للطفل‪.‬‬
‫كما أظهرت دراسة "محمداتني شهرزاد" والتي تحمل عنوان "الرعاية االجتماعية في مجال الصحة‬
‫"أن العوامل االجتماعية تؤثر على الرعاية الصحية للطفل‪.‬‬
‫كذلك تذهب دراسة "نورمهان حسن محمد" بعنوان "توزيع الخدمات الصحية وعالقتها بصحة الطفل في‬
‫المجتمع األسري إلى أنه البد من تكافؤ الفرص في الحصول على الرعاية الصحية للطفل بين األطفال‬
‫في الريف والحضر‪.‬‬
‫نتائج الدراسة الحالية تتوافق مع الدراسات سابقة الذكر‪ ،‬فالبد من توفير رعاية صحية جيدة‬
‫ومتنوعة للطفل المريض من أجل توفير الرعاية الجيدة للطفل‪ ،‬كما أن تحسين المستوى المعيشي يؤثر‬
‫إيجابا على الرعاية الصحية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬النتائج العامة‬
‫بعد طرح مختلف التصورات الفكرية والنظرية التي عالجت موضوع "تفاوتات الرعاية الصحية‬
‫المقدمة لألطفال" والتي اتسمت بتعدد وجهات النظر الفكرية والمنطلقات النظرية في معاجلتها لهذا‬
‫الموضوع‪ ،‬وبعد تحليل نتائج الدراسة الميدانية ومقارنتها بالدراسات السابقة والفرضيات الجزئية استخلصنا‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ ‬أن أسر األطفال المرضى الموجودين بالمؤسسة لديهم انتماءات اقتصادية واجتماعية مختلفة‪،‬‬
‫ومتباينة‪.‬‬
‫‪ ‬يتلقى الطفل المريض خدمات صحية متنوعة ومختلفة داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬كلما تحسن المستوى االقتصادي لألسرة‪ ،‬ساعد ذلك في حصول األطفال على رعاية صحية جيدة‪.‬‬
‫‪ ‬تتحسن نوعية الخدمات الصحية للطفل‪ ،‬بارتفاع وتحسن المستوى المعيشي لألسرة‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫خـــــــــــــــاتمة‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫خاتمة‬

‫في ختام هذا البحث يمكن أن نستنتج أن الرعاية الصحية لألطفال المرضى ليست باألمر السهل‪،‬‬
‫فهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق األسرة بالدرجة األولى‪.‬‬

‫ففي حاالت عديدة ال تقوم األسرة بدورها كما يجب اتجاه صحة أطفالها‪ ،‬ليس تقصي ًار‪ ،‬وانما تحت‬
‫كثير من العوامل االجتماعية واالقتصادية والثقافية والجغرافية التي أشرنا إليها سابقا‪.‬‬

‫كما تتأثر الرعاية الصحية للطفل بنوع الخدمات التي يتلقاها من المؤسسات االستشفائية‪ ،‬فغالبا ما تكون‬
‫غير جيدة‪.‬‬

‫فاعتالل الصحة في مرحلة الطفولة لن يكون من السهل تداركها مستقبال‪ ،‬لذلك يجب أن تحظى‬
‫هذه المرحلة بعناية فائقة‪.‬‬

‫وألجل هذا عمدنا إلى وضع مجموعة التوصيات نقدمها لألسرة أوال‬

‫‪ -‬أن يضع األبوان أطفالهما نصب أعينهما‪ ،‬وهذا بتوفير أكبر قسط من الوقت ألطفالهما‪ ،‬فتركهم لساعات‬
‫طويلة عند األهل أو الجيران او مراك رعاية الطفولة ال يضمن للطفل الرعاية الال مة‪.‬‬
‫‪ -‬التقيد بشروط النظافة‪ ،‬فاألطفال سريعي التعرض لإلصابة باألمراض مثال االسهال‪ ،‬وهنا نقطة مهمة‬
‫يجب أن تدركها األسرة‪ ،‬فهذا المرض خطير جدا‪ ،‬وقد يؤدي إلى الجفاف في فترة قصيرة‪.‬‬
‫‪ -‬أن تبتعد األسرة في تعاملها مع مرض أطفالها بالطرق العالجية التقليدية وتبتعد عن الخرافات‪ ،‬والسيما‬
‫ونحن في وقت العولمة والتكنولوجيا الحديثة للمنتجات الصناعية التي تعتبر عامل خطير على صحة‬
‫األطفال ألنها غنية بالمنكهات والمضافات الغذائية التي دخلت أسواقنا ذات أشكال وألوان مبهرة‪ ،‬فيجب‬
‫االلمام بشروط النظام الغذائي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المسؤولين‪:‬‬

