Professional Documents
Culture Documents
ـ مادّة بيداغوجية علم التراكيب ليسانس السنة الثالثة من مقرّر السداسي الثاني 2022
ـ مادّة بيداغوجية علم التراكيب ليسانس السنة الثالثة من مقرّر السداسي الثاني 2022
2020/2021
ـ ما ّدة بيداغوجية من ّ
إن أول ما يطالعك في كتاب سيبويه في باب "علم ما ال َكلِ ُم من العربية" مصطلح "ال َكلِم" وهي
صل
إشارة منه إلى إدراك سيبويه موضع أقسام الكالم من قواعد اللغة ،وهو إدراك ممتاز .وقد ف ّ
الراجحي في كتابه المذاهب النحوية.
هذه المسألة عبد ّ
و ّما جاء في هذا الباب قوله "ال َكلِم :اس ٌم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وال فعل .فاالسم
رجل ٌ وفرس وحائط .وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث األسماء و ُبنيت لما مضى ،ولما
يكون ولم يقع ،وما هو كائن لم ينقطع ."......
وهذا الموضوع أساسي في دراسة النحو في كل اللغات .وسيبويه لم يقل "علم ما الكالم" وإنما
قال علم "ما ال َكلِم" ألن "الكالم" اسم مصدر ،واسم المصدر يشبه المصدر ،والمصدر يدل ّ على
الكثير والقليل ،والمفرد والجمع ،أما "ال َكلِم" فهو جمع "كلمة" وهو هنا يتحدّث عن االسم والفعل
والحرف .وهي الوحدات األساسية التي تبنى بها اللغة ،وربطها بالوظيفة التي وجدت لها.
1
فالكلمة كما ترى عند سيبويه ثالثة أقسام.
االسم :ما دل ّ على معنى في نفسه غير مقترن بزمان ،والفعل ما دل ّ على معنى في نفسه ُمقترن
بزمان ،والحرف ما دل ّ على معنى في غيره (مصطفى الغالييني ،جامع دروس العربية).
وهذا ما دل ّ عليه استقراء كالم العرب ،وهو من أهم النصوص النحوية القديمة ،وقضاياه ظلت
صة.
مسيطرة على النحو العربي منذ سيبويه حتى اآلن ،ومن ثم فإنه جدير بعناية خا ّ
وما زعموا من اقتباس العرب للتقسيم الثالثي للكالم من "أرسطو" يتطلب طرح األسئلة اآلتية
صرح أرسطو بذلك؟ ،ثم إن غرض النحو من لفظي االسم والفعل
أين ورد هذا؟ وفي أي كتاب ّ
غير غرض أرسطو منهما ألنه يرى فيهما ما يسميه الموضوع والمحمول والمجموع يكون دائما
حكما عقليا ،وال يهتم أرسطو بالجانب اللغوي لهما .ويمكن أن نجد التفصيل لهذه المسألة في
كتاب بحوث ودراسات ،عبد الرحمن الحاج صالح.
ـ النحو:
ـ ويظهر المصطلح فيما تناوله بعض علماء النحو من تعاريف للنحو ،مثل :ابن جني ،وغيرهم،
فبينما يعرض النحو ألحكام مفردات الكلم حال التركيب ،فيكون التصريف إ ّنما لمعرفة أ ْنفُس ال َكلم
الثابتة ،والنحو إنما هو لمعرفة أحواله المتنقلة (المنصف لكتاب التصريف).
ومن ث ّم يمثل النحو القاسم المشترك في الدرس اللّغوي الهندي ،واليوناني ،والعربي كما يذكر
المحركة للحدث
ّ كمال بشر في كتابه التفكير اللغوي بين القديم والحديث ،وجملة النواميس الخف ّية
اللغوي كلّه عند عبد السالم المسدي في كتابه اللسانيات وأسسها المعرفية.
وتكشفت جملة هذه التعاريف على أن النحو العلمي وصفيا كان أو توليديا هو الجزء األهم من
اللسانيات كما يذكر عبد الرحمن صالح في كتابه "بحوث ودراسات في اللسانيات .وهو مستوى
يختص بتنظيم الكلمات في جمل أو مجموعات كالمية ،أو ما يسميه "باختين" إعراب الكتل
اللفظية الكبيرة (صابر الحباشة ،لسانيات الخطاب األسلوبية والتلفظ والتداولية).
ـ النظم:
2
ـ لقد أنتج هذا المناخ علوما تشاركت في النشأة وتساهمت في أسباب الت ّطور ،وفي وجوه التأثير
والتأثر .واختلطت البالغة بالنحو في كتاب سيبويه ،واختلطت به في معاني القرآن للفراء ،بل
إن نظرية عبد القاهر الجرجاني في النظم بنيت على ضوء فهمه للتركيب النحوي ،فنظر إلى
التركيب باعتباره نظما ،وقصد به اقتفاء آثار المعاني وترتيبها في النفس.
وعلى ضوء هذه األفكار يؤكد "أن األلفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون اإلعراب هو الذي يفتحها
.وأن األغراض كامنة فيها حتى يكون هو المستخرج لها وأنه المعيار الذي ال يتبين نقصان
كالم ورجحانه حتى يعرض عليه ،والقياس الذي ال يعرف صحيح من سقيم حتى ُيرجع إليه".
