You are on page 1of 13

‫بحث لانونً هام عن العاللة بٌن الدولة‬

‫والمانون‬
‫‪24‬ماٌو‪/0202 ،‬أمل المرشدي‪/‬ال تعلٌمات بعد‬

‫بحث قانوني قيم عن العالقة بين الدولة والقانون‬

‫ان مفهوم خضوع الدولة للمانون ٌعنً أن تتمٌد جمٌع جمٌع سلوكات السلطات العامة فً الدولة بالمانون‬

‫مثلها مثل األفراد العادٌٌن فال ٌمكن للدولة أن تضع المانون الذي ترٌد او أن تعدله او تلؽٌه حسب ما‬
‫ترٌد بل تتبع فً ذلن إجراءات معٌنة ومحددة‪ ،‬وهذا ما ٌعرؾ بمبدأ المشروعٌة‪.‬‬

‫ونحن حٌن تكلمنا عن السلطة فال نمصد أن نثٌر تساؤل فٌما إذا كانت لانونٌة أم ال بل التساؤل المطروح‬

‫هو حول كٌفٌة ممارسة السلطة ‪ .‬هل حٌن تمارس السلطة ٌجب ان تظل دابما هذه الممارسة فً إطار‬

‫المانون ؟ أي خاضعة للمانون وإن كانت كذلن فما هو أساس هذا الخضوع ؟‬

‫وما هً األسالٌب والوسابل الناجعة أو الكفٌلة إلخضاع الدولة المانون …‪ ،‬كل هذه التساؤالت كلها‬
‫وؼٌرها تصب فً لالب واحد ولكن ٌبمى اإلشكال األم والتساؤل األساسً‪:‬‬

‫هل السلطة فوق المانون أم أنها خاضعة له ؟‬

‫المبحث األول ‪ :‬سمو الدولة عن القانون‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬المذاهب الشكلية‪:‬‬


‫هً المذاهب التً تكتفً بالمظهر الخارجً للماعدة المانونٌة‪ ،‬فال تنظر إال إلى الشكل الذي تخرج به هذه‬
‫الماعدة إلى الوجود فً صورة ملزمة ولذلن فهً ترجع تكوٌن الماعدة المانونٌة إلى السلطة التً اكتسبت‬

‫هذه الماعدة عن طرٌمها لوة اإللزام فً الحٌاة العملٌة إذن فهً تربط بٌن المانون والسلطة التً تكسبه لوة‬
‫اإللزام فً العمل‪.‬‬
‫ولد نادى بهذه المذاهب الشكلٌة كثٌر من الفمهاء والفالسفة اتفموا جمٌعا من حٌث المبدأ وهو رد المانون‬

‫إلى إدارة الحاكم أو السلطان مع خالفات بسٌرة فً بعض الجزٌبات ال تحل وال تتمص من اتفالهم على‬
‫المبدأ ومن هؤالء الفالسفة والفمهاء ومنهم أوستن الفٌلسوؾ اإلنجلٌزي شؽل منصب أستاذ فً فلسفة‬
‫المانون فً جامعة لندن فً النصؾ األول من المرن ‪ 93‬استمد مذهبه من نظرٌات الفالسفة الٌونان منذ‬

‫المدم إذ كانوا ٌرون أن المانون مبدأ للموة كما تأثر بما جاء به الفمٌه اإلنجلٌزي “توماس هوٌن” من أن‬
‫المانون لٌس طلبا وال نصٌحة وإنما هو أمر صادر عن حاكم بل المانون هو إدارة الحاكم أو السلطان‬

‫الذي له السٌطرة المطلمة إال أن له الفضل فً سٌالة هذه األفكار بشكل نظري والفكرة التً تموم علٌها‬

‫مذهب أوستن بحٌث عرؾ المانون بأنه أمر أو نهً ٌصدره الحاكم إسنادا إلى سلطة السٌاسٌة وٌوجه إلى‬
‫المحكومٌن وٌتبعه انجزاء ومن هذا التعرٌؾ ٌتبٌن أنه لكً ٌوجد لانون البد من توفر ثالث شروط‪:‬‬

‫‪1-‬وجود حاكم سياسي ‪:‬فالمانون فً نظر أوستن ال ٌموم إال فً مجتمع سٌاسً ٌستند فً تنظٌمه إلى‬

