You are on page 1of 12

‫االتجاهات العامة لالشتمال المالي‬

‫مذكرة مناقشة مركّزة‬


‫السالمية‬
‫المتوافق مع الشريعة إ‬
‫فإن القطاع ما زال خاضعاً لهيمنة القليل من الجهات المقدمة‬
‫للخدمة‪ ،‬في قليل من البلدان‪ ،‬التي تعتمد أ‬
‫بالساس على منتجين‬
‫السالمية‬
‫االشتمال المالي المتوافق مع الشريعة إ‬
‫نقطة التقاء قطاعين من القطاعات سريعة‬
‫أ‬
‫يمثل‬
‫السالمي‪ .‬وفي ظل وجود‬ ‫النمو‪ :‬التمويل الصغر‪ 1‬والتمويل إ‬
‫حوالي ‪ 650‬مليون مسلم يعيشون على أقل من دوالرين في‬
‫الطار ‪ .1‬ما الذي يجعل المنتج المالي متوافقاً‬
‫إ‬ ‫اليوم (عبيد هللا وطارق هللا ‪ ،)2008‬فإن إيجاد نماذج إسالمية‬
‫السالمية؟‬
‫إ‬ ‫الشريعة‬ ‫مع‬ ‫الساس إلمكانية الحصول على التمويل من‬ ‫مستدامة قد يكون أ‬
‫السالمي إلى نظام التمويل القائم على‬ ‫يشير التمويل إ‬ ‫جانب ماليين الفقراء المسلمين الذين يسعون جاهدين لتجنب‬
‫أحكام الشريعة إالسالمية‪ .‬وتقوم المبادئ المالية إالسالمية‬ ‫السالمية‪ .‬ومن‬‫المنتجات المالية التي ال تتوافق مع الشريعة إ‬
‫على مبدأ عام يتمثل في العمل على تحقيق الرفاهة‬ ‫السالمية‬‫ثم‪ ،‬استحوذ االشتمال المالي المتوافق مع الشريعة إ‬
‫للمواطنين من خالل تحريم الممارسات غير العادلة أو‬ ‫مؤخراً على اهتمام كبير بين صفوف الجهات التنظيمية‪،‬‬
‫االستغاللية‪ .‬ويعتبر التحريم المشدد على إعطاء أو أخذ أي‬ ‫الطراف‬‫والجهات المقدمة للخدمات المالية‪ ،‬وغيرها من أ‬
‫عائد بنسبة ثابتة ومحددة سلفاً على المعامالت المالية من‬ ‫المعنية باالشتمال المالي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فعلى الرغم من حدوث‬
‫أشهر خصائص النظام المالي إالسالمي‪ .‬هذا التحريم على‬ ‫زيادة بمقدار أربعة أضعاف في عدد العمالء الفقراء الذين‬
‫الفائدة‪ ،‬المتفق عليه بين جمهور الفقهاء المسلمين‪ ،‬مستمد‬ ‫السالمية في‬‫يستخدمون المنتجات المتوافقة مع الشريعة إ‬
‫من قاعدتين أساسيتين في الشريعة إالسالمية‪:‬‬ ‫الخيرة (ما يقدر بنحو ‪ 1.28‬مليون عميل)‪ ،‬وتضاعف‬ ‫السنوات أ‬
‫ • ليس للنقود قيمة ذاتية‪ .‬ال يمكن أن تزيد قيمة النقود إال‬ ‫عدد الجهات المقدمة للخدمات‪ ،‬فإن هذا القطاع الوليد ال‬
‫إذا انضمت إلى موارد أخرى للقيام بنشاط إنتاجي‪ .‬ولهذا‬ ‫يزال يصارع من أجل إيجاد نماذج عمل مستدامة تضم مجموعة‬
‫السبب‪ ،‬ال يمكن شراء النقود أو بيعها بوصفها سلعة‪ ،‬وال‬ ‫واسعة من المنتجات التي تلبي االحتياجات المالية المتنوعة‬
‫يمكن أن تزيد قيمة النقود بمرور الوقت إال إذا كانت تستند‬ ‫للمسلمين الفقراء الملتزمين بأحكام دينهم‪.‬‬
‫إلى أصول‪ .‬ويجب أن ترتبط المعامالت المالية‪ ،‬سواء على‬
‫نحو مباشر أو غير مباشر‪ ،‬بنشاط اقتصادي حقيقي؛ أي يجب‬ ‫ٍ‬ ‫وتشكل المبادئ المالية الشرعية تحدياً أمام قدرة قطاع التمويل‬
‫الصغر على توفير منتجات مالية متوافقة مع الشريعة على‬ ‫أ‬
‫أن تكون المعامالت مستندة إلى أصول‪ ،‬ويجب أن تجري‬
‫في أصول حقيقية دائمة‪.‬‬ ‫نطاق واسع وعلى نحو مستدام‪ .‬ومن بين هذه المبادئ‪،‬‬
‫• يجب على مقدمي التمويل تقاسم مخاطر أنشطة‬ ‫التحريم المعروف للفوائد‪ ،‬والذي يجعل القروض الصغرى‬
‫أ‬ ‫القل شهرة‪ ،‬مبدأ‬‫بشكلها التقليدي مستحيال ‪ .2‬ومن المبادئ أ‬
‫العمال‪ .‬وال يعد مقدمو التمويل دائنين (الذين يحصلون‬ ‫ً‬
‫أ‬
‫تشجيع خلق الثروة من خالل مشاركة رأس المال في النشطة‬
‫عاد ًة على نسبة محددة سلفاً من العائد)‪ ،‬بل هم مستثمرون‬ ‫رقم ‪84‬‬
‫(يتقاسمون المغنم والمغرم المصاحبين الستثماراتهم)‪.‬‬ ‫التجارية‪ ،‬وهو ما يتطلب مشاركة الجهات المقدمة للخدمات‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪2013‬‬

‫ولكن التمويل إالسالمي يتجاوز مجرد تحريم المعامالت القائمة‬ ‫المالية في المخاطر مع عدم ضمان تحقيق عائدات‪.‬‬
‫ميادة الزغبي‬
‫على الفائدة‪ .‬فهناك مبادئ مالية أساسية أخرى‪ ،‬تشمل التالي‪:‬‬ ‫ومايكل تارازي‬
‫• نوعية النشاط االستثماري‪ .‬ال يمكن تمويل أ‬ ‫وقد بحثت مذكرة النقاش التي أصدرتها المجموعة االستشارية‬
‫النشطة‬ ‫السالمي حالة القطاع في‬ ‫أ‬
‫عام ‪ 2008‬عن التمويل الصغر إ‬
‫المتعارضة مع الشريعة‪ ،‬مثل ما هو متصل بالخمور ولحم‬ ‫الساسية التي تحول دون‬ ‫ذلك الوقت ووقفت على العقبات أ‬
‫الخنزير‪ ،‬أو متعلق بالقمار وتصنيع أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬ ‫نموه (كريم‪ ،‬وتارازي‪ ،‬ورايلي ‪ .)2008‬وقد أجرت المجموعة‬
‫حظر االستغالل في العقود‪ .‬لحماية طرفي العقد‪ ،‬تبرم‬ ‫• ‬ ‫االستشارية‪ ،‬بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية‪ ،‬مسحاً‬
‫العقود بنا ًء على االتفاق المتبادل ويجب أن تنص على‬ ‫عام ‪ 2011‬لتحسين فهم المشهد الراهن في معروض‬
‫أحكام وشروط دقيقة‪ .‬وعالوة على ذلك يجب أن يكون لدى‬ ‫السالمي‪ .‬وبنا ًء على هذا المسح‪ ،‬الذي نبرز‬ ‫أ‬
‫جميع أ‬ ‫التمويل الصغر إ‬
‫الطراف المعنية معرفة دقيقة بالمنتج أو الخدمة‬ ‫نتائجه هنا‪ ،‬نستنتج أنه على الرغم من الزيادات الهائلة في‬
‫التي يتم التعامل فيها بالبيع أو الشراء‪.‬‬ ‫السالمي وعمالئه‪،‬‬ ‫أ‬
‫عدد الجهات المقدمة للتمويل الصغر إ‬

‫‪ 1‬اللفظ "التمويل األصغر" المستخدم في مذكرة المناقشة المركزة هذه يشير إلى المجموعة الواسعة من الخدمات المالية التي تستهدف الفقراء (وليس كما هو مستخدم في الكثير‬
‫من األحيان لإلشارة إلى قطاع االئتمان بالغ الصغر التقليدي)‪.‬‬
‫‪ 2‬يفرض بعض مقدمي الخدمات رسوم خدمة وغيرها يُنظر إليها غالباً على أنها فائدة مقنعة‪ .‬وتثير هذه الممارسات تساؤالت حول الموثوقية اإلسالمية لبعض المنتجات ويمكن أن‬
‫تشكل عائقاً أمام استخدام العمالء‪ .‬انظر على سبيل المثال المناقشة حول المرابحة‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫السالمي إلى جهود‬ ‫أ‬