‫‪ -‬تعميم المعارف الصحية عن تنظيم األسرة وتوفير هذه الخدمة لجميع المت وجين‪ ،‬فالوالدات المتقاربة‬
‫تشكل خطر على الطفل واألم معا‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بصحة المواطن‪ ،‬وذلك من خالل توفير مساكن صحية تحوي جميع المرافق الصحية الال مة‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام قدر المستطاع بالنظام الصحي بكل هياكله على كامل التراب الوطني حتى يتمكن الجميع من‬
‫االستفادة من الخدمة الصحية‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫‪ -‬المثابرة على نوعية وتحسيس األهالي بأهمية البيئة ونظافة المحيط على الصحة‪ ،‬وهذا من خالل برامج‬
‫إعالمية وحصص تثقيفية حول المسائل الصحية لألطفال لتنبيه األسر باألخطار التي قد تنجم إذا لم‬
‫تعرف كيفية التعامل مع المرض‪.‬‬

‫وأخي ار نتمنى أن نكون قد وفقنا ولو قليال في تغطية هذا الموضوع والمتمثل في تفاوتات الرعاية‬
‫الصحية المقدمة لألطفال‪.‬‬

‫فبالرغم من أن موضوع الطفولة والرعاية الصحية متداول في كثير من اللقاءات العالمية إال أن‬
‫الطفولة ما الت مهمشة‪ ،‬وال تحظى بالقدر الال م من االهمتمام‪ ،‬فالتطور لن يحصل ما لم يعطي للطفولة‬
‫حقها خاصة في مجال الرعاية الصحية‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫قائمــة المصادر‬
‫والمراجع‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫القرآن الكريم‬
‫‪ )1‬سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.5‬‬
‫‪ )2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.222‬‬
‫المراجع باللغة العربية‬
‫أوال‪ :‬المعاجم والقواميس‬
‫‪ )2‬أحمد شفيق السكري‪ :‬قاموس الخدمة االجتماعية والخدمات االجتماعية‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر ‪.2222‬‬
‫‪ )4‬جون سميسون وآخرون‪ :‬قاموس أكسفورد‪ ،‬جامعة أكسفورد‪ ،‬انجلت ار‪ ،‬ط‪.1794 ،2‬‬
‫‪ )5‬علي بن هادية وآخرون‪ :‬القاموس الجديد للطالب‪ ،‬الشركة الجزائرية للتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.1797 ،‬‬
‫‪ )6‬المعجم الوجيز‪ :‬الميسر‪ ،‬دار الكتب الحديث‪ ،‬الكويت‪.1772 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬الكتب‬
‫‪ )9‬إبراهيم بومي مرعي‪ ،‬مالك أحمد الرشيدي‪ :‬الخدمة االجتماعية ورعاية األسرة والطفولة‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪.1792 ،‬‬
‫‪ )9‬أحمد حلمي جمعة وآخرون‪ :‬أساليب البحث العلمي‪ ،‬دار صفاء‪ ،‬االردن‪.1777 ،‬‬
‫‪ )7‬أحمد زكي بدوي‪ :‬أصول الخدمة االجتماعية‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬الكويت‪( ،‬د‪ ،‬س)‪.‬‬
‫أميمة عمور‪ ،‬عبد الحكيم الصافي وآخرون‪ :‬الرعاية األسرية المؤسسية لألطفال‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار‬ ‫‪)12‬‬
‫الفكر‪.2226 ،‬‬
‫تاالقطيشات إبراهيم أباظة وآخرون‪ :‬مبادئ الصحة والسالمة العامة‪( ،‬د‪ .‬ط)‪( ،‬د‪ .‬م)‪ ،‬دار المسيرة‬ ‫‪)11‬‬
‫للنشر والتوزيع والطباعة‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬
‫جان جاك روسو‪ :‬أصل التفاوت بين الناس‪ ،‬تر‪ :‬عادل زهيتر‪ ،‬مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة‪،‬‬ ‫‪)12‬‬
‫جمهورية مصر العربية‪.2212 ،‬‬
‫حكمت فريحات ‪ ،‬هشام كنعان‪ :‬مبادئ في الصحة العامة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الياروزي العلمية‪.2222 ،‬‬ ‫‪)12‬‬
‫خيري خليل الجملي‪ ،‬بدر الدين كمال عبدة‪ :‬االتجاهات المعاصرة في دراسة األسرة والطفولة‪،‬‬ ‫‪)14‬‬
‫المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬
‫ربحي مصطفى عليان وعثمان محمد غنيم‪ :‬مناهج وأساليب البحث العلمي‪ :‬النظرية والتطبيق‪،‬‬ ‫‪)15‬‬
‫دار الصفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.‬‬
‫رشيد زرواتي‪ ،‬مدخل اإلجتماعي‪ ،‬مطبعة دار هومة‪ ،‬الجزائر‪.2222 ،‬‬ ‫‪)16‬‬

