Professional Documents
Culture Documents
مناهج الدعوة (د. محمد عبد الله)
مناهج الدعوة (د. محمد عبد الله)
الحمد لله رب العالمين ،والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا وموالنا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين ،أما بعد:
مناهج الدعوة إلى الله تعالى
الدكتور محمد عبد الله
المحاضرة األولى ( 91أكتوبر 0209م)
التمهيد
تعريف منهج الدعوة
تعريف المنهج
في اللغة :مأخوذ من الفعل الثالثي "نهج" ومما يعنيه هذا الفعل ويدل عليه ما يلي:
الطريق البين أو الواضح ،قيل :سلكت نهج فالن ،وقيل :لكل شيخ طريق ولكل شيخ منهج
ش ْرعَةً َو ِم ْنهَا ًجا...
الطريق المستقيم ،قال تعالىِ ... :لك ٍُّل َجعَ ْلنَا ِم ْنكُ ْم ِ
الخطة المرسومة
التتابع (والمنهج عبارة عن خطوات متتابعة) ،قيل :نهج الدابة ،أي تتابع نفسه من اإلعياء
ومما سبق ،فالمنهج في اللغة يطلق على "الطريق الواضح المستقيم المتتابع على نسق معين"
في االصطالح:
الطريق الموصل بصحيح النظر فيه إلى المطلوب
قال علماء البحث العلمي :هو فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة ،إما من أجل الكشف عن
الحقيقية حين نكون بها جاهلين أو البرهنة على صحتها حين نكون بها عارفين
تعريف الدعوة
في اللغة:
السؤال ،قال تعالى :قَالُوا ا ْدعُ لَنَا َر َّبكَ يُبَ ِي ْن لَنَا َما ِه َي قَا َل ِإنَّه ُ َيقُو ُل ِإنَّهَا َبقَ َرة ٌ َال فَ ِارضٌ َو َال ِب ْك ٌر ع ََوانٌ َب ْينَ
ذَ ِلكَ فَ ْ
افعَلُوا َما ت ُْؤ َم ُرونَ
اب لَ ْو أَنَّ ُه ْم كَانُوا َي ْهت َ ُدونَ
ست َ ِجيبُوا لَ ُه ْم َو َرأ َ ُوا ا ْل َعذَ َ
االستغاثة ،قال تعالىَ :و ِقي َل ا ْدعُوا ش َُركَا َءكُ ْم فَ َدع َْوهُ ْم فَلَ ْم َي ْ
ُون اللَّ ِه فَيَسُبُّوا اللَّهَ َ
عد ًْوا بِغَي ِْر ِع ْل ٍّم... العبادة ،قال تعالىَ :و َال تَسُبُّوا الَّ ِذينَ يَ ْدعُونَ ِم ْن د ِ
س ْبعَةٌ يُ ِظلُّ ُه ُم اللَّه ُ تَعَالَى فِي
س َّل َم قَالََ : صلَّى الله ُ َ
علَ ْي ِه َو َ ع ْنه َُ ،
ع ِن النَّ ِبي ِ َ ي اللَّهُ َض َع ْن أ َ ِبي ه َُري َْرة َ َر ِ الطلبَ ،
اف اللَّهَ... ب َو َج َما ٍّل فَقَالَ :إِنِي أ َ َخ ُ ام َرأَةٌ ذَاتُ َم ْن ِص ٍّ
عتْهُ ْ ِظ ِل ِه يَ ْو َم الَ ِظ َّل إِ َّال ِظلُّهُ :إِ َما ٌم َ
ع ْد ٌلَ ...و َر ُج ٌل َد َ
1
الحث على فعل الشيء
علَ ْيكُ ْم أ َ َدع َْوت ُ ُموهُ ْم أ َ ْم أَنْت ُ ْم ص ِ
َامت ُونَ ،وقال النداء ،قال تعالىَ :و ِإ ْن ت َ ْدعُوهُ ْم ِإلَى ا ْل ُهدَى َال يَت َّ ِبعُوكُ ْم َ
س َوا ٌء َ
سنُآل... سنَ ِة َوجَا ِد ْل ُه ْم ِبالَّتِي ِه َي أَحْ َظ ِة ا ْل َح َ س ِبي ِل َر ِبكَ ِبا ْل ِح ْك َم ِة َوا ْل َم ْو ِع َ
أيضا :ا ْدعُ إِلَى َ
سنُ قَ ْو ًال ِم َّم ْن َدعَا ِإلَى اللَّ ِه َوع َِم َل صَا ِل ًحا َو َقا َل ِإ َّن ِني ِمنَ التبليغ (المعنى األصيل) ،قال تعالىَ :و َم ْن أَحْ َ
ير ٍّة أَنَا َو َم ِن اتَّبَعَنِي َوسُ ْب َحانَ اللَّ ِه َو َما أَنَا ِمنَ س ِبي ِلي أ َ ْدعُو إِلَى اللَّ ِه َ
علَى بَ ِص َ س ِل ِمينَ ،وقال أيضا :قُ ْل َه ِذ ِه َ
ا ْل ُم ْ
ا ْل ُمش ِْر ِكينَ
ط ْرنَ ِم ْنهُ َوت َ ْنشَقُّ ْاأل َ ْر ُ
ض َوت َ ِخ ُّر ا ْل ِجبَا ُل اواتُ يَتَفَ َّ النسب ،قيل :دعا لفالن :نسبه إليه ،قال تعالى :تَكَا ُد ال َّ
س َم َ
َهدًّا ،أ َ ْن َدع َْوا لِ َّ
لرحْ َم ِن َولَدًا
َّاع إِذَا َدع ِ
َان... يب َدع َْوةَ الد ِ سأَلَكَ ِعبَادِي عَنِي فَ ِإنِي قَ ِر ٌ
يب أ ُ ِج ُ الدعاء ،قال تعالىَ :وإِذَا َ
ع ْنهُ ض َُّر ُه سانَ الض ُُّّر َدعَانَا ِل َج ْن ِب ِه أ َ ْو قَا ِعدًا أ َ ْو قَا ِئ ًما فَلَ َّما َك َ
ش ْفنَا َ اْل ْن َ
س ِْ التضرع واالبتهال ،قال تعالىَ :و ِإذَا َم َّ
س ِرفِينَ َما كَانُوا يَ ْع َملُونَ َم َّر كَأ َ ْن لَ ْم يَ ْدعُنَا إِلَى ض ٍُّر َم َّ
سهُ َكذَ ِلكَ ُز ِينَ لِ ْل ُم ْ
وكل هذه المعاني ترجع إلى معنين اثنين :الطلب والتبيغ
في االصطالح (كان معناها مشتركا لفظيا):
س ِط َكفَّ ْي ِه
ست َ ِجيبُونَ لَ ُه ْم ِبش َْيءٍّ ِإ َّال كَ َبا ِ
َق َوا َّل ِذينَ َي ْدعُونَ ِم ْن دُو ِن ِه َال َي ْ بمعنى الدين ،قال تعالىَ :لهُ َدع َْوةُ ا ْلح ِ
اء ِليَبْلُ َغ فَاهُ َو َما ه َُو ِببَا ِل ِغ ِه َو َما ُدعَا ُء ا ْلكَافِ ِرينَ إِ َّال فِي ض ََال ٍّل
إِلَى ا ْل َم ِ
فهو بهذ المعنى ،النظام العام والقانون الشامل ألمور الحياة ،ومناهج السلوك لإلنسان التي جاء بها سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم.
بمعنى التبليغ :حث الناس على الخير والهدى واألمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،ليفوزوا بسعادة العاجل
واآلجل .أو تبليغ اإلسالم للناس وتعليمه إياهم لتطبيقه في واقع الحياة ليفوزوا بسعادة العاجل واآلجل.
الفرق بين الدعوة وعلم الدعوة
علم الدعوة :جهة نظرية للدعوة (كما تعلمنا في الكلية من القواعد واألصول كأصول الدعوة ووسائل الدعوة ومناهج
الدعوة) أو هو مجموعة القواعد واألصول التي يتوصل بها إلى تبليغ اإلسالم للناس وتعليمه إياهم لتطبيقه
في واقع الحياة ليفوزوا بسعادة العاجل واآلجل.
الدعوة :جهة عملية للدعوة التي بمعنى التبليغ (كما فعله الداعي على المنبر)
تعريف مناهج الدعوة
الطريق البين الذي يسلكه الداعية إلى الله تعالى تِجاه المدعو لتحقيق الهدف من العمل الدعوي
س :عرف المصطلحات اآلتية :منهج الدعوة إلى الله تعالى! (المطلوب فقط عن معنى منهج الدعوة التركيبي)
س :عرف منهج الدعوة إلى الله! (المطلوب أن تذكر معنى المنهج والدعوة لغة واصطالحا ثم تذكر معنى منهج الدعوة
تركيبا إضافيا)
2
عند الدكتور :األنسب أن نقول منهج الدعوة وليس مناهج الدعوة ،ألن الدعوة إلى الله تعالى لها منهج واحد ألنه
يبنى على الكتاب والسنة ،ولكن لما نتحدث عن الدعاة قد نقول مناهج الدعاة إلى الله تعالى ،ألن لكل داع قد
يكون له منهج خاص به ،ولكن الدعوة نفسها هي واحدة.
الفرق بين المناهج والوسائل واألساليب
المناهج :عملية فكرية تبدأ وتنتهي في ذهن الداعية
الوسائل :مسئولة عن حمل المنهج للمدعو (القول أو العمل)
األساليب :كيفية أو فن عرض الوسيلة ومهمة التأثير (الخطابة والوعظ والمناظرة وغيرها)
األهداف من العمل الدعوي
.9التحول بالمدعو من سيئ إلى حسن
.0التحول بالمدعو من حسن إلى أحسن
.3ترك حق بداخل المعارض ليصارع الباطل
1
أهمية المنهج ومكانته
بمقدار صحة المنهج وسداده ،وبمقدار االلتزام به والدقة في تنفيذ تعاليمه ،تكون قوة األمة وتقدمها وازدهارها.
ومن المظاهر التي تتجلى فيها أهمية المنهج الدعوي ،أن األمة اإلسالمية ليست كأي أمة ،وإنما هي األمة التي
تمتلك وحدها المنهج الصحيح السليم ،منهج يحدد :التصور واالعتقاد ،والسلوك ،وطرائق النظم ،والعالقات،
والعمل كما ينبغي أن يكون.
المثال من الكتاب
يرت َكَ ْاأل َ ْق َربِينَ (الشعراء ،)092 :ثم قال: ش َ س ِم َربِكَ الَّذِي َخلَقَ (العلق ،)9 :ثم قالَ :وأ َ ْنذ ِْر َ
ع ِ اق َرأْ بِا ْ
قال تعالىْ :
ض ع َِن ا ْل ُمش ِْر ِكينَ (الحجر ،)12 :ثم قال :أ ُ ِذنَ ِللَّ ِذينَ يُقَاتَلُونَ ِبأَنَّ ُه ْم ظُ ِل ُموا َو ِإنَّ اللَّهَ َ
علَى ع ِب َما ت ُْؤ َم ُر َوأَع ِْر ْ فَا ْ
ص َد ْ
ب ا ْل ُم ْعت َ ِدينَ ِير (الحج ،)31 :ثم قالَ :وقَاتِلُوا فِي َ
سبِي ِل اللَّ ِه الَّ ِذينَ يُقَاتِلُونَكُ ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ نَص ِْر ِه ْم لَقَد ٌ
(البقرة .)912 :وترتيب نزول هذه اآليات تدل على المنهج ألطوار مختلفة في مراحل الدعوة وسيرها.
