Professional Documents
Culture Documents
مقال علاء ابونبعة
مقال علاء ابونبعة
مقال علاء ابونبعة
أكد معهد المدققين الداخليين ( )IIAعلى أهمية استقاللية نشاط التدقيق الداخلي( ،)1وعلى أهمية
استقاللية وموضوعية المدققين الداخليين .وورد اإلشارة إليهما في جميع مكونات "اإلطار المهني الدولي
لممارسة مهنة التدقيق الداخلي" ("( )IPPFاإلطار المهني") اإللزامية وفي "رسالة التدقيق الداخلي"
("الرسالة") تأكيداً على أهميتهما .فقد تمت اإلشارة إلى االستقاللية في كل من "المبادئ األساسية
للممارسة المهنية للتدقيق الداخلي" ("المبادئ األساسية") و"تعريف التدقيق الداخلي ("التعريف")،
و"المعايير الدولية المهنية لممارسة التدقيق الداخلي" ("المعايير") ،بينما تمت اإلشارة إلى الموضوعية
في كل من الرسالة ،والمبادئ األساسية ،والتعريف ،والمبادئ األخالقية ،والمعايير.
عرف المعهد "المعوقات" كالتالي" :األمور التي تؤدي إلى تدهور االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق
الداخلي والموضوعية الفردية للمدققين الداخليين" ،وعرف "االستقاللية" كالتالي" :التحرر من الظروف
متحيزة (،")unbiased
التي تهدد قدرة نشاط التدقيق الداخلي على االضطالع بمسؤولياته بطريقة غير ّ
متحيزة ( )unbiasedبحيث يكون المدققون الداخليون
وعرف "الموضوعية" كالتالي" :حالة ذهنية غير ّ
( )1تم استخدام كلمة "نشاط" ألنه يمكن تقديم خدمات التدقيق الداخلي من قبل إدارة أو وحدة مستقلة في المؤسسة أو من قبل طرف خارجي
يتم التعاقد معه ( )Outsourcingأو خليط بينهما.
قادرون على أداء مهمات التدقيق على نحو يجعلهم مقتنعين بنتائج أعمالهم دون التقليل من جودتها.
وتتطلب الموضوعية أال يخضع المدققون الداخليون أحكامهم إلى أحكام اآلخرين".
)1المعوقات قد تحدث خالل جميع مراحل مهام التدقيق الداخلي ،وقد تأتي من داخل أو من
خارج نشاط التدقيق الداخلي.
)2تعريفي المعوقات واالستقاللية اقتص ار على اإلشارة إلى االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق
الداخلي دون االستقاللية الفردية للمدققين الداخليين .ولكن من خالل التعمق في قراءة اإلطار
المهني سيتم إدراك أنه تم تغطيتهما معاً ،وأن استقاللية نشاط التدقيق الداخلي مرتبطة بشكل
أساسي باستقاللية الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي (.)CAE
متحيز" ( .)unbiasedعدم التحيز
ّ )3ورد في تعريفي االستقاللية والموضوعية مصطلح "غير
في االستقاللية والموضوعية تعني عدم وجود أي تأثير سلبي على المدققين الداخليين من أي
طرف من داخل أو خارج المؤسسة خالل عمليات تخطيط وتنفيذ وإبالغ نتائج مهام التدقيق
الداخلي ومن ثم متابعتها الحقاً.
من خالل التعمق في قراءة مكونات اإلطار المهني اإللزامية وغير اإللزامية يمكن مالحظة التالي:
)1هناك استثناءات مقبولة لضعف االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق الداخلي ككل وللمدققين
الداخليين في الواقع ( )Independence in Factأو في الظاهر ( Independence in
،)Appearanceوهذه االستثناءات – باإلضافة لباقي معوقات االستقاللية – يجب إدارتها
من قبل الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي لتقليل مخاطرها السلبية (التهديدات) على نشاط
التدقيق الداخلي ككل.
)2هناك استثناءات مقبولة لضعف موضوعية المدققين الداخليين في الظاهر ( Objectivity in
)Appearanceفي نظر بعض من عمالء نشاط التدقيق الداخلي وباقي أصحاب المصالح،
وهذه االستثناءات – باإلضافة لباقي معوقات الموضوعية – يجب إدارتها من قبل الرئيس
التنفيذي للتدقيق الداخلي لتقليل مخاطرها السلبية على نشاط التدقيق الداخلي ككل.