‫‪110‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫سهير كامل أحمد‪ :‬أسس تربية التربية بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار المعرفة الجامعة‪ ،‬مصر‪،‬‬ ‫‪)19‬‬
‫‪.2222‬‬
‫صديقي‪ :‬الصحة العامة والرعاية الصحية من المنظور االجتماعي‪،‬‬
‫‪ )19‬سيد رمضان‪ ،‬سلوى عثمان ّ‬
‫دار المعرفة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2224 ،‬‬
‫الفوال‪ :‬علم االجتماع بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.1776 ،‬‬‫صالح مصطفى ّ‬ ‫‪)17‬‬
‫طاهر محمد بوشلوش‪ :‬التحوالت االجتماعية واالقتصادية وآثارها في القيم في المجتمع الجزائري‬ ‫‪)22‬‬
‫(‪)7666-7691‬ـ‪ :‬دراسة ميدانية تحليلية لعينة من الشباب الجامعي‪ ،‬دار بن مرابط للنشر والطباعة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2229 ،‬‬
‫طالل بن عايد األحمدي‪ ،‬محمد عوض عثمان‪ :‬دراسة تحديد األمراض الشائعة في مجال الرعاية‬ ‫‪)21‬‬
‫الصحية االولية بمدينة الرياض‪( ،‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م)‪.2224 ،‬‬
‫طلعت الدمرداش‪ :‬اقتصاديات الخدمة الصحية‪ ،‬مكتبة القدس‪ ،‬ط‪( ،2‬د‪.‬ن)‪( ،‬د‪.‬م)‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬ ‫‪)22‬‬
‫غازي عناية‪ ،‬منهجية البحث العلمي‪ ،‬دار المناهج‪ ،‬األردن‪.2229 ،‬‬ ‫‪)22‬‬
‫الفاروق زكي يونس‪ ،‬الخدمة االجتماعية والتغير االجتماعي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬مصر‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬ ‫‪)24‬‬
‫فريد توفيق نصيرات‪ :‬إدارة منظمة الرعاية الصحية‪ ،‬دار المسيرة ‪ ،‬عمان‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬ ‫‪)25‬‬
‫فيصل محمود غرايبية‪ :‬الخدمة االجتماعية الطبية‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزين‪.2229 ،‬‬ ‫‪)26‬‬
‫محمد سيد فهمي‪ :‬الرعاية االجتماعية واالمن االجتماعي‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬ ‫‪)29‬‬
‫(د‪ .‬م)‪.1779 ،‬‬
‫محمود حسن‪ :‬مقدمة الخدمات االجتماعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪)29‬‬

‫محمود حسين‪ :‬مقدمة الخدمة االجتماعية‪( ،‬د‪ .‬ط)‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪( ،‬د‪ .‬س)‪.‬‬ ‫‪)27‬‬
‫مديحة الخضري‪ :‬موسوعة الطفل الصحية‪ :‬من مرحلة ما قبل الوالدة إلى مرحلة النمو‪ ،‬المكتب‬ ‫‪)22‬‬
‫الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.2221 ،‬‬
‫‪ )21‬معتز محمد عباش‪ُ ،‬عال محسن شيخة وآخرون‪ :‬دليل العاملي في البرنامج الموسع للتحسين‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬و ازرة الصحة العراقية‪ ،‬العراق‪.2214 ،‬‬
‫المكتب المركزي لإلحصاء اليونسيف‪ :‬المسح العنقودي متعدد المؤش ارت‪ ،‬سوريا‪.2226 ،‬‬ ‫‪)22‬‬
‫المؤسسة الصحفية االردنية‪ ،‬الرأي‪ ،1772 ،‬المادة ‪.1‬‬ ‫‪)22‬‬
‫هيلينا بيزوركي‪ :‬الفونسومجيا وآخرون‪ :‬المرأة وتقديم الرعاية الصحية‪ ،‬ط‪ ،1‬المكتب اإلقليمي‬ ‫‪)24‬‬
‫لشرق البحر المتوسط‪ ،‬اإلسكندرية‪.1797 ،‬‬
‫ثالثا‪ :‬المقاالت والمجالت‬

