Professional Documents
Culture Documents
الوصية السابعة
الوصية السابعة
الوصية السابعة:
"التواضع والحذر من الكبر واالغترار بالعمل أو بالنفس".
ومناسبة هذه الوصية :أن من التزم كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم
شيخ يقلده هذا منهجه ،أو فتح له من العلم
ٍ بحق في هذا الزمان ،ويسر هللا له لزوم
الشرعي واالطالع ما أثرى أدلته إن كان مجتهدا ،ولزموا والتزموا منهج السلف
ضوا أنفسهم على الورع
الصالح ،وأحسنوا الظن بالصالحين المخالفين لهم ،بل َو َر َّو ُ
في الحكم الشرعي أو الحكم على الناس ،مثل هذا فليحذر!! فال يأخذك الكبر
واالغترار بعملك ودينك هذا لقلة أمثالك من حولك فيفسد عليك الشيطان عملك؛ ألنه
طالما عجز أن يثنيك عن الطريق ،وعجز أن يصرفك عن شيخك ،فإنه يدخل ليفسد
عليك نيتك ،ويستهدف قلبك بالكبر والغرور ليفسد لك آخرتك.
يقول النبى –صلى هللا عليه وسلم" :-ال يدخل الجنة من كان قى قلبه مثقال ذرة
من كبر"(.)1
فقال رجل يا رسول هللا؛ إن الرجل يحب أن يكون لبسه حسنا ً ونعله حسناً ،فقال
النبى –صلى هللا عليه وسلم" :-إن هللا جميل يحب الجمال".
فما هو الكبر إذًا؟ فقال النبي –صلى هللا عليه وسلم" :-الكبر :هو بطر الحق
وغمط الناس".
و(بطر الحق) :أي اإلعراض عنه بعد بيانه له وتيقنه منه في نفسه ،و(غمط
الناس) :أي احتقارهم والتعالي عليهم .فهذا هو المتكبر ولو كان أزهد الزاهدين ،ولو
ارتدى المرقع من الثياب..
فنجد هذا المتكبر يعرف الحق ويتكبر أن يأخذه ممن هو أقل منه ،ويقول فى
نفسه :كيف ألحد أن يُ َع َّد َل عل َّ
ي وأسمع كالمه؟! وكيف لي أن أظهر أمام الناس أني
جاهل فى هذه المسألة؟!
فالبد لكم أبنائي وبناتي ،إخوتي وأخواتي أن تتبعوا الحق أينما كان ،يا عباد هللا
خذوا عبرة من نبيكم –صلى هللا عليه وسلم ،-فاسمعوا لهذه القصة ..
( ) 1صحيح .أخرجه مسلم ( )91من حديث عبد هللا بن مسعود –رضى هللا عنه ،-والرجل في الحديث تكلم بما
يفهمه من الداللة العرفيه للكبر ،ليعلمه النبي صلى هللا عليه وسلم أن للكبر دداللة شرعية خاصة في ديننا.
2
فى يوم من األيام يهودي أتى النبي –صلى هللا عليه وسلم -فقال له " :يا محمد
()1
وإنكم تشركون" –فلم يستكبر النبي –صلى هللا عليه وسلم -وهو إنكم تنددون
نبي!! أن يسمع من يهودي [ ،فالعبرة بما يقول ،ليس بمن يقول] ،والحكمة ضالة
المؤمن فحيثما وجدها فهو أحق بها– .فقال –صلى هللا عليه وسلم -فى رواية:
"سبحان هللا وما ذاك؟" ،فقال اليهودي :تقولون" :ما شاء هللا وشئت" ،وتقولون:
(والكعبة).
فأمرهم النبي صلى هللا عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا يقولوا" :ورب الكعبة"،
( .)2
وأن يقولوا" :ما شاء هللا ثم شئت"
فالشرك :قولهم "والكعبة"(.)3
( .)4
والتنديد :قولهم "ما شاء هللا وشئت"
سوى بينهما.
