You are on page 1of 6

‫البيئة التسويقية الكبرى للمؤسسة‬

‫هناك عوامل مختلفة تؤثر على عمل ونشاط الشركة ‪ ،‬وعلى كل بيئتها التسويقية وهذه العوامل‬
‫يمكن أن تفتح أمام الشركة آفاقا جديدة أو أن تصبح مشروعا لخطر حقيقي ‪ ،‬وتتمثل هذه البيئة في‬
‫العوامل ‪:‬‬
‫‪ - )1‬البيئة الديمغرافية ‪.‬‬
‫‪ – )2‬البيئة االقتصادية ‪.‬‬
‫‪ – )3‬البيئة العلمية التقنية ‪.‬‬
‫‪ – )4‬البيئة السياسية والقانونية ‪.‬‬
‫‪ – )5‬البيئة الثقافية واالجتماعية‬
‫‪ – )6‬البيئة الدولية‪.‬‬
‫‪ – 1‬البيئة الديمغرافية ‪:‬‬
‫الديمغرافيا تدرس السكان من وجهة نظر تعدادهم وكثافتهم وأعمارهم ‪ ،‬وتناسب أجناسهم‬
‫وأعراقهم ونوعية أعمالهم وغيرها ‪.‬‬
‫والبيئة الديمغرافية تمثل اهتماما خاصا للقائمين على التسويق ألنها تعطي المعلومات عن‬
‫األشخاص من الذين تتألف منهم السوق بشكل خاص‪ .‬وخواص هذه البيئة ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬عند العمل مع أية سوق ال بد من معرفة تعداد السكان الذين يعيشون في هذه المنطقة‬
‫واحتماالت نموهم كي نقيم مخزون هذا السوق وتبيان الحاجات المحتملة لهم ‪.‬‬

‫الطبيعية الكبرى‬
‫التسويقية‬ ‫شكل ( ‪ ) α‬األنواع الرئيسية العاملة للبنية‬
‫البيئة التقنية العلمية البيئة‬
‫إذ أن احتماالت نمو السكان هامة جدا ‪ ،‬ألنها تؤمن للقائمين على التسويق المعلومات حول‬
‫البيئة اإلقتصادية‬ ‫البيئة السياسية‬
‫محددة ‪.‬‬ ‫الطلب عن سلع وخدمات‬
‫كما أن التغيير السكاني األكثر وضوحا في أوربا والواليات المتحدة األمريكية أو دول آسيا كما‬
‫الديمغرافية الشباب وتزايد عدد‬
‫بانخفاض عدد‬
‫البيئة‬
‫الثقافية العمرانية للسكان ‪ ،‬فهناك توقعات‬ ‫هو التغيير فيالبيئةالبنية‬
‫الشركة‬
‫األشخاص ما فوق الخمسين أو الستين في السنوات القادمة في تلك الدول ‪.‬أي أن هناك تغيرا في‬
‫السوق نظرا لتباين الحاجات بين متطلبات الشباب ومتطلبات الشيوخ والكبار‪ ،‬فيحتاج مجتمع كبار‬
‫السن بشكل أكبر إلى األدوية والعالج ‪ ،‬والفيتامينات ‪ ،‬وخدمات صحية خاصة ‪ ،‬وخدمات أخرى‬
‫تهم الشباب بدرجة أقل وكل ذلك من الحاجات وغيرها يمثل فرصا أمام بعض المنظمات لالستفادة‬
‫منها ‪.‬‬
‫كذلك فإن ارتفاع نسبة المواليد قد يؤدي إلى وجود قطاع سكاني كبير من األطفال والذين‬
‫يحتاجون إلى بعض الحاجات الخاصة كالحضانات ومالبس األطفال وبعض األغذية الخاصة بهم‪،‬‬
‫وهذا الوضع يمثل فرصا أمام بعض المنظمات لالستفادة منها ‪ ،‬وبعد سنوات قليلة يصبح هذا الجيل‬

‫‪1‬‬
‫في مرحلة الشباب والفتيات فتتغير احتياجات نوعا إلى احتياجاته إلى نشاطات ترفيهية ونوادي‬
