You are on page 1of 8

‫محاضرات في علم النفس التربوي‬

‫إعداد األستاذة‪ :‬أ‪ .‬العطوي‬

‫التعريف بالمقياس‪ :‬علم النفس التربوي مقياس موجه لطلبة السنة الثالثة تخصص رياض يات وفيزي اء الط ورين‬
‫المتوسط والثانوي في المدرسة العليا لألساتذة‪.‬‬

‫لماذا تدرس علوم التربية وعلم النفس في المدارس العليا لألساتذة؟ ترتبط عل وم التربي ة ارتباط ا وثيق ا بالت دريس‪،‬‬
‫حيث تعت بر بمثاب ة م داخل لتحس ين عملي ة التعليم والتعلم‪ ،‬من خالل البحث في ط رق الت دريس واس ترتيجياتها‬
‫المختلفة‪ ،‬وكيفية تلقي الطالب لتلك األساسيات‪ ،‬إضافة إلى عملية تحسين المناهج الدراسية‪.‬‬

‫فالطالب في المدرسة العليا هو أستاذ مستقبلي‪ ،‬سوف يك ون مس ؤوال عن أجي ال ناش ئة في المؤسس ات التربوي ة‪.‬‬
‫لذلك وجب أن يتلقى في مساره التكويني‪ ،‬إضافة إلى م ادة تخصص ه مق اييس مرتبط ة بعل وم التربي ة وعلم النفس‬
‫وعلم اإلجتماع‪ ،‬حتى يكون ملما بمختلف المواضيع المتعلقة بها من نظريات التعلم‪ ،‬استراتجيات التدريس المختلفة‬
‫ومختلف البيداغوجيات القديمة والحديثة‪ ،‬وكذلك يكون مطلعا على مب ادئ علم النفس الطف ل والمراه ق‪ ،‬ومراح ل‬
‫النمو المختلفة وخصائص كل مرحلة‪ .‬فيكون بذلك مستعدا علميا وتربويا ونفسيا للقيام بمسؤولياته‪.‬‬

‫المحاضرة األولى‪ :‬مكتسبات قبلية عن التربية وعلم النفس‪.‬‬

‫أهداف المحاضرة‪ :‬في نهاية المحاضرة يكون الطالب قادر على‪:‬‬

‫تقديم تعريف أو أكثر عن التربية من منظور لغوي واصطالحي‬ ‫‪-1‬‬


‫يعرف تعاريف لباحثين ومفكرين عن التربية‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫استنتاج خصائص التربية من مختلف التعاريف‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫يقدم تعريفا لعلم النفس مع سرد مراحل تطور هذا العلم‪.‬‬ ‫‪-4‬‬

‫تعريف التربية‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫لغة‪ :‬مأخوذة من الفعل الثالثي " ربا " وتعني االرتفاع وبلوغ الذروة‪.‬‬

‫وجاء في لسان العرب البن منظور " ربا – يربو '' بمعنى زاد ونما‪ ،‬وجاء في الق رآن الك ريم‪ ( :‬يمح ق هللا الرب ا‬
‫ويربي الصدقات ) البقرة آية ‪276‬‬

‫وجاءت من الفعل ربى – يربي بمعنى النشوء والترعرع ويقول رب وت في المدين ة بع نى نش أت وترع رت فيه ا‪،‬‬
‫قوله تعالى‪ ( :‬وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ‪ )...‬اإلسراء اآلية ‪24‬‬
‫ورب – يرب‪ :‬أصلحه وتولى أمره‪.‬‬

‫اصطالحا‪ :‬هي مجموعة من العمليات المتكاملة والهادفة التي يتم من خاللها نقل المعلومات والمع ارف والخ برات‬
‫المكتسبة من شخص آلخر‪ ،‬أو من جيل آلخر‪ ،‬من أج ل المحافظ ة على بق اءه‪ .‬وتخض ع ه ذه العملي ة إلى التط ور‬
‫والتغير‪.‬‬

