Professional Documents
Culture Documents
الاستثمار في التدريب كأساس لتنمية الكفاءات داخل المنظمات
الاستثمار في التدريب كأساس لتنمية الكفاءات داخل المنظمات
الصورة:
الملخص:
زاد االهتمام باالستثمار في تدريب الكفاءات بالمنظمات المعاصرة ،سواء الخاصة أو العامة منها وذلك باعتباره
الوسيلة األهم واألحسن في تنمية ،وتطوير مواردها البشرية عموما ،وتنمية الكفاءات الفردية فيها خصوصا.
ويبرز هذا االهتمام جليا في الجهد والمبالغ الضخمة التي تستثمرها هاته المنظمات في التدريب ،بالرغم من أثره
غير اآلني وغير المحسوس ،ويبرز أيضا من خالل التغير والتأثير الذي يحدثه التدريب في كفاءات ومهارات
وقدرات وسلوك األفراد .ومن هنا أردنا أن نتوقف عند األثر اإليجابي الذي تحدثه البرامج التدريبية على تنمية
وتطوير الكفاءات داخل المنظمات ،بما يعزز أهمية االستثمار في تدريبها.
RESUME :
On a vu l’augmentation de l’intérêt à l’investissement au champ de l’entraînement des compétences
aux organisations contemporaines, soit celles du secteur privé ou l’autres du secteur public, parce
qu’il est le plus important et le meilleur moyen au développement et à l’amélioration de leurs
Ressources Humaines généralement, et au développement des compétences individuelles en
particulier. Cet intérêt apparaît clairement aux efforts et aux grandes sommes investies par ces
organisations à l’entraînement, en dépit de son effet (trace) non momentané et l’imperceptible, il
apparaît aussi à travers la modification et l’influence produits par l’entraînement aux compétences,
aux certaines habiletés, aux quelques capacités, et aux comportements des individus.
D’ici nous avons choisi de s’arrêter à l’effet positif fait par les programmes de l’entraînement, sur le
développement et l’amélioration des compétences à l’intérieur des organisations, ce qui renforce
(consolide) l’importance de l’investissement quand il s’agit de leur entraîner à des autres.
المقدمة:
انحصرت أهمية الموارد المادية بالمنظمات المعاصرة ،نظرا للدور الريادي للمورد البشري كمفتاح للنجاح
والتغيير ،حيث أصبح يمثل االنشغال االستراتيجي بها ،مما دعاها إلى التوجه نحو التسيير األمثل له .حيث أطلق
اسم الكفاءات على الموارد البشرية المتميزة ،ألنها المورد الوحيد الذي يمتلك المعرفة ،المهارات ،القدرات وهو
المورد القادر على اإلبداع ،والتفكير ،واالبتكار ،وخلق القيمة بالمنظمة .ونظرا ألهمية ومكانة الكفاءات الفردية،
كموارد غير ملموسة ،وكجزء مهم من رأس المال الفكري ،ونظراﹰ للبعد اإلستراتيجي الذي أصبحت تتميز به
هاته الكفاء ات ،وما تخلقه من ميزة تنافسية دائمة ،تضمن للمنظمة الحفاظ على بقاءها ،تحقيق التميز في أداءها،
والوصول إلى أهدافها اإلستراتيجية ،فالبد على المنظمة من الحفاظ عليها وتنميتها عن طريق التدريب الفعال
والمستمر.
و سنحاول في هذه الورقة البحثية المتواضعة تسليط الضوء على هذا الموضوع ،وذلك بالتطرق بداية إلى مفهوم
وأهمية تدريب الكفاءات ،ثم إلى الطرق المختلفة التي تستخدمها المنظمات في تدريب هاته الكفاءات ،باإلضافة
إلى نظام تدريب الكفاءات (خصائصه ومكوناته) ،مع التطرق إلى كيفية تقييم كفاءة وفعالية برامج تدريب
الكفاءات ،وفي األخير سنحاول صياغة مجموعة من االقتراحات أو التوصيات المتعلقة بهذا الموضوع.
