Professional Documents
Culture Documents
ملخص مدونة الأسرة فيصل البياض
ملخص مدونة الأسرة فيصل البياض
بثينة الغلبزوري
لكية اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط
املاسرت املتخصص :االجتهاد يف قضايا األرسة
وحتليل اخلطاب
خ م
ل ص للك تاب األول وال تاني
موسم 2022/2021
1
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
2
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
3
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
4
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
5
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
6
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
7
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
8
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
9
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
10
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
11
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
12
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الحمد لله حمد األولياء ،له الحمد الحسن وجميل الثناء ،خلق من كل شيء زوجين ،وهدى
عباده النجدين ،وعلم األحكام وأحكم ،وبين األسس ونظم ،نحمده ما أشرقت شمس الصباح،
وغرد طير وراح ،وعلت المآذن بحي على الفالح ،والصالة والسالم األتمان األكمالن على حبيب
القلوب وهداها ،ورسول الخالئق وسناها ،القائل في إيجاز(( :من رغب عن سنتي فليس مني)).1
أما بعد:
االهتمام بالفقه عموما ،وبعلم ما البد لك أن تقع فيه خصوصا واجب عقلي ،فالعقل في نهم
دائم ،وعطش ال يروى إال باالستزادة واالرتواء من المعرفة النافعة ،وال يطفي هذا النهم ،أو يروي
ذلك الظمأ إال االنكباب على المعارف ،واالغتراف منه المشارف ،واالستفادة من كل عارف ،وإن
اإلحاطة بعلم فقه األسرة له من األهمية البالغة ما له ،كيف ال وهو باب لبناء المجتمع ،والمجتمع
يصلح بصالح أساسه ،ويفسد إن فسد.
3
وفي كل شيء له آ ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة *** ت ـ ـ ـ ــدل على أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه خالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق
عرف القانون التشريعي المنظم لألسرة المغربية مجموعة من التغييرات الناتجة عن
التحوالت االجتماعية والتفاعالت مع الواقع المتطور للمجتمع ،بدءا من نشأة مدونة األحوال
الشخصية إلى صدور مدونة األسرة الحالية ،وسنحاول من خالل ملخصنا اإلجابة على سؤالين
محوريين وهما كاآلتي:
. 1محمد بن إسامعيل أبو عبد هللا إلبخاري" ،حصيح إلبخاري" :كتاب إلناكح /ابب إلرتغيب يف إلناكح
[ 2سورة الروم ،اآلية]20 :
3ينسب هذإ إلبيت للبيد بن ربيعة ،أحد إلشعرإء إلفرسان إلرشفاء يف إجلاهلية ،من أهل عالية جند ،أدرك إلسالم،
ولقي إلنيب ﷺ ويعترب من إلصحابة.
13
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
مدخل تمهيدي لتلخيص الكتاب األول والثاني من مدونة األسرة ،تطرقنا فيه لمفهوم األسرة
وإشكالية التعريف ،ثم السياق التاريخي لمدونة األسرة ،وأخيرا دور النيابة العامة أو القضاء في
تفعيل هذه المدونة .وبابين:
األول في الزواج ومقدمته (الخطبة) ،وفيه فصلين :فصل خاص بالخطبة وهو األول ،والثاني
تطرقت فيه للزواج .وكل واحد منهما قسمته إلى مباحث بحسب ما يتطلبه كل فصل.
أما الباب الثاني :انحالل ميثاق الزوجية :فقد قسمته إلى فصلين كذلك :يضم الفصل األول
الطالق ،والثاني التطليق أو الخلع ،وقسمتهما أيضا إلى مباحث.
نهجت في التلخيص منهج االستقراء والتتبع ،فتتبعت أقوال الفقهاء مع المقارنة والترجيح
في بعض األحكام ،وشرحت ما يحتاج لشرح من كالمهم أو بينت غريبه إن كان هناك غريب ،ثم
قارنت بين ما تجب فيه المقارنة.