‫كما ورد في " الصحاح '' في اللغة والعلوم أن التربي ة هي‪ :‬تنمي ة الوظ ائف الجس مية والعقلي ة والخلقي ة كي تبل غ‬
‫كمالها عن طريق التدريب والتثقيف‪.‬‬

‫اليونيسكو‪ :‬مجموع عمليات الحياة االجتماعية التي عن طريقها يتعلم األفراد والجماعات داخل مجتمعاتهم الوطني ة‬
‫والدولية ولصالحها‪ ،‬وينمو وبوعي منهم كافة قدراتهم الشخصية واتجاهاتهم واستعداداتهم ومعارفهم‪.‬‬

‫تعريف بعض العلماء والفالسفة‪:‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -‬أفالطون‪ :‬تدريب الفطرة األولى للطفل على الفضيلة من خالل اكسابه الع ادات المناس بة‪ .‬كم ا يق ول‪ :‬التربي ة أن‬
‫تضفي على الجسم والنفس كل جمال وكمال ممكن لها‪.‬‬

‫‪ -‬أرسطو‪ :‬إعداد العقل للتعليم‪.‬‬

‫‪ -‬ميلتون ( ‪ :)1674 – 1608‬التربية الصحيحة هي التي تساعد الفرد على تأدية واجبات ه العام ة والخاص ة في‬
‫السلم والحرب بصورة مناسبة وماهرة‪.‬‬

‫‪ -‬هيجل‪ :‬إن الهدف من التربية هو تحقيق العمل وتشجيع روح الجماعة‪.‬‬

‫‪ -‬بيستالوزي‪ :‬إعداد االنسان للقيام بواجباته المختلفة في الحياة‪ ،‬وهي تنمية كل قوى الطفل تنمية كاملة ومالئمة‪.‬‬

‫التربية الصحيحة كالشجرة المثمرة التي غرست بجانب مياه جارية‪.‬‬

‫‪ -‬جون جاك روس و ( ‪ :)1778 – 1712‬إن واجب التربي ة أن تعم ل على تهيئ ة الف رص اإلنس انية‪ ،‬كي ينم و‬
‫الطفل على طبيعته انطالقا من ميوله واهتمامه‪.‬‬

‫‪ -‬جون ديوي ( ‪ :)1952 – 1859‬التربية ليست إعداد للحياة بل هي الحياة‪ ،‬وهي عملية تكيف بين الفرد وبيئته‪.‬‬

‫‪ -‬عبد الحميد ابن باديس ( ‪ :)1940 – 1889‬التربي ة هي المحافظ ة على العق ل‪ ،‬ألن ه ن ور إلهي منح لالهت داء‬
‫لطريق السعادة‪ ،‬والمحافظة على الصحة ‪ ...‬ونأخ ذ من الش ريعة اإلس المية م ا نبل غ ب ه كم ال في حياتن ا الفردي ة‬
‫واالجتماعية‬

‫‪ -‬عموما‪ :‬التربية عملية شاملة تتناول االنسان من جميع جوانب ه( النفس ية‪ ،‬العقلي ة‪ ،‬العاطفي ة‪ ،‬الس لوكية) وطريق ة‬
‫تفكيره وأسلوبه في الحياة‪ ،‬وتعامله مع اآلخرين في البيت والمدرسة وفي كل مكان‪.‬‬
‫‪ -3‬خصائص التربية‪:‬‬

‫من خالل جملة التعاريف السابقة نستخلص بعض خصائص التربية المشتركة في أغلب تعاريف التربية‪.‬‬

‫‪ -‬عملية إنسانية مقصودة هادفة وواقعية‪.‬‬

‫‪ -‬عملية فردية اجتماعية‪ :‬تحقق للفرد انتماءه االجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬عملية تكاملية‪ :‬تهدف إلى بناء الشخصية من جميع جوانبها‪.‬‬