)3ال يوجد أي استثناءات مقبولة لضعف موضوعية المدققين الداخليين في الواقع ( Objectivity
)in Factفي نظر بعض من عمالء نشاط التدقيق الداخلي وباقي أصحاب المصالح ،ألن
ذلك يؤثر سلباً على نزاهة المدققين الداخليين.
)4االستقاللية تدعم وصول بالغات نتائج أعمال التدقيق الداخلي الموضوعية إلى األط ارف
المناسبة.
)5االستقاللية شيء تنظيمي.
المضافة لنتائج أعمال التدقيق الداخلي.
)6الموضوعية تتعلق بالجودة وبالقيمة ُ
)7ال يوجد في المعايير ما يمنع من قيام أي من المدققين الداخليين بتلبية طلبات اإلدارة العليا
في المؤسسة والمتعلقة بتنفيذ مهام خارج نطاق عمل التدقيق الداخلي طالما أن هذه الطلبات
معتمدة من صاحب الصالحية في المؤسسة ،وهو على علم بآثارها السلبية على االستقاللية
والموضوعية ،حيث أن نشاط التدقيق الداخلي موجود إلضافة قيمة للمؤسسة ولتحسين
عملياتها.
في الجدول التالي ملخص ألبرز المعوقات وأكثرها تك ار ار في مهنة التدقيق الداخلي:
التأثير على
المعوق
الموضوعية االستقاللية
√ وجود تدخل غير مالئم أو قيود (من أي جهة ال يتبع لها نشاط التدقيق
الداخلي وظيفياً) على أي من التالي:
()2
√ √ لدى أي من المدققين الداخليين تضارب المصالح
√ خطوط تبعية أو موقع تنظيمي غير مالئم لنشاط التدقيق الداخلي
√ وجود تأثير مباشر وجوهري لإلدارة التنفيذية في المؤسسة على أي من
التالي:
√ √ تولي الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي لمسؤوليات تتعدى أعمال التدقيق
الداخلي
( )2يمكن أن يوجد تضارب (تعارض) المصالح حتى إن لم ينتج عنه تصرف غير الئق أو غير أخلقي .ويمكن أن يؤدي تضارب المصالح
إلى ظهور المدقق الداخلي بمظهر غير مالئم قد يقوض الثقة به وبنشاط التدقيق الداخلي ومهنة التدقيق.
( )3تشمل الراتب وجميع أنواع المكافآت والبدالت.
√ افتراض ،دون وجود دليل ،أن النشاط الذي يتم تدقيقه بحالة جيدة
واالعتماد فقط على نتائج التدقيق السابقة التي كانت إيجابية
√ √ لدى الشخص المسؤول عن الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوليات
أوسع من التدقيق الداخلي ،وينفذ الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مهام
تدقيق على نشاط خاضع للشخص المسؤول عنه
√ تقصير نشاط التدقيق الداخلي في تقديم معلومات هامة إلى إدارة المؤسسة
√ غياب التحليل النقدي (الشك المهني) لدى أي من المدققين الداخليين
التأثير على
المعوق
الموضوعية االستقاللية
()4
√ أخطاء المدققين الداخليين في االستدالل
√ تقييم أداء المدققين الداخليين مبني على أساس نتائج استبيان رضا
()7
العمالء( ،)5أو عدد المالحظات( ،)6أو البقاء ضمن موازنة التدقيق
مثال :عند تقييم موظف غير منضبط إدارياً قد يتأثر المدقق بعدم انضباطه فيقيم جميع عوامل التقييم األخرى بناء على هذه الصفة ()4
السلبية ،فيضع التقييمات كلها "ضعيفة" بناء على هذا التأثير.
من المعروف أن الممارسات المتعلقة باألداء والتعويض يمكن أن تؤثر على موضوعية أي مدقق داخلي تأثي ارً كبي ارً وسلبياً .على ()5
سبيل المثال ،إن كان تقييم أداء المدقق الداخلي ،أو دخله الشهري ،أو مكافآته مبنية على أساس نتائج استبيان رضا العمالء ،فمن
الممكن أن يتردد المدقق الداخلي قبل التبليغ عن النتائج السلبية التي يمكن أن تؤدي إلى تقييمات منخفضة من قبل العمالء ،لذا
ينبغي أن يكون الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي حذ ارً في اختيار المقاييس المستخدمة والتي يمكن أن تعيق موضوعية المدقق
الداخلي .الوضع المثالي هو أن توازن عملية التقييم بين أداء المدقق الداخلي ،ونتائج التدقيق ،والمقاييس المتعلقة برأي العميل.
