مقال علاء ابونبعة

You might also like

You are on page 1of 11

‫ج‬

‫إدارة معوقات االستقاللية والموضوعية في مهنة التدقيق الداخلي‬


‫إعداد‪ :‬عالء عبدالعزيز أبونبعه‬
‫خبير تدقيق داخلي وحوكمة مؤسسية‬
‫‪MACC, CIA, CPA, CRMA, CICP‬‬

‫أكد معهد المدققين الداخليين (‪ )IIA‬على أهمية استقاللية نشاط التدقيق الداخلي(‪ ،)1‬وعلى أهمية‬
‫استقاللية وموضوعية المدققين الداخليين‪ .‬وورد اإلشارة إليهما في جميع مكونات "اإلطار المهني الدولي‬
‫لممارسة مهنة التدقيق الداخلي" (‪"( )IPPF‬اإلطار المهني") اإللزامية وفي "رسالة التدقيق الداخلي"‬
‫("الرسالة") تأكيداً على أهميتهما‪ .‬فقد تمت اإلشارة إلى االستقاللية في كل من "المبادئ األساسية‬
‫للممارسة المهنية للتدقيق الداخلي" ("المبادئ األساسية") و"تعريف التدقيق الداخلي ("التعريف")‪،‬‬
‫و"المعايير الدولية المهنية لممارسة التدقيق الداخلي" ("المعايير")‪ ،‬بينما تمت اإلشارة إلى الموضوعية‬
‫في كل من الرسالة‪ ،‬والمبادئ األساسية‪ ،‬والتعريف‪ ،‬والمبادئ األخالقية‪ ،‬والمعايير‪.‬‬

‫عرف المعهد "المعوقات" كالتالي‪" :‬األمور التي تؤدي إلى تدهور االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق‬
‫الداخلي والموضوعية الفردية للمدققين الداخليين"‪ ،‬وعرف "االستقاللية" كالتالي‪" :‬التحرر من الظروف‬
‫متحيزة (‪،")unbiased‬‬
‫التي تهدد قدرة نشاط التدقيق الداخلي على االضطالع بمسؤولياته بطريقة غير ّ‬
‫متحيزة (‪ )unbiased‬بحيث يكون المدققون الداخليون‬
‫وعرف "الموضوعية" كالتالي‪" :‬حالة ذهنية غير ّ‬

‫(‪ )1‬تم استخدام كلمة "نشاط" ألنه يمكن تقديم خدمات التدقيق الداخلي من قبل إدارة أو وحدة مستقلة في المؤسسة أو من قبل طرف خارجي‬
‫يتم التعاقد معه (‪ )Outsourcing‬أو خليط بينهما‪.‬‬
‫قادرون على أداء مهمات التدقيق على نحو يجعلهم مقتنعين بنتائج أعمالهم دون التقليل من جودتها‪.‬‬
‫وتتطلب الموضوعية أال يخضع المدققون الداخليون أحكامهم إلى أحكام اآلخرين"‪.‬‬

‫يالحظ التالي من التعريفات أعاله‪:‬‬

‫‪ )1‬المعوقات قد تحدث خالل جميع مراحل مهام التدقيق الداخلي‪ ،‬وقد تأتي من داخل أو من‬
‫خارج نشاط التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ )2‬تعريفي المعوقات واالستقاللية اقتص ار على اإلشارة إلى االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق‬
‫الداخلي دون االستقاللية الفردية للمدققين الداخليين‪ .‬ولكن من خالل التعمق في قراءة اإلطار‬
‫المهني سيتم إدراك أنه تم تغطيتهما معاً‪ ،‬وأن استقاللية نشاط التدقيق الداخلي مرتبطة بشكل‬
‫أساسي باستقاللية الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي (‪.)CAE‬‬
‫متحيز" (‪ .)unbiased‬عدم التحيز‬
‫ّ‬ ‫‪ )3‬ورد في تعريفي االستقاللية والموضوعية مصطلح "غير‬
‫في االستقاللية والموضوعية تعني عدم وجود أي تأثير سلبي على المدققين الداخليين من أي‬
‫طرف من داخل أو خارج المؤسسة خالل عمليات تخطيط وتنفيذ وإبالغ نتائج مهام التدقيق‬
‫الداخلي ومن ثم متابعتها الحقاً‪.‬‬

