‫الداللة‬

‫مادة علم ّ‬
‫تطبيقية في ّ‬
‫ّ‬ ‫دروس‬

‫األستاذ‪ :‬مبروك صيشي‪.‬‬ ‫الفوج‪.10 :‬‬ ‫السنة الثَّالثة ليسانس‪.‬‬

‫المستوى‪َّ :‬‬

‫لسادس‬
‫السداسي‪ :‬ا ّ‬
‫ّ‬ ‫الحصة‪ :‬تطبيق‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نوع‬

‫المواضيع المقترحة‪:‬‬
‫التركيبية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الداللة‬
‫ـــ ّ‬
‫ياقية‪.‬‬
‫الس ّ‬
‫الداللة ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫النظرّية اإلشارّية‪.‬‬
‫ـــ ّ‬
‫صورّية‪.‬‬
‫النظرّية التّ ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫لوكية‪.‬‬
‫الس ّ‬
‫النظرّية ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫ـ ـ ـ النظرية السياقية‪.‬‬
‫اللية‪.‬‬
‫الد ّ‬‫ـ ـ ـ نظرّية الحقول ّ‬
‫يتسنى له التّعامل مع التّطبيقات‬
‫حصة‪ ،‬حتى ّ‬ ‫لكل ّ‬‫فنية ّ‬‫طالب مسبقاً إعداد بطاقة ّ‬
‫ينبغي على ال ّ‬

‫المقترحة فيها‪ .‬واّلتي تكون ّ‬

‫إما تحليل نص‪ ،‬أو تمارين وأسئلة‪.‬‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫يتقاطع المستوى الداللي مع جميع المستويات الّل ّ‬

‫غوية األخرى‪ ،‬ألن الداللة حاضرة وناتجة عن‬
‫تفاعل كل هذه المستويات‪ ،‬حتى المستوى الصوتي الذي يقال أنه مستوى الوحدات غير الدالة‪.‬‬
‫وينبغي اإلشارة هنا إلى أن هذا التقسيم هو تقسيم نظري افتراضي‪ ،‬فاللغة تعمل ألداء مهمتها وفق‬
‫نظام اللغة الذي يندمج فيه كل هذه األنظمة‪ .‬فعلى مستوى العمل واألداء ليس هناك مستويات‬
‫منفصلة‪ ،‬وإنما التقسيم إلى هذه المستويات لضرورة البحث والتحليل والدراسة اللغوية‪ .‬فالمتكلم الذي‬
‫وكنا من‬
‫يتكلم وفق نظام اللغة (اللسان) ال عالقة له بهذه المستويات التي لها أنظمة خاصة بها‪ّ .‬‬
‫الصرفية‪.‬‬
‫الصوتية و ّ‬
‫الداللة ّ‬
‫قبل تناولنا ّ‬
‫المستوى النحوي ‪ /‬علم النحو والتراكيب‬
‫المستوى الداللي‬
‫المستوى الصرفي ‪ /‬علم الصرف‬
‫‪ /‬علم الداللة‬
‫المستوى الصوتي ‪ /‬علم األصوات‬
 ‫التركيبية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫الداللة‬
‫‪ 1‬ــــ ّ‬
‫الداللة عند علماء الّلغة المحدثين بمستويات التّحليل الّلساني للحدث الكالمي‪،‬‬
‫لقد ربطت ّ‬
‫الداللة‪:‬‬
‫ميزوا بين‪ّ ،‬‬
‫تتدرج وفق مستويات‪ ،‬لذلك نجدهم ّ‬
‫اللية "الّلكسيم" ّ‬
‫الد ّ‬
‫أن الوحدة ّ‬‫وعليه اعتبروا ّ‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بالداللة‬
‫(األساسية)‪ ،‬ويطلق عليها البعض ّ‬
‫ّ‬ ‫المعجمية‬
‫ّ‬ ‫األصلية‬
‫ّ‬ ‫ـــ‬
‫ياقية‪.‬‬
‫فالس ّ‬
‫ركيبية ّ‬
‫رفية للتّ ّ‬
‫للص ّ‬
‫وتية ّ‬
‫الص ّ‬
‫تتدرج من ّ‬
‫انوية)‪ ،‬واّلتي ّ‬
‫عية (الثّ ّ‬
‫الداللة الفر ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫معاني المفردات والتراكيب‪:‬‬
‫مع تطور العلم أصبح واضحا أن حل مشكلة معاني المفردات ما هو إال خطوة بداية من‬
‫سلسلة طويلة من الخطوات التي تؤدي إلى كشف المعنى‪ .‬وإذا كان الهدف من علم الداللة‬
‫الوصول إلى المعنى فعليه أن يعالج مستويات أخرى من اللغة بجانب المستوى المعجمي‪ ,‬ومن أهم‬
‫هذه المستويات هي التراكيب والجمل‪.‬‬

‫ظم من‬
‫طب على قرائن نحوية كثيرة‪ ،‬ين ُ‬
‫ويعتمد متكّلم اللغة العربية في فهمه للغة وإفهامها للمخا َ‬
‫معينة موائمة لغرضه اإلبالغي‪.‬‬
‫خاللها كالمه بحيث يربط بين األلفاظ بعالقات نحوية تركيبية ّ‬
‫الربط‪ ،‬والمطابقة بين الكلمات من حيث التذكير‬
‫ومن هذه القرائن‪ :‬الموقع اإلعرابي للكلمة‪ ،‬وأدوات ّ‬
‫والتأنيث واإلفراد والتثنية والجمع والعدد‪ .‬ونوع الكلمة ( اسم ‪ /‬فعل ‪ /‬حرف )‪ ،‬والصيغة الصرفية‪،‬‬
‫وطريقة تنغيم الجملة‪ .‬وغيرها من القرائن التي تش ّكل وسائل كاشفة عن المعنى التركيبي للجملة‪،‬‬
‫كل متكّلم على مراعاتها حتى يكون كالمه مفيداً ومنضبطاً بالقواعد‪.‬‬
‫يعمل ّ‬

‫واّلذي يعنى به الّلسانيون في المقام ّ‬

‫األول‪ ،‬هو دراسة العالقات بين كلمات الّلغة بعضها‬
‫بعضاً‪ ،‬قبل أن ينظروا في العالقات بينها والعالم الخارجي‪.‬‬

‫هناك معان مرتبطة بالتراكيب المختلفة برغم تشابه مفرداتها‪ .‬من أمثلة ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬ق أر أخي رسائل ابن العميد‪.‬‬
‫‪ -‬ق أر ابن أخي رسائل العميد‪.‬‬
‫‪ -‬ق أر ابن العميد رسائل أخي‪.‬‬
‫‪ -‬ق أر العميد رسائل ابن أخي‪.‬‬