‫وجود هٌبة علٌا حاكمة لها السٌادة السٌاسٌة فً المجتمع وهٌبة أخرى خاضعة لما تصدره الهٌبة الحاكمة‬
‫من أوامر ونواهً‪.‬‬

‫‪2-‬وجود أمر أو نهي ‪ :‬المانون فً منظور لٌس مجرد نصٌحة أو إرشاد لألفراد إن شأوا التزموا به أو‬

‫خالفوه بل هو أمر ونهً ال ٌجوز مخالفة ولد ٌكون صرٌحا أو ضمنٌا‪ .‬وكذلن بالنسبة لمواعد لانون‬
‫العموبات أحٌانا تمتصر على تحدٌد العموبة التً تولع على من ٌرتكب جرٌمة معٌنة وهً بذلن ال تصدر‬
‫فً صٌؽة أمر او نهً ولكنها ضمنٌا تأمر بعدم إرتكاب الجرابم أو تنهً عنها‪.‬‬

‫‪3-‬وجود الجزاء ‪ :‬فكرة الجزاء لدى أوستن هً فكرة جوهرٌة فً الماعدة المانونٌة بؽٌرها ال توجد‬

‫الماعدة المانونٌة فالحاكم السٌاسً له من الموة والسلطة ما ٌمكنه من فرض إدارته على المحكومٌن عن‬
‫طرٌك الجزاء على من ٌخالفة‪.‬‬

‫النتائج المترتبة عن مذهب أوستن‪:‬‬


‫‪ 1/‬إنكار صفة المانون على المانون الدولً العام ألنه ٌرى بأن جمٌع الدول متساوٌة فً السٌادة وال توجد‬

‫فً المجتمع الدولً سلطة علٌا فوق سلطة الدول تولع الجزاء على الدول التً تخالؾ المواعد المانونٌة‬
‫وعلى هذا األساس ٌعتبر أوستن أن لواعد المانون الدولً ما هً إال مجرد مجامالت تراعٌها الدول فً‬
‫سلوكها فٌما بٌنها‪.‬‬

‫‪2/‬انكار صفة المانون على المانون الدستوري‪ :‬ألن لواعد المانون الدستوري هً التً تبٌن شكل الدولة‬

‫ونظام الحكم فٌها والسلطات العامة داخل الدولة وعاللتها بعضها ببعض كما تبٌن حموق األفراد السٌاسٌة‬

‫وحرٌاتهم والممومات األساسٌة للمجتمع وعلٌه فإن لواعد المانون الدستوري هً لواعد بمحض اختٌاره‬
‫وبما أنه هو الذي ٌصدر هذه المواعد فهو ٌستطٌع دابما مخالفتها ألنها من ناحٌة لٌست صادرة من سلطة‬

‫أعلى منه ومن ناحٌة أخرى ؼٌر ممترنة بجزاء ٌولع فً حالة مخالفته ألنه ال ٌعمل أن ٌولع الحاكم‬

‫الجزاء على نفسه على هذا األساس ٌرى أوستن أن لواعد المانون الدستوري ماهً إال مجرد لٌود أو‬

‫لواعد األخالق الوضعٌة على حد تعبٌره تنظم عاللة الحاكم باألفراد لم تلزمه بها سلطة أعلى منه‬

‫‪ 3/‬جعل التشرٌع هو المصدر الوحٌد لمواعد المانونٌة باعتباره ٌتضمن أمرا أو نهٌا ٌصدره الحاكم إلى‬

‫المحكومٌن وعدم اإلعتراؾ بالمصادر األخرى كالعرؾ مثال ألنه ال ٌصدر من الحاكم إلى المحكومٌن‬
‫وإنما ٌنشأ من إتباع الناس سلون معٌن ومنا طوٌل مع شعورهم بإلتزامٌته‪.‬‬

‫‪4/‬وجوب التمٌد فً تفسٌر نصوص المانون بإدارة المشرع ولت وضع هذه النصوص وعدم األخذ بما‬

‫ٌطرأ بعد ذلن من ظروؾ جدٌدة ألن العبرة بإرادة الحاكم ولت وضع النص وال عٌره ٌتؽٌر الظروؾ‪.‬‬

