You are on page 1of 80

‫دليل الصحافي‬

‫لتغطية أشغال مجلس النواب‬

‫ذ‪ .‬يونس مسكين‬

‫‬
‫< دليل الصحافي‬
‫لتغطية أشغال مجلس النواب‬
‫ذ‪ .‬يونس مسكين‬
‫< الناشر‪ :‬جمعية سمسم‪ .‬مشاركة مواطنة‬
‫‪ 3‬زنقة المدينة شقة ‪ 6‬الرباط‬
‫البريد اإللكتروني‪info@simsim.ma :‬‬
‫< التصميم واإلخراج‪ :‬طارق جبريل‬

‫‬
‫لماذا هذا الدليل؟‬

‫يعتبر البرملان أب��رز التجليات املؤسساتية للدميقراطية التمثيلية‪،‬‬


‫والتجسيد العملي حلضور اإلرادة الشعبية في عملية صناعة القرار‬
‫العمومي ومراقبة ص��رف امل��ال العام وم��ن ثم ضمان شرعية التدبير‬
‫احل �ك��وم��ي واالن� �خ ��راط ال ��واع ��ي وامل� �س ��ؤول ل �ل �م��واط��ن ف��ي العملية‬
‫الدميقراطية في بعدها املؤسساتي‪.‬‬
‫وجتد الدميقراطية أحد تعريفاتها في مدى حضور املواطن ومواكبته‬
‫لعمل املؤسسات‪ ،‬حيث تربط بعض املرجعيات النظرية واملعرفية‬
‫م��ؤش��رات تقييم مستوى ت�ق� ّ�دم ال��دول واملجتمعات ف��ي الدميقراطية‬
‫بحجم اطالع ومعرفة املواطن مبا يجري في دائرة صناعة القرار والتدبير‬
‫العمومي‪.‬‬
‫وفي الوقت ال��ذي كان تعريف املواطن املطلع يختصر في معرفة‬
‫كيفية سير السلطات الثالث وقراءة الصحف وفهم القضايا املطروحة‬
‫للنقاش وممارسة التصويت‪ ،‬فإن التحوالت التي أحدثتها الثورات‬
‫التكنولوجية واملعرفية احلديثة‪ ،‬جعلت مستوى املعرفة الدنيا املفترضة‬
‫عند املواطن التيقل عن القدرة على االط�لاع الفوري والدائم على‬
‫أخبار ومستجدات الشأن العام‪ ،‬وفي صدارة ذلك ما يجري داخل‬
‫وحول مؤسسة برملانية مثل مجلس النواب‪.‬‬
‫وي�ص��ل التحليل ال��ذي ي��رب��ط ب�ين امل�م��ارس��ة الفعلية للدميقراطية‬
‫وقواعدها وبني قوة ومهنية اإلع�لام‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬إلى درجة‬
‫املطابقة بينهما‪ ،‬على اعتبار أن تدفق املعلومات واألخبار واآلراء إلى‬

‫‬
‫يشكل القناعات السياسية التي يعبرون عنها‬ ‫أذهان املواطنني‪ ،‬هو ما ّ‬
‫في نهاية األمر بواسطة التصويت الذي يفرز املؤسسة البرملانية ومن‬
‫ثم احلكومة‪.‬‬
‫من هنا يأتي التأثير‪ ،‬السلبي أو اإليجابي‪ ،‬الذي ميكن أن ميارسه‬
‫اإلع�لام في حتقيق غايات العملية الدميقراطية من ضمان للمشاركة‬
‫واالنخراط وتعزيز الشعور باالنتماء واجل��دوى من إعمال النصوص‬
‫الدستورية والقانونية والفعل من داخل املؤسسات‪.‬‬
‫هكذا ج��اءت فكرة ه��ذا الدليل‪ ،‬نتيجة اللتقاء موضوعي بني‬
‫إرادات كل من مؤسسة مجلس النواب ومجتمع مدني نشيط وفاعل‬
‫وإع�ل�ام م��واك��ب وط��ام��ح مل��زي��د م��ن املساهمة ف��ي تعزيز روح القانون‬
‫والشفافية في املجال العام وجتسير الهوة بني املواطن ومؤسساته‪.‬‬
‫ويهدف هذا الدليل املرجعي األول في هذا املجال‪ ،‬إلى متكني‬
‫الصحافة املتخصصة في تغطية العمل البرملاني‪ ،‬من وثيقة موحدة‬
‫جل ما ينبغي لإلعالمي احملترف أن يعرفه عن مؤسسة مجلس‬ ‫تتضمن ّ‬
‫ال�ن��واب‪ ،‬ضمانا للدقة وال �ت��وازن واملوضوعية ف��ي ال�ت�ن��اول‪ ،‬وحتقيقا‬
‫ألقصى ما ميكن من انتظارات املتلقي‪ ،‬ومساهمة في تقدمي خدمة‬
‫إعالمية تخدم الصالح العام وتعزز االنخراط اجلماعي في العملية‬
‫الدميقراطية من خالل عملية ثالثية حتقق كال من‪:‬‬
‫‪ -‬تغطية موضوعية ومنصفة ألعمال مؤسسة مجلس النواب؛‬
‫‪ -‬تلبية ان�ت�ظ��ارات املتلقي ف��ي االط�ل�اع على أخ�ب��ار دقيقة وآراء‬
‫متوازنة؛‬
‫‪ -‬إع�م��ال مبدأ املراقبة واحملاسبة املكفول كونيا للمواطنني جتاه‬
‫املؤسسات‪.‬‬

‫‬
‫وخ�لال إجن��از ه��ذا الدليل‪ ،‬مت اعتماد منهجية جتمع ب�ين املقاربة‬
‫القانونية من خالل تقدمي صورة شاملة حول أدوار وخصائص وطرق‬
‫اشتغال مؤسسة مجلس النواب‪ ،‬باستحضار دائم الهتمامات ومجال‬
‫اشتغال الصحافيني؛ ثم مقاربة مهنية إعالمية مقارنة‪ ،‬تتمثل في مسح‬
‫شامل للتجارب الدولية‪ ،‬س��واء منها العريقة أو الناشئة دميقراطيا‪،‬‬
‫مبسط ومنهجية عملية تالمس مختلف جوانب‬ ‫وتقدميها في قالب ّ‬
‫ال�ع�م��ل ال�ص�ح��اف��ي ف��ي ع�لاق�ت��ه بتغطية م��ؤس�س��ة ب��رمل��ان�ي��ة كمجلس‬
‫النواب‪.‬‬

‫‬

‫الباب األول‪:‬‬
‫مجلس النواب‪ ..‬الخصائص واألدوار‬

‫‬
‫معنى فكرة التمثيل السياسي‪:‬‬

‫كانت للشعوب في املدن اليونانية القدمية وبعض التجارب الشبيهة‪،‬‬


‫سلطات في االنتخاب والتداول في شؤون الدولة السياسية‪ .‬غير أن‬
‫هذا التداول رغم أنه يشكل مرجعية هامة اليوم في احلديث عن نشوء‬
‫الدميقراطية‪ ،‬فقد كان يقصي النساء والعبيد الذين يشكلون غالبية‬
‫سكان تلك املدن ويقتصر على طبقة األحرار‪.‬‬
‫ومع انتشار أفكار فالسفة األنوار ودعوات التحرر من احلكم املطلق‪،‬‬
‫انتقل مفهوم التمثيل السياسي إلى شكله الدميقراطي احلديث حيث‬
‫صار يعني التمثيل القادم «من األسفل» بعد انتخابات عامة مباشرة‬
‫نزيهة وشفافة وفي إطار ضمانات تكفل عدم استبداد الفائزين فيها‬
‫باحلكم‪.‬‬
‫هذا االنتقال الفكري والسياسي سينقل مهام متثيل الشعب‪:‬‬
‫من حلقة حكم ضيقة وفردية ومشخصنة إلى جماعة‬
‫موسعة تعاقدية‪.‬‬
‫من احلاكم الفرد إلى جماعة من األفراد الذين يختارهم‬
‫الشعب للتوفيق بني مصاحله والتقرير في مصيره‪.‬‬
‫اجل �ه��از ال ��ذي س�ي�ض��م ه ��ؤالء األف� ��راد املنتخبني هو‬
‫البرملان‪. .‬‬

‫ت��رس��خ ال�ب��رمل��ان ك��رك�ي��زة ل�ل��دول��ة احل��دي�ث��ة م��ع ال �ث��ورات السياسية‬


‫وإع�لان��ات االستقالل مثل إع�لان االستقالل األمريكي لعام ‪1776‬‬

‫والثورة الفرنسية لـ‪ 1789‬وإعالنات احلقوق التي رافقتها والتي اعتبرت‬


‫التمثيل السياسي حقا من حقوق الشعب‪.‬‬
‫‬
‫لماذا تحتاج األمم إلى منتخبين ينوبون عنها؟‬
‫حتدد «موسوعة ستانفورد للفلسفة» خمسة عناصر حلصول التمثيل‬
‫السياسي وهي على التوالي‪:‬‬

‫طرف ميثل طرفا آخر وهذا الطرف الذي مي ِثل قد‬


‫يكون نائبا أو حكومة أو منظمة‬

‫طرف يجري متثيله من طرف آخر‬

‫شيء يتم متثيله (آراء‪ ،‬مصالح‪ ،‬خطابات‪)...‬‬

‫إطار جتري داخله عملية التمثيل (السياق السياسي)‬

‫شيء مهمل ال يتم متثيله (آراء وخطابات ومصالح ال‬


‫جتد من يعبر عنها)‬
‫()‬

‫ويعرف قاموس «راوت�ل�ي��دج للسياسة» التمثيل السياسي بكونه‬


‫نظاما يتم فيه «متثيل» مصالح ومعتقدات أغلبية (من الناس) أمام هيئة‬
‫التخاذ القرار من طرف شخص واحد أو مجموعة صغيرة من الناس‬
‫تشتغل لصالح األغلبية (‪ )..‬والتمثيل البرملاني هو النظام الدستوري‬
‫النتخاب أعضاء من الهيئات التشريعية التي ستعمل لصالح مصالح‬
‫من انتخبوها والتي «متثلهم» بهذه الصفة‪.‬‬

‫‪-Dovi, Suzanne, «Political Representation», The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Fall 2018‬‬
‫)‪Edition), Edward N. Zalta (ed.‬‬

‫‬
‫في المغرب‪:‬‬
‫كان التمثيل السياسي يجري تقليديا بطريق البيعة مركزيا فيما‬
‫كانت «اجماعة» تقوم بتمثيل مصالح القبيلة محليا‪.‬‬
‫بعد جتربة االستعمار واالحتكاك مع التطورات السياسية بالعالم‬
‫خاصة في سياق ما بعد احلربني العامليتني‪ ،‬سيعتمد املغرب آليات‬
‫جديدة للتمثيل السياسي وستظهر األحزاب كقنوات جديدة للتمثيل‬
‫السياسي إن محليا أو وطنيا‪:‬‬
‫في عام ‪ 1962‬سيعتمد املغرب أول دستور له‪.‬‬

‫سيسند هذا الدستور السلطة التشريعية للبرملان وسيجعله‬


‫ثنائي الغرفتني (مجلس للنواب ومجلس للمستشارين)‪.‬‬
‫()‬
‫سيتشكل أول برملان مغربي بصالحيات‬
‫تشريعية فعلية في العام ‪.1963‬‬

‫(‪1962-‬‬‫ما بني ‪ 1963‬و‪ ،2021‬سيقر املغرب ستة دساتير‬


‫‪ )2011-1996 1992- 1972--1970‬ستعيد كل مرة حتديد‬
‫صالحيات البرملان تقليصا وتوسيعا حسب السياق‬
‫السياسي وتوازنات القوى‪.‬‬

‫خالل الفترة ذاتها‪ ،‬عرفت اململكة ‪ 10‬واليات‬


‫تشريعية‪.‬‬

‫ سبق ذلك تشكيل هيئة ذات أدوار رمزية واستشارية صرفة هي املجلس الوطني االستشاري (‪.)1959-1956‬‬

‫‪10‬‬
‫البرلمان المغربي في دستور ‪:2011‬‬
‫جاء دستور اململكة لسنة ‪ 2011‬موسعا لصالحيات وسلط البرملان‬
‫عبر‪:‬‬
‫تنصيصه في فصله األول على أن «نظام احلكم باملغرب‬
‫نظام ملكية دستورية‪ ،‬دميقراطية برملانية واجتماعية»‪.‬‬

‫إعطائه ملجلس النواب‪ ،‬الغرفة النابعة مباشرة من الشعب‪،‬‬


‫صالحيات أكبر مثل‪ :‬البت النهائي في القوانني‪ ،‬وتنصيب‬
‫احلكومة‪ ،‬وتقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫وبشكل ع��ام‪ ،‬كل قانون جديد يدخل حيز التنفيذ في اململكة‬


‫وينظم مصالح املجتمع أو فئات منه مهنية أو غيرها ال بد وأن مير عبر‬
‫البرملان‪.‬‬
‫ل��ذا فتتبع أع �م��ال ه��ذه امل��ؤس�س��ة احل�ي��وي��ة ف��ي النسيج السياسي‬
‫واالجتماعي واالقتصادي يقع في صلب العمل الصحافي ومهام تنوير‬
‫ال��رأي العام‪ .‬ويتطلب استيعابا ألدواره��ا الرمزية والفعلية في احلياة‬
‫السياسية‪.‬‬

‫مجلس النواب‪« ..‬مجلس الشعب»‬


‫أهم سمة مميزة ملجلس النواب املغربي والغرف السفلى بشكل عام‬
‫هو طريقة انتخابها التي جتري بشكل مباشر في اقتراع يخضع لقواعد‬
‫احلرية والنزاهة والشفافية‪.‬‬
‫وينقسم مجلس النواب بعد كل انتخابات وتبعا لنتائجها ونتائج‬

‫‪11‬‬
‫مفاوضات األحزاب الفائزة فيها إلى أغلبية ومعارضة‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫األغلبية هي تلك األحزاب التي تشكل مجتمعة‬


‫باملائة زائد صوت واحد إضافي من املقاعد النيابية‬
‫وتشكل من ثم حكومة‪.‬‬

‫‪ -‬املعارضة هي األحزاب التي ال حتقق هذه النسبة أو ال‬


‫تدخل في ائتالف مع أحزاب أخرى لتشكيل األغلبية‪.‬‬

‫يخول الدستور والقانون الداخلي للمجلس ع��ددا من اآلليات‬


‫للمعارضة واألغلبية (األس�ئ�ل��ة‪ ،‬امل�ه��ام االستطالعية‪ ،‬جل��ان تقصي‬
‫احل �ق��ائ��ق‪ )..‬مل�م��ارس��ة أدواره� ��ا ال��دس�ت��وري��ة أي امل �ق��ررة بنص الوثيقة‬
‫الدستورية إلى أبعد مدى ممكن‪.‬‬
‫وقد قدم دستور ‪ 2011‬ضمانات للمعارضة بشكل خاص «للنهوض‬
‫()‬
‫مبهامها على أكمل وجه في العمل البرملاني واحلياة السياسية»‪.‬‬
‫يبلغ عدد نواب الشعب املغربي حاليا ‪ 395‬عضوا ينتخبون لوالية‬
‫م��ن ‪ 5‬س �ن��وات‪ .‬وينتخب ‪ 90‬ع�ض��وا منهم ف��ي إط��ار دوائ ��ر انتخابية‬
‫جهوية تغطي جهات اململكة االثنتا عشرة بحصة من املقاعد التسعني‬
‫مخصصة لكل واحدة منها‪.‬‬