‫وضح‪ .‬ماذا تستنتج؟‬

‫المكونة لهذه الجمل‪ .‬ماذا تالحظ؟ هل لها المعنى نفسه؟ ّ‬
‫ّ‬ ‫حدد العناصر‬
‫ّ‬
‫كل‬
‫أن ّ‬‫السابقة على المفردات‪ :‬ق أر – ابن – أخي – العميد – رسائل‪ّ ،‬إال ّ‬
‫رغم اشتمال الجمل ّ‬
‫يدل على أن هناك معنى وراء معاني المفردات يتعّلق بالتّراكيب‪.‬‬
‫مما ّ‬
‫جملة لها معناها الخاص‪ّ ،‬‬
‫النصوص التّالية‪ ،‬من دالئل اإلعجاز لعبد القاهر الجرجاني‪.‬‬
‫تطبيقات‪ :‬حّلل ّ‬
‫األول‪:‬‬
‫الّنص ّ‬
‫أن‬
‫الناس فيه في صورة من يعرف من جانب وينكر من آخر‪ ،‬وهو ّ‬ ‫أن ههنا أصالً أنت ترى ّ‬‫«اعلم ّ‬
‫ألن يضم بعضها‬
‫األلفاظ المفردة اّلتي هي أوضاع الّلغة لم توضع لتعرف معانيها في أنفسها ولكن ّ‬
‫الدليل على ذلك ّأنا إن زعمنا‬
‫إلى بعض فيعرف فيما بينها فوائد‪ ،‬وهذا علم شريف وأصل عظيم‪ ،‬و ّ‬
‫ألدى ذلك إلى ما‬‫أن األلفاظ اّلتي هي أوضاع الّلغة‪ّ ،‬إنما وضعت ليعرف بها معانيها في أنفسها‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫يشك عاقل في استحالته» ص‪.469.‬‬ ‫ال ّ‬
‫الّنص ال ّثاني‪:‬‬
‫تصور وقوع قصد منك إلى معنى كلمة من دون أن تريد تعليقها بمعنى كلمة‬ ‫«ليت شعري كيف ُي ّ‬
‫السامع بها شيئاً ال يعلمه؟ ومعلوم ّأنك ّأيها المتكّلم‬
‫أخرى‪ ،‬ومعنى القصد إلى معاني الكلم أن تُعلم ّ‬
‫السامع معاني الكلم المفردة اّلتي تكّلمه بها‪ ،‬فال تقول‪ :‬خرج زيد لتُعلمه معنى‬
‫لست تقصد أن تُعلم ّ‬
‫ومحال أن تكّلمه بألفاظ ال يعرف هو معانيها كما تعرف‪ ،‬ولهذا‬
‫خرج في الّلغة ومعنى زيد‪ .‬كيف ُ‬
‫لم يكن الفعل وحده دون االسم‪ ،‬وال االسم وحده دون اسم آخر أو فعل كالماً‪ ،‬أو كنت لو قلت‪ :‬زيد‬
‫الشأن‪ ،‬أو قلت زيد ولم تأت بفعل وال اسم آخر ولم‬
‫قدرت فيه ضمير ّ‬
‫ولم تأت بفعل وال باسم وال ّ‬
‫تصوته سواء فاعرفه» ص‪.372.‬‬
‫تضمره في نفسك‪ ،‬كان ذلك وصوتاً ّ‬
‫الّنص ال ّثالث‪:‬‬

‫الفضة فيذيبها بعضها في بعض‬ ‫أن مثل واضع الكالم مثل من يأخذ قطعاً من ال ّذهب أو ّ‬ ‫«واعلم ّ‬
‫حتّى تصير قطعة واحدة‪ ،‬وذلك ّأنك إذا قلت‪ :‬ضرب زيد عم اًر يوم الجمعة ضرباً شديداً تأديباً له‪،‬‬
‫يتوهمه‬
‫عدة معان كما ّ‬ ‫فإّنك تحصل من مجموع هذه الكلم كّلها على مفهوم هو معنى واحد ال ّ‬
‫ألنك لم تأت بهذه الكلم لتفيده أنفس معانيها‪ّ ،‬إنما جئت بها لتفيده وجوه التّعّلق اّلتي‬
‫الناس‪ ،‬وذلك ّ‬
‫ّ‬
‫بين الفعل اّلذي هو ضرب وبين ما عمل فيه‪ ،‬أو األحكام اّلتي هي محصول التّعّلق (‪ )...‬وإذا‬
‫عدة معان وهو إثباتك‬ ‫أن المفهوم من مجموع الكلم معنى واحد ال ّ‬
‫كان ذلك كذلك‪َ ،‬با َن منه وثبت ّ‬
‫زيداً فاعالً ضرباً لعمرو في وقت كذا ولغرض كذا» ص‪.372.‬‬
 ‫ياقية‪:‬‬
‫الس ّ‬‫الداللة ّ‬
‫‪ 2‬ــــ ّ‬
‫السياق‪ .‬فإذا‬
‫حدد معنى الكلمة من خالل استعمالها في اللغة‪ ،‬وال يظهر ّإال إذا كانت في ّ‬
‫يت ّ‬
‫غوية المجاورة لها‬
‫ألن الوحدات الّل ّ‬
‫أريد معرفة كلمة (دالالتها) وجب وضعها في سياقات مختلفة‪ّ ،‬‬
‫للسياقات والمواقف اّلتي تقع‬
‫في تحديد معناها‪ ،‬فدراسة معاني الكلمات تتطّلب تحليالً ّ‬ ‫أهمية‬
‫ذات ّ‬
‫اء‬ ‫فالسياق هو المحيط الّلغوي اّلذي تقع فيه الوحدة الّل ّ‬
‫غوية‪ ،‬سو ً‬ ‫لغوية‪ .‬وعليه ّ‬
‫أم غير ّ‬ ‫لغوية‬
‫فيها ّ‬
‫غوية‪.‬‬
‫غوية‪ ،‬أو غير الّل ّ‬
‫كانت كلمة أو جملة في إطار من العناصر الّل ّ‬
‫السياق‪ ،‬أنواعه مع التّمثيل‪.‬‬
‫حّلل الّنص ال ّتالي مرّك از على‪ :‬معنى ّ‬
‫فإنه ال ّبد من أن‬
‫خاصة‪ ،‬يتّخذ الكلمة أو الجملة موضوعاً له‪ّ ،‬‬ ‫«إذ كان التّحليل الّلغوي ّ‬
‫الداللي ّ‬
‫سمي سياق الموقف أو سياق الثّقافة الرتباط الكلمات بالخارج‬ ‫الخارجية أو ما ّ‬
‫ّ‬ ‫تتداخل العوامل‬
‫أقل ما يمكن أن تكون تلك العالقة‪،‬‬‫بقضية لها عالقة بالخارج‪ ،‬و ّ‬
‫ّ‬ ‫بالقوة أو بالفعل‪ ،‬والرتباط الجملة‬
‫ّ‬
‫إن العنصر المتّخذ موضوعاً‬
‫الصدق والكذب بإزاء ذلك الخارج‪ .‬ومن هنا يمكن القول‪ّ :‬‬‫عالقة ّ‬
‫وتنوعه أيضاً»‪.‬‬
‫السياق المعتبر ّ‬
‫حدد حجم ّ‬‫للتّحليل هو اّلذي ُي ّ‬
‫السياق الّلغوي‪:‬‬
‫ــــ ّ‬
‫كل حالة‪.‬‬
‫حدد معناها في ّ‬
‫ثم ّ‬
‫المكررة في األمثلة التّالية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫تعرف على الكلمة‬
‫ّ‬
‫ماذا تالحظ؟ ماذا تستنتج؟‬
‫الداللة‪ ،‬أحمد مختار عمر‪ ،‬ص (‪.)70- 60‬‬ ‫األمثلة‪ :‬ينظر علم ّ‬
‫ـ ـ ـ قرن اللوبياء‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ القرن العشرين‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ القرن اإلفريقي‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ الخروف‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ قرن الثور‪.‬‬

‫الية (ماذا تالحظ؟ ماذا تستنتج؟)‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ابحث عن معنى كلمة (‪ )good‬اإلنجليزية‪ ،‬في األمثلة التّ ّ‬
‫‪- a good man.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- a good teachert.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- good conduct.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- his serve is only good.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- good land.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- good to eat.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- had a good time.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- won by a good margin.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
‫‪- good reasons.‬‬ ‫……………………………………………………………‬
 ‫المكررة فيها (صالحاً)‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ـ ـ ـ إليك األمثلة التّالية‪ ،‬حاول اكتشاف معنى الكلمة‬

‫أي ‪. ..................................‬‬ ‫ـ ـ رجعت من السفر صالحاً‬

‫أي ‪. ..................................‬‬ ‫ـ ـ تجهزت جها از صالحاً‬
‫أي ‪. ..................................‬‬ ‫ـ ـ تزود المسافرون زادا صالحاً‬
‫أي ‪. ..................................‬‬ ‫ـ ـ ألشدن الحبل شدا صالحاً‬
‫أي ‪. ..................................‬‬ ‫ـ ـ وجدت في رحلتي صالحاً‬
‫أي ‪. ..................................‬‬ ‫ـ ـ رزقني هللا ولدا صالحاً‬
‫السياق في جميع ما سبق؟‬
‫ماذا تالحظ؟ ماذا تستنتج؟ ما نوع ّ‬
‫السياق غير الّلغوي‪:‬‬
‫ــــ ّ‬
‫السياق العاطفي‪ ،‬سياق الموقف‪ ،‬السياق الثقافي‪.)... ،‬‬
‫عدة ( ّ‬
‫السياق في أنواع ّ‬ ‫يضع فيرث ّ‬
‫وتعرف على المعنى الممكن لها (دعني وابتعد‪ ،‬درجة االنفعال بين‬
‫األمثلة‪ :‬الحظ األمثلة التّالية‪ّ ،‬‬
‫حدد‬
‫ثم ّ‬
‫فني)‪ّ ،‬‬
‫القوة والضعف‪ ،‬درجة االنفعال بين الضغينة والكره‪ ،‬نوع‪ ،‬الدعاء للمخاطب‪ ،‬حسن ّ‬
‫الشرح والتّوضيح‪.‬‬
‫السياق كما وضعه فيرث‪ ،‬مع ّ‬‫نوع ّ‬
‫ـ ـ أحب الشتاء‬
‫ـ ـ أحب والدي‬

