You are on page 1of 8

‫‪1‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬

‫اللقب‪ :‬بن شابة‬


‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫السيرة الحياتية لــ" ماكس فيبر "‬


‫ماكسيميليان كارل إميل فيبر باألملانية (‪ 21 ( ) Maximilian Carl Emil Weber‬أبريل ‪ 14 – 1864‬يونيو ‪ )1920‬كان‬
‫ًمل‬
‫عا ا أملانًي ا في االقتصاد والسياسة‪ ،‬وأحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في مؤسسات‬
‫الدولة‪ ،‬وهو من أتى بتعريف البيروقراطية‪ ،‬وعمله األكثر شهرة هو كتاب األخالق البروتستانتية وروح‬
‫الرأسمالية حيث أن هذا أهم أعماله املؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير‬
‫حصري في تطور الثقافة في املجتمعات الغربية والشرقية‪ ،‬وفي عمله الشهير أيضا "السياسة كمهنة" عرف الدولة‪:‬‬
‫ًا‬
‫بأنها الكيان الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية‪ ,‬وأصبح هذا التعريف محوري في دراسة علم‬
‫السياسة‪.‬‬
‫درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج املثالي‬
‫للبيروقراطية والدي يتميز بالعقالنية والرشادة‪ ،‬ولكن تطبيقه في الواقع صعب‪ ،‬ولو طبق في التنظيم لوصل ألعلى‬
‫درجات الرشادة‪.‬‬
‫ولقد ميز فيبر بين ثالثة نماذج مثالية للسلطة تعتمد على تصورات مختلفة للشرعية هي‪:‬‬
‫‪-‬السلطة امللهمة‬
‫‪-‬السلطة التقليدية‬
‫‪-‬السلطة القانونية‬
‫حياته‬

‫ولد ماكس فيبر في مدينة إرفورت في أملانيا عام ‪ 1864‬في وسط عائلي بروتستانتي من الطبقة الثرية‪ .‬فعائلته كانت‬
‫كبيرة وتحوي صناعيين مختصين بالنسيج باإلضافة إلى موظفين كبار وأساتذة جامعيين‪ .‬وكان والده أحد األعضاء‬
‫املهمين في الحزب القومي الليبرالي وهو حزب املثقفين والطبقة البورجوازية‪ .‬وكثيرا ما كان فيبر يرى في بيته‬
‫شخصيات سياسية وفلسفية كبيرة من أمثال ديلتي ومومسين وسواهما‪ .‬وبالتالي فقد نشأ في بيت علم وسياسة‬
‫وفكر‪.‬‬
‫ومنذ شبابه الباكر راح ماكس فيبر يقرأ كبار املفكرين من أمثال ماركس‪ ،‬ونيتشه‪ ،‬وهيغل وكانط‪ .‬وكان قارئا نهما‬
‫يحب املطالعة كثيرا‪ .‬وقد شغف بالتاريخ والفلسفة‪ ،‬وعلم الالهوت‪ ،‬والجماليات‪ ،‬الخ‪ .‬ثم واصل دروسه في كلية‬
‫الحقوق واالقتصاد‪ ،‬وراح يحضر أطروحة جامعية عن املجتمعات التجارية في القرون الوسطى‪.‬‬
‫وبعد أن ناقش هذه األطروحة أمام كبار األساتذة وبحضور حشد من الطالب منحوه شهادة الدكتوراه بدرجة‬
‫ًا‬
‫الشرف األولى‪ .‬وبدًء ا من ذلك الوقت راحوا ينظرون إليه على أنه أحد كبار علماء االجتماع‪ .‬ثم عينوه أستاذ في‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫جامعة فرايبورگ أو (‪ )1894‬وجامعة هايدلبرگ ثاني (‪ )1896‬حيث درس علم االقتصاد السياسي‪.‬‬
‫االنهيار النفسي الذي عانى منه في عام ‪ 1898‬أدى إلى انسحابه من التدريس األكاديمي‪ ،‬إال أن ذلك االنسحاب لم‬
‫يؤثر على تدفق كتاباته‪ ،‬التي قادم مجموعة كبيرة منها‪ .‬الفكرة املوحدة لديه كانت التركيز على العالقة املتبادلة بين‬
‫التشكيالت القانونية والسياسية والثقافية في جانب‪ ،‬والنشاط االقتصادي في الجانب اآلخر‪ .‬وفي عام ‪ 1904‬أسس‬
‫ًا‬
‫ماكس فيبر مجلة سيكون لها دور في تطوير نظريات علم االجتماع الحق ‪ .‬وكان عنوانها‪ :‬أرشيفات العلوم‬
‫االجتماعية والعلوم السياسية‪ .‬ثم شارك عام ‪ 1910‬في تأسيس الرابطة األملانية لعلم االجتماع‪ .‬وبعدئذ انخرط‬
