You are on page 1of 62

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺗﻧﺔ ‪1‬‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻗﺳم اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻣﻄﺒﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﯿﺎس‪ :‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻤﻘﺎرﻧﺔ‬

‫)ﺳﻨـــــــﺔ ﺛﺎﻧﯿﺔ ﻣﺎﺳﺘﺮ ﺳﯿﺎﺳﺎت ﻋﺎﻣﺔ(‬

‫إﻋﺪاد اﻟﺪﻛﺘﻮرة‪ :‬ﻋﻤﺮان ﻧﺰﯾﮭﺔ‬


‫‪amranenaziha@yahoo.com‬‬

‫اﻟﺴـــــــــــــــــــــــــــــــﻨﺔ اﻟﺠــــــــــــﺎﻣﻌﯿﺔ‬
‫‪2023/2022‬‬

‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬ ‫اﺴم اﻟمﻘیﺎس‬


‫‪06‬‬ ‫اﻟرﺼید‬
‫‪03‬‬ ‫اﻟمﻌﺎﻤﻞ‬

‫اﻟسنﺔ اﻟثﺎﻨیﺔ ﻤﺎﺴتر‪ :‬ﺘخصص ﺴیﺎﺴﺎت ﻋﺎﻤﺔ‬ ‫ﻤطبوﻋﺔ ﻤوﺠﻬﺔ إﻟﻰ‬


‫)اﻟﻔئﺔ اﻟمستﻬدﻓﺔ(‬

‫‪ -‬ﻤدﺨﻞ ﻋﺎم‬ ‫اﻟبرﻨﺎﻤﺞ اﻟرﺴمﻲ‬


‫‪ -‬ا�كوﻟوﺠیﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫‪ -‬ﻨحو اﺘجﺎﻩ ﻤﻘﺎرن ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫‪ -‬ﻨمﺎذج ﻟﻠنظم اﻹدار�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫‪ -‬ﺘحدﯿد ﻤﻔﻬوم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪/‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬ ‫أﻫداف اﻟمﻘیﺎس‬


‫اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬
‫ﺘحدﯿد أﻫمیﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫ﺘحدﯿد اﻟﻌواﻤﻞ اﻟمؤﺜرة ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪.‬‬
‫إﻛسﺎب اﻟطﺎﻟب ﻤﻌﺎرف ﻟﻠتمییز ﺒین اﻷﻨظمﺔ‬
‫اﻹدار�ﺔ اﻟمتطورة واﻷﻗﻞ ﺘطو ار‪.‬‬
‫ﻤكﺎﻨﺔ اﻟمﻘیﺎس ﻓﻲ اﻟبرﻨﺎﻤﺞ‬
‫اﻟمﻘیﺎس ﺘﺎ�ﻊ ﻟوﺤدات اﻟتﻌﻠیم اﻷﺴﺎﺴیﺔ �ﻘدم ﻓﻲ ﺸكﻞ‪:‬‬

‫* دروس ﻨظر�ﺔ )ﻤحﺎﻀرات(ﻤن أﺠﻞ ﻨﻘﻞ ﺠمیﻊ اﻟمﻌﺎرف اﻟتﻲ ﺘسمﺢ‬


‫ﺒتﻘد�م اﻟمبﺎدئ اﻷﺴﺎﺴیﺔ اﻟتﻲ ﺘخص اﻟمﻘیﺎس ﻟﻔﻬمﻪ‬

‫* ﺤصص اﻷﻋمﺎل اﻟموﺠﻬﺔ )‪ ،(TD‬ﯿتم ﻓیﻬﺎ اﻟتطرق ﻟكﻞ اﻟوﺤدات‬


‫اﻟتﻌﻠیمیﺔ �ﺎﻟتﻔصیﻞ ﻋن طر�ق دﻤﺞ اﻟمﻌﺎرف اﻟنظر�ﺔ اﻟتﻲ ﺘم ﺘﻠﻘیﻬﺎ‬
‫ﺨﻼل اﻟمحﺎﻀرة ﺒتطبیﻘﺎﺘﻬﺎ اﻟﻌمﻠیﺔ وﻤن ﺨﻼل ﻋرض ﻷﻫم اﻟنمﺎذج‬
‫اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﻤن اﻟدول اﻟمتﻘدﻤﺔ واﻟنﺎﻤیﺔ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﳌـ ـ ـﻮﺿﻮﻋﺎت‬
‫ﻟﺼﻔﺤﺔ‬
‫‪5‬‬ ‫ﻣﻘﺪﻣﺔ‬
‫‪6‬‬ ‫اﶈﻮر اﻷول ‪:‬ﻣﺪﺧﻞ ﻋﺎم ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪7‬‬ ‫ﲤﻬﻴﺪ‬
‫‪7‬‬ ‫أوﻻ ‪:‬ﻣﻔﻬﻮم اﻹدارة‬
‫‪10‬‬ ‫ﺎﺛﻧﻴﺎ ‪:‬ﻣﻔﻬﻮم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪14‬‬ ‫‪– 1‬وﻇﺎﺋﻒ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪19-15‬‬ ‫‪-2‬اﻟﻔﺮق ﺑﲔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ وإدارة اﻷﻋﻤﺎل‬
‫‪21-19‬‬ ‫ﺎﺛﻟﺜﺎ ‪:‬اﳌﻨﻈﻮرات اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪22‬‬ ‫راﺑﻌﺎ ‪:‬ﻣﺪاﺧﻞ دراﺳﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪22‬‬ ‫‪-1‬اﳌﺪﺧﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‬
‫‪23‬‬ ‫‪-2‬اﳌﺪﺧﻞ اﳍﻴﻜﻠﻲ‬
‫‪24‬‬ ‫‪-3‬اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺴﻠﻮﻛﻲ‬
‫‪25‬‬ ‫‪-4‬اﳌﺪﺧﻞ اﳌﻘﺎرن‬
‫‪25‬‬ ‫‪-5‬اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴﺌﻲ‬
‫‪26‬‬ ‫‪-6‬أﳘﻴﺔ اﳌﺪﺧﻞ اﻟﺒﻴﺌﻲ‬
‫‪29‬‬ ‫اﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫اﶈﻮر اﻟﺜﺎﱐ ‪:‬‬
‫‪30‬‬ ‫أوﻻ ‪:‬أﳘﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬
‫‪31‬‬ ‫ﺎﺛﻧﻴﺎ ‪:‬اﺑﺮز رواد اﻟﺪراﺳﺎت اﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬
‫‪32‬‬ ‫ﺎﺛﻟﺜﺎ‪:‬ﺑﻴﺌﺔ اﻹدارة اﻟﻐﲑ ﻣﺒﺎﺷﺮة‬
‫‪33-32‬‬ ‫‪-1‬اﳌﺘﻐﲑات واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ‬
‫‪33‬‬ ‫‪-2‬اﳌﺘﻐﲑات واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪34‬‬ ‫‪-3‬اﳌﺘﻐﲑات واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‬
‫‪34‬‬ ‫‪-4‬اﳌﺘﻐﲑات واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫‪35‬‬ ‫راﺑﻌﺎ ‪:‬ﺑﻴﺌﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﺒﺎﺷﺮة‬
‫‪38‬‬ ‫اﶈﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ ‪:‬ﳓﻮ اﲡﺎﻩ ﻣﻘﺎرن ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪38‬‬ ‫ﲤﻬﻴﺪ‬
‫‪3‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﳌـ ـ ـﻮﺿﻮﻋﺎت‬
‫‪39‬‬ ‫اوﻻ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬
‫‪40‬‬ ‫ﺎﺛﻧﻴﺎ ‪:‬أﳘﻴﺔ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬
‫‪41-40‬‬ ‫ﺎﺛﻟﺜﺎ ‪:‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﳌﺴﺎﳘﺔ ﰲ ﳕﻮ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬

‫‪43-42‬‬ ‫راﺑﻌﺎ ‪ :‬ﺗﻄﻮر اﻟﺪراﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬

‫‪45-43‬‬ ‫ﺧﺎﻣﺴﺎ ‪:‬ﳎﺎﻻت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬


‫‪48-46‬‬ ‫ﺳﺎدﺳﺎ ‪:‬أﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺪراﺳﺎت اﻹدارﻳﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬

‫‪49-48‬‬ ‫ﺳﺎﺑﻌﺎ ‪:‬ﻣﺸﻜﻼت دراﺳﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬


‫‪51‬‬ ‫اﶈﻮر اﻟﺮاﺑﻊ ‪:‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﰲ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ واﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‬
‫‪51‬‬ ‫ﲤﻬﻴﺪ‬
‫‪51‬‬ ‫أوﻻ ‪:‬اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻹدارﻳﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻟﻠﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‬
‫‪54-53‬‬ ‫ﺎﺛﻧﻴﺎ ‪:‬اﳋﺼﺎﺋﺺ اﻹدارﻳﺔ اﳌﺸﱰﻛﺔ ﻟﻠﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ‬
‫‪54‬‬ ‫‪-1‬اﻟﻨﻤﻮذج اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ‬
‫‪56‬‬ ‫‪-2‬اﻟﻨﻤﻮذج اﳌﺼﺮي‬
‫‪58‬‬ ‫ﺎﺛﻟﺜﺎ آﻓﺎق اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﳌﻘﺎرﻧﺔ‬

‫‪60‬‬ ‫اﳋﺎﲤﺔ‬

‫‪62-61‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﳌﺮاﺟﻊ‬

‫‪4‬‬
‫ﻣــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــﻘدﻣﺔ ‪:‬‬

‫ﺘتضــمن اﻟمطبوﻋــﺔ ﺴﻠســﻠﺔ ﻤــن اﻟمحﺎﻀـرات ﻓــﻲ ﻤﻘیــﺎس اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ‬
‫ﺘم إﻋدادﻫﺎ وﻓق اﻟبرﻨﺎﻤﺞ اﻟدراﺴﻲ اﻟمﻘـرر ﻟطﻠبـﺔ اﻟسـنﺔ ﻤﺎﺴـتر ﺴیﺎﺴـﺎت ﻋﺎﻤـﺔ ‪،‬وﻗـد ﺘـم‬
‫اﻟحــرص ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟمطبوﻋــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺘﻘــد�م ﻋــرض ﻤﻔصــﻞ ﻟــﻺدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ‬
‫اﻟمﻘﺎرﻨﺔ وﺘطورﻫﺎ وﻤجﺎﻻﺘﻬﺎ وأﺴﺎﻟیبﻬﺎ ‪،‬ﻤمﺎ �مكن اﻟطﺎﻟب ﻤن اﻹﺤﺎطﺔ �ﺄدﺒیـﺎت اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤــﺔ واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ و�ســمﺢ ﻟــﻪ �ﺎﻹﺤﺎطــﺔ �ﺎﻟمﻘیــﺎس واﻟتﻌــرف ﻋﻠــﻰ اﻟســمﺎت‬
‫اﻹدار�ﺔ اﻟمشتر�ﺔ ﻟﻠدول اﻟمتﻘدﻤﺔ واﻟنﺎﻤیﺔ وﻗـد ﺘضـمنت اﻟمطبوﻋـﺔ أر�ـﻊ ﻤحـﺎور ﻨبرزﻫـﺎ‬
‫وﻋﻠﻰ اﻟنحو اﻟتﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫• اﻟمح ــور اﻷول ‪:‬ﻤ ــدﺨﻞ ﻋ ــﺎم ﻟ ــﻺدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ ﺘض ــمن ﺘحدﯿ ــد ﻤﻔﻬ ــوم اﻹدارة‬
‫و�ــذا اﻹﺤﺎطــﺔ �مﻔﻬــوم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ واﻟمنظــورات اﻟﻔكر�ــﺔ ﻟــﻺدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ‬
‫وﻤداﺨﻞ دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫• اﻟمحور اﻟثﺎﻨﻲ ‪:‬ا�كوﻟوﺠیﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘـم ﺘنـﺎول ﻤـن ﺨـﻼل ﻫـذا اﻟمحـور‬
‫اﺒرز اﻟمتﻐیرات اﻟداﺨﻠیﺔ واﻟخﺎرﺠیﺔ اﻟمؤﺜرة ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫• اﻟمحــور اﻟثﺎﻟــث ‪:‬ﺘــم اﻟتطــرق إﻟــﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﺘطــور‬
‫اﻟد ارﺴـ ــﺎت اﻹدار�ـ ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨـ ــﺔ واﻟتﻌـ ــرض ﻟمجـ ــﻼت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـ ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨـ ــﺔ‬
‫وأﺴﺎﻟیبﻬﺎ واﻫم اﻟمشكﻼت اﻟتﻲ ﺘﻌترض دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪.‬‬
‫• اﻟمحــور اﻟ ار�ــﻊ ‪:‬ﺘــم ﺘحدﯿــد أﻫــم اﻟخصــﺎﺌص اﻹدار�ــﺔ اﻟمشــتر�ﺔ ﻟــدى دول‬
‫اﻟمتﻘدﻤــﺔ واﻟخصــﺎﺌص اﻹدار�ــﺔ اﻟمش ـتر�ﺔ ﻟﻠــدول اﻟنﺎﻤیــﺔ ‪،‬وﻋــرض �ﻌــض‬
‫اﻟنمﺎذج اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟمتﻘدﻤﺔ واﻟنﺎﻤیﺔ ‪.‬‬

‫• وأﺨی ار ﻋرض ﻗﺎﺌمﺔ اﻟمراﺠﻊ اﻟمﻌتمدة ﻓﻲ إﻋداد اﻟمطبوﻋﺔ ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اﻟمــــــــــــــــــــــــــــــــــــحور اﻷول ‪:‬‬

‫ﻤـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدﺨﻞ ﻋﺎم ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫• ﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمﻬید‬
‫• أوﻻ ﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻔﻬوم اﻹدارة‬

‫• ﺜﺎﻨیﺎ ﻤﻔﻬوم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫• ﺜﺎﻟثﺎ اﻟمنظورات اﻟﻔكر�ﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫• را�ﻌﺎ ﻤداﺨﻞ دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫‪ - 1‬اﻟمدﺨﻞ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ‬

‫‪– 2‬اﻟمدﺨﻞ اﻟﻬیكﻠﻲ‬

‫‪-3‬اﻟمدﺨﻞ اﻟسﻠو�ﻲ‬

‫‪-4‬اﻟمدﺨﻞ اﻟبیئﻲ‬

‫‪-5‬اﻟمدﺨﻞ اﻟمﻘﺎرن‬

‫‪6‬‬
‫اﻟمـــــــــــــــــــــــــــحور اﻷول ‪:‬ﻤدﺨﻞ ﺤول اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﺘمﻬید ‪:‬‬
‫ﺘﻌتبر اﻹدارة اﻟیوم ﻤن اﻷﻫمیﺔ �مكﺎن �ﺎﻟنظر إﻟﻰ ﺘﻐﻠﻐﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺠمیﻊ أوﺠﻪ اﻟنشﺎط ﺴواء �ﺎن‬
‫ذﻟك ﻓﻲ اﻟمؤﺴسﺎت أو اﻟشر�ﺎت واﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟحكوﻤیﺔ ‪،‬ﻓﻬﻲ اﻟیوم ﻤن اﻷﻤور اﻟحیو�ﺔ واﻟجوﻫر�ﺔ‬
‫ﻨظ ار ﻟكوﻨﻬﺎ ﺘسﻬم �شكﻞ ﻤبﺎﺸر ﻓﻲ ﺘسﻬیﻞ اﻷﻋمﺎل وﺘر�یز اﻻﻫتمﺎم ﻤﻊ اﻷﻫداف ‪.‬‬
‫ورﻏم اﺘﻔﺎق ﻋﻠمﺎء اﻹدارة ﻋﻠﻰ أﻫمیتﻬﺎ إﻻ ﻫنﺎك اﺨتﻼف �بیر ﺤول إﻋطﺎء ﺘﻌر�ف واﻀﺢ‬
‫وﻤحدد ﻟﻺدارة واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬و�ﻌزو اﻟكثیر ﻤن اﻟبﺎﺤثین ﻫذا اﻻﺨتﻼف إﻟﻰ ﻋدة أﺴبﺎب‬
‫ﯿرﺠﻊ �ﻌضﻬﺎ إﻟﻰ طبیﻌﺔ اﻹدارة اﻟمتﻐیرة ‪ ،‬واﻟبﻌض اﻷﺨر إﻟﻰ اﻫتمﺎﻤﺎت وﻤداﺨﻞ ﺘﻔكیر‬
‫اﻟبﺎﺤثین ‪،‬و�مكن اﺴتﻌراض أﻫم اﻟمحﺎوﻻت ﻟﻬذﻩ اﻟتﻌر�ﻔﺎت ﻋﻠﻰ اﻟنحو اﻟتﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻ ‪-‬اﻹدارة‪:‬‬
‫إن اﻟتسﺎؤل ﻋن ﻤﺎﻫیﺔ اﻹدارة �ﻌتبر اﻟمنطﻠق اﻟﻌﻠمﻲ اﻟسﻠیم ﻟﻺﺤﺎطﺔ �ﺄ�ﻌﺎد اﻟظﺎﻫرة ‪،‬ﻓﻘد‬
‫ﺸﻬد اﻟﻔكر اﻹداري اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟتﻌر�ﻔﺎت اﻟتﻲ أﺴﻬم ﺒﻬﺎ ﻋﻠمﺎء اﻹدارة واﻟممﺎرﺴون ﻟﻠﻌمﻞ‬
‫اﻹداري واﻟتﻲ �ﺎن ﻤﺎ ﺒینﻬﺎ اﺨتﻼف أﻛثر ﻤنﻬﺎ اﺘﻔﺎق ﻓﺎﻋتبرﻫﺎ اﻟبﻌض ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺴﻠطﺔ أﻤرة‬
‫وﻨﺎﻫیﺔ ‪،‬واﻋتبرﻫﺎ اﻟبﻌض اﻟتنظیم و آﺨرون ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ اﻟنشﺎط ذاﺘﻪ و�یﻔیﺔ ﻤمﺎرﺴتﻪ ‪.‬‬
‫واﻹدارة اﯿتموﻟوﺠیﺎ ﻫﻲ ﻤصدر ﻟﻠﻔﻌﻞ أدار �مﻌنﻰ ﻗﺎد ‪،‬وﺠﻪ ‪،‬ﺨدم ‪،‬واﻷﺼﻞ اﻟﻼﺘینﻲ‬
‫ﻟﻠﻔﻌﻞ أدار ‪ Administer‬ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﻨجﻠیز�ﺔ ﯿتكون ﻤن ﻤﻘطﻌین ‪� ،Ad +minister‬مﻌنﻰ‬
‫‪1‬‬
‫�خدم و�سﺎﻋد اﻟﻐیر وﺘﻘد�م ﺨدﻤﺔ ﻟﻶﺨر�ن ‪.‬‬
‫واﻹدارة ﺘﻌنﻲ اﻟخدﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس أن ﻤن �ﻌمﻞ �ﺎﻹدارة �ﻘوم ﻋﻠﻰ ﺨدﻤﺔ اﻵﺨر�ن ‪،‬وﺘشیر‬
‫إﻟﻰ ﻤﻬﺎم اﻹدارة ﻓﻲ اﻟمستو�ﺎت اﻟﻌﻠیﺎ اﻟشﺎﻤﻠﺔ ﻟكﻞ ﻤنظمﺔ ‪،‬واﻋتبرﻫﺎ‬ ‫‪ADMINISTRATION‬‬ ‫ﻛﻠمﺔ‬
‫اﻟبﻌض اﻷﺨر ﺘشیر إﻟﻰ اﻟمجﺎل اﻟحكوﻤﻲ أو اﻟمنظمﺎت اﻟتﻲ ﻻ �حر�ﻬﺎ داﻓﻊ اﻟر�ﺢ وﻋﻠﻰ‬
‫اﻟتﻲ ﺘشیر إﻟﻰ ﻤﻬﺎم اﻹدارة ﻓﻲ ﻤستو�ﺎت اﻟتنﻔیذ واﻟﻌمﻞ اﻟجﺎري‬ ‫‪Management‬‬ ‫ﺨﻼف ذﻟك �ﻠمﺔ‬
‫اﻟیوﻤﻲ وﺘختص �مشﺎر�ﻊ اﻷﻋمﺎل ‪.‬‬

‫ﻋبد اﻟﻐنﻲ �سیوﻨﻲ ﻋبد ﷲ ‪،‬اﺼول ﻋﻠم اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬اﻻﺴكندر�ﺔ ‪:‬اﻟدار اﻟجﺎﻤﻌیﺔ ‪، 1984،‬ص ‪. 18‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪7‬‬
‫وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎن اﻟمﻌنیین ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر�یﺔ واﻷﺠنبیﺔ ﯿترادﻓﺎن وﺘصبﺢ �ﻠمﺔ إدارة ﺘﻌنﻲ ﺨدﻤﺔ‬
‫اﻟﻐیر واﻵﺨر�ن‪.‬‬
‫اﻋتبرﻫﺎ" ﺘﺎﯿﻠور " ‪F.W.TAYLOR‬ﻤؤﺴس اﻹدارة اﻟﻌﻠمیﺔ ﻓﻲ أواﺌﻞ اﻟﻘرن اﻟﻌشر�ن ‪:‬اﻟتحدﯿد‬
‫اﻟدﻗیق ﻟمﺎ �جب ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﻋمﻠﻪ ﺜم اﻟتﺄﻛد ﻤن أﻨﻬم �ﻘوﻤون ﺒﻬذﻩ اﻷﻋمﺎل �ﺄﻓضﻞ وأﻛمﻞ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟطرق ‪.‬‬
‫و�ﻌتبرﻫﺎ أ�ضﺎ ﻫﻲ "أن ﺘﻌرف �ﺎﻟضبط ﻤﺎ ﺘر�د‪،‬ﺜم ﺘتﺄﻛد أن اﻷﻓراد ﯿؤدوﻨﻪ �ﺄﺤسن وارﺨص‬
‫‪2‬‬
‫طر�ﻘﺔ ﻤمكنﺔ "‪.‬‬
‫ﻋرﻓت ﻤوﺴوﻋﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ اﻹدارة �ﺄﻨﻬﺎ ‪":‬اﻟﻌمﻠیﺔ اﻟتﻲ �مكن ﺒواﺴطتﻬﺎ ﺘنﻔیذ ﻏرض‬
‫ﻤﻌین واﻹﺸراف ﻋﻠیﻪ ‪،‬ﻛذﻟك ﻫﻲ اﻟنﺎﺘﺞ اﻟمشترك ﻷﻨواع ودرﺠﺎت ﻤختﻠﻔﺔ ﻤن اﻟجﻬد اﻹﻨسﺎﻨﻲ‬
‫‪3‬‬
‫اﻟذي ﯿبذل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌمﻠیﺔ‪" .‬‬
‫�شیر �ﻞ ﻤن "ﻛوﻨتز واودﻨﻞ "إﻟﻰ أن اﻹدارة ﻫﻲ ﺘوﻓیر اﻟبیئﺔ اﻟمنﺎﺴبﺔ ﻟﻌمﻞ اﻷﻓراد ﻓﻲ‬
‫اﻟتنظیمﺎت اﻟرﺴمیﺔ "‬
‫‪4‬‬
‫و�ﻌرف "ﻓوﻟیت" اﻹدارة �ﺄﻨﻬﺎ "ﻓن ﺘنﻔیذ اﻷﺸیﺎء ﻤن ﺨﻼل اﻵﺨر�ن "‬
‫ﯿرى ﻫنري ﻓﺎﯿول —‪"-Henry Fayol‬ان ﻤﻌنﻰ ان ﺘدﯿر ﻫو أن ﺘتنبﺄ وﺘخطط ‪،‬وﺘنظم وﺘصدر‬
‫اﻷواﻤر وﺘنسق وﺘراﻗب "وﻫو ﺘﻠخیص ﻟوظﺎﺌﻒ اﻹدارة ﻓﻲ اﻟتنبؤ واﻟتخطیط واﻟتنظیم ‪،‬اﻟﻘیﺎدة‬
‫‪،‬اﻟتنسیق اﻟرﻗﺎ�ﺔ ‪.‬‬
‫وﺤسب ﻤوﺴوﻋﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ اﻹدارة ﻫﻲ‪" :‬اﻟﻌمﻠیﺔ اﻟتﻲ �مكن ﺒواﺴطتﻬﺎ ﺘنﻔیذ ﻏرض‬
‫ﻤﻌین و�ﺸراف ﻋﻠیﻪ ‪،‬ﻛذﻟك ﻫﻲ اﻟنﺎﺘﺞ اﻟمشترك ﻷﻨواع ودرﺠﺎت ﻤختﻠﻔﺔ ﻤن اﻟجﻬد اﻹﻨسﺎﻨﻲ اﻟذي‬
‫ﯿبذل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌمﻠیﺔ " ‪.5‬‬
‫وﻋرﻓﻬﺎ ﻤوﻨﻲ ‪"–Mononey -‬ﻫﻲ اﻟش اررة اﻟحیو�ﺔ اﻟتﻲ ﺘنشط وﺘوﺠﻪ وﺘراﻗب اﻟخطﺔ واﻹﺠراءات‬
‫ﻋند اﻟمنشﺎة "‪.‬‬

‫ﺤسین رﺸوان ‪،‬اﻫمیﺔ اﻻدارة ودورﻫﺎ ﻓﻲ اﻟمجتمﻊ ‪ ،‬اﻻﺴكندر�ﺔ ‪ ،‬ﻤؤﺴسﺔ ﺸبﺎب اﻟجﺎﻤﻌﺔ ‪،،‬ص‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤحمد اﻟﻔﺎﺘﺢ �شیر اﻟمﻐیري ‪،‬ﻤبﺎدئ اﻹدارة ‪،‬ﻋمﺎن ‪ :‬دار اﻟجنﺎن ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ‪،2014،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻠﻒ اﻟطراوﻨﺔ ‪،‬ﻨظر�ﺎت اﻻدارة اﻟحدﯿثﺔ ووظﺎﺌﻔﻬﺎ ‪ ،‬ﻋمﺎن ‪:‬دار اﺴﺎﻤﺔ ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ‪،2011،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻤحمد اﻟﻔﺎﺘﺢ �شیر اﻟمﻐیري ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.9‬‬ ‫‪4‬‬

‫ﻫﺎﻨﻲ ﺨﻠﻒ اﻟطراوﻨﺔ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.19‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪8‬‬
‫واﻋتبر "ﻫواﯿت" ‪""White‬اﻹدارة ﻫﻲ ﻓن وﻗیﺎدة وﺘنسیق ورﻗﺎ�ﺔ ﻋدد ﻤﻌین ﻤن اﻷﻓراد �ﻘصد‬
‫اﻨجﺎز �ﻌض اﻷﻏراض أو اﻷﻫداف " ‪.1‬‬
‫و�ذا ﺘم اﻟتمﻌن ﻓﻲ �ﻞ ﺘﻌر�ف ﻨجد اﻨﻪ ﯿتصﻒ �ﺎﻟﻘصور �مﺎ �ﻔتﻘر إﻟﻰ اﻟتكﺎﻤﻞ �ون اﻹدارة‬
‫ﺘنطوي ﻋﻠﻰ ﺸﻘین أﺴﺎﺴین ﯿتمثﻞ اﻟشق اﻷول ﻓﻲ اﻟمﻌرﻓﺔ ‪،‬وﻫذﻩ اﻟمﻌرﻓﺔ ﻓضﻼ ﻋن أﻨﻬﺎ‬
‫ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟمﻌﺎرف �نتﺎج دراﺴﺎت و�حوث وﻤﻼﺤظﺎت ‪،‬و ﺸق ﺜﺎﻨﻲ وﻫو ﻓن أو اﻟمﻬﺎرة ﻓﻲ‬
‫ﺘطبیق اﻟمﻌرﻓﺔ اﻟمكتسبﺔ ‪،‬وﻤن ﺜم ﻓﺎن ﺠﻞ اﻟتﻌر�ﻔﺎت أﻫمﻠت اﻟجمﻊ ﺒین اﻟشﻘیین ‪.‬‬
‫ﻤن �ﻌض اﻟتﻌر�ﻔﺎت اﻟمختﻠﻔﺔ اﻟمﻘدﻤﺔ ﻟﻺدارة واﻟتﻲ ﺘبﻘﻰ ﺘﻌﺎر�ف ﻓﻲ ﺘطور ﻤستمر وﻤن‬
‫اﻟمﻔﺎﻫیم اﻟسﺎ�ﻘﺔ �مكن اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ اﻟمﻼﺤظﺎت اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫*اﻹدارة ﻫﻲ إدارة ﺠمﺎﻋیﺔ ﺘطبق ﻋﻠﻰ اﻟجمﺎﻋﺔ وﻟیس اﻟﻔرد ‪.‬‬
‫*اﻹدارة ﻻﺒد أن �كون ﻟﻬﺎ ﻫدف ﻤحدد وﺘﻘر�ر اﻷﻫداف واﻟنتﺎﺌﺞ اﻟمطﻠوب ﺘحﻘیﻘﻬﺎ وﺘحدﯿد‬
‫أﺴﺎﻟیب وطرق ﺒﻠوﻏﻬﺎ �مثﻞ إﺤدى اﻟمﻬﺎم اﻟرﺌیسیﺔ ﻟﻺدارة ‪.‬‬
‫*اﻹدارة ﻻ ﺒد أن ﺘﻘوم ﻋﻠﻰ ﺘحﻘیق ﻤنﻔﻌﺔ ﺠمﺎﻋیﺔ وﻫدف ﻤﻌین ‪.‬‬
‫*اﺴتخدام اﻟموارد اﻟمﺎد�ﺔ واﻟبشر�ﺔ ﯿتطﻠب اﻟتوازن ﻓﻲ ﻨسب ﻤزﺠﻬﺎ ﻟبﻠوغ اﻷﻫداف ‪.‬‬
‫*أﻫداف اﻟمنظمﺔ ﺘتحﻘق ﻤن ﺨﻼل ﺘﻌﺎون اﻟمدﯿر ﻤﻊ اﻵﺨر�ن ‪،‬و�نﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺒین اﻟموارد‬
‫اﻟمﺎد�ﺔ واﻟموارد اﻟبشر�ﺔ �مثﻞ ﻀرورة ﻟتحﻘیق أﻫداف اﻟمنظمﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻹدارة ﻫﻲ ﻋمﻠیﺔ ﯿتم �موﺠبﻬﺎ ﺘحدﯿد ﺠﻬود اﻟجمﺎﻋﺔ وﺘنسیﻘﻬﺎ ﻤن اﺠﻞ ﺘوﺠیﻬﻬﺎ ﻨحو ﺘحﻘیق‬
‫اﻷﻫداف �شكﻞ ﻤتﻘن �ﺄﻗﻞ ﺠﻬد واﻗﻞ �ﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ اﻋتبﺎر أن اﻹدارة ﻫﻲ ﻤجﻬودات �شر�ﺔ ﺘﻌﺎوﻨیﺔ رﺸیدة ﻤوﺠﻬﺔ ﻻﻨجﺎز اﻷﻫداف‪.2‬‬
‫ﻓﺎﻨﻪ ﻤﻬمﺎ ﺘنوﻋت اﻹدارة ﻓﺎن اﻟحﺎﺠﺔ ﻟﻬﺎ ﺘبرز ﺤیثمﺎ ﺘوﻓرت اﻟﻌنﺎﺼر اﻵﺘیﺔ ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟﻌمﻞ اﻟتﻌﺎوﻨﻲ‬ ‫‪-‬اﻟجﻬد اﻟمﺎدي واﻹﻨسﺎﻨﻲ اﻟمبذول‬
‫‪ -‬اﻟمﻌرﻓﺔ اﻟمنظمﺔ‬ ‫‪-‬اﻷﻫداف اﻟمنشودة‬
‫‪ -‬اﻟمكﺎن واﻟزﻤﺎن اﻟمﻌینین‬ ‫‪-‬اﻟتوﺠیﻪ واﻟتنسیق واﻟرﻗﺎ�ﺔ‬

‫ﻨﻌمــﺔ ﻋبــﺎس اﻟخﻔــﺎﺠﻲ ‪،‬ﺼــﻼح اﻟــدﯿن اﻟﻬیثــﻲ ‪،‬ﺘحﻠیــﻞ أﺴــس اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻤنظــور ﻤﻌﺎﺼــر ‪ ،‬ﻋمــﺎن ‪:‬دار اﻟیــﺎزوري ﻟﻠنشــر‬ ‫‪1‬‬

‫واﻟتوز�ﻊ ‪،2015،‬ص ‪.17‬‬


‫ﺠمﺎل اﻟدﯿن ﻟﻌو�سﺎت ‪،‬ﻤبﺎدئ اﻻدارة ‪،‬اﻟجزاﺌر ‪:‬دار ﻫوﻤﺔ ﻟﻠنشر ‪،2009،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪9‬‬
‫وﻫو ﻤﺎ ﺤددﻩ اﻟﻘر�وﺘﻲ ﻤن ﺨﻼل اﻟسمﺎت اﻷﺴﺎﺴیﺔ ﻟﻺدارة وأﺒرزﻫﺎ ﻓﻲ اﻟنﻘﺎط اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫*‪-‬اﻟصﻔﺔ اﻟتنظیمیﺔ ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻹدارة ﻋمﻞ ﻤنظم ﻗﺎﺌم ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺘﻘسیم وﺘجزﺌﺔ اﻟﻌمﻞ إﻟﻰ ﻤﻬﺎم ﻓرﻋیﺔ �جري ﺘوز�ﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫أﻛثر اﻷﺸخﺎص �ﻔﺎ�ﺔ وﺘوز�ﻊ اﻟصﻼﺤیﺎت واﻟمسؤوﻟیﺎت ‪.1‬‬
‫‪-‬اﻟصﻔﺔ اﻟجمﺎﻋیﺔ ‪:‬ﻓﺎﻟنشﺎط اﻹداري �ﻘتضﻲ وﺠود اﻟجمﺎﻋﺎت ‪،‬واﻹداري ﻫو ﻤن ﯿتﻌﺎﻤﻞ ﻤﻊ‬
‫ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻷﺸخﺎص‪ ،‬ﻓﺎﻹدارة �جﻬد إﻨسﺎﻨﻲ ﺒدأت ﻤﻊ وﺠود اﻟجمﺎﻋﺎت و�حكم اﻟضرورة‬
‫اﻹﻨسﺎﻨیﺔ ﻟﻠتﻌﺎون ‪.‬‬
‫*‪-‬اﻟصﻔﺔ اﻟﻬدﻓیﺔ ‪:‬‬
‫ﻤﻬمﺎ وﺠد ﻤن ﺠمﺎﻋﺎت ‪،‬وﻤﻬمﺎ �ﺎن اﻟتنظیم اﻟمتبﻊ ﻓﺎن ذﻟك اﻟوﺠود ﻻ �كون ﻨشﺎطﺎ إدار�ﺎ إﻻ‬
‫إذا �ﺎن �صب ﻓﻲ ﺒوﺘﻘﺔ واﺤدة وﻫو ﺘحﻘیق ﻫدف ﯿتم ﺘحدﯿدﻩ ﺴﻠﻔﺎ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻬدف ﻫو اﻟﻬیكﻞ اﻟذي �شد اﻟتنظیم اﻹداري و�برر وﺠودﻩ ‪،‬واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻫدﻓﻬﺎ ﺘحﻘیق‬
‫اﻟمصﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠمجتمﻊ ‪.‬‬
‫*‪-‬اﻟكﻔﺎءة واﻟﻔﻌﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫ﺤتﻰ �ستحق ﻨشﺎط ﻤﺎ �سمﻰ ﻨشﺎطﺎ إدار�ﺎ ﻻ ﺒد أن ﯿﻬتم �ﺎﻟوﺴﺎﺌﻞ ﻗدر ﻋنﺎﯿتﻪ �ﺎﻟﻬدف ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻹداري اﻟنﺎﺠﺢ ﻫو اﻟذي �حﻘق اﻷﻫداف اﻟمحددة �ﺄﻗﻞ �ﻠﻔﺔ واﻗصر وﻗت وأﻓضﻞ ﻨوﻋیﺔ ‪.‬‬
‫*‪-‬اﻟصﻔﺔ اﻹﻨسﺎﻨیﺔ ‪:‬‬
‫ﺘشكﻞ اﻹدارة اﻟوﻋﺎء اﻟذي ﺘنصﻬر ﻓیﻪ اﻟموارد اﻟمﺎد�ﺔ واﻟبشر�ﺔ ﻋﻠﻰ ﺸكﻞ ﻤدﺨﻼت ﻟتنتﻬﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺸكﻞ ﻤخرﺠﺎت ﺘتمثﻞ ﻓﻲ اﻟسﻠﻊ اﻟمنتجﺔ أو اﻟخدﻤﺎت اﻟمﻘدﻤﺔ ‪.‬‬

‫ﺜﺎﻨیﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪: Public Admnistration‬‬


‫ﺘطور ﻤﻔﻬوم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒتطور اﻟمجتمﻌﺎت وﺘﻘدﻤﻬﺎ و�تطور وظیﻔﺔ اﻟدوﻟﺔ اﻟحدﯿثﺔ وﺘحﻘق‬
‫ﻫذا اﻟتطور ﺒتﺄﺜیر ﻋواﻤﻞ ﻤتﻌددة �مكن ذ�ر أﻫمﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﻤحمد ﻗﺎﺴم اﻟﻘر�ـوﺘﻲ ‪،‬دور اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻓـﻲ اﻟتنمیـﺔ ﺒـین اﻻﺴـﻼم واﻟـنظم اﻟمﻌﺎﺼـرة اﻻﺨـرى د ارﺴـﺔ ﻤﻘﺎرﻨـﺔ ‪،‬ﻤجﻠﺔﺠﺎﻤﻌـﺔ اﻟمﻠـك‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋبد اﻟﻌز�ز ‪،1989،‬ص ‪.246‬‬