‫‪111‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫بونويقة نصيرة‪ :‬الرعاية الصحية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في الوسط األسري‪ :‬دراسة‬ ‫‪)53‬‬
‫ميدانية بحي ‪ 711‬مسكن بمدينة المسيلة‪ ،‬مجلة عالم التربية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬جانفي ‪.2212‬‬
‫جمعية التنمية الصحية والبيئة‪ :‬الحالة الصحية والخدمات الصحية في مصر‪ :‬دراسة تحليلية‬ ‫‪)26‬‬
‫للوضع الراهن ورؤى المستقبلية لبرنامج السياسات والنظم الصحية‪.2227 ،‬‬
‫حسين صندقجي‪ :‬التفاوت الصحي في تلقي الرعاية الطبية‪ ،‬مجلة الشرق األوسط‪ ،‬العدد ‪،942‬‬ ‫‪)29‬‬
‫‪ 19‬أكتوبر ‪.2212‬‬
‫خالد شنون‪ :‬قوانين ومتطلبات نمو ذوي الطفولة المبكرة ودورة األسرة في تحقيق الرعاية الصحية‬ ‫‪)29‬‬
‫لطفل هذه المرحلة العمرية‪ ،‬مجلة األسرة والمجتمع‪ ،‬العدد ‪.2217 ،2‬‬
‫الشريف نايل‪ :‬التفاوت االجتماعي‪ ،‬مجلة العلوم القانونية واالجتماعية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪،‬‬ ‫‪)27‬‬
‫الجزائر‪ ،‬العدد ‪ ،12‬جوان ‪.2219‬‬
‫صندوق األمم المتحدة للسكان (‪ :)UNFPA‬أهداف المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في السكان‬ ‫‪)42‬‬
‫والصحة االنتخابية واألهداف اإلنمائية لأللفية‪ ،‬نيويورك‪( ،‬د‪.‬س)‪.‬‬
‫تبين‪ ،‬العدد ‪،5‬‬
‫‪ )41‬عزمي بشارة‪ :‬مدخل بشأن العدالة‪ :‬سؤال في سياق الغربي المعاصر‪ ،‬مجلة ّ‬
‫‪.2212‬‬
‫علي تتيان‪ ،‬محمد بلعز رقي‪ :‬العدالة بين األجيال في نظرية العدالة لدى جون راوز‪ ،‬مجلة‬ ‫‪)42‬‬
‫الدفاع عن األبحاث (العلوم اإلنسانية)‪ ،‬مجلد ‪.2215 ،29‬‬
‫المعهد الوطني للتخطيط‪ :‬االقتصاديات الصحة‪ ،‬العدد ‪ ،22‬الكويت‪.2222 ،‬‬ ‫‪)42‬‬
‫رابعا‪ :‬الرسائل واألطروحات‬
‫أمين علي محمد حسن‪ :‬التحليل المكاني للخدمات الصحية في الجمهورية اليمنية‪ :‬دراسة في‬ ‫‪)44‬‬
‫جغرافية الخدمات‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية اآلدب‪ ،‬جامعة عدن‪.2229 ،‬‬
‫بونويقة نصيرة‪ :‬الرعاية الصحية للطفل في مرحلة الطفولة المبكرة في الوسط األسري‪ ،‬رسالة‬ ‫‪)45‬‬
‫ماجستير‪ ،‬تخصص الخدمة االجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع والديموغرافيا‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.2229-2226 ،‬‬
‫خليفاوي فهمية‪ :‬األسرة ودورها في الرعاية الصحية ألطفالها األقل من خمس سنوات‪ :‬دراسة‬ ‫‪)46‬‬
‫ميدانية لعينة من النساء في مستشفى محمد لمين دباغين بباب الوادي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علم‬
‫االجتماع الديموغرافي‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع والديموغرافيا‪ ،‬جامعة الجزائر‪،2‬‬
‫‪.2215‬‬

‫‪112‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫دردي أحالم ‪ :‬دور استخدام صفوف االنتظار في تحسين جودة الخدمات الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير‬ ‫‪)49‬‬
‫في علوم التيسير‪ ،‬تخصص االساليب الكمية في التسيير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‬
‫والتجارية وعلوم التسيير جامعة محمد خفير بسكرة‪.2214 ،‬‬
‫دعميش خليصة‪ :‬الخدمة االجتماعية الصحية المقدمة لألطفال المصابين بداء السكري‪ ،‬رسالة‬ ‫‪)49‬‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.2229 ،‬‬
‫سامر حاتم رشيد‪ :‬التخطيط المكاني للخدمات الصحية‪ ،‬رسالة ماجستير في التخطيط الحضري‪،‬‬ ‫‪)47‬‬
‫جامعة النجاح الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪.2222 ،‬‬
‫محمداتني شهرزاد‪ :‬الرعاية االجتماعية في مجال الصحة‪ :‬دراسة ميدانية مقارنة لدور رعاية‬ ‫‪)52‬‬
‫األمومة والطفل بوالية قالمة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬قسم علم االجتماع‬
‫والديموغرافيا‪ ،‬جامعة باتنة‪.2225 ،‬‬
‫ميلود شني‪ :‬الحماية الدولية لحقوق الطفل‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪)51‬‬
‫‪.2217‬‬
‫نورهان حسن محمد‪ :‬توزيع الخدمات الصحية وعالقتها بصحة األطفال في المجتمع األسري‪:‬‬ ‫‪)52‬‬
‫دراسة مقارنة على عينة من مراكز الرعاية الصحية األولية‪ ،‬أطروحة دكتوراه في اآلداب‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬قسم علم االجتماع‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.2219 ،‬‬
‫يحي عبد الحسن فليح الجياشي‪ :‬النمو الحضري وأثره في اتجاهات التوسع العمراني في مدينة‬ ‫‪)52‬‬
‫السماوة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة القادمية‪.2229 ،‬‬
‫خامسا‪ :‬التقارير واحصائيات‬
‫األمم المتحدة‪ :‬تقرير‪ ،‬األهداف اإلنتمائية لأللفية ‪ ،2214‬إنهاء الفقر‪ ،‬نيويورك‪2214 ،‬‬ ‫‪)54‬‬
‫برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‪ :‬تقرير التنمية اإلنسانية العربية للعام ‪ ،9116‬المكتب اإلقليمي‬ ‫‪)55‬‬
‫للدول العربية‪ ،‬بيروت‪.2227 ،‬‬
‫منظمة األمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)‪ :‬وضع األطفال في العالم سنة ‪ ،9115‬موجر رسمي‪،‬‬ ‫‪)56‬‬
‫عمان‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق األوسط‪.2222 ،‬‬
‫منظمة األمم المتحدة للطفولة اليونيسيف‪ .‬وضع األطفال العالم سنة ‪ :9119‬المقصون‬ ‫‪)59‬‬
‫والمحجوبون‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2225 ،‬‬
‫منظمة األمم المتحدة‪ :‬حقوق االنسان والصحة واستراتيجية الحد من الفقر‪ ،‬المكتب اإلقليمي‬ ‫‪)59‬‬
‫للشرق األوسط‪.2212 ،‬‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ :‬إحصاءات عالمية‪ ،‬إدارة اإلحصاءات الصحية‪ ،‬جنيف‪.‬‬ ‫‪)57‬‬