‫من خالل التعمق في قراءة مكونات اإلطار المهني اإللزامية وغير اإللزامية يمكن مالحظة التالي‪:‬‬

‫‪ )1‬هناك استثناءات مقبولة لضعف االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق الداخلي ككل وللمدققين‬
‫الداخليين في الواقع (‪ )Independence in Fact‬أو في الظاهر ( ‪Independence in‬‬
‫‪ ،)Appearance‬وهذه االستثناءات – باإلضافة لباقي معوقات االستقاللية – يجب إدارتها‬
‫من قبل الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي لتقليل مخاطرها السلبية (التهديدات) على نشاط‬
‫التدقيق الداخلي ككل‪.‬‬
‫‪ )2‬هناك استثناءات مقبولة لضعف موضوعية المدققين الداخليين في الظاهر ( ‪Objectivity in‬‬
‫‪ )Appearance‬في نظر بعض من عمالء نشاط التدقيق الداخلي وباقي أصحاب المصالح‪،‬‬
‫وهذه االستثناءات – باإلضافة لباقي معوقات الموضوعية – يجب إدارتها من قبل الرئيس‬
‫التنفيذي للتدقيق الداخلي لتقليل مخاطرها السلبية على نشاط التدقيق الداخلي ككل‪.‬‬
‫‪ )3‬ال يوجد أي استثناءات مقبولة لضعف موضوعية المدققين الداخليين في الواقع ( ‪Objectivity‬‬
‫‪ )in Fact‬في نظر بعض من عمالء نشاط التدقيق الداخلي وباقي أصحاب المصالح‪ ،‬ألن‬
‫ذلك يؤثر سلباً على نزاهة المدققين الداخليين‪.‬‬
‫‪ )4‬االستقاللية تدعم وصول بالغات نتائج أعمال التدقيق الداخلي الموضوعية إلى األط ارف‬
‫المناسبة‪.‬‬
‫‪ )5‬االستقاللية شيء تنظيمي‪.‬‬
‫المضافة لنتائج أعمال التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ )6‬الموضوعية تتعلق بالجودة وبالقيمة ُ‬
‫‪ )7‬ال يوجد في المعايير ما يمنع من قيام أي من المدققين الداخليين بتلبية طلبات اإلدارة العليا‬
‫في المؤسسة والمتعلقة بتنفيذ مهام خارج نطاق عمل التدقيق الداخلي طالما أن هذه الطلبات‬
‫معتمدة من صاحب الصالحية في المؤسسة‪ ،‬وهو على علم بآثارها السلبية على االستقاللية‬
‫والموضوعية‪ ،‬حيث أن نشاط التدقيق الداخلي موجود إلضافة قيمة للمؤسسة ولتحسين‬
‫عملياتها‪.‬‬

‫أمثلة على معوقات االستقاللية والموضوعية‬

‫في الجدول التالي ملخص ألبرز المعوقات وأكثرها تك ار ار في مهنة التدقيق الداخلي‪:‬‬

‫التأثير على‬
‫المعوق‬
‫الموضوعية‬ ‫االستقاللية‬
‫√‬ ‫وجود تدخل غير مالئم أو قيود (من أي جهة ال يتبع لها نشاط التدقيق‬
‫الداخلي وظيفياً) على أي من التالي‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد نطاق عمل التدقيق الداخلي‬