‫ومدارس‪ .‬فهي كذلك فرص لبعض هذه المنظمات ‪.‬‬
‫أيضا التغيرات في العائلة تؤثر بشكل الفت على استهالكها ‪ ,‬فاستهالك عائلة تتكون من أب وأم‬
‫( زوج وزوجة) فقط أو أب وأم وولد أو ولدان والذي كثر بشكل ملحوظ في كل المجتمعات رغبة‬
‫منهم في مستوى معيشي أفضل ‪ ،‬من المؤكد أنه يختلف عن طبيعة استهالك عائلة أخرى ال تهتم‬
‫كثيرا بتخفيض نسبة اإلنجاب ‪.‬‬
‫زد على ذلك ازدياد عدد األمهات العامالت في مجتمعاتنا اليوم فرجال التسويق اليوم يوجهون‬
‫نحوهم رسائل دعائية وإعالنات للتغلب على المشكالت الجديدة بسبب التغير في الرغبات ‪ ،‬أي أن‬
‫هذا األمر سبب تغيرا في القيم واألدوار التقليدية داخل العائلة ‪ ،‬وزاد اإلقبال على أنواع معينة من‬
‫األغذية واألجهزة المنزلية التي تشبع ا لحاجات الجديدة ‪ ،‬وكل ذلك شكل فرصا لبعض المنظمات‬
‫بل أكثر من ذلك فإن خروج المرأة للعمل يعني ذلك زيادة الدخل الخاص باألسرة‪ .‬فبدال من أن‬
‫يكون مصدر الدخل لألسرة متوقفا على الزوج فقط سوف نجد أن الزوج والزوجة يعدان مصدرا‬
‫للدخل وهذا يعني زيادات في معدالت اإلتفاق ومن ثم الزيادة في الطلب على المنتجات والخدمات‬
‫التي تقدمها المنظمات كما سيتم االتجاه نحو السلع الرفاهية والمتعة كذلك ‪.‬‬
‫كذلك ازدياد عدد األشخاص المتعلمين في البلدان والمجتمعات حتم تخصيص نسبة أكبر من‬
‫الموارد المالية لقطاع التعليم وتنامي عدد األشخاص المتعلمين سيؤدي إلى الطلب على السلع‬
‫األكثر نوعية مثل الكتب والمجالت والرحالت ويزيد اإلقبال على تكنولوجيا الكمبيوتر والعلم‬
‫والخدمات اإلجتماعية والتجارة واألعمال والبناء والصحة والخدمات وحماية البيئة ‪.‬‬
‫‪ – 2‬البيئة االقتصادية ‪:‬‬
‫وهي مجموعة العوامل المؤثرة على القدرة الشرائية للمستهلكين وعلى البيئة االستهالكية وعلى‬
‫رجال التسويق أن يهتموا بهذه النزاعات االقتصادية التالية ‪:‬‬
‫أ – توزيع الدخل والتغير في القوة الشرائية ‪:‬‬
‫تمثل الدخول تلك الموارد المالية المتاحة لألفراد والتي تمكنهم من القيام بعملية شراء ما تقدمه‬
‫المنظمات من سلع وخدمات ‪.‬ويتحصل األفراد على هذا الدخل من عدة مصادر منها ‪ :‬الدخل‬
‫الناشئ عن العمل الذي يقوم به الفرد كاألجور والمرتبات والمعاشات والمكافآت ‪ ،‬وثمن الخدمة‬
‫لألطباء والمحامين والمهنيين اآلخرين ‪ ،‬وكذلك الدخل الناتج عن الثروة التي يمتلكها األفراد فتعد‬
‫مصدرا للموارد المالية مثل امتالك بعض األموال في البنوك والتي تدرعائدا ‪ ،‬وامتالك أراضي أو‬
‫عقارات تعطي ربحا وعائدا ‪.‬‬
‫إن معرفة حجم الدخل وطريقة وشكل توزيع الدخل مهم بالنسبة لرجال التسويق حتى يستطيعوا‬