ويقول أيضا " واعلم أن ليس النظم إال أن تضع كالمك الوضع الذي يقتضيه علم النحو ،وتعمل
على قوانينه وأصوله ،وتعرف مناهجه التي نهجت فال تزيغ عنها ،وذلك أنا ال نعلم شيئا يبتغيه
الناظم بنظ مه غير أن ينظر في وجوه الكالم كل باب وفروعه ،فينظر في الخبر إلى الوجوه التي
تراها في قولك :زيد منطلق ،وزيد ينطلق ،وينطلق زيدٌ ،ومنطلق زيد ،وزي ٌد المنطلق ،والمنطلق
زيد ،وزي ٌد هو المنطلق ،وزيد هو ينطلق ،وفي الشرط والجزاء ،إلى الوجوه التي تراها في قولك:
ُ
خرجت ،وإن تخرج فأنا خارج ،وأنا خارج إن خرجت ،وأنا إن َ
خرجت إن تخرج أخرج ،وإن
خرجت خارج".
ـ التركيب:
ُتجمع التعاريف في المعجم على أن التركيب يقترن بالضم والجمع والتأليف ،جاء في المعجم
الوجيز :ر ّكب الشي َء :ألّفه من مواد مختلفة .وكذلك :ض ّمه إلى غيرهَ ،ف َ
صار شيئا واحدا في
ضه فوق
وتراكب الشي ُءَ :ركِب بع ُ
َ الر ْمح. الفص في الخا َت ِم أو ال ِّ
سنان في ُّ َّ المنظر ،يقالَ :ر َّكب
وتكون.
ّ بعض .وتر َّكب :تأَلَّف
وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة ألحمد مختار عمر :ر ّكبُ :ير ّكب تركيبا الشي َء في غيره:
َ
الجملة: المتفرقة ور ّتبها ور َبط بعضها ببعض للحصول على وحدة متكاملة .ور ّكب ّ ض ّم أجزا َءه
ألّف بين أجزائها .ور ّكب الطفل َ فوق ظهره :جعله يعلو عليه.
أما من حيث االصطالح فقد ذكر الغالييني في جامع الدروس العرب ّية ،فالمر ّكب :قول ٌ مؤلف
من كلمتين أو أكثر لفائدة سواء أكانت الفائدةُ تامة ،مثل :النجاة في ال ّ
صدق ،أم ناقصة مثل :إن
ُتتقِن عملك.
3
والتركيب واإلفادة هما اللذان قصدهما ابن مالك في قوله "كاستقم" فاستقم كالم مر ّكب من فعل
أمر ،وفاعل مستتر مقدّر بـ "أنت".
وبياني،
ُّ وإضافي،
ّ إسنادي ،
ُّ والمركب س ّتة أنواع ،كما ذكر الغالييني في جامع دروس العرب ّية :
َدي.
ومزجي ،وعد ّ
ّ وعطفي،
ُّ
ـ المر ّكب اإلسنادي :ما تألّف من َمسند و ُمسند إليه ،مثل :العلم نو ٌرُ ،يفل ُح المجتهدُ.
فالعلم مسند إليه ،ألنه أسند إليه "النور" ،و ُحكم عليه به .و"النور" مسند ألنه أسند إلى "العلم"
و ُحكم عليه به .وكذلك أ ُسند الفالح إلى المجتهد ،فـ"يفلح" مسند ،والمجتهد مسند إليه.
والمسند إليه :هو الفاعلُ ،ونائبه ،والمبتدأ ،واسم الفعل الناقص ،واس ُم األحرف التي تعمل ُ عمل َ
"ليس" واس ُم "إن" وأخواتها واس ُم "ال" النافية للجنس.
ـ المر ّكب اإلضافي :ما تر ّكب من المضاف والمضاف إليه ،مثل :كتاب التلميذ ،خاتم ف ّ
ضةٍ ،صوم
ال ّنهار .و ُحكم الجزء الثاني أنه مجرو ٌر أبدا.
توكيدي :وهو ما تألّف من المؤ ِّكد والمؤ َّكد ،مثل :جاء القو ُم كلُّهم ،أكرمت القو َم ك َّلهم،
ُّ ب)ـ مر ّكب
القوم ك ِّلهم.
ِ أحسنت إلى
َلي :وهو ما تألّف من البدَل وال ُمبدَل منه ،مثل :جاء خال ٌد أخوك ،رأيت خالداً أخاك،
ج) ـ مر ّكب بد ُّ
مررت بخال ٍد أخي َك.
4
ً
كلمة واحدة ،مثل :بعلبك ،بيت لحم .وإن كان المركب جي :كل ّ كلمتين ر ّكبتا و ُجعلتا ـ المركب ْ
المز ّ
ُ
سكنت بيت لحم. ينصرف ،مثل :بعلبك بلدةٌ ط ّي ُ
بة الهواء. ُ المزجي علما ً أعرب إعراب ما ال
ْ
موت .وإذا كان الجزء الثاني منه كلمة "ويه" فإ ّنها تكون مبن ّية على الكسر
حضر ْ
وسافرت إلى ْ
دائما ،مثل :سيبويه عال ٌم كبي ٌر ،رأيت سيبويه عالما ً كبيراً ،وقرأت كتاب سيبويه.
مبني الجزأين على الفتح مثلُ :زرني صباح مساء ،وأنت جاري بيت
ّ وإن كان غير "علم" كان
بيت.
وتظهر قضايا علم التركيب في العالقات داخل نظام الجملة ،وحركة عناصرها وتالؤمها في
نظام تا ّم مفيد .وهي ليست سوى معاني النحو وأحكامه واالحتماالت التركيب ّية في تعلّق ال َكلِم
بعضها ببعض.
مما يؤكد بأننا لسنا أمام كلمات معزولة "فأنماط الخطاب تنظم كالمنا بالطريقة ذاتها التي تنظمه
بها األشكال النحوية (صابر الحباشة ،لسانيات الخطاب واألسلوبية والتلفظ والتداولية).
