Professional Documents
Culture Documents
بناء وتكييف الاختبارات لحول
بناء وتكييف الاختبارات لحول
في مقياس:
من التعريفات الشائعة في أدبيات القياس النفسي تعريف أنستازي ) :(Anastazi , 1982االختبار
النفسي هو مقياس موضوعي ومقنن لعينة من السلوك( .أمين سليمان ورجاء أبو عالم،0202 ،
ص)333
يتضح من خالل هذا التعريف أن االختبار النفسي يجب أن يعطي تقدي ار موضوعيا ألداء
المفحوص ،وال يفسح المجال لظهور اختالفات بين الفاحصين أو لدى الفاحص الواحد في ظروف وأوقات
مختلفة.
فتعريف أنستازي يركز على التقنين ،الذي يعني التوحيد ويتضمن توفير شروط موحدة لجميع
المفحوصين في تطبيق االختبار ووضع درجاته (تصحيحه) ،مما يستدعي توحيد التعليمات ،األمثلة
التوضيحية ،المدة الزمنية الالزمة ،طريقة اإلجابة ،والشروط المحيطة كاإلنارة والتهوية وبالتالي ضرورة
ضبط العوامل والمتغيرات جميعها التي يمكن أن تؤثر في األداء االختباري.
كما أن التعريف يركز على أن االختبار النفسي ما هو إال عينة من المثيرات يمكن من خاللها
الحصول على عينة من سلوك المفحوص ،وهذه العينة من االستجابات يجب أن تكون ممثلة للمجتمع
األصلي لالستجابات (المجتمع األصلي للسلوك) الذي يغطي السمة أو الخاصية ،وإال فإن األداء
االختباري للمفحوص لن يكون دليال صادقا ومعب ار بدقة عن أدائه الحقيقي فيما يتصل بقطاع السلوك
الذي تظهر من خالله السمة أو الخاصية موضع االهتمام.
من التعاريف المهمة أيضا نجد تعريف كرونباخ ) :(Cronbach, 1960االختبار هو طريقة
منظمة لمقارنة سلوك شخصين أو أكثر.
ويعرف ) (Chase, 1985االختبار النفسي والتربوي بأنه أداة قياس مقننة أو أسلوب منظم يصمم
للحصول على قياس موضوعي لعينة من السلوك ،بهدف موازنة أداء الفرد بمعيار معين أو بمستوى أداء
محدد ( .صالح الدين عالم ،0222 ،ص)02
5
* الموضوعية :ويقصد بها أال يتأثر تطبيق االختبار وتصحيحه وتفسير نتائجه بالحكم الذاتي للفاحص
مثل أن يشتمل االختبار على مفردات من متعدد حيث يطلب من الفرد اختيار إجابة واحدة من بين أربع
أو خمس إجابات معطاة ،ففي هذه الحالة يمكن تطبيق مفتاح تصحيح واحد على أوراق اإلجابة ،وبذلك ال
تختلف الدرجة باختالف الشخص المصحح.
*عينة السلوك :فاالختبار يشتمل على مجموعة من المفردات تقيس عينة من السلوك الذي نستدل منه
على السمة المراد قياسها ،فعلى معد االختبار إذن أن يختار أفضل المؤشرات التي تعبر عن السمة
وتمثلها تمثيال جيدا ،وتكون شاملة لجميع جوانبها.
*معيار أو محك األداء :فدرجة الفرد في اختبار ما يصعب تفسيرها دون تحديد معيار أو محك أداء
معين لمقارنتها به ،وبالتالي اتخاذ ق اررات بشأن ذلك ،فمقارنة درجة الفرد بأداء الجماعة المرجعية التي
ينتمي إليها (المعيار) ،أو مقارنتها بمحك األداء المتعلق بالمهارات أو المهام المراد قياس مدى تمكن
المفحوص منها بغض النظر عن ترتيبه يحدده الغرض من عملية القياس وما يترتب عليه من ق اررات.
تشير التعريفات السابقة إلى أن االختبار النفسي يهدف إلى قياس أداء الفرد مقارنا بأداء أقرانه ،أو
مقارنا مع نفسه ويكتفي بقياس عينة من السلوك وليس السلوك كله ،كما أن الوظيفة األساسية لالختبارات
النفسية هي قياس الفروق بين األفراد أو بين االستجابات لنفس الفرد في ظروف مختلفة.
ويتضمن االختبار النفسي حسب (صالح مراد وأمين سليمان ،0223 ،ص )032اختبارات عقلية
معرفية ،وأخرى غير عقلية تركز على الجانب االنفعالي الوجداني من السلوك أو الجانب النفسحركي
(المهاري) من السلوك وأيضا على سمات الشخصية.
إذن فاالختبار العقلي الذي يعرف بأنه مجموعة من المشكالت التي تقيس أداء الفرد في مظهر من
مظاهر السلوك العقلي المعرفي أو االدراكي هو جزء من االختبارات النفسية.
في األخير يمكن أن نقول :أن االختبار النفسي هو مجموعة من المثيرات ( رسومات ،رموز
وأشكال ،عبارات أو أسئلة ،مشكالت أو تحديات ومهام) أعدت بطريقة منظمة لقياس عينة من سلوك
الفرد بغرض المقارنة بين األفراد أو داخل الفرد الواحد في ضوء معيار أو محك معين.
6
-2المفاهيم المرتبطة بمصطلح االختبار النفسي:
ترتبط بمصطلح االختبار مصطلحات أخرى يستخدمها بعض الباحثين على أنها مرادفات لالختبار،
ويرى باحثون آخرون أنها تختلف عن االختبار نلخص فيما يلي بعضا من آراء الباحثين حول بعض
المصطلحات المستخدمة بكثرة في الدراسات األكاديمية.
*المقياس :يرى (عماد علي ،0222،ص )021أن لفظ مقياس أكثر عمومية ألنه يستخدم في كل
ميادين البحث السيكولوجي عندما نسعى للحصول على أوصاف كمية ،كما في بحوث اإلدراك واإلحساس
واالنتباه والمجال السيكوفيزيائي العام ،أي أن اللفظ يستخدم في األغراض السيكولوجية العامة ،وفي صميم
علم النفس التجريبي.
بينما يطلق على المقياس لفظ اختبار في مجال علم النفس الفارق ،إذن فإن مقاييس العتبات الفارقة
أو االدراك يمكن أن تستخدم كاختبارات إذا تحول اهتمامنا بها إلى ميدان الفروق الفردية.
وعلى هذا األساس نستنتج أنه ليست جميع المقاييس اختبارات إال عند االهتمام بعلم النفس الفارق،
وكما أنه من جهة أخرى ليست كل االختبارات مقاييس ،فبعض االختبارات ال تعطي درجة كمية للسمة أو
الخاصية لدى المفحوص ،وإنما قد يتحصل الفاحص على بيانات وصفية أو كيفية مثل االختبارات
االسقاطية.
ويؤيد (بشير معمرية0200 ،؛ صالح مراد وأمين سليمان )0223 ،هذا الرأي ويضيفون أن الشكل
المعتاد لالختبارات هو أنه يتكون من مجموعة من األسئلة أو العبارات أو المهام تقدم للمفحوص يستدل
منها على مستواه في السمة موضع القياس ،وال تصل الدرجات التي يحصل عليها األفراد على االختبار
إلى المستوى النسبي أي تكون من مستوى المسافات أو الرتبي.
*الرائز :في اللغة العربية تحمل كلمة رائز معنى التقدير والتقييم ،كتقدير وزن األجسام واألشخاص،
وكلمة رائز جاءت من الفعل راز ،يروز ،روزا ،يقال راز أو رزن الحجر أي أراد أن يعرف ثقله ،ويقال راز
الدينار أي وزنه ليعرف مقداره ،وراز الرجل أي خبره وجرب ما عنده ،وراز األرض أي أصلحها ،وراز ما
عند فالن أي طلبه وأراده ،كما أن الرائز أيضا يطلق على رئيس البنائين ،ويدعى الراز وجمعه ارزة ،وفي
هذا داللة على خبرته في تقدير البناء وتقييم األعمال المنجزة( .دمحم الباشا ،0990 ،ص)120
بعد البحث عن ما يعنيه مصطلح الرائز والفرق بينه وبين االختبار وجدنا أنهما يعنيان الشيء
نفسه ،حيث أن الرائز هو االختبار ،ويستخدمان كمترادفين في الكثير من كتب القياس النفسي.
7
*البطارية :يعرفها (دمحم أحمد ،0996 ،ص )62بأنها مجموعة من االختبارات المقننة على نفس
األشخاص ومعاييرها مشتقة بطريقة تسمح بالمقارنة ،أو أنها اختبارات أعطيت لنفس األشخاص سواء
قننت معا أم لم تقنن.
فهي مجموعة من االختبارات صممت لتحقيق هدف واحد مثال :بطارية فتحي الزيات لتشخيص
صعوبات تعلم القراءة ،صعوبات التعلم النمائية واألكاديمية ،بطارية لتشخيص الموهوبين والمتفوقين.
*القائمة :مجموعة من المقاييس الفرعية تهدف لقياس سمة أو قدرة معينة ،لكن لكل مقياس درجة
خاصة به بحيث ال يمكن جمعها مثل قائمة عوامل الشخصية الخمسة الكبرى لكوستا وماكري التي تشتمل
على خمس عوامل هي :العصابية ،االنبساط ،الطيبة ،الصفاوة ويقظة الضمير ،ونجد قائمة أساليب
التفكير لستيرنبرج التي تشتمل على 00أسلوبا (تشريعي ،تنفيذي ،حكمي)...
*السلم :يعرف السلم عموما بأنه مجموعة من األنماط أو القيم المالحظة عن متغير من
المتغيرات ،والسلم عبارة عن مفهوم يختص بالقياس في علم النفس ،ويستعمل خاصة عندما تكون السمة
المراد قياسها أو القدرة العقلية يمكن ترتيبها في شكل متتالية من المستويات المتتابعة تدريجيا( .عبد
الحفيظ مقدم ،0223 ،ص)031
*االستخبار :أداة من أدوات قياس السمات أو األبعاد األساسية للشخصية ،يتكون من مجموعة من
األسئلة أو العبارات التقريرية المطبوعة غالبا ،يجيب عنها المفحوص بنفسه بناء على احتماالت أو فئات
لإلجابة محددة سلفا مثل نعم /ال ،موافق /غير موافق في موقف قياس فردي أو جماعي(.أحمد عبد
الخالق)0996 ،
بنود االستخبار تدور حول جوانب وجدانية وانفعالية أو خاصة بالسلوك في المواقف االجتماعية،
ويجيب عنها المفحوص على أساس معرفته لمشاعره وانفعاالته وسلوكه الماضي والحاضر ،وتوجد أنواع
من االستخبارات تبعا للجوانب التي يود الفاحص معرفتها بواسطتها فهناك استخبارات ألبعاد الشخصية
وسماتها مثل االنبساط ،العصابية ،المثابرة ،السيطرة ،واستخبارات لالتجاهات مثل :االتجاه نحو األحزاب
السياسية ،تنظيم األسرة ،استخبارات للميول والتفضيالت المهنية ،وتوجد استخبارات القيم لمعرفة النسق
القيمي للفرد والمجتمع(...بشير معمرية)0200 ،
8
المحاضرة :12لمحة تاريخية عن نشأة وتطور االختبارات النفسية ،أغراض استخدامها وتصنيفاتها
المسلمة األساسية في عملية القياس النفسي أن كل فرد يختلف عن غيره من األفراد في أبعاد معينة
يمكن تعرفها وقياسها ،واالختبارات النفسية مصممة لوضع قيم رقمية لهذه الفروق وكذلك وصفها ،لقد شهد
القرن 09م اهتماما متزايدا بالمعاملة االنسانية للمتأخرين عقليا والذهانيين ويعتبر سيجان ، Seguin
اسكيرول ، Esquirolثم تالهم بينيه Binetفي فرنسا أبرز من اهتم بمسألة التخلف العقلي وتحديد
مستوياته ،فبرزت الحاجة إلى التمييز بين األفراد في القدرة العقلية(.بدر األنصاري ،0222 ،ص)31
ويتفق الباحثون في علم النفس أن حركة القياس النفسي الحقيقية بدأت من تأسيس أول معمل لعلم
النفس وهو معمل فونت Wundtفي جامعة ليبزج عام ،0229حيث كان فونت يعترف بالفروق الفردية
على األقل في الظواهر التي استطاع قياسها بأجهزته البسيطة ،كرد الفعل وشدة االنتباه وزمن الرجع،
واألكثر من ذلك أنه صمم جها از لقياس الفروق الفردية في سرعة التفكير أطلق عليه اسم مقياس التفكير.
وأضافت جهود كاتل في دراسة سرعة العمليات االدراكية من خالل اختباراته التي أجراها على عدد
كبير من الناس أهمية كبيرة لدراسة الفروق الفردية ،حيث استطاع أن يصوغ قوانين سلوكية عامة تبين
التحديد الكمي لنوع وداللة الفروق الفردية( .أسعد األمارة ،0201 ،ص)02
وفي عام 0221افتتح غالتون Galtonالذي يعد مؤسس الدراسة العلمية للفروق الفردية معمل
القياس االنساني Anthropometryفي انجلترا ،وفي أمريكا استخدم كاتل عام 0292ألول مرة مصطلح
االختبار العقلي ( .Mental testبدر األنصاري ،0222 ،ص)31
وقد كان كاتل يلح على ضرورة تقنين إجراءات تطبيق االختبار وإعداد جداوله المعيارية ،وكان هو
وثورندايك وودورث من الرواد األوائل في دعم االتجاه الجديد في علم النفس ،وهو االهتمام بالتحليل
االحصائي في دراسة الفروق الفردية ،وكانت معظم البحوث تتركز حول زمن الرجع وحول الوظائف
الحسية -الحركية البسيطة ،وذلك بافتراض أن العمليات العقلية العليا يمكن فهمها عن طريق تحليلها إلى
مكوناتها األولية الحسية –الحركية مثل قوة السمع ،حدة اإلبصار ،التمييز بين األوزان ،سرعة الحركة،
القرة العضلية وزمن الرجع ،فأعدوا لقياسها اختبارات خاصة( .فيصل عباس ،0996 ،ص)6
وكان بينيه أول من أشار عام 0293إلى ضرورة إعداد اختبارات للعمليات العقلية األكثر تعقيدا
من العمليات الحسية –الحركية لقياس الذكاء مثل التذكر ،االنتباه والتفكير ،وفي عام 0921عينت و ازرة
التربية الفرنسية لجنة من بينها بينيه لتقصي أسباب التأخر الدراسي ،وقد نشر بينيه مع سيمون أول
مقياس للذكاء عام 0922وكان يتكون من 32سؤاال مرتبة حسب صعوبتها ،وفي عام 0922عدل
9
المقياس باستخدام مفهوم العمر العقلي ،ثم عدل مرة أخرى عام ،0900ثم أجري عليه تعديل من قبل
تيرمان عام 0906في جامعة ستانفورد ،والتي استخدم فيها مفهوم الذكاء ،وقد خضع لتعديالت أخرى
باالشتراك مع ميريل في 0932و( 0962دمحم الخطيب وأحمد الخطيب)0202 ،
وقد ساعدت هذه المحاوالت على ظهور وتطور صياغة مفردات االختبار صياغة موضوعية،
وعلى تحديد مفهوم الذكاء ،وكذلك نسبة الذكاء عند الفرد.
كما ساعدت محاوالت بينيه على ظهور وتطوير العديد من اختبا ارت الذكاء ،واختبارات القدرات
الخاصة ،واالستعدادات ،مع زيادة االهتمام باختبارات الميول واالتجاهات والقيم والتحصيل.