‫‪ ‬إنجاز أعمال التدقيق الداخلي‬
‫‪ ‬إبالغ نتائج أعمال التدقيق الداخلي‬
‫‪ ‬الموارد المخصصة لنشاط التدقيق الداخلي‬

‫(‪)2‬‬
‫√‬ ‫√‬ ‫لدى أي من المدققين الداخليين‬ ‫تضارب المصالح‬
‫√‬ ‫خطوط تبعية أو موقع تنظيمي غير مالئم لنشاط التدقيق الداخلي‬
‫√‬ ‫وجود تأثير مباشر وجوهري لإلدارة التنفيذية في المؤسسة على أي من‬
‫التالي‪:‬‬

‫‪ ‬ميثاق التدقيق الداخلي‪.‬‬


‫‪ ‬خطط نشاط التدقيق الداخلي السنوية‪.‬‬
‫‪ ‬موازنة وموارد التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ ‬قرار تعيين وعزل الرئيس التنفيذي للتدقيق‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫الرئيس التنفيذي للتدقيق‪.‬‬ ‫‪ ‬تعويضات‬
‫‪ ‬قدرة الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي على المشاركة في اجتماعات‬
‫لجنة التدقيق أو اجتماعات مجلس اإلدارة لإلبالغ عن أمور هامة‬
‫ذات صلة بالعمل‪ ،‬وعن أية تحديات أو معوقات تواجهه‪.‬‬
‫‪ ‬قدرة الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي على التواصل مع رئيس مجلس‬
‫اإلدارة أو أي عضو في مجلس اإلدارة للتبليغ عن أية معلومات‬
‫حساسة أو أية مسائل يواجهها التدقيق الداخلي أو المؤسسة‪.‬‬
‫‪ ‬قدرة الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي على االجتماع (على األقل مرة‬
‫في السنة) مع مجلس اإلدارة أو لجنة التدقيق دون حضور اإلدارة‬
‫التنفيذية لمناقشة المواضيع ذات االهتمام المشترك‪.‬‬

‫√‬ ‫√‬ ‫تولي الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي لمسؤوليات تتعدى أعمال التدقيق‬
‫الداخلي‬

‫(‪ )2‬يمكن أن يوجد تضارب (تعارض) المصالح حتى إن لم ينتج عنه تصرف غير الئق أو غير أخلقي‪ .‬ويمكن أن يؤدي تضارب المصالح‬
‫إلى ظهور المدقق الداخلي بمظهر غير مالئم قد يقوض الثقة به وبنشاط التدقيق الداخلي ومهنة التدقيق‪.‬‬
‫(‪ )3‬تشمل الراتب وجميع أنواع المكافآت والبدالت‪.‬‬
‫√‬ ‫افتراض‪ ،‬دون وجود دليل‪ ،‬أن النشاط الذي يتم تدقيقه بحالة جيدة‬
‫واالعتماد فقط على نتائج التدقيق السابقة التي كانت إيجابية‬
‫√‬ ‫√‬ ‫لدى الشخص المسؤول عن الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوليات‬
‫أوسع من التدقيق الداخلي‪ ،‬وينفذ الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مهام‬
‫تدقيق على نشاط خاضع للشخص المسؤول عنه‬
‫√‬ ‫تقصير نشاط التدقيق الداخلي في تقديم معلومات هامة إلى إدارة المؤسسة‬
‫√‬ ‫غياب التحليل النقدي (الشك المهني) لدى أي من المدققين الداخليين‬

‫التأثير على‬
‫المعوق‬
‫الموضوعية‬ ‫االستقاللية‬
‫(‪)4‬‬
‫√‬ ‫أخطاء المدققين الداخليين في االستدالل‬
‫√‬ ‫تقييم أداء المدققين الداخليين مبني على أساس نتائج استبيان رضا‬
‫(‪)7‬‬
‫العمالء(‪ ،)5‬أو عدد المالحظات(‪ ،)6‬أو البقاء ضمن موازنة التدقيق‬