المثال من السنة المطهرة
ب، َ ْ
سلَّ َم ،قَالَِ « :إنَّكَ تَأتِي قَ ْو ًما ِم ْن أ ْه ِل ا ْل ِكتَا ِ علَ ْي ِه َو َ صلَّى اللهُ َ َّاس ،أ َ َّن ُم َعاذًا ،قَالََ :ب َعثَنِي َرسُو ُل الل ِه َ عب ٍ ع ِن اب ِْن َ َ
َ
علي ِْه ْمض َ ْ َ
ع ِل ْم ُه ْم أنَّ اللهَ افت َ َر َ َ َ َ َ َ َ َ
شهَا َد ِة أنَّ َال إِلهَ إِ َّال اللهُ َوأنِي َرسُو ُل الل ِه ،فإِ ْن هُ ْم أطاعُوا ِلذ ِلكَ ،فأ ْ َ َ فَا ْدعُ ُه ْم إِلى َ
َ
ص َدقَةً ت ُْؤ َخذ ُ ِم ْن علَي ِْه ْم َافت َ َرضَ َ ع ِل ْم ُه ْم أَنَّ اللهَ ْ طاعُوا ِلذَ ِلكَ ،فَأ َ ْ ت فِي ك ُِل يَ ْو ٍّم َولَ ْيلَةٍّ ،فَ ِإ ْن هُ ْم أ َ َ صلَ َوا ٍّ س َ َخ ْم َ
ْس بَ ْينَهَاوم ،فَ ِإنَّهُ لَي َ
ق َدع َْوةَ ا ْل َم ْظلُ ِ طاعُوا ِلذَ ِلكَ ،فَإِيَّاكَ َوك ََرائِ َم أ َ ْم َوا ِل ِه ْمَ ،وات َّ ِ غنِيَائِ ِه ْم فَت َُر ُّد فِي فُقَ َرائِ ِه ْم ،فَ ِإ ْن هُ ْم أ َ َ
أَ ْ
َاب» رواه مسلم َوبَ ْينَ الل ِه ِحج ٌ
)9من الحقائق الثابتة التي جاءت من علماء البحث العلمي :ما تقدم علم إال ألن منهجا اتُّبع ،وما تخلف علم إال ألن منهجا افتُقد (أي وجود
العلم وجود المنهج)
3
أسباب ضرورة المنهج للعمل الدعوي
.9خطورة موقع الداعية
الداعية يوقع عن الله ورسوله ﷺ (قال ﷺَ :و ِإنَّ ا ْلعُلَ َما َء َو َرثَةُ ْاأل َ ْن ِبيَ ِ
اء .رواه أبو داود وغيره)
كم التأثر بالداعية يفوق غيره من العلماء (يقال :زلة العا ِلم زلة للعالَم)
ض ال ِع ْل َم ا ْنتِ َزاعًا يَنْت َ ِزعُهُ ِمنَ
ضياع العلم على يد الداعية إيذان بخراب الدنيا (قال ﷺ :إِنَّ اللَّهَ الَ يَ ْق ِب ُ َ
َّاال ،فَسُئِلُواسا ُجه ً اس ُر ُءو ً ْق عَا ِل ًما ات َّ َخذَ النَّ ُ
اءَ ،حتَّى إِذَا لَ ْم يُب ِ ض ال ِع ْل َم بِقَب ِ
ْض العُلَ َم ِ ال ِعبَادَِ ،ولَ ِك ْن يَ ْقبِ ُ
ضلُّوا .متفق عليه)ضلُّوا َوأ َ َ فَأ َ ْفت َ ْوا ِبغَي ِْر ِع ْل ٍّم ،فَ َ
.0المنهج شرط لصحة العمل الدعوي؛ ألنه عبارة عن قول وعمل بالدين
المنهج شرط لصحة العلم (ص) ،والعلم شرط لصحة العمل الدعوي (ك) ،المنهج شرط لصحة العمل الدعوي (ن)
وجاء في صحيح اإلمام البخاري :باب العلم قبل القول والعمل
.3تأصيل احترام التخصص وقطع الطريق على أدعياء العمل الدعوي
الذك ِْر سأَلُوا أ َ ْه َل ِ وحي ِإلَي ِْه ْم فَا َْاال نُ ِ س ْلنَا ِم ْن قَ ْب ِلكَ ِإ َّال ِرج ً واإلسالم أصل التخصص ،قال الله تعالىَ :و َما أ َ ْر َ
سا ِل ٍّم َم ْولَى أَبِي ُحذَ ْيفَةَ، سعُودٍَّ ،و َ ع ْب ِد اللَّ ِه ب ِْن َم ْإِ ْن كُ ْنت ُ ْم َال ت َ ْعلَ ُمونَ .وقال ﷺُ :خذُوا القُ ْرآنَ ِم ْن أ َ ْربَعَ ٍّة ِم ْن َ
ب (رواه البخاري) َو ُمعَا ِذ ب ِْن َجبَ ٍّلَ ،وأُبَي ِ ب ِْن َك ْع ٍّ
ع ِل ُّيص َدقُ ُه ْم َحيَا ًء عُثْ َمانُ َ ،وأ َ ْقضَاهُ ْم َ ِين اللَّهُ عُ َم ُرَ ،وأ َ ْ ش ُّدهُ ْم فِي د ِ وقال أيضا :أ َ ْر َح ُم أ ُ َّمتِي بِأ ُ َّمتِي أَبُو بَك ٍّْرَ ،وأ َ َ
ع َل ُم ُه ْم ِبا ْلح ََال ِل َوا ْلح ََر ِام ُم َعاذ ُ ْبنُ َجبَ ٍّلَ ،وأ َ ْف َر ُ
ض ُه ْم َز ْي ُد بَ ،وأ َ ْ بَ ،وأ َ ْق َر ُؤهُ ْم ِل ِكتَا ِ
ب ال َّل ِه أُبَ ُّي ْبنُ َك ْع ٍّ طا ِل ٍّْبنُ أ َ ِبي َ
اح (رواه ابن ماجه) ْبنُ ثَا ِبتٍّ ،أ َ َال َوإِنَّ ِلك ُِل أ ُ َّم ٍّة أ َ ِمينًاَ ،وأ َ ِمينُ َه ِذ ِه ْاأل ُ َّم ِة أَبُو عُبَ ْي َدةَ ْبنُ ا ْلج ََّر ِ
المحاضرة الثانية ( 02أكتوبر 0209م)
أقسام مناهج الدعوة
.1من حيث واضعها ومصدرها إلى:
مناهج ربانية (مصدرها القرآن والسنة ،أي تعتمد على الوحي أو المنسوبة إلى الله تعالى)
مناهج بشرية (مصدرها العقل البشري القاصر ،فهذه المناهج وضعها الدعاة والعلماء باجتهادهمم)
.2من حيث الموضوع إلى عدة أنواع ،منها :مناهج عقدية وفقهية واقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها.
.3من حيث طبعية المنهج إلى -9 :خاصة وعامة -0 ،فردية وجماعية -3 ،نظرية وتطبيقية
.4من حيث الركائز
إن كان مرتكزا على القلب فسمي بالمنهج العاطفي
إن كان مرتكزا على العقل فسمي بالمنهج العقلي
إن كان مرتكزا على الحس فسمي بالمنهج الحسي أو التجريبي
4
التخطيط ومنهج الدعوة إلى الله تعالى
أوال :العالقة بين التخطيط ومنهج الدعوة
كالهما من عوامل النجاح للوصول إلى األهداف (فالتخطيط هو الخطوات للوصول إلى الهدف ،ومنهج الدعوة
هو خطوات فكرية للوصول إلى الهدف من العمل الدعوي)
فاألهداف ال بد من الخطوات أو السبل لتحقيقها ،وهي ما يسمى بالوسائل ثم التنبؤ بالمشكالت والعوائق التي
تعترض للوصول إلى األهداف واقتراح الحل لتلك المشكالت .فالعالقة بينهما قوية وثيقة وهي مرتبطة بـ:
.9تحديد األهداف
.0الوسائل لتحقيقها
.3التنبؤ بالمشكالت والعوائق التي تعترض الداعية للوصول إلى األهداف
.2اقتراح الحل لتلك المشكالت
ثانيا :مفهوم التخطيط
لغة :األمر أو الحالة ،وفي المثل :جاء فالن وفي رأسه خطة ،أي أمر قد عزم عليه.
اصطالحا :فالتخطيط ب صفة عامة هو :عملية ذهنية منظمة الختيار أفضل الوسائل الممكنة لتحقيق األهداف
المحددة .أو هو إعداد دراسة واضحة لعمل يخدم الدعوة اإلسالمية في منطقة معينة ،أو لفئة معينة ،أو لمجموعة
عامة ،أو مشاركة في إعدادها.
التخطيط يقوم على الركائز اآلتية:
.9عملية ذهنية
.0التنبؤ بالمستقبل
.3التخطيط في إطار الممكن والمتاح وسيلة وأسلوبا
.2اختيار البدائل (إعداد الخطة الثانية عند فشل األولى)
ثالثا :شروط وفوائد التخطيط:
.9تحديد األهداف وترتيب األولويات مع ربطها بالوسائل
.0تحقيق التناسق واالنسجام بين األعمال
.3توفير البرامج الزمنية المناسبة
.2المراقبة والتقويم ومعرفة ما تم إنجازه
.5التوقع بالمشكالت المستقبلية ووضع احتماالت للتخطي تلك المشكالت
5
شروط الخطة:
.9المرونة
.0الدقة والوضوح
.3المساهمة في تحقيق األهداف
.2الواقعية والمشروعية
.5التأكد من دقة المعلومات التي تقوم عليها الخطة
وهناك عالقة طيبة بين التخطيط والتنمية البشرية ،وعند علماء التنمية البشرية هناك ما يسمى باألهداف
الزكية التي تشتمل على خمسة أشياء:
.9هدف محدد
.0القدرة على متابعة التقدم في الصول إلى الهدف
.3أهداف ممكنة
.2أهداف ذات العالقة بالتخصص
.5االرتباط بالزمن المحدد
المحاضرة الثالثة ( 39أكتوبر 0209م)
الفصل األول :المنهج الحسي
تعريف الحس في اللغة وفي االصطالح
أوال :في اللغة
ما يدرك بإحدى الحواس الخمس ،وهي :السمع والبصر والشم والذوق واللمس ،والشيء الحسي يقابله الشيء
سى ِم ْن ُه ُم ا ْلكُ ْف َر قَا َل َم ْن أ َ ْنص َِاري إِلَى اللَّ ِه َس ِعي َ المعنوي ،والحس بالشيء :يشعره ويعلمه ،قال تعالى :فَلَ َّما أَح َّ
ش َه ْد ِبأَنَّا ُم ْ
س ِل ُمونَ . َار اللَّ ِه آ َمنَّا ِباللَّ ِه َوا ْ قَا َل ا ْلح ََو ِاريُّونَ نَحْنُ أ َ ْنص ُ
ف َوأ َ ِخي ِه َو َال تَيْأَسُوا ِم ْنسسُوا ِم ْن يُوسُ َ والتحسس طلب المعرفة والعلم بالشيء ،قال تعالى :يَابَنِ َّي اذْ َهبُوا فَت َ َح َّ
ح اللَّ ِه ِإ َّال ا ْلقَ ْو ُم ا ْلكَا ِف ُرونَ .
س ِم ْن َر ْو ِ ح اللَّ ِه ِإنَّهُ َال يَيْأ َ ُ
َر ْو ِ
س :ما الفرق بين التحسس والتجسس؟
قيل :كان مترادفين ال فرق بينهما ،وهما تتبع األخبار ،وقيل :هناك الفرق ،والتحسس تتبع األخبار في الخير،
والتجسس في الشر ،وقيل :التحسس طلب المعرفة بنفسك ،والتجسس عن طريق غيرك.
س :ما الفرق بين الحاسة والجارحة؟
فالجارحة عبارة عن العضو أو اآللة للحواس ،والحاسة ما يدرك بهذا العضو .مثال :عندك األذن ويدرك به
السمع ،وعندك العين ويدرك به البصر وهكذا.