ويكفي أن تقرأ عند سيبويه حديثه عن الكالم المستقيم الحسن ،والكالم المستقيم الحديث تجده
المجرد الذي يولّد جميع
ّ يطرح فكرة "أن الجملة نظريا نوعان؛ جملة نظام وهو شكل الجملة
الجمل الممكنة في لغة ما ،وجملة نص ّية وهي الجملة المنجزة فعال في المقام" (األزهر الز ّناد،
نسيج ال ّنص) وهو الطرح نفسه الذي ذكره تشومسكي في الجملة األكثر تداوال في البحث اللغوي
المعاصر "األفكار الخضراء عديمة اللون تنام في غضب" ( جون ليونز ،نظرية تشومسكي،
تر :خليل حلمي) .
إن هذه العالقات ليست إال معاني النحو ،وأن مصطلح الجملة وقيمتها يكمن في الترابط والتعالق،
وفي التقديم والتأخير.
وهو ما وجده عبد القاهر الجرجاني في اإلمكانات النحوية القائمة في تركيب الجملة وبنيتها
ضرب فيه فكان هذا مدخله الحقيقي إلدراك اإلعجاز
ٌ الداخل ّية ،فقاده ذلك إلى فكرة النظم واألسلوب
القرآني.
5
ونماذج االستئناس في كتاب دالئل اإلعجاز كثيرة ،نذكر منها:
أ) ـ " فال يقوم في وهم ،وال يصح في عقل أن يتف ّكر متف ّكر في معنى من غير أن يريد إعماله
في اسم ،وال أن يتف ّكر في معنى اسم من غير أن يريد إعمال فعل فيه وجعله فاعال له أو مفعوال،
أو يريد منه حكما سوى ذلك من األحكام ،مثل أن يريد جعله مبتدأ أو خبرا أو صفة أو حاال أو ما
شاكل ذلك" (دالئل اإلعجاز).
ب)ـ " وإن أردت أن ترى ذلك عيانا فاعمد إلى أي كالم شئت وأزل أجزاءه عن مواضعها،
ض ْعها وضعا ً يمتنع معه دخول شيء من معاني النحو فيها ،فقل في:
و َ
ـ منَ ،نبك ،قفا ،حبيب ،ذكرى ،منزل .ثم انظر هل يتعلّق منك فكر بمعنى كلمة منها؟ ( دالئل
اإلعجاز).
وتأتي اإلجابة صريحة فصيحة فيما صنعه امرئ القيس من كون "نبك" جوابا لألمر ،وكون
"من" ُمعد ّية إلى "ذكرى" وكون "ذكرى" مضافا "إلى حبيب" (دالئل اإلعجاز).
ـ ج) ـ وفيه يعرض إلى بيت شعري البن المعتز ،يكشف فيه سيطرة النحو على الحدث اللغوي من
خالل التقديم والتأخير ،فيقول:
إن هذه االستعارة على لطفها وغرابتها ،إ ّنما ت ّم لها الحسن وانتهى إلى حيث انتهى ،بما توخى
من وضع الكالم من التقديم والتأخير ،وتجدها قد َملُحت بمعاونة ذلك ومؤازرته لها.
ومن ثم تتناسق الدّاللة لتؤلف وحدة متكاملة تتحصل بها الفائدة ،وهذا ما أجمع عليه النحاة ،
ومنهم عبد القاهر الجرجاني الذي نظر في التركيب باعتباره نظما ،وقصد به اقتفاء آثار المعاني
وترتيبها في النفس ،وبما ّ
توخى من وضع الكالم من التقديم والتأخير.
6
عقد سيبويه في الكتاب بابا سماه المسند والمسند إليه "وهما ال يغني واحد منهما عن اآلخر،
والمبني عليه " .
ّ وال يجد المتكلم منه بدا فمن ذلك االس ُم المبتدأ
وهو رأي قال عنه عبدة الراجحي في كتابه المذاهب النحوية :إنه قانون لغوي جاء في وقت
مبكر ،وانتقل إلى البالغة ،غير أنه ظل المعيار في فهم الجملة عند النحاة .
واإلسناد في اللغة العربية هو ال ُحكم بشيء على شيء كالحكم على "خالد" باالجتهاد في قولك:
خالد مجتهد.
والمسند إليه :هو الفاعلُ ،ونائبه ،والمبتدأ ،واسم الفعل الناقص ،واس ُم األحرف التي تعمل ُ عمل َ
"ليس" واس ُم "إن" وأخواتها واس ُم "ال" النافية للجنس.
وظاهرة اإلسناد في اللغة العربية :المبتدأ وخبره في الجملة االسمية ،والفعل والفاعل في الجملة
الفعلية.
وهكذا تكون جملة ( واألنعا َم خلقها) جملة فعلية فعلها الذي عمل في كلمة "األنعام" محذوف مع
سر الفاعل ُ المحذوف الفاعل َ المذكور (خلقها هللا)
فاعله ،يفسر الفعل َ المحذوف الفعل المذكو ُر ،ويف ّ
،ذلك ألن في الفعل المذكور ضميرا "هو المفعول به للفعل" .وفي كتاب "في نحو اللغة
وتراكيبها" خليل لعمايرة نماذج كثيرة يمكن العودة إليها.
7
الجملة هي الكالم الذي يتركب من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل .وتنقسم أوال إلى :
اسمية أو فعلية ،وقد سبق ذكر هذا القسم ،كما تنقسم أيضا إلى :
لعب. ْ
احفظ ،ال َت ْ ـ إنشائ ّية :مثل:
ُ
رأيت رجال يقرأ. وقعت بع َد ال ّنكرات الخالصة فهي ص َفات لها ،مثل:
ْ والخبر ّية :إذا
فجملة "يقرا" وقعت بعد صفة في محل نصب .وإن جاءت بعد المعارف المحضة فهي حال منها،
سم" وقعت حاال من أمين.
