Professional Documents
Culture Documents
ملخـص:
التنظيامت الرسمية التقليدية التي نشأت يف جو تسود فيه الروح غري الديمقراطية،
كثريا ما تسببت يف إحداث آالم نفسية لألفراد الذين يعملون فيها وأنه من املمكن تصميم
أبنية تنظيمية أفضل حتقق الذات عند املوظف .إن أفضل شكل للتنظيم هو الذي حياول
حتقيق أقىص درجة من اإلشباع حلاجات الفرد والتنظيم معا ،وذلك عن طريق مشاركة
املوظفني يف عملية اختاذ القرار دون املساس باجلانب الرشعي للتنظيم .إذ مل يعد هناك
يف عرصنا احلايل مربرا لتنظيم بعض التنظيامت ( باستثناء التنظيامت العسكرية وشبه
العسكرية ) تنظي ًام بريوقراطي ًا فيبرييا.
Résumé :
57
متهيـد:
تزايد اإلدراك بأن النامذج النظرية التي تسود املجتمعات احلديثة (خاصة العربية
منها) منذ النصف الثاين من القرن التاسع عرش ،مل تعد مناسبة للتطورات االقتصادية
والتكنولوجية واالجتامعية التي ظهرت باملجتمعات املتقدمة ،وانعكست عىل املجتمعات
العربية ابتداء من العقود األخرية من القرن العرشين.فلم يعد التنظيم البريوقراطي
التقليدي الذي يستلهم من النموذج املثايل الفيبريي -بخصائصه مثل وجود درجة عالية
من التخصص وتقسيم العمل ،وبناء هرمي جامد للسلطة والضبط ونسق غري شخيص
للعالقات مناسبا للتطورات يف الظروف الفنية والتكنولوجية أو التقلبات يف أحوال
السوق ،وما يصاحبها من تبديالت عىل مستوى بنية املجتمعات التي حدثت وحتدث مع
دخول العامل األلفية الثالثة.
ويرى مفكرو ما بعد احلداثة رضورة البعد عن نامذج التنظيم املرتبطة باحلداثة،
والتفكري يف نامذج تنظيمية أخرى ،ترتبط بمرحلة ما بعد احلداثة ،تتامشى مع ظهور
املجتمع الذي يطلق عليه االقتصادي» دانيل بل « DANIELO BELLاسم جمتمع
ما بعد الصناعة ،أو ما تعارف عىل تسميته جمتمع املعلومات واملعلوماتية.
إن أنامط التسيري والتنظيم تطورت داخل التنظيامت بتطور املجتمعات ،بحيث تم
التحول تدرجييا طبقا للمراحل التالية:
58
تطور أنامط التسيري داخل التنظيامت من التسيري االستبدادي إىل لديمقراطي
حتى يشعر الفرد باالنتامء الذي يدفع الفرد العمل بأقىص مقدرته لتحقيق األهداف
املسطرة من طرف صاحب العمل .مرحلة العالقات القانونية:
يف هذه املرحلة يقوم املرؤوسون بالتقدم بالشكاوي وااللتامسات التي تقبلها اإلدارة
وتعمل عىل حل مشكالت املرؤوسني وفقا لنظام مقرر ،وقد يتدرج املوقف بني اإلدارة
والعاملني ،بحيث يقوم كل من الطرفني بالتفاوض مع الطرف األخر ،وقد تقوم اإلدارة
بالتفاوض مبارشة مع املرؤوسني أو مع ممثلني هلم.
هذه املرحلة مهدت لظهور خمتلف التكتالت العاملية املطالبة بحقوق أكثر لفئة العامل،
جامعة وراءها قاعدة هامة من العامل ،ما اكسبها قوة تفاوضية والتي عرفت فيام بعد
بالنقابات .ومن املفكرين من يفضل تسمية هذه املرحلة ،بمرحلة املساواة َ
اجلمعية ،بل
أن هناك من املفكرين مثل «كلج» H.ACleggمن ينظر إىل املساومة َ
اجلمعية بني طريف
اإلنتاج أو اخلدمة (اإلدارة والعامل أو املوظفني ) عىل اعتبار أهنا أفضل الوسائل حلامية
املصالح واحلقوق ،وعىل أهنا أوىل متطلبات الديمقراطية يف أي نظام .نجد أن هناك
بعض القادة النقابيني يف كثري من الدول الذين يرون أن الديمقراطية ال يمكن حتقيقها إال
عن طريق املساومة َ
اجلمعية بني طريف التنظيم(. )2
59
فركزوا منها عىل ما يتفق مع االسرتاتيجية اإلدارية .وما لبثت هذه القواعد البريوقراطية
أن اكتسبت يف نظر املوظفني والعامل قدسية دعمها انطباع سعت اإلدارة العليا إىل تكوينه
لدهيم ،وهو احرتام اإلدارة العليا مرتبط باحرتام هذه القواعد البريوقراطية (هذه املرحلة
هي املرحلة التي توقفت عندها معظم الدول النامية وعىل رأسها الدول العربية ).