فحرف العطف هذا يُسمى حرف معية إذا وضع بينه شيئين َّ
فَقَ ِب َل النبي –صلى هللا عليه وسلم -كالم اليهودي طالما كان مصيبا ،ولم يستكبر
ولو أمام أصحابه من قبول ما علمه حقا منه ،تعليما لنا من بعده عدم اإلستكبار على
قبول الحق بغض النظر عمن جاء به.
3
ومثال آخر نتعلم منه التواضع وعدم االغترار:
أحد الصحابة وهو قدامة بن عبد هللا العامرى –رضى هللا عنه -قال" :رأيت
النبى –صلى هللا عليه وسلم -يرمى الجمار على ناقة ليس ضربٌ وال طر ٌد وال إليك
إليك"(.)1
ال ضرب :أى ال أحد يضرب الناس من أمام النبى –صلى هللا عليه وسلم. -
وال طرد :أى ال أحد يطرد أو يدفع الناس من أمام النبى –صلى هللا عليه وسلم-
.
وال إليك إليك :حتى النبي –صلى هللا عليه وسلم -نفسه كان ال يقول ألحد أمامه
أن يَتَنَ َّح من أمامه ،أو يَ ْف َ
س َح له الطريق ..صلى هللا عليك يا رسول هللا ،يا من بعثت
رحمة للعالمين.
الشهد السابع:
بتحقيق العمل بالوصية السابعة؛ وهى" :التواضع والحذر من الكبر واألعتزاز
بالعمل أو بالنفس".
فإننا بالتواضع وعدم الكبر أو االغترار بالعمل الذى يقدمه المسلم ،وعدم
االغترار أيضا ً بالنفس .سواء للمسلم العامى أو العالم المجتهد ،فإننا نجني من الشهد.
أوالً :إشاعة روح التواضع والتراحم بين المسلمين ،وتليين الجانب لبعضهم
س ْمتٌ من سمات المسلمين ،وخصوصية لهم. بعضا ً وهذا َ
ع َلى ْال ُك َّف ِ
ار ُر َح َما ُء َب ْينَ ُه ْم ت ََرا ُه ْم َّللا َوالَّذِينَ َم َعهُ أَ ِشدَّا ُء َ
سو ُل َّ ِ
قال تعالىُ ( :م َح َّم ٌد َر ُ
س ُجو ِد َّللا َو ِرض َْوانًا ِسي َماهُ ْم فِي ُو ُجو ِه ِه ْم ِم ْن أَثَ ِر ال ُّ س َّجدًا يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال مِنَ َّ ِ ُر َّكعًا ُ
َطأَهُ فَآزَ َرهُ َفا ْستَ ْغلَ َ ع أَ ْخ َر َج ش ْ ذَلِكَ َمثَلُ ُه ْم فِي التَّ ْو َراةِ َو َمثَلُ ُه ْم فِي ْ ِ
ظ اإل ْن ِجي ِل َكزَ ْر ٍ
( ) 1صحيح لغيره .فقد أخرجه أهل السنن من طريق "أيمن بن نايل" عن قدامة بن عبد هللا" ،وأيمن "صدوق
يهم" ،وأخرجه النسائي ( ،)3062وابن ماجة ( ) 3035وغيرهم ،وله متابع عن طريق "الحسن بن سوار"
صدوق عن "عكرمة بن عمار" وهو صدوق ،عن ضمضم بن جوس "ثقة ،عن "ابن حنظلة" له رؤية.
"تهذيب اآلثار للطبري ( )1782( )83/5ش.
