You are on page 1of 23

‫مقرر السداسي الثاني ‪.

2020/2021‬‬
‫ـ ما ّدة بيداغوجية من ّ‬

‫علم التراكيب‪ :‬السنة الثالثة ليسانس‪ /‬تخصص‪ :‬لسانيات عامة‪/‬‬


‫ـ محاضرة‪ ،‬أفواجها‪. 01 ،00 ،7،8،9،01 ،‬‬
‫ـ قسم اآلداب واللغة العربية ـ جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪.‬‬

‫ـ د‪ /‬عيسى مومني ‪.‬‬

‫* ضبط المفاهيم والمصطلحات ‪ :‬ال َكلِم‪ ،‬النحو‪ ،‬النظم‪ ،‬التركيب‪.‬‬


‫تمهيد‪:‬‬
‫يهت ّم علم التركيب بدراسة العالقات داخل نظام الجملة‪ ،‬وحركة عناصرها وتالؤمها في‬
‫نطاق تام مفيد‪.‬‬
‫وتأتي هذه القراءة التأصيلية لجملة من المصطلحات قصد تذليل الصعوبات وتقريب‬
‫الفكرة من الذهن‪.‬‬
‫ـ ال َكلِم‪:‬‬

‫إن أول ما يطالعك في كتاب سيبويه في باب "علم ما ال َكلِ ُم من العربية" مصطلح "ال َكلِم" وهي‬
‫صل‬
‫إشارة منه إلى إدراك سيبويه موضع أقسام الكالم من قواعد اللغة‪ ،‬وهو إدراك ممتاز ‪ .‬وقد ف ّ‬
‫الراجحي في كتابه المذاهب النحوية‪.‬‬
‫هذه المسألة عبد ّ‬

‫و ّما جاء في هذا الباب قوله "ال َكلِم ‪ :‬اس ٌم وفعل وحرف جاء لمعنى ليس باسم وال فعل‪ .‬فاالسم‬
‫رجل ٌ وفرس وحائط‪ .‬وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث األسماء و ُبنيت لما مضى‪ ،‬ولما‬
‫يكون ولم يقع‪ ،‬وما هو كائن لم ينقطع ‪."......‬‬

‫وهذا الموضوع أساسي في دراسة النحو في كل اللغات ‪ .‬وسيبويه لم يقل "علم ما الكالم" وإنما‬
‫قال علم "ما ال َكلِم" ألن "الكالم" اسم مصدر‪ ،‬واسم المصدر يشبه المصدر‪ ،‬والمصدر يدل ّ على‬
‫الكثير والقليل‪ ،‬والمفرد والجمع‪ ،‬أما "ال َكلِم" فهو جمع "كلمة" وهو هنا يتحدّث عن االسم والفعل‬
‫والحرف‪ .‬وهي الوحدات األساسية التي تبنى بها اللغة‪ ،‬وربطها بالوظيفة التي وجدت لها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فالكلمة كما ترى عند سيبويه ثالثة أقسام‪.‬‬

‫االسم‪ :‬ما دل ّ على معنى في نفسه غير مقترن بزمان‪ ،‬والفعل ما دل ّ على معنى في نفسه ُمقترن‬
‫بزمان‪ ،‬والحرف ما دل ّ على معنى في غيره (مصطفى الغالييني‪ ،‬جامع دروس العربية)‪.‬‬

‫وهذا ما دل ّ عليه استقراء كالم العرب ‪ ،‬وهو من أهم النصوص النحوية القديمة ‪ ،‬وقضاياه ظلت‬
‫صة‪.‬‬
‫مسيطرة على النحو العربي منذ سيبويه حتى اآلن‪ ،‬ومن ثم فإنه جدير بعناية خا ّ‬

‫وما زعموا من اقتباس العرب للتقسيم الثالثي للكالم من "أرسطو" يتطلب طرح األسئلة اآلتية‬
‫صرح أرسطو بذلك؟ ‪ ،‬ثم إن غرض النحو من لفظي االسم والفعل‬
‫أين ورد هذا؟ وفي أي كتاب ّ‬
‫غير غرض أرسطو منهما ألنه يرى فيهما ما يسميه الموضوع والمحمول والمجموع يكون دائما‬
‫حكما عقليا‪ ،‬وال يهتم أرسطو بالجانب اللغوي لهما‪ .‬ويمكن أن نجد التفصيل لهذه المسألة في‬
‫كتاب بحوث ودراسات ‪ ،‬عبد الرحمن الحاج صالح‪.‬‬

‫ـ النحو‪:‬‬

‫ـ ويظهر المصطلح فيما تناوله بعض علماء النحو من تعاريف للنحو‪ ،‬مثل‪ :‬ابن جني‪ ،‬وغيرهم‪،‬‬
‫فبينما يعرض النحو ألحكام مفردات الكلم حال التركيب‪ ،‬فيكون التصريف إ ّنما لمعرفة أ ْنفُس ال َكلم‬
‫الثابتة‪ ،‬والنحو إنما هو لمعرفة أحواله المتنقلة (المنصف لكتاب التصريف)‪.‬‬

‫ومن ث ّم يمثل النحو القاسم المشترك في الدرس اللّغوي الهندي‪ ،‬واليوناني‪ ،‬والعربي كما يذكر‬
‫المحركة للحدث‬
‫ّ‬ ‫كمال بشر في كتابه التفكير اللغوي بين القديم والحديث‪ ،‬وجملة النواميس الخف ّية‬
‫اللغوي كلّه عند عبد السالم المسدي في كتابه اللسانيات وأسسها المعرفية‪.‬‬

‫وتكشفت جملة هذه التعاريف على أن النحو العلمي وصفيا كان أو توليديا هو الجزء األهم من‬
‫اللسانيات كما يذكر عبد الرحمن صالح في كتابه "بحوث ودراسات في اللسانيات‪ .‬وهو مستوى‬
‫يختص بتنظيم الكلمات في جمل أو مجموعات كالمية ‪ ،‬أو ما يسميه "باختين" إعراب الكتل‬
‫اللفظية الكبيرة (صابر الحباشة‪ ،‬لسانيات الخطاب األسلوبية والتلفظ والتداولية)‪.‬‬

‫ـ النظم‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫ـ لقد أنتج هذا المناخ علوما تشاركت في النشأة وتساهمت في أسباب الت ّطور‪ ،‬وفي وجوه التأثير‬
‫والتأثر‪ .‬واختلطت البالغة بالنحو في كتاب سيبويه ‪ ،‬واختلطت به في معاني القرآن للفراء‪ ،‬بل‬
‫إن نظرية عبد القاهر الجرجاني في النظم بنيت على ضوء فهمه للتركيب النحوي ‪ ،‬فنظر إلى‬
‫التركيب باعتباره نظما ‪ ،‬وقصد به اقتفاء آثار المعاني وترتيبها في النفس‪.‬‬

‫وعلى ضوء هذه األفكار يؤكد "أن األلفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون اإلعراب هو الذي يفتحها‬
‫‪ .‬وأن األغراض كامنة فيها حتى يكون هو المستخرج لها وأنه المعيار الذي ال يتبين نقصان‬
‫كالم ورجحانه حتى يعرض عليه‪ ،‬والقياس الذي ال يعرف صحيح من سقيم حتى ُيرجع إليه"‪.‬‬
‫ويقول أيضا " واعلم أن ليس النظم إال أن تضع كالمك الوضع الذي يقتضيه علم النحو‪ ،‬وتعمل‬
‫على قوانينه وأصوله‪ ،‬وتعرف مناهجه التي نهجت فال تزيغ عنها‪ ،‬وذلك أنا ال نعلم شيئا يبتغيه‬
‫الناظم بنظ مه غير أن ينظر في وجوه الكالم كل باب وفروعه‪ ،‬فينظر في الخبر إلى الوجوه التي‬
‫تراها في قولك‪ :‬زيد منطلق‪ ،‬وزيد ينطلق‪ ،‬وينطلق زيدٌ‪ ،‬ومنطلق زيد‪ ،‬وزي ٌد المنطلق‪ ،‬والمنطلق‬
‫زيد‪ ،‬وزي ٌد هو المنطلق‪ ،‬وزيد هو ينطلق‪ ،‬وفي الشرط والجزاء‪ ،‬إلى الوجوه التي تراها في قولك‪:‬‬
‫ُ‬
‫خرجت‪ ،‬وإن تخرج فأنا خارج‪ ،‬وأنا خارج إن خرجت‪ ،‬وأنا إن‬ ‫َ‬
‫خرجت‬ ‫إن تخرج أخرج‪ ،‬وإن‬
‫خرجت خارج"‪.‬‬