‫مثال‪ :‬عند تقييم موظف غير منضبط إدارياً قد يتأثر المدقق بعدم انضباطه فيقيم جميع عوامل التقييم األخرى بناء على هذه الصفة‬ ‫(‪)4‬‬
‫السلبية‪ ،‬فيضع التقييمات كلها "ضعيفة" بناء على هذا التأثير‪.‬‬
‫من المعروف أن الممارسات المتعلقة باألداء والتعويض يمكن أن تؤثر على موضوعية أي مدقق داخلي تأثي ارً كبي ارً وسلبياً‪ .‬على‬ ‫(‪)5‬‬
‫سبيل المثال‪ ،‬إن كان تقييم أداء المدقق الداخلي‪ ،‬أو دخله الشهري‪ ،‬أو مكافآته مبنية على أساس نتائج استبيان رضا العمالء‪ ،‬فمن‬
‫الممكن أن يتردد المدقق الداخلي قبل التبليغ عن النتائج السلبية التي يمكن أن تؤدي إلى تقييمات منخفضة من قبل العمالء‪ ،‬لذا‬
‫ينبغي أن يكون الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي حذ ارً في اختيار المقاييس المستخدمة والتي يمكن أن تعيق موضوعية المدقق‬
‫الداخلي‪ .‬الوضع المثالي هو أن توازن عملية التقييم بين أداء المدقق الداخلي‪ ،‬ونتائج التدقيق‪ ،‬والمقاييس المتعلقة برأي العميل‪.‬‬
‫من الممكن أن يفقد المدقق موضوعيته من خالل التبليغ عن أمور بسيطة نسبياً ضمن نتائج التدقيق‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫من الممكن أن يفقد المدقق موضوعيته من خالل تجاهل مؤشرات الخطر التي تظهر في وقت قريب من انتهاء المهمة وذلك لاللتزام‬ ‫(‪)7‬‬
‫بموازنة التدقيق‪.‬‬
‫√‬ ‫ربط مكافأة المدققين الداخليين بالقيمة النقدية للوفورات المتحققة أو القابلة‬
‫للتحقق في المستقبل‪ ،‬أو بالقيمة النقدية للمبالغ المستردة نتيجة أعمال‬
‫التدقيق‬
‫√‬ ‫√‬ ‫قيام نشاط التدقيق الداخلي بأي من التالي فيما يتعلق بإدارة المخاطر‬
‫المؤسسية‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد الدرجة المقبولة من المخاطر (شهية‪/‬نزعة اإلدارة)‬


‫‪ ‬فرض أي جزء من عمليات إدارة المخاطر‬
‫‪ ‬اتخاذ ق اررات بخصوص االستجابة للمخاطر أو تنفيذ ما يمثل‬
‫استجابة للمخاطر بالنيابة عن اإلدارة التنفيذية‬
‫‪ ‬مسؤولية إدارة المخاطر‬
‫‪ ‬تقديم تأكيدات حول المخاطر بالنيابة عن اإلدارة التنفيذية‬

‫√‬ ‫√‬ ‫قيام أي من المدققين الداخليين بأي من التالي‪:‬‬

‫‪ ‬تدقيق العمليات التي كان مسؤوالً عنها سابقا بعد مضي فترة ال تزيد‬
‫عن سنة(‪ )8‬أو سيكون مسؤوالً عنها في المستقبل‬
‫‪ ‬عمل مراجعة ذاتية على عمل سابق له‬
‫‪ ‬تدقيق نشاط يديره فرد من أفراد العائلة أو صديق مقرب‬
‫‪ ‬القيام بتأجيل جانب من أعمال التدقيق على إدارة يديرها أحد أقاربه‬
‫ريثما يقوم قريبه بتغطية وتصحيح النشاطات غير النظامية فيها‬
‫‪ ‬تقديم خدمات لموردي المؤسسة أو للمؤسسات المنافسة مقابل أجر‬
‫‪ ‬تقديم خدمات ألي من العاملين في المؤسسة مقابل أجر‬