‫الشكل ‪ .1‬عدد المؤسسات‬ ‫اثنين فقط‪ .‬ويحتاج قطاع التمويل الصغر إ‬
‫جنوب أفريقيا جنوب‬ ‫أ‬
‫منسقة‪ ،‬قائمة على الشواهد‪ ،‬تبذلها جميع الطراف المعنية‬
‫الصحراء‬ ‫آسيا‬ ‫لتسخير الزخم الحالي في التشجيع على زيادة تنويع الجهات‬
‫‪4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫المقدمة للخدمة والمنتجات المستدامة‪ ،‬المعدة خصيصاً لتلبية‬
‫ال…ق‬‫‬ ‫احتياجات المسلم الفقير الملتزم بأحكام دينه‪.‬‬
‫ƒ‬
‫ا„وسط‬ ‫أوال‪ .‬معروض خدمات التمويل أ‬
‫الصغر‬
‫ق آسيا‬ ‫وشمال‬ ‫ً‬
‫والمحيط‬ ‫أفريقيا‬ ‫أوروبا‬ ‫السالمي‪ :‬الجهات المقدمة والمنتجات‬
‫إ‬
‫الهادئ‬ ‫‪72‬‬ ‫وآسيا‬
‫‪164‬‬ ‫الوسطى‬ ‫الجهات المقدمة‬
‫‪3‬‬
‫السالمي‬ ‫أ‬
‫محظة‪ = EAP :‬ق آسيا والمحيط الهادئ؛ ‪ = ECA‬أوروبا وآسيا الوسطى؛‬ ‫الجمالي لمنتجات التمويل الصغر إ‬ ‫ما زال العرض إ‬
‫ال…ق ƒ‬
‫ا„وسط وشمال أفريقيا؛ ‪ = SA‬جنوب آسيا؛ ‪ =SSA‬أفريقيا جنوب‬ ‫‪ = MENA‬‬
‫الصغر التقليدي‬ ‫ضئيال جداً بالمقارنة بقطاع التمويل أ‬
‫الصحراء‪.‬‬
‫—ولكنه سريع النمو‪ ،‬حيث أعلن ما يقرب من ثلث إجمالي‬
‫السالمي‪،‬‬ ‫أ‬
‫المؤسسات طرح عمليات خاصة بالتمويل الصغر إ‬
‫أ‬ ‫أ‬
‫والمحيط الهادئ‪ ،‬التي بها ‪ 164‬جهة مقدمة للخدمات‪ ،‬تمثل‬ ‫في غضون العوام الخمسة الخيرة‪ .‬واستناداً إلى إ‬
‫الجابات‬
‫الوسط‬‫‪ 64‬في المائة من الجمالي‪ ،‬و(‪ )2‬منطقة الشرق أ‬ ‫عن أسئلة المسح الذي أجرته المجموعة االستشارية‪،‬‬
‫إ‬
‫والبيانات المجمعة التي تم الحصول عليها من الشركاء (مثل‬
‫وشمال أفريقيا‪ ،‬التي بها ‪ 72‬جهة مقدمة للخدمات تمثل ما‬ ‫الندونيسي)‪ ،‬فثمة ما يقدر بنحو ‪ 255‬جهة‬ ‫البنك المركزي إ‬
‫الجمالي‪.‬‬
‫يقرب من ‪ 28‬في المائة من إ‬ ‫مقدمة للخدمات المالية حول العالم تقدم منتجات تمويل‬
‫السالمية‪( .3‬انظر الشكل ‪.)1‬‬ ‫أصغر متوافقة مع الشريعة إ‬
‫وفي حين تتباين أنواع المؤسسات المقدمة لخدمات التمويل‬ ‫ويتركز ما يقرب من ‪ 92‬في المائة من هذه الجهات‬
‫الصغر المتوافقة مع الشريعة‪ ،‬فإن غالبيتها (من حيث‬ ‫أ‬ ‫المقدمة للخدمات في منطقتين‪ )1( :‬منطقة شرق آسيا‬

‫اسمية‬ ‫‬
‫الشكل ‪ .2‬المؤسسات المقدمة لمنتجات التمويل اصغر ‬
‫‪%77‬‬
‫نسبة المؤسسات ‬
‫ال‪  ‬تم تغطيتها‬
‫‬

‫‪%10‬‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%5‬‬
‫مؤسسات مالية‬
‫بنوك تجارية‬

‫تعاونيات‬

‫منظمات غ‬
‫حكومية‬

‫ريفية‬
‫بنوك قروية‪/‬‬
‫غ ذلك‬

‫غ بنكية‬

‫نوع المؤسسة‬
‫محظة‪ = NGOs :‬منظمات غ حكومية؛ ‪ = NBFIs‬مؤسسات مالية غ بنكية‪.‬‬

‫‪ 3‬من المرجح أن يرتفع إجمالي عدد مقدمي الخدمات على مستوى العالم نظرا ً ألن معدالت االستجابة لدى المؤسسات المالية التي تتخذ من أفريقيا مقرا ً لها والمؤسسات المالية‬
‫في بعض البلدان اآلسيوية (كباكستان مثالً) كانت منخفضة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبنا ًء على دراستنا‪ ،‬فمن المحتمل أن تكون هذه المؤسسات بصفة عامة مؤسسات صغيرة من حيث حجمها‬
‫وانتشارها‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫الشكل ‪ .3‬الوصول إ العمء‪ ،‬حسب نوع المؤسسة‬


‫‪%60‬‬

‫الحاصل ع الخدمة‬ ‫نسبة العمء‬


‫‪%17‬‬ ‫‪%16‬‬

‫‬
‫‪%2‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%3‬‬

‫مؤسسات مالية‬
‫بنوك تجارية‬

‫تعاونيات‬

‫منظمات غ‬
‫حكومية‬

‫ريفية‬
‫بنوك قروية‪/‬‬
‫غ ذلك‬

‫غ بنكية‬
‫نوع المؤسسة‬

‫المنتجات‬ ‫العدد المطلق) بنوك ريفية (انظر الشكل ‪ .)2‬ويرجع ذلك في‬
‫أ‬
‫الساس إلى أن البنوك الريفية في إندونيسيا كان لها الريادة‬
‫ينحصر المعروض من منتجات التمويل إالسالمي للفقراء‪ ،‬بصفة‬ ‫الصغر ‪ .4‬ولكن‪ ،‬عند القياس‬ ‫في تقديم خدمات التمويل أ‬
‫عامة‪ ،‬في المرابحة والقرض الحسن (انظر الشكلين ‪ 4‬و‪.)5‬‬ ‫بعدد العمالء الحاصلين على الخدمة‪ ،‬فإن البنوك التجارية‬
‫المرابحة عبارة عن عقد بيع "بالتكلفة مضافاً إليها زيادة على‬ ‫تعد أكبر الجهات المقدمة للخدمات المالية المتوافقة مع‬
‫السعر"‪ ،‬ويتم اللجوء إليها في الغالب لتمويل السلع الالزمة‬ ‫السالمية (انظر الشكل ‪ .)3‬فمن بين العمالء الذين‬ ‫الشريعة إ‬
‫السالمي‪ ،‬البالغ عددهم‬ ‫أ‬
‫بوصفها رأس مال عامل‪ .‬حيث يطلب العميل‪ ،‬عادة‪ ،‬شراء‬ ‫تُقدم لهم خدمات التمويل الصغر إ‬
‫سلعة محددة‪ ،‬يقوم الممول بشرائها مباشرة من السوق ثم‬ ‫‪ 1.28‬مليون عميل‪ ،‬فإن البنوك التجارية تخدم ‪ 60‬في المائة‬
‫يعيد بيعها للعميل‪ ،‬بعد إضافة "زيادة سعرية" ثابتة مقابل‬ ‫منهم‪ ،‬في حين تخدم البنوك الريفية ‪ 16‬في المائة فقط‪.‬‬

‫الشكل ‪ .4‬عدد العم ء النشطاء‪ ،‬حسب نوع المنتج‬


‫‪800,000‬‬
‫‪700,000‬‬
‫عدد العم ء النشطاء‬

‫‪600,000‬‬
‫‪500,000‬‬
‫‪400,000‬‬
‫‪300,000‬‬
‫‪200,000‬‬
‫‪100,000‬‬
‫‪0‬‬
‫ غ ذلك‬ ‫الس َلم‬
‫قرض َ‬ ‫مشاركة‪/‬‬ ‫قرض حسن‬ ‫مرابحة‬
‫مضاربة‬
‫نوع المنتج‬
‫الصغة‪.‬‬
‫ ‬ ‫اŒسŠمي المحدود غ متوفرة حسب نوع المنتج وكذلك بعض المؤسسات‬
‫محظة‪ :‬بيانات بنك بنغŠديش ‹‬