‫‪113‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‪:‬‬

‫منظمة الصحة العالمية‪ :‬واقع السمنة عند أطفال مدارس القطرية‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق األوسط‪،‬‬ ‫‪)62‬‬
‫الدوحة‪ ،‬قطر‪2225 ،‬م‪.‬‬
‫منظمة اليونسيف‪ :‬اإلعالن العالمي لبقاء الطفل ونمائه‪ ،‬المؤسسة الصحافية األردنية‪ ،‬الرأي‪،‬‬ ‫‪)61‬‬
‫‪ ،1772‬المادة ‪.1‬‬
‫و ازرة الصحة والسكان والديوان الوطني لإلحصائيات‪ :‬المسح الجزائري حول صحة األم والطفل‪،‬‬ ‫‪)62‬‬
‫جامعة الدول العربية‪ ،‬الجزائر‪.1772 ،‬‬
‫و ازرة الصحة والسكان والديوان الوطني لإلحصائيات‪ :‬المسح الجزائري حول صحة األسرة‬ ‫‪)62‬‬
‫‪ ،9119‬جامعة الدول العربية‪ ،‬التقرير الرئيسي‪.2224 ،‬‬
‫اليونسيف‪ :‬وضع األطفال في العالم سنة ‪ ،9113‬الطفولة المهددة‪ ،‬المكتب اإلقليمي للشرق‬ ‫‪)64‬‬
‫األوسط‪ ،‬األردن‪.2225 ،‬‬
‫سادسا‪ :‬مواقع إلكترونية‪.‬‬

‫األمم المتحدة األمريكية‪ :‬السالم والكرام والمساواة على كوكب ينعم بالصحة‪ ،‬متاح على الخط‪،‬‬ ‫‪)65‬‬
‫على العنوان‪ ،http://www.uni.org/ar/sctions/issues.depth/children. :‬تاريخ الزيارة‪:‬‬
‫‪ ،2221/22/19‬على الساعة ‪.17:46‬‬
‫العنوان‪:‬‬ ‫على‬ ‫الخط‪،‬‬ ‫على‬ ‫متاح‬ ‫الصحية‪،‬‬ ‫الرعاية‬ ‫مظاهر‬ ‫شريم‪:‬‬ ‫صفاء‬ ‫‪)66‬‬
‫‪ ،http://.wwww.mawdoo3.com.‬تاريخ الزيارة‪ ،2221/22/25 :‬على الساعة ‪.11:12‬‬
‫المجلس العربي للطفولة والتنمية‪ :‬ميثاق حقوق الطفل العربي‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على العنوان‪:‬‬ ‫‪)69‬‬
‫‪ ،htpp//:www.arabccd.org‬تاريخ الزيارة‪ ،2221/22/22 :‬على الساعة ‪.14:19‬‬
‫منظمة األمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)‪ :‬لكل طفل حق‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2219‬جزيران‪/‬يونيو‬ ‫‪)69‬‬
‫‪ .2217‬متاح على الخط‪ .‬على العنوان‪. www.unicef.org. :‬‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ :‬األدوية األساسية المناسبة لصحة األطفال‪ ،‬متاح على الخط‪ ،‬على‬ ‫‪)67‬‬
‫‪ ،www.int,childmedcines,Facts.‬تاريخ الزيارة‪ ،2221/21/14 :‬على الساعة‬ ‫العنوان‪:‬‬
‫‪.29:49‬‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ :‬اإلطار التشغيلي للرعاية الصحية األولية‪ ،‬مسودة لتنظر فيها الدول‬ ‫‪)92‬‬
‫األعضاء في الدورة الثالثة والسبعين لجمعية الصحة العالمية‪ ،‬متاح على الخط‪ :‬على العنوان‪:‬‬
‫‪.http://.www.who.int.‬‬