أما اختبارات الشخصية فكانت مجاال آخر للقياس النفسي ،ففي عام 0290استخدم كريبلين اختبار
تداعي المعاني مع المرضى في المجال الطبي النفسي ،وكانت صحيفة البيانات الشخصية من وضع
وودورث النموذج األصلي الستخبارات الشخصية في الحرب العالمية األولى عام ،0909وفي
العشرينيات والثالثينيات بدأ منحى االختبارات الموقفية األدائية على يد هارتشون وماي عام 0902
وزمالئهما ،أما المنحى الثالث في قياس الشخصية فكان الطرق االسقاطية( .بدر األنصاري،0222 ،
ص)33
فانتشر اختبار بقع الحبر روشاخ عام ،0901كما أعد موراي اختباره االسقاطي تفهم الموضوع،
ومن ثم ظهر عدد كبير من هذه االختبارات وانتشر استخدامها في المدارس لتصنيف التالميذ وتوجيههم،
وفي الصناعة وفي العيادات والمستشفيات للتشخيص( .فيصل عباس ،0996 ،ص)2
وفي نفس الوقت الذي بدأ االهتمام فيه بقياس الشخصية عن طريق الطرق االسقاطية (أوائل القرن
02م) قام علماء نفس آخرون بإعداد نموذج مختلف من مقاييس الشخصية ،وهم العلماء من ذوي الخلفية
التي تقوم على االحصاء النفسي وما يتصل به من أمور تتعلق بالثبات والصدق والمعايير ،وكان هدفهم
إعداد مقاييس لقياس سمات محددة في الشخصية بدال من كونها مقاييس تحكم على الشخصية بوجه عام
كما هو الحال بالنسبة للطرق االسقاطية وهو االتجاه السيكومتري في قياس الشخصية ،وتعتبر قائمة
الشخصية متعددة األوجه والذي ظهر في األربعينيات نموذجا واضحا لتلك الفترة( .بدر األنصاري،
،0222ص)33
أما ظهور االختبارت الجمعية فكانت بدايتها مع بدء الحرب العالمية األولى بظهور اختبارات الذكاء
العسكرية ألفا وبيتا ) (Army Alpha -Army Betaلفرز المجندين وانتقاء القادة ورجال المهمات
الخاصة ،أما اختبارات االستعدادات فقد كان للحرب العالمية األثر الكبير في ظهورها.
10
وفي عام 0900قدم فريد ) (Fredاختبا ار للميول المهنية وكان بعده اختبار سترونج )(Strong
عام ،0902وفي عام 0910توصل كودر) (Kuderالختبار الميول المهنية الذي يستخدم في التوجيه
المهني والتربوي.
كما تجدر اإلشارة إلى أن استخدام التحليل العاملي ساهم بشكل كبير في تطور اختبارات الذكاء
والشخصية( .دمحم الخطيب وأحمد الخطيب ،0202 ،ص)02
*المجال التربوي :تطبق االختبارات في هذا المجال لخدمة التوجيه التربوي ،وذلك لقياس قدرات
الطلبة وميولهم واستعداداتهم الدراسية المختلفة ،ويمكن لإلدارة التعليمية أن تعتمد على هذا األساس في
توزيع الطلبة على أنواع التخصصات التي تتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم وميولهم وذكائهم العام،
والكشف أيضا عن القدرات الخاصة لديهم ،وهذا يؤدي حتما إلى حسن تكيف الطالب وشعوره باالرتياح
وتجنبه الشعور بالفشل واالحباط( .دمحم الخطيب وأحمد الخطيب ،0202 ،ص)00
كما يمكن من خالل االختبارات النفسية الكشف عن صعوبات التعلم التي يواجهها بعض التالميذ
باإلضافة ألدوات التقويم التربوي األخرى ،فالتشخيص التربوي حسب (امطاينوس ميخائيل)0206 ،
يتضمن :تحديد أو تعيين التالميذ الذين يواجهون صعوبات خاصة في التعلم من خالل مقارنة نتائج
االختبارات التحصيلية والسيما المقننة منها بنتائج اختبارات الذكاء واالستعداد المدرسي ،وأيضا د ارسة
وتحليل الصفحة النفسية للتلميذ (البروفيل) التي من المفروض أن تضم النتائج التي يحصل عليها في
بطارية اختبارات تغطي مجاالت دراسية عديدة.
باإلضافة إلى تحديد الطبيعة الخاصة للصعوبة ومواطن القوة عند التلميذ ،باعتبار أن للصعوبة
درجات وأن العالج يبدأ من مواطن القوة للتلميذ.
والنقطة األخيرة هي تحديد عوامل الضعف التي قد تكون :الحالة الصحية ،المناخ المدرسي ،بيئة
المنزل ،مشاكل التكيف ،أو عادات الدراسة باإلضافة إلى النمو العقلي العام للمتعلم وقدراته الخاصة
وميوله ،وهذا ما يظهر أهمية االختبارات النفسية في تشخيص تلك الصعوبات.
وتجدر اإلشارة هنا إلى أن التشخيص التربوي الحديث ال يقتصر على المعارف والمهارات
األكاديمية ،فقد اتسع مجاله لينسجم مع المفهوم الحديث للتربية التي تركز على مظاهر النمو كافة ،حيث
11
تعتبر العوامل غير المعرفية مثل التكيف الشخصي واالجتماعي ،االتزان االنفعالي وشخصية التلميذ ذات
تأثير مباشر على النمو المعرفي والتحصيل الدراسي.
*المجال المهني :تطبق االختبارات النفسية المختلفة في :التوجيه المهني للفرد إلى مهن معينة،
يمكن أن يحصل فيها على أكبر قدر من النجاح ،ويقوم هذا التوجيه على أساس دراسة شخصية الفرد
بحيث نحصل من نتائج االختبارات النفسية التي يمكن أن تكون في إطار مقابالت شخصية على صورة
حقيقية وشاملة لشخصية الفرد.
ومن الضروري أن يخضع المترشح لوظيفة معينة إلى اختبارات نفسية تحدد إلى أي مدى هو مؤهل
لشغل ذلك المنصب ،تفيد االختبارات النفسية أيضا في التدريب المهني والتأهيل حيث تستخدم لتحديد
األشخاص لنوع معين من التدريب ،وتدريبهم على األعمال التي تناسب قدراتهم ومواهبهم واستعداداتهم.
(دمحم الخطيب وأحمد الخطيب ،0202 ،ص)00
*المجال العيادي :تستخدم االختبارات النفسية في المستشفيات والعيادات النفسية لمعرفة نوع
االضطرابات ومن ثم رسم خطط للعالج بناء على نتائجها ،كما تستخدم لقياس التخلف العقلي وتحديد
مستوياته (اختبارات الذكاء والسلوك التكيفي مثال) ،إلعداد برامج تناسب كل فئة.
تشغل االختبارات النفسية حي از مهما ضمن فعاليات البحث وتعد الركيزة األساسية خاصة في
البحوث الميدانية ،ويذكر (امطاينوس ميخائيل )0206 ،أن البحوث النفسية والتربوية تعتمد على أدوات
القياس لجمع البيانات والتحقق من الفروض ،أو حتى اشتقاق فروض.
ترجع التصنيفات المتعددة لالختبارات النفسية إلى تعدد وجهات نظر الباحثين بسبب اختالف
اهتماماتهم العلمية ،ولكن هذه االختالفات في التصنيفات ال تؤكد على وجود فروق جوهرية في وجهات
النظر ،بل في أغلب األحيان تؤكد على وجود قدر من التداخل والتشابه بينها ،فمن الممكن وضع
االختبار الواحد تحت أكثر من تصنيف مثل االختبارات الجمعية قد تكون من نوع اختبارات السرعة أو
من نوع اختبارات القوة ،أو من النوع اللفظي أو غير اللفظي.
12
أوال :تصنيف االختبارات النفسية وفق مجاالت القياس
المجال العقلي /المعرفي :يركز هذا المجال على قياس النشاط العقلي المعرفي في مظهر من
مظاهر النشاط التالية :التعلم ،الفهم ،مهارات التفكير ،الذاكرة ،االنتباه ،االدراك ،التصور أو التخيل
والذكاء ،من أهم االختبارات المستخدمة اختبارات القدرات العقلية العامة التي تهدف إلى قياس النشاط
العقلي المعرفي كما هو قائم بالفعل وكما يبدو في السلوك الذي يقوم به الفرد ،اختبارات االستعدادات التي
تهدف إلى قياس إمكانية التنبؤ بما يستطيع الفرد أن يقوم به في المستقبل ومن أمثلتها اختبارات القبول
بالجامعات وكذلك اختبارات القدرات الخاصة ،وكذلك نجد االختبارات التحصيلية.
المجال الوجداني :يركز هذا المجال على المشاعر واالنفعاالت متمثلة في الميول واالتجاهات
والقيم واألخالق وسمات الشخصية.
المجال النفس حركي :تهتم االختبارات في هذا المجال بقياس المهارات واألداءات العملية ،ومن
أمثلتها اختبارات المهارات الكتابية( .صالح مراد وأمين سليمان)0223 ،
االختبارات الفردية :وهو موقف مقابلة مقنن يهدف إلى قياس أداء كل فرد على حدا بواسطة
الفاحص ،وهي بذلك تعطي الفرصة للتواصل بين الفاحص والمفحوص مما يفسح المجال الستثارة دافعية
المفحوص وضمان مالحظة األساليب التي يلجا إليها المفحوص في أدائه االختباري وأساليب حله
للمشكالت والتعرف على أنواع األخطاء التي يرتكبها.
االختبارات الجمعية :وتهدف إلى قياس سلوك مجموعة من األفراد مرة واحدة وفي وقت واحد
بواسطة الفاحص ،ومن أمثلة االختبارات الجمعية :اختبارات الميول واالتجاهات ،اختبارات الشخصية
اختبارات الذكاء مثل اختبار المصفوفات المتتابعة لرافن.
بالنسبة للتعليمات في االختبارات الجمعية تكون أبسط منها في االختبارات الفردية ،وهي أقل كلفة
وانتشا ار ،كما أنها ال تتطلب خبرة أو مهارة خاصة من جانب الفاحص( .امطاينوس ميخائيل)0206 ،
13
ثالثا :التصنيف وفق طريقة األداء:
أغلب االختبارات النفسية هي من نوع الورقة والقلم ،وهي كثير االستخدام في اختبارات الشخصية
واختبارات القدرات واالختبارات التحصيلية التحريرية ،ومحتوى اختبارات الورقة والقلم قد يكون لفظيا أو
غير لفظي (رموز وأشكال ،متاهات ،سالسل حروف ،سالسل أرقام ،رسومات مألوفة وغير مألوفة)...
يصلح هذا النوع من االختبارات لقياس األداء المهاري اليدوي ،وكذلك المهارات التي تعتمد على
الحواس ،كما يصلح أيضا لقياس القدرة الميكانيكية ،الموسيقية والفنية.
يمكن أن تستخدم هذه الطريقة مع األميين الكبار واألطفال الصغار لقياس قدراتهم العقلية المعرفية.
(صالح مراد وأمين سليمان)0223 ،
االختبارات الموقوتة :أو ما يطلق عليها اختبارات السرعة حيث يحدد فيها زمن للتعليمات وآخر
لإلجابة ،وال يسمح للمشارك بتجاوز الزمن المحدد ،وتتميز أسئلة هذه االختبارات بأنها في مستوى واحد
من مستويات الصعوبة ،بمعنى أن مفرداتها تنتشر في االتجاه المستعرض أكثر من انتشارها في االتجاه
الطولي من حيث مستوى الصعوبة.
االختبارات غير الموقوتة أو ما يطلق عليها اختبارات القوة :حيث يكون زمن اإلجابة غير محدد،
وتتميز مفرداتها بأنها متدرجة في الصعوبة ،بمعنى أن مفرداتها تنتشر في االتجاه الطولي أكثر من
االتجاه المستعرض ،وتقاس القوة من خالل إجابات المفحوص على عدد من األسئلة غير محددة الزمن.
(سوسن مجيد)0201 ،
االختبارات اللفظية :حيث تقدم مفردات االختبار في صورة لفظية أي عبارات لها معنى ،حيث أن
لقدرة المفحوص على استخدام الكلمات (اللغة) وفهمها دو ار هاما في تحديد ما إذا كان المفحوص قاد ار
على إصدار االستجابة من عدمه.
14
االختبارات غير اللفظية :حيث تقدم مفردات االختبار في صورة غير لفظية قد تكون من نوع
األشكال المألوفة أو غير المألوفة أو من نوع الرموز ،سالسل حروف أو أعداد أو رموز متفق عليها.
واستخدام اللغة يكون في شكل تعليمات ليفهم المفحوص المطلوب منه ،وتتطلب اإلجابة على بنود
هذه االختبارات أعماال معينة كإعادة ترتيب أشكال أو رموز أو إدراك عالقات بين األشكال وإتمام
األجزاء الناقصة ،مثل سلسلة اختبارات المصفوفات المتتابعة لرافن الملونة العادية والمتقدمة( .صالح مراد
وأمين سليمان)0223 ،
اختبارات األداء األقصى :وهي تتطلب من المفحوص تقديم أفضل ما لديه من إجابات للحصول
على درجات عالية ،فتستعمل للكشف عن مستوى القدرة أو أقصى األداء الذي يمكن أن يصل إليه الفرد،
وهي تتضمن اختبارات القدرات (الذكاء ،القدرة العقلية العامة) واالستعدادات المختلفة والقدرات الخاصة
كالقدرة اللفظية والقدرة الميكانيكية والقدرة العددية ...حيث تشتمل على تشكيلة واسعة من المهمات
واألنشطة ،كما تنتمي إلى فئة اختبارات األداء األقصى اختبارات التحصيل الدراسي( .امطاينوس
ميخائيل)0206 ،
اختبارات األداء العادي أو النمطي أو الطبيعي أو المميز :هي اختبارات تعكس سلوك الفرد في
الظروف العادية أو الطبيعية دون محاولة خارجية لتوجيه هذا السلوك ،حتى يكون التقدير الذي يحصل
عليه الفرد منسجما مع السلوك الواقعي ،لذلك تعتبر مقاييس االتجاهات والميول والقيم وسمات الشخصية
من نوع األداء العادي( .سوسن مجيد)0201 ،
االختبارات االسقاطية :وهي االختبارات التي اليكون فيها المثير محدد ،وال اإلجابة محددة ،حيث
تعطي هذه االختبارات الحرية للمفحوص لتأليف اإلجابة والتعبير بأسلوبه ،كما تنتمي إلى هذا النوع تلك
االختبارات التي تنطوي على مواقف ومثيرات غامضة وليس لها معنى محدد باألصل ،ولكنها تتطلب من
المفحوص أن يعطيها معاني معينة من واقع حياته كاالختبارات النفسية التشخيصية مثل اختبار روشاخ.
االختبارات محددة البناء :هي االختبارات التي يكون فيها المثير واضحا ،أو يكون المطلوب في
السؤال محددا ،كما أن هناك مفتاح إجابة محدد ،أو اإلجابات مقيدة باالحتماالت الواردة وتتطلب اإلجابة
بنعم أو ال أو ال ادري ،أو موافق جدا ،موافق ،محايد ،معارض ومعارض جدا كما في استخبارات
االتجاهات والميول وسمات الشخصية( .امطاينوس ميخائيل0206 ،؛ سوسن مجيد)0201 ،
15
المحاضرة :13شروط وإجراءات بناء اختبار نفسي
االتجاه األول نظري :ويهدف إلى تصميم اختبارات وفق أسس نظرية محددة لتجيب على فروض
صاغها الباحث الختبار ما تذهب إليه النظرية ،فالباحث يصوغ بنود اختباره بعناية فائقة لتخدم فروضه.
االتجاه الثاني عملي :ويهدف إلى مجرد تطوير اختبارات جديدة لتكون أداة في يد الباحث بغض
النظر عن اعتبارات نظرية( .سوسن مجيد ،0201 ،ص)69
إذن ،على هذا األساس يختلف االتجاه النظري عن العملي في أن األول تنصب اهتماماته على
صياغة فروضه النظرية وهي من أهم خطوات العمل كله وأصعبها ،وتتطلب منه األصالة إذ ال بد أن
تكون فروضه متجهة إلى تقديم إضافة حقيقية تتسق مع الحقائق القائمة ،ويصمم أداة لتحقيق ذلك مثل
اختبار نسبة الذكاء االنفعالي لبار-أون ،اختبار ماير وسالوفي للذكاء الوجداني كقدرة ،اختبار ثورستون
للقدرات العقلية األولية ،قائمة كوستا وماكري لعوامل الشخصية الخمسة الكبرى التي تعتبر اختبارات قامت
على أسس نظرية.