‫‪2‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫ماكس فيبر في العمل السياسي املحض وأصبح معارضا سياسيا لإلمبراطور غليوم الثاني وعضوا فاعال في الحزب‬
‫االشتراكي الديمقراطي األملاني‪ .‬وقد شارك بعد الحرب العاملية األولى كعضو في الوفد األملاني إلى مؤتمر السالم‬
‫الذي انعقد في فرساي عام ‪ . 1919‬وقد طلبت منه السلطات بعدئذ بلورة دستور جديد للجمهورية األملانية‪ .‬ثم‬
‫قدموا له كرسي علم االجتماع في جامعة ميونيخ عام ‪ .1918‬ولكنه مات بشكل مفاجئ ومبكر عام ‪.1920‬‬
‫ويالحظ أن فيبر لم يحترف علم االجتماع إال قبل وفاته بعامين‪ ،‬ولقد توفي عام ‪ 1920‬قبل أن يتم مؤلفة األساسي‬
‫الذي يدخل في ميدان النظرية االجتماعية وهو االقتصاد واملجتمع ‪ Economics and Society‬لذلك كانت إحدى‬
‫املهام الصعبة في سنة ‪ 1922‬هي جمع شتات هذا املؤلف بعد أن تركها فيبر في صورتها املبدأية‪.‬‬
‫ًا‬
‫وهكذا لم يعش أكثر من ثمانية وخمسين عام ‪ ،‬ولكنه ترك بصماته الكبرى على علم االجتماع وأصبح أحد كبار‬
‫الثالثة املؤسسين له‪ :‬أي كارل ماركس‪ ،‬إميل دوركهايم‪ ،‬ماكس فيبر‪.‬‬
‫اهتمامه بتحليل ظاهرة الحداثة‬
‫وقد اشتهر ماكس فيبر بأنه أحد املفكرين الذين انهمكوا في تحليل ظاهرة الحداثة وكيفية نشوئها وتشكلها‬
‫وسيطرتها على املجتمعات الصناعية املتقدمة‪ .‬ولذلك فإن أي مثقف معاصر يريد أن يتحدث عن الحداثة مضطر‬
‫للعودة إلى ما كتبه ماكس فيبر عنها من تنظيرات وأطروحات‪ .‬والسؤال الذي كان يطرحه ماكس فيبر هو التالي‪ :‬ملاذا‬
‫ظهرت الحداثة العلمية والتكنولوجية والبيروقراطية في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية فقط؟ بمعنى آخر‪ :‬ملاذا‬
‫تطورت العقالنية في هذه املنطقة من العالم أكثر مما حصل في سواها؟ نقول ذلك ونحن نعلم أن الحداثة تعني‬
‫عقلنة العالم‪ :‬أي دراسة العالم بشكل علمي‪ ،‬موضوعي‪ ،‬عقالني ال بشكل غيبي‪ ،‬ميتافيزيقي‪ ،‬خرافي‪ .‬هنا يكمن‬
‫الفرق بين مجتمعات الحداثة واملجتمعات التقليدية‪ .‬فهذه األخيرة تسيطر عليها الرؤيا القديمة املليئة بالخرافات‬
‫واملعجزات واألساطير‪ .‬ثم جاءت الحداثة فتبخرت كل هذه األساطير والخرافات وتم نزع السحر عن العالم وبدا‬
‫العالم على حقيقته املادية والفيزيائية والبيولوجية‪.‬‬
‫الفعل االجتماعي عند ماكس فيبر‬
‫الفعل االجتماعي هو املوضوع األساسي لعلم االجتماع عند ماكس فيبر ولقد عرفه بأنه " صورة للسلوك اإلنساني‬
‫ًا‬
‫الذي يشتمل على اإلتجاه الداخلي أو الخارجي الذي يكون معبر عنه بواسطة الفعل أو اإلحجام عن الفعل‪ ،‬إنه‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫يكون الفعل عندما يخصص الفرد معنى ذاتي معين لسلوكه‪ ،‬والفعل يصبح اجتماعي عندما يرتبط املعنى الذاتي‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫املعطي لهذا الفعل بواسطة الفرد بسلوك األفراد اآلخرين ويكون موجه نحو سلوكهم‪ ]2[".‬ووفق ملنظور فيبر‬
‫وتعريفه للفعل االجتماعي البد من فهم السلوك االجتماعي أو الظواهر االجتماعية على مستويين‪ ،‬املستوى األول‬
‫أن نفهم الفعل االجتماعي على مستوى املعنى لألفراد أنفسهم‪ ،‬أما املستوى الثاني فهو أن نفهم هذا الفعل‬
‫االجتماعي على املستوى الجمعي بين جماعات األفراد‪ .‬ولكي نفهم عمل الفرد وأفعاله أو سلوكه االجتماعي على‬
‫مستوى املعنى البد من النظر إلى دوافع الفرد ونواياه واهتماماته واملعاني الذاتية التي يعطيها ألفعاله والتي لم تكمن‬
