You are on page 1of 27

‫ألبسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا وموالنا محمد وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫مناهج الدعوة إلى الله تعالى‬
‫الدكتور محمد عبد الله‬
‫المحاضرة األولى (‪ 91‬أكتوبر ‪ 0209‬م)‬

‫التمهيد‬
‫تعريف منهج الدعوة‬
‫تعريف المنهج‬
‫في اللغة‪ :‬مأخوذ من الفعل الثالثي "نهج" ومما يعنيه هذا الفعل ويدل عليه ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الطريق البين أو الواضح‪ ،‬قيل‪ :‬سلكت نهج فالن‪ ،‬وقيل‪ :‬لكل شيخ طريق ولكل شيخ منهج‬
‫ش ْرعَةً َو ِم ْنهَا ًجا‪...‬‬
‫‪ ‬الطريق المستقيم‪ ،‬قال تعالى‪ِ ... :‬لك ٍُّل َجعَ ْلنَا ِم ْنكُ ْم ِ‬
‫‪ ‬الخطة المرسومة‬
‫‪ ‬التتابع (والمنهج عبارة عن خطوات متتابعة)‪ ،‬قيل‪ :‬نهج الدابة‪ ،‬أي تتابع نفسه من اإلعياء‬
‫ومما سبق‪ ،‬فالمنهج في اللغة يطلق على "الطريق الواضح المستقيم المتتابع على نسق معين"‬
‫في االصطالح‪:‬‬
‫‪ ‬الطريق الموصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب‬
‫‪ ‬قال علماء البحث العلمي‪ :‬هو فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة‪ ،‬إما من أجل الكشف عن‬
‫الحقيقية حين نكون بها جاهلين أو البرهنة على صحتها حين نكون بها عارفين‬
‫تعريف الدعوة‬
‫في اللغة‪:‬‬
‫‪ ‬السؤال‪ ،‬قال تعالى‪ :‬قَالُوا ا ْدعُ لَنَا َر َّبكَ يُبَ ِي ْن لَنَا َما ِه َي قَا َل ِإنَّه ُ َيقُو ُل ِإنَّهَا َبقَ َرة ٌ َال فَ ِارضٌ َو َال ِب ْك ٌر ع ََوانٌ َب ْينَ‬
‫ذَ ِلكَ فَ ْ‬
‫افعَلُوا َما ت ُْؤ َم ُرونَ‬
‫اب لَ ْو أَنَّ ُه ْم كَانُوا َي ْهت َ ُدونَ‬
‫ست َ ِجيبُوا لَ ُه ْم َو َرأ َ ُوا ا ْل َعذَ َ‬
‫‪ ‬االستغاثة‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬و ِقي َل ا ْدعُوا ش َُركَا َءكُ ْم فَ َدع َْوهُ ْم فَلَ ْم َي ْ‬
‫ُون اللَّ ِه فَيَسُبُّوا اللَّهَ َ‬
‫عد ًْوا بِغَي ِْر ِع ْل ٍّم‪...‬‬ ‫‪ ‬العبادة‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬و َال تَسُبُّوا الَّ ِذينَ يَ ْدعُونَ ِم ْن د ِ‬
‫س ْبعَةٌ يُ ِظلُّ ُه ُم اللَّه ُ تَعَالَى فِي‬
‫س َّل َم قَالَ‪َ :‬‬ ‫صلَّى الله ُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ع ْنه ُ‪َ ،‬‬
‫ع ِن النَّ ِبي ِ َ‬ ‫ي اللَّهُ َ‬‫ض َ‬‫ع ْن أ َ ِبي ه َُري َْرة َ َر ِ‬ ‫‪ ‬الطلب‪َ ،‬‬
‫اف اللَّهَ‪...‬‬ ‫ب َو َج َما ٍّل فَقَالَ‪ :‬إِنِي أ َ َخ ُ‬ ‫ام َرأَةٌ ذَاتُ َم ْن ِص ٍّ‬
‫عتْهُ ْ‬ ‫ِظ ِل ِه يَ ْو َم الَ ِظ َّل إِ َّال ِظلُّهُ‪ :‬إِ َما ٌم َ‬
‫ع ْد ٌل‪َ ...‬و َر ُج ٌل َد َ‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬الحث على فعل الشيء‬
‫علَ ْيكُ ْم أ َ َدع َْوت ُ ُموهُ ْم أ َ ْم أَنْت ُ ْم ص ِ‬
‫َامت ُونَ ‪ ،‬وقال‬ ‫‪ ‬النداء‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬و ِإ ْن ت َ ْدعُوهُ ْم ِإلَى ا ْل ُهدَى َال يَت َّ ِبعُوكُ ْم َ‬
‫س َوا ٌء َ‬
‫سنُآل‪...‬‬ ‫سنَ ِة َوجَا ِد ْل ُه ْم ِبالَّتِي ِه َي أَحْ َ‬‫ظ ِة ا ْل َح َ‬ ‫س ِبي ِل َر ِبكَ ِبا ْل ِح ْك َم ِة َوا ْل َم ْو ِع َ‬
‫أيضا‪ :‬ا ْدعُ إِلَى َ‬
‫سنُ قَ ْو ًال ِم َّم ْن َدعَا ِإلَى اللَّ ِه َوع َِم َل صَا ِل ًحا َو َقا َل ِإ َّن ِني ِمنَ‬ ‫‪ ‬التبليغ (المعنى األصيل)‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬و َم ْن أَحْ َ‬
‫ير ٍّة أَنَا َو َم ِن اتَّبَعَنِي َوسُ ْب َحانَ اللَّ ِه َو َما أَنَا ِمنَ‬ ‫س ِبي ِلي أ َ ْدعُو إِلَى اللَّ ِه َ‬
‫علَى بَ ِص َ‬ ‫س ِل ِمينَ ‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬قُ ْل َه ِذ ِه َ‬
‫ا ْل ُم ْ‬
‫ا ْل ُمش ِْر ِكينَ‬
‫ط ْرنَ ِم ْنهُ َوت َ ْنشَقُّ ْاأل َ ْر ُ‬
‫ض َوت َ ِخ ُّر ا ْل ِجبَا ُل‬ ‫اواتُ يَتَفَ َّ‬ ‫‪ ‬النسب‪ ،‬قيل‪ :‬دعا لفالن‪ :‬نسبه إليه‪ ،‬قال تعالى‪ :‬تَكَا ُد ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫َهدًّا‪ ،‬أ َ ْن َدع َْوا لِ َّ‬
‫لرحْ َم ِن َولَدًا‬
‫َّاع إِذَا َدع ِ‬
‫َان‪...‬‬ ‫يب َدع َْوةَ الد ِ‬ ‫سأَلَكَ ِعبَادِي عَنِي فَ ِإنِي قَ ِر ٌ‬
‫يب أ ُ ِج ُ‬ ‫‪ ‬الدعاء‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬وإِذَا َ‬
‫ع ْنهُ ض َُّر ُه‬ ‫سانَ الض ُُّّر َدعَانَا ِل َج ْن ِب ِه أ َ ْو قَا ِعدًا أ َ ْو قَا ِئ ًما فَلَ َّما َك َ‬
‫ش ْفنَا َ‬ ‫اْل ْن َ‬
‫س ِْ‬ ‫‪ ‬التضرع واالبتهال‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬و ِإذَا َم َّ‬
‫س ِرفِينَ َما كَانُوا يَ ْع َملُونَ‬ ‫َم َّر كَأ َ ْن لَ ْم يَ ْدعُنَا إِلَى ض ٍُّر َم َّ‬
‫سهُ َكذَ ِلكَ ُز ِينَ لِ ْل ُم ْ‬
‫وكل هذه المعاني ترجع إلى معنين اثنين‪ :‬الطلب والتبيغ‬
‫في االصطالح (كان معناها مشتركا لفظيا)‪:‬‬

‫س ِط َكفَّ ْي ِه‬
‫ست َ ِجيبُونَ لَ ُه ْم ِبش َْيءٍّ ِإ َّال كَ َبا ِ‬
‫َق َوا َّل ِذينَ َي ْدعُونَ ِم ْن دُو ِن ِه َال َي ْ‬ ‫‪ ‬بمعنى الدين‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬لهُ َدع َْوةُ ا ْلح ِ‬
‫اء ِليَبْلُ َغ فَاهُ َو َما ه َُو ِببَا ِل ِغ ِه َو َما ُدعَا ُء ا ْلكَافِ ِرينَ إِ َّال فِي ض ََال ٍّل‬
‫إِلَى ا ْل َم ِ‬
‫فهو بهذ المعنى‪ ،‬النظام العام والقانون الشامل ألمور الحياة‪ ،‬ومناهج السلوك لإلنسان التي جاء بها سيدنا‬
‫محمد صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ ‬بمعنى التبليغ‪ :‬حث الناس على الخير والهدى واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ليفوزوا بسعادة العاجل‬
‫واآلجل‪ .‬أو تبليغ اإلسالم للناس وتعليمه إياهم لتطبيقه في واقع الحياة ليفوزوا بسعادة العاجل واآلجل‪.‬‬
‫الفرق بين الدعوة وعلم الدعوة‬
‫‪ ‬علم الدعوة‪ :‬جهة نظرية للدعوة (كما تعلمنا في الكلية من القواعد واألصول كأصول الدعوة ووسائل الدعوة ومناهج‬
‫الدعوة) أو هو مجموعة القواعد واألصول التي يتوصل بها إلى تبليغ اإلسالم للناس وتعليمه إياهم لتطبيقه‬
‫في واقع الحياة ليفوزوا بسعادة العاجل واآلجل‪.‬‬
‫‪ ‬الدعوة‪ :‬جهة عملية للدعوة التي بمعنى التبليغ (كما فعله الداعي على المنبر)‬
‫تعريف مناهج الدعوة‬
‫الطريق البين الذي يسلكه الداعية إلى الله تعالى تِجاه المدعو لتحقيق الهدف من العمل الدعوي‬
‫س‪ :‬عرف المصطلحات اآلتية‪ :‬منهج الدعوة إلى الله تعالى! (المطلوب فقط عن معنى منهج الدعوة التركيبي)‬

‫س‪ :‬عرف منهج الدعوة إلى الله! (المطلوب أن تذكر معنى المنهج والدعوة لغة واصطالحا ثم تذكر معنى منهج الدعوة‬
‫تركيبا إضافيا)‬

‫‪2‬‬
‫عند الدكتور‪ :‬األنسب أن نقول منهج الدعوة وليس مناهج الدعوة‪ ،‬ألن الدعوة إلى الله تعالى لها منهج واحد ألنه‬
‫يبنى على الكتاب والسنة‪ ،‬ولكن لما نتحدث عن الدعاة قد نقول مناهج الدعاة إلى الله تعالى‪ ،‬ألن لكل داع قد‬
‫يكون له منهج خاص به‪ ،‬ولكن الدعوة نفسها هي واحدة‪.‬‬
‫الفرق بين المناهج والوسائل واألساليب‬
‫المناهج‪ :‬عملية فكرية تبدأ وتنتهي في ذهن الداعية‬
‫الوسائل‪ :‬مسئولة عن حمل المنهج للمدعو (القول أو العمل)‬
‫األساليب‪ :‬كيفية أو فن عرض الوسيلة ومهمة التأثير (الخطابة والوعظ والمناظرة وغيرها)‬
‫األهداف من العمل الدعوي‬
‫‪ .9‬التحول بالمدعو من سيئ إلى حسن‬
‫‪ .0‬التحول بالمدعو من حسن إلى أحسن‬
‫‪ .3‬ترك حق بداخل المعارض ليصارع الباطل‬
‫‪1‬‬
‫أهمية المنهج ومكانته‬
‫بمقدار صحة المنهج وسداده‪ ،‬وبمقدار االلتزام به والدقة في تنفيذ تعاليمه‪ ،‬تكون قوة األمة وتقدمها وازدهارها‪.‬‬
‫ومن المظاهر التي تتجلى فيها أهمية المنهج الدعوي‪ ،‬أن األمة اإلسالمية ليست كأي أمة‪ ،‬وإنما هي األمة التي‬
‫تمتلك وحدها المنهج الصحيح السليم‪ ،‬منهج يحدد‪ :‬التصور واالعتقاد‪ ،‬والسلوك‪ ،‬وطرائق النظم‪ ،‬والعالقات‪،‬‬
‫والعمل كما ينبغي أن يكون‪.‬‬
‫المثال من الكتاب‬
‫يرت َكَ ْاأل َ ْق َربِينَ (الشعراء‪ ،)092 :‬ثم قال‪:‬‬ ‫ش َ‬ ‫س ِم َربِكَ الَّذِي َخلَقَ (العلق‪ ،)9 :‬ثم قال‪َ :‬وأ َ ْنذ ِْر َ‬
‫ع ِ‬ ‫اق َرأْ بِا ْ‬
‫قال تعالى‪ْ :‬‬
‫ض ع َِن ا ْل ُمش ِْر ِكينَ (الحجر‪ ،)12 :‬ثم قال‪ :‬أ ُ ِذنَ ِللَّ ِذينَ يُقَاتَلُونَ ِبأَنَّ ُه ْم ظُ ِل ُموا َو ِإنَّ اللَّهَ َ‬
‫علَى‬ ‫ع ِب َما ت ُْؤ َم ُر َوأَع ِْر ْ‬ ‫فَا ْ‬
‫ص َد ْ‬
‫ب ا ْل ُم ْعت َ ِدينَ‬ ‫ِير (الحج‪ ،)31 :‬ثم قال‪َ :‬وقَاتِلُوا فِي َ‬
‫سبِي ِل اللَّ ِه الَّ ِذينَ يُقَاتِلُونَكُ ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ‬ ‫نَص ِْر ِه ْم لَقَد ٌ‬
‫(البقرة‪ .)912 :‬وترتيب نزول هذه اآليات تدل على المنهج ألطوار مختلفة في مراحل الدعوة وسيرها‪.‬‬
‫المثال من السنة المطهرة‬
‫ب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫سلَّ َم‪ ،‬قَالَ‪ِ « :‬إنَّكَ تَأتِي قَ ْو ًما ِم ْن أ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى اللهُ َ‬ ‫َّاس‪ ،‬أ َ َّن ُم َعاذًا‪ ،‬قَالَ‪َ :‬ب َعثَنِي َرسُو ُل الل ِه َ‬ ‫عب ٍ‬ ‫ع ِن اب ِْن َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫علي ِْه ْم‬‫ض َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ع ِل ْم ُه ْم أنَّ اللهَ افت َ َر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫شهَا َد ِة أنَّ َال إِلهَ إِ َّال اللهُ َوأنِي َرسُو ُل الل ِه‪ ،‬فإِ ْن هُ ْم أطاعُوا ِلذ ِلكَ ‪ ،‬فأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫فَا ْدعُ ُه ْم إِلى َ‬
‫َ‬
‫ص َدقَةً ت ُْؤ َخذ ُ ِم ْن‬ ‫علَي ِْه ْم َ‬‫افت َ َرضَ َ‬ ‫ع ِل ْم ُه ْم أَنَّ اللهَ ْ‬ ‫طاعُوا ِلذَ ِلكَ ‪ ،‬فَأ َ ْ‬ ‫ت فِي ك ُِل يَ ْو ٍّم َولَ ْيلَةٍّ‪ ،‬فَ ِإ ْن هُ ْم أ َ َ‬ ‫صلَ َوا ٍّ‬ ‫س َ‬ ‫َخ ْم َ‬
‫ْس بَ ْينَهَا‬‫وم‪ ،‬فَ ِإنَّهُ لَي َ‬
‫ق َدع َْوةَ ا ْل َم ْظلُ ِ‬ ‫طاعُوا ِلذَ ِلكَ ‪ ،‬فَإِيَّاكَ َوك ََرائِ َم أ َ ْم َوا ِل ِه ْم‪َ ،‬وات َّ ِ‬ ‫غنِيَائِ ِه ْم فَت َُر ُّد فِي فُقَ َرائِ ِه ْم‪ ،‬فَ ِإ ْن هُ ْم أ َ َ‬
‫أَ ْ‬
‫َاب» رواه مسلم‬ ‫َوبَ ْينَ الل ِه ِحج ٌ‬

‫‪ )9‬من الحقائق الثابتة التي جاءت من علماء البحث العلمي‪ :‬ما تقدم علم إال ألن منهجا اتُّبع‪ ،‬وما تخلف علم إال ألن منهجا افتُقد (أي وجود‬
‫العلم وجود المنهج)‬