‫مذهب الشرح على المتون‪:‬‬


‫ٌختلؾ مذهب الشرح على المتون عن مذهب أوستن ألنه لم ٌكن نتاج رأي فمٌه واحد وإنما كان ثمرة‬
‫ألراء مجموعة من الفمهاء الفرنسٌٌن الذٌن تعالبوا خالل المرن ‪ 93‬على فكرة تجمٌع أحكام المدنً‬

‫الفرنسً فً مجموعة واحدة أطلك علٌها ” تمنٌن نابلٌون” وكذلن ٌختلؾ مذهب الشرح على المتون عن‬
‫مذهب أوستن فً أن فمهاء مذهب الشرح على المتون لٌسوا هم الذٌن نادوا بهذا المذهب ذلن أن هذا‬
‫األخٌر ماهو إال مجرد طرٌمة تفسٌر وشرح المانون أستخلص منها الفمهاء فً أوابل المرن ‪ 02‬المبادئ‬

‫واألسس التً لام علٌها هذا األسلوب بالشرح والتفسٌر وسالوا منها مذهبا له ممٌزاته الخاصة وحددوا‬

‫أسماء الفمهاء الذٌن سارو على هذا األسلوب وأطلموا علٌه اسم مذهب أو نظرٌة الشرح على المتون‬
‫نظرا لطرٌمة التً سار علٌها هؤالء الفمهاء فً شرح تمنٌن نابلٌون مثنا متنا وبنفس الترتٌب الذي وردت‬
‫به هذه النصوص فً التمنٌن ولد سمٌت المدرسة التً تكونت من فمهاء الشرح على المتون ” بمدرسة‬
‫إلتزام النصوص” واألسس التً تموم علٌها مذهب الشرح على المتون على أساسٌن هما‪:‬‬

‫‪1-‬تقديس النصوص التشريعية ‪:‬لمد أحدثت تمنٌات نابلٌون جوا من اإلبهار واإلعجاب دفعت برجال‬

‫المانون إلى لصر مفهوم المانون على المدونات التً ٌتم اإلعالن عنها رسمٌا من طرؾ أجهزة الدولة‬

‫فالتمنٌن أصبح هو الوجه المعبر للمانون وإدارة المشرع هً الترجمان الوحٌد إلدارة الدولة ولعل السبب‬

‫فً تمدٌس فمهاء الشرح على المتون للنصوص المانونٌة ٌرجع إلى أن النظام المانونً السابد فً فرنسا‬

‫لبل صدور التمنٌن المدنً الفرنسً الذي عرؾ باسم تمنٌن نابلٌون ٌختلؾ من الشمال إلى الجنوب فمد‬

‫الجزء الشمالً ٌخضع لنظام لانونً أساسه لواعد العرؾ والتمالٌد بٌنما الجزء الجنوبً ٌخضع لنظام‬

‫لانون مستمد من المانون الرومانً ولد كان توحٌد المانون بلورة تمنٌن جدٌد شامل جامع ومانع أمل‬
‫رجال ال ثورة الفرنسٌة ؼٌر أن هذا األمل لم ٌتحمك إال فً عهد نابلٌون بصدور تمنٌة المعروؾ باسمه‬
‫ولد لال تمنٌنه ” إن المانون الوضعً مهما بلػ من التطور والدلة ال ٌمكنه حل محل العمل الطبٌعً ”‬

‫مشٌرا بذلن إلى محدودٌة التمنٌن ولصوره عن اإلستعاب الكامل للظواهر المانونٌة ونظرا للمزاٌا الكبٌرة‬

‫التً حممها هذا التمنٌن بتوحٌده لنظام المانونً فً فرنسا فمد شعر رجال المانون بعاطفة لوٌة تدفعهم إلى‬

‫احترام وتمدٌس هذا التمنٌن باعتباره المصدر الوحٌد للمانون فهو بنظرهم لانون شامل كالكتاب الممدس لد‬

‫أحاط بكل شًء مما جعلهم ٌتبعون فً شرح هذا التمنٌن الطرٌمة التً تتبع فً شرح الكتب الممدسة وهً‬
‫شرح نصوصه نصا بعد نص‪.‬‬
‫‪2-‬اعتبار التشريع هو المصدر الوحيد للقانون ‪:‬ذلن أن النصوص المانونٌة فً منظور فمهاء مذهب‬