من الممكن أن يفقد المدقق موضوعيته من خالل التبليغ عن أمور بسيطة نسبياً ضمن نتائج التدقيق. ()6
من الممكن أن يفقد المدقق موضوعيته من خالل تجاهل مؤشرات الخطر التي تظهر في وقت قريب من انتهاء المهمة وذلك لاللتزام ()7
بموازنة التدقيق.
√ ربط مكافأة المدققين الداخليين بالقيمة النقدية للوفورات المتحققة أو القابلة
للتحقق في المستقبل ،أو بالقيمة النقدية للمبالغ المستردة نتيجة أعمال
التدقيق
√ √ قيام نشاط التدقيق الداخلي بأي من التالي فيما يتعلق بإدارة المخاطر
المؤسسية:
تدقيق العمليات التي كان مسؤوالً عنها سابقا بعد مضي فترة ال تزيد
عن سنة( )8أو سيكون مسؤوالً عنها في المستقبل
عمل مراجعة ذاتية على عمل سابق له
تدقيق نشاط يديره فرد من أفراد العائلة أو صديق مقرب
القيام بتأجيل جانب من أعمال التدقيق على إدارة يديرها أحد أقاربه
ريثما يقوم قريبه بتغطية وتصحيح النشاطات غير النظامية فيها
تقديم خدمات لموردي المؤسسة أو للمؤسسات المنافسة مقابل أجر
تقديم خدمات ألي من العاملين في المؤسسة مقابل أجر
معيار التنفيذ رقم . 1130أ 1يتطلب أن يمتنع المدققون الداخليون عن تقييم العمليات التي كانوا مسؤولين عنها لمدة سنة على األقل ()8
بعد ترك تلك العمليات.
قبول هدايا قيمة من أحد العاملين في المؤسسة أو من أصحاب
()9
المصلحة بنشاط التدقيق الداخلي
المشاركة بشكل متكرر في نشاطات اجتماعية مع أحد العاملين في
المؤسسة أو مع أحد أصحاب المصلحة بنشاط التدقيق الداخلي وقبول
ضيافته في أغلب المرات
اإلرشادات التنفيذية غير اإللزامية في اإلطار المهني الدولي لممارسة مهنة التدقيق الداخلي ()IPPF
أوضحت بالتفصيل كيفية إدارة معوقات االستقاللية والموضوعية(.)10
وفقاً للمعايير:
)1يجب أن يكون نشاط التدقيق الداخلي في مأمن من أي تدخل في تحديد نطاق التدقيق ،أو في
إنجاز أعمال التدقيق ،أو إبالغ النتائج.
)2يجب على الرئيس التنفيذي للتدقيق أن يؤكد للمجلس (على األقل سنوياً) على االستقاللية
التنظيمية لنشاط التدقيق الداخلي.
)3يجب أن يفصح الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي عن تفاصيل أي معوقات لالستقاللية و/أو
الموضوعية ،سواء كان في الواقع أو الظاهر ،إلى األطراف المناسبة .يتم تحديد مستوى
( )9ال تشمل الهدايا الترويجية (مثل األقالم أو المفكرات أو العينات وما إلى ذلك) ،والتي تكون في العادة متاحة للجمهور وتكون قيمتها
بسيطة نسبياً ،فال تعوق المدقق الداخلي عن إبداء آرائه وأحكامه المهنية الالزمة.
( )10لالطالع أكثر حول االستقاللية والموضوعية ،فقد نشرت مؤسسة البحوث التابعة للمعهد دراسة ممتازة بعنوان :االستقاللية والموضوعية:
إطار عمل للمراجعين الداخليين ( .)Independence and Objectivity: A Framework for Internal Auditorsهذه الدراسة
متوفرة في مكتبة المعهد ).)IIA Bookstore
بناء على طبيعة تلك المعوقات وعلى ما هو متوقع
وطبيعة اإلفصاح وتحديد هذه األطراف ً
من نشاط التدقيق الداخلي.
غالباً ما تكون الظروف التي تهدد قدرة نشاط التدقيق الداخلي أو الرئيس التنفيذي للتدقيق على تنفيذ
مسؤوليات التدقيق الداخلي على نحو غير متحيز ناتجة عن الموقع التنظيمي لنشاط التدقيق الداخلي
وعن المسؤوليات الموكلة إليه .فعلى سبيل المثال ،حين يكون النشاط تابعاً ألي إدارة يتم تدقيقها فإنه
ال يعتبر مستقالً عن تلك اإلدارة .وعلى نحو مشابه ،إن كان للرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوليات
وظيفية خارج نطاق التدقيق الداخلي ،مثل إدارة المخاطر ،فإن نشاط التدقيق الداخلي لن يكون مستقالً
عن تلك الوظائف اإلضافية ،والتي يمكن أن يتم تدقيقها أيضاً.