‫التعرف على احتياجات المستهلكين وحجم سوقهم ‪.‬‬
‫ينتمي المستهلك ذو القدرة الشرائية العالية إلى الشريحة اإلجتماعية االقتصادية الراقية ‪ ،‬وإن‬
‫استقرار ومقدار إيراداتهم تضمن بأن تكون بنيتهم االستهالكية أقل تعرضا لتأثير للكساد‬
‫االقتصادي من المستهلكين من ذوي الدخل المنخفض‪ .‬كما أن المستهلكين من الشريحة الراقية‬
‫يعتبرون سوقا رئيسية لترويج ال مواد الترفيه ‪ ،‬أما ممثلو الطبقة المتوسطة منهم ينفقون أمواال أقل ‪،‬‬
‫لكنهم يسمحون ألنفسهم أحيانا بشراء بعض األشياء الثمينة في الوقت الذي يشتري فيه ممثلو الطبقة‬
‫العاملة مواد التغذية واأللبسة والضروريات فقط ‪.‬‬
‫وهناك بعض المستهلكين في بعض الدول من الطبقة المعدومة وهم األشخاص الذين يملكون‬
‫قدرة شرائية منخفضة يمتنعون أحيانا عن شراء المواد األكثر ضرورة ‪.‬‬
‫ب – مستويات األسعار والتضخم ‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫حيث تعتبر القرارات المتعلقة باألسعار من أكثر القرارات التي يتعين على مدير التسويق أن‬
‫يحر ص أن تكون مناسبة وبطريقة حكيمة شأنها أن تسهم في نجاح المؤسسة وتحقيق أهدافها ألن‬
‫أي تغير في سعر المنتجات يؤثر على حج م المبيعات وبالتالي على أرباح الشركة ‪ ،‬كما يؤثر على‬
‫الحصة السوقية للمؤسسة ‪ ،‬أو على هوامش ربحها المتوقع ‪.‬‬
‫وفي حالة ارتفاع األسعار للسلع والخدمات مع ثبات دخول األفراد أو عدم زيادتها بنفس نسبة‬
‫الزيادة في األسعار فإننا نصف هذه الحالة بظهور التضخم‪ .‬في هذه الحالة يزداد الطلب على السلع‬
‫أكبر من المعروضة منها ويترتب على ذلك بطبيعة الحال أن ترتفع أسعار هذه السلع وأخيرا يلجأ‬
‫المجتمع إلى محاولته لتخفيض الطلب ‪.‬‬
‫ج – تغير طبيعة مشتريات المستهلكين ( النمط االستهالكي ) أي ما مقدار ارتباط البنية‬
‫االستهالكية بمستوى الدخل ‪ .‬فقد درس أرست أنجلز تغيرات طبيعة المشتريات حسب نمو الدخل‪.‬‬
‫وأوضح أنجلز أنه بعد حساب زيادة الدخل العائلي اإلجمالي فإن نسبة الدخل على مواد التغذية‬
‫تنخفض‪.‬و نسبة الدخل على تسديد أجرة السكن تبقى كما هي ‪ ،‬أما بالنسبة لتسديد أجور الخدمات‬
‫الجماعية وال سيما أجور الغاز والكهرباء والخدمات العامة فإن نسبة الدخل ترتفع ‪ ،‬أما نسبة الدخل‬
‫على كل ما تبقى من أصناف السلع ومستوى األخطار ترتفع ‪ ،‬وكل األبحاث الالحقة أكدت صحة‬
‫قانون أنجلز ‪.‬‬
‫إن تقلبات التغيرات االقتصاد ية األساسية مثل الدخل والحد األدنى للمعيشة وأسعار الفائدة تؤثر‬
‫كثيرا على السوق ‪ ،‬وتحاول الشركات أن تتوقع حدوث هذه التقلبات بمساعدة أساليب التوقع‬