وقد نتج عن ذلك تطبيق حريف للقواعد وتقييد شديد حلرية الترصف ويف تنفيذها
وضخامة يف حجم اإلجراءات الرضورية ألداء األعامل وتعقيد واضح يف العمليات
املكتبية وطول خط االتصال ومركزية يف اختاذ القرارات وكثرة الوثائق واملستندات
وغياب للحوافز والتشجيع وقيود حادة عىل حرية الفرد الشخصية وتلقائيته ،نتج عنه
غياب شبه كيل لروح املبادرة واالقرتاح ،كل ذلك يف جو يسوده رصاع مستمر وإن
كان هذا الرصاع غري معلن وغري واضح للعيان إال أنه قد يتمثل ويتجسد يف ترصفات
وردود أفعال فردية ،يعرب من خالهلا أفراد التنظيم عن معارضتهم وعدم رضاهم ،مثال
ذلك التغيب عن العمل ،انخفاض معدل مرد ودية العامل ،العطل املرضية القرصية
االستقاالت ...بام أن افراد التنظيم ليس بإمكاهنم التعبري رصاحة عىل عدم رضاهم إزاء
القوانني التي تسريهم ،ألن هذه األخرية ال تسمح بذلك ،وقد تتخذ املعارضة شكال أكثر
اتساعا فتصبح مجاعية وتتحول إىل اعتصامات وإرضابات ومسريات ،وما األحداث التي
تشهدها معظم الدول العربية يف الفرتة األخرية (الربيع العريب) إال دليل واضح.
60
تطور أنامط التسيري داخل التنظيامت من التسيري االستبدادي إىل لديمقراطي
إن تبني هذا النمط من التسيري وتزامنه مع ضغوطات الطبقة العاملة والتحوالت التي
يعرفها العامل ،سوف يؤدي حتام مع مرور الوقت إىل االنتقال يف مرحلة معينة إىل نمط
أكثر ديمقراطية أال وهو نمط التسيري باملشاركة .وهو من احدث أنامط وأساليب التسيري
التي تتبناها معظم املؤسسات الغربية يف وقتنا احلارض ،ملا له من اثر اجيايب عىل مرودية
وأداء أفراد التنظيم ،الذي يرون فيه حتقيقا للذات وهو أقىص درجات الدوافع التي حترك
السلوك اإلنساين وتشكله.
61
. 6نظرة املفكرين نحو التنظيم
اختلفت نظرة املفكرين نحو التنظيم ،هناك من نظر إليها نظرة تشاؤمية ،ألهنا سيطرت
عىل اإلنسان وأفقدته حريته وسلبته القدرة عىل املبادأة حيث أصبح هذا األخري ال يعدو
أن يكون ترسا يف آلة ال تتوقف عن الدوران ،فهناك من نظر إليها نظرة إجيابية عىل أهنا
نتيجة تطور املجتمع ،وحتمل عنارص إجيابية كالتعاون ،وحتقيق األهداف.
يعرف تالكوت بارسونز التنظيم عىل أنه « وحدة اجتامعية تقام وفق نموذج بنائي
()6
معني لكي حيقق أهدافا حمددة».
فالتنظيم بمثابة نسق اجتامعي يتألف من أنساق فرعية خمتلفة كاجلامعات ،األقسام،
اإلدارات ،كام أنه يف نفس الوقت يعد نسقا فرعيا يدخل يف إطار نسق اجتامعي أكرب
وأشمل هو املجتمع.