‫‪3‬‬
‫أسباب ضرورة المنهج للعمل الدعوي‬
‫‪ .9‬خطورة موقع الداعية‬
‫‪ ‬الداعية يوقع عن الله ورسوله ﷺ (قال ﷺ‪َ :‬و ِإنَّ ا ْلعُلَ َما َء َو َرثَةُ ْاأل َ ْن ِبيَ ِ‬
‫اء‪ .‬رواه أبو داود وغيره)‬
‫‪ ‬كم التأثر بالداعية يفوق غيره من العلماء (يقال‪ :‬زلة العا ِلم زلة للعالَم)‬
‫ض ال ِع ْل َم ا ْنتِ َزاعًا يَنْت َ ِزعُهُ ِمنَ‬
‫ضياع العلم على يد الداعية إيذان بخراب الدنيا (قال ﷺ‪ :‬إِنَّ اللَّهَ الَ يَ ْق ِب ُ‬ ‫‪َ ‬‬
‫َّاال‪ ،‬فَسُئِلُوا‬‫سا ُجه ً‬ ‫اس ُر ُءو ً‬ ‫ْق عَا ِل ًما ات َّ َخذَ النَّ ُ‬
‫اء‪َ ،‬حتَّى إِذَا لَ ْم يُب ِ‬ ‫ض ال ِع ْل َم بِقَب ِ‬
‫ْض العُلَ َم ِ‬ ‫ال ِعبَادِ‪َ ،‬ولَ ِك ْن يَ ْقبِ ُ‬
‫ضلُّوا‪ .‬متفق عليه)‬‫ضلُّوا َوأ َ َ‬ ‫فَأ َ ْفت َ ْوا ِبغَي ِْر ِع ْل ٍّم‪ ،‬فَ َ‬
‫‪ .0‬المنهج شرط لصحة العمل الدعوي؛ ألنه عبارة عن قول وعمل بالدين‬
‫المنهج شرط لصحة العلم (ص)‪ ،‬والعلم شرط لصحة العمل الدعوي (ك)‪ ،‬المنهج شرط لصحة العمل الدعوي (ن)‬
‫وجاء في صحيح اإلمام البخاري‪ :‬باب العلم قبل القول والعمل‬
‫‪ .3‬تأصيل احترام التخصص وقطع الطريق على أدعياء العمل الدعوي‬
‫الذك ِْر‬ ‫سأَلُوا أ َ ْه َل ِ‬ ‫وحي ِإلَي ِْه ْم فَا ْ‬‫َاال نُ ِ‬ ‫س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِلكَ ِإ َّال ِرج ً‬ ‫واإلسالم أصل التخصص‪ ،‬قال الله تعالى‪َ :‬و َما أ َ ْر َ‬
‫سا ِل ٍّم َم ْولَى أَبِي ُحذَ ْيفَةَ‪،‬‬ ‫سعُودٍّ‪َ ،‬و َ‬ ‫ع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َم ْ‬‫إِ ْن كُ ْنت ُ ْم َال ت َ ْعلَ ُمونَ ‪ .‬وقال ﷺ‪ُ :‬خذُوا القُ ْرآنَ ِم ْن أ َ ْربَعَ ٍّة ِم ْن َ‬
‫ب (رواه البخاري)‬ ‫َو ُمعَا ِذ ب ِْن َجبَ ٍّل‪َ ،‬وأُبَي ِ ب ِْن َك ْع ٍّ‬
‫ع ِل ُّي‬‫ص َدقُ ُه ْم َحيَا ًء عُثْ َمانُ ‪َ ،‬وأ َ ْقضَاهُ ْم َ‬ ‫ِين اللَّهُ عُ َم ُر‪َ ،‬وأ َ ْ‬ ‫ش ُّدهُ ْم فِي د ِ‬ ‫وقال أيضا‪ :‬أ َ ْر َح ُم أ ُ َّمتِي بِأ ُ َّمتِي أَبُو بَك ٍّْر‪َ ،‬وأ َ َ‬
‫ع َل ُم ُه ْم ِبا ْلح ََال ِل َوا ْلح ََر ِام ُم َعاذ ُ ْبنُ َجبَ ٍّل‪َ ،‬وأ َ ْف َر ُ‬
‫ض ُه ْم َز ْي ُد‬ ‫ب‪َ ،‬وأ َ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬وأ َ ْق َر ُؤهُ ْم ِل ِكتَا ِ‬
‫ب ال َّل ِه أُبَ ُّي ْبنُ َك ْع ٍّ‬ ‫طا ِل ٍّ‬‫ْبنُ أ َ ِبي َ‬
‫اح (رواه ابن ماجه)‬ ‫ْبنُ ثَا ِبتٍّ‪ ،‬أ َ َال َوإِنَّ ِلك ُِل أ ُ َّم ٍّة أ َ ِمينًا‪َ ،‬وأ َ ِمينُ َه ِذ ِه ْاأل ُ َّم ِة أَبُو عُبَ ْي َدةَ ْبنُ ا ْلج ََّر ِ‬
‫المحاضرة الثانية (‪ 02‬أكتوبر ‪ 0209‬م)‬
‫أقسام مناهج الدعوة‬
‫‪ .1‬من حيث واضعها ومصدرها إلى‪:‬‬
‫‪ ‬مناهج ربانية (مصدرها القرآن والسنة‪ ،‬أي تعتمد على الوحي أو المنسوبة إلى الله تعالى)‬
‫‪ ‬مناهج بشرية (مصدرها العقل البشري القاصر‪ ،‬فهذه المناهج وضعها الدعاة والعلماء باجتهادهمم)‬
‫‪ .2‬من حيث الموضوع إلى عدة أنواع‪ ،‬منها‪ :‬مناهج عقدية وفقهية واقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها‪.‬‬
‫‪ .3‬من حيث طبعية المنهج إلى‪ -9 :‬خاصة وعامة‪ -0 ،‬فردية وجماعية‪ -3 ،‬نظرية وتطبيقية‬
‫‪ .4‬من حيث الركائز‬
‫‪ ‬إن كان مرتكزا على القلب فسمي بالمنهج العاطفي‬
‫‪ ‬إن كان مرتكزا على العقل فسمي بالمنهج العقلي‬
‫‪ ‬إن كان مرتكزا على الحس فسمي بالمنهج الحسي أو التجريبي‬

‫‪4‬‬
‫التخطيط ومنهج الدعوة إلى الله تعالى‬
‫أوال‪ :‬العالقة بين التخطيط ومنهج الدعوة‬
‫كالهما من عوامل النجاح للوصول إلى األهداف (فالتخطيط هو الخطوات للوصول إلى الهدف‪ ،‬ومنهج الدعوة‬
‫هو خطوات فكرية للوصول إلى الهدف من العمل الدعوي)‬
‫فاألهداف ال بد من الخطوات أو السبل لتحقيقها‪ ،‬وهي ما يسمى بالوسائل ثم التنبؤ بالمشكالت والعوائق التي‬
‫تعترض للوصول إلى األهداف واقتراح الحل لتلك المشكالت‪ .‬فالعالقة بينهما قوية وثيقة وهي مرتبطة بـ‪:‬‬
‫‪ .9‬تحديد األهداف‬
‫‪ .0‬الوسائل لتحقيقها‬
‫‪ .3‬التنبؤ بالمشكالت والعوائق التي تعترض الداعية للوصول إلى األهداف‬
‫‪ .2‬اقتراح الحل لتلك المشكالت‬
‫ثانيا‪ :‬مفهوم التخطيط‬
‫لغة‪ :‬األمر أو الحالة‪ ،‬وفي المثل‪ :‬جاء فالن وفي رأسه خطة‪ ،‬أي أمر قد عزم عليه‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬فالتخطيط ب صفة عامة هو‪ :‬عملية ذهنية منظمة الختيار أفضل الوسائل الممكنة لتحقيق األهداف‬
‫المحددة‪ .‬أو هو إعداد دراسة واضحة لعمل يخدم الدعوة اإلسالمية في منطقة معينة‪ ،‬أو لفئة معينة‪ ،‬أو لمجموعة‬
‫عامة‪ ،‬أو مشاركة في إعدادها‪.‬‬
‫التخطيط يقوم على الركائز اآلتية‪:‬‬
‫‪ .9‬عملية ذهنية‬
‫‪ .0‬التنبؤ بالمستقبل‬
‫‪ .3‬التخطيط في إطار الممكن والمتاح وسيلة وأسلوبا‬
‫‪ .2‬اختيار البدائل (إعداد الخطة الثانية عند فشل األولى)‬
‫ثالثا‪ :‬شروط وفوائد التخطيط‪:‬‬
‫‪ .9‬تحديد األهداف وترتيب األولويات مع ربطها بالوسائل‬
‫‪ .0‬تحقيق التناسق واالنسجام بين األعمال‬
‫‪ .3‬توفير البرامج الزمنية المناسبة‬
‫‪ .2‬المراقبة والتقويم ومعرفة ما تم إنجازه‬
‫‪ .5‬التوقع بالمشكالت المستقبلية ووضع احتماالت للتخطي تلك المشكالت‬

‫‪5‬‬
‫شروط الخطة‪:‬‬
‫‪ .9‬المرونة‬
‫‪ .0‬الدقة والوضوح‬
‫‪ .3‬المساهمة في تحقيق األهداف‬
‫‪ .2‬الواقعية والمشروعية‬
‫‪ .5‬التأكد من دقة المعلومات التي تقوم عليها الخطة‬
‫وهناك عالقة طيبة بين التخطيط والتنمية البشرية‪ ،‬وعند علماء التنمية البشرية هناك ما يسمى باألهداف‬
‫الزكية التي تشتمل على خمسة أشياء‪:‬‬
‫‪ .9‬هدف محدد‬
‫‪ .0‬القدرة على متابعة التقدم في الصول إلى الهدف‬
‫‪ .3‬أهداف ممكنة‬
‫‪ .2‬أهداف ذات العالقة بالتخصص‬
‫‪ .5‬االرتباط بالزمن المحدد‬
‫المحاضرة الثالثة (‪ 39‬أكتوبر ‪ 0209‬م)‬
‫الفصل األول‪ :‬المنهج الحسي‬
‫تعريف الحس في اللغة وفي االصطالح‬
‫أوال‪ :‬في اللغة‬
‫ما يدرك بإحدى الحواس الخمس‪ ،‬وهي‪ :‬السمع والبصر والشم والذوق واللمس‪ ،‬والشيء الحسي يقابله الشيء‬
‫سى ِم ْن ُه ُم ا ْلكُ ْف َر قَا َل َم ْن أ َ ْنص َِاري إِلَى اللَّ ِه‬ ‫َس ِعي َ‬ ‫المعنوي‪ ،‬والحس بالشيء‪ :‬يشعره ويعلمه‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فَلَ َّما أَح َّ‬
‫ش َه ْد ِبأَنَّا ُم ْ‬
‫س ِل ُمونَ ‪.‬‬ ‫َار اللَّ ِه آ َمنَّا ِباللَّ ِه َوا ْ‬ ‫قَا َل ا ْلح ََو ِاريُّونَ نَحْنُ أ َ ْنص ُ‬
‫ف َوأ َ ِخي ِه َو َال تَيْأَسُوا ِم ْن‬‫سسُوا ِم ْن يُوسُ َ‬ ‫والتحسس طلب المعرفة والعلم بالشيء‪ ،‬قال تعالى‪ :‬يَابَنِ َّي اذْ َهبُوا فَت َ َح َّ‬
‫ح اللَّ ِه ِإ َّال ا ْلقَ ْو ُم ا ْلكَا ِف ُرونَ ‪.‬‬
‫س ِم ْن َر ْو ِ‬ ‫ح اللَّ ِه ِإنَّهُ َال يَيْأ َ ُ‬
‫َر ْو ِ‬
‫س‪ :‬ما الفرق بين التحسس والتجسس؟‬
‫قيل‪ :‬كان مترادفين ال فرق بينهما‪ ،‬وهما تتبع األخبار‪ ،‬وقيل‪ :‬هناك الفرق‪ ،‬والتحسس تتبع األخبار في الخير‪،‬‬
‫والتجسس في الشر ‪ ،‬وقيل‪ :‬التحسس طلب المعرفة بنفسك‪ ،‬والتجسس عن طريق غيرك‪.‬‬
‫س‪ :‬ما الفرق بين الحاسة والجارحة؟‬
‫فالجارحة عبارة عن العضو أو اآللة للحواس‪ ،‬والحاسة ما يدرك بهذا العضو‪ .‬مثال‪ :‬عندك األذن ويدرك به‬
‫السمع‪ ،‬وعندك العين ويدرك به البصر وهكذا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬في االصطالح‪ :‬هو النظام الدعوي الذي يرتكز على الحواس ويعتمد على المشاهدات والتجارب‪.‬‬
‫فمن خالل ما تشاهده تلك الحواس وتنقله إلى عقل اإلنسان وفكره‪ ،‬مما هو حوله‪ ،‬حيث يقف على الحقيقة بيضاء ناصعة‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫السمع والبصر‬
‫وقد وجه القرآن أهم حاستين في اإلنسان‪ ،‬وهما السمع والبصر إلى استجالء حقيقة اإليمان بالله والوقوف على‬
‫دالئل القدرة وآيات عظمة الله تعالى في الخلق والتكوين واإلبداع واإلتقان‪ ،‬حيث تالمس تلك الحواس هذه‬
‫الحقائق فتؤمن عن يقين وتصدق عن اقتناع‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬واللَّهُ أ َ ْخ َر َجكُ ْم ِم ْن بُطُ ِ‬
‫ون أ ُ َّمهَاتِكُ ْم َال ت َ ْعلَ ُمونَ َ‬
‫ش ْيئ ًا‬
‫َار َو ْاأل َ ْفئِ َدةَ لَعَلَّكُ ْم ت َ ْ‬
‫شك ُُرونَ‬ ‫س ْم َع َو ْاأل َ ْبص َ‬
‫َو َجعَ َل لَكُ ُم ال َّ‬
‫طرق الوصول إلى العلم أو اليقين‬
‫‪ .9‬الخبر الصادق الذي يُتيقن من صحته عن طريق صحة مخبره كالقرآن والسنة‬
‫‪ .0‬التجربة والمشاهدة‬
‫‪ .3‬الحكم العقلي فيما ليس فيه خبر صادق وال التجربة‬
‫سئ ً‬
‫ُوال‬ ‫س ْم َع َوالْبَص ََر َوا ْلفُؤَا َد كُ ُّل أُولَئِكَ كَانَ عَ ْنهُ َم ْ‬
‫ْس لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم ِإنَّ ال َّ‬
‫ف َما لَي َ‬
‫وقد رتب القرآن هذه الثالث في قوله تعالى‪َ :‬و َال ت َ ْق ُ‬
‫طرق الوصول إلى الحقائق في إثبات صحة القضية أو المناهج التي تستخدم في البحث العلمي‬
‫‪ .9‬المنهج االستداللي (العقلي والنصي أو النقلي)‬
‫وهو الذي نسير فيه من مبدأ إلى قضايا تنت ُج عنه بالضرورة دون اللجوء إلى التجربة فيربط العقل فيه بين‬
‫المقدمات والنتائج‪ ،‬يبدأ بالكليات يصل منها إلى الجزئيات‪.‬‬
‫وباختصار هو المنهج المستخدم في إثبات صحة القضية عن طريق االستدالل‪.‬‬
‫وفي مجال الدعوة المنهج االستداللي عبارة عن "االستدالل على صحة الدعوى بإقامة األدلة المثبتة لصحتها‬
‫بنوعيها النصي والعقلي"‬
‫‪ .0‬المنهج التجريبي أو الحسي‬
‫وهو الذي يبدأ فيه الباحث بمالحظة الواقع الخارج عن العقل‪ ،‬ثم يفترض الحال‪ ،‬ثم قام بالتجربة‬
‫س‪ :‬كان المنهج التجريبي غالبا مستخدما في مجال العلوم التطبيقية‪ ،‬فكيف نستخدمه في العلوم الشرعية‬
‫والنظرية خاصة في بحثنا الدعوي؟‬
‫فيعنى بالمنهج التجريبي في العلوم النظرية والشرعية " أنه المنهج الذي نصل عن طريقه إلى التحقق من‬
‫صحة النتائج عن طريق استخدام اإلنسان للحواس‪ ،‬خاصة حاستي السمع والبصر"‬
‫مثال‪ :‬نؤمن بوجود األمور الغيبية ولم نرها بأعيننا‪ ،‬ولكن سمعنا الخبر عنها من القرآن والسنة اللذان أثبتا‬
‫عن وجودها فعال‪.‬‬
‫‪ .3‬المنهج االستقرائي‬
‫تتبع الجزئيات للوصول إلى النتجية بصفة كلية عامة‬
‫‪ .2‬المنهج التاريخي‬
‫االستدالل بحوادث التاريخ‪ ،‬ألنه قد يتشابه بين الحوادث الماضية والمستقبلية‬

