كلية الهندسة قسم هندسة العمارة المرحلة الثانية شروق عماد
تقرير عن المدرسة المرجانية
جامع مرجان من مساجد العراق األثرية القديمة ،ويقع في شارع الرشيد ،في منطقة الشورجة على يمين الداخل إلى سوق ه العطارين ببغداد ،وهو مسجد محكم البناء وفسيح األرجاء وكانت في ِ مدرسة تسمى المدرسة المرجانية وشيد هذه المدرسة أمين الدين مرجان بن عبد هللا بن عبد الرحمن السلطاني األولجايتي من موالي السلطان أويس بن حسن اإلليخاني أحد أمراء الجالئريون عام 758هـ1356 /م ،وشرط التدريس فيها على المذاهب األربعة ،ووقف على لوازمها ما كان يملكه من عقارات في بغداد وخارجها ذكرها في وقفيته التي كانت محررة بالحجر على جدران المدرسة وبنى لها غرفاً للمدرسين وكذلك مستشفى يطل على نهر دجلة خاص لطلبة العلم، الكتابة المنقوشة في االجر األعلى من باب المدرسة تدل على انه كان مملوكا المرأة منهم هي ام الشيخ حسن الكبير مؤسس الدولة الجاليرية ومن هنا جاء نسبة االولجايني وعلى وجهه اخر االوالقايتي بحسب لهجتين مغوليتين وكلتاهما مكتوبة في االجر واسمها "اولجتاي" بنت الملك ارغون بن اباقا بن هوالكو أسست هذه المدرسة لتدريس الفقة الشافعي والفقة الحنفي وشرط فيها ان تتخذ موضعا لفصل القضايا الشرعية اإلسالمية والقضايا اليارغونية أي التي تجري على قانون جنكيز خان ولكثرة ما اعتاد الناس الصالة في مصلى هذه المصلى في العصور األخيرة سماها الناس "جامع مرجان " وهي تعرف اليوم بهذا االسم وقد امر مرجان نقش وقفيتها وتخليد اسمه ونسبة المجهول "عبد هللا ابن عبد الرحمن " الن الناس كلهم عبيد هللا وعبيد الرحمن على االجر ونقلت نصوص الوقفية االجرية الى مخازن مديرية االثار العامة لعد هدم المصلى وتصغير رقعة المدرسة لتوسيع الطرق الحافة بها وتقويم شارع الرشيد وقد جاء في اعلى باب المدرسة كتابة وقد دلت هذه الكتابة على ان مرجان انفق على انشاء المدرسة من ماله الذي هو مال سيدتة الجتاي خاتون ام الشيخ حسن الكبير الجاليري الن العبد وماله ملك لسيده بحسب الشربعة والسيد هو الوارث له ان مات
ان المدرسة لم تتم في حكم الشيخ حسن فاستمر على انشائها
حتى تمت في أيام حكم ابنه اويس وال يبعد ان الجتاي خاتون هي التي اوعزت مملوكها مرجان بانشاء المرسة ووفق مرجان كثيرا من الضياع والعقار والبساتين على هذه المدرسة منها الخان الفخم الذي ال يزال قائما شاهدا على عظمه بماءة ومتانة مواده االنشائية المعروف بخان االورطمة او االرتمة أي المستور المغطى باللغة التركية ودفن المرجان في المدرسة وشيد على قبر ِه قبة جميلة ومشيفة الشكل هدمت فيما بعد عند توسعة شارع الرشيد ،وبعد ذلك أتخذ ه الصلواتالوزير سليمان باشا من المدرسة مسجداً جامعاً تقام في ِ الخمس وصالة الجمعة وصالة العيدين ،وآخر تعمير للجامع كان في عام 1392هـ1973 /م من قبل وزارة األوقاف والشؤون الدينية حيث شمل الترميم القباب والسياج الخارجي والساحة والواجهة األمامية وتبلغ مساحة الجامع حوالي 1500م 2ويستوعب لحوالي 1200مصل، ويحتوي مصلى حرم الجامع على ثالث قباب اثنان منها صغيرة وواحدة كبيرة مرتكزة على أقواس تنتهي بالجدران المحيطة بها ،وهذا ما أضاف للمصلى روعة هندسية وفنية مميزة ،وكان ممن درس في هذه ه العالمة الحاج موسى سميكة مفتي الحنابلة المدرسة الملحقة ب ِ في بغداد، والشيخ أبو الثناء محمود اآللوسي ،وأبنه نعمان اآللوسي المتوفي عام 1317هـ1899 /م ،وحفيده محمود شكري اآللوسي ،وعلي عالء الدين اآللوسي الذي دفن في ساحة المدرسة بعد وفاته عام 1339هـ/ ه توفي والده نعمان اآللوسي ودفن قربه ،وكذلك من 1921م ،ومن قبل ِ الشيوخ المدرسين في المدرسة المرجانية الشيخ ابراهيم اآللوسي الذي درس فيها للفترة من عام 1923ولغاية عام1927م ،وآخر من درس فيها قبل إغالقها