ويعرفه ايتزيوين بأنه « وحدة اجتامعية يتم إنشاؤها من أجل حتقيق هدف معني»
()7
كام يرى هيومن أن التنظيم « عملية تشمل تقسيم وجتميع العمل الواجب تنفيذه يف
وظائف منفردة ثم العالقات املقررة بني األفراد الذين يشغلون هذه الوظائف كام يشمل
التنظيم عمليات حتليل النشاط والقرارات والعالقات من أجل تصنيف العمل وتقسيمه
إىل أنشطة يمكن إدارهتا ثم تقسيم هذه األنشطة إىل وظائف ثم جتميع هذه الوحدات
والوظائف يف هيكل تنظيمي وأخريا اختيار األشخاص الالزمني إلدارة هذه الوحدات
()8
والوظائف».
فالتنظيم يف واقع األمر يتضمن أبنية رسمية وأخرى غري رسمية تعرب عن أهداف
واحتياجات العاملني هبا داخل هذا التنظيم ،واستعاملنا هلذا املفهوم يتحدد وفقا
للمفاهيم سابقة الذكر ،مع خصوصية دراسته يف املجال الصناعي ،باعتبار الدراسة
امليدانية جترى يف التنظيم الصناعي.
« عىل الرغم من اتفاق وجهات نظر الباحثني املاركسيني والراديكاليني فيام يتعلق
بدراستهم لظاهرة التغيري عىل مستوى التنظيامت – باعتبارهم ينطلقون من نفس التوجه
وهو املدخل اهليجيل املاركيس -إال أن حتليالهتم هلذه الظاهرة عىل مستوى تنظيامت
العمل قد تبدو متباينة يف بعض األحيان ،وذلك راجع إىل رؤية كل طرف طبيعة وحجم
() 9
التغريات والتجديدات التي ينبغي إدخاهلا عىل عمليات اإلنتاج».
62
تطور أنامط التسيري داخل التنظيامت من التسيري االستبدادي إىل لديمقراطي
-1-6املدخل املاركيس:
« اعتمد التفسري املاركيس عىل جمموعة من القضايا الفكرية التي انطلق منها يف
حتليالته للتنظيامت البريوقراطية فالتنظيامت البريوقراطية يف نظره تشكل فئة اجتامعية
متميزة لكوهنا أداة من أدوات الدولة التي متارس من خالهلا الطبقات احلاكمة سيطرهتا
واستغالهلا للطبقات األخرى فالوظيفة األساسية هلذه التنظيامت هي فرض نظام
يدعم التقسيم الطبقي واالستغالل مع اإلشارة إىل أن هذه التنظيامت ال ترتبط ارتباطا
مبارشا بعمليات اإلنتاج لذلك فإن نموها يعد طفيليا ومهمتها األساسية هي احلفاظ
عىل األوضاع الراهنة التي تعرب عن استغالل الطبقات احلاكمة للطبقات املغلوبة عىل
()10
أمرها».
ومن هذا املنطلق فقد وضع ماركس حتليالته البريوقراطية يف إطار نظريته عن رصاع
الطبقات ليكشف عن جوهر ذلك التناقض و الرصاع الناشئ عن النظام الرأساميل
واملرتبط بالرصاع بني عالقات اإلنتاج والقوى املنتجة كام أن النظرية املاركسية تفرتض
بأن القوى املنتجة تتغري وتنمو باستمرار نظرا المتدادها عىل مستوى النشاط اإلنساين
الفعيل لتعرب عن مقاومة عالقات اإلنتاج الثانية مما يتنج عن ذلك ظهور تناقضات داخل
التنظيامت ومن ثم فإن عنده التناقضات يمكن أن تشمل املستويات التنظيمية وخاصة
بني أبنية السلطة كام هو احلال بني األقسام والوحدات اإلنتاجية داخل املصانع وهذه
التناقضات قد ال تؤدي دائام إىل حتوالت وتغريات راديكالية داخل التنظيامت بل يكفي
أن تظهر يف شكل أزمات سياسية يمكن رؤيتها أو كأزمة قانونية وقد حددها ماركس
()11
يف النقاط التالية:
-1إن التنظيامت كغريها من األبنية االجتامعية جيب دراستها يف إطار العمليات التارخيية
التي تساعدها عىل النمو وتؤدي أيضا إىل حدوث تناقضات خمتلفة بني التنظيم
والقوى االجتامعية.
