You are on page 1of 15

1

‫الوصية السابعة‪:‬‬
‫"التواضع والحذر من الكبر واالغترار بالعمل أو بالنفس"‪.‬‬
‫ومناسبة هذه الوصية‪ :‬أن من التزم كتاب هللا وسنة نبيه صلى هللا عليه وسلم‬
‫شيخ يقلده هذا منهجه‪ ،‬أو فتح له من العلم‬
‫ٍ‬ ‫بحق في هذا الزمان‪ ،‬ويسر هللا له لزوم‬
‫الشرعي واالطالع ما أثرى أدلته إن كان مجتهدا‪ ،‬ولزموا والتزموا منهج السلف‬
‫ضوا أنفسهم على الورع‬
‫الصالح‪ ،‬وأحسنوا الظن بالصالحين المخالفين لهم‪ ،‬بل َو َر َّو ُ‬
‫في الحكم الشرعي أو الحكم على الناس‪ ،‬مثل هذا فليحذر!! فال يأخذك الكبر‬
‫واالغترار بعملك ودينك هذا لقلة أمثالك من حولك فيفسد عليك الشيطان عملك؛ ألنه‬
‫طالما عجز أن يثنيك عن الطريق‪ ،‬وعجز أن يصرفك عن شيخك‪ ،‬فإنه يدخل ليفسد‬
‫عليك نيتك‪ ،‬ويستهدف قلبك بالكبر والغرور ليفسد لك آخرتك‪.‬‬
‫يقول النبى –صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬ال يدخل الجنة من كان قى قلبه مثقال ذرة‬
‫من كبر"(‪.)1‬‬
‫فقال رجل يا رسول هللا؛ إن الرجل يحب أن يكون لبسه حسنا ً ونعله حسناً‪ ،‬فقال‬
‫النبى –صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬إن هللا جميل يحب الجمال"‪.‬‬
‫فما هو الكبر إذًا؟ فقال النبي –صلى هللا عليه وسلم‪" :-‬الكبر‪ :‬هو بطر الحق‬
‫وغمط الناس"‪.‬‬
‫و(بطر الحق)‪ :‬أي اإلعراض عنه بعد بيانه له وتيقنه منه في نفسه‪ ،‬و(غمط‬
‫الناس)‪ :‬أي احتقارهم والتعالي عليهم‪ .‬فهذا هو المتكبر ولو كان أزهد الزاهدين‪ ،‬ولو‬
‫ارتدى المرقع من الثياب‪..‬‬
‫فنجد هذا المتكبر يعرف الحق ويتكبر أن يأخذه ممن هو أقل منه‪ ،‬ويقول فى‬
‫نفسه‪ :‬كيف ألحد أن يُ َع َّد َل عل َّ‬
‫ي وأسمع كالمه؟! وكيف لي أن أظهر أمام الناس أني‬
‫جاهل فى هذه المسألة؟!‬
‫فالبد لكم أبنائي وبناتي‪ ،‬إخوتي وأخواتي أن تتبعوا الحق أينما كان‪ ،‬يا عباد هللا‬
‫خذوا عبرة من نبيكم –صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬فاسمعوا لهذه القصة ‪..‬‬

‫(‪ ) 1‬صحيح‪ .‬أخرجه مسلم (‪ )91‬من حديث عبد هللا بن مسعود –رضى هللا عنه‪ ،-‬والرجل في الحديث تكلم بما‬
‫يفهمه من الداللة العرفيه للكبر‪ ،‬ليعلمه النبي صلى هللا عليه وسلم أن للكبر دداللة شرعية خاصة في ديننا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫فى يوم من األيام يهودي أتى النبي –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فقال له‪ " :‬يا محمد‬
‫(‪)1‬‬
‫وإنكم تشركون" –فلم يستكبر النبي –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وهو‬ ‫إنكم تنددون‬
‫نبي!! أن يسمع من يهودي‪ [ ،‬فالعبرة بما يقول‪ ،‬ليس بمن يقول]‪ ،‬والحكمة ضالة‬
‫المؤمن فحيثما وجدها فهو أحق بها‪– .‬فقال –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬فى رواية‪:‬‬
‫"سبحان هللا وما ذاك؟"‪ ،‬فقال اليهودي‪ :‬تقولون‪" :‬ما شاء هللا وشئت"‪ ،‬وتقولون‪:‬‬
‫(والكعبة)‪.‬‬
‫فأمرهم النبي صلى هللا عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا يقولوا‪" :‬ورب الكعبة"‪،‬‬
‫( ‪.)2‬‬
‫وأن يقولوا‪" :‬ما شاء هللا ثم شئت"‬
‫فالشرك‪ :‬قولهم "والكعبة"(‪.)3‬‬
‫( ‪.)4‬‬
‫والتنديد‪ :‬قولهم "ما شاء هللا وشئت"‬
‫سوى بينهما‪.‬‬
‫فحرف العطف هذا يُسمى حرف معية إذا وضع بينه شيئين َّ‬
‫فَقَ ِب َل النبي –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬كالم اليهودي طالما كان مصيبا‪ ،‬ولم يستكبر‬
‫ولو أمام أصحابه من قبول ما علمه حقا منه‪ ،‬تعليما لنا من بعده عدم اإلستكبار على‬
‫قبول الحق بغض النظر عمن جاء به‪.‬‬

