Professional Documents
Culture Documents
الدولة والقانون
الدولة والقانون
والمانون
24ماٌو/0202 ،أمل المرشدي/ال تعلٌمات بعد
ان مفهوم خضوع الدولة للمانون ٌعنً أن تتمٌد جمٌع جمٌع سلوكات السلطات العامة فً الدولة بالمانون
مثلها مثل األفراد العادٌٌن فال ٌمكن للدولة أن تضع المانون الذي ترٌد او أن تعدله او تلؽٌه حسب ما
ترٌد بل تتبع فً ذلن إجراءات معٌنة ومحددة ،وهذا ما ٌعرؾ بمبدأ المشروعٌة.
ونحن حٌن تكلمنا عن السلطة فال نمصد أن نثٌر تساؤل فٌما إذا كانت لانونٌة أم ال بل التساؤل المطروح
هو حول كٌفٌة ممارسة السلطة .هل حٌن تمارس السلطة ٌجب ان تظل دابما هذه الممارسة فً إطار
المانون ؟ أي خاضعة للمانون وإن كانت كذلن فما هو أساس هذا الخضوع ؟
وما هً األسالٌب والوسابل الناجعة أو الكفٌلة إلخضاع الدولة المانون … ،كل هذه التساؤالت كلها
وؼٌرها تصب فً لالب واحد ولكن ٌبمى اإلشكال األم والتساؤل األساسً:
هذه الماعدة عن طرٌمها لوة اإللزام فً الحٌاة العملٌة إذن فهً تربط بٌن المانون والسلطة التً تكسبه لوة
اإللزام فً العمل.
ولد نادى بهذه المذاهب الشكلٌة كثٌر من الفمهاء والفالسفة اتفموا جمٌعا من حٌث المبدأ وهو رد المانون
إلى إدارة الحاكم أو السلطان مع خالفات بسٌرة فً بعض الجزٌبات ال تحل وال تتمص من اتفالهم على
المبدأ ومن هؤالء الفالسفة والفمهاء ومنهم أوستن الفٌلسوؾ اإلنجلٌزي شؽل منصب أستاذ فً فلسفة
المانون فً جامعة لندن فً النصؾ األول من المرن 93استمد مذهبه من نظرٌات الفالسفة الٌونان منذ
المدم إذ كانوا ٌرون أن المانون مبدأ للموة كما تأثر بما جاء به الفمٌه اإلنجلٌزي “توماس هوٌن” من أن
المانون لٌس طلبا وال نصٌحة وإنما هو أمر صادر عن حاكم بل المانون هو إدارة الحاكم أو السلطان
الذي له السٌطرة المطلمة إال أن له الفضل فً سٌالة هذه األفكار بشكل نظري والفكرة التً تموم علٌها
مذهب أوستن بحٌث عرؾ المانون بأنه أمر أو نهً ٌصدره الحاكم إسنادا إلى سلطة السٌاسٌة وٌوجه إلى
المحكومٌن وٌتبعه انجزاء ومن هذا التعرٌؾ ٌتبٌن أنه لكً ٌوجد لانون البد من توفر ثالث شروط:
1-وجود حاكم سياسي :فالمانون فً نظر أوستن ال ٌموم إال فً مجتمع سٌاسً ٌستند فً تنظٌمه إلى
وجود هٌبة علٌا حاكمة لها السٌادة السٌاسٌة فً المجتمع وهٌبة أخرى خاضعة لما تصدره الهٌبة الحاكمة
من أوامر ونواهً.
2-وجود أمر أو نهي :المانون فً منظور لٌس مجرد نصٌحة أو إرشاد لألفراد إن شأوا التزموا به أو
خالفوه بل هو أمر ونهً ال ٌجوز مخالفة ولد ٌكون صرٌحا أو ضمنٌا .وكذلن بالنسبة لمواعد لانون
العموبات أحٌانا تمتصر على تحدٌد العموبة التً تولع على من ٌرتكب جرٌمة معٌنة وهً بذلن ال تصدر
فً صٌؽة أمر او نهً ولكنها ضمنٌا تأمر بعدم إرتكاب الجرابم أو تنهً عنها.
3-وجود الجزاء :فكرة الجزاء لدى أوستن هً فكرة جوهرٌة فً الماعدة المانونٌة بؽٌرها ال توجد
الماعدة المانونٌة فالحاكم السٌاسً له من الموة والسلطة ما ٌمكنه من فرض إدارته على المحكومٌن عن
طرٌك الجزاء على من ٌخالفة.