أوال -مفهوم وأهمية تدريب الكفاءات:
قبل أن نتطرق إلى مفهوم وأهمية تدريب الكفاءات ،يجدر بنا بداية تعريف الكفاءات ،فما المقصود بالكفاءات؟.
-1مفهوم الكفاءات:
تعرف الكفاءات على أنها " :مجموعة منظمة ووظيفية من الموارد (معارف ،قدرات ،مهارات )...و التي تسمح
1
أمام جملة من الوضعيات بحل مشاكل وتنفيذ نشاطات و إنجاز أعمال".
و يعرف زاريفيون ( )Zarifiainالكفاءة على أنها " :األخذ بروح المبادرة والمسؤولية من طرف الفرد تجاه
2
وضعيات مهنية معينة والتي يواجهها في تأدية عمله".
وعرفت حمداوي الكفاءة " بأنها تجمع المعارف النظرية و التطبيقية و المهارات والخبرات المتراكمة لألشخاص
المحصلين عليها ،الكفاءات الالزمة للقيام بالعمليات اإلنتاجية و التحويلية المختلفة في إطار وظائفهم ،كما توجه
3
تصرفاتهم إيجابيا عبر البرامج التكوينية المختلفة ".
ويذهب الدليل العملي للمهن و العمالة الفرنسي لتعريف الكفاءة على" أنها مجموعة المعارف و السلوكيات والتي
4
تظهر من خالل ممارسة عمل أو وظيفة معينة في إطار وضعية مهنية معينة ".
-2تعريف تدريب الكفاءات:
هناك العديد من التعريفات لتدريب الكفاءات ،و يمكن أن نذكر منها:
يعرف العيسوي تدريب الكفاءات على أنه " :نوع من التعلم بغية اكتساب المهارات والمعارف والخبرات
5
والمعلومات و الحقائق المرتبطة بمهنة معينة ".
وتعرفه البرنوطي كذلك على أنه " :نشاط تعليم من نوع خاص ،فهو نشاط متعمد تمارسه المنظمة يهدف إلى
تحسين أداء الفرد في الوظيفة التي يشغلها ،وهو واحدا من وسائل تطوير العاملين للمنظمة ،وقد يكون الوسيلة
الوحيدة التي تعتمدها المنظمة لتطوير العاملين ...كما هو (تعليم) حيث ينطبق عليه تعريف علماء النفس للتعلم
بكونه :تغير نسبي في الحصيلة السلوكية للفرد يحصل نتيجة لخبرة " .6وتدريب الكفاءات أيضا هو " :عملية تعلم
7
تتضمن اكتساب مهارات و مفاهيم وقواعد ،أو اتجاهات لزيادة وتحسين أداء الفرد ".
وتشترك هاته التعريفات في أنها تعتبر تدريب الكفاءات نوعا من التعلم أو نشاط تعليم الهدف منه اكتساب
معارف ،مهارات ،وسلوكات جديدة تساعد الفرد في تحسين أدائه لوظيفته.
ولكن يمكن أن نفرق بين تدريب الكفاءات والتعليم ،من خالل وجهتي نظر ،فمن الناحية العلمية يمكن التمييز بين
التدريب والتعليم من حيث أن األخير يعتبر أوسع نطاقا ويتم من خالل المؤسسات األكاديمية ،لكن تدريب
الكفاءات أضيق نطاقا بحيث يستهدف تنميته كفاءات و قدرات الفرد في مجال أو مجاالت محددة للعمل ،ويعتبر
8
عائد التدريب مباشرا بحيث يتحقق في األجل القصير ،بينما يتحقق هدف التعليم في األجل الطويل.
ومن وجهة النظر الوظيفية يمكن اعتبار تدريب الكفاءات هو عملية تعلم ،وهناك صعوبة للفصل بينها نظرا
العتبارهما وجهين لعملة واحدة.