‫‪ -‬عملية مستمرة‪ :‬ال تنتهي بانتهاء فترة معينة‪ ،‬فهي عملية تطورية‬

‫‪ -‬عملية متغيرة‪ :‬من مجتمع آلخر ومن زمن آلخر‪ ،‬فالتغير االجتماعي يفرض بدوره التغير والتطور في التربية‪.‬‬

‫‪ -4‬أهمية التربية‪:‬‬

‫للتربية أهمية مزدوجة من جهة الفرد ومن جهة المجتمع‬

‫‪ -‬من جهة الفرد‪ - :‬الطفل يولد ضعيفا بحاجة لرعاي ة الكب ار‪ ،‬من أج ل تع ديل نم وه الفط ري وته ذيب غرائ زه‬
‫وتنظيم عواطفه‪.‬‬

‫‪ -‬تحقق التربية للطفل عملية االنتماء االجتماعي‪ ،‬وتشبع حاجاته‪ ،‬وتحق ق ل ه االس تقرار النفس ي‪،‬‬
‫حيث يشعر باالنتماء إلى جماعة تقبله التفاقه مع أعضاءها في الكثير من القيم واالتجاهات‪.‬‬

‫‪ -‬من جهة المجتمع‪ - :‬كل مجتمع يسعى لالحتفاظ بتراثه الثقافي من الضياع‪ ،‬ويتم ذلك بنقله لألجيال والمحافظة‬
‫عليه وحمايته‪.‬‬

‫‪ -‬التوفيق بين التراث القديم ومتغيرات الحداثة‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية الموارد البشرية للمجتمع‪.‬‬

‫‪ -5‬أهداف التربية‪:‬‬

‫هي مجموع األغراض والمقاصد التي تسعى التربية إلى تحقيقها والوصول إليها‪ ،‬قريبة كانت أو بعيدة‪.‬‬

‫* األهداف العامة‪:‬‬

‫‪ -‬تكوين وإعداد المواطن الص الح‪ :‬حيث يتم من خالل التربي ة تنمي ة الص فات المطلوب ة والمغوب ة مث ل‪ :‬الص دق‪،‬‬
‫االحترام‪ ،‬حسن التعامل‪ ،‬االلتزام‪ ،‬النزاهة‪ ،‬المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫‪ -‬بناء شخصية الفرد وتكوينها بشكل كامل من جميع الجوانب وتحقيق التوازن فيها‬

‫‪ -‬تعليم األفراد أصناف العلوم المختلفة لمواجهة احتياجاته وخياراته المستقبلية‪.‬‬

‫‪ -‬إعداد الفرد للمستقبل‪ :‬حيث تترافق التربية مع التعليم مما يزيد من قدرات الف رد وتحدي د اتجاهات ه ورغبات ه في‬
‫الحياة‪ ،‬وبالتالي االتجاه نحو العمل المرغوب‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة الفرد على التكيف مع البيئة المحيطة‪ ،‬من خالل إكسابه المعارف والمهارات واالتجاه ات ال تي تتناس ب‬
‫مع بيئته ومجتمعه‪.‬‬

‫‪ -‬حب اإلطالع – الفكر الناقد – االستقاللية – االبداع‪.‬‬

‫‪ -6‬مفهوم علم النفس وتاريخه‪ :‬هو العلم الذي يهتم بدراسة السلوك اإلنس اني دراس ة علمي ة به دف الفهم والتفس ير‬
‫والتنبؤ والتحكم للوصول إلى القوانين العامة التي تحكم هذا السلوك‪.‬‬

‫ويعد علم النفس بصورة عامة من العلوم حديثة الظهور واالنتشار‪ ،‬وقد كانت بدايته فلسفية باألساس كسائر العلوم‪،‬‬
‫إذ تساءل الفالسفة عن النفس‪ ،‬ما أصلها وما طبيعتها وما مصيرها؟ واختلفوا في تصورها ومنهم‪:‬‬