سم .فجملة "يتب ّ
مثل :أقبل أمينٌ يتب ّ
أما اإلنشائ ّية فإن وقعت بعد النكرات أو المعارف الخالصة فال تكون صفات لها وال أحواالً لها (
عيسى مومني ،قاموس اإلعراب ،متوفر بصيغة .)PDF
ومن خالل الموقعية يمكن أن نتناول جمل لها محل من اإلعراب ،وجمل ال محل لها من اإلعراب.
والجمل التي لها محل ّ من اإلعراب هي الجمل التي لها موقع إعرابي ،وال تحل محل مفرد ،وهي
أنواع .أما الجمل التي ال محل لها من اإلعراب ،وهي الجمل التي ال موقع لها ،وهي ال تحل محل
جر أو جزم.
كلمة مفردة ،ومن ثم فال يقال فيها إنها في موضع رفع أو نصب أو ّ
ويمكن االستفادة في هذا الموضع من نماذج تطبيقية كثيرة من كتاب "مغني اللبيب عن كتب
األعراب البن هشام ،و"قاموس اإلعراب" :عيسى مومني ،وكتاب "التطبيق النحوي" :عبدة
الراجحي.
ـ الترتيب" :يعد الترتيب من أبرز عناصر التحويل وأكثرها وضوحا ،ألن المتكلّم يعمد إلى مورفيم
ح ّقه التأخير فيما جاء عن العرب فيق ّدمه ،أو إلى ما ح ّقه التقديم فيؤخره طلبا إلظهار ترتيب
المعاني في النفس" ( .خليل عمارية ،نحو اللغة وتراكيبها ).
تصور منبثق
ّ وإن تحليل السالسل التركيبية الغاية البالغية القصد منها اإلفادة ،فهي تحيل عن
عن معيار تداولي ،وهو ما أشار إليه مسعود صحراوي في كتابه التداولية عند العلماء العرب.
وقد ذهب فيه النحويون إلى جملة األغراض التي يخرج إليها التقديم والتأخير ،وتتلخص في :
8
التشريف ،والتشويق ،ورعاية الفاصلة ،وفائدة تقوية الخبر ،والتقدير األجدر ،وتقديم االختصاص،
والتأكيد ،وتقوية الحكم والمبالغة.
وهذا ما يجعل الرتبة في النحو تراعي قضايا التداول في الخطاب بما فيه االحتفاء بالقصد ،و
القوة المتمثلة في القول ،واالهتمام بالفائدة ،وهذه كلّها مفاهيم تداولية .فيكون للتقديم
توخي ّ
والتأخير في موضع الجمل وأجزائها دقائق عجيبة؛ يكون لالبتداء ما يؤكد رتبته في التركيب.
وهو ما يجعل أن معظم االمكانات ال ّنحوية ذات طبيعة اختيارية ُيقدّم فيها المعنى بطرق مختلفة
في الوضوح والخفاء ،والزيادة والنقصان.
وكل هذه األمور تبرز في سالسل تركيبية مثل التقديم والتأخير ،والحذف والذكر ،تكشف على أنها
ُمه ّيئة لكثير من الدّالالت تحتفظ فيها العناصر النحوية التي ال يمكن إسقاطها في إمكانات
الظاهر أو في التقدير كالفاعل والمبتدأ وغيرها برتبتها التي يحققها لها االستعمال ،وهو ما
يهيء للسالسل التركيبية إمكانية التحليل الواعي.
واألمثلة كثيرة يمكن العودة إليها في كتاب :نحو اللغة وتراكيبها ،خليل عمايرة .ص 91 :وما
بعدها.
ر ّتب عبد القاهر الجرجاني عالقات ال َكلِم الجارية على قانون النحو فقال " الكلم ثالث :اسم
طرق معلومة ،وهو ال يعدو ثالثة أقسام :تعلُّق اسم باسم،
ٌ وح ْرف ،وللتعلّق فيما بينها
وف ِْعل َ
وتعلّق اسم بفِعل ،وتعلُّق َح ْرف بهما" (دالئل اإلعجاز).
وسالسل التركيب داخل هذه األقسام غير محدودة ،نستأنس فيها بنصوص من التراث من تحليل
محمد عبد المطلب في كتابه قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني .
ـ " فاالسم يتعلّق باالسم بأن يكون خبراً عنه ،أو حاال منه ،أو تابعا ً له :صفة أو توكيدا أو عطف
بيان ،أو عطفا ً بحرف ،أو بدالً ،أو بأن يكون األول مضافا إلى الثاني ،أو بأن يعمل األول في الثاني
عمل َ الفعل ،ويكون الثاني في ُح ْكم الفاعل له أو المفعول ،أو بأن يكون تمييزاً ،قد جاله منتصبا ً
على تمام االسم".
9
"أما تعلّق االسم بالفعل فبأن يكون فاعالً له أو مفعوال ،أو يكون مصدراً قد انتصب به ،أو ظرفا ً
مفعوال فيه ،زمانا أو مكاناً ،أو مفعوال معه ،أو مفعوال به ،أو أن يكون منزال من الفعل منزلة
المفعول ،وذلك في خبر كان وأخواتها ،الحال ،والتمييز".
سط الفعل واالسم ،والثاني :تعلّق الحرف بما يتعلّق به العطف ،وال ّثالث :تعلّق
األول :أن يتو ّ
النفي واالستفهام والشرط والجزاء بما يدخل عليه".