ثانيا :في االصطالح :هو النظام الدعوي الذي يرتكز على الحواس ويعتمد على المشاهدات والتجارب.
فمن خالل ما تشاهده تلك الحواس وتنقله إلى عقل اإلنسان وفكره ،مما هو حوله ،حيث يقف على الحقيقة بيضاء ناصعة.
6
السمع والبصر
وقد وجه القرآن أهم حاستين في اإلنسان ،وهما السمع والبصر إلى استجالء حقيقة اإليمان بالله والوقوف على
دالئل القدرة وآيات عظمة الله تعالى في الخلق والتكوين واإلبداع واإلتقان ،حيث تالمس تلك الحواس هذه
الحقائق فتؤمن عن يقين وتصدق عن اقتناع ،قال تعالىَ :واللَّهُ أ َ ْخ َر َجكُ ْم ِم ْن بُطُ ِ
ون أ ُ َّمهَاتِكُ ْم َال ت َ ْعلَ ُمونَ َ
ش ْيئ ًا
َار َو ْاأل َ ْفئِ َدةَ لَعَلَّكُ ْم ت َ ْ
شك ُُرونَ س ْم َع َو ْاأل َ ْبص َ
َو َجعَ َل لَكُ ُم ال َّ
طرق الوصول إلى العلم أو اليقين
.9الخبر الصادق الذي يُتيقن من صحته عن طريق صحة مخبره كالقرآن والسنة
.0التجربة والمشاهدة
.3الحكم العقلي فيما ليس فيه خبر صادق وال التجربة
سئ ً
ُوال س ْم َع َوالْبَص ََر َوا ْلفُؤَا َد كُ ُّل أُولَئِكَ كَانَ عَ ْنهُ َم ْ
ْس لَكَ بِ ِه ِع ْل ٌم ِإنَّ ال َّ
ف َما لَي َ
وقد رتب القرآن هذه الثالث في قوله تعالىَ :و َال ت َ ْق ُ
طرق الوصول إلى الحقائق في إثبات صحة القضية أو المناهج التي تستخدم في البحث العلمي
.9المنهج االستداللي (العقلي والنصي أو النقلي)
وهو الذي نسير فيه من مبدأ إلى قضايا تنت ُج عنه بالضرورة دون اللجوء إلى التجربة فيربط العقل فيه بين
المقدمات والنتائج ،يبدأ بالكليات يصل منها إلى الجزئيات.
وباختصار هو المنهج المستخدم في إثبات صحة القضية عن طريق االستدالل.
وفي مجال الدعوة المنهج االستداللي عبارة عن "االستدالل على صحة الدعوى بإقامة األدلة المثبتة لصحتها
بنوعيها النصي والعقلي"
.0المنهج التجريبي أو الحسي
وهو الذي يبدأ فيه الباحث بمالحظة الواقع الخارج عن العقل ،ثم يفترض الحال ،ثم قام بالتجربة
س :كان المنهج التجريبي غالبا مستخدما في مجال العلوم التطبيقية ،فكيف نستخدمه في العلوم الشرعية
والنظرية خاصة في بحثنا الدعوي؟
فيعنى بالمنهج التجريبي في العلوم النظرية والشرعية " أنه المنهج الذي نصل عن طريقه إلى التحقق من
صحة النتائج عن طريق استخدام اإلنسان للحواس ،خاصة حاستي السمع والبصر"
مثال :نؤمن بوجود األمور الغيبية ولم نرها بأعيننا ،ولكن سمعنا الخبر عنها من القرآن والسنة اللذان أثبتا
عن وجودها فعال.
.3المنهج االستقرائي
تتبع الجزئيات للوصول إلى النتجية بصفة كلية عامة
.2المنهج التاريخي
االستدالل بحوادث التاريخ ،ألنه قد يتشابه بين الحوادث الماضية والمستقبلية
7
حاسة التذوق واللمس
وقد استعملهما القرآن الكريم ليستدل من خاللها على النعيم والعذاب
فعن تذوق العذاب
ارا كُلَّ َما نَ ِض َجتْ
يه ْم نَ ً ف نُ ْ
ص ِل ِ ق ،وقال أيضاِ :إنَّ الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ِبآيَا ِتنَا َ
س ْو َ سا ٌ قال تعالىَ :هذَا َف ْل َيذُوقُو ُه ح َِمي ٌم َو َ
غ َّ
غي َْر َها ِليَذُوقُوا ا ْلعَذ َ َ
اب إِنَّ اللَّهَ كَانَ ع َِز ً
يزا َح ِكي ًما ُجلُو ُدهُ ْم بَ َّد ْلنَاهُ ْم ُجلُودًا َ
وعن تذوق النعمة
ث َم ْن كُنَّ فِي ِه َو َج َد سانَ ِمنَّا َرحْ َمةً فَ ِر َح بِهَا ،وقال صلى الله عليه وسلم :ث َ َال ٌ قال تعالىَ :وإِنَّا إِذَا أَذَ ْقنَا ْ ِ
اْل ْن َ
ب ا ْل َم ْر َء َال يُ ِحبُّهُ ِإ َّال ِللَّ ِهَ ،وأ َ ْن
س َواهُ َماَ ،وأ َ ْن يُ ِح َّ َب ِإلَ ْي ِه ِم َّما ِ انَ :م ْن كَانَ اللهُ َو َرسُولُهُ أَح َّ حَال َوةَ ْ ِ
اْلي َم ِ ِب ِهنَّ َ
ف ِفي النَّ ِار َيك َْر َه أ َ ْن َيعُو َد ِفي ا ْلكُ ْف ِر َب ْع َد أ َ ْن أ َ ْنقَذَهُ اللهُ ِم ْنهَُ ،ك َما َيك َْر ُه أ َ ْن يُ ْقذَ َ
س :هل هناك وجه التالزم (العالقة) بين الحواس والعقل والقلب؟
نعم ،هناك الترابط الوثيق والتالزم الوطيد بين كل منها؛ ألن العقل يحكم على األشياء من خالل ما نقله الحواس،
وال يستطيع أن يعمل بدونها.
س :هل حذر اْلسالم عن تعطيل الحواس؟
وب َال يَ ْفقَ ُهونَ بِهَا َولَ ُه ْم أ َ ْ
عيُنٌ َال يُب ِ
ْص ُرونَ بِهَا اْل ْن ِس لَ ُه ْم قُلُ ٌ يرا ِمنَ ا ْل ِج ِن َو ْ ِ نعم ،قال تعالىَ :ولَقَ ْد ذَ َرأْنَا ِل َج َهنَّ َم َكثِ ً
ض ُّل أُولَ ِئكَ هُ ُم ا ْلغَافِلُونَ س َمعُونَ ِبهَا أُو َل ِئكَ ك َْاأل َ ْن َع ِام َب ْل هُ ْم أ َ َ َو َل ُه ْم آذَانٌ َال َي ْ
َارا ،فَلَ ْم َي ِز ْدهُ ْم ُدعَا ِئي
ب ِإ ِني َدع َْوتُ قَ ْو ِمي لَي ًْال َونَه ً
ومثل التعطيل كما حكاه تعالى عن نوح عليه السالم :قَا َل َر ِ
ست َ ْغش َْوا ثِيَابَ ُه ْم َوأَص َُّروا َوا ْ
ست َ ْكبَ ُروا اراَ ،و ِإنِي كُلَّ َما َدع َْوت ُ ُه ْم ِلت َ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َجعَلُوا أَصَا ِبعَ ُه ْم فِي آذَانِ ِه ْم َوا ْ
ِإ َّال فِ َر ً
ارا .أما وجه التعطيل في هذه اآلية هو جعلهم األصابع في اآلذان حتى ال يسمعوا واستغشاهم ثيابهم في ستِ ْكبَ ً
ا ْ
الوجه حتى ال يسمعوا وال يبصروا.
أبرز أساليب المنهج الحسي
.9لفت الحواس إلى المشاهدات الكونية
ْف بِ َربِكَ أَنَّه ُ َ
علَى كُ ِل اق َوفِي أ َ ْنفُس ِِه ْم َحتَّى يَتَبَيَّنَ لَ ُه ْم أَنَّهُ ا ْلحَقُّ أ َ َولَ ْم يَك ِ
يه ْم آيَاتِنَا فِي ْاآلفَ ِ
سنُ ِر ِ
قال تعالىَ :
ش َْيءٍّ ش َِهي ٌد
ض َم َد ْدنَا َها َوأ َ ْلقَ ْينَا
ْف بَنَ ْينَا َها َو َزيَّنَّا َها َو َما لَهَا ِم ْن فُ ُروجٍَّ ،و ْاأل َ ْر َ
اء فَ ْوقَ ُه ْم َكي َ قال تعالى :أَفَلَ ْم يَ ْنظُ ُروا إِلَى ال َّ
س َم ِ
ج بَ ِهيجٍّ ،تَب ِْص َرةً َو ِذك َْرى ِلك ُِل َ
ع ْب ٍّد ُمنِي ٍّ
ب س َي َوأ َ ْنبَتْنَا فِيهَا ِم ْن ك ُِل َز ْو ٍّفِيهَا َر َوا ِ
.0أسلوب التعليم التطبيقي (بأن يشاهد المدعوون الداعي بأبصارهم أو يتلقون بالسماع عنه)
ت الص ََّالةُ فَ ْليُؤَذ ِْن لَكُ ْم أ َ َح ُدكُ ْم َو ْل َي ُؤ َّمكُ ْم
صلُّوا َك َما َرأ َ ْيت ُ ُمو ِني أُص َِلي ،فَ ِإذَا َحض ََر ِ
قال صلى الله عليه وسلمَ :
أ َ ْكبَ ُركُ ْم ،وقال أيضا :خذوا عني مناسككم
.3تأييد الله لألنبياء والرسل بالمعجزات الحسية (كعصا لموسى ،وناقة لصالح ،عدم الحرق إلبراهيم عليهم
السالم وما إلى ذلك)
8
.2اعتبر اإلسالم درء المنكرات ودفع المعاصي باليد أو باللسان أو بالقلب
ست َ ِط ْع فَبِقَ ْلبِ ِه،
سانِ ِه ،فَ ِإ ْن لَ ْم يَ ْ قال صلى الله عليه وسلمَ :م ْن َرأَى ِم ْنكُ ْم ُم ْنك ًَرا فَلْيُغَيِ ْرهُ بِيَ ِدهِ ،فَ ِإ ْن لَ ْم يَ ْ
ست َ ِط ْع فَبِ ِل َ
ان ف ِْ
اْلي َم ِ ض َع َُوذَ ِلكَ أ َ ْ
وهذا مثل ما فعله سيدنا إبراهيم عليه السالم في هدمه األصنام بيده ،قال تعالىَ :وتَاللَّ ِه َأل َ ِكيدَنَّ أ َ ْ
صنَا َمكُ ْم بَ ْع َد
أ َ ْن ت َُو ُّلوا ُم ْد ِب ِرينَ َ ،ف َج َع َل ُه ْم ُجذَاذًا ِإ َّال َك ِب ً
يرا َل ُه ْم َل َع َّل ُه ْم ِإ َل ْي ِه يَ ْر ِجعُونَ
المحاضرة الرابعة ( 0نوفمبر 0209م)
قوى اْلدراك في اْلنسان
لإلنسان خمس قوى:
.9قوة الغذاء :وبها النشأة والتربية والوالدة
.0قوة الحس :وبها اإلحساس واللذة واأللم
.3قوة التخيل :وبها تصور أعيان األشياء بعد غيبوبتها عن الحس
.2قوة النزوع :وبها يكون الطلب للموافق والهرب من المخالف ،والرضا والغضب
.5قوة التفكر :وبها يكون النطق والعقل والحكمة
فأما القوى المدركة منها فخمس:
الحواس الخمس ،والخيال ،والفكر ،والعقل ،والحفظ
فأما الحواس فلكل واحد منها إدراك مخصوص
.9فللمس عشر إدراكات (الحرارة ،والبرودة ،والرطوبة ،واليبوسة ،واللين ،والخشونة ،والصالبة ،والرخاوة،
والثقل ،والخفة)
.0وللذوق سبع (الحالوة ،والمرارة ،والملوحة ،والحموضة ،والحرافة ،والعفوصة ،والتفاهة)
.3وللشم اثنان (الطيب والنتن)
.2وللسمع اثنان (الصوت البسيط والكالم المركب منه)
.5وللبصر أحد عشر (النور ،والظلمة ،واللون ،والجسم ،وسطحه ،وشكله ،ووضعه ،وأبعاده ،وحركاته ،وسكناته ،وأعداده)
9
من العجائب في هذه اآلية
أوال :أن طبيعة الحبة أو النواة إن كانت تقتضي الهبوط في عمق األرض فكيف تولدت منها الشجرة الصاعدة
في الهواء؟ وإن كانت تقتضي الصعود في الهواء فكيف تولدت منها الشجرة الهابطة في األرض؟
فلما تولدت منها هاتان الشجرتان المتضادتان الطبيعة ،علمنا أن ذلك ليس بمقتضى الطبع والخاصية ،بل
بمقتضىى إيجاد الموجد وإبداع المبدع.