‫معيار التنفيذ رقم ‪. 1130‬أ ‪ 1‬يتطلب أن يمتنع المدققون الداخليون عن تقييم العمليات التي كانوا مسؤولين عنها لمدة سنة على األقل‬ ‫(‪)8‬‬
‫بعد ترك تلك العمليات‪.‬‬
‫‪ ‬قبول هدايا قيمة من أحد العاملين في المؤسسة أو من أصحاب‬
‫(‪)9‬‬
‫المصلحة بنشاط التدقيق الداخلي‬
‫‪ ‬المشاركة بشكل متكرر في نشاطات اجتماعية مع أحد العاملين في‬
‫المؤسسة أو مع أحد أصحاب المصلحة بنشاط التدقيق الداخلي وقبول‬
‫ضيافته في أغلب المرات‬

‫كيفية إدارة المعوقات‬

‫اإلرشادات التنفيذية غير اإللزامية في اإلطار المهني الدولي لممارسة مهنة التدقيق الداخلي (‪)IPPF‬‬
‫أوضحت بالتفصيل كيفية إدارة معوقات االستقاللية والموضوعية(‪.)10‬‬

‫وفقاً للمعايير‪:‬‬

‫‪ )1‬يجب أن يكون نشاط التدقيق الداخلي في مأمن من أي تدخل في تحديد نطاق التدقيق‪ ،‬أو في‬
‫إنجاز أعمال التدقيق‪ ،‬أو إبالغ النتائج‪.‬‬
‫‪ )2‬يجب على الرئيس التنفيذي للتدقيق أن يؤكد للمجلس (على األقل سنوياً) على االستقاللية‬
‫التنظيمية لنشاط التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫‪ )3‬يجب أن يفصح الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي عن تفاصيل أي معوقات لالستقاللية و‪/‬أو‬
‫الموضوعية‪ ،‬سواء كان في الواقع أو الظاهر‪ ،‬إلى األطراف المناسبة‪ .‬يتم تحديد مستوى‬

‫(‪ )9‬ال تشمل الهدايا الترويجية (مثل األقالم أو المفكرات أو العينات وما إلى ذلك)‪ ،‬والتي تكون في العادة متاحة للجمهور وتكون قيمتها‬
‫بسيطة نسبياً‪ ،‬فال تعوق المدقق الداخلي عن إبداء آرائه وأحكامه المهنية الالزمة‪.‬‬
‫(‪ )10‬لالطالع أكثر حول االستقاللية والموضوعية‪ ،‬فقد نشرت مؤسسة البحوث التابعة للمعهد دراسة ممتازة بعنوان‪ :‬االستقاللية والموضوعية‪:‬‬
‫إطار عمل للمراجعين الداخليين (‪ .)Independence and Objectivity: A Framework for Internal Auditors‬هذه الدراسة‬
‫متوفرة في مكتبة المعهد )‪.)IIA Bookstore‬‬
‫بناء على طبيعة تلك المعوقات وعلى ما هو متوقع‬
‫وطبيعة اإلفصاح وتحديد هذه األطراف ً‬
‫من نشاط التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫غالباً ما تكون الظروف التي تهدد قدرة نشاط التدقيق الداخلي أو الرئيس التنفيذي للتدقيق على تنفيذ‬
‫مسؤوليات التدقيق الداخلي على نحو غير متحيز ناتجة عن الموقع التنظيمي لنشاط التدقيق الداخلي‬
‫وعن المسؤوليات الموكلة إليه‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬حين يكون النشاط تابعاً ألي إدارة يتم تدقيقها فإنه‬
‫ال يعتبر مستقالً عن تلك اإلدارة‪ .‬وعلى نحو مشابه‪ ،‬إن كان للرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوليات‬
‫وظيفية خارج نطاق التدقيق الداخلي‪ ،‬مثل إدارة المخاطر‪ ،‬فإن نشاط التدقيق الداخلي لن يكون مستقالً‬
‫عن تلك الوظائف اإلضافية‪ ،‬والتي يمكن أن يتم تدقيقها أيضاً‪.‬‬