‫خلف سلوكه‪ ،‬أي أنه البد من فهم معنى الفعل أو السلوك على املستوى الفردي ومن وجهة نظر الفرد نفسه‬
‫صاحب هذا السلوك وبنفس الطريقة البد من النظر إلى النوايا والدوافع واألسباب واالهتمامات التي تكمن وراء‬
‫ًا‬
‫سلوك الجماعة التي يعتبر الفرد عضو فيها‪ .‬أي أنه البد من فهم الفعل االجتماعي على املستوى الجمعي ومن وجهة‬
‫ًا‬
‫نظر الفرد كعضو في جماعة‪ .‬إذ البد لنا من أخذ هذين املستويين في االعتبار عند دراستنا وتحليلنا لفهم وتفسير‬
‫الفعل االجتماعي اإلنساني للفرد سواء من خالل مواجهته للظواهر االجتماعية بنفسه أو من خالل مشاركته‬
‫‪3‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫ًا‬
‫للجماعات االجتماعية التي ينتمي إليها‪ .‬من هذا يتضح أن فيبر أعطى ملفهوم الفعل االجتماعي معنى واسع كل‬
‫السعة بوصفه املوضوع األساسي للبحث السوسيولوجي من وجهة نظره ن فلقد ضمنه كافة أنواع السلوك ما دام‬
‫ًال‬
‫الفاعل يخلع عليه معنى‪ .‬وهناك خاصيتين في مفهوم فيبر حول الفعل االجتماعي ففيبر يسلم أو وصراحة بمدخل‬
‫ذاتي لنظرية علم االجتماع وذلك بتركيزه على أن املفهومات النظرية في علم االجتماع يتعين صوغها في ضوء‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫نموذج محدد للدافعية التي تحرك (الفاعل الفرضى) والذي يمثل بدوره تصور مفترض ‪ ،‬أما الخاصية الثانية‬
‫ًا‬
‫فتتعلق بمدلول مصطلح " فيبر" عن " املعنى" وهو مصطلح أعتبر من املصطلحات التي لعبت دور في الجدل الذي‬
‫ثار في أملانيا حول مسألة التاريخ ومناهج العلوم االجتماعية عشية ظهور أعمال " ماكس فيبر" املهم أنه عندما‬
‫استخدم هذا املصطلح كان يعني به اإلشارة إلى السلوك في ضوء الفرض واملرمى الذي يسعى إلى تحقيقه الفاعل‪.‬‬
‫ًا‬ ‫ًال‬ ‫ًا ًا‬ ‫ًا‬
‫ونظر لتحديده لعلم االجتماع بوصفه علم عام وشام للفعل االجتماعي فإن هذا اقتضاه أن يبذل جهد في‬
‫تصنيف األفعال وتنميطها ويقصد بالعام والشامل من وجهة نظره وكما أوضح " ريمون آرون" من تحليله ألعمال‬
‫فيبر فهم املعنى الذي يخلعه اإلنسان على سلوكه وهذا املعنى الذاتي بالطبع هو املعيار الذي على أساسه يمكن‬
‫تصنيف األفعال اإلنسانية توطئة لفهم بناء السلوك‪ ،‬إن محاولته لتصنيف األفعال هذه حكمت تفكيره لدرجة‬
‫ًا‬
‫كبيرة عندما هم بتفسير خصائص وأغراض املجتمع املعاصر ووفق ملا أتى به يعد الرشد والعقالنية خاصة‬
‫أساسية للعالم الذي نعيش فيه‪ ،‬وتفصح هذه العقالنية عن نفسها من خالل عالقاتها باألهداف املحددة‪.‬املشروع‬
‫ًا‬ ‫ًال‬
‫االقتصادي مث يكون رشيد عندما تضبط الدولة بواسطة البيروقراطية‪ ،‬بل إن املجتمع بكامله يتجه نحو‬
‫التنظيم البيروقراطي‪ ،‬وحتى العلم نفسه يعد من وجهة نظر فيبر مظهر العملية العقلية التي تميز املجتمع الحديث‪.‬‬
‫ًا‬
‫ولقد وضع فيبر تصنيف ألنماط الفعل االجتماعي والتي يمكن االستعانة بها في بناء النماذج املثالية للسلوك حيث‬
‫ًا‬
‫حدد أربعة أنماط للفعل االجتماعي وفق ملساره واتجاهه على النحو التالي ‪:‬‬
‫الفعل العقلي الذي غايات محددة ووسائل واضحة ‪ ،‬إذ أن الفاعل يضع في اعتباره الغاية والوسيلة التي‬ ‫‪.1‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫يقوم بتقويمها تقويم عقلي فاملهندس الذي يصمم مشروع معماري واملضارب الذي يحسب ما يعود‬
‫عليه بسبب مضارباته والقائد الذي يختار أفضل الخطط التي تحقق له النصر كلها أمثلة للفعل‬