‫(‪ ) 1‬أى تجعلون هلل تعالى ندا ً ومثيالً ومكافئاً‪.‬‬


‫ع ْن قُت َ ْيلَةَ‪ ،‬ا ْم َرأَةٍ ِم ْن ُج َه ْينَةَ صحابية‪،‬‬
‫ار‪َ ،‬‬
‫س ٍ‬ ‫ع ْن َ‬
‫ع ْب ِد هللاِ ب ِْن َي َ‬ ‫(‪ ) 2‬صحيح‪ .‬أخرجه النسائى (‪َ )3782( )10/7‬‬
‫ضعَّفَهُ أحمد‬ ‫ف فيه‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫وروى نحوه ابن ماجة فى "سننه" (‪ ،)2117‬وفى إسناده "األجلح الكندي" وهو مختَل ٌ‬
‫وأبو حاتم والنَّسائي‪ ،‬ولكن وثَّقَهُ ابن معين والعجلي‪ ،‬وكذا رواه أحمد من طريق "هشيم" عن "األجلح"‬
‫(‪ )1762( )276/6‬ش‪.‬‬
‫سبَقَت اسما ً غير معطوفة وال جارة؛ لذا‬ ‫(‪ ) 3‬ألن "الواو" هنا واو القسم‪ ،‬والذى حروفه الواو‪ ،‬الباء‪ ،‬التاء إن َ‬
‫يصح فى القسم قولك (وهللا) أو (باهلل) أو (تاهلل)‪.‬‬
‫وقد قال –صلى هللا عليه وسلم‪" : -‬من حلف بغير هللا فقد اشرك" والحديث صحيح رواه أبو داود (‪،)2829‬‬
‫والترمذي (‪ )1455‬ش‪ ،‬وأحمد فى "مسنده" (‪ )5120‬ش‪ ،‬عن عبد هللا بن عمر –رضى هللا عنهما‪.‬‬
‫وذلك ألن الحلف أصله إقران المتكلم ألعظم ما لديه بخبر‪ ،‬ليصرف عن ذهن السامع تكذيبه تعظيما ً لما قرنه به‪.‬‬
‫لذلك ال يجوز الحلف بغير هللا كالحلف بـ "النبي" أو "رحمة أبي" ‪ ....‬إلخ‪ ،‬فالنبي –صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫صح أن يكون أعظم من هللا‬ ‫وإن كان في قلوبنا جميعا ً عظيما ً –بأبي هو وأمي وروحي وولدي‪ -‬إال أنه ال يَ ِ‬
‫فى قلوبنا‪ ،‬فالعظمة الكاملة المطلقة هلل وحده عز وجل‪.‬‬
‫س َّمى هنا بحرف‬ ‫(‪ ) 4‬وحرف "الواو" هنا هو حرف عطف من حروف العطف الثالثة" [ و‪ ،‬ف‪ ،‬ثم]‪ ،‬وهو يُ َ‬
‫سوى بينهما وال يتقدم أو يفضل أخدهما على األخر‪ ،‬وهذا ال يصح فى‬ ‫ض َع بين شيئين َّ‬ ‫ال َم ِعيَّة‪ ،‬ألنه إذا ُو ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ير}[الشورى‪ ،]11 :‬قال تعالى‪َ { :‬ول ْم يَكن لهُ كف ًوا‬ ‫ص ُ‬ ‫ْ‬
‫ي ٌء َوه َُو السَّمِ ي ُع البَ ِ‬‫ش ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ْس كمِ ث ِل ِه َ‬ ‫َ‬
‫ذات هللا‪ ،‬قال تعالى‪..{ :‬لي َ‬
‫ي"‪ ،‬تفيد‬ ‫َّ‬ ‫فعل‬ ‫خالد‬ ‫"دخل‬ ‫وقولك‪:‬‬ ‫بالتساوي‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ا‬ ‫مع‬ ‫دخال‬ ‫أى‬ ‫"‬‫ى‬‫َّ‬ ‫وعل‬ ‫خالد‬ ‫"دخل‬ ‫فقولك‪:‬‬ ‫أ َ َح ٌد}[اإلخالص‪،]4 :‬‬
‫ي بعد خالد مباشرة‪ ،‬وهذه أيضا ً ال يحق فى ذات هللا تعالى لقرب الفارق مع‬ ‫التتابع والتقارب‪ ،‬أى دخل عل َّ‬
‫علي"‪ ،‬تفيد التفاضل والتتابع مع التراخي والتباعد‪ ،‬وهذا هو الصواب‬ ‫َ‬ ‫المقارنة به‪ ،‬وقولك‪" :‬دخل خالد ثم‬
‫المقبول‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ومثال آخر نتعلم منه التواضع وعدم االغترار‪:‬‬
‫أحد الصحابة وهو قدامة بن عبد هللا العامرى –رضى هللا عنه‪ -‬قال‪" :‬رأيت‬
‫النبى –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يرمى الجمار على ناقة ليس ضربٌ وال طر ٌد وال إليك‬
‫إليك"(‪.)1‬‬
‫ال ضرب‪ :‬أى ال أحد يضرب الناس من أمام النبى –صلى هللا عليه وسلم‪. -‬‬
‫وال طرد‪ :‬أى ال أحد يطرد أو يدفع الناس من أمام النبى –صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫وال إليك إليك‪ :‬حتى النبي –صلى هللا عليه وسلم‪ -‬نفسه كان ال يقول ألحد أمامه‬
‫أن يَتَنَ َّح من أمامه‪ ،‬أو يَ ْف َ‬
‫س َح له الطريق‪ ..‬صلى هللا عليك يا رسول هللا‪ ،‬يا من بعثت‬
‫رحمة للعالمين‪.‬‬