أما االتجاه الثاني فيهدف إلى تحقيق غرض محدد وإيجاد أداة قياس عملية تستخدم من أجل حل
مشكلة قائمة بغض النظر عن الفروض مثل اختبار بينيه للذكاء ،بطارية مينيسوتا ،اختبار ألفا وبيتا
للجيش التي تعتبر أدوات عملية قامت ألهداف عملية تفتقر إلى األصالة في التنظير.
تصميم االختبار في االتجاه النظري يتطلب وقتا طويال لإلعداد والتنظيم وتحليل النتائج يبدأ من
فروض قوية وواضحة وينتهي بمعارف مهمة تسهم في تطوير النظرية ،أما تصميم االختبار في االتجاه
العملي يعتبر سريع النتائج ال يتطلب وقتا طويال في اإلعداد ،يؤدي إلى نتائج عملية مفيدة لكنها ذات
قيمة نظرية ضئيلة.
تظهر الحاجة إلى تصميم اختبار جديد نتيجة لتغير المفاهيم في مجال علم النفس وظهور مفاهيم
جديدة ،كما يمكن أن يجد الباحث أن االختبارات المتوفرة ال تفي بغرضه مثل خصائص العينة التي قد
تختلف عن خصائص العينات التي بنيت االختبارات األخرى من أجلها (السن ،المهنة ،ومثال قياس القلق
عند المصابين بأمراض معينة أو االحتراق النفسي لدى مستشاري التوجيه المدرسي والمهني بالجزائر،
الذكاء الوجداني لدى المعلمين)...
16
كما أن الباحث قد يتبنى نظرية معينة في دراسة الموضوع ،وبالتالي يجب أن يكون اختباره مصمما
وفق تلك النظرية من حيث األبعاد التي تتجلى في بنود االختبار ،مثال أن يدرس الباحث موضوع التفاؤل
من وجهة نظر التعلم االجتماعي ويجد اختبارات تدرسه من وجهات نظر معرفية وسلوكية ،كما أن البيئة
االجتماعية والثقافية لها دور مهم في بنية االختبار.
سنتطرق فيما يلي إلى أهم الخطوات التي يجب أن يتبعها الباحث لبناء اختبار نفسي:
وهذا من خالل تحديد المجال الذي يهدف االختبار إلى قياسه ،وكذلك الهدف من االختبار ،هل
ميدان القياس هو المجال العقلي المعرفي؟ أو المجال الوجداني؟
وهل الهدف من االختبار هو التوجيه المهني أو التربوي أو التشخيص أو التنبؤ بالسلوك أو تحديد
مستويات األفراد في خاصية معينة ،أو التمييز بين األفراد في سمة معينة وترتيبهم ،أو تحديد الصعوبات
واالضطرابات التي يعاني منها الفرد؟ وبالتالي تصبح مهمة االختبار تحليل هذه الصعوبات بشكل
تفصيلي وتصنيفي لكي يتم التعرف عليها بشكل محدد ،ويختلف كل هدف من هذه األهداف في طبيعته،
فاألساليب التي تهدف إلى تحديد مستوى األفراد يكثر استخدامها في المجاالت التحصيلية أو في قياس
القدرات المعرفية ،مما يتطلب تصنيف وتحليل العمليات المختلفة في المادة الدراسية المحصلة وحيث
يمكن استخدام هذا التصنيف كدليل وصفي لناتج العملية التعليمية ومدى تحقق أهدافها( .سوسن مجيد،
،0201ص)22
ألن هذه الخصائص تترتب عنها اجراءات خاصة تتعلق بالوقت ،شكل االختبار وطبيعة بنوده،
وطريقة تقديمه ،منها ما يتعلق بالعمر (أطفال ،راشدين ،مراهقين )...ومنها ما يتعلق بالمستوى التعليمي
(تعليم عالي ،تعليم بسيط ،أميون) ومنها ما يتعلق باإلعاقة (تخلف عقلي بأنواعه ودرجاته ،صمم،
مكفوفون)...
ونقصد بالتعريف االجرائي التعريف العملي أو الوظيفي الذي يمكن أن يستدل منه على العمليات
السلوكية التي تتضمنها القدرة أو السمة ،والذي يدل كذلك على وظيفتها( .سعد عبد الرحمن،0222 ،
ص)001
17
فالمفاهيم العلمية كالذكاء واالنبساط واالجتماعية عبارة عن تجريدات لخصائص مفترضة في
األشياء ،ويستدل الباحث على هذه الخصائص من وقائع سلوكية محددة سواء في شكل أفكار معبر عنها
أو حلول لمشكالت أو استجابة لمنبهات محددة أو أساليب تعامل مع البيئة أو صفات شخصية تتسم
باالستق ارر النسبي ،فيقوم الباحث بترجمة هذه المفاهيم وتحليلها إلى وقائع سلوكية أو خصائص محددة
بصورة تسمح بصياغتها في وحدات معيارية للقياس( .سوسن مجيد ،0201 ،ص)22
فمفهوم الطالقة مثال يمكن ترجمته وتحليله إلى وقائع سلوكية مناسبة إذا وضع له التعريف
االجرائي التالي :الطالقة هي انتاج أكبر عدد من الكلمات أو األفكار ذات الداللة استجابة لمنبه معين،
فيتيح التعريف وضع منبهات الستدعاء استجابات معينة هي التي تكون قابلة للقياس.
وعندما نعرف القدرة اللغوية إجرائيا بأنها القدرة على التعبير شفاهة أو كتابة عن المفاهيم والمدركات
باستخدا م التراكيب اللفظية الصحيحة والمناسبة ،فإن هذا التعريف االجرائي يساعد الباحث على معرفة
العمليات السلوكية التي تشملها القدرة على التعبير عن الفكرة أو المفهوم مثل الوصف ،استخدام التركيب
اللغوي السليم والمفردات في مكانها المناسب.
فالتعريف االجرائي إذن هو نوع من التحديد العملي أو الوظيفي للسمة أو القدرة من خالل تحليلها
إلى وقائع سلوكية قابلة للقياس تتجلى في بنود االختبار.
السؤال المطروح اآلن :ما هي المصادر التي يستعين بها الباحث لتحليل الخاصية (سمة /قدرة)
إلى وقائع سلوكية؟
مصادر تحليل الخاصية إلى وقائع سلوكية :يمكن للباحث أن يستعين بالمصادر التالية:
*الكتابات المتخصصة :سواء كانت نظريات أو بحوث نظرية أو ميدانية حول الخاصية المراد تصميم
االختبار من أجلها.
*تشخيصات الحاالت المرضية :عندما يريد الباحث أن يصمم اختبا ار لقياس خاصية ال سوية ،بإمكانه أن
يطلع على نتائج تشخيص األطباء واألخصائيين النفسانيين أو األرطفونيين.
*تحليل العمل أو المهنة :عندما يريد الباحث أن يصمم أداة لقياس األداء أو االستعداد لمهنة معينة،
بحيث يجب أن يحدد المهارات أو المهام التي تتطلبها تلك المهنة مثال :مهارات التدريس الجامعي التي
تشمل مهارات تتعلق بالتخطيط للدرس(التنظيم ،الترتيب ،وضع خطة عمل ،تقسيم الدروس حسب جدول
18
زمني ،)...مهارات تتعلق بتنفيذ الدرس (استخدام استراتيجيات التدريس الحديثة ،التنويع في الوسائل
التعليمية/التعلمية ،)...مهارات تتعلق بتقويم الطالب (التنويع في أساليب تقويم الطالب ،تقديم التغذية
الراجعة له ،)...مهارات التواصل الفعال مع الطلبة (االحترام ،المرح والدعابة)...
*تحليل المقرر الدراسي :إلعداد اختبار تحصيلي يجب االطالع على الوثائق الضرورية كالكتب
المدرسية ،المطبوعات ،المذكرات...
*المقابالت الشخصية مع األفراد المعنيين :مثال عندما يريد باحث بناء اختبار حول اتجاه طالب علم
النفس نحو تخصصه ،يوجه أسئلة لطلبة علم النفس لوصف مشاعرهم ،وتفكيرهم.
*البنود المفتوحة المكتوبة :يوجه الباحث بندا كتابيا مفتوحا حول خاصية معينة إلى عدد من األفراد
المعنيين ،مثال أن يوجه الباحث البند التالي إلى عدد من مدرسي مادة الرياضيات في مرحلة التعليم
المتوسط :تعترض المتعلمين صعوبات مختلفة أثناء تعلمهم لمادة الرياضيات ،المطلوب منكم وضع قائمة
بهذه الصعوبات ليتسنى التعرف عليها وتحديدها للتغلب عليها ،ويمكن ذكر صعوبة أو صعوبتين
كنموذج.
يقوم الباحث بتحديد مادة االختبار أو محتواه وشكله من حيث نوع بنود االختبار :على شكل ألفاظ
مكتوبة أو شفوية (أسئلة /عبارات) أو أعداد أو على شكل رسوم كاملة أو ناقصة فيكملها المفحوص ،أو
على شكل رموز ،متاهات أو تأتي مادته على شكل أداء يقوم به المفحوص ،حسب ما يقتضيه الهدف
العام لالختبار ،مع مراعاة صالحية االختبار ألفراد العينة من حيث أعمارهم ،مستوى ذكائهم ،مستوى
تعليمهم ،وقدرتهم على القراءة والكتابة.
وفي هذه الخطوة يضع الباحث تعليمات االختبار ويحرص على أن تكون محددة بدقة وواضحة.
ويضيف (امطاينوس ميخائيل ،0206 ،ص )39أن مصمم االختبار البد أن يحدد مسبقا وقبل أن
يبدأ بإعداد البنود الزمن الذي سيعطى للمفحوصين لإلجابة عن بنود االختبار وعدد هذه البنود.
وما من شك في أن زمن االختبار وطوله يتحددان باألغراض الخاصة له ،فإذا كان االختبار يهدف
إلى المسح والمقارنة السريعة وسيطبق على عدد كبير من األفراد تضاءلت الحاجة إلى زيادة عدد بنوده،
أما إذا كان الغرض من االختبار هو تصنيف األفراد استنادا إلى مستويات القدرة أو السمة لديهم واتخاذ
ق اررات مهمة حول مستقبلهم المدرسي أو المهني تزايدت الحاجة إلى زيادة عدد البنود ورفع القدرة التمييزية
لهذه البنود ،وفي الحاالت التي يكون الغرض من االختبار فيها تشخيصيا تصبح الحاجة ملحة لزيادة عدد
19
البنود إلى الحدود القصوى المتاحة دون إعطاء أهمية كبيرة للقدرة التمييزية للبنود ألن االختبار يهدف إلى
تعرف الصعوبات ومواطن الضعف والقوة في أداء المفحوص.
كما يجب أن يأخذ الباحث بعين االعتبار عند تحديد طول االختبار والزمن المخصص لإلجابة
األشكال التي ستأخذها البنود وخصائص المفحوصين.
يقوم الباحث باقتراح مجموعة من البنود (الوحدات/المفردات) تغطي جميع جوانب الخاصية
المقاسة ،حيث تعتبر عينة ممثلة لمجال السلوك المراد قياسه.
يرى (سعد عبد الرحمن )0222 ،أن على الباحث أن يقترح عددا كبي ار من البنود أكبر بكثير مما
يتوقع أن يحتويه االختبار في صيغته النهائية ،حيث أنه سيتم بعد ذلك االستغناء عن عدد يتراوح بين
%32إلى %12من عدد البنود المقترحة.
مثال قائمة كوستا وماكري لعوامل الشخصية الخمسة الكبرى اشتملت في صورتها األولية على
062بندا ليقلص عدد البنود إلى 62بند في صورتها النهائية.
ومن المهم أن يقوم الباحث بتقسيم الخاصية (السمة /القدرة) إلى أبعاد فرعية تندرج تحت كل بعد
مجموعة من البنود.
20
المحاضرة :14تحليل بنود االختبار
تأتي خطوة تحليل بنود االختبار (كيفيا وكميا) بعد عملية اقتراح البنود ،وبعد تجميع االختبار في صورته
األولية ،وبعد إعداد التعليمات واالمثلة المحلولة لمساعدة المفحوص ،تتم عملية تحليل البنود كما يلي:
-0التحليل الكيفي:
-يجب أن تكون بنود االختبار واضحة (غير مربكة) ،وال تحتمل أكثر من معنى أو تفسير واحد.
-تكتب بلغة بسيطة ،سهلة القراءة والفهم وال تتخللها تعبيرات بالغية أو مصطلحات فنية (تقنية) ال
يتحقق فهمها إال لفئة قليلة ،إال إذا كانت موجهة لهم خصيصا ،مثال مصطلحات خاصة
ببداغوجية المقاربة بالكفاءات.
-يجب أن تكون البنود عينة ممثلة للسلوك المراد قياسه وليس بالجوانب الهامشية.
-ال تكون الجمل طويلة وال شديدة االيجاز واالختصار ،وإنما تعبر عن الفكرة بشكل كاف.
-تجنب كتابة بنود تتضمن أكثر من فكرة مثل :إذا صرخ أحد بوجهك ،هل ترد عليه؟ أو تنسحب؟
-تجنب استخدام اإلطالق في متن البنود مثل :دائما ،أحيانا(..بشير معمرية)0200 ،
-2التحليل الكمي:
يهتم القائمون ببناء االختبارات بكتابة وانتقاء مفردات ذات جودة لقياس السمات قياسا دقيقا ،لذلك
يراعون كثي ار من الشروط في تكوين هذه المفردات وصياغتها والتحقق باألساليب المنطقية وأحكام الخبراء
من صدق محتوى كل مفردة على حدا ،غير أنه مهما بلغت دقة هذه األساليب واألحكام فإنها ال تغني
عن التجريب الميداني لالختبار وتحليل مفرداته باستخدام األساليب االحصائية ،وهو ما يعرف بالتحليل
الكمي لفقرات االختبار ،حيث يفيد ذلك في المراجعة النهائية لمفردات االختبار وتحسينها ،بحيث تسهم كل
فقرة إسهاما واضحا فيما يقيسه االختبار.
تذكر (سوسن مجيد ،0201 ،ص )22أن هناك اعتبارين أوليين يبرزان عند اختيار فقرات اختبار
ما.
األول هو :هل الفقرة صادقة في قياس السمة التي نرغب في قياسها ،بمعنى هل تمكننا هذه الفقرة
من التمييز بين ذوي المستويات العليا واألفراد ذوي المستويات الدنيا من السمة أو القدرة محل القياس؟
21
ويجاب عادة على هذا السؤال من خالل األساليب االحصائية الخاصة بحساب صدق فقرات االختبار
ويمكن نقول عنها معامالت التمييز للفقرات.
أما االعتبار الثاني فهو :هل مستوى صعوبة الفقرة مناسبة لمجموعة األفراد الذين سيختبرون بهذا
االختبار؟ ويجاب على هذا السؤال من خالل حساب معامالت الصعوبة /السهولة.
ويعني مدى إمكانية قياس الفروق الفردية بواسطة بنود هذه االختبارات ،وهي خاصية ينبغي أن
تتوفر في مفردات االختبارات مرجعية الجماعة أو المعيار.
ويوجد نوعان من المحكات التي يستند إليها الباحث في تحديد األفراد ذوي الدرجات العليا في تلك
السمة أو القدرة واألفراد ذوي الدرجات الدنيا (محكات داخلية ومحكات خارجية)
-0-0-2حساب معامل تمييز الفقرة (البند /المفردة) استنادا إلى محكات داخلية :أكثر األساليب
استخداما في حساب معامل تمييز الفقرة باالستناد إلى محكات داخلية نجد أسلوبا يعتمد على معامل
االرتباط ،وأسلوبا آخر يعتمد على المقارنة بين مجموعتين طرفيتين نظ ار لسهولة تطبيقهما وتفسير
نتائجهما.