فً المجتمع الدولً سلطة علٌا فوق سلطة الدول تولع الجزاء على الدول التً تخالؾ المواعد المانونٌة
وعلى هذا األساس ٌعتبر أوستن أن لواعد المانون الدولً ما هً إال مجرد مجامالت تراعٌها الدول فً
سلوكها فٌما بٌنها.
2/انكار صفة المانون على المانون الدستوري :ألن لواعد المانون الدستوري هً التً تبٌن شكل الدولة
ونظام الحكم فٌها والسلطات العامة داخل الدولة وعاللتها بعضها ببعض كما تبٌن حموق األفراد السٌاسٌة
وحرٌاتهم والممومات األساسٌة للمجتمع وعلٌه فإن لواعد المانون الدستوري هً لواعد بمحض اختٌاره
وبما أنه هو الذي ٌصدر هذه المواعد فهو ٌستطٌع دابما مخالفتها ألنها من ناحٌة لٌست صادرة من سلطة
أعلى منه ومن ناحٌة أخرى ؼٌر ممترنة بجزاء ٌولع فً حالة مخالفته ألنه ال ٌعمل أن ٌولع الحاكم
الجزاء على نفسه على هذا األساس ٌرى أوستن أن لواعد المانون الدستوري ماهً إال مجرد لٌود أو
لواعد األخالق الوضعٌة على حد تعبٌره تنظم عاللة الحاكم باألفراد لم تلزمه بها سلطة أعلى منه
3/جعل التشرٌع هو المصدر الوحٌد لمواعد المانونٌة باعتباره ٌتضمن أمرا أو نهٌا ٌصدره الحاكم إلى
المحكومٌن وعدم اإلعتراؾ بالمصادر األخرى كالعرؾ مثال ألنه ال ٌصدر من الحاكم إلى المحكومٌن
وإنما ٌنشأ من إتباع الناس سلون معٌن ومنا طوٌل مع شعورهم بإلتزامٌته.
4/وجوب التمٌد فً تفسٌر نصوص المانون بإدارة المشرع ولت وضع هذه النصوص وعدم األخذ بما
ٌطرأ بعد ذلن من ظروؾ جدٌدة ألن العبرة بإرادة الحاكم ولت وضع النص وال عٌره ٌتؽٌر الظروؾ.
الفرنسً فً مجموعة واحدة أطلك علٌها ” تمنٌن نابلٌون” وكذلن ٌختلؾ مذهب الشرح على المتون عن
مذهب أوستن فً أن فمهاء مذهب الشرح على المتون لٌسوا هم الذٌن نادوا بهذا المذهب ذلن أن هذا
األخٌر ماهو إال مجرد طرٌمة تفسٌر وشرح المانون أستخلص منها الفمهاء فً أوابل المرن 02المبادئ
واألسس التً لام علٌها هذا األسلوب بالشرح والتفسٌر وسالوا منها مذهبا له ممٌزاته الخاصة وحددوا
أسماء الفمهاء الذٌن سارو على هذا األسلوب وأطلموا علٌه اسم مذهب أو نظرٌة الشرح على المتون
نظرا لطرٌمة التً سار علٌها هؤالء الفمهاء فً شرح تمنٌن نابلٌون مثنا متنا وبنفس الترتٌب الذي وردت
به هذه النصوص فً التمنٌن ولد سمٌت المدرسة التً تكونت من فمهاء الشرح على المتون ” بمدرسة
إلتزام النصوص” واألسس التً تموم علٌها مذهب الشرح على المتون على أساسٌن هما:
1-تقديس النصوص التشريعية :لمد أحدثت تمنٌات نابلٌون جوا من اإلبهار واإلعجاب دفعت برجال
المانون إلى لصر مفهوم المانون على المدونات التً ٌتم اإلعالن عنها رسمٌا من طرؾ أجهزة الدولة
فالتمنٌن أصبح هو الوجه المعبر للمانون وإدارة المشرع هً الترجمان الوحٌد إلدارة الدولة ولعل السبب
فً تمدٌس فمهاء الشرح على المتون للنصوص المانونٌة ٌرجع إلى أن النظام المانونً السابد فً فرنسا
لبل صدور التمنٌن المدنً الفرنسً الذي عرؾ باسم تمنٌن نابلٌون ٌختلؾ من الشمال إلى الجنوب فمد
الجزء الشمالً ٌخضع لنظام لانونً أساسه لواعد العرؾ والتمالٌد بٌنما الجزء الجنوبً ٌخضع لنظام
لانون مستمد من المانون الرومانً ولد كان توحٌد المانون بلورة تمنٌن جدٌد شامل جامع ومانع أمل
رجال ال ثورة الفرنسٌة ؼٌر أن هذا األمل لم ٌتحمك إال فً عهد نابلٌون بصدور تمنٌة المعروؾ باسمه
ولد لال تمنٌنه ” إن المانون الوضعً مهما بلػ من التطور والدلة ال ٌمكنه حل محل العمل الطبٌعً ”
مشٌرا بذلن إلى محدودٌة التمنٌن ولصوره عن اإلستعاب الكامل للظواهر المانونٌة ونظرا للمزاٌا الكبٌرة
التً حممها هذا التمنٌن بتوحٌده لنظام المانونً فً فرنسا فمد شعر رجال المانون بعاطفة لوٌة تدفعهم إلى
احترام وتمدٌس هذا التمنٌن باعتباره المصدر الوحٌد للمانون فهو بنظرهم لانون شامل كالكتاب الممدس لد
أحاط بكل شًء مما جعلهم ٌتبعون فً شرح هذا التمنٌن الطرٌمة التً تتبع فً شرح الكتب الممدسة وهً
شرح نصوصه نصا بعد نص.