‫الشهد السابع‪:‬‬
‫بتحقيق العمل بالوصية السابعة؛ وهى‪" :‬التواضع والحذر من الكبر واألعتزاز‬
‫بالعمل أو بالنفس"‪.‬‬
‫فإننا بالتواضع وعدم الكبر أو االغترار بالعمل الذى يقدمه المسلم‪ ،‬وعدم‬
‫االغترار أيضا ً بالنفس‪ .‬سواء للمسلم العامى أو العالم المجتهد‪ ،‬فإننا نجني من الشهد‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬إشاعة روح التواضع والتراحم بين المسلمين‪ ،‬وتليين الجانب لبعضهم‬
‫س ْمتٌ من سمات المسلمين‪ ،‬وخصوصية لهم‪.‬‬ ‫بعضا ً وهذا َ‬
‫ع َلى ْال ُك َّف ِ‬
‫ار ُر َح َما ُء َب ْينَ ُه ْم ت ََرا ُه ْم‬ ‫َّللا َوالَّذِينَ َم َعهُ أَ ِشدَّا ُء َ‬
‫سو ُل َّ ِ‬
‫قال تعالى‪ُ ( :‬م َح َّم ٌد َر ُ‬
‫س ُجو ِد‬ ‫َّللا َو ِرض َْوانًا ِسي َماهُ ْم فِي ُو ُجو ِه ِه ْم ِم ْن أَثَ ِر ال ُّ‬ ‫س َّجدًا يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال مِنَ َّ ِ‬ ‫ُر َّكعًا ُ‬
‫َطأَهُ فَآزَ َرهُ َفا ْستَ ْغلَ َ‬ ‫ع أَ ْخ َر َج ش ْ‬ ‫ذَلِكَ َمثَلُ ُه ْم فِي التَّ ْو َراةِ َو َمثَلُ ُه ْم فِي ْ ِ‬
‫ظ‬ ‫اإل ْن ِجي ِل َكزَ ْر ٍ‬

‫(‪ ) 1‬صحيح لغيره‪ .‬فقد أخرجه أهل السنن من طريق "أيمن بن نايل" عن قدامة بن عبد هللا"‪ ،‬وأيمن "صدوق‬
‫يهم"‪ ،‬وأخرجه النسائي (‪ ،)3062‬وابن ماجة (‪ ) 3035‬وغيرهم‪ ،‬وله متابع عن طريق "الحسن بن سوار"‬
‫صدوق عن "عكرمة بن عمار" وهو صدوق‪ ،‬عن ضمضم بن جوس "ثقة‪ ،‬عن "ابن حنظلة" له رؤية‪.‬‬
‫"تهذيب اآلثار للطبري (‪ )1782( )83/5‬ش‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫َّللا الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ‬
‫ع ِملُوا‬ ‫ع َد َّ ُ‬ ‫ظ بِ ِه ُم ْال ُكفَّ َ‬
‫ار َو َ‬ ‫ع ِليَ ِغي َ‬ ‫ب ا ُّ‬
‫لز َّرا َ‬ ‫سوقِ ِه يُ ْع ِج ُ‬ ‫علَى ُ‬ ‫فَا ْست ََوى َ‬
‫ع ِظي ًما (‪[ ))29‬الفتح‪.]29 :‬‬ ‫ت ِم ْن ُه ْم َم ْغ ِف َرةً َوأَج ًْرا َ‬‫صا ِل َحا ِ‬
‫ال َّ‬
‫ف يَأْتِي َّ‬
‫ّللاُ بِقَ ْو ٍم‬ ‫وقال تعالى‪( :‬يَاأَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َم ْن يَ ْرتَدَّ ِم ْن ُك ْم َ‬
‫ع ْن دِينِ ِه فَ َ‬
‫س ْو َ‬
‫ّللا َو َل‬ ‫علَى ْال َكافِ ِرينَ يُ َجا ِهدُونَ فِي َ‬
‫س ِبي ِل َّ ِ‬ ‫علَى ْال ُمؤْ ِمنِينَ أَ ِع َّزةٍ َ‬‫ي ُِحبُّ ُه ْم َوي ُِحبُّونَهُ أَذِلَّ ٍة َ‬
‫ع ِلي ٌم (‪[ ))54‬المائدة‪.]54 :‬‬ ‫ّللا يُؤْ تِي ِه َم ْن َيشَا ُء َو َّ‬
‫ّللاُ َوا ِس ٌع َ‬ ‫ض ُل َّ ِ‬ ‫َيخَافُونَ َل ْو َم َة َلئِ ٍم ذَلِكَ فَ ْ‬
‫ثانياً‪ :‬تضييق الفجوة بين عامة المسلمين وعلمائهم وتقاربهم معهم وتكافؤهم‬
‫وتكاملهم مع بعضهم البعض‪ ،‬مما يقلل الفرقة والنزاع بين المسلمين‪.‬‬

‫الحنظلة السابعة‪:‬‬
‫حصاد إهمال الوصية السابعة‪ ،‬وهى‪" :‬التواضع والحذر من الكبر واالغترار"‪.‬‬
‫فإن عدم التواضع للناس‪ ،‬أو الكبر عليهم‪ ،‬أو االغترار بالعمل سواء من المقلدين‪ ،‬أو‬
‫المجتهدين يجعلنا نتجرع من المرار والحنظل‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬اتساع الفجوة أحيانا ً بين عامة المسلمين وبين علمائهم‪ ،‬حتى صار بعض‬
‫العامة يستعظم حتى أن يسألهم فى مسألة شرعية ويتحرج لذلك‪ ،‬فيلجئه ذلك لسؤال‬
‫غيرهم من غير المؤهلين‪ ،‬أو البقاء على خطئه وجهله‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬قلة همة بعض العلماء عن االستزادة فى العبادات والقربات هلل تعالى‪ ،‬أو‬
‫قلة الهمة فى تحصيل العلم الشرعي‪ ،‬وعدم االستزادة الكافية منه‪ ،‬ليتحول بعد‬
‫الرفعة إلى اإلنحدار‪ .‬ثبتنا هللا وعصمنا من الزلل‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬شيوع الجهل بالدين فى األمة؛ ألن الكبر والغرور كثيراً ما يصرف‬
‫المسلمين والمسلمات عن طلب العلم والتعلم فى الدين‪ ،‬فهذا يستكبر أن يتعلم على يد‬
‫من هو أصغر منه سنا ً أو شأنا ً وإن كان أعلم منه‪ ،‬وذاك يستكبر أن يتعلم على يد‬
‫أبن القرية‪ ،‬وإن كان أعلم منه؛ ألنه ابن مدينة‪ ،‬وذلك لوجود بعض من األتباع‬
‫والطلبة له يستكبر أن يراه طلبته أو َي ْع َلم أح ٌد عنه أنه مازال يتعلم ويتلقى العلم!‬
‫سبحان ربي العظيم‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وها هو اإلمام البغوي يروي عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل –رحمهم هللا‪-‬‬
‫يقول‪" :‬أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر"‪.‬‬
‫وعن صالح بن أحمد بن حنبل‪ ،‬قال‪ :‬رأى رجل مع أبي –أحمد بن حنبل‪-‬‬
‫محبرة‪ ،‬فقال له‪ :‬يا أبا عبد هللا‪ :‬أنت قد بلغت هذا المبلغ وأنت إمام المسلمين!! –أى‬
‫كالمنكر عليه استمراره فى تلقيه العلم أمام طلبته وأمام الناس وقد بلغ هذا المبلغ‪-‬‬
‫فقال له أحمد بن حنبل‪" :‬معي المحبرة إلى المقبرة"(‪.)1‬‬
‫ع َّد سلفنا الصالح ال ِكبْر من أهم أسباب ضياع العلم وعدم تحصيله‪ ،‬وكثيراً‬
‫وقد َ‬
‫قالوا‪:‬‬
‫"يضيع العلم فى ثالث‪ :‬الكبر والحياء ومالزمة النساء"(‪.)2‬‬
‫رابعاً‪ :‬الذل والمهانة التى تسلط علينا فى الدنيا قبل اآلخرة‪ ،‬وهذه عقوبة‬
‫المتكبرين عند هللا سبحانه‪.‬‬
‫فعن عبد هللا بن عمرو بن العاص –رضى هللا عنهما‪ -‬عن النبى –صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ -‬قال‪" :‬يُحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال‪،‬‬
‫يغشاهم الذل من كل مكان‪ ،‬فَيُساقونَ إلى سجن فى جهنم يُسمى بولس‪ ،‬تعلوهم نار‬
‫األنيار‪ ،‬يُسقون من عصارة أهل النار‪ ،‬طينة الخبال(‪.)3‬‬