‫‪7‬‬
‫حاسة التذوق واللمس‬
‫وقد استعملهما القرآن الكريم ليستدل من خاللها على النعيم والعذاب‬
‫‪ ‬فعن تذوق العذاب‬
‫ارا كُلَّ َما نَ ِض َجتْ‬
‫يه ْم نَ ً‬ ‫ف نُ ْ‬
‫ص ِل ِ‬ ‫ق‪ ،‬وقال أيضا‪ِ :‬إنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ِبآيَا ِتنَا َ‬
‫س ْو َ‬ ‫سا ٌ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬هذَا َف ْل َيذُوقُو ُه ح َِمي ٌم َو َ‬
‫غ َّ‬
‫غي َْر َها ِليَذُوقُوا ا ْلعَذ َ َ‬
‫اب إِنَّ اللَّهَ كَانَ ع َِز ً‬
‫يزا َح ِكي ًما‬ ‫ُجلُو ُدهُ ْم بَ َّد ْلنَاهُ ْم ُجلُودًا َ‬
‫‪ ‬وعن تذوق النعمة‬
‫ث َم ْن كُنَّ فِي ِه َو َج َد‬ ‫سانَ ِمنَّا َرحْ َمةً فَ ِر َح بِهَا‪ ،‬وقال صلى الله عليه وسلم‪ :‬ث َ َال ٌ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬وإِنَّا إِذَا أَذَ ْقنَا ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫ب ا ْل َم ْر َء َال يُ ِحبُّهُ ِإ َّال ِللَّ ِه‪َ ،‬وأ َ ْن‬
‫س َواهُ َما‪َ ،‬وأ َ ْن يُ ِح َّ‬ ‫َب ِإلَ ْي ِه ِم َّما ِ‬ ‫ان‪َ :‬م ْن كَانَ اللهُ َو َرسُولُهُ أَح َّ‬ ‫حَال َوةَ ْ ِ‬
‫اْلي َم ِ‬ ‫ِب ِهنَّ َ‬
‫ف ِفي النَّ ِار‬ ‫َيك َْر َه أ َ ْن َيعُو َد ِفي ا ْلكُ ْف ِر َب ْع َد أ َ ْن أ َ ْنقَذَهُ اللهُ ِم ْنهُ‪َ ،‬ك َما َيك َْر ُه أ َ ْن يُ ْقذَ َ‬
‫س‪ :‬هل هناك وجه التالزم (العالقة) بين الحواس والعقل والقلب؟‬
‫نعم‪ ،‬هناك الترابط الوثيق والتالزم الوطيد بين كل منها؛ ألن العقل يحكم على األشياء من خالل ما نقله الحواس‪،‬‬
‫وال يستطيع أن يعمل بدونها‪.‬‬
‫س‪ :‬هل حذر اْلسالم عن تعطيل الحواس؟‬
‫وب َال يَ ْفقَ ُهونَ بِهَا َولَ ُه ْم أ َ ْ‬
‫عيُنٌ َال يُب ِ‬
‫ْص ُرونَ بِهَا‬ ‫اْل ْن ِس لَ ُه ْم قُلُ ٌ‬ ‫يرا ِمنَ ا ْل ِج ِن َو ْ ِ‬ ‫نعم‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬ولَقَ ْد ذَ َرأْنَا ِل َج َهنَّ َم َكثِ ً‬
‫ض ُّل أُولَ ِئكَ هُ ُم ا ْلغَافِلُونَ‬ ‫س َمعُونَ ِبهَا أُو َل ِئكَ ك َْاأل َ ْن َع ِام َب ْل هُ ْم أ َ َ‬ ‫َو َل ُه ْم آذَانٌ َال َي ْ‬
‫َارا‪ ،‬فَلَ ْم َي ِز ْدهُ ْم ُدعَا ِئي‬
‫ب ِإ ِني َدع َْوتُ قَ ْو ِمي لَي ًْال َونَه ً‬
‫ومثل التعطيل كما حكاه تعالى عن نوح عليه السالم‪ :‬قَا َل َر ِ‬
‫ست َ ْغش َْوا ثِيَابَ ُه ْم َوأَص َُّروا َوا ْ‬
‫ست َ ْكبَ ُروا‬ ‫ارا‪َ ،‬و ِإنِي كُلَّ َما َدع َْوت ُ ُه ْم ِلت َ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َجعَلُوا أَصَا ِبعَ ُه ْم فِي آذَانِ ِه ْم َوا ْ‬
‫ِإ َّال فِ َر ً‬
‫ارا‪ .‬أما وجه التعطيل في هذه اآلية هو جعلهم األصابع في اآلذان حتى ال يسمعوا واستغشاهم ثيابهم في‬ ‫ستِ ْكبَ ً‬
‫ا ْ‬
‫الوجه حتى ال يسمعوا وال يبصروا‪.‬‬
‫أبرز أساليب المنهج الحسي‬
‫‪ .9‬لفت الحواس إلى المشاهدات الكونية‬
‫ْف بِ َربِكَ أَنَّه ُ َ‬
‫علَى كُ ِل‬ ‫اق َوفِي أ َ ْنفُس ِِه ْم َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُه ْم أَنَّهُ ا ْلحَقُّ أ َ َولَ ْم يَك ِ‬
‫يه ْم آيَاتِنَا فِي ْاآلفَ ِ‬
‫سنُ ِر ِ‬
‫قال تعالى‪َ :‬‬
‫ش َْيءٍّ ش َِهي ٌد‬
‫ض َم َد ْدنَا َها َوأ َ ْلقَ ْينَا‬
‫ْف بَنَ ْينَا َها َو َزيَّنَّا َها َو َما لَهَا ِم ْن فُ ُروجٍّ‪َ ،‬و ْاأل َ ْر َ‬
‫اء فَ ْوقَ ُه ْم َكي َ‬ ‫قال تعالى‪ :‬أَفَلَ ْم يَ ْنظُ ُروا إِلَى ال َّ‬
‫س َم ِ‬
‫ج بَ ِهيجٍّ‪ ،‬تَب ِْص َرةً َو ِذك َْرى ِلك ُِل َ‬
‫ع ْب ٍّد ُمنِي ٍّ‬
‫ب‬ ‫س َي َوأ َ ْنبَتْنَا فِيهَا ِم ْن ك ُِل َز ْو ٍّ‬‫فِيهَا َر َوا ِ‬
‫‪ .0‬أسلوب التعليم التطبيقي (بأن يشاهد المدعوون الداعي بأبصارهم أو يتلقون بالسماع عنه)‬
‫ت الص ََّالةُ فَ ْليُؤَذ ِْن لَكُ ْم أ َ َح ُدكُ ْم َو ْل َي ُؤ َّمكُ ْم‬
‫صلُّوا َك َما َرأ َ ْيت ُ ُمو ِني أُص َِلي‪ ،‬فَ ِإذَا َحض ََر ِ‬
‫قال صلى الله عليه وسلم‪َ :‬‬
‫أ َ ْكبَ ُركُ ْم‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬خذوا عني مناسككم‬
‫‪ .3‬تأييد الله لألنبياء والرسل بالمعجزات الحسية (كعصا لموسى‪ ،‬وناقة لصالح‪ ،‬عدم الحرق إلبراهيم عليهم‬
‫السالم وما إلى ذلك)‬
‫‪8‬‬
‫‪ .2‬اعتبر اإلسالم درء المنكرات ودفع المعاصي باليد أو باللسان أو بالقلب‬
‫ست َ ِط ْع فَبِقَ ْلبِ ِه‪،‬‬
‫سانِ ِه‪ ،‬فَ ِإ ْن لَ ْم يَ ْ‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪َ :‬م ْن َرأَى ِم ْنكُ ْم ُم ْنك ًَرا فَلْيُغَيِ ْرهُ بِيَ ِدهِ‪ ،‬فَ ِإ ْن لَ ْم يَ ْ‬
‫ست َ ِط ْع فَبِ ِل َ‬
‫ان‬ ‫ف ِْ‬
‫اْلي َم ِ‬ ‫ض َع ُ‬‫َوذَ ِلكَ أ َ ْ‬
‫وهذا مثل ما فعله سيدنا إبراهيم عليه السالم في هدمه األصنام بيده‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬وتَاللَّ ِه َأل َ ِكيدَنَّ أ َ ْ‬
‫صنَا َمكُ ْم بَ ْع َد‬
‫أ َ ْن ت َُو ُّلوا ُم ْد ِب ِرينَ ‪َ ،‬ف َج َع َل ُه ْم ُجذَاذًا ِإ َّال َك ِب ً‬
‫يرا َل ُه ْم َل َع َّل ُه ْم ِإ َل ْي ِه يَ ْر ِجعُونَ‬
‫المحاضرة الرابعة (‪ 0‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫قوى اْلدراك في اْلنسان‬
‫لإلنسان خمس قوى‪:‬‬
‫‪ .9‬قوة الغذاء‪ :‬وبها النشأة والتربية والوالدة‬
‫‪ .0‬قوة الحس‪ :‬وبها اإلحساس واللذة واأللم‬
‫‪ .3‬قوة التخيل‪ :‬وبها تصور أعيان األشياء بعد غيبوبتها عن الحس‬
‫‪ .2‬قوة النزوع‪ :‬وبها يكون الطلب للموافق والهرب من المخالف‪ ،‬والرضا والغضب‬
‫‪ .5‬قوة التفكر‪ :‬وبها يكون النطق والعقل والحكمة‬
‫فأما القوى المدركة منها فخمس‪:‬‬
‫الحواس الخمس‪ ،‬والخيال‪ ،‬والفكر‪ ،‬والعقل‪ ،‬والحفظ‬
‫فأما الحواس فلكل واحد منها إدراك مخصوص‬
‫‪ .9‬فللمس عشر إدراكات (الحرارة‪ ،‬والبرودة‪ ،‬والرطوبة‪ ،‬واليبوسة‪ ،‬واللين‪ ،‬والخشونة‪ ،‬والصالبة‪ ،‬والرخاوة‪،‬‬
‫والثقل‪ ،‬والخفة)‬
‫‪ .0‬وللذوق سبع (الحالوة‪ ،‬والمرارة‪ ،‬والملوحة‪ ،‬والحموضة‪ ،‬والحرافة‪ ،‬والعفوصة‪ ،‬والتفاهة)‬
‫‪ .3‬وللشم اثنان (الطيب والنتن)‬
‫‪ .2‬وللسمع اثنان (الصوت البسيط والكالم المركب منه)‬
‫‪ .5‬وللبصر أحد عشر (النور‪ ،‬والظلمة‪ ،‬واللون‪ ،‬والجسم‪ ،‬وسطحه‪ ،‬وشكله‪ ،‬ووضعه‪ ،‬وأبعاده‪ ،‬وحركاته‪ ،‬وسكناته‪ ،‬وأعداده)‬

‫جولة مع المنهج الحسي في اآلفاق‬


‫واآلفاق عبارة عن آفاق كونية وإنسانية‪ ،‬والكونية تشمل آيات الله في السماوات واألرض وما بينهما‪ ،‬واإلنسانية‬
‫مرتبطة بآيات الله في نفس اإلنسان‪.‬‬
‫أوال‪ :‬قدرة الله تعالى في كونه‬
‫ت ِمنَ ا ْلحَي ِ ذَ ِلكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى ت ُْؤفَكُونَ ‪،‬‬ ‫ج ا ْل َم ِي ِ‬ ‫َي ِمنَ ا ْل َم ِي ِ‬
‫ت َو ُم ْخ ِر ُ‬ ‫ج ا ْلح َّ‬ ‫ق ا ْلحَبِ َوالنَّ َوى يُ ْخ ِر ُ‬ ‫قال تعالى‪ :‬إِنَّ اللَّهَ فَا ِل ُ‬
‫سبَانًا ذَ ِلكَ ت َ ْقد ُ‬
‫ِير ا ْلعَ ِز ِيز ا ْلعَ ِل ِيم‬ ‫س َوا ْلقَ َم َر ُح ْ‬ ‫اح َو َجعَ َل اللَّ ْي َل َ‬
‫س َكنًا َوالش َّْم َ‬ ‫صبَ ِ‬ ‫ق ِْ‬
‫اْل ْ‬ ‫فَا ِل ُ‬

‫‪9‬‬
‫من العجائب في هذه اآلية‬
‫أوال‪ :‬أن طبيعة الحبة أو النواة إن كانت تقتضي الهبوط في عمق األرض فكيف تولدت منها الشجرة الصاعدة‬
‫في الهواء؟ وإن كانت تقتضي الصعود في الهواء فكيف تولدت منها الشجرة الهابطة في األرض؟‬
‫فلما تولدت منها هاتان الشجرتان المتضادتان الطبيعة‪ ،‬علمنا أن ذلك ليس بمقتضى الطبع والخاصية‪ ،‬بل‬
‫بمقتضىى إيجاد الموجد وإبداع المبدع‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن باطن األرض جرم كثيف صلب‪ ،‬وأطراف عروق الشجرة في غاية اللطافة‪ ،‬ومع ذلك تقوى على‬
‫النفوذ في األرض الصلبة والغوص في باطن تلك األجرام الكثيفة‪ ،‬وهذا ال بد وأن يكون بتقدير العزيز الحكيم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أنه يتولد من تلك النواة شجرة يحصل فيها طبائع مختلفة‪ ،‬ففيها قشر وبعده جرم‪ ،‬وفي وسطها جسم رخو‬
‫ضعيف‪ ،‬وفيها أيضا أغصان وأوراق وأزهار ثم أنوار ثم فاكهة‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فتولد هذه األجسام المختلفة يدل على‬
‫تدبير الحكيم الخبير ال بتدبير الطبائع والعناصر‪.‬‬
‫رابعا‪ ،‬خامسا‪ ،‬سادسا (ص‪)55 :‬‬

‫ثانيا‪ :‬انقياد الكون لرب القوى والقدر سبحانه وتعالى‬


‫سبِي َحهُ‬ ‫ع ِل َم ص ََالتَهُ َوت َ ْ‬ ‫ت كُ ٌّل قَ ْد َ‬‫طي ُْر صَافَّا ٍّ‬ ‫ض َوال َّ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬‫س َم َ‬ ‫سبِ ُح لَهُ َم ْن فِي ال َّ‬ ‫قال تعالى‪ :‬أَلَ ْم ت َ َر أَنَّ اللَّهَ يُ َ‬
‫ف‬ ‫ير‪ ،‬أَلَ ْم ت َ َر أَنَّ اللَّهَ يُ ْز ِجي َ‬
‫سحَا ًبا ث ُ َّم يُؤ َِل ُ‬ ‫ض َو ِإلَى اللَّ ِه ا ْل َم ِص ُ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫اوا ِ‬ ‫س َم َ‬‫ع ِلي ٌم ِب َما َي ْف َعلُونَ ‪َ ،‬و ِللَّ ِه ُم ْلكُ ال َّ‬
‫َواللَّهُ َ‬
‫يب ِب ِه َم ْن‬ ‫اء ِم ْن ِجبَا ٍّل فِيهَا ِم ْن بَ َر ٍّد فَيُ ِص ُ‬ ‫س َم ِ‬‫ج ِم ْن ِخ َال ِل ِه َويُنَ ِز ُل ِمنَ ال َّ‬ ‫بَ ْينَهُ ث ُ َّم يَجْ عَلُهُ ُركَا ًما فَت َ َرى ا ْل َو ْدقَ يَ ْخ ُر ُ‬
‫َار (النور‪)23-29 :‬‬ ‫ب بِ ْاألَبْص ِ‬‫سنَا بَ ْرقِ ِه يَذْ َه ُ‬ ‫يَشَا ُء َويَص ِْرفُهُ ع َْن َم ْن يَشَا ُء يَكَا ُد َ‬
‫هذه بعض أدلة وجود الله تعالى وتوحيده وقدرته (‪)20‬‬

‫‪ .9‬تسبيح المخلوقات‬
‫‪ .0‬إنزال المطر‬
‫‪ .3‬اختالف الليل والنهار‬
‫ثالثا‪ :‬من آيات الله تعالى في كونه‬
‫آيات الله تعالى في خلق السماء‬
‫ومن أعظم اآليات الدالة على عظمة خالقها ومبدعها خلق السماء التي فوق رؤوسنا‪ .‬قال تعالى‪ :‬إِنَّ ِفي َخ ْل ِ‬
‫ق‬
‫ت ِألُو ِلي ْاأل َ ْلبَا ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ف اللَّ ْي ِل َوالنَّه ِ‬
‫َار َآليَا ٍّ‬ ‫اختِ َال ِ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض َو ْ‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬
‫ال َّ‬
‫كيف كان الله تعالى يخلقها دون عمد نراها؟ أليس عظيما شيء بديع مرفوع بال سند يسنده؟ وهذا ما شهدنا‬
‫ع َم ٍّد ت َ َر ْونَهَا‪.‬‬
‫ت ِبغَي ِْر َ‬
‫اوا ِ‬ ‫بأعيننا في واقعنا‪ ،‬قال تعالى‪ :‬اللَّهُ الَّذِي َرفَ َع ال َّ‬
‫س َم َ‬
‫ت ِطبَاقًا‬
‫اوا ٍّ‬
‫س َم َ‬ ‫وبعد أمعنا النظر فيها مرة بعد مرة لم يظهر هناك أي خلل وتفاوت‪ ،‬قال تعالى‪ :‬الَّذِي َخلَقَ َ‬
‫س ْب َع َ‬
‫ور‪.‬‬ ‫ت فَ ْ‬
‫ار ِج ِع الْبَص ََر َه ْل ت َ َرى ِم ْن فُطُ ٍّ‬ ‫الرحْ َم ِن ِم ْن تَفَ ُ‬
‫او ٍّ‬ ‫ق َّ‬‫َما ت َ َرى فِي َخ ْل ِ‬
‫آيات الله تعالى في خلق األرض (ص‪ ،)21 :‬آيات الله تعالى في خلق النبات (ص‪)20 :‬‬

‫‪10‬‬
‫خصائص المنهج الحسي وآثاره في الدعوة إلى الله تعالى‬
‫‪ .9‬سرعة التأثير على اإلنسان (العتماده على الحواس التي تتصل بالمظاهر من حوله اتصاال مباشرا)‬

‫‪ .0‬عمق التأثير في النفس (لمعاينتها الشيء المحسوس فتتفاعل معه)‬

‫‪ .3‬اتساع دارة المنهج الحسي (الشتراك البشر جميعا‪ ،‬فالحواس الخمس تجتمع وتتواجد بصورة متماثلة في الناس أجمعين)‬

‫س‪ :‬عرف المنهج الحسي!‬


‫س‪ :‬من أهم خصائص المنهج الحسي ‪...3 ...2 ...1‬‬
‫س‪ :‬اذكر أهم أساليب المنهج الحسي ‪...4 ...3 ...2 ...1‬‬
‫المحاضرة الخامسة (‪ 2‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫الفصل الثاني‪ :‬المنهج العقلي‬
‫تعريف العقل لغة واصطالحا‬
‫في اللغة‬
‫‪ ‬الحجر‪ :‬المنع‬
‫‪ ‬النُّهي‪ :‬العقل وضد الحمق‪ ،‬سمي به ألن العقل السليم ينهى صاحبه عن الوقوع في األخطاء أوالمحرمات‬
‫‪ ‬الجمع‪ ،‬يقال‪ :‬عقلتُ البعير إذا جمعتَ قوائمه‪ ،‬فالعاقل هو الجامع ألمره ورأيه‬
‫‪ ‬الحبس‪ ،‬يقال‪ :‬قد اعتُقل لسانه إذا حبس ومنع الكالم‪ ،‬فالعاقل يحبس نفسه ويردها عن هواها‬
‫‪ ‬معقول‪ ،‬يقال‪ :‬ما له معقول أي عقل‬
‫‪ ‬التثبت في األمور‬
‫‪ ‬القلب والعكس‬
‫‪ ‬العقل‪ :‬ألنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك أي يحبسه‬
‫‪ ‬التمييز‪ :‬الذي يتميز به اإلنسان من سائر الحيوان‬
‫‪ ‬الفهم‪ ،‬يقال‪ :‬عقل الشيء يعقله عقال‪ :‬فهمه‬
‫في االصطالح‬
‫عند الجماهير والفالسفة والمتكلمون‪ :‬اسم مشترك يطلق على وجوه مختلفة‪:‬‬
‫األول‪ :‬صحة الفطرة أو الفطرة السليمة‬
‫فتعريفه‪ :‬إنه قوة بها يجود التمييز بين األمور القبيحة والحسنة‬
‫الثاني‪ :‬ما يكتسبه اإلنسان بالتجارب من األحكام الكلية‬
‫فتعريفه‪ :‬إنه معاني مجتمعة في الذهن تكون مقدمات يستنبط بها المصالح والغراض‬