‫االقتصادي ‪ ،‬الركود االقتصاد ي أو النمو المؤقت المفاجئ ال ينعكس بالضرورة سلبا على عمل‬
‫الشركات ‪ ،‬وإذا تكيفت الشركات في الوقت المناسب مع تغيرات البيئة االقتصادية فلن تعاني منها ‪.‬‬
‫‪ – 3‬البيئة العلمية – التقنية ( التكنولوجية ) ‪:‬‬
‫وهي عبارة عن القوى التي تساعد على إيجاد ( أبتداع ) تكنولوجيا جديدة تظهر بفضلها سلع‬
‫وفرص تسويقية جديدة حيث أن التقدم العلمي والتكنولوجي يسير بخطى واسعة وسريعة في عالمنا‬
‫المعاصر ‪ ،‬مما يحتم على إدارة التسويق في كل مؤسسة ومنظمة متابعة للتقدم العلمي والتقني ‪،‬‬
‫واالستفادة من كل ما هو جديد في هذا المجال فإن تلك اإلنجازات واالبتكارات واالختراعات تؤثر‬
‫بشكل مباشر على تحسين وتطوير السلع والخدمات الحالية وابتكار المنتجات الجديدة ‪ ،‬وما توفره‬
‫من فرص تسويقية كبيرة ‪ ،‬وتساعد المجتمع للوصول إلى مستويات أعلى من الرفاهية ‪.‬‬
‫ومن اآلثار الجيدة للتكنولوجيات أنه قد يساعد على تحسين مستوى معيشة األفراد ‪ ،‬فهو يساعد‬
‫على اإلنتاج بصورة أكبر حجما مع مجهود أقل ‪ ،‬كما يساعد على تنوع و تعدد المنتوجات‬
‫والخدمات المتاحة لنا في األسواق ‪ ،‬كما يسمح لنا بأن نأدي بعض األعمال بسهولة أكبر و راحة‬
‫أكثر ‪ ،‬و وقت أقل و لعل ظهور الغساالت الكهربائية واألوتوماتكية يؤدي إلى تحقيق كل ما ذكرنا‬
‫‪.‬‬
‫كذلك قد ساعدت التكنولوجيا على سرعة اتصال األفراد بعضها ببعض و اتصالهم بمنظمات‬
‫األعمال أيا كان موقعها و لكن على الجانب اآلخر ظهرت بعض اآلثار السلبية مثل زيادة معدل‬
‫التلوث للهواء و الماء و ظهور بعض المشاكل الصحية كأكثر استخدام للمخصبات الجديدة في‬
‫الزراعة على إصابة بعض األفراد بالمرض ‪ ،‬كما ساهمت التكنولوجيا في زيادة معدل البطالة في‬
‫المجتمع ‪ ،‬حيث أن استحداث منظمة وال تكنولوجيا جديدة في اإلنتاج قد يدفعها إلى اإلسغناء عن‬
‫بعض العمال ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أما على مستوى المنظمات فإن للتكنولوجيا بعض اآلثار فهو أوال قد يؤثر على حجم الطلب‬
‫الخاص بها سواء بالزيادة أو النقصان ‪ ،‬فمثال ظهور سلع جديدة يؤدي إلى زيادة في الطلب لبعض‬
‫المنظمات ‪ ،‬و نقصان لبعض المنظمات األخرى ‪.‬‬
‫مثال ‪ :‬الحاسب اآللي الشخصي واستخدامه في الطباعة فإن مثل هذه التكنولوجيا تؤدي إلى‬
‫زيادة الطلب على الحاسب اآللي الشخصي لكنه يؤدي إلى نقص الطلب على اآلالت الكاتبة ‪.‬‬
‫وكذلك ظهور التلفزيون الملون قد يؤدي إلى زيادة الطلب عليه ‪ ،‬لكنه في نفس الوقت يؤدي إلى‬
‫نقص الطلب على التلفزيون األبيض واألسود ( العادي ) ومن ناحية أخرى فإن التكنولوجيا الجديدة‬