‫ الفصل ‪ 10‬من دستور ‪ ،2011‬كما يتحدث الفصل ‪ 60‬أيضا عن مكانة املعارضة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫وسع الدستور مجال القانون وربط تنصيب احلكومة بحصولها على‬ ‫ّ‬
‫ثقة مجلس النواب‪« ،‬املعبر عنها بتصويت األغلبية املطلقة لألعضاء‬
‫()‬
‫الذين يتألف منهم‪ ،‬لصالح البرنامج احلكومي»‪.‬‬
‫أه��م مستجد س��اه��م ف��ي تعزيز مكانة مجلس ال �ن��واب وام �ت��داده‬
‫الشعبي وفكرة متثيله لإلرادة الشعبية في احلالة املغربية هو تنصيص‬
‫الفصل ‪ 47‬من الدستور على تعيني رئيس احلكومة من احلزب الفائز‬
‫في االنتخابات‪.‬‬
‫أعطى الفصل ‪ 84‬من الدستور سلطة احلسم النهائي في القوانني‬
‫ملجلس النواب حني نص على أنه «يعود ملجلس النواب التصويت‬
‫النهائي على النص ال��ذي مت البت فيه‪ ،‬وال يقع ه��ذا التصويت إال‬
‫باألغلبية املطلقة ألعضائه احلاضرين‪ ،‬إذا تعلق األم��ر بنص يخص‬
‫اجلماعات الترابية‪ ،‬واملجاالت ذات الصلة بالتنمية اجلهوية والشؤون‬
‫االجتماعية»‪.‬‬
‫ الفصل ‪88‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل ‪ 62‬من الدستور‪:‬‬
‫ينتخب أعضاء مجلس النواب باالقتراع العام املباشر ملدة‬
‫خمس سنوات‪ ،‬وتنتهي عضويتهم عند افتتاح دورة أكتوبر من‬
‫السنة اخلامسة التي تلي انتخاب املجلس‪.‬‬
‫يبني قانون تنظيمي ع��دد أعضاء مجلس ال�ن��واب‪ ،‬ونظام‬
‫ان�ت�خ��اب�ه��م‪ ،‬وم �ب��ادئ التقسيم االن�ت�خ��اب��ي‪ ،‬وش ��روط القابلية‬
‫لالنتخاب‪ ،‬وح��االت التنافي‪ ،‬وق��واع��د احل��د م��ن اجلمع بني‬
‫االنتدابات‪ ،‬ونظام املنازعات االنتخابية‪.‬‬
‫ُينتخب رئيس مجلس النواب وأعضاء املكتب‪ ،‬ورؤس��اء‬
‫اللجان الدائمة ومكاتبها‪ ،‬في مستهل الفترة النيابية‪ ،‬ثم في‬
‫سنتها الثالثة عند دورة أبريل ملا تبقى من الفترة املذكورة‪.‬‬
‫ُينتخب أعضاء املكتب على أساس التمثيل النسبي لكل‬
‫فريق‪.‬‬

‫االنتخابات‪ ..‬الطريق إلى مجلس النواب‬


‫املنتخب إل��ى مجلس النواب وصوال‬ ‫َ‬ ‫رم��ز ّي��ا‪ ،‬يعتبر وص��ول الفرد‬
‫صوتوا عليه‪ .‬فالناخبون يحملونه بأصواتهم إلى‬ ‫لكل األفراد الذين ّ‬
‫السلطة ليرفع صوتهم بعد ذلك من قبة البرملان‪ .‬لكن ما هي طرق‬
‫الوصول إلى مجلس النواب؟‬
‫الطريق مباشرة () مفتوحة ف��ي وج��ه كافة امل�غ��ارب��ة ذك��ورا وإناثا‬
‫باستثناءات تخص عموما األف��راد العاملني في سلط مضادة (مثل‬
‫القضاة) واألمن واجليش واملدانني بجرائم تفقد األهلية للترشح‪.‬‬
‫ مجلس املستشارين ينتخب باملقابل بشكل غير مباشر‬

‫‪14‬‬
‫ويبقى النظام االنتخابي هو العامل األهم في حتديد فرص الوصول‬
‫ملجلس النواب وحجم النتائج‪ .‬ويتضمن بشكل أساسي‪:‬‬

‫منط االقتراع‪ :‬أي الطريقة احلسابية التي يتم بناءا عليها‬


‫ترجمة األصوات االنتخابية إلى مقاعد نيابية‪.‬‬
‫التقطيع االنتخابي‪ :‬أي تقسيم تراب اململكة إلى‬
‫()‬ ‫دوائر انتخابية (وليس إدارية أو ترابية) كل دائرة‬
‫يتنافس فيها عدد من املرشحني‪.‬‬
‫القاسم االنتخابي‪ :‬وهو املعدل الذي حتتسب النتائج بناء‬
‫عليه‪ .‬ويستخرج بقسمة األصوات الصحيحة على عدد‬
‫مقاعد الدائرة االنتخابية‪ .‬انظر املؤطر لتفصيل أكبر‪.‬‬

‫قواعد عمليات التصويت وفرز األصوات‪ :‬تتضمن‬


‫حتديد أماكن التصويت (مراكز االقتراع) وطريقة‬
‫التصويت وعد األصوات‪.‬‬

‫نمط االقتراع‪ :‬التمثيل النسبي‬


‫حسب قاعدة أكبر بقية‬
‫يعتمد ال�ن�م��ط النسبي ع�ل��ى ت��وزي��ع امل�ق��اع��د بشكل تناسبي مع‬
‫األصوات التي حصل عليها كل حزب‪ .‬ويتالزم النمط النسبي مع‬
‫وجود الئحة ويجري في إطاره تطبيق القاسم االنتخابي‪.‬‬
‫يطمح هذا النظام‪ ،‬في أصله النظري‪ ،‬إلى منح متثيلية تناسبية لكل‬
‫حزب تتالءم مع قوته االنتخابية في امليدان‪ ،‬فمن يحصل على نسبة‬
‫معينة من األصوات يحصل على ما يساويها من مقاعد في املجلس‪.‬‬
‫ في االنتخابات التشريعية ل‪ 2016‬بلغ عددها ‪ 92‬دائرة انتخابية‬

‫‪15‬‬
‫القاسم االنتخابي‪:‬‬
‫يحتسب القاسم االنتخابي في املغرب وفقا للقانون التنظيمي‬
‫ملجلس النواب (‪ )21.04‬بالشكل التالي‪:‬‬
‫ع��دد املسجلني في دائ��رة انتخابية ما مقسوما على ع��دد املقاعد‬
‫املخصصة لها‪ .‬ونعرف كم سيحصل كل حزب من هذه املقاعد بعد‬
‫إجراء هذه العملية احلسابية‪ .‬لنعطي مثاال‪:‬‬
‫عدد املسجلني في دائرة انتخابية (أ)‪20.000 :‬‬

‫عدد املقاعد املتبارى عليها بهذه الدائرة‪4 :‬‬

‫القاسم االنتخابي‪ 5000 =4 /20.000 :‬صوت‪ .‬إذن كل مقعد من‬


‫مقاعد الدائرة األربعة يساوي ‪ 5000‬صوت‪.‬‬
‫إذا افترضنا أن ‪ 5‬أحزاب تنافست في هذه الدائرة وحصلت على‬
‫النتائج التالية‪:‬‬
‫احلزب األول‪ 5000 :‬صوت‬

‫احلزب الثاني‪ 2500 :‬صوت‬

‫احلزب الثالث‪ 2000 :‬صوت‬

‫احلزب الرابع‪ 400 :‬صوت‬

‫احلزب اخلامس‪ 100 :‬صوت‬

‫سيحصل احلزب األول على مقعد واحد‪ .‬لكن ماذا عن األحزاب‬


‫األربعة التي لم تصل إال املعدل (القاسم االنتخابي)؟ نطبق هنا قاعدة‬
‫بقية أي األرقام القريبة من القاسم االنتخابي‪ ،‬ما سيعني حصول‬
‫أكبر ّ‬

‫‪16‬‬
‫‪100‬‬ ‫كل حزب على مقعد واحد‪ ،‬عدا احلزب اخلامس احلاصل على‬
‫صوت ألن املقاعد املتبارى عليها أربعة فقط‪.‬‬

‫احلزب األول‪ 5000 :‬صوت = مقعد (‪)1‬‬

‫احلزب الثاني‪ 2500 :‬صوت= مقعد (‪)1‬‬

‫احلزب الثالث‪ 2000 :‬صوت=مقعد (‪)1‬‬

‫احلزب الرابع‪ 400 :‬صوت= مقعد (‪)1‬‬

‫احلزب اخلامس‪ 100 :‬صوت= ‪ 0‬مقعد‬

‫تمثيلية النساء‪:‬‬
‫تنقسم املقاعد املتبارى عليها في البرملان إلى صنفني‪ 305 :‬مقاعد‬
‫يتم التنافس عليها في إطار دوائ��ر انتخابية محلية‪ ،‬بينما ‪ 90‬مقعدا‬
‫منها في إطار دوائر انتخابية جهوية‪ .‬هذه الدوائر تسعى إلى الرفع من‬
‫متثيلية النساء عبر التمييز اإليجابي لصالح املترشحات‪.‬‬
‫ينص القانون على أن تشتمل كل الئحة ترشيح جهوية على أسماء‬
‫مترشحات ال يقل عددهن عن ثلثي عدد املقاعد الواجب ملؤها‪ .‬كما‬
‫يفرض أن تخصص املرتبتان األولى والثانية في كل الئحة ترشيحا‬
‫حصريا للنساء‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫املقاعد املخصصة للدائرة اجلهوية الدار البيضاء‪-‬سطات هي ‪12‬‬

‫مقعدا‪ .‬يجب إذن أن تتضمن ‪ 8‬نساء مرشحات على األقل‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫إعالن النتائج‪:‬‬
‫بعد عد األص��وات التي حصل عليها كل ح��زب على الصعيد‬
‫الوطني‪ ،‬وت��وزي��ع مقاعد مجلس ال�ن��واب‪ ،‬يتم اإلع�لان عن احلزب‬
‫املتصدر لالنتخابات‪ .‬بناءا على الدستور‪ ،‬يقوم امللك بتعيني رئيس‬
‫احل�ك��وم��ة املقبلة م��ن ه��ذا احل��زب ليبدأ رح�ل��ة امل�ف��اوض��ات م��ع باقي‬
‫األحزاب لتشكيل حتالف أو أغلبية‪.‬‬
‫يعقد املجلس دورتني عاديتني في السنة‪ ،‬واحدة تنطلق في اجلمعة‬
‫الثانية من أكتوبر وتسمى خريفية وأخرى في اجلمعة الثانية من أبريل‬
‫وتسمى ربيعية‪.‬‬

‫الحياة النيابية‪ :‬تقسيم األدوار والمهام‬


‫بعد أن يتشكل مجلس النواب تأخذ احلياة النيابية مجراها‪ .‬لكن‬
‫ما املقصود باحلياة النيابية؟‬
‫للقيام مبهامهم في التشريع ومراقبة أعمال احلكومة وإثارة االنتباه‬
‫للقضايا وامل�ل�ف��ات الوطنية احلساسة وال�ك�ب��رى يحتاج ال�ن��واب إلى‬
‫االنتظام في جلان لتوزيع املهام فيما بينهم وفي فرق ومجموعات لتنظيم‬
‫مشاركتهم في أشغال املجلس‪.‬‬
‫انتخاب الرئيس وتشكيل الفرق واملجموعات‪:‬‬
‫إح��دى أول��ى املهام التي يباشرها النواب هو انتخاب رئيس‬
‫لهم أي للمجلس وفي الغالب ما يكون هذا االنتخاب جزءا من‬
‫توافقات بني األحزاب السياسية‬
‫بعدها يبدأ تشكيل الفرق واملجموعات‪ .‬ويضم كل فريق‬
‫‪4‬‬ ‫نيابي ‪ 20‬ع�ض��وا على األق��ل فيما تضم ك��ل مجموعة نيابية‬
‫أعضاء على األقل‬
‫‪18‬‬
‫اللجان الدائمة‪ :‬ما هي؟‬
‫البرملان سلطة تشريعية أي سلطة تقابل سلطة احلكومة التي هي‬
‫سلطة تنفيذية‪ .‬وعليها تتبع كل خطوة تقوم بها في هذه املجاالت‬
‫()‬
‫وتراقب سياساتها العمومية فيها‪.‬‬
‫ع��دد اللجان الدائمة ‪ 9‬تقسم على ع��دد أعضاء املجلس (‪)395‬‬
‫ليصبح عدد أعضاء كل جلنة ‪ 44‬باستثناء جلنة واحدة عدد أعضائها‬
‫‪ 43‬وهذه اللجان هي‪:‬‬
‫جل�ن��ة اخل��ارج �ي��ة وال��دف��اع ال��وط�ن��ي وال �ش��ؤون اإلس�لام�ي��ة‬
‫واملغاربة املقيمني باخلارج‬

‫جلنة الداخلية واجلماعات الترابية والسكنى وسياسة‬


‫املدينة‬

‫جلنة العدل والتشريع وحقوق اإلنسان‬


‫جلنة املالية والتنمية االقتصادية‬
‫جلنة القطاعات االجتماعية‬
‫جلنة القطاعات اإلنتاجية‬
‫جلنة البنيات األساسية والطاقة واملعادن والبيئة‬
‫جلنة التعليم والثقافة واالتصال‬
‫جلنة مراقبة املالية العامة‬
‫ه��ذه ال�ل�ج��ان ه��ي ال�ت��ي تنبثق عنها امل �ه��ام االس�ت�ط�لاع�ي��ة املؤقتة‬
‫ يجري احلديث في املغرب أحيانا عن «تعاون السلط» أكثر من الفصل بينها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫بطبيعتها‪ .‬إذ ميكن لكل جلنة أن تبعث نوابا لالستطالع عن أنشطة‬
‫اإلدارة أو أي قضية تدخل في مجال اختصاصها‪.‬‬
‫أمثلة‪:‬‬
‫مهام شملت استطالع وضعية السجون أو الوقوف على أسباب‬
‫تأخر القطارات أو مقالع الرمال‪.‬‬
‫جلان تقصي احلقائق ومجموعات العمل املوضوعاتية‪:‬‬
‫تعتبر كل من جلان تقصي احلقائق ومجموعات العمل املوضوعاتية‬
‫من اللجان املؤقتة‪.‬‬
‫تتشكل جلان تقصي احلقائق من أجل بحث قضية تستأثر باهتمام‬
‫الرأي العام وحتتاج الستجالء احلقيقة فيها‪ ،‬وميكن لتقريرها حول هذه‬
‫القضية أو تلك أن يصل إلى القضاء‪.‬‬
‫يتصل عمل مجموعات العمل امل��وض��وع��ات�ي��ة أك�ث��ر مب�ه��ام علمية‬
‫وتوثيقية تتصل بإعداد ال��دراس��ات والتقارير واملعرفة الالزمة لعمل‬
‫النواب في مختلف القضايا‪.‬‬
‫يوجد حاليا ‪ 6‬مجموعات عمل موضوعاتية هي كالتالي‪:‬‬
‫مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة بالقضية الوطنية‪.‬‬
‫مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملساواة واملناصفة‬
‫مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة بالقضية الفلسطينية‬
‫مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة بالشؤون اإلفريقية‬
‫مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة بتقييم السياسات‬
‫العمومية حول التعليم األولي‬
‫مجموعة العمل املوضوعاتية املكلفة باملنظومة الصحية‬
‫‪20‬‬
‫تعتبر هذه اللجان احملركات األساسية لعمل النواب‪ .‬فما يجعل‬
‫تدخالت وأسئلة النواب وتعديالتهم على القوانني أو مقترحاتهم‬
‫بشأنها فعالة ون��اج�ع��ة ه��ي امل�ع��رف��ة املجمعة م��ن خ�لال ه��ذه اخلاليا‬
‫أكانت جلانا دائمة أو مؤقتة‪ ،‬مهاما استطالعية أو مجموعات عمل‬
‫موضوعاتية‪.‬‬
‫وتقدم هذه األجهزة من خالل اللقاءات التي تعقدها والنقاشات‬
‫التي تفتحها مصدرا هاما لكل صحافي في تتبع القضايا واالط�لاع‬
‫على معطيات جديدة حولها‪.‬‬

‫وظيفة التشريع‪ ..‬صانع القوانين‬


‫للبرملان يد عليا في التشريع متتد حتى لتعديل الدستور نفسه ()‪،‬‬
‫أسمى قانون بالبالد‪.‬‬
‫يعطي الدستور املغربي احلق لكل من احلكومة والبرملان في املبادرة‬
‫بالتشريع أي إعداد قوانني‪.‬‬

‫في املمارسة العملية تتفوق احلكومة على البرملان في املبادرة إلى‬


‫إنتاج القوانني‪.‬‬

‫هذا التفوق احلكومي يعد مظهرا من مظاهر العقلنة البرملانية‪.‬‬

‫العقلنة البرملانية‪ ،‬توجه يهدف لتأطير تدخالت البرملان‪.‬‬

‫تسمى النصوص التي تبادر احلكومة باقتراحها مشاريع قوانني وتلك‬


‫التي يبادر أحد مجلسي البرملان باقتراحها مبقترحات قوانني‬
‫ بعد تصويت أغلبية الثلثني من كل مجلس أي النواب واملستشارين على مقترح املراجعة‪ .‬وال يختص البرملان لوحده بهذه‬
‫اإلمكانية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مجلس لكل القوانين‪:‬‬
‫يقدم الفصل ‪ 71‬من الدستور حتديدا لالمتداد الواسع للقانون‬
‫على مجاالت احلياة وقدرته على تنظيم كل شيء تقريبا‪ .‬وإضافة إلى‬
‫املجاالت احملددة‪( ،‬انظر املؤطر) تنص الفقرة األخيرة من الفصل ‪71‬‬

‫على أن للبرملان «صالحية التصويت على قوانني تضع إطارا لألهداف‬


‫األساسية لنشاط الدولة‪ ،‬في امليادين االقتصادية واالجتماعية والبيئية‬
‫والثقافية»‪.‬‬