‫‪ 4‬بيانات الدراسة ال تشمل التعاونيات المتوافقة مع الشريعة اإلسالمية (بيت المال والتمويل) في إندونيسيا‪ .‬والكثير من هذه البيوت غير رسمي‪ ،‬أما الرسمي منها فمسجل لدى‬
‫وزارة التعاونيات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة وال يتم اإلشراف عليها في الدولة باعتبارها مؤسسات تقديم خدمات مالية‪ .‬ويقدِّر قسم خدمات الصيرفة اإلسالمية في بنك‬
‫إندونيسيا أن عدد بيوت المال والتمويل يبلغ ‪ 100‬ألف (بعضها يمتلك بنوكاً ريفية) بأصول تبلغ قيمتها ‪ 1.4‬تريليون روبية (‪ 145‬مليون دوالر)‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫الشكل ‪ .5‬المحفظة‪ ،‬حسب نوع المنتج )مليون دور(‬


‫‪413‬‬

‫المحفظة )مليون دور(‬


‫‪156‬‬

‫‪40‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪2‬‬
‫غ ذلك‬ ‫الس َلم‬
‫قرض َ‬ ‫مشاركة‪/‬‬ ‫قرض حسن‬ ‫مرابحة‬
‫مضاربة‬
‫نوع المنتج‬
‫الصغة‪.‬‬
‫‬ ‫ا˜س–مي المحدود غ متوفرة حسب نوع المنتج وكذلك بعض المؤسسات‬
‫محظة‪ :‬بيانات بنك بنغ–ديش —‬

‫والهم من ذلك هو أنه قد يكون المنتج المالي‬ ‫نسبياً‪ ،‬أ‬ ‫الخدمة المقدمة‪ .‬ولكن تبقى ملكية السلعة (مع ما يرتبط‬
‫السهل في تطبيقه لتحقيق سالسة االستهالك‬ ‫السالمي أ‬ ‫بها من مخاطر) للممول إلى أن يقوم العميل بسداد كامل‬
‫إ‬
‫أ‬ ‫المبلغ له‪ .‬وتتميز الزيادة السعرية عن الفائدة في أن أ‬
‫الولى‬
‫بعكس تمويل المؤسسات أو بناء الصول‪ .‬وبنا ًء عليه‪ ،‬تحتل‬
‫تبقى ثابتة عند المبلغ المتفق عليه في أ‬
‫الصل‪ ،‬حتى لو تأخر‬
‫هذه القروض المركز الثاني من حيث عدد العمالء بعد‬
‫المرابحة – إذ يصل إلى نحو ‪ 191‬ألف عميل‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫العميل في السداد‪.‬‬
‫‪ 80‬ألفاً في لبنان و‪ 56‬ألفاً في بنغالديش‪ .‬ويبلغ إجمالي قيمة‬ ‫أ‬
‫محفظة هذه القروض ‪ 156‬مليون دوالر‪ .‬ولكن‪ ،‬من الناحية‬ ‫السالمي‬‫تعد المرابحة أوسع منتجات التمويل الصغر إ‬
‫انتشاراً (‪ 672‬ألف عميل وإجمالي محفظة أصول بقيمة ‪413‬‬
‫الدارية‬
‫العملية‪ ،‬ال تُسعر القروض الحسنة لتغطية تكاليفها إ‬
‫مليون دوالر تقريباً)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فغالباً ما ينظر إلى المرابحة‬
‫(وإن كان مسموحاً بذلك)‪ ،‬وعادة ما يتسامح فيها أيضاً في‬ ‫باعتبارها المنتج السالمي أ‬
‫الشبه بالقرض التقليدي‪ ،‬كما‬ ‫إ‬
‫حالة التأخر عن السداد (وإن كان من المسموح أخذ رهن)‪.‬‬
‫تعتبر الزيادة السعرية فائدة مستترة‪ .‬وثمة شواهد غير مثبتة‬
‫وبنا ًء عليه‪ ،‬تصرف القروض الحسنة في الغالب باعتبارها‬
‫تشير إلى أن "صحة" المرابحة من الناحية الشرعية تكون محل‬
‫الحسان وليس بوصفها أنشطة قادرة على االستمرار‬ ‫نوعا من إ‬ ‫شك أحيانا من جانب العمالء وبعض أئمة الدين المحليين‪.‬‬
‫ذاتياً‪ ،‬ممولة بهبات مثل الزكاة أو الصدقات‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ونظراً الرتباط المرابحة بأصل معين‪،‬‬
‫فهي ال توفر للعمالء المرونة‪ ،‬ال سيما حين تُقارن بمدفوعات‬
‫الس َلم ثالثاً بفارق كبير عن بقية منتجات التمويل‬
‫ويحل قرض َ‬ ‫الصغر التقليدي التي يمكن تحويلها إلى‬ ‫قروض التمويل أ‬
‫أ‬
‫السالمي الكثر شيوعاً من حيث عدد العمالء‪ ،‬ولكنه‬ ‫أ‬ ‫استخدامات أخرى‪ .‬وكذلك‪ ،‬فإن إدارة نقل أ‬
‫الصغر إ‬ ‫الصول ينتج‬
‫أقل كثيراً من حيث المحفظة القائمة‪َ .‬‬
‫والسلَم هو الدفع‬ ‫عنها تكاليف تشغيلية أعلى في الغالب من صرف النقود‬
‫الجل‪ .‬وغالباً ما يستخدم في‬ ‫العاجل في مقابل التسليم آ‬ ‫في التمويل أ‬
‫الصغر التقليدي‪ ،‬وهي التكاليف التي يتحملها‬
‫النتاج‬
‫السياق الزراعي‪ ،‬حيث يسمح للمزارعين بتمويل إ‬ ‫المستهلك في أغلب أ‬
‫الحيان‪.‬‬
‫الجل للمحصول‪ .‬ولكي تكون المعاملة‬ ‫في مقابل التسليم آ‬
‫شرعية‪ ،‬يجب أن يكون مقدار السلع آ‬
‫الجلة ونوعيتها وتاريخ‬ ‫ووفقاً للشريعة إ‬
‫السالمية‪ ،‬يعد القرض الحسن النوع الوحيد‬
‫التسليم الفعلي منصوصاً عليه صراحةً ‪.‬‬ ‫الدارة‬
‫المسموح به من "القروض"‪ .‬والقرض الحسن سهل إ‬
‫‪5‬‬