األستاذ فؤاد بن أحمد شاكر اآللوسي. وكانت هذه المدرسة مربعة الشكل تقريبا مبتورة قليال من ركنها الشمالي الشرقي ،تتكون من صحن مربع الشكل في الجهة القبلية منه بيت الصالة كبير ارتفاع سقفه بارتفاع طابقي البناء مزينة جدرانه بالزخارف االجرية الدقيقة التي تقوم من ارتفاع 2م الى السقف ،وتعلوه ثالث قباب اعظمها القبة الوسطية وتحيط بها من الداخل آيات من القران الكريم ،تستند هذه القباب على مثلثات منحنية مغطاة بالزخارف االجرية الجميلة المحفورة حفرا دقيقا ،اما العقود الكبيرة الحاملة لهذه القباب فقد زينت بداياتها بالمقرنصات الرائعة الجميلة . ومحراب الصالة في هذا المصلى قطعة فنية بارزة تنطق بالدقة والجمال من الداخل وفي هذا المصلى يتلقى طلبة العلم دروسهم ويؤدون فيه الصالة في اوقاتها ،وكان في جبهة المصلى المطلة على الصحن خمسة مداخل اثنان منها في الجانبين يؤديان الى الدرجين المؤديين الى الطابق العلوي ،والثالثة الباقية تودي الى المصلى اوسعها المدخل االوسط ،وكانت تعلوها جميعا آيات من القران الكريم . ويقابل المصلى في الجهة الثانية من الصحن ايوان ضخم شبيه بأواوين المدرسة المستنصرية عليه كتابات تحيطها الزخارف وعلى جانبيه غرف صغيرة بطابقين لسكنى الطلبة والمدرسين . وكان الوصول الى الطابق العلوي من غرف المدرسة بواسطة اربعة ساللم في زواياها االربع كانت تزين واجهاتها زخارف نباتية وهندسية وكتابات . وفي هذه المدرسة مرقد بانيها تعلوه قبة نصف كروية مدببة قليال تقوم على عنق طويل مفصص واغلب الظن انها بنيت بعد وفاة مرجان سنة 774ه – 1327م وتتميز هذه القبة مع بناء الضريح بخلوها من التشكيالت الزخرفية من الداخل . اما داخل المدرسة فيقع في جهتها الغربية وعلى جانبيه غرف بطابقين وهو الجزء الوحيد الباقي من المدرسة التي بناها مرجان اذ هدمت جميعا عام 1366ه 1946-م عند فتح شارع الرشيد وشيدت ادارة االوقاف مكانها مسجدا وعليه ثالث قباب يختلف طرازها عن طراز القباب االصلية كما تبدو من الصورة قبل الهدم ،ثم اعادت دائرة االثار والتراث بنائها مرة اخرى . وواجه مدخل المدرسة كانت مغطاة بطبقة من الجص مع غيرها من الجدران الداخلية ازالتها دائرة االثار 1358ه – 1939م وهي شبيهة بواجهة مدخل المدرسة المستنصرية حيث تتكون من عقود مدببة متراجعة تغطيها الزخارف النباتية والهندسية الدقيقة وتعلو الباب كتابة تذكارية بخط الثلث الجميل فوق ارضية من الزخارف النباتية ومحاطة بالزخارف . والى يسار المدخل تقوم مأذنة بسيطة البناء تكاد تكون خالية من الزخارف وكانت هناك مئذنتان تحفان بهذا المدخل سقطتا قبل بناء المئذنة الحالية ,وقد استخدم القليل من االجر المزجج في زخرفة المئذنة وجوانب قبة المرقد ,ويالحظ المدقق في زخارف المدرسة براعة التصميم واالنجاز في مالء الفراغات على الجدران والعقود والواجهات وهي تقتصر على العناصر النباتية والهندسية واالشرطة الكتابية بعضها محصور داخل اطارات متعدد االشكال تتضمن آيات قرآنية كريمة ومديح وتبريكات اضافة الى وقفية المدرسة وكلها تغطي مساحة واسعة من الجداران تتضمن ما اوقف على المدرسة من ممتلكات وشروط الوقف واسم الباني وتاريخ البناء ,كما ورد اسماء عدد من الخطاطين الذين شاركوا في كتابتها .وكان تسجيل الوقفية بهذا الشكل داخل مصلى المدرسة وسيلة مهمة للمحافظة عليها من العبث والتزوير . تمتاز المدرسة المرجانية بالقباب التي تحملها فوق المصلى فهى المثال الوحيد في العراق من المدارس ذات المصليات ثالثية القباب . كما تمتاز بالمئذنتين التين كانتا تحيطان بالمدخل وهي ظاهرة لم نجدها في شرابية بغداد (القصر العباسي )او في المدرسة المستنصرية ,ومما تمتاز به هذه المدرسة الضريح الذي انشئ داخلها وهي ظاهرة جديدة ال نجدها في المدارس السابقة.