4
َّللا الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ
ع ِملُوا ع َد َّ ُ ظ بِ ِه ُم ْال ُكفَّ َ
ار َو َ ع ِليَ ِغي َ ب ا ُّ
لز َّرا َ سوقِ ِه يُ ْع ِج ُ علَى ُ فَا ْست ََوى َ
ع ِظي ًما ([ ))29الفتح.]29 : ت ِم ْن ُه ْم َم ْغ ِف َرةً َوأَج ًْرا َصا ِل َحا ِ
ال َّ
ف يَأْتِي َّ
ّللاُ بِقَ ْو ٍم وقال تعالى( :يَاأَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َم ْن يَ ْرتَدَّ ِم ْن ُك ْم َ
ع ْن دِينِ ِه فَ َ
س ْو َ
ّللا َو َل علَى ْال َكافِ ِرينَ يُ َجا ِهدُونَ فِي َ
س ِبي ِل َّ ِ علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَ ِع َّزةٍ َي ُِحبُّ ُه ْم َوي ُِحبُّونَهُ أَذِلَّ ٍة َ
ع ِلي ٌم ([ ))54المائدة.]54 : ّللا يُؤْ تِي ِه َم ْن َيشَا ُء َو َّ
ّللاُ َوا ِس ٌع َ ض ُل َّ ِ َيخَافُونَ َل ْو َم َة َلئِ ٍم ذَلِكَ فَ ْ
ثانياً :تضييق الفجوة بين عامة المسلمين وعلمائهم وتقاربهم معهم وتكافؤهم
وتكاملهم مع بعضهم البعض ،مما يقلل الفرقة والنزاع بين المسلمين.
الحنظلة السابعة:
حصاد إهمال الوصية السابعة ،وهى" :التواضع والحذر من الكبر واالغترار".
فإن عدم التواضع للناس ،أو الكبر عليهم ،أو االغترار بالعمل سواء من المقلدين ،أو
المجتهدين يجعلنا نتجرع من المرار والحنظل:
أوالً :اتساع الفجوة أحيانا ً بين عامة المسلمين وبين علمائهم ،حتى صار بعض
العامة يستعظم حتى أن يسألهم فى مسألة شرعية ويتحرج لذلك ،فيلجئه ذلك لسؤال
غيرهم من غير المؤهلين ،أو البقاء على خطئه وجهله.
ثانياً :قلة همة بعض العلماء عن االستزادة فى العبادات والقربات هلل تعالى ،أو
قلة الهمة فى تحصيل العلم الشرعي ،وعدم االستزادة الكافية منه ،ليتحول بعد
الرفعة إلى اإلنحدار .ثبتنا هللا وعصمنا من الزلل.
ثالثاً :شيوع الجهل بالدين فى األمة؛ ألن الكبر والغرور كثيراً ما يصرف
المسلمين والمسلمات عن طلب العلم والتعلم فى الدين ،فهذا يستكبر أن يتعلم على يد
من هو أصغر منه سنا ً أو شأنا ً وإن كان أعلم منه ،وذاك يستكبر أن يتعلم على يد
أبن القرية ،وإن كان أعلم منه؛ ألنه ابن مدينة ،وذلك لوجود بعض من األتباع
والطلبة له يستكبر أن يراه طلبته أو َي ْع َلم أح ٌد عنه أنه مازال يتعلم ويتلقى العلم!
سبحان ربي العظيم.
5
وها هو اإلمام البغوي يروي عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل –رحمهم هللا-
يقول" :أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر".
وعن صالح بن أحمد بن حنبل ،قال :رأى رجل مع أبي –أحمد بن حنبل-
محبرة ،فقال له :يا أبا عبد هللا :أنت قد بلغت هذا المبلغ وأنت إمام المسلمين!! –أى
كالمنكر عليه استمراره فى تلقيه العلم أمام طلبته وأمام الناس وقد بلغ هذا المبلغ-
فقال له أحمد بن حنبل" :معي المحبرة إلى المقبرة"(.)1
ع َّد سلفنا الصالح ال ِكبْر من أهم أسباب ضياع العلم وعدم تحصيله ،وكثيراً
وقد َ
قالوا:
"يضيع العلم فى ثالث :الكبر والحياء ومالزمة النساء"(.)2
رابعاً :الذل والمهانة التى تسلط علينا فى الدنيا قبل اآلخرة ،وهذه عقوبة
المتكبرين عند هللا سبحانه.