‫إن اعتماد القطاع بشدة على منتجين فقط من منتجات التمويل‬ ‫أما برامج تقاسم الربح والخسارة‪ ،‬المشاركة والمضاربة‪،‬‬
‫السالمي (المرابحة والقرض الحسن —مع ما لهما من‬ ‫أ‬ ‫فال تقدمها الجهات المقدمة لخدمات التمويل أ‬
‫الصغر إ‬ ‫الصغر‬
‫قيود) يشير إلى أن الجهات المقدمة للخدمات تواجه تحديات‬ ‫السالمي على نطاق واسع على الرغم من كونها عقود التمويل‬ ‫إ‬
‫في سبيل إعداد مجموعة أوسع من المنتجات‪ .‬ويرجع ذلك‪،‬‬ ‫السالمي التي يشجع عليها علماء الشريعة كثيرا باعتبارها‬ ‫إ‬
‫في الغالب‪ ،‬إلى صعوبة إعداد نماذج عمل مستدامة‪ ،‬ال سيما‬ ‫أفضل ما يعكس مبادئ الشريعة‪ .‬والمشاركة هي مشاركة‬
‫للمنتجات ذات التكاليف التشغيلية العالية‪ ،‬مثل منتجات تقاسم‬ ‫رأس المال في مشروع أعمال تجارية‪ ،‬يتقاسم فيها أ‬
‫الطراف‬
‫الربح والخسارة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وحتى في ظل هيمنة منتجين فقط‪،‬‬ ‫أ‬
‫الصغر إالسالمي يبقى نشاطاً معتمداً اعتمادا كبيرا‬ ‫فإن التمويل أ‬ ‫الرباح والخسائر وفقاً لنسبة محددة مسبقاً‪ .‬ويمكن استعمال‬
‫الصول أو رأس المال العامل‪ .‬والمضاربة‪،‬‬ ‫المشاركة مع أ‬
‫على الدعم‪ .‬فبنا ًء على مجموعة فرعية من عينة المؤسسات‬ ‫تشير إلى تمويل المؤتمن‪ ،‬حيث يكون فيها أحد أ‬
‫التي أجابت عن أسئلة بشأن مصادر تمويلها‪ ،‬فإن ‪ 43‬في المائة‬ ‫الطراف‬
‫للموال‪ ،‬في حين يقدم الطرف آ‬
‫الخر‬ ‫مموال من خالل تقديمه أ‬
‫منها يعتمد على الزكاة في تمويل جزء من عملياته‪ .‬وإضافة‬ ‫ً‬
‫إلى ذلك‪ ،‬فإن ‪ 33‬في المائة يعتمد على القروض الحسنة في‬ ‫الدارية في تنفيذ المشروع (أو يقدم أي أشكال أخرى‬ ‫الخبرة إ‬
‫الصغر‬ ‫الولى للقراض أ‬ ‫اليام أ‬
‫تمويله‪ .‬ويشبه ذلك كثيراً أ‬ ‫أ‬
‫إ‬ ‫السهام غير المالي)‪ .‬وفي المضاربة‪ ،‬تقتسم الرباح‬ ‫من إ‬
‫العانات دوراً مهماً في تحفيز صناعة‬ ‫التقليدي‪ ،‬حيث تلعب إ‬ ‫وفقاً لنسبة محددة سلفاً‪ ،‬إال أن الخسائر المالية يتحملها‬
‫السالمي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فثمة اتفاق‬ ‫أ‬
‫وليدة مثل التمويل الصغر إ‬ ‫الممول بالكامل‪ ،‬في حين يخسر المدير وقته ومجهوده (أو‬
‫القل) على‬ ‫الصغر على أ‬ ‫واسع النطاق (داخل صناعة التمويل أ‬
‫أنه يتعين على الجهات المقدمة لخدمات التمويل أ‬ ‫أي إسهام آخر غير مالي)‪ .‬ويتطلب كال البرنامجين يقظة في‬
‫الصغر‪،‬‬
‫في معظم أ‬ ‫إعداد التقارير ودرجة عالية من الشفافية من أجل توزيع‬
‫الحوال‪ ،‬أن تسعى إلى تحقيق االستدامة المالية‬ ‫أ‬
‫طويلة أ‬ ‫الرباح والخسائر توزيعا عادال‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فعلى الرغم من‬
‫الجل عن طريق تحقيق أقصى قدر ممكن من الفاعلية‬
‫وتغطية تكاليفها (روزنبرغ‪ ،‬وغونزاليس‪ ،‬ونارين ‪ .)2009‬وفي‬ ‫تشجيع الشريعة لهما تشجيعا قويا‪ ،‬فإنه ينتج عنهما تكاليف‬
‫السالمي فإن الدعم‪ ،‬مثل أموال الزكاة‬ ‫أ‬ ‫تشغيلية كبيرة خاصة للمؤسسات الصغرى والصغيرة غير‬
‫سياق التمويل الصغر إ‬
‫(التي تعتبر مصدراً هائال ً لرأس المال الذي يمكن االعتماد عليه‪،‬‬ ‫المعتادة على الحسابات الرسمية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬يظل انتشار‬
‫نظراً لتجدده سنوياً) يمكن أن يلعب دوراً تحفيزياً‪ 5.‬ولكن‪ ،‬مما‬ ‫هذين المنتجين متدنياً‪ ،‬بإجمالي عمالء يبلغ ‪ 9300‬عميل‬
‫الجل لضرورة االستدامة‪ ،‬الرأي السائد بأن‬ ‫يعقد الفهم طويل أ‬ ‫فقط‪ 7500 ،‬منهم تقريباً في إندونيسيا (انظر الشكل ‪.)6‬‬

‫الشكل ‪ .6‬منتجات تقاسم ‬


‫ارباح والخسائر‪ ،‬حسب عدد العمء النشطاء‬
‫‪-‬‬
‫‪5‬‬ ‫باكستان‬

‫‪1‬‬
‫المشاركة‬ ‫‪5‬‬ ‫ ي نكا‬
‫المضاربة‬
‫‪20‬‬
‫كوت ديفوار‬
‫البلد‬

‫‪50‬‬

‫‪1,145‬‬ ‫السودان‬
‫‪529‬‬

‫‪5,688‬‬
‫‪1,837‬‬ ‫إندونيسيا‬

‫‪2,500‬‬ ‫‪2,000‬‬ ‫‪1,500‬‬ ‫‪1,000‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪-‬‬


‫عدد العمء النشطاء‬

‫‪ 5‬ثمة جدل دائر بين الممارسين والخبراء في مجال التمويل األصغر اإلسالمي حول جواز استخدام أموال الزكاة في تعزيز التمويل األصغر‪ .‬فبعض المراقبين يرون أن أموال الزكاة‬
‫ينبغي أن تستخدم في األغراض الخيرية فقط وأن استثمارها في عمل تجاري‪ ،‬حتى وإن كان هذا العمل مملوكاً لشخص فقير أو عائدا ً بالنفع عليه‪ ،‬ال يعتبر نشاطاً خيرياً‪ .‬في حين‬
‫يزعم آخرون أن مساعدة الفقراء في أن يقوموا هم أنفسهم بمساعدة أنفسهم يعتبر عمالً خيرياً‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫السالمية؟‬
‫الطار ‪ .2‬من الذي يقرر مدى التوافق مع الشريعة إ‬
‫إ‬
‫لالعتماد الشرعي على تصور العمالء بشأن مدى صحة المنتج‬ ‫ال يتوفر سوى القليل من المعلومات عن تأثير طرق إثبات‬
‫من الناحية الشرعية‪ ،‬وكيف يؤثر هذا التصور في نهاية أ‬
‫المر‬ ‫التوافق مع الشريعة على تكاليف تقديم الخدمات وإقبال‬
‫المر أهمية خاصة للمسلمين‬ ‫على إقبالهم على المنتج‪ .‬ولهذا أ‬ ‫العمالء عليها‪ .‬فالعملية التي تستخدم إلثبات توافق المنتج مع‬
‫ذوي الدخل المنخفض الذين قد يعتمدون على رجال الدين‬ ‫أحكام الشريعة إالسالمية تختلف كثيراً فيما بين المؤسسات‪،‬‬
‫المحليين (الذين قد ال يمتلكون المعرفة الكافية بشأن المنتجات‬ ‫ويستخدم العديد منها أكثر من طريقة واحدة (انظر الشكل‬
‫ب ‪ ).1-2‬وعلى الرغم من أن المرونة في االعتماد الشرعي قد‬
‫المالية أو مبادئ التمويل إالسالمي) أكثر من اعتمادهم على‬
‫تيسر من توفر المنتجات المعدة خصيصاً للعمالء منخفضي‬
‫الهيئات الشرعية الوطنية أو التابعة للقطاع الخاص‪ .‬إن إلقاء‬ ‫الدخل‪ ،‬فإن انعدام التوحيد بين هذه الطرق قد يؤدي أيضاً‬
‫النظر على مواقف العمالء تجاه االعتماد الشرعي من شأنه أن‬ ‫إلى زيادة تكاليف توفيق هذه الجهات بين خدماتها وبين أحكام‬
‫يساعد على تعزيز طرق االعتماد المبسطة وذلك بهدف تحقيق‬ ‫الشريعة‪ ،‬حيث إنه ال يمكن تكرار المنتجات على نحو موثوق‬
‫الغاية المتمثلة في زيادة إالقبال وخفض تكاليف التوافق مع‬ ‫إال ربما بالحصول على اعتماد شرعي إضافي‪ .‬ويلزم إجراء‬
‫أحكام الشريعة‪.‬‬ ‫البحاث للتأكد من مدى وكيفية تأثير طريقة معينة‬‫المزيد من أ‬

‫الشكل ب ‪ .1-2‬عملية الموافقة



‫ال عية‪ ،‬حسب النسبة المئوية للمؤسسات‬

‫‪%16‬‬ ‫ال„عي‬ ‫†‬


‫تعي‡ هيئة ل…عتماد ‬

‫‪%34‬‬ ‫اƒ اف الحكومي‬


‫‚‬

‫عملية الموافقة

‫‪%34‬‬ ‫هيئة دينية محلية أو لجنة‬
‫تابعة لمسجد‬
‫‪%45‬‬ ‫هيئة عية خارجية‪/‬‬
‫مستشار عي خارجي‬
‫ال عية‬
‫‪%54‬‬ ‫هيئة عية داخلية‪/‬‬
‫داخ‬
‫‬ ‫مستشار عي‬
‫‪%45‬‬ ‫غ ذلك‬
‫النسبة المئوية للمؤسسات‬ ‫حجم العينة‪54 :‬‬