‫ـ ـ هللا يسهل‬

‫ـ ـ الخط‬

‫النص التّالي‪ ،‬من كتاب الخصائص‪ ،‬البن جني‪.‬‬

‫تطبيقات‪ :‬حّلل ّ‬
‫« ‪ ...‬يمكن أن تكون أسباب التسمية تخفى علينا لبعدها في الزمان عنا‪ .‬أال ترى إلى قول سيبويه‪:‬‬
‫أو لعل األول وصل إليه علم لم يصل إلى اآلخر‪ ،‬يعني أن يكون األول الحاضر شاهد الحال‪،‬‬
‫فعرف السبب الذي له ومن أجله ما وقعت عليه التسمية‪ ،‬واآلخر لبعده عن الحال لم يعرف السبب‬
‫للتسمية‪ ،‬أال ترى إلى قولهم لإلنسان إذا رفع صوته‪ :‬قد رفع عقيرته‪ ،‬فلو ذهبت تشتق هذا‪ ،‬بأن‬
‫تجمع بين معنى الصوت‪ ،‬وبين معنى (عقر) لبعد عنك وتعسفت‪ .‬وأصله أن رجال قطعت إحدى‬
‫رجليه‪ ،‬فرفعها على األخرى‪ ،‬ثم صرخ بأعلى صوته فقال الناس‪ ،‬رفع عقيرته» ج‪ ،1‬ص‪.66.‬‬
 ‫اإلشارية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ظرية‬
‫‪ 3‬ـــــ الّن ّ‬
‫من أقدم النظريات التي حاولت بيان ماهية المعنى‪ .‬القائلين بها يرون أن معنى الكلمة هو ببساطة‬
‫ما تشير إليه في الخارج‪ .‬وقد حاول بعضهم أن يحدد طبيعة المشار إليه ألقسام الكالم المختلفة‪:‬‬

‫● االسم العَلم‪ :‬معناه هو مشار إليه فرد معين في الخارج‪.‬‬

‫● األفعال‪ :‬معناها هو اإلشارة إلى أحداث تقع في الخارج‪.‬‬
‫● الصفات‪ :‬معناها هو اإلشارة إلى خصائص األشياء التي في الخارج‪.‬‬
‫● األحوال‪ :‬معناها هو اإلشارة إلى خصائص األحداث الواقعة في الخارج‪.‬‬
‫● اسم الجنس‪ :‬معناه اإلشارة إلى فرد غير معين في الخارج‪.‬‬

‫الداللة‪.‬‬
‫حّلل الّنص ال ّتالي‪ :‬ألحمد مختار عمر‪ ،‬علم ّ‬
‫إن المشار إليه ال يجب أن يكون شيئاً محسوساً‪ ،‬قابالً للمالحظة‬
‫النظرّية يقولون ّ‬
‫«أصحاب هذه ّ‬
‫كيفية (أزرق)‪ ،‬أو حدثاً (القتل)‪ ،‬أو فكرة تجر ّ‬
‫يدية‬ ‫(المنضدة)‪ ،‬فقد يكون كذلك‪ ،‬كما قد يكون ّ‬
‫كل الكلمات تحمل‬‫ألن ّ‬
‫كل حالة يمكن أن نالحظ ما يشير إليه الّلفظ‪ّ ،‬‬
‫(الشجاعة)‪ ،‬ولكن في ّ‬‫ّ‬
‫ألنها رموز تمّثل أشياء غير نفسها‪ .‬وقد يكون المشار إليه غير ّ‬
‫محدد‪ ،‬كما في كلمة (قلم)‬ ‫معاني‪ّ ،‬‬
‫ألنها يمكن أن تطلق على أي قلم ‪ »...‬ص‪.55.‬‬
‫معين‪ّ ،‬‬
‫اّلتي ال تشير إلى قلم ّ‬
‫أي قسم تنتمي الكلمات التّالية‪ ،‬مع التّعليل‪.‬‬
‫مثال تطبيقي‪ :‬إلى ّ‬
‫محمد‪ ،‬الصدق‪ ،‬ليت‪ ،‬لعل‪ ،‬علي‪ ،‬لكن‪ ،‬الشهامة‪ ،‬غول‪ ،‬سعالة‪ ،‬جن‪ ،‬مالئكة‪ ،‬عفاريت‪ ،‬جبل‪،‬‬
‫ّ‬
‫شجرة‪ ،‬طويل‪ ،‬أخضر‪ ،‬كسر‪ ،‬جرى‪ ،‬قام‪ ،‬العدل‪ ،‬الكرم‪.‬‬

‫ـ ـ ـ هل جميع هذه الكلمات لها مشار إليه في الخارج؟‬

‫ـ ـ ـ مثل ماذا؟ أين يمكننا وضعها إذن؟‬
‫ـ ـ ـ ماذا تستنتج؟‬

‫ناقش القول ال ّتالي‪ ،‬لجمال الدين الشيرازي‪:‬‬

‫« اللفظ موضوع للوجود الخارجي‪ ،‬وال ينافي كونه للوجود الخارجي وجود استحضار للصور‬
‫الذهنية‪ .‬وفصل بعضهم قائال‪ :‬إذا كان الشيء له وجود خارجي وذهني فاللفظ موضوع للخارجي‪،‬‬
‫وأما إذا كان ال وجود له في الخارج [غول‪ ،‬سعالة‪ ،‬رخ] فاللفظ موضوع للصورة الذهنية»‪.‬‬
 ‫رية‪:‬‬
‫صو ّ‬
‫ظرية ال ّت ّ‬
‫‪ 4‬ـــــ الّن ّ‬
‫صورات‬
‫(الداللة) بالفكر‪ ،‬حيث ترّكز على «األفكار والتّ ّ‬
‫ألنها تربط الّلغة ّ‬
‫بالعقلية أيضاً‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫وتسمى‬
‫ّ‬
‫السامعين‪ ،‬بقصد تحديد معنى الكلمة‪ ،‬أو ما يعنيه المتكّلم بكلمة‬
‫الموجودة في عقول المتكّلمين و ّ‬
‫هنية‪ ،‬أو اعتبرناه‬
‫الصورة ال ّذ ّ‬
‫معينة‪ ،‬سواء اعتبرنا معنى الكلمة هو الفكرة أو ّ‬
‫استعملها في مناسبة ّ‬
‫الرمز والفكرة»‪.‬‬
‫العالقة بين ّ‬
‫ناقش القول ال ّتالي‪ ،‬لـ"جون لوك"‪:‬‬

‫تعد مغزاها‬ ‫«استعمال الكلمات يجب أن يكون اإلشارة ّ‬

‫الحساسة إلى األفكار‪ ،‬واألفكار اّلتي تمّثلها ّ‬
‫المباشر الخاص»‪.‬‬

‫الرازي اّلذي‬
‫الدين ّ‬
‫الصورة ال ّذهنية عند بعض األصوليين‪ ،‬مثل‪ :‬الجويني‪ ،‬وفخر ّ‬
‫ُوجدت نظرّية ّ‬
‫الخارجية‪ ،‬بل للمعاني ال ّذهنية‪ .‬وتبعه البيضاوي‬
‫ّ‬ ‫بأن األلفاظ المفردة ما ُوضعت للموجودات‬
‫يقول ّ‬
‫وابن الزملكاني‪ ,‬والقرطبي‪.‬‬