فعن عبد هللا بن عمرو بن العاص –رضى هللا عنهما -عن النبى –صلى هللا
عليه وسلم -قال" :يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال،
يغشاهم الذل من كل مكان ،فَيُساقونَ إلى سجن فى جهنم يُسمى بولس ،تعلوهم نار
األنيار ،يُسقون من عصارة أهل النار ،طينة الخبال(.)3
6
وعن عمر بن الخطاب –رضى هللا عنهم -قال" :إن العبد إذا تَ َع َّ
ظم ،وعدا
سأ َكَ هللا ،فهو فى نفسه كبير وفى صهُ هللا إلى األرض ،وقال أخسأ َخ َّ
طورهَ ،و َه َ
أنفس الناس صغير ،حتى لهو أحقر عند هللا من خنزير(.)1
الغراس التربوى للوصية السابعة:
الطور األول [:]1-0
• حبذا لو رضع الطفل من لبن الغنم إن إن لم يمنع من لك
المتخصصون ،باعتبارها تورث التواضع غالبا ،استئناسا بحديث النبي
صلى هللا عليه وسلم أن الغنم تورث أهلها التواضع.
• السماح للمساكين بحمل الطفل فيألف هيئاتهم وروائحهم.لحين يعتاد
الكادين العابدين.
ِ على روائح
• التوسط للطفل فى الملبس فال يرتدي المالبس الحريرية وال شديدة
النعومة –بل القطنية العادية أفضل -كي ال يعتاد جلده النعومة المفرطة.
• يا حبذ لو عودناه النوم على فراش متواضع على األرض ما لم يخشى
عليه؛ كي ال يعتاد جسده الفراش الوثير ،ويألف جسده نوم األرض.
الطور الثانى [:]5-1
• التواضع للطفل واالستماع له باهتمام ،ومجاراته بما يقول بل ومناقشته فيه،
ولكن بالصدق وفي الحق .فيرى تواضعك الستماعك له مع أنه صغير.
....وغيرهم .وفيه" :محمد بن عجالن" وهو" :صدوق" .لكن تابعه عند ال ُح َميدي "داود بن شابور" وهو:
"ثقة ،كالهما عن "عمرو بن شع يب" ،قال الحافظ" :وإن كان أبو داود قال أنه" :ليس بحجة" ،إال أن
البخاري قال :رأيت أحمد -أى ابن حنبل -وعليا ً -أي :ابن المديني ،وإسحاق -أي :ابن راهوية -وأبا عبيدة،
وعامة أصحابنا يحتجون به –وهو األرجح ،-يرويه عن أبيه شعيب بن محمد "وهو" :صدوق ثبت سماعه
من جده "عبد هللا بن عمرو بن العاص" ،وقد رواه عنه –رضى هللا عنهما.-
( ) 1سنده حسن إلى عمر بن الخطاب –رضى هللا عنه .-أخرجه ابن أبى شيبة ( )249/6من طريق "ابن
عيينة" و "ابن إدريس" و "أبو خالد األحمر" عن "محمد بن عجالن القرشي" قال الحافظ" ،صدوق إال أنه
اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة" ،وقد وثقه أحمد وابن معين ،وقال الحاكم" :خ ََّر َج له مسلم ( )13حديثا ً
كلها فى الشواهد" ،وقال البعض" :سئ الحفظ" عن "بكير عبد هللا األشج" وهو" :ثقة" عن "معمر بن أبي
حبيبة وهو" :ثقة" عن عبيد هللا بن عدي بن الخيار "وهو" :ثقة" عن عمر بن الخطاب –رضى هللا عنه.-
ظم" :أى تعاظم وتكبر وتعالى .وقوله تعالى "عدا طوره" :أى تعدَّى وتجاوز قدره .وقوله وقوله "ت َ َع َّ
َّ َ
صهُ هللا إلى األرض" :أي كسره وأذَلهُ وضرب به األرض ،وقال ثعلب :أي جذبه إلى األرض "لسان "و َه َ
َ
العرب" (.)108/7
7
• حث الطفل على اللعب مع أقرانه وعدم التعالي عليهم ،ويراعي ذلك حتى
في ألفاظه بقوله مث ً
ال" :العب مع إخوانك" ،وليحذر من انتقاصهم أمامه فال
يقول مثال" :إنهم سيئين" أو" :أنك أحسن منهم" ....إلخ.