ثانيا :أن باطن األرض جرم كثيف صلب ،وأطراف عروق الشجرة في غاية اللطافة ،ومع ذلك تقوى على
النفوذ في األرض الصلبة والغوص في باطن تلك األجرام الكثيفة ،وهذا ال بد وأن يكون بتقدير العزيز الحكيم.
ثالثا :أنه يتولد من تلك النواة شجرة يحصل فيها طبائع مختلفة ،ففيها قشر وبعده جرم ،وفي وسطها جسم رخو
ضعيف ،وفيها أيضا أغصان وأوراق وأزهار ثم أنوار ثم فاكهة ،وهكذا ،فتولد هذه األجسام المختلفة يدل على
تدبير الحكيم الخبير ال بتدبير الطبائع والعناصر.
رابعا ،خامسا ،سادسا (ص)55 :
.9تسبيح المخلوقات
.0إنزال المطر
.3اختالف الليل والنهار
ثالثا :من آيات الله تعالى في كونه
آيات الله تعالى في خلق السماء
ومن أعظم اآليات الدالة على عظمة خالقها ومبدعها خلق السماء التي فوق رؤوسنا .قال تعالى :إِنَّ ِفي َخ ْل ِ
ق
ت ِألُو ِلي ْاأل َ ْلبَا ِ
ب. ف اللَّ ْي ِل َوالنَّه ِ
َار َآليَا ٍّ اختِ َال ِ ت َو ْاأل َ ْر ِ
ض َو ْ اوا ِ
س َم َ
ال َّ
كيف كان الله تعالى يخلقها دون عمد نراها؟ أليس عظيما شيء بديع مرفوع بال سند يسنده؟ وهذا ما شهدنا
ع َم ٍّد ت َ َر ْونَهَا.
ت ِبغَي ِْر َ
اوا ِ بأعيننا في واقعنا ،قال تعالى :اللَّهُ الَّذِي َرفَ َع ال َّ
س َم َ
ت ِطبَاقًا
اوا ٍّ
س َم َ وبعد أمعنا النظر فيها مرة بعد مرة لم يظهر هناك أي خلل وتفاوت ،قال تعالى :الَّذِي َخلَقَ َ
س ْب َع َ
ور. ت فَ ْ
ار ِج ِع الْبَص ََر َه ْل ت َ َرى ِم ْن فُطُ ٍّ الرحْ َم ِن ِم ْن تَفَ ُ
او ٍّ ق ََّما ت َ َرى فِي َخ ْل ِ
آيات الله تعالى في خلق األرض (ص ،)21 :آيات الله تعالى في خلق النبات (ص)20 :
10
خصائص المنهج الحسي وآثاره في الدعوة إلى الله تعالى
.9سرعة التأثير على اإلنسان (العتماده على الحواس التي تتصل بالمظاهر من حوله اتصاال مباشرا)
.3اتساع دارة المنهج الحسي (الشتراك البشر جميعا ،فالحواس الخمس تجتمع وتتواجد بصورة متماثلة في الناس أجمعين)
11
الثالث :وقار اإلنسان وهيئته
فتعريفه :إنه هيئة محمودة لإلنسان في حركاته وسكناته وهيآته وكالمه واختياره.
عند علماء الشريعة
عند اْلمام الشعري :هو العلم ببعض الضروريات الذي سميناه بالعقل بالملكة
عند اْلمام الرازي :والظاهر أن العقل صفة غريزية يلزمها العلم بالضروريات عند سالمة اآلالت وهي الحواس
الظاهرة والباطنة.
قيل :قوة للنفس بها تتمكن من إدراك الحقائق ،ومحل تلك القوة قيل الرأس ،وقيل القلب
خالصة السلوك
قال أهل العلم :جوهر مضيء خلقه الله في الدماغ وجعل نوره في القلب
قال أهل اللسان :ما ينجي صاحبه من المة الدنيا وندامة العقبى
قال حكيم :العقل حياة الروح والروح حياة الجسد
تعريف المنهج العقلي في االصطالح
هو النظام الدعوي الذي يرتكز على العقل ويدعو للتفكر والتدر واالعتبار
مكانة العقل في اْلسالم
أوال :اهتمام اْلسالم بالعقل
.9كثرة النصوص التي تدعو إلى التفكير وتذم التقليد
والقرآن لم يذكر العقل باسمه أو مصدره لإلشارة إلى أن المهم ليس عن مجرد وجود العقل ،ولكن األهم ما
هو مطلوب من هذا العقل أو هل كان يؤدي مهمته أم ال ،وهو التفكر والتدبر والتعقل .وأكثر ما ذكر فعل
العقل في القرآن قد جاء في الكالم عل آيات الله الكونية واإلنسانية ،مثل قوله تعالى:
ت ِلقَ ْو ٍّم يَ ْع ِقلُونَ ت َو ْاأل َ ْر ِ
ضَ ...آليَا ٍّ اوا ِ
س َم َ ِإنَّ فِي َخ ْل ِ
ق ال َّ
ويلي ذلك في الكثرة آيات كتابه التشريعية كقوله تعال:
علَ ْيكُ ْم أ َ َّال تُش ِْركُوا ِب ِه َ
ش ْيئ ًا ...ذَ ِلكُ ْم َوصَّاكُ ْم ِب ِه لَعَلَّكُ ْم ت َ ْع ِقلُونَ قُ ْل تَعَالَ ْوا أَتْ ُل َما ح ََّر َم َربُّكُ ْم َ
.0ذم اإلسالم من تعطيل التفكير
س َم ُع أ َ ْو نَ ْع ِق ُل َما كُنَّا فِي
قال تعالى في جعل إهمال استعمال العقل سبب عذا ب اآلخرةَ :وقَالُوا لَ ْو كُنَّا نَ ْ
س ِع ِير
ب ال َّ أَ ْ
صحَا ِ
ثانيا :تعدد صور تكريم اْلسالم للعقل
.9جعل اإلسالم الحفاظ على العقل من أهم مقاصد الشريعة (الضرورات الخمس :الدين ،والنفس ،والعقل ،والنسل ،والمال)
.0العقل الموصل إلى اإليمان الصحيح والعمل الصالح يسمو به اإلنسان على المالئكة
.3ارتباط التكليف بوجود العقل وصحته
12
.2األمر بتنشيط العقل وإيقاظ الذاكرة حين اعتراهما الغقلة والنسيان
.5غشاوة العقول واضطراب الفكر من سبب اإللحاد وفساد العقيدة وانحراف السلوك
.2العقل نور (بالمعنى المعنوي ،أي يسترشد ويستضيء به إلنسان)
المحاضرة السادسة ( 1نوفمبر 0209م)
العالقة بين الشرع والعقل
.9العقل والشرع كالهما هبة من عند الله
.0كالهما سبيل إلى الهداية
س :هل يمكن أن يثبت العقل بوجود اإلله من غير الشرع؟ الجواب نعم.
س :هل يمكن أن يعرف العقل طبيعة هذا اإلله؟ ال ،بل كان محاال.
مثال :رأيت السيارة في الشارع فعقلك يثبت بأن لها سائق يسوقها ،ولكن ال يعرف طبيعة هذا السائق ألنك
لم تره بعينيك ،فال بد من مخبر يخبرك عنه.
من هنا يظهر لنا أن العقل وحده ال يكفي لنيل الهداية إلى طريق الله المستقيم ويعرف الجزئيات ،ولكن يحتاج
إلى الشرع ،فالعالقة بينهما عالقة تكاملية.
فالفرق أن الشرع سبيل للحق اليقيني والهداية ال محالة ألنه معصوم ال خطأ فيه ،والعقل قد يوصلك إلى
الحق اليقيني وغيره أو إلى الهداية وغيرها ألنه غير معصوم.
هل األمور الغيبية تتناقض مع العقل؟
الجواب :كانت ال تتناقض معه ،ولكن العقل ال يدركها ،وهذا ليس عيبا له ،ألنه فوق طاقة العقل ،لذا جاء
الشرع ليبين كل هذه األمور ،ألنها ال تدرك إال عن طريق السماع عن الخبر الصادق من عند الله ورسوله
ضى ِم ْن غ ْي ِب ِه أ َ َحدًاِ ،إ َّال َم ِن ْ
ارت َ َ ب فَ َال يُ ْظ ِه ُر َ
علَى َ أو األدلة النقلية لذا سميت بالسمعيات .قال تعالى :عَا ِل ُم ا ْلغَ ْي ِ
َرسُو ٍّل فَ ِإنَّهُ يَ ْ
سلُكُ ِم ْن بَي ِْن يَ َد ْي ِه َو ِم ْن َخ ْل ِف ِه َر َ
صدًا.
قيل :بعض الناس يعرف الغيب ،كيف؟ حملت المرأة فجاءت إلى الطبيب ثم يخبرها بجنس الولد بأنه ذكر أو
أنثى ،أليس هذا من األمور الغيبية؟
الجواب :هذا ليس غيبا ومع ذلك أنه قد يأتي الطبيب باإلثبات على جنس الولد للمرأة الحامل بأنه ذكر أو
أنثى وهو خالف الواقع ،أي إثباته ليس يقينيا ،قد يثبت الذكر ولكنه أنثى ،أو يثبت األنثى مع أنه ذكر ،وهكذا.
.3العقل محل الخطاب التكليفي لالستيعاب واالستنباط والنظر واالستدالل
.2حرص اإلسالم أو الشرع على صيانة العقل والحفاظ عليه من كل ما يضره
بناء العقل بالحقائق
رسم المنهج العلمي للوصول إلى حقائق
تضريب العقل على النظر واالستدالل (كقوله تعالى :قُ ْل إِنَّ َما أ َ ِعظُكُ ْم بِ َواحِ َد ٍّة أَنْ تَقُو ُموا لِلَّ ِه َمثْنَى َوفُ َرادَى ث ُ َّم تَتَفَ َّك ُروا
شدِي ٍّد) عذَا ٍّ
ب َ َما بِصَاحِ ِبكُ ْم مِ نْ ِجنَّ ٍّة ِإنْ ه َُو ِإ َّال نَذِي ٌر لَكُ ْم بَ ْي َن يَد ْ
َي َ
13
.5كالهما يفتقر إلى اآلخر (فالعقل هو األساس والشرع بناع على هذا األساس)
قال اإلمام الغزالي :اعلم أن العقل لن يهتدي إال بالشرع والشرع لم يتبين إال بالعقل؛ فالعقل كاألس والشرع
كالبناء ،ولن يغني أس ما لم يكن بناء ،ولن يثبت بناء ما لم يكن أس...
