You are on page 1of 1

‫زينة المؤمن‬

‫أوالً‪ :‬الحياء من هللا‪:‬‬ ‫ب إِلَ ْي ِه ِم ْن َح ْب ِل‬ ‫سهُ َونَ ْح ُن أ َ ْق َر ُ‬ ‫س ِب ِه نَ ْف ُ‬ ‫سانَ َونَ ْعلَ ُم َما ت ُ َو ْس ِو ُ‬ ‫اإل ْن َ‬ ‫{ولَقَ ْد َخلَ ْقنَا ِ‬ ‫وقال‪َ :‬‬
‫وقد قال النبي صلى هللا عليه وسلم ألصحابه‪« :‬استحيوا من هللا حق الحياء»‪.‬‬ ‫َّللا يَ َرى}[العلق‪.]14:‬‬ ‫ْال َو ِريدِ} [ق‪ ]16:‬وقال هللا عز وجل‪{ :‬ألَ ْم يَ ْعلَ ْم ِبأ َّن َّ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فقالوا‪ :‬يا رسول هللا! إنا نستحي‪ .‬قال‪« :‬ليس ذاَم‪ ،‬ولَن من استحيا من هللا حق‬ ‫ال‪َ « :‬ما ََا َن‬ ‫سلَّم قَ َ‬ ‫علَي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ َ‬ ‫عنهُ‪َ :‬‬ ‫َّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫بن َمالِكٍ َر ِ‬ ‫ع ْن أَن َِس ِ‬ ‫َ‬
‫الحياء فليحفظ الرأس وما وعى‪ ،‬والبطن وما حوى‪ ،‬وليذَر الموت والبلى‪،‬‬ ‫شانَهُ» ‪.‬‬ ‫ُ ِ َيءٍ ِ َ‬ ‫َّل‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ْش‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ف‬ ‫ال‬ ‫َ انَ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َّل‬ ‫و‬ ‫ُ‪،‬‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫زَ‬ ‫َّل‬ ‫َّ‬ ‫إ‬
‫ال َ َ ُ ِ َيءٍ ِ‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ح‬
‫ومن أراد اآلخرة ترك زينة الدنيا‪ ،‬فمن فعل ذلك فقد استحيا من هللا حق الحياء»‬ ‫ضا‪:‬‬ ‫قال وهب بن منبه‪ :‬اإليمان عريان‪ ،‬ولباسه التقوى‪ ،‬وزينته الحياء‪ .‬وقيل أي ً‬
‫(صحيح الترمذي)‪.‬‬ ‫من َساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الحياء من المالئكة‪:‬‬ ‫سلَّم َرأَى‬ ‫علَي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬
‫َّللا َ‬ ‫سو َل اللَّـ ِه َ‬ ‫عنهُ‪ :‬أ َ َّن َر ُ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫بن أ ُ َميَّةَ َر ِ‬ ‫عن يَعلَـى ِ‬ ‫َو َ‬
‫قال بعض الصحابة‪ :‬إن معَم َمن َّل يفارقَم‪ ،‬فاستحيوا منهم‪ ،‬وأَرموهم‪ .‬وقد‬ ‫ـر‪ ،‬فَ َح ِـم َد اللَّـهَ‪َ ،‬وأَثنَى َعلَـيـ ِه؛ ث َّمُ‬ ‫الـمنبَ َ‬ ‫ص ِع َد ِ‬ ‫َ‬
‫ـر ِاز بًِل إِزَ ٍار‪ ،‬ف َ‬ ‫َ‬ ‫َر ُجًل يَغت ِسل بِالبَ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫{وإِ َّن َعلَ ْي َُ ْم لَ َحافِ ِظينَ * َِ َراما ً ََاتِبِينَ *‬
‫نبه سبحانه على هذا المعنى بقوله‪َ :‬‬ ‫ُـحبُّ الـ َحيَا َء‬ ‫ـيـر‪ ،‬ي ِ‬ ‫ي ِس ِت ٌ‬ ‫عز َو َجل َح ِي ٌّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫سلم‪« :‬إِن اللـهَ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫علَي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬ ‫قَا َل َ‬
‫يَ ْعلَ ُمونَ َما ت َ ْفعَلُونَ }[اَّلنفطار‪.]12 -10:‬‬ ‫س َل أ َ َح ُد َُم فَلـيَستَتِـر»‬ ‫تـر‪ ،‬فَإِذَا اغت َ َ‬ ‫س َ‬ ‫َوال َّ‬
‫قال ابن القيم رحمه هللا‪[:‬أي استحيوا من هؤَّلء الحافظين الَرام‪ ،‬وأَرموهم‪،‬‬ ‫سلَّم‪:‬‬ ‫علَي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬‫صلَّى َّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫عنهُ قَا َل‪ :‬قَا َل [ ِلي] النَّ ِب ُّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫يس َر ِ‬ ‫عب ِد القَ ِ‬ ‫َج َ‬ ‫عن أَش ِ‬ ‫َ‬
‫وأجلُّوهم أن يروا منَم ما تستحيون أن يراَم عليه َم ْن هو مثلَم‪ ،‬والمًلئَة‬ ‫الحل ُم َوال َحيَا ُء»‬ ‫َّللاِ؟ قَا َل‪ِ « :‬‬ ‫سو َل َّ‬ ‫َّللا» قُلتُ ‪َ :‬و َما ُه َما يَا َر ُ‬ ‫ين ي ُِحبُّ ُه َما َُّ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫خ‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫يك‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫«‬
‫تتأذى مما يتأذى منه بنوآدم‪ ،‬فإذا َان ابن آدم يتأذى ممن يفجر ويعصي بين‬ ‫سلَّم‪« :‬الـ َحيَا ُء‬ ‫صلَّى َّ‬
‫علَي ِه َو َ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ي َ‬ ‫عن ُه َما قَا َل‪ :‬قَا َل النَّ ِب ُّ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ض َ‬ ‫ع َم َر َر ِ‬ ‫ع ِن اب ِْن ُ‬ ‫َ‬
‫يديه‪ ،‬وإن َان قد يعمل مثل عمله‪ ،‬فما الظن بإيذاء المًلئَة الَرام الَاتبين؟!"‬ ‫ان ق ِرنَا َج ِميعًا‪ ،‬فَإِذا ُرفِ َع أ َح ُد ُه َما ُرفِ َع اآلخ َُر» ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫اإلي َم ُ‬ ‫َو ِ‬