‫ما هي مجاالت القانون؟‬


‫يختص القانون‪ ،‬باإلضافة إلى املواد املسندة إليه صراحة‬
‫بفصول أخرى من الدستور‪ ،‬بالتشريع في امليادين‬
‫التالية‪:‬‬
‫• احل� �ق ��وق واحل ��ري ��ات األس��اس �ي��ة امل �ن �ص��وص ع�ل�ي�ه��ا في‬
‫التصدير‪ ،‬وفي فصول أخرى من الدستور؛‬
‫• نظام األسرة واحلالة املدنية؛‬
‫• احل��ق ف��ي ال��رع��اي��ة الصحية وم �ب��ادئ وق��واع��د املنظومة‬
‫الصحية؛‬
‫• اإلذاع ��ة ون�ظ��ام الوسائط السمعية البصرية والصحافة‬
‫مبختلف أشكالها؛‬
‫• العفو العام؛‬
‫• ش� � ��روط احل� ��ق ف ��ي اجل �ن �س �ي��ة ع �ن��د ال� � � ��والدة ووض �ع �ي��ة‬
‫األجانب؛‬
‫• حتديد اجلرائم والعقوبات اجلارية عليها؛‬

‫‪22‬‬
‫• التنظيم القضائي وإحداث أصناف جديدة من احملاكم؛‬
‫• املسطرة املدنية واملسطرة اجلنائية؛‬
‫• نظام السجون؛‬
‫• النظام األساسي العام للوظيفة العمومية؛‬
‫• ال �ض �م��ان��ات األس��اس �ي��ة امل�م�ن��وح��ة ل�ل�م��وظ�ف�ين امل��دن�ي�ين‬
‫والعسكريني؛‬
‫• نظام مصالح وقوات حفظ األمن؛‬
‫• نظام اجلماعات الترابية ومبادئ حتديد دوائرها الترابية؛‬
‫• الدوائر االنتخابية والنظام االنتخابي للجماعات الترابية‬
‫ومبادئ تقطيع الدوائر االنتخابية؛‬
‫• النظام الضريبي‪ ،‬ووع��اء ال�ض��رائ��ب‪ ،‬وم�ق��داره��ا وط��رق‬
‫حتصيلها؛‬
‫• النظام القانوني إلصدار العملة ونظام البنك املركزي؛‬
‫• نظام اجلمارك؛‬
‫• نظام االلتزامات املدنية والتجارية‪ ،‬وقانون الشركات‬
‫والتعاونيات؛‬
‫• احلقوق العينية وأنظمة امللكية العقارية العمومية واخلاصة‬
‫واجلماعية؛‬
‫• نظام النقل؛‬
‫• ع�لاق��ات ال�ش�غ��ل‪ ،‬وال �ض �م��ان االج �ت �م��اع��ي‪ ،‬وح ��وادث‬
‫الشغل‪ ،‬واألمراض املهنية؛‬
‫• نظام األبناك وشركات التأمني والتعاضديات؛‬
‫• االتصاالت ونظام تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت؛‬

‫‪23‬‬
‫• التعمير وإعداد التراب؛‬
‫• حماية البيئة والقواعد املتعلقة بتدبير البيئة وحماية‬
‫املوارد الطبيعية والتنمية املستدامة؛‬
‫• نظام املياه والغابات والصيد؛‬
‫• حتديد التوجهات والتنظيم العام مليادين التعليم والبحث‬
‫العلمي والتكوين املهني؛‬
‫• إحداث املؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري من‬
‫أشخاص القانون العام؛‬
‫• تأميم املنشآت ونظام اخلوصصة‪.‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 71‬من الدستور ‪-‬‬

‫قانون المالية‪ ..‬الحدث السنوي للبرلمان‬


‫مييط قانون املالية اللثام عن النوايا االقتصادية للدولة‪ ،‬ويكشف‬
‫بالتدقيق ما تنوي الدولة إنفاقه من أموال وبأي قدر وعلى أي قطاع‬
‫وكيف‪ .‬ويبني أيضا مصادر هذه األموال‪.‬‬
‫يقدم قانون املالية تصورا دقيقا للكيفية التي ستدبر بها الدولة‬
‫البالد‪ .‬وتبني الدولة ما ستحتاج إلى بذله من جهد مالي بناء على‬
‫فرضيات أساسها تتبع أح��وال وتقلبات االقتصاد العاملي والوطني‬
‫وانعكاساتها املستقبلية املمكنة‪ .‬وتستعمل لهذا الغرض دراس��ات‬
‫إحصائية وتوقعية تنجزها وزارة املالية‪.‬‬
‫وترتبط الفرضيات بـ‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫نسبة منو الناجت الداخلي اخلام‬
‫نسبة عجز امليزانية بالنسبة للناجت الداخلي اخلام‬
‫متوسط سعر غاز البوتان (للطن)‬
‫نسبة التضخم‬
‫سعر صرف الدوالر مقابل الدرهم‬

‫أم��ا التوجهات العامة فهي األول��وي��ات األساسية للدولة خالل‬


‫السنة املالية أي املجاالت التي ستركز جهدها املالي األكبر عليها‪،‬‬
‫وقد متثلت هذه التوجهات بالنسبة لقانون املالية للعام ‪ 2021‬مثال في‬
‫ثالثة هي‪:‬‬

‫تسريع تنزيل خطة إنعاش االقتصاد الوطني‬

‫()‬ ‫الشروع في تعميم التغطية الصحية اإلجبارية‬

‫تعزيز مثالية الدولة وعقلنة تدبيرها‬

‫يلعب مجلس النواب دورا أساسيا في دراسة ومناقشة هذا املشروع‬


‫وإلغاء بنود وإضافة أخرى منه‪ .‬ويعترف له الدستور باألفضلية في‬
‫()‬
‫مناقشته قياسا ملجلس املستشارين‪.‬‬
‫أهم ما يجب أن يركز عليه الصحافي والصحافية هنا هو اجلدولة‬
‫الزمنية ل�ه��ذا ال�ق��ان��ون ألن�ه��ا تتيح ل��ه مواكبة فعالة ملستجداته‪ ،‬ثم‬
‫ صادق مجلس النواب في ‪ 15‬مارس ‪ 2021‬على مشروع القانون اإلطار رقم ‪ 09.21‬املتعلق باحلماية االجتماعية‬
‫ ينص الفصل ‪ 75‬من الدستور على أن مشروع قانون املالية يودع باألسبقية لدى مجلس النواب‬

‫‪25‬‬
‫النقاشات التي يثيرها حني يصل للمجلس ويتم ت��دارس��ه بلجانه‪.‬‬
‫ويجري األمر بالشكل التالي‪:‬‬

‫‪ 20‬أكتوبر (على أبعد تقدير)‪ :‬يودع وزير املالية مشروع قانون‬


‫املالية مبجلس النواب‪.‬‬

‫‪ 20‬نونبر‪ :‬يصادق املجلس على املشروع بعد إدخال‬


‫تعديالت عليه ثم يحيله على مجلس املستشارين‬

‫بعد ‪ 22‬يوما من هذا التاريخ (‪ 12‬دجنبر تقريبا)‪ :‬يصادق‬


‫عليه مجلس املستشارين بعد إدخال تعديالت عليه ويعيده‬
‫ملجلس النواب ليصادق عليه بشكل نهائي في أجل ال‬
‫يتعدى ‪ 6‬أيام‪.‬‬

‫قبل ‪ 31‬من ديسمبر‪ :‬يتم إصدار قانون املالية في اجلريدة‬


‫الرسمية‪ .‬وإذا لم يتم في نهاية السنة املالية التصويت على‬
‫قانون املالية أو لم يصدر األمر بتنفيذه‪ ،‬بسبب إحالته إلى‬
‫احملكمة الدستورية فإن احلكومة تفتح مبرسوم االعتمادات‬
‫الالزمة لسير املرافق العمومية‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫بعد إحالة مشروع قانون املالية على مجلس النواب‪ ،‬يتخذ نقاش‬
‫القانون املالي والتصويت عليه املسار التالي‪:‬‬
‫يحال مشروع قانون املالية على جلنة املالية والتنمية‬
‫االقتصادية مبجلس النواب‬
‫يعقد البرملان مبجلسيه (النواب واملستشارين) جلسة‬
‫عامة يقدم فيها وزير املالية محاور وتوجهات وفرضيات‬
‫مشروع القانون املالي‬
‫يعرض الوزير املشروع مرة أخرى أمام جلنة املالية‬
‫والتنمية االقتصادية‬
‫جترى مناقشة عامة (وليس جلسة عامة) حول املعطيات‬
‫العامة للمشروع واختيارات احلكومة املالية داخل هذه اللجنة‬
‫تنتقل اللجنة املذكورة بعد ذلك إلى املناقشة التفصيلية‬
‫للمشروع مادة مبادة ثم تقدم تعديالتها عليه وتصادق عليه‬
‫تشرع باقي اللجان الدائمة دراسة ومناقشة مشاريع‬
‫ميزانيات القطاعات الوزارية (متضمنة في مشروع قانون‬
‫املالية) كل جلنة حسب اختصاصها‪.‬‬
‫تُعقد بعد ذلك جلسة عامة مبجلس النواب ملناقشة‬
‫القانون برمته والتصويت عليه‪ .‬تتضمن عرضا لتقرير‬
‫عام حول القانون املالي تلي ذلك تدخالت الفرق‬
‫واملجموعات النيابية ثم تعقيب لوزير املالية قبل أن مير‬
‫()‬
‫املجلس للمصادقة على املشروع‪.‬‬
‫ يقسم قانون املالية إلى جزئني أول خاص مبعطيات عامة للتوازن املالي وثان يتضمن نفقات احلسابات اخلصوصية ومرافق‬
‫وحسابات أخرى ويجري التصويت على كل جزء على حدة‪ ،‬قبل التصويت على املشروع كامال‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أي��ن ه��ي املعلومة ف��ي ك��ل ه��ذه السلسلة املتتابعة م��ن اجللسات‬
‫املصغرة والعامة ضمن هذه السلسلة؟‬
‫ُيلزم القانون الوزراء واملسؤولني املكلفني بكل قطاع باحلضور إلى‬
‫اللجنة املختصة فيه من اللجان الدائمة لشرح ما تنوي الوزارة القيام‬
‫به برسم السنة املالية اجلديدة وما قامت به في السنة التي سبقتها‬
‫وحصيلة تدخالتها في هذا املجال أو ذاك‪.‬‬
‫غالبا ما يستثمر النواب هذه اللحظات ملناقشة طريقة تدبير بعض‬
‫القطاعات وإدراج بعض التعديالت في مشاريع امليزانيات‪ .‬ويقدم‬
‫ال� ��وزراء معلومات مفصلة ح��ول ك��ل كبيرة وص�غ�ي��رة ف��ي ال ��وزارات‬
‫واملؤسسات التي يشرفون عليها‪.‬‬
‫خالل هذه الفترة تتفتح شهية الرأي العام ملعرفة مستجدات من‬
‫قبيل ع��دد مناصب الشغل التي تنوي الدولة فتحها وتوزيعها على‬
‫التعليم والصحة واألمن وغيرها من القطاعات‪ ،‬املنح اجلامعية املتوقعة‬
‫وهل سيتم الرفع من قيمتها‪ ،‬حتفيزات االستثمار للمقاوالت الوطنية‬
‫واألجنبية‪ ،‬الضرائب وقيمتها‪...‬‬

‫على سبيل املثال‪ ،‬أقر قانون املالية للعام ‪ 2021‬ضريبة جديدة‬


‫سميت «املساهمة االجتماعية للتضامن»‪ .‬وهنا مثال ميكن فهم‬
‫مدى تأثير مجلس النواب والبرملان عموما في قرارات الدولة‪.‬‬
‫فمشروع قانون املالية الذي قدمته احلكومة للمجلس كان ينص‬
‫على أن تطبق هذه الضريبة على األرباح والدخول التي تصل‬
‫إلى ‪ 10‬آالف درهما أجرا صافيا في الشهر بنسبة ‪ 1,5‬منها‪.‬‬
‫أي ‪ 1,5‬باملائة ضريبة في كل ‪ 10‬آالف دره��م‪ .‬لكن مجلس‬

‫‪28‬‬
‫ال �ن��واب رف��ع سقف تطبيق ه��ذه الضريبة إل��ى ‪ 20‬أل��ف دره��م‬
‫صافية في الشهر‪ .‬وعموما‪ ،‬يبقى الصحافي مطالبا بتتبع مثل‬
‫هذه التعديالت واملستجدات ونشرها للرأي العام أوال بأول‪.‬‬

‫الطريق إلى الجريدة الرسمية‬


‫اجل��ري��دة الرسمية هي نشرة تصير القوانني (بعد ص��دور الظهير‬
‫امللكي بتنفيذها) والقرارات نافذة بعد نشرها فيها‪.‬‬
‫وتتخذ الطريق التي تقطعها مشاريع القوانني املسار اآلتي‪:‬‬
‫تعد وزارة أو أكثر تصورا أو مسودة أولية لقانون ما === حتيله على‬
‫األمانة العامة للحكومة التي تدرسه وتتحقق من مطابقته للدستور‬

‫* من؟ ==األمانة العامة للحكومة‬


‫ماذا؟ == التصور في شكل قانوني رسمي‬
‫حتيل األمانة العامة النص على باقي الوزارات إلبداء الرأي ====‬
‫تستقبل آراء ومالحظات كل قطاع وتأخذ بها في تنقيح النص وإعداد‬
‫صيغة رسمية ملشروع القانون === توزع بعد ذلك مشروع القانون على‬
‫أعضاء مجلس احلكومة (يرأسه رئيس احلكومة) أو املجلس الوزاري‬
‫(يرأسه امللك) للتصويت ==‬

‫* من؟ == املجلس الوزاري أو مجلس احلكومة‬


‫ماذا؟ == املصادقة على النص‬
‫حسب طبيعة النص‪ ،‬يعرض إما على مجلس احلكومة أو على‬
‫مجلس ال��وزراء للمصادقة‪ ،‬وبعد ذل��ك يكون النص قد انتهى من‬
‫املرحلة احلكومية وميكن بالتالي أن ينتقل إلى البرملان ‪----‬‬

‫‪29‬‬
‫* من؟ ==البرملان (مكتب مجلس النواب)‬
‫ماذا؟ == إحالة النص على اللجنة املختصة‬
‫يودع رئيس احلكومة النص الذي صادقت عليه احلكومة مبكتب‬
‫مجلس النواب()=== يحيل مكتب املجلس النص على اللجنة الدائمة‬
‫املختصة‪ .‬إذا كان مثال نصا يخص التعليم يحال على جلنة التعليم‬
‫والثقافة واالتصال وإذا كان نصا يخص حقوق اإلنسان يحال على‬
‫جلنة العدل والتشريع وحقوق اإلنسان وعلى منواله===‬

‫* من؟ == اللجنة الدائمة املختصة‬


‫ماذا؟ == دراسة نص واملصادقة عليه‬
‫تقوم اللجنة بتحديد تاريخ ملناقشة املشروع الذي توصلت به ==‬
‫يحضر الوزير الذي يدخل القانون في اختصاص وزارته لتقدميه أمام‬
‫اللجنة== تناقش اللجنة النص مناقشة عامة حول أهدافه ومراميه‬
‫وآثاره على القطاع الذي ينظمه وباقي القطاعات عموما (‪ 8‬ساعات)‬
‫== متر ملنافشة تفصيلية للنص مادة مادة ويقوم الوزير بالتعقيب على‬
‫مالحظات النواب (‪ 48‬ساعة) == تقدم اللجنة تعديالتها على النص‬
‫== تتم مناقشة ه��ذه التعديالت بشكل مفصل تعديال تعديال ==‬
‫تصوت اللجنة على كل تعديل على حدة ثم على مواد النص سواء‬
‫التي طالها التعديل أم ال م��ادة م��ادة ثم تصوت على النص برمته‪.‬‬
‫(‪ 3‬أيام تتضمن تقدمي التعديالت ‪+‬التصويت)== حتيل اللجنة النص‬
‫املصادق عليه مع تقرير عن االجتماعات واآلراء والتعديالت حوله‬
‫إلى جميع النواب الـ‪395‬‬

‫ عدا إن يتعلق باجلماعات الترابية والتنمية اجلهوية والقضايا االجتماعية فيودع أوال مبجلس املستشارين ويحيله هذا املجلس على‬
‫النواب ليتخذ طريق التشريع نفسها‬
‫ّ‬

‫‪30‬‬
‫* من؟ == النواب (جميع النواب)‬
‫ماذا؟ == مناقشة النص واملصادقة عليه في جلسة عامة‬
‫يعقد مجلس النواب جلسة عامة== يتم االستماع ملمثل احلكومة‬
‫مرة أخرى واالستماع ملقرر اللجنة واالستماع للنواب والنائبات وتقدمي‬
‫التعديالت == مير النواب للتصويت بشكل علني على املشروع ويعبر‬
‫عن املصادقة بـ«نعم» وعدم املصادقة بـ«ال» واالمتناع بلفظ «ممتنع»==‬
‫بعد امل�ص��ادق��ة يحيل مجلس ال�ن��واب م�ش��روع ال�ق��ان��ون على مجلس‬
‫املستشارين‬