‫االجتماعي الفعلي‪.‬‬
‫ًا‬
‫الفعل العقلي الذي توجه قيمة مطلقة‪ :‬وفي هذا النموذج يكون الفرد واعي بالقيم املطلقة التي تحكم‬ ‫‪.2‬‬
‫الفعل وهي قيم يمكن أن تكون أخالقية أو جمالية أو دينية ويوصف الفعل بأنه موجه نحو قيمة مطلقة‬
‫ًا‬
‫في الحاالت التي يكون فيها مدفوع لتحقيق مطالب غير مشروطة ومعنى ذلك أن االعتقاد في القيمة‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫املطلقة واعي ومتجه نحوها من أجل ذاتها خالي من أية مطامح خاصة‪ ،‬ولهذا فهو يختار الوسائل التي‬
‫تدعم إيمانه بالقيمة‪.‬‬
‫الفعل العاطفي ‪ :‬وهو سلوك صادر عن حاالت شعورية خاصة يعيشها الفاعل واألمثلة على هذا النمط‬ ‫‪.3‬‬
‫من السلوك عديدة حينما يختار املرء الوسائل على أساس صلتها بالغايات أو القيم وإنما باعتبارها تنبع‬
‫من تيار العاطفة‪.‬‬
‫الفعل التقليدي ‪ :‬وهو سلوك تمليه العادات والتقاليد واملعتقدات السائدة ومن ثم يعبر عن استجابات‬ ‫‪.4‬‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫آلية اعتاد عليها الفاعل‪ ،‬وال شك أن ضرب من السلوك هذا شأنه سوف يظل دائم على هامش الفعل‬
‫الذي توجهه املعاني‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫وتحتل أنماط الفعل االجتماعي هذه أهمية خاصة في النسق السوسيولوجي الذي صاغه ماكس فيبر ويرجع ذلك إلى‬
‫عوامل منها ‪:‬‬
‫أن فيبر تصور علم االجتماع باعتباره دراسة شاملة للفعل االجتماعي ومن ثم أصبح تصنيف أنماط‬ ‫‪.1‬‬
‫الفعل يمثل أعلى مستويات التصور التي تستخدم في دراسة املجال االجتماعي واملثال على ذلك أن تصنيفه‬
‫لنماذج السلطة مشتق مباشرة من تحديده ألنماط الفعل االجتماعي‪.‬‬
‫أن علم االجتماع عند فيبر يستهدف فهم معاني السلوك البشري ومن هنا يجئ أهمية هذا التصنيف‬ ‫‪.2‬‬
‫كمدخل ضروري لتحليل بناء السلوك‪.‬‬
‫ًا‬
‫وأخير فإن تصنيفه لنماذج الفعل يعد إلى حٍد ما أساس تفسيره للحقبة التاريخية املعاصرة إذ يعتقد فيبر‬ ‫‪.3‬‬
‫أن الخاصية األساسية املميزة للعالم الذي يعيش فيه هي العقالنية‪.‬‬
‫العالقات االجتماعية في مفهوم ماكس فيبر‬
‫كانت الخطة الثانية ذات األهمية عند فيبر هي دراسته ملفهوم العالقات االجتماعية إذ ساعده دراسة هذا املفهوم‬
‫على التحول من دراسة األفعال الفردية إلى أنماط السلوك‪ .‬ففيبر في تصوره للعالقات االجتماعية يقصد بها‬
‫سلوك جمع من العاملين تتحدد بمضمونات معنى هذا السلوك وبالقدر الذي يضع كل اآلخر في حسبانه ويوجه‬
‫سلوكه في ضوء هذا‪ .‬فالعالقة االجتماعية عند ويبر تعني تبادل األفعال بين األفراد على أساس فهم كل منهم‬
‫للمعاني التي يضيفها كل فرد على سلوكه‪ ،‬إذا أن هناك مجرى للفعل لكن ذلك ال يعني بالطبع أن يكون املعنى‬
‫ًال‬ ‫ًا‬
‫الذاتي هو نفسه بالنسبة لكل الجماعات التي تتجه اتجاه متباد في عالقة اجتماعية معينة‪ ،‬ولقد قدم فيبر‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫تلخيص لفئات العالقات االجتماعية والتي يمكن مالحظتها واقعي في خمسة فئات هي ‪:‬‬
‫أ‌‪ -‬العرف أو اإلصالح أي التماثل الفعلي للعالقات االجتماعية‪.‬‬
‫ب‌‪ -‬العادة وهي العرف الذي يستمد وجوده من األلفة والتعود‪.‬‬
‫جـ‪ -‬األسلوب أو العرف الذي يتسم بالتجديد والحداثة‪.‬‬
‫د‪ -‬العادة التقليدية وهي العرف الذي ينبثق عن الرغبة في الهيبة االجتماعية أو العرف الذي يتحدد على أساس‬