وينصرف تعريف تدريب الكفاءات كذلك إلى أنه " :الجهد المخطط و المنظم من قبل المنظمة لتزويد العاملين
9
بمعارف معينة و تحسين و تطوير مهاراتهم وقدراتهم وتغيير سلوكهم واتجاهاتهم بشكل إيجابي بناء".
ويعرف كذلك تدريب الكفاءات بأنه " :هو نشاط مخطط يهدف إلى تزويد األفراد بمجموعة من المعلومات
10
والمهارات التي تؤدي إلى زيادة معدالت أداء األفراد في عملهم".
ويقصد بتدريب الكفاءات أيضا "مجموعة األنشطة واإلجراءات التي تتم بهدف تطوير أو تغيير القدرات
والمهارات والمعارف لدى العاملين بما يؤدي إلى تحسين األداء والقدرة على التكيف مع أساليب وطرق العمل
11
الجديدة".
عموما تصب التعاريف المختلفة التي ذكرناها في قالب واحد ،بحيث يعتبر تدريب الكفاءات جهدا أو نشاطا أو
عملية تقوم بها المنظمة ،من أجل اكتساب الفرد لمعارف ،مهارات ،سلوكيات واتجاهات جديدة وإضافية ،تنمي
من مستوى كفاءاته الفردية وتقلص االنحراف الموجود بين ما لديه من قدرات وخبرات ومعارف ،وما تتطلبه
الوظيفة التي يشغلها مما يؤدي به إلى تحسين دائم ومستمر ألدائه.
-3أهمية تدريب الكفاءات للمنظمة والفرد:
ال ينكر أحد منا مدى أهمية تدريب الكفاءات للمنظمة والفرد على حد سواء ،فالمنظمات تسعى دائما إلعادة النظر
في برامجها التدريبية ،وربطها باألهداف اإلستراتجية لها ،وجعل تلك البرامج التدريبية أكثر فعالية مقارنة
بتكاليفها ،ومقارنة بالمنظمات األخرى حيث «بلغ حجم برامج التدريب و التوجيه للعاملين بالشركات كبيرة
الحجم بالواليات المتحدة ،ما يزيد عن عشرين بليون دوالر عام 1998وهو ما يتراوح بين 1و %2من موازنة
12
الوظائف بالشركات األمريكية».
قد نتساءل عن ضخامة هاته المبالغ المخصصة للبرامج التدريبية ،ولكن يزول تساؤلنا عندما نعرف أهمية
13
التدريب وتدريب الكفاءات للمنظمة:
.1زيادة اإلنتاجية و األداء التنظيمي من خالل الوضوح في األهداف ،وطرق وإجراءات العمل وتعريف
األفراد بما هو مطلوب منهم ،وتطوير مهاراتهم لتحقيق األهداف التنظيمية.
.2يساهم في ربط أهداف األفراد العاملين بأهداف المنظمة.
.3يساهم في خلق اتجاهات إيجابية داخلية وخارجية نحو المنظمة.
.4يساهم في انفتاح المنظمة على المجتمع الخارجي وذلك بهدف تطوير برامجها وإمكانياتها.
.5يؤدي إلى توضيح السياسات العامة للمنظمة.
.6يؤدي إلى تطوير أساليب القيادة وترشيد القرارات اإلدارية.
.7يساعد في تجديد وإثراء المعلومات التي تحتاجها المنظمة لصياغة أهدافها وتنفيذ سياساتها.
.8يساعد في بناء قاعدة فاعلة لالتصاالت واالستشارات الداخلية.