• ولو رؤي من أي شخص خطأ ،نبين له أن هذا الفعل خطأ دون وصف
صاحبه أنه شخص سيئ؛ لكي ال يقترن فى ذهنه الفعل السيئ بسوء
الشخصية؛ فال عصمة إال ألصحاب الرساالت -األنبياء.-
• الحرص على إزالة أسباب التميز والتعالي على أقرانه ،والحرص على
التقارب النسبي فى المظهر العام فى الحياة العامة.
• البد أن يرى الطفل من أبويه في هذا الطور حب المساكين والفقراء
ومخالطتهم.
• يا حبذا لو عودناه النوم على فراش متواضع على األرض ما لم يخش عليه
حشرات أو حيوانات.
• متابعة األطفال في أيمانهم وعند قسمهم ،وتصحيح األيمان الخاطئة عندهم.
• كذلك متابعتهم فى ألفاظ التنديد ولو غير مقصودة وتصحيحها له ،فمثال :إن
قال لك طفلك" :أنا أحبك أكثر من كل شيء" ،فصحح له اللفظ ،وقل له" :ال
يصح ذلك إال بعد محبة هللا ورسوله" ... ،ونحو ذلك.
• تعويد الطفل إذا اخطأ على االعتذار لمن أخطأ له واالعتراف بخطئه ،ولو
كان هذا الشخص ممن يمكن ويسوغ له تقبيل يده فليفعل.
• أن يرى الطفل اعتذار الوالدين عند الخطأ سواء كان لآلخر أم حتى أمام
اآلخرين بل حتى من األباء لألبناء ،بل يمكن للمخطئ من الوالدين إيقاع
عقوبة مناسبة على نفسه إن أخطأ وينفذها أمام األبناء.
• اإلكثار من سرد قصص التواضع والمتواضعين وعلى رأسهم النبي –صلى
هللا عليه وسلم -والسلف ومن تبعهم .مع كثرة سرد قصص عقوبة الكبر
والمتكبرين .باألسلوب المناسب للمرحلة العمرية.
• أن يلحظ األطفال كثرة دعوة الوالدين للعلماء إلى بيوتهم خاصة في
مناسباتهم الخاصة والعامة دون اإلثقال عليهم ،والتكفل بذهابهم وإيابهم
بالطريقة الكريمة التى تناسبهم وتتناسب معهم.
8
• ويراعى هنا أهمية قبول العلماء لدعاوى العامة بما ال مشقة فيه عليهم .قال
صلى هللا عليه وسلم " :لو دعيت إلى كراع أو ذراع ألجبت" ،كما دعاه
رج ٌل خياط على مرقة الدباء -الكوسة -ففعل وأخذ يتتبعها في اإلناء ،ودعته
أم أنس بن مالك الفقيرة لطعام ،وأجلسته على حصير قد اسود من طول ما
لبس ،كذلك فأجاب وغيرهم كثير.
• إذ قسى الوالدين أو أحدهما على الطفل في أمر ثم تبين براءته منه،
فيستثمر هذا الموقف لترويضه على االعتذار وكسر الكبر فيه ،فيعتذر لولده
عن هذا الخطأ ويقبله بين عينيه.
الطور الثالث[:]12-5
• التواضع للطفل واالستماع له باهتمام ،ومجاراته بما يقول بل ومناقشته فيه،
ولكن بالصدق وفي الحق .فيرى تواضعك الستماعك له مع أنه صغير.