‫قد تؤثر على العمليات اإلنتاجية للمنظمات فهو قد يتطلب تغيير في نوع اآلالت المستخدمة في‬
‫اإلنتاج مثل إنتاج المالبس من األلياف الصناعية بدال من المالبس القطنية أو قد تدعو التكنولوجيا‬
‫الجديدة إلى قيام المنظمة بإعادة تدريب العاملين لديها لكي يعرفوا كيف يمكنهم استخدام اآلالت‬
‫الجديدة‪.‬‬
‫‪ – 4‬البيئة السياسية و القانونية ‪:‬‬
‫و تعرف البيئة السياسية على أنها القوانين والهيئات و المؤسسات الحكومية التي تؤثر و تقدر‬
‫عمل الشركات واألشخاص في مجتمع ما ‪.‬‬
‫إن أكثر المدافعين الغيورين عن اقتصاد السوق الحر موافقون على أنه البد من وجود بعض‬
‫الشركات القانونية التي تنظم عمل رجال األعمال ليعمل النظام االقتصادي بصورة طبيعية كحد‬
‫أدنى ‪ ،‬و أن التشريع الذي يصاغ بشكل جيد يشجع على المنافسة و يكفل وجود ظروف مالئمة‬
‫لتطوير سوق السلع و الخدمات ‪ ،‬لذا تتبع الحكومة سياسة تنظيم عمل و نشاط رجال األعمال ‪،‬‬
‫فهي تعد العديد من القوانين و القرارات لصالح المجتمع كله و حماية المستهلك من نشاط رجال‬
‫األعمال غير المنضبطين ففي غياب رقابة الدولة يمكن لبعض الشركات البدء بإنتاج سلع منخفضة‬
‫الجودة مدعمة باإلعالنات كاذبة ‪ ،‬إضافة إلى االحتيال على المستهلك باستخدام عبوات جميلة‬
‫وبأسعار منخفضة ‪.‬‬
‫القوانين و التشريعات ليست جامدة ‪ ،‬بل هي تتغير بين سنة و أخرى أو بعد عدة سنوات قليلة ‪،‬‬
‫فعلى خبراء التسويق أن يعتنوا بهذه البيئة و يراعوها أثناء إنتاج السلع و إعداد الخطط للتسويق‪.‬‬
‫إن اجر األجزاء للبيئة السياسية هي ازدياد عدد المؤسسات اإلجتماعية المتخصصة كالمدافعة‬
‫عن مصالح المستهلكين محولة حركة المستهلكين إلى قوة اجتماعية ضخمة مما يحتم على خبراء‬
‫التسويق االهتمام بالمنظمات حماية البيئة و الدفاع عن حقوق الجماعات اإلجتماعية المختلفة ‪:‬‬
‫كالنساء ‪ ،‬واألطفال و األقليات العرقية و كبار السن و العجزة ‪.‬‬
‫‪ – 5‬البيئة الثقافية و اإلجتماعية ‪:‬‬
‫البيئة الثقافية هي المؤسسات اإلجتماعية و القوى التي تؤثر على القيم األساسية للمجتمع‬
‫وإدراك أفراده و تفصيالتهم و أذاقهم و قواعد سلوك المجتمع ‪.‬‬
‫إن األفراد تتشكل شخصياتهم في المجتمع الذي يعيشون و ينتمون إليه فهو الذي يحدد معتقدهم‬
‫و قيمهم ‪ ،‬كما تتشكل لدى اإلنسان عقائد معينة تؤثر على عالقته بنفسه و باآلخرين و ممكن أن‬
‫تأثر على القرارات التسويقية ‪ ،‬بعض خصائص البيئة الثقافية ‪ ،‬و على خبراء التسويق أن يتذكروا‬
‫هذه الخصائص ‪ ،‬و أن يعرفوا بأنها تختلف في المجتمع في إطار السوق التي تمارس فيها‬
‫الشركات عملها ‪.‬‬