‫الرازي‪.‬‬
‫الدين ّ‬
‫حّلل الّنص ال ّتالي‪ :‬لفخر ّ‬
‫وظنه شج اًر‪ ،‬أطلق عليه‬
‫وظنه حج اًر‪ ،‬أطلق عليه حج اًر‪ ،‬فإذا دنا منه ّ‬
‫إن من رأى شيئاً من بعيد ّ‬
‫«ّ‬
‫ثم إذا تحّقق منه وعرف ّأنه إنسان‬
‫وظنه فرساً‪ ،‬أطلق عليه لفظ فرس‪ّ ،‬‬
‫لفظ شجر‪ ،‬وعندما دنا أكثر ّ‬
‫أن الّلفظ دائر مع المعاني ال ّذهنية دون الموجودات‬
‫دل ذلك على ّ‬
‫أطلق عليه لفظ إنسان‪ّ .‬‬
‫الخارجية‪.‬‬
‫ّ‬
‫ألن قولنا‪" :‬قام زيد"‪ ,‬ال يفيد‬
‫أما المرّكبات فهي موضوعات لألحكام ال ّذهنية‪ ،‬ال للوجود الخارجي؛ ّ‬ ‫ّ‬
‫ثم ننظر مطابقته للخارج أم ال»‪.‬‬
‫قيام زيد‪ ,‬و ّإنما يفيد الحكم به واإلخبار عنه‪ّ ,‬‬

‫أساسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الداللي على ثالثة أطراف‬
‫مثال تطبيقي‪ :‬يقوم الفعل ّ‬
‫الداللي)‪.‬‬
‫طط (المثّلث ّ‬‫وضحها بمخ ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫للداللة‪.‬‬
‫النظرّيتين ّ‬
‫ـ ـ ـ ّبين عليه رؤية ّ‬
‫ووضح بعض المآخذ على ٍ‬
‫كل منهما‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ قارن بين ّ‬
‫النظرّيتين‪ّ ،‬‬
 ‫لوكية‪:‬‬
‫الس ّ‬
‫ظرية ّ‬
‫‪ 5‬ـــــ الّن ّ‬
‫إن‬
‫سلوكية‪ ،‬فقال ّ‬
‫ّ‬ ‫وفسره من وجهة نظر‬ ‫رائدها األمريكي التّوزيعي بلومفيلد‪ ،‬درس المعنى ّ‬
‫السامع‪ .‬وقد‬
‫المعنى هو‪ :‬الموقف اّلذي نطق فيه المتكّلم‪ ،‬واالستجابة اّلتي استدعاها كالمه عند ّ‬
‫يوضح هذا التّعريف في شكل قصة قصيرة‪ :‬كان هناك رجل يدعى جاك وامرأته جيل‬ ‫حاول أن ّ‬
‫الرجل كالمها‬
‫يسيران في غابة‪ ،‬فرأت المرأة تفاحة وكانت تشعر بالجوع‪ ،‬فقالت‪ّ " :‬إني جائعة"‪ ،‬سمع ّ‬
‫وقدمها لها لتأكلها‪.‬‬
‫فصعد شجرة التّفاح وقطف منه واحدة ّ‬
‫تحليل معنى الحدث الكالمي‪:‬‬

‫قام بلومفيلد بتحوير الصيغة السلوكية لتمثل المؤثر واالستجابة‪ ،‬لتوافق الحدث الكالمي‪:‬‬
‫م ◄▬▬ سـ ـ ـ ـ ـ ـ مـ ◄▬▬ س ‪ ...‬وهكذا‬
‫حيث (م) = المؤثر البيئي ‪( ،‬سـ)= استجابة لغوية‪( ،‬مـ) = مؤثر لغوي‪( ،‬س) = استجابة فعلية‪.‬‬

‫السابقة‪.‬‬
‫القصة ّ‬
‫فسر هذه العناصر من خالل ّ‬
‫المطلوب‪ّ :‬‬
‫تعليمية الّلغات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ ـ ـ ّبين كيف يمكن االستفادة منها خصوصاً في‬
‫النظرّية‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ابحث عن مآخذ هذه ّ‬
‫الداللة‪.‬‬
‫حّلل الّنص ال ّتالي‪ :‬ألحمد مختار عمر‪ ،‬علم ّ‬
‫إن هذا المنهج يملك جدارة محاولة دراسة المعنى على أسس قابلة للمالحظة‪ ،‬ويمكن أن نعترف‬
‫«ّ‬
‫الهامة لكلمات مثل‪ :‬كرسي‪ ،‬كتاب ‪ ...‬يمكن أن تحضر داخل مجال المثير‬‫ّ‬ ‫بأن بعض الجوانب‬‫ّ‬
‫معينة من األشياء القابلة‬
‫واالستجابة عن طريق بيان كيف ّأنهما جاءا ليرتبطا مع طبقات ّ‬
‫أن معنى الكلمات ذات الخصائص القابلة للمالحظة مثل شكلها ولونها‬
‫للمالحظة في البيئة‪ ،‬و ّ‬
‫تدل على أشياء أو‬
‫طريق‪ .‬ولكن كلمات كثيرة ال ّ‬ ‫ووزنها ‪ ...‬يمكن أن تعالج ـ ـ بكفاية ـ ـ بهذا ال ّ‬
‫السلوكية شيئاً مفيداً لتقوله عنها»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫خصائص قابلة للمالحظة‪ .‬ولذا ال تملك‬
 ‫‪ 6‬ـــــ النظرية السياقية‪:‬‬
‫ارتبطت النظرية السياقية باللغوي االنجليزي (فيرث)‪ ،‬الذي ركز على الوظيفة االجتماعية للغة‬
‫وأساسها مفهوم سياق الحال الذي يعرفه فيقول "هو جملة من العناصر المكونة للموقف الكالمي"‬
‫ومن ذلك شخصية المتكلم والسامع‪ ،‬و تكوينهما الثقافي‪ ،‬باإلضافة إلى شخصيات من يشهدون‬
‫الكالم‪ ،‬وبيان ما لذلك من عالقة بالسلوك اللغوي‪ ،‬والعوامل والظواهر االجتماعية ذات العالقة‬
‫باللغة والسلوك اللغوي لمن يشارك في الموقف الكالمي مثل حالة الجو‪ ،‬والوضع السياسي‪ ،‬ومكان‬
‫الكالم‪ .‬ومن هنا نعرف أن سياق الحال تتشابك في داللته عناصر كثيرة‪.‬‬
‫ويرى أصحاب النظرية السياقية أن الطريق إلى المعنى ليس رؤية المشار إليه أو وصفه أو تعريفه‬
‫وإنما من خالل السياق اللغوي الذي وردت فيه‪ ،‬والموقف الحالي الذي استعملت فيه؛ وعليه فدراسة‬
‫ّ‬
‫المعنى تتطلب تحليال للسياقات اللغوية وغير اللغوية‪ .‬والسياق هو البيئة اللغوية أو غير اللغوية‬
‫التي تحيط بالخطاب وتكشف معناه‪.‬‬
‫ـــــ السياق اللغوي‪:‬‬

‫هو البيئة اللغوية التي تحيط بجزيئات الكالم من مفردات وجمل وخطاب‪.‬‬
‫ولتمييز عناصر السياق اللغوية‪ ،‬إليك األمثلة التالية‪:‬‬

‫األمثلة (‪:)1‬‬

‫الشاهد في هذه األمثلة‪.‬‬

‫حدد ّ‬‫ّ‬ ‫ـ ـ ـ نام الولد‪.‬‬
‫ماذا تالحظ؟‬ ‫ـ ـ ـ قام الولد‪.‬‬
‫تفسر ذلك؟‬
‫كيف ّ‬ ‫ـ ـ ـ صام الولد‪.‬‬
‫ماذا تستنتج؟‬ ‫ـ ـ ـ دام الولد‪.‬‬