ثانيا -طرق تدريب الكفاءات:
لدى المنظمات مجموعة من الخيارات تجاه أنواع وطرق تدريب الكفاءات المتبعة ،والتي تريد التركيز عليها بدل
غيرها وذلك وفقا ألهدافها ،وسياساتها العامة ،وطبيعة ومجال نشاطها الحالي والمستقبلي .وقد تم تصنيف هاته
األنواع أو الطرق التدريبية حسب مجموعة من العوامل ،وهي كما يلي:
14
-1طرق تدريب الكفاءات حسب مرحلة التوظف:
1-1توجيه الموظف الجديد ،)L'orientation nouvelle de compétence) :البد للموظف الجديد من
م جموعة من المعلومات والتي تعرفه بمنظمته الجديدة وكذلك عمله الجديد وذلك لتسهيل إدماجه بالمنظمة،
وتدريبه على كيفية أداء عمله ،وتختلف المنظمات في طريقة تصميم برامج تقدم للموظف الجديد من أجل العمل،
فالبعض يعتمد على أسلوب المحاضرات والبعض يعتمد على مقابالت المشرفين المباشرين لهؤالء الموظفين،
بينما يعتمد البعض اآلخر على كتيبات مطبوعة بها كل المعلومات الهامة عن المنظمة ،والتي تساعد الموظف
الجديد على معرفة القانون الداخلي بالمنظمة ،وكيفية سير العمل وتوقيته وثقافة المؤسسة عموما.
2-1التدريب أثناء العمل:
تصمم برامج التدريب أثناء العمل بحيث تكون بموقع العمل مباشرة لضمان كفاءة أعلى للتدريب ،حيث يسعى
المشرفون المباشرون بتدريب الفرد وتعريفه بالمعلومات الالزمة للقيام بعمله.
3-1التدريب بغرض تجديد المعرفة والمهارة:
يقوم هذا النوع من التدريب أساسا ،على أن معارف ومهارات األفراد تتقادم مع الزمن ،باألخص عندما يكون
هناك أساليب عمل وتكنولوجيا وأنظمة جديدة ،حيث يجب على المنظمة تصميم هذا النوع من برامج التدريب
لمواجهة ومواكبة تلك التغيرات ،وذلك إلكساب األفراد العاملين كفاءات ،مهارات ومعارف جديدة تمكنهم من
أداء أعمالهم باستخدام هذه األنظمة الجديدة بصفة أحسن.
4-1التدريب بغرض الترقية والنقل:
تصمم برامج التدريب بغرض الترقية والنقل من أجل تمكين الفرد المرقى أو الذي يراد نقله من كفاءات ،مهارات
ومعارف والتي تسمح له بأداء وظيفته الجديدة ،ألنه دائما نفترض وجود فجوة أو انحراف بين كفاءات الفرد
المرقى أو المنقول والكفاءات التي تتطلبها الوظيفة التي سيرقى أو سينقل إليها.
5-1التدريب للتهيئة للتقاعد:
تسعى المنظمات (الراقية) لتصميم برامج تدريب للتهيئة للتقاعد ،يتلقى من خاللها األفراد العاملين الذين قاربوا
سن التقاعد برامج تدريبية تساعدهم على البحث عن طرق جديدة للعمل ،وطرق تساعدهم على البحث عن
اهتمامات أخرى بدل الوظيفة الحالية ،وكيفية السيطرة على الضغوط والتوترات الخاصة بالخروج إلى التقاعد.
15
-2طرق تدريب الكفاءات حسب الوظائف:
1-2التدريب المهني والفني:
يهتم هذا النوع من التدريب بالمهارات اليدوية والميكانيكية في األعمال الفنية والمهنية ،وتمثل التلمذة الصناعية
نوعا من التدريب المهني والفني ،حيث تقوم بعض المنظمات أو نقابات العمال بإنشاء مدارس ومراكز للتدريب
يتعلم بها العمال و يحصلون من خاللها على شهادة فنية تمكنهم من أداء وظائف فنية ،وغالبا ما تتعهد المنظمة
بتوظيفهم حال نجاحهم.
2-2التدريب التخصصي:
تتضمن برامج التدريب التخصصي تلقين المتدرب معارف ومهارات على وظائف أعلى من الوظائف الفنية
والمهنية ،وهنا ال تركز هاته البرامج تركيزا كثيرا على اإلجراءات و األعمال الروتينية ،وإنما تركز على حل
المشاكل المختلفة ،وتصميم األنظمة ،والتخطيط لها ،ومتابعتها واتخاذ القرار فيها.