‫فالقيم و القواعد السلوكية التي تخص األخالق العامة يستمدها والفرد من عدة مصادر أهمها‬
‫الكتب السماوية كالقرآن و اإلنجيل ‪ ،‬و الضمير ‪ ،‬و األفراد الذين يحيطون به و بصفة خاصة‬
‫األسرة و األصدقاء و زمالء العمل أو الدراسة و القوانين الوضعية و التي تحرم بعض أنواع‬

‫‪4‬‬
‫السلوك و تعتبره سلوكا ال أخالقيا ‪ ،‬و من هذه المصادر يستمد الفرد بعض القيم و القواعد السلوكية‬
‫مثل حب اآلخرين أو العمل على خدمتهم و الوفاء بالعهود و االلتزامات و العمل على جمع‬
‫المعرفة و الحكمة و االهتمام بالذرية الصالحة و االهتمام بالجدود و األسالف ‪ ،‬و األمانة وغيرها‬
‫من القيم و القواعد األخالقية ‪ ،‬مثل هذه األخالق تؤثر بال شك على طريقة أداء الفرد لعملة في‬
‫المنظمة ‪.‬‬
‫أما القيم و القواعد ا لسلوكية التي تخص العمل ‪ ،‬فهي يقصد بها تلك القيم المرتبطة بالعمل‬
‫ارتباطا مباشرا ‪ .‬و من أمثلة ذلك العمل بأقصى طاقة عندما يكلف الفرد بعمل محدد من قبل‬
‫الم نظمة التي يعمل بها ‪ ،‬إيمان الفرد بأهمية اتخاذ القرارات بصورة جماعية أم بصورة فردية‬
‫متسلطة ‪ ،‬و درجة إيمان ا لفرد بالمسؤولية الجماعية أم المسؤولية الفردية ‪ ،‬وغيرها من القيم‬
‫المرتبطة بالعمل ‪ ،‬فإنه مثل هذه القيم تؤثر في عمل المنظمات ‪.‬‬
‫أغلب القيم و المعتقدات راسخة و ثابتة لدى المجتمعات و مع ثباتها فإنها تتعرض لبعض‬
‫المتغيرات كتسريحة الشعر و األلبسة ‪.‬و خبراء التسويق يتابعون دائما النزاعات الجديدة في الثقافة‬
‫كي يشيروا في الوقت المناسب إلى القدرات المناسبة أو الخطر المحدق ‪،‬وهذه المعلومات تساعدهم‬
‫على تلبية الطلب الناشئ باقتراح السلع المناسبة و نشر المعلومات عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة الفرعية ‪:‬‬
‫وتكون بين مجموعة من األفراد يرتبطون بنظام للقيم المشتركة المبنية على أساس تجاربهم‬
‫الحياتية المشتركة أو أوضاعهم المعيشية وأنماط حياتهم ‪ ،‬ومن هذه المجموعات الشباب و النساء‬
‫و العا مالت ‪ ،‬المتقاعدون إن كل من هذه المجموعات يمثل ثقافة فرعية منفصلة يتقاسم أفرادها‬
‫معتقدات مشتركة وتفضيالت معينة و أنماط سل وكية متجانسة ‪ ،‬و يمكن أن تعتبر إدارة التسويق‬
‫كل مجموعة من هؤالء بعد دراسة أنماطهم االستهالكية وخصائص أفراد كل مجموعة ‪ ،‬قطعا‬
‫سوقيا مميزا عن القطاعات األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬الطبقة االجتماعية‪:‬‬
‫وتعرف الطبقة االجتماعية بأنها ذلك القطاع من المجتمع الذي يضم مجموعة من األفراد الذين‬
‫يتصفون بقدر كبير من التجانس في مكانتهم اإلجتماعية و بصورة تتشكل فيها هذه المكانة تفوق‬