‫أنماط معيارية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬القانون وهو مجموعة القواعد التي تنطوي على إلزام أو عقاب ملن يخرج عليها‪ ،‬ومع أن القانون يستند إلى‬
‫العادة والعرف لكن الفارق بينه وبينهما هو عنصر اإللزام املتضمن في القاعدة القانونية‪.‬‬
‫ًا‬
‫ففيبر ال يجعل الفعل معتمد فقط على العالقة بين الوسائل والغايات وإنما يربطه باستمرار بنسق اجتماعي معين‬
‫وبالظروف التي يتم في ضوئها تحقيق الغايات ومن ثم يذكرنا فيبر باستمرار أن كل املفاهيم التي يقدمها ال تكفي في‬
‫‪5‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫ذاتها وإنما البد وأن يستخدمها علماء االجتماع في تشييد النماذج املثالية لتفسير مشكالت ملموسة بل واألكثر من‬
‫ذلك أن هذه النماذج بدورها ليست غاية مطلقة ولكنها وسيلة التفسير والتعليل الصحيح‪.‬‬

‫النماذج املثالية‬
‫تستند دعائم التصور النظري لفيبر على مسألتي النموذج املثالي ونظرية التنظيم وبالنسبة للنموذج املثالي فلقد‬
‫أشار إلى أن أفضل طريقة في دراسة املعاني الذاتية للظواهر االجتماعية تتمثل في استخدام النموذج املثالي وهو‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫ليس فرض بل إنه يوجه الباحثين لوضع الفروض وليس وصف للواقع بل يستهدف توفير الوسائل للتعبير عن‬
‫الواقع والنموذج املثالي من وجهة نظر فيبر عبارة عن بناء عقلي من املفاهيم املجردة والذي ال يوجد له نظير في‬
‫الواقع التجريبي‪.‬‬
‫ًا‬
‫هذا النمط املثالي ألي ظاهرة اجتماعية يكون مصمم ليساعد في فهم الواقع التجريبي لتلك الظاهرة أو عدة ظواهر‬
‫وهكذا يمكن استخدام النمط املثالي كأداة من أجل املقارنة بين ظاهرتين أو أكثر أو لقياس مدى تقارب الظاهرة‬
‫املعطاة من النمط املثالي‪ ،‬فالنموذج أو النمط املثالي عبارة عن " املجموع الكلي للمفاهيم التي ينشأها أو يبينها‬
‫املتخصص في العلوم اإلنسانية بصورة نقية وبعيدة عن أي تحيز لتحقيق أهداف البحث‪ .‬وعلى نحو ما يقول‬
‫ًا‬
‫(تيماشيف‪ )1972 ،‬إن النموذج املثالي ليس فرض ‪ ،‬إنه أداة أو وسيلة لتحليل األحداث التاريخية امللموسة‬
‫واملواقف‪ ،‬وهذا التحليل يتطلب بدوره أن تكون املفاهيم محددة بدقة وواضحة إلى أبعد الحدود لكي تستطيع‬
‫مواجهة النماذج املثالية‪ ،‬فالنموذج املثالي إذن مفهوم محدود نقارن به املواقف الواقعية في الحياة واألفعال التي‬
‫ندرسها ويذهب فيبر إلى أن دراسة الواقع امللموس على هذا النحو تمكننا من الحصول على عالقات سبية بين‬
‫ًال‬
‫عناصر النموذج املثالي‪ .‬وتواجه النماذج املثالية لفيبر بعض الصعوبات فمث بالنسبة لتصنيف فيبر الرباعي للفعل‬
‫االجتماعي وحيث تستند كل فئة من فئات األفعال األربعة إلى شكل معين من التوجيه السلوكي فهناك فئتان من‬
‫األفعال تتميزان بالعقلية إحداهما تستخدم الوسائل املالئمة لتحقيق األهداف العقلية املختارة‪ ،‬والثانية تستعين‬
‫بوسائل مشابهة إلشباع قيم مطلقة وأهداف أخالقية أما الفئتان األخرىان من األفعال فهما فئة الفعل التقليدي‬
‫وفئة الفعل الوجداني وهو هنا يطرح سؤال هو إذا كان النموذج املثالي يرتكز على أساس الفعل العقلي فكيف‬
‫يمكن بعد ذلك إقامة نماذج مثالية لألفعال غير العقلية‪.‬‬
‫علم اجتماع السياسة والحكومة‪:‬‬
‫كثير من الناس يحملون كلمة بيروقراطية عكس معناها حيث أن الناس تربط مفهوم البيروقراطية بمفهوم الروتين‬
‫ًا‬
‫وإن كان األمر في األساس عكس ذلك تمام حيث أن البروقراطية إنما تستهدف إلغاء الطابع الشخصي من حيث‬
‫ًا‬