‫‪10‬‬
‫ﻤتطﻠبﺎت اﻟتﻘدم اﻻﻗتصﺎدي واﻷزﻤﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ وﻋوﻟمﺔ اﻹدارة ﻤمﺎ ﺠﻌﻞ اﻟدوﻟﺔ ﻤحر�ﺎ أﺴﺎﺴیﺎ‬
‫ﻟﻠتطور اﻻﻗتصﺎدي واﻻﺠتمﺎﻋﻲ وﻤسؤوﻟﺔ ﻋن ﺘحﻘیق اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ‪،‬وﺘجﻠﻰ ﻫذا اﻟتطور‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟصﻌید اﻹداري �ﺈﻀﺎﻓﺔ أﻋبﺎء ﺠدﯿدة ﺘنﻬض ﺒﻬﺎ اﻟدوﻟﺔ ﻓضﻼ ﻋن اﻷﻋبﺎء اﻟتﻘﻠید�ﺔ اﻟسﺎ�ﻘﺔ‬
‫ﻤمﺎ اﺴتوﺠب إﺤداث أﺠﻬزة إدار�ﺔ ﺠدﯿدة أو ﺘطو�ر اﻹدارات اﻟﻘﺎﺌمﺔ واﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟتﻲ ﺘستخدﻤﻬﺎ‬
‫‪،‬واﻨﻌكس ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق ﺘدﺨﻞ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ وظﺎﺌﻒ اﻟدوﻟﺔ ﻓﻠم �ﻌد دورﻫﺎ �ﻘتصر ﻋﻠﻰ‬
‫ﺘنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺘحﻘیق أﻫداﻓﻬﺎ ﺒﻞ اﺘسﻊ ﻨطﺎق ﺘدﺨﻠﻬﺎ ﻟیشمﻞ اﻟمجﺎل اﻟتشر�ﻌﻲ ﻤن‬
‫ﺨﻼل إﺸراﻛﻬﺎ ﻓﻲ رﺴم اﻟسیﺎﺴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ �ثیر ﻤن اﻟمجﺎﻻت واﻟنشﺎطﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫واﻟخﺎﺼﺔ ﺴیمﺎ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻤنﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﺘﻌتبر اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﺤد ﻓروع اﻟﻌﻠوم اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ وﻟﻬﺎ ارﺘبﺎط �ﻌﻠوم ﻋدﯿدة �ﺎﻟر�ﺎﻀیﺎت‬
‫واﻹﺤصﺎء وﻋﻠم اﻟنﻔس وﻋﻠم اﻻﺠتمﺎع وﻏیرﻫﺎ وﻫﻲ ﺸﺎﺌﻌﺔ اﻻﺴتخدام واﻟتطبیق واﻟممﺎرﺴﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺸتﻰ ﻤجﺎﻻت اﻟحیﺎة وﺘنظیمﺎت اﻟمجتمﻊ ‪.‬‬
‫و ﻟﻺدارة ﺒوﺠﻪ ﻋﺎم ﻤجﺎﻻت ﻤتﻌددة ﺘطبق ﻓیﻬﺎ ‪،‬ﻓﻬﻲ ﺘطبق ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ‪Public Sector‬‬
‫و�طﻠق ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟحﺎﻟﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ Public Administration‬وﺘطبق ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع‬
‫اﻻﻗتصﺎدي ‪ Economic Sector‬وﺘﻌرف �ﺈدارة اﻷﻋمﺎل ‪Business Administration‬‬
‫و اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘﻌنﻲ ﻤجموع اﻷﺸخﺎص واﻷﺠﻬزة اﻟﻘﺎﺌمین ﺘحت إﻤرة اﻟحكوﻤﺔ ﻷداء اﻟمﻬﺎم‬
‫اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫*‪-‬ﺘنﻔیذ ﻤختﻠﻒ اﻟﻘواﻨین واﻟﻠواﺌﺢ اﻟتﻲ ﺘختص ﺒﻬﺎ أﺠﻬزة اﻟدوﻟﺔ اﻟتنﻔیذ�ﺔ ‪.‬‬
‫*‪-‬إﺸبﺎع اﻟحﺎﺠﺎت اﻷﺴﺎﺴیﺔ ﻟﻠمواطنین ‪،‬اﻟتﻲ ﯿو�ﻞ إﻟﻰ اﻟحكوﻤﺔ ﻤﻬمﺔ إﺸبﺎﻋﻬﺎ ‪.‬‬
‫*‪-‬أداء اﻟخدﻤﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ �جب أن ﺘؤدى ﯿوﻤیﺎ ‪.1‬‬
‫وﻤن ﺜم �مكن اﻟنظر إﻟﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﺘﺄﻛید ﻻﺴتمرار اﻟحیﺎة اﻟیوﻤیﺔ �ﺎﻟدوﻟﺔ‬
‫و�وﺤداﺘﻬﺎ اﻟمختﻠﻔﺔ وﺤینمﺎ ﺘكون اﻹدارة ﻤختصﺔ �ﺎﻟخدﻤﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ �صﻔﺔ ﺸﺎﻤﻠﺔ‬
‫ﻓﻬﻲ إدارة ﻤر�ز�ﺔ ‪،‬وﻤن ﺜم ﯿتﻌین ﺘوﻀیﺢ ﻋﻼﻗتﻬﺎ �ﺎﻟحكوﻤﺔ –�مﻌنﺎﻫﺎ اﻟضیق – و�ﺎﻟﻬیئﺔ‬
‫اﻟتشر�ﻌیﺔ اﻟتﻲ ﺘﻌد اﻟحكوﻤﺔ ﻤسؤوﻟﺔ أﻤﺎﻤﻬﺎ‪،‬وﺤینمﺎ ﺘكون اﻹدارة ﻤختصﺔ �خدﻤﺎت ﻤﻌینﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺘﻘسیمﺎت أو أﺠزاء ﻤن اﻟدوﻟﺔ ﺘصبﺢ إدارة ﻤحﻠیﺔ ‪.‬‬

‫ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪،‬اﺼول اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪:‬ﻤكتبﺔ اﻻﻨجﻠو اﻟمصر�ﺔ ‪،1995،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪11‬‬
‫و اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟمﻔﻬوم ﺘﻌنﻲ ﺘنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ و�ﺨراﺠﻬﺎ إﻟﻰ ﺤیز اﻟواﻗﻊ‬
‫وﻫﻲ ﺘمثﻞ ﻤجموع اﻟنشﺎط واﻟﻌمﻞ اﻟحكوﻤﻲ ﻨحو أداء اﻟخدﻤﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ و اﻻﻨتﺎج اﻟحكوﻤﻲ وﺘنﻔیذ‬
‫اﻟﻘواﻨین و�ترﺘب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟمﻔﻬوم ﻨتﺎﺌﺞ ﻫﺎﻤﺔ ‪،‬ﻓﻲ ﻤﻘدﻤتﻬﺎ اﻟطبیﻌﺔ اﻟسیﺎﺴیﺔ اﻟتﻲ ﻫﻲ أﻫم ﻤمیزة‬
‫ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋن ﻏیرﻫﺎ ﻤن اﻹدارات اﻷﺨرى ‪.‬‬
‫وﻗد طرﺤت اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟتﻌر�ﻔﺎت ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﺎﻋتبرﻫﺎ اﻟبﻌض �نشﺎط أو ﻨظﺎم أو ﻋمﻠیﺎت‬
‫وﺘنﻔیذ أو ﻤﻬﺎم و أداة ﺘنﻔیذ وﻓق ﻤﺎ ﺴیتم ﺘوﻀیحﻪ ﻤن ﺨﻼل اﻟجدول اﻟتﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫اﻟتﻌر�ف‬ ‫اﻟبﺎﺤث‬ ‫اﻟنظرة‬
‫ﻟﻼدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﺠمیﻊ أﻨواع اﻟنشﺎط اﻟذي ﯿبﺎﺸرﻩ اﻟرؤﺴﺎء اﻹدار�ون ﻓﻲ اﻹدارات اﻟﻌﺎﻤﺔ‬ ‫‪Gladen‬‬ ‫ﻨشﺎط‬
‫اﻟتﻲ ﺘﻐطﻲ اﻟنشﺎط اﻹداري ﻟﻠحكوﻤﺔ‬ ‫‪/‬أو‬
‫اﻟنشﺎطﺎت اﻟمتﻌﻠﻘﺔ ﺒتنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟخﺎﺼﺔ �ﺎﻟحكوﻤﺔ �مﺎ ﯿتضمنﻪ ﻤن‬ ‫ﻋمﻠیﺎت ‪Mosher‬‬

‫ﻤشﺎر�ﺔ ﻓﻲ ﺘكو�ن ﻫذﻩ اﻟسیﺎﺴﺎت واﻟﻌمﻞ ﻋﻠﻰ ﺘنﻔیذﻫﺎ ‪.‬‬


‫ﻨشﺎط اﻟسﻠطﺔ اﻟتنﻔیذ�ﺔ وﻤجﺎﻻت إدارﺘﻬﺎ و�دارة اﻟمشروﻋﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬ ‫‪Simon‬‬

‫ﺘنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺴﻠسﻠﺔ ﻤن اﻟﻌمﻠیﺎت اﻟمرﺘبطﺔ ﺘبدأ‬ ‫‪Dimock‬‬

‫ﺒتحدﯿد أﻫداف اﻟدوﻟﺔ و إدارة اﻟسیﺎﺴﺔ واﻟمصﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟﻘﺎﻨون ‪.‬‬

‫وﺴیﻠﺔ ﻹدارة اﻷﻋمﺎل اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻫﻲ ﺘشتمﻞ ﻋﻠﻰ إدارة ﻤجموﻋﺔ‬ ‫اداة ﺘنﻔیذ ‪Debbash‬‬

‫اﻟمراﻓق اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟتحﻘیق اﻷﻫداف اﻟمﻘررة ﺒواﺴطﺔ اﻟسﻠطﺔ اﻟسیﺎﺴیﺔ‬ ‫‪/‬أو‬


‫ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‬ ‫وﺴیﻠﺔ‬
‫اﻟجﻬﺎز اﻟمحرك ﻟﻠحكوﻤﺔ اﻟمر�ز�ﺔ و اﻟحكوﻤﺔ اﻟمحﻠیﺔ وأﻨﻬﺎ ﺘتﻌﻠق‬
‫ﺒتطبیق اﻟﻘ اررات اﻟسیﺎﺴیﺔ‬ ‫‪Derbyshire‬‬ ‫ﺠﻬﺎز‬
‫‪/‬ﺘنظیم‬
‫ﻓن وﻋﻠم اﻹدارة �مﺎ �طبق ﻓﻲ ﺸؤون اﻟدوﻟﺔ ‪.‬‬ ‫‪Waldo‬‬ ‫ﻓن وﻋﻠم‬

‫‪12‬‬
‫اﻟمصدر ‪:‬ﻨﻌمﺔ ﻋبﺎس اﻟخﻔﺎﺠﻲ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.19‬‬

‫و�ﻌرﻓﻬﺎ "ﻟیوﻨﺎرد واﯿت ‪ "Lionard White‬وﻫو أول ﻤن وﻀﻊ ﻤؤﻟﻒ ﻋﻠمﻲ �ﻌنوان "ﻤﻘدﻤﺔ ﻓﻲ‬
‫دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم ‪ 1926‬ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ "ﺠمیﻊ اﻟﻌمﻠیﺎت اﻟتﻲ ﻤن ﺸﺎﻨﻬﺎ ﺘنﻔیذ‬
‫اﻟسیﺎﺴﺔ وﺘحﻘیق أﻫداﻓﻬﺎ " ‪.1‬‬
‫واﻟتﻌر�ف �ﻐطﻲ ﻤختﻠﻒ اﻟﻌمﻠیﺎت ﻓﻲ �ﺎﻓﺔ اﻟمیﺎدﯿن و�تنﺎول �ﺎﻓﺔ أوﺠﻪ أﻨشطﺔ اﻟحكوﻤﺔ �ﺎﻷﻤن‬
‫واﻟصحﺔ واﻟتﻌﻠیم واﻻﺸﻐﺎل اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻏیرﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻋرﻓﻬﺎ "ﻨﺎ�جرو وﻨﺎ�جرو" ‪ " Nigro And Nigro‬ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻤجﻬودات ﺠمﺎﻋیﺔ ﺘﻌﺎوﻨیﺔ ﺘشمﻞ‬
‫ﻓروع اﻟسﻠطﺎت اﻟحكوﻤیﺔ اﻟثﻼث ‪:‬اﻟﻘضﺎﺌیﺔ ‪،‬واﻟتشر�ﻌیﺔ واﻟتنﻔیذ�ﺔ وﻋﻼﻗتﻬﺎ ﻤﻊ �ﻌضﻬﺎ ‪،‬وﻫﻲ‬
‫ﺘﻠﻌب دو ار ﻤﻬمﺎ ﻓﻲ ﺼنﺎﻋﺔ اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ وأﺨی ار ﺘختﻠﻒ اﺨتﻼﻓﺎ ﺠوﻫر�ﺎ ﻋن اﻹدارة اﻟخﺎﺼﺔ‬
‫" ‪.2‬‬
‫ﺒینمﺎ اﺸﺎر "واﻟدو "‪ "D.Waldo‬إﻟﻰ ﺼﻌو�ﺔ إ�جﺎد ﺘﻌر�ف ﺸﺎﻤﻞ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ إﻻ اﻨﻪ �ﺎﻹﻤكﺎن‬
‫ﺼیﺎﻏﺔ ﺠمﻞ ﺘﻌر�ﻔیﺔ ﻗصیرة ﺘﻌرف اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬ﻓﻌرﻓﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻋمﻠیﺔ ﺘنظیم و�دارة‬
‫اﻷﺸخﺎص واﻟموارد ﻟتحﻘیق أﻏراض ﺤكوﻤیﺔ ‪.‬‬
‫وأﺸﺎر ﻋﻠﻰ أﻨﻬﺎ ﻓن وﻋﻠم اﻹدارة �طبﻘﺎن ﻓﻲ ﺸؤون اﻟدوﻟﺔ و�ؤﺨذ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟتﻌر�ف إﻏﻔﺎﻟﻪ‬
‫ﻟﻠﻌمﻠیﺎت اﻹدار�ﺔ �ﺎﻟتخطیط ‪،‬واﻟتمو�ﻞ ‪،‬اﻟتوظیﻒ ‪....‬ﻟذا ﺤﺎول �ﻌض اﻟﻌﻠمﺎء ﻤﻌﺎﻟجﺔ ﻫذا‬
‫اﻟﻘصور �جمﻊ اﻛبر ﻗدر ﻤمكن ﻤن اﻟﻌمﻠیﺔ اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ ﺘﻌر�ﻔﻬم ﻟﻺدارة ﻓﺄورد اﻟﻐﻼﯿینﻲ أر�ﻊ‬
‫ﺘﻌﺎر�ف ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻨوردﻫﺎ �ﺎﻵﺘﻲ ‪:‬‬
‫*ﻫﻲ إدارة ﺘنظیم اﻟطﺎﻗﺔ اﻟبشر�ﺔ واﻟمﺎﻟیﺔ ﻟتحﻘیق اﻟﻬدف �شرط أن �كون اﻟﻬدف ﻤﻘبوﻻ ‪.‬‬
‫*ﻫﻲ ﺘنظیم اﻷﻋمﺎل اﻟتﻲ ﺘختص ﺒﻬﺎ ﻤنظمﺔ ﺤكوﻤیﺔ ﻤو�ﻞ إﻟیﻬﺎ ﺘنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬وﻫﻲ إدارة وﺘنظیم وﺘنسیق اﻟمجﻬودات اﻟمختﻠﻔﺔ ﻟتنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬

‫طﻠق ﻋوض ﷲ اﻟسواط ‪،‬طﻠﻌت ﻋبد اﻟوﻫﺎب ﺴندي ‪،‬طﻼل ﻤسﻠط اﻟشر�ف ‪ ،‬اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪:‬اﻟمﻔﺎﻫیم ‪،‬اﻟوظﺎﺌﻒ اﻻﻨشطﺔ ‪،‬ﺠـدة‬ ‫‪1‬‬

‫‪:‬دار ﺤﺎﻓظ ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ‪،‬د س ن ‪،‬ص ‪.6‬‬


‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪13‬‬
‫ﻓﺎﻹدارة ﻫﻲ ﺘنﻔیذ اﻷﻋمﺎل �ﺎﺴتخدام اﻟجﻬود اﻟبشر�ﺔ واﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟمﺎد�ﺔ اﺴتخداﻤﺎ �ﻌتمد ﻋﻞ‬
‫اﻟتخطیط واﻟتنظیم واﻟتوﺠیﻪ وﻓق ﻤنظوﻤﺔ ﻤوﺤدة ﺘستخدم اﻟرﻗﺎ�ﺔ واﻟتﻐذ�ﺔ اﻻﺴترﺠﺎﻋیﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺘصحیﺢ ﻤسﺎراﺘﻬﺎ ‪،‬وﺘرﻤﻲ إﻟﻰ ﺘحﻘیق اﻷﻫداف �كﻔﺎءة وﻓﻌﺎﻟیﺔ ﻋﺎﻟیﺔ ‪.‬‬
‫وﻋموﻤﺎ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘشمﻞ �ﻞ ﻫیئﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﻤر�ز�ﺔ أو ﻤحﻠیﺔ أو�ﻠت إﻟیﻬﺎ اﻟسﻠطﺔ اﻟسیﺎﺴیﺔ‬
‫وظیﻔﺔ ﺘﻠبیﺔ اﻟحﺎﺠﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬ﻋﻠﻰ اﺨتﻼف ﺼورﻫﺎ ‪،‬وزودﺘﻬﺎ �ﺎﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻟﻼزﻤﺔ ﻟذﻟك ‪،‬وﺘشمﻞ‬
‫أ�ضﺎ أﺴﻠوب ﻋمﻞ ﻫذﻩ اﻟﻬیئﺎت وطﺎ�ﻊ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ﻓیمﺎ ﺒینﻬﺎ وﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ �ﺎﻷﻓراد ‪.‬‬
‫‪-1‬وظﺎﺌﻒ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪:‬‬
‫ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وظﺎﺌﻒ �مكن ﺘوﻀیحﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻟنﻘﺎط اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟتخطیط ‪Planning :‬‬
‫و�ختص ﺒتوﻗﻊ اﻟمستﻘبﻞ ﻤن ﺨﻼل أﺴﺎﻟیب اﻟتخطیط واﻟخطط اﻟتﻲ ﺘحﻘق أﻫداف اﻟمنظمﺔ‬
‫اﻹدار�ﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺘتكون ﻤن ﻋدة ﻤراﺤﻞ وﻫﻲ وﻀﻊ اﻷﻫداف واﻟتنبؤ ‪،‬وﺘحدﯿد اﻟمﻬﺎم واﻟواﺠبﺎت‬
‫وﺘحدﯿد اﻹﻤكﺎﻨیﺎت اﻟمتﺎﺤﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟتنظیم ‪Organizing :‬‬
‫وﻫﻲ اﻟوظیﻔﺔ اﻹدار�ﺔ اﻟتﻲ ﺘمزج ﺒین اﻟموارد اﻟبشر�ﺔ واﻟمﺎد�ﺔ ﺤیث ﺘتكون ﻤن اﻷﻓراد اﻟﻌﺎﻤﻠون‬
‫ﻓﻲ اﻟمنظمﺔ وأﻋمﺎل اﻟمنظمﺔ واﻟموارد اﻟمتوﻓرة ‪،‬واﻷﻨشطﺔ واﻹﺠراءات‪ ،‬وﺘوز�ﻊ اﻟموظﻔین و�یﻔیﺔ‬
‫اﻟتواﺼﻞ ﺒینﻬم ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟتوﺠیﻪ ‪Directing :‬‬
‫ﺘحتــﻞ وظیﻔــﺔ اﻟتوﺠیــﻪ ﻤكﺎﻨــﺔ ﺨﺎﺼــﺔ �وﻨﻬــﺎ ﺘتﻌﻠــق ﻤبﺎﺸـرة �ــﺈدارة اﻟﻌنصــر اﻹﻨســﺎﻨﻲ ﻓــﻲ اﻟمنظمــﺔ‬
‫وﺘتضــمن وظیﻔــﺔ اﻟتوﺠیــﻪ اﻟكیﻔیــﺔ اﻟتــﻲ ﺘــتمكن ﺒﻬــﺎ اﻹدارة ﻤــن ﺘحﻘیــق اﻟتﻌــﺎون ﺒــین اﻟﻌــﺎﻤﻠین ﻓــﻲ‬
‫اﻟمنظمــﺔ وﺤﻔــزﻫم ﻟﻠﻌمــﻞ �ﺄﻗصــﻰ طﺎﻗــﺎﺘﻬم ‪،‬وﺘمــﺎرس وظیﻔــﺔ اﻟتوﺠیــﻪ ﻓــﻲ اﻟمنظمــﺎت اﻟحدﯿثــﺔ ﻤــن‬
‫ﺨــﻼل اﻟﻘیــﺎدة واﻻﺘصــﺎل ﻤســتندة ﻓــﻲ ذﻟــك إﻟــﻰ ﻓﻬــم طبیﻌــﺔ اﻟســﻠوك اﻹﻨســﺎﻨﻲ وﺘوﺠیﻬــﻪ �شــكﻞ‬
‫ا�جﺎﺒﻲ ﻟتحﻘیق أﻫداف اﻟمنظمﺔ ‪.1‬‬

‫‪-‬اﻟرﻗﺎ�ﺔ ‪Controlling:‬‬

‫ﻤﺎﺠد ﻋبد اﻟمﻬدي اﻟمسﺎﻋدة واﺨرون ‪ ،‬ﻤبﺎدئ ﻋﻠم اﻻدارة ‪ ،‬ﻋمﺎن ‪:‬دار اﻟمسیرة ﻟﻠنشرواﻟتوز�ﻊ واﻟطبﺎﻋﺔ ‪،2013،‬ص ‪.37‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪14‬‬
‫وﺘﻌد ﻤن اﻟوظﺎﺌﻒ اﻟمﻬمﺔ ‪،‬إذ ﺘتم ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﺎﺒین اﻷﻫداف اﻟموﻀوﻋﺔ ‪ 1‬و�ین ﻤستوى اﻷداء‬
‫اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓطبیﻌﺔ ﻋمﻠیﺔ اﻟرﻗﺎ�ﺔ ﺘستوﺠب ان �كون ﻫنﺎك ﻤﻌﺎﯿیر ﻤحددة ﯿتم ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻨتﺎﺌﺞ اﻟﻌمﻞ‬
‫ﺒﻬﺎ وﻏﺎﻟبﺎ ﻤﺎ ﺘكون اﻷﻫداف اﻟمنصوص ﻋﻠیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟخطﺔ ﻫﻲ اﻟمﻌﺎﯿیر اﻟواﺠب اﻟﻘیﺎس ﻋﻠیﻬﺎ‬
‫ﻓﺎﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻫﻲ ﻗیﺎس ﻨشﺎط اﻟمرؤوﺴین ﻟﻠتﺄﻛد ﻤن ﻤطﺎ�ﻘتﻪ ﻟﻠخطط اﻟمرﺴوﻤﺔ وﺘصحیحﻪ إذا ﺘبین‬
‫أن ﻫنﺎك اﻨحراف ﻋن ﺘﻠك اﻟخطط ‪.‬‬
‫ﻓﻬنﺎك ﻋﻼﻗﺔ وﺜیﻘﺔ ﺒین اﻟتخطیط ووظیﻔﺔ اﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻓﺎﻟتخطیط ﻋمﻠیﺔ ﺴﺎ�ﻘﺔ ﻟﻠرﻗﺎ�ﺔ وﻻﺤﻘﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻼ‬
‫رﻗﺎ�ﺔ ﺼحیحﺔ ﺒدون ﺨطﺔ أو ﻤﻌیﺎر ‪،‬ﻛمﺎ �مكن ﻟﻠمخطط أن �ستﻔید �ثی ار ﻤن ﻨتﺎﺌﺞ اﻟﻘیﺎم‬
‫�ﻌمﻠیﺔ اﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻋن طر�ق اﻟمﻌﻠوﻤﺎت اﻟتﻲ ﺘنتﺞ ﻋن اﻟتنﻔیذ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠخطط وﻋن اﻟرﻗﺎ�ﺔ و�طﻠق‬
‫ﻋﻠﻰ ﻤثﻞ ﻫذﻩ اﻟمﻌﻠوﻤﺎت ﻓنیﺎ اﻟتﻐذ�ﺔ اﻟراﺠﻌﺔ ‪.‬‬

‫‪-2‬اﻟﻔرق ﺒین اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ و�دارة اﻷﻋمﺎل ‪:‬‬


‫إدارة اﻷﻋم ـ ــﺎل ﺘﻌن ـ ــﻲ إدارة أوﺠ ـ ــﻪ اﻟنش ـ ــﺎط اﻻﻗتص ـ ــﺎدي اﻟخ ـ ــﺎص اﻟﻬ ـ ــﺎدف إﻟ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـر�ﺢ � ـ ــﺈدارة‬
‫اﻟمشروﻋﺎت اﻟخﺎﺼﺔ ﻋﻠﻰ ﺨﻼف ذﻟـك اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ ﺘﻌتبـر ﻋﻠـم ﯿﻬـتم �ﺎﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻹﻨسـﺎﻨیﺔ وﻫـو‬
‫ﻋﻠم وﺜیق اﻟصﻠﺔ �ﺎﻟﻌﻠوم اﻟسیﺎﺴیﺔ ‪.‬‬
‫ﻓــﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﺘـرﺘبط �ﺎﻟدوﻟــﺔ وﻤؤﺴســﺎﺘﻬﺎ ‪،‬ﺒینمــﺎ إدارة اﻷﻋمــﺎل ﺘـرﺘبط ﻤبﺎﺸـرة �مشــﺎر�ﻊ اﻷﻋمــﺎل‬
‫اﻟﻬﺎدﻓﺔ إﻟﻰ ﺘحﻘیق اﻟر�ﺢ أو �ﺈدارة اﻟمشـﺎر�ﻊ ﻋﻠـﻰ أﺴـس اﻗتصـﺎد�ﺔ وﻋﻠیـﻪ ﻓﻘـد ﺘـﺄﺜر وارﺘـبط ﻤﻔﻬـوم‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻤمﺎرﺴـتﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﻔكـر اﻹداري اﻟﻐر�ـﻲ اﻟحـدﯿث �ـﺎﻟنظر إﻟـﻰ دور اﻟدوﻟـﺔ وﺘطـورﻩ ﻤـن‬
‫ﻤﻔﻬــوم اﻟدوﻟــﺔ اﻟحﺎرﺴــﺔ إﻟــﻰ ﻤﻔﻬــوم اﻟدوﻟــﺔ ذات اﻟوظــﺎﺌﻒ اﻻﺠتمﺎﻋیــﺔ واﻻﻗتصــﺎد�ﺔ ‪2‬واﻟــذي ﺒــدا‬
‫�ظﻬر ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟثـورة اﻟصـنﺎﻋیﺔ اﻟتـﻲ أدت إﻟـﻰ ﻓﻘـدان اﻟﻔـرد ﻟﻠﻌﺎﺌﻠـﺔ اﻟتـﻲ �ﺎﻨـت ﺘـزودﻩ �مجمـﻞ‬
‫ﻤﺎ �حتﺎﺠﻪ اﺠتمﺎﻋیﺎ ﻓظﻬرت اﻟحﺎﺠﺔ إﻟﻰ ﻗیﺎم اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬
‫و�ــﺎﻟرﻏم ﻤــن أن ﻫنــﺎك ﻋنﺎﺼــر ﻤشــتر�ﺔ �ثی ـرة ﺒینﻬمــﺎ إﻻ أن ﻫنــﺎك ﻓروﻗ ـﺎً واﻀــحﺔ‪ ،‬وﺘنبــﻊ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻔروق �شكﻞ أﺴﺎﺴﻲ ﻤن اﺨتﻼف اﻷﻫداف اﻟتﻲ ﺘسﻌﻰ �ﻞ ﻤنﻬمـﺎ إﻟـﻰ ﺘحﻘیﻘﻬـﺎ‪ ،‬و ﻤـن اﺨـتﻼف‬

‫ﺠمﺎل اﻟدﯿن ﻟﻌو�سﺎت ‪،‬ﻤبﺎدئ اﻹدارة ‪،‬اﻟجزاﺌر‪:‬دار ﻫوﻤﺔ ﻟﻠطبﺎﻋﺔ واﻟنشرواﻟتوز�ﻊ ‪2009،‬ـ ‪ ،‬ص ‪.12‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻋبد اﻟﻌز�ز ﺼﺎﻟﺢ ﺒن ﺤبتور ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪15‬‬
‫ﻤصﺎدرﻫﺎ اﻟتﻲ ﺘحﻘق أﻫداﻓﻬﺎ‪ ،‬و �مكن إﺒراز ﻫـذﻩ اﻟﻔـروق ﺒـین اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ و إدارة اﻷﻋمـﺎل �مـﺎ‬
‫�ﺄﺘﻲ ‪:1‬‬
‫*اﻹﺨــتﻼف ﻓــﻲ ﻤجــﺎل اﻟتطبیــق ‪ :‬ﺘطبــق اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ ﻤجــﺎل اﻟﻘطــﺎع اﻟﻌــﺎم و ﻤؤﺴســﺎﺘﻪ و‬
‫ﻫیئﺎﺘﻪ‪ ،‬ﻓﻲ ﺤین ﺘطبق إدارة اﻷﻋمﺎل ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص‪.‬‬
‫*ﺘﻌمﻞ إدارة اﻷﻋمﺎل ﻓﻲ إطﺎر اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟتﻰ ﺘضﻌﻬﺎ ﻤنظمـﺎت اﻷﻋمـﺎل �ﺎﻹﻀـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻤـﺎ‬
‫ﺘح ــددﻩ و ﺘض ــﻌﻪ اﻟدوﻟ ــﺔ ﻤ ــن ﺴیﺎﺴ ــﺎت ﺨﺎﺼ ــﺔ ﺒتنظ ــیم ﻋم ــﻞ ﻫ ــذﻩ اﻟمنظم ــﺎت‪ ،‬ﻋﻠ ــﻰ ﺨ ــﻼف‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓتﻌمﻞ ﻓﻲ ظﻞ اﻟﻘﺎﻨون و اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟتﻲ ﺘضﻌﻬﺎ اﻟحكوﻤﺔ‪.‬‬
‫*اﻻﺨــتﻼف ﻓــﻲ ﺸــكﻞ ﻤجــﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﺸــكﻞ داﺌ ـرة ﺤكوﻤیــﺔ‪ ،‬و ازرة‪ ،‬ﻤؤﺴســﺔ أو ﻫیئــﺔ‪،‬‬
‫ﺒینمــﺎ �ﺄﺨــذ ﺸــكﻞ اﻟتنظــیم ﻓــﻲ ﻤنظمــﺎت اﻷﻋمــﺎل اﻟمشــروع اﻟﻔــردي أو أﺤــد اﻷﺸــكﺎل اﻟﻘﺎﻨوﻨیــﺔ‬
‫ﻟﻠشر�ﺎت ﻤثﻞ ﺸر�ﺎت اﻷﻤوال أو ﺸر�ﺎت اﻷﺸخﺎص‪.‬‬
‫*ﻤﻌی ـ ــﺎر ﻨج ـ ــﺎح اﻹدارة‪ ،‬ﻓﻔـ ــﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤ ـ ــﺔ �سـ ــتخدم ﻤﻌیـ ــﺎر ﻤس ـ ــتوى اﻟخدﻤ ـ ــﺔ اﻟت ـ ــﻲ ﺘﻘ ـ ــدم‬
‫ﻟﻠمواطنین‪ ،‬أﻤﺎ ﻤﻌیﺎر اﻟحكم ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟخﺎص ) ﻤنظمﺎت إدارة اﻷﻋمﺎل ( ﻓﻬو ﻤﻘدار اﻟـر�ﺢ‬
‫اﻟذي ﺘحﻘﻘﻪ اﻟمنظمﺔ وﺤجم ﺜروﺘﻬﺎ‪.‬‬
‫و�ضــیﻒ �ــﺎﺤثون آﺨــرون ﻟمســﺎﻟﺔ اﻻﺨــتﻼف ﺒــین اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ و إدارة اﻷﻋمــﺎل ﻋنﺎﺼــر أﺨــرى‬
‫�مكن ﺘوﻀیحﻬﺎ �ﺎﻷﺘﻲ ‪:‬‬
‫*ﻤن اﻟنﺎﺤیﺔ اﻟﻌضو�ﺔ‪:‬‬
‫ﺘتشكﻞ اﻹدارة اﻟﻌموﻤیﺔ ﻤن اﻟجﻬﺎز اﻹداري ﻟﻠدوﻟﺔ وﻤﺎ �ضمﻪ ﻤن ﻤصﺎﻟﺢ و�دارة وﻤ ارﻓـق ﻋﺎﻤـﺔ‬
‫أﻤﺎ اﻹدارة اﻟخﺎﺼﺔ ﻓتضم ﻤن ﻨﺎﺤیﺔ اﻟﻌضو�ﺔ اﻟمشروﻋﺎت ‪،‬واﻟﻔرق ﻟواﻀﺢ ﺒـین اﻟحـﺎﻟتین ﻓـﻲ‬
‫اﻷﺠﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزة اﻷوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻰ ﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنﻊ اﻟدوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ‪ ،‬أﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺠﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزة اﻟثﺎﻨیـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔ ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻤن ﺼنﻊ اﻷﻓراد ‪.‬‬
‫*ﻤن ﺤیث اﻷﻫداف‪:‬‬

‫ﻤﺎﺠد ﻋبد اﻟمﻬدي اﻟمسﺎﻋدة واﺨرون ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.40‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪16‬‬
‫ﺤیث �ختﻠﻒ ﻫدف اﻹدارة اﻟﻌموﻤیﺔ ﻋن أﻫداف اﻹدارة اﻷﻋمـﺎل اﻟخﺎﺼـﺔ ﻓـﺎﻹدارة اﻟﻌموﻤیـﺔ اﻟتـﻲ‬
‫ﺘســتﻬدف ﺘحﻘیــق اﻟنﻔــﻊ اﻟﻌــﺎم ﺒتــوﻓیر اﻟخــدﻤﺎت اﻟضــرور�ﺔ ﻟﻠمجتمــﻊ وﺘنﻔیــذ اﻟسیﺎﺴــﺔ اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻟﻠدوﻟــﺔ‬
‫دون ان ﺘســﻌﻰ إﻟــﻰ ﺘحﻘیــق اﻟ ـر�ﺢ و�ﻨمــﺎ ﻤ ارﻋــﺎة اﻟجواﻨــب اﻟﻘﺎﻨوﻨی ـﺔ واﻟسیﺎﺴــیﺔ ‪1‬ﻋنــد أداء اﻷﻋمــﺎل‬
‫اﻹدار�ــﺔ ‪،‬أﻤــﺎ إدارة اﻷﻋمــﺎل اﻟخﺎﺼ ـﺔ ﻓﺈﻨﻬــﺎ ﺘﻬــدف إﻟــﻰ ﺘحﻘیــق اﻟصــﺎﻟﺢ اﻟخــﺎص واﻟﻌمــﻞ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺘﻌظیمــﻪ ‪،‬وﻤــن ﺜــم ﯿتســم ﻨشــﺎط اﻹدارة اﻟﻌموﻤیــﺔ �طــﺎ�ﻊ أﺨﻼﻗــﻲ ﻻ ﯿتﻌــﺎرض ﻤــﻊ اﻟﻘــیم اﻟســﺎﺌدة ﻓــﻲ‬
‫اﻟمجتمﻊ أو �سبب ﻀر ار ﻟﻪ ‪،‬ﻓﻲ ﺤین ﻻ �حكم إدارة اﻷﻋمﺎل اﻟخﺎﺼﺔ ﺴـوى ﻗﺎﻋـدة ﺘحﻘیـق اﻟـر�ﺢ‬
‫�صرف اﻟنظر ﻋن أي اﻋتبﺎرات أﺨرى‪.‬‬
‫*اﻟمنﺎﻓسﺔ‪:‬‬
‫ﺤی ــث أن ﻨشـ ــﺎط اﻹدارة اﻟﻌموﻤیـ ــﺔ ﯿ ـ ـتمم �ﻌضـــﻪ �ﻌض ــﺎ ﻓﺎﻟتنسـ ــیق اﻟﻘـ ــﺎﺌم ﺒـ ــین ﻤختﻠـ ــﻒ اﻹدارات‬
‫اﻟﻌموﻤیــﺔ ﯿﻬــدف إﻟــﻰ ﻤنــﻊ ﺘــداﺨﻞ ﻓــﻲ اﻟصــﻼﺤیﺎت واﻷﻨشــطﺔ �حیــث �صــﻌب وﺠــود ﻤنﺎﻓســﺔ ﺒینﻬــﺎ‬
‫ﻓﻲ ﺤین ﺘﻬیمن اﻟمنﺎﻓسـﺔ اﻟحـرة ﻋﻠـﻰ اﻹدارة اﻟخﺎﺼـﺔ واﻟتـﻲ ﺘﻘـوم أﺴﺎﺴـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻗتنـﺎص اﻟﻔـرص و‬
‫ﺘجنب اﻟمخﺎطر ﻓﻲ ﺴبیﻞ ﺘﺄﻤین اﻟر�ﺢ اﻟمﺎدي‪.‬‬
‫*اﺨتﻼف اﻟمستﻔیدﯿن ‪:‬‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻘطــﺎع اﻟﻌــﺎم ﺘســتﻔید ﺸ ـر�حﺔ �بی ـرة ﺠــدا ﻤــن اﻟم ـواطنین ﻤــن اﻟخــدﻤﺎت اﻟﻌﺎﻤــﺔ ‪،‬أﻤــﺎ اﻟﻘطــﺎع‬
‫اﻟخﺎص ﻓشر�حﺔ اﻟمستﻔیدﯿن ﻻ ﺘتﻌدى اﻟﻌمﻼء واﻟمسﺎﻫمین وﺼﺎﺤب اﻟمشروع‪.‬‬
‫*ﻤن ﻨﺎﺤیﺔ د�موﻤﺔ اﻟوظیﻔﺔ‪:‬‬
‫ﺘنــتﻬﺞ اﻟدوﻟــﺔ اﻟنظــﺎم اﻟمﻐﻠــق ﻓتﻌتبــر اﻟوظیﻔــﺔ داﺌمـﺔ ﺤتــﻰ ﻓـﻲ ﺤﺎﻟــﺔ إﻟﻐــﺎء اﻟوظیﻔــﺔ ﻓــﺈن اﻟموظــﻒ‬
‫�ظﻞ ﻓﻲ ﺨدﻤـﺔ اﻟدوﻟـﺔ ﯿتﻘﺎﻀـﻰ أﺠـرﻩ ‪،‬و�تبـﺎﯿن اﻟوﻀـﻊ ﺘمﺎﻤـﺎ ﻓـﻲ اﻹدارة اﻟخﺎﺼـﺔ ﻓﺎﻟوظیﻔـﺔ ذات‬
‫طﺎ�ﻊ ﺘﻌﺎﻗدي و�ﻘﺎء اﻟموظﻒ ﻤرﻫون �مدى اﻟحﺎﺠﺔ إﻟیﻪ ‪.‬‬
‫*ﻤﻌﺎﯿیر اﺘخﺎذ اﻟﻘرار‪:‬‬