‫‪114‬‬
:‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫ على‬،‫ متاح على الخط‬،‫ التمنيع واللقاحات والمستحضرات البيولوجية‬:‫منظمة الصحة العالمية‬ )91
،hpttp://.wwww.who-int/immunization/global-vaccine-action-plou/ar/. :‫العنوان‬
.22:12 :‫ على الساعة‬،2221/22/22 :‫تاريخ الزيارة‬
:‫ على العنوان‬،‫ متاح على الخط‬،‫ صحة االم والوليد واألطفال والمراهقين‬:‫منظمة الصحة العالمية‬ )92
،http://www.who-int/maternal-hild-adolescent/topics/child/mortality/ar.
.12:12 ‫ على الساعة‬،2221/22/12 :‫تاريخ الزيارة‬
http://.www.who- :‫ على العنوان‬،‫ متاح على الخط‬،‫ صحة الطفل‬:‫منظمة الصحة العالمية‬ )92
.11:59 :‫ على الساعة‬،2221/22/12 :‫ تاريخ الزيارة‬،int/topics child-hralth/ar/.
،‫ متاح على الخط‬،2219 ،‫ عشر حقائق عن صحة األطفال البيئية‬:‫منظمة الصحة العالمية‬ )94
http://www.who-int/Features/Factfiles/chilfren- :‫على العنوان‬
.16:11 ‫ على الساعة‬،2221/22/21 :‫ تاريخ الزيارة‬،enevironnemental/relth/ar/.
:‫ على العنوان‬،‫ متاح على الخط‬،‫ برماج التحصين‬:‫يونسيف لكل طفل‬ )95
.15:22 ‫ على الساعة‬،2221/25/22 ‫ تاريخ الزيارة‬،http://www.unicef.org/ard.
.‫المراجع باللغة األجنبية‬
1) Frederic Matceuk : Doctionary of sociologie English-French- Arabic,
Edited and revised by :Mohamed Debs, Bierut, 1993.
2) Gouvernent Algérienne : 2éme, Rapport Nationale 2010, sur les objectifs
sur millénaire pour de développement, Septembre, 2010.
3) M.S.P : OMS, Enquête nationale à indication multiples MIC3, Rapport.
4) Médicine sans frontière: Analyse de la situation de l’enfance et de la
femme en Algérie, Belgique, 2 version, juillet 1999.
5) MSP et INSP : Enquête CP sur la allaitement maternel auprès des
ménages et des professionnzles de santé, résultats préliminaves, octobre
2003.
6) MSP et ONS : Enquête Algérienne sur la santé de la mère et de l’enfant,
1992.
7) MSP et ONS : Enquête national à indicateur multiples MICS3 ,
Rapport principal, Algérie,2006.
8) NU : Rapport national sur les objectifs du millénaire nour le
développement, juillet 2005, Algérie.
9) OMS : Donncens sa chance à chaque mère et a chaque enfants, Rapport
sur la santé monde, 2005, Genève, Suisse.
10) on Line :http://.www.who.inet/dz/2000915/ak/index.hmtl.sate ,de
consultation: 4/07/2010 à 17 :00h.

115
:‫قائمة المصادر والمراجع‬

11) silava : Mc,(2010), desigualdad y E conclusion social, de brève


Revisition à une Sintesis Prévariqua Rips, Revisita de Investigations
Politiquas y Sociologisas, Vol 99 num1, 2010. unicef : le taux de la
mortalité dans le mande continue de baisser, New Yourk, septembre
2008.

12) White head, The concepts and Equity in health (PDF), Rapport ,
1990.
13) A Guide to childhoos immunisations, on line :
http://www.unidocs.co.uk.

116
‫المــــالحق‬
‫جامعة ‪ 8‬ماي ‪ - 5491‬قالمة ‪-‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‬
‫قسم علم االجتماع‬
‫تخصص علم اجتماع الصحة‬

‫تأثير التفاوتات االقتصادية واالجتماعية على الرعاية الصحية لألطفال‬


‫المرضى‬
‫دراسة ميدانية بالمؤسسة االستشفائية الحكيم عقبي بقالمة‬

‫مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في علم االجتماع تخصص‪ :‬علم اجتماع الصحة‬