فالشرع إذا فقد العقل لم يظهر به شيء وصار ضائعا ضياع الشعاء عند فقد نور البصر ،والعقل إذا فقد
الشرع عجز عن أكثر األمور عجز العين عند فقد النور.
فالمعيار الذي تقبل به األشياء أو ترفض في ضوء الوحي اإللهي أي القرآن والسنة هو العقل السليم.
مجاالت استعمال المنهج العقلي
قد وجه القرآن الكريم العقول إلى منهج في البحث ،ويدعو المسلمين إلى استخدام العقل استخداما استدالليا؛ ألن
الوصول إلى الحقائق يتطلب النظر الصحيح والخطوات السليمة وقد يأتي عن طريق االستدالل ،والنتيجة
الصحيحة قد تتحقق إذا كانت المقدمات صحيحة ،وإذا كان العقل سليما ،وحتى يصل اإلنسان إلى النتيجة
الصحيحة من خالل االستدالل ال بد من:
أوال :إزالة العواعق
.9ذم التقليد األعمى
وهو العمل بقول الغير بال حجة ،ويخرج من التقليد األعمى تقليد األمة للنبي صلى الله عليه وسلم وتقليد العوام للعلماء.
.0اجتناب الظن المذموم
فالوقوف عند الظن دون السعي لطلب العلم واليقين هو ما يذمه القرآن ألن الظن ال يغني من الحق شيئا .قال
سى ا ْبنَ َم ْريَ َم َرسُو َل اللَّ ِه َو َما قَتَلُوهُ َو َما َ
صلَبُوهُ تعالى في أمر قتل عيسى عليه السالمَ :وقَ ْو ِل ِه ْم إِنَّا قَت َ ْلنَا ا ْل َمسِي َح ِعي َ
ظ ِن َو َما قَتَلُوهُ يَ ِقينًا
ع ال َّاختَلَفُوا فِي ِه لَ ِفي ش ٍَّك ِم ْنهُ َما لَ ُه ْم بِ ِه ِم ْن ِع ْل ٍّم إِ َّال اتِبَا َ َولَ ِك ْن شُبِهَ لَ ُه ْم َوإِنَّ الَّ ِذينَ ْ
.3ذم الهوى
إن موقف القرآن الكريم ذم الهوى هو في وقت نفسه تنبيه العقل إلى المنهج الصحيح للنظر العقلي.
قال تعالى :أ َ َرأَيْتَ َم ِن ات َّ َخذَ إِلَ َههُ َه َواهُ أَفَأ َ ْنتَ تَكُونُ َ
علَ ْي ِه َو ِك ً
يال.
المحاضرة السابعة ( 92نوفمبر 0209م)
ثانيا :أبرز األساليب واالستدالالت
.9االستدالل بالتعريف
وهو الوصول إلى إثبات القضية أو رفض القضية عن طريق التعريف بها أو معرفة ماهيتها .ألن ذكر أو
معرفة خصائص الشيء وصفاته دليل على قبول الدعوى أورفضه ودليل عل صحته أو بطالنه .فمعرفتنا
حقيقة األصنام دليل على أنها ال تصلح أن تكون معبودا ،ومن بيان صفات الله تعالى التي جاءت عن طريق
الوحي دليل على أن يكون وحده مستحق للعبادة .والتعريف قبل التكليف.
14
.0االستدالل بالتجزئة (االستقراء)
إن تذكر أجزاء الموضوع وبتتبعها يكون إثبات الدعوى ،وبتتبع الجزئيات قد يوصلك إلى النتيجة الكلية
الصحيحة .مثال :وقد ثبت أن الله تعالى هو خالق السماوات واألرض ،وبدون ذكرنا كل أجزاء المخلوقات
عرفنا أن الله هو خالق كل شيء والمدبر له والقائم عليه.
.3التعميم ثم التخصيص
التعميم أن تذكر قضية عامة وتؤدي إلى إثبات الدعوى بإجمالها ،ثم يتعرض المستدل إلى جزئيات القضية،
فيبرهن على أن كل جزء منها يؤدي إلى إثبات الدعوى المطلوب.
ع َطى كُ َّل ش َْيءٍّ َخ ْلقَهُ ث ُ َّم َهدَى ،هذه اآلية تدل وهذا مثل قوله تعالى حكاية عن سيدنا موسى :قَا َل َربُّ َنا ا َّلذِي أ َ ْ
على تعميم اإلعطاء والهداية بأنه من عند الله تعالى وحده ،ثم بعد ذلك يبين جزئيات داخلة في هذا في قوله:
شتَّى. اء َما ًء فَأ َ ْخ َرجْ نَا ِب ِه أ َ ْز َوا ًجا ِم ْن نَبَا ٍّ
ت َ س َم ِسبُ ًال َوأ َ ْن َز َل ِمنَ ال َّ
سلَكَ لَكُ ْم ِفيهَا ُ الَّذِي َج َع َل لَكُ ُم ْاأل َ ْر َ
ض َم ْهدًا َو َ
.2العلة والمعلول
ب ا ْل ُم ْعت َ ِدينَ وهذا مثل قوله تعالىَ :وقَاتِلُوا فِي َ
سبِي ِل اللَّ ِه الَّ ِذينَ يُقَاتِلُونَكُ ْم َو َال ت َ ْعتَدُوا إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ
في اآلية السابقة نجد أن الله تعالى جوز القتال لسبب االعتداء ،فإذا زال السبب زال الجواز .ثم الجواز يكون
بالنظر إلى المسبب الذي يترتب على السكوت أو عدم الجواز في الدفاع على المحارب ،وهو أن يعم الفساد
ويسود الشر ،فلو ال هذا الدفاع لفسدت األرض ولهدمت المعابد ولم تقم شعائر الله.
.5المقابلة
إن المقابلة بين الشيئين أو أمرين أو شخصين ليعرف أيهما األفضل في عمل معين ،وإذا ثبت الفضل لواحد
منهما كان من حقه أن يقدم على غيره .وهذا مثل من يقوم بمقابلة بين الذات العلية وبين ما ابتدعوا الكفار
من عبادة األوثان ،فيتبين أن الله تعالى وحده الذي يستحق له العبادة لكونه خالقا ال مخلوقا ،قال تعالى :أَفَ َم ْن
ور َر ِحي ٌم. ق أَفَ َال تَذَك َُّرونَ َ ،و ِإ ْن تَعُدُّوا نِ ْع َمةَ اللَّ ِه َال تُحْ ُ
صو َها ِإنَّ اللَّهَ لَغَفُ ٌ ق َك َم ْن َال يَ ْخلُ ُ
يَ ْخلُ ُ
.2االستدالل بالتشبيه واألمثال
وقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أنه يضرب األمثال ويبين الحقائق عن طريقه .ومن ذلك قوله تعالى
ب َمث َ ًال َما بَعُوضَةً فَ َما فَ ْوقَهَا فَأ َ َّما ض ِر َ ستَحْ ِيي أ َ ْن يَ ْ
لبيان الحقائق سواء أكان بالصغير أم بالكبير :إِنَّ اللَّهَ َال يَ ْ
يرا الَّ ِذينَ آ َمنُوا فَيَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ ا ْلحَقُّ ِم ْن َربِ ِه ْم َوأ َ َّما الَّ ِذينَ َكفَ ُروا فَيَقُولُونَ َماذَا أ َ َرا َد اللَّهُ بِ َهذَا َمث َ ًال يُ ِض ُّل بِ ِه َكثِ ً
س ِقينَ .يرا َو َما يُ ِض ُّل ِب ِه ِإ َّال ا ْلفَا ِ
َو َي ْهدِي ِب ِه َك ِث ً
هذه اآلية تدل على أن الله تعالى يتخذ في كتابه الكريم األمثال تبيينا للحقائق وتثبيتا وإقامة ل لدليل بها ،كما
بض ِر َ اس ُجاء في قوله تعالى في بيان عجز األصنام ومن يعبدونها وقدرته تعالى على كل شيء :يَاأَيُّهَا النَّ ُ
ش ْيئ ًا سلُ ْب ُه ُم الذُّبَ ُ
اب َ ُون اللَّ ِه لَ ْن يَ ْخلُقُوا ذُبَابًا َولَ ِو اجْ ت َ َمعُوا لَهُ َوإِ ْن يَ ْ َمث َ ٌل فَا ْ
ست َ ِمعُوا لَه ُ إِنَّ الَّ ِذينَ ت َ ْدعُونَ ِم ْن د ِ
ي ع َِز ٌ
يز. وبَ ،ما قَد َُروا اللَّهَ حَقَّ قَد ِْر ِه ِإنَّ اللَّهَ لَقَ ِو ٌّ
ب َوا ْل َم ْطلُ ُ ف ال َّ
طا ِل ُ ست َ ْن ِقذُو ُه ِم ْنهُ َ
ضع ُ َ َال َي ْ
15
.2االستدالل بالقصص القرآني
وقد أخذ القرآن القصص سبيال لإلقناع والتأثير ،وبها نستدل على حقيقة األشياء ،كبطالن ما يعتقده المشركون
وغيرهم ،وقد يكون موضوع القصة رسوال يعرفونه ويجلونه ،كما جاء في قصة سيدنا إبراهيم عليه السالم،
س َم ُع َو َال يُب ِْص ُر ب إِب َْرا ِهي َم إِنَّهُ كَانَ ِصدِيقًا نَ ِبيًّا ،إِذْ قَا َل ِأل َ ِبي ِه يَاأَبَ ِ
ت ِل َم ت َ ْعبُ ُد َما َال يَ ْ قال تعالىَ :واذْك ُْر فِي ا ْل ِكتَا ِ
س ِويًّا ،يَاأَبَ ِ
ت َال ت َ ْعبُ ِد طا َ ت إِنِي قَ ْد جَا َءنِي ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم َما لَ ْم يَأْتِكَ فَاتَّبِ ْعنِي أ َ ْه ِدكَ ِص َرا ً ش ْيئ ًا ،يَاأَبَ ِ
ع ْنكَ َ َو َال يُ ْغنِي َ
َص ًّيا.
لرحْ َم ِن ع ِ طانَ كَانَ ِل َّ ش ْي َ ش ْي َ
طانَ ِإنَّ ال َّ ال َّ
س :من أهم أساليب المنهج العقلي ...7 ...6 ...5 ...4 ...3 ...2 ...1
المحاضرة الثامنة ( 92نوفمبر 0209م)
الدعوة إلى الله تعالى واْلقتاع العقلي
كانت الدعوة إلى ال تستغني عن اإلمتاع المتعلق بالقلب ،واإلقناع المتعلق بالعقل .وإذا وصلت الدعوة إلى
المدعو عن طريق اإلمتاع ففي نفس الوقت كان مقتنعا ،وال عكس ،قد تقنتع النفس مع عدم اإلمتاع.
واإلقناع هو إلزام العلم أو إقامة الحجة .واألسس التي يقوم عليها اإلقناع:
.9وجود الدليل
واإلسالم ال يعرف التقليد األعمى ،وقد ذكر الحق تعالى أن القرآن الكريم قد جاء بالبرهان الساطع ،قال
اس قَ ْد جَا َءكُ ْم بُ ْرهَانٌ ِم ْن َر ِبكُ ْم َوأ َ ْن َزلْنَا إِلَيْكُ ْم نُ ً
ورا ُم ِبينًا. تعالى :يَاأَيُّهَا النَّ ُ
.0صحة الدليل
.3انسجام الدليل مع الدعوى
والدعوى عن الغيبيات فالدليل المنسجم لها النص أو الدليل الننقلي وهو القرآن الكريم والسنة النبوية،
والدعوى العقلية فالدليل المنسجم لها البرهان.
