Professional Documents
Culture Documents
عرض تاسيس شركات المساهمة
عرض تاسيس شركات المساهمة
ال تقتصر ممارسة التجارة على األفراد الطبيعيين فحسب بل تتعدى ذلك لتشمل
مشروعات ضخمة ترتكز على عدد كبير من الطاقات الفردية والمالية حتى تحقق أهدافا
اقتصادية ،وهذه المشروعات تتمثل فيما يسمى بالشركات ،والتي تنقسم إلى صنفين :شركات
األ شخاص التي يعتمد نظامها على شخصية الشريك والثقة المتبادلة بين الشركاء ،والصنف
الثاني من الشركات ال تعطي اهتماما لشخصية الشريك بقدر ما تهتم باألموال التي يقدمها
للشركة ،ذلك ألن تأسيسها يتطلب رؤوس أموال ضخمة حتى تتسنى لها ممارسة النشاط
التجاري والتي تسمى بشركات األموال.
وتعتبر شركات المساهمة النموذج األمثل لشركات األموال ،فهي تعد بحق اإلطار
القانوني األنسب لكي تمارس المقاوالت الكبرى في االقتصاد نشاطها التجاري ،فهي بالفعل
أهم أعمدة التقدم التجاري والصناعي الذي أحرزه االنسان ،كما تعد أقوى أداة لتحقيق
المشروعات الضخمة الكبرى ،وأنجع وسيلة لالستثمار وتعبئة االدخار وأفضل شركة لجمع
االرباح الطائلة.1
لذا عملت مختلف التشريعات على سن قوانين كان الهدف منها حماية هذا النوع من
الشركات وحماية المساهمين فيها ،فقامت بتنظيم أحكامها بالتفصيل ،حتى ال تترك ثغرة في
قوانينها بدءا من مرحلة التأسيس وانتهاء بمرحلة انحاللها بتصفيتها في األخير.
وفي هذا السياق قام المشرع المغربي بإصدار مجموعة من القوانين لتنظيم شركات
المساهمة ،حيث كانت هذه االخيرة تخضع لظهير 11غشت 1922الذي كان يكتفي باإلحالة
فيما يتعلق بتنظيم هذه الشركات على القانون الفرنسي لسنة ،1867ويرى بعض الفقه بأن
هذا التشريع كان ناقصا وغير متالئم ،وذلك من ناحية كون الحماية التي سعى إلى توفيرها
للمدخرين من االحتيال والتالعب لم تكن كافية ،خاصة بسبب غياب الجزاءات الزجرية أو
1عز الدين بنستي ،الشركات في القانون المغربي ،الجزء االول ،الطبعة االولى .74 .2014
][2
عدم كفايتها مما فتح المجال لتأسيس شركات مساهمة وهمية أو ضعيفة البنيان والرأس المال،
ومن ناحية أخرى ألن ذلك التشريع قصر اهتمامه في توفير الحماية لالدخار ،ولم يول كبير
األ همية للمناخ الذي يجب أن تعمل فيه الشركة ،فلم ينتبه إلى مجموعة من المعوقات التي
تعرقل سيرها ،وأخيرا تعامل هذا التشريع مع شركات المساهمة كما لو أنها كانت من نمط
واحد ،فقرر أحكاما متماثلة لها ال تميز بين تلك التي تلجأ إلى االكتتاب العام ،وبين تلك التي
ال تلجأ إلى ذلك.1
لهذه األسباب بدأ التفكير جديا منذ نهاية السبعينيات ،وخاصة منذ سنة ،1976في
إصدار قانون يأخذ بعين االعتبار التحوالت التي عرفها االقتصاد الوطني والدولي،
والتطورات التي عرفتها القوانين المنظمة للشركات في أغلب الدول ،ويحاول تجاوز سلبيات
التشريع المطبق الذي كان سببا للعديد من المشاكل القانونية واالقتصادية.2
ولهذا الغرض تم تكليف لجنة مكونة من باحثين وجامعيين وأساتذة وقضاة من أجل
صياغة قانون جديد لشركات المساهمة يتجاوز عيوب وثغرات ونقائص المنظومة التشريعية
المتقادمة ،وهو القانون رقم 17.95الذي خرج إلى حيز التنفيذ بسرعة فائقة في الدورة
الربيعية لسنة .1996
وهذا القانون عرف بدوره بعض التنقيحات بمقتضى تعديل أجرى عليه سنة 2008
بواسطة القانون رقم 20.05والذي كان الغرض منها تبسيط إجراءات تأسيس شركة
المساهمة ،ضبط أكثر لصالحيات أجهزة التسيير والمراقبة ،والتخفيف من طابعه الزجري
فيما يتعلق بالتعامل مع المخالفات المنصوص عليها فيه .3ثم تال هذا التعديل ،صدور كل من
القانون 78.12في 29يوليوز 2015والقانون 20.19الصادر في 29أبريل ،2019
المتممان والمعدالن للقانون .17.95
يقصد بتأسيس شركات المساهمة مجموع األعمال القانونية والمادية التي تجتمع فيما
بينها إلخراج هذا الكيان القانوني إلى الواقع ،طبقا لقواعد وإجراءات قانونية آمرة ،ويتميز
1فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري الجديد ،الجزء الثاني الشركات التجارية ،دار االفاق المغربية ،الطبعة الخامسة .2016ص .177
2عالل فالي ،مفهوم رأس المال في شركة المساهمة ،الرباط ،مطبعة دار السالم ،الطبعة الثانية ،2013ص ،12
3فؤاد معالل ،المرجع المذكور .ص .178
][3
تأسيس شركات المساهمة بأنه ال يتم بمجرد انعقاد عقد الشركة ،بل يتطلب األمر إجراءات
معقدة تستغرق وقتا طويال نصت عليها المادة 17من قانون شركات المساهمة ،وهي إجراءات
تستهدف التأكد من جدية الشركة وصحة تكوينها حماية لمدخرات المساهمين.
وتعتبر هذه المرحلة أهم مرحلة في حياة الشركة ،ألن نتيجتها النهائية هي من تحدد
مصير الشركة ،ولذلك فإن نجاح هذه االخيرة رهين بمدى احترامها لإلجراءات القانونية التي
يجب اتباعها خالل هذه المرحلة ،الن المشاريع الناجحة ليست هي مشاريع الصدفة واالرتجال
والعشوائية ،وإنما هي المشاريع التي تحكمها ضوابط صارمة ومنهجية عمل واضحة وتخطيط
عقالني دقيق يراعي مختلف العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر على الشركة وإدارتها
المالية ،إال أن تأسيس الشركة قد يصاحبه مجموعة من المخاطر التي قد تؤثر على الثقة التي
تعتبر عصب التجارة واألعمال ،كاالحتيال وإنشاء الشركات الوهمية ،وهو ما يدفعنا لطرح
االشكالية التالية:
إلى أي حد استطاع المشرع المغربي بأن يوازن بين توفير اجراءات تأسيسية غير معقدة
تشجع على االستثمار في شركات المساهمة ،وبين الحفاظ على الثقة والقيم األخالقية
السائدة في ميدان األعمال المغربي؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت الفرعية يمكن إجمالها فيما يلي:
-ما هي االجراءات المتطلبة قانونا لتأسيس شركة المساهمة؟
-هل هناك اختالف بين تأسيس شركة المساهمة التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب وبين
تلك التي ال تدعو إلى ذلك؟
-من هم األشخاص المسؤولون عن عملية التأسيس؟
-ما هي الطبيعة القانونية لتصرفات المؤسسين خالل فترة التأسيس؟
لإلجابة على هذه االشكاليات المطروحة سنعتمد منهجا تحليليا ،وذلك من خالل تحليل المواد
القانونية المتعلقة بتأسيس شركات المساهمة ،مع تعزيزه بمقتضيات القانون المقارن ،ألجل
هذا ارتأينا تقسيم موضوع البحث على الشكل التالي:
المبحث االول :إعداد النظام األساسي وتوقيعه.
المبحث الثاني :االكتتاب في رأسمال شركة المساهمة وإجراءات شهرها.
][4
المبحث األول :إعداد النظام األساسي وتوقيعه
تتميز مرحلة تأسيس شركات المساهمة بوجوب القيام بمجموعة من اإلجراءات القانونية التي
تهدف لحماية اإلقتصاد الوطني وحماية المكتتبين بأسهمهم نظرا لضخامة المشروعات التي
تتولى تنفيذها ،وأول إجراء أوجبه المشرع لتأسيس هذه الشركات :هو إعداد النظام األساسي
من قبل المؤسسين الذين يتفقون على بنود النظام األساسي وشروطه.
إن دراسة عملية تأسيس شركة المساهمة ،يقتضي منا التعرف على "محركها" أي
المؤسسون )المطلب األول( ،ثم التطرق إلجراءات إعداد النظام األساسي)المطلب الثاني(.
تنشأ فكرة تأسيس شركة المساهمة في ذهن بعض األشخاص الذين يسمون
بالمؤسسين ،فيقوم هؤالء بالبحث في كل ما يتعلق بمشروعهم االقتصادي من أجل تحويله إلى
حقيقة واقعية ،ولتحقيق ذلك يقوم المؤسسون بمجموعة من اإلجراءات القانونية الضرورية
لتأسيس شركة المساهمة .وعموما لإلحاطة بالموضوع ،سنتناول في الفقرة األولى مفهوم
المؤسس ،على أن نخصص الفقرة الثانية للحديث عن المركز القانوني للمؤسس.