‫ويقيم أغلب هؤالء العمالء (ما يقرب من ‪ 82‬في المائة) في‬ ‫الحسان‪ ،‬ومن‬
‫الخدمات المالية المقدمة للفقراء هي نوع من إ‬
‫ثالثة بلدان فقط‪ :‬بنغالديش (‪ 445‬ألف عميل) والسودان (‪426‬‬ ‫ثم فإنها ال تحتاج إلى االستدامة الذاتية‪.‬‬
‫ألف عميل)‪ ،‬وإندونيسيا (‪ 181‬ألف عميل)‪.‬‬ ‫ثانياً‪ .‬عمالء التمويل أ‬
‫الصغر‬
‫ولكن‪ ،‬إذا ما تم القياس بداللة إجمالي المحافظ القائمة‪،‬‬
‫فسيختلف ترتيب البلدان‪ .‬حيث تحتل إندونيسيا المركز أ‬
‫السالمي ومسألة الطلب‬ ‫إ‬
‫الول‪،‬‬
‫بقيمة تقدر بنحو ‪ 347‬مليون دوالر‪ ،‬يليها لبنان بقيمة ‪ 132‬مليون‬ ‫العمالء‬
‫دوالر ثم بنغالديش ‪ 92‬مليون دوالر‪ 6.‬أما السودان الذي يحتل‬
‫المركز الثاني من حيث الوصول إلى العمالء‪ ،‬فيأتي في المركز‬ ‫يستخدم نحو ‪ 1.28‬مليون عميل في ‪ 19‬بلداً خدمات التمويل‬
‫الرابع من حيث إجمالي محافظ التمويل أ‬
‫الصغر القائمة‪.‬‬ ‫السالمية (انظر الشكل ‪.)7‬‬ ‫أ‬
‫الصغر المتوافقة مع الشريعة إ‬

‫‪ 6‬تتجنب مذكرة المناقشة المركزة هذه عمدا ً مناقشة ممارسة شائعة في قطاع االئتمان بالغ الصغر التقليدي‪ :‬وهي قسمة مبالغ محافظ القروض المستحقة على عدد العمالء‬
‫للوصول إلى قيمة "تمويل" متوسطة للتأكد مما إذا كان الفقراء يتم الوصول إليهم أم ال‪ .‬وفي سياق التمويل اإلسالمي‪ ،‬فإن هذا النهج ال يسفر عن نتائج ذات مغزى نظرا ً ألن كل‬
‫محفظة تتألف من منتجات عديدة مختلفة لكل منها متوسط قيمة تمويل خاص به‪ ،‬وذلك على خالف االئتمان بالغ الصغر التقليدي الذي يقتصر على قياس القروض‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫الشكل ‪ .7‬عدد العمء النشطاء‬


‫كوت ديفوار‬
‫كمبوديا‬
‫بوركينا فاصو‬
‫كوسوفو‬
‫†ي نكا‬
‫‚‬
‫فلسطƒ‬
‫المملكةالعربية‬
‫السعودية‬
‫الكامون‬
‫‬
‫‬
‫اردن‬

‫البلد‬
‫م‬
‫سوريا‬
‫العراق‬
‫أفغانستان‬
‫باكستان‬
‫اليمن‬
‫لبنان‬
‫‪181,508‬‬ ‫إندونيسيا‬
‫‪426,694‬‬ ‫السودان‬
‫‪445,153‬‬ ‫بنغديش‬
‫‪450,000 400,000 350,000 300,000 250,000 200,000 150,000 100,000 50,000‬‬ ‫‪0‬‬
‫عدد العمء النشطاء‬
‫ندوني˜( أو التعاونيات —اسمية‪ ،‬نظراً لعدم توفر بيانات موثوقة عنها‪.‬‬
‫‬ ‫محظة‪  :‬تشمل البيانات عن إندونيسيا ‪) BRI Syariah‬فرع التمويل —اسمي لبنك راكيات —ا‬

‫المضاربة الشكل النموذجي ألدوات االدخار‪ ،‬حيث "يستثمر"‬ ‫ويقدر عدد العمالء المستخدمين لخدمات االدخار المتوافقة مع‬
‫المدخرون ودائعهم في نشاط المؤسسة المالية‪ .‬وتقوم‬ ‫الشريعة بنحو ‪ 830‬ألف عميل‪ ،‬يقيم ما يقرب من ‪ 78‬في المائة‬
‫الدارية وتتوسط الودائع‪/‬‬
‫المؤسسة المالية باستثمار خبرتها إ‬ ‫منهم في إندونيسيا وحدها‪ .‬وتمثل منتجات االدخار إالسالمية‬
‫االستثمارات بطريقة متوافقة مع أحكام الشريعة‪.‬‬ ‫ودائع يجري استثمارها وفقاً لمبادئ الشريعة إالسالمية‪ .‬وتمثل‬

‫السالمي في السودان‬ ‫أ‬


‫الطار ‪ 3‬التمويل الصغر إ‬
‫إ‬
‫الولوية‪ ،‬حيث تُجبر البنوك على‬ ‫القراض للقطاعات ذات أ‬ ‫يمثل السودان قصة فريدة من حيث تطور سوق التمويل‬
‫إ‬
‫إقراض قطاع تنمية المنشآت الصغرى والصغيرة والمتوسطة‪.‬‬ ‫الصغر إالسالمي‪ .‬ففي عام ‪ ،2006‬لم يكن بالسودان سوى‬ ‫أ‬
‫وجدير بالذكر أنه يتعين بموجب القانون أن يكون القطاع المالي‬ ‫القليل من المؤسسات التي تخدم سوق التمويل أ‬
‫الصغر‪ ،‬وكان‬
‫بأكمله متوافقاً مع الشريعة إالسالمية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن‬ ‫انتشارها محدوداً للغاية‪ ،‬متمثال في ‪ 9500‬عميل فقط‪ .‬واليوم‬
‫الصغر إالسالمي يعكس دفع الحكومة‬ ‫نمو قطاع التمويل أ‬ ‫تصل خدمات التمويل أ‬
‫الصغر إالسالمي إلى أكثر من ‪ 400‬ألف‬
‫باتجاه توفير الخدمات المالية للفئات المحرومة من الخدمات —‬ ‫عميل‪ .‬كما يأتي بعد بنغالديش بوصفه ثاني أكبر سوق من حيث‬
‫الصغر‬‫كما أن السودان يمثل مختبراً لتقديم خدمات التمويل أ‬ ‫االنتشار‪ .‬ويرجع التوسع السريع للسوق السودانية بصفة عامة‬
‫إالسالمي‪ ،‬حيث يمكن أن تلقي التطورات الجارية فيه الضوء‬ ‫الصغر‬‫إلى (‪ )1‬نشاط البنك المركزي الذي وضع التمويل أ‬
‫على الممارسات الفاعلة في مجال التمويل أ‬
‫الصغر إالسالمي‪.‬‬ ‫موضع أولوية من خالل تخصيص وحدة له و(‪ )2‬اشتراط‬
‫‪8‬‬

‫الشكل ‪ .8‬حجم المؤسسة‪ ،‬حسب عدد العمء النشطاء‬


‫‪%89‬‬

‫النسبة المئوية للمؤسسات‬


‫‪%1‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%4‬‬

‫أقل من‬ ‫من ‪10000‬‬ ‫من ‪5000‬‬ ‫من ‪1500‬‬ ‫‬


‫أك من‬
‫‪100000‬‬ ‫إ ‪50000‬‬ ‫إ ‪10000‬‬ ‫إ ‪5000‬‬ ‫‪1500‬‬
‫نطاق العمء النشطاء‬