‫‪11‬‬
‫الثالث‪ :‬وقار اإلنسان وهيئته‬
‫فتعريفه‪ :‬إنه هيئة محمودة لإلنسان في حركاته وسكناته وهيآته وكالمه واختياره‪.‬‬
‫عند علماء الشريعة‬
‫عند اْلمام الشعري‪ :‬هو العلم ببعض الضروريات الذي سميناه بالعقل بالملكة‬
‫عند اْلمام الرازي‪ :‬والظاهر أن العقل صفة غريزية يلزمها العلم بالضروريات عند سالمة اآلالت وهي الحواس‬
‫الظاهرة والباطنة‪.‬‬
‫قيل‪ :‬قوة للنفس بها تتمكن من إدراك الحقائق‪ ،‬ومحل تلك القوة قيل الرأس‪ ،‬وقيل القلب‬
‫خالصة السلوك‬
‫قال أهل العلم‪ :‬جوهر مضيء خلقه الله في الدماغ وجعل نوره في القلب‬
‫قال أهل اللسان‪ :‬ما ينجي صاحبه من المة الدنيا وندامة العقبى‬
‫قال حكيم‪ :‬العقل حياة الروح والروح حياة الجسد‬
‫تعريف المنهج العقلي في االصطالح‬
‫هو النظام الدعوي الذي يرتكز على العقل ويدعو للتفكر والتدر واالعتبار‬
‫مكانة العقل في اْلسالم‬
‫أوال‪ :‬اهتمام اْلسالم بالعقل‬
‫‪ .9‬كثرة النصوص التي تدعو إلى التفكير وتذم التقليد‬
‫والقرآن لم يذكر العقل باسمه أو مصدره لإلشارة إلى أن المهم ليس عن مجرد وجود العقل‪ ،‬ولكن األهم ما‬
‫هو مطلوب من هذا العقل أو هل كان يؤدي مهمته أم ال‪ ،‬وهو التفكر والتدبر والتعقل‪ .‬وأكثر ما ذكر فعل‬
‫العقل في القرآن قد جاء في الكالم عل آيات الله الكونية واإلنسانية‪ ،‬مثل قوله تعالى‪:‬‬
‫ت ِلقَ ْو ٍّم يَ ْع ِقلُونَ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬
‫ض‪َ ...‬آليَا ٍّ‬ ‫اوا ِ‬
‫س َم َ‬ ‫ِإنَّ فِي َخ ْل ِ‬
‫ق ال َّ‬
‫ويلي ذلك في الكثرة آيات كتابه التشريعية كقوله تعال‪:‬‬
‫علَ ْيكُ ْم أ َ َّال تُش ِْركُوا ِب ِه َ‬
‫ش ْيئ ًا‪ ...‬ذَ ِلكُ ْم َوصَّاكُ ْم ِب ِه لَعَلَّكُ ْم ت َ ْع ِقلُونَ‬ ‫قُ ْل تَعَالَ ْوا أَتْ ُل َما ح ََّر َم َربُّكُ ْم َ‬
‫‪ .0‬ذم اإلسالم من تعطيل التفكير‬
‫س َم ُع أ َ ْو نَ ْع ِق ُل َما كُنَّا فِي‬
‫قال تعالى في جعل إهمال استعمال العقل سبب عذا ب اآلخرة‪َ :‬وقَالُوا لَ ْو كُنَّا نَ ْ‬
‫س ِع ِير‬
‫ب ال َّ‬ ‫أَ ْ‬
‫صحَا ِ‬
‫ثانيا‪ :‬تعدد صور تكريم اْلسالم للعقل‬
‫‪ .9‬جعل اإلسالم الحفاظ على العقل من أهم مقاصد الشريعة (الضرورات الخمس‪ :‬الدين‪ ،‬والنفس‪ ،‬والعقل‪ ،‬والنسل‪ ،‬والمال)‬
‫‪ .0‬العقل الموصل إلى اإليمان الصحيح والعمل الصالح يسمو به اإلنسان على المالئكة‬
‫‪ .3‬ارتباط التكليف بوجود العقل وصحته‬
‫‪12‬‬
‫‪ .2‬األمر بتنشيط العقل وإيقاظ الذاكرة حين اعتراهما الغقلة والنسيان‬
‫‪ .5‬غشاوة العقول واضطراب الفكر من سبب اإللحاد وفساد العقيدة وانحراف السلوك‬
‫‪ .2‬العقل نور (بالمعنى المعنوي‪ ،‬أي يسترشد ويستضيء به إلنسان)‬
‫المحاضرة السادسة (‪ 1‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫العالقة بين الشرع والعقل‬
‫‪ .9‬العقل والشرع كالهما هبة من عند الله‬
‫‪ .0‬كالهما سبيل إلى الهداية‬
‫س‪ :‬هل يمكن أن يثبت العقل بوجود اإلله من غير الشرع؟ الجواب نعم‪.‬‬
‫س‪ :‬هل يمكن أن يعرف العقل طبيعة هذا اإلله؟ ال‪ ،‬بل كان محاال‪.‬‬
‫مثال‪ :‬رأيت السيارة في الشارع فعقلك يثبت بأن لها سائق يسوقها‪ ،‬ولكن ال يعرف طبيعة هذا السائق ألنك‬
‫لم تره بعينيك‪ ،‬فال بد من مخبر يخبرك عنه‪.‬‬
‫من هنا يظهر لنا أن العقل وحده ال يكفي لنيل الهداية إلى طريق الله المستقيم ويعرف الجزئيات‪ ،‬ولكن يحتاج‬
‫إلى الشرع‪ ،‬فالعالقة بينهما عالقة تكاملية‪.‬‬
‫فالفرق أن الشرع سبيل للحق اليقيني والهداية ال محالة ألنه معصوم ال خطأ فيه‪ ،‬والعقل قد يوصلك إلى‬
‫الحق اليقيني وغيره أو إلى الهداية وغيرها ألنه غير معصوم‪.‬‬
‫هل األمور الغيبية تتناقض مع العقل؟‬
‫الجواب‪ :‬كانت ال تتناقض معه‪ ،‬ولكن العقل ال يدركها‪ ،‬وهذا ليس عيبا له‪ ،‬ألنه فوق طاقة العقل‪ ،‬لذا جاء‬
‫الشرع ليبين كل هذه األمور‪ ،‬ألنها ال تدرك إال عن طريق السماع عن الخبر الصادق من عند الله ورسوله‬
‫ضى ِم ْن‬ ‫غ ْي ِب ِه أ َ َحدًا‪ِ ،‬إ َّال َم ِن ْ‬
‫ارت َ َ‬ ‫ب فَ َال يُ ْظ ِه ُر َ‬
‫علَى َ‬ ‫أو األدلة النقلية لذا سميت بالسمعيات‪ .‬قال تعالى‪ :‬عَا ِل ُم ا ْلغَ ْي ِ‬
‫َرسُو ٍّل فَ ِإنَّهُ يَ ْ‬
‫سلُكُ ِم ْن بَي ِْن يَ َد ْي ِه َو ِم ْن َخ ْل ِف ِه َر َ‬
‫صدًا‪.‬‬
‫قيل‪ :‬بعض الناس يعرف الغيب‪ ،‬كيف؟ حملت المرأة فجاءت إلى الطبيب ثم يخبرها بجنس الولد بأنه ذكر أو‬
‫أنثى‪ ،‬أليس هذا من األمور الغيبية؟‬
‫الجواب‪ :‬هذا ليس غيبا ومع ذلك أنه قد يأتي الطبيب باإلثبات على جنس الولد للمرأة الحامل بأنه ذكر أو‬
‫أنثى وهو خالف الواقع‪ ،‬أي إثباته ليس يقينيا‪ ،‬قد يثبت الذكر ولكنه أنثى‪ ،‬أو يثبت األنثى مع أنه ذكر‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫‪ .3‬العقل محل الخطاب التكليفي لالستيعاب واالستنباط والنظر واالستدالل‬
‫‪ .2‬حرص اإلسالم أو الشرع على صيانة العقل والحفاظ عليه من كل ما يضره‬
‫‪ ‬بناء العقل بالحقائق‬
‫‪ ‬رسم المنهج العلمي للوصول إلى حقائق‬
‫‪ ‬تضريب العقل على النظر واالستدالل (كقوله تعالى‪ :‬قُ ْل إِنَّ َما أ َ ِعظُكُ ْم بِ َواحِ َد ٍّة أَنْ تَقُو ُموا لِلَّ ِه َمثْنَى َوفُ َرادَى ث ُ َّم تَتَفَ َّك ُروا‬
‫شدِي ٍّد)‬ ‫عذَا ٍّ‬
‫ب َ‬ ‫َما بِصَاحِ ِبكُ ْم مِ نْ ِجنَّ ٍّة ِإنْ ه َُو ِإ َّال نَذِي ٌر لَكُ ْم بَ ْي َن يَد ْ‬
‫َي َ‬

‫‪13‬‬
‫‪ .5‬كالهما يفتقر إلى اآلخر (فالعقل هو األساس والشرع بناع على هذا األساس)‬
‫قال اإلمام الغزالي‪ :‬اعلم أن العقل لن يهتدي إال بالشرع والشرع لم يتبين إال بالعقل؛ فالعقل كاألس والشرع‬
‫كالبناء‪ ،‬ولن يغني أس ما لم يكن بناء‪ ،‬ولن يثبت بناء ما لم يكن أس‪...‬‬
‫فالشرع إذا فقد العقل لم يظهر به شيء وصار ضائعا ضياع الشعاء عند فقد نور البصر‪ ،‬والعقل إذا فقد‬
‫الشرع عجز عن أكثر األمور عجز العين عند فقد النور‪.‬‬
‫فالمعيار الذي تقبل به األشياء أو ترفض في ضوء الوحي اإللهي أي القرآن والسنة هو العقل السليم‪.‬‬
‫مجاالت استعمال المنهج العقلي‬
‫قد وجه القرآن الكريم العقول إلى منهج في البحث‪ ،‬ويدعو المسلمين إلى استخدام العقل استخداما استدالليا؛ ألن‬
‫الوصول إلى الحقائق يتطلب النظر الصحيح والخطوات السليمة وقد يأتي عن طريق االستدالل‪ ،‬والنتيجة‬
‫الصحيحة قد تتحقق إذا كانت المقدمات صحيحة‪ ،‬وإذا كان العقل سليما‪ ،‬وحتى يصل اإلنسان إلى النتيجة‬
‫الصحيحة من خالل االستدالل ال بد من‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إزالة العواعق‬
‫‪ .9‬ذم التقليد األعمى‬
‫وهو العمل بقول الغير بال حجة‪ ،‬ويخرج من التقليد األعمى تقليد األمة للنبي صلى الله عليه وسلم وتقليد العوام للعلماء‪.‬‬
‫‪ .0‬اجتناب الظن المذموم‬
‫فالوقوف عند الظن دون السعي لطلب العلم واليقين هو ما يذمه القرآن ألن الظن ال يغني من الحق شيئا‪ .‬قال‬
‫سى ا ْبنَ َم ْريَ َم َرسُو َل اللَّ ِه َو َما قَتَلُوهُ َو َما َ‬
‫صلَبُوهُ‬ ‫تعالى في أمر قتل عيسى عليه السالم‪َ :‬وقَ ْو ِل ِه ْم إِنَّا قَت َ ْلنَا ا ْل َمسِي َح ِعي َ‬
‫ظ ِن َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا‬
‫ع ال َّ‬‫اختَلَفُوا فِي ِه لَ ِفي ش ٍَّك ِم ْنهُ َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍّم إِ َّال اتِبَا َ‬ ‫َولَ ِك ْن شُبِهَ لَ ُه ْم َوإِنَّ الَّ ِذينَ ْ‬
‫‪ .3‬ذم الهوى‬
‫إن موقف القرآن الكريم ذم الهوى هو في وقت نفسه تنبيه العقل إلى المنهج الصحيح للنظر العقلي‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬أ َ َرأَيْتَ َم ِن ات َّ َخذَ إِلَ َههُ َه َواهُ أَفَأ َ ْنتَ تَكُونُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو ِك ً‬
‫يال‪.‬‬
‫المحاضرة السابعة (‪ 92‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫ثانيا‪ :‬أبرز األساليب واالستدالالت‬
‫‪ .9‬االستدالل بالتعريف‬
‫وهو الوصول إلى إثبات القضية أو رفض القضية عن طريق التعريف بها أو معرفة ماهيتها‪ .‬ألن ذكر أو‬
‫معرفة خصائص الشيء وصفاته دليل على قبول الدعوى أورفضه ودليل عل صحته أو بطالنه‪ .‬فمعرفتنا‬
‫حقيقة األصنام دليل على أنها ال تصلح أن تكون معبودا‪ ،‬ومن بيان صفات الله تعالى التي جاءت عن طريق‬
‫الوحي دليل على أن يكون وحده مستحق للعبادة‪ .‬والتعريف قبل التكليف‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .0‬االستدالل بالتجزئة (االستقراء)‬
‫إن تذكر أجزاء الموضوع وبتتبعها يكون إثبات الدعوى‪ ،‬وبتتبع الجزئيات قد يوصلك إلى النتيجة الكلية‬
‫الصحيحة‪ .‬مثال‪ :‬وقد ثبت أن الله تعالى هو خالق السماوات واألرض‪ ،‬وبدون ذكرنا كل أجزاء المخلوقات‬
‫عرفنا أن الله هو خالق كل شيء والمدبر له والقائم عليه‪.‬‬
‫‪ .3‬التعميم ثم التخصيص‬
‫التعميم أن تذكر قضية عامة وتؤدي إلى إثبات الدعوى بإجمالها‪ ،‬ثم يتعرض المستدل إلى جزئيات القضية‪،‬‬
‫فيبرهن على أن كل جزء منها يؤدي إلى إثبات الدعوى المطلوب‪.‬‬
‫ع َطى كُ َّل ش َْيءٍّ َخ ْلقَهُ ث ُ َّم َهدَى‪ ،‬هذه اآلية تدل‬ ‫وهذا مثل قوله تعالى حكاية عن سيدنا موسى‪ :‬قَا َل َربُّ َنا ا َّلذِي أ َ ْ‬
‫على تعميم اإلعطاء والهداية بأنه من عند الله تعالى وحده‪ ،‬ثم بعد ذلك يبين جزئيات داخلة في هذا في قوله‪:‬‬
‫شتَّى‪.‬‬ ‫اء َما ًء فَأ َ ْخ َرجْ نَا ِب ِه أ َ ْز َوا ًجا ِم ْن نَبَا ٍّ‬
‫ت َ‬ ‫س َم ِ‬‫سبُ ًال َوأ َ ْن َز َل ِمنَ ال َّ‬
‫سلَكَ لَكُ ْم ِفيهَا ُ‬ ‫الَّذِي َج َع َل لَكُ ُم ْاأل َ ْر َ‬
‫ض َم ْهدًا َو َ‬
‫‪ .2‬العلة والمعلول‬
‫ب ا ْل ُم ْعت َ ِدينَ‬ ‫وهذا مثل قوله تعالى‪َ :‬وقَاتِلُوا فِي َ‬
‫سبِي ِل اللَّ ِه الَّ ِذينَ يُقَاتِلُونَكُ ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ‬
‫في اآلية السابقة نجد أن الله تعالى جوز القتال لسبب االعتداء‪ ،‬فإذا زال السبب زال الجواز‪ .‬ثم الجواز يكون‬
‫بالنظر إلى المسبب الذي يترتب على السكوت أو عدم الجواز في الدفاع على المحارب‪ ،‬وهو أن يعم الفساد‬
‫ويسود الشر‪ ،‬فلو ال هذا الدفاع لفسدت األرض ولهدمت المعابد ولم تقم شعائر الله‪.‬‬
‫‪ .5‬المقابلة‬
‫إن المقابلة بين الشيئين أو أمرين أو شخصين ليعرف أيهما األفضل في عمل معين‪ ،‬وإذا ثبت الفضل لواحد‬
‫منهما كان من حقه أن يقدم على غيره‪ .‬وهذا مثل من يقوم بمقابلة بين الذات العلية وبين ما ابتدعوا الكفار‬
‫من عبادة األوثان‪ ،‬فيتبين أن الله تعالى وحده الذي يستحق له العبادة لكونه خالقا ال مخلوقا‪ ،‬قال تعالى‪ :‬أَفَ َم ْن‬
‫ور َر ِحي ٌم‪.‬‬ ‫ق أَفَ َال تَذَك َُّرونَ ‪َ ،‬و ِإ ْن تَعُدُّوا نِ ْع َمةَ اللَّ ِه َال تُحْ ُ‬
‫صو َها ِإنَّ اللَّهَ لَغَفُ ٌ‬ ‫ق َك َم ْن َال يَ ْخلُ ُ‬
‫يَ ْخلُ ُ‬
‫‪ .2‬االستدالل بالتشبيه واألمثال‬
‫وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه يضرب األمثال ويبين الحقائق عن طريقه‪ .‬ومن ذلك قوله تعالى‬
‫ب َمث َ ًال َما بَعُوضَةً فَ َما فَ ْوقَهَا فَأ َ َّما‬ ‫ض ِر َ‬ ‫ستَحْ ِيي أ َ ْن يَ ْ‬
‫لبيان الحقائق سواء أكان بالصغير أم بالكبير‪ :‬إِنَّ اللَّهَ َال يَ ْ‬
‫يرا‬ ‫الَّ ِذينَ آ َمنُوا فَيَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ ا ْلحَقُّ ِم ْن َربِ ِه ْم َوأ َ َّما الَّ ِذينَ َكفَ ُروا فَيَقُولُونَ َماذَا أ َ َرا َد اللَّهُ بِ َهذَا َمث َ ًال يُ ِض ُّل بِ ِه َكثِ ً‬
‫س ِقينَ ‪.‬‬‫يرا َو َما يُ ِض ُّل ِب ِه ِإ َّال ا ْلفَا ِ‬
‫َو َي ْهدِي ِب ِه َك ِث ً‬
‫هذه اآلية تدل على أن الله تعالى يتخذ في كتابه الكريم األمثال تبيينا للحقائق وتثبيتا وإقامة ل لدليل بها‪ ،‬كما‬
‫ب‬‫ض ِر َ‬ ‫اس ُ‬‫جاء في قوله تعالى في بيان عجز األصنام ومن يعبدونها وقدرته تعالى على كل شيء‪ :‬يَاأَيُّهَا النَّ ُ‬
‫ش ْيئ ًا‬ ‫سلُ ْب ُه ُم الذُّبَ ُ‬
‫اب َ‬ ‫ُون اللَّ ِه لَ ْن يَ ْخلُقُوا ذُبَابًا َولَ ِو اجْ ت َ َمعُوا لَهُ َوإِ ْن يَ ْ‬ ‫َمث َ ٌل فَا ْ‬
‫ست َ ِمعُوا لَه ُ إِنَّ الَّ ِذينَ ت َ ْدعُونَ ِم ْن د ِ‬
‫ي ع َِز ٌ‬
‫يز‪.‬‬ ‫وب‪َ ،‬ما قَد َُروا اللَّهَ حَقَّ قَد ِْر ِه ِإنَّ اللَّهَ لَقَ ِو ٌّ‬
‫ب َوا ْل َم ْطلُ ُ‬ ‫ف ال َّ‬
‫طا ِل ُ‬ ‫ست َ ْن ِقذُو ُه ِم ْنهُ َ‬
‫ضع ُ َ‬ ‫َال َي ْ‬