‫ﻤر�زق ﻋدﻤﺎن ‪،‬اﻟتسییر اﻟﻌموﻤﻲ ﺒین اﻻﺘجﺎﻫﺎت اﻟكﻼﺴیكیﺔ واﻻﺘجﺎﻫﺎت اﻟحدﯿثﺔ ‪،‬اﻟجزاﺌر ‪:‬ﺠسور ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪،2013،‬ص ‪.54‬‬
‫‪17‬‬
‫ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺘدﺨﻞ اﻻﻋتبﺎرات اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻻﺠتمﺎﻋیﺔ و�تخذ اﻟﻘـ ارر �ﻌـد ﻤـداوﻻت وﻤنﺎﻗشـﺎت‬
‫طو�ﻠـ ــﺔ وﻫـ ــو ﻓـ ــﻲ اﻷﺨیـ ــر ﻟـ ــیس ﻗ ـ ـرار ﻓـ ــردي ‪،‬و ﺘﺄﺨـ ــذ إدارة اﻷﻋمـ ــﺎل ﻓـ ــﻲ اﻻﻋتبـ ــﺎر اﻟمﻌـ ــﺎﯿیر‬
‫ﻨﺎدر ﻤﺎ ﯿؤﺨذ �ﻐیرﻫﺎ‪.‬‬
‫اﻟموﻀوﻋیﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ و ا‬
‫*أﺴﺎﻟیب وطرق اﻟتﻘییم ‪:‬‬
‫�ﻘــیم �ــﻞ ﻗطــﺎع ﻋﻠــﻰ أﺴــﺎس ﻫدﻓــﻪ اﻟﻌــﺎم ‪،‬وﻋﻠــﻰ اﻋتبــﺎر أن اﻟﻘطــﺎع اﻟخــﺎص ﻫدﻓــﻪ ﻫــو اﻟ ـر�ﺢ‬
‫اﻟمﺎدي ﻓﺈن اﻟمﻌﺎﯿیر اﻟتﻲ �ﻘوم ﻋﻠیﻬﺎ ﻫﻲ ﻤﻌﺎﯿیر اﻗتصﺎد�ﺔ �حتﺔ ‪.‬‬
‫* اﻟمسؤوﻟیﺔ ‪:‬‬
‫ﺘﻌــرف اﻟمســؤوﻟیﺔ �ﺄﻨﻬــﺎ اﻟدرﺠــﺔ اﻟتــﻲ ﺘكــون اﻟمؤﺴســﺔ أو اﻟمنظمــﺔ ﻤســؤوﻟﺔ ﺘجــﺎﻩ اﻵﺨ ـر�ن ﻓیمــﺎ‬
‫ﯿتﻌﻠق �ﺄداﺌﻬﺎ ‪،‬واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤسؤوﻟﺔ أﻤﺎم ﺠﻬﺎت ﻤتﻌددة �ﺎﻟسﻠطﺔ اﻟتشر�ﻌیﺔ وﻏیر ذﻟك ‪،‬أﻤﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ﻓﺎﻟمسؤوﻟیﺔ أﻤﺎم ﻤجﻠس إدارة اﻟمؤﺴسﺔ ‪.‬‬
‫*اﻷﺴﺎس اﻟمﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﺘختﻠــﻒ اﻹدارات ﻤــن ﺤیــث اﻹﯿ ـرادات واﻟمصــروﻓﺎت واﻟجﻬــﺔ اﻟمســؤوﻟﺔ ‪،‬ﻓﻔــﻲ اﻟﻘطــﺎع اﻟﻌــﺎم ﺘوﺠــد‬
‫ﻤصــﺎدر ﻤتﻌــددة اﻹﯿـراد ﺘتنــوع ﻤــن اﻟضـراﺌب إﻟــﻰ اﻹﺼــدار اﻟنﻘــدي واﻟرﺴــوم وﻏیرﻫــﺎ وﺘتنــوع أ�ضــﺎ‬
‫أوﺠــﻪ اﻹﻨﻔــﺎق ﻓــﻲ اﻟصــحﺔ واﻟتﻌﻠــیم واﻟمواﺼــﻼت ‪ ،‬أﻤــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘطــﺎع اﻟخــﺎص ﻓــﺈن إﯿ ـرادﻫم �ﻌتمــد‬
‫�شكﻞ �بیر ﻋﻠﻰ اﻻﺴتثمﺎرات اﻟخﺎﺼﺔ ‪.‬‬
‫و�مكن ﻋرض أوﺠﻪ اﺨتﻼف اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋن إدارة اﻷﻋمﺎل �مﺎ ﯿﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬ ‫ادارة اﻷﻋﻤﺎل‬ ‫اﻟﻌنصر‬

‫ﺘس ــﻌﻰ إﻟ ــﻰ ﺘحﻘی ــق اﻷﻫ ــداف اﻟمﺎد� ــﺔ ﺒدرﺠ ــﺔ ﺘسـ ـ ـ ـ ــﻌﻰ ﺒدرﺠـ ـ ـ ـ ــﺔ أﺴﺎﺴـ ـ ـ ـ ــیﺔ ﻟتحﻘیـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫اﻟﻬدف‬
‫اﻟمصـ ــﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤـ ــﺔ ﻟﻠدوﻟـ ــﺔ واﻟمسـ ــؤوﻟیﺔ‬ ‫أﺴﺎﺴیﺔ ﻤثﻞ ز�ﺎدة اﻷر�ﺎح وﺘﻌظیمﻪ‬
‫اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ‬

‫‪18‬‬
‫ﺒدرﺠﺔ أﺴﺎﺴیﺔ أﺼـحﺎب اﻟﻌمـﻞ أو اﻟمسـﺎﻫمون اﻟمســتﻔید اﻷول ﻫــم أﻓ ـراد اﻟمجتمــﻊ أي‬ ‫اﻟمستﻔیدون‬
‫ﻓــﻲ اﻟشــر�ﺎت ﺜــم اﻟﻌمــﻼء واﻟجمﻬــور اﻟخــﺎص ﻋﺎﻤﺔ أﻓراد اﻟمجتمﻊ‬
‫�ﺎﻟشر�ﺔ‬

‫ﺘنحص ــر ﻤس ــؤوﻟیﺔ اﻹدارة أﻤ ــﺎم ﻤجﻠ ــس اﻹدارة ﺘتحمــﻞ ﻤســؤوﻟیﺔ ﻋﺎﻤـﺔ أﻤــﺎم اﻟحكوﻤــﺔ‬ ‫اﻟمسؤوﻟیﺔ‬
‫واﻷﺠﻬ ـ ـزة اﻟرﻗﺎﺒیـ ــﺔ واﻟجمﻬـ ــور �شـ ــكﻞ‬ ‫أو ﺼﺎﺤبﻬﺎ ﻓﻘط‬
‫ﻋﺎم‬

‫ﺘت ـ ـ ــوﻟﻰ اﻷﻨش ـ ـ ــطﺔ ذات اﻟط ـ ـ ــﺎ�ﻊ اﻻﻗتص ـ ـ ــﺎدي ﺘتــوﻟﻰ اﻷﻨشــطﺔ اﻟتــﻲ ﺘحﻘــق اﻟمصــﻠحﺔ‬ ‫طبیﻌﺔ اﻟنشﺎط‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ‬ ‫اﻻﺴتثمﺎري اﻟتجﺎري‬

‫ﺘحــدد ﺤجــم اﻷﻋمــﺎل ﺤســب ﻤصــﺎدر اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺘح ـ ــدد ﺤج ـ ــم أﻋم ـ ــﺎل ﺤس ـ ــب اﻟمنﻔﻌ ـ ــﺔ‬ ‫ﺤجم اﻷﻋمﺎل‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ ووﻓﻘﺎ ﻟمصﻠحﺔ اﻟمجتمﻊ‬ ‫ﺒین اﻟتكﻠﻔﺔ واﻟﻌﺎﺌد‬

‫اﻟمصدر‪ :‬ﻤر�زق ﻋدﻤﺎن‪،‬ﻤرﺠﻊ ‪،‬ص ‪.56‬‬

‫و�ﺎﻟرﻏم ﻤن اﻟﻔروﻗﺎت اﻟمذ�ورة أﻨﻔﺎ إﻻ أن ﻫنﺎك أوﺠﻪ ﺸبﻪ ﺒین اﻹدارة اﻟﻌموﻤیﺔ و�دارة اﻷﻋمﺎل‬
‫‪1‬‬
‫�مكن إﺒرازﻫﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻟنﻘﺎط اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫‪-‬اﻟوظﺎﺌﻒ اﻹدار�ﺔ واﺤدة ﻓﻲ �ﻼ اﻟمجﺎﻟین ‪،‬ﻓﺎﻹدارة اﻟﻌموﻤیﺔ ﺘﻘوم ﺒوظیﻔﺔ اﻟتخطیط واﻟتنظیم‬
‫واﻟتوﺠیﻪ واﻟرﻗﺎ�ﺔ وﻫﻲ اﻟوظﺎﺌﻒ ذاﺘﻬﺎ ﻹدارة اﻷﻋمﺎل ‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻌمﻞ ﻓﻲ �ﻞ ﻤنﻬمﺎ �خضﻊ ﻟﻠسیﺎﺴﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص‪.58‬‬ ‫)‪(1‬‬

‫‪19‬‬
‫ﺜﺎﻟثﺎ ‪:‬اﻟمنظورات اﻟﻔكر�ﺔ ﻟﻌﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪:‬‬

‫�ﺎﻟرﻏم ﻤن وﺠود ﺸبﻪ اﺘﻔﺎق ﻋﻠﻰ إﻤكﺎﻨیﺔ اﻟحدﯿث ﻋﻠﻰ اﻟبدا�ﺎت اﻟمﻌﺎﺼرة ﻟدراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﻓﻲ أواﺨر اﻟﻘرن اﻟتﺎﺴﻊ ﻋشر ﻤﻊ دراﺴﺔ "وودرو و�ﻠسون " ‪1924-1856- Woodrow Wilson‬‬
‫وﻤﻘﺎﻟتﻪ اﻟشﻬیرة ﻋﺎم ‪ 1887‬إﻻ أن ﻫنﺎك �ﻌض اﻟدراﺴﺎت اﻟتﻲ ﺤﺎوﻟت اﻟتﺄﺼیﻞ ﻟﻠنمﺎذج اﻟﻔكر�ﺔ‬
‫‪Shafritz&Hyde‬‬ ‫» ‪ « Paradigms‬ﻟﻌﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ أﻫمﻬﺎ دراﺴﺔ ‪ Perry&Kraemer‬ودراﺴﺔ‬
‫ودراﺴﺔ ‪.1 Golembiewski‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟدراﺴﺎت ﻗدﻤت �ﻌض اﻟنمﺎذج اﻟﻔكر�ﺔ ﻟحﻘﻞ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤنذ ﻨشﺎة ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﺴنﺔ‬
‫‪1887‬‬
‫*اﻟمنظور اﻟﻔكري اﻷول ‪1926-1900‬‬
‫ﯿنطﻠق ﻫذا اﻟمنظور ﻤن أﻓكﺎر "وودرو و�ﻠسون " ‪ Woodrow Wilson‬و�تﺎ�ﺎت ‪Frank‬‬
‫‪ Goodnow‬واﻟمطﺎﻟبﺔ �ﺎﻟﻔصﻞ ﺒین اﻟسیﺎﺴﺔ و اﻹدارة وﻗد ﺘحدث ﻋن اﻟجﺎﻨب اﻹداري ﻓﻲ‬
‫اﻟوظﺎﺌﻒ اﻟحكوﻤیﺔ وأطﻠق ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻻﺨتصﺎص اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.2‬‬
‫و�شیر إﻟﻰ أن وظﺎﺌﻒ اﻟحكوﻤﺔ ﺘزداد ﺘﻌﻘیدا ‪3‬ﻤطﺎﻟبﺎ �ﻌﻠم اﻹدارة ﻟتﻘو�م ﻤسﺎرات اﻟحكوﻤﺔ‬
‫وﻀرورة اﻟﻔصﻞ ﺒین اﻟسیﺎﺴﺔ و اﻹدارة و�ﻨشﺎء ﺤﻘﻞ ﻋﻠمﻲ ﻤستﻘﻞ ﻟدراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬وﻗد‬
‫اﻋتبر أن ﻟﻠحكوﻤﺔ وظیﻔتﺎن ﻤتمﺎﯿزﺘﺎن ﺼنﻊ اﻟسیﺎﺴﺎت وﻫﻲ اﻟوظیﻔﺔ اﻟمﻌبرة ﻋن اﻹرادة‬
‫اﻟسیﺎﺴیﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺘنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺎت وﻫو ﻤجﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬وﻫو ﻤﺎ اﻛدﻩ "ﻟیوﻨﺎرد واﯿت " ‪White‬‬
‫« ‪ Leonard‬ﺤیث أﺸﺎر إﻟﻰ اﻻﻫتمﺎم �ﺎﻟجﺎﻨب اﻟﻌﻠمﻲ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وطﺎﻟب �ﺎﻟتر�یز ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟحﻘﺎﺌق اﻟتﻲ ﺘجﻌﻞ ﻤن اﻹدارة ﻋﻠمﺎ ﺤیﺎد�ﺎ أو ﻤوﻀوﻋیﺎ ﻏیر ﻤتحیز ﻻدﯿوﻟوﺠیﺔ ﻤﻌینﺔ أو‬
‫‪.4‬‬ ‫ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻘیم‬

‫ﺴ ــﻠوى ﺸ ــﻌراوي ﺠمﻌ ــﺔ ﺤﺎﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــم اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــرن اﻟﻌشـ ـر�ن ‪:‬رؤ� ــﺔ ﻨﻘد� ــﺔ ﻤجﻠـــﺔ اﻟنﻬض ــﺔ اﻟﻌ ــدد ‪ 1‬ﺠﺎﻤﻌ ــﺔ اﻟﻘـــﺎﻫرة‬ ‫‪1‬‬

‫‪،1999،‬ص ‪.84‬‬
‫ﻤوﻓ ــق ﺤدﯿ ــد ﻤحم ــد ‪،‬اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ ﻫیكﻠ ــﺔ اﻻﺠﻬـ ـزة وﺼ ــنﻊ اﻟسیﺎﺴ ــﺎت وﺘنﻔی ــذ اﻟبـ ـراﻤﺞ اﻟحكوﻤی ــﺔ ‪،‬ﻋم ــﺎن ‪:‬دار اﻟش ــروق ﻟﻠنش ــر‬ ‫‪2‬‬

‫واﻟتوز�ﻊ ‪، 2000،‬ص ‪.32‬‬


‫‪3‬‬
‫‪M, Bapuji,paradigms of Public Administration an assessment,the Indian Journal of science and ,vol 50,N03,july –september 1989,p390.‬‬
‫ﺴﻠوى ﺸﻌراوي ﺠمﻌﺔ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.84‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪20‬‬
‫وﻗد ﺘم اﻻﺴتﻔﺎدة ﻤن �تﺎ�ﺎت �ﻞ "ﺘﺎﯿﻠور " ‪ Taylor‬ﻋن ﻤبﺎدئ اﻹدارة اﻟﻌﻠمیﺔ اﻟتﻲ ظﻬرت ﻓﻲ‬
‫‪، 1911‬و�ﺴﻬﺎﻤﺎت "ﻤﺎﻛس ﻓیبر" ‪" "Max Weber‬ﻋن اﻟنموذج اﻟبیروﻗراطﻲ ﻟﻠتنظیم ‪-1905-‬‬
‫‪ -1915‬واﻟذي ﻟم ﯿترﺠم إﻟﻰ اﻻﻨجﻠیز�ﺔ إﻻ �ﻌد ﻋﺎم ‪، 1946‬وﺘم اﺨتیﺎر اﻟبیروﻗراطیﺔ �وﺤدة‬
‫ﺘحﻠیﻞ‪.‬‬
‫وﻗد ﺘرﺘب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟمنظور أن اﻨﻘسمت اﻟﻌﻠوم اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ إﻟﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻋﻠوم‬
‫ﺘدرس ﺒواﺴطﺔ اﻟمتخصصین ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ �نظر�ﺔ اﻟتنظیم و�ﻋداد اﻟمیزاﻨیﺔ وﺸؤون اﻷﻓراد‬
‫وﺘرك ﻟﻌﻠمﺎء اﻟﻌﻠوم اﻟسیﺎﺴیﺔ ﺘدر�س اﻟنظﺎم اﻟسیﺎﺴﻲ اﻷﻤر�كﻲ ‪،‬اﻟسﻠوك اﻟﻘضﺎﺌﻲ اﻟحكم‬
‫اﻟمحﻠﻲ ‪.‬‬
‫*اﻟمنظور اﻟﻔكري اﻟثﺎﻨﻲ ‪1937-1927‬‬
‫ور�ز ﻫذا اﻟمنظور ﻋﻠﻰ وﺠو�یﺔ ﺘطبیق اﻟمبﺎدئ اﻟﻌﻠمیﺔ اﻟتﻲ ﺘحكم اﻹدارة ﻟتحﻘیق اﻷﻫداف‬
‫اﻟرﺌیسیﺔ ‪،‬و�ﻌد �تﺎب ﻤبﺎدئ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ "» ‪ »principales of public Administration‬اﻟذي‬
‫ﻨﻘطﺔ ﺒدا�ﺔ ﻫذا اﻟمنظور ‪،1‬وﻗد ﺘواﻟت اﻟﻌدﯿد ﻤن‬ ‫‪Willoughby‬‬ ‫ﺼدر ﻋﺎم ‪ 1927‬ﻟﻠبﺎﺤث‬
‫اﻟكتﺎ�ﺎت أﻫمﻬﺎ "ﻫنري ﻓﺎﯿول" ‪" Henri Fayol‬وارﻨست دال" ‪ Ernest Dale‬و‪Harold Koontz‬‬
‫وآﺨرون واﻫتموا ﺒدراﺴﺔ اﻟمبﺎدئ اﻹدار�ﺔ اﻟكﻼﺴیكیﺔ ور�زوا ﻋﻠﻰ اﻟنواﺤﻲ اﻟوظیﻔیﺔ واﻟتﻲ ﺘشمﻞ‬
‫‪Directing‬واﻟتوﺠیﻪ ‪Staffing‬‬ ‫‪ Organizing‬واﻟتوظیﻒ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟتخطیط ‪ planning‬واﻟتنظیم‬
‫‪2‬‬
‫‪ Control‬واﻟمتﺎ�ﻌﺔ و�تﺎ�ﺔ اﻟتﻘﺎر�ر ‪ Reporting‬واﻟتمو�ﻞ واﻟمیزاﻨیﺔ ‪Budgeting‬‬ ‫واﻟسیطرة‬
‫و�ﻼﺤظ أن ﻫذا اﻟمنظور اﻫتم �محﺎوﻟﺔ اﻹﺠﺎ�ﺔ ﻋن ﺴؤال "ﻤﺎذا ﯿدرس ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ؟ وﺤدد‬
‫ﺠوﻫر اﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟمبﺎدئ اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ �مكن ﺘطبیﻘﻬﺎ ﻓﻲ أي ﻤكﺎن �صرف اﻟنظر‬
‫ﻋن اﻟﻬدف ﻤن اﻟمنظمﺔ أو اﻟبیئﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﺒﻬﺎ ‪،‬وﻟم �حدد اﻟمنظور ﻤﺎﻫیﺔ وﺤدة اﻟتحﻠیﻞ اﻟتﻲ‬
‫ﯿرﺘكز ﻋﻠیﻬﺎ وﻫﻞ اﻟمبﺎدئ اﻟمﻘدﻤﺔ ﻫﻲ ﻤبﺎدئ ﻋﻠمیﺔ ﺼﺎﻟحﺔ ﻟﻠتطبیق ﻋﻠﻰ �ﺎﻓﺔ اﻟمستو�ﺎت‬
‫اﻹدار�ﺔ داﺨﻞ اﻟمنظمﺔ ‪.‬‬
‫*اﻟمنظور اﻟﻔكري اﻟثﺎﻟث ‪:1970-1950‬‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص‪.85‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤوﻓق ﺤدﯿد ﻤحمد ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.37‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪21‬‬
‫�ﻌتبر ﻫذا اﻟمنظور أن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺠزء ﻤن اﻟﻌﻠوم اﻟسیﺎﺴیﺔ وأﺼبحت اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫اﻟرا�ط ﺒین اﻟﻌﻠمین وظﻠت اﻹدارة ﯿنظر إﻟیﻬﺎ �حﻘﻞ ﻓرﻋﻲ ﻟﻠﻌﻠوم اﻟسیﺎﺴیﺔ و�رى ﻫنري" ‪Nicolas‬‬
‫‪ " Henry‬أن اﻟمنظور اﻟﻔكري اﻟثﺎﻟث أﻋﺎد اﻟبیروﻗراطیﺔ �وﺤدة ﺘحﻠیﻞ ‪ 1‬إﻻ أن ﺘحدﯿد ﻤﺎذا‬
‫ﯿدرس ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻀﻠت ﻏﺎﻤضﺔ وﻏیر ﻤحددة ‪.‬‬
‫و�ﺎن ﻟﻠمدرﺴﺔ اﻟسﻠو�یﺔ اﻟتﻲ ﻨضجت ﺒین ‪ 1963-1957‬ﺘﺄﺜیراﺘﻬﺎ ﻓظﻬرت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﺜر اﻟبراﻤﺞ واﻟمسﺎﻋدات اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠدول اﻟنﺎﻤیﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﻤن أﺴیﺎ و�ﻓر�ﻘیﺎ وأﻤر�كﺎ‬
‫اﻟشﻬیر "اﻟمجتمﻊ اﻟمنشوري " ‪prismatic Society‬‬ ‫اﻟﻼﺘنیﺔ وﻗد وﻀﻊ ر�جز ‪ Riggs‬ﻨموذﺠﻪ‬
‫أي اﻟمرﺤﻠﺔ اﻻﻨتﻘﺎﻟیﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟنﺎﻤیﺔ اﻟذي �ﺄﺨذ �ﻌین اﻻﻋتبﺎر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒین ﻋمﻠیﺔ اﻟتطور‬
‫و�دارة اﻟتنمیﺔ‬ ‫‪2‬‬
‫اﻹداري واﻟﻌواﻤﻞ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻟسیﺎﺴیﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ اﻟسﺎﺌدة ﻓﻲ اﻟمحیط اﻹداري‬
‫و�ﺎن اﻟﻬدف ﻤن اﺴتنبﺎط ﻤوﻀوع إدارة اﻟتنمیﺔ ﻫو ﺘﻌز�ز‬ ‫‪Development Administration‬‬

‫اﻟممﺎرﺴﺔ اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ واﻫم اﻟبﺎﺤثین ﻓﻲ ﻫذا اﻟتخصص ‪Riggs ;Rostow‬‬
‫‪.Weidner ;Swerdlow‬‬
‫*اﻟمنظور اﻟﻔكري اﻟرا�ﻊ ‪1970-1956‬‬
‫اﻻدارة وﻓق ﻫذا اﻟمنظور ﻫﻲ ﺠزء ﻤن اﻟﻌﻠوم اﻹدار�ﺔ ‪،‬وﺸكﻠت ﺴنﺔ ‪ 1956‬ﺒدا�ﺔ ﻫذا‬
‫اﻟمنظور واﻟسمﺎح ﻟﻠمتخصصین ﻓﻲ ﻋﻠم اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒنشر دراﺴﺎﺘﻬم ﻓﻲ دور�ﺔ اﻟﻌﻠوم اﻻدار�ﺔ‬
‫�ﻞ‬ ‫وأﺼبحت وﺤدة اﻟتحﻠیﻞ ﻫﻲ اﻟمنظمﺔ ‪،‬وﺴﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟتر�یز ﻋﻠﻰ اﻟمنظمﺔ وﻨظر�ﺔ اﻟتنظیم‬
‫ﻤن �تﺎ�ﺎت ‪ "Simon‬و " ‪ "James G March‬ﻋن اﻟمنظمﺎت ‪، Organizations‬و�رى �ﻌض‬
‫اﻟبﺎﺤثین ان ﻫذا اﻟمنظور ﻟم �ضﻒ ﻟﻌﻠم اﻹدارة ﺴوى �ﻌض اﻟدراﺴﺎت اﻟتطبیﻘیﺔ اﻟمستمدة ﻤن‬
‫اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ ‪.‬‬
‫*اﻟﻔكري اﻟﻔكري اﻟخﺎﻤس ‪2000-1970‬‬
‫ﯿؤ�د ﻫذا اﻟمنظور اﻟﻔكري ﻋﻠﻰ اﺴتﻘﻼﻟیﺔ ﻋﻠم اﻹدارة ﻓﻲ ﻤواﺠﻬﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻟﻌﻠوم‬
‫اﻹدار�ﺔ ‪،‬وﻤثﻠت ﻨظر�ﺔ اﻟتنظیم وﺘحﻠیﻞ اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻷﺴﺎس ﻟﻌﻠم اﻹدارة ‪ ،‬وظﻬرت اﻟﻌدﯿد‬
‫ﻤن اﻟمؤﻟﻔﺎت ﻟﻌﻞ أﻫمﻬﺎ ﻟﻠبﺎﺤث ‪� David Rosenblom‬ﻌنوان ‪Public Administration‬‬
‫‪. TheoryAnd The Separation‬‬

‫ﺴﻠوى ﺸﻌراوي‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.86‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤوﻓق ﺤدﯿد ﻤحمد ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪22‬‬
‫را�ﻌﺎ ‪:‬ﻤداﺨﻞ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪:‬‬

‫ﺘﻌددت طرق دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻟنظر ﻻرﺘبﺎطﻬﺎ �ﺎﻟﻌدﯿد ﻤن ﻤیﺎدﯿن اﻟمﻌرﻓﺔ ‪،‬وﻤن ﺜم‬
‫أﺼبحت ﻫنﺎك ﻤداﺨﻞ ﻤختﻠﻔﺔ ﺘتبﻊ ﻓﻲ دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﺘطور دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﺴﺎﻫم ﻓﻲ ﺒروز ﻤداﺨﻞ أﺴﺎﺴیﺔ ) ‪ (Approaches‬ﻟدراﺴتﻬﺎ ‪ ،‬وارﺘبط �ﻞ ﻤنﻬم �ﺎﻟظروف‬
‫واﻟسیﺎﻗﺎت واﻻﺘجﺎﻫﺎت اﻟتﻲ �ﺎﻨت ﺴﺎﺌدة ﺤینئذ‪،‬وﺴیتم اﻟتطرق إﻟﻰ أﻫمﻬﺎ �مﺎﯿﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪-1‬اﻟمدﺨﻞ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ‪:‬‬

‫و�ﻌد ﻤن أﻗدم اﻟمداﺨﻞ ﻟدراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪،‬و�ستند أﺴﺎﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺤﻘوق وواﺠبﺎت اﻟحكوﻤﺔ‬
‫و�ؤ�د ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟرﺴمیﺔ واﻟﻔصﻞ ﺒین اﻟسﻠطﺎت اﻟثﻼث ﻟﻠدوﻟﺔ ‪،‬و�ﻬتم ﻫذا اﻟمدﺨﻞ ﺒتحدﯿد‬
‫ﻤﻌﺎﯿیر اﻟمسؤوﻟیﺔ ﺨصوﺼﺎ ﻓیمﺎ ﯿتﻌﻠق �كیﻔیﺔ ﺠﻌﻞ اﻟمنظمﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤسؤوﻟﺔ أﻤﺎم اﻷﺠﻬزة‬
‫اﻟتشر�ﻌیﺔ واﻟمواطنین ‪،‬و�بحث ﻓﻲ اﻟجواﻨب اﻟمتﻌﻠﻘﺔ �ﺎﻟموظﻔین اﻟﻌموﻤیین ﻤن ﺤیث اﻟتكییﻒ‬
‫اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟموظﻒ �ﺎﻟحكوﻤﺔ ‪،‬وﻫﻞ ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺘﻌﺎﻗد�ﺔ أم ﻋﻼﻗﺔ ﻗﺎﻨوﻨیﺔ ‪،‬ﻛمﺎ ﯿبحث ﻓﻲ‬
‫طرق ﺘﻌیین اﻟموظﻔیین اﻟﻌموﻤیین وطرق اﻟتﺄدﯿب واﻟجزاءات اﻟتﻲ �مكن ﺘوﻗیﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟموظﻒ‬
‫وواﺠبﺎت اﻟموظﻒ اﻟﻌﺎم واﻟمﻌﺎﺸﺎت وﻏیرﻫﺎ "‪.1‬‬
‫وﻗد ﺴﺎد ﻫذا اﻟمدﺨﻞ ﻓﻲ أواﺨر اﻟﻘرن اﻟتﺎﺴﻊ ﻋشر وأواﺌﻞ اﻟﻘرن اﻟﻌشر�ن ﺤین �ﺎﻨت اﻟدراﺴﺎت‬
‫اﻹدار�ﺔ ﻤرﺘبطﺔ �ﺎﻟﻘﺎﻨون اﻹداري ‪.‬‬
‫وان �ﺎن ﻟﻬذا اﻟمدﺨﻞ ا�جﺎﺒیﺎﺘﻪ ﻓﻲ ﺘﻔﻬم اﻹطﺎر اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ ﻟﻠوظﺎﺌﻒ اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺘحدﯿد اﻟشرﻋیﺔ اﻟتﻲ‬
‫ﺘستند إﻟیﻬﺎ وان �ﺎن ﻗد أﺴﻬم ﻤن ﺠﻬﺔ ﻓﻲ ﺘطور اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ إﻻ أن ﻫنﺎك ﺠواﻨب ﻟﻘصورﻩ‬
‫�مكن ﺘجﻠیتﻬﺎ ﻓﻲ اﻟنﻘﺎط اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫*إﻫمﺎل اﻟجواﻨب اﻟﻔنیﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ وﺼﻌو�ﺔ اﻟتﻔرﻗﺔ ﺒین اﻟنﺎﺤیتین اﻟﻘﺎﻨوﻨیﺔ واﻟﻔنیﺔ ‪.‬‬

‫ﻋـزام ﻤحمــد ﻋﻠــﻲ ﻋـزام ‪،‬ﻤحمــودﻋﻠﻲ ﻓــﺎروز ‪،‬اﺒـراﻫیم ﺠــﺎﺒر ﺤســنین ادارة اﻟمنظمــﺎت اﻟﻌﺎﻤــﺔ ‪،‬ﻋمــﺎن ‪:‬دار ﻏیــداء ﻟﻠنشــر واﻟتوز�ــﻊ‬ ‫‪1‬‬

‫‪، 2013،‬ص ‪.22‬‬


‫‪23‬‬
‫*إﻫمﺎل اﻟنواﺤﻲ اﻟبیئیﺔ واﻟسﻠو�یﺔ واﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ‪،‬ﻓﻬو ﯿﻬتم ﺒتنظیم اﻹدارة ووﻀﻌﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻲ‬
‫وﺸكﻠﻬﺎ ﻻ �كیﻔیﺔ ﻋمﻠﻬﺎ ودﯿنﺎﻤكیتﻬﺎ ﻤمﺎ �جﻌﻠﻪ �مثﻞ ﻨظرة ﻀیﻘﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪-2‬اﻟمدﺨﻞ اﻟﻬیكﻠﻲ ‪:‬‬

‫ﺘﺄﺜر ﻫذا اﻟمدﺨﻞ �مبﺎدئ اﻹدارة اﻟﻌﻠمیﺔ �مﺎ أوردﻫﺎ اﻟﻌدﯿد ﻤن �ﺎﺤثﻲ اﻹدارة اﻷواﺌﻞ‬
‫"ﻛﻬنري ﻓﺎﯿول" "وﻓردر�ك ﺘﺎﯿﻠور" ‪،‬و�ر�ز ﻋﻠﻰ دراﺴﺔ اﻟﻬیكﻞ اﻟتنظیمﻲ‪ ،‬و�دارة اﻷﻓراد واﻟرﻗﺎ�ﺔ‬
‫اﻟمﺎﻟیﺔ واﻟﻘﺎﻨوﻨیﺔ ﻋﻠﻰ وﺤدات وﻤنظمﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬وﻓﻲ دراﺴتﻪ ﻟﻠﻬیكﻞ اﻟتنظیمﻲ ﻓﺎن ﻫذا‬
‫اﻟمدﺨﻞ ﯿنظر إﻟﻰ اﻟخر�طﺔ اﻟتنظیمیﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻤن ﺤیث ﻋدد اﻟمستو�ﺎت اﻹدار�ﺔ واﻟسﻠطﺎت‬
‫واﻟمسؤوﻟیﺎت اﻟمحددة ﻟكﻞ ﻤستوى واﻟوظﺎﺌﻒ اﻟتﻲ ﯿبﺎﺸرﻫﺎ ‪،‬و�ذا اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺒین اﻟمستو�ﺎت وﻨوع‬
‫وﻤدى اﻟسﻠطﺔ اﻟمخصص ﻟكﻞ ﻤنﻬﺎ و�یﻔیﺔ ﺘسﻠسﻞ اﻟﻘ اررات ‪.1‬‬
‫وان �ﺎن ﻫذا اﻟمدﺨﻞ �سﺎﻋد ﻓﻲ ﻤﻌرﻓﺔ اﻟﻬیكﻞ اﻟتنﻔیذي ﻟﻠدوﻟﺔ ‪،‬واﻟمستو�ﺎت اﻟتﻲ ﯿتكون ﻤنﻬﺎ‬
‫و�ذا طبیﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟرﺴمیﺔ ﺒینﻬﺎ إﻻ أن ﻫنﺎك ﺠواﻨب ﻟﻘصورﻩ �مكن ﺘحدﯿدﻫﺎ وﺘوﻀیحﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟنﻘﺎط اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫*إﻫمﺎل اﻻرﺘبﺎط ﺒین اﻟﻬیكﻞ اﻟتنظیمﻲ و�ین اﻟبیئﺔ اﻟخﺎرﺠیﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟتبﺎدﻟیﺔ ﺒینﻬﺎ‪.‬‬
‫*إﻫمﺎل �ﻞ ﻤﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺎﻟتنظیمﺎت ﻏیر اﻟرﺴمیﺔ واﻟسﻠوك ﻏیر اﻟرﺴمﻲ ﺒین اﻟﻌﺎﻤﻠین ﻓﻲ‬
‫اﻟمنظمﺎت‬
‫*ﯿنظر إﻟﻰ ﻋمﻠیﺔ اﺘخﺎذ اﻟﻘ اررات ﻤن ﺠﺎﻨبﻬﺎ اﻟرﺴمﻲ و�ﻬمﻞ ﺘﺄﺜیر ﻀﻐوط ﺠمﺎﻋﺎت اﻟمصﺎﻟﺢ‬
‫ﻓﻲ اﻟمجتمﻊ ‪.‬‬
‫‪-3‬اﻟمدﺨﻞ اﻟسﻠو�ﻲ ‪:‬‬