-2إن حيوية البناء االجتامعي ال جيب قياسها أو حتديدها بمفاهيم الزمن أو الثبات
املؤقت وبنمو معيار الوحدة الذاتية كام هو احلال يف التنظيامت وإنام يتم حتديدها عن
طريق معدل األشكال االجتامعية التي بدأت تظهر يف مقابل أشكال أخرى بدأت يف
االختفاء.
-3إن دراسة التنظيامت باعتبارها تتكون من مشاركني مندجمني مع بعضهم البعض داخل
نشاط معني يعد جتريدا خيفي وراءه خصوصية وأشكال اجلامعات داخل التنظيامت
وخيفي أيضا خصوصية املصالح ما بني اجلامعات املختلفة التي تتخذ شكل خمرجات
للتنظيامت.
63
تتنوع التنظيامت تبعا لتنوع درجة التناقضات البنائية التي تتطور بداخلها كام أن
املشاركني قد أصبحوا يشعرون هبذه التناقضات إىل درجة أهنا انعكست عىل مستوى
اإليديولوجيات من جهة وعىل مستوى املراكز من جهة أخرى.
تعد التنظيامت مراكز لتطوير التناقضات كام أهنا يف الوقت ذاته جزء من اقتصاد
سيايس واجتامعي وتارخيي أكثر اتساعا كام أهنا تعد جزءا من تكوين سوسيوتارخيي منح
أسلوب اإلنتاج القدرة عىل السيطرة عىل اآلخرين.
-2-6املدخـل الراديكالـي:
حياول املدخل الراديكايل يف املجال التنظيمي تقديم إطار حتلييل لدراسة العالقات
التنظيمية يستند عىل الفكر اجلديل املستمد من الفكر اهليجيل املاركيس واهتم الباحثون
الراديكاليون ببحث العالقة اجلدلية بني األشكال املجتمعة وأبنية املصالح والسيطرة
وأنساق الضبط داخل تنظيامت العمل الكبري ،ومن ثم فهم يعارضون االفرتاض
التقليدي القائل بأنه يمكن جتريد التنظيم من عالقاته باجلامعات املسيطرة ومصادر القوة
()12
والبناء اإليديولوجي للمجتمع.
« وقد انتقد هربرت ماركيوز نظرية التنظيم يف املجتمعات الرأساملية وخاصة مفهوم
الرتشيد عند ماركس فيرب والتحول التكنولوجي للمجتمع الرأساميل وينطلق يف نقده
لفكرة الرتشيد املبنية عىل االختيار املناسب للتكنولوجيا التي حتقق املزيد من السيطرة
واهليمنة عىل مستوى تنظيامت العمل وعىل الرغم من أن الواقع االجتامعي للبلدان
الرأساملية قد شهد تغريا كبريا إال أن ذلك مل يؤدي إىل تغري عالقات السيطرة التي تربط
اإلنسان باإلنسان والتي يفرضها النسق التكنولوجي وقد اقرتح هذا الباحث أشكاال
حمدودة من النشاطات التي من شأهنا أن حتفز اإلنسان وتدفعه إىل إحداث التغيري عىل
مستوى تنظيامت العمل مثل :زيادة املشاركة الديمقراطية للجامهري العاملية يف إدارة
التنظيامت عىل اعتبار أن ذلك يشكل خطوة متهيدية للتغري االجتامعي التدرجيي.
باإلضافة إىل رضورة العمل عىل استبدال وسائل الضبط احلالية يف العمليات اإلنتاجية
13
بوسائل ضبط تكون أقل قهرا».
3-6املدخل اإلمربيقي:
-1-3-6حركة اإلدارة العلمية:
« يرجع الفضل يف ظهور هذه احلركة إىل جهود فريدريك تايلور الذي حدد مبادئ
ووضع فلسفتها رفقة بعض من زمالئه مثل فرانك جلربت نتيجة لقيامه بإجراء العديد
64
تطور أنامط التسيري داخل التنظيامت من التسيري االستبدادي إىل لديمقراطي
من الدراسات والبحوث يف عدة مصانع أمريكية مثل رشكة بتلهم للحديد ورشكة
14
ميدفال للصلب
« وكان الدافع احلقيقي الذي شجع هذا الباحث عىل القيام بدراساته هو تلك
الظروف الصعبة التي كان يعاين منها املجتمع األمريكي يف ضعف اإلنتاج الصناعي
رغم استخدام آالت ومعدات ضخمة حديثة ومع ذلك ظل رأس املال الصناعي يعاين
من اخلسائر بسبب أساليب العمل املطبقة يف املرشوعات الصناعية والتي وصفت بأهنا
أساليب موروثة وغري خمططة ترتك للعامل كامل احلرية مما نتج عنه تباطؤ عمليات اإلنتاج
)15
وكذلك إتالف آالت اإلنتاج».