‫الشرح على المتون تتضمن جمٌع األحكام المانونٌة وتضع جمٌع الحلول لشتى الحاالت وبذلن ٌعتبر‬
‫التشرٌع هو المصدر الوحٌد للمانون باعتباره المعبر عن إدارة المشرع ولمد ترتبت نتابج على هذا‬
‫المذهب وهً‪:‬‬

‫أ‪-‬التزام الماضً بأحكام النصوص التشرٌعٌة إذ ال ٌجوز له الخروج عنها أو المسار بها نظرا لمدوسٌتها‬
‫فمهمته تتمثل فً الحكم بممتضى المانون ولٌس الحكم على المانون‪.‬‬

‫ب‪ -‬إ ذا عجز الشارع عن استخالص لاعدة مامن النصوص التشرٌعٌة فإن اللوم والعٌب فً المشرع ذلن‬
‫ألن التشرٌع ٌحوي جمٌع المواعد والمبادئ الالزمة فً جمٌع الحاالت‪.‬‬

‫جـ‪ -‬وجب الخضوع إلى نٌة وإرادة المشرع ولت وضع النصوص وهذا عند تفسٌر وشرح النصوص‬
‫التشرٌعٌة‪.‬‬

‫مذهب هٌجل ‪ :‬وهو فٌلسوؾ ألمانً وأستاذ له عدة مؤلفات منها كتابه الذي صدر سنة ‪ 9209‬م بعنوان ”‬

‫مبادئ فلسفة المانون ” ٌرى هٌجل أن الدول الحمٌمٌة الوالعٌة هً التً تولؾ فً حسم التنالض األساسً‬

‫بٌن الوجدان الفردي والمصلحة العامة فالدولة وفك فلسفة هٌجل هً تجسٌد إلرادة اإلنسان وحرٌته فال‬
‫أساس وال شرعٌة للمانون إال إذا كان صادرا عن الدولة فالمانون هو إرادة الدولة سواءا فً الداخل أو‬
‫الخارج ففً الداخل ال ٌمكن للمجتمع أن ٌرلى فً مصاؾ الدولة إال إذا اندمج األفراد فً كٌان الدولة‬

‫فتذوب إرادتهم وحرٌتهم داخل الكٌان من أجل تحمٌك صالح عام ٌبؽً أن ٌكون لاسما مشتركا بٌن‬

‫األفراد وهذا ٌمتضً خضوع األفراد المطلك للدولة وٌمتضً أن تكون سٌادة الدولة واحدة ال تتجزأ‬
‫تتجسد فً شخص واحد له السلطان المطلك ولراره واجب النفاذ باعتباره معبر عن اإلدارة العامة التً‬

‫تذوب فً وحدتها جمٌع اإلختالفات‪ ،‬أما فً الخارج فطالما أن جمٌع الدول متساوٌة فً السٌادة وطالما‬
‫أنه ال توجد سلطة علٌا تختص فً الفصل فً النزاعات التً تنشا بٌن الدول إذ أن الحرب هً الوسٌلة‬
‫الوحٌدة لتنفٌذ إدارة الدولة فً المجتمع الدولً وحل النزاع ٌكون لصالح الدولة األلوى طبما لمبدأ البماء‬
‫لأللوى والنتابج المترتبة عن هذا المذهب هً‪:‬‬

‫‪1-‬تدعٌم وتبرٌر الحكم االستبدادي المطلك طالما أن إدارة الحاكم هً المانون الواجب النفاذ‪.‬‬

‫‪2-‬اعتبار التشرٌع هو المصدر الوحٌد للمانون باعتباره هو المعبر عن إرادة الحاكم‬

‫‪3-‬ال مجال لإلعتراؾ بمواعد المانون الدولً فالموة وحدها هً السبٌل الوحٌد لتنفٌذ رؼبات الحاكم ولض‬

‫النازعات كذلن الشأن بالنسبة لمواعد المانون الدستوري فالحكم له السلطان المطلك فً عاللته مع األفراد‬
‫‪.‬‬

‫مذهب كلسن ‪ :‬كلسن فٌلسوؾ نمساوي اشتؽل منصب أستاذ فً مادة فلسفة المانون بجامعة فٌنا سنة‬
‫‪ 9391‬كون مذهبا عرؾ بـ ” النظرٌة الصافٌة ” ووفما لكلسن ٌجب أن ٌمتصر علم المانون على دراسة‬