‫ﻨشﺎ ﻫذا اﻟمدﺨﻞ �مسﺎﻫمﺎت �تﺎب ﻋﻠم اﻟنﻔس واﻻﺠتمﺎع ﻓﻲ ﺘحﻠیﻠﻬم ﻷداء وﺴﻠوك اﻟمنظمﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟخﺎﺼﺔ و�طﻠق ﻋﻠیﻪ اﻟمدﺨﻞ اﻻﺠتمﺎﻋﻲ واﻟنﻔسﻲ ‪Socio –psychological‬و�رﺘكز‬
‫ﻫذا اﻟمدﺨﻞ ﻋﻠﻰ ﻓكرة أن اﻟتنظیم اﻹداري ﻫو ﺘجمﻊ إﻨسﺎﻨﻲ �كون ﻓیﻪ اﻷﻓراد اﻟﻘوة اﻟدﯿنﺎﻤیكیﺔ‬
‫اﻟمحر�ﺔ ﻟﻠتنظیم واﻟتﻲ ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ �ﻔﺎءﺘﻪ أو ﻀﻌﻔﻪ ‪.‬‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص ‪.22‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪24‬‬
‫ﻓﻬو �ﻌنﻰ �ﺎﻟنواﺤﻲ اﻟسﻠو�یﺔ ﻓﻲ اﻹدارة و�حﺎول دراﺴﺔ وﻓﻬم طبیﻌﺔ اﻟﻌمﻠیﺔ اﻹدار�ﺔ دﯿنﺎﻤیكیﺎﺘﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻀوء اﻻﺘجﺎﻫﺎت اﻟسﻠو�یﺔ ‪.1‬‬
‫ﻓﻬذا اﻟمدﺨﻞ �ﻌنﻰ �ﻔﻬم اﻟمواﻗﻒ اﻹدار�ﺔ �مﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ ﻀوء اﻟﻌواﻤﻞ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻟنﻔسیﺔ‬
‫اﻟمؤﺜرة ‪،‬ﻓدراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻻ ﯿتم ﻤن ﺤیث ﺠواﻨبﻬﺎ اﻟﻘﺎﻨوﻨیﺔ ﻓﻘط وﻻ ﻤن ﻨﺎﺤیﺔ ﺘنظیمﻬﺎ و�ﻨمﺎ‬
‫ﺘﻘوم ﺒدراﺴﺔ ﻤﺎ ﻫو ﻗﺎﺌم ﻓﻌﻼ إذ ﯿﻬتم ﺒدراﺴﺔ اﻟسﻠوك اﻟبشري داﺨﻞ اﻟمنظمﺎت ‪.‬‬
‫و�رى اﻟبﻌض أن ﻫذا اﻟمدﺨﻞ �ﺄﺨذ �ﻌین اﻻﻋتبﺎر اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟنواﺤﻲ ﻟﻌﻞ أﻫمﻬﺎ ﻫﻲ ‪:‬‬
‫*اﻻﻋتراف اﻟمتزاﯿد �ﺄﻫمیﺔ اﻟدور اﻟذي ﺘؤﺜر �ﻪ اﻟﻘیم ﻓﻲ ﺴﻠوك أي ﻤنظمﺔ ﺒیروﻗراطیﺔ وﻋﻠﻰ‬
‫أﺴﺎس أن اﻟﻘیم ﻤن ﺒین اﻟمحددات اﻷﺴﺎﺴیﺔ ﻟﻠسﻠوك اﻟتنظیمﻲ ‪.‬‬
‫*اﻟنظر إﻟﻰ اﻟتنظیم ﻋﻠﻰ اﻨﻪ ﻤؤﺴسﺔ اﺠتمﺎﻋیﺔ ﺘتﺄﺜر وﺘؤﺜر ﻓﻲ اﻟبیئﺔ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ اﻟتﻲ ﺘحیط‬
‫ﺒﻬﺎ ﻤمﺎ �ﻌرﻀﻬﺎ ﻟﻠﻌدﯿد ﻤن اﻟضﻐوط اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ‪،‬و�ﻘدر اﺴتجﺎﺒتﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟمؤﺜرات وﻗدرﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟتواﻓق ﻤﻌﻬﺎ ﯿتحدد ﻨجﺎح اﻟمنظمﺔ أو ﻓشﻠﻪ ‪.2‬‬
‫*اﻟنظر إﻟﻰ ﻋمﻠیﺔ اﺘخﺎذ اﻟﻘ اررات ﻋﻠﻰ إﻨﻬﺎ إﺤدى اﻟدﻋﺎﻤﺎت اﻷﺴﺎﺴیﺔ اﻟﻬﺎﻤﺔ ﻓﻲ أي ﺘنظیم‬
‫ﺤكوﻤﻲ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺎن ﻫذا اﻟمدﺨﻞ ﯿبحث ﻓﻲ اﻟجواﻨب واﻟﻌمﻠیﺎت اﻟسﻠو�یﺔ اﻟمتصﻠﺔ �ﻌمﻠیﺔ‬
‫إﺼدار اﻟﻘرارات ‪.‬‬
‫وﻗد ﺘر�ت اﻹﺴﻬﺎﻤﺎت اﻟسﻠو�یﺔ أﺜﺎ ار ﻻ �مكن إﻨكﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻤضمون اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟمجتمﻌﺎت اﻟمختﻠﻔﺔ وﻟﻌﻞ إﺒراز أﻫمیﺔ اﻟﻌﺎﻤﻞ اﻹﻨسﺎﻨﻲ واﻟنظﺎم اﻻﺠتمﺎﻋﻲ �ﺎﻓیﺎ ﻟﻠتدﻟیﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻓﺎق اﻟجدﯿدة اﻟتﻲ أﻀﺎﻓتﻬﺎ اﻹﺴﻬﺎﻤﺎت اﻟسﻠو�یﺔ إﻟﻰ ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪-4‬اﻟمدﺨﻞ اﻟمﻘﺎرن‬
‫و�ﻌد ﻤن اﺤدث ﻤداﺨﻞ دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺘتﻠخص ﻓﻠسﻔتﻪ ﻓﻲ ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻨظم وﻋمﻠیﺎت اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒین ﺒﻠدﯿن أو أﻛثر ‪،‬واﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻗد ﺘكون ﺒین اﻟنظﺎم اﻹداري ﻓﻲ ﻤصر وﻨظیرﻩ ﻓﻲ ﺒر�طﺎﻨیﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺴبیﻞ اﻟمثﺎل ‪،‬أو ﺘرﺘكز اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻋﻠﻰ �ﻌض ﺠواﻨب اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ �ﺎﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺒین ﻤظﺎﻫر‬
‫اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ ﻓرﻨسﺎ واﻟﻬند ﻤثﻼ ‪.3‬‬

‫ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪،‬اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ �میدان ﻟﻠدراﺴﺔ ‪،‬اﺘحﺎد ﺠمﻌیﺎت اﻟتنمیﺔ اﻻدار�ﺔ ‪،‬اﻟﻌدد ‪،1972، 3‬ص ‪.63‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻤحمدﻋﻠﻲ ﻋزام ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،،‬ص‪.24‬‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص‪.27‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪25‬‬
‫واﻟمنطق اﻟذي ﺘستند ﻋﻠیﻪ ﻫذﻩ اﻟﻔﻠسﻔﺔ أن اﻻﺨتﻼف ﻓﻲ اﻟمظﺎﻫر اﻟبیئیﺔ ﻟﻠمجتمﻌﺎت اﻟمختﻠﻔﺔ‬
‫ﻻ �منﻊ ﻤن وﺠود ﻤبﺎدئ ﻋﺎﻤﺔ أو ﻨظم ﻤﻌینﺔ �مكن ﺘطبیﻘﻬﺎ ﺘطبیﻘﺎ ﻋﺎﻤﺎ‪،‬و�ذا �ﺎﻨت اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻗد أﺼبحت ﻋﻠمﺎ ﻟﻪ أﺼوﻟﻪ وﻗواﻋدﻩ ﻓﺎن اﻟدراﺴﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ �مكن اﻟوﺼول ﻋن طر�ﻘﻬﺎ‬
‫إﻟﻰ ﻤجموﻋﺔ ﻤن اﻟﻌموﻤیﺎت اﻟتﻲ ﺘرﺴﻲ اﻟدﻋﺎﻤﺔ اﻷﺴﺎﺴیﺔ ﻟذﻟك اﻟﻌﻠم ‪.‬‬

‫‪-5‬اﻟمدﺨﻞ اﻟبیئﻲ ‪:‬‬

‫أو ﻤﺎ �سمﻰ �ﺎﻟمدﺨﻞ اﻻ�كوﻟوﺠﻲ وﻫو ﯿتﻔق ﻤﻊ اﻟمدﺨﻞ اﻟسﺎﺒق ﻓﻲ اﻫتمﺎﻤﻪ ﺒدراﺴﺔ اﻟجﺎﻨب‬
‫اﻹﻨسﺎﻨﻲ واﻟنﻔسﻲ وان �ﺎن �سﻌﻰ ﻟدراﺴتﻬﺎ ﻓﻲ اﻟمجتمﻊ �كﻞ وﻟیس داﺨﻞ اﻟجﻬﺎز اﻹداري ﻓﻘط‬
‫و�ﻬتم ﻫذا اﻟمنﻬﺞ �ﺈﺒراز اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒین اﻹدارة و�یئتﻬﺎ وذﻟك ﻤن ﺨﻼل دراﺴﺔ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟمختﻠﻔﺔ اﻟتﻲ‬
‫ﺘكسب ﻤجتمﻌﺎ ﻤﻌینﺎ ﺼﻔﺎﺘﻪ وﺨصﺎﺌصﻪ واﺜر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجتمﻊ‬
‫�ﺎﻟذات ‪.1‬‬
‫وﻗد اﻫتم ﻫذا اﻟمدﺨﻞ �ﺈﺒراز اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒین اﻹدارة و�ین ﺒیئتﻬﺎ وذﻟك ﺒدراﺴﺔ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟمختﻠﻔﺔ اﻟتﻲ‬
‫ﺘكسب ﻤجتمﻌﺎ ﻤﻌینﺎ ﺼﻔﺎﺘﻪ وﺨصﺎﺌصﻪ ‪،‬واﺜر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟمجتمﻊ‬
‫�ﺎﻟذات ‪،‬و�رى أﻨصﺎر ﻫذا اﻟمدﺨﻞ أن اﻷﻨمﺎط اﻹدار�ﺔ واﻟوظیﻔیﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﺒﻠد ﺘتﺄﺜر �ﺎﻟﻌواﻤﻞ‬
‫اﻟتﻲ ﺘتﻔﺎﻋﻞ ﺠمیﻌﻬﺎ ﻟتﻔرز ﻨظﺎﻤﺎ‬ ‫‪2‬‬
‫اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻟحضﺎر�ﺔ اﻟسﺎﺌدة‬
‫ﻤﻌینﺎ ﻤن اﻹدارة �ﻐض اﻟنظر ﻋمﺎ �ﻘررﻩ اﻟﻘﺎﻨون واﻟﻠواﺌﺢ واﻟتنظیمﺎت ﻤمﺎ ﯿتﻌذر ﺘﻌمیم اﻟمبﺎدئ‬
‫اﻹدار�ﺔ أو اﻓتراض أن ﻤﺎ �حدث ﻤنﻬﺎ أﺜ ار ﻓﻲ ﻤجتمﻊ ﻤﻌین ﺴینتﺞ أﺜ ار ﻤمﺎﺜﻼ ﻓﻲ ﻤجتمﻊ أﺨر‪.‬‬
‫‪-‬أﻫمیﺔ اﻟمدﺨﻞ اﻻ�كوﻟوﺠﻲ ‪:‬‬

‫ﺒدا ﻫذا اﻟمدﺨﻞ �ﺄﺨذ ﻤكﺎﻨﻪ ﺒوﻀوح ﻤنذ اﻟحرب اﻟﻌﺎﻟمیﺔ اﻟثﺎﻨیﺔ ﻨتیجﺔ ﺘزاﯿد اﻻﺘصﺎل ﺒین‬
‫اﻟدول و�ﻌد اﻟبﺎﺤث "ﺠون ﺠﺎوس" ‪ "John Gaus‬ﻤن اﻟذﯿن ﻨﺎدوا �ضرورة دراﺴﺔ اﻟﻌواﻤﻞ‬
‫اﻟبیئیﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﺒﻠد ووظﺎﺌﻔﻬﺎ وطر�ﻘﺔ ﻋمﻠﻬﺎ ‪،‬وﺘتضمن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟﻘیم واﻟﻌﺎدات واﻟتﻘﺎﻟید‬

‫ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.63‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ﻤحمد ﻤحمود ﻋبد اﻟﻌﺎل ﺤسن اﺜر اﻟمدﺨﻞ اﻻ�كوﻟوﺠﻲ واﻟمﻘﺎرن ﻓﻲ دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬اﻟمجﻠﺔ اﻟمصر�ﺔ ﻟﻠتنمیﺔ‪، ،‬ﻤﺞ‬
‫‪،28‬ع ‪-2‬د�سمبر ‪،‬ص‪.76‬‬
‫‪26‬‬
‫واﻟﻌواﻤﻞ اﻟمكﺎﻨیﺔ واﻟتﻘدم اﻟتكنوﻟوﺠﻲ ﻟﻐرض ﻓﻬم ﺤﻘیﻘﻲ ﻟﻠسمﺎت واﻟصﻔﺎت اﻟتﻲ ﺘمیز اي ﺤكوﻤﺔ‬
‫ووظﺎﺌﻔﻬﺎ وطر�ﻘﺔ ﻋمﻠﻬﺎ وطبیﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ‪،‬ﻛمﺎ ﺘﻌد دراﺴﺔ "رو�رت دال "اﻟمﻌنوﻨﺔ ب"ﻋﻠم اﻻدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻨﻘطﺔ ﺘحول ﻓﻲ ﺘثبیت اﻟمدﺨﻞ اﻻ�كوﻟوﺠﻲ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟتنظیمﺎت اﻹدار�ﺔ ﻫﻲ ﻨتﺎج اﻟبیئﺔ اﻟتﻲ ﺘوﺠد ﻓیﻬﺎ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟنواﺤﻲ اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ‬
‫واﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻟثﻘﺎﻓیﺔ واﻟتﻘﺎﻟید اﻟمتواﺠدة ﻓﻲ ﻤجتمﻊ ﻤﻌین ﻻ ﺒد أن ﺘؤﺜر ﻓﻲ اﻟتنظیمﺎت اﻟﻌﺎﻤﻠﺔ‬
‫ﻓیﻪ وﺘتﺄﺜر ﺒﻬﺎ ‪،‬واﻟنظﺎم اﻹداري اﻟﻔﻌﺎل ﻫو اﻟنظﺎم اﻟذي ﯿتجﺎوب ﻤﻊ �ﻞ اﻻﻋتبﺎرات اﻟسﺎ�ﻘﺔ‬
‫و�تﻔﺎﻋﻞ ﻤﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﻬذا اﻟمدﺨﻞ �سﺎﻫم ﻓﻲ ﺘﻔﻬم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ووﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎرﻫﺎ اﻟصحیﺢ ‪،‬ﻓﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫وأﺠﻬزﺘﻬﺎ ﻤﺎ ﻫﻲ إﻻ ﺠزء ﻤن اﻟتنظیمﺎت اﻟﻌدﯿدة اﻟتﻲ �ﻌیش ﺒﻬﺎ اﻟمجتمﻊ ‪،‬ودراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫وﻓق ﻫذا اﻟمدﺨﻞ أﺴﺎس ﻓﻲ إﺤداث ﻋمﻠیﺎت اﻹﺼﻼح اﻹداري ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﺴﻠیم ﯿتﻔق ﻤﻊ ﻤﺎ‬
‫�سود اﻟمجتمﻊ و�ﺎﻟتﺎﻟﻲ اﻟمجتمﻊ اﻹداري ﻤن أﻨمﺎط وﻗیم ‪.‬‬
‫وﻫو �حد ﻤن ظﺎﻫرة اﻟتﻘﻠید اﻟتﻲ اﺘجﻬت إﻟیﻬﺎ �ثیر ﻤن اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ واﺴتیراد اﻷﻨظمﺔ اﻹدار�ﺔ‬
‫اﻟنﺎﺠحﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟمتﻘدﻤﺔ �ﻐض اﻟنظر ﻋن ﻤدى ﻤﻼﺌمتﻬﺎ ﻟﻠظروف ‪.‬‬
‫وﻤن اﻟصﻌب أن ﯿتمكن ﻨظﺎم إداري ﻤن أن �ﻘتبس �ﺄﻛمﻠﻪ ﻤن ﺤضﺎرة أﺨرى ﻤختﻠﻔﺔ وﻨجﺎح‬
‫ﻨظﺎم إداري ﻓﻲ ﻤجتمﻊ ﻤﺎ وﻓﻲ ﻓترة زﻤنیﺔ ﻤﻌینﺔ ﻻ �ﻌنﻰ اﻨﻪ ﺴوف �صﺎدف اﻟنجﺎح ذاﺘﻪ إذا ﻤﺎ‬
‫ﺘم ﺘطبیﻘﻪ ﻓﻲ ﺒیئﺔ ﻤﻐﺎﯿرة ‪.1‬‬
‫وﻏم ﺤداﺜﺔ ﻫذا اﻟمدﺨﻞ وﻤنطﻘیتﻪ وأﻫمیتﻪ ﻓﻲ ﻤﻌرﻓﺔ اﺜر اﻟظروف اﻟبیئیﺔ ﻋﻠﻰ ﺴﻠوك‬
‫اﻟتنظیمﺎت اﻹدار�ﺔ ‪،‬إﻻ أن دراﺴﺔ ﻫذﻩ اﻟظروف �ﺄ�ﻌﺎدﻫﺎ اﻟمختﻠﻔﺔ ﻤن ﺴیﺎﺴیﺔ وﺘﺎر�خیﺔ‬
‫واﺠتمﺎﻋیﺔ وﻏیرﻫﺎ ﺘﻌنﻲ ﻤن اﻟنﺎﺤیﺔ اﻟﻌﻠمیﺔ ﺘﻐطیﺔ ﺠمیﻊ ﻓروع اﻟﻌﻠوم اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ﺘﻘر�بﺎ ﻤمﺎ‬
‫�شتت ﺠﻬود اﻟبﺎﺤثین ﺒدﻻ ﻤن ﺘر�یزﻫﺎ اﻟتنظیمﺎت اﻟحكوﻤیﺔ ذاﺘﻬﺎ ‪،‬إﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌواﻤﻞ‬
‫اﻟبیئیﺔ ذاﺘﻬﺎ ﻏیر ﻤستﻘرة ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﺤﺎﻟﺔ ﺘطور ﻤستمر و ﺤر�ﺔ داﺌمﺔ وﻤحﺎوﻟﺔ ﺘتبﻊ ﻫذا اﻟتطور‬
‫وﺘتبﻊ ﺘﺄﺜیرﻩ ﻓﻲ ﻤجتمﻊ ﻤﻌین ﻫﻲ ﻋمﻠیﺔ ﻤرﻫﻘﺔ وﺼﻌبﺔ ‪.‬‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص‪.76‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪27‬‬
‫ﺨــــــــــــــــــــــــــﻼﺼﺔ ‪:‬‬

‫ﺘمیزت اﻹدارة ﻓﻲ ﺒداﯿتﻬﺎ �ﺎﻟتر�یز ﻋﻠﻰ اﻟبنﺎء اﻟﻬیكﻠﻲ واﻟشكﻠﻲ ﻓر�زت ﻤﻌظم اﻟمداﺨﻞ‬
‫اﻟﻔكر�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟجواﻨب اﻟرﺴمیﺔ واﻟﻬیﺎﻛﻞ ﻟتضم ﻤداﺨﻞ ﺠدﯿدة ﺘر�ز ﻋﻠﻰ اﻟمتﻐیرات اﻟبیئیﺔ‬
‫واﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ ‪.‬‬

‫ﻗد طرﺤت اﻟمداﺨﻞ اﻟحدﯿثﺔ رؤ�ﺔ ﺠدﯿدة ﺘﻌتمد ﻋﻠﻰ اﻻﺒتﻌﺎد ﻋن دراﺴﺔ اﻹدارة �ﺎﻋتبﺎرﻫﺎ‬
‫ﻨظﺎم ﻤﻐﻠق أو �مﻌزل ﻋن إطﺎرﻫﺎ اﻟبیئﻲ ﻤن ﺠﻬﺔ ﺜﺎﻨیﺔ ودراﺴتﻬﺎ ﻓﻲ ظﻞ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟبیئیﺔ‬
‫اﻟتﻲ أﻓرزﺘﻬﺎ وﺤددت ﺒنﺎءﻫﺎ اﻟتنظیمﻲ ‪.‬‬

‫وﻋموﻤﺎ ﺘﻌدد اﻟمداﺨﻞ اﻟمﻌتمدة ﻓﻲ دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ و�ﺎﻷﺨص اﻟمدﺨﻞ اﻟبیئﻲ واﻟمﻘﺎرن‬
‫ﺠﻌﻞ اﻟنظرة إﻟﻰ اﻟتنظیم اﻹداري ﻤﻘروﻨﺔ �ﺎﻟﻌواﻤﻞ اﻟخﺎرﺠیﺔ اﻟتﻲ ﯿتﺄﺜر ﺒﻬﺎ اﻟﻔرد واﻟمجتمﻊ‬
‫وﺘتطﻠب ﻓﻬمﺎ ﻤتﻌمﻘﺎ ﻟﻺطﺎر اﻟبیئﻲ اﻟذي ﺘﻌمﻞ ﻓیﻪ اﻹدارة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫اﻟمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحور اﻟثﺎﻨﻲ‬
‫اﯿـــــــــــــــــــــــــــــــــــــكوﻟوﺠیﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫ﺘمﻬید‬

‫• أوﻻ أﻫمیﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻻ�كوﻟوﺠیﺔ‬


‫•‬
‫• ﺜﺎﻨیﺎ اﺒرز رواد اﻟدراﺴﺎت اﻻ�كوﻟوﺠیﺔ‬

‫• ﺜﺎﻟثﺎ ﺒیئﺔ اﻹدارة اﻟﻐیر ﻤبﺎﺸرة‬

‫‪-1‬ﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻟسیﺎﺴیﺔ‬

‫‪- 2‬اﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ‬

‫‪-3‬اﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ‬

‫‪-4‬اﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻟدوﻟیﺔ‬

‫• را�ﻌﺎ ﺒیئﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمبﺎﺸرة‬

‫‪29‬‬
‫اﻟمحور اﻟثﺎﻨﻲ ‪:‬ا�كوﻟوﺠیﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫اﻻﻫتمﺎم �ﺎﻷﺜر اﻟبیئﻲ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻤوﺠود ﻤنذ اﻟﻘدم ‪،‬ﺤیث ﺘشیر اﻟمصﺎدر اﻟتﺎر�خیﺔ أن‬
‫"ﻛوﻨﻔشیوس " اﺤد ﻓﻼﺴﻔﺔ اﻟصین اﻟﻘدﻤﺎء أول ﻤن ﻨبﻪ إﻟﻰ اﻷﺜر اﻹ�كوﻟوﺠﻲ ﺤیث أﺸﺎر إﻟﻰ‬
‫و ﻫذا‬ ‫ﻀرورة ﻓﻬم اﻷﺤوال اﻟسﺎﺌدة ﻓﻲ ﺒﻠد ﻤﺎ ‪ ،‬و ﻤراﻋﺎة اﻟﻌواﻤﻞ و اﻷﺤوال اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ‬
‫ﺘﻌبیر ﻋن اﻷﺜر اﻟبیئﻲ ﻋند ﺒنﺎء او ﺘنﻔیذ أي ﺴیﺎﺴﺔ ﻓﻲ ﺸتﻰ اﻟمجﺎﻻت‪.‬‬
‫أﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﻌصر اﻟحـدﯿث ﻓنجـد " ﺠـون ﺠـﺎوس" ﻤـن اﻷواﺌـﻞ اﻟـذﯿن اﻫتمـوا �ـﺈﺒراز اﻟجﺎﻨـب اﻟبیئـﻲ و‬
‫أﻫمیتﻪ‪ ،‬ﻓضﻼ ﻋن دراﺴﺎت " ﻓر�د ر�جـر" )‪ (Freed.R‬ﻓـﻲ اﻟتر�یـز ﻋﻠـﻰ اﻟجواﻨـب اﻻﻗتصـﺎد�ﺔ ‪،‬‬
‫اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ و اﻟمتﻐیر اﻟثﻘﺎﻓﻲ ‪.‬و ﻫنﺎك ﻋدة دراﺴﺎت أﺨرى ﺘنوﻩ إﻟﻰ ﻀرورة اﻟتﺄﻗﻠم و اﻟتكیﻒ ﻤﻊ‬
‫اﻟمتﻐیـرات اﻟبیئیــﺔ ﻤــن ﻗبــﻞ واﻀــﻌﻲ اﻟسیﺎﺴــﺔ اﻟﻌﺎﻤــﺔ و اﻟتــﻲ ﺘــؤدي إﻟــﻰ ﺴﻠســﻠﺔ ﻤــن ردود اﻷﻓﻌــﺎل‬
‫اﻟتــﻲ ﺘــؤﺜر ﻋﻠــﻰ �ــﻞ ﺠﺎﻨــب ﻤــن ﺠواﻨــب اﻟﻌمــﻞ داﺨــﻞ اﻟنظــﺎم اﻟسیﺎﺴــﻲ‪ ،‬وﺘــرى " ﻤــﺎري ﺘیمنــﻲ" أن‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ �مكــن أن ﺘســتﻔید ﻤــن ﻨظر�ــﺔ اﻟبیئــﺔ �مرﺸــد ﻟنظر�ــﺔ اﻻﻗتصــﺎد�ﺔ اﻟجدﯿــدة ‪ .‬و ﻷن‬
‫ﻗ ـ اررات اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ظﻠــت ﻤحكوﻤــﺔ ﻟﻔت ـرة طو�ﻠــﺔ �ﺎﻟمــذﻫب اﻻﻗتصــﺎدي اﻟنﻔﻌــﻲ ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟمدرﺴــﺔ‬
‫اﻟبیئیﺔ ﺴتﻘدم إطﺎر أوﺴﻊ و أﺴﺎس ﺠدﯿد ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.1‬‬
‫وﻗد أﺸﺎر " د‪.‬ﻋبد اﻟكر�م درو�ش " و " د‪.‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ " ﻓﻲ دراﺴتﻬمﺎ " أﺼول اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ "‬
‫إﻟﻰ اﻨﻪ ﻻ �مكن أن ﻨﻔترض أن اﻟجﻬﺎز اﻟحكوﻤﻲ ﻓﻲ ﻤجتمﻊ ﻤﺎ �ستطیﻊ أن ﯿنجو ﻤن اﻋتبﺎرات‬
‫اﻟزﻤﺎن‪ ،‬اﻟمكﺎن اﻟجﻐراﻓﻲ و اﻟسكن ‪ ،‬أو �ﺄﻨﻪ �مكن �شكﻞ آﺨر أن ﯿبدو ﻤستﻘﻼ أو ﻤنﻌزﻻ ﻋن‬
‫ﺘﺄﺜیر اﻟحضﺎرة أو اﻟسیﺎﺴﺔ أو اﻟتنظیم اﻻﺠتمﺎﻋﻲ واﻻﻗتصﺎدي اﻟذي ﻨمﺎ ﻓیﻪ‪ ،‬ﺒﻞ �مكن أن ﻨرى‬
‫اﻟوﺠﻪ اﻟحﻘیﻘﻲ ﻟﻺدارة اﻟحكوﻤیﺔ ﻓﻲ أي ﻤجتمﻊ دون ﺨداع أو ﺴوء ﻓﻬم ‪.‬‬
‫ﻓبیئﺔ اﻹدارة ﻤﺎ ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ إﻻ اﻤتداد ﻟﻠبیئﺔ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ اﻷﺨرى اﻟسﺎﺌدة �مﺎ ﺘشمﻠﻪ ﻤن‬
‫ﻋواﻤﻞ اﻟﻘوة واﻟضﻌﻒ ‪،‬أو ﺼﻼح واﻟﻔسﺎد أو اﻟمیﻞ ﻟﻠتمسك �ﺎﻟنظﺎم أو اﻟخروج ﻋﻠیﻪ أو اﺤترام‬
‫اﻟمواﻋید وﺘﻘدﯿر أﻫمیﺔ اﻟوﻗت أو إﻫمﺎﻟﻪ ‪.‬‬

‫‪ 1‬راﺸد ﺒن ﺴراح اﻟﻘیﺎﺴﻲ ‪،‬ﺒیئﺔ ﻋمﻞ اﺠﻬزة اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ دول ﻤجﻠس اﻟتﻌﺎون اﻟخﻠیجﻲ ﻤنظور ﺒیئﻲ )ا�كوﻟوﺠﻲ(اﻟمجﻠﺔ‬
‫اﻟﻌر�یﺔ اﻻدار�ﺔ ‪،‬ﻤﺞ ‪،36‬ع ‪-1‬ﯿوﻨیو ‪،2016‬ص ‪.265‬‬
‫‪30‬‬
‫ﻤن اﺼﻞ إﻏر�ﻘﻲ "ا�كوس – ‪� Ekos‬مﻌنﻰ ﻤﺎ �حیط �ﺎﻟمرء‬ ‫‪Ecology‬‬ ‫وﺘشیر �ﻠمﺔ ا�كوﻟوﺠﻲ‬
‫‪ Logy‬وﺘشیر إﻟﻰ اﻟﻌﻠم أو اﻻﺘجﺎﻩ اﻟذي ﯿﻬتم �ﺎﻟمحیط اﻟذي‬ ‫ﻓیصبﺢ ﻤسكنﻪ ‪،‬و�ﻠمﺔ ﻟوﺠﻲ‬
‫�صبﺢ ﻤحﻼ ﻟﻠدراﺴﺔ ‪،‬ﻓﻬو ﯿﻬتم �ﺎﻟبیئﺔ و�ﺎﻟمؤﺜرات اﻟتﻲ ﺘخضﻊ ﻟﻬﺎ اﻟبیئﺔ ‪،1‬و�رى �ﻌض‬
‫اﻟبﺎﺤثین ان اﻻ�كوﻟوﺠیﺔ ﻓﻲ ا�سط ﻤﻌﺎﻨیﻬﺎ ﻫﻲ دراﺴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒین اﻟطبیﻌﺔ واﻹﻨسﺎن ﻓﻬﻲ ﻟیست‬
‫ﻤجرد وﺼﻒ �سیط ﻟﻠظروف اﻟبیئیﺔ وأﺜرﻫﺎ ﻓﻲ ﺘحدﯿد أوﺠﻪ اﻟنشﺎط اﻟبشري ‪،‬و�ﻨمﺎ اﻷﻤر �ﻘتضﻲ‬
‫ﻓﻲ ﻤجﺎل دراﺴﺔ اﻟنسق اﻻ�كوﻟوﺠﻲ ﺘتبﻊ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟمتبﺎدﻟﺔ ﺒین اﻹﻨسﺎن واﻟبیئﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬واﺜر‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟبیئیﺔ ﻓﻲ اﻹﻨسﺎن واﻟنظم اﻟمختﻠﻔﺔ ﻤن ﺴیﺎﺴیﺔ واﻗتصﺎد�ﺔ ودﯿنیﺔ وﻏیرﻫﺎ ‪.2‬‬
‫واﻻﻫتمﺎم �ﺎ�كوﻟوﺠیﺔ اﻹدارة ‪�،‬مﻌنﻰ دراﺴﺔ ﺒیئتﻬﺎ ﻫو ﻤحﺎوﻟﺔ ﻟﻔﻬم اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟتﻲ ﻻ ﺘﻌمﻞ‬
‫ﻓﻲ ﻓراغ ﺒﻞ ﺘتﻔﺎﻋﻞ ﻤﻊ اﻟبیئﺔ اﻟتﻲ ﺘوﺠد ﺒﻬﺎ �حیث ﺘؤﺜر وﺘتﺄﺜر ﻋﻠﻰ اﻟﻌنﺎﺼر اﻟمكوﻨﺔ ﻟبیئتﻬﺎ ‪.3‬‬
‫أوﻻ أﻫمیﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻻ�كوﻟوﺠیﺔ‪:‬‬
‫�ﻌتبر اﻟمﻘﺎل اﻟذي ﻨشرﻩ "دال "‪ Dahl‬ﺴنﺔ ‪ 1947‬ﺘحت ﻋنوان "ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ "ﻨﻘطﺔ ﺘحول‬
‫ﻓﻲ ﺘثبیت اﻟمنﻬﺞ اﻻ�كوﻟوﺠﻲ وﻓﻲ ﺘﺄﻛید أﻫمیﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ واﻟصﻠﺔ اﻟوﺜیﻘﺔ ﺒین اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ واﻟمحیط اﻻﺠتمﺎﻋﻲ اﻟذي ﺘﻌمﻞ ﻓیﻪ ‪،‬وأﻛد اﻨﻪ ﻻ �مكن أن ﻨنﻘﻞ ﻗﺎﻋدة اﺠتمﺎﻋیﺔ ﻤﻌینﺔ‬
‫ﻤن ﻤجتمﻊ ﺨﺎص ﺒﻬﺎ ﻨشﺄت ﻓیﻪ وﺘﺄﺜرت �ﻪ إﻟﻰ ﻤجتمﻊ أﺨر ﺒدون أن ﺘط أر ﻋﻠیﻬﺎ ﺘﻐیرات ﻋدﯿدة‬
‫و�دون أن ﺘتﻔﺎﻋﻞ ﻤﻊ اﻟمحیط اﻟجدﯿد ﻓتﺄﺨذ ﺸكﻼ ﻤختﻠﻔﺎ ‪،‬واﻨﻪ ﻻ �مكن أن ﻨنﻘﻞ ﻤبدأ ﺴیﺎﺴﻲ‬
‫ﻤﻌین ﻤن ﻤجتمﻊ وﻨطبﻘﻪ ﻓﻲ ﻤجتمﻊ أﺨر واﻟحصول ﻋﻠﻰ اﻟنتﺎﺌﺞ ﻨﻔسﻬﺎ ‪،‬وﻗد أدت ﻫذﻩ اﻟحﻘﺎﺌق‬
‫‪4‬‬
‫إﻟﻰ اﻟتسﺎؤل ﻋن ﻤدى ﻗیﺎم ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمؤﺴس ﻋﻠﻰ ﻗواﻋد ﻋﺎﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﺼﻔﺔ اﻟشمول‪.‬‬
‫ﻓدراﺴﺔ اﻹدارة ﻓﻲ ﻤجتمﻊ ﻤﻌین ﯿؤﺴس ﻟﻘواﻋد ﺘتﻌﻠق �ﺎﻟمجتمﻊ ذاﺘﻪ‪،‬ﻤمﺎ �ستوﺠب دراﺴﺔ اﻹدارة‬
‫ﻓﻲ ﻤجتمﻌﺎت ﻤختﻠﻔﺔ وﻤتﻌددة ﻟﻠوﺼول إﻟﻰ أﺴس وﻗواﻋد ﻋﺎﻤﺔ ﻤؤﺴسﺔ ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق ﻤن اﻟبحث‬
‫أﻛثر اﺘسﺎﻋﺎ وﺸموﻻ ﻤن ﺒیئﺔ اﺠتمﺎﻋیﺔ ﺒذاﺘﻬﺎ ﻤمﺎ �سﺎﻋد ﺤتمﺎ ﻓﻲ اﻟوﺼول إﻟﻰ ﻋﻠم إدارة ﻋﺎﻤﺔ‬
‫ﺒدل اﻟوﺼول إﻟﻰ ﻗواﻋد ﻤﻔككﺔ ﺘرﺘبط �ﺎﻟمیدان اﻟذي اﺴتنبطت ﻤنﻪ ‪.‬‬

‫ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.119‬‬ ‫‪1‬‬

‫ﻨــﺎﺠﻲ اﻟبصــﺎم ‪،‬اﺴــﺎﻟیب ﻓــﻲ اﻟد ارﺴــﺎت اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻟــﻼدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ‪،‬اﺘحــﺎد ﺠمﻌیــﺎت اﻟتنمیــﺔ اﻻدار�ــﺔ ‪،‬ﻤــﺞ ‪ 5‬ع ‪، 1973 ،3‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.109‬‬
‫ﻤوﻓق ﺤدﯿد ﻤحمد ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.46‬‬ ‫‪3‬‬

‫ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻼ ﺘكﻼ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.122‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪31‬‬
‫ﺜﺎﻨیﺎ اﺒرز رواد اﻟدراﺴﺎت اﻻ�كوﻟوﺠیﺔ ‪:‬‬
‫*"ﺠون ﺠﺎوس" ‪(1969-1894)"Jone Merriman Gaus‬‬
‫أﺸﺎد �ضرورة دراﺴﺔ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟبیئیﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﺒﻠد �ﻐرض اﻟوﺼول إﻟﻰ ﻓﻬم ﺤﻘیﻘﻲ ﻟﻠسمﺎت‬
‫واﻟصﻔﺎت اﻟممیزة ﻷ�ﺔ ﺤكوﻤﺔ ووظﺎﺌﻔﻬﺎ وطر�ﻘﺔ ﻋمﻠﻬﺎ وطبیﻌﺔ ﻋﻼﻗﺎﺘﻬﺎ ‪،‬وﺘتضمن ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻞ‬
‫اﻟسكﺎن واﻟتﻘدم اﻟﻌﻠمﻲ ‪1‬واﻟتﻘنﻲ واﻟﻘیم واﻟﻌﺎدات واﻟتﻘﺎﻟید و اﻷﻓكﺎر اﻟشخصیﺔ واﻟكوارث اﻟتﻲ �مر‬
‫ﺒﻬﺎ اﻟمجتمﻊ ‪.‬‬
‫وﻨشر ﻓﻲ ﺴنﺔ ‪ 1935‬دراﺴﺔ �ﻌنوان "اﻟﻌواﻤﻞ اﻹﻗﻠیمیﺔ ﻓﻲ اﻟتخطیط اﻟﻘوﻤﻲ واﻟتنمیﺔ"‪ ،‬و�تﺎب‬
‫أﺨر ﻓﻲ ﺴنﺔ ‪� 1947‬ﻌنوان "ﺘﺄﻤﻼت ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ" وﻗد ﺘنﺎول ﻤن ﺨﻼﻟﻪ ﻤوﻀوع ا�كوﻟوﺠیﺔ‬
‫اﻟحكوﻤﺔ واﺜر اﻟبیئﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ‪.‬‬
‫واﻟتر�یز ﻋﻠﻰ‬ ‫‪2‬‬
‫اﻋتبر ﻤن اﻟبﺎﺤثین اﻟذﯿن ر�زوا ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻷﻤر�كیﺔ اﻟمﻌﺎﺼرة‬
‫�ﻌض اﻟﻌواﻤﻞ �ﺎﻟتكنوﻟوﺠیﺎ واﻟرﻏبﺎت واﻷﻓكﺎر اﻟشخصیﺔ ‪.‬‬
‫*"ﺠیمس ﻓسﻠر" ‪(2005- 1911"James William Fesler‬‬
‫واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟنظر�ﺔ واﻟممﺎرﺴﺔ‬ ‫‪Area and Administration‬‬ ‫ﻤن ﺨﻼل �تﺎﺒیﻪ اﻹﻗﻠیم واﻹدارة‬
‫أﻛد ﻋﻠﻰ أﻫمیﺔ ﻋنصر اﻟبیئﺔ ودورﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪Robert Alan Dahl‬‬ ‫*رو�رت دال‬
‫أﻛد ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺒین اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻤحیطﻬﺎ اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﻤن ﺨﻼل ﻤﻘﺎﻟتﻪ اﻟمشﻬورة ‪the‬‬
‫‪ " Science of public Administration three Problems‬واﻋتبر أن اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺘمكن‬
‫ﻤن اﻟوﺼول إﻟﻰ ﻗواﻋد ﺘتسم �ﺎﻟشمول واﻟﻌموﻤیﺔ ﻋﻠﻰ اﻟخﻼف اﻟتر�یز ﻋﻠﻰ ﺒیئﺔ اﺠتمﺎﻋیﺔ‬
‫‪،.‬وأﺸﺎر اﻟﻰ ﺼﻌو�ﺔ ﻨﻘﻞ ﻤبﺎدئ ﺴیﺎﺴیﺔ‬ ‫‪3‬‬
‫واﺤدة واﻟتﻲ ﯿنتﺞ ﻋنﻬﺎ ﻗواﻋد ﻤﻔككﺔ وﻏیر ﻤترا�طﺔ‬
‫و�دار�ﺔ ﻤﻌینﺔ ﻤن ﻤجتمﻊ ﻟﻪ ﺴیﺎﻗﻪ اﻟتﺎر�خﻲ واﻟثﻘﺎﻓﻲ وﻟﻪ ظروف اﻗتصﺎد�ﺔ وﺴیﺎﺴیﺔ وﻤحﺎوﻟﺔ‬
‫ﺘطبیﻘﻪ ﻓﻲ ﻤجتمﻊ آﺨر واﻟحصول ﻋﻠﻰ ﻨتﺎﺌﺞ ﻤمﺎﺜﻠﺔ ‪.‬‬
‫‪(2008-1917) Fred W.Riggs‬‬ ‫*"ﻓرد ر�جز "‬