إن إقدام األفراد على االكتتاب في أسهم شركة المساهمة ال يعتمد فقط على المزايا
المتوقع تحقيقها من مشروع إنشاء الشركة ،إنما يعتمد كذلك على ما يتميز به المؤسس من
سمعة طيبة ومدى نزاهته وكفاءته ،باإلضافة إلى خبرته في مجال موضوع وغرض الشركة.
سنحاول أن نتطرق في هذه الفقرة إلى تعريف المؤسس (أوال) ،ثم الشروط الواجب
توافرها فيه(ثانيا).
][5
أوال :تعريف المؤسس
اختلف الفقه والقضاء في إعطاء تعريف موحد للمؤسس ،بين موسع لهذا المفهوم،
ومضيق له.
أ-االتجاه التقليدي المضيق لمعنى المؤسس :يرى أنصار هذا االتجاه أنه البد من التضييق
من مفهوم المؤسس ،بحيث تقتصر صفة المؤسس على األشخاص الذين قاموا بالتوقيع على
عقد الشركة فقط 1ألنه وحدهم من تتوفر لديهم نية تحمل المسؤوليات الناجمة عن تأسيس
شركة المساهمة ،ووفقا لهذا االتجاه ال يعتبر من المؤسسين األشخاص الذين يقومون بالدعاية
لمشروع الشركة والترويج له ،كما ال يعتبر مؤسسا الشخص الذين يقتصر عمله على مجرد
2
إقناع المدخرين باالكتتاب بأسهم الشركة.
وقد تعرض هذا االتجاه لعدة انتقادات ،فمن جهة قد يؤدي تضييق أنصار هذا االتجاه
لمفهوم المؤسس إلى إفالت أشخاص ساهموا بشكل مباشر في إنجاز مشروع الشركة وإبرازه
إلى الوجود من المسؤولية المدنية والجنائية في حالة إلحاق أضرار بمصالح المكتتبين
واالقتصاد الوطني ،وفي حالة مخالفة النصوص القانونية المتعلقة بتأسيس شركة المساهمة،
ومن جهة أخرى فإنه ليس كل من قام بإجراء قانوني يعد مؤسسا ،بدليل أنه يمكن أن يكون
أحد األشخاص الذين قاموا باإلجراءات القانونية لتأسيس الشركة ليس لهم نية تحمل المسؤولية
3
المترتبة عن ذلك.
ب-االتجاه الحديث الموسع لمعنى المؤسس :يعتبر مؤسسا وفقا لهذا االتجاه الحديث كل
شخص كان وراء تأسيس الشركة ،وكان من المحركين األساسيين لوجودها ،ولو لم يكن من
بين الموقعين على عقد الشركة4.غير أن هذا التوسع في مفهوم المؤسس يصعب األخذ به
1عبد القادر حمر العين ،المركز القانوني للشريك المؤسس في شركة المساهمة قيد التأسيس ،مقال منشور بمجلة جامعة األمير عبد
القادر للعلوم اإلسالمية ،قسنطينة الجزائر ،المجلد ،34العدد ،03السنة الجامعية .2020ص .1228
2نطاح نور الدين ،بوجالل سيف الدين ،النظام القانوني لشركة المساهمة في طور التأسيس ،مذكرة لنيل شهادة الماستر أكاديمي،
جامعة محمد بوضياف المسيلة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية .2021/2020ص .10-9
3محمد فتاحي ،المركز القانوني للمؤسس في شركات المساهمة في القانون الجزائري ،دفاتر السياسة والقانون ،العدد ،08جامعة
قاصدي مرباح ورقلة .2009 ،ص .85
4د.إلياس ناصيف ،تأسيس الشركة المغفلة ،الجزء السابع .2008 ،ص .82
][6
عندما نكون بصدد تطبيق الجزاءات الجنائية ألنه يتعارض مع مبدأ التفسير الضيق للقانون
1
الجنائي.
وعلى الرغم من هذا االعتراض ،فإن هذا االتجاه هو الذي يكرسه القضاء في فرنسا،
حيث استقرت محكمة النقض الفرنسية في هذا الخصوص على إضفاء صفة المؤسس على
كل من يساهم في تنظيم ووضع الشركة في حالة حركة وتشغيل ،واعتبار كل من شارك في
التنظيمات واإلجراءات الالزمة لتأسيس الشركة مؤسسا بشرط أن تكون طبيعة هذا االشتراك
2
تسمح باالعتقاد أنهم شاركوا في إنشاء وتكوين الشركة.
وعلى المستوى القانوني فإن التشريع المغربي جاء خاليا من أي تعريف للمؤسس ،مع
أنه أشار إليه في كثير من مواد قانون317.95المتعلق بشركات المساهمة كما تم تعديله
وتتميمه بمقتضى قانون رقم .420.05
غير أنه رغم عدم تبني القانون المغربي تعريفا صريحا للمؤسس ،إال أنه يمكن القول
أن المشرع المغربي يأخذ بالمفهوم الواسع للمؤسس الذي يعتبر كذلك حينما يشترك اشتراكا
فعليا أو ماديا في تأسيس الشركة عن طواعية و بإرادة تامة حتى ولو لم يتم تأسيسها 5،وذلك
عندما نص في المادة 27من قانون 17.95على أنه" :يسأل األشخاص الذين قاموا بعمل
باسم الشركة في طور التأسيس وقبل اكتسابها الشخصية المعنوية ،على وجه التضامن وبصفة
مطلقة ،عن األعمال التي تمت باسمها إال إذا تحملت الجمعية العامة."...
وعلى خالف التشريع المغربي فإن بعض التشريعات العربية اجتهدت في تعريف
المؤسس ،وذلك تسهيال لمهمة القضاء وتوحيدا للمعايير واالجتهادات ،وكان في مقدمتها
1سميحة القليوبي ،الشركات التجارية ،دار النهضة العربية القاهرة ،الطبعة الخامسة ،2011ص .600
2بن قرينة عمر ،قويدري عبد العزيز ،النظام القانوني للمؤسس في شركات المساهمة ،مذكرة مقدمة ضمن استكمال متطلبات نيل
شهادة ماستر أكاديمي في الحقوق ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية . 2019/2018ص
.11
3صدر بتنفيذه الظهير الشريف 1.96.124صادر في 30أغسطس 1996المنشور في الجريدة الرسمية عدد 4422بتاريخ 17
أكتوبر 1996ص .2320
4صدر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.08.18بتاريخ 23ماي 2008المنشور في الجريدة الرسمية عدد 5639بتاريخ 16يونيو
2008ص .1359
5عبد الرحيم شميعة ،الشركات التجارية في ضوء أخر التعديالت القانونية ،مطبعة وراقة سجلماسة ،الزيتون مكناس ،طبعة .2016
ص .226
][7
القانون المصري رقم 159سنة ،11981حيث نص في المادة 7على أنه" :يعتبر مؤسسا
للشركة كل من يشترك اشتراكا فعليا في تأسيس الشركة بنية تحمل المسؤولية الناشئة عن ذلك
ويسري عليه حكم المادة 89من هذا القانون ،ويعتبر مؤسسا على وجه الخصوص كل من
وقع العقد االبتدائي ،أو طلب الترخيص في تأسيس الشركة أو قدم حصة عينية عند تأسيسها.
وال يعتبر مؤسسا من يشترك في التأسيس لحساب المؤسسين من أصحاب المهن الحرة
وغيرهم".
يتبين من خالل هذه المادة ،أن ثمة عنصرين لتعريف المؤسس هما؛ االشتراك الفعلي
في التأسيس ونية تحمل المسؤولية ،وبدون تحقق هذين العنصرين معا ،ال تكون للشخص
صفة المؤسس ،وأكثر من ذلك اعتبر المشرع المصري أنه لكي يكتسب الشخص صفة
2
المؤسس يجب أن يتم التأسيس لحسابه الشخصي وليس لحساب سواه.
وقد تعرضت عبارة "بنية تحمل المسؤولية الناشئة" والواردة في الفقرة األولى من
المادة السابعة النتقاد ألن من شأنها أن تضع قيدا إلضفاء صفة المؤسس على كل من يشترك
اشتراكا فعليا في تأسيس الشركة وهو غير شريك ،حيث يكفي لإلفالت من هذه الصفة -
وبالتالي من المسؤولية المشددة للمؤسس -إثبات أنه لم يقصد تحمل المسؤولية الناشئة عن
3
اشتراكه رغم دوره الفعال والمؤثر في تأسيس الشركة.
بقي أن نشير إلى أنه كثيرا ما يقع الخلط بين مفهوم المساهم والمؤسس والمكتتب،
خاصة و أن المشرع المغربي لم يميز بينهم سوى من حيث اللفظ ،إال أن التفرقة بين هؤالء
قد تقلصت بعد إلغاء قانون 17.95للجمعية التأسيسية ،ومع ذلك نستطيع أن نجزم أن المؤسس
هو كل من يشترك اشتراكا فعليا في تأسيس الشركة بنية تحمل المسؤولية الناشئة عن ذلك،
والمكتتب هو الشخص الذي يعلن عن إرادته في االشتراك في شركة محتملة أو مستقبلية ،أما
1القانون رقم 159لسنة 1981بإصدار قانون شركات المساهمة وشركات التوصية باألسهم وشركات ذات المسؤولية المحدودة،
المنشور بالجريدة الرسمية عدد 40في أول أكتوبر سنة .1981
2إلياس ناصيف ،المرجع المذكور .ص.83
3سميحة القليوبي ،المرجع المذكور.ص.602-601
][8
المساهم فهو الشخص الذي وقع على النظام األساسي طبقا للمادة 17من قانون شركات
1
المساهمة التي تنص على انه ..." :توقيع النظام األساسي من جميع المساهمين."...