.2فقه الدليل
سلَّ َم
علَ ْي ِه َو َ
صلَّى الله ُ َ سو ُل الل ِه َ فقد أخطأ من يدعى بتحريم ال َحلق يوم الجمعة استنباطا من الرواية :نَهَى َر ُ
ضالَّةَُ ،وع َِن ا ْل ِحلَ ِ
ق يَ ْو َم ا ْل ُج ُمعَ ِة ارَ ،وأ َ ْن ت ُ ْن َ
ش َد فِي ِه ال َّ ش َد فِي ِه ْاأل َ ْ
شعَ ُ س ِجدَِ ،وأ َ ْن ت ُ ْن َ
اء َوا ْلبَي ِْع فِي ا ْل َم ْ
ع َِن الش َِر ِ
قَ ْب َل الص ََّال ِة .قد يخطئ الناس في ضبط كلمة الحلق.
أصول المحاجة الفكرية والمجادلة (في اإلسالم)
.9أن ال يجادل اإلنسان إال في الحق وعن علم ويقين
.0النهي عن المجادلة في األمور البديهية والمسلم بها
.3الدعوة إلى التفكير الجماعي
.2إزالة غشاوة العقول والتفكر في خلق الله تعالى
16
.5وضع القرآن الكريم القواعد الكلية للمنهج العقلي للدعوة اإلسالمية
التفكر في الخلق دون الخالق
ال يتحدث المسلم فيما ال يعلم أو ليس فيه مصلحة
ال يبني المسلم أفكاره ومعتقداته على الظن
خصائص المنهج العقلي وآثاره علىى المدعوين
.9سرعة التأثير وعمقه لدى المدعوين
.0إفحام الخصم (بعدم القدرة على الرد على اآليات القرآنية واألحاديث النبوية والحجج العقلية)
18
أجرد :قلب طاهر ،ليس فيه غل وال حسد وال حقد وال غش وغيره ،أي أنه مجرد عن السيئات.
أغلف :مغلف مختوم
منكوس :مقلوب ،ألنه يعرف الحق وأنكره
مصفح :فيه إيمان ونفاق
المحاضرة العاشرة ( 03نوفمبر 0209م)
أهمية المنهج العاطفي
كانت تأتي ألنه مرتبط بالقلب ،وال يمكن اإلنسان في حال من األحوال أن يستغني عن قلبه ،ودل على أهمية
القلب ومكانته ما يلي:
.9ذكره القرآن الكريم في أكثر من 902مرة ،بحيث تجد مادة "عقل" تذكر في أكثر من 22مرة تقريبا.
19
المجاالت التي ينال العبد فيها حب الله (كما ذكرها القرآن)
.9التقوى والوفاء بالعهود ،قال تعالى :بَلَى َم ْن أ َ ْوفَى بِعَ ْه ِد ِه َواتَّقَى فَ ِإنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ
ب ا ْل ُمت َّ ِقينَ
ب ا ْل ُمحْ ِ
سنِينَ .0اإلحسان إلى الغير ،قال تعالىَ :وأَحْ ِ
سنُوا إِنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ
ب ا ْل ُمت َ َ
ط ِه ِرينَ ب الت َّ َّوا ِبينَ َويُ ِح ُّ .3والتطهر الحسي والمعنوي ،قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ
ط ِه ِرينَ ب ا ْل ُمت َ َ .2التوبة ،قال تعالىِ :إنَّ اللَّهَ يُ ِح ُّ
ب الت َّ َّوا ِبينَ َويُ ِح ُّ
.5الصبر ،قال تعالىَ :واللَّهُ يُ ِح ُّ
ب الصَّا ِب ِرينَ
المجاالت التي يبغضها الله ويكره من يرتكبها (كما ذكرها القرآن)
ب َم ْن كَانَ َخ َّوانًا أَثِي ًما .9اإلثم ،قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ
ب َم ْن كَانَ َخ َّوانًا أَثِي ًما .0الخيانة ،قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ
ب ا ْل ُم ْعتَدِينَ .3االعتداء على الغير ،قال تعالىَ :وقَاتِلُوا فِي َ
سبِي ِل اللَّ ِه الَّ ِذينَ يُقَاتِلُونَكُ ْم َو َال تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ
ب َم ْن كَانَ ُم ْخت َ ًاال فَ ُخ ً
ورا .2الكبر والخيالء ،قال تعالى :إِنَّ اللَّهَ َال يُ ِح ُّ
ع ِلي ًما وء ِمنَ ا ْلقَ ْو ِل ِإ َّال َم ْن ظُ ِل َم َوكَانَ اللَّهُ َ
س ِميعًا َ س ِب اللَّهُ ا ْل َجه َْر ِبال ُّ
.5الجهر بالسوء ،قال تعالىَ :ال يُ ِح ُّ
ب ا ْل ُم ْف ِ
س ِدينَ ب ا ْلفَ َ
سا َد ،وقالَ :واللَّهُ َال يُ ِح ُّ .2الفساد والمفسد ،قال تعالىَ :واللَّهُ َال يُ ِح ُّ
س ِر ِفينَ س ِرفُوا ِإنَّهُ َال يُ ِح ُّ
ب ا ْل ُم ْ .2اإلسراف ،قال تعالىَ :و َال ت ُ ْ
مجاالت استعمال المنهج العاطفي
.9حالة دعوة الجاهل
كقوله صلى الله عليه وسلم ألبي جهل :يَا أَبَا ا ْل َحك َِمَ ،هلُ َّم إِلَى اللَّ ِه َوإِلَى َرسُو ِل ِه َوإِلَى ِكت َابِ ِه أ َ ْدعُوكَ إِلَى اللَّ ِه
.0حالة دعوة من ال يعرف حاله
.3في دعوة أصحاب القلوب الضعيفة والرقيقة
كالنساء واألطفال واليتامى والمساكين والمرضى والمصابين ،قال تعالى :فَأ َ َّما ا ْليَتِي َم فَ َال ت َ ْقه َْر
.2في دعوة اآلباء لألبناء ،واآلباء لألبناء ،واألقارب واألرحام واألصدقاء فيما بينهم
َص ًّيا ش ْي َ
طانَ كَانَ ِل َّ
لرحْ َم ِن ع ِ ش ْي َ
طانَ ِإنَّ ال َّ قال إبراهيم عليه السالم ألبيه كما حكى القرآنَ :ياأ َ َب ِ
ت َال ت َ ْعبُ ِد ال َّ
أبرز أساليب المنهج العاطفي
أوال :أسلوب الموعظة الحسنة ،وأشكاله كثيرة منها:
.9الخطابة والوعظ
.0التذكير بنعمة الله تعالى على عبده
20
.3الترغيب والترهيب وذكر الثواب والعقاب
.2الوعد بالنصر والتمكين
.5قص القصص العاطفية والمؤثرة
ثانيا :إظهار الرأفة والرحمة بالمدعوين
وهذا كمجال الدعوة بين اآلباء واألبناء ،مثل قوله تعالى حكاية عن سيدنا لقمان مع ابنهَ :و ِإ ْذ َقا َل لُ ْق َمانُ ِال ْب ِن ِه
طانَ إِنَّ ش ْي َ َوه َُو يَ ِعظُهُ يَابُنَ َّي َال تُش ِْر ْك بِاللَّ ِه إِنَّ الش ِْركَ لَظُ ْل ٌم ع َِظي ٌم ،وعن سيدنا إبراهيم مع أبيه :يَاأَبَ ِ
ت َال ت َ ْعبُ ِد ال َّ
َصيًّا.
لرحْ َم ِن ع ِ طانَ كَانَ ِل َّ ش ْي َال َّ
ثالثا :قضاء الحاجات وتقديم المساعدات
وهذا لم يقتصر على المساعدة المادية فحسب ،ولكن قد يكون في مشاركة وجدانية في موقف ،وفي األشياء المعنوية.
المحاضرة الحادية عشرة ( 05نوفمبر 0209م)
أهمية العاطفة اْليمانية في واقع الحياة
كلمة العاطفة في مجال الدعوة اإلسالمية ليست مجرد كلمة شاعرية ،تجعل صاحبها يعيش في خيال وأحالم
وردية ،وإنما هي منهج فاعل مؤثر ،كم عدل من سلوك وقضى على أزمات ،وسمى بصاحبه ودل على أنه
شخصية إنسانية نبيلة .وهذا مثل ما فعله صلى الله عليه وسلم.
الزنَا ،فَأ َ ْقبَ َل ْال َق ْو ُم
سلَّ َم فَقَالََ :يا َرسُو َل الل ِه ،ائْذَ ْن ِلي بِ ِ ص َّلى اللهُ َ
علَ ْي ِه َو َ ي َ ع ْن أَبِي أ ُ َما َمةَ قَالَِ :إ َّن فَتًى شَابًّا أَت َى النَّبِ َّ
َ
س قَالَ " :أَت ُِحبُّهُ ِأل ُ ِمكَ ؟ " قَالََ :ال. علَ ْي ِه فَزَ َج ُروهُ َوقَالُواَ :مهَْ .مهْ .فَقَالَ " :ا ْدنُ ْه ،فَ َدنَا ِم ْنهُ قَ ِريبًا " .قَالَ :فَ َجلَ َ َ
اس يُ ِحبُّونَهُ ِأل ُ َّمهَاتِ ِه ْم " .قَالَ " :أَفَت ُِحبُّهُ ِال ْبنَتِكَ ؟ " قَالََ :الَ .والل ِه يَا َوالل ِه َجعَلَنِي اللهُ فِدَا َءكَ .قَالََ " :و َال النَّ ُ
اس يُ ِحبُّونَهُ ِلبَنَاتِ ِه ْم " .قَالَ " :أَفَت ُِحبُّهُ ِأل ُ ْختِكَ ؟ " قَالََ :الَ .والل ِه َرسُو َل الل ِه َجعَلَنِي اللهُ فِدَا َءكَ قَالََ " :و َال النَّ ُ
اس يُ ِح ُّبونَهُ ِأل َ َخ َوا ِت ِه ْم " .قَالَ " :أَفَت ُِح ُّبهُ ِل َع َّم ِتكَ ؟ " قَالََ :الَ .والل ِه َج َعلَ ِني اللهُ َج َعلَ ِني اللهُ ِفدَا َءكَ .قَالََ " :و َال النَّ ُ
اس يُ ِحبُّونَهُ ِلعَ َّماتِ ِه ْم " .قَالَ " :أَفَت ُِحبُّهُ ِل َخالَتِكَ ؟ " قَالََ :الَ .والل ِه َجعَلَنِي الله ُ فِدَا َءكَ .قَا َل: فِدَا َءكَ .قَالََ " :و َال النَّ ُ
َص ْن فَ ْر َجهُ ط ِه ْر قَ ْلبَهَُ ،وح ِ
غ ِف ْر ذَ ْنبَه ُ َو َ
علَ ْي ِه َوقَالَ " :الل ُه َّم ا ْ اس يُ ِحبُّونَهُ ِل َخ َاالتِ ِه ْم " .قَالَ :فَ َو َ
ض َع يَ َدهُ َ " َو َال النَّ ُ
" قَا َل :فَلَ ْم َيك ُْن َب ْعدُ ذَ ِلكَ ا ْلفَتَى يَ ْلتَفِتُ ِإلَى ش َْيءٍّ .
س :وضح أهمية استخدام العاطفة في الدعوة إلى الله تعالى مع ذكر شواهد لذاك!
مواقف من حياة األنبياء عليهم السالم
قال الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى:
لئن كانت العبقرية امتداد في موهبة واحدة أو في جملة مواهب ،إن النبوة امتداد في المواهب كلها واكتمال عقلي
وعاطفي وبدني ،وعصمة من الدنايا ورسوخ في الفضائل ،وعراقة في النبل والفضل.