*أسلوب يعتمد على معامل االرتباط :من خالل حساب معامل االرتباط بين درجات األفراد على كل
مفردة ودرجاتهم الكلية على االختبار ككل ،بالنسبة لذوي الدرجات العليا وذوي الدرجات الدنيا ،يعني تقسيم
الدرجات الكلية لألفراد على االختبار إلى نصفين ،نصف خاص بذوي الدرجات الدنيا وأخر خاص بذوي
الدرجات العليا ،ويسمى معامل االرتباط الناتج بمعامل االرتباط الثنائي المتسلسل الحقيقي
Point Biserial Correlation
باختصار ،معامل االرتباط الثنائي المتسلسل الحقيقي Point Biserial Correlationهو نوع
خاص من معامالت االرتباط مشتق من صيغة بيرسون يمكننا من ايجاد العالقة بين درجات األفراد على
كل مفردة من االختبار ودرجاتهم الكلية على االختبار وذلك بتقسيم توزيع الدرجات الكلية إلى مجموعتين
إحداهما تمثل المجموعة العليا واألخرى تمثل المجموعة الدنيا في السمة التي يقيسها االختبار ،القيمة
الناتجة تسمى معامل تمييز الفقرة( .صالح الدين عالم)0222 ،
ويمكن أن نجد مصطلح معامل االرتباط المنصف للسلسلة الحقيقي حيث تستخدم هذه الطريقة
حسب (سوسن مجيد ،0201 ،ص )29عند تقسيم المتغير المتصل (الدرجات الكلية لالختبار) إلى
قسمين متساويين يشتمل أحدهما على الدرجات العليا واآلخر على الدرجات الدنيا ،حيث ينتج لدينا
22
متغيران أحدهما ثنائي وهو درجة كل فقرة ،واآلخر فئوي متصل وهو الدرجات الكلية ولكن تم تقسيمه إلى
تغير ثنائي.
تعتمد هذه الطريقة على تقسيم الدرجات الكلية لألفراد في االختبار إلى قسمين ،يمثل أحد القسمين
المجموعة التي نالت أعلى الدرجات في االختبار ،ويمثل القسم اآلخر المجموعة التي نالت أقل الدرجات
في االختبار نفسه ،ومقارنة متوسطي درجات األفراد على كل فقرة باستخدام اختبار "ت" لعينتين مستقلتين
عندما تتوفر شروط تطبيقه في بيانات العينة ،وإذا لم تتوفر فيمكن استخدام اختبار بديل هو اختبار مان
ويتني الالمعلمي (الالبرامتري).
وقد أوصى كيلي Kelleyحسب ما يشير إليه (صالح الدين عالم ،0222 ،ص )021عند
تحليل مفردات االختبار االعتماد على النسبة %02من األفراد في كل من المجموعتين الطرفيتين،
واستبعاد نسبة %16الوسطى ،وتتميز هذه الطريقة بأنها ال تتطلب جهدا كبيرا ،وتعطي قيما قريبة من
القيم التي نحصل عليها باستخدام معامل االرتباط الثنائي المتسلسل الحقيقي.
-2-0-2حساب معامل تمييز الفقرة (البند /المفردة) استنادا إلى محكات خارجية:
يذكر (صالح الدين عالم )0222 ،أنه يندر استخدام محكات خارجية في تقسيم مدى تمييز
مفردات االختبارات ،والمحك الخارجي قد يكون اختبا ار آخ ار مستقال عن االختبار لكن بنفس الهدف،
ويمكن االسترشاد بنفس الطرق السابقة في ايجاد قيم معامل التمييز.
كلما ارتفع معامل تمييز الفقرة كان اسهامها أفضل في رفع قيمة تباينها ،ويحدد ايبل (Eipel,
) 1963مجموعة من المعايير للحكم على تمييز الفقرة
23
المحاضرة :15التحليل الكمي لبنود االختبار (معامالت السهولة /الصعوبة)
تعد صعوبة مفردات االختبار من الخصائص المهمة في االختبارات مرجعية الجماعة أو المعيار،
وتؤثر في إجابات األفراد عن مفرداتها ،فالمفردات التي تشتمل عليها هذه االختبارات ينبغي أن تميز تميي از
دقيقا بين مستويات السمة المراد قياسها ،فالمفردة التي يجيب عنها جميع األفراد ،أو التي ال يستطيع
أحدهم اإلجابة عنها ال تفيد في كشف الفروق بينهم فيما يقيسه االختبار( .صالح الدين عالم،0222 ،
ص)062
ويقتصر بطبيعة الحال تحليل مستوى الصعوبة على اختبارات القدرات واالستعدادات والتحصيل،
يعني االختبارات التي تحتمل بنودها إجابات صحيحة وأخرى خاطئة ،أو إمكانية حل مشكلة معينة من
عدمها.
وترى (سوسن مجيد ،0226 ،ص )20أن تحليل مستوى صعوبة الفقرات أكبر أهمية بالنسبة
الختبارات االستعدادات والقدرات ،أما اختبارات التحصيل فيمكن أن يكون تقدير خبير في الموضوع أكثر
أهمية من حساب مستوى الصعوبة احصائيا ،كما أن اختبارات السرعة بكل أشكالها تخرج عن إطار
مشكلة الصعوبة ،إذ تتضمن أساسا فقرات سهلة ،أما في اختبار القوة فيفضل تدرج فقرات الصعوبة من
األسهل إلى األصعب ،وبالتالي احتواء االختبار على مدى واسع من مستويات الصعوبة.
يلخص (امطاينوس ميخائيل )0206 ،فوائد استخراج معامالت السهولة والصعوبة في النقاط
التالية:
*ترتيب بنود االختبار :استنادا إلى تلك المعامالت يمكن ترتيب بنود االختبار بحيث تبدأ باألسهل وتنتهي
باألصعب ،ولهذا الترتيب أهميته من حيث أنه يتيح استثارة دافعية المفحوص وينمي ثقته بنفسه بإجابته
أوال عن البنود السهلة ،ويضعف احتمال تعرضه للصدمة منذ بداية عمله في االختبار ،كما يمنع احتمال
إضاعة الوقت والجهد في بنود يعجز المفحوص عن اإلجابة عنها أصال ألنها تتجاوز سقف قدرته.
*انتقاء بنود االختبار :لضمها إلى الصورة النهائية لالختبار ،وفي هذا الصدد يشير علماء القياس إلى
أن المستوى األكثر مالءمة لصعوبة البنود هو ،%32ألنها تنتج اكبر قدر من التباين أو التمايز بين
األفراد وتكون حساسة للفروق الدقيقة بينهم ،فتباين درجات األفراد على الفقرة هو حاصل ضرب معامل
السهولة في معامل الصعوبة ،لذلك فالقيمة العددية للتباين تتناقص كلما ابتعدنا صعودا أو نزوال عن 243
24
*بناء الشكل المكافئ أو عدد من االختبارات المكافئة :للتحقق من ثبات االختبار باستخدام طريقة
الصور المتكافئة
*حساب ثبات االختبار بطريقة كيودر ريتشاردسون الصيغة :21حيث يعتمد القانون على حاصل
ضرب معامالت السهولة في معامالت الصعوبة لفقرات االختبار (تباين الفقرات)
*حساب اال نحراف المعياري لدرجات األفراد على فقرات االختبار :باعتبار أن االنحراف المعياري هو
الجذر التربيعي للتباين ،كما أشرنا سابقا تباين درجات األفراد على الفقرة= معامل السهولة Xمعامل
الصعوبة لتلك الفقرة.
يمكن الحصول على قيم تشير إلى سهولة فقرات االختبار بإيجاد نسبة عدد األفراد في جماعة
مرجعية محددة الذي يجيبون عن كل مفردة إجابة صحيحة أو يستطيعون حل مشكلة معينة ،وكلما زادت
هذه النسبة دل ذلك على سهولة المفردة ،وكلما قلت دل ذلك على صعوبة المفردة.
ويرتبط معامل الصعوبة بنسبة عدد األف ارد الذين أجابوا إجابة خاطئة على المفردة ،أو لم يستطيعوا
حل المشكلة المتضمنة في المفردة ،وكلما زادت هذه النسبة دل ذلك على صعوبة المفردة والعكس
صحيح.
لذلك يكفي أن يحسب الباحث معامال واحدا ويفسر النتيجة المتحصل عليها.
القانون:
يتضح من خالل ( )0و ( )0أن :معامل سهولة الفقرة = -0معامل صعوبة الفقرة
يذكر (صالح الدين عالم ،0222 ،ص )069أنه ينبغي التأكيد على أن خاصية صعوبة /سهولة
المفردة في إطار النظرية الكالسيكية لالختبارات ليست مقصورة على المفردة ،ألنها تعكس أيضا قدرة أفراد
25
الجماعة المرجعية الذين أجابوا عن تلك المفردة ،لذلك يفضل عند تفسير قيمة معامل الصعوبة تحديد
الجماعة المرجعية التي استندنا إليها في تحديد هذه القيمة.
مثال :طبق باحث اختبار ذكاء يشتمل على 02مفردة على مجموعة تتكون من 022طالب من
طلبة السنة الثانية ماستر إرشاد وتوجيه جامعة خميس مليانة للموسم الجامعي ،0202-0209أجاب
عن المفردة األولى 22طالبا إجابة صحيحة.
= 2422إذن ما نسبته %22من أفراد العينة (طلبة السنة معامل سهولة المفردة األولى=
الثانية ماستر إرشاد وتوجيه جامعة خميس مليانة للموسم الجامعي )0202-0209أجابوا إجابة صحيحة
عن المفردة األولى.
من المعلوم أن بعض األفراد يتوصلون إلى اإلجابة الصحيحة عن طريق التخمين أي بمحض
الصدفة ،لذلك يبرز التساؤل التالي :هل يمكن اعتبار الدرجة الكلية التي يحصل عليها فرد في االختبار
مساوية لعدد إجاباته الصحيحة عن مفردات االختبار ،أم أنه ينبغي تصحيحها من أثر التخمين العشوائي
الستبعاد ذلك الجزء من الدرجة الكلية الذي يفترض حصول الفرد عليه بالصدفة ،أي دون أن يعرف
بالفعل اإلجابة الصحيحة عن بعض المفردات.
والحقيقة أنه ال يوجد اتفاق بين علماء القياس حول اإلجابة عن هذا التساؤل ،فالبعض يرى أنه من
ليس من الضروري إجراء هذا التصحيح وحججهم في ذلك:
-أنه ال يتغير ترتيب األفراد فيما بينهم إذا أجرينا تصحيحا لدرجاتهم الكلية في االختبار من
أثر التخمين.
تصحيح الدرجات من أثر التخمين لألفراد الذين ال يلجأون إلى التخمين في -يؤدي
إجاباتهم إلى خفض درجاتهم الحقيقية ،بينما ال يحدث ذلك لمن اعتاد على التخمين في
إجاباته.
-تصحيح الدرجات من أثر التخمين قد يؤدي إلى االفتراض الخاطئ بأن الدرجات الناتجة
هي الدرجات الحقيقية لألفراد في االختبار( .صالح الدين عالم)0222 ،
والمنطق يقول باختصار أنه :ال يمكن فصل األفراد الذين استخدموا التخمين في إجاباتهم عن األفراد
الذين كانت إجاباتهم ناتجة عن معلوماتهم ومعارفهم ،وتصحيح معامل الصعوبة من أثر التخمين يشمل
جميع األفراد.
26
لذلك يقترح أصحاب هذا التوجه بعض االرشادات التي يمكن أن تسهم في تقليل أثر التخمين منها:
أما البعض اآلخر فيرى ضرورة تصحيح قيمة معامل الصعوبة من أثر التخمين العشوائي ،وذلك
للحصول على تقدير لنسبة األفراد الذين يجيبون إجابة صحيحة عن كل مفردة استنادا إلى معلوماتهم
الفعلية ،واستبعاد من يجيبون إجابة صحيحة عن طريق التخمين العشوائي.
خ
ح-
ك
نفترض أن االختبار الذي يشتمل على 02بندا أو مفردة اختيار من متعدد ،ولكل منها 3بدائل
طبق على 022طالب من طلبة السنة الثانية ماستر إرشاد وتوجيه جامعة خميس مليانة للموسم الجامعي
،0202-0209وأجاب 23فرد منهم على المفردة األولى إجابة صحيحة بينما ترك 02أفراد المفردة
دون إجابة.
- 23
= 2429 معامل السهولة المصحح من أثر التخمين=
02 - 022
27
نالحظ أن %29من أفراد العينة (طلبة السنة الثانية ماستر إرشاد وتوجيه جامعة خميس مليانة
للموسم الجامعي )0202-0209أجابوا عن المفردة األولى إجابة صحيحة استنادا إلى معلوماتهم
الفعلية ،في حين البقية ( )% 12 =%29-0أجابوا إجابة خاطئة عن المفردة.
بينت الدراسات السيكومترية أو االمبريقية أن االختبار يمكن أن يميز إلى أقصى حد ممكن بين
األفراد المختبرين إذا كان متوسط الصعوبة التي يشتمل عليها في حدود ،2432أي يستطيع حوالي %32
من األفراد اإلجابة عن كل مفردة من مفرداته( .صالح الدين عالم)0222 ،
ألنها حسب ما ذكرنا سابقا تنتج أكبر قدر من التباين وبالتالي زيادة معامل الثبات ،واالختبار الجيد
حسب (امطاينوس ميخائيل ،0206 ،ص )21هو ذلك االختبار الذي يتضمن تشكيلة واسعة من البنود،
من بينها البنود الصعبة التي تتحدى األقوياء (حوالي %03من البنود) ،السهلة الموجهة للضعفاء (حوالي
%03من البنود) باإلضافة إلى األسئلة المتوسطة (حوالي %32من البنود)
-7إجراء تحليل عاملي استكشافي :بعد القيام بالتحليل الكمي والكيفي للبنود يتم اإلبقاء على أفضل
البنود كمؤشرات للسمة أو القدرة موضع القياس ،يمكن للباحث هنا إجراء تحليل عاملي من نوع استكشافي
بهدف تحديد مكونات المقياس أو أبعاده ،وهذا باالعتماد على قيم تشبع البنود بالعوامل المستخرجة.
سنتطرق إلى موضوع التحليل العاملي وأهميته في بناء االختبارات النفسية في محاضرة مستقلة.
-8الخصائص السيكومترية لالختبار :حساب صدق االختبار وثباته ،واستخراج معايير لتفسير النتائج.
28
المحاضرة :16الخصائص السيكومترية لالختبار (صدق االختبار)
يتم حساب الخصائص السيكومترية لالختبار في إطار عملية التقنين ،حيث يبين علماء القياس معنيين
للتقنين هما:
أوال :أن تكون تعليمات االختبار وصياغة بنوده والزمن المخصص له ،وشروط وإجراءات تطبيقه
موحدة في كل المواقف ،ومن هذه الناحية يعني التقنين التوحيد ،توحيد الشروط المحيطة بالمفحوصين
وضبط العوامل والمتغيرات جميعها التي يمكن أن تؤثر في أدائهم االختباري وإبعاد أثرها إلى أقصى حد،
وذلك بهدف قياس المتغير الذي صمم االختبار لقياسه بحجمه الحقيقي لدى تلك العينة من األفراد التي
سيطبق عليها.
ثانيا :أن يخضع االختبار للتقنين من خالل تطبيقه على عينة ممثلة للمجتمع األصلي ،بهدف
استخراج معايير معينة تحدد معنى الدرجة الخام التي يحصل عليها الفرد في ضوء تمركز أو تشتت
درجات أفراد عينة التقنين ،والمؤكد منه أنه ال يمكن أن يكون االختبار مقننا بالمعنى الثاني دون أن يكون
مقننا بالمعنى األول( .امطاينوس ميخائيل)0206 ،
أما (صالح الدين عالم )0222 ،فيرى أن التقنين يقصد به أن يكون بناء وتصحيح وتفسير نتائج
االختبار أو أداة القياس مستندا إلى قواعد محددة ،يحيث تتوحد فيه وتتحدد بدقة مواد االختبار وطريقة
تطبيقه ،وتعليمات إجابته وطريقة تصحيحه أو تسجيل درجاته ،وبذلك يصبح الموقف االختباري موحدا
بقدر اإلمكان لجميع األفراد في مختلف الظروف.
كما يشمل التقنين حساب الخصائص السيكومترية لالختبار ،وهي الخصائص الضرورية المتعلقة
بالثبات والصدق ،مع استخراج معايير لتفسير النتائج المتحصل عليها من تطبيق االختبار.
يعتبر الصدق من الخصائص السيكومترية لالختبارات النفسية ،وهو يمثل إحدى الوسائل المهمة
في الحكم على صالحية هذه االختبارات ،وفيما يلي سوف نتطرق إلى مفهوم الصدق وأنواعه والعوامل
المؤثرة فيه.