‫ﻤحمد ﻋﻠﻲ ﻋزام ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.27‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.77‬‬ ‫ﻤحمد ﻋبد اﻟﻌﺎل‬ ‫‪2‬‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص‪.78‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻋتبر ﻛتﺎ�ﻪ" ‪ "the Ecology of Public Administration‬دراﺴﺔ ﻟنمﺎذج إدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻ�ﺎت اﻟمتحدة ‪ ،‬و‬
‫ﺘﺎﯿﻠند ‪،‬واﻟﻔﻠبین ‪،‬وﻫﻲ ﻨمﺎذج ﻟدول ﺼنﺎﻋیﺔ ﺤدﯿثﺔ ‪،‬ودول زراﻋیﺔ ﺘﻘﻠید�ﺔ ‪،‬ودول ﻨﺎﻤیﺔ ﺠدﯿدة‬
‫واﺴتطﺎع ﻤن ﺨﻼل �تﺎ�ﻪ دراﺴﺔ اﻟتطبیﻘﺎت اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمنﺎطق اﻟمختﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻨطﺎق واﺴﻊ‬
‫ﻓﻲ وﻀﻌﻬﺎ اﻟبیئﻲ ‪،‬ﻛمﺎ أوﻀﺢ ﻓﻲ ﻤﻘدﻤتﻪ أﻫمیﺔ ﻫذا اﻷﺴﻠوب �ﺎﻟنسبﺔ ﻟﻠدول اﻟحدﯿثﺔ اﻻﺴتﻘﻼل‬
‫وﻗد اﺴتخدم ﻓﻲ دراﺴتﻪ ﻨمﺎذج ﻨظر�ﺔ ﻟتصنیﻒ اﻟمجتمﻌﺎت وﻟتﻘسیم أﻨظمﺔ اﻟﻌمﻞ ﻓیﻬﺎ ﻟتكون‬
‫أدوات ﻟﻠتحﻠیﻞ واﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺒین اﻟمجتمﻌﺎت اﻟمختﻠﻔﺔ‪.‬‬
‫ﻤن زاو�ﺔ ﻤحددة �دراﺴﺔ اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻤن‬ ‫‪1‬‬
‫وﻗد ﺘمكن ﻤن اﻻﻨتﻘﺎل ﻤن دراﺴﺔ ﻨظﺎم إداري‬
‫اﻟنﺎﺤیﺔ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ إﻟﻰ اﺘجﺎﻩ �ﻌنﻰ ﺒتﺄﺼیﻞ اﻟمبﺎدئ واﻟﻘواﻋد اﻟتﻲ �ﻘوم ﻋﻠیﻬﺎ اﻟنظﺎم‬
‫إداري‪،‬وﻤن اﺘجﺎﻩ ﺘجر�دي ﯿﻬتم �ﺎﺴتخﻼص اﻟﻌموﻤیﺎت إﻟﻰ اﺘجﺎﻩ ﯿﻬتم �ﺎﻟتﻔﺎﻋﻼت واﻟتﺄﺜیرات‬
‫ﻤمثﻠﺔ �صورة أﺴﺎﺴیﺔ ﻓﻲ ﻋنصر اﻟبیئﺔ �مﻌنﺎﻫﺎ اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻟثﺎ ﺒیئﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻐیر ﻤبﺎﺸرة ‪:‬‬
‫�مكن اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ أﻫم اﻟمتﻐیرات ﻤن ﺨﻼل اﻟﻌنﺎﺼر اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫‪-1‬اﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻟﻘﺎﻨوﻨیﺔ ‪:‬‬
‫وﺘتمثـ ــﻞ ﻓـ ــﻲ ﻓﻠسـ ــﻔﺔ اﻟحكـ ــم اﻟسـ ــﺎﺌد وﻨـ ــوع اﻟنظـ ــﺎم اﻟسیﺎﺴـ ــﻲ ‪،‬ودرﺠـ ــﺔ ﺘـ ــدﺨﻞ اﻟدوﻟـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟنشـ ــﺎط‬
‫اﻻﻗتصــﺎدي وﻓــﻲ ﻋمــﻞ اﻟتنظیمــﺎت ‪،‬وﻨــوع اﻟمنظمــﺎت اﻟسیﺎﺴــیﺔ اﻷﺨــرى وﺘﺄﺜیراﺘﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟمجتمــﻊ‬
‫وﻤ ــدى اﻻﺴ ــتﻘرار اﻟسیﺎﺴﻲ‪،‬وﺘتص ــﻒ اﻟمتﻐیـ ـرات اﻟسیﺎﺴ ــیﺔ واﻟﻘﺎﻨوﻨی ــﺔ �ﻌ ــدة ﺼ ــﻔﺎت ﻤنﻬ ــﺎ ز� ــﺎدة‬
‫اﻟتــدﺨﻞ اﻟحكــوﻤﻲ ﻓــﻲ ﻤجــﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻟﻘـواﻨین اﻟتــﻲ ﺘصــدرﻫﺎ اﻟحكوﻤــﺔ‪ ،‬واﻟﻘـواﻨین‬
‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫واﻟتشر�ﻌﺎت اﻟتﻲ ﺘصدرﻫﺎ اﻟدوﻟﺔ واﻟجﻬﺎت اﻟمنظمﺔ ﻟﻠﻌمﻞ اﻟسیﺎﺴﻲ واﻻﻗتصﺎدي ﺒﻬﺎ‬
‫و ﻟنظــﺎم اﻟحكــم اﺜــر ﻋﻠــﻰ اﻹدارة و ﻋﻠــﻰ ﻤكﺎﻨــﺔ اﻟوظیﻔــﺔ اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟتــﻲ ﺘﻌمــﻞ ﻓــﻲ ظﻠــﻪ‪� ،‬مــﺎ أن‬
‫اﻻﺴـ ــتﻘرار اﻟسیﺎﺴـ ــﻲ ﯿـ ــؤﺜر ﻓـ ــﻲ اﻹدارة و ﻓﺎﻋﻠیتﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﺈذا ﺸـ ــﻌر اﻟمواطنـ ــون أن اﻷﺠﻬ ـ ـزة اﻹدار�ـ ــﺔ‬
‫اﻟحكوﻤیﺔ ﻻ ﺘﻘدم ﻟﻬـم اﻟخـدﻤﺎت اﻟمطﻠو�ـﺔ ﻓـﺈن اﺴـتجﺎﺒتﻬم ﻟﻠحكوﻤـﺔ و ﻤﻘـدار اﻨتمـﺎﺌﻬم ﺘضـﻌﻒ ‪،‬و‬
‫روﺤﻬم اﻟمﻌنو�ﺔ ﺘنخﻔض ‪ ،‬و إذا �ﺎﻨت اﻷﺠﻬزة اﻹدار�ﺔ اﻟحكوﻤیﺔ ﻏیر ﻤنظمﺔ �طر�ﻘـﺔ رﺸـیدة أو‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫راﺸد ﺒن ﺴراح اﻟﻘیﺎﺴﻲ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.267‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪33‬‬
‫ﻻ ﺘتبــﻊ ﺘوﺠیﻬــﺎت اﻟﻘیــﺎدة اﻟسیﺎﺴــیﺔ ﻓــﺈن ﺨطــط اﻟتنمیــﺔ ﺘصــبﺢ ﻏیــر ﻓﻌﺎﻟــﺔ وﻏیــر ﻤــؤﺜرة و�ﺎﻟتــﺎﻟﻲ‬
‫ﺘصبﺢ ﻋد�مﺔ اﻟجـدوى ‪ ،‬ﻟـذاﻟك ﻻﺒـد ﻤـن اﻟمشـﺎر�ﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟـﺔ ﺒـین اﻟحـﺎﻛمین و اﻟمحكـوﻤین واﻟتنسـیق‬
‫ﺒینﻬمــﺎ ﻟتحﻘی ــق اﻟمص ــﻠحﺔ اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ واﻟتﻐی ــر اﻟحﻘیﻘــﻲ ﻓ ــﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ ﻻ �حــدث �مج ــرد إﺼــدار‬
‫ً‬
‫ﻗ ار ارت إدار�ﺔ أو ﻗواﻨین ﺘشر�ﻌیﺔ أو ﻨتیجﺔ ﻟﻠتنمیﺔ اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ و اﻻﺠتمﺎﻋیـﺔ ‪ ،1‬و إﻨمـﺎ‬
‫ﯿتم اﻟتﻐیر ﻤن واﻗﻊ اﻟمجتمﻊ وظروﻓﻪ و إﻤكﺎﻨﺎﺘﻪ و ﻗیمﻪ و ﺘجﺎر�ﻪ ‪.‬‬
‫‪-2‬اﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ‪:‬‬
‫ﺘنبﻊ اﻟمتﻐیرات اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ﻤن درﺠﺔ اﻟتﻘدم واﻟﻘیم و اﻟﻌﺎدات و اﻟتﻘﺎﻟید و اﻟتنظیم اﻻﺠتمﺎﻋﻲ‬
‫اﻟسﺎﺌد ﺴواء �ﺎن ﻋشﺎﺌر�ﺎ أم ﻤؤﺴسیﺎ ‪،‬و�ذﻟك اﻟتﻐیرات اﻟسكﺎﻨیﺔ وﻤستوى اﻟتﻌﻠیم اﻟتﻲ ﺘنﻌكس‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹدارة و ﺘؤﺜر ﻓﻲ ﻤدى ﻓﻌﺎﻟیتﻬﺎ‪ ،‬ﻓطبیﻌﺔ اﻟحﺎل ﺘؤﺜر ﻫذﻩ اﻟمتﻐیرات ﻋﻠﻰ اﻟﻘوى اﻟبشر�ﺔ‬
‫اﻟتﻲ ﺘﻌمﻞ ﻓﻲ أﺠﻬزة اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺘؤﺜر ﺘحدﯿدا ﻋﻠﻰ ﻗیم وﺴﻠوك وﻤمﺎرﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﻠین داﺨﻞ‬
‫اﻟمؤﺴسﺔ ﻓﺎﻟﻌﺎﻤﻞ اﻻﺠتمﺎﻋﻲ �شكﻞ ﻋﺎﻤﻼ ﺒیئیﺎ رﺌیسیﺎ ﯿﻠﻌب دو ار ﻤؤﺜ ار ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫وﺘحظﻰ اﻟمتﻐیرات اﻟثﻘﺎﻓیﺔ �ﺄﻫمیﺔ �بیرة ﻟمﺎ ﻟﻬﺎ ﻤن ﺘﺄﺜیر واﻀﺢ ﻋﻠﻰ اﻟنظﺎم اﻹداري‪ ،‬ﻓكﻠمﺎ‬
‫ارﺘﻔﻊ ﻤستوى اﻟتﻌﻠیم واﻟثﻘﺎﻓﺔ واﻟخبرات ﻨتﺞ ﻋنﻪ ﻋنﺎﺼر �شر�ﺔ ﻤؤﻫﻠﺔ ﻟتوﻟﻲ اﻟوظﺎﺌﻒ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟدوﻟﺔ ووﺠود ﺠﻬﺎز إداري ﻤتمیز �ﺎﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﻨجﺎز اﻷﻋبﺎء اﻟمو�ﻠﺔ إﻟیﻪ �كﻔﺎءة‪ ،‬و إﻤكﺎﻨیﺔ‬
‫ُﻤبدﻋﺔ ﻻﺴتخدام اﻟتكنوﻟوﺠیﺎ اﻟمتطورة و اﺘخﺎذ اﻟﻘ اررات اﻟنﺎﺠحﺔ ‪.‬‬
‫وﻗد أﺜبتت دراﺴﺎت ﻋدﯿدة وأ�حﺎث ﻋﻠمیﺔ أن اﻟتكنوﻟوﺠیﺎ ﺘؤﺜر �شكﻞ �بیر ﻓﻲ أﺴﻠوب ﻋمﻞ‬
‫أﺠﻬزة اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺴبﻞ ﺘحﻘیﻘﻬﺎ ﻷﻫداﻓﻬﺎ ‪،‬ﻛمﺎ أن اﺴتثمﺎر ﻨتﺎﺌﺞ اﻟتطور اﻟتكنوﻟوﺠﻲ ﯿﻠﻌب‬
‫دو ار �ﺎر از ﻓﻲ ﺘحدﯿد اﻟسﻠوك اﻟتنظیمﻲ �شكﻞ ﻋﺎم وﻓﻲ ﺘحﻘیق ﺘﻠك اﻷﺠﻬزة ﻷﻫداﻓﻬﺎ ‪.2‬‬
‫أﻤﺎ اﻟمتﻐیرات اﻟتﺎر�خیﺔ ﻓﺎﻟنظﺎم اﻹداري ﻓﻲ أي ﻤجتمﻊ �ﻌكس اﻟتراﻛم اﻟحضﺎري اﻟنﺎﺘﺞ ﻤن‬
‫اﻟظروف اﻟتﺎر�خیﺔ و اﻟضﻐوط اﻟخﺎرﺠیﺔ و اﻟداﺨﻠیﺔ اﻟتﻲ ﻤر ﺒﻬﺎ اﻟمجتمﻊ واﻟتﻲ ﺘؤﺜر إﻟﻰ ﺤد‬
‫ﻛبیر ﻓﻲ اﻷﻨظمﺔ اﻹدار�ﺔ وﺘورﺜﻪ ﻨمﺎذج إدار�ﺔ وﺘنظیمیﺔ ﻗو�ﺔ ‪3‬أو ﻀﻌیﻔﺔ‪.‬‬

‫ﻤوﻓق ﺤدﯿد ﻤحمد ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.47‬‬ ‫‪1‬‬

‫راﺸد ﺒن ﺴراح اﻟﻘیﺎﺴﻲ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص ‪.269‬‬ ‫‪2‬‬

‫ﻤوﻓق ﺤدﯿد ﻤحمد ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.48‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪34‬‬
‫‪-3‬اﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ‪:‬‬
‫وﺘتمثﻞ اﻟﻌواﻤﻞ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻓﻲ ﻨوع اﻟنظﺎم اﻟسﺎﺌد ﺴواء �ﺎن اﺸتراﻛﻲ ‪،‬أو رأﺴمﺎﻟﻲ ‪،‬ﻓضﻼ ﻋن‬
‫اﻟوﻀﻊ اﻻﻗتصﺎدي اﻟسﺎﺌد ﻤن رواج أو ﺘضخم ‪،‬وﻤدى ﺘوﻓر اﻟموارد اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ـواﻟسیﺎﺴﺔ اﻟمﺎﻟیﺔ‬
‫واﻟنﻘد�ﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓیمﺎ ﯿتﻌﻠق �ﺈدارة اﻟﻔﺎﺌض أو اﻟﻌجز ﻓﻲ اﻟموازﻨﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ‪،‬ﻛذﻟك ﺘوﻗﻌﺎت‬
‫اﻷﺠﻬزة اﻹدار�ﺔ �شﺎن ﻨسبﺔ ﻨمو اﻻﻗتصﺎد اﻟوطنﻲ �مؤﺸرات اﻟدﺨﻞ اﻟﻘوﻤﻲ واﻟنﺎﺘﺞ اﻹﺠمﺎﻟﻲ‬
‫اﻟﻘوﻤﻲ ﺘؤﺜر ﻓﻲ ﺨططﻬﺎ ﻟﻠتوﺴﻊ ﻓﻲ اﻟمستﻘبﻞ‪.‬‬
‫وﻋموﻤﺎ اﻷﺴس اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ﻟﻠمجتمﻊ ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ ﻨوع اﻹدارة و اﻟمواطنین ﻓﻲ اﻟمجتمﻊ ‪.‬‬
‫‪-4‬اﻟمتﻐیرات واﻟﻌواﻤﻞ اﻟدوﻟیﺔ ‪:‬‬
‫ﺘشمﻞ اﻟمتﻐیرات اﻟدوﻟیﺔ �ﻞ ﻤن اﻟتجمﻌﺎت اﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟیﺔ ﺒین ﺤكوﻤﺎت اﻟدول‬
‫اﻟمختﻠﻔﺔ وﺘؤﺜر ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻋﻠﻰ ﺒیئﺔ ﻋمﻞ اﻷﺠﻬزة اﻹدار�ﺔ ‪،‬ﻓضﻼ ﻋن اﻨتشﺎر اﻟتكتﻼت‬
‫واﻟتنظیمﺎت اﻟدوﻟیﺔ واﻹﻗﻠیمیﺔ �منظمﺔ اﻟتجﺎرة اﻟﻌﺎﻟمیﺔ واﻻﺘحﺎد اﻷورو�ﻲ وﻗد ارﺘبط ذﻟك �ﺎﻨتشﺎر‬
‫اﻟنمط اﻟموﺤد ﻓﻲ اﻟتﻌﺎﻤﻼت واﻟتنظیمﺎت واﻟﻘیم وﻗد أﻀحت ﻫنﺎك اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻷﺼوات اﻟمطﺎﻟبﺔ‬
‫�ﺄﻫمیﺔ ﺴیﺎدة ﻨمط ﻤن اﻟﻘیم اﻷﺨﻼﻗیﺔ اﻟﻌﺎﻟمیﺔ ﺨﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺘﻘد�م اﻟخدﻤﺎت اﻟتﻲ �جب ان‬
‫ﺘستﻬدﻓﻬﺎ اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﺒﻞ أﺼبﺢ ﻤن اﻟحكمﺔ ﻟدى ﺼنﺎع اﻟﻘرار ﻓﻲ أﺠﻬزة اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﺘوﺨﻲ ﻫذﻩ اﻷﺨﻼق اﻟﻌﺎﻟمیﺔ ﻓﻲ ﺼنﺎﻋﺔ ﻗ اررات اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫اﻟشكﻞ رﻗم ‪ 1‬ﯿوﻀﺢ ﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻌواﻤﻞ اﻻ�كوﻟوﺠیﺔ ﻤﻊ اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫‪35‬‬
‫اﻟمصدر‪ :‬ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪،‬اﺼول اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.124‬‬
‫را�ﻌﺎ ﺒیئﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمبﺎﺸرة ‪:‬‬
‫وﺘشمﻞ اﻷﺤزاب اﻟسیﺎﺴیﺔ و اﻟصحﺎﻓﺔ و ﺠمﺎﻋﺎت اﻟمصﺎﻟﺢ و اﻟسﻠطﺔ اﻟتشر�ﻌیﺔ �ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ‬
‫اﻷﺠﻬزة اﻹدار�ﺔ اﻟحكوﻤیﺔ اﻟمر�ز�ﺔ و اﻟمحﻠیﺔ ‪ .‬و �مكننﺎ ﻤﻼﺤظﺔ اﻟتﻔﺎﻋﻞ و اﻟتﺄﺜیر اﻟمتبﺎدل‬
‫ﺒین اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ و�یئتﻬﺎ ‪.‬‬
‫و ﺘمﺎرس اﻟمتﻐیرات اﻟبیئیﺔ اﻟمبﺎﺸرة ﺘﺄﺜیرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋن طر�ق اﻟرﻗﺎ�ﺔ و اﻟمتﺎ�ﻌﺔ‬
‫اﻟدﻗیﻘﺔ و اﻟتﻔصیﻠیﺔ ﻷﻋمﺎل اﻟسﻠطﺔ اﻟتنﻔیذ�ﺔ اﻟمتمثﻠﺔ �ﺎﻷﺠﻬزة اﻟمر�ز�ﺔ و اﻟمحﻠیﺔ ﻤن اﺠﻞ‬
‫ﻀبط ﻋمﻠیﺔ ﺼنﻊ اﻟﻘرار اﻟجمﺎﻫیري و ﺘنﻔیذ اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟصﺎﻟﺢ اﻟمواطن ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫واﻟمؤ�د ان اﻟنظﺎم اﻟحكوﻤﻲ اﻟد�مﻘراطﻲ �سمﺢ ﻟﻠمواطنین او ﻤن �مثﻠﻬم �ﺎﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة‬
‫اﻟحكوﻤیﺔ و ﻨشﺎطﺎﺘﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟمستمرة و اﻟكﺎﻓیﺔ ﻋﻠﻰ اﻟنشﺎطﺎت اﻹدار�ﺔ ﺘمكن ﻤن ﺠﻌﻞ‬
‫اﻟﻘﺎﻨون ﻓﻌﺎل و ﻤؤﺜر ﻋند اﻟتنﻔیذ‪.‬‬
‫واﻟمشكﻠﺔ اﻟرﺌیسیﺔ اﻟتﻲ ﺘواﺠﻪ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪ ،‬ﻫﻲ اﻟتوﻓیق ﺒین اﻹدارة اﻟمتخصصﺔ و اﻟرﻗﺎ�ﺔ‬
‫اﻟد�مﻘراطیﺔ‪ .‬وﺘمﺎرس اﻟرﻗﺎ�ﺔ اﻟشﻌبیﺔ ﻋن طر�ق ﻗنوات ﻤتﻌددة �طﻠق ﻋﻠیﻬﺎ اﻟرأي اﻟﻌﺎم‪ .‬ﻫذﻩ‬
‫اﻟوﺴیﻠﺔ اﻟرﻗﺎﺒیﺔ ) اﻟرأي اﻟﻌﺎم( ﺘﻔرض أﻫمیتﻬﺎ ﻟﻠسیطرة ﻋﻠﻰ أﻋمﺎل اﻟموظﻔین اﻟﻌﺎﻤین‪ .‬و ﻤن‬
‫أﻛثر اﻟوﺴﺎﺌﻞ ﺘﺄﺜی اًر ﻓﻲ ﻤثﻞ ﻫذا اﻟمجﺎل ﻫﻲ اﻟجمﺎﻋﺎت اﻟمنظمﺔ و ﺘشمﻞ ﻋﻠﻰ )‪ (1‬اﻷﺤزاب‬
‫اﻟسیﺎﺴیﺔ ‪ (2)،‬ﺠمﺎﻋﺎت اﻟضﻐط ‪ (3) ،‬ﺠمﺎﻋﺎت اﻟمصﺎﻟﺢ ‪ (4)،‬ﻋمﻼء اﻟمصﺎﻟﺢ اﻟحكوﻤیﺔ ‪.‬‬
‫و�وﻀﺢ اﻟشكﻞ رﻗم ‪ 2‬اﻟﻌنﺎﺼر اﻟبیئیﺔ اﻟمبﺎﺸرة ﻟﻼدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬

‫اﻟمصدر ‪:‬ﻤوﻓق ﺤدﯿد ﻤحمد اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.39‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﻣـــــــــــــــــــــــــﺣور اﻟﺛﺎﻟث ‪:‬‬

‫ﻧﺣو اﺗﺟﺎه ﻣﻘﺎرن ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬

‫• ﺘمﻬید‬
‫• أوﻻ اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫• ﺜﺎﻨیﺎ أﻫمیﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫• ﺜﺎﻟثﺎ اﻟﻌواﻤﻞ اﻟمسﺎﻫمﺔ ﻓﻲ ﻨمو اﻟدراﺴﺎت اﻻدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫• را�ﻌﺎ ﺘطور اﻟدراﺴﺎت اﻻدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫• ﺨﺎﻤسﺎ ﻤجﺎﻻت اﻟدراﺴﺎت اﻻدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫• ﺴﺎدﺴﺎ اﺴﺎﻟیب اﻟدراﺴﺎت اﻻدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫• ﺴﺎ�ﻌﺎ ﻤشكﻼت دراﺴﺔ اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫‪38‬‬
‫اﻟمــــــــــــــحور اﻟثﺎﻟث ‪:‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫ﺘمﻬید ‪:‬‬

‫ﺘﻌد اﻟدراﺴﺎت اﻟشﺎﻤﻠﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻀرور�ﺔ ﻟﻌمﻠیﺔ ﺒنﺎء اﻟمﻌرﻓﺔ ﻤن ﺨﻼل إﺠراء‬
‫ﺘﻌمیمﺎت ﻨظر�ﺔ ﺘستند إﻟﻰ اﻷﻨمﺎط ﻋبر اﻟوطنیﺔ ﻓﻲ اﻟمؤﺴسﺎت واﻟﻬیﺎﻛﻞ‪ ،‬ﻓدراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺘضﻊ ﻤجﺎل اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺴیﺎق ﻋﺎﻟمﻲ ‪.‬‬
‫وﺘﻌد اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺘطور رﺌیسﻲ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﯿﻬدف إﻟﻰ ﺠﻌﻠﻬﺎ أﻛثر ﻤنﻬجیﺔ‬
‫وﻋﻠمیﺔ ﻤن ﺨﻼل ﺒنﺎء وﺘﻌز�ز اﻟنظر�ﺔ واﻟمسﺎرﻋﺔ إﻟﻰ ﺒنﺎء ﻨموذج ﻤﻌرﻓﻲ ﻤوﺜوق �ﻪ ﯿتﻌﻠق‬
‫�ﺎﻟسﻠوك اﻹداري ﻟﻠمسﺎﻫمﺔ ﻓﻲ ﻨظﺎم أﺼیﻞ وﻋﺎم وﺸﺎﻤﻞ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫وﺘﻌــد اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ اﻤتــداد ﻟتطبیــق اﻟمــدﺨﻞ اﻻ�كوﻟــوﺠﻲ ﻓــﻲ د ارﺴــﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫أﺴﺎس ﻤﻘﺎرن ‪،‬ﺤیث �متد اﻟبحث إﻟﻰ أﻨمﺎط اﻹدارة �ﺎﻟدول اﻟمختﻠﻔﺔ و�ﺒراز ﺨصﺎﺌصـﻬﺎ وﻤمیزاﺘﻬـﺎ‬
‫واﻟﻌواﻤﻞ اﻟمؤﺜرة ﻓیﻬﺎ �كﻞ دوﻟﺔ ‪.1‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ) اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ (‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬ﯿرى ‪: Nimrod Raphaeli‬أﻨﻬﺎ دراﺴﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻋﻠﻰ أﺴﺎس ﻤﻘﺎرن ‪.‬‬
‫واﻋتبرﺘﻬــﺎ ‪ Robert H Jackson‬ﺠﺎﻨــب ﻤــن ﺠواﻨــب د ارﺴــﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟتــﻲ ﺘﻬــتم �ــﺈﺠراء‬
‫ﻤﻘﺎرﻨﺎت دﻗیﻘﺔ ﻋبر اﻟثﻘﺎﻓﺎت ﻟﻠﻬیﺎﻛﻞ واﻟﻌمﻠیﺎت اﻟتﻲ ﯿنطوي ﻋﻠیﻬﺎ ﻨشﺎط اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪CAG‬ﻫــﻲ ﻨظر�ــﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمطبﻘ ــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟثﻘﺎﻓ ــﺎت‬ ‫ووﻓــق اﻟمجموﻋــﺔ اﻹدار�ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ‬
‫اﻟمتنوﻋﺔ واﻷوﻀﺎع ﻋبر اﻟوطنیﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.151‬‬


‫‪2‬‬
‫‪M,Marume,R,Jubenkanda,W,Namsi ,comparative buplic Administration ,international journal of science and research ,volume 5‬‬
‫‪issue1,January,2016,p1026.‬‬
‫‪39‬‬
‫واﻋتبرﻫﺎ "ﺒنجﺎﻤین ﺒرازدا " ‪ "Benjamin Prasad‬دراﺴﺔ وﺘحﻠیﻞ اﻹدارة �ﺎﻋتبﺎرﻫﺎ ﻋمﻠیﺔ و�ﺎﻋتبﺎرﻫﺎ‬
‫ﻓﻠسﻔﺔ ﻓﻲ ﺠمیـﻊ اﻟـدول ‪" .1‬ﻓیﻌتبرﻫـﺎ أﺴـﺎﻟیب اﻹدارة ﻓـﻲ اﻟـدول اﻟمختﻠﻔـﺔ ذات اﻟخﻠﻔیـﺔ اﻟحضـﺎر�ﺔ‬
‫اﻟمتشﺎﺒﻬﺔ ‪.‬‬
‫واﻋتبرﻫـ ــﺎ �ﻌـ ــض اﻟبـ ــﺎﺤثون ﻫـ ــﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـ ــﺔ ﻋبـ ــر اﻟثﻘﺎﻓـ ــﺎت وﻋبـ ــر اﻟوطنیـ ــﺔ وﻟتحﻘیـ ــق ﻫـ ــدﻓین‬
‫أﺴﺎﺴــیین ﺒنــﺎء ﻨظر�ــﺔ ود ارﺴــﺔ اﻟمشــﺎﻛﻞ اﻹدار�ــﺔ واﻟتحــد�ﺎت اﻟتــﻲ ﺘواﺠــﻪ اﻟبﻠــدان اﻟنﺎﻤیــﺔ �شــكﻞ‬
‫واﻀﺢ ﻓﻲ �ﻞ ﻤن إﻓر�ﻘیﺎ واﻟشرق اﻷوﺴط واﺴیﺎ وأﻤر�كﺎ اﻟﻼﺘینیﺔ ‪.‬‬
‫ﻓــﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﺘســﻌﻰ ﻤــن ﺨــﻼل د ارﺴــﺔ ﻨظــم اﻹدارة ﻓــﻲ اﻟحضــﺎرات اﻟمختﻠﻔــﺔ ﻤــﻊ‬
‫اﻷﺨــذ ﻓــﻲ اﻻﻋتبــﺎر اﻻﺨتﻼﻓــﺎت اﻟحضــﺎر�ﺔ واﻟبیئیــﺔ ﻟتصــنیﻒ ﺨصــﺎﺌص اﻹدارة اﻟمختﻠﻔــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟدول واﻟحضﺎرات اﻟﻌدﯿدة ﻟﻠتﻌرف ﻋﻠﻰ أﺴبﺎب وﺠودﻫﺎ �ﻘصد ﺘحدﯿد أﺴـبﺎب اﻟمواﻗـﻒ وﺘوﻗـﻊ‬
‫اﻟﻘررات اﻟمختﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫ﻨتﺎﺌﺞ ا‬
‫وﻗــد ﺘــم اﻟتر�یــز ﻋﻠــﻰ ﻤصــطﻠﺢ اﻟبیروﻗراطیــﺔ ﻻﻨــﻪ �مثــﻞ ﻋــﺎﻤﻼ ﻤر�ز�ــﺎ ﻓــﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ وﻫــو‬
‫ﻤتﻐیر ﺘﺎ�ﻊ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﺘﻔﺎﻋﻞ اﻟﻌواﻤﻞ اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ واﻻﻗتصﺎد�ﺔ واﻟسیﺎﺴیﺔ واﻟدﯿنیـﺔ وﻏیرﻫـﺎ‬
‫ﻤــن اﻟﻌواﻤــﻞ اﻟخﺎﺼــﺔ �ﺎﻟبﻠــدان واﻟمنــﺎطق ‪،‬ووﺴــیﻠﺔ ﻟﻠمﻘﺎرﻨــﺔ ﻟتنظــیم ﻤســﺢ ﻟﻠمﻌرﻓــﺔ اﻹدار�ــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟكثیر ﻤن اﻟدول ﻓﺎﻟﻬیكﻞ اﻟبیروﻗراطﻲ ﻟﻪ ﻤزا�ﺎ أﻓضﻞ ﻟﻠمﻘﺎرﻨﺔ ﻤن اﻷﺴس اﻟوظیﻔیﺔ ‪.2‬‬
‫وﻤن اﻟمﻬم طرح اﻟتسﺎؤل اﻟتﺎﻟﻲ ﻤﺎ ﻟذي ﺘتم ﻤﻘﺎرﻨتﻪ أو ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﺎذا ؟‬
‫*اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻤوظﻔﻲ اﻟخدﻤﺔ اﻟمدﻨیﺔ ‪.‬‬
‫*اﻟﻬیﺎﻛﻞ اﻟتنظیمیﺔ ﻗواﻋد اﻹدارة اﻟرﺴمیﺔ‪.‬‬
‫*اﻟﻘ اررات اﻹدار�ﺔ ﻨتﺎﺌجﻬﺎ وأﺜﺎرﻫﺎ ‪.‬‬
‫�مكن اﺴتﻬداف اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻋﻠﻰ اﻟمسـتو�ﺎت اﻹدار�ـﺔ اﻟوطنیـﺔ اﻟمر�ز�ـﺔ أو دون اﻟوطنیـﺔ اﻟمحﻠیـﺔ‬
‫وﻗد ﺘصﻞ إﻟﻰ ﻤستو�ﺎت ﻤختﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨیﺎ أﻫمیﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻓﻲ اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ ‪:‬‬

‫‪ 1‬اﯿﻬﺎب ﺼبیﺢ ﻤحمد زر�ق ‪ ،‬اﻹدارة اﻷﺼول واﻟنظر�ﺎت ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪:‬دار اﻟكتب اﻟﻌﻠمیﺔ ‪ ،2001 ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ 2‬ﻓیر�ﻞ ﻓیر�ﻞ ﻫیدي‪،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‪ :‬ﻤنظور ﻤﻘﺎرن ﺘر )ﻤحمد ﻗﺎﺴم اﻟﻘر�وﺘﻲ ( اﻟجزاﺌر ‪:‬دﯿوان اﻟمطبوﻋﺎت اﻟجﺎﻤﻌیﺔ ‪،‬‬
‫‪،1983‬ص‪.40‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺘضیﻒ أ�ﻌﺎدا ﺠدﯿدة وﻫﺎﻤﺔ ﻟد ارﺴـﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ ‪ 1‬ﻤـن ﺨـﻼل اﻛتشـﺎف اﻻﺨتﻼﻓـﺎت ﻋبـر‬
‫اﻟوطنیﺔ ‪،‬ﻓﻬﻲ ﺘجﺎوز ﻟﻠمذﻫب اﻟضیق اﻟسﺎﺌد �ﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻨظر�ﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟﻐر�یﺔ‪.‬‬

‫ﻓﺎﻟﻬدف ﻤن اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻫو ﺘﻘد�م ﺘمﻬید ﻟﻠتحﻠیﻞ اﻟمﻘﺎرن ﻷﻨظمﺔ اﻹدارة ﻓـﻲ دول اﻟﻌـﺎﻟم اﻟمختﻠﻔـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟوﻗت اﻟحﺎﻀر ‪2‬ﻤمﺎ �مكن ﺤتمﺎ ﻤن إ�جﺎد اﺴتراﺘجیﺎت ﺘنمو�ﺔ ﻋﺎﻟمیﺔ ‪.‬‬

‫ﺜﺎﻟثﺎ ‪-‬اﻟﻌواﻤﻞ اﻟمسﺎﻫمﺔ ﻓﻲ ﻨمو اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪:‬‬