3-2التدريب اإلداري:
يتضمن ه ذا النوع من التدريب المعارف والمهارات اإلدارية واإلشرافية الالزمة لتقلد المناصب اإلدارية
اإلشرافية ،الوسطى أو العليا ،وهي معارف تشمل العمليات اإلدارية من تخطيط وتنظيم ورقابة ،واتخاذ قرارات،
وتوجيه وقيادة وتحفيز وإدارة جماعات العمل والتنسيق واالتصال.
16
-3طرق تدريب الكفاءات حسب مكانها:
1-3التدريب داخل الشركة:
في هذا النوع من التدريب تتكفل المنظمة لوحدها بتصميم برامج التكوين المناسبة ،ولها الخيار بأن تستعين
بمدربين من المنظمة أو من خارجها.
2-3التدريب خارج الشركة:
تفضل بعض المنظمات من أن تنقل جزءا أو كل نشاطاتها التدريبية خارج المنظمة ،ولذلك لنقص الخبرة
التدريبية لدى المنظمة أو لنقص الوسائل التدريبية داخلها .وتستعين المنظمة في التدريب الخارجي بشركات
ت دريب خاصة وعن طريق برامج حكومية تقوم الدولة بتصميم برامجها التدريبية ،وعادة ما تتوافق األهداف
التدريبية لتلك البرامج مع األهداف التدريبية للمنظمة.
ويمكن إضافة بعض األنواع والتقسيمات األخرى للتدريب ،وهذا نظرا ألهميتها بالنسبة لبعض المنظمات ،كتبني
بعض األساليب الخاصة في التدريب أو تدريب المدربين...الخ.
17
أ -تدريب المدربين:
يحتاج التدريب إلى طبقة من القادة والمدربين للتخطيط لبرامجه والقيام بتنفيذها ونقل المعرفة والمهارة إلى
المتدربين ،ولهذا فإن تدريب هؤالء المدربين على تلك المهام يمثل أحد مجاالت التدريب.
ب -التدريب باستخدام المحاضرات والمؤتمرات وتمثيل األدوار:
يهتم هذا النوع من التدريب بتقديم بعض المعلومات و المبادئ العلمية النظرية في موضوع معين ،والتي تمكن
الفرد المتدرب من تعلم كيفية حل بعض المشاكل المعينة ،عن طريق عقد مؤتمرات أو القيام بمحاضرات وتمثيل
بعض األدوار والتي تزيد من معرفة الفرد بوظيفته ،وتعريفه ببعض المعلومات والتي ال يمكن له أن يتحصل
عليها عن طريق التدريب أثناء العمل.
ج -التدريب التكميلي:
يتم هذا التدريب عن طريق تسجيل بعض األفراد بمعاهد عليا وجامعات ليتلقوا تكوينا في مجاالت معينة
متخصصة تعود بالنفع على المنظمة التي يعملون بها.
د -أساليب خاصة في تدريب الكفاءات:
برزت هذه األساليب الخاصة نتيجة لل تطورات التكنولوجية والفنية في المعدات األولية ،ومن أمثلة هذه األساليب
مؤتمرات االتصال التليفوني والتلفزيوني عن طريق األقمار الصناعية ،والمحاكاة ،المباريات اإلدارية ،بناء
18
حلقات الجودة وبناء المجموعات عن طريق اإلنترنيت.
ه -التدريب العام والتدريب المتخصص:
التدريب العام هو الذي يمكن الفرد من استخدام الكفاءات والمهارات المكتسبة في أي منظمة أخرى ،بغض النظر
عن المنظمة التي قدمت له التدريب ،أما التدريب المتخصص فهو ذلك التدريب الذي ال يمكن الفرد من أن
19
يستخدم المهارات المكتسبة إال داخل المنظمة التي قدمت له التدريب.