‫البيروقراطية هي مجموعة النظم واللوائح التي تحدد السلوك التنظيمي كما يجب أن يكون اعتقاد بأن هذا‬
‫‪6‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫ًا‬
‫السلوك يمثل أفضل سلوك يمكن التنظيم من تحقيق أهدافه واعتقاد بأن هذه اللوائح هي ضمان لحماية‬
‫التنظيم من الفساد والتسيب واالنحراف‪ .‬وبمعنى آخر فإن كلمة بيروقراطية تعني وببساطة البناء االجتماعي‬
‫املتسلسل إلدارة التنظيمات الضخمة بطريقة سليمة وبكفاءة وفعالية وبطريقة غير شخصية‪ .‬وهو يشير إلى‬
‫التغيرات التي تحدث في املنظمات الرسمية أو األهلية بطريقة صحيحة لصنع القرارات لتحقيق الكفاءة والفعالية‬
‫ًا‬
‫وتحقيق األهداف‪ .‬ونظر للزيادة الكبيرة والتعقيدات في حجم املنظمات فإنها تكون في حاجة إلى تنسيق لتحقيق‬
‫مزيد من الفاعلية والتي تصل إلى أقصى درجاتها عندما يكون هناك سيطرة تامة لإلدارة واألدوار محددة وواضحة‬
‫وكذا الحقوق والواجبات‪ .‬ويرى أن العالم القديم قد عرف البيروقراطية ويظهر ذلك بصورة جلية في مصر‬
‫القديمة وبابل والصين والهند ومع تقدم املجتمعات وازدياد حاجات البشر ظهرت الحاجة إلى وجود منظمات‬
‫متخصصة ومع ازدياد التقدم ظهرت املنظمات كبيرة الحجم ومنها ظهر مفهوم البيروقراطية بمعناه العلمي والذي‬
‫وضعه عالم االجتماع املشهور ماكس فيبر‪ .‬فالبيروقراطية ترتبط باملنظمات كبيرة الحجم وهذا املنظمات تتميز‬
‫بتعقد املشاكل التنظيمية واإلدارية التي تواجهها فمن ناحية نجد أن العمل مقسم إلى أجزاء صغيرة وأن العمل‬
‫الواحد يقوم به مجموعة من األفراد ومن ناحية أخرى يضم التنظيم مستويات إدارية متعددة تجعل عملية‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫االتصال رأسي وأفقي في منتهى الصعوبة‪ .‬ومن ناحية ثالثة فإن العالقة بين الرئيس واملرؤوسين ال تصبح عالقة‬
‫شخصية ومباشرة بحيث تصعب عملية تقييم كفاءة املرؤوسين‪ .‬وفي ظل هذا املناخ التنظيمي املعقد يصبح من‬
‫ًا‬
‫الضروري وجود لوائح ونظم وقواعد تحكم عملية تحديد الخطوط الفاصلة بين مختلف التخصصات ضمان لعدم‬
‫ًا‬
‫حدوث التضارب واالحتكاك بين الوحدات التنظيمية ويصبح من الضروري أيض وجود مسالك محددة لالتصال‬
‫الرسمي تحددها اإلدارة العليا وبهذه الوسيلة تتجرد الوظائف من شتى املؤشرات الشخصية التي قد تؤثر في أداء‬
‫ًا‬
‫شاغلها لها‪ .‬والبيروقراطية طبق للمعنى السابق ضرورة حيوية لجميع املنظمات كبيرة الحجم وإذا أمكن تحويل‬
‫املثالية إلى واقع فإنه تصبح أفضل شكل تنظيمي ممكن ولكن الذي يحدث عادة هو التمادي في تطبيق اللوائح‬
‫والتماسك الحرفي بها‪.‬ومع طول تعدد العاملين في هذا املناخ ومع صعوبة تعديل اللوائح بما يتمشى مع التغيرات‬
‫واملؤشرات التي سيتعرض لها التنظيم يزحف مرض الجمود إلى السلوك التنظيمي وتصبح املبادرات الشخصية‬
‫ًا‬ ‫ًا ًا‬
‫شيئ نادر أو مخالف للتعليمات واللوائح‪ .‬ومن ثم تبدأ اآلثار السلبية للبيروقراطية في الظهور‪ .‬ولو حاولنا تتبع‬
‫ًا ًا‬
‫النظريات الكبرى للبيروقراطية لوجدنا أن مفهوم البيروقراطية لم يكن يشغل مكان بارز في فكر ماركس‪ .‬وإن كان‬
‫هذا ال ينكر أن ماركس قد درس مفهوم البيروقراطية واستخدمه في نطاق محدد تمثل في دراسة لجهاز الدولة‬
‫وإدارتها كما طور أفكاره عنها حينما كان بصدد نقد فلسفة هيجل في الدولة فالجهاز اإلداري في رأي هيجل يحقق‬
‫الصلة الدائمة بين الدولة واملجتمع حيث يعتبر التنظيم البيروقراطي هو القنطرة التي تربط بين املصلحة العامة‬