‫* من؟ == مجلس املستشارين‬


‫ماذا؟ == دراسة النص ومناقشته واملصادقة عليه‬
‫بعد توصله مبشروع القانون املصادق عليه‪ ،‬يبدأ مجلس املستشارين‬
‫في مسطرة مشابهة لتلك املفصلة أع�لاه‪ .‬يحيل النص على اللجنة‬
‫املختصة داخله والتي تناقشه وتصادق عليه ثم حتيله بدورها على‬
‫جلسة ع��ام��ة ملجلس امل�س�ت�ش��اري��ن للمصادقة عليه ث��م تعيد النص‬
‫املصادق عليه ملجلس النواب الذي يبت فيه بشكل نهائي‪.‬‬

‫* من؟ == احملكمة الدستورية‬


‫ماذا؟ == النظر في مطابقة القانون للدستور قبل إصداره‬
‫ال�ق��وان�ين أن ��واع‪ .‬وبعضها أق��وى م��ن ب�ع��ض‪ .‬وي�ل��زم ع��رض بعض‬
‫القوانني على احملكمة الدستورية‪ .‬ويتعلق األمر بشكل خاص ببعض‬
‫«األنظمة الداخلية» وهي قوانني تنظم سير مؤسسات دستورية و«قوانني‬
‫تنظيمية» تعتبر امتدادا للدستور نفسه وتفسيرا له‪ .‬احملكمة الدستورية‬

‫‪31‬‬
‫هي احملكمة التي تسهر على احترام القوانني كلها للدستور وعدم‬
‫تنافيها معه‪ .‬وهذه املرحلة إذن ال تتم تلقائيا في جميع القوانني‪.‬‬

‫* من؟ == امللك‬
‫ماذا؟ == إصدار األمر بتنفيذ القانون ونشره باجلريدة الرسمية‪.‬‬
‫ي �ص��در امل �ل��ك األم� ��ر ب�ت�ن�ف�ي��ذ ال �ق��ان��ون ل�ي�ت��م ن �ش��ره ف ��ي اجل��ري��دة‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫متر مقترحات القوانني أي القوانني التي يصدرها البرملان‬


‫بنفس املسطرة التشريعية مع فوارق أبرزها الفارق في اإلحالة‪.‬‬
‫ففي هذه احلالة البرملان هو من يحيل املقترح على احلكومة‪.‬‬
‫ثم يحضر ممثل عنها لنقاش املقترح أمام اللجان املختصة ومير‬
‫املقترح بنفس املراحل‪ .‬وفي حال كان مقترح القانون مصدره‬
‫مجلس ال�ن��واب فيحيله املجلس على املستشارين والعكس‬
‫صحيح‪.‬‬

‫مسطرة التشريع املفصلة هنا ت��روم التعريف مبسار املصادقة‬


‫بشكل عام‪ .‬وهذا ال يعني أن كل القوانني تولد بال مخاض‬
‫وال مشاكل‪ .‬ميكن إجهاض القوانني في كل مرحلة من مراحل‬
‫املسطرة التشريعية وأحيانا حتى بعد ه��ذه املرحلة إذا رأت‬
‫احملكمة الدستورية أنها تتضمن مقتضيات غير دستورية‪ .‬كما‬
‫ميكن أن تتراجع احلكومة أو ال�ب��رمل��ان ع��ن امل�ش��روع أو تؤجله‬

‫‪32‬‬
‫أو تعيده للدراسة في أي حلظة من حلظات التشريع‪ .‬وميكن‬
‫للملك أيضا طلب قراءة جديدة لكل مشروع أو مقترح قانون‪.‬‬
‫كما ميكن أحيانا إسقاط مشاريع قوانني مب�ن��اورات سياسية أو‬
‫اتفاقات أو جتميدها في أجهزة احلكومة‪ .‬فالهدف من اخلطاطة‬
‫هو االق�ت��راب من املسار العادي واألكثر شيوعا في املصادقة‬
‫على القوانني‪.‬‬

‫اللجان النيابية‪ :‬ورشات صناعة التشريع‬


‫يالحظ من خالل تتبع مسطرة التشريع أن القلب النابض لهذه‬
‫املسطرة هي اللجان الدائمة‪ ،‬والتي يتسم عملها ببعض اخلصائص‪:‬‬

‫أول من يبت في مشاريع القوانني أو املقترحات هي هذه‬


‫اللجان‪.‬‬

‫غالبا ما تنبئ مصادقة جلنة معينة على مشروع قانون ما‬


‫مبصادقة املجلس بأسره خالل اجللسة العامة عليه‪.‬‬

‫اللجنة هي يد املجلس املمتدة في جسد القانون وهي عينه‬


‫على سالمة أهدافه‪.‬‬

‫اللجان هي من يقوم بتمحيص أهداف القوانني وتفصيل‬


‫موادها وآثارها‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫تعد اللجان ورشات مفتوحة لصناعة القانون الشرط الذي‬
‫ال تذكر الدولة احلديثة إال معه «دولة احلق والقانون»‪.‬‬

‫يعطي القانون للجنة قبل التصويت على مشروع قانون ما‬


‫إمكانية تنظيم أيام دراسية واستقدام خبراء ورجال اإلعالم‬
‫وفتح نقاش حول القضية التي يؤطرها وينظمها‪.‬‬

‫مي�ث��ل ال�ص�ح��اف��ي املتخصص ف��ي ال �ش��أن ال�ب��رمل��ان��ي ع�ين املصلحة‬


‫العامة‪ .‬ويراقب ما يجري بهذه العني وبهدف إخبار الرأي العام عن‬
‫النقاشات التي تواكب صدور القوانني‪ ،‬مبوضوعية ومهنية‪.‬‬

‫الملتمسات والعرائض‪..‬‬
‫المواطن شريكا في التشريع‪:‬‬
‫< امل�ل�ت�م�س��ات ه��ي ن ��وع ث��ال��ث م��ن امل� �ب ��ادرات ال�ت�ش��ري�ع�ي��ة (غ�ي��ر‬
‫مقترحات القوانني ومشاريع القوانني) مصدرها املواطنون‪ .‬وهي من‬
‫مستجدات الدستور املغربي للعام ‪ 2011‬الذي نص في فصله ‪ 14‬على‬
‫أن «للمواطنات واملواطنني‪ ،‬ضمن شروط وكيفيات يحددها قانون‬
‫تنظيمي‪ ،‬احل��ق في تقدمي ملتمسات في مجال التشريع»‪ .‬وتدخل‬
‫امللتمسات ضمن مسعى ترسيخ الدميقراطية التشاركية()‪ .‬كما تعد‬
‫محاولة لتجسير الفجوة بني النواب واملواطنني ومحاولة للحيلولة دون‬
‫ تتضمن الدميقراطية التشاركية احلق في تقدمي عرائض إلى السلطات العمومية وطنيا ومحليا واملشاركة في احلوار والتشاور على‬
‫مستوى اجلماعات احمللية وإبداء الرأي في القوانني‬

‫‪34‬‬
‫حتول النيابة إلى نوع من التفويض املطلق للبرملانيني‪ .‬فالنائب يبقى‬
‫نائبا ومنطقيا يبقى من أنابه هو صاحب السلطة‪.‬‬
‫إضافة إلى عدد من املجاالت مثل املجالني العسكري واألمني‬
‫والعفو العام‪ ،‬يلزم لتقدمي ملتمس تشريعي توفر ‪ 25‬ألف توقيع وأال‬
‫يكون امللتمس ميس بالثوابت وهي أربعة‪:‬‬

‫الدين‬

‫الوحدة الوطنية‬

‫امللكية الدستورية‬

‫االختيار الدميقراطي‬

‫ويجب أن يهدف امللتمس إلى حتقيق مصلحة عامة أي ال يكون ذا‬


‫ضيق‪.‬‬
‫طابع محلي أو فئوي ّ‬

‫< العرائض هي شكل آخر من أشكال فتح باب مشاركة املواطنني‬


‫دميقراطيا في الشأن العام‪ .‬تختلف عن امللتمسات في أنها ال تخص‬
‫التشريع ومن ثم ميكن رفعها للحكومة أيضا‪ .‬وجتد سندها في الفصل‬
‫‪ 15‬من الدستور الذي ينص على أن «للمواطنات واملواطنني احلق في‬
‫تقدمي عرائض إلى السلطات العمومية‪ .‬يحدد قانون تنظيمي شروط‬
‫وكيفيات ممارسة هذا احلق»‪ .‬ويعرف القانون العريضة بأنها كل «طلب‬
‫مكتوب يتضمن مطالب أو مقترحات أو توصيات يوجهه مواطنون‬
‫(‪ )...‬إل��ى السلطات املعنية قصد اتخاذ ما ت��راه مناسبا بشأنه من‬

‫‪35‬‬
‫إجراءات(‪.»)...‬‬
‫()‬

‫ويتحدد العدد املطلوب بالنسبة للعرائض في ‪ 5‬آالف توقيع ترفق‬


‫أيضا بنسخ من بطائق التعريف اخلاصة باملوقعني‪ ،‬ومن حيث القيود‬
‫امل��وض��وع��ة على مواضيعها فتتطابق تقريبا م��ع تلك اخل��اص��ة بتقدمي‬
‫امللتمسات‪.‬‬

‫مراقبة الحكومة‪ ..‬سلطة تحد السلطة‪:‬‬


‫ال تنحصر وظيفة البرملان في تشريع القوانني‪ ،‬وإمنا متتد إلى مراقبة‬
‫أعمال السلطة احلكومية‪.‬‬
‫يراقب مجلس النواب كيف يدبر الوزراء القطاعات املسؤولني عنها‪،‬‬
‫ويراقب مدى جناعة السياسات العمومية التي يعدونها ويطبقونها في‬
‫التعليم والصحة واحلماية االجتماعية واألمن والتشغيل وغيرها من‬
‫مجاالت‪.‬‬
‫تتم هذه املراقبة أساسا عبر آليات قد تصل إلى إسقاط احلكومة‬
‫ون��ادرا ما يتم اللجوء إليها‪ ،‬وأخ��رى أكثر استعماال وهي تلك التي‬
‫تهتم مبساءلتها ومطالبتها بتقدمي معطيات وإضاءات وتبرير اختياراتها‬
‫بصفة مستمرة‪.‬‬
‫تسمى هذه املهام بالوظيفة الرقابية للبرملان‪.‬‬
‫صار للبرملان وظيفة جديدة تتعلق بتقييم السياسات العمومية لم‬
‫تكن قائمة قبل دستور ‪.2011‬‬

‫ املادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي اخلاص مبمارسة احلق في تقدمي العرائض‬

‫‪36‬‬
‫مراقبة الحكومة‪« :‬لعبة» األسئلة واألجوبة‬
‫تعتبر األسئلة مبختلف أشكالها() من األدوات الرقابية الهامة في‬
‫تتبع عمل احلكومة وتساهم في إبقاء العمل احلكومي حتت دائرة الضوء‪.‬‬
‫لكنها ال ميكن أن تؤدي إلى إسقاط احلكومة وهو ما يتم التعبير عنه‬
‫عند املختصني بإثارة مسؤولية احلكومة‪.‬‬
‫تقوم هذه الوظيفة على توجيه أكبر عدد من األسئلة مع امتياز‬
‫إلزام الوزراء باجلواب عليها‪.‬‬
‫ميكن تقسيم األسئلة التي يتسلح بها النواب بشكل عام إلى‪:‬‬

‫األسئلة الشفهية األسبوعية‪ :‬تخصص لها جلسة أسبوعية‬


‫كل يوم إثنني وتخص عددا محددا من القطاعات احلكومية‬
‫وجتري بحضور الوزراء املعنيني الذين يقدمون إجاباتهم‬
‫عنها‪ ،‬وميكن أن تلي هذا اجلواب مناقشة أوسع حسب‬
‫احلالة‪.‬‬

‫األسئلة الشفهية الشهرية‪ :‬وهي أسئلة يوجهها النواب إلى‬


‫رئيس احلكومة حول السياسة العامة وتخصص جلسة كل‬
‫شهر لإلجابة عنها‪.‬‬

‫األسئلة الكتابية‪ :‬تكون ذات طابع محلي وتوجه كتابة‬


‫ألعضاء احلكومة ويتم اجلواب عنها كتابة أيضا‬

‫م��ن اآلل�ي��ات الرقابية األخ��رى التي ميتلكها مجلس ال�ن��واب في‬


‫مواجهة السلطة التنفيذية والتي ال تؤدي إلى إسقاط احلكومة‪:‬‬

‫ هناك مزيد من التقسيمات التي تخضع لها من مثل هل هي آنية أم ال وهل يليها نقاش أم ال‪..‬‬

‫‪37‬‬
‫< جلسات االستماع النيابية للوزراء واملسؤولني العموميني‬
‫داخل اللجان الدائمة‬
‫< املهام االستطالعية املكلفة باستطالع األوضاع وتقدمي‬
‫تقارير للجان الدائمة‬
‫< جلان تقصي احلقائق املكلفة بتقصي بقضايا وملفات تستأثر‬
‫باهتمام الرأي العام‬

‫آليتان رقابيتان تؤديان إلى إسقاط الحكومة‬


‫ملتمس الرقابة‪ :‬التصويت على ملتمس الرقابة يؤدي مباشرة إلى‬
‫إس�ق��اط احلكومة‪ .‬وجت��ب االنتباه بخصوص ه��ذا ال�س�لاح «الفتاك»‬
‫بيد البرملان إلى مسألتني‪ :‬النصاب الالزم لتحريكه والنصاب الالزم‬
‫إلقراره‪.‬‬
‫حتريك ملتمس الرقابة‪ :‬خمس أعضاء‬
‫مجلس النواب‬

‫التصويت على ملتمس الرقابة‪:‬‬


‫األغلبية املطلقة ملجلس النواب‬

‫وق��د خفض دس�ت��ور ‪ 2011‬ن�ص��اب حت��ري��ك ه��ذه اآلل�ي��ة م�ق��ارن��ة مع‬


‫دستور ‪ 1996‬الذي كان ينص على توقيع ربع األعضاء الذين يتألف‬
‫منهم املجلس لتحريكه‪.‬‬
‫ملتمس منح الثقة‪ :‬بخالف ملتمس الرقابة‪ ،‬فاحلكومة‪ ،‬في هذه‬
‫احل��ال��ة‪ ،‬هي من تربط استمرارها في أداء مهامها بتصويت مجلس‬

‫‪38‬‬
‫النواب لصالح هذا االستمرار من خالل التصويت على تصريح أو‬
‫ن��ص سياسي‪ .‬ول��م يتم اللجوء م��ن قبل إل��ى ه��ذه اآلل�ي��ة ف��ي تاريخ‬
‫احلكومات املغربية‪.‬‬

‫الفصل ‪ 103‬من الدستور‪« :‬ميكن لرئيس احلكومة أن يربط‪،‬‬


‫ل��دى مجلس ال �ن��واب‪ ،‬م��واص�ل��ة احل�ك��وم��ة حتمل مسؤوليتها‬
‫بتصويت مينح الثقة بشأن تصريح يدلي به في موضوع السياسة‬
‫العامة‪ ،‬أو بشأن نص يطلب املوافقة عليه‪ .‬ال ميكن سحب الثقة‬
‫من احلكومة‪ ،‬أو رفض النص‪ ،‬إال باألغلبية املطلقة لألعضاء‬
‫الذين يتألف منهم مجلس النواب‪ .‬ال يقع التصويت إال بعد‬
‫مضي ثالثة أي��ام كاملة على تاريخ طرح مسألة الثقة‪ .‬يؤدي‬
‫سحب الثقة إلى استقالة احلكومة استقالة جماعية»‪.‬‬

‫صالحية جديدة‪ :‬تقييم السياسات‬


‫يدخل تولي البرملان مهمة تقييم السياسات العمومية في إطار‬
‫مأسسة هذه الوظيفة بعدما كانت تنجز بشكل عرضي من طرف خبراء‬
‫لفائدة أجهزة اإلدارة‪ .‬ويتعلق األمر «بتقييم سياسي للتدخالت وفقا‬
‫لنتائجها وآث��اره��ا واحلاجيات التي يفترض أن تلبيها‪ ،‬وتقدم قاعدة‬
‫معطيات تساعد في اتخاذ القرار (تعريف املفوضية األوروبية)‪.‬‬
‫وقد اعترف دستور ‪ 2011‬للبرملان بهذه املهمة بنصه في الفصل ‪70‬‬