ثالثا -خصائص ومكونات نظام تدريب الكفاءات بالمنظمة:
يعتبر نشاط تدريب الكفاءات ،نظاما » تعتبر فكرة النظام من أهم االتجاهات الحديثة العلمية السائدة بالفكر
اإلداري الحديث « 20ألنه يظم في طياته مجموعة من المكونات األساسية ،فالمدخالت ،العمليات ،والمخرجات،
أجزاء و مكونات لنظام تدريب الكفاءات ،كما أنها تمثل في نفس الوقت أجزاء ألي نظام آخر داخل المنظمة ،فهو
يمثل إذا نظاما فرعيا من نظام تنمية الموارد البشرية و هذا األخير بدوره نظاما فرعيا من نظام أشمل وهو نظام
إدارة الموارد البشرية.
-1خصائص نظام تدريب الكفاءات:
لنظام تدريب الكفاءات مجموعة من الخصائص يمكن أن نذكر منها:
-تدريب الكفاءات نظام مفتوح ألنه يؤثر ويتأثر باألنظمة األخرى ،وكذلك بالبيئة الخارجية المحيطة بالمنظمة.
-تدريب الكفاءات نظام متكامل ،ويقصد بذلك تكامل وترابط العمل التدريبي ألن تدريب الكفاءات ليس عمال أو
نشاطا عشوائيا ،و يظهر ذلك في التكامل والتجانس والتفاعل اإليجابي بين المكونات األساسية التي يقوم عليها،
ويظهر كذلك في مدى التكامل في األنشطة التدريبية و نتائج تدريب الكفاءات.
-تدريب الكفاءات نظام متغير و متجدد ،ألن مكونات و أجزاء نظام تدريب الكفاءات في تغيير مستمر مما يخدم
األهداف التدريبية ،وذلك عن طريق المعلومات المرتدة ،و االنفتاح على البيئة واإلحساس الدائم بمتطلباتها.
-2مكونات نظام تدريب الكفاءات:
يتكون نظام تدريب الكفاءات من المدخالت ،التي تعبر عن أول خطوة لكل نشـاط تدريبي وهي تحـديد
االحتيـاجـات واألهداف التدريـبية ،والعمليـات التي تتمثل في األنشطة التدريبية (تصميم البرنامج التدريبي ،تنفيذ
21
البرنامج التدريبي( ،بينما تتمثل المخرجات أساسا في تقييم فعالية و كفاءة النتائج التدريبية )الخدمة التدريبية( .
و يمكن أن نوضح أكثر مكونات نظام تدريب الكفاءات بالشكل التالي:
الشكل رقم ) :(01مكونات نظام تدريب الكفاءات.
المخرجات
المعلومات
المرتدة
ال نعــم
ال
نعم
اجمع البيانات.
المصدر :أحمد ماهر ،إدارة الموارد البشرية ،مرجع سبق ذكره ،بتصرف ،ص .357
وهناك العديد من الوسائل والطرق لتقويم تدريب الكفاءات والتي تساعدنا على جمع البيانات وتحليلها
حلل البيانات.
واستخالص النتائج ،والتي تؤخذ بعين االعتبار الخطط والسياسات التدريبية المستقبلية ،ومن هاته الوسائل نذكر:
-1التقويم عن طريق الدراسة المقارنة:
النتيجة. ماهي
ويتم هذا التقويم عن طريق المقارنة بين مجموعتين ،مع تحليل العوامل التي جعلت أحد المجموعتين أكثر استفادة
من المجموعة األخرى ،وبذلك نستطيع أن نصل إلى أمرين:
-نوع البرنامج المناسب لكل مجموعة .تعرف حيال البرامج المقبلة.
-أثر البرنامج في تحسين العمل في كل حالة من الحالتين.