‫ـ التركيب‪:‬‬

‫ُتجمع التعاريف في المعجم على أن التركيب يقترن بالضم والجمع والتأليف‪ ،‬جاء في المعجم‬
‫الوجيز‪ :‬ر ّكب الشي َء ‪ :‬ألّفه من مواد مختلفة‪ .‬وكذلك‪ :‬ض ّمه إلى غيره‪َ ،‬ف َ‬
‫صار شيئا واحدا في‬
‫ضه فوق‬
‫وتراكب الشي ُء‪َ :‬ركِب بع ُ‬
‫َ‬ ‫الر ْمح‪.‬‬ ‫الفص في الخا َت ِم أو ال ِّ‬
‫سنان في ُّ‬ ‫َّ‬ ‫المنظر‪ ،‬يقال‪َ :‬ر َّكب‬
‫وتكون‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بعض‪ .‬وتر َّكب‪ :‬تأَلَّف‬

‫وجاء في معجم اللغة العربية المعاصرة ألحمد مختار عمر‪ :‬ر ّكب‪ُ :‬ير ّكب تركيبا الشي َء في غيره‪:‬‬
‫َ‬
‫الجملة‪:‬‬ ‫المتفرقة ور ّتبها ور َبط بعضها ببعض للحصول على وحدة متكاملة‪ .‬ور ّكب‬ ‫ّ‬ ‫ض ّم أجزا َءه‬
‫ألّف بين أجزائها‪ .‬ور ّكب الطفل َ فوق ظهره‪ :‬جعله يعلو عليه‪.‬‬

‫أما من حيث االصطالح فقد ذكر الغالييني في جامع الدروس العرب ّية ‪ ،‬فالمر ّكب‪ :‬قول ٌ مؤلف‬
‫من كلمتين أو أكثر لفائدة سواء أكانت الفائدةُ تامة‪ ،‬مثل‪ :‬النجاة في ال ّ‬
‫صدق‪ ،‬أم ناقصة مثل‪ :‬إن‬
‫ُتتقِن عملك‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫والتركيب واإلفادة هما اللذان قصدهما ابن مالك في قوله "كاستقم" فاستقم كالم مر ّكب من فعل‬
‫أمر ‪ ،‬وفاعل مستتر مقدّر بـ "أنت"‪.‬‬

‫وبياني‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫وإضافي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إسنادي ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫والمركب س ّتة أنواع‪ ،‬كما ذكر الغالييني في جامع دروس العرب ّية ‪:‬‬
‫َدي‪.‬‬
‫ومزجي ‪ ،‬وعد ّ‬
‫ّ‬ ‫وعطفي‪،‬‬
‫ُّ‬

‫ـ المر ّكب اإلسنادي‪ :‬ما تألّف من َمسند و ُمسند إليه‪ ،‬مثل‪ :‬العلم نو ٌر‪ُ ،‬يفل ُح المجتهدُ‪.‬‬

‫فالعلم مسند إليه‪ ،‬ألنه أسند إليه "النور"‪ ،‬و ُحكم عليه به‪ .‬و"النور" مسند ألنه أسند إلى "العلم"‬
‫و ُحكم عليه به‪ .‬وكذلك أ ُسند الفالح إلى المجتهد‪ ،‬فـ"يفلح" مسند‪ ،‬والمجتهد مسند إليه‪.‬‬

‫والمسند إليه‪ :‬هو الفاعلُ‪ ،‬ونائبه‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬واسم الفعل الناقص‪ ،‬واس ُم األحرف التي تعمل ُ عمل َ‬
‫"ليس" واس ُم "إن" وأخواتها واس ُم "ال" النافية للجنس‪.‬‬

‫ـ المر ّكب اإلضافي‪ :‬ما تر ّكب من المضاف والمضاف إليه‪ ،‬مثل‪ :‬كتاب التلميذ‪ ،‬خاتم ف ّ‬
‫ضةٍ‪ ،‬صوم‬
‫ال ّنهار‪ .‬و ُحكم الجزء الثاني أنه مجرو ٌر أبدا‪.‬‬

‫البياني‪ :‬كل ّ كلمتين كانت ثاني ُتهما مو ّ‬


‫ضحة معنى األولى‪ .‬وهو ثالثة أقسام‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ المركب‬

‫أكرمت التلمي َذ‬


‫ُ‬ ‫أ) ـ مركب وصفي‪ :‬وهو ما تألف من الص ّفة والموصوف‪ ،‬مثل‪ :‬فاز التلمي ُذ المجتهد‪،‬‬
‫ُ‬
‫أخالق التلمي ِذ المجتهدِ‪.‬‬ ‫المجتهدَ‪ ،‬طابت‬

‫توكيدي ‪ :‬وهو ما تألّف من المؤ ِّكد والمؤ َّكد‪ ،‬مثل‪ :‬جاء القو ُم كلُّهم‪ ،‬أكرمت القو َم ك َّلهم‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫ب)ـ مر ّكب‬
‫القوم ك ِّلهم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أحسنت إلى‬

‫َلي‪ :‬وهو ما تألّف من البدَل وال ُمبدَل منه‪ ،‬مثل‪ :‬جاء خال ٌد أخوك‪ ،‬رأيت خالداً أخاك‪،‬‬
‫ج) ـ مر ّكب بد ُّ‬
‫مررت بخال ٍد أخي َك‪.‬‬

‫العطفي‪ :‬ما تأ ّلف من المعطوف والمعطوف عليه ‪ ،‬بتو ُّ‬


‫سط حرف العطف بينهما‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـ المر ّكب‬
‫ينال ُ التلمي ُذ والتلميذةُ الحم َد والثناء‪ ،‬إذا ثابراَ على الدرس واالجتهاد‪.‬‬

‫يتبع ما قبله في إعرابه‪.‬‬


‫وحكم ما بع َد حرف العطف أن َ‬

‫‪4‬‬
‫ً‬
‫كلمة واحدة‪ ،‬مثل‪ :‬بعلبك‪ ،‬بيت لحم‪ .‬وإن كان المركب‬ ‫جي‪ :‬كل ّ كلمتين ر ّكبتا و ُجعلتا‬ ‫ـ المركب ْ‬
‫المز ّ‬
‫ُ‬
‫سكنت بيت لحم‪.‬‬ ‫ينصرف‪ ،‬مثل‪ :‬بعلبك بلدةٌ ط ّي ُ‬
‫بة الهواء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫المزجي علما ً أعرب إعراب ما ال‬
‫ْ‬
‫موت‪ .‬وإذا كان الجزء الثاني منه كلمة "ويه" فإ ّنها تكون مبن ّية على الكسر‬
‫حضر ْ‬
‫وسافرت إلى ْ‬
‫دائما‪ ،‬مثل‪ :‬سيبويه عال ٌم كبي ٌر‪ ،‬رأيت سيبويه عالما ً كبيراً‪ ،‬وقرأت كتاب سيبويه‪.‬‬

‫مبني الجزأين على الفتح مثل‪ُ :‬زرني صباح مساء‪ ،‬وأنت جاري بيت‬
‫ّ‬ ‫وإن كان غير "علم" كان‬
‫بيت‪.‬‬

‫* قضايا علم التركيب‪:‬‬

‫وتظهر قضايا علم التركيب في العالقات داخل نظام الجملة‪ ،‬وحركة عناصرها وتالؤمها في‬
‫نظام تا ّم مفيد‪ .‬وهي ليست سوى معاني النحو وأحكامه واالحتماالت التركيب ّية في تعلّق ال َكلِم‬
‫بعضها ببعض‪.‬‬

‫مما يؤكد بأننا لسنا أمام كلمات معزولة "فأنماط الخطاب تنظم كالمنا بالطريقة ذاتها التي تنظمه‬
‫بها األشكال النحوية (صابر الحباشة‪ ،‬لسانيات الخطاب واألسلوبية والتلفظ والتداولية)‪.‬‬

‫ويكفي أن تقرأ عند سيبويه حديثه عن الكالم المستقيم الحسن‪ ،‬والكالم المستقيم الحديث تجده‬
‫المجرد الذي يولّد جميع‬
‫ّ‬ ‫يطرح فكرة "أن الجملة نظريا نوعان؛ جملة نظام وهو شكل الجملة‬
‫الجمل الممكنة في لغة ما‪ ،‬وجملة نص ّية وهي الجملة المنجزة فعال في المقام" (األزهر الز ّناد‪،‬‬
‫نسيج ال ّنص) وهو الطرح نفسه الذي ذكره تشومسكي في الجملة األكثر تداوال في البحث اللغوي‬
‫المعاصر "األفكار الخضراء عديمة اللون تنام في غضب" ( جون ليونز‪ ،‬نظرية تشومسكي‪،‬‬
‫تر‪ :‬خليل حلمي) ‪.‬‬