‫إشراف‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتين‪:‬‬


‫د‪.‬بن حسان زينة‬ ‫‪ -‬زرازحي لبنى‬
‫‪ -‬نصيبي سميرة‬

‫مالحظة‪ :‬بيانات هذه االستمارة سرية وال تستعمل ألغراض البحث العلمي‪.‬‬

‫السنة الجامعية ‪ 0202 – 0202 :‬م‬


‫البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪-2‬الجنس‪:‬‬
‫ذكر‪:‬‬
‫أنثى‪:‬‬
‫‪ 02‬ـ إلى أقل من‪02‬‬ ‫‪ – 02‬إلى أقل من ‪02‬‬ ‫‪ -0‬السن ‪ :‬أقل من ‪02‬‬
‫‪ 02‬فما فوق‬
‫‪ -0‬المستوى التعليمي‪:‬‬
‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬ ‫األب‪:‬يق أر ويكتب‬

‫جامعي‬ ‫ثانوي‬ ‫متوسط‬ ‫ابتدائي‬ ‫األم‪ :‬يق أر ويكتب‬


‫المحور الثاني‪ :‬المستوى االقتصادي واالجتماعي لألسرة‬
‫‪ -4‬مهنة ‪ :‬األم‪................................................................... ................ :‬‬
‫‪_2‬مهنة األب‪.................................................................... ................. :‬‬
‫‪ -6‬كم يبلغ الدخل الشهري لألسرة ؟‬
‫األب‪02222 - 22222 :‬‬
‫‪02222 - 02222‬‬
‫‪02222 - 02222‬‬
‫‪ - 02222‬فأكثر‬

‫‪02222 - 22222‬‬ ‫األم‪:‬‬


‫‪02222 - 02222‬‬
‫‪02222 - 02222‬‬
‫‪ - 02222‬فأكثر‬
‫‪ -7‬كم عدد العاملين في األسرة ؟‬
‫أكثر من ‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬
‫حيوانات‬ ‫أراضي‬ ‫‪ -8‬ماهي ممتلكات األسرة‪:‬‬
‫عدد السيارات‬
‫اإلعالم اآللي‬ ‫األنترنت‬ ‫‪ -9‬هل تتوفر األسرة على‪ :‬أجهزة التلفاز‬
‫أجهزة منزلية‬
‫‪ _22‬هل األسرة منخرطة في الضمان اإلجماعي ‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -22‬ما نوع المستوى المعيشي لألسرة ؟‬
‫‪ ‬ضعيف‬
‫‪ ‬متوسط‬
‫‪ ‬جـيـد‬
‫المدينة‬ ‫الريف‬ ‫‪-20‬نوع المنطقة التي تقطنها‪:‬‬
‫غير راق‬ ‫راق جدا‬ ‫‪ -20‬نوع الحي‪:‬راقي‬
‫شقة في عمارة‬ ‫‪ -20‬نوع المسكن‪ :‬ف منزل ملك‬
‫كوخ‬ ‫منزل لإليجار‬
‫المحور الثالث‪ :‬طبيعة الخدمات الصحية المقدمة لألطفال المرضى‬
‫‪ -22‬ما نوع الخدمات الصحية المقدمة لألطفال المرضى بالمستشفى؟‬
‫‪ ‬فحوصات طبية‬
‫‪ ‬األشعة الطبية‬
‫‪ ‬التحاليل‬
‫‪ ‬تقديم األدوية‬
‫‪ ‬خدمات صحية نفسية‬
‫أخرى‪................................................................................................‬‬
‫‪ -26‬هل يتلقى الطفل المريض الفحوصات الضرورية؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -27‬ما نوعها؟‪......................................................................................‬‬
‫‪ -28‬ما نوع القطاع الصحي المفضل ‪:‬‬
‫الخاص‬ ‫العام‬
‫‪ -29‬إن كنت تفضل القطاع الخاص لماذا؟‬
‫‪ ‬الثقة في هدا القطاع‬
‫‪ ‬نوعية الخدمات الطبية في القطاع الخاص جيدة‬
‫‪ ‬الحصول على الخدمات الطبية في فترة قصيرة‬
‫‪ ‬عدم توفر الخدمات الطبية في المستشفى العمومي‬
‫‪ -02‬إذا كنت تفضل القطاع العام لماذا؟‬
‫‪ ‬قلة التكاليف‬
‫‪ ‬الثقة في القطاع العام‬
‫أخرى‪................................................................................................‬‬
‫‪ -00‬هل توجد التجهيزات المناسبة والضرورية بالمستشفى لتقديم خدمات صحية جيدة لألطفال؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -00‬إذا كانت اإلجابة نعم ماهي هذه التجهيزات؟‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪ -00‬من القائمين على الخدمات الصحية؟‬
‫‪ ‬طبيب عام‬
‫‪ ‬طبيب مختص في طب األطفال‬
‫‪ -02‬هل قمت بإستمرار بالزيارات المنتظمة لفحص ومراقبة طفلك ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -06‬أذا كانت االجابة ال‬
‫لماذا؟‪...............................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪ -07‬هل تستوعب مضمون الوصفة الطبية والجرعة الموصى بها؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -08‬إذا كان ال‪ ،‬لماذا؟‬
‫عدم فهمك للغة األجنبية‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬عدم فهمك للغة العلمية الطبية‬
‫‪ -09‬هل تشتري كل األدوية الموصوفة للطفل ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -02‬اذا كان ال لماذا؟‪...............................................................................‬‬
‫‪ -02‬هل حدث ان مرض طفلك ولم يتلق العالج بسبب البعد عن المستشفى؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -00‬حسب رأيك هل توجد عالقة بين المستوى المعيشي لألسرة ونوعية الخدمات الصحية‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ -00‬أذا كانت االجابة نعم‪ ،‬كيف ذلك؟‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪............................................... ......................................................‬‬
‫‪ _00‬حسب رأيك هل توجد عالقة بين المستوى المعيشي لألسرة ونوعية الخدمات الصحية‪:‬‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪-02‬اذا كانت االجابة نعم‪ ،‬كيف ذلك؟‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪............................................... ......................................................‬‬
‫‪ -06‬ماهي العوامل التي تؤثر على تقديم الخدمات الصحية الجيدة لألطفال؟‬
‫‪ ‬انخفاض الدخل األسري‬
‫‪ ‬مشكلة السكن‬
‫‪ ‬نقص المستوى المعرفي‬
‫‪ ‬البعد عن المستشفى‬
‫اخرى ‪..............................................................................................‬‬
‫‪ -07‬هل تشعر باالرتياح من الخدمات المقدمة ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬
‫‪ _08‬في حالة االجابة بـال لماذا؟‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪........................................................................................... ..........‬‬
‫‪ -09‬ماهي اقتراحاتكم لتحسين الخدمات الصحية المقدمة لالطفال المرضى بالمستشفى العمومي؟‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫‪...................................................................................... ...............‬‬
‫‪.....................................................................................................‬‬
‫ملخص الدراسة‬