‫�مكــن اﻹﺸــﺎرة إﻟــﻰ �ﻌــض اﻟﻌواﻤــﻞ اﻟمســﺎﻫمﺔ ﻓــﻲ ﻨمــو وﺘطــور اﻟد ارﺴــﺎت اﻹدار�ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻟﻌــﻞ‬
‫أﻫمﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﺘطور اﻟﻌﻠوم اﻟطبیﻌیﺔ وﺘطور وﺴﺎﺌﻞ اﻻﺘصﺎل ﻓمتطﻠبـﺎت اﻟنﻬضـﺔ دﻓﻌـت اﻟحﺎﺠـﺔ إﻟـﻰ إدارات‬
‫ﻛﻔؤة وﻗد ﻨتﺞ ﻋن ذﻟك ز�ﺎدة ﻓﻲ اﻻﻫتمﺎم �ﺎﻟمشﺎﻛﻞ اﻹدار�ﺔ اﻟمﻌﺎﺼرة ﻟﻠتﻘـدم اﻟﻔنـﻲ واﻟمرﺘبطـﺔ �ـﻪ‬
‫ﻤــن ﻨﺎﺤیــﺔ و�ﻤكﺎﻨیــﺔ ﻨﻘــﻞ وﺘحو�ــﻞ اﻟخب ـرة اﻹدار�ــﺔ ﻤــن ﻨﺎﺤیــﺔ أﺨــرى �وﺴــیﻠﺔ ﻟﻠبحــث ﻋــن ﺤﻠــول‬
‫ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻟﻠمشﺎﻛﻞ اﻹدار�ﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻨمــو اﻟﻔكــر اﻹداري اﻟســﻠو�ﻲ اﻟــذي ﺘزﻋمــﻪ "ﻫر�ــرت ﺴــیمون" واﻟـذي ﯿؤ�ــد ﻋﻠــﻰ ﻀــرورة اﻟبحــث‬
‫ﻓﻲ اﻟسﻠوك اﻹﻨسﺎﻨﻲ ﻤن ﺨﻼل ﻤﻘﺎرﻨﺎت ﺘحﻠیﻠیﺔ ‪،‬وان ﻫـذا اﻟسـﻠوك �جـب د ارﺴـتﻪ د ارﺴـﺔ ﺘجر�بیـﺔ‬
‫ﻤــن اﻟخــﺎرج �مــﺎ ﯿــدرس اﻟﻌــﺎﻟم آ�ــﺔ ظ ـواﻫر أﺨــرى ‪،‬وﻫــو اﻟطر�ــق اﻟوﺤیــد ﻟتﺄﻛیــد اﻟطبیﻌــﺔ اﻟﻌﻠمیــﺔ‬
‫ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬ﻓدراﺴﺔ ظواﻫر اﻟﻌمﻞ اﻟتﻌﺎوﻨﻲ اﻹﻨسـﺎﻨﻲ ﻓـﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ �مكـن أن ﯿـتم �طر�ﻘـﺔ‬
‫ﺘجر�بیﺔ ﺒنﻔس اﻟمنﻬﺞ اﻟذي ﺘدرس �ﻪ �ﻞ اﻟظواﻫر اﻟطبیﻌیﺔ ‪.3‬‬
‫‪-‬ﺤر�ﺔ اﻹﺼﻼح اﻹداري اﻟشﺎﻤﻞ اﻟتﻲ اﻗتضﺎﻫﺎ اﺘسﺎع ﻨشﺎط اﻟدوﻟﺔ اﻟمﻌﺎﺼرة وﺘنوﻋﻪ ﻓكـﻞ دوﻟـﺔ‬
‫اﺘخــذت ﺸــكﻼ ﻤﻌینــﺎ ﻹدارﺘﻬــﺎ اﻟﻌﺎﻤــﺔ ووﻓﻘــﺎ ﻟﻸوﻀــﺎع اﻻﺠتمﺎﻋیــﺔ اﻟســﺎﺌدة ﻓیﻬــﺎ ووﻓﻘــﺎ ﻟمــﺎ اﻤﻠتــﻪ‬
‫ﻋﻠیﻬﺎ اﻟتطورات اﻟتكنوﻟوﺠیﺔ ‪،‬وﻫو ﻤﺎ دﻓﻊ اﻟدول اﻟحدﯿثﺔ إﻟﻰ وﻀﻊ أﺠﻬـزة ﺤكوﻤیـﺔ ﺘسـتوﻋب ﺘﻠـك‬
‫اﻟمتطﻠبﺎت اﻟجدﯿدة وﻓرﻀت ﻋﻠﻰ ﺤكوﻤﺎﺘﻬﺎ دو ار �ختﻠﻒ ﻋن اﻟدور اﻟسﺎﺒق ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Krister ,Anderson ,A New Look at Comparative Public Administration , Public Administration review ,vol 71,N06,November –December‬‬
‫‪2011,p839.‬‬
‫‪ 2‬ﻓیر�ﻞ ﻫیدي‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 3‬ﻋزام ﻤحمد ﻋﻠﻲ واﺨرون ‪ ،‬إدارة اﻟمنظمﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬اﻷردن ‪:‬دار ﻏیداء ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ‪ ،2012 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪41‬‬
‫ﻓت ازﯿــد ﺴــﻠطﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ أدى إﻟــﻰ ﺘوﺴــﻊ ﻤجﺎﻻﺘﻬــﺎ اﻟوظیﻔیــﺔ وﻗــد أﺼــبﺢ ﻫــذا اﻻﺘجــﺎﻩ �مثــﻞ‬
‫ظﺎﻫرة ﻋﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﺠمیﻊ اﻟـدول ‪،‬وﻤـن ﺜـم ﻓـﺎن اﻟد ارﺴـﺔ اﻟمﻘﺎرﻨـﺔ ﻟوظیﻔـﺔ اﻟدوﻟـﺔ واﻟطـرق اﻟتـﻲ �مكـن‬
‫ﻤــن ﺨﻼﻟﻬــﺎ ز�ــﺎدة ﻓﺎﻋﻠیــﺔ اﻨجــﺎز ﻫــذﻩ اﻟوظیﻔــﺔ أﺼــبحت ﺘمثــﻞ اﻫتمﺎﻤــﺎ ﻋﺎﻤــﺎ ﻟجمیــﻊ اﻟــدول دون‬
‫اﺴتثنﺎء ‪.‬‬
‫‪-‬ظﻬور دول ﺠدﯿـدة ﺤدﯿثـﺔ اﻻﺴـتﻘﻼل ﻓـﻲ �ـﻞ ﻤـن أﺴـیﺎ و�ﻓر�ﻘیـﺎ ﺤیـث �ﺎﻨـت ظـروف ﻤﻌظـم ﻫـذﻩ‬
‫اﻟ ــدول ﻤتش ــﺎﺒﻬﺔ ﻤ ــن ﺤی ــث ﻗی ــﺎم ﺤكوﻤﺎﺘﻬ ــﺎ ﺒ ــدور ا�ج ــﺎﺒﻲ ﻓ ــﻲ اﻟنﻬ ــوض اﻟسیﺎﺴ ــﻲ واﻻﺠتم ــﺎﻋﻲ‬
‫واﻻﻗتصﺎدي ﺒتﻠك اﻟدول دون ﺘوﻓر اﻟخبرة اﻹدار�ﺔ اﻟكﺎﻓیـﺔ ﻟـدى ﻫـذﻩ اﻟحكوﻤـﺎت ﻟﻼﻀـطﻼع ﺒتﻠـك‬
‫اﻟمســؤوﻟیﺎت ‪،‬ﻟــذا �ــﺎن ﻤــن اﻟطبیﻌــﻲ أن ﺘﻠــتمس ﻫــذﻩ اﻟحكوﻤــﺎت اﻟحصــول ﻋﻠــﻰ اﻟخب ـرة اﻹدار�ــﺔ‬
‫اﻟﻼزﻤــﺔ ﻤــن اﻟتجــﺎرب اﻟتــﻲ ﻤــرت ﺒﻬــﺎ اﻟــدول اﻟمتﻘدﻤــﺔ ‪1‬ﻓتطﻠــب ذﻟــك إﺠـراء د ارﺴــﺎت ﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﻟﻠــنظم‬
‫اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟمتﻘدﻤﺔ ﻟﻺﺤﺎطﺔ �ﺄﺤدث أﺴﺎﻟیب اﻹدارة واﻟتنظیم ‪.‬‬
‫‪-‬ﻗیـ ــﺎم اﻟمنظمـ ــﺎت اﻟدوﻟیـ ــﺔ و اﻹﻗﻠیمیـ ــﺔ وﻤـ ــﺎ ﺘﻔـ ــرع ﻋنﻬمـ ــﺎ ﻤـ ــن اﻟمجـ ــﺎﻟس واﻟﻬیئـ ــﺎت واﻟو�ـ ــﺎﻻت‬
‫اﻟمتخصصﺔ �ﻌد اﻟحرب اﻟﻌﺎﻟمیﺔ اﻟثﺎﻨیﺔ �ﺎن ﻟﻪ اﻷﺜر اﻟبـﺎﻟﻎ ﻓـﻲ ﻨمـو اﻻﻫتمـﺎم �ﺎﻟمـدﺨﻞ اﻟمﻘـﺎرن‬
‫وﻟﻌﻞ اﻟدور اﻟذي ﺘﻘوم �ﻪ اﻷﻤم اﻟمتحدة ﻤن ﺨﻼل اﻟﻠجﺎن اﻟمتخصصﺔ اﻟمنبثﻘﺔ ﻤنـﻪ �ﻌتبـر اﺒـرز‬
‫اﻟمحﺎوﻻت اﻟمبذوﻟﺔ ﻟﻠتوﺼﻞ إﻟﻰ ﻤبﺎدئ إدار�ﺔ ﻋﺎﻤﺔ ﺘحظﻰ �ﺎﻟتﺄﯿید اﻟﻌﺎم ﻤن ﺠمیﻊ اﻟدول ‪.‬‬
‫را�ﻌﺎ ﺘطور اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪:‬‬
‫ظﻬــرت اﻟد ارﺴــﺎت اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻤنــذ اﻟﻘــدم ‪،‬ﻓﻘــد �تبــت اﻟد ارﺴــﺎت اﻟسیﺎﺴــیﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﺨــﻼل اﻟﻘــرن‬
‫اﻟتﺎﺴﻊ ﻋشر رﻏم أن ظﻬور اﻻﺘجﺎﻩ اﻟمﻘﺎرن �ﺄﺴﻠو�ﻪ اﻟﻌﻠمﻲ �ﻌد ﺤدﯿثﺎ ‪.‬‬
‫و�رﺠــﻊ ظﻬــور اﻟد ارﺴــﺎت اﻹدار�ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ إﻟــﻰ ﺠﻬــود ﻤــﺎ �ﻌــد اﻟحــرب اﻟﻌﺎﻟمیــﺔ اﻟثﺎﻨیــﺔ ﻓــﻲ اﻟبحــث‬
‫وﻤحﺎوﻟــﺔ إ�جــﺎد اﺴــتراﺘجیﺎت ﺘنمیــﺔ دوﻟیــﺔ أﻓضــﻞ ‪،‬ﻓبــدأت �صــورة ﺠد�ــﺔ ﻤنــذ ﻤنتصـﻒ اﻟخمســینﺎت‬
‫ﻤن اﻟﻘـرن اﻟمﺎﻀـﻲ إذ ظﻬـرت اﻟﻌدﯿـد ﻤـن اﻟكتﺎ�ـﺎت واﻟبحـوث اﻟتـﻲ ﺘمثـﻞ ﺠﻬـود ﻋﻠمیـﺔ ﻨحـو إﻗﺎﻤـﺔ‬
‫د ارﺴــﺎت ﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﻻن ﻤبــﺎدئ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ �مﻔﻬوﻤﻬــﺎ اﻟكﻼﺴــیكﻲ ﻟــم ﺘﻌــد ﻤبــﺎدئ �ــﺎﻟمﻌنﻰ اﻟﻌﻠمــﻲ‬

‫ﻨﺎﺠﻲ �صﺎم ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.108‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪42‬‬
‫ﻛوﻨﻬﺎ ﻤستمدة أﺴﺎﺴﺎ ﻤن اﻟبیئﺔ اﻟﻐر�یﺔ ﻤمﺎ �سـتدﻋﻲ ﺘﻘـو�م اﻷﻨظمـﺔ اﻹدار�ـﺔ وﻤﻘﺎرﻨتﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻀـوء‬
‫اﻟمبﺎدئ اﻟكﻼﺴیكیﺔ ‪.1‬‬
‫وﻋﻠﻰ ذﻟك ﺘـم اﻟتﺄﻛیـد ﻋﻠـﻰ دور اﻹدارة اﻟمﻘﺎرﻨـﺔ ﻓـﻲ ﺘطـو�ر ﻋﻠـم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ وﻤحﺎوﻟـﺔ‬
‫إ�جﺎد ﻤبﺎدئ ﻋﺎﻟمیﺔ ﻟمﻘﺎرﻨﺔ اﻟنظم اﻹدار�ﺔ ﻓﻲ �ﻞ اﻟبﻠدان اﻟمتﻘدﻤﺔ واﻟنﺎﻤیﺔ ‪.‬‬
‫و�مكن اﻟﻘول أن دراﺴﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨـﺔ ﻗـد ﻤـرت �م ارﺤـﻞ ﻤتﻌـددة ﻟـم ﺘكـن ﻤتﻌﺎﻗبـﺔ ﺘمﺎﻤـﺎ‬
‫و�ﻨمــﺎ ﻤتداﺨﻠــﺔ وﻤتشــﺎ�كﺔ وأوﻟــﻰ ﺘﻠــك اﻟم ارﺤــﻞ ﻫــﻲ اﻟتــﻲ اﻫتمــت �ــﺎﻟنظم اﻹدار�ــﺔ اﻟﻐر�یــﺔ وﺘنﺎوﻟــت‬
‫د ارﺴــﺔ ووﺼــﻒ ﻨظــﺎم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ ﺒﻠــد �ــﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ اﺴــتراﻟیﺎ واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﯿرﻟندا ‪.2‬‬
‫واﺘضــحت ﻤﻌــﺎﻟم اﻟد ارﺴــﺎت اﻻدار�ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﺘشــكیﻞ اﻟجمﻌیــﺔ اﻷﻤر�كیــﺔ ﻟﻠﻌﻠــوم‬
‫‪Comparative‬‬ ‫اﻟسیﺎﺴ ــیﺔ ﻟﻠجن ــﺔ ﺨﺎﺼ ــﺔ � ــﺎﻹدارة اﻟمﻘﺎرﻨ ــﺔ وﺘش ــكیﻞ ﺠمﺎﻋ ــﺔ اﻹدارة اﻟمﻘﺎرﻨ ــﺔ‬
‫‪Administration Group‬ﻓﻲ ﺴنﺔ ‪� 1960‬ﻔرع ﻤن اﻟجمﻌیﺔ اﻷﻤر�كیﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻟوﻀـﻊ ﻤﻌـﺎﯿیر‬
‫ﻟﻠدراﺴﺎت اﻟمیداﻨیﺔ ﻓﻲ اﻟبﻠدان اﻷﺠنبیﺔ ‪،‬وﻗد اﻋترﻓت ﻤجﻠﺔ اﻟﻌﻠـوم اﻟسیﺎﺴـیﺔ �حر�ـﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ‬
‫ﻓــﻲ ﻤــﺎرس ‪� 1963‬مــﺎ ﺼــدر‬ ‫‪3‬‬
‫اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل اﻓتتــﺎح ﻗســم �ﻌن ـوان اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ‬
‫ﻟجمﺎﻋﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﺒرﺌﺎﺴﺔ "ر�جز"اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟكتب اﻟبحثیﺔ ‪.‬‬
‫*إدارة اﻟتنمیﺔ �مرﺤﻠﺔ ﻤن ﻤراﺤﻞ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪:‬‬
‫ﺘﻌد دراﺴﺎت �ﻞ ﻤن " ﻓر�د رﺠـز ‪ ،‬وﻓیـر�ﻞ ﻫیدي " ﻤن أواﺌﻞ اﻟدراﺴﺎت اﻟتـﻲ ﻗﺎﻤـت �ـﺎﻟر�ط‬
‫ﺒ ــین إدارة اﻟتنمی ــﺔ ود ارﺴ ــﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨ ــﺔ ‪ ،‬ﺤی ــث ﯿنظ ــر ﻋﻠم ــﺎء اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ ‪ ،‬وﻋﻠ ــﻰ‬
‫أرﺴــﻬم " ﻓر�ــد رﺠــز " ﻹدارة اﻟتنمیــﺔ ﻋﻠــﻰ أﻨﻬــﺎ ﻤرﺤﻠــﺔ ﻤــن ﻤ ارﺤــﻞ د ارﺴــﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ‪،‬‬
‫واﻟتــﻲ أﻋﻘبــت اﻟحــرب اﻟﻌﺎﻟمیــﺔ اﻟثﺎﻨیــﺔ ‪� ،‬منﺎﺴــبﺔ د ارﺴ ــﺔ ﺘجــﺎرب اﻟــدول ﺤدﯿثــﺔ اﻟﻌﻬــد �ﺎﻻﺴــتﻘﻼل‬
‫ﺨﻼل ﻓترة اﻟستینیﺎت ﻤن اﻟﻘرن اﻟﻌشـر�ن ‪ ،‬وﺘﻌـرف إدارة اﻟتنمیـﺔ "ﻋﻠـﻰ أﻨﻬـﺎ اﻟﻌمﻠیـﺔ اﻟتـﻲ ﺘتضـمن‬

‫‪ 1‬ﻋبد اﻟﻌز�ز ﺼﺎﻟﺢ ﺤبتور ‪ ،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪،‬ﻋمﺎن ‪:‬اﻟدار اﻟﻌﻠمیﺔ ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ‪ 2000،‬ـص ‪.137‬‬
‫‪ 2‬ﻓیر�ﻞ ﻫیدي اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪:‬ﻤنظور ﻤﻘﺎرن ﺘرﺠمﺔ ﻤحمد ﻗﺎﺴم اﻟﻘر�وﺘﻲ اﻟجزاﺌر ‪:‬دﯿوان اﻟمطبوﻋﺎت اﻟجﺎﻤﻌیﺔ ‪،1985،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 3‬اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪،‬ص ‪.18‬‬
‫‪43‬‬
‫اﻛتشﺎف اﻟوﺴﺎﺌﻞ اﻹدار�ﺔ اﻟكﻔیﻠﺔ ﺒتحﻘیق أﻫداف اﻟتنمیﺔ ‪" .‬واﻋتبـر �ﻌـض اﻟبـﺎﺤثین أن اﺴـتخدام‬
‫وﺘطبیــق ﻨمــﺎذج اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻤــن اﻟتجــﺎرب اﻟﻐر�یــﺔ ﺴ ــوف �ﻘ ــود �ﺎﻟضــرورة إﻟــﻰ ﺘحﻘیــق أﻫــداف‬
‫اﻟتنمیﺔ ﻓﻲ اﻟدول ﺤدﯿثﺔ اﻟﻌﻬد �ﺎﻻﺴتﻘﻼل ‪ ،‬وﻤن ﻫنﺎ ﺠﺎءت ﻓكرة ﺘطو�ر اﻻﺴتراﺘیجیﺎت واﻟوﺴﺎﺌﻞ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟكﻔیﻠﺔ ﺒتطو�ر أﻋمﺎل اﻹدارة داﺨﻞ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ﻟتحﻘیق أﻫداف اﻟتنمیﺔ اﻻﻗتصﺎد�ﺔ‪.‬‬
‫و�ﺎﻹﻀﺎﻓﺔ إﻟﻰ دراﺴﺎت " ﻓر�ـد رﺠــز " ﺤــول إدارة اﻟتنمیـﺔ ‪ ،‬ﻨجـد د ارﺴـﺎت " ﻓـیـر�ــﻞ ﻫـیــدي"‬
‫ﻗــد أوﻀــحت ﺘﻠــك اﻟد ارﺴــﺎت أن إدارة اﻟتنمیــﺔ ﻤــﺎ ﻫــﻲ إﻻ ﻤرﺤﻠــﺔ وﺴــطﻰ ﺒــین د ارﺴــﺎت اﻻﺘجــﺎﻩ‬
‫اﻟتﻘﻠیـدي ‪ Traditional‬ﻓـﻲ د ارﺴـﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ اﻟمﻘﺎرﻨـﺔ ‪ ،‬ود ارﺴـﺎت ﻨظر�ـﺔ اﻟنظـﺎم اﻟﻌـﺎم ‪ ،‬وﻟﻘـد‬
‫أﺸﺎر إﻟﻰ أن اﻷطر اﻟنظر�ﺔ اﻟخﺎﺼﺔ ﺒدراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻗد ﺘطورت ﻋبر أر�ﻌـﺔ أطـر‬
‫أو اﺘجﺎﻫﺎت أﺴﺎﺴیﺔ ‪:‬‬
‫‪ ‬اﻻﺘجــﺎﻩ اﻷول ﯿتﻌﻠــق �ﺎﻟد ارﺴــﺎت اﻟتﻘﻠید�ــﺔ ‪ ،‬اﻟتــﻲ ﻟــم ﺘســتطﻊ اﻟتوﺼــﻞ ﻤــن ﺨﻼﻟﻬــﺎ‬
‫إﻟﻰ إطﺎر ﻤﻌرﻓﻲ ﺨﺎص ﺒدراﺴﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬وﺘمثﻞ اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟثﺎﻨیﺔ اﻻﻨتﻘﺎل ﻟدراﺴﺎت إدارة اﻟتنمیـﺔ ‪ ،‬واﻟتـﻲ ر�ـزت ﺤـول اﻛتشـﺎف‬
‫اﻟوﺴــﺎﺌﻞ اﻹدار�ــﺔ اﻟكﻔیﻠــﺔ ﺒتحﻘیــق أﻫــداف اﻟتنمیــﺔ �صــﻔﺔ ﻋﺎﻤــﺔ واﻟتنمیــﺔ اﻻﻗتصــﺎد�ﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ وﺠﻪ اﻟخصوص ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻟمرﺤﻠﺔ اﻟتﺎﻟیﺔ ﺘتضﺢ ﻤن اﻨتﻘﺎل دراﺴﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ وﻓﻘـﺎ ﻟمـﺎ أﻛـد ﻋﻠیـﻪ‬
‫" ﻓیر�ــﻞ ﻫیــدي " إﻟــﻰ د ارﺴــﺎت ﻨظر�ــﺔ اﻟنظــﺎم اﻟﻌــﺎم ‪ ،‬واﻟتــﻲ ﺤﺎوﻟــت ﺒنــﺎء أﻨمــﺎط أو‬
‫ﻨمﺎذج إدار�ﺔ ﻋﺎﻤﺔ �ﺎﻻﻋتمﺎد ﻋﻠﻰ ﻨظر�ـﺔ اﻟنظـﺎم اﻟﻌـﺎم �مـﺎ ﻫـﻲ ﻤطـورة ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـوم‬
‫اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ‪� ،‬ﻌﻠم اﻻﺠتمﺎع ‪ ،‬وﻋﻠم اﻟنﻔس ‪ ،‬وﻋﻠم اﻻﻗتصﺎد‪.‬‬
‫ﺨﺎﻤسﺎ ﻤجﺎﻻت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‪:‬‬
‫�مكن اﻹﺸﺎرة إﻟﻰ اﻟمجﺎﻻت اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬

‫ا�من اﻤین اﻟبﺎﺠوري ‪،‬دﻋﺎء رﻀﺎ ر�ﺎض ‪،‬ادارة اﻟتنمیﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ اﻟمجﻠﺔ اﻟﻌر�یﺔ ﻟﻼدارة ‪،‬ﻤﺞ ‪، 3‬اﻟﻌدد ‪، 4‬د�سمبر‬ ‫‪1‬‬

‫‪، 2023‬ص ‪.41‬‬

‫‪44‬‬
‫اﻟمجﺎل اﻷول ‪:‬ﺼﻠب اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪.‬‬
‫اﻟمجﺎل اﻟثﺎﻨﻲ ‪:‬دراﺴﺔ و�حث اﻷﺴﺎﻟیب اﻟتﻲ �مكن أن ﺘستخدﻤﻬﺎ اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪.‬‬
‫اﻟمجﺎل اﻟثﺎﻟث ‪:‬دراﺴﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ )ﺘﻘو�م اﻟمﺎدة اﻟﻌﻠمیﺔ (‬

‫‪-‬اﻟدراﺴﺎت واﻟبحوث اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬


‫ﺘﻌــد اﻟد ارﺴــﺎت واﻟبحــوث اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻓــﻲ اﻹدارة ﺤصــیﻠﺔ اﻟمﻌﻠوﻤــﺎت واﻟبیﺎﻨــﺎت واﻟكتﺎ�ــﺎت اﻟتــﻲ‬
‫ﺘــدرس اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ �طر�ﻘــﺔ ﻤﻘﺎرﻨــﺔ وﺘصــنﻒ زﻤنیــﺎ إﻟــﻰ د ارﺴــﺎت ﻤﻘﺎرﻨــﺔ ﺘﺎر�خیــﺔ ‪،‬أو د ارﺴــﺎت‬
‫ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻤﻌﺎﺼرة ‪.‬‬
‫وﺘﻌﺎﻟﺞ اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ اﻟتﺎر�خیﺔ ﺠﺎﻨب ﻤﻌین ﻤن ﺠواﻨب اﻹدارة ﺴواء �ﺎﻨت ﻫیﺎﻛﻞ إدار�ـﺔ أو‬
‫ﺴــﻠو�ﺎت أو ﺘنظــیم إداري �ﺎﻨــت ﻗﺎﺌمــﺔ ﻓــﻲ ﻓتـرات ﺘﺎر�خیــﺔ ﺴــﺎ�ﻘﺔ �ــﺎﻟتطرق ﻟــبﻌض اﻟتنظیمــﺎت‬
‫اﻹدار�ــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌصــور اﻟوﺴــطﻰ ‪،1‬وﻗــد ﺘﻌــﺎﻟﺞ اﻟمواﻀــیﻊ اﻹدار�ــﺔ �صـراﺤﺔ أو ﻀــمنیﺎ ﻤــن ﺨــﻼل‬
‫ﻤﻌﺎﻟجﺔ اﻟتطورات اﻟسیﺎﺴیﺔ أو اﻟتﺎر�خیﺔ أو اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ �شكﻞ ﻋﺎم ‪.‬‬
‫وﺘتن ــﺎول اﻟد ارﺴ ــﺎت اﻟمﻘﺎرﻨ ــﺔ اﻟمﻌﺎﺼـ ـرة ﺘنظیم ــﺎت إدار� ــﺔ ﻗﺎﺌم ــﺔ ﻓﻌ ــﻼ وﻤش ــكﻼت إدار� ــﺔ‬
‫ﻤﻌﺎﺼرة ‪.‬‬
‫وﻋموﻤﺎ اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻤرت �مراﺤﻞ ﻤتشﺎ�كﺔ وﻤتداﺨﻠـﺔ ﺸـكﻠت ﻤرﺤﻠـﺔ وﺼـﻒ‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟبﻠد اﻟواﺤد أوﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟم ارﺤـﻞ وﻫـﻲ ﻓـﻲ ﻤجمﻠﻬـﺎ ﺘﻘـﺎر�ر ﻋـن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺒﻠــد ﻤﻌــین �ــﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ ﻟبنــﺎن ‪،‬واﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ اﺴــتراﻟیﺎ وﻏیرﻫــﺎ ‪،‬و�ﻌضــﻬﺎ �ﻌــﺎﻟﺞ اﺤــد‬
‫ﺠواﻨب اﻹدارة ﻓﻲ ﺒﻠد ﻤﺎ �دراﺴﺔ اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ ﻤصر ‪،‬أو اﻟوظیﻔﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ ﻓرﻨسـﺎ او ﻤشـكﻠﺔ‬
‫ﻤﻌینﺔ �ﺎزدواج اﻟﻠﻐﺔ وأﺜرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ �ندا ‪.‬‬
‫و�تنﺎول ﻨوع أﺨر ﻤن اﻟد ارﺴـﺎت ﻤوﻀـوع ﻤـن ﻤواﻀـیﻊ اﻹدارة �ﺎﻟتحﻠیـﻞ واﻟد ارﺴـﺔ وﺘتبﻌـﻪ ﻓـﻲ‬
‫أﻛثر ﻤن ﺒﻠد واﺤد �دراﺴﺔ اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ �ﻌض دول أورو�ـﺎ اﻟﻐر�یـﺔ أو د ارﺴـﺔ اﺤـد ﻤﻘوﻤـﺎت‬
‫اﻹدارة ور�طﻪ �ﺎﻟﻌواﻤﻞ اﻟبیئیﺔ �دراﺴﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟسﻠوك اﻟبیروﻗراطﻲ �ﺎﻟمؤﺜرات اﻟثﻘﺎﻓیﺔ ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.155‬‬


‫‪45‬‬
‫‪-‬دراﺴﺔ أﺴﺎﻟیب اﻟبحث ﻓﻲ اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪:‬‬
‫وﺘﻌتبــر اﻟمجﻬــودات ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟمجــﺎل ﺤدﯿثــﺔ اﻟﻌﻬــد وﻻ ﺘتﻌــدى ﺴــنﺔ ‪� 1952‬ﺎﻨﻌﻘــﺎد ﻤجﻠــس‬
‫�حوث اﻟﻌﻠوم اﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ﻤؤﺘم ار ﺨﺎﺼﺎ �ﺎﻟسیﺎﺴﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻤن ﻨتﺎﺌجﻪ ﺘكو�ن ﻟجنﺔ داﺌمﺔ ﻟد ارﺴـﺎت‬
‫اﻟسیﺎﺴ ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨ ــﺔ �ﻐ ــرض ﺘش ــجیﻊ اﺴ ــتخدام اﻷﺴ ــﻠوب اﻟﻌﻠم ــﻲ ﻓ ــﻲ اﻟبح ــوث واﻟد ارﺴ ــﺎت اﻹدار� ــﺔ‬
‫اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪.‬‬
‫وﻗــد ظﻬــرت د ارﺴــﺎت ﻋدﯿــدة ﺘحــﺎول ﺘخطــیط إطــﺎر ﻟﻠد ارﺴــﺔ اﻹدار�ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ‪ ،‬وﻤنﻬــﺎ ﻤــﺎ‬
‫اﺴتﻌمﻞ طر�ﻘﺔ ﻤﻌینﺔ أﺼبحت أﺴﻠو�ﺎ ﻤﻌترﻓﺎ �ﻪ وﻤنﻬﺎ ﻤﺎ ﻋمـد ﺼـراﺤﺔ إﻟـﻰ اﻟتر�یـز ﻋﻠـﻰ د ارﺴـﺔ‬
‫وﺘصــمیم ﻫــذﻩ اﻷﺴــﺎﻟیب �د ارﺴــﺎت"ﻤﺎر�ون ﻟیﻔﻲ"وﻓیﻬــﺎ ﺘــم ﺠمــﻊ اﻟمﻌﻠوﻤــﺎت اﻟموﻀــوﻋیﺔ �ﺄﺴــﺎﻟیب‬
‫ﻋﻠمیﺔ و ﺘصمیم ﻫیكﻞ �ستﻌمﻞ ﻓﻲ ﻤﻘﺎرﻨﺔ اﻟمجتمﻌﺎت ‪.‬‬
‫وﻟﻌﻞ ﻤن أﻛثر اﻟمحﺎوﻻت ﻨجﺎﺤﺎ دراﺴﺔ "ر�جز" ووﻀﻊ ﻨمـﺎذج ﻟﻠمجتمﻌـﺎت ﻻﺴـتﻌمﺎﻟﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫دراﺴﺔ وﺘحﻠیﻞ اﻟمجتمﻌﺎت اﻟمختﻠﻔـﺔ ‪،‬إذ ﺤـﺎول وﻀـﻊ ﺘﻌمیمـﺎت ﻤـن ﺨـﻼل اﺴـتنبﺎط طر�ﻘـﺔ ﻤﻘﺎرﻨـﺔ‬
‫ﺘختﺎر أﻛثر ﻤن ﻋنصر ﻟمجموﻋﺔ ﻤن اﻟظواﻫر ﺜم اﻛتشﺎف اﻟتواﻓق واﻟتشـﺎ�ﻪ أو اﻟتبـﺎﯿن ﻤـﻊ ﺘحﻠیـﻞ‬
‫اﻟنتﺎﺌﺞ وﺘﻌﻠیﻞ اﻷﺴبﺎب وﻫكـذا ﺘصـبﺢ اﻟمﻘﺎرﻨـﺔ ﺒـین أﻨمـﺎط ادار�ـﺔ ﻤﻌینـﺔ �مثـﻞ �ـﻞ ﻤنﻬـﺎ ﻨوﻋـﺎ ﻤـن‬
‫اﻟمجتمﻌﺎت ‪.‬‬
‫‪-‬دراﺴﺔ اﻟبحوث اﻟمﻘﺎرﻨﺔ و�حث ﺘطوراﺘﻬﺎ‪:‬‬
‫و�نصــب ﻋﻠــﻰ د ارﺴــﺔ ﻤیــدان اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻤــن ﺨــﻼل ﻓحــص اﻟد ارﺴــﺎت اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ‬
‫وﺘصــنیﻔﻬﺎ ود ارﺴــﺎت اﻻﺘجﺎﻫــﺎت اﻟمختﻠﻔــﺔ ﻟﻬــﺎ ‪،‬ﻓﻬــو �ســﻠط اﻟضــوء ﻋﻠــﻰ ﺘطــور ﻤیــدان اﻟد ارﺴــﺎت‬

‫‪46‬‬
‫اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪،‬و�ﻌمﻞ ﻋﻠﻰ ﺒﻠورة أﺴﺎﻟیبﻬﺎ ﺒتﻔﻬم ﻤﺎ �ﺎﻨت ﻋﻠیﻪ وﻤﺎ ﺘتجﻪ اﻟیﻪ واﻟمﻘوﻤﺎت اﻟتﻲ ﺘسـﺎﻨدﻫﺎ‬
‫واﻟمشكﻼت اﻟتﻲ ﺘﻌترﻀﻬﺎ ﻤمﺎ �سﺎﻫم ﻓﻲ اﻟرﻓﻊ ﻤن ﻗیمﺔ ﻫذا اﻟمجﺎل وﺘطو�رﻩ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫وﺘﻌتب ــر اﻟد ارﺴ ــﺔ اﻟت ــﻲ ﻗ ــﺎم ﺒﻬ ــﺎ "ر�ج ــز "‪�1954‬مثﺎ� ــﺔ أول ﻤس ــﺢ ﺤی ــث اﺴ ــتﻌرض اﻟكتﺎ� ــﺎت‬
‫اﻟموﺠودة ﻓﻲ ﻤیدان اﻟدراﺴﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ واﻟتﻌﻠیق ﻋﻠیﻬﺎ ‪.‬‬

‫ﺴﺎدﺴﺎ أﺴﺎﻟیب اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪:‬‬


‫ﺘﻌ ــددت أﺴ ــﺎﻟیب اﻟد ارﺴ ــﺎت اﻹدار� ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨ ــﺔ ﻤ ــن أﺴ ــﺎﻟیب ﺘﻘﻠید� ــﺔ إﻟ ــﻰ ﺤدﯿث ــﺔ ﺘوردﻫ ــﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﻌنﺎﺼر اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻷﺴﻠوب اﻹﯿدﯿوﻟوﺠﻲ ‪:‬‬
‫ﯿر�ــز ﻋﻠــﻰ اﻟمبــﺎدئ واﻟمثــﻞ واﻟﻌموﻤیــﺎت ‪،‬و�ﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﺘﻘــد�م ﻨمــﺎذج أو اﻟبحــث ﻋــن طر�ــق‬
‫أﻓضــﻞ ﻟــﻸداء واﻻﻨجــﺎز ‪،‬وﻗــد ﺴــﺎد ﻫــذا اﻻﺘجــﺎﻩ ﺨــﻼل ﺤر�ــﺔ اﻹدارة اﻟﻌﻠمیــﺔ ‪ ،2‬وﻤــن اﻤثﻠــﺔ‬
‫ﻋـن ﺘـﺎر�ﺦ ﺤر�ـﺔ اﻻﺼـﻼح اﻟـوظیﻔﻲ‬ ‫‪Borman B Eaton‬‬ ‫ﻫـذﻩ اﻟد ارﺴـﺎت اﻟبحـث اﻟـذي اﺠـراﻩ‬
‫‪civil service in great Britain :A History of Abuses &Reforms & their bearings‬‬ ‫ﻓـﻲ ﺒر�طﺎﻨیـﺎ‬
‫‪upon American Poltics .‬‬

‫‪The Study of Public‬‬ ‫�ﻌن ـوان‬ ‫‪Woodrow Wilson 1887‬‬ ‫و�ــذا اﻟد ارﺴــﺔ اﻟتــﻲ ﻗــدﻤﻬﺎ ﺴــنﺔ‬
‫وﺘم ﻨشرﻩ ﻓﻲ ﻤجﻠﺔ ﻋﻠم اﻟسیﺎﺴﺔ اﻻﻤر�كیﺔ ‪.‬‬ ‫‪Administration‬‬

‫‪-‬اﻷﺴﻠوب اﻟوﺼﻔﻲ ‪:‬‬


‫ﯿر�ز ﻋﻠﻰ ﺤﺎﻟﺔ وﺤیدة �ﻌﺎﻟجﻬﺎ ﻤن اﻟنﺎﺤیﺔ اﻟتﺎر�خیﺔ ‪،‬أو �ﻌنـﻰ �حﺎﻟـﺔ إدار�ـﺔ واﺤـدة ﻤﻌینـﺔ‬
‫أو دوﻟﺔ �مﻔردﻫﺎ ‪،‬ﻛﺎﻟدراﺴﺔ اﻟتﻲ ﻗﺎم ﺒﻬﺎ "ﻤورو ﺒرﺠر "ﻋن اﻟتكو�ن اﻻﺠتمﺎﻋﻲ ﻟﻠبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻓﻲ ﺴنﺔ ‪. 1957‬‬ ‫‪Modern Egypt Bureaucracy and Society‬‬ ‫ﻤصر �ﻌنوان‬

‫ا ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.167‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ﻨﺎﺠﻲ اﻟبصﺎم ‪،‬اﺴﺎﻟیب ﻓﻲ اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬اﺘحﺎد ﺠمﻌیﺎت اﻟتنمیﺔ اﻻدار�ﺔ ‪،‬اﻟﻌدد ‪ ، 3‬ﯿنﺎﯿر ‪، 1973‬ص‬
‫‪.105‬‬
‫‪47‬‬
‫‪-‬اﻷﺴﻠوب اﻟتجر�دي ‪:‬‬
‫و�ﻬــتم ﺒوﻀــﻊ ﻗواﻋــد واﺴــتخﻼص اﻷﺼــول اﻟﻌﺎﻤـﺔ �ﻌیــدا ﻋــن اﻟتﻔﺎﻋــﻞ واﻟتــﺄﺜیر اﻟمتبــﺎدل ﺒــین‬
‫اﻟبیئ ــﺔ اﻟمحﻠی ــﺔ و� ــین اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ ‪،‬ﻓﺈﺘب ــﺎع اﻷﺴ ــﻠوب اﻟتجر� ــدي �ﻌن ــﻲ اﻟتطبی ــق اﻟحرﻓ ــﻲ ﻟﻘواﻋ ــد‬
‫اﻷﺼول اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻤن اﻟنﺎﺤیﺔ اﻟشكﻠیﺔ اﻟرﺴمیﺔ وﻟیس ﻤن اﻟنﺎﺤیـﺔ اﻟواﻗﻌیـﺔ اﻟﻔﻌﻠیـﺔ ‪،1‬ﻟـذا ظﻬـرت ﻓـﻲ‬
‫أﻓق اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻟﻺدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ أﺴﺎﻟیب أﺨرى أﻛثر ﺤداﺜﺔ ﺘﻬتم �ﺎﻟجﺎﻨب اﻟﻌمﻠﻲ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻷﺴﻠوب اﻟتجر�بﻲ ‪:‬‬
‫وﻗد ظﻬر ﻤنذ ﻗیﺎم ﻫیئﺔ اﻷﻤـم اﻟمتحـدة و�رﻨﺎﻤجﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـﺔ‪،‬ﺤیث أن اﻟبﺎﺤـث ﻤـن‬
‫د ارﺴــتﻪ ﯿتﻌــرف ﻋﻠــﻰ ﺨصــﺎﺌص ﻷﻨظمــﺔ إدار�ــﺔ ﻤتﻌــددة واﻟوﺼــول إﻟــﻰ ﺘوﺼــیﺎت ﻋﺎﻤــﺔ ﻤطﻠﻘــﺔ‬
‫ﻻ�جﺎد اﻷﺼول اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠﻌمﻞ اﻹداري ‪.‬‬
‫وﻤن أﻤثﻠﺔ ذﻟك اﻟتﻘر�ر اﻟذي ﯿتخذ ﺸكﻞ ﻗﺎﺌمﺔ اﺴتﻔسﺎرات وأﺴئﻠﺔ ﻟﻺﺠﺎ�ـﺔ ﻋﻠیﻬـﺎ وﻤﻌـدة ﻤـن‬
‫طــرف ﻟجنــﺔ اﻷﻤــم اﻟمتحــدة اﻟمختصــﺔ �مشــكﻼت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ‪،‬طبﻘﺎ ﻻﺘﻔﺎﻗیــﺎت ﺒــین ﻫیئــﺔ اﻷﻤــم‬
‫واﻟیوﻨسكو ‪.‬‬
‫اﻷﺴﻠوب اﻟتﺎﺼیﻠﻲ‪:‬‬
‫�ﻌتمد ﻋﻠـﻰ اﻟشـرح اﻟتحﻠیﻠـﻲ ‪،‬وﻫـو �ﻘـوم إﻟـﻰ ﺠﺎﻨـب وﺼـﻒ اﻟبنـﺎء اﻹداري ﺒتﻔسـیر اﻟظـﺎﻫرة‬
‫اﻹدار� ــﺔ ﻤوﻀ ــوع اﻟبح ــث ‪،‬وﺘحدﯿ ــد أوﺠ ــﻪ اﻟتمﺎﺜ ــﻞ واﻻﺨ ــتﻼف ﻓ ــﻲ أﺸ ــكﺎل وت‪،‬و�ﻬ ــتم �ﺎﻟوظ ــﺎﺌﻒ‬
‫واﻟتﻐی ـرات اﻟمرﺘبطــﺔ ﺒﻬــذﻩ اﻟــنظم اﻹدار�ــﺔ �ــﺎﻟتطبیق اﻷﺴــﻠوب اﻟﻌﻠمــﻲ ﻻﺴــتخﻼص ﻗ ـواﻨین ﺘحكــم‬
‫اﻷوﻀﺎع اﻹدار�ﺔ ‪.‬‬
‫‪-‬اﻷﺴﻠوب اﻟبیئﻲ ‪:‬‬
‫اﻟدرﺴــﺎت اﻹدار�ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ‪،‬و�ﻌتمــد ﻋﻠــﻰ اﻟد ارﺴــﺔ‬
‫و�ﻌــد اﺤــدث اﻷﺴــﺎﻟیب اﻟتــﻲ ظﻬــرت ﻓــﻲ ا‬
‫اﻟشــﺎﻤﻠﺔ ﻟمختﻠــﻒ اﻟظــروف اﻟمحیطــﺔ �ﺎﻟظــﺎﻫرة اﻹدار�ــﺔ وﺘطورﻫــﺎ ‪،‬وﻫــو �ﻌكــس اﻟتﻔﺎﻋــﻞ واﻟتــﺄﺜیر‬
‫اﻟمتبـ ــﺎدل ﺒـ ــین اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤـ ــﺔ و�یئتﻬـ ــﺎ اﻟمحﻠیـ ــﺔ و�ر�ـ ــز ﻋﻠـ ــﻰ د ارﺴـ ــﺔ اﻟﻌواﻤـ ــﻞ اﻟبیئیـ ــﺔ اﻟمحیطـ ــﺔ‬
‫‪John Gaus‬‬ ‫�ﺎﻟمجتمﻊ وﻤدى ﺘﺄﺜیر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬وﻗد ظﻬر ﻤن ﺨﻼل دراﺴﺎت‬