‫قارن‪ :‬عند استبدال الصوت ن‪ ،‬نحصل على‪:‬‬

‫دام‪( :‬اختلفت عن نام بصوت د)‪ .‬قام‪( :‬اختلفت عن نام بصوت ق)‪.‬‬

‫وعند استبدال الصوت م‪ ،‬نحصل على‪:‬‬

‫ناب‪( :‬اختلفت عن نام بصوت ب)‪ .‬ناح‪( :‬اختلفت عن نام بصوت ح)‪.‬‬

‫ولفظ الولد عندما نستبدل صوت (و) فيه يتغير الفظه ويتغير معناه ونحصل على‪:‬‬
‫الخلد‪( :‬اختلفت عن الولد بصوت خ)‪.‬‬
‫البلد‪( :‬اختلفت عن الولد بصوت ب)‪َ ،‬‬
‫وتية‪ ،‬لها‬
‫الص ّ‬
‫التركيب الصوتي‪ :‬هو السياق الفونيمي الذي يشكل الكلمة‪ ،‬فـ"نام الولد"‪ ،‬من الناحية ّ‬
‫سياق فونيمي يشارك في تحديد معنى مفرداتها‪ ،‬يتمّثل في تأليفها من الفونيمات‪( :‬ن ا م) مرتبة‬
‫تغير أحد هذه الفونيمات أو اختلف ترتيبها تبع ذلك تغيير في المعنى‪.‬‬
‫بهذه الطريقة؛ ومتى ّ‬
‫األمثلة (‪:)2‬‬

‫الشاهد في هذه األمثلة‪.‬‬

‫حدد ّ‬‫ّ‬ ‫ـ ـ ـ نام الولد‪.‬‬
‫ماذا تالحظ؟‬ ‫ـ ـ ـ نام الولدان‪.‬‬
‫تفسر ذلك؟‬
‫كيف ّ‬ ‫ـ ـ ـ نام األوالد‪.‬‬
‫ماذا تستنتج؟‬ ‫ـ ـ ـ دام المولود‪.‬‬

‫التركيب الصرفي‪ :‬يتمثل في تركيب الصيغة الصرفية واختالفها عن الصيغ الصرفية األخرى‪،‬‬
‫ويتبع هذا االختالف اختالف داللتها؛ فلفظ الولد هنا‪ :‬اسم مفرد مذكر مرفوع‪ ،‬تختلف عن كلمات‬
‫أخرى ألسباب صرفية‪.‬‬

‫ولدت‪ ،‬وَلد َن‪ ،‬تََوالد‪ ،‬الوالِد‪ِ ،‬والدة‪.‬‬

‫الصيغ التّالية‪َ :‬‬
‫حدد نوع ودالالت ّ‬
‫مثال تطبيقي‪ّ :‬‬
‫األمثلة (‪:)3‬‬

‫المجموعة ـ ب ـ‬ ‫المجموعة ـ أ ـ‬

‫ـ ـ ـ نام الولد‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ محمد مسافر‪.‬‬

‫مت الولد‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ّنو ُ‬ ‫ـ ـ ـ لم يسافر محمد‪.‬‬
‫ـ ـ ـ رأيت الولد نائما‪.‬‬ ‫إن محمدا لكريم‪.‬‬
‫ـــ ّ‬
‫ـ ـ ـ الولد نائم‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ متى تسافر‬
‫حسن علي ولدا‪.‬‬
‫ـــ ُ‬ ‫ـ ـ ـ ال تودي بنفسك إلى التهلكة‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ذاكر دروسك‪.‬‬

‫المطلوب‪:‬‬

‫كل مجموعة‪.‬‬
‫الشاهد في جمل ّ‬‫حدد ّ‬ ‫ـــ ّ‬
‫كل جملة؟‬
‫حوية المقصودة في ّ‬
‫الن ّ‬
‫الداللة ّ‬
‫ـ ـ ـ ما ّ‬
‫النحوية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدالالت‬
‫ـ ـ ـ استنتج أنواع ّ‬
‫ركيبية؟‬ ‫ـ ـ ـ هل يمكن وجود أنواع أخرى من ّ‬
‫الدالالت التّ ّ‬
 ‫التركيب النحوي‪ :‬ويمكن النظر إلى دالالته‪ ،‬من حيث هي‪:‬‬
‫النفي‪،‬‬
‫● دالالت نحوية عامة‪ ،‬وهي المعاني العامة المستفادة من الجمل واألساليب‪( :‬الخبر‪ّ ،‬‬
‫التأكيد‪ ،‬االستفهام‪ ،‬النهي‪ ،‬األمر ‪.)...‬‬
‫● دالالت نحوية خاصة‪ ،‬كداللة تركيب الجملة على معان نحوية‪ ،‬مثل‪( :‬الفاعلية‪ ،‬المفعولية‪،‬‬
‫الحالية‪ ،‬االبتداء‪ ،‬التمييز)‪.‬‬
‫الدالالت الخاصة‪ ،‬فإذا‬
‫العامة أو ّ‬ ‫حوية‪ ،‬دالالت أخرى من غير ّ‬
‫الدالالت ّ‬ ‫الن ّ‬ ‫يمكن أن تفيد التّراكيب ّ‬
‫تأملنا في دالالت الجمل التّالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫ـ ـ ـ اشتعل الرأس شيبا‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ما ضربت زيدا‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ما زيدا ضربت‪.‬‬

‫انية نفى ضرب زيد ولم‬

‫الشمول (ظهور الشيب فقط)‪ .‬وفي الثّ ّ‬
‫أن األولى تفيد إضافة لإلخبار ّ‬
‫سنجد ّ‬
‫يتعرض لذكر شيء آخر‪ ،‬فال ندري هل ضرب غيره أم ال‪ .‬وُيفهم من الجملة الثّالثة نفي ضرب‬
‫زيد و ّأنه ضرب غيره‪.‬‬
‫● لكل تركيب معنى نظمي يختلف عن التراكيب األخرى‪ ،‬وهو ما ّبينه عبد القاهر الجرجاني في‬
‫دالئل اإلعجاز (المعنى النظمي)‪.‬‬

‫األمثلة (‪:)4‬‬

‫المعجمية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ـ ـ ـ إليك مجموعة من المفردات‬
‫نام‪ ،‬أبو‪ ،‬الجد‪ ،‬صحا‪ ،‬واستيقظ‪ ،‬ونهض‪ ،‬العم‪ ،‬األم‪ ،‬جلس‪ ،‬البنت‪ ،‬الحفيد‪ ،‬نعس‪.‬‬
‫المطلوب‪:‬‬

‫دالليين‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ش ّكل منها حقلين ّ‬
‫كل حقل منها‪.‬‬
‫حدد االختالفات بين مفردات ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫النظام المعجمي‪ :‬يتمّثل في مفردات المعجم وطبيعة نظام حقوله الداللية‪.‬‬

‫األمثلة (‪:)5‬‬
‫ـ ـ ـ ُيد َّ‬
‫الدهر‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ يد الريح‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ ُيد القوس‪.‬‬ ‫الر َحى‪.‬‬
‫ـ ـ ـ َي ُد َّ‬ ‫ـ ـ ـ علي له ٍ‬
‫أياد بيضاء‪.‬‬
‫ّ‬
‫ـ ـ ـ أنف الخيل‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ أنف النهار‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ أنف الدهر‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ أنف الجبل‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ أنف القوم‪.‬‬
 ‫المطلوب‪:‬‬

‫الشاهد في هذه األمثلة‪.‬‬

‫حدد ّ‬‫ـــ ّ‬
‫كل مثال‪.‬‬
‫حدد داللته في ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫ـ ـ ـ ماذا تستنتج؟‬
‫المصاحبة؛ وتتمثل في ما يصاحب الكلمة من كلمات تؤثر في معناها وتحدده‪ ،‬فمثال كلمة (يد)‬
‫يختلف معناها في التعبيرات التالية الختالف المفردات المصاحبة لها‪.‬‬

‫األمثلة (‪:)6‬‬

‫ـ ـ ـ عمرو ال يضع عصا الترحال‪.‬‬

‫ـ ـ ـ زيد كثير الرماد‪.‬‬
‫ـ ـ ـ عمرو يقدم رجال ويؤخر أخرى‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ضحك الشيب برأسه فبكى‪.‬‬
‫ـ ـ ـ (أخرجكم من الظلمات إلى النور)‪.‬‬

‫المطلوب‪:‬‬

‫كل جملة‪.‬‬
‫حدد داللة ّ‬
‫ـــ ّ‬
‫ـ ـ ـ هل هي دالالت صريحة؟‬
‫ـ ـ ـ كيف يمكن تسميتها؟‬
‫األسلوب؛ ويتمثل في األسلوب البالغي الذي أُلف فيه الخطاب‪.‬‬