-1أهلية المؤسس :نجد أن المادة 337من قانون شركات المساهمة تنص على أن انعدام
األهلية ال يبطل العقد بطالنا مطلقا إال في حالة انعدام أهلية جميع المؤسسين.
انطالقا من هذه المادة ،يتبين أنه ال مانع من تأسيس شركة من طرف أشخاص ناقصي
أو عديمي األهلية ،حيث يكفي فقط أن يكون مؤسسا واحد من بين مؤسسي شركة المساهمة
كامل األهلية ،وهو نفس موقف القانون الفرنسي.
غير أنه ليس من السهل قبول هذا التوجه ،خاصة وأن المادة 27من قانون شركات
المساهمة تحمل المؤسسين المسؤولية التضامنية عن التصرفات المنجزة باسم الشركة خالل
مرحلة التأسيس إذا لم تتبناها الجمعية العامة األولى العادية أو غير العادية للشركة ،فكيف
يمكن أن نحمل المسؤولية لمن كان ناقص أو عديم األهلية2؟ والرأي فيما نعتقد ،بأنه ال يمكن
األخذ بهذا المقتضى المتعلق بأهلية المؤسس ،بل يجب الرجوع بخصوص هذه األخيرة إلى
القواعد العامة.
-2الحد األدنى لعدد المؤسسين :حددت المادة األولى من قانون شركات المساهمة الحد األدنى
لعدد المساهمين الذي ال يجب أن يقل عن خمسة مساهمين ،بعدما كان القانون القديم )ظهير
11غشت (1922يحدده في سبعة مساهمين.
غير أن تخفيض عدد المساهمين إلى خمسة في ظل القانون الحالي ،تعرض للعديد من
االنتقادات من قبل الفقه الذي يرى أن هذا العدد ال يناسب البناء الرأسمالي للشركة الذي يتطلب
عددا كبيرا من المساهمين وذلك لتمييزها عن الشركة ذات المسؤولية المحدودة.
1احمد شكري سباعي ،الوسيط في الشركات والمجموعات ذات النفع االقتصادي ،الجزء الثالث ،شركات المساهمة ،مطبعة المعارف،
الجديدة الرباط ،طبعة .2012ص .91
2شميعة ،المرجع المذكور .ص .228
][9
كما أن األصل في شركة المساهمة أن تكون مفتوحة غير أن تطلب عدد قليل من
الشركاء يفتح المجال أمام جعلها شركة مغلقة ،باإلضافة إلى أن الحد األدنى للشركاء يفتح
1
باب التحايل على النصوص الذي تفرضه.
ومهما يكن يجب أن يكون المساهمون شركاء حقيقيين ،بحيث إذا ثبت أن الشركة
تأسست بشركاء وهميين أو إذا تقلص عددهم إلى ما يقل عن خمسة لمدة تزيد عن سنة جاز
2
للقضاء أن يقضي بحلها بناء على طلب كل ذي مصلحة.
في المقابل لم يضع المشرع المغربي حد أقصى لهذا العدد ،لكونه يتنافى مع طبيعة
شركة المساهمة التي تعتمد على المشروعات الكبرى التي تحتاج إلى عدد كبير من
3
المساهمين.
وبخالف ما سبق فإن المشرع المغربي لم يقم بتحديد ال الحد األدنى وال األقصى لعدد
4
المؤسسين ،حيث يمكن لشخص واحد أن يباشر عملية التأسيس.
وبالرجوع إلى التشريعات العربية نجدها قد خالفت هذا النهج ،وذهبت إلى وجوب توافر
حد أدني ل عدد المؤسسين في شركة المساهمة ،نظرا ألهمية المشاريع الكبرى المسندة لهذه
الشركات ،ولكن هذه التشريعات تختلف فيما بينها في تحديد الحد األدنى لعدد المؤسسين.
فالقانون المصري يشترط ثالثة مؤسسين لتأسيس شركة المساهمة (المادة 8من القانون رقم
159سنة ،)1981وهو نفس العدد الذي يشترطه القانون اللبناني (المادة 79من قانون التجارة
اللبناني) ،أما القانون السوري فقد حدد هذا العدد في خمسة مؤسسين ،بينما يكتفي القانون
األردني الجديد بمؤسسين إثنين.
-3يتوجب على المؤسس طبقا للمادة 38من قانون 17.95كما جرى تعديلها بالقانون رقم
،20.05أال يكون من األشخاص الذين سقط عليهم حق إدارة أو تسيير شركة المساهمة ،أو
الذين يمنع عليهم ممارسة هذه المهام ،وكذا من سبق الحكم عليهم منذ اقل من خمس سنوات
-أن المشرع المغربي قد أغمض العين عن المسقط عنهم حق الرقابة ،الذين ال تقل
مسؤوليتهم عن مسؤولية المسيرين ،األمر الذي يجعل المادة 38من القانون رقم
17.95أضيق من المادة 711من مدونة التجارة التي نصت على أنه ":يترتب عن
سقوط األهلية التجارية منع اإلدارة أو التسيير أو المراقبة بصفة مباشرة أو غير
مباشرة لكل مقاولة تجارية أو حرفية ولكل شركة تجارية ذات نشاط اقتصادي".
-أن المشرع تساهل مع أهل النصب واالختالس وخيانة األمانة والسرقة وهي من
الجرائم األكثر شيوعا وانتشارا في مجال األعمال سواء في القطاع الخاص أو العام
عندما حصر الحرمان في من سبق الحكم عليهم منذ اقل من خمس سنوات ،إذ كان
عليه أن يحرمهم بصفة دائمة ليرتاح الناس و المجتمع من ويالتهم وضحاياهم.
الفقرة الثانية :المركز القانوني للمؤسس
إن عملية تأسيس الشركة غالبا ما قد تستغرق وقتا قد يطول أو يقصر بسبب لجوئها
أم ال لالكتتاب العام في أسهمها 3وأثناء هذه الفترة قد يقدم مؤسسو الشركة على إبرام عدة
تصرفات مع األغيار من أجل التحضير إلنجاز الغرض االقتصادي للشركة بعد قيدها في
4
السجل التجاري.
وله ذا يمكن أن نتساءل عن الصفة التي يتصرف بها المؤسسون مع األغيار(ثانيا) ،ثم طبيعة
العالقة التي تجمع المؤسسين فيما بينهم(أوال).
البد من التمييز بخصوص العالقة التي تجمع بين المؤسسين خالل فترة التأسيس ،بين
مرحلتين ،مرحلة ما قبل التوقيع على النظام األساسي ،ومرحلة ما بعد التوقيع.
فقبل التوقيع على النظام األساسي يكون المؤسسون أمام فكرة إقامة مشروع تجاري
أو صناعي في شكل شركة المساهمة ،ومن ثم فليست هناك عالقة تعاقدية تحدد التزامات
األشخاص الراغبين في االشتراك ،بل هناك فقط مفاوضات أولية حول ما يلزم إلخراج فكرة
الشركة إلى حيز الوجود ،1ويمكن لهذه الفكرة أن تتطور وتترجم إلى إعداد النظام األساسي.
وبالتوقيع على النظام األساسي تصبح عالقات المؤسسين خاضعة للنظام األساسي
والقواعد العامة طبقا للمادة 8من القانون المنظم لشركات المساهمة التي تنص على أنه" :إلى
غاية تقييد الشركة في السجل التجاري تبقى العالقات بين المساهمين خاضعة لعقد الشركة
وللمبادئ العامة للقانون المطبقة على االلتزامات والعقود".
يتبين من خالل هذه المادة ،أنه بالنسبة لتلك العالقات التي تجمع بين المؤسسين ،فانه
يرجع أوال في تنظيمها إلى ما تم االتفاق عليه في عقد الشركة ،وما لم يتم االتفاق عليه يرجع
2
فيخضع لمقتضيات قانون االلتزامات والعقود.
وهو ما أكدته محكمة النقض في إحدى القرارات الصادرة عنها التي جاء فيها:
"بمقتضى المادة 8من قانون شركات المساهمة المحال عليها بمقتضى المادة األولى من
القانون رقم 5/96المتعلق بالشركات ذات المسؤولية المحدودة فانه ولغاية تقييد الشركة
بالسجل التجاري تبقى العالقات بين المساهمين خاضعة لعقد الشركة والمبادئ العامة للقانون
3
المطبقة على االلتزامات والعقود".
ويترتب على توقيع النظام األساسي من طرف المؤسسين مجموعة من اآلثار القانونية،
وهي أن كل مؤسس ملزم بأن ينفذ ما التزم به بنفس العناية التي كان يبذلها في أداء األعمال
إن االلتزام الرئيسي الملقى على عاتق المؤسسين هو تأسيس شركة المساهمة ،ولتحقيق
هذا الهدف فان المؤسسين يقومون بإنجاز عدة أعمال ،وذلك من أجل االستعداد للبدء في إنجاز
غرض الشركة بعد القيد في السجل التجاري ،وكمثال لهذه األعمال :كراء أو اقتناء عقار
التخاذه كمقر اجتماعي للشركة وإبرام عقود العمل وإبرام عقود مع المحامين من اجل تحرير
األنظمة األساسية وغيرها من األعمال.