2-اعتبار التشريع هو المصدر الوحيد للقانون :ذلن أن النصوص المانونٌة فً منظور فمهاء مذهب
الشرح على المتون تتضمن جمٌع األحكام المانونٌة وتضع جمٌع الحلول لشتى الحاالت وبذلن ٌعتبر
التشرٌع هو المصدر الوحٌد للمانون باعتباره المعبر عن إدارة المشرع ولمد ترتبت نتابج على هذا
المذهب وهً:
أ-التزام الماضً بأحكام النصوص التشرٌعٌة إذ ال ٌجوز له الخروج عنها أو المسار بها نظرا لمدوسٌتها
فمهمته تتمثل فً الحكم بممتضى المانون ولٌس الحكم على المانون.
ب -إ ذا عجز الشارع عن استخالص لاعدة مامن النصوص التشرٌعٌة فإن اللوم والعٌب فً المشرع ذلن
ألن التشرٌع ٌحوي جمٌع المواعد والمبادئ الالزمة فً جمٌع الحاالت.
جـ -وجب الخضوع إلى نٌة وإرادة المشرع ولت وضع النصوص وهذا عند تفسٌر وشرح النصوص
التشرٌعٌة.
مذهب هٌجل :وهو فٌلسوؾ ألمانً وأستاذ له عدة مؤلفات منها كتابه الذي صدر سنة 9209م بعنوان ”
مبادئ فلسفة المانون ” ٌرى هٌجل أن الدول الحمٌمٌة الوالعٌة هً التً تولؾ فً حسم التنالض األساسً
بٌن الوجدان الفردي والمصلحة العامة فالدولة وفك فلسفة هٌجل هً تجسٌد إلرادة اإلنسان وحرٌته فال
أساس وال شرعٌة للمانون إال إذا كان صادرا عن الدولة فالمانون هو إرادة الدولة سواءا فً الداخل أو
الخارج ففً الداخل ال ٌمكن للمجتمع أن ٌرلى فً مصاؾ الدولة إال إذا اندمج األفراد فً كٌان الدولة
فتذوب إرادتهم وحرٌتهم داخل الكٌان من أجل تحمٌك صالح عام ٌبؽً أن ٌكون لاسما مشتركا بٌن
األفراد وهذا ٌمتضً خضوع األفراد المطلك للدولة وٌمتضً أن تكون سٌادة الدولة واحدة ال تتجزأ
تتجسد فً شخص واحد له السلطان المطلك ولراره واجب النفاذ باعتباره معبر عن اإلدارة العامة التً
تذوب فً وحدتها جمٌع اإلختالفات ،أما فً الخارج فطالما أن جمٌع الدول متساوٌة فً السٌادة وطالما
أنه ال توجد سلطة علٌا تختص فً الفصل فً النزاعات التً تنشا بٌن الدول إذ أن الحرب هً الوسٌلة
الوحٌدة لتنفٌذ إدارة الدولة فً المجتمع الدولً وحل النزاع ٌكون لصالح الدولة األلوى طبما لمبدأ البماء
لأللوى والنتابج المترتبة عن هذا المذهب هً:
1-تدعٌم وتبرٌر الحكم االستبدادي المطلك طالما أن إدارة الحاكم هً المانون الواجب النفاذ.