‫ـــــ السياق غير اللغوي‪:‬‬

‫ويسمى بسياق الموقف أو سياق الحال‪:‬‬

‫ّ‬
‫ـ ـ ـ يقول رشيد بلحبيب‪ « :‬ينبغي التأكيد في البداية على أن الوحدات الكالمية للغة الطبيعية ليست‬
‫مجرد سلسلة من الكلمات‪ ،‬فهناك مكون ال كالمي ُيفرض دائما بالضرورة فوق المكون الكالمي في‬
‫كل وحدة كالمية محكية»‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ويقول السعران‪ « :‬المعنى القاموسي أو المعنى المعجمي ليس كل شيء في إدراك معنى الكالم‬
‫فثمة عناصر غير لغوية ذات دخل كبير في تحديد المعنى‪ ،‬بل هي جزء من معنى الكالم وذلك‬
‫كشخصية المتكلم وشخصية المخاطب وما بينهما من عالقات وما يحيط بالكالم من مالبسات‬
‫وظروف ذات صلة به»‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ويقول مالينوسكي‪ « :‬إن االعتقاد بأن المعنى محصور في الكالم مفهوم خاطئ؛ ألن الكالم‬
‫والسياق عنصران متالزمان يكمل بعضهم بعضا وال انفصام بينهما»‪.‬‬

‫األمثلة (‪:)1‬‬

‫حدد معنى كلمة جذر‪ ،‬عند‪ :‬علماء النبات‪ ،‬علماء الرياضيات‪ ،‬علماء اللغة‪.‬‬
‫ـــ ّ‬
‫السياق الثقافي االجتماعي؛ وهو المجال أو اإلطار االجتماعي أو الثقافي الذي ينتمي إليه الكالم‪.‬‬
‫فجذر اختلفت معانيها الختالف المجال والسياق الثقافي الذي وردت فيه‪:‬‬

‫األمثلة (‪:)2‬‬

‫ـ ـ ـ عند سؤال أحدهم‪” :‬هل أحضرت الورقة؟“ فيقول‪ :‬الوقت ”غير مناسب“‪.‬‬
‫ـ ـ ـ عند جوابك لمن أراد أن يسكب لك‪” :‬عندي موعد الساعة السابعة ‪ ...‬إن القهوة تطرد النوم“‪.‬‬
‫عدة احتماالت؟ كيف يمكننا تحديد المعنى‬
‫هل ستفهم من هذا الكالم معنى واحداً؟ أم هناك ّ‬
‫المناسب إذاً؟‬
‫عناصر سياق الموقف‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ ـ الكالم الفعلي‪ :‬أي الذي دار خالل الموقف‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ طبيعة المتحدثين (يعني من هم هؤالء المتحدثون الذين دار بينهم الحديث ومعرفة كل واحد‬
‫منهم؛ هل هو مسئول يحدث أحد موظفيه‪ ،‬أم أب يكلم ابنه)‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ ـ طبيعة األشياء المتحدث عنها (يعني الكالم يدور عن ماذا؟)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ ـ األفعال المصاحبة للكالم‪ :‬يجب أن ترى الشخص‪ ،‬أو يوصف لك‪ ،‬كيف كان يتكلم؛ هل كان‬
‫يبدو على مالمحه الغضب أو المرح أو الرضا أو الضجر أو المزاح‪ .‬البد أن ترى التعبيرات‬
‫المصاحبة للكالم على وجه المتكلم‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ـ ـ زمن الكالم‪ :‬عند الفجر في العصر عند العشاء‪ ،‬اليوم أمس ‪ ،...‬في أي وقت كان الكالم‪.‬‬
 ‫اللية‪:‬‬
‫الد ّ‬‫نظرية الحقول ّ‬
‫‪ 7‬ـــــ ّ‬
‫الداللي أو الحقل المعجمي‪ « :‬هو مجموعة من الكلمات ترتبط دالالتها‪ ،‬وتوضع عادة تحت‬
‫الحقل ّ‬
‫يعبر عن‬
‫غوية ّ‬
‫المادة الّل ّ‬
‫وعرفه "‪ "Ullmann‬بقوله‪" :‬هو قطاع متكامل من ّ‬
‫لفظ عام يجمعها (‪ّ )...‬‬
‫معين من الخبرة"‪ ،‬و"‪ "Lyons‬بقوله‪" :‬مجموعة جزئيات لمفردات الّلغة"»‪.1‬‬
‫مجال ّ‬
‫اللية ‪.2‬‬
‫الد ّ‬‫مبادئ نظرّية الحقول ّ‬
‫ـ ـ ال وحدة معجمية ‪ Lexeme‬عضو في أكثر من حقل‪.‬‬
‫عين‪.‬‬
‫ـ ـ ال وحدة معجمي ّّة ال تنتمي إلى حقل م ّ‬
‫السياق اّلذي ترد فيه الكلمة‪.‬‬
‫يصح إغفال ّ‬
‫ّ‬ ‫ـ ـ ال‬
‫النحوي‪.‬‬
‫ـ ـ استحالة دراسة المفردات مستقّلة عن تركيبها ّ‬
‫األمثلة (‪:)1‬‬

‫إليك المفردات التّالية‪ :‬ثوب‪ ،‬قدر‪ ،‬أب‪ ،‬معطف‪ ،‬صحن‪ ،‬جد‪ ،‬رداء‪ ،‬كأس‪ ،‬أخ‪ ،‬إزار‪ ،‬بادية‪ ،‬أخت‪،‬‬
‫حذاء‪ ،‬طاسة‪ ،‬عم‪ ،‬عمامة‪ ،‬زير‪ ،‬خال‪.‬‬
‫داللية‪.‬‬
‫ـ ـ ـ ش ّكل منها ثالثة حقول ّ‬
‫الداللي‪.‬‬
‫ـ ـ ـ استنتج عناصر الحقل ّ‬

‫مكون من عنصرين؛ َّ‬

‫األول‪ :‬مفهومي (‪.)Conceptual Field‬‬ ‫كل حقل داللي ّ‬
‫● ّ‬
‫والثّاني‪ :‬معجمي (‪ )Lexical Field‬يغطي مساحة األول‪.‬‬

‫اختالف الحقل المعجمي من لغة إلى أخرى‪:‬‬

‫اإلنجليزية‬ ‫العربية‬
‫الحقل‬ ‫الحقل‬
‫مفرد مثنى جمع‬ ‫مفرد مثنى جمع‬
‫المفهومي‬ ‫المفهومي‬
‫مذكر‬ ‫مذكر‬
‫‪We‬‬ ‫‪I‬‬ ‫متكلم‬ ‫نحن‬ ‫أنا‬ ‫متكلم‬
‫مؤنث‬ ‫مؤنث‬
‫مذكر‬ ‫أنتم‬ ‫أنت‬ ‫مذكر‬
‫‪YOU‬‬ ‫مخاطب‬ ‫أنتما‬ ‫مخاطب‬
‫مؤنث‬ ‫انتن‬ ‫أنت‬ ‫مؤنث‬
‫مذكر ‪He‬‬ ‫هو هما هم‬ ‫مذكر‬
‫‪They‬‬ ‫غائب‬ ‫غائب‬
‫مؤنث ‪She‬‬ ‫هي هما هن‬ ‫مؤنث‬

‫الداللة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1998 ،5‬ص‪.79.‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ ـ أحمد مختار عمر‪ ،‬علم ّ‬
‫الداللة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬ط‪ ،1998 ،5‬ص‪.80.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ أحمد مختار عمر‪ ،‬علم ّ‬
 ‫تغير الحقل المعجمي من عصر إلى آخر‪:‬‬

‫أقرباء الزوج أقرباء الزوجة‬ ‫الجنس أقرباء الزوج أقرباء الزوجة‬

‫حم‬ ‫>‬ ‫ختَن‬ ‫حم‬ ‫مذكر‬
‫حماة‬ ‫>‬ ‫ختنة‬ ‫حماة‬ ‫مؤنث‬

‫مقارنة مفردات اإلخوة في المالوية والعربية والهنغارية‪:‬‬

‫المالوية‬ ‫العربية‬ ‫الهنغارية‬ ‫العمر‬ ‫الجنس‬
‫‪batya‬‬ ‫األخ األكبر‬
‫أخ‬ ‫مذكر‬
‫‪öcs‬‬ ‫األخ األصغر‬
‫‪sudara‬‬
‫‪néne‬‬ ‫األخت الكبرى‬
‫أخت‬ ‫مؤنث‬
‫‪hug‬‬ ‫األخت الصغرى‬