ّ بمجموع الجملة ،كتعلّق حرف
نتيجة:
تلخص تعلّق ال َكلِم بعضها ببعض ،هي ليست سوى معاني النحو
ـ هذه االحتماالت التركيبية التي ّ
وأحكامه ،وتحمل الكثير من الدالالت.
ـ تكون من انتاج الكاتب ،وقد يختار منها ما يشاء ،غير أن العناصر النحوية األساسية ال يمكن
إسقاطها في الظاهر أو في التقدير كالفاعل مثال أو المبتدأ.
ـ أمثلة للتشكيل االسمي عند عبد القاهر الجرجاني (كتاب :قضايا الحداثة عند عبد القاهر
الجرجاني ،محمد عبد المطلب).
سه موجود.
ـ اسم +اسم .العالقة :توكيدية = مح ّمد نف ُ
وعلي حضرا.
ّ ـ اسم +اسم .العالقة َ :عطف َّية = محم ٌد
10
أمكتوب الدرس؟.
ٌ ـ اسم +اسم .العالقة :مفعولية =
ـ أمثلة للتشكيل الف ِْعلي عند عبد القاهر الجرجاني ( :انظر كتاب قضايا الحداثة عند عبد القاهر
الجرجاني ،محمد عبد المطلب).
ُ
كلمت محمدا. ـ فِعل +اسم .ال َعال َقة :مفعولية =
فهمت َف ْهما.
ُ ـ فِعل +اسم .ال َعال َقةَ :مصدرية =
ـ فِعل +اسم .ال َعال َقةَ :ظرفية = وقفت أمامك ـ خرجت اليوم.
ـ فِعل +اسم .ال َعال َقةَ :ن ْسخ = كان محم ٌد مجتهداً.
ُ
الطلبة إال طالباً. ـ فِعل +اسم .ال َعال َقة :استثناء :حضر
الح ْرفي عند عبد القاهر الجرجاني ( :انظر كتاب قضايا الحداثة عند عبد القاهر
ـ أمثلة للتشكيل َ
الجرجاني ،محمد عبد المطلب).
ـ فعل +حرف +اسم .ال َعالقة :ال َعطف = مح ّمد وعلي محبوبان.
11
ـ فعل +حرف +اسم .ال َعالقة :االستفهام = هل حضر محمد؟ .
ـ فعل +حرف +اسم .ال َعالقة :ال َّن ْسخ = إن محمداً مجتهدٌ.
ـ هذه احتماالت لسالسل تركيبية رصدها محمد عبد المطلب في كتابه "قضايا الحداثة عند عبد
القاهر الجرجاني".
أن هذا التشكيل ي ّتسع مداه بإدخال عناصر إضافية على الجملة ،كاإلفراد والتثن ّية والجمع،
والحذف والتكرار ،واإلضمار واإلظهار ،وقد يمتد إلى
َ والتعريف والتنكير ،والتقديم والتأخير
الص ّياغة ،كما أن طبيعة التركيب ُتضفي أهمية تتأتى من استعمال الدال فيما هو أصلح لتأديته.
ويمكن االستفادة من بعص التفصيالت بالعودة إلى كتاب قضايا الحداثة ،الفصل الثاني "النحو".
وعلى ضوء سلسلة التراكيب التي تأتي من استعمال الدّال فيما هو أصلح لتأديته يقف أمامها
الكاتب يستكشف في تحليالته ؛ بم يبدأ ،وبم ُيث ّنى ،وبم ُي ّثلث ،ولِ َم لَ ْم ّ
يؤخر في هذا التركيب
أخر ،و ُبدئ بالذي ُث ّني به أو بالذي ُثلّث به ،لهذا قال محمد عبد المطلب في كتابه قضايا الحداثة
ما ّ
تحرك فيه عبد القاهر الجرجاني
" :لو نظرنا إلى النظام الذي تقدّمه لنا اللغة ،فلن نتجاوز ما ّ
من رصد إمكانات تكوين الجملة المقبولة َن ْحويا؛ ذلك أن هذا النظام يت ّ
كون من:
أ)ـ مجموعة من المعاني المفادة من التركيب ال ّن ْحوي ،كاإلنشاء ،والنفي واإلثبات ،واألمر والنهي،
واالستفهام والدُّعاء ،والشرط والقسم ،إلخ.
ب)ـ مجموعة من المعاني التي تتصل ببعض األبواب النحوية ،كالفاعلية ،والمفعولية ،والحالية.
12
صة ،وتكون قرائن َم ْعنوية عليها"( .محمد
ج)ـ مجموعة من ال َعالقات التي تربط بين المعاني الخا ّ
عبد المطلب ،قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني).
ومن النماذج التي يذكرها عبد القاهر في دالئل اإلعجاز ،قول بشار:
كأنّ ُمثار ال َّنقع فوق رؤوسنا /وأسيافنا لَ ْيل ٌ َتهاوى َكوا ِك ُبه
شار قد أخطر معاني هذه ال َكلم بباله أفراداً عارية من معاني النحو
صور أن يكون َب ّ
"انظر هل ُيت َّ
التي تراها فيها ،وأن يكون قد وقع "كأن" في نفسه من غير أن يكون ف َّكر في " ُمثار ال ّنقع"
من غير أن يكون أراد إضافة األول إلى الثاني ،وف ّكر في "فوق رؤوسنا" من غير أن يكون قد
أراد أن يضيف "فوق" إلى "الرؤوس" ،وفي األسياف من دون أن يكون أراد َعطفها "بالواو"
على ّ ُمثار" ،وفي "الواو" من دون أن يكون أراد العطف بها ،وأن يكون كذلك ف ّكر في "الليل"
من دون أن يكون خبراً لـ "كأنّ " ،وفي "تهاوى كواك ُبه" من دون أن يكون أراد أن يجعل
الجملة ص ّفة لِلَ ْيل لِ ُيتم الذي أراد من ال ّتشبيه .أو لم تخطر هذه األشياء بباله إال ُم َراداً فيها هذه
األحكام والمعاني التي تراها فيها" (دالئل اإلعجاز).