‫فيثاغورت‪ :‬تصورها كعنصر خالد مغاير للجس م مس تقر في ال دماغ‪ ،‬وعن د الم وت تغ ادر الجس م وتع ود‬ ‫‪‬‬
‫لألرض في جسم آخر‪ .‬والنفس واقعة في ذهاب وإياب وفق مبدأ تناسخ األرواح‪.‬‬
‫سقراط (‪ 470 – 399‬ق‪.‬م)‪ :‬اإلمس ان روح وعق ل يس يطر على الحس ويعقل ه‪ ،‬ومعرف ة النفس أس اس‬ ‫‪‬‬
‫الفضيلة‪.‬‬
‫أفالطون (‪ 427 – 347‬ق‪.‬م)‪ :‬أكد في ثنائية الروح والبدن أن النفس أقدم من البدن‪ ،‬وتدرك المثل ال تي‬ ‫‪‬‬
‫ال تدركها األبدان‪ ،‬والنفس قوة ذات وظائف تسير اإلنسان وتوجه تصرفاته‪ ،‬وقسم النفس إلى ثالث طبقات‬
‫النفس العاقلة‪ :‬مركزها العقل والرأس‬
‫النفس الغضبية‪ :‬مركزها القلب‬
‫النفس الشهوية‪ :‬مركزها البطن‬
‫أرسطو (‪ 384 – 322‬ق‪.‬م)‪ :‬خالف أستاذه أفالطون في تقسيم النفس‪ ،‬وابتدأ من الواقع‪ ،‬حيث يتحدث في‬ ‫‪‬‬
‫كتابه ( في النفس ) عن الحس والمحسوس‪ ،‬وركز اهتمامه على العقل والتربية العقلية‪.‬‬
‫ديكارت (‪ :)1650 – 1596‬ميز بين الجسم والنفس‪ ،‬ورأى أن الغدة الصنوبرية الموج ودة في م ؤخرة‬ ‫‪‬‬
‫الجمجم ة أس فل ال دماغ تق وم بتوص يل الت أثيرات بين الجس م والنفس‪ ،‬فالجس م آل ة تس يرها النفس حس ب‬
‫طبيعتها الشعورية‪ .‬فعلم النفس عند ديكارت هو دراس ة الحال ة الش عورية لألف راد‪ ،‬وهي حال ة داخلي ة في‬
‫ب اطن النفس‪ ،‬ومنهجه ا في الدراس ة ه و االس تبطان ( التأم ل الب اطني) بمع نى انتب اه اإلنس ان إلى نفس ه‬
‫وتسجيل ما يشعر به من حاالت تسجيال وصفيا يبين طبيعتها وكيفية حدوثها‪.‬‬
‫ابن سينا (‪ 1037 – 980‬م)‪ :‬حس ب فلس فته اإلس المية يق ول أن النفس ج وهر روح اني وض عت على‬ ‫‪‬‬
‫شاكلة الروح‪ ،‬والروح كمال والنفس صورة منها‪ ،‬وله في هذا الشأن العديد من الرساالت والمقاالت‪.‬‬
‫وظهرت في انجلترا في أواخر القرن ‪ 17‬وحتى أواخر الق رن ‪ 18‬مدرس ة فكري ة ت دعى الترابطي ة ومن‬ ‫‪‬‬
‫روادها ( جون لوك‪ ،‬هربرت سبنسر‪ ،‬توماسا هوبز‪ ،‬ديفيد هيوم) تقوم على مبدأ ترابط األفك ار‪ ،‬فاألش ياء‬
‫التي ندركها تتألف من إحساسات منفصلة غ ير مترابط ة وال منظم ة‪ ،‬والعق ل ه و المس ؤول عن ربطه ا‪.‬‬
‫وهذا ينطبق على العمليات العقلية جميعها‪ :‬اإلدراك‪ ،‬االنتباه‪ ،‬التفكير‪ ،‬التصور ‪ ...‬ومن ثم كانت مهمة علم‬
‫النفس في نظرها تحليل المركبات العقلية الشعورية إلى عناصرها من إحساسات وص ور ذهني ة ومع اني‪،‬‬
‫ثم تفسير تجمعها وانتظامها في وحدات مركبة عن طريق التأمل الباطن‪.‬‬
‫ثم ط رح الع الم والط الب السويس ري '' فردري ك م يزمر ( ‪ '' )1815 – 1743‬نظريت ه في التن ويم‬ ‫‪‬‬
‫المغناطيسي‪ ،‬وبعدها نظري ة الملك ات ال تي تقس م العق ل إلى ملك ات ك التفكير‪ ،‬الوج دان‪ ،‬اإلرادة ‪ ...‬حيث‬
‫وصلت إلى ‪ 24‬ملكة‪.‬‬
‫أما االستقالل الحقيقي لعلم النفس عن الفلسفة فكان في الربع األخير من القرن التاسع عش ر بع د أن أس س‬ ‫‪‬‬
‫العالم والفيزيائي والفيلسوف واألستاذ األلماني '' ولهالم فوندت ‪ '' Wilhelm Wandt‬س نة ‪ 1879‬أول‬
‫مخبر لعلم النفس التجريبي في جامعة الي بزيغ‪ .‬وتتلم ذ على ي ده " كات ل ‪ " Cattle‬وفي روس يا ظه ر "‬
‫بافلوف" وفي فرنسا ظهر " جانيه و شاركو "‪.‬‬
‫وقد تطور علم النفس من علم الحياة العقلية إلى علم السلوك المالحظ ثم علم الس لوك والعملي ات المعرفي ة‬
‫وبعدها علم السلوك والعمليات المعرفية واالنفعالية إلى علم األعصاب المعرفي‪.‬‬
‫المحاضرة الثانية‪ :‬مدخل إلى علم النفس التربوي‪.‬‬