‫‪15‬‬
‫‪ .2‬االستدالل بالقصص القرآني‬
‫وقد أخذ القرآن القصص سبيال لإلقناع والتأثير‪ ،‬وبها نستدل على حقيقة األشياء‪ ،‬كبطالن ما يعتقده المشركون‬
‫وغيرهم‪ ،‬وقد يكون موضوع القصة رسوال يعرفونه ويجلونه‪ ،‬كما جاء في قصة سيدنا إبراهيم عليه السالم‪،‬‬
‫س َم ُع َو َال يُب ِْص ُر‬ ‫ب إِب َْرا ِهي َم إِنَّهُ كَانَ ِصدِيقًا نَ ِبيًّا‪ ،‬إِذْ قَا َل ِأل َ ِبي ِه يَاأَبَ ِ‬
‫ت ِل َم ت َ ْعبُ ُد َما َال يَ ْ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬واذْك ُْر فِي ا ْل ِكتَا ِ‬
‫س ِويًّا‪ ،‬يَاأَبَ ِ‬
‫ت َال ت َ ْعبُ ِد‬ ‫طا َ‬ ‫ت إِنِي قَ ْد جَا َءنِي ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم َما لَ ْم يَأْتِكَ فَاتَّبِ ْعنِي أ َ ْه ِدكَ ِص َرا ً‬ ‫ش ْيئ ًا‪ ،‬يَاأَبَ ِ‬
‫ع ْنكَ َ‬ ‫َو َال يُ ْغنِي َ‬
‫َص ًّيا‪.‬‬
‫لرحْ َم ِن ع ِ‬ ‫طانَ كَانَ ِل َّ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ش ْي َ‬
‫طانَ ِإنَّ ال َّ‬ ‫ال َّ‬
‫س‪ :‬من أهم أساليب المنهج العقلي ‪...7 ...6 ...5 ...4 ...3 ...2 ...1‬‬
‫المحاضرة الثامنة (‪ 92‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫الدعوة إلى الله تعالى واْلقتاع العقلي‬
‫كانت الدعوة إلى ال تستغني عن اإلمتاع المتعلق بالقلب‪ ،‬واإلقناع المتعلق بالعقل‪ .‬وإذا وصلت الدعوة إلى‬
‫المدعو عن طريق اإلمتاع ففي نفس الوقت كان مقتنعا‪ ،‬وال عكس‪ ،‬قد تقنتع النفس مع عدم اإلمتاع‪.‬‬
‫واإلقناع هو إلزام العلم أو إقامة الحجة‪ .‬واألسس التي يقوم عليها اإلقناع‪:‬‬
‫‪ .9‬وجود الدليل‬
‫واإلسالم ال يعرف التقليد األعمى‪ ،‬وقد ذكر الحق تعالى أن القرآن الكريم قد جاء بالبرهان الساطع‪ ،‬قال‬
‫اس قَ ْد جَا َءكُ ْم بُ ْرهَانٌ ِم ْن َر ِبكُ ْم َوأ َ ْن َزلْنَا إِلَيْكُ ْم نُ ً‬
‫ورا ُم ِبينًا‪.‬‬ ‫تعالى‪ :‬يَاأَيُّهَا النَّ ُ‬
‫‪ .0‬صحة الدليل‬
‫‪ .3‬انسجام الدليل مع الدعوى‬
‫والدعوى عن الغيبيات فالدليل المنسجم لها النص أو الدليل الننقلي وهو القرآن الكريم والسنة النبوية‪،‬‬
‫والدعوى العقلية فالدليل المنسجم لها البرهان‪.‬‬
‫‪ .2‬فقه الدليل‬
‫سلَّ َم‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫صلَّى الله ُ َ‬ ‫سو ُل الل ِه َ‬ ‫فقد أخطأ من يدعى بتحريم ال َحلق يوم الجمعة استنباطا من الرواية‪ :‬نَهَى َر ُ‬
‫ضالَّةُ‪َ ،‬وع َِن ا ْل ِحلَ ِ‬
‫ق يَ ْو َم ا ْل ُج ُمعَ ِة‬ ‫ار‪َ ،‬وأ َ ْن ت ُ ْن َ‬
‫ش َد فِي ِه ال َّ‬ ‫ش َد فِي ِه ْاأل َ ْ‬
‫شعَ ُ‬ ‫س ِجدِ‪َ ،‬وأ َ ْن ت ُ ْن َ‬
‫اء َوا ْلبَي ِْع فِي ا ْل َم ْ‬
‫ع َِن الش َِر ِ‬
‫قَ ْب َل الص ََّال ِة‪ .‬قد يخطئ الناس في ضبط كلمة الحلق‪.‬‬
‫أصول المحاجة الفكرية والمجادلة (في اإلسالم)‬
‫‪ .9‬أن ال يجادل اإلنسان إال في الحق وعن علم ويقين‬
‫‪ .0‬النهي عن المجادلة في األمور البديهية والمسلم بها‬
‫‪ .3‬الدعوة إلى التفكير الجماعي‬
‫‪ .2‬إزالة غشاوة العقول والتفكر في خلق الله تعالى‬

‫‪16‬‬
‫‪ .5‬وضع القرآن الكريم القواعد الكلية للمنهج العقلي للدعوة اإلسالمية‬
‫‪ ‬التفكر في الخلق دون الخالق‬
‫‪ ‬ال يتحدث المسلم فيما ال يعلم أو ليس فيه مصلحة‬
‫‪ ‬ال يبني المسلم أفكاره ومعتقداته على الظن‬
‫خصائص المنهج العقلي وآثاره علىى المدعوين‬
‫‪ .9‬سرعة التأثير وعمقه لدى المدعوين‬
‫‪ .0‬إفحام الخصم (بعدم القدرة على الرد على اآليات القرآنية واألحاديث النبوية والحجج العقلية)‬

‫‪ .3‬محدودة دائرة المنهج العقلي (ألنه وقف على خواص األمة)‬

‫س‪ :‬من خصائص المنهج العقلي‪...3 ...2 ...1 ،‬‬


‫س‪ :‬قارن بين خصائص المنهج الحسي والمنهج العقلي!‬
‫(‪ -9‬من حيث الدائرة‪ -0 ،‬من حيث التأثير‪ -3 ،‬من حيث اإلقناع)‬
‫س‪ :‬تحدث عن العالقة بين الدعوة إلى الله تعالى واْلقناع العقلي!‬
‫المحاضرة التاسعة (‪ 09‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫الفصل الثالث‪ :‬المنهج العاطفي‬
‫تعريف العاطفة لغة واصطالحا‬
‫في اللغة‪ ،‬وهي مشتق من عطف‪ ،‬بمعنى‪:‬‬
‫‪ .9‬مال أو الميل‪ ،‬يقال‪ :‬عطفت إلى الجهة اليسرى‪ ،‬أي ملت إليه‬
‫‪ .0‬أشفق ورحم أو الشفقة والرحمة‪ ،‬يقال‪ :‬عطفت على فالن‪ ،‬أي أشفقت عليه‬
‫‪ .3‬وصل وبر أو الصلة والبر‪ ،‬يقال‪ :‬تعطف عليه‪ ،‬أي وصله وبره‬
‫‪ .2‬حسن الخلق‪ ،‬يقال‪ :‬رجل عطاف‪ ،‬أي الرجل الحسن الخلق‬
‫في االصطالح‬
‫عند القدماء‪ ،‬قال ابن أبي جمرة‪:‬‬
‫المراد بالتعاطف إنه‪ :‬إعانة الناس بعضهم بعضا‪ ،‬كما يعطف الثوب ليقويه‬
‫عند المعاصرين‪ ،‬لها عدة معان منها‪:‬‬
‫‪ .9‬االنفعاالت الناشئة عن أسباب معنوية ال عن أسباب عضوية‬
‫‪ .0‬الميول الغيرية دون الميول األنانية والنفسية‬
‫‪ .3‬استعداد نفسي ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعاالت وجداني خاصة والقيام بسلوك معين حيال شيء‬
‫‪17‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫العاطفة‪ :‬الشيء الموجود في داخل النفس اإلنسانية والتي تطهر واضحة جلية‪ ،‬إذا عرض لإلنسان موقف ما‬
‫أثار فيه هذه النزعة‪.‬‬
‫العواطف‪ :‬االنفعاالت النفسية المنظمة والوجهة إلى مؤثر خاص‪ ،‬وتنشأ عن الوجدان الفردي أو االجتماعي‪،‬‬
‫فتكون عواطف فردية أو جماعية‪.‬‬
‫الفرق بين التراحم والتعاطف والتواد‪ ،‬عند اإلمام ابن أبي جمرة‬
‫التراحم‪ :‬أن يرحم بعضهم بعضا بأخوة اإليمان ال بسبب شيء آخر‬
‫التواد‪ :‬التواصل الجالب للمحبة كالتوازر والتهادي‬
‫التعاطف‪ :‬إعانة الناس بعضهم بعضا‪ ،‬كما يعطف الثوب ليقويه‬
‫تعريف المنهج العاطفي‬
‫النظام الدعوي الذي يرتكز على القلب‪ ،‬ويحرك المشاعر في النفس لكل جوانب الخير في الحياة‪.‬‬
‫العالقة بين المنهج العاطفي والمنهجين العقلي والحسي‬
‫هذه المنهج الثالث بينها صلة عميقة وترابط وثيق‪ ،‬فكلها وسيلة من وسائل اإلدراك‪ ،‬ومرتكزة على األمور التي‬
‫ال يمكن أن يستغني عنها اإلنسان‪ ،‬سواء أكانت عقلية أم حسية أم قلبية‪.‬‬
‫القوى المدركة في اْلنسان‬
‫األولى‪ :‬قوة مدركة ظاهرة واعية واضحة‬
‫وهي العقل الذي يدرك ما تنقله إليه الحواس من العالم الخارجي المحيط باإلنسان‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬قوة مدركة باطنة مبهمة‬
‫وهي قوة اإلدراك الشعورية الوجدانية داخل النفس البشري‪ ،‬التي تدرك بها األمور الباطنة‪ ،‬كاأللم والجوع‬
‫والعطش والفرح والحزن‪.‬‬
‫اختالف العواطف والتفاوت بينها‬
‫إن من سنن الله تعالى في الخلق اختالفهم في العقول وتفاوتهم في المشاعر والعواطف‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬ولَ ْو شَا َء‬
‫اح َدةً َو َال يَ َزالُونَ ُم ْخت َ ِل ِفينَ ‪ ،‬إِ َّال َم ْن َر ِح َم َربُّكَ َو ِلذَ ِلكَ َخلَقَ ُه ْم َوت َ َّمتْ َك ِل َمةُ َر ِبكَ َأل َ ْم ََأَنَّ َج َهنَّ َم‬ ‫اس أ ُ َّمةً َو ِ‬ ‫َربُّكَ لَ َجعَ َل النَّ َ‬
‫اس أَجْ َم ِعينَ ‪.‬‬ ‫ِمنَ ا ْل ِجنَّ ِة َوالنَّ ِ‬
‫علَى ِغ َالفِ ِه‪،‬‬ ‫ف َم ْربُوطٌ َ‬ ‫غلَ ُ‬ ‫ب أَ ْ‬‫اج يَ ْز َه ُر‪َ ،‬وقَ ْل ٌ‬ ‫ب أَجْ َر ُد فِي ِه ِمثْ ُل الس َِر ِ‬ ‫وب أ َ ْربَعَةٌ‪ :‬قَ ْل ٌ‬ ‫قال صلى الله عليه وسلم‪ :‬ا ْلقُلُ ُ‬
‫ب‬ ‫ف‪َ :‬ف َق ْل ُ‬ ‫ب ْاأل َ ْ‬
‫غ َل ُ‬ ‫ور ُه‪َ ،‬وأ َ َّما ا ْلقَ ْل ُ‬
‫س َرا ُجهُ ِفي ِه نُ ُ‬ ‫ب ا ْل ُم ْؤ ِم ِن ِ‬ ‫ب ْاألَجْ َردُ‪َ :‬ف َق ْل ُ‬ ‫ص َفحٌ‪َ ،‬فأ َ َّما ا ْل َق ْل ُ‬ ‫ب ُم ْ‬ ‫ُوس‪َ ،‬و َق ْل ٌ‬ ‫ب َم ْنك ٌ‬ ‫َو َق ْل ٌ‬
‫ب فِي ِه ِإي َمانٌ َونِ َفاقٌ‪،‬‬ ‫ص َفحُ‪ :‬فَ َق ْل ٌ‬ ‫ب ا ْل ُم ْ‬‫ف‪ ،‬ث ُ َّم أ َ ْنك ََر‪َ ،‬وأ َ َّما ا ْل َق ْل ُ‬ ‫ق ع ََر َ‬ ‫ب ا ْل ُمنَافِ ِ‬ ‫ُوس‪ :‬فَ َق ْل ُ‬
‫ب ا ْل َم ْنك ُ‬ ‫ا ْلكَافِ ِر‪َ ،‬وأ َ َّما ا ْل َق ْل ُ‬
‫ي‬ ‫اق فِي ِه َك َمث َ ِل ا ْلقُ ْر َح ِة يَ ُم ُّد َها ا ْلقَ ْي ُح َوال َّدمُ‪ ،‬فَأ َ ُّ‬ ‫ب‪َ ،‬و َمث َ ُل النِفَ ِ‬ ‫طيِ ُ‬‫ان فِي ِه َك َمث َ ِل ا ْلبَ ْقلَ ِة يَ ُم ُّد َها ا ْل َما ُء ال َّ‬ ‫اْلي َم ِ‬ ‫فَ َمث َ ُل ْ ِ‬
‫علَ ْي ِه‪.‬‬‫غلَ َبتْ َ‬ ‫علَى ْاأل ُ ْخ َرى َ‬ ‫غلَ َبتْ َ‬ ‫ا ْل َم َّدتَي ِْن َ‬

‫‪18‬‬
‫أجرد‪ :‬قلب طاهر‪ ،‬ليس فيه غل وال حسد وال حقد وال غش وغيره‪ ،‬أي أنه مجرد عن السيئات‪.‬‬
‫أغلف‪ :‬مغلف مختوم‬
‫منكوس‪ :‬مقلوب‪ ،‬ألنه يعرف الحق وأنكره‬
‫مصفح‪ :‬فيه إيمان ونفاق‬
‫المحاضرة العاشرة (‪ 03‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫أهمية المنهج العاطفي‬
‫كانت تأتي ألنه مرتبط بالقلب‪ ،‬وال يمكن اإلنسان في حال من األحوال أن يستغني عن قلبه‪ ،‬ودل على أهمية‬
‫القلب ومكانته ما يلي‪:‬‬
‫‪ .9‬ذكره القرآن الكريم في أكثر من ‪ 902‬مرة‪ ،‬بحيث تجد مادة "عقل" تذكر في أكثر من ‪ 22‬مرة تقريبا‪.‬‬