‫السلون اإلنسانً مجرد من االعتبارات والضوابط األخرى التً هً من اختصاص علوم أخرى كعلم‬

‫اإللتصاد والسٌاسة …إلخ فالنظرٌة الصافٌة للمانون تبحث فً تحدٌد ماهو المانون وكٌؾ ٌتكون ؼٌر‬
‫مبالٌة بما ٌجب أن ٌكون علٌه واألسس التً ٌموم علٌها مذهب أوستن هً‪:‬‬

‫أ‪ -‬استبعاد جمٌع العناصر ؼٌر المانونٌة ‪ٌ :‬رى كلسن وجوب استبعاد كافة العوامل الؽٌر لانونٌة‬

‫كالعوامل االجتماعٌة وااللتصادٌة والمبادئ األخاللٌة والمفاهٌم السٌاسٌة وؼٌرها فالمانون البحت ٌجب‬
‫أن ٌمتصر فً دراسته على المانون كما هو والبحث عن صحة صدوره من الهٌبة أو الشخص صاحب‬

‫االختصاص والتحمٌك من مدى إتباعه كما حددته السلطة المختصة أو عدم اتباعه دون البحث فً‬
‫مضمونه إذ كان عادال أم ال متفك مع مصلحة الجماعة أم ؼٌر ذلن إن البحث ٌتضمن أسباب نشأة‬

‫المواعد هو من إختصاص علماء اإلجتماع والسٌاسة والتارٌخ فالمانون حسب كلسن هو مجموعة‬
‫الضوابط المانونٌة وٌتكون من لواعد لانونٌة عامة وفردٌة‪.‬‬
‫ب‪ -‬وحدة المانون والدولة ‪ :‬المانون لٌس تعبٌرا عن إرادة الدولة ولٌست الدولة صانعة للمانون بل المانون‬

‫هو الدولة والدولة هً المانون والمانون هو مجموعة إرادات فً شكل هرمً إذن فالمانون هو نظام‬
‫هرمً كل لاعدة تحٌا وتستمد شرعٌتها وفعالٌتها من الماعدة األعلى منها وصوال إلى نظام المانون هو‬

‫الدولة فالدولة لٌست شخص معنوي بل هً مجموعة من المواعد المانونٌة وفك تدرج تسلسلً ٌبدأ من‬
‫األوامر الفردٌة أو المرارات وصوال إلى الدستور الذي هو النهاٌة الحتمٌة والسامٌة لهذه المواعد‪ ،‬أي‬
‫الدستور وما ٌتفرع عنه من لواعد لانونٌة هً الدولة إال أن كلسن ال ٌعتبر هذا النظام المانونً دولة إال‬

‫بوجود جهات مركزٌة مختصة بالتعبٌر عن المواعد المانونٌة التً تكون منها هذا النظام المانونً وتطبمها‬

‫عن طرٌك اإللزام وعلى هذا النحو ٌدخل كلسن فً هذا النظام المانونً الهرمً جمٌع الضوابط المانونٌة‬

‫سواء كانت تتعلك بالنشاط الخاص باألفراد أو النشاط اإلداري أو باستعمال الموة الجبرٌة مثل المحضر‬
‫المضابً عمله تعبٌر عن إرادة الدولة إذ هو مكلؾ تنفٌذ حكم لضابً صادر من الماضً تطٌما لماعدة‬
‫عامة وضعها المشرع ومن أهم النتابج المترتبة على هذا المذهب هً‪:‬‬

‫*رفع التنالض بٌن اعتبار المانون إرادة الدولة وبٌن ضرورة تمٌد الدولة بسلطان المانون‬

‫*وحدة المانون وعدم جواز تمسٌمه إلى لانون عام وخاص‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مظاهر عدم الخضوع‪:‬‬

‫النقد الموجه ألوستن‪:‬‬


‫‪ٌ-‬خلط بٌن المانون والدولة وكذلن بٌن المانون والموة‪.‬‬

‫‪ٌ-‬ؤخذ عنه أن التشرٌع المصدر الوحٌد‪.‬‬

‫‪-‬إنكاره للمانون الدولً العام‪.‬‬

‫‪-‬إنكاره للمانون الدستوري‪.‬‬


‫‪ٌ-‬ؤخذ علٌه التعبٌر بإدارة المشرع ولت وضع النصوص‪.‬‬

‫هً‬ ‫المتون‬ ‫على‬ ‫الشرح‬ ‫لمدرسة‬ ‫الموجه‬ ‫للنمد‬ ‫بالنسبة‬ ‫أما‬


‫‪-‬انه ٌعتمد على التشرٌع كمصدر وحٌد للمانون‪.‬‬
‫‪-‬االكتفاء بإدارة المس\شرع ولت وضع النصوص‪.‬‬