‫أصحاب المنشآت الصغرى إلى عدم قدرتهم على الحصول‬ ‫ويتم تقاسم أ‬
‫الرباح (أو الخسائر) وفقاً التفاق مسبق‪.‬‬
‫على التمويل ألسباب دينية —في حين كانت فلسطين في‬ ‫وبالضافة إلى إندونيسيا‪ ،‬أعلنت أفغانستان وبنغالديش‬
‫إ‬
‫العلى‪ ،‬حيث أشار أكثر من ‪ 60‬في المائة من أصحاب‬ ‫الطرف أ‬ ‫والسودان واليمن فقط عن توفر خدمة الودائع الصغرى‬
‫المنشآت الصغرى إلى تفضيلهم للخدمات المتوافقة مع‬ ‫السالمية‪.‬‬
‫المتوافقة مع الشريعة إ‬
‫الشريعة‪ .‬ولكن ثمة شواهد غير مثبتة تشير إلى أن العديد من‬
‫السالمية‬
‫المستجيبين الذين أعربوا عن تفضيلهم للمنتجات إ‬ ‫ومن بين أول ثالثة بلدان من حيث أعلى انتشار للتمويل‬
‫ال سالمي‪ ،‬هناك مؤسستان تهيمنان‪ )1( :‬في‬ ‫أ‬
‫سيختارون المنتجات التقليدية حين تخييرهم‪.‬‬ ‫ال صغر إ‬
‫السودان‪ ،‬يخدم البنك الزراعي ‪ 75‬في المائة من العمالء من‬
‫وتشير الدراسات المعنية بالطلب في إندونيسيا‪ ،‬وهي أكبر‬ ‫خالل المنتجات المتوافقة مع الشريعة‪ ،‬و(‪ )2‬في بنغالديش‪،‬‬
‫دولة إسالمية وواحدة من أكثرها تقدماً من حيث تقديم‬ ‫السالمي ‪ 67‬في المائة‪ .‬وباستثناء‬‫يخدم بنك بنغالديش إ‬
‫أ‬ ‫هذين البنكين الكبيرين‪ ،‬فإن الغالبية العظمى من الجهات‬
‫السالمي‪ ،‬إلى أن الطلب ليس عامال ً‬ ‫خدمات التمويل الصغر إ‬
‫أ‬ ‫السالمي صغيرة جداً‪،‬‬ ‫أ‬
‫القبال على هذه الخدمات‪ .‬ففي دراسة غير‬ ‫بالغ الهمية في إ‬ ‫المقدمة لخدمات التمويل الصغر إ‬
‫مسبوقة‪ ،‬توصل سيبيل (‪ )2011‬إلى "أنه ال يتوفر أي مؤشر‬ ‫حيث إن لديها ‪ 2250‬عميال ً في المتوسط (انظر الشكل ‪)8‬‬
‫السالمية في إندونيسيا سبقه طلب‬ ‫على أن إنشاء البنوك إ‬ ‫وتبلغ قيمة محفظتها القائمة أقل من مليوني دوالر‪.‬‬
‫شعبي واسع النطاق على الخدمات المالية المتوافقة مع‬
‫الشريعة"‪ .‬ويشير سيبيل إلى البحوث التي أجريت بتكليف‬ ‫مسألة الطلب‬
‫من بنك إندونيسيا عن الطلب في جاوا الوسطى والغربية‪،‬‬
‫والتي أظهرت نتائج مختلطة‪ .‬فقد توصلت الدراسة الخاصة‬ ‫السالمي أحد‬ ‫أ‬
‫يعد فهم الطلب على التمويل الصغر إ‬
‫بجاوا الوسطى إلى أن المستهلكين بحاجة إلى مزيد من‬ ‫التحديات الرئيسية أمام زيادة االنتشار —إال أن المعلومات‬
‫التوعية عن الموضوع قبل الخروج بأي استنتاج بشأن الطلب‬ ‫المتوفرة عن الطلب ناقصة ومتعارضة‪ .‬ولم يحاول خوض‬
‫من جانبهم‪ .‬وأظهرت الدراسة الخاصة بجاوا الغربية أن‬ ‫غمار هذه المسألة سوى القليل من الدراسات‪ ،‬والتي كانت في‬
‫المستهلكين انتقوا اختياراتهم بنا ًء على القرب والراحة وليس‬ ‫معظمها استبيانات للمؤسسات‪ ،‬تستفسر فقط عن تفضيالت‬
‫ألسباب دينية (سيبيل ‪ .)2011‬وتدعم بيانات قاعدة البيانات‬ ‫المستجيبين بشأن الخدمات المتوافقة مع الشريعة‪ .‬حيث‬
‫العالمية لالشتمال المالي (فيندكس) هذا االستنتاج‪ .‬فبنا ًء‬ ‫أظهرت االستبيانات الممولة من مؤسسة التمويل الدولية‬
‫على معلومات عن المسلمين في ‪ 148‬بلداً‪ ،‬أظهرت فيندكس‬ ‫في خمسة بلدان عربية تفاوت تفضيالت الخدمات المتوافقة‬
‫الهمية عند‬ ‫أن التفضيل ألسباب دينية كان أدنى العوامل في أ‬ ‫مع الشريعة تفاوتا واسعا على مستوى البلدان‪ ،‬فجاءت‬
‫اختيار فتح حساب مالي رسمي (انظر الشكل ‪.)9‬‬ ‫الجزائر في الطرف أ‬
‫الدنى‪ ،‬حيث أشار فيها ‪ 20‬في المائة من‬
‫‪9‬‬

‫‬
‫البالغ(‬ ‫‬
‫للمسلم‬ ‫ما رسمي )نسبة مئوية‬
‫الشكل ‪ .9‬أسباب عدم امتك حساب ‬
‫عدم وجود نقود كافية )فقط  غ‡(‬
‫أنها غالية جداً‬
‫بعيدة جداً‬

‫السبب‬
‫ تتوفر لديك المستندات المطلوبة‬
‫ن فرداً آخر   العائلة لديه حساب‬
‫ نثق بها‬
‫سباب دينية‬
‫‪%35‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%10‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%0‬‬
‫المشارك   استبيان‬
‫‬ ‫نسبة‬
‫‬
‫المشارك˜ الذين لم يذكروا سوى عدم توفر أموال‬
‫‬ ‫‪¥‬‬
‫المؤ¦ "عدم وجود نقود كافية )فقط  غ‡(" يعكس شخصية هؤء‬ ‫المصدر‪ :‬فيندكس‪¥ .‬‬
‫ال¨يط العلوي عليه‬
‫سببا لعدم فتح حساب رسمي‪   ،‬مقابل أولئك الذين ¶حوا بهذا السبب توضيحا لسبب آخر ذي صلة مثل "عدم وجود نقود كافية لدفع ثمن انتقال إ« أقرب‬
‫بنك" أو "عدم وجود أموال كافية لسداد تكاليف المعام»ت"‪ ،‬وما إ« ذلك‪.‬‬

‫التضامن الدوار على طراز غرامين‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلى‬ ‫وقد حاولت تجربة عشوائية حديثة في مصر الذهاب إلى‬
‫القراض والتوفير‬‫القبال والسداد لجمعيات إ‬ ‫أن معدالت إ‬ ‫ما هو أبعد من استبيان التفضيالت إلى فهم االختيارات‬
‫السالمية كانت أعلى من المجموعة التقليدية على‬ ‫الدوار إ‬ ‫(الجمل‪ ،‬والكومي‪ ،‬وكارالن‪ ،‬وعثمان ‪ .)2011‬وقد أجرى‬
‫طراز غرامين‪ ،‬مما يشير إلى أنه في حالة تقديم الخدمات‬
‫الباحثون بحثاً في جمعيات إ‬
‫القراض والتوفير الدوار التي‬
‫المناسبة وبتكلفة ومرونة مماثلتين‪ ،‬فإن العمالء سيختارون‬
‫السالمية‪.‬‬ ‫تعتبر متوافقة مع أحكام الشريعة‪ ،7‬واختبرت هذه النماذج‬
‫بالفعل النماذج التي تتوافق مع الشريعة إ‬
‫بالمقارنة مع النموذج التقليدي للقروض الصغرى لمجموعات‬
‫وقاعدة الشواهد الحالية المعنية بالطلب غير قوية بالقدر الكافي‪.‬‬
‫البحاث ال لفهم تفضيالت العمالء‬ ‫حيث يلزم إجراء المزيد من أ‬ ‫أ‬
‫السالمي‬
‫الطار ‪ .4‬كيف يقارن التمويل الصغر إ‬
‫إ‬
‫وحسب بل سلوكهم أيضاً —ال سيما فيما يتعلق بكيفية تأثر‬ ‫السالمي بوجه عام؟‬‫إ‬ ‫بالتمويل‬
‫قرارات العمالء بالتكلفة وسمات المنتج والتصور بشأن صحته‬
‫الهمية الخاصة أيضاً فهم التوازن‬ ‫المور ذات أ‬ ‫الشرعية‪ .‬ومن أ‬ ‫السالمي‬ ‫تراوحت التقديرات بشأن حجم صناعة التمويل إ‬
‫في الطلب على المنتجات المالية المرنة التي يمكن استخدامها‬ ‫العالمية في ‪ 2011‬ما بين تريليون و‪ 1.35‬تريليون دوالر‪.‬‬
‫الصول‬ ‫في تسهيل االستهالك مقارنة بالمنتجات المالية لبناء أ‬ ‫ويمثل ذلك تضاعف حجم القطاع مرتين في خمسة أعوام‬
‫فقط‪ .‬واستمر عدد المؤسسات المالية إالسالمية في التزايد‬
‫وتمويل المشاريع التي تعد المنتجات إالسالمية أنسب لها‪.‬‬
‫أيضا حيث سجلت مجلة ذا بانكر وجود ‪ 348‬مؤسسة (مقابل‬
‫‪ 221‬مؤسسة عام ‪.)2007‬‬
‫خاتمة‬ ‫السالمي‪ ،‬التي‬ ‫أ‬
‫وعلى العكس من صناعة التمويل الصغر إ‬
‫أ‬ ‫ال تزال تعتمد بكثافة على الدعم‪ ،‬فإن ربحية صناعة‬
‫السالمي يكتسب زخماً‪.‬‬ ‫مما ال شك فيه أن التمويل الصغر إ‬ ‫السالمي كانت هائلة للغاية‪ .‬فالغالبية العظمى‬ ‫التمويل إ‬
‫أ‬
‫ولكن‪ ،‬على الرغم من زيادة الجهات المقدمة للتمويل الصغر‬ ‫من المؤسسات التي ترسل تقاريرها إلى مجلة ذا بانكر‬
‫المتوافق مع الشريعة بمقدار ضعفين منذ عام ‪،2006‬‬ ‫(‪ 80‬في المائة) أظهرت تحقيق نمو إيجابي في أ‬
‫الرباح‬
‫الصغر‬ ‫والزيادة السريعة في عدد عمالئه‪ ،‬فما زال التمويل أ‬
‫قبل دفع الضرائب‪.‬‬
‫السالمي خاضعاً لهيمنة عدد قليل من الجهات المقدمة‬ ‫إ‬ ‫السالمي‪،‬‬ ‫أ‬
‫للخدمات في قليل من البلدان‪ ،‬وتقدم في أ‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وكما هو الحال مع التمويل الصغر إ‬
‫الساس منتجين‬ ‫فإن صناعة التمويل إالسالمي تمثل فقط من ‪-1‬إلى ‪ 1.5‬في‬
‫الخذ في االعتبار‬ ‫اثنين‪ .‬وثمة متسع كبير للنمو (حتى مع أ‬
‫الصغر لقاعدة العمالء المحتملة للتمويل أ‬
‫الحجم أ‬ ‫المائة من السوق المالية العالمية‪.‬‬
‫الصغر‬