‫واملصلحة الخاصة ويعتبر موقف ماركس من البيروقراطية وثيق الصلة بمعالجته لفكرة االغتراب ذلك املفهوم‬
‫الذي يشير إلى كافة الظروف واألوضاع التي تجعل البشر يبتعدون عن حياة البساطة األولية بحيث ينفصل‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫اإلنسان عن بيئته الطبيعية التي تعد جزء منها وتنطبق فكرة االغتراب تمام على البيروقراطية من وجهة نظر‬
‫ًا‬ ‫ًال‬ ‫ًا‬
‫ماركس حيث حققت البيروقراطية كيان مستق بعيد عن سيطرة اإلنسان ومحاولة فرض سيادتها عليه‪ .‬حيث‬
‫يؤكد ماركس أن البيروقراطية كتنظيم تحطم كفاءة الفرد وتعوق قدرته على املبادأة واإلبداع والتخيل وتحمل‬
‫املسؤولية فماركس اعتبر البيروقراطية أداة الطبقة الرأسمالية لتدعيم مصالحها ولذلك فإن قيام ثورة‬
‫البروليتاريا وظهور املجتمع الالطبقي سوف يحكم جهاز الدولة البيروقراطية‪ .‬ويعتبر موقف لينين من البيروقراطية‬
‫‪7‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬


‫مشابه ملوقف ماركس حيث اعتقد أن البيروقراطية ستشهد انهيار تدريجي عندما تتأسس ديكتاتورية البروليتاريا‬
‫ألن الصراع ضد البيروقراطية سيكون من املهام الرئيسية للثورة‪ .‬وتعتبر إسهامات ماكس فيبر في هذا املجال كبيرة‬
‫ًا‬
‫حيث أنه استطاع أن يصوغ نظرية محددة للبيروقراطية تعتبر من النظريات الكبرى حيث كان فيبر مهتم في‬
‫ًال‬
‫دراسته للبيروقراطية بتحليل التغير الذي طرأ على التنظيم االجتماعي في املجتمع الحديث فض عن توضيح‬
‫ًا‬
‫الخصائص أو املقومات النموذجية للتنظيمات الرسمية التي أصبحت تمثل أكثر أشكال التنظيم شيوع في هذا‬
‫املجتمع ولذا فإنه كتاباته تعتبر قاعدة لنوعين من الدراسات هي الدراسات التاريخية التي تتبع التحول الواضح‬
‫نحو البيروقراطية والبحوث اإلمبيريقية التي تناولت أبعاد التنظيمات وخصائصها البنائية‪ .‬وترتكز تحليالت فيبر‬
‫للبيروقراطية على تصوره لطبيعة عالقات القوة في املجتمع كما اهتم بنموذج لعالقة القوة وهو ما أطلق عليه‬
‫مصطلح السلطة وهو عالقة القوة بين الحاكم واألفراد حيث أن ممارسة السلطة على أعداد من األفراد تقتضي‬
‫وجود هيئة إدارية قادرة على تنفيذ األوامر وتحقيق الصلة الدائمة بين الرؤساء واملرؤوسين وهكذا حاول فيبر أن‬
‫ًا‬
‫يضح نماذج السلطة وفق ملعيارين هما ‪ :‬االعتقاد في شرعية السلطة ووجود الجهاز اإلداري املالئم‪ .‬ولقد ميز فيبر‬
‫بين ثالثة نماذج مثالية للسلطة تعتمد على تصورات مختلفة للشرعية هي ‪ -1 :‬السلطة امللهمة ‪ -2‬السلطة التقليدية‬
‫ًا‬ ‫ًا‬
‫‪ - 3‬السلطة القانونية كما اهتم فيبر باستخدام مصطلح " التحول نحو البيروقراطية " استخدام واسع حيث أن‬
‫هذا التحول مرتبط بظهور أنماط للسلوك والتفكير تشيع في كافة مجاالت الحياة االجتماعية نتيجة انتشار النزعة‬
‫العقلية‪ ،‬تلك التي تشير إلى اإلحاطة النظرية بأبعاد الواقع من خالل مفاهيم محددة ومجردة والتوجيه املنظم نحو‬
‫تحقيق هدف أو غاية معينة بعد دراسة كافة الوسائل املمكنة واملفاضلة بينها‪ .‬ومن نتائج هذا التصور للعقالنية‬
‫ًال‬
‫ازدهار العلم وازدياد االعتماد عليه كنسق فكري يوجه السلوك والعمل بد من االعتماد على التفسيرات والقيم‬
‫واألفكار الغيبية وامليتافيزيقية‪ .‬فالفكرة املحورية وراء تحليله التاريخي تتمثل في الصراع بين اإللهام الذي يشير إلى‬
‫ابتكار أو تجديد نتيجة قوى تلقائية تظهر في املجتمع وتتحكم في مساره وبين الروتين أو النظام الدقيق القائم على‬