3-ال مجال لإلعتراؾ بمواعد المانون الدولً فالموة وحدها هً السبٌل الوحٌد لتنفٌذ رؼبات الحاكم ولض
النازعات كذلن الشأن بالنسبة لمواعد المانون الدستوري فالحكم له السلطان المطلك فً عاللته مع األفراد
.
مذهب كلسن :كلسن فٌلسوؾ نمساوي اشتؽل منصب أستاذ فً مادة فلسفة المانون بجامعة فٌنا سنة
9391كون مذهبا عرؾ بـ ” النظرٌة الصافٌة ” ووفما لكلسن ٌجب أن ٌمتصر علم المانون على دراسة
السلون اإلنسانً مجرد من االعتبارات والضوابط األخرى التً هً من اختصاص علوم أخرى كعلم
اإللتصاد والسٌاسة …إلخ فالنظرٌة الصافٌة للمانون تبحث فً تحدٌد ماهو المانون وكٌؾ ٌتكون ؼٌر
مبالٌة بما ٌجب أن ٌكون علٌه واألسس التً ٌموم علٌها مذهب أوستن هً:
أ -استبعاد جمٌع العناصر ؼٌر المانونٌة ٌ :رى كلسن وجوب استبعاد كافة العوامل الؽٌر لانونٌة
كالعوامل االجتماعٌة وااللتصادٌة والمبادئ األخاللٌة والمفاهٌم السٌاسٌة وؼٌرها فالمانون البحت ٌجب
أن ٌمتصر فً دراسته على المانون كما هو والبحث عن صحة صدوره من الهٌبة أو الشخص صاحب
االختصاص والتحمٌك من مدى إتباعه كما حددته السلطة المختصة أو عدم اتباعه دون البحث فً
مضمونه إذ كان عادال أم ال متفك مع مصلحة الجماعة أم ؼٌر ذلن إن البحث ٌتضمن أسباب نشأة
المواعد هو من إختصاص علماء اإلجتماع والسٌاسة والتارٌخ فالمانون حسب كلسن هو مجموعة
الضوابط المانونٌة وٌتكون من لواعد لانونٌة عامة وفردٌة.
ب -وحدة المانون والدولة :المانون لٌس تعبٌرا عن إرادة الدولة ولٌست الدولة صانعة للمانون بل المانون
هو الدولة والدولة هً المانون والمانون هو مجموعة إرادات فً شكل هرمً إذن فالمانون هو نظام
هرمً كل لاعدة تحٌا وتستمد شرعٌتها وفعالٌتها من الماعدة األعلى منها وصوال إلى نظام المانون هو
الدولة فالدولة لٌست شخص معنوي بل هً مجموعة من المواعد المانونٌة وفك تدرج تسلسلً ٌبدأ من
األوامر الفردٌة أو المرارات وصوال إلى الدستور الذي هو النهاٌة الحتمٌة والسامٌة لهذه المواعد ،أي
الدستور وما ٌتفرع عنه من لواعد لانونٌة هً الدولة إال أن كلسن ال ٌعتبر هذا النظام المانونً دولة إال
بوجود جهات مركزٌة مختصة بالتعبٌر عن المواعد المانونٌة التً تكون منها هذا النظام المانونً وتطبمها
عن طرٌك اإللزام وعلى هذا النحو ٌدخل كلسن فً هذا النظام المانونً الهرمً جمٌع الضوابط المانونٌة
سواء كانت تتعلك بالنشاط الخاص باألفراد أو النشاط اإلداري أو باستعمال الموة الجبرٌة مثل المحضر
المضابً عمله تعبٌر عن إرادة الدولة إذ هو مكلؾ تنفٌذ حكم لضابً صادر من الماضً تطٌما لماعدة
عامة وضعها المشرع ومن أهم النتابج المترتبة على هذا المذهب هً:
*رفع التنالض بٌن اعتبار المانون إرادة الدولة وبٌن ضرورة تمٌد الدولة بسلطان المانون
-التوحٌد بٌن إدارة الحاكم المعززة بالموة وبٌن المانون ٌؤدي إلى االستبداد المطلك (لكونه
ألمانً ٌرٌد إعطاء الشرعٌة حتى ٌسٌطر الشعب األلمانً على العالم)
-دمج الدولة فً المانون (أؼلب الدساتٌر تنص على وجوب تمٌد سلطة الدولة).