29
-0مفهوم الصدق:
تعرف (سوسن مجيد )0201 ،الصدق أنه :قياس االختبار فعال أو حقيقة للسمة أو الظاهرة التي
وضع ألجلها.
بمعنى أن االختبار الصادق يقيس ما وضع لقياسه فقط فاختبار الذكاء يقيس الذكاء فقط وال يقيس
شيئا آخر مثل سمات الشخصية أو التحصيل أو جوانب انفعالية( .صالح مراد وأمين سليمان)0223 ،
فالصدق هو أن يقيس االختبار ما وضع لقياسه ،ويحقق الهدف الذي وضع من أجله.
-صفة نسبية :فال يوجد اختبار عديم الصدق أو تام الصدق ،هذا إذا استعملنا االختبار فيما
وضع له ،فقد يكون اختبار الذكاء الخاص بتالميذ السنة الثانية ابتدائي نتائجه مرتفعة الصدق ،إذا
استعمل مع تالميذ السنة الثانية ابتدائي ،ومتناقصة الصدق إذا استعمل مع عينة أخرى ،وعليه فالصدق
أمر مطلقا بل يختلف من اختبار آلخر بحيث ال نستطيع أن نقول أن االختبار صادق أو غير
ليس ا
صادق بل نقول أنه صادق بدرجة ما.
-صفة نوعية :حيث يرتبط الصدق مباشرة بالغرض أو االستعمال الخاص الذي صمم
االختبار من أجله ،فاالختبار الذي أعد بغرض التنبؤ بأداء المفحوصين في فترة مقبلة ال يصلح لغرض
التشخيص والكشف عن نقاط الضعف والقوة في أداء المفحوصين ،كما يرتبط الصدق مباشرة بالفئة أو
الجماعة التي صمم لها ،فاالختبار الذي صمم لفئة أو فئات معينة من المعاقين ال يصلح لألسوياء.
-صفة تتعلق بنتائج االختبار وليس باالختبار نفسه ،ولكننا نربطها باالختبار من قبيل
االختصار أو التسهيل ،واألصوب أن نتكلم عن صدق النتائج ،أو باألحرى صدق تفسيراتنا للنتائج.
(امطاينوس ميخائيل)0206 ،
فالصدق إذن ال يتعلق باالختبار نفسه بقدر تعلقه بتفسير الدرجات المستخرجة منه ،وهذا يعني
مدى فائدة أداة القياس في اتخاذ ق اررات تتعلق بغرض أو أغراض معينة ،فالصدق هنا هو صدق تفسير
النتائج أو تأويلها وليس صدق االختبار وال صدق الدرجات.
30
-2أنواع الصدق:
يرى (بشير معمرية )0200 ،أن الجمعية األمريكية لعلم النفس ( )0931صنفت الصدق إلى ثالث
أنواع أساسية هي :صدق المحتوى ،الصدق المرتبط بمحك وأخي ار صدق التكوين الفرضي.
-0-2صدق المحتوى:
ويطلق عليه البعض الصدق المنطقي أو صدق المضمون أو الصدق بحكم التعريف ،ويشير صدق
المحتوى حسب (صالح مراد وأمين سليمان )0223 ،إلى مدى تمثيل بنود االختبار أو المقياس لمحتوى
السمة موضع القياس ،ويرتبط صدق المحتوى بمفهوم الشمول حيث يمكن اعتبار هذا النوع من الصدق
دليال على شمول األداة ودرجة تمثيلها للمحتوى.
بمعنى أن االختبار يكون صادقا إذا كان المحتوى الذي نريد قياسه ممثال تمثيال صادقا من خالل
بنود االختبار ،كما أن هذه الطريقة تدخل في المراحل األولى لتكوين أي اختبار.
ويرى (بشير معمرية )0200 ،أن هذه الطريقة تصلح خاصة لالختبارات التحصيلية وبرامج
التدريب على األداء والكفاءة المهنية ،كما أنه من الصعب حساب صدق المحتوى لالختبارات النفسية،
كسمات الشخصية واالتجاهات والقيم وغيرها.
ففي مجال قياس الشخصية قد يكون بند يقيس االنبساطية /االنطوائية مثال :هل تفضل الذهاب
إلى حفلة مع أصدقائك أو تبقى في المنزل لقراءة كتاب؟ فإذا أجاب قراءة كتاب فهو انطوائي ولكن ربما
يجيب هكذا لميله للمطالعة ،فهنا يظهر أن البند يقيس الميول ،فبالتالي ففي اختبارات الشخصية ال يمكن
إصدار حكم على أن بندا ما يقيس الخاصية التي وضع لقياسها.
-الصدق الظاهري (السطحي) :والذي يتمثل في فحص محتوى االختبار والتأكد من جودته فيما يقيسه
دون فحص تجريبي.
-صدق المحكمين :نسبة إلى استخدام مجموعة من الخبراء والمختصين للحكم على جودة االختبار ومدى
تمثيل بنوده للمحتوى ،فإذا كان االتفاق بين آراء المحكمين مرتفعا دل ذلك على الصدق ،كما يجب أال
ويجب أن يكونوا من المتخصصين في المجال مع االستعانة يقل عدد المحكمين عن خمسة،
بمتخصصين في القياس النفسي ،وال تقل درجة االتفاق على كل بند من البنود عن .%22حسب ما
يشير إليه (صالح مراد وأمين سليمان)0223 ،
31
تتضح أهمية صدق التحكيم في قيمة ما قد يقترحه المحكمون بعد اطالعهم على األداة ،فقد يزودون
الباحث بمالحظات قيمة يكون قد أغفلها عند بناء أداة القياس ،كاقتراح عبارات جديدة ذات نوعية جيدة،
أو تعديل فيها أو إضافة أبعاد إضافية...لذلك يجب على الباحث أن يولي اهتماما كبي ار الستمارة التحكيم
او كما تعرف باستمارة الخبرة.
حيث ترى (نادية الزقاي )0202 ،أنها أداة لجمع معطيات يكون مصدرها مجموعة الخبراء ذوي
االختصاص يجب أن تخضع لشروط بناء مضبوطة ،وشروط تطبيق موضوعية ،كما أنها ال تحتمل حين
تفريغ أو عرض نتائجها أية عشوائية ،لذلك يجب تزويد المحكمين بمعطيات وافية عن االختبار ،حيث
يجب أن تشتمل االستمارة على الهدف من االختبار موضوع التحكيم ،المطلوب أو مجموعة المطالب
الموجهة للسادة المحكمين ،التعريف االجرائي للخاصية موضع القياس ،تحديد األبعاد الفرعية لالختبار
والبنود التي تنتمي إلى كل بعد مع ضرورة تضمين تعريفات إجرائية ألبعاد االختبار في االستمارة.
دون أن يهمل الباحث الواجهة التي تذكر فيها المعلومات األساسية مثل الجهة التي صدرت عنها استمارة
التحكيم (الجامعة ،الكلية ،القسم )...عنوان االستمارة ،السنة ،والتعليمات الموجهة للخبراء ،وبياناتهم
الشخصية (االسم واللقب ،الدرجة العلمية والتخصص)
-2-2الصدق المرتبط بمحك :يعتمد هذا المفهوم على درجة عالقة درجات االختبار باألداء الفعلي على
محك خارجي ،ويقصد بالمحك الخارجي اختبا ار آخ ار جيدا أو نوعا من األداء العملي تستخدم فيه السمة
موضع االهتمام ،وهناك نوعين من الصدق المرتبط بمحك هما كالتالي:
-الصدق التالزمي :يدل الصدق التالزمي (المصاحب) أو التزامني على حجم العالقة بين درجات األفراد
على االختبار ودرجاتهم على محك أخر بحيث ال يكون هناك فاصل زمني (أو فاصل زمني قصير) بين
أداء األفراد على االختبار وأدائهم على المحك ،مثال العالقة بين درجات األفراد على اختبار ويكسلر
وبينيه.
-الصدق التنبؤي :يهتم الصدق التنبؤي باستخدام درجات االختبار في التنبؤ باألداء المستقبلي على
مقاييس أخرى هي المحكات ،فقد تستخدم درجات اختبار االستعداد للنجاح في المدرسة للتنبؤ بدرجات
الطلبة في مواد دراسية معينة ،أو درجات التحصيل في الثانوية لمادة الرياضيات كمؤشر للنجاح في كلية
الهندسة ،ودرجات التحصيل في الثانوية لمادة العلوم الطبيعية كمؤشر للنجاح في كلية الطب مثال أو
علوم الطبيعة والحياة ،فيدل هذا الصدق على مدى كفاءة درجات االختبار في التنبؤ بسلوك المشارك في
االختبار في وقت الحق ،بمعنى أنه يوجد فاصل زمني ال يقل عن 6أشهر بين تطبيق االختبار والمحك.
(صالح مراد وأمين سليمان)0223 ،
32
غير أن المشكلة األساسية في تقدير الصدق المرتبط بمحك حسب ما يذكر (صالح الدين عالم،
)0222تتركز في إمكانية الحصول على محكات مناسبة ،فجمع بيانات تتعلق بالمحكات تعد من
مشكالت القياس النفسي والتربوي ،فالمحك يجب أن يتميز بخصائص تمكننا من الثقة فيما يترتب عليه
من بيانات ،فإلى جانب األحكام التقييمية للمحك ينبغي أيضا التحقق من ثبات درجاته وخلوها من التحيز
ومواءمة المحك لألداء المطلوب (صدقه) ،فإذا اعتبرنا مثال مقياس تقديرات المشرفين على العمل محكا
ألداء العامل ولدينا مقياس نريد التأكد من صدقه هو مقياس األداء المهني للعامل فيجب التحقق من دقة
تقديرات المشرفين وعدم تحيزها لكي تكون ذات فائدة في الحكم على صدق القرار الذي يتخذ في ضوء
ذلك.
-3-2صدق التكوين الفرضي :ويسمى أيضا صدق البناء أو صدق المفهوم ،ومصطلح صدق التكوين
الفرضي اقترحه كل من كرونباخ وميهل عام 0932الذي يتناول العالقة بين نتائج االختبارات والمقاييس
وبين المفهوم النظري الذي يهدف االختبار لقياسه مثل مفهوم الذكاء ،القلق ،االنطواء،
االبتكارية...فصدق التكوين الفرضي يهدف لتحديد التكوينات الفرضية التي يعزى إليها تباين األداء في
االختبارات وليس درجات المحك أو سلوك الفرد.
لكن السؤال المطروح :ما المقصود بالتكوينات الفرضية؟ التكوينات الفرضية هي أفضل ما يتوصل
إليه الباحثون في وقت ما لتوضيح طبيعة السمات والقدرات الموجودة لدى االنسان.
فالتك وين الفرضي إذن هو صفة أو خاصة نفسية نفترض وجودها وذلك لتفسير جوانب معينة من
سلوك األفراد ،ويتطلب تقدير هذا النوع من الصدق مجموعة من الطرق نذكر أهمها فيما يلي:
يقوم الصدق التمييزي حسب ما يطلق عليه البعض على أحد مفاهيم الصدق وهو قدرة االختبار
على التمييز بين طرفي الخاصية التي يقيسها (بشير معمرية ،)0200 ،ويمكن تلخيص إجراءات تطبيق
هذه الطريقة كما يلي:
تطبيق االختبار وإيجاد الدرجة الكلية التي يحصل عليها كل فرد في االختبار
ترتيب الدرجات من أدنى درجة إلى أعلى درجة أو العكس
أخذ %02من الدرجات العليا و %02من الدرجات الدنيا ليكون المجموع %31وما يتبقى من
نسبة ( )%16ال تدخل في عملية الحساب.
ايجاد المتوسطات الحسابية واالنحرافات المعيارية لدرجات أفراد المجموعتين العليا والدنيا
33
تطبيق اختبار ت لعينتين مستقلتين (بعد التحقق من استيفائه لشروط التطبيق واختبار تجانس
النصفين) ومعرفة داللته االحصائية ومن ثمة اتخاذ القرار الذي يتعلق بقدرة االختبار على التمييز
بين المجموعتين الطرفيتين وهو ما يعتبر دليال على صدق االختبار.
-الصدق العاملي:
إن التحليل العاملي يساعد مصمم االختبار على تحديد المكونات األساسية (العوامل) للسمة أو
القدرة التي صمم االختبار لقياسها ،والتي يمكن اعتبارها أبعادا لالختبار ،باإلضافة إلى تحديد درجة تشبع
مفرداته بكل عامل من هذه العوامل ،وهذه التشبعات تمثل معامالت االرتباط بين مفردات االختبار
والعوامل ،كما يمكن من خالله اقتراح نموذج يجسد أبعاد االختبار وما يندرج تحتها من مفردات ،والتأكد
من مطابقتها لبيانات عينته.
-االتساق الداخلي:
من خالل حساب معامالت االرتباط بين درجات األفراد على البنود ودرجاتهم الكلية على االختبار،
أو حساب معامالت االرتباط بين درجات األفراد على البنود ودرجاتهم على األبعاد الفرعية لالختبار التي
تنتمي إليها تلك البنود ،أو حساب معامالت االرتباط بين درجات األفراد على األبعاد الفرعية ودرجاتهم
الكلية على االختبار.
تذكر أدبيات القياس النفسي والتربوي ما يعرف بالصدق التقاربي في مقابل الصدق التمايزي ،أو
الصدق التوافقي في مقابل الصدق التعارضي ،حيث أدرجت ضمن (صدق المفهوم الفرضي) حسب عدة
باحثين من بينهم (بشير معمرية )0200 ،و(امطاينوس ميخائيل )0206 ،رغم أنها تعتمد على حجم
العالقة االرتباطية بين االختبار واختبارات أخرى قد نعتبرها محكات خارجية.
فالصدق التقاربي يعني دراسة العالقة بين االختبار الجديد واختبار آخر مشابه ،ثبت صدقه في
قياس نفس التكوين الفرضي أو السمة التي يهدف االختبار الجديد إلى قياسها ،فإذا كانت قيمة معامل
االرتباط بين االختبارين مرتفعة ،فإن ذلك يعد دليال على أن االختبار الجديد يقيس ما يقيسه االختبار
الذي ثبت صدقه ،أما الصدق التمايزي نعني به حساب معامالت االرتباط بينه وبين االختبارات األخرى
التي تقيس تكوينات فرضية أخرى مستقلة ومختلفة عما يقيسه االختبار ،ويتحدد صدق التكوين الفرضي
من خالل فحص معامالت االرتباط ،فإذا كانت قيم هذه المعامالت منخفضة كان ذلك دليال على أن
االختبار يتمتع بصدق تمايزي عال( .امطاينوس ميخائيل)0206 ،
34
ويطلق عليه (عبد الرحمن الطريري )0992 ،أسلوب التشابه واالختالف مع خصائص أخرى
لتقدير الصدق ،حيث يتمثل في العالقة الممكن حدوثها أو عدم حدوثها مع مقاييس يحددها الباحث على
أنها تقيس نفس الخاصية أو ال تقيسها.
ويشير (بشير معمرية )0200 ،إلى ما يعرف بالصدق التوافقي أو االتفاقي في مقابل الصدق
التعارضي أو االختالفي حيث يتحدد الصدق بوضوح بواسطة اكتشاف التوافق والتعارض بين االختبار
وغيره من االختبارات ،وفقا لإلطار النظري الذي تنتمي إليه المتغيرات محل القياس ،مثل ارتباط االكتئاب
باليأس وبالتشاؤم وبالميل لالنتحار ،وارتباط المثابرة بالدافعية وارتباط القلق بالخوف توافقيا ،وكذلك ارتباط
االكتئاب بالسعادة وبالتفاؤل وارتباط االنبساطية بالخجل تعارضيا.
هناك عدد من العوامل التي تؤثر في مدى صدق االختبار تتمثل فيما يلي:
-عوامل تتعلق باالختبار نفسه :مثل لغة االختبار إذا كانت فوق مستوى المفحوصين ،فإن بعضهم سوف
يعجز عن فهم السؤال وبالتالي ال يستطيع اإلجابة عنه مما يقلل من مستواه في االختبار ،كذلك غموض
أسئلة االختبار تجعل المفحوص يفسرها تفسيرات متباينة وبجيب عنها إجابات خاطئة ،تقلل هي أيضا من
مستواه الفعلي في االختبار.