• مراعاة إزالة أسباب الكبر والتعالي على أقرانه ،والحرص على التقارب
النسبى فى المظهر العام فى الحياة العامة ،خاصة فى المدارس (كاللباس)،
ووسيلة المواصالت قدر المستطاع,
• يا حبذا او عودناه النوم على فراش متواضع على األرض ما لم يخشى على
نفسه حشرة أو دابة.
• متابعة األطفال فى أيمانهم وتصحيح األيمان الخاطئة عندهم.
• كذلك متابعتهم فى ألفاظهم لمنع التنديد وتصحيحه لهم.
• تعويد الطفل إذا أخطأ على االعتذار لمن أخطأ له واالعتراف بخطئه ولو
كان ممن يمكن ويسوغ تقبيل يده فليفعل.
• أن يرى الطفل اعتذار الوالدين عند الخطأ ،سواء كل لألخر أم حتى أمام
األخرين بل حتى من األباء لألبناء ،بل ويمكن للمخطئ من الوالدين إيقاع
عقوبة مناسبة وينفذها أمام األبناء على نفسه.
• االكثار من سرد قصص التواضع والمتواضعين وعلى رأسهم النبى 0
والسلف الصالح ومن تبعهم ،بما يتناسب مع المرحلة العمرية.
9
أن يلحظ األطفال كثرة دعوة الوالدين للعلماء إلى بيوتهم خاصة في •
مناسباتهم الخاصة والعامة دون اإلثقال عليهم ،والتكفل بذهابهم وإيابهم بالطريقة
الكريمة التى تناسبهم وتتناسب معهم.
ويراعى هنا أهمية قبول العلماء لدعاوى العامة بما ال مشقة فيه •
عليهم .قال " :0لو دعيت إلى كراع أو ذراع ألجبت" ،كما دعاه رج ٌل خياط
على مرقة الدباء -الكوسة -ففعل وأخذ يتتبعها في اإلناء ،ودعته أم أنس بن مالك
الفقيرة لطعام ،وأجلسته على حصير قد اسود من طول ما لبس ،كذلك فأجاب
وغيرهم كثير.
أن يعتاد أن يرى والديه يتتلمذون ويطلبون العلم على يد مشايخهم لو •
كانوا من المقلدين ،أو يذاكرون ويدرسون لو كانو من المجتهدين العلماء.
أن يبدى األباء والمدرسين مدحهم للطلبة حال حملهم لكتبهم وحال •
دراستهم حتى ال يستنكف طالب العلم عن حمل كتبهم والتعريف بأنهم مازالوا
طلبة علم.
10
• أن يروا بأعينهم اعتذار الوالدين عند الخطأ سواء كل لألخر أم حتى أمام
األخرين ،بل حتى من األباء لألبناء ،بل ويمكن إيقاع عقوبة مناسبة وينفذها
أمام األبناء على نفسه.
االكثار من سرد قصص التواضع والمتواضعين وعلى رأسهم النبى •
0والسلف الصالح ومن تبعهم ،بما يتناسب مع المرحلة العمرية .مع كثرة سرد
قصص عقوبة الكبر والمتكبرين.
• أن يعتاد أن يرى والديه يتتلمذون ويطلبون العلم على يد مشايخهم لو كانوا
من المقلدين ،أو يذاكرون ويدرسون لو كانو من المجتهدين العلماء.
أن يبدي األباء والمدرسين مدحهم للطلبة حال حملهم لكتبهم وحال •
دراستهم حتى ال يستنكف طالب العلم عن حمل كتبهم والتعريف بأنهم مازالوا
طلبة علم.
أن يتقلل العالم أو طالب العلم عمله وال يغتر بعلمه أو عمله وال يقارن •
نفسه بالعامة من الناس في علمهم أو عملهم بل يقارن نفسه أمام سلفنا الصالح
في علمهم وعملهم ليعرف حقيقة نفسه ويقيم نفسه بحقها.