‫إن هذه العالقات ليست إال معاني النحو‪ ،‬وأن مصطلح الجملة وقيمتها يكمن في الترابط والتعالق‪،‬‬
‫وفي التقديم والتأخير‪.‬‬

‫وهو ما وجده عبد القاهر الجرجاني في اإلمكانات النحوية القائمة في تركيب الجملة وبنيتها‬
‫ضرب فيه فكان هذا مدخله الحقيقي إلدراك اإلعجاز‬
‫ٌ‬ ‫الداخل ّية‪ ،‬فقاده ذلك إلى فكرة النظم واألسلوب‬
‫القرآني‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ونماذج االستئناس في كتاب دالئل اإلعجاز كثيرة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫أ) ـ " فال يقوم في وهم‪ ،‬وال يصح في عقل أن يتف ّكر متف ّكر في معنى من غير أن يريد إعماله‬
‫في اسم‪ ،‬وال أن يتف ّكر في معنى اسم من غير أن يريد إعمال فعل فيه وجعله فاعال له أو مفعوال‪،‬‬
‫أو يريد منه حكما سوى ذلك من األحكام‪ ،‬مثل أن يريد جعله مبتدأ أو خبرا أو صفة أو حاال أو ما‬
‫شاكل ذلك" (دالئل اإلعجاز)‪.‬‬

‫ب)ـ " وإن أردت أن ترى ذلك عيانا فاعمد إلى أي كالم شئت وأزل أجزاءه عن مواضعها‪،‬‬
‫ض ْعها وضعا ً يمتنع معه دخول شيء من معاني النحو فيها‪ ،‬فقل في‪:‬‬
‫و َ‬

‫"قِ َفا َن ْبك من ذكرى حبي ٍ‬


‫ب و َم ْنزل " ‪.‬‬

‫ـ من‪َ ،‬نبك‪ ،‬قفا‪ ،‬حبيب‪ ،‬ذكرى ‪ ،‬منزل‪ .‬ثم انظر هل يتعلّق منك فكر بمعنى كلمة منها؟ ( دالئل‬
‫اإلعجاز)‪.‬‬

‫وتأتي اإلجابة صريحة فصيحة فيما صنعه امرئ القيس من كون "نبك" جوابا لألمر‪ ،‬وكون‬
‫"من" ُمعد ّية إلى "ذكرى" وكون "ذكرى" مضافا "إلى حبيب" (دالئل اإلعجاز)‪.‬‬

‫ـ ج) ـ وفيه يعرض إلى بيت شعري البن المعتز‪ ،‬يكشف فيه سيطرة النحو على الحدث اللغوي من‬
‫خالل التقديم والتأخير‪ ،‬فيقول‪:‬‬

‫أنصاره بوجو ٍه كالدنانير‪.‬‬


‫َ‬ ‫الحي حين دعا‪/‬‬
‫ّ‬ ‫شعاب‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫سالت عليه‬

‫إن هذه االستعارة على لطفها وغرابتها ‪ ،‬إ ّنما ت ّم لها الحسن وانتهى إلى حيث انتهى‪ ،‬بما توخى‬
‫من وضع الكالم من التقديم والتأخير‪ ،‬وتجدها قد َملُحت بمعاونة ذلك ومؤازرته لها‪.‬‬

‫ومن ثم تتناسق الدّاللة لتؤلف وحدة متكاملة تتحصل بها الفائدة ‪ ،‬وهذا ما أجمع عليه النحاة ‪،‬‬
‫ومنهم عبد القاهر الجرجاني الذي نظر في التركيب باعتباره نظما‪ ،‬وقصد به اقتفاء آثار المعاني‬
‫وترتيبها في النفس‪ ،‬وبما ّ‬
‫توخى من وضع الكالم من التقديم والتأخير‪.‬‬

‫* ظاهرة اإلسناد في اللغة العربية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫عقد سيبويه في الكتاب بابا سماه المسند والمسند إليه "وهما ال يغني واحد منهما عن اآلخر‪،‬‬
‫والمبني عليه " ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وال يجد المتكلم منه بدا فمن ذلك االس ُم المبتدأ‬

‫وهو رأي قال عنه عبدة الراجحي في كتابه المذاهب النحوية ‪ :‬إنه قانون لغوي جاء في وقت‬
‫مبكر‪ ،‬وانتقل إلى البالغة‪ ،‬غير أنه ظل المعيار في فهم الجملة عند النحاة ‪.‬‬

‫واإلسناد في اللغة العربية هو ال ُحكم بشيء على شيء كالحكم على "خالد" باالجتهاد في قولك‪:‬‬
‫خالد مجتهد‪.‬‬

‫والمحكوم به ُيسمى "مسندا" والمحكوم عليه ُيسمى مسندا إليه‪.‬‬

‫فالمس َندُ‪ :‬ما حكمت به على شيء‪.‬‬

‫والمسند إليه‪ :‬ما حكمت عليه بشيء‪.‬‬

‫والمسند إليه‪ :‬هو الفاعلُ‪ ،‬ونائبه‪ ،‬والمبتدأ‪ ،‬واسم الفعل الناقص‪ ،‬واس ُم األحرف التي تعمل ُ عمل َ‬
‫"ليس" واس ُم "إن" وأخواتها واس ُم "ال" النافية للجنس‪.‬‬

‫وظاهرة اإلسناد في اللغة العربية‪ :‬المبتدأ وخبره في الجملة االسمية‪ ،‬والفعل والفاعل في الجملة‬
‫الفعلية‪.‬‬

‫يقر ابن يعيش في شرحه هذا التقسيم‪ ،‬وعد‬


‫وزاد بعضهم الجملة الظرفية والجملة الشرط ّية‪ ،‬ولم ّ‬
‫الجملة الشرطية جملة فعلية مركبة من جملتين فعليتين أو فعلية واسمية‪ ،‬وع ّد غيره أن الجملة‬
‫الظرفية ما هي إال جملة اسمية‪.‬‬

‫وهكذا تكون جملة ( واألنعا َم خلقها) جملة فعلية فعلها الذي عمل في كلمة "األنعام" محذوف مع‬
‫سر الفاعل ُ المحذوف الفاعل َ المذكور (خلقها هللا)‬
‫فاعله‪ ،‬يفسر الفعل َ المحذوف الفعل المذكو ُر‪ ،‬ويف ّ‬
‫‪ ،‬ذلك ألن في الفعل المذكور ضميرا "هو المفعول به للفعل" ‪ .‬وفي كتاب "في نحو اللغة‬
‫وتراكيبها" خليل لعمايرة نماذج كثيرة يمكن العودة إليها‪.‬‬

‫*الموقع ّية والرتبة في الجملة العربية‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫الجملة هي الكالم الذي يتركب من كلمتين أو أكثر وله معنى مفيد مستقل‪ .‬وتنقسم أوال إلى ‪:‬‬
‫اسمية أو فعلية‪ ،‬وقد سبق ذكر هذا القسم‪ ،‬كما تنقسم أيضا إلى ‪:‬‬

‫ـ خبرية‪ ،‬مثل‪ :‬قام محمدٌ‪ ،‬ومحمد قائم‪.‬‬

‫لعب‪.‬‬ ‫ْ‬
‫احفظ‪ ،‬ال َت ْ‬ ‫ـ إنشائ ّية‪ :‬مثل‪:‬‬

‫ُ‬
‫رأيت رجال يقرأ‪.‬‬ ‫وقعت بع َد ال ّنكرات الخالصة فهي ص َفات لها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ْ‬ ‫والخبر ّية‪ :‬إذا‬

‫فجملة "يقرا" وقعت بعد صفة في محل نصب ‪ .‬وإن جاءت بعد المعارف المحضة فهي حال منها‪،‬‬
‫سم" وقعت حاال من أمين‪.‬‬
‫سم‪ .‬فجملة "يتب ّ‬
‫مثل‪ :‬أقبل أمينٌ يتب ّ‬

‫أما اإلنشائ ّية فإن وقعت بعد النكرات أو المعارف الخالصة فال تكون صفات لها وال أحواالً لها (‬
‫عيسى مومني‪ ،‬قاموس اإلعراب‪ ،‬متوفر بصيغة ‪.)PDF‬‬