بناء على ما سبق يمكن أن نتساءل عن المسؤول عن تنفيذ هذه العقود ،هل الشركة بعد تمتعها
بالشخصية المعنوية أم األشخاص الذين تعاقدوا باسمها؟
هذه األعمال وما ينتج عنها من عالقات والتزامات ال تتحملها الشركة ،ألن هذه األخيرة
ال تتواجد طوال فترة التأسيس كشخص معنوي بل تظل مجرد عقد ،مادامت لم تقيد في السجل
التجاري ،وبالتالي فان حياتها القانونية غير مكتملة ألنها ال تتمتع بأي حق وال تتحمل أي
التزام2.فمن حيث المبدأ األشخاص الذين أنجزوا هذه التصرفات هم المسؤولون بشكل شخصي
وبالتضامن عن تنفيذها ،وال يمكن إعفاء هؤالء األشخاص إال في حالة تحمل الشركة مسؤولية
هذه التصرفات بعد قيدها في السجل التجاري3،وهو ما نصت عليه المادة 27من قانون
17.95المنظم لشركات المساهمة ":يسأل األشخاص الذين قاموا بعمل باسم الشركة في طور
التأسيس وقبل اكتسابها الشخصية المعنوية على وجه التضامن وبصفة مطلقة عن األعمال
التي تمت باسمها إال إذا تحملت الجمعية األولى العادية أو غير العادية للشركة االلتزامات
الناشئة عن هذه األعمال بعد تأسيسها وتقييدها بشكل قانوني ،تعتبر حينئذ هذه االلتزامات كما
لو قامت بها الشركة منذ البداية ".
وبتحمل الشركة بعد قيدها في السجل التجاري مسؤولية هذه التصرفات تحل محل
مؤسسيها ،وبالتالي تصبح هذه التصرفات وكأنها أبرمت منذ البداية من قبل الشركة ،وهذا
التحمل يتم بطريقتين ،فإما أن يتم بشكل تلقائي بعد قيد الشركة في السجل التجاري ،وإما أن
يتم بناء على قرار الجمعية العامة للشركاء.
بالنسبة للطريقة األولى ،يجب التمييز بين األعمال التي يجريها المؤسسون لحساب
الشركة قبل التوقيع على النظام األساسي من قبل المساهمين ،حيث أجاز القانون للمؤسسين
وضع بيان األعمال المنجزة لحساب الشركة في طور التأسيس ،وأرفقه بالنظام األساسي عند
تقديمه للتوقيع ،ويعد توقيع المساهمين على هذا النظام بعد اطالعهم على بيان األعمال ،قبوال
منهم بتحويل تلك األعمال إليها ،فتلتزم بها الشركة عندما يتم تقييدها في السجل التجاري2.وبين
األعمال التي يجريها المؤسسون بعد التوقيع على النظام األساسي ،فال تتحملها الشركة بشكل
تلقائي يوم تقييدها في السجل التجاري ،إال في حالة قيام المساهمين بالتفويض لواحد أو أكثر
منهم بااللتزام لحساب الشركة بموجب النظام األساسي أو بمقتضى عقد مستقل ،وتجدر
اإلشارة إلى أن هذه الحالة تتعلق فقط بشركات المساهمة التي ال تدعو الجمهور لالكتتاب ،أما
إذا كانت تدعو الجمهور لالكتتاب ،ال يترتب عن تقييد الشركة في السجل التجاري تحملها
لاللتزامات ،إال إذا قررت الجمعية العامة األولى العادية أو غير العادية تحملها لتلك
3
االلتزامات
وفي األخير تجدر اإلشارة إلى انه سواء تعلق األمر بتحمل الشركة لهذه األعمال بشكل
تلقائي بعد قيدها في السجل التجاري ،أو بناء على قرار الجمعية العامة للشركاء ،فإن الشركة
ال تتحمل إال التصرفات الضرورية إلنشاء الشركة أي التي لها عالقة بالتأسيس ،أما إذا كان
التصرف يهدف إلى البدء بشكل فعلي في انجاز غرض الشركة دون انتظار تسجيلها بالسجل
التجاري ،فالفقه والقضاء يعتبر في هذه الحالة الشركة في طور التأسيس بمثابة شركة ناشئة
2
بفعل الواقع ،وهذه األخيرة تطبق عليها وفقا للتشريع المغربي أحكام شركة المحاصة.
إن إعداد النظام األساسي هو أول إجراء أوجبه المشرع لتأسيس شركة المساهمة،
وذلك وفق الشكلية المحددة قانونا ً (الفقرة األولى) ،إال أنه إذا لجأ المؤسسون إلى جمع رأسمال
الشركة عن طريق الجمهور ،وجب إلى جانب إعداده إيداعه لدى الجهة المختصة (الفقرة
الثانية).
بعد االتفاق على إقامة مشروع تجاري أو صناعي في شكل شركة مساهمة ،وكذا على
المسائل الجوهرية لعقد الشركة ،وجب في البداية إلخراج شركة المساهمة إلى الوجود :تحرير
النظام األساسي(أوال) ،بتضمينه لمجموعة من البيانات(ثانيا).
][15
أوال :تحرير النظام األساسي
ألزم المشرع المغربي لتأسيس شركة المساهمة ،كتابة النظام األساسي للشركة في عقد
رسمي أو عرفي ،وفي هذه الحالة األخيرة يجب أن يحرر في عدة أصول بالقدر الكافي إليداع
1
واحد منه في المقر االجتماعي ،وللقيام بمختلف اإلجراءات المتطلبة.
ويعتبر النظام األساسي حجة بين المساهمين وال تقبل أي وسيلة إثبات أخرى ضد
2
مضمون النظام األساسي مالم تكن في شكل اتفاقات مكتوبة بينهم.
إال أنه إذا تعلق األمر بإثبات وجود الشركة ،فاالستدالل بالنظام األساسي هو الوسيلة
الوحيدة المتاحة إلثبات ذلك ،وهذا ما أكدته محكمة النقض من خالل قرار صادر عنها الذي
جاء فيه ":ال يمكن للغير إثبات الشركة إال باالستدالل بالنظام األساسي المكتوب الذي يتضمن
اسمه ضمن الشركاء ونسبة مساهمته إلى جانبهم وسائر المقتضيات األخرى المنظمة للشركة
من تسيير وتفويت لألسهم واجتماعات أخرى ...وإن طلب المدعي إثبات الشركة بشهادة
الشاهد مخالف لمقتضيات الفصل 987من ق ل ع والمادة 11من قانون شركات المساهمة،
3
و بعجزه إثبات الشركة يكون موضوع دعواه غير مؤسس قانونا".
وغالبا ما يتم تحرير النظام األساسي للشركة وفق طريقتين :تتمثل الطريقة األولى في
وضع النظام األساسي بشكل مفصل يتضمن مختلف شروط عمل الشركة ،ولو تعلق األمر
بالشروط المنظمة بقواعد آمرة ،هذه الطريقة تمكن الشريك من أخذ فكرة عامة عن الشركة
دون الرجوع إلى القوانين التي تنظمها ،لكن يؤخذ عليها أنها تؤدي إلى تعقيدات ومصاريف
4
إضافية ،إذ أنه يجب تغيير النظام بمناسبة كل تعديل للقانون المنظم للشركة.
مما ال شك فيه ،أن قبل التوقيع على النظام األساسي للشركة يجب تضمينه ببيانات
معينة ،وقد حددها المشرع المغربي في المادتان 2و 12من قانون شركات المساهمة وهي
كالتالي:
-1شكل الشركة ،ومدتها التي يجب أال تتجاوز 99سنة ،وتبتدئ مدة الشركة من تاريخ
تقييدها في السجل التجاري ،ويمكن تمديد هذه المدة بإجراء تعديل على النظام األساسي ،ولو
لعدة مرات ،على أال تتجاوز مدة كل تعديل 99سنة 2وهذا ما نلمسه في أحد قرارات المحكمة
التجارية بالرباط الذي جاء في حيثياته ما يلي " ال يمكن تمديد العمل بالشركة عند انتهاء
مدتها ،إال في حالة وجود اتفاق جديد ومصحح اإلمضاء بين األطراف .وفي غياب هذا االتفاق
3
فإن طلب المدعي بخصوص فسخ الشركة يظل مبررا ويتعين االستجابة له".
-3غرضها ومبلغ رأسمالها الذي يجب أال يقل عن ثالثة ماليين درهم إذا كانت تدعو الجمهور
4
إلى االكتتاب ،وعن ثالثمائة ألف درهم إذا كانت ال تدعو إلى ذلك.
-4عدد األسهم التي تم إصدارها وقيمتها اإلسمية ،مع التمييز بين مختلف فئات األسهم المنشأة؛
-5شكل األسهم :إما كلها اسمية ،وإما إسمية في جزء ولحاملها في جزء؛
-6الشروط الخاصة بتداول األسهم في حالة وضع قيود على ذلك التداول؛
-10المقتضيات المتعلقة بتوزيع األرباح وبتكوين االحتياطي وبتوزيع عالوة تصفية الشركة
عند انقضائها؛
كما يجب إضافة إلى هذه البيانات ،أن يتم تعيين المتصرفين األولين (أعضاء مجلس
اإلدارة أو اإلدارة الجماعي ، (1وأعضاء مجلس الرقابة األولين ،ومراقبي الحسابات األولين،
إما في النظام األساسي ذاته ،أو بموجب عقد منفصل يشكل جزءا من النظام األساسي وموقع
الشروط2. عليه وفق نفس
وإذا لم يتضمن النظام األساسي كل البيانات اإللزامية (المنصوص عليها في المادة 2
و 12السالفة الذكر (أو تمت بصورة غير قانونية ،يحق لكل من له مصلحة تقديم طلب للقضاء
لتوجيه أمر بتسوية عملية التأسيس ،تحت طائلة غرامة تهديدية ،ويمكن للنيابة العامة التقدم
بنفس الطلب .والغاية من إدخال النيابة العامة ،هو إيجاد طرف يتدخل لتسوية الوضعية
والحفاظ على كيان الشركة ،وحماية االستثمار واالدخار واالقتصاد بصفة عامة3.وتتقادم
دعوى التسوية بمرور 3سنوات من تاريخ تقييد الشركة في السجل التجاري ،ويتبين من
خالل هذه المقتضيات أن المشرع يصرح ولو بطريقة ضمنية بأنه رغم عدم وجود بيان
إلزامي يتم تقييد النظام األساسي للشركة في السجل التجاري.