‫‪ 1‬ﻨﺎﺠﻲ اﻟبصﺎم‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص‪.106‬‬


‫‪48‬‬
‫ﺤیــث أﺸــﺎر إﻟــﻰ د ارﺴــﺔ اﻹدارة‬ ‫‪Reflections on Public Administration‬‬ ‫ﻓــﻲ د ارﺴــتﻪ �ﻌنـوان‬
‫اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻤــن زاو�ــﺔ اﻟبیئــﺔ اﻟمحﻠیــﺔ اﻟتــﻲ ﺘﻌــیش ﻓیﻬــﺎ ﻟﻠوﻗــوف ﻋﻠــﻰ ﻤــدى اﻟتﻔﺎﻋــﻞ واﻟتــﺄﺜیر اﻟمتبــﺎدل‬
‫ﺒینﻬﺎ و�ین اﻟبیئﺔ اﻟمحﻠیﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻷﺴﻠوب اﻟبیئـﻲ �ﻌنـﻰ �ﺎﻟد ارﺴـﺔ اﻟتـﻲ ﺘتﻌـرض أﺴﺎﺴـﺎ إﻟـﻰ وﺼـﻒ اﻟﻌنﺎﺼـر اﻟممیـزة ﻟﻠبیئـﺔ‬
‫وﻤدى ﺘرا�طﻬﺎ �ﺎﻹدارة و�یﻒ �مكن ﻟﻬذﻩ اﻟﻌنﺎﺼر أن ﺘؤﺜر ﻋﻠﻰ ﺸكﻠﻬﺎ و�ﺠراءاﺘﻬﺎ �صﻔﺔ ﺨﺎﺼـﺔ‬
‫وﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌمﻠی ــﺔ اﻹدار� ــﺔ �ص ــﻔﺔ ﻋﺎﻤ ــﺔ ‪ ،‬و�ظﻬ ــر اﻻﻫتم ــﺎم ﺒﻬ ــذا اﻷﺴ ــﻠوب ﻤ ــن ﺨ ــﻼل �تﺎ� ــﻪ‬
‫‪TheEcology‬ﻓیتنـﺎول �ﺎﻟد ارﺴـﺔ اﻟبیئـﺔ ﻟثﻼﺜـﺔ ﻨمـﺎذج ادار�ـﺔ ﻓـﻲ اﻟوﻻ�ـﺎت‬ ‫‪of Public Administration‬‬

‫وﻫـﻲ ﻨمـﺎذج ﺘﻼﺌـم اﻟمجتمﻌـﺎت اﻟزراﻋیـﺔ اﻟتﻘﻠید�ـﺔ ‪،‬واﻟـدول‬ ‫‪1‬‬


‫اﻟمتحدة اﻻﻤر�كیﺔ وﺘﺎﯿﻼﻨـد واﻟﻔﻠبـین‬
‫اﻟصــنﺎﻋیﺔ اﻟحدﯿثــﺔ ‪،‬اذ �ﻌــﺎﻟﺞ ﻓــﻲ �تﺎ�ــﻪ اﻟتطبیﻘــﺎت اﻻدار�ــﺔ ﻟﻬــذﻩ اﻟمنــﺎطق اﻟمختﻠﻔــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻨطــﺎق‬
‫واﺴﻊ ﻓﻲ وﻀﻌﻬﺎ اﻟبیئﻲ ‪.‬‬
‫ﺴﺎ�ﻌﺎ ﻤشكﻼت دراﺴﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪:‬‬
‫�ــﺎﻟرﻏم ﻤــن أن اﻟد ارﺴــﺎت اﻹدار�ــﺔ اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ أﺼــبحت اﺤــد اﻟمیــﺎدﯿن اﻟرﺌیســیﺔ ﻟد ارﺴــﺔ اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ إﻻ أﻨﻬﺎ ﻻ ﺘزال ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤن اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟمشﺎﻛﻞ ﻟﻌﻞ أﻫمﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪�*-‬ﻌتبــر ﺘــداﺨﻞ اﻟمتﻐی ـرات اﻟتــﻲ ﯿنصــب ﻋﻠیﻬــﺎ اﻟبحــث اﻟمﻘ ـﺎرن ﻤثــﻞ اﻟﻌواﻤــﻞ اﻟسیﺎﺴــیﺔ‬
‫واﻻﻗتصــﺎد�ﺔ واﻻﺠتمﺎﻋیــﺔ واﻟحضــﺎر�ﺔ وﺘﻔﺎﻋﻠﻬــﺎ ﻤﻌــﺎ ﻤــﻊ ﺴــرﻋﺔ ﺘﻐیرﻫــﺎ إﺤــدى ﻤشــكﻼت اﻟد ارﺴــﺔ‬
‫اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻓﻬــﻲ ﺘحــول ﺒدرﺠــﺔ �بیـرة دون اﺴــتخراج ﻗواﻋــد ﻋﺎﻤــﺔ و أﻨمــﺎط ﺜﺎﺒتــﺔ ﻨســبیﺎ �حیــث �مكــن‬
‫ﺘﺄﻛید را�طﺔ اﻟسببیﺔ واﻟﻘول �ﺎن ظﺎﻫرة ﻤﻌینﺔ ﺴببﻬﺎ ظﺎﻫرة أﺨرى ‪.‬‬
‫‪-*-‬اﻟﻌواﻤــﻞ اﻻ�كوﻟوﺠیــﺔ ‪:‬وﺘﻌــد أﻫــم اﻟمشــكﻼت اﻟتــﻲ ﺘصــﺎدﻓﻬﺎ اﻟد ارﺴــﺎت اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ وﻫــﻲ‬
‫ﺼــﻌو�ﺔ ﻓﻬــم اﻟتﻘﺎﻟیــد واﻷﺤ ـوال اﻻﺠتمﺎﻋیــﺔ واﻟسیﺎﺴــیﺔ واﻟــنظم ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟمختﻠﻔــﺔ ‪2‬وﻗــد أﺸــﺎرت‬
‫�ﻌ ــض اﻟد ارﺴ ــﺎت إﻟ ــﻰ أن ﺠمی ــﻊ اﻟمﻘ ــﺎﻻت اﻟمنش ــورة ﻓ ــﻲ ﻤج ــﻼت إدار� ــﺔ ﻋﺎﻤ ــﺔ �ب ــرى ر� ــزت‬

‫‪ 1‬ﻨﺎﺠﻲ اﻟبصﺎم ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.108‬‬


‫ﻋبد اﻟكر�م درو�ش ‪،‬ﻟیﻠﻰ ﺘكﻼ ‪ ،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.170‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪49‬‬
‫‪� 14.39‬ﺎﻟمﺎﺌــﺔ ﻓﻘــط ﻋﻠــﻰ اﻟبﻠــدان اﻟنﺎﻤیــﺔ ﺒینمــﺎ �ــﺎن ‪� 69.6‬ﺎﻟمﺎﺌــﺔ ﻤــن ﻤؤﻟﻔیﻬــﺎ ﻤوﺠــودﯿن ﻓــﻲ‬
‫اﻟدول اﻟﻐر�یﺔ ‪.1‬‬
‫*‪-‬اﻷﺴﻠوب ‪:‬‬
‫ﻋدم اﻟتوﺼﻞ إﻟﻰ أﺴﻠوب ﻋﻠمﻲ واﻀـﺢ واﻟحﺎﺠـﺔ إﻟـﻰ اﺘجﺎﻫـﺎت ﻋﻠمیـﺔ ﻤوﻀـوﻋیﺔ ﻤـن أﻫـم‬
‫اﻟمشكﻼت اﻟتﻲ ﺘواﺠﻪ اﻟد ارﺴـﺎت اﻹدار�ـﺔ اﻟمﻘﺎرﻨـﺔ ‪،‬اذ ﻻ ﯿـزال اﻟمیـدان �ﻔتﻘـر إﻟـﻰ وﺴـﺎﺌﻞ اﻟبحـث‬
‫وأدوات اﻻﺴتﻘراء واﻻﺴتنبﺎط واﻟمﻘﺎرﻨﺔ واﻟﻘیﺎس‪.‬‬
‫*‪-‬اﻟموﻀوﻋیﺔ ‪:‬‬
‫ﻋدم ﻤوﻀوﻋیﺔ اﻟبﺎﺤث ﻤسـﺎﻟﺔ ﻗﺎﺌمـﺔ ﻟتنـﺎول اﻟبـﺎﺤثین أوﻀـﺎع ﺒﻼدﻫـم ﻓﻬنـﺎك إﺤجـﺎم اﻟﻌدﯿـد‬
‫ﻤن اﻟبﺎﺤثین ﻋﻠﻰ ﻨﻘد أوﻀﺎع ﺒﻠداﻨﻬم ‪.‬‬
‫*‪-‬ﻋدم ﺘواﻓر اﻟبیﺎﻨﺎت ‪:‬‬
‫أو ﻗﻠــﺔ اﻟبیﺎﻨــﺎت واﻹﺤصــﺎﺌیﺎت اﻟدﻗیﻘــﺔ واﻟمنظمــﺔ وﻓــﻲ ﺤــﺎﻻت أﺨ ـرى ﻋــدم ﺘواﻓرﻫــﺎ ‪،‬وﺘبــدو‬
‫اﻟمشــكﻠﺔ أﻛثــر وﻀــوﺤﺎ �ﺎﻟنســبﺔ ﻟﻠــدول اﻟنﺎﻤیــﺔ واﻟحدﯿثــﺔ اﻻﺴــتﻘﻼل ﻓﻌــدم ﺘ ـواﻓر إﺤصــﺎءات دﻗیﻘــﺔ‬
‫وﻤنظمــﺔ ﯿــؤﺜر ﻋﻠــﻰ اﻟبحــوث واﻟد ارﺴــﺎت اﻟﻌﻠمیــﺔ اﻟتــﻲ �مكــن اﺘخﺎذﻫــﺎ أﺴﺎﺴــﺎ ﻟﻠمﻘﺎرﻨــﺔ ‪،‬وان ﺘمــت‬
‫ﻓﺎن ﻨتﺎﺌجﻬﺎ ﻻ �مكن اﻟوﺜوق ﺒﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺨﻼﺼﺔ ‪:‬‬
‫اﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻓﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟم ﺘﺄﺨذ ﻤكﺎﻨﻬﺎ ﻀمن اﻟدراﺴﺎت اﻟﻌﻠمیﺔ إﻻ اﺒتداء ﻤن‬
‫اﻟخمسینﺎت ﻤن اﻟﻘرن اﻟﻌشر�ن �ﻔﻌﻞ اﻟﻌدﯿد ﻤن اﻟﻌواﻤﻞ اﻟمتشﺎ�كﺔ واﻗتصرت ﻋﻠﻰ اﻟتحﻠیﻞ‬
‫اﻟوﺼـﻔﻲ ﻟﻠمؤﺴسـﺎت واﻟﻌمﻠیـﺎت اﻹدار�ـﺔ داﺨـﻞ �ـﻞ دوﻟـﺔ إﻟـﻰ أن وﺼـﻠت إﻟـﻰ ﻤرﺤﻠـﺔ إﺠـراء‬
‫دراﺴﺎت ﻤﻘﺎرﻨﺔ ﻟﻺدارات اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟمختﻠﻒ اﻟدول إذ اﻨتﻘﻠت ﻤـن ﻤرﺤﻠـﺔ ﺴـرد ﻨظـﺎم ﻤﻌـین ﻓـﻲ‬
‫ﺒﻠـد واﺤـد إﻟــﻰ ﻨطـﺎق أوﺴـﻊ وأﻛثــر ﻋمﻘـﺎ وﻫـﻲ ﻤرﺤﻠــﺔ اﻟبحـث اﻟمﻘـﺎرن ﺤیــث ﺘنصـب اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋﺎﻤﻞ واﺤـد ور�طـﻪ �ﺎﻟﻌواﻤـﻞ واﻟمـؤﺜرات اﻟمحیطـﺔ وﺘتبﻌـﻪ ﻓـﻲ أﻛثـر ﻤـن ﺒﻠـد �ﺎﺴـتخدام‬
‫أﺴﺎﻟیب إﺤصﺎﺌیﺔ وﻗیﺎﺴیﺔ ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Haque M Shamsul, Wal ,Zeger ,Berg ,Comparative Studies in Public Administrtion , Public Administration Review ,vol81,N02, 2021,p346.‬‬
‫‪50‬‬
‫اﻟﻣﺣور اﻟراﺑﻊ ‪:‬‬

‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‬

‫• ﺘمﻬید‬

‫• أوﻻ اﻟخصﺎﺌص اﻹدار�ﺔ اﻟمشتر�ﺔ ﻟﻠدول اﻟمتﻘدﻤﺔ‬

‫• ﺜﺎﻨیﺎ اﻟخصﺎﺌص اﻹدار�ﺔ اﻟمشتر�ﺔ ﻟﻠدول اﻟنﺎﻤیﺔ‬

‫‪ -1‬اﻟنموذج اﻟﻔرﻨسﻲ‬

‫‪-2‬اﻟنموذج اﻟمصري‬

‫• ﺜﺎﻟثﺎ أﻓﺎق اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ‬

‫‪51‬‬
‫اﻟمحور اﻟرا�ﻊ‪:‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟمتﻘدﻤﺔ واﻟنﺎﻤیﺔ‬
‫ﺘمﻬید ‪:‬‬
‫ﺘ ـ ــداوﻟت �ﻌ ـ ــض اﻟد ارﺴ ـ ــﺎت ﺼ ـ ــﻔﺎت اﻹدارة وﺨصﺎﺌص ـ ــﻬﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدول اﻟمتﻘدﻤ ـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟت ـ ــﻲ‬
‫أوﻀحت أﻨﻬﺎ ﺘتصﻒ ﺒتوز�ﻊ واﻀﺢ ﻟﻸدوار ﻓﻲ ظﻞ ﺘنظیم إداري ﻤتخصص �ﻠیﺎ ‪ ،‬ووﺠود‬
‫ﺤدود ﻓﺎﺼﻠﺔ ﻟﻌمﻞ �ﻞ ﻤن اﻹدارة واﻟسیﺎﺴﺔ ‪ .‬وأن اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟمجتمﻌﺎت ﺘﻌمـﻞ‬
‫ﻓــﻲ ظــﻞ اﻟتطــﺎﺒق ﺒــین ﻤــﺎ �ﻘبﻠــﻪ اﻟنــﺎس ‪ ،‬وﻤــﺎ ﺘﻔرﻀــﻪ اﻟﻘ ـواﻨین ) ﻋﻼﻗــﺔ ﻗو�ــﺔ ﺒــین اﻟســﻠطﺔ‬
‫واﻟشــرﻋیﺔ ( ‪ ،‬و� ــتم ﻓیﻬ ــﺎ اﺘخ ــﺎذ اﻟﻘــ اررات �صــورة ﻋﻘﻼﻨیــﺔ ‪ ،‬وﺨضــوع اﻟبیروﻗراطیــﺔ ﻟرﻗﺎ� ــﺔ‬
‫ﻓﻌﺎﻟـ ــﺔ ﺘمﺎرﺴـ ــﻬﺎ ﻤؤﺴسـ ــﺎت ﻤحـ ــددة ‪ ،‬ووﺠ ـ ــود درﺠـ ــﺔ ﻋﺎﻟیـ ــﺔ ﻤـ ــن اﻟتنﺎﺴـ ــق واﻻﻨسـ ــجﺎم ﺒـ ــین‬
‫اﻟسیﺎﺴــﺎت واﺤتیﺎﺠــﺎت اﻟجمــﺎﻫیر ‪ ،‬وﺘ ـواﻓر درﺠــﺔ ﻋﺎﻟیــﺔ ﻤــن اﻟمشــﺎر�ﺔ ﻓــﻲ ﻋمﻠیــﺎت ﺼــنﻊ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻓیمﺎ ﯿﻠﻲ �مكن ﺘﻔصیﻞ �ﻌض ﺨصﺎﺌص ﻟﻠدول اﻟمتﻘدﻤﺔ واﻟنﺎﻤیﺔ ‪:‬‬
‫أوﻻ اﻟخصﺎﺌص اﻹدار�ﺔ اﻟمشتر�ﺔ ﻟﻠدول اﻟمتﻘدﻤﺔ ‪:‬‬
‫ﺘتﻔق اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ دول ﻏرب ارو�ﺎ و ﻋﻠﻰ اﻷﺨص ﻓﻲ �ﻞ ﻤن أﻟمﺎﻨیﺎ و ﻓرﻨسﺎ ﻤﻊ‬
‫اﻟصورة اﻟتﻲ ﻋرﻀﻬﺎ "ﻤﺎﻛس ﻓیبر" "‪" Max Weber‬ﻋن اﻟبیروﻗراطیﺔ و اﻟثﻘﺎﻓﺔ و اﻟحضﺎرة‬
‫اﻟسیﺎﺴیﺔ ﻓﻲ �ﻞ ﻤنﻬمﺎ ﻤمﺎ ﯿبرر دراﺴتﻬﺎ �نظم إدار�ﺔ ﺘﻘﻠید�ﺔ ‪� .‬مﺎ ﺘتمیز ﺒر�طﺎﻨیﺎ و اﻟوﻻ�ﺎت‬
‫م‪.‬أ ﺒتراث ﺴیﺎﺴﻲ ﻤشترك و ﺘتشﺎ�ﻪ ﻓﻲ أﺠﻬزﺘﻬﺎ اﻹدار�ﺔ �كوﻨﻬمﺎ ﻨموذﺠین ﻟﻬمﺎ ﺘﺄﺜیر �بیر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ‪.‬‬
‫و ﺴمﺎت ﻫذﻩ اﻟبیروﻗراطیﺔ ﯿتم ﻋرﻀﻬﺎ ﻤن ﺨﻼل اﻟنﻘﺎط اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫*اﻷﺠﻬ ـزة اﻹدار�ــﺔ اﻟحكوﻤیــﺔ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟمتﻘدﻤــﺔ ﺘتمیــز �مواﺼــﻔﺎت اﻟتنظــیم اﻟجیــد اﻟــذي‬
‫�ســیر وﻓــق أﺴــس ﻋﻠمیــﺔ �مــﺎ ﺤــددﻫﺎ "ﻤــﺎﻛس ﻓیبــر" ﺴ ـواء ﻓــﻲ ﻤجــﺎل اﻟخصــﺎﺌص اﻟﻬیكﻠیــﺔ‬

‫‪ 1‬ﻨﺎﺠﻲ اﻟبصﺎم ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.109‬‬


‫‪52‬‬
‫اﻟبنیو�ﺔ أو اﻟخصﺎﺌص اﻟسﻠو�یﺔ ‪،‬و�ﻌتبر اﻟتنظیم ﺴمﺔ أﺴﺎﺴیﺔ ﻤـن ﺴـمﺎت اﻹدارة ‪1‬ﻓـﻲ ﻫـذﻩ‬
‫اﻟدول اذ ان ﺘوز�ﻊ اﻟﻌمﻞ‪ ،‬وﺘحدﯿد ﻤن �ﻘوم �ـﻪ ‪،‬وأﻨمـﺎط اﻟﻌﻼﻗـﺎت اﻟسـﺎﺌدة ﺘسـیر وﻓـق أﺴـس‬
‫ﻤوﻀوﻋیﺔ‪.‬‬
‫*اﻹﺠراءات اﻟﻼزﻤﺔ ﻟوﻀﻊ اﻟﻘ اررات اﻟسیﺎﺴیﺔ أﺼبحت ﻓﻲ ﻏﺎﻟبیتﻬﺎ ﻋﻘﻼﻨیﺔ و ﻋﻠمﺎﻨیﺔ إذ‬
‫ﻻ وﺠود ﻓیﻬﺎ ﻟسﻠطﺔ اﻟﻘیﺎدة اﻟتﻘﻠید�ﺔ ‪.‬‬
‫*ﺤجم اﻟنشﺎط اﻹداري و اﻟسیﺎﺴﻲ أﺼبﺢ ﻤتسﻌﺎ‪� ،‬حیث �متد ﻟكﻞ اﻟمجﺎﻻت ﻓﻲ اﻟمجتمﻊ‬
‫واﻹدارة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول ﺘتمیز �ﺎﻟحجم اﻟكبیر اﻟذي �حتﺎج ﻟكوادر �شر�ﺔ ﻋﻠﻰ درﺠﺔ �بیرة‬
‫ﻤن اﻟتخصص اﻟمﻬنﻲ واﻟﻔنﻲ‪.‬‬
‫*ان اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول ﺘتصﻒ �مواﺼﻔﺎت ﻤﻬنیﺔ ﺘتمثﻞ ﻓﻲ اﻋتبﺎر اﻟخدﻤﺔ اﻟﻌﺎﻤـﺔ‬
‫ﻤﻬنــﺔ ﻤثﻠﻬــﺎ ﻤثــﻞ أي ﻤﻬنــﺔ أﺨــرى �مﻬنــﺔ اﻟمحﺎﻤــﺎة و ﻫــذا اﻻﺘجــﺎﻩ اﻟمﻬنــﻲ ﯿنــتﺞ ﻋــن ﻋــدة‬
‫ﻋواﻤــﻞ وﻫــﻲ اﻋتمــﺎد ﻤﻌــﺎﯿیر اﻟجــدارة و اﻟكﻔــﺎءة �ﺄﺴــﺎس ﻟﻠتﻌیــین و اﻟتﺄﻛیــد ﻋﻠــﻰ اﻟتﻌﻠــیم و‬
‫ووﺠــود ﺸــﻌور اﻻﻋت ـزاز ﻓــﻲ اﻟﻌمــﻞ اﻟحكــوﻤﻲ‬ ‫‪2‬‬
‫اﻟتــدر�ب �ﺄﺴ ـﺎس ﻷداء اﻷﻋمــﺎل اﻟمختﻠﻔــﺔ‬
‫وﻀمﺎن اﺴتم ارر�تﻪ �ﺎﻟمﻘﺎرﻨﺔ �ﺎﻟﻌمﻞ ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ‪.‬‬
‫*ﻨظ ار ﻻن اﻟنظم اﻟسیﺎﺴیﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول ﻤستﻘرة و ﻨﺎﻀجﺔ ﻨسبیﺎ ﻓﺎﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓیﻬﺎ‬
‫ﻤتطورة و ﻤتﻘدﻤﺔ و �شكﻞ ﻋﺎم ﻨجد أن دور اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ اﻟﻌمﻠیﺔ اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻀﺢ ﺠدا‬
‫و اﻟخط اﻟﻔﺎﺼﻞ ﺒین اﻟبیروﻗراطیﺔ و اﻟمؤﺴسﺎت اﻟسیﺎﺴیﺔ اﻷﺨرى ﻤحدد أو ﻤﻘبول ‪،‬‬
‫�مﻌنﻰ اﻨﻪ ﯿتوﻗﻊ ﻤن اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟمجتمﻌﺎت أن ﺘؤدي دور أﺴﺎﺴیﺎ و ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ‬
‫ﻋمﻠیﺔ ﺘنﻔیذ اﻟﻘواﻨین و ﺘطبیﻘﻬﺎ ودور أﻗﻞ ﻓﻌﺎﻟیﺔ ﻓﻲ ﺼنﻊ اﻟﻘواﻨین و ﺼیﺎﻏﺔ اﻷﻫداف ‪.‬‬
‫*ﺘخضﻊ اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدول ﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻤنﺎﺴبﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺘمﺎرﺴﻬﺎ ﻤؤﺴسﺎت ﺴیﺎﺴیﺔ ﺘمﻠك‬
‫إﺨتصﺎﺼﺎت ﻤحددة ‪.‬‬
‫ﺜﺎﻨیﺎ اﻟخصﺎﺌص اﻟمشتر�ﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ‪:‬‬

‫‪1‬ﻨمحمد ﻗﺎﺴم اﻟﻘر�وﺘﻲ ‪،‬دور اﻻدارة ﻓﻲ اﻟتنمیﺔ ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.252‬‬


‫ﻤحمد ﻓتحﻲ ﻤحمود ‪،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪:‬دار اﻟﻔجر ﻟﻠنشر واﻟتوز�ﻊ ‪ ، 1998،‬ص‪.233‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪53‬‬
‫اﺘصــﻔت اﻟبیروﻗراطیــﺔ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟنﺎﻤیــﺔ �مجموﻋــﺔ ﻤــن اﻟصــﻔﺎت واﻟخصــﺎﺌص اﻟمشــتر�ﺔ ‪،‬‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻤــن اﺨــتﻼف اﻟظ ـروف اﻟمحیطــﺔ و اﻟــنظم اﻟسیﺎﺴــیﺔ اﻟتــﻲ ﺘتواﺠــد ﻓــﻲ إطﺎرﻫــﺎ‬
‫و�ــذﻟك ﻓــﻲ درﺠــﺔ اﻟتﻘــدم اﻻﻗتصــﺎدي واﻻﺠتمــﺎﻋﻲ ‪ ،‬وﻓــﻲ درﺠــﺔ اﺴــتجﺎﺒتﻬﺎ ﻟﻠضــﻐوط وﻗــد‬
‫ﺘنﺎوﻟــت اﻟﻌدﯿــد ﻤــن اﻟد ارﺴــﺎت واﻟبحــوث ﺨصــﺎﺌص اﻟبیروﻗراطیــﺔ ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟنﺎﻤیــﺔ ‪ ،‬وﻤــن‬
‫أﺸﻬر ﺘﻠك اﻟدراﺴﺎت دراﺴﺔ " ﻓر�د رﺠز " اﻟذي أﻛد ﻓیﻬﺎ أن اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓـﻲ اﻟـدول اﻟنﺎﻤیـﺔ‬
‫ﺘتصــﻒ �ﺎﻟتشــﺎ�ك ‪ ،‬وﻋــدم اﻟتجــﺎﻨس ‪ ،‬واﻟطــﺎ�ﻊ اﻟرﺴــمﻲ ‪ .‬واﻻﻨــدﻤﺎج أو ﻋــدم اﻟتخصــص ‪،‬‬
‫واﻟﻘواﻋد ﻏیر اﻟموﻀوﻋیﺔ ‪.‬‬
‫وﻗد ﺒدأت اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ﻓﻲ اﻟظﻬور �ﻌد اﻟحرب اﻟﻌﺎﻟمیﺔ اﻟثﺎﻨیﺔ ﺤیث ظﻬر ﻓﻲ اﻟخمسینﺎت‬
‫أﻛثر ﻤن ﻨصﻒ دول اﻟﻌﺎﻟم ‪،‬وظﺎﻫرة اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ﻫﻲ اﻨﻌكﺎس ﻟﻠسیطرة‬
‫اﻻﺴتﻌمﺎر�ﺔ ﻻن ﻤﻌظم ﻫذﻩ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ظﻠت ﺘحت اﻻﺤتﻼل اﻷﺠنبﻲ ﻟﻔترات طو�ﻠﺔ ﻤمﺎ‬
‫ﺠﻌﻞ ﻨظﺎﻤﻬﺎ اﻹداري ﯿرﺘبط ارﺘبﺎطﺎ �ﺎﻤﻼ �ﺎﻟدول اﻟمستﻌمرة ‪.‬‬
‫ﻓﻬنﺎك ﺨصﺎﺌص ﻤشتر�ﺔ ﺒین ﻨمﺎذج اﻟبیروﻗراطیﺔ اﻟنﺎﻤیﺔ ﺘكون ﻓﻲ ﻤجموﻋﻬﺎ ﻋددا ﻤن‬
‫‪1‬‬
‫اﻟمشكﻼت أﻫمﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻤشكﻠﺔ اﻻﻨحراف اﻹداري ‪،‬ﻤشكﻠﺔ إﻨخﻔﺎض اﻟكﻔﺎءة اﻹدار�ﺔ ‪� ،‬ثرة اﻟﻘیود اﻹﺠراﺌیﺔ‪ ،‬اﻟتمسك‬
‫�حرﻓیﺔ اﻟﻘواﻨین و اﻟﻠواﺌﺢ ‪،‬ﻤشكﻠﺔ اﻟتضخم ‪،‬ﻤشكﻠﺔ اﻟجنوح ﻨحو اﻟنمطیﺔ ‪.‬‬
‫وﻗد واﻋتبر " ﻓیر�ﻞ ﻫیدي " ان اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ اﻟـدول اﻟنﺎﻤیـﺔ ﺘتصـﻒ �ﺎﻟنﻘـﻞ دون اﻟتطـو�ر‬
‫اﻟ ــذاﺘﻲ ‪ .‬وﻨﻘ ــص اﻟمﻬ ــﺎرات ‪ ،‬وأﻨﻬ ــﺎ ﺒیروﻗراطی ــﺔ ﻏی ــر ﻤنتج ــﺔ ‪ ،‬واﻟط ــﺎ�ﻊ اﻟرﺴ ــمﻲ اﻟجﺎﻤ ــد‬
‫واﻻﻨﻌزاﻟیـ ــﺔ ‪ .‬و�ﻟـ ــﻰ ﺠﺎﻨـ ــب د ارﺴـ ــﺎت �ـ ــﻞ ﻤـ ــن "ﻫیـ ــدي " ﺼـ ــنﻔت د ارﺴـ ــﺎت أﺨـ ــرى ﺴـ ــمﺎت‬
‫اﻟبیروﻗراطی ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول اﻟنﺎﻤی ــﺔ ﻟﻌ ــﻞ اﻫمﻬ ــﺎ ‪ :‬اﻟتض ــخم اﻟ ــوظیﻔﻲ ‪ ،‬واﻨخﻔ ــﺎض اﻹﻨتﺎﺠی ــﺔ ‪،‬‬
‫واﻻﻓتﻘـ ــﺎر ﻟﻠﻘیـ ــﺎدة اﻟمـ ــﺎﻫرة اﻟمبدﻋـ ــﺔ ‪ ،‬واﻟﻔسـ ــﺎد ‪ ،‬وﻏیـ ــﺎب اﻟﻔصـ ــﻞ ﺒـ ــین اﻟنظـ ــﺎﻤین اﻟسیﺎﺴـ ــﻲ‬
‫واﻹداري ) اﻟتداﺨﻞ ﺒین اﻻﻋتبﺎرات اﻟسیﺎﺴیﺔ واﻹدار�ﺔ ‪ ،‬وﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻔصﻞ ﺒینﻬمﺎ (‬
‫‪2‬‬
‫و�مكن اﻹﺸﺎرة إﻟیﻬﺎ ﻓﻲ اﻟنﻘﺎط اﻟتﺎﻟیﺔ وﻋﻠﻰ اﻟنحو اﻟتﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﻤحمد ﻓتحﻲ ﻤحمود ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.234‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬ﻨﺎﺠﻲ اﻟبصﺎم ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪ ،‬ص‪.110‬‬


‫‪54‬‬
‫‪ -‬اﺴــتیراد اﻟــنظم اﻹدار�ــﺔ ﻤــن ﺨــﺎرج ﺘﻠــك اﻟمجتمﻌــﺎت ‪ :‬ﺤیــث إن ﺘﻠــك اﻟــنظم وﻀــﻌﻬﺎ‬
‫اﻻﺴتﻌمﺎر ﻓﻲ اﻟبدا�ﺔ ﻋﻠﻰ أﺴـس ﺘتﻔـق إﻟـﻰ ﺤـد �ﻌیـد ﻤـﻊ ﻨظمـﻪ اﻹدار�ـﺔ ‪ ،‬ﺜـم ﺘبنـت‬
‫اﻹدارة ﻋﻘــب اﻻﺴــتﻘﻼل ﻨمــﺎذج إدار�ــﺔ ﻤســتوردة ﻤــن ﺒیئــﺎت ﻋر�یــﺔ ‪ .‬ﻻ ﺘــتﻼءم ﻤــﻊ‬
‫طبیﻌﺔ ﻋمﻞ اﻹدارة ﻓﻲ ﺘﻠك اﻟبﻠدان اﻷﻤـر اﻟـذي ﯿتطﻠـب إﻋـﺎدة ﺘنظیمﻬـﺎ وأﻗﻠمتﻬـﺎ ﻤـﻊ‬
‫واﻗــﻊ اﻟمجتمﻌــﺎت اﻟنﺎﻤیــﺔ ‪ ،‬وﻟﻘــد أﺸــﺎرت اﻟﻌدﯿــد ﻤــن اﻟد ارﺴــﺎت إﻟــﻰ وﺠــود ﻓجــوة ﻓــﻲ‬
‫أﻨظمــﺔ اﻹدارة ﻓــﻲ اﻟــدول اﻟنﺎﻤیــﺔ ﺘﺎ�ﻌــﺔ ﻤــن ﺘطبیﻘﻬــﺎ ﻟﻠنمــﺎذج ﻏر�یــﺔ وﻟیــدة ﺴــیﺎﻗﺎﺘﻬﺎ‬
‫اﻟﻐر�یﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻻﻨﻔص ــﺎل ﻋ ــن اﻟس ــیﺎق‪ :‬ﻓﻔ ــﻲ ﺤ ــین ﻨج ــد اﺘس ــﺎق اﻟنظ ــﺎم اﻹدار� ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟ ــدول‬
‫اﻟمتﻘدﻤﺔ ﻓﻲ طبیﻌتﻬﺎ ‪ ،‬وﻫیﺎﻛﻠﻬﺎ ‪ ،‬وأدوارﻫـﺎ ‪ ،‬ووظﺎﺌﻔﻬـﺎ ﻤـﻊ ﺴـیﺎﻗﺎت ﻋمﻠﻬـﺎ ‪،‬‬
‫ﻨج ـ ــد اﻨﻌـ ـ ـزال اﻟ ـ ــنظم اﻹدار� ـ ــﺔ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدول اﻟنﺎﻤی ـ ــﺔ ﻋ ـ ــن ﺴ ـ ــیﺎﻗﺎﺘﻬﺎ اﻟمختﻠﻔ ـ ــﺔ‬
‫اﻻﻗتصﺎد�ﺔ ‪ ،‬واﻻﺠتمﺎﻋیﺔ ‪ ،‬واﻟسیﺎﺴیﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻔج ـ ــوة ﺒ ـ ــین اﻟتشـ ـ ـر�ﻌﺎت اﻟحﺎﻛم ـ ــﺔ ﻟﻠجﻬ ـ ــﺎز اﻹداري واﻟممﺎرﺴ ـ ــﺎت اﻟﻔﻌﻠی ـ ــﺔ ‪:‬‬
‫وﺘتضﺢ ﺘﻠك اﻟﻔجوة ﻓﻲ ﻏیﺎب اﻟتطبیق اﻟسـﻠیم ﻟﻠنصـوص اﻟتشـر�ﻌیﺔ واﻟﻘﺎﻨوﻨیـﺔ‬
‫اﻟحﺎﻛمﺔ ﻟﻠجﻬﺎز اﻹداري �ﺎﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ‪.‬‬
‫ﺘضخم اﻟجﻬﺎز اﻹداري ‪ :‬وﻤن اﻟخصﺎﺌص اﻟواﻀحﺔ ﻓﻲ ﺠمیﻊ اﻟدول اﻟنﺎﻤیﺔ ﻤﺎ ﺘﻌـﺎﻨﻲ ﻤنـﻪ‬
‫اﻟنظم اﻹدار�ﺔ ﻤن ﺘضخم ﻋدد اﻟﻌﺎﻤﻠین و�شـكﻞ ﺨـﺎص ﻓـﻲ ﻗﺎﻋـدة اﻟجﻬـﺎز اﻹداري ‪ ،‬وﺘبـدو‬
‫ظﺎﻫرة ﺘضخم ﻋدد اﻟﻌﺎﻤﻠین ﻓﻲ ﻗﺎﻋدة اﻟجﻬﺎز اﻹداري ﺠنبﺎ إﻟﻰ ﺠنـب ﻤـﻊ اﻟـنﻘص اﻟواﻀـﺢ‬
‫‪1‬‬
‫ﻓﻲ ﻋدد اﻹدار�ین واﻟﻔنیین اﻟمؤﻫﻠین ﻟشﻐﻞ وظﺎﺌﻒ اﻹدارة اﻟﻌﻠیﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟمر�ز�ـ ــﺔ اﻟشـ ــدﯿدة ‪� :‬ـ ــذﻟك ﻤـ ــن اﻟصـ ــﻔﺎت اﻷﺴﺎﺴـ ــیﺔ ﻟـ ــﻺدارة اﻟﻌﺎﻤـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدول اﻟنﺎﻤیـ ــﺔ ‪،‬‬
‫اﻟمر�ز�ﺔ اﻟشدﯿدة اﻟتﻲ ﺘظﻬر ﻓﻲ ﺠمیﻊ اﻟمستو�ﺎت ‪ ،‬رﻏم ﻤظﺎﻫر اﻟﻼﻤر�ز�ﺔ اﻟتﻲ ﺘﺄﺨذ ﺒﻬﺎ‬
‫�ﻌض اﻟدول ‪ ،‬إﻻ أن اﻟممﺎرﺴﺎت اﻟﻔﻌﻠیﺔ ﺘثبت ﺘر�یز اﻟسﻠطﺔ اﻹدار�ﺔ ‪ ،‬و�بدو ذﻟـك �صـورة‬