‫(‪ ) 1‬كتاب "األدب الشرعى" لمحمد بن مفلح المقدسي (‪.)127/2‬‬


‫(‪ ) 2‬ويقصدون بـ "الحياء" هنا‪ :‬الحياء المذموم‪ ،‬ال المحمود‪ ،‬والذى يُسمى بـ "الحياء المزيف" وهو الذى يمنع‬
‫المسلم أو المسلمة من السعي لتلقي العلم الشرعي على يد أ هله وأصحابه بالتلقي والتربية‪ ،‬فالحياء فى‬
‫حقيقته وفى معناه المحمود‪ :‬هو ُخلُ ٌق يدفع صاحبه على االنكسار عن أن يراه هللا على حال ال يحبه عليه‪،‬‬
‫أو أن ال يراه على حال يحبه عليه‪ ،‬وهذا ال يتأتى إال بالعلم الشرعي الصحيح من أهله‪ ،‬فهو الذى يبين له‬
‫مراد هللا سبحانه وا لحالل والحرام‪ ،‬وما يحب هللا ويسخط المولى عز وجل‪ .‬ولذلك أهدانا سلفنا الصالح هذه‬
‫الكلمات النافعات لطلب العلم‪:‬‬
‫ان‬ ‫ي‬‫ب‬
‫ََِ ِ‬ ‫ب‬ ‫تفصيلها‬ ‫عن‬ ‫بيكَ‬ ‫ْ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫سأ‬ ‫العلم ِإال ِب ِست َّ ٍة‬
‫َ‬ ‫أخي لن تنا َل‬
‫زمان‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫وصحبة أستا ٍذ وطو ُل‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫وحرص‪ ،‬واجتهادٌ‪ ،‬وبُلغَة‬ ‫ٌ‬ ‫ذكا ٌء‪،‬‬
‫ويقصدون بـ "مالزمة النساء" هنا‪ :‬أى طول وكثرة مالزمة الزوجات‪ ،‬فكثيرا ً ما ماتت همم بعض طلبة العلم‬
‫فى أحضان زوجاتهم‪ ،‬أفتنانا ً بهن‪ ،‬أو انشغاالً معهن ولهن ‪ ..‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬
‫فاتق هللا يا طالب العلم فى دينك كما تتقيه فى زوجتك‪ ،‬واتق هللا يا زوجة طالب العلم فى دينك كما تتقيه فى‬
‫زوجك‪ ،‬والذى هو من المفترض أن يكون سراجا ً من سرج اإلسالم‪ ،‬فقد كان أحمد بن حنبل –رحمه هللا‪-‬‬
‫إذا أقبل طلبة الحديث بأيديهم المحابر‪ ،‬أشار إليهم وقال‪" :‬هذه سرج اإلسالم"‪ ،‬فهل تريدين أن تطفئي‬
‫لإلسالم أحد سُ ُر ِجه فى غياهب هذا الواقع المؤلم المظلم عليه وعلى األمة؟! وهل تتحملي عاقبة ذلك ووزره‬
‫ض ِحي له ومعه فتشاركيه أجره ورفعته فى الدنيا واآلخرة؟!!‬ ‫فى الدنيا واآلخرة؟! أم تشاركيه‪ ،‬وتعينيه‪ ،‬وت ُ َ‬
‫اختاري ‪ ...‬فَكِري ‪ ...‬تاجري مع هللا‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬حسن‪ .‬أخرجه الترمذى فى "سننه" (‪ )3219‬ش‪ ،‬وقال‪" :‬هذا حديث حسن صحيح"‪ .‬وأخرجه ابن المبارك‬
‫في "الزهد" (‪ )394/4‬ش‪ ،‬والبخاري فى "األدب المفرد" (‪ ،)328/2‬وال ُح َميْدي فى "مسنده" (‪)464/1‬‬