هم الرجال المصابيح الذين هم * كأنهم من نجوم حية صنعوا
21
موقف خليل الرحمن عليه السالم مع أببه
س َم ُع َو َال يُب ِْص ُر ت ِل َم ت َ ْعبُ ُد َما َال يَ ْ ب إِب َْرا ِهي َم إِنَّهُ كَانَ ِصدِيقًا نَبِيًّا ( )41إِذْ قَا َل ِألَبِي ِه يَاأَبَ ِ قال تعالىَ :واذْك ُْر فِي ا ْل ِكتَا ِ
ت س ِو ًّيا (َ )43ياأَبَ ِ طا َ ت ِإ ِني قَ ْد جَا َء ِني ِمنَ ا ْل ِع ْل ِم َما لَ ْم َيأ ْ ِتكَ فَات َّ ِب ْع ِني أ َ ْه ِدكَ ِص َرا ً ش ْيئ ًا (َ )42ياأ َ َب ِ ع ْنكَ َ َو َال يُ ْغ ِني َ
الرحْ َم ِن فَتَكُونَ اب ِمنَ َّ عذ َ ٌسكَ َ اف أ َ ْن يَ َم َّ
ت إِنِي أ َ َخ ُ لرحْ َم ِن ع َِصيًّا ( )44يَاأَبَ ِ طانَ كَانَ لِ َّ ش ْي َ
طانَ إِنَّ ال َّ ش ْي َ
َال ت َ ْعبُ ِد ال َّ
س َال ٌم ب أ َ ْنتَ ع َْن آ ِل َهتِي يَاإِب َْرا ِهي ُم لَئِ ْن لَ ْم ت َ ْنت َ ِه َأل َ ْر ُج َمنَّكَ َوا ْه ُج ْر ِني َم ِليًّا ( )46قَا َل َ ان َو ِليًّا ( )45قَا َل أ َ َرا ِغ ٌ ط ِش ْي َ
ِلل َّ
سى أ َ َّال أَكُونَ
ع َ ُون اللَّ ِه َوأ َ ْدعُو َر ِبي َ عت َ ِزلُكُ ْم َو َما ت َ ْدعُونَ ِم ْن د ِ ست َ ْغ ِف ُر لَكَ َر ِبي ِإنَّهُ َكانَ ِبي َح ِف ًّيا (َ )47وأ َ ْ سأ َ ْعلَ ْيكَ ََ
وب َوك ًُّال َجعَ ْلنَا نَ ِبيًّا سحَاقَ َويَ ْعقُ َ ُون اللَّ ِه َو َه ْبنَا لَهُ إِ ْعت َ َزلَ ُه ْم َو َما يَ ْعبُ ُدونَ ِم ْن د ِ ش ِقيًّا ( )44فَلَ َّما ا ْ َاء َر ِبي َ ِب ُدع ِ
ع ِليًّا ( )55مريم52-29 : ْق َسانَ ِصد ٍّ (َ )44و َو َه ْبنَا لَ ُه ْم ِم ْن َرحْ َمتِنَا َو َجعَ ْلنَا لَ ُه ْم ِل َ
مما استفدنا من اآليات السابقة:
.9األدب الخطابي ،حيث نجد هنا موقف العطف والحنان في هذا النداء الجميل :يا أبتي ،وقد تكرر هذا النداء
الرقيق الحبيب أربع مرات
.0عدم متابعة فيما ليس صحيحا حتى وإن كان من ذوي القربى ،بل ال بد من دعوتهم إلى الحق وتقديم النصح
.3قد سلك عليه السالم في دعوته وموعظته أحسن منهاج وأقوم سبيل ،واحتج عليه بأبدع احتجاج بحسن أدب
وخلق جميل ،لكن وقع ذلك لسائر ركب متن المكابرة والعناد ،وانتكب بالكلية عن محجة الصواب والرشاد.
مع سيدنا نوح عليه السالم (ص)929 :
مع سيدنا هود عليه السالم (ص)920 :
مع سيدنا موسى عليه السالم (ص)923 :
طىسلَّ َم َما أ َ ْع َ
علَ ْي ِه َو َصلَّى اللهُ َ سو ُل الل ِه َ طى َر ُ س ِعي ٍد ْال ُخد ِْري ِ قَالَ :لَ َّما أ َ ْع َ ع ْن أ َ ِبي َ روى اإلمام أحمد في مسندهَ ،
ار فِيص ِ ي مِنَ ْاأل َ ْن َ ي ٌءَ ،و َجد َ َهذَا ْال َح ُّ ار ِم ْن َها َ
ش ْ ص ِبَ ،ولَ ْم يَكُ ْن فِي ْاأل َ ْن َ طايَا فِي قُ َري ٍْش َوقَبَائِ ِل ْال َع َر ِ ِم ْن تِ ْلكَ ْال َع َ
سلَّ َم قَ ْو َمهُ، صلَّى اللهُ َ
علَ ْي ِه َو َ ي َرسُو ُل الل ِه َ ت فِي ِه ُم ْالقَالَةُ َحت َّى قَا َل قَائِلُ ُه ْم :لَ ِق َ
أ َ ْنفُ ِس ِه ْمَ ،حتَّى َكث ُ َر ْ
22
صنَعْتَ فِي َهذَا علَيْكَ فِي أ َ ْنفُ ِس ِه ْم ِل َما َ ي قَدْ َو َجد ُوا َ س ْعد ُ بْنُ عُبَادَة َ ،فَقَالَ :يَا َرسُو َل الل ِه ،إِ َّن َهذَا ْال َح َّ علَ ْي ِه َ
فَدَ َخ َل َ
بَ ،ولَ ْم َيكُ فِي َهذَا ْال َحي ِ مِنَ ظا ًما فِي قَ َبائِ ِل ْال َع َر ِطا َيا ِع َ ع َ
طيْتَ َ سمْتَ فِي قَ ْو ِمكَ َ ،وأ َ ْع َ ي ِء الَّذِي أ َ َ
صبْتَ ،قَ َ ْالفَ ْ
ام ُر ٌؤ ِم ْن قَ ْو ِميَ ،و َما أَنَا؟ قَالَ : س ْعد ُ؟ " قَالََ :يا َرسُو َل الل ِهَ ،ما أَنَا ِإ َّال ْ ي ٌء ،قَالَ " :فَأَيْنَ أ َ ْنتَ ِم ْن ذَلِكَ يَا َ ش ْ
ار َ ْاأل َ ْن َ
ص ِ
يرةِ"، " فَاجْ َم ْع ِلي قَ ْو َمكَ فِي َه ِذ ِه ْال َح ِظ َ
اج ِرينَ ،فَت ََر َك ُه ْم ،فَد َ َخلُوا َو َجا َء يرةِ ،قَالَ :فَ َجا َء ِر َجا ٌل ِمنَ ْال ُم َه ِ ار فِي تِ ْلكَ ْال َح ِظ َ ص َس ْعد ٌ ،فَ َج َم َع ْاأل َ ْن َ قَالَ :فَخ ََر َج َ
صلَّى سو ُل الل ِه َ ار ،قَالَ :فَأَتَاهُ ْم َر ُ ص ِ ي ِمنَ ْاأل َ ْن َ س ْعد ٌ فَقَالَ :قَ ِد اجْ ت َ َم َع لَكَ َهذَا ْال َح ُّ آخ َُرونَ ،فَ َردَّهُ ْم ،فَلَ َّما اجْ ت َ َمعُوا أَت َاهُ َ
ع ْنكُ ْم َو ِجدَة ٌ ار َما قَالَةٌ بَلَغَتْنِي َ ص ِ علَ ْي ِهِ ،بالَّذِي ه َُو لَهُ أ َ ْهلٌ ،ث ُ َّم قَالَ " :يَا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ سلَّ َم فَ َح ِمد َ اللهَ َوأَثْنَى َ علَ ْي ِه َو َ
اللهُ َ
ف الله ُ بَيْنَ قُلُوبِكُ ْم؟" ،قَالُوا: عالَةً فَأ َ ْغنَاكُمُ اللهُ؟ َوأ َ ْعدَا ًء فَأَلَّ َ ض َّال ًال فَ َهدَاكُمُ اللهُ؟ َو َ َو َجدْت ُ ُموهَا فِي أ َ ْنفُ ِسكُ ْم ،أَلَ ْم آتِكُ ْم ُ
ار" قَالُواَ :و ِب َماذَا نُ ِجيبُكَ َيا َرسُو َل الل ِهَ ،و ِللَّ ِه ص ِ ضلُ .قَالَ" :أ َ َال ت ُ ِجيبُونَنِي َيا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ َب ِل اللهُ َو َرسُولُهُ أ َ َم ُّن َوأ َ ْف َ
ضلُ. َو ِل َرسُو ِل ِه ْال َم ُّن َو ْالفَ ْ
ط ِريدًا َف َآو ْينَاكَ ، ص ْرنَاكَ َ ،و َ وال َفنَ َ صدَّ ْقنَاكَ َ ،و َم ْخذ ُ ً ص ِد ْقت ُ ْم ،أَت َ ْيتَنَا ُم َكذَّبًا َف َ
صدَ ْقت ُ ْم َو ُ َقالَ" :أ َ َما َوالل ِه َل ْو ِشئْت ُ ْم َلقُ ْلت ُ ْم َف َل َ
ع ٍة مِنَ الدُّ ْنيَا ،ت َأَلَّ ْفتُ بِ َها قَ ْو ًما ِليُ ْس ِل ُمواَ ،و َو َك ْلتُكُ ْم إِلَى ار فِي لُعَا َ ص ِس ْينَاكَ ،أ َ َو َجدْت ُ ْم فِي أ َ ْنفُ ِسكُ ْم يَا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ عائِ ًال فَآ َ
َو َ
سو ِل الل ِه فِي ِر َحا ِلكُ ْم؟ يرَ ،وت َْر ِجعُونَ ِب َر ُ شا ِة َو ْال َب ِع ِ اس ِبال َّ َب ال َّن ُ ار أ َ ْن َيذْه َ ص ِ ض ْونَ َيا َم ْعش ََر ْاأل َ ْن َ ِإس َْال ِمكُ ْم؟ أَفَ َال ت َْر َ
ار ِش ْعبًا ص ُت ْاأل َ ْن َ سلَ َك ِ
اس ِش ْعبًاَ ،و َ سلَكَ النَّ ُ ارَ ،ولَ ْو َ ص ِام َرأ ً ِمنَ ْاأل َ ْن َ س ُم َح َّم ٍد بِيَ ِد ِه لَ ْو َال ْال ِهجْ َرة ُ لَكُ ْنتُ ْ فَ َوالَّذِي نَ ْف ُ
ار " قَالَ :فَبَ َكى ْالقَ ْو ُمَ ،حت َّى ص ِ َاء ْاأل َ ْن َارَ ،وأ َ ْبنَا َء أ َ ْبن ِ ص ِارَ ،وأ َ ْبنَا َء ْاأل َ ْن َ ص َ ار َح ِم ْاأل َ ْن َ ار ،الل ُه َّم ْ ص ِ ب ْاأل َ ْن َ سلَ ْكتُ ِش ْع َ لَ َ
سلَّ َم َوتَفَ َّرقُوا. صلَّى الله ُ َ
علَ ْي ِه َو َ ف َرسُو ُل الل ِه َ ص َر َ ظا ،ث ُ َّم ا ْن َ ضينَا ِب َرسُو ِل الل ِه قِ ْس ًما َو َح ًّ ضلُوا ِل َحاهُ ْمَ ،وقَالُواَ :ر ِ أ َ ْخ َ
السلف الصالح وقوة العاطفة اْليمانية
عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما
علَ ْينَا َراعٍ ِم ْن َجب ٍل ،فَقَا َل لَهُ ا ْبنُ
عر ْسنَا ،فَانحدَ َر َ بن ِد ْين ٍَار ،قَالَ :خ ََرجْ تُ َم َع اب ِْن عُ َم َر إِلَى َم َّكةَ فَ َّ ع ْب ِد الل ِه ِ ع ْن َ َ
َ
ب ,قَا َل :فَأيْنَ الله ُ - الذئْ ُ َ ي َم ْملُ ْوكٌ ,قَالَ :قُ ْل ِل َ
س ِيدِكَ :أ َكلَ َها ِ َ
عُ َم َر :أ َراعٍ؟ قَالَ :نَ َع ْم ،قَالَِ :ب ْعنِي شَاة ً ِمنَ الغَن َِم .قَالَِ :إنِ ْ
تراهُ بَ ْعدُ ،فَأَعتَقَهُ! ع َّز َو َج َّل؟ قَا َل ابْنُ عُ َم َر :فَأَيْنَ اللهُ! ث ُ َّم بَ َكى ،ث ُ َّم ا ْش َ َ
محمد بن المنكدر رحمه الله تعالى (ص)959 :
عبد الله ابن مبارك (ص)959 :
ليس الدين أحكاما جافة وأوامر ميتة ،إنه قلب يتحرك بالشوق والرغبة ،يحمل صاحبه على المسارعة إلى طاعة
الله وهو يقولَ :وع َِج ْلتُ ِإلَ ْيكَ َر ِ
ب ِلت َ ْرضَى (طه ،)52 :فكيف تتحول التكاليف الصعبة إلى شيء سائغ حلو؟
خصائص المنهج العاطفي وفوائده
.9لطف األسلوب ورقة العبارة
.0سرعة التأثير واالستجابة لمن يحسن استخدام المنهج العاطفي (قد يكون التأثير سطحيا)
.3سعة دائرة المنهج العاطفي
23
فوائد المنهج العاطفي ومزاياه:
.9صورة من صور تكامل المجتمع
.0العطف من رحمة الله تعالى
.3الرحمة بالضعفاء والمرضى تدخل السرور على قلوبهم وتسعدهم
.2إمهال المخطئين وهو مما يصلح المجتمع
.5الرحمة بالحيوان
.2يثمر حب الخير للغير
المحاضرة الرابعة عشرة ( 2ديسمبر 0209م)
الفصل الرابع :خصائص المنهج الدعوي وأهدافه
خصائص المنهج الدعوي
أوال :الربانية
مفهوم الربانية (لغة)
المالك ،إن لم يضاف إلى شيء ما فمراده رب العالمين الله عز وجل
قال الراغب األصفهاني :الرب في األصل :التربية؛ وهو إنشاء الشيء حاال فحاال إلى حد التمام ،يقال :ربه
ورباه وربيبة ،وال يقال :الرب مطلقا إال لله تعالى المتكفل بمصلحة الموجودات...