‫ومن خالل الموقعية يمكن أن نتناول جمل لها محل من اإلعراب‪ ،‬وجمل ال محل لها من اإلعراب‪.‬‬

‫والجمل التي لها محل ّ من اإلعراب هي الجمل التي لها موقع إعرابي ‪ ،‬وال تحل محل مفرد‪ ،‬وهي‬
‫أنواع‪ .‬أما الجمل التي ال محل لها من اإلعراب‪ ،‬وهي الجمل التي ال موقع لها‪ ،‬وهي ال تحل محل‬
‫جر أو جزم‪.‬‬
‫كلمة مفردة‪ ،‬ومن ثم فال يقال فيها إنها في موضع رفع أو نصب أو ّ‬

‫ويمكن االستفادة في هذا الموضع من نماذج تطبيقية كثيرة من كتاب "مغني اللبيب عن كتب‬
‫األعراب البن هشام ‪ ،‬و"قاموس اإلعراب" ‪:‬عيسى مومني‪ ،‬وكتاب "التطبيق النحوي"‪ :‬عبدة‬
‫الراجحي‪.‬‬

‫وهي متوفرة على الشبكة‪.‬‬

‫ـ الترتيب‪" :‬يعد الترتيب من أبرز عناصر التحويل وأكثرها وضوحا‪ ،‬ألن المتكلّم يعمد إلى مورفيم‬
‫ح ّقه التأخير فيما جاء عن العرب فيق ّدمه ‪ ،‬أو إلى ما ح ّقه التقديم فيؤخره طلبا إلظهار ترتيب‬
‫المعاني في النفس"‪ ( .‬خليل عمارية‪ ،‬نحو اللغة وتراكيبها )‪.‬‬

‫تصور منبثق‬
‫ّ‬ ‫وإن تحليل السالسل التركيبية الغاية البالغية القصد منها اإلفادة ‪ ،‬فهي تحيل عن‬
‫عن معيار تداولي ‪ ،‬وهو ما أشار إليه مسعود صحراوي في كتابه التداولية عند العلماء العرب‪.‬‬
‫وقد ذهب فيه النحويون إلى جملة األغراض التي يخرج إليها التقديم والتأخير‪ ،‬وتتلخص في ‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫التشريف‪ ،‬والتشويق‪ ،‬ورعاية الفاصلة‪ ،‬وفائدة تقوية الخبر‪ ،‬والتقدير األجدر‪ ،‬وتقديم االختصاص‪،‬‬
‫والتأكيد‪ ،‬وتقوية الحكم والمبالغة‪.‬‬

‫وهذا ما يجعل الرتبة في النحو تراعي قضايا التداول في الخطاب بما فيه االحتفاء بالقصد ‪ ،‬و‬
‫القوة المتمثلة في القول‪ ،‬واالهتمام بالفائدة ‪ ،‬وهذه كلّها مفاهيم تداولية ‪ .‬فيكون للتقديم‬
‫توخي ّ‬
‫والتأخير في موضع الجمل وأجزائها دقائق عجيبة؛ يكون لالبتداء ما يؤكد رتبته في التركيب‪.‬‬

‫وهو ما يجعل أن معظم االمكانات ال ّنحوية ذات طبيعة اختيارية ُيقدّم فيها المعنى بطرق مختلفة‬
‫في الوضوح والخفاء ‪ ،‬والزيادة والنقصان‪.‬‬

‫وكل هذه األمور تبرز في سالسل تركيبية مثل التقديم والتأخير‪ ،‬والحذف والذكر‪ ،‬تكشف على أنها‬
‫ُمه ّيئة لكثير من الدّالالت تحتفظ فيها العناصر النحوية التي ال يمكن إسقاطها في‬ ‫إمكانات‬
‫الظاهر أو في التقدير كالفاعل والمبتدأ وغيرها برتبتها التي يحققها لها االستعمال ‪ ،‬وهو ما‬
‫يهيء للسالسل التركيبية إمكانية التحليل الواعي‪.‬‬

‫واألمثلة كثيرة يمكن العودة إليها في كتاب‪ :‬نحو اللغة وتراكيبها‪ ،‬خليل عمايرة‪ .‬ص‪ 91 :‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫* التركيب االسمي والتركيب الفعلي‪:‬‬

‫ر ّتب عبد القاهر الجرجاني عالقات ال َكلِم الجارية على قانون النحو فقال " الكلم ثالث‪ :‬اسم‬
‫طرق معلومة ‪ ،‬وهو ال يعدو ثالثة أقسام‪ :‬تعلُّق اسم باسم‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫وح ْرف‪ ،‬وللتعلّق فيما بينها‬
‫وف ِْعل َ‬
‫وتعلّق اسم بفِعل‪ ،‬وتعلُّق َح ْرف بهما" (دالئل اإلعجاز)‪.‬‬

‫وسالسل التركيب داخل هذه األقسام غير محدودة ‪ ،‬نستأنس فيها بنصوص من التراث من تحليل‬
‫محمد عبد المطلب في كتابه قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني ‪.‬‬

‫ـ " فاالسم يتعلّق باالسم بأن يكون خبراً عنه‪ ،‬أو حاال منه‪ ،‬أو تابعا ً له‪ :‬صفة أو توكيدا أو عطف‬
‫بيان‪ ،‬أو عطفا ً بحرف‪ ،‬أو بدالً‪ ،‬أو بأن يكون األول مضافا إلى الثاني‪ ،‬أو بأن يعمل األول في الثاني‬
‫عمل َ الفعل‪ ،‬ويكون الثاني في ُح ْكم الفاعل له أو المفعول‪ ،‬أو بأن يكون تمييزاً‪ ،‬قد جاله منتصبا ً‬
‫على تمام االسم"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫"أما تعلّق االسم بالفعل فبأن يكون فاعالً له أو مفعوال‪ ،‬أو يكون مصدراً قد انتصب به‪ ،‬أو ظرفا ً‬
‫مفعوال فيه‪ ،‬زمانا أو مكاناً‪ ،‬أو مفعوال معه‪ ،‬أو مفعوال به‪ ،‬أو أن يكون منزال من الفعل منزلة‬
‫المفعول‪ ،‬وذلك في خبر كان وأخواتها‪ ،‬الحال‪ ،‬والتمييز"‪.‬‬

‫أما تعلّق الحرف بهما فعلى ثالثة أضرب‪:‬‬

‫سط الفعل واالسم‪ ،‬والثاني‪ :‬تعلّق الحرف بما يتعلّق به العطف‪ ،‬وال ّثالث‪ :‬تعلّق‬
‫األول‪ :‬أن يتو ّ‬
‫النفي واالستفهام والشرط والجزاء بما يدخل عليه"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بمجموع الجملة‪ ،‬كتعلّق حرف‬

‫نتيجة‪:‬‬

‫تلخص تعلّق ال َكلِم بعضها ببعض ‪ ،‬هي ليست سوى معاني النحو‬
‫ـ هذه االحتماالت التركيبية التي ّ‬
‫وأحكامه‪ ،‬وتحمل الكثير من الدالالت‪.‬‬

‫ـ تكون من انتاج الكاتب‪ ،‬وقد يختار منها ما يشاء ‪ ،‬غير أن العناصر النحوية األساسية ال يمكن‬
‫إسقاطها في الظاهر أو في التقدير كالفاعل مثال أو المبتدأ‪.‬‬

‫ـ أمثلة للتشكيل االسمي عند عبد القاهر الجرجاني (كتاب ‪ :‬قضايا الحداثة عند عبد القاهر‬
‫الجرجاني‪ ،‬محمد عبد المطلب)‪.‬‬

‫ـ اسم ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعالقة ‪َ :‬خ َبرية = مح ّمد مجتهد‪.‬‬

‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة ‪ :‬حال ّية = جاء محمد راكباً‪.‬‬

‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪َ :‬وصفية = محمد الكريم محبوب‪.‬‬

‫سه موجود‪.‬‬
‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪ :‬توكيدية = مح ّمد نف ُ‬

‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪َ :‬بدَل ّية = الزعي ُم مح ّم ٌد موجود‪.‬‬

‫وعلي حضرا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪َ :‬عطف َّية = محم ٌد‬

‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪ :‬إضافية = ُغ ُ‬


‫رف البيت واسعة‪.‬‬

‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪ :‬فاعلية = أقائم محمد؟ ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أمكتوب الدرس؟‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪ :‬مفعولية =‬

‫ـ اسم ‪ +‬اسم‪ .‬العالقة ‪ :‬تمايز = عشرون درهما‪.‬‬

‫ـ أمثلة للتشكيل الف ِْعلي عند عبد القاهر الجرجاني ‪( :‬انظر كتاب قضايا الحداثة عند عبد القاهر‬
‫الجرجاني ‪ ،‬محمد عبد المطلب)‪.‬‬

‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪ :‬فاعلية = حضر محمد‪.‬‬

‫ُ‬
‫كلمت محمدا‪.‬‬ ‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪ :‬مفعولية =‬

‫فهمت َف ْهما‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪َ :‬مصدرية =‬

‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪َ :‬ظرفية = وقفت أمامك ـ خرجت اليوم‪.‬‬

‫سرت وال ّن ْه َر‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪ُ :‬م َ‬
‫صاح َبة =‬

‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪ :‬سببية = جئت إكراما لك‪.‬‬

‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪َ :‬ن ْسخ = كان محم ٌد مجتهداً‪.‬‬

‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪ :‬تمايز = طابت الجزائ ُر مناخا‪.‬‬

‫ُ‬
‫الطلبة إال طالباً‪.‬‬ ‫ـ فِعل ‪ +‬اسم ‪ .‬ال َعال َقة‪ :‬استثناء‪ :‬حضر‬

‫الح ْرفي عند عبد القاهر الجرجاني ‪( :‬انظر كتاب قضايا الحداثة عند عبد القاهر‬
‫ـ أمثلة للتشكيل َ‬
‫الجرجاني ‪ ،‬محمد عبد المطلب)‪.‬‬

‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪ :‬ال ّنسبة = مررت بمحمد‪.‬‬

‫سرت وال ّنهر‪.‬‬


‫ُ‬ ‫المصاح َبة=‬
‫َ‬ ‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪:‬‬

‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪ :‬االستثناء = ما حضر إال محمد‪.‬‬

‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪ :‬ال َعطف = مح ّمد وعلي محبوبان‪.‬‬

‫النفي = ما حضر محمدٌ‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪ :‬االستفهام = هل حضر محمد؟ ‪.‬‬

‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪ :‬ال ّ‬


‫شرط ّية = إن حضر محمد أكرمته‪.‬‬

‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪ :‬ال َّن ْسخ = إن محمداً مجتهدٌ‪.‬‬

‫ـ فعل ‪ +‬حرف ‪ +‬اسم‪ .‬ال َعالقة‪ :‬ال ّنداء = يا مح ّمدُ‪.‬‬

‫ـ هذه احتماالت لسالسل تركيبية رصدها محمد عبد المطلب في كتابه "قضايا الحداثة عند عبد‬
‫القاهر الجرجاني"‪.‬‬

‫ومن المالحظات الجديرة بالذكر‪:‬‬

‫أن هذا التشكيل ي ّتسع مداه بإدخال عناصر إضافية على الجملة‪ ،‬كاإلفراد والتثن ّية والجمع‪،‬‬
‫والحذف والتكرار‪ ،‬واإلضمار واإلظهار ‪ ،‬وقد يمتد إلى‬
‫َ‬ ‫والتعريف والتنكير‪ ،‬والتقديم والتأخير‬
‫الص ّياغة ‪ ،‬كما أن طبيعة التركيب ُتضفي أهمية تتأتى من استعمال الدال فيما هو أصلح لتأديته‪.‬‬

‫ويمكن االستفادة من بعص التفصيالت بالعودة إلى كتاب قضايا الحداثة‪ ،‬الفصل الثاني "النحو"‪.‬‬

‫* التراكيب الجملية والتراكيب شبه الجملية‪:‬‬

‫وعلى ضوء سلسلة التراكيب التي تأتي من استعمال الدّال فيما هو أصلح لتأديته يقف أمامها‬
‫الكاتب يستكشف في تحليالته ؛ بم يبدأ ‪ ،‬وبم ُيث ّنى ‪ ،‬وبم ُي ّثلث‪ ،‬ولِ َم لَ ْم ّ‬
‫يؤخر في هذا التركيب‬
‫أخر‪ ،‬و ُبدئ بالذي ُث ّني به أو بالذي ُثلّث به‪ ،‬لهذا قال محمد عبد المطلب في كتابه قضايا الحداثة‬
‫ما ّ‬
‫تحرك فيه عبد القاهر الجرجاني‬
‫‪" :‬لو نظرنا إلى النظام الذي تقدّمه لنا اللغة ‪ ،‬فلن نتجاوز ما ّ‬
‫من رصد إمكانات تكوين الجملة المقبولة َن ْحويا؛ ذلك أن هذا النظام يت ّ‬
‫كون من‪:‬‬

‫أ)ـ مجموعة من المعاني المفادة من التركيب ال ّن ْحوي‪ ،‬كاإلنشاء‪ ،‬والنفي واإلثبات‪ ،‬واألمر والنهي‪،‬‬
‫واالستفهام والدُّعاء‪ ،‬والشرط والقسم‪ ،‬إلخ‪.‬‬

‫ب)ـ مجموعة من المعاني التي تتصل ببعض األبواب النحوية‪ ،‬كالفاعلية‪ ،‬والمفعولية‪ ،‬والحالية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫صة‪ ،‬وتكون قرائن َم ْعنوية عليها"‪( .‬محمد‬
‫ج)ـ مجموعة من ال َعالقات التي تربط بين المعاني الخا ّ‬
‫عبد المطلب‪ ،‬قضايا الحداثة عند عبد القاهر الجرجاني)‪.‬‬

‫أ)ـ التراكيب الجملية‪:‬‬

‫ومن النماذج التي يذكرها عبد القاهر في دالئل اإلعجاز‪ ،‬قول بشار‪:‬‬

‫كأنّ ُمثار ال َّنقع فوق رؤوسنا‪ /‬وأسيافنا لَ ْيل ٌ َتهاوى َكوا ِك ُبه‬

‫شار قد أخطر معاني هذه ال َكلم بباله أفراداً عارية من معاني النحو‬
‫صور أن يكون َب ّ‬
‫"انظر هل ُيت َّ‬
‫التي تراها فيها‪ ،‬وأن يكون قد وقع "كأن" في نفسه من غير أن يكون ف َّكر في " ُمثار ال ّنقع"‬
‫من غير أن يكون أراد إضافة األول إلى الثاني‪ ،‬وف ّكر في "فوق رؤوسنا" من غير أن يكون قد‬
‫أراد أن يضيف "فوق" إلى "الرؤوس" ‪ ،‬وفي األسياف من دون أن يكون أراد َعطفها "بالواو"‬
‫على ّ ُمثار" ‪ ،‬وفي "الواو" من دون أن يكون أراد العطف بها‪ ،‬وأن يكون كذلك ف ّكر في "الليل"‬
‫من دون أن يكون خبراً لـ "كأنّ " ‪ ،‬وفي "تهاوى كواك ُبه" من دون أن يكون أراد أن يجعل‬
‫الجملة ص ّفة لِلَ ْيل لِ ُيتم الذي أراد من ال ّتشبيه‪ .‬أو لم تخطر هذه األشياء بباله إال ُم َراداً فيها هذه‬
‫األحكام والمعاني التي تراها فيها" (دالئل اإلعجاز)‪.‬‬

‫ب) التراكيب شبه الجملية‪:‬‬

‫تحدّد شبه الجملة معنى الجملة األصيلة‪ ،‬ألن الجملة األصيلة لها مت ّممات ترتبط بها‪.‬‬

‫وشبه الجملة هي هذه المتممات ‪ ،‬ويطلق النحاة هذه التسمية ـ في األغلب ـ على الظرف والجار‬
‫والمجرور‪ ،‬مثل‪ :‬خالد في القسم أو خالد عندك‪.‬‬

‫استقر عندك‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ألن معنى كالمك هو خالد استقر في القسم ‪ ،‬وخالد‬

‫يتكون من الفعل وفاعله‪ ،‬أي أنهما شبيهان‬


‫فالجار والمجرور والظرف ‪ ،‬ينوبان عن الخبر الذي ّ‬
‫بالجملة في مثل هذا الموضع‪ .‬كما أن الضمير المستتر في الفعل قد انتقل مضمرا في الجار‬
‫والمجرور‪.‬‬

‫الجر ال بد أن يتعلّقان بمتعلّق‪ ،‬مثل قولك‪ :‬سافر خالد من القرية إلى‬


‫ّ‬ ‫ومن ثم فإن الظرف وحرف‬
‫المدينة بالحافلة ليحضر الدرس‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ـ من القرية ‪ :‬جار ومجرور ‪ ،‬وشبه الجملة متعلّق بسافر‪.‬‬