‫‪-‬تمدٌس النصوص ٌؤدي إلى النزعة االستبدادٌة‪.‬‬

‫أما فما يخص النقد الموجه لهيجل هو‪:‬‬


‫‪-‬اإلدعاء بوجود مصدر وحٌد للمانون هو التشرٌع‪.‬‬

‫‪-‬التوحٌد بٌن إدارة الحاكم المعززة بالموة وبٌن المانون ٌؤدي إلى االستبداد المطلك (لكونه‬

‫ألمانً ٌرٌد إعطاء الشرعٌة حتى ٌسٌطر الشعب األلمانً على العالم)‬

‫أما النقد الموجه لكلسن هو‪:‬‬


‫‪-‬انه ٌخفً مشكلة أساس المانون(لم ٌتمكن من إسناد الدستور إلى لاعدة أعلى منه)‬

‫‪-‬دمج الدولة فً المانون (أؼلب الدساتٌر تنص على وجوب تمٌد سلطة الدولة‪).‬‬

‫‪-‬التشرٌع المصدر الوحٌد‪.‬‬

‫‪-‬ألفل لواعد المانون الدولً‪.‬‬

‫‪-‬المول بوجود لواعد لانونٌة فردٌة‪.‬‬

‫‪-‬تجرٌد المانون من كافة العناصر والعوامل ؼٌر المانونٌة‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬خضوع الدولة للقانون‪:‬‬


‫أصبح خضوع الدولة للمانون خاصٌة تمٌز الدولة الحدٌثة ومبدأ من المبادئ الدستورٌة التً تجتهد كل‬

‫دولة فً تطبٌمها واحترامها وٌعنً هذا المبدأ بصفة عامة خضوع الحكام وكافة األجهزة ومؤسسات‬
‫الدولة الممارسة السلطة للمانون ومثلها مثل األفراد إلى أن ٌعدل أو ٌلؽى ذلن المانون طبما إلجراءات‬
‫وطرق معروفة ومحددة مسبما‪.‬‬

‫هذا ٌعنً أن الدولة لٌست مطلمة الحرٌة فً وضع المانون وتعدٌله حسب أهوابها حتى وؼن كانت الدولة‬
‫التً تضعه وتصدره بل هنان لٌود وحدود نظرٌة وعملٌة تصطدم وتلزم بها وإال كانت الدولة استبدادٌة‬

‫حٌث لسم الدولة من زاوٌة مدى احترامها للمانون إلى دولة استبدادٌة ال تخضع للمانون ودولة لانونٌة‬

‫تخضع له وتلتزم بمبدأ المشروعٌة التً ٌعنً ضرورة مطابمة أعمال وتصرفات الحكام ومؤسسات‬

‫الدولة للنصوص المانونٌة السارٌة المفعول واسنادها إلٌها ولد وجدت عدة مٌكانٌزمات ومبادئ تضعه‬
‫مولع التطبٌك فً الدولة الحدٌثة “‪”9‬‬

‫النظريات (ميكانيزمات) المقرة لمبدأ خضوع الدولة للقانون‪:‬‬

‫نجد منها نظرٌة ق ‪ .‬ط‪ .‬و نظرٌة الحموق الفردٌة‪ ،‬نظرٌة التمٌد الذاتً وأخٌرا نظرٌة التضامن‬

‫اإلجتماعً‪ ،‬لكننا أخذ النظرٌتٌن (المانون الطبٌعً ونظرٌة التمٌد الذاتً) وذلن لتأثٌر البارز أكثر من‬
‫النظرٌات البالٌة‪.‬‬

‫نظرٌة المانون الطبٌعً ترى أن سلطة الدولة ممٌدة بمواعد المانون الطبٌعً وهً لواعد سابمة عن وجود‬
‫الدولة وأن العدالة ولواعد المانون الطبٌعً لٌد على الحكام ٌجب االلتزام بها‪ ،‬ومن أصحاب هذه النظرٌة‬