‫أهداف المحاضرة‪:‬‬

‫‪ -‬أن يعرف علم النفس التربوي ومواضيع بحثه‪.‬‬

‫‪ -‬أن يتعرف على أهم العلماء المساهمين في تطور هذا العلم‪.‬‬

‫‪ -‬أن يشرح أهداف علم النفس التربوي‪.‬‬

‫‪ -‬أن يعرف أهمية علم النفس التربوي بالنسبة للمعلم‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعد علم النفس التربوي من أكثر فروع علم النفس تطورا وانتشارا في العالم لما له من أهمية نظرية وتطبيقي ة‬
‫في العملية التربوية‪ ،‬فهو يقدم المعلوم ات والمب ادئ النفس ية للمعلم لكي يس اعده على تحس ين عملي ة التعليم‪ ،‬وفهم‬
‫سلوك المتعلم وتقديم المعرفة له‪ ،‬وتنية شخصيته من مختلف الجوانب ليكون متعلم ا ناجح ا وق ادرا على االس تفادة‬
‫من الخبرات التعلمية وتوظيفها في حياته اإلجتماعية‪ .‬وينظر البعض إلى علم النفس التربوي على أنه العلم الوسيط‬
‫بين التربية وعلم النفس الهتمامه بالجوانب التربوية في الميدان التربوي واعتماده على القوانين والمف اهيم النفس ية‬
‫في مجال علم النفس‪.‬‬

‫تعريف علم النفس التربوي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬

‫يمكن تعريف علم النفس التربوي بأنه‪:‬‬

‫أح د مي ادين علم النفس ال ذي يهتم بدراس ة الس لوك اإلنس اني في المواق ف التربوي ة‪ ،‬وه و العلم ال ذي يزودن ا‬
‫بالمعلومات والمفاهيم والمبادئ التي تساعد في فهم عملية التعليم والتعلم‪.‬‬