11
• أن يتقلل العالم أو طالب العلم عمله وال يغتر بعلمه أو عمله وال يقارن نفسه
بالعامة من الناس في علمهم أو عملهم بل يقارن نفسه أمام سلفنا الصالح في
علمهم وعملهم ليعرف حقيقة نفسه ويقيم نفسه بحقها.
فهرس الكتاب
12
48 بإهمال العمل بالوصية الثانية. الحنظلة الثانية -11
51 غراس الوصية الثانية الغراس التربوى للوصية الثانية. -12
53 وجوب التزام منهج السلف الصالح. الوصية الثالثة -13
60 بتحقيق العمل بالوصية الثالثة. الشهد الثالث -14
61 بإهمال العمل بالوصية الثالثة. الحنظلة الثالثة -15
68 غراس الوصية الثالثة الغراس التربوى للوصية الثالثة. -16
70 بإحسان الظن بالعلماء الصالحين. الوصية الرابعة -17
72 بتحقيق العمل بالوصية الرابعة. الشهد الرابع -18
73 بإهمال العمل بالوصية الرابعة. الحنظلة الرابعة -19
76 غراس الوصية الرابعة الغراس التربوى للوصية الخامسة. -20
78 تحصيل العلم الشرعى. الوصية الخامسة -21
82 بتحقيق العمل بالوصية الخامسة. الشهد الخامس -22
84 بإهمال العمل بالوصية الخامسة. الحنظلة الخامسة -23
85 الوصية الغراس التربوى للوصية الخامسة. غراس -24
الخامسة
88 الورع فى الفتيا. الوصية السادسة -25
90 بتحقيق العمل بالوصية السادسة. الشهد السادس -26
92 بهمال العمل بالوصية السادسة. الحنظلة السادسة -27
92 الوصية الغراس التربوى للوصية السادسة غراس -28
السادسة
95 التواضع والحذر من الكبر. الوصية السابعة -29
97 بتحقيق العمل بالوصية السابعة. الشهد الرابع -30
98 بإهمال العمل بالوصية الثامنة. الحنظلة السابعة -31
101 غراس الوصية السابعة الغراس التربوى للوصية الثامنة. -32
106 وجوب العدل واإلنصاف فى الحكم. الوصية الثامنة -33
107 بتحقيق العمل بالوصية الثامنة. الشهد الثامن -34
108 بإهمال العمل بالوصية الثامنة. الحنظلة الثامنة -35
109 غراس الوصية الثامنة الغراس التربوى للوصية الثامنة. -36
113 ترك وذم الغلو والتفريط فى الدين. الوصية التاسعة -37
116 بتحقيق العمل بالوصية التاسعة. الشهد التاسع -38
118 بإهمال العمل بالوصية التاسعة. الحنظلة التاسعة -39
121 غراس الوصية التاسعة الغراس التربوى للوصية التاسعة. -40
123 عدم االنحترار بزهد أحد وال بحسن سمته. الوصية العاشرة -41
128 بتحقيق العمل بالوصية العاشرة. الشهد العاشر -42
129 بإهمال العمل بالوصية العاشرة. الحنظلة العاشرة -43
132 الوصية الغراس التربوى للوصية العاشرة. غراس -44
13
العاشرة
135 حصاد األمة لشهد الوصايا مجملة. شهد األمة -45
136 تعريف بفهرس الخطوب والعطوب. خطوب األمة -46
137 عملنا في هذا الكتاب ملحوظات -47
140 فهرس الحنظل والخطوب والعطوب. الفهرس -48
فهرس أطراف اآلحاديث المرفوعة إلى النبى 142 الفهرس -49
–صلى هللا عليه وسلم.-
(الموقوفة) 143 اآلثار أطراف فهرس -50الفهرس
و(المقطوعة).
146 الفهرس العام للكتاب. -51الفهرس
14
15