كما أن سهولة أسئلة االختبار أو صعوبتها أو طريقة صياغتها تجعل المفحوص يحصل على درجات ال
يستحقها ،فيتأثر حكمنا عليه بأنه مثال ممتاز أو وسط أو ضعيف وهي ال تمثل في الحقيقة قدرة
المفحوص الفعلية في االختبار.
-طول االختبار :إذا كان االختبار قصي ار يضعف تمثيله للمحتوى وبالتالي يضعف صدقه ،وإذا كان
طويال جدا فيدخل هنا عامل الملل وعدم الجدية من طرف المفحوص في اإلجابة( .امطاينوس ميخائيل،
)0206
وكذلك ترتيب البنود بطريقة غير مالئمة ،حيث من المفروض أن يرتب االختبار وفق مبدأ التدرج في
الصعوبة ،فإذا وضعت البنود الصعبة في البداية يقضي المفحوص الكثير من الوقت لالجابة عنها ،وقد
ال يتسع الوقت لإلجابة على البنود السهلة ،ثم إن هذا الترتيب قد يضعف دافعيته مما ينعكس سلبا على
أدائه.
-عوامل تتعلق بتطبيق االختبار وتصحيحه :فالعوامل البيئية تؤثر على أداء المفحوص تأثي ار يقلل أو يزيد
من مستوى صدق االختبار ،مثل الح اررة ،البرودة ،الضوضاء ....وغيرها.
35
كذلك طباعة األسئلة وعدم وضوحها ،التعليمات الغير واضحة ،استعمال االختبار في غير ما وضع له
وعدم استعماله مع الفئة التي وضع لها ،الوقت المخصص لإلجابة غير كاف أو أكثر من اللزوم ،فيتأثر
األداء االختباري بالضغط على المفحوصين في الحالة األولى ،وإرباكهم وإتاحة الفرصة للغش والفوضى
في الحالة الثانية ،كذلك أخطاء التصحيح كلها عوامل تضعف معامل الصدق.
-عوامل تتعلق بشخصية المفحوص المؤثرة في إجاباته :فالتخمين أو الغش أو اضطراب المفحوص في
االختبار تجعله يحصل على نتيجة ال تمثل قدراته الفعلية ،وهذا ما يؤثر على صدق االختبار( .عبد
الرحمن الطريري)0992 ،
-0مفهوم الثبات:
يرى (دمحم غنيم ،0221 ،ص )60أن مفهوم الثبات يعبر عن مدى تماسك بنية االختبار ،كما يعبر
أيضا عن دقة االختبار فيما يزودنا به من بيانات عن الخاصية المراد قياسها ،فثبات االختبار يعبر عن
عالقة االختبار بنفسه والتي يمكن تقديرها بإعادة تطبيق نفس االختبار على نفس العينة أو باستخدام
اختبارات متكافئة معه.
أما (صالح الدين عالم ،0222 ،ص )030فيرى أن ثبات درجات األفراد على االختبار هو مدى
خلوها من األخطاء غير المنتظمة (العشوائية) التي تشوب عملية القياس ،أي مدى قياس االختبار
للمقدار الحقيقي للسمة التي يهدف لقياسها ،فدرجات األفراد على االختبار تكون ثابتة إذا كان االختبار
يقيس سمة معينة قياسا متسقا في الظروف المتباينة التي قد تؤدي إلى أخطاء القياس ،فالثبات بهذا
المعنى يعني االتساق أو الدقة في القياس.
ويشير (سعد عبد الرحمن )0222 ،إلى أن ثبات االختبار يعني داللة االختبار على األداء الفعلي
أو األداء الحقيقي للفرد ،هذا األداء يعبر عنه بالدرجة الحقيقية التي حصل عليها الفرد في اختبار ما
(دح) ،واألداء الحقيقي هو جزء من األداء العام أو األداء الكلي الذي يعبر عنه بالدرجة الكلية (دك)،
وهي الدرجة المالحظة أو المسجلة على االختبار والتي حصل عليها الفرد ،أما الجزء اآلخر فهو األداء
الذي يعود إلى أخطاء الصدفة أو الظروف الخارجية ويعبر عنه بدرجة الخطأ (دخ).
وتبين نظرية الثبات حسب (دمحم غنيم ،0221 ،ص )63أن مفهوم ثبات االختبار هو خاصية
مجموعة من درجات االختبار وليس خاصية درجة شخص واحد فقط ،ولما كان الهدف األساسي ألي
36
اختبار هو دراسة الفروق الفردية بين الطالب ،والمصطلح االحصائي الذي يستخدم لتبيان حجم الفروق
بين الدرجات هو التباين ،فإن المعادلة األساسية التي يشتق منها قانون الثبات هي:
وعلى هذا األساس فإن معامل الثبات هو نسبة التباين الحقيقي إلى التباين الكلي
التباين الحقيقي
معامل الثبات=
التباين الكلي
بحيث كلما اقترب التباين الحقيقي من التباين الكلي ارتفع معامل الثبات وهو محصور بين []042
فأعلى قيمة يمكن أن يصل إليها معامل الثبات هي ،0وهي قيمة ال نصل إليها في مستوى القياس
النفسي.
ولكن تطبيقيا الدرجات الحقيقية لألفراد على االختبار ودرجات األخطاء العشوائية غير معلومة،
والمعلوم فقط هو الدرجات الكلية لألفراد على االختبار ،فال يمكن منطقيا تطبيق هذا القانون لحساب
معامل الثبات.
قد يتساءل الباحث عن مصادر األخطاء العشوائية من أجل التحكم فيها أثناء إعداد االختبار وعند
تطبيقه وتصحيح مفرداته ،وذلك لجعل تأثيرها في الدرجات الحقيقية أقل ما يمكن ،وبذلك تقترب الدرجات
المالحظة لألفراد في االختبار من درجاتهم الحقيقية ويزيد تباين الدرجات الحقيقية إلى أقصى حد ممكن،
وبالتالي تكون قيم معامل الثبات أكبر ما يمكن.
لذلك سنتطرق فيما يلي إلى أهم األخطاء العشوائية مصنفة في ثالث مصادر أساسية:
نجد أن مفردات االختبار قد تكون غاية في الصعوبة ،أو أن تكون صياغتها غامضة أو مربكة ،أو
أن تكون تعليمات اإلجابة عن االختبار غير محددة ،أو تشجع على التخمين كما في مفردات الصواب أو
الخطأ أو االختيار من متعدد ،غير أن المصدر الحقيقي لألخطاء العشوائية المتعلقة باالختبار حسب
(صالح الدين عالم )0222 ،يتعلق بأسلوب معاينة المفردات للنطاق السلوكي الذي يقيسه االختبار ،مما
يترتب عليه أن يكون عدد المفردات قليال ،أو أن المفردات ال تمثل مكونات السمة المقاسة تمثيال كافيا.
37
فطول االختبار بحد ذاته ليس مهما ،لكن أهميته تكمن في شمول السمة أو القدرة محل القياس من
جميع جوانبها ،فاالختبار القصير قد ال نتمكن بواسطته من تناول الخاصية بكل جوانبها ،ولذا ال يمكن
قياسها بدقة ومن ثم سيتأثر الثبات نتيجة لذلك ،لذلك فزيادة بنود االختبار يترتب عليها زيادة في ثباته،
لكن األمر المهم في هذه النقطة هو أال تكون زيادة بنود االختبار لمجرد الزيادة بل أن األمر يجب أن
يستهدف تناول السمة أو القدرة من جميع جوانبها( .عبد الرحمن الطريري ،0992 ،ص)022
*مصادر تتعلق بإجراءات تطبيق االختبار وتصحيحه :تعد إجراءات تطبيق االختبار وتصحيحه مصد ار
من مصادر األخطاء العشوائية ،غير أن هذا المصدر يمكن ضبطه أو التحكم فيه ألنه يتعلق بالبيئة
الفيزيائية المحيطة بالفرد أثناء االختبار ،فاإلضاءة الجيدة لغرفة االختبار وحسن تهويتها ومنع الضوضاء
حول ها وتوزيع المقاعد بها وغير ذلك من العوامل الفيزيائية التي قد تؤثر في إجابات األفراد ينبغي أن يتم
ضبطها قبل بدء العملية االختبارية.
تعليمات االختبار ينبغي أن تكون واضحة ومفهومة بخاصة في االختبارات الفردية أو تلك التي
تطبق على األطفال أو األميين ،حيث يفضل أن تكون شفوية ومناسبة لهم.
كما يجب أن يقاس زمن اإلجابة عن االختبارات التي تتطلب السرعة قياسا دقيقا ،وأن تكون طباعة
االختبار واضحة وأوراق اإلجابة منظمة بطريقة تسمح للفرد بتحديد إجابته بيسر وسهولة.
يجب تصحيح االختبار بطريقة موضوعية لتقليل أثر األخطاء الناجمة عن اختالف التقديرات،
وبخاصة إذا كانت مفردات االختبار تتطلب إجابات مفتوحة كما في أسئلة المقال أو بعض مقاييس
الشخصية واالتجاهات ،كذلك كيفية رصد الدرجات والدقة في العمليات الحسابية التي قد يقوم بها الباحث
للتوصل إلى الدرجة الكلية في االختبار(.صالح الدين عالم)0222 ،
ويضيف (عبد الرحمن الطريري )0992 ،أن االختبارات ذات المحكات الواضحة والمحددة عند
تصحيحها تقل فيها فرص خطأ القياس ،لكن بالنسبة لالختبارات التي تكون محكات تصحيحها غير
محددة تحديدا دقيقا وواضحا فيكون التحيز من قبل مصحح االختبار واردا في مثل هذه الحالة ،وتعتبر
االختبارات االسقاطية من أكثر االختبارات عرضة لتحيز وذاتية الباحث ،لذلك من بين االنتقادات الموجهة
لالختبارات االسقاطية ما يتعلق بانخفاض ثباتها.
عوامل التحيز مثل أثر الهالة أو عوامل ذاتية أخرى تدخل في التصحيح مثل أن يقوم المعلم في
اختبار تحصيلي من نوع المقال بتقدير درجات الطلبة متأث ار بعوامل ال تتعلق بإجاباتهم مثل أخطاء النحو
والهجاء أو جودة الخط ،أو فكرته الذاتية عن الطالب.
38
*مصادر تتعلق باألفراد المختبرين:
هي مصادر يصعب التحكم فيها ألنها تتعلق بالفرد نفسه ،مثال تذكر اإلجابات عن مفردات
االختبار نتيجة الخبرة السابقة أو إعادة تطبيق صيغة مكافئة لالختبار ،أو نتيجة لمرض أو انخفاض
دافعيته أو اتجاهه السلبي أو تشتت انتباهه ،والحالة المزاجية.
فاالختبارات التحصيلية أو اختبارات الذكاء تتطلب من الفرد بذل أقصى جهده للحصول على درجة
مرتفعة ،غير أن هناك أفرادا يتسمون في معظم األحيان بانخفاض دافعيتهم للتحصيل (ألسباب مختلفة)
أما في مقاييس الشخصية فقد يميل الفرد إلى اإلجابة بطريقة تبدو مرغوبة اجتماعيا لكنها ال تعكس
شخصيته فعال( .صالح الدين عالم)0222 ،
نظ ار الستحالة معرفة الدرجات الحقيقية ودرجة الخطأ العشوائي في أي عملية قياس مهما حرص
الباحث على توفير الظروف المالئمة ،ومهما كانت درجة دقة وموضوعية االختبار المطبق فقد ظهرت
معادالت مختلفة يتم من خاللها تقدير الثبات.
تعرف أيضا بطريقة إعادة االختبار ،ويسمى المعامل الناتج بمعامل االستقرار أو معامل ثبات
التجانس عبر الزمن ،حيث يطبق االختبار على مجموعة من األفراد ثم يعاد تطبيق االختبار على نفس
األفراد وتحت نفس الظروف ،ويتم ايجاد قيمة معامل ارتباط بيرسون بعد التأكد من شروط تطبيقه ،ويكون
الفاصل الزمني بين التطبيقين من أسبوعين إلى ثالث أسابيع ،ويمكن أن تصل إلى ستة أسابيع( .صالح
مراد وأمين سليمان)0223 ،
يصلح هذا المعامل إذا كانت السمة التي يقيسها االختبار ال تتغير كثي ار بمرور الزمن ،أي تكون
مستقرة نسبيا ،بحيث أن اختالف درجات األفراد في مرتي تطبيق االختبار يعزى إلى األخطاء العشوائية.
فمثال ال يصلح استخدام هذا المعامل في تقدير ثبات درجات اختبار يقيس ذكاء األطفال الصغار
أو إنتاجهم اللغوي ،أو درجات مقياس الحالة المزاجية أو حالة القلق ،كما ال يصلح في اختبارات
التحصيل الدراسي أو االختبارات التي تهدف إلى قياس التذكر( .صالح الدين عالم)0222 ،
39
مثال تطبيقي:
طبق باحث اختبار لقياس دافعية االنجاز على عينة من مستشاري التوجيه المدرسي والمهني بوالية
عين الدفلى تتكون من 02أفراد ،وبقصد التحقق من ثبات درجات األفراد على االختبار أعيده تطبيقه
على العينة نفسها بعد مرور أسبوعين ،فكانت نتائج التطبيقين كالتالي:
02 29 22 22 26 23 21 23 20 20 أفراد العينة
03 09 02 01 03 02 01 00 03 00 نتائج التطبيق20
02 00 03 02 03 01 02 00 00 نتائج التطبيق 02 20
=R
40
⅀ 166 175 3127 2956 3403
العوامل التي يمكن أن تؤثر في معامل الثبات وفق طريقة التطبيق وإعادة التطبيق هي:
-إذا كان الفاصل الزمني بين التطبيقين قصيرا ،فإن عامل الذاكرة سيؤثر في استجابات
المفحوصين ،حيث أن المفحوص سيتذكر إجابته األولى ويجيب بنفس الطريقة مباشرة.
-إذا حاول الباحث تجنب ذلك وباعد في المدة الزمنية بين التطبيقين لكي يقلل من تأثير عامل
الذاكرة فإنه قد يصادف عامال جديدا هو عامل النمو والنضج ،باإلضافة إلى بعض التغيرات التي
قد تط أر على المفحوصين ما بين التطبيقين مثل :الحالة المزاجية
-قد يتعذر الوصول إلى األفراد أنفسهم في المرة الثانية لعوامل متعددة.
تستلزم هذه الطريقة إعداد صورتين متكافئتين لالختبار وتطبيقهما على نفس األفراد ،والمقصود
بالتكافؤ هنا :تساوي عدد ونوع البنود وطريقة اإلجابة والتصحيح والزمن المخصص لإلجابة ،والتعليمات
إضافة إلى تساوي معامالت الصعوبة والتمييز والتباين والمتوسط الحسابي واالنحراف المعياري.
وتطبق إحدى الصورتين على مجموعة من األفراد ثم تطبق الصورة الثانية بعد فاصل زمني قصير
على نفس األفراد (جلسة اختبارية واحدة أو جلستين يفصل بينهما وقت قصير) ،وتصحح الصورتان ثم
يحسب معامل ارتباط بيرسون بين الدرجات ،ويسمى معامل الثبات الناتج بمعامل التكافؤ( .صالح مراد
وأمين سليمان)0223 ،
وتتميز هذه الطريقة بعدم التأثر بالتدريب أوالخبرة من تطبيق آلخر ،ويختفي أثر األلفة الختالف
بنود الصورتين ،كما أنها تصلح لحساب معامل ثبات اختبارات الذاكرة واالختبارات التحصيلية.
ومن سلبيات هذه الطريقة صعوبة تصميم اختبارين متكافئين لقياس نفس السمة ،إضافة إلى الجهد
والوقت المطلوب لذلك.
41
-3-3معامل التكافؤ واالستقرار:
تجمع هذه الطري قة بين الطريقتين السابقتين ،حيث يتم إعداد صورتين من االختبار ،تطبق إحداهما
على مجموعة من األفراد على أن تطبق الصورة الثانية بعد مدة زمنية ،ويتم إيجاد معامل ارتباط بيرسون
بين درجات األفراد في الصورتين.