‫على‪ )...(« :‬يصوت البرملان على القوانني‪ ،‬ويراقب عمل احلكومة‪،‬‬


‫ويقيم السياسات العمومية(‪.»)...‬‬

‫‪39‬‬
‫ويحدد مجلس النواب مهمته في تقييم السياسات العمومية وفقا‬
‫لنظامه الداخلي بكونها تتصل بـ‪:‬‬
‫إجناز أبحاث وحتاليل دقيقة بهدف التعرف على نتائج السياسات‬
‫والبرامج العمومية‪ ،‬وقياس آثارها على الفئات املعنية وعلى املجتمع‪،‬‬
‫كما يهدف إلى معرفة مستوى اإلجناز الذي مت حتقيقها قياسا باألهداف‬
‫املرسومة وحتديد العوامل التي مكنت من بلوغ تلك األهداف‪ .‬وذلك‬
‫بغاية إصدار توصيات وتقدمي اقتراحات بشأن التحسينات التي ميكن‬
‫إدخالها على السياسة العمومية موضوع التقييم‪.‬‬
‫وي �ق��وم امل �ج �ل��س ب�ت�خ�ص�ي��ص ج�ل�س��ة س �ن��وي��ة ل�ت�ق�ي�ي��م ال�س�ي��اس��ات‬
‫العمومية‪ .‬ومن أمثلة السياسات التي خضعت لتقييم مجلس النواب‬
‫برنامج الكهربة القروية الشمولي والبرنامج الوطني لتزويد العالم‬
‫القروي باملاء الصالح للشرب‪.‬‬
‫تهتم وظيفة تقييم السياسات والبرامج العمومية باألبعاد التالية‪:‬‬

‫تقييم احلاجيات ‪ Needs evaluation‬أي حتديدها وتقديرها‬

‫تقييم مسار التدخل احلكومي لتلبية احلاجيات ‪Process evaluation‬‬

‫‪Impact evaluation‬‬ ‫تقييم اآلثار والنتائج‬

‫‪Economic evaluation‬‬ ‫التقييم املالي لكلفة التدخل‬

‫‪40‬‬
‫قاموس العمل البرلماني‪:‬‬
‫يتط ّلب تناول الشأن البرملاني‪ ،‬من بني خصائص وشروط أخرى‪،‬‬
‫إملاما ببعض املفاهيم األساسية املرتبطة بالعمل البرملاني‪ ،‬هذه قائمة‬
‫بأبرزها()‪:‬‬

‫< برملان‪ :‬هو السلطة التشريعية املختصة بالتصويت على القوانني‬


‫ومراقبة نشاط وعمل احلكومة وتقييم السياسات العمومية وممارسة‬
‫الدبلوماسية البرملانية‪.‬‬
‫< تشريع‪ :‬يقصد به قيام السلطة املختصة في الدولة بوضع القواعد‬
‫القانونية في شكل مكتوب‪ ،‬من أجل تنظيم العالقات داخل املجتمع‬
‫طبقا للقواعد التي حتدد عملية التشريع‪.‬‬
‫< الرقابة على العمل احلكومي‪ :‬العملية التي يتم من خاللها تتبع‬
‫أنشطة وعمل احلكومة من قبل البرملان‪ .‬ويتم التمييز بني آليات الرقابة‬
‫التي تثير مسؤولية احلكومة وتلك التي ال تثيرها‪.‬‬
‫< تقييم‪ :‬يطلق على املرحلة التي يتم خاللها البحث عن نتائج‬
‫الفعالية‪ .‬يعتبر من بني امل��راح��ل األخ�ي��رة التي تلي التطبيق‪ ،‬وفي‬
‫عالقته مبحتوى السياسات العمومية‪ ،‬فهو ينصرف إل��ى مضمون‬
‫برنامج السياسة التي يركز على دراسة أثرها‪.‬‬
‫< تصويت‪ :‬إبداء للرأي وطريقة إجرائية للتعبير عن توجه الناخبني‬
‫أو املنتخبني داخل املؤسسات‪ .‬ويعتبر التقنية األساسية التي تسمح‬
‫باختيار احلكام‪ ،‬وهو حق فردي من احلقوق السياسية األساسية التي‬
‫تسمح بتبني اختيارات جماعية بطريقة سلمية‪.‬‬
‫< تعددية‪ :‬تعتبر التعددية ضمانة للدميقراطية وأساسا لبناء دولة‬
‫‪ -‬معجم مصطلحات العمل البرملاني‪ ،‬منشورات مجلس النواب‪ ،‬املركز البرملاني لألبحاث والدراسات‪ ،‬يونيو ‪2020‬‬

‫‪41‬‬
‫القانون‪ ،‬وهي تعني وجود أحزاب سياسية متعددة‪.‬‬
‫< تعديل‪ :‬اإلضافات أو اإللغاءات أو التعديالت لنص أو مجموعة‬
‫من النصوص‪ .‬وقد أشار النظام الداخلي ملجلس النواب في املادة‬
‫‪ 182‬لطريقة تقدمي التعديالت من قبل أعضاء اللجان خالل النظر في‬
‫النصوص املعروضة عليها‪ ،‬وطريقة مناقشتها والتصويت عليها‪.‬‬
‫< تنصيب حكومي‪ :‬تصويت مجلس ال�ن��واب لصالح البرنامج‬
‫احلكومي ال��ذي أعدته احلكومة‪ ،‬وال��ذي تعتزم تطبيقه خ�لال مدة‬
‫واليتها‪ ،‬والذي يتضمن مختلف اخلطوط الرئيسية للعمل الذي تنوي‬
‫احلكومة القيام به في مختلف مجاالت النشاط الوطني‪.‬‬
‫< منح الثقة‪ :‬العملية الدستورية التي يقوم بها رئيس احلكومة‬
‫أمام مجلس النواب بهدف احلصول على ثقة املجلس طبقا ألحكام‬
‫الفصل ‪ 103‬من الدستور‪.‬‬
‫< جدول أعمال املجلس‪ :‬البرنامج الذي يعتمده املجلس خالل‬
‫اجتماعاته‪ ،‬ومبوجبه تدار جلساته ومناقشاته‪.‬‬
‫< جلسة عامة‪ :‬يعقدها املجلس في كل أي��ام العمل أو خارجها‬
‫بصفة استثنائية كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ .‬ميكن ان تعقد بطريقة‬
‫س��ري��ة بطلب م��ن رئ�ي��س احل�ك��وم��ة أو ث�ل��ث أع �ض��اء امل�ج�ل��س شريطة‬
‫حضورهم جميعا في قاعة املجلس حني تقدمي طلبهم‪.‬‬
‫< دورة برملانية‪ :‬هي الدورات التي يعقدها املجلس خالل السنة‪،‬‬
‫وعددها دورت��ان‪ .‬وحسب الفصل ‪ 65‬من الدستور فإن امللك يرأس‬
‫افتتاح الدورة األولى في اجلمعة الثانية من شهر أكتوبر‪ ،‬بينما تفتتح‬
‫الدورة الثانية في اجلمعة الثانية من شهر أبريل‪ .‬وتختتم الدورة إذا‬
‫استمرت جلسات املجلس أربعة أشهر على األقل‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫< دورة استثنائية‪ :‬هي ال��دورة التي يجتمع فيها املجلس بصورة‬
‫استثنائية وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 66‬من الدستور‪ ،‬إما مبرسوم أو بطلب‬
‫م��ن ثلث أع�ض��اء مجلس ال �ن��واب‪ .‬وتعقد ه��ذه ال ��دورة على أس��اس‬
‫جدول أعمال محدد‪ ،‬وتختتم مبجرد مناقشة القضايا املدرجة فيه‪.‬‬
‫< قانون إط��ار‪ :‬عبارة عن قانون يتضمن مجموعة من األه��داف‬
‫واملبادئ املرجعية التي يتعني األخذ بها عند التقدم مبقترحات ومشاريع‬
‫قوانني أو نصوص تنظيمية من طرف احلكومة‪ ،‬وهي ال تختلف من‬
‫حيث قيمتها عن القوانني العادية‪.‬‬
‫< قانون تنظيمي‪ :‬يحيل عليها الدستور لتتميم أحكامه وتفسير‬
‫مضامينه‪ ،‬وهي تشكل امتدادا للدستور وتفصيال له‪ ،‬وعادة ما يرتبط‬
‫مجال تطبيقها بتنظيم املؤسسات الدستورية أو مواضيع تكتسي أهمية‬
‫خاصة‪ .‬وتتميز القوانني التنظيمية من حيث مسطرة إقرارها‪ ،‬حيث‬
‫ال يتم الشروع في التداول فيها إال بعد مرور ‪ 10‬أيام على ايداعها‪،‬‬
‫ويتطلب التصويت عليها حضور نصاب قانوني مختلف عن القوانني‬
‫العادية‪ ،‬وال ميكن الشروع في تطبيقها إال بعد عرضها على احملكمة‬
‫الدستورية‪.‬‬
‫< مجال القانون‪ :‬يقصد به كل ما يندرج في اختصاص السلطة‬
‫التشريعية طبقا للفصل ‪ 71‬من الدستور الذي يحدد الئحة مبوضوعات‬
‫مجال القانون‪ ،‬أو مبقتضى باقي الفصول الدستورية‪.‬‬
‫< مرسوم قانون‪ :‬من املراسيم التي تتخذها احلكومة طبقا للفصل‬
‫‪ 81‬من الدستور‪ ،‬خالل الفترة الفاصلة بني ال��دورات‪ ،‬وباتفاق مع‬
‫اللجان التي يعنيها األمر في كال املجلسني‪ ،‬وتعرض هذه املراسيم‬
‫مباشرة خالل الدورة العادية املوالية للبرملان قصد املصادقة عليها‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫< ن��دوة ال��رؤس��اء‪ :‬م��ن أج�ه��زة مجلس ال �ن��واب ال�ت��ي ن��ص عليها‬
‫الدستور‪ ،‬مت إحداثها مبوجب نظامه الداخلي‪ ،‬وتتألف من رئيس‬
‫مجلس النواب ونوابه ورؤساء الفرق ورؤساء اللجان الدائمة ورؤساء‬
‫املجموعات النيابية‪ .‬وتتولى ندوة الرؤساء تقدمي كل اقتراح يتعلق‬
‫بتنظيم املناقشة العامة للنصوص وإب��داء رأيها حول أشغال اللجان‬
‫والبرمجة الزمنية ألشغال املجلس‪...‬‬
‫< دبلوماسية برملانية‪ :‬تلك املمارسة الدبلوماسية البرملانية التي تتم‬
‫عن طريق عدد من اآلليات كالتعاون الثنائي مع البرملانات األخرى أو‬
‫التعاون متعدد األطراف في إطار املنظمات البرملانية الدولية أو القارية‬
‫أو اجلهوية‪...‬‬

‫‪44‬‬
‫الباب الثاني‪:‬‬
‫اإلعالم البرلماني‪ ..‬المبادئ والخصائص واألدوار‬

‫‪45‬‬
‫يعرف عالم االجتماع الفرنسي دومينيك والتون‪ ،‬اإلعالم البرملاني‬ ‫ّ‬
‫بأنه الفضاء الذي يتم فيه تبادل اآلراء املتعارضة من قبل ثالثة العبني‬
‫هم‪ :‬رجال السياسة واإلعالميني والرأي العام‪.‬‬
‫يحيل هذا التعريف إلى أهمية التفاعل في أداء اإلعالم البرملاني‬
‫لوظيفته‪ ،‬على أن يتم ذل��ك ف��ي الفضاء ال�ع��ام لتتحقق منه الغاية‬
‫املتمثلة في املساهمة في دعم املمارسة الدميقراطية‪.‬‬
‫ويحتاج البرملان‪ ،‬بكل ما سلف بيانه من وظائف وأدوار حيوية في‬
‫املجتمعات احلديثة‪ ،‬إلى مؤازرة إعالم ال يكتفي بتغطية ونقل أخباره‬
‫ونشاطاته‪ ،‬بل يقدم صورة شاملة ويجعل الرأي العام حاضرا ومواكبا‬
‫ألعماله‪ ،‬ليتمكن املواطن‪-‬الناخب في نهاية املطاف من تقييم أداء‬
‫املؤسسة البرملانية ومن ثم يكون اإلعالم البرملاني واحدا من عوامل‬
‫()‬
‫تثبيت أركان النظام الدميقراطي وضمان سالمة قراراته‬

‫ بسام عبد الرحمان املشاقبة‪ ،‬اإلعالم البرملاني والسياسي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،‬الطبعة األولى ‪2011‬‬

‫‪46‬‬
‫مبادئ اإلعالم البرلماني‪:‬‬
‫يجمل اخلبير السويسري في العمل البرملاني‪ ،‬كلود بومان‪ ،‬املبادئ‬
‫التي يقوم عليها العمل البرملاني في العناوين التالية‪:‬‬

‫إعالم نشط واستباقي؛‬

‫إعالم منتظم (ليس مناسباتيا)؛‬

‫صادق ولو تطلب االمر اإلبالغ عن أمور مزعجة؛‬

‫واضح ومفهوم وقابل لالستيعاب من طرف العموم؛‬

‫موجز وشامل يلخص ما هو أساسي؛‬

‫دقيق ومباشر درءا للتأويالت والغموض؛‬

‫متوازن وعادل في التغطية؛‬

‫يقوم بالصياغة بلغة املتلقي؛‬

‫‪47‬‬
‫وظائف اإلعالم البرلماني‪:‬‬

‫تعزيز الديمقراطية‪:‬‬

‫مي ّثل اإلع�لام البرملاني واح��دا من ش��روط وج��ود الدميقراطية‬


‫التمثيلية وحتقيق أهدافها املتمثلة في اجلمع اآلني بني التعددية‬
‫وال��وح��دة داخ ��ل امل�ج�ت�م�ع��ات‪ .‬ف��امل��ؤس�س��ة التشريعية ال تنتهي‬
‫عالقتها باملواطن‪-‬الناخب بعد الفراغ من عملية فرز األصوات‪،‬‬
‫مير أساسا‬
‫بل حتتاج إلى البقاء في تواصل دائم مع املجتمع‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫ويعبر عن‬
‫عبر إعالن برملاني فاعل يخبر عن املؤسسة البرملانية‪ّ ،‬‬
‫آراء وتطلعات ومطالب املجتمع‪« .‬للمجتمع احلق في طلب كشف‬
‫حساب من يعمل في احلقل العام أو اإلدارة العامة» تقول املادة ‪8‬‬

‫من اإلعالن الفرنسي حلقوق االنسان واملواطن (‪ ،)1989‬كما يعتبر‬


‫حضور اجلمهور ومشاركته في مناقشة الشؤون العامة‪ ،‬من شروط‬
‫وجود الدميقراطية‪.‬‬

‫ضمان حضور إعالمي فاعل‪:‬‬

‫تفرض الثورة اإلعالمية والتواصلية التي يعرفها العام‪ ،‬حضور‬


‫ومشاركة املؤسسات العمومي ف��ي النقاشات الكبرى‪ ،‬ضمانا‬
‫لتم ّلك املجتمعات للقرارات والسياسات العمومية‪ ،‬وعلى رأس‬
‫تلك املؤسسات يوجد البرملان‪ .‬فغياب مؤسسة من حجم مجلس‬

‫‪48‬‬
‫النواب عن النقاش العام‪ ،‬يعني تلقائيا إفساح املجال للغموض‬
‫واإلش��اع��ة وان�ت�ش��ار املعلومات اخلاطئة ف��ي ش��أن ح�ي��وي للعيش‬
‫املشترك يتمثل في التشريع والتمثيل وممارسة الرقابة على السلطة‬
‫التنفيذية وتقييم أدائها‪.‬‬

‫تمكين المواطن من مواكبة البرلمان‪:‬‬

‫ل ��م ت �ع��د ال��وظ��ائ��ف األس��اس �ي��ة ال �ت��ي ي �ق��وم ب �ه��ا ال �ب��رمل��ان في‬
‫الدميقراطيات احلديثة حكرا على املؤسسة التشريعية‪ ،‬بل أصبح‬
‫الرأي العام واملواطن فاعال أساسيا سواء في التشريع أو املراقبة‬
‫أو التقييم‪ ،‬م��ن خ�لال م��ا ب��ات ي�ح��وزه م��ن إمكانات للتأثير في‬
‫األجندة الرسمية وحتديد أولوياتها وتوجيه قراراتها‪ .‬بالتالي يعتبر‬
‫احلضور اإلعالمي للبرملان حماية للدور املركزي لهذه املؤسسة‬
‫في املمارسة الدميقراطية‪.‬‬

‫الدفاع عن صورة البرلمان‪:‬‬

‫جعلت الثورة التواصلية احلديثة املؤسسة البرملانية في قلب‬


‫ع��واص��ف االن�ت�ق��اد وال�ه�ج��وم والتقليل م��ن أحقيته ف��ي التمثيل‬
‫والتشريع نيابة عن املجتمعات‪ .‬من هنا لم يعد بإمكان الصحافة‬
‫االكتفاء ب��دور املتفرج‪ ،‬وال بإمكان البرملان االقتصار على دور‬
‫الضحية‪ ،‬بل ب��ات الطرفان يلتقيان موضوعيا في مهمة ضمان‬
‫انتقال النقاشات والوظائف البرملانية إل��ى النقاش العام بشكل‬
‫يعزز الثقة في املمارسة الدميقراطية‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫دعم الوظيفة التمثيلية والرقابية للمؤسسة‬