‫‪6‬‬
‫وعن عمر بن الخطاب –رضى هللا عنهم‪ -‬قال‪" :‬إن العبد إذا تَ َع َّ‬
‫ظم‪ ،‬وعدا‬
‫سأ َكَ هللا‪ ،‬فهو فى نفسه كبير وفى‬ ‫صهُ هللا إلى األرض‪ ،‬وقال أخسأ َخ َّ‬
‫طوره‪َ ،‬و َه َ‬
‫أنفس الناس صغير‪ ،‬حتى لهو أحقر عند هللا من خنزير(‪.)1‬‬
‫الغراس التربوى للوصية السابعة‪:‬‬
‫الطور األول [‪:]1-0‬‬
‫• حبذا لو رضع الطفل من لبن الغنم إن إن لم يمنع من لك‬
‫المتخصصون‪ ،‬باعتبارها تورث التواضع غالبا‪ ،‬استئناسا بحديث النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم أن الغنم تورث أهلها التواضع‪.‬‬
‫• السماح للمساكين بحمل الطفل فيألف هيئاتهم وروائحهم‪.‬لحين يعتاد‬
‫الكادين العابدين‪.‬‬
‫ِ‬ ‫على روائح‬
‫• التوسط للطفل فى الملبس فال يرتدي المالبس الحريرية وال شديدة‬
‫النعومة –بل القطنية العادية أفضل‪ -‬كي ال يعتاد جلده النعومة المفرطة‪.‬‬
‫• يا حبذ لو عودناه النوم على فراش متواضع على األرض ما لم يخشى‬
‫عليه؛ كي ال يعتاد جسده الفراش الوثير‪ ،‬ويألف جسده نوم األرض‪.‬‬
‫الطور الثانى [‪:]5-1‬‬
‫• التواضع للطفل واالستماع له باهتمام‪ ،‬ومجاراته بما يقول بل ومناقشته فيه‪،‬‬
‫ولكن بالصدق وفي الحق‪ .‬فيرى تواضعك الستماعك له مع أنه صغير‪.‬‬

‫‪ ....‬وغيرهم‪ .‬وفيه‪" :‬محمد بن عجالن" وهو‪" :‬صدوق"‪ .‬لكن تابعه عند ال ُح َميدي "داود بن شابور" وهو‪:‬‬
‫"ثقة‪ ،‬كالهما عن "عمرو بن شع يب"‪ ،‬قال الحافظ‪" :‬وإن كان أبو داود قال أنه‪" :‬ليس بحجة"‪ ،‬إال أن‬
‫البخاري قال‪ :‬رأيت أحمد‪ -‬أى ابن حنبل‪ -‬وعليا ً‪ -‬أي‪ :‬ابن المديني‪ ،‬وإسحاق‪ -‬أي‪ :‬ابن راهوية‪ -‬وأبا عبيدة‪،‬‬
‫وعامة أصحابنا يحتجون به –وهو األرجح‪ ،-‬يرويه عن أبيه شعيب بن محمد "وهو‪" :‬صدوق ثبت سماعه‬
‫من جده "عبد هللا بن عمرو بن العاص"‪ ،‬وقد رواه عنه –رضى هللا عنهما‪.-‬‬
‫(‪ ) 1‬سنده حسن إلى عمر بن الخطاب –رضى هللا عنه‪ .-‬أخرجه ابن أبى شيبة (‪ )249/6‬من طريق "ابن‬
‫عيينة" و "ابن إدريس" و "أبو خالد األحمر" عن "محمد بن عجالن القرشي" قال الحافظ‪" ،‬صدوق إال أنه‬
‫اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة"‪ ،‬وقد وثقه أحمد وابن معين‪ ،‬وقال الحاكم‪" :‬خ ََّر َج له مسلم (‪ )13‬حديثا ً‬
‫كلها فى الشواهد"‪ ،‬وقال البعض‪" :‬سئ الحفظ" عن "بكير عبد هللا األشج" وهو‪" :‬ثقة" عن "معمر بن أبي‬
‫حبيبة وهو‪" :‬ثقة" عن عبيد هللا بن عدي بن الخيار "وهو‪" :‬ثقة" عن عمر بن الخطاب –رضى هللا عنه‪.-‬‬
‫ظم"‪ :‬أى تعاظم وتكبر وتعالى‪ .‬وقوله تعالى "عدا طوره"‪ :‬أى تعدَّى وتجاوز قدره‪ .‬وقوله‬ ‫وقوله "ت َ َع َّ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫صهُ هللا إلى األرض"‪ :‬أي كسره وأذَلهُ وضرب به األرض‪ ،‬وقال ثعلب‪ :‬أي جذبه إلى األرض "لسان‬ ‫"و َه َ‬
‫َ‬
‫العرب" (‪.)108/7‬‬