‫اْلي َمانَ َوأَيَّ َدهُ ْم ِب ُر ٍّ‬


‫وح ِم ْنهُ‬ ‫ب فِي قُلُو ِب ِه ُم ْ ِ‬ ‫‪ .0‬كان محال لإليمان‪ ،‬قال تعالى‪ :‬أُولَئِكَ َكت َ َ‬
‫ص َو ِركُ ْم‪َ ،‬ولَ ِك ْن يَ ْنظُ ُر إِلَى قُلُو ِبكُ ْم‬‫سا ِدكُ ْم‪َ ،‬و َال إِ َلى ُ‬ ‫‪ .3‬كان محال لنظر الله تعالى‪ ،‬قال ﷺ‪ :‬إِنَّ اللهَ َال يَ ْنظُ ُر إِلَى أَجْ َ‬
‫‪ .2‬ال حياة لإلنسان بدون القلب‪ ،‬بخالف العقل والحواس‬
‫ص َل َح‬ ‫ضغَةً‪ِ :‬إذَا َ‬
‫صلَ َحتْ َ‬ ‫‪ .5‬صالح اإلنسان مرتبط بصالح القلب‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم‪ :‬أَالَ َو ِإنَّ ِفي ال َج َ‬
‫س ِد ُم ْ‬
‫ب‬‫س ُد كُلُّهُ‪ ،‬أَالَ َو ِه َي القَ ْل ُ‬ ‫سدَتْ فَ َ‬
‫س َد ال َج َ‬ ‫س ُد كُلُّهُ‪َ ،‬وإِذَا فَ َ‬
‫ال َج َ‬
‫‪ .2‬كان محل النية‬
‫صد ِْر ِه ث َ َال َ‬
‫ث َم َّرا ٍ‬
‫ت‪ .‬رواه مسلم)‬ ‫‪ .2‬كان محل التقوى (قال ﷺ‪ :‬الت َّ ْق َوى َهاهُنَا‪َ .‬ويُش ُ‬
‫ِير ِإلَى َ‬
‫األساس الذي يقوم عليه المنهج العاطفي‬
‫محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم‬
‫إن محبة الله تعالى ورسوله هي جوهر عقيدة المسلمن وأصل إيمانه‪ ،‬وهي أعلى مراتب اإليمان‪ .‬بهذه المحبة‬
‫تسمو العواطف وتترقق المشاعر وتلين األفئدة وتطهر النفوس وتصفو األرواح‪.‬‬
‫هذا الحب يجب أن يكون في مقدمة كل أنواع المحبوبات‪ ،‬قال تعالى‪ :‬قُ ْل ِإ ْن كَانَ آ َبا ُؤكُ ْم َوأ َ ْبنَا ُؤكُ ْم َو ِإ ْخ َوانُكُ ْم‬
‫ب إِلَ ْيكُ ْم ِمنَ اللَّ ِه‬ ‫اكنُ ت َ ْرض َْونَهَا أ َ َح َّ‬ ‫س ِ‬ ‫َارةٌ ت َ ْخش َْونَ َك َ‬
‫سا َد َها َو َم َ‬ ‫اقت َ َر ْفت ُ ُمو َها َوتِج َ‬
‫ِيرتُكُ ْم َوأ َ ْم َوا ٌل ْ‬
‫عش َ‬ ‫َوأ َ ْز َوا ُجكُ ْم َو َ‬
‫س ِقينَ ‪.‬‬‫صوا َحتَّى يَأْتِ َي اللَّهُ بِأ َ ْم ِر ِه َواللَّهُ َال يَ ْهدِي ا ْلقَ ْو َم ا ْلفَا ِ‬ ‫سبِي ِل ِه فَت َ َربَّ ُ‬
‫َو َرسُو ِل ِه َو ِجهَا ٍّد فِي َ‬
‫ومن خالل الحب الصادق المرتبط بصدق النية وإخالص العبادة‪ ،‬يشعر المسلم بحسن مذاق اإليمان وحالوة‬
‫سولُهُ أَح َّ‬
‫َب إِلَ ْي ِه‬ ‫ان‪َ :‬م ْن كَانَ الله ُ َو َر ُ‬ ‫اْلي َم ِ‬ ‫ث َم ْن كُنَّ ِفي ِه َو َج َد ِب ِهنَّ ح ََال َوةَ ْ ِ‬ ‫الطاعة‪ ،‬قال صلى الله عليه وسلم‪ :‬ث َ َال ٌ‬
‫ب ا ْل َم ْر َء َال يُ ِحبُّهُ إِ َّال ِللَّ ِه‪َ ،‬وأ َ ْن يَك َْر َه أ َ ْن يَعُو َد فِي ا ْلكُ ْف ِر بَ ْع َد أ َ ْن أ َ ْنقَذَهُ اللهُ ِم ْنهُ‪َ ،‬ك َما يَك َْرهُ أ َ ْن‬
‫س َواهُ َما‪َ ،‬وأ َ ْن يُ ِح َّ‬
‫ِم َّما ِ‬
‫ف فِي النَّ ِار‪ .‬ومن عالمة الحب االتباع‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬قُ ْل ِإ ْن كُ ْنت ُ ْم ت ُِحبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْ بِ ْبكُ ُم اللَّهُ َويَ ْغ ِف ْر‬ ‫يُ ْقذَ َ‬
‫ور َر ِحي ٌم‬ ‫لَكُ ْم ذُنُو َبكُ ْم َواللَّهُ َ‬
‫غف ُ ٌ‬

‫‪19‬‬
‫المجاالت التي ينال العبد فيها حب الله (كما ذكرها القرآن)‬

‫‪ .9‬التقوى والوفاء بالعهود‪ ،‬قال تعالى‪ :‬بَلَى َم ْن أ َ ْوفَى بِعَ ْه ِد ِه َواتَّقَى فَ ِإنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ‬
‫ب ا ْل ُمت َّ ِقينَ‬
‫ب ا ْل ُمحْ ِ‬
‫سنِينَ‬ ‫‪ .0‬اإلحسان إلى الغير‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬وأَحْ ِ‬
‫سنُوا إِنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ‬
‫ب ا ْل ُمت َ َ‬
‫ط ِه ِرينَ‬ ‫ب الت َّ َّوا ِبينَ َويُ ِح ُّ‬ ‫‪ .3‬والتطهر الحسي والمعنوي‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إِنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ‬
‫ط ِه ِرينَ‬ ‫ب ا ْل ُمت َ َ‬ ‫‪ .2‬التوبة‪ ،‬قال تعالى‪ِ :‬إنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ‬
‫ب الت َّ َّوا ِبينَ َويُ ِح ُّ‬
‫‪ .5‬الصبر‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬واللَّهُ يُ ِح ُّ‬
‫ب الصَّا ِب ِرينَ‬
‫المجاالت التي يبغضها الله ويكره من يرتكبها (كما ذكرها القرآن)‬

‫ب َم ْن كَانَ َخ َّوانًا أَثِي ًما‬ ‫‪ .9‬اإلثم‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ‬
‫ب َم ْن كَانَ َخ َّوانًا أَثِي ًما‬ ‫‪ .0‬الخيانة‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ‬
‫ب ا ْل ُم ْعتَدِينَ‬ ‫‪ .3‬االعتداء على الغير‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬وقَاتِلُوا فِي َ‬
‫سبِي ِل اللَّ ِه الَّ ِذينَ يُقَاتِلُونَكُ ْم َو َال تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ‬
‫ب َم ْن كَانَ ُم ْخت َ ًاال فَ ُخ ً‬
‫ورا‬ ‫‪ .2‬الكبر والخيالء‪ ،‬قال تعالى‪ :‬إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ‬
‫ع ِلي ًما‬ ‫وء ِمنَ ا ْلقَ ْو ِل ِإ َّال َم ْن ظُ ِل َم َوكَانَ اللَّهُ َ‬
‫س ِميعًا َ‬ ‫س ِ‬‫ب اللَّهُ ا ْل َجه َْر ِبال ُّ‬
‫‪ .5‬الجهر بالسوء‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬ال يُ ِح ُّ‬
‫ب ا ْل ُم ْف ِ‬
‫س ِدينَ‬ ‫ب ا ْلفَ َ‬
‫سا َد‪ ،‬وقال‪َ :‬واللَّهُ َال يُ ِح ُّ‬ ‫‪ .2‬الفساد والمفسد‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬واللَّهُ َال يُ ِح ُّ‬
‫س ِر ِفينَ‬ ‫س ِرفُوا ِإنَّهُ َال يُ ِح ُّ‬
‫ب ا ْل ُم ْ‬ ‫‪ .2‬اإلسراف‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬و َال ت ُ ْ‬
‫مجاالت استعمال المنهج العاطفي‬
‫‪ .9‬حالة دعوة الجاهل‬
‫كقوله صلى الله عليه وسلم ألبي جهل‪ :‬يَا أَبَا ا ْل َحك َِم‪َ ،‬هلُ َّم إِلَى اللَّ ِه َوإِلَى َرسُو ِل ِه َوإِلَى ِكت َابِ ِه أ َ ْدعُوكَ إِلَى اللَّ ِه‬
‫‪ .0‬حالة دعوة من ال يعرف حاله‬
‫‪ .3‬في دعوة أصحاب القلوب الضعيفة والرقيقة‬
‫كالنساء واألطفال واليتامى والمساكين والمرضى والمصابين‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فَأ َ َّما ا ْليَتِي َم فَ َال ت َ ْقه َْر‬
‫‪ .2‬في دعوة اآلباء لألبناء‪ ،‬واآلباء لألبناء‪ ،‬واألقارب واألرحام واألصدقاء فيما بينهم‬
‫َص ًّيا‬ ‫ش ْي َ‬
‫طانَ كَانَ ِل َّ‬
‫لرحْ َم ِن ع ِ‬ ‫ش ْي َ‬
‫طانَ ِإنَّ ال َّ‬ ‫قال إبراهيم عليه السالم ألبيه كما حكى القرآن‪َ :‬ياأ َ َب ِ‬
‫ت َال ت َ ْعبُ ِد ال َّ‬
‫أبرز أساليب المنهج العاطفي‬
‫أوال‪ :‬أسلوب الموعظة الحسنة‪ ،‬وأشكاله كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ .9‬الخطابة والوعظ‬
‫‪ .0‬التذكير بنعمة الله تعالى على عبده‬

‫‪20‬‬
‫‪ .3‬الترغيب والترهيب وذكر الثواب والعقاب‬
‫‪ .2‬الوعد بالنصر والتمكين‬
‫‪ .5‬قص القصص العاطفية والمؤثرة‬
‫ثانيا‪ :‬إظهار الرأفة والرحمة بالمدعوين‬
‫وهذا كمجال الدعوة بين اآلباء واألبناء‪ ،‬مثل قوله تعالى حكاية عن سيدنا لقمان مع ابنه‪َ :‬و ِإ ْذ َقا َل لُ ْق َمانُ ِال ْب ِن ِه‬
‫طانَ إِنَّ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫َوه َُو يَ ِعظُهُ يَابُنَ َّي َال تُش ِْر ْك بِاللَّ ِه إِنَّ الش ِْركَ لَظُ ْل ٌم ع َِظي ٌم‪ ،‬وعن سيدنا إبراهيم مع أبيه‪ :‬يَاأَبَ ِ‬
‫ت َال ت َ ْعبُ ِد ال َّ‬
‫َصيًّا‪.‬‬
‫لرحْ َم ِن ع ِ‬ ‫طانَ كَانَ ِل َّ‬ ‫ش ْي َ‬‫ال َّ‬
‫ثالثا‪ :‬قضاء الحاجات وتقديم المساعدات‬
‫وهذا لم يقتصر على المساعدة المادية فحسب‪ ،‬ولكن قد يكون في مشاركة وجدانية في موقف‪ ،‬وفي األشياء المعنوية‪.‬‬
‫المحاضرة الحادية عشرة (‪ 05‬نوفمبر ‪ 0209‬م)‬
‫أهمية العاطفة اْليمانية في واقع الحياة‬
‫كلمة العاطفة في مجال الدعوة اإلسالمية ليست مجرد كلمة شاعرية‪ ،‬تجعل صاحبها يعيش في خيال وأحالم‬
‫وردية‪ ،‬وإنما هي منهج فاعل مؤثر‪ ،‬كم عدل من سلوك وقضى على أزمات‪ ،‬وسمى بصاحبه ودل على أنه‬
‫شخصية إنسانية نبيلة‪ .‬وهذا مثل ما فعله صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫الزنَا‪ ،‬فَأ َ ْقبَ َل ْال َق ْو ُم‬
‫سلَّ َم فَقَالَ‪َ :‬يا َرسُو َل الل ِه‪ ،‬ائْذَ ْن ِلي بِ ِ‬ ‫ص َّلى اللهُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي َ‬ ‫ع ْن أَبِي أ ُ َما َمةَ قَالَ‪ِ :‬إ َّن فَتًى شَابًّا أَت َى النَّبِ َّ‬
‫َ‬
‫س قَالَ‪ " :‬أَت ُِحبُّهُ ِأل ُ ِمكَ ؟ " قَالَ‪َ :‬ال‪.‬‬ ‫علَ ْي ِه فَزَ َج ُروهُ َوقَالُوا‪َ :‬مهْ‪َ .‬مهْ‪ .‬فَقَالَ‪ " :‬ا ْدنُ ْه‪ ،‬فَ َدنَا ِم ْنهُ قَ ِريبًا "‪ .‬قَالَ‪ :‬فَ َجلَ َ‬ ‫َ‬
‫اس يُ ِحبُّونَهُ ِأل ُ َّمهَاتِ ِه ْم "‪ .‬قَالَ‪ " :‬أَفَت ُِحبُّهُ ِال ْبنَتِكَ ؟ " قَالَ‪َ :‬ال‪َ .‬والل ِه يَا‬ ‫َوالل ِه َجعَلَنِي اللهُ فِدَا َءكَ ‪ .‬قَالَ‪َ " :‬و َال النَّ ُ‬
‫اس يُ ِحبُّونَهُ ِلبَنَاتِ ِه ْم "‪ .‬قَالَ‪ " :‬أَفَت ُِحبُّهُ ِأل ُ ْختِكَ ؟ " قَالَ‪َ :‬ال‪َ .‬والل ِه‬ ‫َرسُو َل الل ِه َجعَلَنِي اللهُ فِدَا َءكَ قَالَ‪َ " :‬و َال النَّ ُ‬
‫اس يُ ِح ُّبونَهُ ِأل َ َخ َوا ِت ِه ْم "‪ .‬قَالَ‪ " :‬أَفَت ُِح ُّبهُ ِل َع َّم ِتكَ ؟ " قَالَ‪َ :‬ال‪َ .‬والل ِه َج َعلَ ِني اللهُ‬ ‫َج َعلَ ِني اللهُ ِفدَا َءكَ ‪ .‬قَالَ‪َ " :‬و َال النَّ ُ‬
‫اس يُ ِحبُّونَهُ ِلعَ َّماتِ ِه ْم "‪ .‬قَالَ‪ " :‬أَفَت ُِحبُّهُ ِل َخالَتِكَ ؟ " قَالَ‪َ :‬ال‪َ .‬والل ِه َجعَلَنِي الله ُ فِدَا َءكَ ‪ .‬قَا َل‪:‬‬ ‫فِدَا َءكَ ‪ .‬قَالَ‪َ " :‬و َال النَّ ُ‬
‫َص ْن فَ ْر َجهُ‬ ‫ط ِه ْر قَ ْلبَهُ‪َ ،‬وح ِ‬
‫غ ِف ْر ذَ ْنبَه ُ َو َ‬
‫علَ ْي ِه َوقَالَ‪ " :‬الل ُه َّم ا ْ‬ ‫اس يُ ِحبُّونَهُ ِل َخ َاالتِ ِه ْم "‪ .‬قَالَ‪ :‬فَ َو َ‬
‫ض َع يَ َدهُ َ‬ ‫" َو َال النَّ ُ‬
‫" قَا َل‪ :‬فَلَ ْم َيك ُْن َب ْعدُ ذَ ِلكَ ا ْلفَتَى يَ ْلتَفِتُ ِإلَى ش َْيءٍّ ‪.‬‬
‫س‪ :‬وضح أهمية استخدام العاطفة في الدعوة إلى الله تعالى مع ذكر شواهد لذاك!‬
‫مواقف من حياة األنبياء عليهم السالم‬
‫قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى‪:‬‬
‫لئن كانت العبقرية امتداد في موهبة واحدة أو في جملة مواهب‪ ،‬إن النبوة امتداد في المواهب كلها واكتمال عقلي‬
‫وعاطفي وبدني‪ ،‬وعصمة من الدنايا ورسوخ في الفضائل‪ ،‬وعراقة في النبل والفضل‪.‬‬
‫هم الرجال المصابيح الذين هم * كأنهم من نجوم حية صنعوا‬

‫‪21‬‬
‫موقف خليل الرحمن عليه السالم مع أببه‬
‫س َم ُع َو َال يُب ِْص ُر‬ ‫ت ِل َم ت َ ْعبُ ُد َما َال يَ ْ‬ ‫ب إِب َْرا ِهي َم إِنَّهُ كَانَ ِصدِيقًا نَبِيًّا (‪ )41‬إِذْ قَا َل ِألَبِي ِه يَاأَبَ ِ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬واذْك ُْر فِي ا ْل ِكتَا ِ‬
‫ت‬ ‫س ِو ًّيا (‪َ )43‬ياأَبَ ِ‬ ‫طا َ‬ ‫ت ِإ ِني قَ ْد جَا َء ِني ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم َما لَ ْم َيأ ْ ِتكَ فَات َّ ِب ْع ِني أ َ ْه ِدكَ ِص َرا ً‬ ‫ش ْيئ ًا (‪َ )42‬ياأ َ َب ِ‬ ‫ع ْنكَ َ‬ ‫َو َال يُ ْغ ِني َ‬
‫الرحْ َم ِن فَتَكُونَ‬ ‫اب ِمنَ َّ‬ ‫عذ َ ٌ‬‫سكَ َ‬ ‫اف أ َ ْن يَ َم َّ‬
‫ت إِنِي أ َ َخ ُ‬ ‫لرحْ َم ِن ع َِصيًّا (‪ )44‬يَاأَبَ ِ‬ ‫طانَ كَانَ لِ َّ‬ ‫ش ْي َ‬
‫طانَ إِنَّ ال َّ‬ ‫ش ْي َ‬
‫َال ت َ ْعبُ ِد ال َّ‬
‫س َال ٌم‬ ‫ب أ َ ْنتَ ع َْن آ ِل َهتِي يَاإِب َْرا ِهي ُم لَئِ ْن لَ ْم ت َ ْنت َ ِه َأل َ ْر ُج َمنَّكَ َوا ْه ُج ْر ِني َم ِليًّا (‪ )46‬قَا َل َ‬ ‫ان َو ِليًّا (‪ )45‬قَا َل أ َ َرا ِغ ٌ‬ ‫ط ِ‬‫ش ْي َ‬
‫ِلل َّ‬
‫سى أ َ َّال أَكُونَ‬
‫ع َ‬ ‫ُون اللَّ ِه َوأ َ ْدعُو َر ِبي َ‬ ‫عت َ ِزلُكُ ْم َو َما ت َ ْدعُونَ ِم ْن د ِ‬ ‫ست َ ْغ ِف ُر لَكَ َر ِبي ِإنَّهُ َكانَ ِبي َح ِف ًّيا (‪َ )47‬وأ َ ْ‬ ‫سأ َ ْ‬‫علَ ْيكَ َ‬‫َ‬
‫وب َوك ًُّال َجعَ ْلنَا نَ ِبيًّا‬ ‫سحَاقَ َويَ ْعقُ َ‬ ‫ُون اللَّ ِه َو َه ْبنَا لَهُ إِ ْ‬‫عت َ َزلَ ُه ْم َو َما يَ ْعبُ ُدونَ ِم ْن د ِ‬ ‫ش ِقيًّا (‪ )44‬فَلَ َّما ا ْ‬ ‫َاء َر ِبي َ‬ ‫ِب ُدع ِ‬
‫ع ِليًّا (‪ )55‬مريم‪52-29 :‬‬ ‫ْق َ‬‫سانَ ِصد ٍّ‬ ‫(‪َ )44‬و َو َه ْبنَا لَ ُه ْم ِم ْن َرحْ َمتِنَا َو َجعَ ْلنَا لَ ُه ْم ِل َ‬
‫مما استفدنا من اآليات السابقة‪:‬‬
‫‪ .9‬األدب الخطابي‪ ،‬حيث نجد هنا موقف العطف والحنان في هذا النداء الجميل‪ :‬يا أبتي‪ ،‬وقد تكرر هذا النداء‬
‫الرقيق الحبيب أربع مرات‬
‫‪ .0‬عدم متابعة فيما ليس صحيحا حتى وإن كان من ذوي القربى‪ ،‬بل ال بد من دعوتهم إلى الحق وتقديم النصح‬
‫‪ .3‬قد سلك عليه السالم في دعوته وموعظته أحسن منهاج وأقوم سبيل‪ ،‬واحتج عليه بأبدع احتجاج بحسن أدب‬
‫وخلق جميل‪ ،‬لكن وقع ذلك لسائر ركب متن المكابرة والعناد‪ ،‬وانتكب بالكلية عن محجة الصواب والرشاد‪.‬‬
‫مع سيدنا نوح عليه السالم (ص‪)929 :‬‬
‫مع سيدنا هود عليه السالم (ص‪)920 :‬‬
‫مع سيدنا موسى عليه السالم (ص‪)923 :‬‬