‫ال يمكن للرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي تحديد االستقاللية التنظيمية وموقع نشاط التدقيق الداخلي‬
‫بمفرده ضمن الهيكل التنظيمي للمؤسسة‪ ،‬حيث يحتاج إلى‬
‫" قد ال نكون كمدققين داخليين‬ ‫مساعدة من قبل مجلس اإلدارة واإلدارة العليا للتعامل مع موضوع‬
‫مستقلين عن المؤسسة‪ ،‬إال أننا‬ ‫االستقاللية على نحو فاعل‪ ،‬لذلك على الرئيس التنفيذي للتدقيق‬
‫ملزمون بالحفاظ على‬
‫الداخلي ومجلس اإلدارة واإلدارة العليا الوصول لفهم مشترك‬
‫الموضوعية عند تأدية أعمالنا "‬
‫ريتشارد تشامبرز‬
‫لمسؤوليات وصالحيات وسلطة نشاط التدقيق الداخلي‪ ،‬وما هو‬
‫متوقع منه‪ ،‬وهذا الفهم يشكل أساساً لمناقشة موضوع االستقاللية‬
‫والموقع التنظيمي للنشاط‪ .‬كذلك على الرئيس التنفيذي للتدقيق‬
‫الداخلي العمل على زيادة إدراك مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ألهمية االستقاللية‪ ،‬ووسائل تحقيقها مثل‬
‫خطوط التبعية الوظيفية واإلدارية‪ ،‬والمتطلبات المهنية والتنظيمية‪ ،‬والمقايسة‪ ،‬والمسائل المتعلقة بقيم‬
‫المؤسسة ونظام حوكمتها‪ .‬في نهاية األمر يجب توثيق نتائج ما سبق في ميثاق التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫يفضل دائماً عندما يقوم الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي بتعيين مدققين داخليين ألداء مهام التدقيق‬
‫المختلفة بأخذ معوقات االستقاللية والموضوعية المحتملة بعين االعتبار‪ ،‬وبتجنب تعيين أعضاء في‬
‫فريق التدقيق يمكن أن يكونوا عرضة ألي معوق‪ .‬كذلك يفضل أن تتم عمليات توزيع مهام التدقيق‬
‫الداخلي على المدققين الداخليين على النحو الذي يكفل تجنب حدوث أي تضارب فعلي أو محتمل في‬
‫المصالح‪ ،‬ويمكن تحقيق ذلك من خالل‪:‬‬
‫‪ )1‬حصول الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي من المدققين الداخليين على جميع المعلومات التي تتعلق‬
‫باحتماالت حدوث انحياز أو تضارب في المصالح‪.‬‬
‫‪ )2‬التأكد من أن المدققين الداخليين الذين تم نقلهم إلى نشاط التدقيق الداخلي من أقسام أخرى في‬
‫المؤسسة ال يشاركون في مهمات التدقيق التي تجري على اإلدارات التي كانوا يعملون فيها سابقا‬
‫حتى مرور سنة على األقل من تاريخ نقلهم من تلك اإلدارات‪.‬‬
‫‪ )3‬اتباع أسلوب التناوب الدوري (التدوير الوظيفي) في المهام فيما بين المدققين الداخليين كلما كان‬
‫ذلك ممكناً عملياً‪.‬‬

‫بهدف إدارة استقاللية وموضوعية المدققين الداخليين على نحو فاعل‪ ،‬يقوم العديد من الرؤساء التنفيذيين‬
‫للتدقيق الداخلي بوضع كتيب سياسات خاص بالتدقيق الداخلي يشتمل على التوقعات والشروط المطلوبة‬
‫للمحافظة على االستقاللية وللتوصل إلى الموقف الذهني غير المتحيز‪.‬‬