‫‪7‬‬
‫• حث الطفل على اللعب مع أقرانه وعدم التعالي عليهم‪ ،‬ويراعي ذلك حتى‬
‫في ألفاظه بقوله مث ً‬
‫ال‪" :‬العب مع إخوانك"‪ ،‬وليحذر من انتقاصهم أمامه فال‬
‫يقول مثال‪" :‬إنهم سيئين" أو‪" :‬أنك أحسن منهم" ‪ ....‬إلخ‪.‬‬
‫• ولو رؤي من أي شخص خطأ‪ ،‬نبين له أن هذا الفعل خطأ دون وصف‬
‫صاحبه أنه شخص سيئ؛ لكي ال يقترن فى ذهنه الفعل السيئ بسوء‬
‫الشخصية؛ فال عصمة إال ألصحاب الرساالت ‪-‬األنبياء‪.-‬‬
‫• الحرص على إزالة أسباب التميز والتعالي على أقرانه‪ ،‬والحرص على‬
‫التقارب النسبي فى المظهر العام فى الحياة العامة‪.‬‬
‫• البد أن يرى الطفل من أبويه في هذا الطور حب المساكين والفقراء‬
‫ومخالطتهم‪.‬‬
‫• يا حبذا لو عودناه النوم على فراش متواضع على األرض ما لم يخش عليه‬
‫حشرات أو حيوانات‪.‬‬
‫• متابعة األطفال في أيمانهم وعند قسمهم‪ ،‬وتصحيح األيمان الخاطئة عندهم‪.‬‬
‫• كذلك متابعتهم فى ألفاظ التنديد ولو غير مقصودة وتصحيحها له‪ ،‬فمثال‪ :‬إن‬
‫قال لك طفلك‪" :‬أنا أحبك أكثر من كل شيء"‪ ،‬فصحح له اللفظ‪ ،‬وقل له‪" :‬ال‬
‫يصح ذلك إال بعد محبة هللا ورسوله"‪ ... ،‬ونحو ذلك‪.‬‬
‫• تعويد الطفل إذا اخطأ على االعتذار لمن أخطأ له واالعتراف بخطئه‪ ،‬ولو‬
‫كان هذا الشخص ممن يمكن ويسوغ له تقبيل يده فليفعل‪.‬‬
‫• أن يرى الطفل اعتذار الوالدين عند الخطأ سواء كان لآلخر أم حتى أمام‬
‫اآلخرين بل حتى من األباء لألبناء‪ ،‬بل يمكن للمخطئ من الوالدين إيقاع‬
‫عقوبة مناسبة على نفسه إن أخطأ وينفذها أمام األبناء‪.‬‬
‫• اإلكثار من سرد قصص التواضع والمتواضعين وعلى رأسهم النبي –صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ -‬والسلف ومن تبعهم‪ .‬مع كثرة سرد قصص عقوبة الكبر‬
‫والمتكبرين‪ .‬باألسلوب المناسب للمرحلة العمرية‪.‬‬
‫• أن يلحظ األطفال كثرة دعوة الوالدين للعلماء إلى بيوتهم خاصة في‬
‫مناسباتهم الخاصة والعامة دون اإلثقال عليهم‪ ،‬والتكفل بذهابهم وإيابهم‬
‫بالطريقة الكريمة التى تناسبهم وتتناسب معهم‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫• ويراعى هنا أهمية قبول العلماء لدعاوى العامة بما ال مشقة فيه عليهم‪ .‬قال‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬لو دعيت إلى كراع أو ذراع ألجبت"‪ ،‬كما دعاه‬
‫رج ٌل خياط على مرقة الدباء ‪-‬الكوسة‪ -‬ففعل وأخذ يتتبعها في اإلناء‪ ،‬ودعته‬
‫أم أنس بن مالك الفقيرة لطعام‪ ،‬وأجلسته على حصير قد اسود من طول ما‬
‫لبس‪ ،‬كذلك فأجاب وغيرهم كثير‪.‬‬
‫• إذ قسى الوالدين أو أحدهما على الطفل في أمر ثم تبين براءته منه‪،‬‬
‫فيستثمر هذا الموقف لترويضه على االعتذار وكسر الكبر فيه‪ ،‬فيعتذر لولده‬
‫عن هذا الخطأ ويقبله بين عينيه‪.‬‬
‫الطور الثالث[‪:]12-5‬‬
‫• التواضع للطفل واالستماع له باهتمام‪ ،‬ومجاراته بما يقول بل ومناقشته فيه‪،‬‬
‫ولكن بالصدق وفي الحق‪ .‬فيرى تواضعك الستماعك له مع أنه صغير‪.‬‬
‫• مراعاة إزالة أسباب الكبر والتعالي على أقرانه‪ ،‬والحرص على التقارب‬
‫النسبى فى المظهر العام فى الحياة العامة‪ ،‬خاصة فى المدارس (كاللباس)‪،‬‬
‫ووسيلة المواصالت قدر المستطاع‪,‬‬
‫• يا حبذا او عودناه النوم على فراش متواضع على األرض ما لم يخشى على‬
‫نفسه حشرة أو دابة‪.‬‬
‫• متابعة األطفال فى أيمانهم وتصحيح األيمان الخاطئة عندهم‪.‬‬
‫• كذلك متابعتهم فى ألفاظهم لمنع التنديد وتصحيحه لهم‪.‬‬
‫• تعويد الطفل إذا أخطأ على االعتذار لمن أخطأ له واالعتراف بخطئه ولو‬
‫كان ممن يمكن ويسوغ تقبيل يده فليفعل‪.‬‬
‫• أن يرى الطفل اعتذار الوالدين عند الخطأ‪ ،‬سواء كل لألخر أم حتى أمام‬
‫األخرين بل حتى من األباء لألبناء‪ ،‬بل ويمكن للمخطئ من الوالدين إيقاع‬
‫عقوبة مناسبة وينفذها أمام األبناء على نفسه‪.‬‬
‫• االكثار من سرد قصص التواضع والمتواضعين وعلى رأسهم النبى ‪0‬‬
‫والسلف الصالح ومن تبعهم‪ ،‬بما يتناسب مع المرحلة العمرية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أن يلحظ األطفال كثرة دعوة الوالدين للعلماء إلى بيوتهم خاصة في‬ ‫•‬
‫مناسباتهم الخاصة والعامة دون اإلثقال عليهم‪ ،‬والتكفل بذهابهم وإيابهم بالطريقة‬
‫الكريمة التى تناسبهم وتتناسب معهم‪.‬‬
‫ويراعى هنا أهمية قبول العلماء لدعاوى العامة بما ال مشقة فيه‬ ‫•‬
‫عليهم‪ .‬قال ‪ " :0‬لو دعيت إلى كراع أو ذراع ألجبت"‪ ،‬كما دعاه رج ٌل خياط‬
‫على مرقة الدباء ‪-‬الكوسة‪ -‬ففعل وأخذ يتتبعها في اإلناء‪ ،‬ودعته أم أنس بن مالك‬
‫الفقيرة لطعام‪ ،‬وأجلسته على حصير قد اسود من طول ما لبس‪ ،‬كذلك فأجاب‬
‫وغيرهم كثير‪.‬‬
‫أن يعتاد أن يرى والديه يتتلمذون ويطلبون العلم على يد مشايخهم لو‬ ‫•‬
‫كانوا من المقلدين‪ ،‬أو يذاكرون ويدرسون لو كانو من المجتهدين العلماء‪.‬‬
‫أن يبدى األباء والمدرسين مدحهم للطلبة حال حملهم لكتبهم وحال‬ ‫•‬
‫دراستهم حتى ال يستنكف طالب العلم عن حمل كتبهم والتعريف بأنهم مازالوا‬
‫طلبة علم‪.‬‬