‫وقد تطور هذا العلم لجهود عدة علماء ساهموا في بناءه وتشكيل أساسياته منهم‪:‬‬

‫فريديريك هاربرت )‪ :Friedrick Herbart (1776 – 1841‬هو فيلسوف وبيداغوجي ألماني كان‬ ‫‪‬‬
‫أول من بشر بهذا عن دما ح اول االس تفادة من الق وانين العام ة لعلم النفس في النش اط المدرس ي التعليمي‪.‬‬
‫ويقترح أن كل الظواهر العقلية أساسها التفاعل بين األفكار األولية‪ ،‬وأن العقل كائن وجداني ينمو ويتطور‬
‫عبر عملية االتصال الحسي مع العالم الخارجي ( الطبيعية – الوسط االجتماعي)‪.‬‬
‫فرانسيس قالتون )‪ :Francis Galton (1822 – 1911‬حيث اهتم بميدان القي اس النفس ي ال ذي تم‬ ‫‪‬‬
‫تطويره من طرف كاتل و ألفريد بينيه ‪ A.Binet‬مما أسهم في تطوير معالم علم النفس التربوي‪.‬‬
‫ستانلي هول )‪ :Stanley Hall (1846 – 1924‬عالم نفس أم ريكي ترك ز اهتمام ه على النم و في‬ ‫‪‬‬
‫الطفولة والنظرية التطورية‪ ،‬أسس أول مجل ة متخصص ة في علم النم و ع ام ‪ 1981‬في أمريك ا‪ ،‬وك انت‬
‫أول إضافة لسيكولوجيا النمو إلى علم النفس التربوي كمجال تطبيقي لقوانين النم و في التربي ة خاص ة م ا‬
‫يتعلق بالصحة النفسية للطالب‪.‬‬
‫ادوارد ثورندايك )‪ :Edward la Thorndike (1874 – 1949‬رغم كل الجهود للعلماء سابقا لكن‬ ‫‪‬‬
‫ثورندايك يعتبر المؤسس األول لعلم النفس التربوي الحديث حيث استحق هذا العالم والمعلم األمريكي لقب‬
‫أول عالم نفس تربوي‪ ،‬فكتب أول مقالة في أول مجلة لعلم النفس التربوي‪ ،‬ونشر أول كتاب بعن وان " علم‬
‫النفس التربوي " سنة ‪ ،1903‬ما عمل على جمع التقارير العلمي ة النفس ية ذات العالق ة بالتربي ة ونش رها‬
‫في كتابه عام ‪ ،1915‬وقضى عمره المهني أستاذا لهذا العلم بجامعة كولومبيا‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ 1920‬أخذ هذا العلم صورة واضحة له‪ ،‬وتتابعت االهتمام ات والمؤلف ات والبح وث االكاديمي ة‬ ‫‪‬‬
‫حوله‪ ،‬وأنشئت المخابر الخاصة وظهرت المجالت المتخصصة لمعالجة موضوعاته‪ ،‬وعقدت الم ؤتمرات‬
‫العلمية التي ساهمت في تحديد طبيعته‪ ،‬إلى أن أصبح هذا العلم من المق ررات األساس ية الالزم ة لت دريب‬
‫المعلمين في كليات ومعاهد التربية‪.‬‬
‫وفي الثالثين ات من الق رن العش رين انتش رت أبح اث كث يرة في ط رق الت دريس‪ ،‬وتم تحدي د موض وع‬
‫سيكولوجيا المواد الدراسية كالقراءة والحساب‪ ،‬وفي األربعينات تط ور ه ذا الف رع نتيج ة ت أثره بالمف اهيم‬
‫األكلينيكي ة من الطب العقلي والعالج النفس ي‪ ،‬حيث زاد االهتم ام بمش كالت التواف ق والتكي ف والص حة‬
‫النفس ية للطالب‪ .‬وفي الخمس ينات زاد االهتم ام بعملي ات التعلم داخ ل الص ف والعالق ات بين الطلب ة‬