قال ابن األثير :الرب يطلق في اللغة على المالك والسيد والمدبر والمربي والقيم ،وال يطلق غير مضاف إال
على الله تعالى ،وإذا أطلق على غيره أضيف فيقال :رب كذا...
معنى الربانية اصطالحا
االنتساب إلى رب العالمين ،ومنهج الدعوة منهج رباني في مصدره وغايته فهو يعتمد على الوحي اإللهي إما
القرآن وإما السنة (والمنهج العقلي أيضا مبني على النص ،والذي يُضبط به ،وأفضل العقول ما يضبط بضوابط النص).
24
اآلثار المترتبة على ربانية المصدر أو من فوائده أو من ثمراته:
.9العصمة من التناقض والتطرف
اختِ َالفًا َكثِ ً
يرا (النساء)50 : قال تعالى :أَفَ َال يَت َ َدبَّ ُرونَ ا ْلقُ ْرآنَ َولَ ْو كَانَ ِم ْن ِع ْن ِد َ
غي ِْر اللَّ ِه لَ َو َجدُوا فِي ِه ْ
.0البراءة من التحيُّز والهوى
.3االحترام وسهولة االنقياد (مبني على قدسية النص واألمر واآلمر)
س :ما هي اآلثار المترتبة على ربانية المصدر للدعوة اْلسالمية؟
ربانية الغاية والوجهة
أي أن اإلسالم يجعل غايته اآلخرة وهدفه البعيد هو حسن الصلة بالله تبارك وتعالى والحصول على مرضاته.
اآلثار المترتبة على ربانية الوجهة أو من فوائده أو من ثمراته:
.9معرفة غاية الوجود اإلنساني (حتى يحس لحياته قيمة ومعنى ولعيشه طعما ومذاقا)
.0االهتداء إلى الفطرة (التي تطلب اإليمان بالله تعالى وال يعوضها شيء غيره)
25
رابعا :الوسطية
وهي العدل والخيار ،أو الموقع المتوسط بين طرفين ،وقد يكون ذلك الوسط هو القصد المصون عن اإلفراط
(غلو) والتفريط (تقصير) ،فيمدح به نحو السواء والعدل والنصفة.
والعدل في المفهوم اإلسالمي :االعتدال الرافض لغلو اإلفراط والتفريط ،فال الرهبانية المسيحية ،والنسك
األعجمي ،وال الحيوانية الشهوانية والتحلل من التكاليف.
س َّل َم َ
ع ْن َ
ع َم ِل ِه ص َّلى اللهُ َ
ع َل ْي ِه َو َ سأَلُوا أ َ ْز َوا َج ال َّن ِبي ِ َ
س َّل َم َ ص َّلى اللهُ َ
ع َل ْي ِه َو َ ب ال َّن ِبي ِ َ
ص َحا ِ ع ْن أَن ٍَس ،أ َ َّن نَ َف ًرا ِم ْن أ َ ْ
َ
اش ،فَ َح ِمد َ علَى فِ َر ٍ َ
ض ُه ْمَ :ال أنَا ُم َ َّ
ض ُه ْمَ :ال آكُ ُل اللحْ َمَ ،وقَا َل بَ ْع ُ َ
ض ُه ْمَ :ال أت َزَ َّو ُج النِ َسا َءَ ،وقَا َل بَ ْع ُ
فِي الس ِِر؟ فَقَا َل بَ ْع ُ
سا َء ،فَ َم ْن ج النِ َ صو ُم َوأ ُ ْف ِط ُرَ ،وأَت َ َز َّو ُعلَ ْي ِه .فَقَالََ « :ما بَا ُل أ َ ْق َو ٍّام قَالُوا َكذَا َو َكذَا؟ لَ ِكنِي أُص َِلي َوأَنَا ُمَ ،وأ َ ُ اللهَ َوأَثْنَى َ
ْس ِمنِي» رواه مسلم سنَّ ِتي فَلَي َ ب ع َْن ُ َر ِغ َ
المحاضرة السادسة عشرة ( 92ديسمبر 0209م)
خامسا :الثبات
الثبات خصيصة من خصائص الدعوة أو الدين
ودين اإلسالم يتميز بالثبات والتطور
.9الثبات :ثبات األصول والمبادئ العامة والكليات
.0التطور :التطور في األساليب والوسائل والفروع والجزئيات
الثبات صفة من صفات المؤمنين
الثبات صفة من صفات الدعاة إلى رب العالمين
الثبات في الدعوة
أن يظل الداعية مجاهدا في سبيل غايته ،مضحي ا في نشر دعواته ،ملتزما بمبادئه ،مستقيما على منهجه ،حتى
ص َدقُوا َما عَا َهدُوا يلقي ربه (واألمر عنده ليس تحقيق الغاية وإنما الثبات في سبيل ربه) ،قال تعالىِ :منَ ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ ِرجَا ٌل َ
ِيال (األحزاب ،)03 :وقال أيضا :فَا ْ
ص ِب ْر َك َما َ
ص َب َر علَ ْي ِه فَ ِم ْن ُه ْم َم ْن قَضَى نَحْ َبهُ َو ِم ْن ُه ْم َم ْن َي ْنت َ ِظ ُر َو َما َب َّدلُوا ت َ ْبد ً
اللَّهَ َ
ست َ ْع ِج ْل لَ ُه ْم (األحقاف.)35 : أُولُو ا ْلعَ ْز ِم ِمنَ ُّ
الرسُ ِل َو َال ت َ ْ
من معاني الثبات:
-9الدوام واالستقرار -0 ،الصحة والتحقق -3 ،المالزمة
األدلة على الثبات في القرآن وممن يثبتهم الله تعالى:
.9الرسل ،قال تعالىَ :ولَ ْو َال أ َ ْن ثَبَّتْنَاكَ لَقَ ْد ِكدْتَ ت َ ْركَنُ إِلَي ِْه ْم َ
ش ْيئ ًا قَ ِل ً
يال (اإلسراء)22 :
ص ْركُ ْم َويُثَبِتْ أ َ ْقدَا َمكُ ْم (محمد)2 : .0المؤمنون ،قال تعالى :يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا إِ ْن ت َ ْن ُ
ص ُروا اللَّهَ يَ ْن ُ
والمراد بالمؤمنين هنا العاملون
26
أنواع ومواطن الثبات في الدنيا
.9الثبات على الدين (هو األصل ويتفرع منه ما ذكر بعده)
ُون (الذاريات: س إِ َّال ِليَ ْعبُد ِ لم يخلق الله تعالى الثقلين إال لعبادته تعالى ،قال عز وجلَ :و َما َخلَ ْقتُ ا ْل ِجنَّ َو ْ ِ
اْل ْن َ
ب القُلُوبِ ثَبِتْ قَ ْلبِي .)52والثبات على الدين أعظم ثبات ،فمن ثبت عليه ثبت على ما سواه .قال ﷺ :يَا ُمقَ ِل َ
علَى دِينِكَ (رواه الترمذي).
َ
ع ِتكَ (رواه مسلم)
طا َ ف قُلُو َبنَا َ
علَى َ ف ا ْلقُلُو ِ
ب ص َِر ْ .0الثبات على الطاعة ،قال ﷺ :الل ُه َّم ُمص َِر َ
.3الثبات على الحق
ط ْيبَ ٍة فَقَالَ" :يَا ِجب ِْري ُل َما َه ِذ ِهي بِ ِه َم َّر بِ ِريحٍ َ سلَّ َم لَ ْيلَةَ أُس ِْر َ صلَّى اللَّه ُ َ
علَ ْي ِه َو َ َّاس أ َ َّن َرسُو َل اللَّ ِه َ عب ٍ عن بن َ
ط ا ْل ِمد َْرى ِم ْن شطُ ِب ْنتَ فِ ْرع َْونَ ِإذْ َ
سقَ َ ت فِ ْرع َْونَ َوأ َ ْو َال ِد َها بَ ْينَ َما ِه َي ت َ ْم ُ الريحُ؟ " قَالََ :ه ِذ ِه ِري ُح َما ِ
ش َط ِة ِب ْن ِ ِ
َّ َ َ
س ِم الل ِه فقالتْ بِنتُ فِ ْرع َْونَ :أبِي؟ قالتْ :بَ ْل َربِي َو َربُّ ِك اللهُ ،قالت :وإن لك ربا غير أبي؟َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ
يَد َها فقالتْ :بِ ْ
غ ْي ِري؟ قَالَتْ : ب َ س َل إِلَ ْيهَا ،فَقَالَ :أَلَكَ َر ٌّ
قَالَتْ :نَعَ ْم ،اللَّهُ .قَالَتْ :فَأ ُ ْخبِ ُر بِذَ ِلكَ أَبِي؟ قَالَتْ :نَعَ ْم .فَأ َ ْخبَرتهُ فَأ َ ْر َ
َاس فَأُحْ ِميَتْ .فَقَالَتْ لَهُِ :إنَّ ِلي ِإلَ ْيكَ حَاجَةً .قَالَ :نَعَ ْم قَالَ :فَ َجعَ َل يُ ْل ِقي نَعَ ْم َر ِبي َو َربُّكَ اللَّهُ .فَأ َ َم َر ِبنُ ْق َر ٍّة ِم ْن نُح ٍّ
يع فَقَا َل :يَا أ ُ َّمتَاهُ أثبتي فإنك على الحق (رواه ابن حبان في احدًا َحتَّى ا ْنتَه َْوا إِلَى َولَ ٍّد لَهَا َر ِض ٍّ احدًا َو ِ َولَ َد َها َو ِ
صحيحه)
أهداف المناهج الدعوية (وهي لها عالقة بأهداف العمل الدعوي ،بل تندرج تحتها)
27