تحدّد شبه الجملة معنى الجملة األصيلة ،ألن الجملة األصيلة لها مت ّممات ترتبط بها.
وشبه الجملة هي هذه المتممات ،ويطلق النحاة هذه التسمية ـ في األغلب ـ على الظرف والجار
والمجرور ،مثل :خالد في القسم أو خالد عندك.
استقر عندك.
ّ ألن معنى كالمك هو خالد استقر في القسم ،وخالد
13
ـ من القرية :جار ومجرور ،وشبه الجملة متعلّق بسافر.
جر ،ويحضر :فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وعالقة نصبه الفتحة
ـ ليحضر :الالم حرف ّ
جر بالالم ،وشبه الجملة متعلّق بسافر( .عيسى مومني،
الظاهرة والمصدر المؤول في محل ّ
قاموس اإلعراب).
مالحظة :فالتعلّق إذن عبارة عن ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه،
باإلضافة إلى داللته على "الح ّيز " الذي يقع فيه الفعل.
يمكن االستعانة بنماذج أخرى في قاموس اإلعراب ،عيسى مومني متو ّفر بصيغة .PDF
* هذه مادة بيداغوج ّية لمقياس " علم التراكيب" ،للسنة ثالثة ليسانس ،السداسي الثاني ،
محاضرة ،أفواجها ،من 7 :ـ . 01
من إعداد األستاذ /عيسى مومني ـ قسم اآلداب واللغة العربي ـ جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة.
تمهيد:
تأتي هذه المادّة البيداغوجية ضمن مقياس بيبليوغرافيا اللسانيات ،وقد ت ّم ا ّتباع نموذج في
سم البيبلوغرافيا إلى محاور ،كل محور يتناول مجموعة من العناوين ُينظر في بياناتها
القراءة ُيق ّ
كاسم المؤلّف ،وقراءة في عنوان الكتاب وخطاب مقدّمته نخلص من خاللها إلى فائدة تخص
المحور المدروس.
ومن المحاور التي ندرسها في هذه المادة البيداغوج ّية ،تتعلّق بلسانيات النص ،وأخرى ُتتابع
كتابات اللسانيات التوليدية التحويلية.
تندرج هذه الكتابات في مجاالت تحليل الخطاب ،ولسانيات الخِطاب ،ونحو النص ،وعلم النص.
وهذا ما تشي به العناوين ،ويبرز من مقدمات الخطاب.
تكون بالتدريج في النصف الثاني من
هذا الفرع المعرفي الجديد في الدراسات الغربية قد ّ
الستينات والنصف األول من السبعينات أما في الدرس العربي ن فالثقافة العربية ثقافة نص،
وعلوم العربية كلّها جاءت لخدمة ال ّنص.
ومن العناوين التي نقترحها في هذا المحور:
0ـ مدخل إلى علم اللغة النصي ،تأليف فولفجانج هاينه من و ديتر فيهفيجر ،ترجمة فالح بن
شبيب العجمي .0999 ،
الكتاب عمل مشترك لمؤلفين اثنين وضعا معا تصورات كل األبواب ،وأجزاء األبواب لفرع
معرفي جديد لعلم اللغة .
يبرز من مقدّمته أنه أول إسهام في سد هذه الثغرة ،و بهذا العرض الشامل يطلع اللسانيين
على المشكالت الراهنة في البحث اللغوي النصي.
يتكون من فصول.
ّ يحتوي هذا الكتاب على أبواب ستة ،كل باب
تناول الباب األول :ما المقصود بعلم اللغة النصي ،وما أهدافه؟ .
الباب الثاني :النص ،إنتاجه وتفسيره.
15
الباب الثالث :النص ،ع ّينة النص ،ونمطه.
الباب الرابع :المحادثة.
الباب الخامس :النصوص المكتوبة استراتيجياتها ،أبنيتها ،صياغاتها.
الباب السادس :آفاق التطور ومجاالت تطبيق علم اللغة النصي.
1ـ التحليل اللُّ ّ
غوي لل ّنص ،مدخل إلى المفاهيم األساس ّية والمناهج ،كالوس برينكر ،ترجمه
وعلّق عليه ومهد له :سعيد ح َ
سن بحيري ،مؤسسة المختار ،الطبعة األولى . 1112
ـ الكتاب تعريف بالمفاهيم األساسية ،ومناهج التحليل اللغوي للنص.
سم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول بخالف التمهيد الذي عرض فيه مفهومه للتحليل اللغوي
وقد ق ّ
للنص.
وفي الفصل األول :تناول مفهوم.
وفي الفصل الثالث :تناول تحليل وظيفة النص وهي وظيفة اإلبالغ ،واالستثارة ،واإلجبار،
واالحتكاك واإلعالن.
أما في الفصل الرابع :فقد تناول تحليل أنواع نص ّية.
ـ الكتاب في مجمله ُخ ِّطط كما جاء في التمهيد بحيث يمكن "أن يستخدم للدراسة الذاتية ،والدراسة
األساسية اللغوية الجرمانية ،وعلى األقل بشكل مرحلي لتدريس األلمانية في المرحلة الوسطى"
3ـ في اللسانيات ونحو النص ،إبراهيم خليل دار المسيرة ،الطبعة األولى . 1117
أقر صاحب الكتاب في أول كالمه أنه أفاد من مصادر عربية وأجنبية ،وأن بعض الفصول
ّ
شرت في مجالت علمية مح ّكمة ،أما فصول
ْ التي أدرجت في البا َب ْين الثاني والثالث كانت قد ُن
الباب األول فتنشر للمرة األولى.