وبعد إدراج البيانات اإللزامية في النظام األساسي للشركة ،يجب أن يوقع من قبل جميع
المساهمين ،وفي حالة تعذر اجتماع المساهمين بالنظر لكبر عددهم ،يمكن تعويض توقيع
النظام األساسي بتوقيع كل شريك على بطاقة اكتتاب التي تحيل بدورها على مشروع هذا
2هذا اإلجراء يخص شركات المساهمة التي تدعو الجمهور لالكتتاب في رأسمالها،
وبحسب المادة 9من قانون 17.95التي تم نسخها وتعويضها بالمادة الخامسة من القانون
323.01تعتبر شركة تدعو الجمهور إلى االكتتاب العام:
"-كل شركة تطلب إدراج قيمها المنقولة في بورصة القيم أو في أي سوق منظمة أخرى.
-كل شركة تصدر أو تفوت القيم المذكورة وفق الشروط المقررة في المادة 12من الظهير
الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم 1.93.212المتعلق بمجلس القيم المنقولة وبالمعلومات
المطلوبة إلى األشخاص المعنوية التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها أو سنداتها كما
وقع تغييره أو تتميمه".
باعتبار هذه الشركة تدعو العموم لالكتتاب في رأسمالها ،كان لزاما لحماية االدخار
العام ،تمكين المكتتبين المحتملين من المعلومات الكافية عن مشروع الشركة ليكون
4
باستطاعتهم أن يعبروا عن رضاهم باالكتتاب فيها عن بينة واختيار.
ومن هنا ،فقد نص المشرع المغربي على مجموعة من إجراءات اإلشهار التي يتوجب
على المؤسسين إتباعها والمتمثلة في إيداع النظام األساسي )أوال( ،و إعداد بيان المعلومات
)ثانيا(.
3القاضي بتغيير وتتميم الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون 1.93.212المتعلق بمجلس القيم المنقولة وبالمعلومات المطلوبة إلى
األشخاص المعنوية التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب في أسهمها وسنداتها.
4فؤاد معالل ،المرجع المذكور .ص .189
][19
أوال :إيداع النظام األساسي
يتوجب إيداع النظام األساسي الموقع من قبل المؤسسين لدى كتابة ضبط المحكمة
المكلفة بمسك السجل التجاري الموجود بدائرتها المقر االجتماعي للشركة أو لدى مكتب
موثق ،وذلك في نسختين مشهود بمطابقتهما لألصل من طرف أحد المؤسسين ،ويجب
التنصيص صراحة في بطاقة االكتتاب على إمكانية االطالع عليه إما بكتابة الضبط أو بمكتب
الموثق ،ويمكن لكل من يهمه األمر االطالع على النظام األساسي والحصول على نسخة منه
1
على نفقته.
وال يمكن بأي حال من األحوال إدخال تعديل مهما كان صغيرا أو جزئيا على النظام األساسي
2
والمالحق المرتبطة به بعد إيداعه.
ما تتميز به شركات المساهمة التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب عن التي ال تدعو إلى
ذلك ،ما يتعلق بتحرير بيان المعلومات بواسطة المؤسسين ،بحيث ألزمت المادة 13من قانون
01.93.212كما تم تعديله بالقانون رقم 23.01لسنة ،2004مع مراعاة أحكام المادة 15
المغيرة بدورها ،على أن كل شخص يدعو الجمهور إلى االكتتاب بتحرير أو إعداد بيان
المعلومات بهدف حماية جمهور المكتتبين من أساليب االحتيال التي قد يلجأ إليها
4
المؤسسين3.وذلك وفق الكيفية التي تحددها الهيئة المغربية لسوق الرساميل.
وألجل ذلك ،قام مجلس القيم المنقولة بإصدار منشور رقم 95.02بتاريخ 20مارس ،1995
5
حدد فيه محتويات بيان المعلومات ،ووضع نموذجا موحدا لذلك رهن إشارة الشركات.
ولقد أعطى المشرع للهيئة المغربية للرساميل سلطة التحقق من أن المعلومات الواجب
على المؤسسين تقديمها للجمهور قد تم تحريرها ونشرها وفق القوانين واألنظمة الجاري بها
1المادة 19من قانون 17.95كما وقع تغييرها وتتميمها بمقتضى القانون رقم .20.05
2شميعة ،المرجع المذكور .ص .233
3عبد القادر أمغار ،المرجع المذكور .ص .74
4وقد حلت هذه الهيئة محل مجلس القيم المنقولة ،بناء على الظهير الصادر في 13مارس ،2013بتنفيذ القانون رقم 43.12
المتعلق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل ،الجريدة الرسمية عدد ،6142بتاريخ 11ابريل .2013
5راجع المنشور رقم .95.02
][20
العمل 1،ويجوز لمجلس القيم المنقولة أن يطلب كل وثيقة أو إيضاح أو تبرير فيما يتعلق
بمضمون بيان المعلومات ،كما يحدد لمصدري السندات البيانات الواجب تغييرها أو
المعلومات التكميلية الواجب إدراجها فيها قصد جعلها مطابقة للنصوص التشريعية الجاري
بها العمل .وإذا لم يستجب المصدر لطلبات المجلس يمكن لهذا األخير رفض التأشير على
2
بيان المعلومات.
كما يمكن لمجلس القيم المنقولة ،إذا الحظ بأن هناك معلومات غير صحيحة أو إغفال في تنفيذ
543
واجبات اإلخبار ،أن يطالب األشخاص المعنوية المعنية بنشر استدراكات في هذه الشأن.
وبعد التحقق من بيان المعلومات ،فإذا كان محررا وفقا للمقتضيات القانونية الجاري
بها العمل يتم التأشير عليه من قبل الهيئة المغربية للرساميل ،ويجب على المؤسسين بعد
التأشير على بيان المعلومات القيام وفقا للمادة 13من القانون 23.01بنشره في جريدة
مرخص لها بنشر اإلعالنات القانونية ،تسليمه أو توجيهه إلى كل شخص يسعى إلى اكتتابه،
وضع البيان رهن تصرف الجمهور في مقر الشخص المعنوي المصدر وفي جميع المؤسسات
الموكول إليها بتلقي االكتتابات ،وفي حالة قيد سندات الشركة في جدول أسعار بورصة القيم،
يجب أن يوضع بيان المعلومات كذلك رهن تصرف الجمهور في مقر البورصة المذكورة.
][21
المبحث الثاني :االكتتاب في رأسمال الشركة وإجراءات الشهر
يعد االكتتاب والشهر إجراءين هامين في حياة الشركة فبدون االكتتاب الكامل في
رأسمال الشركة ال يتم التأسيس ،سواء كانت هذه الشركة تدعو الجمهور لالكتتاب أو ال تدعو
إلى ذلك ،كما ال تعد الشركة مؤسسة إال بعد خضوعها إلجراءات الشهر المنصوص عليها
في المادة 31من قانون .17.95
وقد كان موضوع الشهر مثار جدل فقهي بين من يعتبره إجراء تأسيسا ومن ال يعتبره
كذلك ،غير أن المشرع المغربي حسم في المسألة واعتبره من إجراءات تأسيس شركة
المساهمة ،وذلك بجعله في البند الرابع من المادة 17من قانون شركات المساهمة من بين
اإلجراءات التي ال تكتمل عملية التأسيس إال بإنجازها.
هذه المادة السالفة الذكر في صيغتها األصلية كانت تنص على شهر مزدوج ،ينجز
األول قبل تقييد الشركة في السجل التجاري عن طريق نشر إشعار بالتأسيس ،والثاني بعد
ذلك التقييد ،غير أنه مع الوقت تبين أن هذا الشهر المزدوج عديم الجدوى ومكلف ماديا ،لذلك
وألجل التخفيف من إجراءات تأسيس شركة المساهمة ،فقد تخلى القانون رقم 20.05المغير
والمتمم للقانون المتعلق بشركات المساهمة عن نشر إشعار بالتأسيس وأصبح يكتفي بالشهر
1
العادي بعد التأسيس ،وبالتالي فقد قرر نسخ المادة 30واالكتفاء بما تنص عليه المادة .33
انطالقا مما سبق سنقسم هذا المبحث إلى مطلبين ،األول سنتطرق فيه إلى االكتتاب في
رأسمال شركة المساهمة ،ونخصص المبحث الثاني للحديث على إجراءات شهر هذه الشركة.
يعد االكتتاب المصدر الوحيد والركيزة األساسية لتكوين رأسمال الشركة ،ويعد هذا
األخير الضمان العام الذي يعول عليه الدائنون المتعاملون معها ،وقد عمل المشرع المغربي
في القانون الجديد المتعلق بشركات المساهمة على وضع حد أدنى لرأسمال شركات المساهمة
لدراسة هذا المطلب ،سنقف حول تعريف االكتتاب وطرقه )الفقرة األولى( ،ثم نتناول
شكل االكتتاب وشروط صحته)الفقرة الثانية(.