‫أسس معروفة وخطة محددة من قبل فليس من شك أن القيادة امللهمة قوة ثورية في العملية التاريخية‪.‬‬
‫علم االجتماع الديني عند فيبر‪:‬‬
‫قد ماكس فيبر مجموعة من الدراسات يمكن أن تدخل تحت علم االجتماع الديني لعل من أهمها تلك الدراسة التي‬
‫حاول فيها أن يناهض الفكر املاركسي في أساسه وجوهره والتي تقع تحت عنوان األخالق البروتستانتية وروح‬
‫الرأسمالية‪ ،‬ثم قام فيبر بعد ذلك بدراسات مقارنة تناولت األديان الكبرى والعالقة بين الظروف االجتماعية‬
‫واالقتصادية من جهة واالتجاهات الدينية من جهة أخرى‪ .‬وعن الدور الذي الذي يلعبه الدين من خالل دراسات‬
‫فيبر فإن ريمون آرون يقول " إن نقطة االنطالق في دراسات فيبر عن علم االجتماع الديني هما فيب اعتقاده بأن‬
‫فهم أي إتجاه يحتاج من الباحث إلى إدراك تصور الفاعل للوجود بأكمله" إذ في ضوء هذا االعتقاد حدد فيبر‬
‫التساؤل اآلتي لكي يجيب عليه دراساته‪ .‬إلى أي مدى تؤثر التصورات الدينية عن العالم والوجود في السلوك‬
‫االقتصادي لكافة املجتمعات ‪ :‬ويقول (‪ )Aron, 1970‬إن ماكس فيبر في دراسته لتأثير األخالق البروتستانتينية على‬
‫الرأسمالية كان يريد أن يؤكد قضيتين هما ‪:‬‬
‫أن سلوك األفراد في مختلف املجتمعات يفهم في إطار تصورهم العام للوجود وتعتبر املعتقدات الدينية‬ ‫‪-1‬‬
‫وتفسيرها إحدى هذا التصورات للعالم والتي تؤثر في سلوك األفراد والجماعات بما في ذلك السلوك‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫االسم‪ :‬سليم‬
‫اللقب‪ :‬بن شابة‬
‫المجموعة‪ /02 :‬الفوج‪ / 08 :‬السنة الثالثة ليسانس ل م د‬

‫إن التصورات الدينية هي بالفعل إحدى محددات السلوك االقتصادي ومن ثم فهي تعد من أسباب تغير‬ ‫‪-2‬‬
‫هذا السلوك‪ .‬على أن فيبر لم يعالج الجوانب املختلفة للدين بوصفه ظاهرة اجتماعية بل اكتفى بدراسة‬
‫األخالقيات االقتصادية للدين ويقصد منها ما يؤكد عليه الدين من قيم اقتصادية‪ .‬ويرى فيبر أن‬
‫الرأسمالية الحديثة تمثل في حقيقة األمر ظاهرة فريدة تنحصر خصائصها األساسية فيما يلي‪ :‬املشروع‬
‫ًا‬
‫االقتصادي القائم على التنظيم العقلي والذي تتم إدارته وفق ملبادئ علمية والثروات الخاصة واإلنتاج من‬
‫أجل السوق‪ ،‬واإلنتاج للجماهير وعن طريقهم واإلنتاج من أجل املال والحماس املتزايد والروح املعنوية‬
‫ًا ًال‬
‫العالية والكفاءة في العمل تلك التي تتطلب تفرغ كام من الفرد ليزاول مهنته أو عمله وهذا التفرغ‬
‫ًا‬ ‫ًا‬ ‫ًا‬
‫يجعل من العمل املنهي هدف ومطلب رئيسي في حياة الفرد وهذه األخالق املهنية تعتبر من السمات‬
‫الواضحة لروح الرأسمالية الحديثة‪ .‬بيد أن الرأسمالية تتطلب كذلك وجود أفراد يتميزون بخصائص‬
‫سيكولوجية معينة وظروف اجتماعية معينة فالتنظيم الرأسمالي ال يتحقق في مجتمع يتسم أفراده‬
‫بالكسل ويتمسكون بمعتقدات خرافية ويتميزن بعدم الكفاءة كذلك فالبد من توافر مجموعة من‬
‫الظروف إلى جانب الخصائص السيكولوجية التي ذكرها وهذه الظروف هي رأس مال عقلي وإدارة للعمل‬
‫وامتالك كل وسائل اإلنتاج وتوفر وسيلة لإلنتاج وشيوع قانون عقلي وازدياد العمل الحر وتسويق‬
‫ملنتجات العمل‪ .‬ويذهب فيبر إلى أن بنيامين فرانكلين قد عبر بصدق عن السمات السيكولوجية الالزمة‬
‫لوجود النظام الرأسمالي مثل أن األمانة هي أفضل سياسة‪ ،‬والحساب الدقيق ضرورة ألي عمل‪ ،‬السلوك‬
‫املنظم‪ ،‬املثابرة‪ ،‬الكفاية‪ ،‬الصدق واإلخالص‪.‬‬

You might also like