‫والمدرسين‪ ،‬والطلبة أنفسهم من جهة أخرى‪ ،‬وبدأ االهتمام بتحصيل الطالب‪.‬‬
‫وتطور علم النفس التربوي في الستينات أكثر‪ ،‬خاصة بع د اس تخدام العلم اء لغ ة األنس اق أو المنظوم ات‬
‫( نسق‪ ،‬منظومة) في التعليم‪ ،‬وقد يكون أكثر التص ورات للعملي ة التعليمي ة كمنظوم ة ه و التص ور ال ذي‬
‫اقترحه عالم النفس األمريكي " روب رت جل يز )‪ Robert Glaser (2012 – 1921‬س نة ‪1962‬‬
‫وتتألف هذه المنظومة من العناصر التالية‪ :‬األه داف التربوي ة – الم دخالت الس لوكية – عملي ات التعلم –‬
‫التقويم التربوي‪.‬‬
‫ممما سبق الحديث يمكن ان نستنج أن علم النفس التربوي هو‪:‬‬
‫الدراسة المنظمة للسلوك اإلنساني و عملياته العقلية و االنفعالية و الشعورية في المواقف التربوية‪ ،‬الهادفة‬
‫إلى مساعدة الفرد على النم و الس وي المتكام ل من الن واحي الجس مية‪ ،‬العقلي ة‪ ،‬االنفعالي ة‪ ،‬و اإلجتماعي ة‬
‫ليصبح قادرا على التكيف مع نفسه و مع مايحيط به‪.‬‬
‫موضوعات الدراسة في علم النفس التربوي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫تنوعت مواضيع الدراسة في هذا المجال من باحث آلخر حسب رؤي ة ك ل منهم له ذا الع الم‪ .‬و لكن يمكن‬
‫اجمالها في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬عمليات التعلم و نظرياته و شروطه و العوامل المؤثرة فيه‪.‬‬
‫‪ -‬استراتيجيات تخطيط و تنفيذ العملية التعلمية‪ ،‬و تنظيم موقف التدريس و طرف النظباط الصفي‪.‬‬
‫‪ -‬إثارة اهتمام المتعلم بمادة التعلم و تنمية دافعيته نحوالتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات العقلية العليا‪ :‬الذاكرة‪ ،‬الذكاء‪.‬‬
‫‪ -‬الفروق الفردية و خصائص كل مرحلة نمو‪.‬‬
‫‪ -‬طرق االتصال الفعالة بين المعلم و المتعلم (العالقات االنسانية)‪.‬‬
‫‪ -‬عرض مادة التعلم بطريقة تبالءم مستوى النمو المعرفي للمتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬أنشطة التعلم المالئمة للمتعلم‪.‬‬
‫‪ -‬التحصيل الدراسي و مشكالته‪.‬‬
‫‪ -‬التقويم و القياس‪.‬‬

‫‪ -3‬أهداف علم النفس التربوي‬

‫تتعد هداف علم النفس التربوي حسب سياقاتها فهناك أهداف خاصة بالمعلم و أخرى بالمتعلم‪ ،‬و لهذا يمكن‬
‫أن ندرجها أهداف عامة مشتركة مع باقي العلوم و اخرى خاصة بعلم النفس التربوي ‪.‬‬
‫فاألهداف الخاصة متمثلة في‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬توليد المعرفة العلمية الخاصة بالتعلم و تنظيمها على نح و منهجي‪ ،‬بحيث تش كل نظري ات و مب ادئ‬
‫قابلة للتطبيق و التجريب‪.‬‬

‫‪ -‬تط بيق و اس تخدام ماتوص ل إليخ الب احثون من نظري ات و ق وانين في مواق ف تعليمي ة – تعلمي ة‬
‫ليستفيدو منها و يحققو أفضل النتائج‪.‬‬

You might also like