« حيث جاءت هذه البحوث والدراسات ملواجهة هذه املشكالت وذلك عىل طريق
إدخال بعض املتغريات عىل طرق وأساليب العمل واإلنتاج التي من شأهنا العمل عىل
زيادة اإلنتاج مع خفض التكاليف.
وقد انتقل تايلور بعد ذلك إىل إجراء جتاربه حول ظروف العمل بإدخال بعض
التغريات عليها للتأكد من تأثرياهتا عىل عمليات اإلنتاج منها حتسني ظروف العمل من
خالل ختفيف الضغوط املرتتبة عىل عمليات اإلنتاج التي تعتمد عىل الرتكيز الشديد
واملراقبة املستمرة معتمدا كخطوة أوىل عىل ختفيف ساعات العمل إىل ثامين ساعات
ونصف مع اإلبقاء عىل نفس األجر كام قام ببعض التحسينات فيام يتعلق برشوط العمل
مثل إعطاء فرتات للراحة وكذلك تطبيق نظام احلوافز وفقا إلنجاز العمل يف الوقت
()16
املحدد».
-2-3-6حركة العالقات اإلنسانية:
« فقد ظهرت هذه احلركة نتيجة اجلهود التي بذهلا إلتون مايو وزمالؤه من جامعة
هارفرد وعرفت بإسم جتارب اهللوثورن التي أجريت يف رشكة وسرتن إلكرتيك ففي
عام 1927قامت الرشكة بدعوة إلتون مايو لدراسة املتغريات التي تؤثر يف إنتاجية العامل
بحيث اجتهت تلك التجارب يف البداية نحو دراسة اآلثار املرتتبة عىل تغري الظروف
الفيزيقية للعمل»( « )17وتوصل يف هناية املطاف إىل اكتشاف أن تغري أنشطة األفراد
18
واجتاهاهتم يتطلب أوال تغيريا يف طبيعة العالقات السائدة».
65
خالصة:
بعد هذا العرض النظري ،جيب التأكيد عىل أن للتصور النظري كفاءة يف وصف
وتشخيص مشكالت التنظيم بأشكاله ملا يشمل عليه من عرض ورشح وتشخيص
ملختلف املشكالت واملعوقات التي تعرتض طريق أي تنظيم واقرتاحه حلول وخمارج
عامة لتلك املشكالت .وقد بينت خمتلف التصورات النظرية يف ميدان التسيري اإلداري
خاصة تلك التي تناولتها من املنظور االجتامعي النفيس أن اإلدارة نشاط إنساين مستمر
ومتصل يستهدف حتقيق غايات مرغوبة من خالل العمل عىل االستغالل االمثل للموارد
املتاحة وتنمية موارد جديدة باستمرار ،كام يرتبط العمل اإلداري ويتأثر بنمط التنظيم
السائد فيه .هذا األخري عليه خلق املناخ املالئم لتحفيز األفراد عىل العمل من أجل إنجاز
األهداف التنظيمية يف الوقت الذي حيققون فيه أهدافهم اخلاصة و يشبعون حاجاهتم
الشخصية ،وال يقترص هذا املناخ عىل الظروف املادية فحسب ،بل إنه يشتمل أيضا عىل
الفلسفة أو اإليديولوجية اإلدارية والسياسات والقواعد املنظمة ألداء العمل ،يضاف
إىل ذلك أن إدارة التنظيم عليها أن حتقق درجة عالية من التالؤم بني متطلبات املجتمع
( باعتبار أن املوظف أو العامل هو جزء منه ) بالتكيف مع القيم واملعايري املتغرية داخل
املجتمع ،باعتبار أن هناك صلة وثيقة بني العمل اإلداري واملجتمع ككل .
66
تطور أنامط التسيري داخل التنظيامت من التسيري االستبدادي إىل لديمقراطي
67