‫يمكن لهذا الكتيب أن يصف‪:‬‬

‫‪ )1‬أهمية االستقاللية والموضوعية بالنسبة لمهنة التدقيق الداخلي‪.‬‬


‫‪ )2‬الحاالت الشائعة التي يمكن أن تعيق االستقاللية والموضوعية‪.‬‬
‫‪ )3‬األفعال التي يجب أن يقوم بها المدقق الداخلي إن علم بأمر يعيق االستقاللية و‪/‬أو الموضوعية‬
‫أو بأمر من المحتمل أن يؤدي إلى إعاقة االستقاللية و‪/‬أو الموضوعية‪ ،‬مثل مناقشة الموضوع‬
‫مع مدير التدقيق الداخلي أو الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي‪.‬‬

‫تاليا مجموعة من األمثلة العملية‪:‬‬

‫‪ ‬إن كان الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي يعتقد أن المعوق ليس حقيقيا (واقعياً)‪ ،‬ولكنه‬
‫يدرك أن الوضع يوحي ظاهرياً بوجود إعاقة‪ ،‬فقد يقرر مناقشة األمر في اجتماعات‬
‫التخطيط للمهمة مع اإلدارة المعنية‪ ،‬وتوثيق المناقشة (في مذكرة تخطيط التدقيق مثالً)‪،‬‬
‫ويشرح لماذا يعتقد أن المعوق ليس حقيقيا‪ .‬من المناسب أيضاً تضمين هذا اإلفصاح في‬
‫التقرير النهائي للمهمة‪.‬‬
‫‪ ‬إن كان الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي يعتقد أن المعوق حقيقي (واقعي)‪ ،‬وأنه يؤثر‬
‫على قدرة التدقيق الداخلي على أداء واجباته باستقاللية وموضوعية‪ ،‬فإنه من المرجح أن‬
‫يناقش األمر مع مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ويطلب دعمهم لحل المسألة‪.‬‬
‫‪ ‬إن تم التعرف على المعوق بعد أداء مهمة التدقيق وكان المعوق يؤثّر على موثوقية نتائج‬
‫المهمة (أو يؤثر بالظاهر فقط على نتيجتها)‪ ،‬يناقش الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي‬
‫األمر مع اإلدارة التشغيلية واإلدارة العليا‪ ،‬باإلضافة إلى مجلس اإلدارة(‪.)11‬‬
‫‪ )4‬متطلبات التبليغ عن أي معوق ظاهر أو واقعي وعن أي اعتبارات أو شكوك تراودهم بهذا‬
‫الخصوص‪.‬‬

‫للتأكيد على أهمية هذه السياسات والمساعدة على ضمان إدراك جميع المدققين الداخليين ألهميتها‪،‬‬
‫يعقد بعض الرؤساء التنفيذيين للتدقيق الداخلي ورشات عمل أو دورات تدريبية روتينية تركز على هذه‬
‫المفاهيم الجوهرية‪ ،‬حيث تتيح هذه الدورات التدريبية للمدققين الداخليين فهم االستقاللية والموضوعية‬
‫على نحو أفضل‪ ،‬وذلك من خالل مناقشة الحاالت التي يمكن أن تعيق االستقاللية والموضوعية‬
‫والطريقة األفضل للتعامل مع تلك الحاالت‪ .‬إضافة لذلك يمكن للمدققين الداخليين األكثر خبرة مشاركة‬
‫خبراتهم الشخصية مع زمالئهم األقل خبرة ويتكلموا عن حاالت كانت فيها االستقاللية و‪/‬أو الموضوعية‬
‫موضع شك‪ ،‬أو عن حاالت قاموا فيها بأنفسهم (على سبيل المثال) بالتبليغ عن عالقات شخصية أو‬
‫أوضاع تمثل تضارباً في المصالح‪.‬‬