‫أحاديث نبوية تدعو إلى العطف والرفق‬


‫سلَّ َم‪ ،‬فَقَالُوا‪ :‬ال َّ‬
‫سا ُم‬ ‫صلَّى الله ُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫علَى النَّ ِبي ِ َ‬ ‫ت‪ :‬ا ْست َأْذَنَ َر ْهطٌ ِمنَ اليَ ُهو ِد َ‬ ‫ع ْن َها‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ي اللَّهُ َ‬ ‫ض َ‬‫شةَ َر ِ‬ ‫عائِ َ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫‪َ .9‬‬
‫الر ْفقَ فِي األ َ ْم ِر ك ُِل ِه» قُ ْلتُ‪:‬‬ ‫ب ِ‬ ‫ق يُ ِح ُّ‬ ‫سا ُم َواللَّ ْعنَةُ‪ ،‬فَقَالَ‪« :‬يَا عَائِشَةُ‪ ،‬إِنَّ اللَّهَ َرفِي ٌ‬ ‫علَيْكَ ‪ ،‬فَقُ ْلتُ ‪َ :‬ب ْل َ‬
‫علَ ْيكُ ُم ال َّ‬ ‫َ‬
‫علَ ْيكُ ْم " رواه البخاري‬ ‫س َم ْع َما قَالُوا؟ قَالَ‪ " :‬قُ ْلتُ ‪َ :‬و َ‬ ‫أ َ َولَ ْم ت َ ْ‬
‫ص َّلى اللهُ‬ ‫سو ُل ال َّل ِه َ‬ ‫اس ل َيقَعُوا ِب ِه‪ ،‬فَقَا َل َل ُه ْم َر ُ‬ ‫‪ .0‬عن أبي هريرة قال‪ :‬أ َ َّن أَع َْرا ِبيًّا َبا َل ِفي ال َمس ِْجدِ‪ ،‬فَث َ َ‬
‫ار ِإ َل ْي ِه النَّ ُ‬
‫ع َلى بَ ْو ِل ِه ذَنُوبًا ِم ْن َماءٍّ ‪ ،‬أ َ ْو َ‬
‫سجْ ًال ِم ْن َماءٍّ ‪ ،‬فَ ِإ َّن َما بُ ِعثْت ُ ْم ُميَس ِِرينَ َو َل ْم ت ُ ْبعَثُوا‬ ‫سلَّ َم‪َ :‬دعُوهُ‪َ ،‬وأ َ ْه ِريقُوا َ‬ ‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫َ‬
‫ُمعَس ِِرينَ ‪ .‬رواه البخاري‬

‫منهج نبوي في استثارة العواطف اْليمانية‬


‫‪ .9‬المعرفة بكيفية معالجة النفسيات والعواطف المتأججة وكيفية احتوائها وإقناعها والعودة بها إلى سبيل الهدى والرشاد‬
‫‪ .0‬ثم يحدث أصحابه بأحاديث تستثير عواطفهم اإل يمانية‪ ،‬وتؤثر فيهم إلى درجة البكاء أو إلى التضحية في سبيل الله واإليثار‬
‫وحب الخير للغير‬

‫طى‬‫سلَّ َم َما أ َ ْع َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬‫صلَّى اللهُ َ‬ ‫سو ُل الل ِه َ‬ ‫طى َر ُ‬ ‫س ِعي ٍد ْال ُخد ِْري ِ قَالَ‪ :‬لَ َّما أ َ ْع َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي َ‬ ‫روى اإلمام أحمد في مسنده‪َ ،‬‬
‫ار فِي‬‫ص ِ‬ ‫ي مِنَ ْاأل َ ْن َ‬ ‫ي ٌء‪َ ،‬و َجد َ َهذَا ْال َح ُّ‬ ‫ار ِم ْن َها َ‬
‫ش ْ‬ ‫ص ِ‬‫ب‪َ ،‬ولَ ْم يَكُ ْن فِي ْاأل َ ْن َ‬ ‫طايَا فِي قُ َري ٍْش َوقَبَائِ ِل ْال َع َر ِ‬ ‫ِم ْن تِ ْلكَ ْال َع َ‬
‫سلَّ َم قَ ْو َمهُ‪،‬‬ ‫صلَّى اللهُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ي َرسُو ُل الل ِه َ‬ ‫ت فِي ِه ُم ْالقَالَةُ َحت َّى قَا َل قَائِلُ ُه ْم‪ :‬لَ ِق َ‬
‫أ َ ْنفُ ِس ِه ْم‪َ ،‬حتَّى َكث ُ َر ْ‬
‫‪22‬‬
‫صنَعْتَ فِي َهذَا‬ ‫علَيْكَ فِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم ِل َما َ‬ ‫ي قَدْ َو َجد ُوا َ‬ ‫س ْعد ُ بْنُ عُبَادَة َ‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬يَا َرسُو َل الل ِه‪ ،‬إِ َّن َهذَا ْال َح َّ‬ ‫علَ ْي ِه َ‬
‫فَدَ َخ َل َ‬
‫ب‪َ ،‬ولَ ْم َيكُ فِي َهذَا ْال َحي ِ مِنَ‬ ‫ظا ًما فِي قَ َبائِ ِل ْال َع َر ِ‬‫طا َيا ِع َ‬ ‫ع َ‬
‫طيْتَ َ‬ ‫سمْتَ فِي قَ ْو ِمكَ ‪َ ،‬وأ َ ْع َ‬ ‫ي ِء الَّذِي أ َ َ‬
‫صبْتَ ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْالفَ ْ‬
‫ام ُر ٌؤ ِم ْن قَ ْو ِمي‪َ ،‬و َما أَنَا؟ قَالَ ‪:‬‬ ‫س ْعد ُ؟ " قَالَ‪َ :‬يا َرسُو َل الل ِه‪َ ،‬ما أَنَا ِإ َّال ْ‬ ‫ي ٌء‪ ،‬قَالَ‪ " :‬فَأَيْنَ أ َ ْنتَ ِم ْن ذَلِكَ يَا َ‬ ‫ش ْ‬
‫ار َ‬ ‫ْاأل َ ْن َ‬
‫ص ِ‬
‫يرةِ"‪،‬‬ ‫" فَاجْ َم ْع ِلي قَ ْو َمكَ فِي َه ِذ ِه ْال َح ِظ َ‬
‫اج ِرينَ ‪ ،‬فَت ََر َك ُه ْم‪ ،‬فَد َ َخلُوا َو َجا َء‬ ‫يرةِ‪ ،‬قَالَ‪ :‬فَ َجا َء ِر َجا ٌل ِمنَ ْال ُم َه ِ‬ ‫ار فِي تِ ْلكَ ْال َح ِظ َ‬ ‫ص َ‬‫س ْعد ٌ‪ ،‬فَ َج َم َع ْاأل َ ْن َ‬ ‫قَالَ‪ :‬فَخ ََر َج َ‬
‫صلَّى‬ ‫سو ُل الل ِه َ‬ ‫ار‪ ،‬قَالَ‪ :‬فَأَتَاهُ ْم َر ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ي ِمنَ ْاأل َ ْن َ‬ ‫س ْعد ٌ فَقَالَ‪ :‬قَ ِد اجْ ت َ َم َع لَكَ َهذَا ْال َح ُّ‬ ‫آخ َُرونَ ‪ ،‬فَ َردَّهُ ْم‪ ،‬فَلَ َّما اجْ ت َ َمعُوا أَت َاهُ َ‬
‫ع ْنكُ ْم َو ِجدَة ٌ‬ ‫ار َما قَالَةٌ بَلَغَتْنِي َ‬ ‫ص ِ‬ ‫علَ ْي ِه‪ِ ،‬بالَّذِي ه َُو لَهُ أ َ ْهلٌ‪ ،‬ث ُ َّم قَالَ‪ " :‬يَا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ‬ ‫سلَّ َم فَ َح ِمد َ اللهَ َوأَثْنَى َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬
‫اللهُ َ‬
‫ف الله ُ بَيْنَ قُلُوبِكُ ْم؟"‪ ،‬قَالُوا‪:‬‬ ‫عالَةً فَأ َ ْغنَاكُمُ اللهُ؟ َوأ َ ْعدَا ًء فَأَلَّ َ‬ ‫ض َّال ًال فَ َهدَاكُمُ اللهُ؟ َو َ‬ ‫َو َجدْت ُ ُموهَا فِي أ َ ْنفُ ِسكُ ْم‪ ،‬أَلَ ْم آتِكُ ْم ُ‬
‫ار" قَالُوا‪َ :‬و ِب َماذَا نُ ِجيبُكَ َيا َرسُو َل الل ِه‪َ ،‬و ِللَّ ِه‬ ‫ص ِ‬ ‫ضلُ‪ .‬قَالَ‪" :‬أ َ َال ت ُ ِجيبُونَنِي َيا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ‬ ‫َب ِل اللهُ َو َرسُولُهُ أ َ َم ُّن َوأ َ ْف َ‬
‫ضلُ‪.‬‬ ‫َو ِل َرسُو ِل ِه ْال َم ُّن َو ْالفَ ْ‬
‫ط ِريدًا َف َآو ْينَاكَ ‪،‬‬ ‫ص ْرنَاكَ ‪َ ،‬و َ‬ ‫وال َفنَ َ‬ ‫صدَّ ْقنَاكَ ‪َ ،‬و َم ْخذ ُ ً‬ ‫ص ِد ْقت ُ ْم‪ ،‬أَت َ ْيتَنَا ُم َكذَّبًا َف َ‬
‫صدَ ْقت ُ ْم َو ُ‬ ‫َقالَ‪" :‬أ َ َما َوالل ِه َل ْو ِشئْت ُ ْم َلقُ ْلت ُ ْم َف َل َ‬
‫ع ٍة مِنَ الدُّ ْنيَا‪ ،‬ت َأَلَّ ْفتُ بِ َها قَ ْو ًما ِليُ ْس ِل ُموا‪َ ،‬و َو َك ْلتُكُ ْم إِلَى‬ ‫ار فِي لُعَا َ‬ ‫ص ِ‬‫س ْينَاكَ ‪ ،‬أ َ َو َجدْت ُ ْم فِي أ َ ْنفُ ِسكُ ْم يَا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ‬ ‫عائِ ًال فَآ َ‬
‫َو َ‬
‫سو ِل الل ِه فِي ِر َحا ِلكُ ْم؟‬ ‫ير‪َ ،‬وت َْر ِجعُونَ ِب َر ُ‬ ‫شا ِة َو ْال َب ِع ِ‬ ‫اس ِبال َّ‬ ‫َب ال َّن ُ‬ ‫ار أ َ ْن َيذْه َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ض ْونَ َيا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ‬ ‫ِإس َْال ِمكُ ْم؟ أَفَ َال ت َْر َ‬
‫ار ِش ْعبًا‬ ‫ص ُ‬‫ت ْاأل َ ْن َ‬ ‫سلَ َك ِ‬
‫اس ِش ْعبًا‪َ ،‬و َ‬ ‫سلَكَ النَّ ُ‬ ‫ار‪َ ،‬ولَ ْو َ‬ ‫ص ِ‬‫ام َرأ ً ِمنَ ْاأل َ ْن َ‬ ‫س ُم َح َّم ٍد بِيَ ِد ِه لَ ْو َال ْال ِهجْ َرة ُ لَكُ ْنتُ ْ‬ ‫فَ َوالَّذِي نَ ْف ُ‬
‫ار " قَالَ‪ :‬فَبَ َكى ْالقَ ْو ُم‪َ ،‬حت َّى‬ ‫ص ِ‬ ‫َاء ْاأل َ ْن َ‬‫ار‪َ ،‬وأ َ ْبنَا َء أ َ ْبن ِ‬ ‫ص ِ‬‫ار‪َ ،‬وأ َ ْبنَا َء ْاأل َ ْن َ‬ ‫ص َ‬ ‫ار َح ِم ْاأل َ ْن َ‬ ‫ار‪ ،‬الل ُه َّم ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫ب ْاأل َ ْن َ‬ ‫سلَ ْكتُ ِش ْع َ‬ ‫لَ َ‬
‫سلَّ َم َوتَفَ َّرقُوا‪.‬‬ ‫صلَّى الله ُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫ف َرسُو ُل الل ِه َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ظا‪ ،‬ث ُ َّم ا ْن َ‬ ‫ضينَا ِب َرسُو ِل الل ِه قِ ْس ًما َو َح ًّ‬ ‫ضلُوا ِل َحاهُ ْم‪َ ،‬وقَالُوا‪َ :‬ر ِ‬ ‫أ َ ْخ َ‬
‫السلف الصالح وقوة العاطفة اْليمانية‬
‫عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما‬
‫علَ ْينَا َراعٍ ِم ْن َجب ٍل‪ ،‬فَقَا َل لَهُ ا ْبنُ‬
‫عر ْسنَا‪ ،‬فَانحدَ َر َ‬ ‫بن ِد ْين ٍَار‪ ،‬قَالَ‪ :‬خ ََرجْ تُ َم َع اب ِْن عُ َم َر إِلَى َم َّكةَ فَ َّ‬ ‫ع ْب ِد الل ِه ِ‬ ‫ع ْن َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ب‪ ,‬قَا َل‪ :‬فَأيْنَ الله ُ ‪-‬‬ ‫الذئْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ي َم ْملُ ْوكٌ ‪ ,‬قَالَ‪ :‬قُ ْل ِل َ‬
‫س ِيدِكَ ‪ :‬أ َكلَ َها ِ‬ ‫َ‬
‫عُ َم َر‪ :‬أ َراعٍ؟ قَالَ‪ :‬نَ َع ْم‪ ،‬قَالَ‪ِ :‬ب ْعنِي شَاة ً ِمنَ الغَن َِم‪ .‬قَالَ‪ِ :‬إنِ ْ‬
‫تراهُ بَ ْعدُ‪ ،‬فَأَعتَقَهُ!‬ ‫ع َّز َو َج َّل؟ قَا َل ابْنُ عُ َم َر‪ :‬فَأَيْنَ اللهُ! ث ُ َّم بَ َكى‪ ،‬ث ُ َّم ا ْش َ‬ ‫َ‬
‫محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى (ص‪)959 :‬‬
‫عبد الله ابن مبارك (ص‪)959 :‬‬

‫من أقوال العلماء وأئمة الدعوة المعاصرين‬


‫قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى (‪ 9292‬ه)‪:‬‬

‫ليس الدين أحكاما جافة وأوامر ميتة‪ ،‬إنه قلب يتحرك بالشوق والرغبة‪ ،‬يحمل صاحبه على المسارعة إلى طاعة‬
‫الله وهو يقول‪َ :‬وع َِج ْلتُ ِإلَ ْيكَ َر ِ‬
‫ب ِلت َ ْرضَى (طه‪ ،)52 :‬فكيف تتحول التكاليف الصعبة إلى شيء سائغ حلو؟‬
‫خصائص المنهج العاطفي وفوائده‬
‫‪ .9‬لطف األسلوب ورقة العبارة‬
‫‪ .0‬سرعة التأثير واالستجابة لمن يحسن استخدام المنهج العاطفي (قد يكون التأثير سطحيا)‬
‫‪ .3‬سعة دائرة المنهج العاطفي‬
‫‪23‬‬
‫فوائد المنهج العاطفي ومزاياه‪:‬‬
‫‪ .9‬صورة من صور تكامل المجتمع‬
‫‪ .0‬العطف من رحمة الله تعالى‬
‫‪ .3‬الرحمة بالضعفاء والمرضى تدخل السرور على قلوبهم وتسعدهم‬
‫‪ .2‬إمهال المخطئين وهو مما يصلح المجتمع‬
‫‪ .5‬الرحمة بالحيوان‬
‫‪ .2‬يثمر حب الخير للغير‬
‫المحاضرة الرابعة عشرة (‪ 2‬ديسمبر ‪ 0209‬م)‬
‫الفصل الرابع‪ :‬خصائص المنهج الدعوي وأهدافه‬
‫خصائص المنهج الدعوي‬
‫أوال‪ :‬الربانية‬
‫مفهوم الربانية (لغة)‬
‫المالك‪ ،‬إن لم يضاف إلى شيء ما فمراده رب العالمين الله عز وجل‬
‫قال الراغب األصفهاني‪ :‬الرب في األصل‪ :‬التربية؛ وهو إنشاء الشيء حاال فحاال إلى حد التمام‪ ،‬يقال‪ :‬ربه‬
‫ورباه وربيبة‪ ،‬وال يقال‪ :‬الرب مطلقا إال لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات‪...‬‬
‫قال ابن األثير‪ :‬الرب يطلق في اللغة على المالك والسيد والمدبر والمربي والقيم‪ ،‬وال يطلق غير مضاف إال‬
‫على الله تعالى‪ ،‬وإذا أطلق على غيره أضيف فيقال‪ :‬رب كذا‪...‬‬
‫معنى الربانية اصطالحا‬
‫االنتساب إلى رب العالمين‪ ،‬ومنهج الدعوة منهج رباني في مصدره وغايته فهو يعتمد على الوحي اإللهي إما‬
‫القرآن وإما السنة (والمنهج العقلي أيضا مبني على النص‪ ،‬والذي يُضبط به‪ ،‬وأفضل العقول ما يضبط بضوابط النص)‪.‬‬