والكتاب جاء في أبواب ثالثة .ففي الباب األول تناول مقدّمة في اللسانيات يليه فصل مك ّثف
ٌ
وثالث عن اللغة والنحو .وقد حاول والدرس الصوتي ،وآخر عن اللغة والنظام الصرفي،
ْ عن اللغة
المؤلف في الفصول الثالثة أن يدمج بين مستويات الدرس اللغوي.
أما الباب الثاني فيتناول دراسات في أصوات العربية ويتألف من ثالثة فصول ،يجمعها هذا
المحور هو الدراسات الصوتية .وقد جاءت تطبيقا مفصال لبعض ما جاء في الباب األول .فالفصل
16
الموسوم بعنوان صوتيات ابن سينا في ضوء علم اللسان الحديث توضي ٌح الرتباط الصوت بالمعنى،
ودرس لألصوات من الزاوية الفسيولوجية.
وفي الثاني مذهب سيبويه توضيح لبعض ما ذكر في الباب األول من الظواهر الفونولوجية في
الكالم.
والثالث المقطع العروضي يتض ّمن تطبيقا لبعض ما ُن ّوه إليه مجمال في الباب األول عن المقطع
وجرس اللسان.
ُ الصوتي ،وصلته بالعروض،
يتكون من ثالثة فصول .
أما ثالث األبواب في هذا الكتاب ،فهو في نحو النصّ .
الفصل األول :من نحو الجملة إلى نحو النص .والفصل الثاني :قواعد التماسك النحوي عند
عبد القاهر الجرجاني في ضوء علم النص .والفصل الثالث :دراسة نصية.
وجاء الفصل الثالث في شكل دراسة تطبيقية قصيرة تستخدم مفاهيم علم النص في تناول
قصيدة للشاعرة فدوى طوقان ،وهي قصيدة :هل تذ ُك ُر؟.
4ـ علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ،دراسة تطبيقية على السور المكية ،صبحي
إبراهيم الفقي ،دار قباء القاهرة. 1111 ،
ـ الكتاب جاء "لدعم النقص لألعمال اللغوية النصية في المكتبة" وقد أفرد صاحب الكتاب
فصال خاصا ً للتماسك الن ّ
صي باعتباره أهم مظاهر التحليل النصي ،وكذلك للتكرار أيضا باعتباره
من الوسائل المهمة التي تربط بين عناصر النص والتي ال تكون باللفظ نفسه فحسب ،بل
بالترادف ،والمعنى والضمائر .واإلضافة الجديدة في هذه الدراسة تتمثل في ذكر الكتاب ألداة
على درجة كبيرة من األهمية في تحقيق التماسك النصي ،ولها دور واضح في التحليل النصي،
ومع ذلك لم يذكرها علماء النصية ،وهي المناسبة ،وهذا يرجع لطبيعة النصوص التي قاموا
بتحليلها.
يحتوي الكتاب على فصول أربعة ،كل فصل يتكون من مباحث .تناول الفصل األول:
التعريف بالنص ،وعلم اللغة النصي ،وأهم المصطلحات.
17
2ـ لسانيات النص ،مدخل إلى انسجام الخطاب ،محمد الخطابي ،المركز الثقافي العربي ،الطبعة
األولى . 0990
طرق في األول منظور اللسانيات الوصفية التي تتبع اتساق النص .وقد اتخذ نموذجه لهذا المنظور
"هاليدي" و"رقية حسن" المسمى االتساق في اللغة االنجليزية .
والباب الثاني :كان محاولة لإلجابة عن سؤال مشروع هل يمكن أن نجد في التراث العربي
المرتبط أساسا بالممارسة النصية مساهمات قابلة ألن تدرج في لسانيات الخطاب بصفة عامة،
وفي انسجام الخطاب بصفة خاصة؟.
وجعل الباب الثالث واألخير باب تحليل ومناقشة لنص شعري حديث هو فارس الكلمات الغريبة
للشاعر علي أحمد سعيد أودونيس .وكان هدفه المركزي من هذا هو اختيار المفاهيم التي اقترحها
الغربيون لوصف انسجام النص /الخطاب.
6ـ اللسانيات وتطبيقاتها على الخطاب الشعري ،رابح بوحوش ،دار العلوم ،الحجار عنابة،
.1116
من منطلقات علمية ،ورؤى شخصية حاول المؤلف إبراز فعالية المنهج اللساني في دراسة
الخطاب الشعري.
الكتاب اسهام في تدعيم الدراسات العربية األسلوبية والشعرية ،والسيميائية إلرساء مجاالتها
التطبيقية.
يحتوي الكتاب على ستة فصول.
تناول الفصل األول :الصناعة الصوتية .وفي الفصل الثاني :تناول الصناعة اللفظية .وفي الفصل
الثالث :شعرية الصورة البيانية .والفصل الرابع :شعرية المجاوزة في قواعد العربية .والفصل
الخامس :شعرية المجاوزة في األنظمة اللغوية .والفصل السادس :شعرية التناص.
18
7ـ خصائص الخطاب الشعري في ديوان أبي فراس الحمداني ،دراسة صوتية تركيبية ،محمد
كراكبي ،دار هومة.1113 ،
ـ يصنف هذا الكتاب في محور بيبليوغرافيا اللسانيات و تحليل الخطاب الذي يعد مثاال ح ّيا ً
لتظافر االختصاصات.
وهذا ما نلمحه من العنوان ،وخطاب المقدّمة.
قدّم الكتاب تصنيفا ً للجمل في الديوان على مبدأين (في بابين).