‫أعلى أو أدنى من غيرها في سلسلة هرمية ‪ ,‬فأصحاب الطبقة الواحدة ينظرون إلى غيرهم ضمن‬
‫المستوى االجتماعي الواحد (الطبقة ) بأهم األفراد الذين يستطيعون قبولهم كأنداد لهم ‪ ،‬ويرغبون‬
‫في التعامل معهم و االشتراك معهم بدون أن يتملكهم أي شعور بوجود فوارق من أي نوع ‪.‬‬
‫‪ -6‬البيئة الدولية ‪:‬‬
‫إن مكونات البيئة الدولية و التي تؤثر على عمل منظمات األعمال هي‪:‬‬
‫أ – القيود على حركة التجارة الدولية ‪:‬‬
‫تسعى جميع الدول إلى أن يكون هناك فائض في ميزانها التجاري ‪،‬و يتحقق ذلك عن طريق‬
‫تشجيع الصادرات و التقييد من الواردات ‪ .‬و يتم تقييد الواردات إما عن طريق تحديد حصة محددة‬
‫للسلع ال يمكن استيراد أكبر منها أو قد تقوم الدولة لتقييد االستيراد عن طريق فرض تعرفت‬
‫جمر وكية على السلع التي تدخل إليها بصورة تجعل سعرها في داخل الدولة أعلى بكثير من‬
‫مثيالتها و التي يتم تصنيعها محليا ‪ ،‬و ترى الدولة أن األفراد سيفضلون السلع المصنعة محليا عن‬
‫المستوردة نظرا لفارق السعر بينها ‪ ،‬كما قد تعتبر الدولة حركة االستيراد عن طريق منع استيراد‬
‫منتجات بالكامل ‪ ،‬ففي الواقع أن تقييد حركة االستيراد تفتح الفرصة للمنظمات الوطنية لكي تجد‬
‫األسواق الكافية كما تحمي الصناعة الوطنية من المنافسة األجنبية ‪.‬‬
‫ب – التجمعات االقتصادية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫تتجه الدول في الفترة األخيرة إلى تكوين عدد من التجمعات االقتصادية مثل السوق األوربية‬
‫المشتركة و دول األوبك ‪ ،‬و مجلس التعاون الخليجي و الهدف من هذه التجمعات هو تسهيل‬
‫حركة التجارة فيما بين الدول المشتركة في التجمع ‪ ،‬فإذا وجدت المنطقة في دولة من دول التجمع‬
‫فإن ذلك يسهل لها تصدير ما تقوم به من إنتاج إلى دول التجمع األخرى وثقل ذلك الموقف يؤدي‬
‫إلى قدرة المنظمة على التوسع من رقعة أسواقها وزيادة مبيعاتها ‪.‬‬
‫ج – العالقات على مستوى الدول ‪ :‬إن قدرة المنظمة على التعامل مع األسواق الخارجية‬
‫تتوقف على العالقة بين حكومات الدول التي توجد بها المنظمات وحكومات الدول األخرى فسوء‬
‫العالقة بين حكومتين قد تقيدا أو تقلل من قدرة المنظمات العاملة في كل دولة على التعامل في‬
‫أسواق الدولة األخرى فسوء العالقة بين الحكومتين المغرب و الجزائر فإن ذلك أدى إلى عدم‬
‫تمكن المنظمات الجزائرية من التعامل في السوق المغربية و العكس صحيح ‪ ،‬و كذلك الحال‬
‫بالنسبة إلى وجود العالقة الطيبة يشجع المنظمات في دولة ما على تصدير سلعها و منتجاتهم إلى‬
‫دولة أخرى‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like