‫الطور الرابع [‪:]40 – 12‬‬


‫• مراعاة إزالة أسباب التميز والتعالي على أقرانه‪ ،‬والحرص على التقارب‬
‫النسبي في المظهر العام في الحياة العامة‪.‬‬
‫• وياحبذا لوعودناه النوم على فراش متواضع على األرض مالم يخشى عليه‪.‬‬
‫• متابعتهم في أيمانهم وتصحيح األيمان الخاطئة عندهم‪ ،‬مع بيان العلة ودليل‬
‫ذلك وأثر هذا الذنب في الدنيا واألخرة‪.‬‬
‫• كذلك متابعتهم في ألفاظهم لمنع التنديد وتصحيحهم‪ ،‬مع بيان العلة والدليل‬
‫واألثر في الدنيا واألخرة‪.‬‬
‫• تعويده إذا أخطأ على االعتذار لمن أخطأ له واالعتراف بخطئه ولو كان‬
‫ممن يمكن ويسوغ له تقبيل يده فليفعل‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫• أن يروا بأعينهم اعتذار الوالدين عند الخطأ سواء كل لألخر أم حتى أمام‬
‫األخرين‪ ،‬بل حتى من األباء لألبناء‪ ،‬بل ويمكن إيقاع عقوبة مناسبة وينفذها‬
‫أمام األبناء على نفسه‪.‬‬
‫االكثار من سرد قصص التواضع والمتواضعين وعلى رأسهم النبى‬ ‫•‬
‫‪ 0‬والسلف الصالح ومن تبعهم‪ ،‬بما يتناسب مع المرحلة العمرية‪ .‬مع كثرة سرد‬
‫قصص عقوبة الكبر والمتكبرين‪.‬‬
‫• أن يعتاد أن يرى والديه يتتلمذون ويطلبون العلم على يد مشايخهم لو كانوا‬
‫من المقلدين‪ ،‬أو يذاكرون ويدرسون لو كانو من المجتهدين العلماء‪.‬‬
‫أن يبدي األباء والمدرسين مدحهم للطلبة حال حملهم لكتبهم وحال‬ ‫•‬
‫دراستهم حتى ال يستنكف طالب العلم عن حمل كتبهم والتعريف بأنهم مازالوا‬
‫طلبة علم‪.‬‬
‫أن يتقلل العالم أو طالب العلم عمله وال يغتر بعلمه أو عمله وال يقارن‬ ‫•‬
‫نفسه بالعامة من الناس في علمهم أو عملهم بل يقارن نفسه أمام سلفنا الصالح‬
‫في علمهم وعملهم ليعرف حقيقة نفسه ويقيم نفسه بحقها‪.‬‬

‫الطور الخامس [ ‪ -40‬ن ]‪:‬‬


‫• ننصحه التواضع للطفل واالستماع له باهتمام‪ ،‬ومجاراته بما يقول بل‬
‫ومناقشته فيه‪ ،‬ولكن بالصدق وفي الحق‪ .‬فيرى تواضعك الستماعك له مع‬
‫أنه صغير‪ .‬وفي الحقيقة نحن نروض الكبير هذا على كسر نفسه من الكبر‬
‫والتواضع‪.‬‬
‫• متابعته في ايمانهم وتصحيح األيمان الخاطئة عندهم مع بيان العلة والدليل‬
‫واألثر في الدنيا واألخرة‪ ،‬باألسلوب المتناسب مع المرحلة‪.‬‬
‫• كذلك متابعتهم في ألفاظهم لمنع التنديد وتصحيحهم‪ ،‬مع بيان العلة والدليل‬
‫واألثر في الدنيا واألخرة‪.‬‬
‫• االكثار من سرد قصص التواضع والمتواضعين وعلى رأسهم النبى ‪0‬‬
‫والسلف الصالح ومن تبعهم‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫• أن يتقلل العالم أو طالب العلم عمله وال يغتر بعلمه أو عمله وال يقارن نفسه‬
‫بالعامة من الناس في علمهم أو عملهم بل يقارن نفسه أمام سلفنا الصالح في‬
‫علمهم وعملهم ليعرف حقيقة نفسه ويقيم نفسه بحقها‪.‬‬

‫فهرس الكتاب‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬ ‫رقم المادة‬


‫‪1‬‬ ‫الوصايا العشر‬ ‫‪ -1‬المقدمة‬
‫‪4‬‬ ‫حصاد الشهد لكل وصية تعد‪.‬‬ ‫‪ -2‬مقدمة الشهد‬
‫‪5‬‬ ‫حصاد المر والحنظل لكل وصية تهمل‪.‬‬ ‫‪ -3‬مقدمة الحنظل‬
‫‪7‬‬ ‫الغراس التربوى للوصايا‪.‬‬ ‫‪ -4‬الغراس‬
‫وجوب االلتزام بالكتاب والسنة وتجريد ‪20‬‬ ‫‪ -5‬الوصية األولى‬
‫النفس من الهوى‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية األولى‪.‬‬ ‫‪ -6‬الشهد األول‬
‫‪25‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية األولى‪.‬‬ ‫‪ -7‬الحنظلة األولى‬
‫‪30‬‬ ‫‪ -8‬غراس الوصية األولى الغراس التربوى للوصية األولى‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫للمقلد‪ ،‬المجتهد‬ ‫‪ -9‬الوصية الثانية‬
‫‪46‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الثانية‪.‬‬ ‫‪ -10‬الشهد الثانى‬

