You are on page 1of 4

‫وزارة الثقافة‬

‫المعهد العالي للفنون المسرحية‬


‫قسم الدراسات المسرحية‬
‫السنة الثانية‬
‫المقرر‪ :‬مسرح عصر النهضة‬
‫العام الدراسي ‪/ 2023-2022 :‬ف‪2‬‬

‫تحليل شخصية أنطونيو‬


‫من مسرحية‪ :‬يوليوس قيصر‬
‫ل‪ :‬ويليام شكسبير‬

‫إعداد الطالب ‪ :‬ميار المرهج‬


‫إشراف‪ :‬أ‪ .‬مصطفى عبّود‬
‫تُعد شخصية أنطونيو من الشخصيات البارزة في مسرحية (يوليوس قيصر) بما تحمله من روح عسكرية‬
‫ونفس ملحمي وقيادي‪ ،‬يضيف لنا أنطونيو في المسرحية ذلك الحماس الذي يجعل من موت قيصر قضية‬
‫يحارب بها‪ ،‬ليكون انطونيو فارسنا الشجاع في المسرحية والبطل الذي ينتصر في المعارك الحاسمة‪.‬‬
‫يبدأ ظهور أنطونيو الفعلي ما بعد الفصلين األول والثاني ومن هنا يبدأ بقيادة القصة‪.‬‬
‫نرى أنطونيوس في ثالث مستويات يلعب من خاللهم في المسرحية على وتر حساس يُضفي تأثيره على‬
‫المسرحية‪ ،‬مايجعل أنطونيوس متحكم في نهاية أحداث القصة‪.‬‬
‫المستوى هو الصداقة والعاطفة‪:‬‬
‫اذ نراه حزينا مفجوعا ً بقيصر يكاد اليصدق ماحصل‪،‬بأن الرجل العظيم صاحب الفتوحات الذي وااله ميّتا ً‬
‫امامه‪ ،‬حتى أنه يتمنى يتمنى الموت فهو اليجد لحظة مناسبة لموته كلحظة موت قيصر‪ ،‬فإن انهيار‬
‫أنطونيو أمام جثة قيصر يُظهر لنا عاطفته وحبّه لقيصر‪ ،‬نراه يقول‪(:‬وا أسفاه ياقيصر العظيم‪ ،‬هكذا على‬
‫رجل عاش على م ّر العصور‪ ،‬وويل لليد‬
‫ٍ‬ ‫األرض تركد‪ ،‬أتقلصت ك ّل فتوحاتك أمجادك…‪ .‬إنها أشالء أنبل‬
‫‪1‬‬
‫الذي أراقت هذا الدم الثمين)‬
‫ولكن في الحقيقة مقتل (قيصر) يشكل ثورة أنطونيو في المسرحية‪ ،‬إذ يثور أنطونيو بشخصيته العسكرية‬
‫والقيادية على قتلة قيصر ليأخذ بثأر قيصر ويستحوذ على حقه في الحكم‪.‬‬
‫المستوى الثاني هو السياسة‪:‬‬
‫استطاع انطونيو من خالل ذكائه ومرونته في الخطاب إيقاع قتلة قيصر في حقد الشعب وقلب الطاولة‬
‫عليهم من خالل دهائه‪  ‬ذكائه في السياسة والقدرة على التحكم بعاطفة الشعوب ‪ ،‬بذلك استطاع أنطونيو‬
‫وضع الشعب تحت جناحه وضمه إلى صفه ضد قتلة قيصر وبدون أن يقول للشعب ذلك بشكل مباشر‪،‬‬
‫فهو يقول لهم بأن قتلة قيصر نبالء ولكن يذكر في خطابه (وصية قيصر) على خلفية حديثه لكي يجعل‬
‫الناس تنشد إليه وإلى ماتحمله الوصية ويخلق نوع من التشويق لمعرفة الوصية ‪ ،‬فينجذب الشعب لخطابه‬
‫وأسلوبه المحنك‪ ،‬ويُشعل في ألبابهم الثورة ضد قتلة قيصر‪ ،‬نراه يقول ‪(:‬أال تصبرون؟ أال تنتطرون‬
‫لحظة؟لقد تماديت وجاوزت بحدها إذن أخبرتكم بأمرها‪ .‬فإني أخشى أن أسيئ للرجال الشرفاء التي طعنت‬
‫خناجرهم قيصر… إنني لم أقدم إلى هنا يا أصدقاء لكي أسرق قلوبكم…‪.‬وأريكم جراح قيصر الرفيق…‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قد أوصى كل مواطن روماني على حدة بخمس وسبعين دراخمة)‬
‫يُعد هذا المشهد من أهم مشاهد المسرحية‪ ،‬إذن نرى لحظة االنعطاف التي يخلقها أنطونيو‪.‬‬