قبل الحديث عن طرق االكتتاب )ثانيا( ،البد من إعطاء تعريف لالكتتاب وتحديد طبيعته
القانونية)أوال(.
أحجم المشرع المغربي على إعطاء تعريف لالكتتاب ،وبهذا يكون قد فسح المجال
للفقه لمحاولة تعريفه ،إال أنه قد تعددت هذه التعريفات الفقهية لالكتتاب التي اتسمت جل
مضامينها بالتقارب ،حيث عرفه البعض بأنه ":ذلك التصرف القانوني الذي يلتزم بمقتضاه
شخص معين ،وهو المكتتب ،بتقديم حصة في رأسمال شركة معينة تكون مساوية لألسهم التي
1
يرغب في الحصول عليها ،ويعكس رغبته في أن يصبح مساهما في هذه الشركة".
أما البعض اآلخر فيعرف االكتتاب بأنه تصرف قانوني أو تعهد يلتزم بمقتضاه المكتتب
2
بأن يقدم حصة نقدية أو عينية في رأسمال الشركة مقابل عدد معين من األسهم.
ويتميز هذا التعريف بأنه جاء منسجما مع مقتضيات الفقرة الثانية من المادة األولى من
قانون 17.95التي جاء فيها "...يقسم رأسمالها إلى أسهم قابلة للتداول ممثلة لحصص نقدية
أو عينية دون حصة صناعية."...
وإذا كانت جميع التعريفات التي أعطيت لالكتتاب متقاربة فيما بينها ،فإن الفقه اختلف في
تحديد طبيعته فانقسم إلى عدة اتجاهات:
1عالل فالي ،مفهوم رأس المال في شركة المساهمة ،المرجع المذكور .ص .180
2أحمد شكري سباعي ،المرجع المذكور .ص .103
][23
اتجاه يرى أن االكتتاب عقد بين المكتتب والمؤسسين يلتزم بمقتضاه هؤالء باالستمرار
في إجراءات التأسيس ،في المقابل يتعهد المكتتب بتحرير قيمة األسهم في التاريخ المحدد مع
احترام شروط النظام األساسي للشركة ،كي يحصل على قدر من األسهم يوازي ما اكتتب
به.1
واتجاه آخر يعتبر االكتتاب عقدا كذلك إال أنه يجمع بين المكتتب وبين الشركة في طور
التأسيس ممثلة بالمؤسسين ،وهو عقد أولي يمهد لعقد نهائي هو عقد تأسيس الشركة الذي ال
ينعقد إال بعد أن يتم االكتتاب بكامل رأس المال ويسدد ربعه على األقل وينتهي تأسيس
2
الشركة.
واتجاه أخير يرى بأن االكتتاب تصرف بإرادة منفردة؛ ألنه من غير المعقول أن
يتعاقد المكتتب مع شركة في طور التأسيس ،ال تملك الشخصية المعنوية أو الحق في الوجود
إال بعد تقييدها في السجل التجاري ،وال يمكن للمؤسس أن ينقل للمكتتب باسم الشركة حقوقا
ال يملكها ،وبالتالي يبقى االكتتاب قبل توقيع النظام األساسي مجرد إعالن من طرف المكتتب
و بإرادته المنفردة في االشتراك المحتمل في شركة مستقبلية؛ أما بعد التوقيع على النظام
األساسي فتتحول سائر اإلرادات المنفردة إلى نظام تعاقدي يربط بين المؤسسين وحدهم أو
3
بين المؤسسين و المكتتبين.
وهناك اختالف فقهي آخر حول ما إذا كان االكتتاب في شركة المساهمة عمال مدنيا أم تجاريا
؟
يعتبر بعض الفقه االكتتاب عمال مدنيا يدخل ضمن نظام توظيف و استثمار األموال
ألنه يحصل بين أشخاص ليست لهم صفة التاجر ،لذلك ال يعتبر االكتتاب عمال تجاريا بالنسبة
للمساهم ألن مسؤوليته محدودة بقيمة األسهم التي اكتتب فيها ،واألعمال التجارية تتضمن
المضاربة والمسؤولية المطلقة ،و يذهب على العكس من ذلك الرأي الغالب في الفقه و القضاء
إلى اعتبار االكتتاب عمال تجاريا وذلك استنادا إلى أن شركات المساهمة هي شركات تجارية
يتم االكتتاب في شركات المساهمة التي تدعو الجمهور إلى االكتتاب عن طريق طرح
المؤسسين لرأس المال بكامله أو جزء منه ،بعد االكتتاب في جزئه اآلخر ،على االكتتاب
العام.
وتقتضي عملية االكتتاب إتباع مجموعة من اإلجراءات ،التي تبدأ أوال بنشر إعالن
االكتتاب من طرف المؤسسين في الجريدة الرسمية ،2وبعد مرحلة اإلعالن تأتي مرحلة
االكتتاب الفعلي التي تتوالها الجهة التي تعين في اإلعالن عن االكتتاب ،والتي غالبا ما تكون
بنكا ،وتتولى البنوك اإل شراف على عملية االكتتاب مقابل عمولة تحدد باالتفاق بينها وبين
المؤسسين.
ويتم االكتتاب بواسطة بطاقة االكتتاب ،وهذه األخيرة يجب أن تصدر وفق الكيفية التي
حددها المرسوم رقم 2.09.481الصادر في 21ديسمبر ،2009في مادته األولى ،وأن
3
تتضمن مجموعة من البيانات المتعلقة بالشركة في طور اإلنشاء أو بالمكتتب.
سنقف في هذه الفقرة عند تحديد شكل االكتتاب)أوال( ،ثم نتناول شروط صحته)ثانيا(.
إن القاعدة األساسية لصحة االكتتاب سواء كانت الشركة تدعو الجمهور إلى االكتتاب
يقصد باألسهم النقدية األسهم المحررة قيمتها نقدا أو مقاصة مع ديون محددة المقدار
ومستحقة على الشركة ،وكذلك التي يتم إصدارها إثر إدماج االحتياطي أو األرباح أو عالوات
اإلصدار في رأس المال وتعتبر كل األسهم األخرى بمثابة أسهم عينية.
ال يجوز أن تقل القيمة االسمية للسهم عن 50درهم ،غير أنه بالنسبة للشركات المقيدة
1
أسهمها في بورصة القيم ،يحدد الحد األدنى للقيمة االسمية للسهم في 10دراهم.
وفي هذه الحالة يجب التمييز في عملية االكتتاب بين مرحلة التعهد ومرحلة التنفيذ:
• مرحلة التعهد أو االلتزام بالحصة النقدية محل االلتزام وهي التعهد باألداء
الفعلي حيث تؤدى المبالغ النقدية أثناء تكوين الشركة ،وهو ما يعبر عنه بعملية
2
االكتتاب.
• مرحلة التنفيذ ،أو التحرير التي يقصد بها األداء أو اإليداع الفعلي لألموال في
صندوق الشركة ،سواء تم ذلك نقدا أو بواسطة شيك بنكي أو بريدي أو
بتحويل3ويتعين تحرير ربع القيمة اإلسمية لألسهم الممثلة للحصة النقدية عند
التأسيس والباقي يحرر دفعة واحدة أو على دفعات حسبما يقرره مجلس اإلدارة
أو مجلس اإلدارة الجماعية على أن يتم ذلك داخل أجل ثالث سنوات من تقييد
الشركة في السجل التجاري ،4وتجدر اإلشارة إلى أن تأجيل عملية دفع األرباع
المتبقية يعيق تداول هذه األسهم ألنها تبقى إسمية إلى أن يتم تحريرها بالكامل.
وضمانا لجدية الدفعات وحماية للمكتتبين والدائنين ،فقد ألزمت المادة 22من قانون
شركات المساهمة أن تودع األموال المستخلصة نقدا عن طريق االكتتاب في حساب بنكي
مجمد باسم الشركة في طور التأسيس ،مرفقا بقائمة المكتتبين تبين المبالغ التي دفعها كل واحد
منهم ،ويجب أن يتم هذا اإليداع داخل أجل ثمانية أيام من تلقي األموال ،وعلى البنك الذي تم
اإليداع لديه أن يضع قائمة المكتتبين رهن إشارة كل مكتتب يدلي بحجة اكتتابه ،كما يلزم
السماح لهذا األخير باالطالع على القائمة والحصول على نسخة منها على نفقته.
وكان الغرض من إيداع األموال بحساب مجمد ،هو تالفي كل محاولة الختالسها ،ألن
بقاء األموال بيد المؤسسين لمدة ثمانية أيام أو أكثر كافية لتبديدها أو الهروب بها ،ألجل ذلك
2
يمكن للمكتتب تقديم حصته المالية مباشرة إلى البنك.
أما بخصوص سحب هذه األموال المودعة في الحساب المجمد ،فإنه في حالة تمام
تأسيس الشركة يتم سحبها بواسطة ممثلها القانوني الذي عليه أن يدلي بشهادة مسلمة من كاتب
ضبط المحكمة تثبت تقييد الشركة في السجل التجاري )المادة 34من قانون شركات
المساهمة( ،وفي حالة عدم تأسيس الشركة داخل أجل 6أشهر من تاريخ إيداع األموال أو إذا
لم يتم إتمام كافة إجراءات التأسيس ،يلتزم المؤسسين بإرجاعها للمكتتبين)المادة 35من قانون
شركات المساهمة(.