‫تعزيز مكانة املؤسسة ل��دى اجلمهور من خ�لال إب��راز مكامن‬


‫أهميتها‪ :‬أصبح العمل البرملاني يشكو ضعف اهتمام املواطنني‬
‫في جل التجارب الدولية‪ ،‬بالنظر إل��ى اإلمكانات التي باتت‬
‫متاحة للمواكن في االطالع على األخبار والتحليالت والتعبير‬
‫عن امل��واق��ف واآلراء‪ .‬من هنا أهمية تبليغ اجلمهور عن األدوار‬
‫احلقيقية التي تقوم بها املؤسسة التشريعية‪ ،‬ونقل اجلوانب التي‬
‫ال حتظى بالتغطية الكافية م��ن اجتماعات ال�ل�ج��ان وم ��داوالت‬
‫الفرق والهيئات اإلدارية والسياسية للبرملان‪ ،‬لتمكني املواطن من‬
‫تشكيل صورة موضوعية وواقعية حول املؤسسة البرملانية‪ .‬فالنظرة‬
‫السلبية جتاه العمل السياسي وممارسة الدميقراطية البرملانية تتغذى‬
‫في الغالب من عدم املعرفة باألعمال التي يقوم بها البرملان‪.‬‬

‫مراقبة البرلمان‪:‬‬

‫ال تقتصر وظيفة التغطية الصحافية للعمل البرملاني على‬


‫«خ��دم��ة» امل��ؤس�س��ة التشريعية وال��دف��اع عنها‪ ،‬ب��ل وإل ��ى جانب‬
‫ذل��ك‪ ،‬ينبغي للصحافي املختص في تغطية الشأن البرملاني أن‬
‫ميكن امل��واط��ن م��ن القيام ب ��دوره الكامل ف��ي مراقبة أداء وعمل‬
‫ال�ب��رمل��ان كمؤسسة وأع�ض��ائ��ه كحاملني الن �ت��داب برملاني ينبغي‬
‫له أن ينتهي بتقدمي احلصيلة واخلضوع لتقييم الناخب في نهاية‬
‫الوالية التشريعية‪ .‬وتتم هذه الوظيفة من خالل التغطية الشاملة‬
‫والدائمة للعمل البرملاني‪ ،‬بإيجابياته وسلبياته‪ ،‬واحل��رص على‬

‫‪50‬‬
‫نقل االنتظارات والتساؤالت التي يعبر عنها الرأي العام واملجتمع‬
‫امل��دن��ي جت��اه املؤسسة التشريعية إل��ى ه��ذه األخ �ي��رة‪ ،‬واملساهمة‬
‫في حتويل املطالب األكثر أهمية وإحلاحا إلى األجندة الرسمية‬
‫للبرملان‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلعالم البرلماني‪ ..‬تقنيات وقواعد‬
‫تتميز التغطية الصحافية ألعمال البرملان بخصوصيات مثل‬ ‫ّ‬
‫استعمال العبارات املوضوعية واخلالية من التحريض والذاتية‬
‫واملعاني القدحية‪ ،‬والتركيز على املواضيع املرتبطة باملصلحة‬
‫العامة وج��وه��ر النقاشات وع��دم االنسياق للجداالت الهامشية‬
‫مهما كانت مثيرة وقابلة لالنتشار‪...‬‬
‫وميكن إجمال اخلصائص املميزة للتغطية الصحافية للمؤسسات‬
‫التشريعية في جت��اوز تناقضات ب��ارزة بني طبيعة العمل الصحافي‬
‫وإك��راه��ات م��ؤس�س��ة دس�ت��وري��ة م�ث��ل مجلس ال �ن��واب‪ ،‬وم��ن تلك‬
‫التناقضات‪:‬‬

‫السرعة في مقابل البطء‪:‬‬

‫ف��إذا ك��ان الصحافي يسعى إل��ى حتقيق السبق واحلصول على‬


‫امل�ع�ل��وم��ات ب��أس��رع م��ا مي �ك��ن‪ ،‬ف��إن طبيعة ال�ع�م��ل ال�ب��رمل��ان��ي حتتم‬
‫الوقوف عند القواعد املسطرية احلتمية قبل اعتماد املخرجات‪.‬‬
‫وكلمة السر هنا هي اإلخبار السريع واملستمر دون إغفال اجلانب‬
‫املسطري‪ .‬أي أن الصحافي ليس مجبرا على انتظار نهاية املسار‬
‫التشريعي إلخبار املواطن مبا يجري داخل البرملان‪ ،‬بل ميكنه القيام‬
‫بوظيفته اإلعالمية شريطة اإلشارة الى املرحلة التي قطعها النص‬

‫‪52‬‬
‫في املسطرة التشريعية أو الرقابية‪...‬‬

‫التبسيط في مقابل التعقيد‪:‬‬

‫من شروط الكتابة والنشر الصحافيني تبسيط املعلومة بالشكل‬


‫ال��ذي يجعلها في متناول املتلقي املتوسط أو املفتقد للمعرفة أو‬
‫الثقافة الضروريني الستيعاب احملتوى‪ .‬في املقابل يتسم العمل‬
‫التشريعي والرقابي للبرملان بطابعه املعقد الرتهانه لقواعد الصياغة‬
‫القانونية واحمل��ددات املعرفية الدقيقة‪ .‬هنا برز دور الصحافي في‬
‫لعب جور الوساطة ونقل املعلومة البرملانية بالقدر املطلوب من‬
‫األم��ان��ة وال��دق��ة إل��ى مستوى م��ن التبسيط يحقق لها النفاذ إلى‬
‫اجلمهور العام‪.‬‬

‫التخصيص في مقابل التعميم‪:‬‬

‫ينتظر املتلقي في غالب األحيان من الصحافي ان ينقل إليه‬


‫معلومات وآراء تهم معيشه اليومي وحتمل انعكاسات معينة على‬
‫حياته الشخصية‪ ،‬إما سياسيا أو اقتصاديا او اجتماعيا او ثقافيا‪.‬‬
‫في املقابل‪ ،‬يتسم العمل البرملاني في جوانبه التشريعية والرقابية‬
‫والتقييمية‪ ،‬بالعمومية والتجريد‪ ،‬وهو ما مينح الصحافي املختص‬
‫ف��ي ال �ش��أن ال�ب��رمل��ان��ي وظ�ي�ف��ة ال�ب�ح��ث ع��ن االن�ع�ك��اس��ات امل�ب��اش��رة‬
‫على حياة واهتمامات الفئة التي يستهدفها من اجلمهور‪ ،‬حتقيقا‬
‫لالنخراط واملواكبة والوعي‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫القواعد العشرة للتغطية الصحافية للبرلمان‪:‬‬
‫وضع الصحافي السابق في هيئة اإلذاعة البريطانية (بي بي سي)‬
‫واخلبير اإلعالمي‪ ،Bob Eggington ،‬قواعد مرجعية كبرى في مجال‬
‫املواكبة الصحافية لعمل املؤسسات البرملانية‪ ،‬ميكن إجمالها في‬
‫القواعد العشر التالية‪:‬‬

‫احترم قوة‬
‫الكلمات؛‬

‫احرص على أن تعكس‬


‫أهمية البرملان؛‬

‫اطلع جيدا على‬


‫القوانني احمللية؛‬

‫حافظ على الدقة‬


‫في النقل؛‬

‫كن‬
‫واضحا؛‬

‫أبق ذاتيتك‬
‫بعيدة؛‬

‫‪54‬‬
‫انتبه إلى السياق‬
‫السياسي؛‬

‫أكتب بشكل‬
‫يلفت األنظار؛‬

‫جتنب عالمات‬
‫التعجب؛‬

‫حافظ على‬
‫رؤوس أقالمك؛‬

‫مميزات الصحافي المتخصص في الشأن البرلماني‪:‬‬

‫ملم بالقوانني وعلى رأسها الدستور والقانون التنظيمي اخلاص‬


‫مجلس النواب والنظام الداخلي لهذا األخير‪،‬‬

‫م�ط�ل��ع ع�ل��ى ت�ف��اص�ي��ل امل �س��اط��ر ال��داخ�ل�ي��ة ل�ل�ب��رمل��ان وهياكله‬


‫التنظيمية وخريطته السياسية الداخلية‪،‬‬

‫محب بطبيعته لتغطية الشأن البرملاني وميال إليه ومتوفر على‬


‫ّ‬
‫حد أدنى من الشغف في تولي مثل هذه املهام‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫سبق لهيئة التحرير أو املؤسسة التي يتبع لها هذا الصحافي‬
‫أن خبرت قدرته على التغطية اليقظة واحلفاظ على حضور‬
‫البديهة والنقل الدقيق أثناء العمل حتت الضغط‪،‬‬

‫على معرفة جيدة بطبيعة احلقل السياسي املغربي‪ ،‬تاريخيا‬


‫ومؤسساتيا وعلى معرفة جيدة باخلريطة احلزبية والسياسية‪،‬‬

‫راكم جتربة في تغطية وتتبع الشأن السياسي للمغرب‪ ،‬وله‬


‫قدرة على وضع االحداث والوقائع في سياقاتها وحتليلها‪،‬‬

‫له القدرة على التمييز بني املفاهيم واملصطلحات املستعملة‬


‫في القاموس البرملاني‪،‬‬

‫متمتع بسمعة مهنية جيدة م��ن حيث املهنية واملوضوعية‬


‫واحلياد‪،‬‬

‫ح��اص��ل على اع�ت�م��اد م��ن ط��رف إدارة مجلس ال �ن��واب وفقا‬


‫للمسطرة املعتمدة في اعتماد ممثلي وسائل اإلعالم‪،‬‬

‫مستعد لالشتغال (أحيانا) على م��دار الساعة‪ ،‬ومتابعة ما‬


‫يحدث من تطورات في أوقات غير متوقعة‪،‬‬

‫احلضور الشخصي داخل مؤسسة البرملان واالتصال املباشر‬


‫باملصادر واملكونات الداخلية ملجلس النواب‪ ،‬ضمانا للدقة‬
‫واملصداقية في النقل‪،‬‬

‫‪56‬‬
‫ما يحتاجه الصحافي المتخصص في تغطية‬
‫البرلماني من مهارات ومعارف ‪:‬‬

‫التوفّر على قوائم مرجعية شخصية لتدقيق املعطيات‬


‫ومتحيصها‪ ،‬من مصادر موثوقة وملفات من األرشيف‬
‫اخلاص ومرجعيات قانونية موثقة‪.‬‬

‫البقاء على اطالع دائم ومحينّ لألنظمة والقواعد‬


‫والهياكل الداخلية للبرملان ضمانا للدقة في التغطية‬
‫والوصول السريع الى املصادر املناسبة‪،‬‬

‫االستعانة باألدوات والوسائل القانونية املرتبطة‬


‫باحلصول على املعطيات وضبط قواعدها القانونية‬
‫جتنبا للوقوع في اخلطأ (إلى جانب قوانني الصحافة‬
‫والنشر هناك قوانني أخرى مثل قانون احلق في‬
‫احلصول على املعلومة والقانون املتعلق باألرشيف‬
‫وبعض القوانني املنظمة لعمل احلكومة والبرملان‬
‫وجلان تقصي احلقائق والنظام األساسي للوظيفة‬
‫العمومية‪)...‬‬

‫القدرة على ولوج سريع ودائم إلى مصادر املعلومة‬


‫البرملانية من خالل توفير املؤسسة التشريعية لهياكل‬
‫إدارية مختصة‪ ،‬فعالة‪ ،‬وشفافة لفائدة الصحافة‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫نقط اتصال مؤسساتية مع كل مكونات املجلس‬
‫السياسية‪ ،‬من فرق ومجموعات‪ ،‬بهدف احلصول‬
‫على مواقف وردود متنوعة ومتوازنة حول ما يحصل‬
‫عليه الصحافي من اخبار وآراء‪.‬‬

‫تكوين أساسي عميق وشامل في العلوم السياسية‬


‫والقانون البرملاني‪ ،‬مع تكوينات مستمرة دائمة‬
‫لتحيني معارف وخبرات اإلعالميني املختصني في‬
‫الشأن البرملاني‪.‬‬

‫فضاءات خاصة‪ ،‬هادئة ومجهزة‪ ،‬لفائدة الصحافيني‬


‫املعتمدين لتغطية العمل البرملاني‪ ،‬مع مراعاة‬
‫خصوصيات مختلف أنواع الصحافة من مسموعة‬
‫وبصرية ومكتوبة ورقمية‪...‬‬

‫‪58‬‬
‫األجناس وقواعد الكتابة والتغطية من داخل البرلمان‪:‬‬

‫التغطية اإلخبارية‪:‬‬

‫يعتبر اإلخبار الوظيفة األولى واألساسية للعمل الصحافي بصفة‬


‫عامة‪ ،‬وفي مجال التغطية اإلعالمية للعمل البرملاني بشكل خاص‪،‬‬
‫حيث ينبغي للصحافة املختصة إط�لاع امل��واط��ن بشكل دائ��م على‬
‫أحداث ومجريات العمل البرملاني‪.‬‬
‫ويتسم اخلبر البرملاني بكونه من املواد اإلخبارية املركبة‪ ،‬أي التي‬
‫حتتاج بالضرورة إلى تفسير وشرح ووضع في السياق‪ ،‬وتبديد أقصى‬
‫ما ميكن من مساحات الغموض التي ميكن أن حتيط به أو جتعل املتلقي‬
‫يلجأ إلى التخمني‪ .‬ويخضع اخلبر املتعلق باملؤسسة البرملانية للقواعد‬
‫العامة للتأكد من صحة األخبار في الصحافة‪ ،‬وهي إجماال‪:‬‬

‫النقل األمني والدقيق أثناء القيام بالتغطية الصحافية؛‬

‫أخذ مسافة مهنية من كل خبر منقول عن مصدر وإخضاعه‬


‫ملنطق الشك والنسبية؛‬

‫نقد املصادر مهما كانت درجة الثقة بها؛‬

‫االنتباه إلى عالقة املصدر باخلبر ومدى وجود مصلحة أو‬


‫انحياز في النقل؛‬

‫تقاطع املصادر (اعتماد أكثر من مصدر) قاعدة ذهبية؛‬

‫‪59‬‬
‫نقد الوثائق مهما كانت صحيحة ورسمية ألن اخلطأ وارد؛‬

‫عدم التسرع في النشر؛‬

‫تتميز التغطية اإلخبارية للعمل البرملاني ببعض اخلصائص املميزة‬


‫أهمها‪:‬‬

‫االكتفاء بنقل ما يجري ليس كافيا‪ ،‬بل ينتظر املتلقي‬


‫م��ن الصحافي املختص ف��ي تغطية العمل البرملاني‬
‫أكثر م��ن مجرد نقل م��ا يقع م��ن أح ��داث‪ ،‬ب��ل ينتظر‬
‫جهدا إضافيا جلعل اخلبر واضحا ودقيقا وهاما في نظر‬
‫املتلقي؛‬

‫ينبغي االنطالق في التغطية اخلبرية لعمل البرملان من‬


‫مجال اهتمام وانتظار املتلقي؛‬

‫الب��د م��ن حت��ري��ر اخل�ب��ر بلغة بسيطة ومفهومة وبلغة‬


‫املتلقي ال لغة املشرع أو السياسي؛‬

‫حتتاج الكتابة اخلبرية ح��ول ال�ب��رمل��ان إل��ى قالب من‬


‫احليوية وجتنب امللل للحفاظ على انتباه املتلقي؛‬

‫‪60‬‬
‫حتتاج الكتابة اخلبرية إلى قدر من الكتابة والتعبير‬
‫البصريني جلعل املعلومات أوضح؛‬

‫‪ -‬البد للصحافي أن يتوقف لبرهة بعد حتريره اخلبر‬


‫ليسأل نفسه بضع أسئلة‪ :‬هل متكنت من قول ما أريد‬
‫إيصاله؟ هل كنت دقيقا وبسيطا في التعبير؟‬

‫احلرص على بداية قوية وجذابة للخبر مع عدم إغراقه‬


‫في التفاصيل غير املهمة‬

‫التغطية االستقصائية‪:‬‬

‫تعرف الكتابة الصحافية االستقصائية باختصار بكونها تقارير‬ ‫ّ‬


‫جيدة‪ ،‬تتضمن إلى جانب العناصر اخلبرية األولية معطيات‬ ‫إخبارية ّ‬
‫إضافية جرى التأكد من صحتها وتسمح بوضع األخبار في سياقها‬
‫احلقيقي والشامل‪.‬‬
‫ويتط ّلب الوصول إلى تقارير استقصائية جيدة في التغطية البرملانية‬
‫الوعي بفلسفتها واإلملام بتقنياتها األساسية وأهدافها‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫فلسفتها‪:‬‬