‫‪12‬‬
‫‪48‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثانية‪.‬‬ ‫الحنظلة الثانية‬ ‫‪-11‬‬
‫‪51‬‬ ‫غراس الوصية الثانية الغراس التربوى للوصية الثانية‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫‪53‬‬ ‫وجوب التزام منهج السلف الصالح‪.‬‬ ‫الوصية الثالثة‬ ‫‪-13‬‬
‫‪60‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الثالثة‪.‬‬ ‫الشهد الثالث‬ ‫‪-14‬‬
‫‪61‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثالثة‪.‬‬ ‫الحنظلة الثالثة‬ ‫‪-15‬‬
‫‪68‬‬ ‫غراس الوصية الثالثة الغراس التربوى للوصية الثالثة‪.‬‬ ‫‪-16‬‬
‫‪70‬‬ ‫بإحسان الظن بالعلماء الصالحين‪.‬‬ ‫الوصية الرابعة‬ ‫‪-17‬‬
‫‪72‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الرابعة‪.‬‬ ‫الشهد الرابع‬ ‫‪-18‬‬
‫‪73‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الرابعة‪.‬‬ ‫الحنظلة الرابعة‬ ‫‪-19‬‬
‫‪76‬‬ ‫غراس الوصية الرابعة الغراس التربوى للوصية الخامسة‪.‬‬ ‫‪-20‬‬
‫‪78‬‬ ‫تحصيل العلم الشرعى‪.‬‬ ‫الوصية الخامسة‬ ‫‪-21‬‬
‫‪82‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الخامسة‪.‬‬ ‫الشهد الخامس‬ ‫‪-22‬‬
‫‪84‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الخامسة‪.‬‬ ‫الحنظلة الخامسة‬ ‫‪-23‬‬
‫‪85‬‬ ‫الوصية الغراس التربوى للوصية الخامسة‪.‬‬ ‫غراس‬ ‫‪-24‬‬
‫الخامسة‬
‫‪88‬‬ ‫الورع فى الفتيا‪.‬‬ ‫الوصية السادسة‬ ‫‪-25‬‬
‫‪90‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية السادسة‪.‬‬ ‫الشهد السادس‬ ‫‪-26‬‬
‫‪92‬‬ ‫بهمال العمل بالوصية السادسة‪.‬‬ ‫الحنظلة السادسة‬ ‫‪-27‬‬
‫‪92‬‬ ‫الوصية الغراس التربوى للوصية السادسة‬ ‫غراس‬ ‫‪-28‬‬
‫السادسة‬
‫‪95‬‬ ‫التواضع والحذر من الكبر‪.‬‬ ‫الوصية السابعة‬ ‫‪-29‬‬
‫‪97‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية السابعة‪.‬‬ ‫الشهد الرابع‬ ‫‪-30‬‬
‫‪98‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثامنة‪.‬‬ ‫الحنظلة السابعة‬ ‫‪-31‬‬
‫‪101‬‬ ‫غراس الوصية السابعة الغراس التربوى للوصية الثامنة‪.‬‬ ‫‪-32‬‬
‫‪106‬‬ ‫وجوب العدل واإلنصاف فى الحكم‪.‬‬ ‫الوصية الثامنة‬ ‫‪-33‬‬
‫‪107‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية الثامنة‪.‬‬ ‫الشهد الثامن‬ ‫‪-34‬‬
‫‪108‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية الثامنة‪.‬‬ ‫الحنظلة الثامنة‬ ‫‪-35‬‬
‫‪109‬‬ ‫غراس الوصية الثامنة الغراس التربوى للوصية الثامنة‪.‬‬ ‫‪-36‬‬
‫‪113‬‬ ‫ترك وذم الغلو والتفريط فى الدين‪.‬‬ ‫الوصية التاسعة‬ ‫‪-37‬‬
‫‪116‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية التاسعة‪.‬‬ ‫الشهد التاسع‬ ‫‪-38‬‬
‫‪118‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية التاسعة‪.‬‬ ‫الحنظلة التاسعة‬ ‫‪-39‬‬
‫‪121‬‬ ‫غراس الوصية التاسعة الغراس التربوى للوصية التاسعة‪.‬‬ ‫‪-40‬‬
‫‪123‬‬ ‫عدم االنحترار بزهد أحد وال بحسن سمته‪.‬‬ ‫الوصية العاشرة‬ ‫‪-41‬‬
‫‪128‬‬ ‫بتحقيق العمل بالوصية العاشرة‪.‬‬ ‫الشهد العاشر‬ ‫‪-42‬‬
‫‪129‬‬ ‫بإهمال العمل بالوصية العاشرة‪.‬‬ ‫الحنظلة العاشرة‬ ‫‪-43‬‬
‫‪132‬‬ ‫الوصية الغراس التربوى للوصية العاشرة‪.‬‬ ‫غراس‬ ‫‪-44‬‬

‫‪13‬‬
‫العاشرة‬
‫‪135‬‬ ‫حصاد األمة لشهد الوصايا مجملة‪.‬‬ ‫شهد األمة‬ ‫‪-45‬‬
‫‪136‬‬ ‫تعريف بفهرس الخطوب والعطوب‪.‬‬ ‫خطوب األمة‬ ‫‪-46‬‬
‫‪137‬‬ ‫عملنا في هذا الكتاب‬ ‫ملحوظات‬ ‫‪-47‬‬
‫‪140‬‬ ‫فهرس الحنظل والخطوب والعطوب‪.‬‬ ‫الفهرس‬ ‫‪-48‬‬
‫فهرس أطراف اآلحاديث المرفوعة إلى النبى ‪142‬‬ ‫الفهرس‬ ‫‪-49‬‬
‫–صلى هللا عليه وسلم‪.-‬‬
‫(الموقوفة) ‪143‬‬ ‫اآلثار‬ ‫أطراف‬ ‫فهرس‬ ‫‪ -50‬الفهرس‬
‫و(المقطوعة)‪.‬‬
‫‪146‬‬ ‫الفهرس العام للكتاب‪.‬‬ ‫‪ -51‬الفهرس‬

‫‪14‬‬
15

You might also like