‫والمراد بربانية المنهج الدعوي أمران‪:‬‬


‫‪ .9‬ربانية المصدر‬
‫‪ .0‬ربانية الغاية والوجهة‬
‫ربانية المصدر‬
‫فالدعوة اإلسالمية تعتمد على كتاب الله الوحي إلى رسوله ﷺ‪ ،‬وهي محصورة في هذا المصدر‪ ،‬بعيدة كل البعد‬
‫عن الفكر الفلسفي اإلنساني‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫اآلثار المترتبة على ربانية المصدر أو من فوائده أو من ثمراته‪:‬‬
‫‪ .9‬العصمة من التناقض والتطرف‬
‫اختِ َالفًا َكثِ ً‬
‫يرا (النساء‪)50 :‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬أَفَ َال يَت َ َدبَّ ُرونَ ا ْلقُ ْرآنَ َولَ ْو كَانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ‬
‫غي ِْر اللَّ ِه لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ‬
‫‪ .0‬البراءة من التحيُّز والهوى‬
‫‪ .3‬االحترام وسهولة االنقياد (مبني على قدسية النص واألمر واآلمر)‬
‫س‪ :‬ما هي اآلثار المترتبة على ربانية المصدر للدعوة اْلسالمية؟‬
‫ربانية الغاية والوجهة‬
‫أي أن اإلسالم يجعل غايته اآلخرة وهدفه البعيد هو حسن الصلة بالله تبارك وتعالى والحصول على مرضاته‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة على ربانية الوجهة أو من فوائده أو من ثمراته‪:‬‬
‫‪ .9‬معرفة غاية الوجود اإلنساني (حتى يحس لحياته قيمة ومعنى ولعيشه طعما ومذاقا)‬

‫‪ .0‬االهتداء إلى الفطرة (التي تطلب اإليمان بالله تعالى وال يعوضها شيء غيره)‬

‫‪ .3‬سالمة النفس من التمزق والصراع‬


‫لقد اختصر اإل سالم غايات اإلنسان في غاية واحدة وهي إرضاء الله تعالى‪ ،‬وال يريح النفس اإلنسانية شيء‬
‫إال كما يريحها وحدة غايتها في الحياة‪ ،‬فتعرف من أين تبدأ وإلى أين تسير ومع من تسير‪ ،‬قال تعالى‪ :‬ض ََر َب‬
‫ان َمث َ ًال ا ْلح َْم ُد ِللَّ ِه بَ ْل أ َ ْكث َ ُرهُ ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ‬ ‫اللَّهُ َمث َ ًال َر ُج ًال فِي ِه ش َُركَا ُء ُمتَشَا ِكسُونَ َو َر ُج ًال َ‬
‫سلَ ًما ِل َر ُج ٍّل َه ْل يَ ْ‬
‫ست َ ِويَ ِ‬
‫(الزمر‪)01 :‬‬
‫‪ .2‬التحرر من عبودية األنانية والشهوات‬
‫ثانيا‪ :‬الوضوح واليسر (بالبعد عن الغموض وسهولة العرض)‬

‫من مظاهر بساطة العقيدة اْلسالمية‬


‫‪ .9‬أساسها واضح قائم على التوحيد‪ ،‬فالله واحد وهو صاحب السلطان على كل شيء‬
‫ص َم ُد‪ ،‬لَ ْم يَ ِل ْد َولَ ْم يُولَ ْد‪َ ،‬ولَ ْم يَك ُْن لَهُ كُفُ ًوا أ َ َ‬
‫ح ٌد (اإلخالص‪)2-9 :‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل ه َُو اللَّهُ أ َ َح ٌد‪ ،‬اللَّهُ ال َّ‬
‫‪ .0‬العالقة بين العبد والرب عالقة واضحة تقوم على عبودية العبد لربه‬
‫َّاع ِإذَا َدع ِ‬
‫َان (البقرة‪)952 :‬‬ ‫يب َدع َْو َة الد ِ‬ ‫سأَلَكَ ِع َبادِي ع َِني فَ ِإ ِني قَ ِر ٌ‬
‫يب أ ُ ِج ُ‬ ‫قال تعالى‪َ :‬و ِإذَا َ‬
‫هذا يرد زعم المشركين في قوله تعالى‪َ :‬ما نَ ْعبُ ُدهُ ْم ِإ َّال ِليُقَ ِربُونَا إِلَى اللَّ ِه ُز ْلفَى (الزمر‪)3 :‬‬
‫المحاضرة الخامسة عشرة (‪ 90‬ديسمبر ‪ 0209‬م)‬
‫ثالثا‪ :‬العالمية‬
‫وهي عدم اختصاص بجنس دون آخر‪ ،‬وبمكان دون آخر‪ ،‬وعدم ارتباط بمكان دون آخر‪ ،‬فهي الرسالة الشاملة‬
‫ل اللَّ ِه إِلَ ْيكُ ْم ج َِميعًا (األعراف‪)955 :‬‬ ‫لكل األجناس واألماكن واألزمنة‪ .‬قال تعالى‪ :‬قُ ْل يَاأَيُّهَا النَّ ُ‬
‫اس ِإنِي َرسُو ُ‬

‫‪25‬‬
‫رابعا‪ :‬الوسطية‬
‫وهي العدل والخيار‪ ،‬أو الموقع المتوسط بين طرفين‪ ،‬وقد يكون ذلك الوسط هو القصد المصون عن اإلفراط‬
‫(غلو) والتفريط (تقصير)‪ ،‬فيمدح به نحو السواء والعدل والنصفة‪.‬‬
‫والعدل في المفهوم اإلسالمي‪ :‬االعتدال الرافض لغلو اإلفراط والتفريط‪ ،‬فال الرهبانية المسيحية‪ ،‬والنسك‬
‫األعجمي‪ ،‬وال الحيوانية الشهوانية والتحلل من التكاليف‪.‬‬
‫س َّل َم َ‬
‫ع ْن َ‬
‫ع َم ِل ِه‬ ‫ص َّلى اللهُ َ‬
‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫سأَلُوا أ َ ْز َوا َج ال َّن ِبي ِ َ‬
‫س َّل َم َ‬ ‫ص َّلى اللهُ َ‬
‫ع َل ْي ِه َو َ‬ ‫ب ال َّن ِبي ِ َ‬
‫ص َحا ِ‬ ‫ع ْن أَن ٍَس‪ ،‬أ َ َّن نَ َف ًرا ِم ْن أ َ ْ‬
‫َ‬
‫اش‪ ،‬فَ َح ِمد َ‬ ‫علَى فِ َر ٍ‬ ‫َ‬
‫ض ُه ْم‪َ :‬ال أنَا ُم َ‬ ‫َّ‬
‫ض ُه ْم‪َ :‬ال آكُ ُل اللحْ َم‪َ ،‬وقَا َل بَ ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ض ُه ْم‪َ :‬ال أت َزَ َّو ُج النِ َسا َء‪َ ،‬وقَا َل بَ ْع ُ‬
‫فِي الس ِِر؟ فَقَا َل بَ ْع ُ‬
‫سا َء‪ ،‬فَ َم ْن‬ ‫ج النِ َ‬ ‫صو ُم َوأ ُ ْف ِط ُر‪َ ،‬وأَت َ َز َّو ُ‬‫علَ ْي ِه‪ .‬فَقَالَ‪َ « :‬ما بَا ُل أ َ ْق َو ٍّام قَالُوا َكذَا َو َكذَا؟ لَ ِكنِي أُص َِلي َوأَنَا ُم‪َ ،‬وأ َ ُ‬ ‫اللهَ َوأَثْنَى َ‬
‫ْس ِمنِي» رواه مسلم‬ ‫سنَّ ِتي فَلَي َ‬ ‫ب ع َْن ُ‬ ‫َر ِغ َ‬
‫المحاضرة السادسة عشرة (‪ 92‬ديسمبر ‪ 0209‬م)‬
‫خامسا‪ :‬الثبات‬
‫الثبات خصيصة من خصائص الدعوة أو الدين‬
‫ودين اإلسالم يتميز بالثبات والتطور‬
‫‪ .9‬الثبات‪ :‬ثبات األصول والمبادئ العامة والكليات‬
‫‪ .0‬التطور‪ :‬التطور في األساليب والوسائل والفروع والجزئيات‬
‫الثبات صفة من صفات المؤمنين‬
‫الثبات صفة من صفات الدعاة إلى رب العالمين‬
‫الثبات في الدعوة‬
‫أن يظل الداعية مجاهدا في سبيل غايته‪ ،‬مضحي ا في نشر دعواته‪ ،‬ملتزما بمبادئه‪ ،‬مستقيما على منهجه‪ ،‬حتى‬
‫ص َدقُوا َما عَا َهدُوا‬ ‫يلقي ربه (واألمر عنده ليس تحقيق الغاية وإنما الثبات في سبيل ربه)‪ ،‬قال تعالى‪ِ :‬منَ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ِرجَا ٌل َ‬
‫ِيال (األحزاب‪ ،)03 :‬وقال أيضا‪ :‬فَا ْ‬
‫ص ِب ْر َك َما َ‬
‫ص َب َر‬ ‫علَ ْي ِه فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن قَضَى نَحْ َبهُ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنت َ ِظ ُر َو َما َب َّدلُوا ت َ ْبد ً‬
‫اللَّهَ َ‬
‫ست َ ْع ِج ْل لَ ُه ْم (األحقاف‪.)35 :‬‬ ‫أُولُو ا ْلعَ ْز ِم ِمنَ ُّ‬
‫الرسُ ِل َو َال ت َ ْ‬
‫من معاني الثبات‪:‬‬
‫‪ -9‬الدوام واالستقرار‪ -0 ،‬الصحة والتحقق‪ -3 ،‬المالزمة‬
‫األدلة على الثبات في القرآن وممن يثبتهم الله تعالى‪:‬‬
‫‪ .9‬الرسل‪ ،‬قال تعالى‪َ :‬ولَ ْو َال أ َ ْن ثَبَّتْنَاكَ لَقَ ْد ِكدْتَ ت َ ْركَنُ إِلَي ِْه ْم َ‬
‫ش ْيئ ًا قَ ِل ً‬
‫يال (اإلسراء‪)22 :‬‬

‫ص ْركُ ْم َويُثَبِتْ أ َ ْقدَا َمكُ ْم (محمد‪)2 :‬‬ ‫‪ .0‬المؤمنون‪ ،‬قال تعالى‪ :‬يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا إِ ْن ت َ ْن ُ‬
‫ص ُروا اللَّهَ يَ ْن ُ‬
‫والمراد بالمؤمنين هنا العاملون‬

‫‪26‬‬
‫أنواع ومواطن الثبات في الدنيا‬
‫‪ .9‬الثبات على الدين (هو األصل ويتفرع منه ما ذكر بعده)‬

‫ُون (الذاريات‪:‬‬ ‫س إِ َّال ِليَ ْعبُد ِ‬ ‫لم يخلق الله تعالى الثقلين إال لعبادته تعالى‪ ،‬قال عز وجل‪َ :‬و َما َخلَ ْقتُ ا ْل ِجنَّ َو ْ ِ‬
‫اْل ْن َ‬
‫ب القُلُوبِ ثَبِتْ قَ ْلبِي‬ ‫‪ .)52‬والثبات على الدين أعظم ثبات‪ ،‬فمن ثبت عليه ثبت على ما سواه‪ .‬قال ﷺ‪ :‬يَا ُمقَ ِل َ‬
‫علَى دِينِكَ (رواه الترمذي)‪.‬‬
‫َ‬
‫ع ِتكَ (رواه مسلم)‬
‫طا َ‬ ‫ف قُلُو َبنَا َ‬
‫علَى َ‬ ‫ف ا ْلقُلُو ِ‬
‫ب ص َِر ْ‬ ‫‪ .0‬الثبات على الطاعة‪ ،‬قال ﷺ‪ :‬الل ُه َّم ُمص َِر َ‬
‫‪ .3‬الثبات على الحق‬
‫ط ْيبَ ٍة فَقَالَ‪" :‬يَا ِجب ِْري ُل َما َه ِذ ِه‬‫ي بِ ِه َم َّر بِ ِريحٍ َ‬ ‫سلَّ َم لَ ْيلَةَ أُس ِْر َ‬ ‫صلَّى اللَّه ُ َ‬
‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫َّاس أ َ َّن َرسُو َل اللَّ ِه َ‬ ‫عب ٍ‬ ‫عن بن َ‬
‫ط ا ْل ِمد َْرى ِم ْن‬ ‫شطُ ِب ْنتَ فِ ْرع َْونَ ِإذْ َ‬
‫سقَ َ‬ ‫ت فِ ْرع َْونَ َوأ َ ْو َال ِد َها بَ ْينَ َما ِه َي ت َ ْم ُ‬ ‫الريحُ؟ " قَالَ‪َ :‬ه ِذ ِه ِري ُح َما ِ‬
‫ش َط ِة ِب ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ِم الل ِه فقالتْ بِنتُ فِ ْرع َْونَ ‪ :‬أبِي؟ قالتْ ‪ :‬بَ ْل َربِي َو َربُّ ِك اللهُ‪ ،‬قالت‪ :‬وإن لك ربا غير أبي؟‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يَد َها فقالتْ ‪ :‬بِ ْ‬
‫غ ْي ِري؟ قَالَتْ ‪:‬‬ ‫ب َ‬ ‫س َل إِلَ ْيهَا‪ ،‬فَقَالَ‪ :‬أَلَكَ َر ٌّ‬
‫قَالَتْ ‪ :‬نَعَ ْم‪ ،‬اللَّهُ‪ .‬قَالَتْ ‪ :‬فَأ ُ ْخبِ ُر بِذَ ِلكَ أَبِي؟ قَالَتْ ‪ :‬نَعَ ْم‪ .‬فَأ َ ْخبَرتهُ فَأ َ ْر َ‬
‫َاس فَأُحْ ِميَتْ ‪ .‬فَقَالَتْ لَهُ‪ِ :‬إنَّ ِلي ِإلَ ْيكَ حَاجَةً‪ .‬قَالَ‪ :‬نَعَ ْم قَالَ‪ :‬فَ َجعَ َل يُ ْل ِقي‬ ‫نَعَ ْم َر ِبي َو َربُّكَ اللَّهُ‪ .‬فَأ َ َم َر ِبنُ ْق َر ٍّة ِم ْن نُح ٍّ‬
‫يع فَقَا َل‪ :‬يَا أ ُ َّمتَاهُ أثبتي فإنك على الحق (رواه ابن حبان في‬ ‫احدًا َحتَّى ا ْنتَه َْوا إِلَى َولَ ٍّد لَهَا َر ِض ٍّ‬ ‫احدًا َو ِ‬ ‫َولَ َد َها َو ِ‬
‫صحيحه)‬

‫أهداف المناهج الدعوية (وهي لها عالقة بأهداف العمل الدعوي‪ ،‬بل تندرج تحتها)‬

‫‪ .9‬إحقاق الحق وإبطال الباطل‬


‫اط َل َولَ ْو ك َِر َه ا ْل ُمجْ ِر ُمونَ (األنفال‪)5 :‬‬
‫قال تعالى‪ِ :‬ليُ ِحقَّ ا ْلحَقَّ َويُب ِْط َل ا ْلبَ ِ‬
‫‪ .0‬إنقاذ الناس من الضالل إلى الهدى ومن الظلمات إلى النور‬
‫ت ِإلَى النُّ ِ‬
‫ور (البقرة‪)052 :‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬اللَّهُ َو ِل ُّي الَّ ِذينَ آ َمنُوا يُ ْخ ِر ُج ُه ْم ِمنَ ال ُّ‬
‫ظلُ َما ِ‬
‫‪ .3‬بناء الشخصية المسلمة والمجتمع المسلم‬
‫ب ا ْلعَالَ ِمينَ ‪َ ،‬ال ش َِريكَ لَهُ َوبِذَ ِلكَ أ ُ ِم ْرتُ َوأَنَا أ َ َّو ُل‬ ‫قال تعالى‪ :‬قُ ْل إِنَّ ص ََالتِي َونُسُ ِكي َو َمحْ يَ َ‬
‫اي َو َم َماتِي ِللَّ ِه َر ِ‬
‫س ِل ِمينَ (األنعام‪)923-920 :‬‬ ‫ا ْل ُم ْ‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬عسى أن يكون خيرا لي ولكم‬


‫الفقير إلى الله تاندي موالنا إسحاق اإلندونيسي‬
‫والله أعلم بالصواب‬

‫‪27‬‬

You might also like