‫‪ 7‬رغم أن الباحثين قد أشاروا إلى أن جمعيات اإلقراض والتوفير الدوار متوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإنه ليس من الواضح كيف تم تحديد ذلك‪ .‬وينطوي هذا النموذج على وجود‬
‫بنك يضمن األموال التي يسددها أعضاء مجتمعين ويتدخل عند تخلف أي من األعضاء عن السداد‪ .‬ويطلب البنك من باقي األعضاء أن يقوموا بالسداد مع دفع فائدة بدالً من العضو‬
‫المتخلف عن السداد‪ ،‬مما يثير الشك فيما إذا كان من الممكن اعتبار أن جمعيات اإلقراض والتوفير الدوار متوافقة مع الشريعة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫وأخيراً‪ ،‬لتقييم تطور هذه النماذج على نحو أفضل‪ ،‬يجب‬ ‫السالمي) —حيث يمثل العمالء المستخدمون للمنتجات‬ ‫إ‬
‫وضع مؤشرات مالية جديدة تعكس طبيعة مختلف المنتجات‬ ‫المتوافقة مع الشريعة أقل من ‪ 1‬في المائة من إجمالي انتشار‬
‫المتوافقة مع الشريعة‪ .‬فالمؤشرات التقليدية المستخدمة‬ ‫التمويل أ‬
‫الصغر‪.8‬‬
‫الصغر التقليدي ال تكفي لعكس خصوصيات‬ ‫مع التمويل أ‬
‫المنتجات المتوافقة مع الشريعة ويمكن أن تفضي إلى تحليل‬ ‫الطراف المعنية جهوداً منسقة لتسخير‬ ‫ويجب أن تبذل أ‬
‫غير صحيح ألدائها‪ .9‬وال يكفي وضع مجموعة جديدة من‬ ‫السالمي في‬ ‫أ‬
‫هذا الزخم الذي يشهده التمويل الصغر إ‬
‫المؤشرات فحسب‪ ،‬بل يجب أيضاً تطوير المعايير التي تقاس‬ ‫تطوير سوق أكثر تنوعاً‪ ،‬حيث يقدم المزيد من الجهات‬
‫بها هذه المؤشرات حتى تكون المعلومات صالحة للمقارنة‬ ‫المقدمة للخدمات مجموعة أوسع من المنتجات المستندة‬
‫فيما بين أ‬
‫السواق‪.10‬‬ ‫إلى الشواهد المتعلقة باحتياجات العمالء وسلوكهم‪ .‬وهذه‬
‫الرؤية الطموح لهذا التمويل تتطلب معالجة بعض القضايا‬
‫أ‬
‫الملحق‪ .‬المنهجية‬ ‫الساسية —وعلى رأسها فهم طبيعة طلب العمالء‪ .‬حيث ال‬
‫يتوفر سوى قدر ضئيل للغاية من المعلومات عن كيفية نظر‬
‫النتائج المبينة في هذه الورقة تستند إلى مسح أجرته‬ ‫العمالء المستهدفين إلى المنتجات المتوافقة مع الشريعة‪:‬‬
‫المجموعة االستشارية‪ ،‬إضافة إلى بيانات مجمعة من‬ ‫إلى أي مدى يرجح تفضيل العمالء لتلك المنتجات على‬
‫النمائي‪ ،‬ومن‬ ‫أ‬
‫سوريا من خالل برنامج المم المتحدة إ‬ ‫الضافية‪ ،‬كيف يقيم العمالء "صحتها" الشرعية‪ ،‬وما‬
‫التكلفة إ‬
‫الندونيسي‪ .‬وقد تلقى‬ ‫إندونيسيا من خالل البنك المركزي إ‬ ‫إذا كانت هذه المنتجات تلبي بكفاءة االحتياجات المتنوعة‬
‫المسح الذي أجرته المجموعة االستشارية عن التمويل‬ ‫للعمالء؟‬
‫السالمي ردودا من ‪ 63‬مؤسسة‪ ،‬وبيانات مجمعة‬ ‫أ‬
‫الصغر إ‬
‫من بنوك االئتمان الشعبي في إندونيسيا‪ ،‬و‪ 39‬مؤسسة في‬ ‫وينبغي أن تثري تلك المعلومات على جانب الطلب عملية‬
‫سوريا‪ .‬وال تشمل البيانات المجمعة من إندونيسيا التعاونيات‬ ‫إعداد خط منتجات أكثر تنوعاً —أحد العناصر الرئيسية‬
‫السالمية‪ ،‬ومن ثم فإن العينة الخاصة بإندونيسيا أقل من‬ ‫إ‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫أ‬ ‫السالمي‪.‬‬ ‫الخرى للرؤية الوسع نطاقاً للتمويل الصغر إ‬
‫الواقع‪ .‬وتم تجميع البيانات في منطقة الشرق الوسط‬ ‫الرجح حاجة إلى االنتقال لما هو أبعد من‬ ‫فهناك على أ‬
‫وشمال أفريقيا بواسطة شريك المجموعة االستشارية‪،‬‬ ‫السالميان اللذان‬ ‫المرابحة والقرض الحسن (المنتجان إ‬
‫الصغر‬‫سنابل‪ ،‬وهي الشبكة القليمية لمؤسسات التمويل أ‬
‫إ‬ ‫تقترب هياكلهما في الشبه من القروض الصغرى التقليدية)‬
‫في المنطقة‪.‬‬ ‫وتجربة نماذج تقاسم الربح والخسارة‪ ،‬أو ربما خليط من‬
‫المنتجات والنماذج التي تلبي احتياجات العمالء تلبيةً‬
‫وكان عدد الردود على االستبيان من منطقة أفريقيا جنوب‬ ‫أفضل‪ .‬ولكن الفروق أ‬
‫الساسية في نماذج العمل بين‬
‫الصحراء متدنياً على نحو بارز‪ ،‬حيث لم ترد عليه سوى‬
‫المنتجات المتوافقة مع الشريعة ومنتجات القروض‬
‫أربع مؤسسات فقط؛ في الوقت الذي تظهر فيه أبحاث‬
‫المجموعة االستشارية وجود عدد أكبر كثيراً من المؤسسات‬ ‫الصغرى التقليدية تفرض تحديات في مجال االستدامة‪.‬‬
‫الولوية الرئيسية لتجربة تقديم المنتجات‬ ‫ويجب أن تكون أ‬
‫العاملة في أفريقيا‪ ،‬ال سيما في نيجيريا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬والسنغال‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك‪ ،‬فقد كشفت بحوثنا المكتبية‬ ‫التي تفضي في النهاية إلى خفض التكاليف‪ ،‬حتى ال يوضع‬
‫واالتصاالت التي أجريناها مع هذه المؤسسات أنها صغيرة‬ ‫العمالء المستهدفون في موقف االختيار بين ميولهم الدينية‬
‫نسبياً‪ ،‬ومن ثم فإن استبعادها من أ‬
‫الرقام العالمية ال يشكل‬ ‫ومواردهم المالية‪ .‬وربما كان دور الدعم الذكي‪ ،‬مثل الزكاة‪،‬‬
‫الولى‪ ،‬ولكن‪ ،‬كما هو الحال مع‬ ‫الهمية في المراحل أ‬ ‫بالغ أ‬
‫أهمية جوهرية‪.‬‬
‫الصغر التقليدي‪ ،‬يجب أن تعتمد الرؤية طويلة‬ ‫التمويل أ‬
‫السالمي على النماذج القادرة‬ ‫أ‬ ‫أ‬
‫ومن أجل تقدير االتجاهات والنمو‪ ،‬قامت المجموعة‬ ‫الجل لقطاع التمويل الصغر إ‬
‫االستشارية بالمقارنة بين مجموعة المؤسسات نفسها التي‬ ‫على االستمرار ذاتياً‪.‬‬