-2تقديم البرنامج بواسطة المشرفين:
وهذا النوع أكثر شيوعا ،ألن المشرفين على العمل من أكثر الناس حساسية لنواحي الضعف في العمل ،وإدراكا
ألثر التدريب في رفع مستوى األداء .وقد يستطيع هؤالء أيضا أن يستعينوا بجانب إدراكهم لمستوى األداء،
بمالحظة نقص أو زيادة اإلنتاج.
-3نسبة الحضور كمقياس لنجاح برنامج تدريب الكفاءات:
إن من مبادئ النجاح أن يعتمد برنامج التدريب على ميول المتدربين ،فإذا لم نلمس اهتمام المتدربين إلى الدرجة
التي يشاركون فيها إيجابيا في عملية تدريبهم ،فإن المجهود المبذول في مثل هذه الحالة سيكون بدون نتيجة،
ولذلك قد نتخذ نسبة الحضور وتزايدها وتناقصها أثناء سير العمل في التدريب ،دليال على زيادة االهتمام
بالتدريب من ناحية المتدربين وبالتالي شعورهم بأهميته والحاجة إليه.
-4االمتحان كوسيلة من وسائل تقويم تدريب الكفاءات:
وذلك بغرض معرفة مقدار ما أكتسبه المتدربون من خبرات يستطيعون تطبيقها في ميدان العمل ،فليس من المهم
في برنامج التدريب أن نختبر المتدربين لمعرفة مقدار ما ألموا به من نظم العمل ،ولكن من المهم معرفة مقدار ما
استطاعوا تطبيقه في عملهم حين عادوا إليه بعد فترة التدريب.
-5االستفتاءات:
إن استخدام االستفتاءات المعدة إعدادا ج يدا من أحسن الوسائل التي ينبغي أن نستعملها في تقويم برنامج تدريب
الكفاءات ،وينبغي االعتناء بهذه االستفتاءات على أال نغفل ما للسرية من أهمية عند إجراء االستفتاءات ،حتى ال
يكون هناك تأثير معين في اتجاه معين ،وفي نفس الوقت نتفادى االنحياز التجاه معين.
-6التقويم عن طريق األدلة من ميدان العمل:
والمقصود به أن يقوم المشرفون على تدريب الكفاءات بعد انتهاء البرنامج ،بتصميم بطاقة تنقسم إلى ثالثة أقسام:
-قسم يشمل بيانات عامة عن المتدرب وظروفه االجتماعية.
-قسم يتناول التحليل الدقيق لنواحي عمله ،ومدى إتقانه لكل ناحية وذلك قبل التدريب.
-قسم يتناول التحليل الدقيق بعد التدريب.
الخاتمة والتوصيات:
كما سبق وأن رأينا فالموارد البشرية عموما ،والكفاءات خصوصا ،أهم ممتلكات المنظمات ،فهي الرأس مال
الحقيقي لها ألنها وحدها (الكفاءات) القادرة على تبني التغيير ،واإلبداع ،واالبتكار ،بما يضمن في النهاية تحقيق
األداء المتميز لهاته المنظمات على اختالف أنواعها.
لكن الحصول على تلك الكفاءات داخل المنظمة ليس باألمر السهل ،فهو يتطلب من هاته األخيرة اإلنفاق على
تكوينها وتأهيلها (الكفاءات) ،بمعنى أنه يتعين على المنظمة االستثمار في المورد البشري ،وهو أجود وأرقى
أنواع االستثمارات على اإلطالق ،وذلك من خالل عملية التدريب المستمر ،التي تعمل على تنمية وتطوير وكذا
الحفاظ على هاته الكفاءات .فالتدريب المستمر للكفاءات ،يعد من الوظائف المهمة في إدارة الموارد البشرية
بالمنظمات المعاصرة ،حيث تكمن أهميته في تحسين أداء األفراد ،ومن تم مستوى األداء الشامل للمنظمة،
وصوال إلى التميز.