ال يمكن للرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي تحديد االستقاللية التنظيمية وموقع نشاط التدقيق الداخلي
بمفرده ضمن الهيكل التنظيمي للمؤسسة ،حيث يحتاج إلى
" قد ال نكون كمدققين داخليين مساعدة من قبل مجلس اإلدارة واإلدارة العليا للتعامل مع موضوع
مستقلين عن المؤسسة ،إال أننا االستقاللية على نحو فاعل ،لذلك على الرئيس التنفيذي للتدقيق
ملزمون بالحفاظ على
الداخلي ومجلس اإلدارة واإلدارة العليا الوصول لفهم مشترك
الموضوعية عند تأدية أعمالنا "
ريتشارد تشامبرز
لمسؤوليات وصالحيات وسلطة نشاط التدقيق الداخلي ،وما هو
متوقع منه ،وهذا الفهم يشكل أساساً لمناقشة موضوع االستقاللية
والموقع التنظيمي للنشاط .كذلك على الرئيس التنفيذي للتدقيق
الداخلي العمل على زيادة إدراك مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ألهمية االستقاللية ،ووسائل تحقيقها مثل
خطوط التبعية الوظيفية واإلدارية ،والمتطلبات المهنية والتنظيمية ،والمقايسة ،والمسائل المتعلقة بقيم
المؤسسة ونظام حوكمتها .في نهاية األمر يجب توثيق نتائج ما سبق في ميثاق التدقيق الداخلي.
يفضل دائماً عندما يقوم الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي بتعيين مدققين داخليين ألداء مهام التدقيق
المختلفة بأخذ معوقات االستقاللية والموضوعية المحتملة بعين االعتبار ،وبتجنب تعيين أعضاء في
فريق التدقيق يمكن أن يكونوا عرضة ألي معوق .كذلك يفضل أن تتم عمليات توزيع مهام التدقيق
الداخلي على المدققين الداخليين على النحو الذي يكفل تجنب حدوث أي تضارب فعلي أو محتمل في
المصالح ،ويمكن تحقيق ذلك من خالل:
)1حصول الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي من المدققين الداخليين على جميع المعلومات التي تتعلق
باحتماالت حدوث انحياز أو تضارب في المصالح.
)2التأكد من أن المدققين الداخليين الذين تم نقلهم إلى نشاط التدقيق الداخلي من أقسام أخرى في
المؤسسة ال يشاركون في مهمات التدقيق التي تجري على اإلدارات التي كانوا يعملون فيها سابقا
حتى مرور سنة على األقل من تاريخ نقلهم من تلك اإلدارات.
)3اتباع أسلوب التناوب الدوري (التدوير الوظيفي) في المهام فيما بين المدققين الداخليين كلما كان
ذلك ممكناً عملياً.
بهدف إدارة استقاللية وموضوعية المدققين الداخليين على نحو فاعل ،يقوم العديد من الرؤساء التنفيذيين
للتدقيق الداخلي بوضع كتيب سياسات خاص بالتدقيق الداخلي يشتمل على التوقعات والشروط المطلوبة
للمحافظة على االستقاللية وللتوصل إلى الموقف الذهني غير المتحيز.
إن كان الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي يعتقد أن المعوق ليس حقيقيا (واقعياً) ،ولكنه
يدرك أن الوضع يوحي ظاهرياً بوجود إعاقة ،فقد يقرر مناقشة األمر في اجتماعات
التخطيط للمهمة مع اإلدارة المعنية ،وتوثيق المناقشة (في مذكرة تخطيط التدقيق مثالً)،
ويشرح لماذا يعتقد أن المعوق ليس حقيقيا .من المناسب أيضاً تضمين هذا اإلفصاح في
التقرير النهائي للمهمة.
إن كان الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي يعتقد أن المعوق حقيقي (واقعي) ،وأنه يؤثر
على قدرة التدقيق الداخلي على أداء واجباته باستقاللية وموضوعية ،فإنه من المرجح أن
يناقش األمر مع مجلس اإلدارة واإلدارة العليا ويطلب دعمهم لحل المسألة.
إن تم التعرف على المعوق بعد أداء مهمة التدقيق وكان المعوق يؤثّر على موثوقية نتائج
المهمة (أو يؤثر بالظاهر فقط على نتيجتها) ،يناقش الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي
األمر مع اإلدارة التشغيلية واإلدارة العليا ،باإلضافة إلى مجلس اإلدارة(.)11
)4متطلبات التبليغ عن أي معوق ظاهر أو واقعي وعن أي اعتبارات أو شكوك تراودهم بهذا
الخصوص.