‫أرسطو ‪ ،‬تشرون ‪ ،‬وبول ‪ ،‬وأخلص مدافع عن هذه النظرٌة لٌفور‪ ،‬والذٌن ٌمولون بأن إرادة الدولة‬
‫لٌست مطلمة فً المٌام بأي تصرؾ ترٌده ٌل هً خاضعة لموة خارجٌة عنها وتسمو علٌها وهً لواعد‬
‫المانون الطبٌعً وبرزت أكثر هذه النظرٌة فً المرنٌٌن ‪ 91‬و‪ 92‬على ٌد الفمٌه ” جروسٌوس”‬

‫‪-1-‬األمٌن شرٌط الوجٌز فً المانون الدستوري ص ‪23‬‬

‫لم تسلم هذه النظرٌة من النمد حٌث وجهت لها إنتماد خاصة من طرؾ الفمٌه الفرنسً” كاردي مالبرغ‬
‫“ الذي ٌعتبر لواعد المانون الطبٌعً ال تشكل لٌدا لانونٌا على إرادة الدولة فهً مجرد لٌد أدبً أو سٌاسً‬

‫أل ن المواعد ال تصبح لانونٌة إال إذا تمرر لها جزاء مادي معٌن والدولة هً من تضع الجزاء وتلزم‬
‫األفراد به فكٌؾ توضع الجزاء على نفسها‪.‬‬

‫أما بالنسبة لنظرٌة التمٌٌد الذاتً والتً تعد من أهم النظرٌات وهً تموم على أساس فكرة جوهرٌة تتمثل‬

‫فً أن الدولة ال ٌمكن أن تخضع ألي لٌد من المٌود إال إذا كان نابعا من ارادتها الخاصة وهذا األمر‬

‫ٌتماشى مع خاصٌة السٌادة التً تتمتع بها‪،‬فمواعد المانون التً تمٌدها هً من ٌصنعها وبالتالً ٌتحمك‬

‫التمٌٌد الذاتً ونشأة هذه النظرٌة فً ألمانٌا من روادها “حنٌلٌن” وتبناها فً فرنسا الفمٌه “كاردي مالبرغ‬

‫“‪ .‬رؼم التراب هذه النظرٌة من الوالع إال أنها لم تسلم من االنتماد‪ ،‬وٌعبر الفمٌه الفرنسً لٌون دٌجً من‬

‫أعنؾ المنتمدٌن لها حٌث انتهى به المول إلى أنه ال خضوع إذا كان الخضوع من إرادة الخاضع وأنه‬
‫لٌس من المنطمً أن ٌمٌد شخص نفسه بإرادته‪ ،‬فهذا المٌد كاذب وأن هذه النظرٌة تحمل فً طٌاتها‬
‫االستبداد‬

‫ضمانات خضوع الدولة للقانون‪:‬‬

‫ضمانات لٌام دولة لانونٌة هً الممارسة العملٌة للسلطة والدساتٌر أسفرت عن تكرٌس ضمانات لانونٌة‬
‫تسمح بتطبٌك مبدأ خضوع الدولة للمانون‪.‬‬

‫‪1/‬وجود الدستور‪:‬‬
‫الدولة بدون دستور ال تعتبر دولة لانونٌة لما ٌتمٌز به من خصابص تمٌزه عن ؼٌره من الموانٌن فهو‬

‫المنشأ للسلطات والمحدد الختصاصاتها وإلتزاماتها واحتوابها وٌمٌد السلطة التشرٌعٌة فً سنها اللوابح‬
‫التً ٌجب أن تكون مجسدة للدستور‪ ،‬كذلن نجد ٌحدد للسلطة التنفٌذٌة فٌما تحدده من لرارات ولوابح‬

‫وكذلن ٌفٌد السلطة المضابٌة فً حكمها فً النزاعات والدستور الذي ٌحدد لألفراد حمولهم وحرٌاتهم‬
‫وٌعتبر لمة النظام المانونً فً الدولة لسموه على كل المانون وتعدٌله ال بد من إجراءات معمدة‪.‬‬

‫‪2/‬الفصل في السلطات‪:‬‬

‫صاحب هذه النظرٌة هو الفمٌه “مونتٌسكٌو” فً كتابه “روح الموانٌن ” ٌرى أن السلطة بطبٌعة مستبدة‬
‫ولهذا ٌجب على كل سلطة احترام المواعد التً وضعها لها الدستور لكً تمارس بموجبها اختصاصاتها‬