‫ـ إلى المدينة ‪ :‬جار ومجرور‪ ،‬وشبه الجملة متعلّق بسافر‪.‬‬

‫ـ بالحافلة‪ :‬جار ومجرور‪ ،‬وشبه الجملة متعلّق بسافر‪.‬‬

‫جر‪ ،‬ويحضر‪ :‬فعل مضارع منصوب بأن المضمرة وعالقة نصبه الفتحة‬
‫ـ ليحضر‪ :‬الالم حرف ّ‬
‫جر بالالم‪ ،‬وشبه الجملة متعلّق بسافر‪( .‬عيسى مومني‪،‬‬
‫الظاهرة والمصدر المؤول في محل ّ‬
‫قاموس اإلعراب)‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬فالتعلّق إذن عبارة عن ارتباط شبه الجملة بالحدث الذي يدل عليه الفعل أو ما يشبهه‪،‬‬
‫باإلضافة إلى داللته على "الح ّيز " الذي يقع فيه الفعل‪.‬‬

‫يمكن االستعانة بنماذج أخرى في قاموس اإلعراب‪ ،‬عيسى مومني متو ّفر بصيغة ‪.PDF‬‬

‫* هذه مادة بيداغوج ّية لمقياس " علم التراكيب"‪ ،‬للسنة ثالثة ليسانس‪ ،‬السداسي الثاني ‪،‬‬
‫محاضرة‪ ،‬أفواجها ‪ ،‬من ‪ 7 :‬ـ ‪. 01‬‬

‫من إعداد األستاذ‪ /‬عيسى مومني ـ قسم اآلداب واللغة العربي ـ جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪.‬‬

‫مقرر السداسي الثاني ‪. 1111/1109‬‬


‫ـ ما ّدة بيداغوجية من ّ‬

‫بيبليوغرافيا اللسانيات ‪ :‬ماستر‪ /0‬تخصص‪ :‬لسانيات تطبيقية‬


‫ـ الفوج‪. 7 :‬‬
‫ـ قسم اآلداب واللغة العربية ـ جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪.‬‬

‫ـ د‪ /‬عيسى مومني ‪.‬‬


‫‪14‬‬
‫مالحظة‪ :‬هذه الما ّدة خالصة من كتاب‪ :‬بيبليوغرافيا اللسانيات ؛ قراءة في أول مؤشرات‬
‫المحاورة ومداخل السياقات المعرفية اللسانية‪ ،‬عيسى مومني‪ ،‬دار العلوم‪. 1101 ،‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫تأتي هذه المادّة البيداغوجية ضمن مقياس بيبليوغرافيا اللسانيات‪ ،‬وقد ت ّم ا ّتباع نموذج في‬
‫سم البيبلوغرافيا إلى محاور‪ ،‬كل محور يتناول مجموعة من العناوين ُينظر في بياناتها‬
‫القراءة ُيق ّ‬
‫كاسم المؤلّف‪ ،‬وقراءة في عنوان الكتاب وخطاب مقدّمته نخلص من خاللها إلى فائدة تخص‬
‫المحور المدروس‪.‬‬

‫ومن المحاور التي ندرسها في هذه المادة البيداغوج ّية ‪ ،‬تتعلّق بلسانيات النص‪ ،‬وأخرى ُتتابع‬
‫كتابات اللسانيات التوليدية التحويلية‪.‬‬

‫أ)ـ بيبليوغرافيا لسانيات النص‪ ،‬وتحليل الخطاب‪:‬‬

‫تندرج هذه الكتابات في مجاالت تحليل الخطاب‪ ،‬ولسانيات الخِطاب‪ ،‬ونحو النص‪ ،‬وعلم النص‪.‬‬
‫وهذا ما تشي به العناوين ‪ ،‬ويبرز من مقدمات الخطاب‪.‬‬
‫تكون بالتدريج في النصف الثاني من‬
‫هذا الفرع المعرفي الجديد في الدراسات الغربية قد ّ‬
‫الستينات والنصف األول من السبعينات أما في الدرس العربي ن فالثقافة العربية ثقافة نص‪،‬‬
‫وعلوم العربية كلّها جاءت لخدمة ال ّنص‪.‬‬
‫ومن العناوين التي نقترحها في هذا المحور‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ مدخل إلى علم اللغة النصي‪ ،‬تأليف فولفجانج هاينه من و ديتر فيهفيجر‪ ،‬ترجمة فالح بن‬
‫شبيب العجمي ‪.0999 ،‬‬
‫الكتاب عمل مشترك لمؤلفين اثنين وضعا معا تصورات كل األبواب‪ ،‬وأجزاء األبواب لفرع‬
‫معرفي جديد لعلم اللغة ‪.‬‬
‫يبرز من مقدّمته أنه أول إسهام في سد هذه الثغرة‪ ،‬و بهذا العرض الشامل يطلع اللسانيين‬
‫على المشكالت الراهنة في البحث اللغوي النصي‪.‬‬
‫يتكون من فصول‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يحتوي هذا الكتاب على أبواب ستة‪ ،‬كل باب‬
‫تناول الباب األول‪ :‬ما المقصود بعلم اللغة النصي‪ ،‬وما أهدافه؟ ‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬النص‪ ،‬إنتاجه وتفسيره‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬النص‪ ،‬ع ّينة النص‪ ،‬ونمطه‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬المحادثة‪.‬‬
‫الباب الخامس‪ :‬النصوص المكتوبة استراتيجياتها‪ ،‬أبنيتها‪ ،‬صياغاتها‪.‬‬
‫الباب السادس‪ :‬آفاق التطور ومجاالت تطبيق علم اللغة النصي‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ التحليل اللُّ ّ‬
‫غوي لل ّنص ‪ ،‬مدخل إلى المفاهيم األساس ّية والمناهج‪ ،‬كالوس برينكر‪ ،‬ترجمه‬
‫وعلّق عليه ومهد له‪ :‬سعيد ح َ‬
‫سن بحيري‪ ،‬مؤسسة المختار‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 1112‬‬
‫ـ الكتاب تعريف بالمفاهيم األساسية‪ ،‬ومناهج التحليل اللغوي للنص‪.‬‬
‫سم المؤلف كتابه إلى أربعة فصول بخالف التمهيد الذي عرض فيه مفهومه للتحليل اللغوي‬
‫وقد ق ّ‬
‫للنص‪.‬‬
‫وفي الفصل األول‪ :‬تناول مفهوم‪.‬‬

‫وفي الفصل الثاني‪ :‬تناول تحليل بنية النص‪.‬‬

‫وفي الفصل الثالث‪ :‬تناول تحليل وظيفة النص وهي وظيفة اإلبالغ‪ ،‬واالستثارة‪ ،‬واإلجبار‪،‬‬
‫واالحتكاك واإلعالن‪.‬‬
‫أما في الفصل الرابع‪ :‬فقد تناول تحليل أنواع نص ّية‪.‬‬
‫ـ الكتاب في مجمله ُخ ِّطط كما جاء في التمهيد بحيث يمكن "أن يستخدم للدراسة الذاتية‪ ،‬والدراسة‬
‫األساسية اللغوية الجرمانية‪ ،‬وعلى األقل بشكل مرحلي لتدريس األلمانية في المرحلة الوسطى"‬
‫‪ 3‬ـ في اللسانيات ونحو النص‪ ،‬إبراهيم خليل دار المسيرة‪ ،‬الطبعة األولى ‪. 1117‬‬
‫أقر صاحب الكتاب في أول كالمه أنه أفاد من مصادر عربية وأجنبية‪ ،‬وأن بعض الفصول‬
‫ّ‬
‫شرت في مجالت علمية مح ّكمة‪ ،‬أما فصول‬
‫ْ‬ ‫التي أدرجت في البا َب ْين الثاني والثالث كانت قد ُن‬
‫الباب األول فتنشر للمرة األولى‪.‬‬
‫والكتاب جاء في أبواب ثالثة‪ .‬ففي الباب األول تناول مقدّمة في اللسانيات يليه فصل مك ّثف‬
‫ٌ‬
‫وثالث عن اللغة والنحو‪ .‬وقد حاول‬ ‫والدرس الصوتي‪ ،‬وآخر عن اللغة والنظام الصرفي‪،‬‬
‫ْ‬ ‫عن اللغة‬
‫المؤلف في الفصول الثالثة أن يدمج بين مستويات الدرس اللغوي‪.‬‬
‫أما الباب الثاني فيتناول دراسات في أصوات العربية ويتألف من ثالثة فصول ‪ ،‬يجمعها هذا‬
‫المحور هو الدراسات الصوتية‪ .‬وقد جاءت تطبيقا مفصال لبعض ما جاء في الباب األول‪ .‬فالفصل‬