للتأكيد على أهمية هذه السياسات والمساعدة على ضمان إدراك جميع المدققين الداخليين ألهميتها،
يعقد بعض الرؤساء التنفيذيين للتدقيق الداخلي ورشات عمل أو دورات تدريبية روتينية تركز على هذه
المفاهيم الجوهرية ،حيث تتيح هذه الدورات التدريبية للمدققين الداخليين فهم االستقاللية والموضوعية
على نحو أفضل ،وذلك من خالل مناقشة الحاالت التي يمكن أن تعيق االستقاللية والموضوعية
والطريقة األفضل للتعامل مع تلك الحاالت .إضافة لذلك يمكن للمدققين الداخليين األكثر خبرة مشاركة
خبراتهم الشخصية مع زمالئهم األقل خبرة ويتكلموا عن حاالت كانت فيها االستقاللية و/أو الموضوعية
موضع شك ،أو عن حاالت قاموا فيها بأنفسهم (على سبيل المثال) بالتبليغ عن عالقات شخصية أو
أوضاع تمثل تضارباً في المصالح.
يمكن لمجلس اإلدارة مراقبة موضوعية الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي من خالل زيادة مستوى المراقبة
المطبق على تقييم الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي للمخاطر ،وعلى خطة التدقيق الداخلي ،والتبليغات
الخاصة بمهام التدقيق ،ومن خالل األخذ في االعتبار أي تحيز محتمل للرئيس التنفيذي للتدقيق
الداخلي في أي مجال عمل يمارس فيه مسؤوليات خارج نطاق التدقيق الداخلي .وللمساعدة في حماية
الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي من تقويض الموضوعية؛ يتطلب المعيار التنفيذي رقم . 1130أ 2
أن تقوم جهة من خارج نشاط التدقيق الداخلي باإلشراف على مهام التأكيد المنفذة على المواضع التي
يكون الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوالً عنها .وإن كان الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوالً
عن وظائف خارج نطاق التدقيق الداخلي ،وكانت هذه الوظائف خاضعة للتدقيق ،فيتم االستعانة بجهة
( )11يشير المعيار – 2421حاالت الخطأ والسهو – إلى أنه إذا احتوى أي تبليغ نهائي على خطأ أو سهو جسيم ،يجب أن يقوم الرئيس
التنفيذي للتدقيق الداخلي بإبالغ المعلومات المصححة إلى كل األطراف الذين كانوا قد تلقوا التبليغ األصلي.
خارجية تتمتع بالموضوعية والكفاءة وتقدم تقاريرها مباشرة إلى مجلس اإلدارة ،وليس إلى الرئيس التنفيذي
للتدقيق الداخلي .ويمكن أن تكون هذه الجهة من داخل المؤسسة أو من خارجها .وطالما أنه يمكن
المقيمين الخارجيين ،فإنه يمكن للتقييم الخارجي لنشاط التدقيق الداخلي ،والذي
ّ التأكد من استقاللية
يتضمن مراجعة الستقاللية وموضوعية الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي ،أن يوفر تأكيداً إضافياً لمجلس
اإلدارة ،خاصة في المواضع التي أدى فيها الرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي مسؤوليات خارج نطاق
التدقيق الداخلي.
في رأيي الموضوعية الفردية للمدققين الداخليين مرتبطة بشكل رئيس بنزاهتهم ( )Integrityومصداقيتهم
( )Credibilityأمام عمالئهم الرئيسيين وباقي أصحاب المصلحة الداخليين والخارجيين المعنيين
والمتأثرين بخدمات التدقيق الداخلي ،وهي (أي الموضوعية الفردية) أهم من االستقاللية التنظيمية
لنشاط التدقيق الداخلي واالستقاللية الفردية للمدققين الداخليين ،ولذلك يجب المحافظة عليها وإحسان
إدارتها وتقييمها بفاعلية دوريا خالل أعمال التقييم الداخلي ( )Internal Assessmentالسنوية وأعمال
التقييم الخارجي ( )External Assessmentكل خمس سنوات حسب ما ورد في المعايير .بالتأكيد
وجود االستقاللية التنظيمية لنشاط التدقيق الداخلي سيدعم بشكل مباشر تعزيز موضوعية المدققين
الداخليين ،والمدقق المخلص والنزيه يستطيع أن يكون موضوعياً حتى ولو لم يكن مستقالً.