وفي األخير وعلى ضوء ما سبق ،يمكننا تقديم مجموعة من التوصيات التي قد تساعد المنظمات على إنجاح
عملية تدريب الكفاءات ،بما يسمح لها من تنمية وتطوير هاته األخيرة:
-1لضمان فعالية سياسات تدريب الكفاءات ال بد من إتباع منهجية علمية ،للوصول إلى األهداف المرجوة ،عن
طريق التحديد السليم لالحتياجات التدريبية كأول خطوة.
-2تكوين فريق عمل ،يعمل على توضيح رؤية وتصورات وأهداف المنظمة للكفاءات الفردية (فريق إشراف).
-3تكوين فريق من المختصين يعنى بدراسة سياسة التدريب المستمر للكفاءات ،مع تقييم مدى كفاءة هؤالء
المدربين.
-4التحديد الدقيق والدوري لنقاط القوة ونقاط الضعف بالمنظمة ،من أجل االستفادة أكثر من نقاط القوة ،والتركيز
على تحسين نقاط الضعف ،وهذا ال يتأتى إال من خالل تنفيذ ومتابعة البرامج التدريبية المسطرة ،وتقييمها.
-5التشجيع المستقل لنمو الكفاءات داخل المنظمة ،وخاصة من خالل عوامل التحفيز والترقية.
الهـوامش:
-1محمد الصالح ،المدخل إلى التدريس بالكفاءات ،دار الهدى ،عين مليلة ،الجزائر ،2002 ،ص .43
2-Philippe Zarifian, Le model de la compétence, Editions laisons, Paris, 2001, P 77.
-3حمداوي وسيلة ،إدارة الموارد البشرية ،مديرية النشر لجامعة ڤالمة ،2004 ،الجزائر ،ص .26
4-BELKAIED Mohamed, Séminaires sur "La gestion des compétence", CPE. Sonatrach, Oran,
Juin 2005, p25.
-5عبد الرحمان العيسوي ،الكفاءة اإلدارية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،1998،ص .145
-6سعاد نائف البرنوطي ،إدارة الموارد البشرية :إدارة األفراد ،دار وائل للطباعة والنشر،الطبعة األولى ،األردن ،2001 ،ص
.443
-7راوية حسن ،إدارة الموارد البشرية:رؤية مستقبلية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2000 ،ص .163
-8جمال الدين محمد مرسي ،اإلدارة اإلستراتيجية للموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2003 ،ص .333
-9مؤيد سعيد السالم وعادل حرشوش الصالح ،إدارة الموارد البشرية ،ديوان العلوم للطباعة ،بغداد ،1991 ،ص .101
-10صالح الدين محمد عبد الباقي ،إدارة الموارد البشرية :مدخل تطبيقي معاصر ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص
.208
-11مصطفى محمود أبوبكر ،الموارد البشرية :مدخل لتحقيق الميزة التنافسية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص .357
-12جمال الدين محمد مرسي ،اإلدارة اإلستراتجية للموارد البشرية ،مرجع سبق ذكره ،ص .335
-13سهيلة محمد عباس وعلي حسن علي ،إدارة الموارد البشرية ،دار وائل للطباعة والنشر ،الطبعة األولى ، 1999 ،ص ص
.110 -109
-14أحمد ماهر ،إدارة الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص ص ،328-323بتصرف.
-15نفس المرجع ،ص ص ، 328-323بتصرف.
-16مهدي حسن زويلف ،إدارة األفراد مدخل كمي ،مقيم ألغراض الترقية والنشر ،الطبعة الثالثة ،1998 ،ص .160
-17جمال الدين محمد مرسي ،اإلدارة اإلستراتجية للموارد البشرية ،مرجع سبق ذكره ،ص ،360بتصرف.
-18نفس المرجع ،ص .360
-19راوية حسن ،مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية ،الدار الجامعية ،مصر ،2002/2001ص ،288بتصرف.
-20مهدى حسن زويلف ،إدارة األفراد مدخل كمي ،مرجع سبق ذكره ،ص .161
-21علي السلمي ،إدارة الموارد البشرية اإلستراتجية ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،2001 ،ص ص -245
،246بتصرف.