‫‪16‬‬
‫الموسوم بعنوان صوتيات ابن سينا في ضوء علم اللسان الحديث توضي ٌح الرتباط الصوت بالمعنى‪،‬‬
‫ودرس لألصوات من الزاوية الفسيولوجية‪.‬‬
‫وفي الثاني مذهب سيبويه توضيح لبعض ما ذكر في الباب األول من الظواهر الفونولوجية في‬
‫الكالم‪.‬‬
‫والثالث المقطع العروضي يتض ّمن تطبيقا لبعض ما ُن ّوه إليه مجمال في الباب األول عن المقطع‬
‫وجرس اللسان‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الصوتي‪ ،‬وصلته بالعروض‪،‬‬
‫يتكون من ثالثة فصول ‪.‬‬
‫أما ثالث األبواب في هذا الكتاب‪ ،‬فهو في نحو النص‪ّ .‬‬
‫الفصل األول‪ :‬من نحو الجملة إلى نحو النص‪ .‬والفصل الثاني‪ :‬قواعد التماسك النحوي عند‬
‫عبد القاهر الجرجاني في ضوء علم النص‪ .‬والفصل الثالث‪ :‬دراسة نصية‪.‬‬
‫وجاء الفصل الثالث في شكل دراسة تطبيقية قصيرة تستخدم مفاهيم علم النص في تناول‬
‫قصيدة للشاعرة فدوى طوقان‪ ،‬وهي قصيدة‪ :‬هل تذ ُك ُر؟‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق‪ ،‬دراسة تطبيقية على السور المكية‪ ،‬صبحي‬
‫إبراهيم الفقي‪ ،‬دار قباء القاهرة‪. 1111 ،‬‬
‫ـ الكتاب جاء "لدعم النقص لألعمال اللغوية النصية في المكتبة" وقد أفرد صاحب الكتاب‬
‫فصال خاصا ً للتماسك الن ّ‬
‫صي باعتباره أهم مظاهر التحليل النصي‪ ،‬وكذلك للتكرار أيضا باعتباره‬
‫من الوسائل المهمة التي تربط بين عناصر النص والتي ال تكون باللفظ نفسه فحسب‪ ،‬بل‬
‫بالترادف‪ ،‬والمعنى والضمائر‪ .‬واإلضافة الجديدة في هذه الدراسة تتمثل في ذكر الكتاب ألداة‬
‫على درجة كبيرة من األهمية في تحقيق التماسك النصي‪ ،‬ولها دور واضح في التحليل النصي‪،‬‬
‫ومع ذلك لم يذكرها علماء النصية‪ ،‬وهي المناسبة‪ ،‬وهذا يرجع لطبيعة النصوص التي قاموا‬
‫بتحليلها‪.‬‬
‫يحتوي الكتاب على فصول أربعة‪ ،‬كل فصل يتكون من مباحث‪ .‬تناول الفصل األول‪:‬‬
‫التعريف بالنص‪ ،‬وعلم اللغة النصي‪ ،‬وأهم المصطلحات‪.‬‬

‫وفي الفصل الثاني ‪ :‬تناول التماسك النصي‪.‬‬

‫والفصل الثالث‪ :‬تناول الضمائر‪ .‬وفي الفصل الرابع ‪ :‬تناول التوابع‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 2‬ـ لسانيات النص‪ ،‬مدخل إلى انسجام الخطاب‪ ،‬محمد الخطابي‪ ،‬المركز الثقافي العربي‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪. 0990‬‬

‫خصصه لعرض مجمل‬


‫ّ‬ ‫الكتاب استهله صاحبه بسؤال‪ ،‬اقتضت ثالثة أبواب‪ .‬الباب األول‪:‬‬
‫المقترحات الغربية‪ ،‬وقد قسمه إلى أربعة فصول ‪.‬‬

‫طرق في األول منظور اللسانيات الوصفية التي تتبع اتساق النص‪ .‬وقد اتخذ نموذجه لهذا المنظور‬
‫"هاليدي" و"رقية حسن" المسمى االتساق في اللغة االنجليزية ‪.‬‬

‫والباب الثاني‪ :‬كان محاولة لإلجابة عن سؤال مشروع هل يمكن أن نجد في التراث العربي‬
‫المرتبط أساسا بالممارسة النصية مساهمات قابلة ألن تدرج في لسانيات الخطاب بصفة عامة‪،‬‬
‫وفي انسجام الخطاب بصفة خاصة؟‪.‬‬

‫وجعل الباب الثالث واألخير باب تحليل ومناقشة لنص شعري حديث هو فارس الكلمات الغريبة‬
‫للشاعر علي أحمد سعيد أودونيس‪ .‬وكان هدفه المركزي من هذا هو اختيار المفاهيم التي اقترحها‬
‫الغربيون لوصف انسجام النص‪ /‬الخطاب‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ اللسانيات وتطبيقاتها على الخطاب الشعري‪ ،‬رابح بوحوش‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬الحجار عنابة‪،‬‬
‫‪.1116‬‬

‫من منطلقات علمية‪ ،‬ورؤى شخصية حاول المؤلف إبراز فعالية المنهج اللساني في دراسة‬
‫الخطاب الشعري‪.‬‬
‫الكتاب اسهام في تدعيم الدراسات العربية األسلوبية والشعرية‪ ،‬والسيميائية إلرساء مجاالتها‬
‫التطبيقية‪.‬‬
‫يحتوي الكتاب على ستة فصول‪.‬‬
‫تناول الفصل األول ‪ :‬الصناعة الصوتية‪ .‬وفي الفصل الثاني‪ :‬تناول الصناعة اللفظية‪ .‬وفي الفصل‬
‫الثالث‪ :‬شعرية الصورة البيانية‪ .‬والفصل الرابع‪ :‬شعرية المجاوزة في قواعد العربية‪ .‬والفصل‬
‫الخامس‪ :‬شعرية المجاوزة في األنظمة اللغوية‪ .‬والفصل السادس‪ :‬شعرية التناص‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 7‬ـ خصائص الخطاب الشعري في ديوان أبي فراس الحمداني‪ ،‬دراسة صوتية تركيبية‪ ،‬محمد‬
‫كراكبي‪ ،‬دار هومة‪.1113 ،‬‬
‫ـ يصنف هذا الكتاب في محور بيبليوغرافيا اللسانيات و تحليل الخطاب الذي يعد مثاال ح ّيا ً‬
‫لتظافر االختصاصات‪.‬‬
‫وهذا ما نلمحه من العنوان ‪ ،‬وخطاب المقدّمة‪.‬‬
‫قدّم الكتاب تصنيفا ً للجمل في الديوان على مبدأين (في بابين)‪.‬‬
‫األول ـ االستئناف‪ .‬الثاني ـ العطف‪.‬‬

‫وقد بنى المؤلف هذه الدراسة على مقدمة ومدخل‪ ،‬وبابين ‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫الباب األول‪ :‬الخصائص الصوتية‪.‬‬
‫وفي الباب الثاني‪ :‬الخصائص التركيبية‪ ،‬وات َبع كل باب بفصلين‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ دراسات في تحليل الخطاب غير األدبي‪ ،‬بشير إبرير‪ ،‬عالم الكتب الحديث‪ ،‬إربد ـ األدن ‪،‬‬
‫‪.1101‬‬

‫يتكون الكتاب من ستة فصول تسبقها مقدمة‪ ،‬وتتلوها خاتمة‪.‬‬


‫ـ ّ‬
‫صص الفصل األول للبحث في إشكالية المفهوم والمصطلح‪.‬‬
‫خ ّ‬
‫أما في الفصل الثاني‪ :‬فقد ت ّم تخصيصه للبحث في كيفية استثمار علوم اللغة في تحليل الخطاب‬
‫اإلعالمي‪ ،‬ويعدّه المؤلف "بؤرة" ألهميته في التأثير في الخطابات األخرى‪.‬‬
‫صص الفصل الثالث‪ :‬للخطاب اإلشهاري من حيث مفهومه وأهميته‪ .‬وجاء الفصل الرابع‪:‬‬
‫كما خ ّ‬
‫بعنوان الخطاب العلمي وبعض خصوصياته؛ رؤيا تعليمية‪.‬‬
‫وجعل الفصل الخامس‪ :‬مكمال للرؤية التربوية باحثا ً في اللغة العربية وإشكاالت تعليمها ‪.‬‬
‫وفي الفصل الساد س وهو الفصل األخير من الكتاب‪ :‬تناول المؤلف الخطاب اللساني العربي بين‬
‫التراث والحداثة‪.‬‬
‫ـ نتيجة‪:‬‬