‫ال تعتمد على كل صالحٌات سلطة أخرى هذا من ناحٌة الموضوعٌة ومن الناحٌة الشكلٌة فإن السلطة لها‬

‫جهاز معٌن وهذا ما سماه “مونتٌسكٌو” أن السلطة تولؾ السلطة‪ ،‬وٌمتضً على أنه تجمع السلطة فً ٌد‬
‫واحدة فكل واحدة مستملة عن األخرى‪.‬‬

‫‪3/‬سيادة القانون‪:‬‬

‫بمعناه السلطة التنفٌذٌة ملتزمة فً إصدار اللوابح بالمانون للسلطة التشرٌعٌة الخضوع للمانون فهً‬
‫ملتزمة بالمانون‪.‬‬

‫‪4/‬تدرج القواعد القانونية‪:‬‬

‫المواعد المانونٌة مندرجة من حٌث الموة من األعلى إلى األسفل أي أن لانون فً الدولة موضوع فً‬
‫شكل هرمً لمته الدستور لانون العادٌة ثم اللوابح التنظٌمٌة‪.‬‬

‫‪5/‬الرقابة القضائية‪:‬‬

‫رلابة تشرٌعٌة وإدارٌة ولضابٌة فكلهم وسٌلة لحماٌة الفرد من اسنداد السلطة وتعسفها فالرلابة التشرٌعٌة‬
‫األؼلبٌة البرلمانٌة “سٌاسة ” واإلدارٌة تجعل الفرد تحت رحمة اإلدارة فهً حلم وطرؾ أحٌانا ؼٌر‬
‫حٌادٌة وتبمى الرلابة المضابٌة مواجهة لمن ٌخالؾ المانون فٌجب ان ٌكون مستمل وحٌادي عن كل‬

‫السلطات فً الدولة فمد تتعسؾ السلطة التشرٌعٌة أو التنفٌذٌة بإصدار لوانٌن ال ٌمبلها الشعب فتبمى‬
‫الرلابة المضابٌة لنرى وتحكم بالعدل حتى وأن كان المضاء مزدوج‪.‬‬

‫‪6/‬االعتراف بالحقوق والحريات العامة‪:‬‬


‫ٌجب أن ٌكون هنان اعتراؾ صرٌح بحرٌات وحموق األفراد وتمدٌسها لكن الدولة الحدٌثة أضافة تدخلها‬

‫بشكل إٌجابً‪ ،‬متمثل فً حماٌتها لهذه الحموق والعمل على تحمٌك تنمٌة لألفراد حموق التصادٌة‬
‫اجتماعٌة وثمافٌة‪.‬‬

‫‪7/‬الرقابة الشعبية‪:‬‬

‫ولٌس بمعناها الضٌك أي عن طرٌك المنتخبٌن على مستوى البرلمان ولكن ٌمصد بها المعنى الواسع‬

‫فالشعب له دور حاسم وأساسً فً اجبار الدولة للخضوع للمانون واحترامه فً طرٌك الجمعٌات أو‬

‫األحزاب …‪.‬إلخ‬

‫‪8/‬المعارضة السياسية‪:‬‬

‫على أساس التعددٌة الحزبٌة تسمح بوجود معارضة منظمة للسلطة الحاكمة وتعمل على انتماد السلطة‬
‫الحاكمة وكشؾ عٌوبها وبالتالً محاولة اخذ السلطة بموجب المانون وعن طرٌك االنتخابات‬

‫الخاتمــة‬

‫وختاما نخلص إلى المول بأن كل دولة فً العــالم تسعى جاهدة ألن تكون دولة لــانونٌة بمعـنى الكـلمة‬

‫وذلـن من خــالل تجسـٌدها للضمانات المذكـورة آنـفا بٌد أن الـدول لم تتمكن من تطبـٌك هـذا على‬
‫أرض الـوالع ولو اتجهـنا لـلٌال إلى ما ٌدور فً الـعالم فنجد من بٌن الـدول التً تحـاول تطبٌك‬
‫الضمانات عملٌا لـتكون دولـة لـانونٌـة فعـال‪.‬‬

‫بحث لانونً هام عن العاللة بٌن الدولة والمانون‬

You might also like