‫‪ 1‬مسرحية يوليوس قيصر‪ ،‬ويليام شكسبير‪ ،‬ص ‪74،75‬‬


‫‪ 2‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪86،87،88‬‬
‫التالعب بالكالم والقدرة على قلب المشهد لصالحه‪ ،‬تجعل من أنطونيو شخصية سياسية بإمتياز‪ ،‬تعزف‬
‫على أوتار الشعب الحساسة للنهوض بثورة على قتلة قيصر‪.‬‬
‫المستوى الثالث هو المستوى العسكري ‪:‬‬
‫شجاعة أنطونيو وبسالته كمقاتل نراها عندما يتفق مع أوكتافيوس على محاربة بروتوس وكاسيوس‪ ،‬وذلك‬
‫بحشد القوات للتوجه إليهم‪ ،‬كما يذكر انطونيو التفاهم والمرونة بينه َبين حصانه أثناء القتال‪ ،‬وهذا التناغم‬
‫اليملكه سوى الفرسان وأبناء الحرب‪ ،‬وهذا يدل على‪  ‬فروسيته‪ ،‬وفي هجومهم على انطونيو نراه ال‬
‫يخافهم وهذا ما جعل أنطونيو يهزمهم ويقلب الكفّة لصالحه‪ ،‬بذلك تتخقق أمنية أنطونيو وهدفه في أخذ‬
‫الثأر لقيصر واالستحواذ على حقه في البالد‪.‬‬
‫نالحظ شرارة الثأر لدى انطونيوس ووفائه لقيصر عندما يقول‪( :‬عهدي بك يا بروتوس‪  ‬انك تتفوه بكلمات‬
‫جيدة وقت تسديدك لضربات سيئة‪ ،‬وهو ما تشهد به الطعنة التي سددتها إلى قلب قيصر وانت تصيح‬
‫‪3‬‬
‫عاش قيصر)‬
‫يق ّدر انطونيو النّبل ويعرف تماما ً كل شخصية ومآربها من قتل قيصر‪ ،‬فعند القبض على( بروتس) يطلب‬
‫من رجاله أن يبقى حيّا وعند مماته يرثيه بكلمات تقدر نبله وإخالصه لروما عندما يقول‪(:‬قد كان هذا‬
‫الرجل أنبل الرومان ط ّراً… كل المتآمرين ماعدا معه فعلوا مافعلوه بقيصر عن حسد… أما هو فما انضم‬
‫‪4‬‬
‫إليهم إال عن رغبة مخلصة في خدمة روما وأهلها… كان النبل سمة حياته…‪ .‬هاكم مثل اإلنسان النبيل)‬
‫أنطونيو يضع على محمله مسؤولية الثأر لقيصر وإثبات وجوده‪ ،‬ويستطيع من خالل ذكائه السياسي‬
‫ومرونته العسكرية أن ينجح وينهي الملحمة بانتصار عظيم تنتهي المسرحية فيه لتجعل من أنطونيو‬
‫انتصار جميل‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫شخصية بارزة مميزة بمالمحها الذكية والعسكرية يختم لنا المسرحية على لحن‬

‫المصدر‪:‬‬
‫شكسبير‪ ،‬يوليوس قيصر‪ ،‬تر‪ :‬حسين أحمد أمين‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬مصر‪١٩٩٤ ،‬‬

‫‪ 3‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪117‬‬


‫‪ 4‬نفس المصدر‪ ،‬ص ‪133‬‬

You might also like