‫الوعي بوظيفة «كلب احلراسة» ومهمة املراقبة املنوطة‬


‫باإلعالم في ممارسة الدميقراطية‪،‬‬

‫التركيز على مبدأ مساءلة ومحاسبة أصحاب القرار‬


‫من أفراد ومؤسسات‪،‬‬

‫(‪Journalism of‬‬‫اإلمي � ��ان ب� ��دور «ص �ح��اف��ة ال �غ �ض��ب»‬


‫‪ )outrage‬املنوط بصحافة التحقيق في مقابل الصحافة‬
‫الصفراء‪.‬‬

‫تقنياتها‪:‬‬

‫البحث املعمق والطويل يتجاوز العناصر اخلبرية‬


‫األولية‪،‬‬

‫تشكيل فرضية استقصائية حتدد وجهة البحث‬


‫والتقصي إلثبات أو نفي أمر ما‪،‬‬

‫ال�ق�ي��ام مب�ق��اب�لات م�ت�ع��ددة وم�ت�ن��وع��ة م��ع أط��راف‬


‫برملانية وسياسية وخبراء وذوي مصلحة‪...‬‬

‫القيام مبالحظات شخصية مباشرة تسمح بجمع‬


‫عناصر «قصة»‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫اللجوء إلى تقنيات التحقيق املعتادة من بحث عن‬
‫تقارير سرية وفك شفرات معطيات غامضة‪...‬‬

‫البحث عما يسعى آخ��رون إلى إخفائه ولم يتم‬


‫كشفه بعد‪،‬‬

‫أهدافها‪:‬‬

‫رفع الوعي بأهمية وأدوار البرملان‪،‬‬

‫كشف حقائق حول كيفية صرف املال العام‬


‫والتعامل معه‪،‬‬

‫املساهمة في جعل البرملان في قلب اللعبة‬


‫السياسية ومحور رهاناتها‪،‬‬

‫التحفيز على املشاركة في إحداث التغيير‬


‫وتعزيز األمل في إمكانية حدوث ذلك‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫مصادر األخبار في التغطية الصحافية للبرلمان‪:‬‬
‫تكتسي املعلومة اخلاصة باملؤسسة البرملانية أهمية خاصة‪ ،‬بالنظر‬
‫إلى ارتباطها باملسار التشريعي وما يترتب عنه من واجبات وحقوق‬
‫جديدة‪ .‬مصادر هذه املعلومات مختلفة لكن أهمها‪:‬‬

‫الجلسات العامة‪:‬‬

‫تعتبر موعدا أساسيا من مواعيد املجلس‪ ،‬س��واء منها اجللسات‬


‫األسبوعية لألسئلة الشفوية أو جلسات مساءلة رئيس احلكومة أو‬
‫اجللسات التشريعية‪ .‬وجتد اجللسات العامة تعريفها وإطارها القانوني‬
‫في املادتني ‪ 142‬و‪ 143‬من النظام الداخلي ملجلس النواب‪ .‬وتعتبر هذه‬
‫اجللسات مصدرا مهما لألخبار بالنظر إلى طابعها العلني‪ ،‬إال في‬
‫احلاالت االستثنائية املنصوص عليها في النظام الداخلي‪ .‬وتتمثل‬
‫األخبار التي توفرها اجللسات في عرض مشاريع ومقترحات القوانني‬
‫والتعديالت والتصويت عليها وت�ق��اري��ر اللجان وآخ��ر م��ا توصل به‬
‫املجلس من مراسالت‪...‬‬

‫محاضر الجلسات العامة‪:‬‬

‫تعتبر مرجعا توثيقيا مهما بالنسبة للصحافي املتابع للشأن البرملاني‪،‬‬


‫حيث ميكنه العودة إليها لتدقيق املعطيات واالستشهادات‪ ،‬والتأكد‬
‫من أعداد احلاضرين واملصوتني‪ ...‬ويوفّر األرشيف اإللكتروني حملاضر‬
‫‪64‬‬
‫اجللسات العامة‪ ،‬املتاح عبر املوقع الرسمي ملجلس النواب‪ ،‬النسخ‬
‫الكاملة مرتبة حسب تاريخ انعقادها‪ ،‬مع إمكانية البحث بواسطة‬
‫محرك بحث داخلي‪.‬‬

‫بيانات أمين المجلس في بداية الجلسات‪:‬‬

‫قبل وصول النصوص التشريعية اجلديدة‪ ،‬من مقترحات ومشاريع‬


‫قوانني‪ ،‬وترتيب اآلثار القانونية على بعض املستجدات‪ ،‬يقوم أمني‬
‫املجلس بتالوة آخر املستجدات في مستهل اجللسات العامة‪ ،‬وهو‬
‫م��ا ي��و ّف��ر ف��رص��ة بالنسبة للصحافي املتخصص ل�لاط�لاع على آخر‬
‫امل��راس�لات واملقترحات واملشاريع التي توصل بها املجلس‪ ،‬وتلك‬
‫الواردة عليه من احملكمة الدستورية‪ ...‬ما ّ‬
‫ميكن الصحافي من متابعة‬
‫مبكرة لهذه املستجدات‪.‬‬

‫اجتماعات اللجان‪:‬‬

‫تعتبر اجتماعات اللجان النيابية الورشة التي يتم فيها االشتغال‬


‫العميق واملسبق على املشاريع التي حتال على اجللسات العامة‪ ،‬وهي‬
‫بذلك تعتبر فرصة لالطالع على خلفيات وأبعاد ورهانات النصوص‬
‫املعروضة على مسطرة التشريع أو أعمال التقييم واملساءلة التي تهم‬
‫القطاعات واملسؤولني احلكوميني‪ .‬وينص الفصل ‪ 68‬من الدستور‬
‫على أن اجتماعات اللجان سرية‪ ،‬مع تخويل النظام الداخلي مهمة‬
‫حتديد ش��روط انعقادها بصفة علنية‪ ،‬وه��و ما تتضمنه امل��ادة ‪ 96‬من‬
‫النظام الداخلي‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫تقارير اجتماعات اللجان‪:‬‬

‫إذا كان من غير املمكن حضور الصحافي املتخصص في الشأن‬


‫البرملاني اجتماعات جميع اللجان‪ ،‬املنعقدة بصفة علنية‪ ،‬وتغطيتها‪،‬‬
‫فإنه وعلى غرار اجللسات العامة‪ ،‬تسهر البنية اإلدارية ملجلس النواب‬
‫على إع��داد محاضر شاملة مب��داوالت ه��ذه اللجان‪ ،‬وه��و م��ا يشكل‬
‫مرجعا توثيقيا مهما ف��ي ت�ن��اول أش�غ��ال املجلس‪ ،‬باعتبارها تتضمن‬
‫األشغال التحضيرية للنصوص‪ ،‬وتسجيال دقيقا للتصريحات واآلراء‬
‫املعبر عنها من طرف الفرقاء السياسيني‪.‬‬

‫الجريدة الرسمية للبرلمان‪:‬‬

‫يتوفر ال�ب��رمل��ان امل�غ��رب��ي على ج��ري��دة رسمية خ��اص��ة تتولى نشر‬


‫التفاصيل الكاملة ألشغال مجلسي البرملان‪ .‬من خالل هذه الوثيقة‬
‫التي تنشر بشكل دوري عبر املوقع الرسمي ملجلس النواب‪ ،‬ميكن‬
‫احلصول على النشرة اخلاصة مب��داوالت مجلس ال�ن��واب‪ ،‬املتضمنة‬
‫جلميع املعطيات اخلاصة بجدول أعمال الدورات وتفاصيل املناقشات‬
‫التي جرت في اجللسات ونصوص مشاريع القوانني واملقترحات التي‬
‫مت عرضها ونتيجة التصويت‪...‬‬

‫‪66‬‬
‫الموقع الرسمي‪:‬‬

‫ّ‬
‫يشكل املوقع الرسمي ملجلس النواب مصدرا مرجعيا في املواكبة‬
‫اإلع�لام�ي��ة ألش�غ��ال مجلس ال �ن��واب‪ ،‬حيث يسمح بتحيني مستمر‬
‫للمعلومات واملواعيد اخلاصة باجللسات العامة واجتماعات اللجان‬
‫وج ��دول أع �م��ال ك��ل منهما‪ ،‬ب��اإلض��اف��ة إل��ى أخ �ب��ار امل �ه��ام املندرجة‬
‫ضمن الدبلوماسية البرملانية وتتبع مستجدات النصوص املعروضة‬
‫على مسطرة التشريع والتقارير ال�ص��ادرة عن اللجان وك��ل ما يتعلق‬
‫باملهام الرقابية على أشغال احلكومة من أسئلة شفوية وكتابية ومهام‬
‫استطالعية‪...‬‬

‫البث المباشر (التلفزي والرقمي)‪:‬‬

‫تنص املرجعيات القانونية اخل��اص��ة ب��اإلع�لام السمعي البصري‬


‫العمومي ودفاتر التحمالت والنظام الداخلي‪ ،‬على مقتضيات توفر‬
‫تغطية إعالمية مباشرة للجلسات العامة ملجلس النواب‪ ،‬وهو ما يسمح‬
‫مبتابعة فورية لهذه األشغال عبر كل من اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬في حالة‬
‫تعذر حضور الصحافي إلى قاعة اجللسات‪ .‬كما وفّرت التكنولوجيا‬
‫الرقمية احل��دي�ث��ة ف��رص��ة تغطية أوس ��ع‪ ،‬خ��اص��ة ألش�غ��ال اجتماعات‬
‫اللجان‪ ،‬حيث ميكن متابعة نقلها املباشر عبر القناة الرسمية للمجلس‬
‫على موقع «يوتيوب» وباقي الشبكات االجتماعية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫النشرة اإلخبارية‪:‬‬

‫من أولى اخلدمات التي ميكن للصحافي املختص في تغطية أشغال‬


‫البرملان االستفادة منها‪ ،‬توجد النشرة اإلخبارية التي يسمح املوقع‬
‫الرسمي ملجلس النواب بالتسجيل فيها‪ ،‬من أجل التوصل برسائل‬
‫إلكترونية منتظمة تتضمن أهم مستجدات املجلس وأخباره وجدول‬
‫أعمال جلساته واجتماعات جلانه ومواعيد هذه اللقاءات‪...‬‬

‫الشبكات االجتماعية‪:‬‬

‫يتوفّر مجلس النواب على حسابات رسمية عبر أه��م الشبكات‬


‫االجتماعية وأكثرها تداوال‪ ،‬خاصة منها فيسبوك وتويتر‪ ،‬حيث يكفي‬
‫الصحافي املختص في تغطية أشغال البرملان القيام مبتابعتها ليحصل‬
‫على متابعة دائمة ملستجدات املجلس‪ ،‬وذلك عبر حوامل متنوعة‪،‬‬
‫منها الوثائق املكتوبة املتضمنة جل��دول االعمال ومشاريع النصوص‬
‫وبعض التقارير والتدخالت‪ ،‬باإلضافة إلى خدمات الفيديو‪ ،‬سواء‬
‫منها املباشرة أو املسجلة‪...‬‬

‫مصادر خارجية‪:‬‬

‫ال تقتصر املصادر اخلاصة بتغطية ش��ؤون املؤسسة البرملانية على‬


‫املنصات والوثائق الصادرة عنها‪ ،‬بل ينبغي تتبع كل ما يتع ّلق مبجلس‬
‫النواب في التقارير الدولية ومنشورات وبالغات األحزاب السياسية‬
‫وما يصدر عن احلكومة وموقع وزارتها املكلفة بالعالقات مع البرملان‬
‫وموقع األمانة العامة للحكومة‪...‬‬
‫‪68‬‬
‫موقع األمانة العامة للحكومة‪:‬‬

‫إل��ى جانب توفيره األرشيف الكامل للجريدة الرسمية باللغتني‬


‫ميكن من الوصول إلى النصوص‬ ‫العربية والفرنسية‪ ،‬ومحرك بحث ّ‬
‫التي قد يحتاجها الصحفي لتناول اخللفية التاريخية والقانونية ملشروع‬
‫أو مقترح قانون‪ ...‬يوفر موقع األمانة العامة للحكومة خدمات أخرى‬
‫من بينها إمكانية االط�لاع املسبق على بعض املشاريع‪ ،‬من خالل‬
‫خدمة النشر املسبق التي يوفرها املوقع‪.‬‬

‫موقع الوزارة المكلفة بالعالقات مع البرلمان‪:‬‬

‫في مقابل املوقعني اإللكترونيني املنفصلني لغرفتي البرملان‪ ،‬يوفر‬


‫املوقع اخلاص بالوزارة املكلفة بالعالقات مع البرملان‪ ،‬خدمات مفيدة‬
‫للصحافي ال��ذي ي��واك��ب العمل ال�ب��رمل��ان��ي‪ .‬فمن جهة ي��وف��ر املوقع‬
‫إمكانية ال��وص��ول إل��ى بعض النصوص القانونية امل�ص��ادق عليها أو‬
‫معرفة املرحلة التي بلغتها النصوص املعروضة على مسطرة املصادقة‪،‬‬
‫كما يوفر امل��وق��ع خ��دم��ات إخبارية مفيدة ح��ول اجتماعات اللجان‬
‫وجدول أعمال اجللسات‪...‬‬

‫‪69‬‬
‫أخالقيات التغطية الصحافية للبرلمان‪:‬‬
‫يخضع العمل الصحافي داخ��ل املؤسسة البرملانية‪ ،‬ملنظومة‬
‫املواثيق األخالقية التي تتعلق باملجال الصحافي عموما‪ ،‬لكنه‬
‫يستدعي بعض تلك القواعد بشكل أكبر‪ ،‬بالنظر إلى خصوصياته‬
‫املهنية‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل بين الخبر والرأي‪ :‬غالبا ما يتصدى السياسيون أعضاء‬


‫البرملان لتقدمي املشاريع واملقترحات والتقارير واخلالصات من منطلق‬
‫أيديولوجي أو باالحتكام ملواقعهم السياسية بني أغلبية حكومية‬
‫وبرملانية‪ .‬مهمة الصحافي هنا أن يعمل على استخراج عناصر اخلبر‬
‫التي ت��رد في تصريحات وتعليقات السياسيني لتقدميها كعناصر‬
‫خبرية‪ ،‬ومتييزها بشكل واضح عن اآلراء واملواقف مع احلرص على‬
‫النسبية والتوازن واحلياد في نقل اآلراء‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل بين القناعات الشخصية وبين تغطية البرلمان‪ :‬يحق‬


‫للصحافي‪ ،‬بوصفه مواطنا كبقية املواطنني‪ ،‬أن تتكون لديه أفكار‬
‫وق�ن��اع��ات وم��واق��ف شخصية‪ ،‬مب��ا فيها امل��واق��ف السياسية‪ .‬لكن‬
‫الصحافي املهني يفصل بني ما يحمله من قناعات شخصية وبني‬
‫تغطيته ألشغال البرملان‪ ،‬فينقل األخ�ب��ار واآلراء بتجرد وحياد‪،‬‬
‫خاصة عندما يكون بصدد اإلخبار‪ ،‬بينما يبقى تعبيره عن آرائه‬

‫‪70‬‬
‫عبر أجناس الرأي من عمود وافتتاحية وغيرهما‪ ،‬حقا مشروعا‪.‬‬

‫‪ -‬الحياد والتوزان في تغطية األخبار واآلراء‪ :‬تغطية األح��داث‬


‫والوقائع البرملانية تتطلب أكبر قدر من الدقة في الوصف والنقل‬
‫واالستشهاد‪ ،‬مع احلرص على التقليل من التصرف في التصريحات‬
‫واالستشهادات‪ ،‬ألن االمر يتع ّلق بتشكيل الرأي العام حول قضايا‬
‫كبرى ومصيرية‪ .‬ال مجال لالستناد إل��ى اإلش��اع��ات أو االكتفاء‬
‫مبصدر واحد على اعتبار أن جميع املصادر داخل املؤسسة البرملانية‬
‫هي بطبيعتها منحازة سياسيا‪.‬‬

‫‪ -‬احترام الحياة الخاصة‪ :‬مت�ت��د التغطية الصحافية ف��ي بعض‬


‫األحيان خ��ارج اجللسات واالجتماعات الرسمية‪ ،‬خاصة عندما‬
‫تتطلب ب�ع��ض امل �ش��اري��ع أو ال�ت�ق��اري��ر اس �ت �م��رار ال�ن�ق��اش��ات حولها‬
‫لساعات طويلة‪ ،‬ما يتطلب املزاوجة بني جلسات العمل وجلسات‬
‫االستراحة أو تناول وجبات الغذاء‪ ،‬وهنا على الصحافي املختص‬
‫أن ّمييز بني دائرتي احلياة العامة واحلياة اخلاصة‪.‬‬

‫‪ -‬الغاية ال تبرر الوسيلة‪ :‬في أخالقيات العمل الصحافي ال ميكن‬


‫للغاية‪ ،‬املتمثلة في متكني القارئ واملتلقي من حقه في املعلومة‬
‫تبرر الوسيلة حني تكون هذه األخيرة مخالفة للقانون‬
‫واإلخبار‪ ،‬أن ّ‬
‫أو غير أخالقية‪ .‬احلصول على املعطيات واآلراء واملواقف ينبغي‬
‫أن يتم وفقا للضوابط املهنية دون استدراج أو تلصص أو حتريف‪،‬‬