يرى (صالح الدين عالم )0222 ،أن هذه الطريقة وبحكم أنها تجمع ما بين طريقة الصور
المتكافئة وطريقة التطبيق وإعادة التطبيق فإنها تؤدي إلى قيم تقديرية لمعامل الثبات أقل من نظريتها في
أي من الطريقتين السابقتين ،وذلك ألنها تجمع بين األخطاء العشوائية التي تؤثر في كل منهما ،فمعامل
االستقرار والتكافؤ يعكس األخطاء العشوائية الناجمة عن اختالف مفردات صيغتي االختبار ،وكذلك
اختالف الدرجات نتيجة التغيرات التي تحدث لألفراد المختبرين أو تذبذب السمة المقاسة ،ولذلك يعد هذا
المعامل األدق ،ويعتبر بمثابة الحد األدنى لتقدير معامل الثبات.
تتطلب الطرق الثالث السابقة تطبيق االختبار مرتين ،أو صيغ متكافئة منه بفواصل زمنية متباينة،
غير أنه في بعض األحيان يصعب بناء صيغتين متكافئتين أو قد يصعب تطبيق االختبار مرتين أو قد
يكون من غير المناسب في بعض السمات ،في هذه الحالة يفضل تقدير الثبات باستخدام اختبار واحد
وتطبيقه مرة واحدة ،ولذلك يمكن تقدير ثبات االختبار باستخدام أساليب االتساق الداخلي.
-0-4-3التجزئة النصفية:
ي طبق االختبار ثم يج أز إلى نصفين متكافئين ،لذلك فهذه الطريقة تهتم بتقييم االتساق الداخلي لبنود
االختبار ،فيتم تقدير درجات األفراد على كل من نصفي االختبار كما لو كان كل منهما اختبا ار منفصال.
يحدد (عبد العزيز بوسالم )0200 ،اجراءات تقسيم االختبار إلى نصفين متكافئين كما يلي:
42
يتم تقسيم البنود إلى نصفين النصف األول يحوي البنود ذات األرقام الفردية ...9 ،2 ،3 ،3 ،0
والنصف الثاني يحوي البنود ذات األرقام الزوجية ...02 ،2 ،6 ،1 ،0
إعداد جدول يحتوي على بنود النصف األول ودرجات األفراد عليها ،وبنود النصف الثاني
ودرجات األفراد عليها.
يتم حساب تباين درجات األفراد على النصف األول ،وتباين درجات األفراد على النصف الثاني.
التباين الكبير
= المحسوبة يتم اختبار تجانس نصفي االختبار عن طريق اختبار "ف" بحيث :ف
التباين الصغير
عند مستوى داللة 2423أو 2420 المجدولة مع ف المحسوبة ويتم مقارنة ف
للبسط درجة حرية ( =)0ن0-
للمقام درجة حرية ( =)0ن0-
يتم رفض الفرضية الصفرية ما يعني أن التباينين المجدولة أكبر أو تساوي ف المحسوبة إذا كانت ف
غير متساويين ،وبالتالي :النصفان غير متجانسين......................الحالة ()0
يتم قبول الفرضية الصفرية ما يعني أن التباينين المجدولة أصغر من ف المحسوبة وإذا كانت ف
متساويان ،وبالتالي النصفان متجانسان......................................الحالة ()0
في الحالة ( )0يتم تطبيق معادلة جتمان Guttmanلحساب الثبات ،أو معادلة رولون Rulon
أما في الحالة ( )0يتم تطبيق معادلة سبيرمان -براون Spearman- Brownلحساب الثبات.
43
مثال تطبيقي:
قام باحث بتطبيق اختبار يتكون من 00بندا لقياس االنتاج الفونولوجي لدى 03طفال مستفيدا من جهاز
الزرع القوقعي ،وكانت نتائجهم كما هو مبين في الجدول التالي:
⅀ 21 22 21 10 10 10 10 10 10 10 11 12 البنود
األفراد
6 2 1 1 1 2 1 2 2 2 1 1 2 12
9 2 2 2 2 2 1 1 2 1 2 2 2 11
5 1 1 1 1 1 2 2 2 1 1 2 2 10
10 2 2 2 2 2 1 2 2 2 1 2 2 10
5 1 1 1 1 2 2 2 1 2 2 1 1 10
6 2 1 1 1 2 1 2 2 1 2 2 1 10
8 2 2 1 2 2 1 2 1 2 1 2 2 10
7 1 2 1 1 2 2 2 1 2 2 2 1 10
5 2 1 1 1 2 1 2 2 1 1 1 2 10
8 1 2 1 1 2 2 2 2 2 2 1 2 21
6 2 2 1 1 2 2 1 2 1 1 1 2 22
7 2 2 1 1 2 1 2 1 1 2 2 2 21
10 2 2 1 1 2 2 2 2 2 2 2 2 20
10 1 2 2 2 2 2 2 2 2 2 1 2 20
5 2 2 2 1 1 1 2 1 1 1 2 1 20
01 01 4 4 01 7 01 01 8 8 9 00 ⅀
مس
1600 6600 6610 6610 66,0 66,0 66,0 6600 66,0 66,0 6606 66,0
المطلوب :احسب معامل ثبات درجات األفراد على االختبار بطريقة التجزئة النصفية.
الحل:
حتى نتحصل على نصفين متكافئين نحسب معامالت السهولة لكل بند ،ثم نرتب البنود وفقا لذلك من
أسهل بند إلى أصعب بند.
00 00 02 29 22 22 26 23 21 23 20 20 ترقيم البنود
00 00 22 21 23 20 00 00 23 20 22 البنود مرتبة من 26
إلى األسهل
األصعب
1 1 2 2 2 9 02 02 02 00 03 03 درجات األفراد
44
نقسم البنود إلى نصفين النصف األول يحوي البنود ذات األرقام الفردية ...9 ،2 ،3 ،3 ،0
والنصف الثاني يحوي البنود ذات األرقام الزوجية ...02 ،2 ،6 ،1 ،0
نعد جدوال يحتوي على بنود النصف األول ودرجات األفراد عليها ،وبنود النصف الثاني ودرجات
األفراد عليها.
النصف0 النصف0
20 03 03
20 00 02
23 02 02
21 29 22
23 22 22
26 21 21
بحيث: "ف" اختبار طريق عن االختبار نصفي درجات تجانس نختبر
التباين الكبير
= المحسوبة ف
التباين الصغير
فيتم حساب تباين درجات األفراد على النصف األول ،وتباين درجاتهم على النصف الثاني.
S12 =9.36 S22 = 9.46
45
N X Y Xy x2 y2
20 03 03 169 169 169
20 00 02 110 121 100
23 02 02 100 100 100
21 29 22 72 81 64
23 22 22 56 64 49
26 21 21 16 16 16
⅀ 55 52 523 551 498
=R
مثال تطبيقي :12باستخدام نفس معطيات المثال السابق ،مع افتراض أن نصفي االختبار غير
متجانسين ،احسب معامل الثبات بطريقتي جتمان ورولون.
الحل:
أوال :طريقة جتمان
46
(االختبار غير ثابت ألنها ليست الطريقة المناسبة)
ثانيا :طريقة رولون
47
المحاضرة :01معادالت كيودر ريتشاردسون وألفا لكرونباخ لحساب الثبات (تابع لطرق لحساب
الثبات)
هذه المعادلة قابلة للتطبيق فقط في االختبارات التي تكون اإلجابة على فقراتها إما صحيحة فتأخذ
درجة واحدة ،أو خاطئة فتأخذ صف ار.
توجد صيغتان لحساب معادلة كيودر ريتشاردسون الصيغة 02وهي الصيغة العامة ،تحسب وفق
القانون التالي:
= K-R20
:nعدد الفقرات
:pمعامل صعوبة الفقرة
:qمعامل سهولة الفقرة
: S2تباين درجات األفراد على االختبار
مثال تطبيقي:
يوضح الجدول التالي نتائج 02طالب في اختبار مكون من 3بنود:
تم اشتقاق صيغة أخرى من معادلة كيودر ريتشاردسون الصيغة 02هي الصيغة ،00تستخدم في
حال افتراض أن جميع الفقرات ذات مستوى صعوبة واحد ،تحسب وفق القانون التالي:
= K-R20
:nعدد الفقرات
:Xمتوسط درجات األفراد على االختبار
: S2تباين درجات األفراد على االختبار
مثال تطبيقي:
أجرى باحث اختبا ار للذكاء مكونا من 02فقرات من نوع صحيح وخطأ ( ،)0،2وكان متوسط
عالمات الطلبة ،2وتباين درجاتهم على االختبار 243
49
الحل:
= K-R20
K-R20 = 0411-
درجات األفراد على االختبار غير ثابتة.
هي الطريقة التي اقترحها كرونباخ عام ( )0930لتقدير ثبات االتساق الداخلي ،وهي تعميم لمعادلة
كيودر ريتشاردسون الصيغة 02عندما ال يتم تصحيح الفقرات بشكل ثنائي (ص ،0:خ ،)2 :حيث
تستخدم هذه الطريقة في تقدير ثبات مقاييس االتجاهات ،القيم ،الميول ،والشخصية حيث االستجابة تكون
حسب ميزان متدرج مثل :يحدث دائما ،يحدث غالبا ،يحدث أحيانا ،يحدث نادرا ،ال يحدث أبدا.
وجدير بالذكر أن طريقة ألفا لكرونباخ تعطي الحد األدنى للقيمة التقديرية لمعامل ثبات درجات
االختبارات ،فإذا كانت قيمة ألفا مرتفعة فهذا يدل بالفعل على ثبات االختبار ،أما إذا كانت منخفضة
فالثبات يمكن أن تكون قيمته أكبر من ذلك باستخدام الطرق األخرى( .موسى النبهان)0203 ،
من ناحية رياضية تظهر معادلة ألفا لكرونباخ على أنها صيغة أخرى لمعادلة كيودر ريتشاردسون،
سوى أن مجموع معامالت السهولة Xمعامالت الصعوبة قد استبدل بمجموع تباينات درجات األفراد على
الفقرات ،وكما ذكرنا سابقا فإن تباين درجات الفقرة= معامل السهولة Xمعامل الصعوبة
=
:nعدد الفقرات
:Si2تباين درجات األفراد على كل فقرة من االختبار.
: S2تباين درجات األفراد على االختبار
مثال تطبيقي:
لدينا مقياس لالتجاهات متدرج الميزان ثالثي التدريج تتم االستجابة عليه كالتالي :موافق ( ،)3محايد
( ،)0غير موافق ( ،)0يشتمل على 6بنود وطبق على 3أفراد ،وكانت درجاتهم كما يلي:
50
الدرجة البند6 البند3 البند1 البند3 البند0 البنود البند0
الكلية األفراد
00 0 3 0 3 0 0 20
01 3 0 3 3 0 0 20
00 0 0 3 0 0 0 23
00 0 0 0 3 3 0 21
03 0 3 0 3 0 0 23
المطلوب :احسب معامل ثبات ألفا لكرونباخ.
الحل:
درجات األفراد على االختبار ككل البند6 البند 0البند 3البند 1البند3 البند0 البنود
= =-1.38
درجات األفراد على االختبار غير ثابتة
يتأثر ثبات درجات األفراد على االختبار بمجموعة من العوامل مهما كانت الطريقة المستخدمة في
حسابه ،يمكن تلخيصها فيما يلي:
طول االختبار :يقصد بطول االختبار عدد فقراته ،حيث يفترض أن زيادة عدد الفقرات يتيح تغطية
أكبر للمحتوى ،وهذا يحقق صدق المحتوى( .ابراهيم محاسنة ،0203 ،ص)010
كما أن العدد األكبر من الفقرات يؤدي إلى الحصول على عينة أكبر من السلوك ،وبالتالي يكون
من المتوقع أن يمثل بهذه العينة بشكل مستقر العدد األكبر من مكونات السلوك أو السمة أو القدرة
المقاسة والقابلة للظهور في مرتي التطبيق أو في نصفي أو جزئي االختبار ،في حين أن الفقرات القليلة
تقلل من استقرار مكونات السلوك أو الصفة المراد قياسها وبالتالي انخفاض معامل الثبات(.سوسن مجيد،
،0201ص)033
51
واالختبارات األكثر طوال تعطي درجات أكثر ثباتا ،ألن األخطاء العشوائية الموجبة والسالبة سيلغي
أحدهما اآلخر ،وبذلك تقترب الدرجة المالحظة من الدرجة الحقيقية ،وبنفس الطريقة تعطي االختبارات
القصيرة درجات أقل ثباتا( .موسى النبهان ،0203 ،ص )329
ويمكن استخدام معادلة سبيرمان –براون Spearman- Brownفي تحديد عدد الفقرات التي
ينبغي إضافتها للوصول إلى معامل الثبات المرغوب ،كما يمكن استخدام هذه المعادلة في تقليل عدد
الفقرات بمعامل ثبات معين ،حيث أن معادلة سبيرمان –براون تساعد على التنبؤ بالزيادة المنتظرة في
معامل الثبات إذا أضفنا إلى االختبار عددا من الفقرات ،والمعادلة هي:
=R
حيث أن :Rهو معامل الثبات المتوقع الختبار طوله عدد مرات االختبار األصلي.
:kنسبة عدد الفقرات في االختبار الجديد إلى عدد الفقرات في االختبار األصلي.
إذا كانت قيمة معامل ثبات اختبار ،2462يتكون من 02فقرة وأردنا زيادة عدد الفقرات لتصبح
62فقرة ،فماذا نتوقع أن تكون قيمة معامل ثبات االختبار المطول؟
=R
R = 0.82
نالحظ أن معامل الثبات قد ارتفع من 2462إلى 2420بعد زيادة عدد فقرات االختبار بثالث
أضعاف.
من ناحية أخرى ،قد يتمتع اختبار ما بدرجة ثبات عالية ،إال أنه أطول مما نستطيع أن نستخدم،
ويمكن استخدام المعادلة في تقدير ذلك.
52
مثال تطبيقي :12
إذا كانت قيمة معامل ثبات اختبار ،2420يتكون من 100فقرة وأردنا تقليل عدد الفقرات لتصبح
النصف ( 32فقرة) ،فماذا نتوقع أن تكون قيمة معامل ثبات االختبار الجديد؟
R = 2469
نالحظ أن معامل الثبات قد انخفض من 2420إلى 2469بعد تقليل عدد فقرات االختبار إلى النصف.
=k
إذا كانت قيمة معامل ثبات اختبار يتألف من 32فقرة هي 2462 :وبعد عرضه على المحكمين أشاروا
بضرورة تطويره ليصبح معامل ثباته أفضل وبما اليقل عن ،2422فكم فقرة يجب إضافتها لالختبار
لتحقيق هذا المستوى من الثبات؟
=k
k = 043
بناء على ذلك ،يتم إطالة االختبار مرة ونصف ،أي يصبح طول االختبار 13فقرة (= 043 X 32
،)13وبالتالي يجب إضافة 03فقرة جديدة لالختبار.
تجانس /تباين درجات أفراد العينة :يزداد معامل ثبات االختبار إذا ازدادت قيمة تباين درجات
أفراد العينة ،بمعنى أنه كلما كان أداء أفراد العينة متباينا زاد مقدار ثبات االختبار.