‫يتكون من مجموعة من المعاني أو الكلمات المتقاربة التي ّ‬

‫تتميز بوجود عناصر‬ ‫●الحقل الداللي ّ‬
‫أو مالمح داللية مشتركة‪ ،‬وبذلك تكتسب الكلمة معناها في عالقاتها بالكلمات األخرى‪ ،‬فال يفهم‬
‫معاني مفردات التقديرات‪ :‬ممتاز‪ ،‬جيد جدا‪ ،‬جيد‪ ،‬مقبول إال بمقارنتها ببعضها‪.‬‬
‫●كلما كثرت المفردات في الحقل قلت مساحة كل منها‪ ،‬وكلما قلت زادت مساحة معنى كل منها‪.‬‬
‫●كل لغة لها نظام وعدد من المفردات لتغطية الحقول المفهمومية‪.‬‬
‫أهم مميزات الحقول َّأنها تنقسم‬ ‫ٍ‬
‫متساو َّ‬
‫ألن من ّ‬ ‫إن الكلمات داخل الحقل الواحد ليست ذات وضع‬
‫●ّ‬
‫ثم تدخل تحت كل‬ ‫إلى أقسام أو تصنيفات‪ ،‬وكل حقل منها يحتوي على المجموعة التي ّ‬
‫تخصه‪ّ ،‬‬
‫قسم من األقسام‪ ،‬أقسام صغرى ّ‬
‫تتفرع عن الكبيرة‪.‬‬
‫●هناك كلمات أساسية أو مفاهيم مركزية بالنسبة للحقول الداللية وأخرى هامشية‪ .‬وخصائص‬
‫الكلمة األساسية أن معناها غير مأخوذ من معنى كلمة أخرى‪ ،‬فألفاظ األلوان العربية‪ :‬األبيض‪،‬‬
‫األسود‪ ،‬األحمر‪ ،‬األخضر‪ ،‬األصفر‪ ،‬األزرق أساسية ألنها غير مأخوذة من أسماء أخرى‪ ،‬بينما‬
‫الرمادي والبني والبرتقالي غير أساسية ألنها مأخوذ من ألفاظ البن والرماد والبرتقال‪.‬‬
‫ويعد مجال‬
‫وحيزها المكاني باختالف مجاالت واهتمامات اإلنسان‪ّ ،‬‬
‫● يختلف حجم الحقول الداللية ّ‬
‫المجردات‪ ،‬وفي آخر المراتب‬
‫ّ‬ ‫الكائنات واألشياء من أكبر المجاالت‪ ،‬ويليه مجال األحداث‪ ،‬ويتبعه‬
‫ما يتّصل ويرتبط بالعالقات‪ .‬كذلك تختلف حجم المادة المعجمية في الحقل باختالف الثقافة‬
‫والعصر‪ ،‬فمثال حقل الجمل في العربية الفصحى الكالسيكية يعد ضخم جدا‪ ،‬بينما حجم الجمل في‬
‫اليابانية أو لغة اإلسكيمو ال يشتمل إال على كلمة واحدة مستعارة‪ ،‬بينما حقل الثلج والجليد في لغة‬
‫اإلسكيمو من أكثر الحقول المعجمية ثراء لفظيا‪ ،‬بعكس حجمه في العربية الذي يعد صغي ار جدا‪.‬‬
‫متعددة حول افتراض وجود أطر مشتركة أساسية للتصورات والمفاهيم بين لغات‬
‫● هناك اتّجاهات ّ‬
‫يصح أن تدعى تصنيفات ومفاهيم‬ ‫ّ‬ ‫التصورات التي‬
‫ّ‬ ‫البشر‪ ،‬إذ تتقاسم اللغات جميعها عدداً من‬
‫داللية عالمية مثل "حي"‪ ،‬و"غير حي"‪ ،‬و"حسي" و"معنوي"‪ ،‬و"بشري"‪ ،‬و"غير بشر ّي"‪ ،‬وهو منهج‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫مطبق في التحليل التكويني للمعنى‪.‬‬
‫ّ‬
‫اللية‪:‬‬
‫الد ّ‬‫العالقات في الحقول ّ‬
‫ال تصنف هذه الطريقة مدلول الكلمات في حقول داللية مبنية على الترادف و التماثل فقط مثل‪:‬‬
‫طالب‪ ،‬تلميذ‪ .‬و إنما تكون كذلك مبنية على التضاد مثل الطويل ‪ -‬القصير‪ ،‬األبيض – األسود‪،‬‬
‫الصغير‪ -‬الكبير‪ ،‬أو على عالقة التدرج ‪ ،‬أو على عالقة السبب بالمسبب‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فقد‬
‫تكون العالقة في الحقل الداللي مبنية على األوزان االشتقاقية و التصنيفات النحوية‪ .‬أو الحقول‬
‫السنتجماتية‪.‬‬

‫إن هذا التحليل األولي للحقول الداللية تتبعه امتدادات‪ ،‬فمن جهة‪:‬‬
‫ـ ـ ـ التقابل الكلي‪ :‬ليل‪/‬نهار‪.‬‬
‫ـ ـ ـ التقابل الجزئي‪ :‬يوم‪/‬نهار‪.‬‬
‫ـ ـ ـ التدرج‪ :‬هزيل‪ /‬ضامر‪/‬أعجف‪.‬‬
‫المسبب‪ :‬سحاب‪/‬مطر‪.‬‬
‫ـ ـ ـ السبب و ّ‬
‫نميز‪:‬‬
‫اللية ّ‬
‫الد ّ‬
‫ومن أبرز العالقات ّ‬
‫‪ 1‬ـ ـ ـ الترادف‪ :‬يكون (أ) و(ب) مترادفين‪ ،‬إذا كان (أ) يتضمن (ب) و(ب) يتضمن (أ)‪.‬‬
‫أن التضمن يكون من طرف واحد؛‬ ‫‪ 2‬ـ ـ ـ االشتمال‪ :‬وهي أهم العالقات‪ ،‬ويختلف عن الترادف في ّ‬
‫حيث‪ :‬يكون (أ) مشتمال على (ب) حين يكون (ب) أعلى في التقسيم التصنيفي أو التفريعي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ ـ عالقة الجزء بالكل‪ :‬مثل عالقة اليد بالجسم‪ ،‬فاليد جزء من الجسم وليس نوعا منه‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ ـ التضاد‪ :‬أ ـ ـ ـ النقيض‪ :‬حي‪/‬ميت‪.‬‬
‫ب ـ ـ ـ التضاد المتدرج‪ :‬غال‪/‬حار‪/‬دافئ‪/‬معتدل‪/‬مائل للبرودة‪/‬بارد‪/‬قارس‪/‬متجمد‪.‬‬
‫ج ـ ـ ـ العكس‪ :‬باع‪/‬اشترى ‪ .‬د ـ ـ ـ التضاد االتجاهي‪ :‬أعلى‪/‬أسفل ‪ ،‬يصل‪/‬يغادر‪.‬‬