وبالرجوع إلى المواد 274إلى 278من قانون شركات المساهمة ،يتضح أن المشرع نظم
مجموعة من اإلجراءات التي يتعين على الشركة إتباعها في حالة تخلف المساهم عن أداء
-إذا تخلف المساهم عن الوفاء بالمبالغ المتبقية من قيمة األسهم التي إكتتبها ،رغم صدور
مقرر عن مجلس اإلدارة او مجلس اإلدارة الجماعية في الموعد المحدد ،يجعله في
حالة مطل ويكون للشركة الحق في توجيه إنذار للمكتتب برسالة مضمونة مع اإلشعار
بالتوصل الى العنوان المضمن بسجالت الشركة من أجل الوفاء و تحرير القيم المتبقية
في ذمته.
-االعالن عن بيع االسهم غير المحررة ،وذلك بمرور 30يوما على األقل على االعذار
الموجه للمساهم ،ويتضمن هذا اإلعالن إشارة ألرقام األسهم المعروضة للبيع ،ويتم
في صحيفة مخول لها نشر االعالنات القانونية.
-يجب ان تقوم الشركة بإخبار المدين و المشتركين معه في الدين إن وجدوا ،بأن أسهمهم
معروضة للبيع برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل وكذا بتاريخ ونوع الصحيفة
التي نشر فيها اإلعالن.
-بيع األسهم غير المحررة ،وذلك بعد مرور أجلين :األول هو أجل 30يوما على األقل
من تبليغ المساهم المدين باإلعذار ،والثاني بعد مرور 20يوما على توجيه رسالة
إخبار للمساهم بعرض أسهمه للبيع ،ويتم بيعها بالمزاد العلني بواسطة موثق أو شركة
البورصة ،وهذا ما أكدته محكمة االستئناف التجارية بالدار البيضاء في إحدى القررات
2
الصادرة عنها.
-إذا لم يتم البيع لعدم وجود مشترين يمكن لمجلس اإلدارة او لمجلس اإلدارة الجماعية
يقصد بالحصة العينية مساهمة الشريك بمال آخر غير النقود ،كأن يقدم عقارا أو منقوال
أو حقوقا عينية.
وقد أوجبت الفقرة الثالثة من المادة 21من قانون شركات المساهمة أن تحرر األسهم
الممثلة للحصص العينية كاملة عند إصدارها ،ويعد هذا التحرير الكامل نتيجة طبيعية لمبدأ
اإلكتتاب في رأس المال ومتالئما مع طبيعة الحصص العينية ،وبالتالي يتعين أال يكون موقوفا
1
على أجل أو شرط ،وأن يتم فعال ،وأال يكون عبارة عن تعهد فقط.
وال يتم تحويل هذه الحصة العينية إلى الشركة ،إال بعد تقييمها وتحديد المبلغ النقدي
الذي يقابلها ،وقد يلجأ الشركاء إلى المبالغة في تقييم الحصة العينية ورفع مبلغ رأسمال الشركة
بشكل مصطنع مما يؤدي إلى حصول المساهمين أصحاب الحصص العينية ذات التقدير الغير
حقيقي على أسهم غير مستحقة ،وذلك على حساب باقي المساهمين ،وبالنسبة للدائنين فالتقييم
المبالغ فيه للحصة العينية يجعلهم أمام ضمان عام غير حقيقي ،ألن هذا األخير يتمثل في
2
رأسمال الشركة المكون من مجموع الحصص المقدمة من طرف الشركاء.
وألجل ذلك ،إستلزم المشرع المغربي ضرورة إجراء التقييم من قبل جهة مستقلة عن
المؤسسين والمكتتبين ،ويتعلق األمر هنا بمراقب الحصص الذي يتم إختياره من بين
األ شخاص المخول لهم ممارسة مهام مراقبي الحسابات ،ويمكن أن يساعده في إنجاز مهمته
خبير أو عدة خبراء من إختياره)المادة 25من قانون شركات المساهمة(.
في هذا اإلطار يطرح إشكال على مستوى الجهة المكلفة بأداء أتعاب الخبير ،حيث
هذا ويطرح إشكال آخر بخصوص استعانة مراقب الحصص في إنجاز مهمته بخبير،
في هذه الحالة يمكن أن يكون هناك تواطئ بينهما ،بحيث أي عملية تتعلق بتقييم الحصة العينية
سيتحمل مسؤولية إنجازها هذا الخبير ،لذلك كان من األجدر أن يكون نطاق اللجوء إلى تعيين
خبير ضيق ،أي فقط في المسائل الفنية والتقنية التي تستدعي خبرة ،ذلك ألن رأي الخبير ليس
إال إستشاريا ،أما المسائل العادية فيجب أن يقوم بهذه المهمة مراقب الحصص دون اإلستعانة
بخبير.
وقد فرض المشرع على مراقب الحصص إعداد تقرير لتقييم الحصص العينية ،يتضمن
وصفا دقيقا لها يلحق بالنظام األساسي ،ويتم توقيعه بنفس الشروط التي يوقع بها النظام
األساسي ،ويتضمن هذا التقرير عالوة على ذلك وصفا لكل حصة عينية على حدة ،ويشير
مراقب الحصص إلى الطريقة التي اعتمدها ،كما يؤكد في تقريره أن قيمة الحصص تتطابق
على األقل مع القيمة اإلسمية لألسهم.
وقد استثنت الفقرة االخيرة من المادة 24كما تم تغييرها وتتميمها ،شركات الدولة
والشركات التابعة العامة والشركات المختلطة من الخضوع لفحص الحصص العينية.
ويتعين وضع هذا التقرير بالمقر االجتماعي للشركة ويودع بكتابة ضبط المحكمة
التجارية رهن إشارة المساهمين المحتملين خمسة أيام على األقل قبل توقيع النظام األساسي
من طرفهم ،وإذا كانت الشركة تدعو الجمهور لالكتتاب فإن التقرير المودع يسلم نظير منه
إلى مجلس القيم المنقولة وفق االجراءات التي يحددها هذا االخير ) .المادة .(26
][30
ونشير أنه ،لضمان حياد واستقالل هؤالء المراقبين ،فقد أخضعهم المشرع لحاالت
التنافي الواردة في المادة 161من قانون 17.95المعدلة بمقتضى المادة األولى من قانون
1
.20.05
وبعد االنتهاء من شكليات التقييم ،يتم تحويل الحصص العينية إلى الشركة في طور
التأسيس تطبيقا لمقتضيات الفقرة 3من المادة 17من قانون شركات المساهمة ،غير أن تفويت
هذه الحصص يطرح إشكاال ،حيث نجد أن هناك تناقضا بين ما تنص عليه المادة 21من
قانون شركات المساهمة في فقرتها الثالثة من ضرورة التحرير الكامل للحصص العينية عند
التأسيس ،وبين ربط هذا األخير بالقيد في السجل التجاري ،ألن تحرير الحصص يعني
ضرورة نقل ملكيتها إلى الشركة ،وهذا النقل بالنسبة لبعض الحصص العينية ،مثل العقارات
واألصل التجاري أو حقوق الملكية الصناعية ،ال يكتمل إال بالتسجيل لدى المحافظة العقارية،
أو مصلحة السجل التجاري ،أو مكتب الملكية الصناعية ،فكيف يمكن إذن تسجيل هذه
الحصص في اسم الشركة لدى هذه الجهات في حين أنها لم تتأسس بعد ،وليست لها شخصية
معنوية ،وبالتالي ليست قابلة الكتساب الحقوق ،وكيف يمكن قيد الشركة في السجل التجاري
2
دون حصول تحرير فعلي للحصص العينية؟.
وبالتالي نجد أنفسنا ندور في حلقة مفرغة ،بحيث ال يمكن تحويل الحصة العينية للشركة
حتى تكتسب هذه األخيرة الشخصية المعنوية ،وال يتأتى ذلك إال بقيدها في السجل التجاري،
وال يتم القيد إال باكتمال أركان تأسيس الشركة بما فيها رأس المال ،وال يتحقق تكوين هذا
1تنص هذه المادة على أنه ":ال يمكن تعيين األشخاص األتي ذكرهم كمراقبي حسابات:
.1المؤسسون وأصحاب الحصص العينية والمستفيدون من امتيازات خاصة وكذا المتصرفون وأعضاء مجلس الرقابة أو مجل
اإلدارة الجماعية بالشركة أو الشركات التابعة لها.
.2أزواج األشخاص المشار إليهم في البند السابق وأصولهم وفروعهم إلى الدرجة الثانية بإدخال الغاية.
.3الذين يزاولون لفائدة األشخاص المشار إليهم في البند 1أعاله ،أو لفائدة الشركة أو الشركات التابعة لها وظائف قد تمس
باستقالليتهم أو يتقاضون أجرا من إحداها عن وظائف غير تلك المنصوص عليها في هذا القانون.
.4شركات الخبرة في المحاسبة التي يكون أحد الشركاء فيها في وضع من األوضاع المشار إليها في البنود السابقة .وكذا الخبير
المحاسب ،الشريك في شركة للخبراء المحاسبيين حين تكون هذه األخيرة في وضع من هذه األوضاع.
ال يمكن أن يعين كمراقبي حسابات لنفس الشركة خبيران أو عدة خبراء محاسبين ينتمون بأي صفة كانت إلى نفس شركة الخبراء
المحاسبين أو نفس المكتب.
إذا طرأ أحد دواعي التنافي المشار إليها أعاله خالل مدة مزاولة المراقب مهامه ،تعين على المعني باألمر الكف فورا عن مزاولة
مهامه وإخبار مجلس اإلدارة أو مجلس الرقابة بذلك داخل أجل أقصاه خمسة عشر يوما بعد حدوث حالة التنافي".