53
وعلى العكس ،يؤدي التجانس في العينة إلى انخفاض واضح في معامل الثبات ،ألن التباين داخل
هذه العينة المتجانسة يكون منخفضا بقدر ال يسمح بتقدير التباين الحقيقي ،في حين كلما كان كبر حجم
العينة زاد تباين درجات أفرادها على االختبار وكانت بذلك أقرب إلى التوزيع االعتدالي ،وبالتالي يصبح
تباين الخطأ صغيرا ،فتؤدي هذه النتيجة إلى ارتفاع ثبات االختبار(.سوسن مجيد ،0201 ،ص)032
صعوبة الفقرات :بما أن معامل الثبات يعتمد على التباين في درجات المفحوصين ،فإن معامل
الثبات يزداد تبعا للعوامل التي تحسن من مستوى ذلك التباين ،وهذا يتم من خالل األداء على
الفقرات التي تتمتع بمعامالت صعوبة متوسطة ،إذ أن الفقرة السهلة جدا أو الصعبة جدا ال تبرز
الفروق الفردية ،وهي ال تظهر التباين بين درجات المفحوصين ،األمر الذي يجعل الثبات
منخفضا( .موسى النبهان ،0203 ،ص)300
موضوعية التصحيح :تعتبر موضوعية التصحيح من العوامل المؤثرة في ثبات االختبار ،والسيما
في االختبارات التي تعتمد على تقدير المصحح كاختبارات المقال التحصيلية واختبارات اإلبداع أو
االختبارات اإلسقاطية ،حيث أن تباين التصحيح يؤدي إلى زيادة تباين الخطأ وبالتالي إلى نقصان
معامل الثبات ،لذلك ينبغي أن يتضمن االختبار وصفا دقيقا لمحكات اإلجابة والتصحيح وطريقة
وضع الدرجة عليها(.سوسن مجيد ،0201 ،ص)036
زمن االختبار :يؤثر الزمن المحدد لإلجابة على االختبار على ثباته ،فيزداد الثبات تبعا لزيادة
الزمن حتى يصل إلى الحد المناسب لالختبار ،أي الزمن الذي تتطلبه اإلجابة على هذا االختبار،
فيصل الثبات إلى أعلى درجة ممكنة من جراء تأثير هذا العامل ،أما إذا كان االختبار يتطلب
وقتا كبي ار إلنجازه فإن ذلك سيؤدي إلى خفض معامل الثبات ،ألن ذلك قد يؤدي إلى اإلجهاد
والتعب وضعف الدافعية على اإلجابة ،وبالتالي قد تتعرض الفقرات األخيرة من االختبار إلى
أخطاء في اإلجابة ،ومن ثم تؤدي إلى زيادة تباين الخطأ.
وعليه ينبغي تحديد الزمن المطلوب لالختبار وفقا للجهد المطلوب لإلجابة عليه ،ومدى قدرة
المفحوص على االستمرار في اإلجابة دون تعب ،وتحديد مدة االختبار المطلوبة يمكن الوصول
إليها عن طريق تجريبه على عينة استطالعية.
أثر التخمين :حيث أنه كلما خمن المفحوصون في اإلجابة يقل ثبات االختبار ،فقد تختلف
اإلجابة بالتخمين في مرتي التطبيق لنفس االختبار أو لصورتين متكافئتين منه( .ابراهيم محاسنة،
،0203ص)010
-5عوامل أخرى :مثل ظروف ضبط موقف التطبيق ،دافعية المفحوص لإلجابة ،المؤثرات الفيزيقية
والمشتتات المتعددة في موقف االختبار ،الحالة الصحية واالنفعالية للمفحوص ،حيث ينبغي أن
يقوم الباحث بضبط دقيق لكل هذه العوامل حتى يتمكن من الوصول إلى معامالت ثبات مرتفعة.
(سوسن مجيد ،0201 ،ص)032
54
المحاضرة :03تكييف االختبارات النفسية
يتضمن تكييف االختبار النفسي تطبيق االختبارات المصممة في مجتمع أصلي ما على مجتمع
آخر جديد بشرط أن تتم احترام وتقدير التغييرات الالزمة التي تجعله يتوافق مع ثقافة الوسط الذي سيطبق
فيه من جديد ،وبهذا فإن عملية تكييف االختبارات ال تعني فقط ترجمة محتواها في رمز لغوي جديد،
ولكن األمر يتعلق بإبداع جديد ،يضم مختلف عمليات التحرير والتعبير واإلبدال واإلضافات ،يضاف إليها
مختلف التبريرات النظرية والعمليات االحصائية والتطبيقية( .مراد نعموني ،0201 ،ص)20
ويشير مفهوم تكييف االختبارات النفسية إلى كل اإلجراءات التي يتبعها الباحث بدءا من تقديره عما
إذا كان باستطاعة االختبار تقدير التركيبة نفسها عند نقله من ثقافة إلى أخرى ،وصوال إلى محاولته
الحصول على مفاهيم ،مفردات وتعابير متعادلة ثقافيا ،لغويا ،ونفسيا مع الثقافة الجديدة لالختبار ،فتكييف
اختبار يأخذ أبعادا أكثر من ترجمة محتوياته من لغة إلى أخرى ليشمل جملة من التعديالت المنطقية
المدروسة والمرحلية ،والتي تحتاج إلى أدلة علمية لتؤكد أن االختبار بصورته الحالية صالح للتطبيق،
ونتائجه تنطبق على العينة الجديدة وفق خصائصها الثقافية( .عبد العزيز بوسالم ،0202 ،ص)029
توجد مجموعة من اإلجراءات لتكييف اختبار نفسي ونقله من بيئته األصلية إلى البيئة المحلية ،يمكن
تلخيصها في الخطوات التالية:
تتضمن جميع التفاصيل التي تتعلق باالختبار مثل الغرض من تطبيق االختبار ،التعليمات ،الفئة
العمرية التي يصلح لها االختبار ،بنود االختبار ،طريقة التصحيح ،اجراءات بنائه وتقنينه من صدق
وثبات ومعايير لتفسير النتائج.
يرى هاملتون ) (Hambleton, 1999أن الترجمة العلمية لالختبار النفسي هي عملية الوصول
إلى مفاهيم ،ومفردات وتعابير متعادلة ثقافيا نفسيا ولغويا للغة وثقافة أخرى ،انطالقا من لغة وثقافة
معينة.
65
على أن تكون الترجمة ثقافية وليست حرفية لتجنب التحيز الثقافي ،حيث من أسباب التحيز الثقافي
هو الترجمة ا لسيئة للبند ،واختالف المعاني الضمنية للكلمات ،فعندما نترجم كلمات قد نركز على المعنى
الحرفي لها ،وحتى إذا ترجمنا المعنى ال بد أن يكون المعنى متضمنا في الثقافة التي نترجم إليها
االختبار ،فما يقيسه البند من مؤشرات قد ال يتضمن المعنى نفسه في ثقافات مختلفة( .عبد العزيز
بوسالم)0202 ،
وفي سياق مرتبط يرى (مراد نعموني )0201 ،أن دارسي الترجمة وممارسيها يجمعون على أن من
أعظم مشاكل الترجمة هي عجز المترجم في توصيل المعنى الدقيق ألي مفردة في النص الذي يريد نقله
إلى لغة أخرى ،وترجع هذه المشكلة إلى عوامل أهمها :أن كل لغة ال بد وأنها تنتمي غلى ثقافة معينة،
وبالتالي فإن المترجم قد ينقل الكلمة إلى لغى أخرى ولكنه لن يستطيع أن ينقل ثقافة هذه الكلمة بشكل
فعال ،بحيث ينقل تصور صاحب الكلمة األصلية إلى اللغة المستهدفة في الترجمة ،وقد تؤدي تلك
االختالفات اللغوية أو حتى في اللهجات إلى مشكالت كبيرة.
هذا باإلضافة إلى أن لكل لغة طابع خاص في تركيب الجملة وترتيب مفرداتها (قواعد اللغة) ،كما
أن كل لغة تحمل في طياتها العديد من المرادفات التي تختلف في معانيها اختالفا طفيفا عن بعضها
البعض.
من خالل التأكد من الخصائص السيكومترية لالختبار في البيئة المحلية وهي الصدق والثبات،
بنفس الطرق التي تطرقنا إليها سابقا في بناء االختبار النفسي والتربوي ،ما يميز تكييف االختبار هو ما
يعرف بصدق الترجمة.
يرى (بشير معمرية )0200 ،أنه توجد بعض األساليب لتقدير صدق ترجمة االختبارات التي تنقل
من اللغة األصلية إلى لغة أخرى منها:
*الترجمة وإعادة الترجمة :أو ما يعرف بالترجمة العكسية ،أو الترجمة الراجعة ،وفيها يتم إعداد
ترجمة لالختبار من اللغة األصلية إلى اللغة المحلية ،ثم تعاد ترجمته مرة أخرى من هذه اللغة إلى لغته
األصلية ،وتعرض الترجمتان مرة أخرى على خبراء في اللغتين لتقييمهما ،وهي تسمى بالطريقة القياسية
ألنها األكثر استخداما.
66
*مدخل الفريق :حيث يقوم أكثر من مترجم بترجمة االختبار نفسه بصورة مستقلة ،ثم يجتمع هؤالء
لكي يكاملوا بين أعمالهم في صورة نهائية لالختبار من خالل مناقشتهم للترجمات.
*مراجعة العبارات المترجمة :حيث تعرض الترجمة على مجموعة من الخبراء يتقنون اللغتين
لوضع مالحظاتهم على العبا ارت غير المناسبة واقتراح صياغة بديلة.
*طريقة أخرى :بعد أن تتم ترجمة االختبار تقدم النسختان األصلية والمترجمة إلى عينة من األفراد
يتقنون اللغتين لإلجابة عليهما ،ثم يحسب معامل االرتباط بينهما ،كلما ارتفعت قيمة معامل االرتباط دل
ذلك على صدق االختبار وفقا لهذه الطريقة .مثال إذا كان االختبار في نسخته األصلية باللغة االنجليزية،
ومطلوب نقله إلى اللغة العربية وموجه للراشدين يتم تطبيق هذه الطريقة على عينة من طلبة الجامعة
بالجزائر تخصص لغة انجليزية.
-4-2استخراج معايير جديدة لتفسير نتائج االختبار :تتوافق مع خصائص البيئة المحلية.
67
المراجع:
.0أحمد عبد السالم دمحم ،)0962( ،القياس النفسي والتربوي (ط ،)0القاهرة :مكتبة النهضة
المصرية.
.0أحمد دمحم ،)0962( ،القياس النفسي والتربوي (ط ،)0القاهرة :مكتبة النهضة المصرية.
.3الزقاي نادية ،)0202( ،صدق التحكيم :مقاربة تقويمية ،مجلة التنمية البشرية ،2 ،ص
ص.022-062
.1األمارة أسعد ،)0201( ،سيكولوجية الفروق الفردية وعلم النفس الفارقي (ط ،)0عمان :دار
صفاء للنشر والتوزيع.
.3األنصاري بدر ،)0222( ،قياس الشخصية (ط ،)0الكويت :دار الكتاب الحديث.
.6الباشا دمحم ،)0990( ،الكافي :معجم عربي حديث (ط ،)0بيروت :شركة المطبوعات للتوزيع
والنشر.
.2باهي مصطفى وآخرون )0220( ،التحليل العاملي النظرية والتطبيق (ط ،)0القاهرة :مركز
الكتاب للنشر.
.2بوسالم عبد العزيز ،)0200( ،القياس في علم النفس والتربية (ط ،)0الجزائر :دار قرطبة للنشر
والتوزيع.
.9بوسالم عبد العزيز ،)0202( ،الصدق الثقافي لالختبارات النفسية المطبقة في الجزائر ومشكلة
التكييف من أجل الصالحية ،مجلة العلوم النفسية والتربوية ،)0(1 ،ص ص .092-023
الخطيب دمحم والخطيب أحمد ،)0202( ،االختبارات والمقاييس النفسية (ط ،)0عمان: .02
دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع.
سليمان أمين وأبو عالم رجاء ،)0202( ،القياس والتقويم في العلوم االنسانية أسسه .00
أدواته وتطبيقاته ،القاهرة :دار الكتاب الحديث.
صفوت فرج )0990( ،التحليل العاملى فى العلوم السلوكية (ط ،)0القاهرة :دار الفكر .00
العربي.
صالح مراد وسليمان أمين ،)0223( ،االختبارات والمقاييس في العلوم النفسية والتربوية .03
(ط ،)0الكويت :دار الكتاب الحديث.
73
الطريري عبد الرحمن ،)0992( ،القياس النفسي والتربوي نظريته أسسه وتطبيقاته .01
(ط ،)0الرياض :مكتبة الرشد للنشر والتوزيع.
عباس فيصل ،)0996( ،االختبارات النفسية تقنياتها وإجراءاتها (ط ،)0بيروت :دار .03
الفكر العربي.
عبد الخالق أحمد ،)0996( ،قياس الشخصية (ط ،)0الكويت :منشورات جامعة .06
الكويت لجنة التأليف والتعريب والنشر.
عبد الرحمن أحمد ،)0200( ،تصميم االختبارات أسس نظرية وتطبيقات عملية (ط،)0 .02
عمان :دار أسامة للنشر والتوزيع.
عبد الرحمن سعد ،)0222( ،القياس النفسي النظرية والتطبيق (ط ،)3القاهرة :هبة .02
النيل العربية للنشر والتوزيع.
عالم صالح الدين ،)0222( ،القياس والتقويم التربوي والنفسي أساسياته وتطبيقاته .09
وتوجهاته المعاصرة (ط ،)0القاهرة :دار الفكر العربي.
عالم صالح الدين ،)0222( ،تحليل بيانات البحوث النفسية والتربوية االجتماعية .02
(ط ،)3القاهرة :دار الفكر العربي.
علي عماد ،)0222( ،القياس النفسي (ط ،)0مصر :منشورات جامعة أسيوط. .00
غنيم دمحم ،)0221( ،مبادئ القياس والتقويم النفسي والتربوي (ط ،)0مصر :منشورات .00
جامعة حلوان.
فراج أحمد ،)0220( ،المكونات العاملية للتفكير الناقد لدى طالب كليات التربية فى .03
ضوء بعض المتغيرات ،رسالة دكتوراة غير منشورة ،كلية التربية جامعة االسكندرية.
كوافحة تيسير ،)0202( ،القياس والتقييم وأساليب القياس والتشخيص في التربية .01
الخاصة (ط ،)3عمان :دار المسيرة للنشر والتوزيع.
مجيد سوسن ،)0201( ،أسس بناء االختبارات والمقاييس النفسية والتربوية (ط،)3 .03
األردن :مركز ديبونو لتعليم التفكير.
مجيد سوسن ،)0201( ،االختبارات النفسية نماذج (ط ،)0عمان :دار صفاء للنشر .06
والتوزيع.
محاسنة ابراهيم ،)0203( ،القياس النفسي في ظل النظرية التقليدية والنظرية الحديثة .02
(ط ،)0عمان :دار جرير للنشر والتوزيع.
74
اختبار صحة البنية العاملية للمتغيرات الكامنة في دمحم تيغزة،)0200( ، .02
البحوث_منحى التحليل والتحقق ،بحث علمي محكم ،مركز بحوث كلية التربية بجامعة الملك
سعود ،السعودية.
مراد صالح ،هادي فوزية وفتحي هشام ،)0202( ،االحصاء االستداللي في العلوم .09
السلوكية (ط ،)0الكويت :دار الكتاب الحديث.
معمرية بشير ،)0200( ،أساسيات القياس النفسي وتصميم أدواته (ط ،)0الجزائر :دار .32
الخلدونية.
مقدم عبد الحفيظ ،)0223( ،االحصاء والقياس النفسي والتربوي (ط ،)0الجزائر :ديوان .30
المطبوعات الجامعية.
االحصاء والقياس النفسي والتربوي مع نماذج من مقدم عبد الحفيظ،)0200( ، .30
المقاييس واالختبارات (ط ،)3الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية.
ميخائيل امطاينوس ،)0206( ،بناء االختبارات والمقاييس النفسية والتربوية وتقنينها .33
(ط ،)0عمان :دار االعصار العلمي للنشر والتوزيع.
النبهان موسى ،)0203( ،أساسيات القياس في العلوم السلوكية (ط ،)0عمان :دار .31
الشروق للنشر والتوزيع.
نعموني مراد ،)0201( ،التكييف الثقافي لالختبارات النفسية للبيئة العربية :آراء .33
واقتراحات ،مجلة الحكمة للدراسات التربوية والنفسية ،)3(0 ،ص ص .061- 033
36. Matthieu Lauras , (2004), Méthodes de diagnostic et d’évaluation
de performance pour la gestion de chaine logistique_application à la
coopération maison_mère_filial internationales dans un groupe
pharmaceutique et cosmétique,thèse présentée en vue de l’ibtention
du titre de docteur de l’institut national polytechnique de Tolouse.
37. Michel Cruciau et autres, (2004), Méthodes factorielle pour
l’analyse des données_méthode linéaire et extentions non_linéaires,
Lavoisier, Paris.
38. Michel Jambu, (1999), Méthodes de base de l’analyse des
données, éditions Eyrolles et Frances telecom_cnet, Paris.
75