‫تمرين تطبيقي‪ :‬صنف هذه الكلمات في حقل داللي‪ ،‬مبينا نوع العالقات‪ :‬الجمبري‪ ،‬قرش‪ ،‬هدهد‪،‬‬
‫رجل‪ ،‬كلب‪ ،‬سوسن‪ ،‬بعوض‪ ،‬حمام‪ ،‬امرأة‪ ،‬عصفور‪ ،‬كاميليا‪ ،‬بلبل‪ ،‬ذباب‪ ،‬لوتس‪ ،‬ياسمين‪ ،‬ولد‪،‬‬
‫تبن‪ ،‬حصان‪ ،‬نمل‪ ،‬بقرة‪ ،‬بنت‪ ،‬الصنوبر‪ ،‬حنكليس‪ ،‬زعتر‪ ،‬الزيتون‪ ،‬كركدن‪ ،‬السلق‪ ،‬صقر‪.‬‬
 ‫داولية‪:‬‬
‫الداللة وال ّت ّ‬
‫‪ 8‬ـــــ ّ‬
‫داولية ‪ ،pragmatics‬يعود‪« :‬بمفهومه الحديث إلى‬
‫أن مصطلح التّ ّ‬ ‫يذكر محمود أحمد نحلة‪ّ ،‬‬
‫الفيلسوف األمريكي تشارلز موريس ‪ Charles Morris‬اّلذي استخدمه سنة ‪ 1938‬داالً على فرع‬
‫يمية ‪( semiotics‬يؤثر موريس استخدام‬
‫الس ّ‬
‫من فروع ثالثة يشتمل عليها علم العالمات أو ّ‬
‫‪ .)semiotic‬هذه الفروع هي‪:‬‬
‫كلية بين العالمات بعضها مع بعض‪.‬‬ ‫الش ّ‬
‫ـ ـ ـ علم التّراكيب‪ :‬وهو يعنى بدراسة العالقات ّ‬
‫تدل عليها‪ ،‬أو تحيل إليها‪.‬‬
‫الداللة‪ :‬وهو يدرس عالقة العالمات باألشياء اّلتي ّ‬
‫ـ ـ ـ علم ّ‬
‫بمفسريها»‪.1‬‬
‫وتهتم بدراسة عالقة العالمة ّ‬
‫ّ‬ ‫داولية‪:‬‬
‫التّ ّ‬
‫الرمز‪:‬‬
‫معرفية تساهم كّلها في دراسة ّ‬
‫ّ‬ ‫ميز موريس بين ثالثة حقول‬
‫وبذلك ّ‬
‫الدالليات‪ ،‬التّداوليات‪.‬‬
‫التّركيبيات‪ّ ،‬‬
‫األمثلة (‪:)1‬‬

‫المجموعة ـ ب ـ‬ ‫المجموعة ـ أ ـ‬
‫ـ ـ ـ أستقيل‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ أشعر بالجوع‪.‬‬
‫سميته يحي‪.‬‬
‫ـــ ّ‬ ‫سيارتك؟‬
‫ـ ـ ـ هل هذه ّ‬
‫أتوسل إليك‪.‬‬
‫ـــ ّ‬ ‫ـ ـ ـ لم أق أر كامل كتبك‪.‬‬
‫ـ ـ ـ أعدك‪.‬‬ ‫السؤال القادم حتّى زيد لن يجيب عنه‪.‬‬
‫ـــ ّ‬
‫ـ ـ ـ طّلقتك‪.‬‬ ‫ـ ـ ـ هل ستعود باك اًر‪.‬‬
‫ـ ـ ـ أوصي بنصف مالي إلى دور األيتام‪.‬‬ ‫السيارة؟‬
‫ـ ـ ـ متى تحتاجين ّ‬
‫طرد‪.‬‬
‫فإني أسّلمك إشعا اًر بال ّ‬
‫ـ ـ ـ بموجب هذا ّ‬ ‫ـ ـ ـ من شرب العصير كّله؟‬
‫ـ ـ ـ رأيت أحمد يستخدم غرفتك أثناء غيابك‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ماذا تالحظ من مقارنة أمثلة المجموعتين؟‬

‫ـ ـ ـ ماذا تستنتج؟‬

‫الجامعية‪ ،‬االسكندرّية‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬ط‪،2002 ،‬‬

‫ّ‬ ‫‪ 1‬ـ ـ ـ محمود أحمد نحلة‪ ،‬آفاق جديدة في البحث الّلغوي المعاصر‪ ،‬دار المعرفة‬
‫ص‪. 9 .‬‬
 ‫الناس في حواراتهم قد يقولون ما يقصدون‪ ،‬وقد يقصدون‬ ‫أن‪ّ « :‬‬
‫الحظ فالسفة الّلغة (جرايس)‪ّ ،‬‬
‫مما يقولون‪ ،‬وقد يقصدون عكس ما يقولون (‪ )...‬كيف يكون ممكناً أن يقول المتكّلم شيئاً‬
‫أكثر ّ‬
‫ثم كيف يكون ممكناً أن يسمع المخاطب شيئاً ويفهم شيئاً آخر؟»‪ .1‬والحل يجده‬
‫ويعني شيئاً آخر؟ ّ‬
‫في مبدأ التّعاون بين المتكّلم والمخاطب‪ ،‬وهو مبدأ حواري يشتمل على أربعة مبادئ‪:‬‬
‫طريقة‪.‬‬
‫الكم‪ ،‬الكيف‪ ،‬المناسبة‪ ،‬ال ّ‬
‫يترّكب الفعل الكالمي من ثالثة أفعال‪:2‬‬

‫لغوية تنتظم في تركيب نحوي صحيح‬

‫ـ ـ ـ الفعل الّلفظي ‪ :locutionary act‬وهو يتأّلف من أصوات ّ‬
‫الداللة)‪.‬‬
‫محدد وهو المعنى األصلي‪ ،‬وله مرجع يحيل إليه (يندرج تحت علم ّ‬
‫ينتج عنه معنى ّ‬
‫يؤديه الفعل الّلفظي‬
‫أي ما ّ‬ ‫المتضمن في القول؛ ّ‬
‫ّ‬ ‫ـ ـ ـ الفعل اإلنجازي ‪ :illocutionary act‬وهو الفعل‬
‫داولية)‪.‬‬
‫من معنى إضافي يكمن خلف المعنى األصلي (وهو القطاع الخاص بالتّ ّ‬
‫ـ ـ ـ الفعل التّأثيري ‪ :perlocutionary act‬الفعل ّ‬
‫الناتج عن القول‪ ،‬ويقصد به األثر اّلذي يحدثه الفعل‬
‫مادية")‪.‬‬
‫اجتماعية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫"نفسية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫تحريات الّلغة والمعنى‬ ‫اإلنجازي في ّ‬
‫السامع (يقع خارج ّ‬
‫اإلنجازية إلى‪:3‬‬
‫ّ‬ ‫صّنف أوستين األفعال‬

‫ـ ـ ـ أفعال األحكام‪ :‬وهي اّلتي تتمّثل في حكم يصدره قاض أو حكم‪.‬‬

‫طرد والحرمان والتّعيين‪.‬‬
‫ـ ـ ـ أفعال الق اررات‪ :‬وتتمّثل في اتّخاذ قرار بعينه كاإلذن وال ّ‬
‫الضمان والتّعاقد والقسم‪.‬‬
‫تعهد المتكّلم بفعل شيء‪ ،‬مثل‪ :‬الوعد و ّ‬ ‫عهد‪ :‬وتتمّثل في ّ‬ ‫ـ ـ ـ أفعال التّ ّ‬
‫حدي‪.‬‬
‫الشكر والمواساة والتّ ّ‬ ‫السلوك‪ :‬وهي اّلتي تكون ّ‬
‫رد فعل لحدث ما كاالعتذار و ّ‬ ‫ـ ـ ـ أفعال ّ‬
‫الرأي‪ ،‬مثل‪ :‬االعتراض والتّشكيك‬ ‫النظر أو بيان ّ‬ ‫ـ ـ ـ أفعال اإليضاح‪ :‬وتستخدم إليضاح وجهة ّ‬
‫واإلنكار والموافقة والتّصويب والتّخطئة‪.‬‬

‫منهجية (الغرض اإلنجازي‪ ،‬اتّجاه المطابقة‪ ،‬شرط‬

‫ّ‬ ‫ووضع سيرل تصنيفاً مختلفاً‪ ،‬حسب ثالثة أسس‬
‫اإلخالص)‪ ،‬وهي‪ :‬اإلخباريات ‪ ،‬التّوجيهيات‪ ،‬االلتزاميات‪ ،‬التّعبيريات‪ ،‬اإلعالنيات‪.4‬‬

‫‪ 1‬ـ ـ ـ محمود أحمد نحلة‪ ،‬آفاق جديدة في البحث الّلغوي المعاصر‪ ،‬ص‪.34.33.‬‬
‫‪ 2‬ـ ـ ـ محمود أحمد نحلة‪ ،‬آفاق جديدة في البحث الّلغوي المعاصر‪ ،‬ص‪.46.45.‬‬
‫‪ 3‬ـ ـ ـ محمود أحمد نحلة‪ ،‬آفاق جديدة في البحث الّلغوي المعاصر‪ ،‬ص‪.47.46.‬‬
‫‪ 4‬ـ ـ ـ محمود أحمد نحلة‪ ،‬آفاق جديدة في البحث الّلغوي المعاصر‪ ،‬ص‪.50.‬‬