‫‪ 8‬طبقاً لمركز تبادل المعلومات حول التمويل األصغر (‪ ،)MIX‬حتى نهاية عام ‪ ،2011‬أعلنت أكثر من ‪ 2500‬مؤسسة مالية عن امتالكها لما يزيد على ‪ 150‬مليون عميل‪ ،‬في حين أعلن‬
‫مؤتمر القمة المعني باالئتمانات البالغة الصغر عن تقدير أعلى للعمالء بلغ ‪ 200‬مليون عميل‪.‬‬
‫‪ 9‬على سبيل المثال‪ ،‬عمق االنتشار باستخدام متوسط حجم القروض مقسوماً على إجمالي الناتج المحلي ليس منطبقاً على المشاركة أو المرابحة أو السلم‪ ،‬ألن حجم االستثمار ليست‬
‫له أية عالقة بمستوى فقر أي عميل‪.‬‬
‫‪ 10‬أشار مركز تبادل المعلومات حول التمويل األصغر بالفعل إلى استعداده الستخدام برنامجه إلعداد التقارير فور وضع المؤشرات‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫كريم‪ ،‬نمرة؛ ومايكل تارازي‪ ،‬وخافيير رايلي‪" .2008 .‬التمويل‬ ‫ردت على كل من استبياني المجموعة عامي ‪ 2007‬و‪.2011‬‬
‫الصغر إالسالمي‪ :‬سوق متخصصة متميزة"‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وبالمقارنة بين ردود هذه المجموعة ذاتها من المؤسسات‬
‫يمكن أن نرسم صورة أفضل بشأن ما إذا كانت المؤسسات‬
‫مذكرة مناقشة مركزة رقم ‪ .49‬واشنطن‪ :‬المجموعة‬ ‫الشارة إلى أن سبع مؤسسات قد‬ ‫تنمو بمرور الوقت‪ .‬وتجدر إ‬
‫االستشارية‪ .‬أغسطس‪/‬آب‪.‬‬ ‫أغلقت‪ ،‬في حين لم ترد أربع مؤسسات على كال االستبيانين‪.‬‬

‫عبيد هللا‪ ،‬محمد؛ وطارق هللا خان‪" .2008 .‬تطوير التمويل‬ ‫ولم تتضمن العينة التي تم تناولها هنا من قدموا ردودا من‬
‫الصغر إالسالمي‪ :‬التحديات والمبادرات"‪ .‬ورقة حوار سياسات‬‫أ‬ ‫إيران أو ماليزيا‪ ،‬وهما البلدان اللذان ينتشر فيهما التمويل‬
‫السالمي‬
‫رقم ‪ .2‬جدة‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ :‬البنك إ‬ ‫السالمي على نحو واسع‪.‬‬ ‫إ‬
‫للتنمية‪.‬‬
‫المراجع‬
‫روزنبرغ‪ ،‬ريتشارد؛ وأدريان غونزاليز‪ ،‬وسوشما ناراين‪.2009 .‬‬
‫الموال الجدد‪ :‬هل يتعرض الفقراء لالستغالل بسبب‬ ‫"مقرضو أ‬
‫ذا بانكر‪" .2011 .‬أفضل ‪ 500‬مؤسسة مالية إسالمية"‪ .‬تقرير‬
‫ارتفاع أسعار الفائدة على القروض الصغرى؟" ورقة عرضية‬ ‫خاص‪ .‬لندن‪ :‬ذا بانكر‪ ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‪.‬‬
‫رقم ‪ .15‬واشنطن‪ :‬المجموعة االستشارية لمساعدة الفقراء‪.‬‬
‫الجمل‪ ،‬محمود؛ ومحمد الكومي‪ ،‬ودين كارالن‪ ،‬وآدم‬
‫السالمي في‬ ‫أ‬
‫سيبل‪ ،‬هانز دييتر‪" .2011 .‬التمويل الصغر إ‬ ‫ال قراض والتوفير الدوار‬ ‫عثمان‪" .2011 .‬جمعيات إ‬
‫والشراف"‪.‬‬
‫إندونيسيا‪" :‬تحدي التنويع المؤسسي‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬إ‬ ‫الصغر‪ :‬أدلة تجريبية‬ ‫الممولة من البنوك للتمويل أ‬
‫في س‪ .‬نضيم علي‪ ،‬محرر‪ ،‬التمويل الأصغر الموافق للشريعة‪.‬‬ ‫في قرى مصرية فقيرة"‪ .‬هيوستن‪ :‬جامعة رايس‪.‬‬
‫لندن‪ :‬روتليدج‪ .‬ص ‪.69-147‬‬ ‫‪.http://www.ruf.rice.edu/~elgamal/files/EMF-05-11.pdf‬‬
‫رقم ‪84‬‬
‫مارس‪/‬آذار ‪2013‬‬

‫رجا ًء‪ ،‬ال تتردد في‬


‫مشاركة مذكرة المناقشة‬
‫المركزة هذه مع زمالئك أو‬
‫في طلب نسخ إضافية من‬
‫هذه الدراسة أو غيرها في‬
‫هذه السلسلة‪.‬‬

‫ترحب المجموعة‬
‫االستشارية لمساعدة‬
‫الفقراء بمالحظاتكم‬
‫حول هذه الدراسة‪.‬‬

‫تتوفر جميع مطبوعات‬


‫المجموعة االستشارية‬
‫لمساعدة الفقراء على‬
‫اللكتروني‬
‫موقعها إ‬
‫‪.www.cgap.org‬‬

‫‪CGAP‬‬
‫‪1818 H Street, NW‬‬
‫‪MSN P3-300‬‬
‫‪Washington, DC‬‬
‫‪20433 USA‬‬

‫هاتف‪202-473-9594 :‬‬
‫فاكس‪202-522-3744 :‬‬

‫بريد إلكتروني‪:‬‬
‫‪cgap@worldbank.org‬‬
‫‪‎‎© CGAP, 2013‎‬‬

‫ميسيفين‪ ،‬وفيليب سيريس (الوكالة الفرنسية للتنمية)‪ ،‬وأمين محسني شيراغلو (البنك‬ ‫الصغر‬‫مؤلفو مذكرة النقاش الحالية هم ميادة الزغبي‪ ،‬خبير أول التمويل أ‬
‫الدولي) ومحمد خالد (مؤسسة التمويل الدولية)‪.‬‬ ‫بالمجموعة االستشارية‪ ،‬ومايكل تارازي‪ ،‬مستشار أول السياسات بالمجموعة‬
‫االستشارية‪ .‬ويعرب المؤلفان عن شكرهما ألليس نجر‪ ،‬ونمرة كريم‪ ،‬وسيانيت‬
‫وفيما يلي الصيغة المقترحة لالستشهاد بمذكرة المناقشة المركزة الحالية‪:‬‬
‫السالمية"‪ .‬مذكرة مناقشة مركزة رقم ‪ .84‬واشنطن العاصمة‪ :‬المجموعة االستشارية‬
‫ميادة الزغبي‪ ،‬ومايكل تارازي ‪" 2013‬االتجاهات العامة لالشتمال المالي المتوافق مع الشريعة إ‬
‫لمساعدة الفقراء‪ ،‬مارس‪/‬آذار‪.‬‬

‫‪epub: ISBN 978-1-62696-006-0‬‬ ‫‪Print: ISBN 978-1-62696-004-6‬‬


‫‪mobi: ISBN 978-1-62696-007-7‬‬ ‫‪pdf: ISBN 978-1-62696-005-3‬‬

You might also like