‫وَان أحدهم إذا خًل يقول‪ :‬أهًلً بمًلئَة ربي‪َّ ..‬ل أعدمَم اليوم ً‬
‫خيرا‪ ،‬خذوا‬
‫على برَة هللا‪ ..‬ثم يذَر هللا‪.‬‬ ‫ان‬‫اإلي َم ُ‬ ‫سلَّم قَا َل‪ِ « :‬‬ ‫علَي ِه َو َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬ ‫ع ِن النَّ ِبي ِ َ‬ ‫عنهُ‪َ :‬‬ ‫َّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي ُه َري َْرة َ َر ِ‬ ‫َو َ‬
‫ان» ‪.‬‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫ش ْعبَةٌ ِمنَ ِ‬ ‫ش ْعبَةً‪َ ،‬والـ َحيَا ُء ُ‬ ‫ض ٌع َو ِستُّونَ ُ‬ ‫ِب ْ‬
‫ثالثًا‪ :‬الحياء من الناس‪:‬‬
‫سلَّم‪:‬‬ ‫علَي ِه َو َ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫عنهُ قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫َّللاُ َ‬ ‫ي َّ‬ ‫ض َ‬ ‫صي ٍْن َر ِ‬ ‫ع ْن ِع ْم َرانَ ب ِْن ُح َ‬ ‫َ‬
‫عن حذيفة بن اليمان رضي هللا عنه قال‪َّ" :‬ل خير فيمن َّل يستحي من الناس"‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫«الـ َحيَا ُء َخي ٌْر َلهُ» قَا َل‪ :‬أ ْو قَا َل‪« :‬الـ َحيَا ُء َلهُ َخي ٌْر» ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫وقال مجاهد‪" :‬لو أن المسلم لم يصب من أخيه إَّل أن حياءه منه يمنعه من‬
‫المعاصي لَفاه"‪ .‬وقد نصب النبي صلى هللا عليه وسلم هذا الحياء حَ ًما على‬ ‫سلَّم‪« :‬ال َحيَا ُء‬ ‫علَي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬
‫َّللا َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫ال َر ُ‬ ‫عنهُ قَا َل‪ :‬قَ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫يرة َ َر ِ‬ ‫عن أ َ ِبي ُه َر َ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ضابطا وميزانًا‪ ،‬فقال‪« :‬ما َرهت أن يراه الناس فًل تفعله‬ ‫أفعال المرء وجعله‬ ‫ار» ‪.‬‬ ‫اء‪َ ،‬وال َجفَا ُء ِفي الن َِّ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫نَ‬ ‫م‬ ‫ء‬ ‫ا‬
‫َ ِ َ َ ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ذ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫؛‬ ‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ج‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫ُ‬
‫ِم ِ َ ِ َ ِ َ ِ‬
‫ان‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫اإل‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ان‬ ‫م‬ ‫ي‬ ‫اإل‬ ‫نَ‬
‫إذا خلوت» (حسنه األلباني)‪.‬‬ ‫سلَّم‪« :‬إِ َّن ِل َُ ِل‬ ‫َّللا َعلَي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬ ‫َّللا َ‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫عنهُ قَا َل‪ :‬قَا َل َر ُ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن أَن ٍَس َر ِ‬ ‫َ‬
‫اإلس ًَْل ِم الـ َحيَا ُء» ‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ِين ُخلقا‪َ ،‬و ُخل ُق ِ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫د ٍ‬
‫رابعًا‪ :‬االستحياء من النفس‪:‬‬
‫قال بعض السلف‪" :‬من عمل في السر عمًلً يستحيي منه في العًلنية فليس‬ ‫سلَّم‪ِ « :‬إ َّن ِم َّما‬ ‫َّللا َعلَي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ ُ‬ ‫ي َ‬ ‫عنهُ قَا َل‪ :‬قَا َل النَّ ِب ُّ‬ ‫َّللا َ‬ ‫ي َّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ْن أ َ ِبي َم ْسعُو ٍد َر ِ‬ ‫َ‬
‫ت »‪.‬‬ ‫ْ َ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫ئ‬‫ش‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫َع‬ ‫ن‬ ‫ص‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ِ ْ ْ حْ ِ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ى‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫األ‬ ‫ة‬
‫َّ ِ‬ ‫ُو‬ ‫ب‬ ‫ُّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ًَل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ْ‬ ‫م‬‫ُ ِ‬ ‫اس‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫أَ ْ َ َ‬
‫ك‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫لنفسه عنده قدر‪".‬‬
‫قسم بعضهم الحياء إلى أنواع‪ ،‬ومنها‪ :‬الحياء من هللا‪ .‬الحياء من المًلئَة‪ .‬الحياء‬
‫من الناس‪ .‬الحياء من النفس‪.‬‬

You might also like