ومن بين الحلول لهذه الوضعية الغامضة ،يرى األستاذ محمد اإلدريسي العلمي
المشيشي أنه يمكن للمؤسسين أن يتجنبوا تقديم حصص عينية في البداية ،بحيث يمكن لهم
2
تكوين الشركة برأسمال نقدي فقط ،وبعد ذلك يمكن رفعه بواسطة تقديم حصص عينية.
وتجدر اإلشارة في األخير أنه رغم التحرير الكامل لألسهم العينية إال أنها تبقى اسمية
لمدة سنتين متواليتين لتقييد الشركة بالسجل التجاري ،وذلك تفاديا لإلضرار باألغيار
المتعاملين مع هذه الشركة.
تتوقف صحة االكتتاب في شركات المساهمة على توفر مجموعة من الشروط أهمها:
أما إذا نقص عدد المساهمين إلى أقل من خمسة ألكثر من سنة ،جاز للقضاء الحكم
بحل الشركة بناء على طلب كل ذي مصلحة مع إمكانية منح المحكمة أجال أقصاه سنة
للشركة ،4يالحظ أن األجل أصبح سنة بعدما كان مجرد ستة أشهر وذلك بمقتضى المادة
األولى من القانون 20.05لسنة .2008
هذا باإلضافة إلى أن كافة االكتتابات يشترط أن تكون حقيقية بحيث إذا ثبتت صورية إحداها
2
كانت الشركة باطلة.
أما بالنسبة لألسهم الممثلة للحصص العينية فقد استوجب المشرع تحريرها بالكامل
ويرجع السبب في ذلك إلى أن الحصص النقدية ال تكون الشركة في حاجة لها بالكامل
أثناء مرحلة التأسيس وبداية مزاولة الشركة لنشاطها ،باعتبار أن عملها يكون على مراحل
2
وعلى خالف الحصص العينية التي تكون ضرورية لمباشرة العمل.
وعموما بعد االنتهاء من االكتتاب في رأسمال شركات المساهمة ،يتم التثبت من صحة
االكتتاب بواسطة تصريح يقدمه المؤسسون ،في شكل محرر رسمي أو عرفي ،ويودع لدى
كتابة ضبط محكمة مكان المقر االجتماعي للشركة ،ويشهد المؤسسون في هذا التصريح بأنه
قد تم االكتتاب في كامل رأس المال والوفاء بربع قيمة األسهم الممثلة للحصص النقدية ،ويقوم
الموثق أو كاتب الضبط حسب الحاالت بالتحقق من مطابقة تصريح المؤسسين مع الوثائق
المدلى بها والمتعلقة بشهادة من البنك تثبت إيداع األموال المحصلة من االكتتاب وقائمة
4
المكتتبين مع كشف األداءات التي قاموا بها ونسخة من النظام األساسي أو نظيرا منه.
تتجلى مصيرية إجراءات الشهر المنصوص عليها في الفقرة 4من المادة 17من
قانون شركات المساهمة في كونها آخر إجراء من إجراءات التأسيس ،وتتم عملية الشهر عن
طريق محطتين ،نستهل األولى باإليداع (الفقرة األولى) ،على أن نتطرق في الثانية إلى القيد
في السجل التجاري والنشر (الفقرة الثانية) ،وهي مأمورية تقع على عاتق الممثلين القانونيين
للشركة أو كل وكيل مفوض تحت مسؤوليتهم.5
ال تتأسس شركة المساهمة سواء كانت تدعو الجمهور لالكتتاب أو ال تدعو إلى ذلك
إال بتوفر إجراء اإليداع المنصوص عليه في المادتين 17و 31من قانون 17.95الذي تم
1
تعديله وتتميمه بقانون رقم. 20.05
وطبقا لمقتضيات المادة 31من ق.ش.م ،يتعين على المؤسسين وأعضاء أجهزة
اإلدارة الجماعية والرقابة األولين ،القيام بإيداع جملة من الوثائق لدى كتابة ضبط المحكمة
التجارية التي يوجد بها مقر الشركة التي هي في طور التأسيس ،نوجزها فيما يلي:
2
-عدم قبول تقييد الشركة في السجل التجاري.
-اعتبار الشركة غير مؤسسة بصفة قانونية ،إال أن الخلل في إنجاز هذه اإلجراءات
3
يمكن تداركه وتسويته طبقا للمادة 12من نفس القانون.
والجدير بالذكر ،أنه وبالرغم من سكوت المشرع عن تحديد آجال لعمليات اإليداع ،إال أنه
يجب أن يتم اإليداع داخل أجل ثالثة أشهر ابتداء من تأسيس الشركة ،وذلك بالنظر إلى أن
هذا األجل هو المحدد إلجراء القيد في السجل التجاري ،وهي العملية الموالية لإليداع) المادة
4
75من مدونة التجارة(.
إن اإلجراء الموالي لعملية اإليداع يتجسد في تقييد شركة المساهمة في السجل التجاري
وفق الشروط التي ينص عليها التشريع المتعلق بذلك السجل ،5ولهذه الشكلية أهمية كبرى،
فإضافة إلى أن السجل التجاري وسيلة للشهر وتمكين الجمهور من االطالع على مقتضيات
نظام الشركة ،فال تتمتع هذه األخيرة بالشخصية المعنوية إال من تاريخ تقييدها في السجل
6
التجاري.
وهو األمر الذي كرسه قضاء محكمة النقض في أحد قراراته ،الذي ورد فيه ما يلي:
" ال تعد شركة المساهمة شركة إال بعد القيام بإجراءات الشهر عن طريق النشر واإليداع و
القيد في السجل التجاري بواسطة إشعار في الجريدة الرسمية وفي صحيفة اإلعالنات القانونية،
وأن الطعن باالستئناف المقدم من طرفها قبل قيامها بمالءمة قانونها للقانون رقم 17/95
وبعد هذا التقييد يتم شهر تأسيس الشركة بواسطة إشعار في الجريدة الرسمية وفي
صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائية في أجل ال يتعدى ثالثين يوما ،وتقضي
المادة 33من ق.ش.م أن يتضمن اإلشعار المنشور البيانات التالية :
.2شكل الشركة؛
. 6مبلغ رأس مال الشركة مع بيان لمبلغ الحصص النقدية باإلضافة إلى وصف
مقتضب للحصص العينية وتقييم لها؛
. 10اإلشارة عند االقتضاء لوجود مقتضيات متعلقة بقبول األشخاص المخول لهم
تفويت األسهم وتعيين جهاز الشركة المخول له البت في طلبات القبول؛
1قرار صادر عن مجلس األعلى ،بتاريخ ،10/01/03تحت عدد ،57في الملف التجاري عدد ،08/1414منشور بالتقرير السنوي
1
لمحكمة النقض لسنة .2010ص.144
][37
تفويض خاص بذلك.
هذا ويجب أن يكون النص المودع في السجل التجاري مطابقا مع النص المنشور في
الجريدة الرسمية ،وإال فإنه ال يمكن االحتجاج به تجاه األغيار ،غير انه يسوغ لألغيار
1
االحتجاج به ما لم تثبت الشركة اطالعهم على النص المودع.
وباإلضافة إلى اإلجراءات السابقة فإن المشرع أوجب على شركات المساهمة بصفة
عامة أن تصرح بتأسيسها إلى وزارة الشغل ( ظهير 2يوليو )1947و إلى مصلحة الضرائب
2
(ظهير ديسمبر.)1961
فضال عن ذلك يجب عندما يكون الغرض من إنشاء شركة المساهمة ممارسة أعمال
البنوك والتأمين وإعادة التأمين ،أن يقدم تصريح بتأسيسها إلى وزارة المالية و الحصول على
إذن من هذه األخيرة لمزاولة هذه األنشطة ،3وكذلك الشأن بالنسبة لممارسة عمليات استثمار
المعادن فيجب تقديم تصريح بها إلى وزارة المعادن( ظهير أبريل .)1955
وعموما ،يترتب على عدم احترام أحد اإلجراءات الالزمة لتأسيس شركة المساهمة
البطالن ،إال أن هذا الجزاء ال ينسجم مع مستقبل الشركة االقتصادي واالجتماعي وألجل ذلك
ظهرت الحاجة إلى ضرورة القضاء على نظام البطالن واستبداله بنظام التسوية ،إضافة إلى
4
تعزيز دعوى التسوية بجزاءات مدنية وجنائية.
والمالحظ أنه من خالل هذه التعديالت أضحت إجراءات تأسيس شركات المساهمة
التي تدعوا الجمهور الى االكتتاب قريبة جدا من إجراءات تأسيس شركات المساهمة التي ال
تدعوا إلى ذلك ،ما عدا بعض االستثناءات التي تعلقت بحماية االدخار والمكتتبين واألغيار
والتي تتمثل في مبدأ اإلعالم ،وذلك على خالف القانون الفرنسي الذي فصل بين هاذين
النوعين من الشركات.
وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي قد رتب جزاءات مدنية وأخرى زجرية على
مخالفة إجراءات التأسيس ،بحيث منها المخالفات والعقوبات المتعلقة باألسهم وتداولها وكذا
التأسيس والعقوبات المتعلقة باالكتتاب ،وبالرغم من ذلك فيمكن القول أن المقتضيات القانونية
إجماال ال تخلو من مرونة وهو أمر طبيعي ،في ظل المنافسة الشرسة بين الدول الستقطاب
المستثمرين ورؤوس األموال ،لتشجيع االستثمار واللجوء الى إنشاء المقاوالت من خالل
تسهيالت ومزايا تمنح لحاملي المشاريع.
][39