‫هدفت الدراسة الحالية إلى التعرف على التفاوتات االقتصادية واالجتماعية ألسر األطفال المرضى‬
‫في المؤسسة االستشفائية الحكمي عقبي –قالمة‪-‬وطبيعة الخدمات الموجهة لألطفال بهذه المؤسسة‪ ،‬والتعرف‬
‫على مدى تأثير هذه التفاوتات على جودة الرعاية الصحية المقدمة ألطفالهم‪ ،‬وقد توصلت الدراسة إلى‬
‫النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬أن أسر األطفال المرضى الموجودين بالمؤسسة لديهم انتماءات اقتصادية واجتماعية مختلفة‪ ،‬ومتباينة‪.‬‬
‫‪ -‬يتلقى الطفل المريض خدمات صحية متنوعة ومختلفة داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬كلما تحسن المستوى االقتصادي لألسرة‪ ،‬ساعد ذلك في حصول األطفال على رعاية صحية جيدة‪.‬‬
‫‪ -‬تتحسن نوعية الخدمات الصحية للطفل‪ ،‬بارتفاع وتحسن المستوى المعيشي لألسرة‪.‬‬

‫إذن ينتمي األطفال المرضى بالمؤسسة االستشفائية العمومية الحكيم عقبي –قالمة‪ -‬إلى أسر ذات‬
‫مستويات اقتصادية واجتماعية مختلفة ومتباينة ذات مستوى معيشي متباين‪ ،‬مما جعل األطفال يتلقون‬
‫خدمات صحية تختلف باختالف المستوى االجتماعي واالقتصادي لألسرة‪.‬‬
Résumé
Le but de la présente étude, visait à identifier les disparités économiques et
sociales pour les familles d’enfants malades à l’hopital Al- Hakim Okbi -Guelma-
et la nature des services destinés aux enfants dans cette institution, et d’indentifier
l’effet de ces disparités sur la qualité des soins dispensés à leurs enfants et l’étude
à trouvé les resultats suivants :
- Que les familles des enfants malades se l’institution il ont des affiliations
économique et social diffèrent.
- L’enfant malade recoit divers services de santé au sein de l’établissement.
- Au fur et à mesure que le niveau économique et social, ce la à aider enfants à
cebtenir une bonne santé.
- La qualité des services s’aidé s’améliore avec l’augmentation du niveau se vie.
Ainsi, les enfants malades appartiennent à l’hpital publique Al-Hakim-
Guelma- des familles avec des niveaux économique les enfant sociaux différents.
Cela a fait que les enfant reçoivent des services se santé différent selon le
niveau social et économique de la famille.
Summary
This study aimed to fined the économic and social disparités for the families
of sick children in the hospital instituation Al-Haim- Okbi Guelma and the nature
of the dervies directed to children in this institution and to identifs the esctent of
the impact of these disparities on the quality of health care provises to their
children :
- The sick child receives à variety of different health services vithin the
institution.
- The more thz family’S economic level impreves, the more the children cecive
good health care.
- The quality of services of the child improves with the rise and improvenment
of the standard og linring,
Therefor, the sick children at the Al-Hakim Okbi-Guelma- hospital belong
to familes with à different standard of livind, which made the children helth
services that according to the social economis level of the family

You might also like