‫اﻟمرﺠﻊ ﻨﻔسﻪ ‪ ،‬ص‪.111‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫أﻛثر وﻀوﺤﺎ ﻓﻲ ﻋمﻠیﺔ اﺘخﺎذ اﻟﻘ اررات ‪ ،‬ﺤیث ﺘجـد اﻟرؤﺴـﺎء اﻹدار�ـین ﻓـﻲ �ـﻞ اﻟمسـتو�ﺎت‬
‫�میﻠون إﻟﻰ ﺘر�یز اﻟسﻠطﺔ ﻓﻲ أﯿدﯿﻬم‪.‬‬

‫‪-1‬اﻟنموذج اﻟﻔرﻨسﻲ ‪:‬‬


‫ﻛﺎﺤد اﻟنمﺎذج اﻻدار�ﺔ ﻟﻠدول اﻟمتﻘدﻤﺔ اﻟبیروﻗراطیﺔ اﻟﻔرﻨسیﺔ �ﺎﺤد اﻟبیروﻗراطیﺎت‬
‫اﻟكﻼﺴیكیﺔ اﻟتﻲ ﺘنطبق ﻋﻠیﻬﺎ ﻤواﺼﻔﺎت "ﻤﺎﻛس ﻓیبر" وﻗد طورت ﻓرﻨسﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟجمﻬور�ﺔ‬
‫اﻟخﺎﻤسﺔ ﺠﻬﺎز إداري ﻟخدﻤﺔ اﻟنظﺎم اﻟﻘد�م و�ﻌد اﻟثورة اﻟﻔرﻨسیﺔ أﺼبﺢ ﻓﻲ ﺨدﻤﺔ اﻷﻤﺔ ‪� ،‬جمﻊ‬
‫اﻟﻘدم واﻟحداﺜﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﯿتمیز �ﺎﻟمروﻨﺔ ‪ ،‬و�ﻘیت اﻟدوﻟﺔ ﻤر�ز�ﺔ ‪ ،‬وﻤنذ ﺴنﺔ‬ ‫‪1‬‬
‫ﻤواﺼﻔﺎت‬
‫‪ 1958‬وﺠد ﻨظﺎم ﺒرﻟمﺎﻨﻲ رﺌﺎﺴﻲ ﺘسیطر ﻋﻠیﻪ اﻷﺤزاب اﻟد�ﻐوﻟیﺔ ‪.‬‬
‫*ﺘﻌتبــر اﻟبیروﻗراطیــﺔ اﻟﻔرﻨســیﺔ ﻨمــوذج ﻓر�ــد ﻤــن ﺤیــث وﺠــود ﻨخبــﺔ ﻤمی ـزة ﻤــن اﻹدار�ــین‬
‫ﺘتمثﻞ �مﺎ �ﻌرف �ﺎﻹدارات اﻟكبرى ﺘستمد ﺠذورﻫﺎ ﻤن اﻟحﻘبـﺔ اﻟنﺎﺒوﻟیوﻨیـﺔ ‪ .‬وﻋـدد اﻟمـوظﻔین‬
‫ﻓیﻬﺎ ﻤحدود ﺠدا وﺘﻌمـﻞ �شـكﻞ ﻤسـتﻘﻞ وﻟﻬـﺎ ﻗواﻨینﻬـﺎ ‪ ،‬وان اﻟدوﻟـﺔ ﻻ ﺘتـدﺨﻞ ﺒﻬـﺎ إﻻ �شـكﻞ‬
‫�سیط‬
‫و�ﻌتبر اﻟبیروﻗراطیون اﻟﻔرﻨسیون ﻓﻲ اﻟمسـتو�ﺎت اﻟﻌﻠیـﺎ اﻟمـوﺠﻬین ﻟسیﺎﺴـﺎت اﻹدارة اﻟمر�ز�ـﺔ‬
‫�صــﻔتﻬم ﻤســؤوﻟین ﻋــن أداء ﻤختﻠــﻒ أﻨشــطﺔ اﻟدوﻟــﺔ ‪� ،‬ورﺜــﺔ ﻟﻠجﻬــﺎز اﻟمــنظم اﻟــذي أﻨشــﺄﻩ‬
‫ﻨﺎﺒﻠیون ‪ ،‬وﻤن أﻫم ﻤمیزاﺘﻬم اﻋتبﺎر أﻨﻔسﻬم ﻤمثﻠین ﻟﻠدوﻟﺔ وﻤسؤوﻟین رﺴمیﺎ أﻛثر ﻤن �ـوﻨﻬم‬
‫ﺨــدﻤﺎ ﻟﻠشــﻌب ‪ ،‬وﻟكــوﻨﻬم ﯿتص ـرﻓون �ﺎﺴــم اﻟدوﻟــﺔ ﻓﻬــم �ﻌتبــرون أﻨﻔســﻬم ﻤــﺎﻟكین ﻟجــزء ﻤــن‬
‫‪2‬‬
‫اﻟسیﺎدة اﻟتﻲ ﺘوﺠب اﺤتراﻤﻬم ﻤن ﻗبﻞ اﻟشﻌب ‪.‬‬
‫وﻤن أﻫم اﻹﺼﻼﺤﺎت اﻟتﻲ ﻋرﻓتﻬﺎ ‪:‬‬
‫‪-‬إﻨشﺎء اﻟمدرﺴﺔ اﻟوطنیﺔ ﻟﻺدارة اﻟتﻲ ﺘﺄﺴست ﻋﺎم ‪.1945‬‬

‫‪ 1‬ﻓیر�ﻞ ﻫیدي ‪،‬ﻤرﺠﻊ ﺴﺎﺒق ‪،‬ص ‪.119‬‬


‫‪ 2‬اﻛرم ﺴﺎﻟم ‪،‬ﺨصﺎﺌص اﻟنظم اﻻدار�ﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟمتﻘدﻤﺔ‪،‬ﺘمت ز�ﺎرة اﻟموﻗﻊ ﺒتﺎر�ﺦ‬
‫‪10‬ﻨوﻓمبر‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=11881:2018‬‬
‫‪56‬‬
‫‪-‬إﻨشﺎء اﻟمدرﺴﺔ اﻟتﻘنیﺔ ‪ ، Polytechnique Ecole‬اﻟتﻲ ﺘﺄﺴست ﻓﻲ ﻋﺎم ‪.1794‬‬
‫وﻓﻲ ﻤراﺤﻞ ﻻﺤﻘﺔ ‪ ,‬ﻗسمت اﻟحكوﻤﺔ اﻟﻰ ‪ 15‬و ازرة ﺘنﻘسم �ﻞ ﻤنﻬﺎ اﻟﻰ ﻋدة دواﺌر ﻤر�ز�ﺔ‬
‫‪.‬‬
‫واﻟنظم اﻻدار�ﺔ اﻟبیروﻗراطیﺔ ﻓﻲ ﻓرﻨسﺎ ﯿرى اﻟبﺎﺤثون أﻨﻬﺎ أدت دو ار أﻛثر أﻫمیﺔ ﻓﻲ وﻀﻊ‬
‫اﻟسیﺎﺴﺎت اﻟﻌﺎﻤﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ وﺘخطیط ﺒراﻤجﻬﺎ ‪� ،‬نتیجﺔ طبیﻌیﺔ ﻟتوﺤید اﻟبیروﻗراطیﺔ وﺤﺎﺠﺔ اﻻﻨظمﺔ‬
‫اﻟسیﺎﺴیﺔ اﻟﻰ اﻻﻋتمﺎد ﻋﻠﻰ اﻟبیروﻗراطیﺔ اﻟﻘﺎﺌمﺔ ذات اﻟرﺴوخ واﻟسیطرة واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺘسییر‬
‫اﻟشؤون اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪ ،‬وﻤن ﺜم اﺼبحت اﻟبیروﻗراطیﺔ اﻟحكوﻤیﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟتﺄﺜیر ﻋﻠﻰ اﻻﺠﻬزة‬
‫اﻟسیﺎﺴیﺔ ﺤیث اﺴتطﺎﻋت �صﻼﺤیتﻬﺎ واﺴتﻘرار ﻫیﺎﻛﻠﻬﺎ واﺴتم ارر�تﻬﺎ اﻻدار�ﺔ و�ثرة اﻟموظﻔین‬
‫اﻟمﻬنیین ﻓﻲ اﻋﻠﻰ اﻟمستو�ﺎت ﻓﻲ اﻟسﻠطﺔ ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟمراﻛز اﻟمﻬمﺔ ﻓﻲ اﻟدواﺌر اﻟو ازر�ﺔ ‪ ،‬وﻓﻲ‬
‫اﻟمنﺎﺼب اﻟﻘیﺎد�ﺔ ﻓﻲ ﻤﻌظم اﻟصنﺎﻋﺎت اﻟتﺎ�ﻌﺔ ﻟﻠدوﻟﺔ ان ﺘﻌوض اﻟﻘیﺎدة اﻟسیﺎﺴیﺔ اﻟمتﻐیرة ﺒتﻐیر‬
‫اﻟسﻠطﺔ ‪.‬‬

‫‪-2‬اﻟنموذج اﻹداري ﻓﻲ ﻤصر ‪:‬‬


‫�شكﻞ اﺤد اﻟنمﺎذج اﻹدار�ﺔ ﻟﻠدول اﻟنﺎﻤیـﺔ وﻫـﻲ �ﻐیرﻫـﺎ ﻤـن ﻫـذﻩ اﻟـدول اﻟتـﻲ ﺘﻌـرف اﻟﻌدﯿـد‬
‫ﻤ ــن اﻟمش ــﺎﻛﻞ ‪،‬ﻓـ ـﺎﻹدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻤص ــر ﻤ ــن ﺘﻌﻘ ــد اﻹﺠـ ـراءات وﻋ ــدم اﻟدﻗ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺘوز� ــﻊ‬
‫اﻻﺨتصﺎﺼ ــﺎت وﺘر� ــز اﻟس ــﻠطﺔ و�ثـ ـرة اﻵﻓ ــﺎت اﻟوظیﻔیـ ـﺔ �ﺎﻟرﺸ ــوة واﻻﺨتﻼﺴ ــﺎت ‪1‬وﻀ ــﻌﻒ‬
‫اﻟرﻗﺎ�ﺔ ﻻﻨﻌدام وﺠود ﻤﻌﺎﯿیر ﻤوﻀوﻋیﺔ ﻟﻘیـﺎس أداء اﻟﻌـﺎﻤﻠین ﻓـﻲ اﻏﻠـب إدارات اﻟدوﻟـﺔ ﻤمـﺎ‬
‫ﻓتﺢ ﻤجﺎل ﻹدﺨﺎل اﻻﻋتبﺎرات اﻟشخصیﺔ واﻷﻫداف اﻟخﺎﺼﺔ ﻓﻲ ﺘﻘدﯿر اﻷﻋمﺎل واﻟنتﺎﺌﺞ ‪.‬‬
‫وﻗد ﺒدأت ﻤحﺎوﻻت اﻹﺼﻼح اﻹداري ﻤنذ اﻟخمسینﺎت وﻓق ﻋدة ﻤراﺤﻞ ‪:‬‬

‫ﻤﺎﺠد راﻏب اﻟحﻠو ‪،‬ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻤبﺎدئ اﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤیﺔ ‪،‬اﻹﺴكندر�ﺔ‪:‬دار اﻟجﺎﻤﻌﺔ اﻟجدﯿدة ﻟﻠنشر ‪،2007،‬ص ‪.20‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫أﺼ ــدرت اﻟحكوﻤ ــﺔ اﻟمصـ ـر�ﺔ ﺨ ــﻼل ‪ 1951‬و‪ 1952‬اﻟﻘ ــﺎﻨون ‪ 190‬اﻟمتﻌﻠ ــق �ﺈﻨش ــﺎء دﯿـ ـوان‬
‫‪1‬‬
‫اﻟموظﻔین ‪.‬‬
‫*ﺘم إﺼدار ﻗرار ﺠمﻬوري ﺒتشكیﻞ ﻟجنﺔ ﻟدراﺴﺔ اﻷﻨظمﺔ اﻟحكوﻤیﺔ اﻟﻘﺎﺌمﺔ واﻗتراح أﻫم‬
‫اﻹﺠراءات ﻟصﺎﻟﺢ اﻟﻌمﻞ ‪.‬‬
‫*اﺴتﻘدﻤت اﻟحكوﻤﺔ ﺴنﺔ ‪ 1954‬ﺨبیر ﻫیئﺔ اﻷﻤم اﻟمتحدة ﻟتشخیص ﻤشكﻼت اﻟجﻬﺎز‬
‫اﻟحكوﻤﻲ ‪.‬‬
‫*ﺘم ﺘشكیﻞ اﻟﻠجنﺔ اﻟمر�ز�ﺔ ﻟتنظیم اﻹدارة اﻟحكوﻤیﺔ ﺴنﺔ ‪ 1961‬ﻟدراﺴﺔ ﺠمیﻊ‬
‫اﻟموﻀوﻋﺎت واﻟمﻘترﺤﺎت اﻟتﻲ ﺘرﻓﻊ إﻟیﻬﺎ ﻟجنﺔ �ﻞ و ازرة ‪.‬‬
‫*اﺴتﻘدام ﺨبراء اﻹﺼﻼح اﻹداري ﺴنﺔ ‪ 1962‬ﻟتﻘد�م اﻟمﻘترﺤﺎت اﻟتﺎﻟیﺔ ‪:‬‬
‫إﺠراء ﺘخﻔیض ﻓﻲ ﻋدد اﻟو ازرات‪،‬و�دﻤﺎج اﻟكثیر ﻤن اﻟمؤﺴسﺎت ‪،‬ﺘدﻋیم ﻨظم‬
‫اﻟرﻗﺎ�ﺔ ‪،‬ﺘشجیﻊ اﻟﻼﻤر�ز�ﺔ‪،‬وﻨشﺄة اﻟجﻬﺎز اﻟمر�زي ﻓﻲ ﺘنظیم اﻹدارة ﺴنﺔ‬
‫‪ 1964‬و�ﺎن أﻫم ﻤﺎاﺨتص �ﻪ ﻤﺎﯿﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪-‬اﻗتراح اﻟﻘواﻨین واﻟﻠواﺌﺢ اﻟخﺎﺼﺔ �ﺎﻟﻌﺎﻤﻠین ‪،‬ودراﺴﺔ اﻻﺤتیﺎﺠﺎت ﻤن اﻟﻌﺎﻤﻠین ﻓﻲ‬
‫ﻤختﻠﻒ اﻟتخصصﺎت ‪.‬ـرﺴم ﺴیﺎﺴﺔ وﺨطط ﺘدر�ب اﻟﻌﺎﻤﻠین ـ‪،‬رﺴم ﺴیﺎﺴﺎت ﻓﻲ‬
‫اﻹﺼﻼح اﻹداري وﺨططﻪ ووﻀﻊ اﻟنظم اﻟخﺎﺼﺔ �ﺎﻟتﻔتیش واﻟمتﺎ�ﻌﺔ ‪.‬‬
‫‪ ‬اﻋﺎدة اﻟنظر ﻓﻲ ﻤر�ز�ﺔ وﻻ ﻤر�ز�ﺔ اﺘخﺎذ اﻟﻘ اررات ﻟتحﻘیق اﻨسیﺎﺒیﺔ‬
‫اﻟﻌمﻞ وﺘدﻓﻘﻪ ‪.‬‬

‫‪ ‬اﻻﻫتمﺎم ﺒترﻗیﺎت اﻟﻌﺎﻤﻠین ﻋﻠﻰ ﻤستوى اﻟدوﻟﺔ ‪،‬و�ﻋﺎدة ﺘنظیم اﻟوﺤدات‬


‫اﻹدار�ﺔ ‪،‬وﺘبسیط اﻹﺠراءات ﻤن ﺨﻼل ﺘوﺤید اﻟمﻌﺎﻤﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻤستوى‬
‫اﻟوﺤدات اﻹدار�ﺔ �ﻘطﺎﻋﺎت اﻟدوﻟﺔ ‪.‬‬

‫ﻋبد اﻟسید ﺼبري ﻋبد اﻟسید داود ‪،‬ﺘجر�ﺔ ﻤصر ﻓﻲ ﻤسیرة إﺼﻼح وﺘطو�ر اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ ‪،‬ﻤجﻠﺔ اﻟتنمیﺔ اﻹدار�ﺔ ‪،‬ع‬ ‫‪1‬‬

‫‪،104‬ﯿوﻟیو ‪،2004‬ص ‪.59‬‬


‫‪58‬‬
‫ﺜﺎﻟثﺎ آﻓﺎق اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ‬
‫ﻤــﻊ ﺘصــﺎﻋد ﻗــوى اﻟﻌوﻟمــﺔ ﻓــﻲ ﺘســﻌینﺎت اﻟﻘــرن اﻟﻌشـر�ن �ظــﺎﻫرة ﻤتﻌــددة اﻷ�ﻌــﺎد واﻟجواﻨــب‬
‫ﺴـ ـواء اﻻﻗتصﺎد�ﺔ‪،‬واﻟسیﺎﺴ ــیﺔ او اﻻﺠتمﺎﻋی ــﺔ واﻟثﻘﺎﻓی ــﺔ ﺒ ــرزت ﻋﻠ ــﻰ اﻟمس ــتوى اﻟﻔك ــري اﻟﻌدﯿ ــد ﻤ ــن‬
‫اﻟنظر�ــﺎت اﻟتــﻲ ﺘــدﻋم اﻟتوﺠــﻪ ﻟﻠﻌوﻟمــﺔ وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟصــدد ﺴــﻠط �ﻌــض اﻟبــﺎﺤثین اﻟضــوء ﻋﻠــﻰ أﻫمیــﺔ‬
‫اﻟﻌوﻟمﺔ ﻟﻠدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨـﺔ ﻤـن ﺤیـث اﻻﻫتمـﺎم اﻟمت ازﯿـد ﻟﻠبـﺎﺤثین اﻟﻐـر�یین �ـﺎﻟنظم اﻹدار�ـﺔ‬
‫اﻟﻐیر اﻟﻐر�یﺔ ‪.‬‬
‫و�ﻠﻔــت �ﻌــض اﻟبــﺎﺤثین اﻻﻨتبــﺎﻩ إﻟــﻰ اﻟتﻔﺎوﺘــﺎت اﻟكبی ـرة ﻓــﻲ ﻋوﻟمــﺔ وﺘبــﺎدل اﻷﻓكــﺎر اﻹدار� ـﺔ‬
‫اﻟﻘﺎﺌمﺔ ﻋﻠﻰ ﻫیمنﺔ أورو�ﺎ اﻟﻐر�یﺔ وأﻤر�كﺎ اﻟشمﺎﻟیﺔ ﻋﻠﻰ ﺤسﺎب اﻟـدول اﻷﺨـرى ‪،‬وﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻤـن‬
‫أن اﻟﻌوﻟمــﺔ أدت إﻟــﻰ إﻋــﺎدة ﻫیكﻠــﺔ اﻟمجــﺎﻻت اﻟمﺎﻟیــﺔ واﻹدار�ــﺔ واﻟتﻘنیــﺔ ﻟــﻺدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻓــﻲ أﺴــیﺎ‬
‫و�ﻓر�ﻘی ــﺎ وأﻤر�ك ــﺎ اﻟﻼﺘنی ــﺔ ‪1‬ﺘح ــت رﻋﺎ� ــﺔ اﻟو� ــﺎﻻت اﻟدوﻟی ــﺔ إﻻ اﻨ ــﻪ ﻟ ــم ﺘك ــن ﻫن ــﺎك ﺘﻐییـ ـرات ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟسـیﺎﻗﺎت اﻻﺠتمﺎﻋیــﺔ واﻟسیﺎﺴــیﺔ واﻟثﻘﺎﻓیـﺔ ﻟﻠبیروﻗراطیــﺔ ﻓــﻼ ﺘـزال ﻫـذﻩ اﻟﻔجــوة اﻟمســتمرة ﺒــین اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻤﺔ وﺴیﺎﻗﺎﺘﻬﺎ اﻷﺼﻠیﺔ ﻤمﺎ �شكﻞ ﺘحد�ﺎ ﻟﻠدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟســیﺎق ﺒــرز ﻤﻔﻬــوم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ اﻟجدﯿــدة اﻟتــﻲ ﺘحــث ﻋﻠــﻰ ﻋمــﻞ اﻟحكوﻤــﺔ‬
‫�منطق وروح ﻗطﺎع اﻷﻋمﺎل ﺤیث ﺘبنت أﻓكـﺎر ‪ Osborne&Gaebler‬ﻓـﻲ �تﺎﺒﻬمـﺎ "إﻋـﺎدة اﺨتـراع‬
‫اﻟحكوﻤــﺔ "اﻟــذي اوﺤیــﺎ ﻓیــﻪ �ظﻬــور ﻨمــوذج ﺠدﯿــد ﻟﻠﻘطــﺎع اﻟﻌــﺎم ﻤبنــﻰ ﻋﻠــﻰ ﺜــورة ر�ــﺎدة اﻷﻋمــﺎل‬
‫و�مثـﻞ اﻟحـﻞ ﻟكـﻞ ﻤشـكﻼت اﻟﻘطـﺎع اﻟﻌـﺎم ﻤـن ﺨـﻼل ﺘسـییر اﻟﻌمـﻞ‬ ‫‪Entrepreneurial Revolution‬‬

‫اﻟحكوﻤﻲ �منطق وروح اﻟﻘطﺎع اﻟخﺎص ‪.‬‬


‫وﻤﻊ اﻟتطور اﻟﻬﺎﺌﻞ ﻓﻲ ﺘكنوﻟوﺠیﺎ اﻻﺘصﺎﻻت واﻟمﻌﻠوﻤﺎت اﻟمصﺎﺤب ﻟتصﺎﻋد ﻗوى اﻟﻌوﻟمـﺔ‬
‫ﺒــرزت ا�ضــﺎ اﻟﻌدﯿــد ﻤــن اﻟمﻔــﺎﻫیم اﻟتــﻲ ﺸــكﻠت اﻹطــﺎر اﻟﻔكــري ﻷﺴــﺎﻟیب ﻋمــﻞ اﻹدارة ﻤــن أﻫمﻬــﺎ‬
‫اﻟحكوﻤ ــﺔ اﻻﻟكتروﻨی ــﺔ اﻟ ــذي �ﻌب ــر ﻋ ــن اﺴ ــتخدام اﻟحكوﻤ ــﺔ ﻟتكنوﻟوﺠی ــﺎ اﻟمﻌﻠوﻤ ــﺎت واﻻﺘصـ ـﺎﻻت‬
‫وﺘطبیﻘﺎﺘﻬﺎ اﻟمختﻠﻔﺔ ﻤن اﺠﻞ ﺘوﻓیر ﺨدﻤﺔ ﻤمیزة ﻟﻠمواطنین ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Haque M Shamsul, Wal ,Zeger ,Berg , op cit ,p347.‬‬
‫‪59‬‬
‫وﻓ ــﻲ ﻀ ــوء اﻟتﻐییــرات اﻟﻬﺎﺌﻠــﺔ اﻟتــﻲ ﺤ ــدﺜت ﻓــﻲ اﻻدارة اﻟﻌﺎﻤ ــﺔ واﻟت ــﻲ دﻓﻌتﻬ ــﺎ ﻟﻼﻨتﻘ ــﺎل اﻟ ــﻰ‬
‫اﻟﻔضــﺎء اﻻﻟكتروﻨــﻲ ﻤــن اﺠــﻞ ﺘﻘــد�م ﺨــدﻤﺎﺘﻬﺎ �ﺎﺴــتخدام اﻟتﻘنیــﺎت اﻟحدﯿثــﺔ ‪،‬وﺸــكﻠت ﺘﻠــك اﻟتﻐی ـرات‬
‫ﺒدورﻫﺎ ﻓرﺼﺎ ﻟثورة ﻤحتمﻠﺔ ﻹﻋﺎدة ﺘشكیﻞ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫اﻟخــــــــــــــــﺎﺘمﺔ‪:‬‬

‫وﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻤــن اﻟمشــكﻼت اﻟتــﻲ ﺘﻌتــرض اﻟد ارﺴــﺎت اﻟمﻘﺎرﻨــﺔ ﻓــﻲ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ واﻟﻌﻘبــﺎت‬
‫اﻟتﻲ ﺘواﺠﻬﻬﺎ ‪،‬ﻤتمثﻠﺔ ﻓﻲ ﻟنسبیﺔ ﻤﺎدﺘﻬﺎ �ﺎﻟنظر إﻟﻰ ﺤداﺜتﻬﺎ ‪،‬ﻓﺈﻨﻬﺎ اﻋتبـرت إﺤـدى ﻤجـﺎﻻت‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤــﺔ ﻟمــﺎ ﺘمیــزت �ــﻪ ﻤــن ﺘﻘــدم ﻤﻠحــوظ ﻓــﻲ اﻟمﻌرﻓــﺔ اﻹدار�ــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟصــﻌید اﻟمﻘــﺎرن‬
‫ﻓﻲ اﻟﻔترات اﻟﻼﺤﻘﺔ ‪.‬‬
‫و �مكن اﻹﺸﺎرة إل ﻫﻲ ﻤحدود�ﺔ اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ اﻟشﺎﻤﻠﺔ ﻟﻸوﻀﺎع اﻹدار�ﺔ‬
‫ﻓﻲ دول اﻟﻌﺎﻟم اﻟمختﻠﻔﺔ واﻟموﺠود ﻤن اﻟدراﺴﺎت اﻹدار�ﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﻻ �ﻌدو أن �شكﻞ ﻓﻲ اﻏﻠبﻪ‬
‫دراﺴﺎت وﺼﻔیﺔ ﻟﻠممﺎرﺴﺎت اﻹدار�ﺔ دون أن ﺘتخذ ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺎت اﻟطﺎ�ﻊ اﻟﻌﻠمﻲ اﻟتجر�بﻲ اﻟمبنﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟتجر�ﺔ واﻟتحﻠیﻞ ‪�،‬ﺎﻟرﻏم أ�ضﺎ ﻤن أﻨﻬﺎ ﻋرﻓت ﺘطو ار ﻓﻲ اﻟستینﺎت واﻟسبﻌینﺎت ﻤن اﻟﻘرن‬
‫اﻟمﺎﻀﻲ ﻤدﻓوﻋﺎ �ﺎﻟحكوﻤﺎت اﻟوطنیﺔ واﻟمؤﺴسﺎت اﻟمﺎﻟیﺔ اﻟدوﻟیﺔ إﻻ أﻨﻬﺎ ﻋرﻓت ر�ود ﺨﻼل‬
‫اﻟثمﺎﻨینﺎت ﺤیث ﺤﻠت ﻨمﺎذج اﻟسوق واﻟیﺎﺘﻪ ﻤحﻞ اﻟبراﻤﺞ اﻟتﻲ ﺘرﻋﺎﻫﺎ اﻟحكوﻤﺔ وﻋرﻓت اﻨتﻌﺎش‬
‫ﻓﻲ اﻟتسﻌینﺎت ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻷﺨیر ﺘخصص اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ اﻟمﻘﺎرﻨﺔ ﯿبﻘﻰ رﻫین ﻟﻼﺘجﺎﻫﺎت اﻟمتزاﯿدة �ﺎﺴتمرار ﻨحو اﻟﻘیﺎم‬
‫�ﺎﻟدراﺴﺎت اﻟمﻘﺎرﻨﺔ واﻟتﻲ ﺤتمﺎ ﺴتضﻊ ﻫذﻩ اﻟدراﺴﺎت ﻋبر اﻟثﻘﺎﻓﺎت ﻓﻲ ﻨﻬﺎ�ﺔ اﻟمطﺎف ﻗواﻋد‬
‫ﺜﺎﺒتﺔ ﻟﻸﻨظمﺔ اﻹدار�ﺔ وﺘوﻓر ﻤحتوى �ﺎف ﻟحﻞ اﻟمشكﻼت اﻹدار�ﺔ‪.‬‬
‫وأﺨی ار أﺘمنﻰ أن ﯿﻠبﻲ ﻫذا اﻟجﻬد واﻟﻌمﻞ اﻟمتواﻀﻊ ﺤﺎﺠﺔ �ﻞ طﺎﻟـب ﻓـﻲ اﻟﻌﻠـوم اﻟسیﺎﺴـیﺔ‬
‫ﻤســتﻔیدا ﻤنــﻪ ﻓــﻲ د ارﺴــتﻪ و�حوﺜــﻪ ‪،‬و�ﻠــﻲ أﻤــﻞ أن أﻛــون ﻗــد ﻗــدﻤت ﻤــن ﺨــﻼل ﻫــذا اﻟجﻬــد �ﻌــض‬
‫اﻻﻀﺎءات اﻟمﻔیدة وان �كون ﻀمن اﻟمسﺎﻫمﺎت اﻟمﻘبوﻟﺔ ﻓﻲ ﻤجﺎل اﻟبحث اﻟﻌﻠمﻲ ‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫اﻟمراﺠﻊ ‪:‬‬
‫اﻟمراﺠﻊ �ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر�یﺔ‬
‫‪-1‬ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد ﷲ ‪،‬اﺻول ﻋﻠم اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪:‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪.1984،‬‬

‫‪-2‬ﺣﺳﯾن رﺷوان اھﻣﯾﺔ اﻻدارة ودورھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ‪ ،‬اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‪.‬‬

‫‪-3‬ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ ‪،‬دور اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﺑﯾن اﻻﺳﻼم واﻟﻧظم اﻟﻣﻌﺎﺻرة اﻻﺧرى دراﺳﺔ‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ‪.1989،‬‬
‫‪ -4‬ﻣﺣﻣد اﻟﻔﺎﺗﺢ ﺑﺷﯾر اﻟﻣﻐﯾري ‪،‬ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ‪،‬ﻋﻣﺎن ‪ :‬دار اﻟﺟﻧﺎن ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪2014،‬‬

‫‪-5‬طﻠﻖ ﻋوض ﷲ اﻟﺳواط ‪،‬طﻠﻌت ﻋﺑد اﻟوھﺎب ﺳﻧدي ‪،‬طﻼل ﻣﺳﻠط اﻟﺷرﯾف ‪ ،‬اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪:‬اﻟﻣﻔﺎھﯾم ‪،‬اﻟوظﺎﺋف اﻻﻧﺷطﺔ ‪،‬ﺟدة ‪:‬دار ﺣﺎﻓظ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪،‬د س ن‬
‫‪-6‬ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم دروﯾش ‪،‬ﻟﯾﻠﻰ ﺗﻛﻼ ‪،‬اﺻول اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪:‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻻﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ‬
‫‪1995،‬‬
‫‪-7‬ھﺎﻧﻲ ﺧﻠف اﻟطراوﻧﺔ ‪،‬ﻧظرﯾﺎت اﻻدارة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ووظﺎﺋﻔﮭﺎ ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪:‬دار اﺳﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫‪2011،‬‬
‫‪-8‬ﻣﺎﺟد ﻋﺑد اﻟﻣﮭدي اﻟﻣﺳﺎﻋدة واﺧرون ‪ ،‬ﻣﺑﺎدئ ﻋﻠم اﻻدارة ‪ ،‬ﻋﻣﺎن ‪:‬دار اﻟﻣﺳﯾرة ﻟﻠﻧﺷرواﻟﺗوزﯾﻊ‬
‫واﻟطﺑﺎﻋﺔ ‪.2013،‬‬
‫‪-9‬ﻣوﻓﻖ ﺣدﯾد ﻣﺣﻣد ‪،‬اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ھﯾﻛﻠﺔ اﻻﺟﮭزة وﺻﻧﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ‪،‬ﻋﻣﺎن‬
‫‪:‬دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪2000،‬‬
‫‪-10‬ﺳﻠوى ﺷﻌراوي ﺟﻣﻌﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠم اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ‪:‬رؤﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻣﺟﻠﺔ اﻟﻧﮭﺿﺔ‬
‫اﻟﻌدد ‪ 1‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎھرة ‪1999،‬‬

‫‪-11‬ﻋزام ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ‪،‬ﻣﺣﻣودﻋﻠﻲ ﻓﺎروز ‪،‬اﺑراھﯾم ﺟﺎﺑر ﺣﺳﻧﯾن ادارة اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ﻋﻣﺎن ‪:‬دار‬
‫ﻏﯾداء ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪.2013،‬‬
‫‪-12‬ﻟﯾﻠﻰ ﺗﻛﻼ ‪،‬اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﯾدان ﻟﻠدراﺳﺔ ‪،‬اﺗﺣﺎد ﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪،‬اﻟﻌدد ‪.1972، 3‬‬

‫‪-13‬راﺷد ﺑن ﺳراح اﻟﻘﯾﺎﺳﻲ ‪،‬ﺑﯾﺋﺔ ﻋﻣل اﺟﮭزة اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ دول ﻣﺟﻠس اﻟﺗﻌﺎون اﻟﺧﻠﯾﺟﻲ‬
‫ﻣﻧظور ﺑﯾﺋﻲ )اﯾﻛوﻟوﺟﻲ(اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪،‬ﻣﺞ ‪،36‬ع ‪-1‬ﯾوﻧﯾو ‪.2016‬‬

‫‪-14‬ﻧﺎﺟﻲ اﻟﺑﺻﺎم ‪،‬اﺳﺎﻟﯾب ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻟﻼدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬اﺗﺣﺎد ﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪،‬ﻣﺞ‬
‫‪5‬ع ‪.1973 ،3‬‬
‫‪ -15‬ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﻟﻌوﯾﺳﺎت ‪،‬ﻣﺑﺎدئ اﻹدارة ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪:‬دار ھوﻣﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷرواﻟﺗوزﯾﻊ ‪2009،‬ـ‬
‫‪-16‬ﻓﯾرﯾل ھﯾدي اﻻدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪:‬ﻣﻧظور ﻣﻘﺎرن ﺗرﺟﻣﺔ ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ اﻟﺟزاﺋر ‪:‬دﯾوان‬
‫اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪.1985،‬‬

‫‪61‬‬
‫‪-17‬اﯾﻣن اﻣﯾن اﻟﺑﺎﺟوري ‪،‬دﻋﺎء رﺿﺎ رﯾﺎض ‪،‬ادارة اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻼدارة‬
‫‪،‬ﻣﺞ ‪، 3‬اﻟﻌدد ‪، 4‬دﯾﺳﻣﺑر ‪. 2023‬‬

‫‪-18‬ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻣود ﻋﺑد اﻟﻌﺎل ﺣﺳن اﺛر اﻟﻣدﺧل اﻻﯾﻛوﻟوﺟﻲ واﻟﻣﻘﺎرن ﻓﻲ دراﺳﺔ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫‪،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ‪، ،‬ﻣﺞ ‪،28‬ع ‪-2‬دﯾﺳﻣﺑر‪.2020‬‬
‫‪-19‬ﻣرﯾزق ﻋدﻣﺎن ‪،‬اﻟﺗﺳﯾﯾر اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺑﯾن اﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﯾﺔ واﻻﺗﺟﺎھﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ‪،‬اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪:‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪.2013،‬‬
‫‪ -20‬اﯾﮭﺎب ﺻﺑﯾﺢ ﻣﺣﻣد زرﯾﻖ ‪ ،‬اﻹدارة اﻷﺻول واﻟﻧظرﯾﺎت ‪ ،‬اﻟﻘﺎھرة ‪:‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪.2001 ،‬‬
‫‪ 21‬ﻓﯾرﯾل ھﯾدي‪،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ :‬ﻣﻧظور ﻣﻘﺎرن ﺗر )ﻣﺣﻣد ﻗﺎﺳم اﻟﻘرﯾوﺗﻲ ( اﻟﺟزاﺋر ‪:‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪1983 ،‬‬
‫‪ -22‬ﻣﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ ﻣﺣﻣود ‪،‬اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ‪،‬اﻟﻘﺎھرة ‪:‬دار اﻟﻔﺟر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪.1998،‬‬
‫‪ -23‬ﻋﺑد اﻟﺳﯾد ﺻﺑري ﻋﺑد اﻟﺳﯾد داود ‪،‬ﺗﺟرﺑﺔ ﻣﺻر ﻓﻲ ﻣﺳﯾرة إﺻﻼح وﺗطوﯾر اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ‪،‬ﻣﺟﻠﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻻدارﯾﺔ ‪،‬ع ‪،104‬ﯾوﻟﯾو ‪.2004‬‬
‫‪ -24‬ﻤﺎﺠد راﻏب اﻟحﻠو ‪،‬ﻋﻠم اﻹدارة اﻟﻌﺎﻤﺔ وﻤبﺎدئ اﻟشر�ﻌﺔ اﻹﺴﻼﻤیﺔ ‪،‬اﻹﺴكندر�ﺔ‪:‬دار اﻟجﺎﻤﻌﺔ اﻟجدﯿدة‬
‫ﻟﻠنشر ‪.2007،‬‬
‫‪ -25‬اﻛرم ﺳﺎﻟم ‪،‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧظم اﻻدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ‪،‬ﺗﻣت زﯾﺎرة اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪10‬ﻧوﻓﻣﺑر‪https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=11881:2018‬‬

‫*ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻻﺟﻧﺑﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪-Marume,R,Jubenkanda,W,Namsi ,comparative buplic‬‬


‫‪Administration ,international journal of science and research ,volume 5‬‬
‫‪issue1,January,2016‬‬
‫‪-M, Bapuji,paradigms of Public Administration an assessment,the Indian‬‬
‫‪Journal of science and ,vol 50,N03,july –september 1989-‬‬
‫‪-Krister ,Anderson ,A New Look at Comparative Public Administration ,‬‬
‫‪Public Administration review ,vol 71,N06,November –December‬‬
‫‪2011,p839.‬‬
‫‪- Haque M Shamsul, Wal ,Zeger ,Berg ,Comparative Studies in Public‬‬
‫‪Administrtion , Public Administration Review ,vol81,N02, 2021‬‬

‫‪62‬‬

You might also like