‫ـ ترجع أهمية هذا النمط من األبحاث إلى عدم االكتفاء بالجملة في التحليل اللغوي على الرغم‬
‫من أنها نواة النص‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫ـ تتضح أهمية هذا الموضوع في عرض الوسائل التي يمكن من خاللها إدراك داللة النص‬

‫الكاملة ال الجملة المنفردة‪.‬‬

‫ـ إن أبرز ما يميز النص عن الالنص هو ذلك التماسك الشديد ‪ ،‬حيث يمثل "تماسك النص‬
‫صلب النظرية النصية والذي تدور في فلكه أغلب جوانب التحليل النصي المعاصر كما يذكر صبحي‬
‫ُ‬
‫الفقي في كتابه علم اللغة ال ّنصي بين النظري والتطبيق"‪.‬‬

‫ـ و من المفاهيم التي تشيع في هذه البيبليوغرافيا ؛ مفهوم اتساق النص‪ ،‬وانسجام النص‪،‬‬
‫أو المفاهيم المرتبطة بهما كالترابط‪ ،‬والتعالق وما شاكلهما‪.‬‬
‫التحول األساسي الذي حدث في‬
‫ّ‬ ‫وبهذا يمكن القول ‪ :‬إن االتجاه إلى النص " هو‬
‫اللسانيات في السنوات األخيرة أخرجها نهائيا ً من مأزق الدراسات البنوية التركيبية‬
‫التي عجزت في الربط بين مختلف أبعاد الظاهرة اللغوية البنوي‪ ،‬والداللي‪ ،‬والتداولي كما تذهب‬
‫إليه خولة اإلبراهيمي في كتابها مبادئ في اللسانيات ‪.‬‬

‫ـ بيبليوغرافيا اللسانيات التوليدية التحويلية‪:‬‬

‫نبدأ في هذه البيبليوغرافيا بكتاب نعوم تشومسكي‪ ،‬البنى النحوية‪ ،‬وهو يؤرخ لظهور‬
‫النظرية التوليدية التحويلية عام ‪ ، 0927‬والتي أحدثت ثورة في الدراسة اللغوية في أمريكا ‪،‬‬
‫وأوروبا وأتت بمفاهيم لغوية جديدة‬

‫حول المنهج‬
‫و يتضح إسهام "تشومسكي" للسانيات بشكل عام هو أنه استطاع أن ي ّ‬
‫اللساني من منهج سلوكي إلى منهج ذهني عقلي‪.‬‬

‫ومن عناوين هذه البيبليوغرافيا‪:‬‬

‫‪ 0‬ـ البنى النحوية‪ ،‬نعوم تشومسكي‪ ،‬ترجمة يؤيل يوسف عزيز‪ ،‬مراجعة مجيد الماشطة‪،‬‬
‫منشورات عيون باالشتراك مع دار الشؤون الثقافية العامة‪ .‬الطبعة الثانية‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫‪. 0987‬‬
‫ـ إن ما يقدّمه المؤلف في هذا الكتاب ليس سوى عدد قليل من قواعد استمدها من اإلنجليزية‬
‫يمكن أن تكون دليال لبناء نظام شامل لهذه اللغة واللغات األخرى‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أبرز المؤلف في مقدّمة كتابه الفكرة األساسية في النظرية اللغوية هي المستوى اللغوي‪،‬‬
‫فالمستوى اللغوي‪ ،‬سواء كان مستوى الوحدات الصوتية "فونمكس"‪ .‬أو المستوى الصرفي‬
‫"المورفولوجي" أو بنية العبارة إنما هو في جوهره مجموعة من الوسائل الوصفية المتوفرة‬
‫لبناء أنظمة القواعد‪.‬‬
‫يتكون من أجزاء ثمانية ‪.‬‬
‫ـ والكتاب ّ‬

‫تناول الجزء األول‪ :‬استقاللية نظام القواعد‪.‬‬

‫والجزء الثاني‪ :‬نظرية لغوية أولية‪.‬‬

‫والجزء الثالث ‪ :‬بنية العبارة‪.‬‬

‫والجزء الرابع‪ :‬تحديدات وصف بنية العبارة‪.‬‬

‫والجزء الخامس‪ :‬في أهداف النظرية اللغوية‪.‬‬

‫والجزء السادس‪ :‬بعض التحوالت في اإلنجليزية‪.‬‬

‫والفصل السابع‪ :‬القدرة التفسيرية للنظرية اللغوية‪.‬‬

‫والفصل الثامن‪ :‬النحو الداللة‪.‬‬

‫يشيع في هذا الكتاب مجموعة من المصطلحات منها‪ :‬الكفاءة اللغوية واألداء الكالمي‪،‬‬
‫والقواعد‪ ،‬و الجملة األصولية‪ ،‬والقواعد التوليدية التحويلية‪.‬‬
‫وفي ظل اللسانيات التوليدية التحويلية تعني كلمة قواعد األوالية التي بإمكانها توليد جمل اللغة‪،‬‬
‫أي وصف جمل اللغة وتعدادها بصورة ب ّينة وجل ّية‪.‬‬
‫ومادام بإمكان المتكلم أن يدلي بأحكام حول مجموعة من الكلمات المتالحقة من حيث أنها تؤلّف‬
‫جملة صحيحة‪ ،‬أو جملة غير صحيحة في لغته‪ُ ،‬يسمي الجملة الصحيحة بالجملة األصولية‪ ،‬أي‬
‫الجملة الموافقة لألصول اللغوية‪ ،‬والجملة غير الصحيحة بالجملة غير األصولية‪ .‬والقواعد‬
‫التوليدية التحويلية هي القواعد التي ينجم عليها عند اتباعها جمل أصولية‪.‬‬

‫‪1‬ـ األلسنية التوليدية التحويلية وقواعد العربية (الجملة البسيطة)‪ ،‬ميشال زكريا ‪ ،‬المؤسسة‬
‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬ط‪ ، 0986 ، 3‬بيروت‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫يشيع في هذا الكتاب مجموعة من المصطلحات منها‪ :‬الكفاءة اللغوية واألداء الكالمي‪،‬‬
‫والقواعد‪ ،‬و الجملة األصولية‪ ،‬والقواعد التوليدية التحويلية‪.‬‬

‫يتكون من فصول عشرة تبرز كاآلتي‪:‬‬


‫أما محتوي الكتاب ‪ ،‬فهو ّ‬

‫الفصل األول‪ :‬القواعد التوليدية التحويلية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬الجملة "وتتخذ قاعدة إعادة كتابة الجملة أهمية بالغة في القواعد التوليدية‬
‫التحويلية من حيث إنها القاعدة األساسية التي تنطلق منها بقية القواعد في البنية العميقة‪،‬‬
‫فالجملة هي الوحدة األساسية التي تقوم عليها هذه القواعد"‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬ركن اإلسناد وركن التكملة‪.‬‬


‫الفصل الرابع ‪ :‬الركن الفعلي والفعل‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬الركن االسمي واالسم‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬التعريف‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬النعت‪.‬‬
‫الفصل الثامن‪ :‬تحويل اتباع النعت لالسم‪.‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬تحويل الركن االسمي إلى ضمير‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬الركن الحرفي‪.‬‬
‫ـ نتيجة‪:‬‬

‫ـ إن الجانب المهم في النظرية التوليدية التحويلية هي صياغة تشومسكي للتحليالت التقطيعية‬


‫صياغة رياضية ‪ .‬ونمذجة االستعمال اإلنساني للغة‪ .‬وهذا الذي أعطى للنظرية حجمها الحقيقي‪.‬‬
‫ـ إن ما عرفه العرب بالقياس والتمثيل عرفه تشومسكي بالالمتناهي‪ .‬واالهتمام بالصفات العامة‬
‫المشتركة في اللغات بدال من التأكيد على الفروق بين اللغات كما تفعل المدرسة البنوية ‪.‬‬

‫* هذه مادة بيداغوج ّية لمقياس " بيبليوغرافيا اللسانيات"‪ ،‬ماستر ‪ ،0‬السداسي الثاني ‪ ،‬الفوج‬
‫‪ . 7 :‬ويمكن االستعانة بكتاب‪ :‬بيبليوغرافيا اللسانيات ؛ قراءة في مؤشرات المحاورة ومداخل‬
‫السياقات المعرفية اللسانية‪ ،‬عيسى مومني‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫من إعداد األستاذ‪ /‬عيسى مومني ـ قسم اآلداب واللغة العربي ـ جامعة اإلخوة منتوري قسنطينة‪.‬‬

‫‪23‬‬

You might also like