‫‪71‬‬
‫مع احترام كامل حلق الصحافي في حماية مصادره ودعم الكشف‬
‫عنها‪.‬‬

‫‪ -‬الحرص على االستقاللية‪ :‬في عالقة الصحافي املختص في‬


‫تغطية العمل البرملاني‪ ،‬ينبغي احل��رص على حماية استقالليته‬
‫جتاه جميع الفاعلني‪ ،‬سواء منهم الفاعلني السياسيني األعضاء في‬
‫املؤسسة أو املترددين عليها من مجموعات ضغط وفاعلني اقتصاديني‬
‫وأصحاب مصالح‪ ...‬على الصحافي وهو يحاول احلصول على‬
‫املعلومات واآلراء واملواقف أن يتجنب الوقوع حتت تأثير أي طرف‬
‫من خالل جتنب احلصول على أية منافع مادية أو معنوية منهم‪.‬‬

‫‪ -‬اليقظة تجاه األجندات والمصالح الخاصة‪ :‬يفترض في الصحافي‬


‫املختص في تغطية العمل البرملاني أن يكون واعيا بخلفيات وأبعاد‬
‫ورهانات األحداث والوقائع واملشاريع التي يصنفها مبناسبة ممارسته‬
‫ملهامه‪ ،‬وبالتالي عليه أن يكون يقظا جت��اه م��ا ميكن أن يوقعه فيه‬
‫تعاطيه التلقائي مع العمل البرملاني من خدمة غير واعية ألجندات‬
‫خاصة‪ .‬دور الصحافي ليس هو النقل اآللي لألحداث‪ ،‬بل ينبغي‬
‫ل��ه أن يضعها ف��ي سياقاتها وخلفياتها وي�س��اع��د املتلقي ف��ي فهم‬
‫رهاناتها‪.‬‬

‫‪ -‬احترام قرينة البراءة وأخ��ذ مسافة من االتهامات‪ :‬تتسم‬


‫النقاشات البرملانية في بعض األحيان بالتوتر والتقاطب احلاد بني‬

‫‪72‬‬
‫الفرقاء السياسيني‪ ،‬وه��و رم��ا ي��ؤدي إل��ى ص��دور بعض االتهامات‬
‫واإلس ��اءات ف��ي بعض األح �ي��ان‪ .‬وظيفة الصحافي املختص في‬
‫ال �ش��أن ال�ب��رمل��ان��ي ليست ان�ت�ه��از ال�ف��رص��ة لتحقيق اإلث ��ارة وج��ذب‬
‫اجلمهور وافتراض إخالء مسؤولية الناشر مادام االتهام صادرا عن‬
‫مسؤول سياسي داخل مؤسسة برملانية‪ ،‬بل ال��دور البناء لإلعالم‬
‫ال�ب��رمل��ان��ي ه��و ال�ت��دق�ي��ق وال �ت �ح��ري ووض ��ع االت �ه��ام��ات ف��ي سياقها‬
‫السياسي وأخذ مسافة معها مع محاولة التأكد من صحتها بشكل‬
‫مستقل عن األجندات السياسية‪.‬‬

‫‪ -‬تقليص البعد التجاري إلى أقصى الحدود‪ :‬يكتسي العمل‬


‫الصحافي في بعض النماذج االقتصادية للمقاوالت اإلعالمية‬
‫ط��اب�ع��ا جت��اري��ا م �ش��روع��ا‪ ،‬بالنظر إل��ى ح��اج��ة ه��ذه امل��ؤس �س��ات إل��ى‬
‫ال�ع��ائ��دات املالية ال�ض��روري��ة لتحقيق توازنها امل��ال��ي‪ .‬لكن تغطية‬
‫العمل البرملاني ينبغي لها أن حتتكم إل��ى مفهوم اخل��دم��ة العامة‬
‫التي يجب على اإلعالم تقدميها‪ ،‬باعتبارها ترتبط باحلياة السياسية‬
‫واملؤسساتية الضامنة للعيش املشترك والتعايش السلمي‪ .‬ال مانع‬
‫في البحث عن السبق والقيام بالتحري وكشف ما ميكن أن حتاول‬
‫بعض األطراف إخفاءه‪ ،‬واستثمار ذلك لتحقيق عائد جتاري‪ ،‬لكن‬
‫األولية تظل للمهنية والتوازن واحلياد‪ ،‬وال ميكن للتغطية البرملانية‬
‫أن تكون سلعة‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ -‬تغطية البرلمان مساهمة في ترسيخ الديمقراطية‪ :‬يعتبر‬
‫اإلع�ل�ام مطالبا بدعم وتعزيز الثقافة الدميقراطية واملؤسساتية‪،‬‬
‫وال �ق �ي��ام ب��وظ�ي�ف�ت��ه ال�ن�ق��دي��ة دون اب �ت��ذال أو س �ق��وط ف��ي تبخيس‬
‫املؤسسات او اعتبارها زائ��دة وغير ض��روري��ة‪ .‬فعندما يتعلق األمر‬
‫باملمارسة الدميقراطية ال ميكن ألي طرف ادعاء احلياد‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫فصل ختامي‪ :‬توصيات ونصائح‬

‫< على كل من املؤسسة البرملانية واجلسم املهني اإلعالمي ممثال‬


‫ف��ي مؤسساته التمثيلية‪ ،‬تعزيز العالقة بينهما وال��رف��ع م��ن مهنيتها‬
‫واحترافيتها‪ ،‬من خالل خلق فضاءات ومنتديات قارة للقاء وتبادل‬
‫ال��رأي واالط�لاع على العراقيل التي يواجهها كل منهما في عالقته‬
‫باآلخر‪ ،‬حتى تبقى هذه العالقة بعيدة عن أي توترات أو سوء فهم‬
‫أو انحراف عن الوظيفة األساسية للطرفني‪ ،‬كضلعني أساسيني في‬
‫مثلث املشاركة الشعبية إلى جانب املجتمع‪.‬‬
‫< تؤكد الدراسات والتقارير احلديثة املتعلقة بالعمل البرملاني‪،‬‬
‫م��رك��زي��ة اإلن�ت��رن��ت وال�ن�ش��ر اإلل�ك�ت��رون��ي ف��ي ال�ت��واص��ل ال�ب��رمل��ان��ي‪ ،‬ملا‬
‫يتيحه من سرعة في النفاذ وتفاعل مباشر بني املؤسسات التشريعية‬
‫واملجتمع وانخفاض كبير في التكلفة‪ ،‬حيث يسمح النقل املباشر‬
‫لالجتماعات مثال‪ ،‬بجعل الرأي العام في قلب العمل البرملاني بكلفة‬
‫شبه صفرية‪.‬‬
‫< يحتاج كل من الطرفني‪ ،‬أي مؤسسة مجلس النواب واجلسم‬
‫اإلعالمي املهني‪ ،‬إلى خلق عنصر التخصص ومساعدة كل منهما‬
‫اآلخر في التعرف عليه وعلى خصوصياته‪ .‬لهذا يستحسن في اجلانب‬
‫اإلعالمي التحفيز على بروز فئة من الصحافيني املتخصصني في الشأن‬
‫البرملاني‪ ،‬كما ينبغي ملؤسسة مجلس النواب‪ ،‬خاصة مع التجديد‬
‫الذي يطال بنيتها السياسية إثر كل انتخابات‪ ،‬متكني مجموعة خاصة‬

‫‪75‬‬
‫من بناء جسر التواصل احلرفي واملستمر مع الصحافة‪.‬‬
‫< ي�ش� ّ�ك��ل ال�ت�ك��وي��ن األس��اس��ي ل�لإع�لام�ي�ين ف��رص��ة س��ان�ح��ة ل�ب��روز‬
‫صحافة متخصصة في الشأن البرملاني‪ ،‬بحيث ميكن ملجلس النواب‬
‫أن يشتغل إلى جانب بعض مؤسسات التكوين املتخصص في املجال‬
‫اإلعالمي‪ ،‬عبر تقدمي اخلبرة والكفاءات الضرورية إلح��داث شعب‬
‫سيمكن املؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫أو وحدات تكوينية خاصة بالعمل البرملاني‪ ،‬مما‬
‫اإلعالمية من م��وارد بشرية مؤهلة وق��ادرة على التعاطي مع العمل‬
‫البرملاني‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫مصادر ووثائق مرجعية‪:‬‬

‫‪ -‬دستور اململكة املغربية‬


‫‪ -‬القانون التنظيمي املتعلق مبجلس النواب‬
‫‪ -‬قرارات احملكمة الدستورية‬
‫‪ -‬النظام الداخلي ملجلس النواب‬
‫‪ -‬مدونة الصحافة والنشر‬
‫‪ -‬ميثاق أخالقيات مهنة الصحافة‬
‫‪ -‬دليل مدونة السلوك واالخالقيات البرملانية‪ ،‬سلسلة دالئل النظام الداخلي‪ ،‬مجلس النواب‪،‬‬
‫الوالية التشريعية ‪ ،2021-2016‬دار أبي رقراق للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‬
‫‪ -‬معجم مصطلحات العمل البرملاني‪ ،‬منشورات مجلس ال�ن��واب‪ ،‬امل��رك��ز البرملاني لألبحاث‬
‫والدراسات‪ ،‬يونيو ‪2020‬‬
‫‪ -‬جلنة العرائض مبجلس النواب‪ ،‬دليل عملي حول مسار العرائض املودعة مبجلس النواب‪ ،‬مجلس‬
‫النواب اململكة املغربية‬
‫‪ -‬الدليل املرجعي لعمل املستشارة واملستشار في الشؤون البرملانية‪ ،‬ال��وزارة املنتدبة لدى رئيس‬
‫احلكومة املكلفة بالعالقات مع البرملان واملجتمع املدني‪ ،‬فبراير ‪2018‬‬
‫‪ -‬دليل البرملان املغربي‪ ،‬املرصد املغربي للعمل البرملاني‪ ،‬بدعم من املعهد الدميقراطي الوطني‬
‫للشؤون الدولية والسفارة البريطانية باملغرب‬
‫‪ -‬دليل الصحفي ف��ي التغطية اإلعالمية للحملة االنتخابية‪ ،‬الهيئة العليا املستقلة لالتصال‬
‫السمعي البصري‪ ،‬تونس‪2019 ،‬‬
‫‪ -‬بسام عبد الرحمن املشاقبة‪ ،‬اإلعالم البرملاني والسياسي‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫عمان ‪2010‬‬
‫‪ -‬غريغ باور‪ ،‬دليل البرملانيني حول األخالقيات وقواعد السلوك البرملانية‪ ،‬مجموعة العمل العاملية‬
‫املعنية باألخالقيات البرملانية‪ ،‬املنظمة العاملية للبرملانيني ضد الفساد‪ ،‬بدعم من مؤسسة وستمنستر‬
‫للدميقراطية‬
‫‪ -‬علي رم��ال‪ ،‬اإلع�لام البرملاني بني متطلبات الدميقراطية وال �ض��رورات املهنية‪ ،‬املعهد العربي‬
‫للتدريب البرملاني والدراسات التشريعية‪ ،‬الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.arabparliamentaryinstitute.org/upload/article/2784664712.pdf‬‬
‫‪- Guide du journaliste de la MAP, Agence marocaine de presse, février 2015‬‬
‫‪- Guide to working with parliaments, Unicef, November 2009‬‬
‫‪- Rapport sur l’éthique du journalisme, Rapporteur: M. NÚÑEZ, Espagne, socialiste,‬‬
‫‪Doc. 6854, Assemblée générale, donseil de l’europe ; 17 juin 1993/ lien: https://assembly.‬‬
‫‪coe.int/nw/xml/XRef/X2H-Xref-ViewHTML.asp?FileID=7207&lang=fr‬‬
‫‪- ETHIQUE PARLEMENTAIRE Etude comparée, NSTITUT NATIONAL‬‬
‫‪DEMOCRATIQUE POUR LES AFFAIRES INTERNATIONALES Série Recherches‬‬
‫_‪Parlementaires Dossier N° 4, lien: https://www.ndi.org/sites/default/files/026_ww‬‬
‫‪legethics_fre_0.pdf‬‬
‫‪- Geneviève Chacon, La production de l’actualité politique à l’ère numérique, une‬‬
‫‪étude de la pratique des journalistes de la Tribune de la presse sur les réseaux socio‬‬
‫‪numériques, thèse en communication publique, Québec, Canada, 2017‬‬
‫‪- Nicholas Bouchet and Nixon K. Kariithi, Parliament and the Media Building an‬‬
‫‪Informed Society, Commonwealth Parliamentary Association and World Bank Institute,‬‬

‫‪77‬‬
2003. 100 pages. Stock No. 37228
- FIJI PARLIAMENTARY REPORTERS’ HANDBOOK; Pacific Media Assistance
Scheme (PACMAS) with funding from the Australian Government through the Australian
Department of Foreign Affairs and Trade
- Guide pratique de la communication parlementaire, sénat français, SERVICE DES
RELATIONS INTERNATIONALES, Édition Janvier 2008
- Parliamentary Research Handbook, houses of parlieament, parliament 2017
‫ كيف تغطي أخبار البرملان | معهد اجلزيرة لإلعالم‬:‫نصائح‬
(aljazeera.net)
Parliamentary reporting tips for beginners - Media Helping Media
IPU: Guide on Parliament and Democracy. Chapter 3
IPU: Guide on Parliament and Democracy. Chapter 3
Parliament bars reporting by journalists with no degree (universityworldnews.com)
Instructions for journalists in the Parliament Building (parlament.ch)

78
‫الفهرس‬

‫‪3‬‬ ‫ملاذا هذا الدليل؟‬


‫‪7‬‬ ‫الباب األول‪ :‬مجلس النواب‪ ..‬اخلصائص واألدوار‬
‫‪8‬‬ ‫معنى فكرة التمثيل السياسي‬
‫‪9‬‬ ‫ملاذا حتتاج األمم إلى منتخبني ينوبون عنها؟‬
‫‪11‬‬ ‫البرملان املغربي في دستور ‪2011‬‬

‫‪11‬‬ ‫مجلس النواب‪« ..‬مجلس الشعب»‬


‫‪14‬‬ ‫االنتخابات‪ ..‬الطريق إلى مجلس النواب‬
‫‪15‬‬ ‫منط االقتراع‪ :‬التمثيل النسبي حسب قاعدة أكبر بقية‬
‫‪16‬‬ ‫القاسم االنتخابي‬
‫‪17‬‬ ‫متثيلية النساء‬
‫‪18‬‬ ‫إعالن النتائج‬
‫‪18‬‬ ‫احلياة النيابية‪ :‬تقسيم األدوار واملهام‬
‫‪21‬‬ ‫وظيفة التشريع‪ ..‬صانع القوانني‬
‫‪22‬‬ ‫مجلس لكل القوانني‬
‫‪24‬‬ ‫قانون املالية‪ ..‬احلدث السنوي للبرملان‬
‫‪29‬‬ ‫الطريق إلى اجلريدة الرسمية‬
‫‪33‬‬ ‫اللجان النيابية‪ :‬ورشات صناعة التشريع‬
‫‪34‬‬ ‫امللتمسات والعرائض‪ ..‬املواطن شريكا في التشريع‬

‫‪79‬‬
‫‪36‬‬ ‫مراقبة احلكومة‪ ..‬سلطة حتد السلطة‬
‫‪37‬‬ ‫مراقبة احلكومة‪« :‬لعبة» األسئلة واألجوبة‬
‫‪38‬‬ ‫آليتان رقابيتان تؤديان إلى إسقاط احلكومة‬
‫‪39‬‬ ‫صالحية جديدة‪ :‬تقييم السياسات‬
‫‪41‬‬ ‫قاموس العمل البرملاني‬
‫‪45‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬اإلعالم البرملاني‪ ..‬املبادئ واخلصائص واألدوار‬
‫‪47‬‬ ‫مبادئ اإلعالم البرملاني‬
‫‪48‬‬ ‫وظائف اإلعالم البرملاني‬
‫‪52‬‬ ‫اإلعالم البرملاني‪ ..‬تقنيات وقواعد‬
‫‪54‬‬ ‫القواعد العشرة للتغطية الصحافية للبرملان‬
‫‪55‬‬ ‫مميزات الصحافي املتخصص في الشأن البرملاني‬

‫ما يحتاجه الصحافي املتخصص في تغطية البرملاني من مهارات‬


‫‪57‬‬ ‫ومعارف‬
‫‪59‬‬ ‫األجناس وقواعد الكتابة والتغطية من داخل البرملان‬
‫‪64‬‬ ‫مصادر األخبار في التغطية الصحافية للبرملان‬
‫‪70‬‬ ‫أخالقيات التغطية الصحافية للبرملان‬
‫‪75‬‬ ‫فصل ختامي‪ :‬توصيات ونصائح‬
‫‪77‬‬ ‫مصادر ووثائق مرجعية‬

‫‪80‬‬

You might also like