دولة فً تطبٌمها واحترامها وٌعنً هذا المبدأ بصفة عامة خضوع الحكام وكافة األجهزة ومؤسسات
الدولة الممارسة السلطة للمانون ومثلها مثل األفراد إلى أن ٌعدل أو ٌلؽى ذلن المانون طبما إلجراءات
وطرق معروفة ومحددة مسبما.
هذا ٌعنً أن الدولة لٌست مطلمة الحرٌة فً وضع المانون وتعدٌله حسب أهوابها حتى وؼن كانت الدولة
التً تضعه وتصدره بل هنان لٌود وحدود نظرٌة وعملٌة تصطدم وتلزم بها وإال كانت الدولة استبدادٌة
حٌث لسم الدولة من زاوٌة مدى احترامها للمانون إلى دولة استبدادٌة ال تخضع للمانون ودولة لانونٌة
تخضع له وتلتزم بمبدأ المشروعٌة التً ٌعنً ضرورة مطابمة أعمال وتصرفات الحكام ومؤسسات
الدولة للنصوص المانونٌة السارٌة المفعول واسنادها إلٌها ولد وجدت عدة مٌكانٌزمات ومبادئ تضعه
مولع التطبٌك فً الدولة الحدٌثة “”9
نجد منها نظرٌة ق .ط .و نظرٌة الحموق الفردٌة ،نظرٌة التمٌد الذاتً وأخٌرا نظرٌة التضامن
اإلجتماعً ،لكننا أخذ النظرٌتٌن (المانون الطبٌعً ونظرٌة التمٌد الذاتً) وذلن لتأثٌر البارز أكثر من
النظرٌات البالٌة.
نظرٌة المانون الطبٌعً ترى أن سلطة الدولة ممٌدة بمواعد المانون الطبٌعً وهً لواعد سابمة عن وجود
الدولة وأن العدالة ولواعد المانون الطبٌعً لٌد على الحكام ٌجب االلتزام بها ،ومن أصحاب هذه النظرٌة
أرسطو ،تشرون ،وبول ،وأخلص مدافع عن هذه النظرٌة لٌفور ،والذٌن ٌمولون بأن إرادة الدولة
لٌست مطلمة فً المٌام بأي تصرؾ ترٌده ٌل هً خاضعة لموة خارجٌة عنها وتسمو علٌها وهً لواعد
المانون الطبٌعً وبرزت أكثر هذه النظرٌة فً المرنٌٌن 91و 92على ٌد الفمٌه ” جروسٌوس”
لم تسلم هذه النظرٌة من النمد حٌث وجهت لها إنتماد خاصة من طرؾ الفمٌه الفرنسً” كاردي مالبرغ
“ الذي ٌعتبر لواعد المانون الطبٌعً ال تشكل لٌدا لانونٌا على إرادة الدولة فهً مجرد لٌد أدبً أو سٌاسً
أل ن المواعد ال تصبح لانونٌة إال إذا تمرر لها جزاء مادي معٌن والدولة هً من تضع الجزاء وتلزم
األفراد به فكٌؾ توضع الجزاء على نفسها.
أما بالنسبة لنظرٌة التمٌٌد الذاتً والتً تعد من أهم النظرٌات وهً تموم على أساس فكرة جوهرٌة تتمثل
فً أن الدولة ال ٌمكن أن تخضع ألي لٌد من المٌود إال إذا كان نابعا من ارادتها الخاصة وهذا األمر
ٌتماشى مع خاصٌة السٌادة التً تتمتع بها،فمواعد المانون التً تمٌدها هً من ٌصنعها وبالتالً ٌتحمك
التمٌٌد الذاتً ونشأة هذه النظرٌة فً ألمانٌا من روادها “حنٌلٌن” وتبناها فً فرنسا الفمٌه “كاردي مالبرغ
“ .رؼم التراب هذه النظرٌة من الوالع إال أنها لم تسلم من االنتماد ،وٌعبر الفمٌه الفرنسً لٌون دٌجً من
أعنؾ المنتمدٌن لها حٌث انتهى به المول إلى أنه ال خضوع إذا كان الخضوع من إرادة الخاضع وأنه
لٌس من المنطمً أن ٌمٌد شخص نفسه بإرادته ،فهذا المٌد كاذب وأن هذه النظرٌة تحمل فً طٌاتها
االستبداد
ضمانات لٌام دولة لانونٌة هً الممارسة العملٌة للسلطة والدساتٌر أسفرت عن تكرٌس ضمانات لانونٌة
تسمح بتطبٌك مبدأ خضوع الدولة للمانون.