‫يمكن لمجلس اإلدارة مراقبة موضوعية الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي من خالل زيادة مستوى المراقبة‬
‫المطبق على تقييم الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي للمخاطر‪ ،‬وعلى خطة التدقيق الداخلي‪ ،‬والتبليغات‬
‫الخاصة بمهام التدقيق‪ ،‬ومن خالل األخذ في االعتبار أي تحيز محتمل للرئيس التنفيذي للتدقيق‬
‫الداخلي في أي مجال عمل يمارس فيه مسؤوليات خارج نطاق التدقيق الداخلي‪ .‬وللمساعدة في حماية‬
‫الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي من تقويض الموضوعية؛ يتطلب المعيار التنفيذي رقم ‪. 1130‬أ ‪2‬‬
‫أن تقوم جهة من خارج نشاط التدقيق الداخلي باإلشراف على مهام التأكيد المنفذة على المواضع التي‬
‫يكون الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوالً عنها‪ .‬وإن كان الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوالً‬
‫عن وظائف خارج نطاق التدقيق الداخلي‪ ،‬وكانت هذه الوظائف خاضعة للتدقيق‪ ،‬فيتم االستعانة بجهة‬

‫(‪ )11‬يشير المعيار ‪ – 2421‬حاالت الخطأ والسهو – إلى أنه إذا احتوى أي تبليغ نهائي على خطأ أو سهو جسيم‪ ،‬يجب أن يقوم الرئيس‬
‫التنفيذي للتدقيق الداخلي بإبالغ المعلومات المصححة إلى كل األطراف الذين كانوا قد تلقوا التبليغ األصلي‪.‬‬
‫خارجية تتمتع بالموضوعية والكفاءة وتقدم تقاريرها مباشرة إلى مجلس اإلدارة‪ ،‬وليس إلى الرئيس التنفيذي‬
‫للتدقيق الداخلي‪ .‬ويمكن أن تكون هذه الجهة من داخل المؤسسة أو من خارجها‪ .‬وطالما أنه يمكن‬
‫المقيمين الخارجيين‪ ،‬فإنه يمكن للتقييم الخارجي لنشاط التدقيق الداخلي‪ ،‬والذي‬
‫ّ‬ ‫التأكد من استقاللية‬
‫يتضمن مراجعة الستقاللية وموضوعية الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي‪ ،‬أن يوفر تأكيداً إضافياً لمجلس‬
‫اإلدارة‪ ،‬خاصة في المواضع التي أدى فيها الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوليات خارج نطاق‬
‫التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫في رأيي الموضوعية الفردية للمدققين الداخليين مرتبطة بشكل رئيس بنزاهتهم (‪ )Integrity‬ومصداقيتهم‬
‫(‪ )Credibility‬أمام عمالئهم الرئيسيين وباقي أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين المعنيين‬
‫والمتأثرين بخدمات التدقيق الداخلي‪ ،‬وهي (أي الموضوعية الفردية) أهم من االستقاللية التنظيمية‬
‫لنشاط التدقيق الداخلي واالستقاللية الفردية للمدققين الداخليين‪ ،‬ولذلك يجب المحافظة عليها وإحسان‬
‫إدارتها وتقييمها بفاعلية دوريا خالل أعمال التقييم الداخلي (‪ )Internal Assessment‬السنوية وأعمال‬
‫التقييم الخارجي (‪ )External Assessment‬كل خمس سنوات حسب ما ورد في المعايير‪ .‬بالتأكيد‬
‫وجود االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق الداخلي سيدعم بشكل مباشر تعزيز موضوعية المدققين‬
‫الداخليين‪ ،‬والمدقق المخلص والنزيه يستطيع أن يكون موضوعياً حتى ولو لم يكن مستقالً‪.‬‬

You might also like