األول ـ االستئناف .الثاني ـ العطف.
وقد بنى المؤلف هذه الدراسة على مقدمة ومدخل ،وبابين ،وخاتمة.
الباب األول :الخصائص الصوتية.
وفي الباب الثاني :الخصائص التركيبية ،وات َبع كل باب بفصلين.
8ـ دراسات في تحليل الخطاب غير األدبي ،بشير إبرير ،عالم الكتب الحديث ،إربد ـ األدن ،
.1101
ـ ترجع أهمية هذا النمط من األبحاث إلى عدم االكتفاء بالجملة في التحليل اللغوي على الرغم
من أنها نواة النص.
19
ـ تتضح أهمية هذا الموضوع في عرض الوسائل التي يمكن من خاللها إدراك داللة النص
ـ إن أبرز ما يميز النص عن الالنص هو ذلك التماسك الشديد ،حيث يمثل "تماسك النص
صلب النظرية النصية والذي تدور في فلكه أغلب جوانب التحليل النصي المعاصر كما يذكر صبحي
ُ
الفقي في كتابه علم اللغة ال ّنصي بين النظري والتطبيق".
ـ و من المفاهيم التي تشيع في هذه البيبليوغرافيا ؛ مفهوم اتساق النص ،وانسجام النص،
أو المفاهيم المرتبطة بهما كالترابط ،والتعالق وما شاكلهما.
التحول األساسي الذي حدث في
ّ وبهذا يمكن القول :إن االتجاه إلى النص " هو
اللسانيات في السنوات األخيرة أخرجها نهائيا ً من مأزق الدراسات البنوية التركيبية
التي عجزت في الربط بين مختلف أبعاد الظاهرة اللغوية البنوي ،والداللي ،والتداولي كما تذهب
إليه خولة اإلبراهيمي في كتابها مبادئ في اللسانيات .
نبدأ في هذه البيبليوغرافيا بكتاب نعوم تشومسكي ،البنى النحوية ،وهو يؤرخ لظهور
النظرية التوليدية التحويلية عام ، 0927والتي أحدثت ثورة في الدراسة اللغوية في أمريكا ،
وأوروبا وأتت بمفاهيم لغوية جديدة
حول المنهج
و يتضح إسهام "تشومسكي" للسانيات بشكل عام هو أنه استطاع أن ي ّ
اللساني من منهج سلوكي إلى منهج ذهني عقلي.
0ـ البنى النحوية ،نعوم تشومسكي ،ترجمة يؤيل يوسف عزيز ،مراجعة مجيد الماشطة،
منشورات عيون باالشتراك مع دار الشؤون الثقافية العامة .الطبعة الثانية ،الدار البيضاء
. 0987
ـ إن ما يقدّمه المؤلف في هذا الكتاب ليس سوى عدد قليل من قواعد استمدها من اإلنجليزية
يمكن أن تكون دليال لبناء نظام شامل لهذه اللغة واللغات األخرى.
20
أبرز المؤلف في مقدّمة كتابه الفكرة األساسية في النظرية اللغوية هي المستوى اللغوي،
فالمستوى اللغوي ،سواء كان مستوى الوحدات الصوتية "فونمكس" .أو المستوى الصرفي
"المورفولوجي" أو بنية العبارة إنما هو في جوهره مجموعة من الوسائل الوصفية المتوفرة
لبناء أنظمة القواعد.
يتكون من أجزاء ثمانية .
ـ والكتاب ّ
يشيع في هذا الكتاب مجموعة من المصطلحات منها :الكفاءة اللغوية واألداء الكالمي،
والقواعد ،و الجملة األصولية ،والقواعد التوليدية التحويلية.
وفي ظل اللسانيات التوليدية التحويلية تعني كلمة قواعد األوالية التي بإمكانها توليد جمل اللغة،
أي وصف جمل اللغة وتعدادها بصورة ب ّينة وجل ّية.
ومادام بإمكان المتكلم أن يدلي بأحكام حول مجموعة من الكلمات المتالحقة من حيث أنها تؤلّف
جملة صحيحة ،أو جملة غير صحيحة في لغتهُ ،يسمي الجملة الصحيحة بالجملة األصولية ،أي
الجملة الموافقة لألصول اللغوية ،والجملة غير الصحيحة بالجملة غير األصولية .والقواعد
التوليدية التحويلية هي القواعد التي ينجم عليها عند اتباعها جمل أصولية.
1ـ األلسنية التوليدية التحويلية وقواعد العربية (الجملة البسيطة) ،ميشال زكريا ،المؤسسة
الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع،ط ، 0986 ، 3بيروت.
21
يشيع في هذا الكتاب مجموعة من المصطلحات منها :الكفاءة اللغوية واألداء الكالمي،
والقواعد ،و الجملة األصولية ،والقواعد التوليدية التحويلية.
الفصل الثاني :الجملة "وتتخذ قاعدة إعادة كتابة الجملة أهمية بالغة في القواعد التوليدية
التحويلية من حيث إنها القاعدة األساسية التي تنطلق منها بقية القواعد في البنية العميقة،
فالجملة هي الوحدة األساسية التي تقوم عليها هذه القواعد".
* هذه مادة بيداغوج ّية لمقياس " بيبليوغرافيا اللسانيات" ،ماستر ،0السداسي الثاني ،الفوج
. 7 :ويمكن االستعانة بكتاب :بيبليوغرافيا اللسانيات ؛ قراءة في مؤشرات المحاورة ومداخل
السياقات المعرفية اللسانية ،عيسى مومني.
22
من إعداد األستاذ /عيسى مومني ـ قسم اآلداب واللغة العربي ـ جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة.
23