1/وجود الدستور:
الدولة بدون دستور ال تعتبر دولة لانونٌة لما ٌتمٌز به من خصابص تمٌزه عن ؼٌره من الموانٌن فهو
المنشأ للسلطات والمحدد الختصاصاتها وإلتزاماتها واحتوابها وٌمٌد السلطة التشرٌعٌة فً سنها اللوابح
التً ٌجب أن تكون مجسدة للدستور ،كذلن نجد ٌحدد للسلطة التنفٌذٌة فٌما تحدده من لرارات ولوابح
وكذلن ٌفٌد السلطة المضابٌة فً حكمها فً النزاعات والدستور الذي ٌحدد لألفراد حمولهم وحرٌاتهم
وٌعتبر لمة النظام المانونً فً الدولة لسموه على كل المانون وتعدٌله ال بد من إجراءات معمدة.
2/الفصل في السلطات:
صاحب هذه النظرٌة هو الفمٌه “مونتٌسكٌو” فً كتابه “روح الموانٌن ” ٌرى أن السلطة بطبٌعة مستبدة
ولهذا ٌجب على كل سلطة احترام المواعد التً وضعها لها الدستور لكً تمارس بموجبها اختصاصاتها
ال تعتمد على كل صالحٌات سلطة أخرى هذا من ناحٌة الموضوعٌة ومن الناحٌة الشكلٌة فإن السلطة لها
جهاز معٌن وهذا ما سماه “مونتٌسكٌو” أن السلطة تولؾ السلطة ،وٌمتضً على أنه تجمع السلطة فً ٌد
واحدة فكل واحدة مستملة عن األخرى.
3/سيادة القانون:
بمعناه السلطة التنفٌذٌة ملتزمة فً إصدار اللوابح بالمانون للسلطة التشرٌعٌة الخضوع للمانون فهً
ملتزمة بالمانون.
المواعد المانونٌة مندرجة من حٌث الموة من األعلى إلى األسفل أي أن لانون فً الدولة موضوع فً
شكل هرمً لمته الدستور لانون العادٌة ثم اللوابح التنظٌمٌة.
5/الرقابة القضائية:
رلابة تشرٌعٌة وإدارٌة ولضابٌة فكلهم وسٌلة لحماٌة الفرد من اسنداد السلطة وتعسفها فالرلابة التشرٌعٌة
األؼلبٌة البرلمانٌة “سٌاسة ” واإلدارٌة تجعل الفرد تحت رحمة اإلدارة فهً حلم وطرؾ أحٌانا ؼٌر
حٌادٌة وتبمى الرلابة المضابٌة مواجهة لمن ٌخالؾ المانون فٌجب ان ٌكون مستمل وحٌادي عن كل
السلطات فً الدولة فمد تتعسؾ السلطة التشرٌعٌة أو التنفٌذٌة بإصدار لوانٌن ال ٌمبلها الشعب فتبمى
الرلابة المضابٌة لنرى وتحكم بالعدل حتى وأن كان المضاء مزدوج.
بشكل إٌجابً ،متمثل فً حماٌتها لهذه الحموق والعمل على تحمٌك تنمٌة لألفراد حموق التصادٌة
اجتماعٌة وثمافٌة.
7/الرقابة الشعبية:
ولٌس بمعناها الضٌك أي عن طرٌك المنتخبٌن على مستوى البرلمان ولكن ٌمصد بها المعنى الواسع
فالشعب له دور حاسم وأساسً فً اجبار الدولة للخضوع للمانون واحترامه فً طرٌك الجمعٌات أو
األحزاب ….إلخ
8/المعارضة السياسية:
على أساس التعددٌة الحزبٌة تسمح بوجود معارضة منظمة للسلطة الحاكمة وتعمل على انتماد السلطة
الحاكمة وكشؾ عٌوبها وبالتالً محاولة اخذ السلطة بموجب المانون وعن طرٌك االنتخابات
الخاتمــة
وختاما نخلص إلى المول بأن كل دولة فً العــالم تسعى جاهدة ألن تكون دولة لــانونٌة بمعـنى الكـلمة
وذلـن من خــالل تجسـٌدها للضمانات المذكـورة آنـفا بٌد أن الـدول لم تتمكن من تطبـٌك هـذا على
أرض الـوالع ولو اتجهـنا لـلٌال إلى ما ٌدور فً الـعالم فنجد من بٌن الـدول التً تحـاول تطبٌك
الضمانات عملٌا لـتكون دولـة لـانونٌـة فعـال.