14
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
15
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ األسر :قوة المفاصل واألوصال ،وشد هللا أسر فالن :أي قوة خلقه ،1قال تعالى ﴿ :
.2﴾
▪ أسرت السرج الرحل ،ضمنت بعده إلى بعض بسيور ،والسيور تسمى تآسير.3
▪ األسرة :الجماعة يربط بينهم أمر مشترك ،وأهل المرء وعشيرته وأهله األدنون ألنه يتقوى
بهم.4
▪ األسر :الشد والعصب وشدة الخلق والخلق.5
▪ األسر :القيد والحبس ...والدرع الحصينة.6
▪ ونبت أسير أي ملتف.7
المالحظ من خالل هذه المعاني أنها تشترك في معنى الربط والشد واإلحكام ،وكأن األسرة في
معناها العام تعني الرابطة القوية والمحكمة التي تربط أفرادها ،فيشكلون بذلك مناعة ذاتية
ضد أي مولد مضاد ،ولذلك جاء في معانيها الدرع الحصينة والنبت الملتف.8
1إخلليل أمحد إلفرإهيدي 170هـ" ،معجم إلعني" :حتقيق إدلكتور عبد إمحليد هندإوي ،دإر إلكتب إلعلمية ،بريوت –
لبنان ،ط1424 ،1هـ2003/م ،ج ،1ص.28
2سورة إلنسان :إلآية .28
3إخلليل أمحد إلفرإهيدي" ،معجم إلعني" :مرجع سابق ،ج ،1ص.28
4محمد بن مكرم أبو إلفضل إبن منظور جامل إدلين" ،لسان إلعرب" :دإر صادر بريوت ،ج ،4ص.20
5محمد بن يعقوب إلفريوزأآابدي" ،إلقاموس إحمليط" ،مطبعة إلرساةل ،بريوت ،ط1987 ،1م ،ج ،1ص.437
6إسامعيل بن عباد بن إلعباس إلطلقاين أبو إلفضل" ،إحمليط يف إللغة" ،حتقيق إلش يخ محمد حسن أل ايسني ،بريوت –
عامل إلكتب ،ط1414 ،1هـ1994/م ،ج ،8ص.372
7إملرجع إلسابق ج ،8ص.374
8رإئد مجيل عاكشة ،منذر عرفات زيتون" ،إلرسة إملسلمة يف ظل إلتغريإت إملعارصة" ،دإر إلفتح للنرش ،ص.27
16
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
فمعرفة المقصود بمفهوم األسرة بصورة محددة قاطعة ليس باألمر اليسير رغم أن مدلولها
معروف لدى جميع الناس ،وموجود في كل مكان ولعل م َر َّد هذه الصعوبة إلى ثالثة أمور:
-1خلو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من اصطالح األسرة أو ما يعادله تماما.
لذلك البد لمعرفة مفهوم األسرة من أن ندرسها من خالل نظرة المفكرين ونظرة علماء االجتماع
وعلماء النفس ،ومقارنة ذلك المفهوم األسرة من خالل ما جاء في المواثيق الدولية.
لقد كان العرب يطلقون لفظ األسرة على الجماعة من الناس وذاك ما أشار له ابن حجر نقال
عن "الزبير بن بكار" حيث قال" :قد قسمها مع الزبير بن بكار في كتاب النسب إلى شعب ثم
قبيلة ثم عمارة بكسر العين ثم بطن ثم فخذ ثم فصيلة وزاد غيره قبل الشعب الجذم وبعد
الفصيلة العشيرة ومنهم من زاد بعد العشيرة األسرة ثم العترة" .1وبناء على هذا الترتيب الذي
يراعي االنتقال من األعلى إلى األدنى يمكن االقتراب من معنى األسرة الذي يوحي إلى وحدة
بشرية مترابطة.
1أمحد بن عيل بن جحر أبو إلفضل إلعسقالين شهاب إدلين إلشافعي" ،فتح إلباري رشح حصيح إلبخاري" ،دإر إملعرفة –
بريوت – ط1379 ،1هـ ،ج ،6ص.528
17
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
سبقت اإلشارة إلى أن لفظ األسرة لم يرد في القرآن والسنة ،كما لم يستعمله الفقهاء في عباراتهم،
هذا المعنى يعبر عنه الفقهاء قديما بألفاظ منها" :اآلل ،واألهل ،والعيال".1
ومن األلفاظ الدالة على األسرة في القرآن الكريم لفظ األهل ،قال تعالى ﴿ :
،3﴾وأهل
2﴾ كذلك قوله جل وعال ﴿ :
الشريف لفظ األسرة إال إشارة بسيطة في حديث عن معمر يحكي فيه قصة رجل وامرأة من
اليهود زنيا ...فقال النبي صلى هللا عليه وسلم ..." :فما أول ما ارتخصتم أمر هللا ،قال :زنا ذو
قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ،ثم زنى رجل في أسرة من الناس فأراد رجمه... 6
الحديث ،لكن المالحظ في هذا الحديث أن لفظ األسرة ليس من كالم رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم ،بل هو من كالم اليهودي الراوي للقصة.
ومن التعاريف المعاصرة لألسرة" :مؤسسة فطرية اجتماعية بين رجل وامرأة ،توفرت فيها
الشروط الشرعية لالجتماع ،والتزم كل منهما بما له وما عليه شرعا ،أو شرطا ،أو قانونا"،7
فيتبين من خالل هذا التعريف أن المفكرين المسلمين يقيدون األسرة بضوابط شرعية وأخالقية
حيث جعلوها بمثابة بناء له قواعد خاصة ويؤدي دورا وظيفيا في المجتمع .هذا البناء يجم رجال
وامرأة بطريقة شرعية ألن اإلسالم ال يعترف باألم التي أنجبت طفال سفاحا أو بالرجل والمرأة
اللذين اتفقا عل الزنا أو بالشواذ كشكل من أشكال األسرة .كما يقيدون أفراد األسرة بأداء
1وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية -إلكويت ،-إملوسوعة إلفقهية إلكويتية :إلطبعة 1427هـ ،ج ،4ص.223
[ 2سورة إلعرإف ،إلآية]82 :
[ 3سورة إلنساء ،إلآية]35 :
4وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية" ،إملوسوعة إلفقهية إلكويتية" ،مرجع سابق ،ج ،7ص.149
[ 5سورة إلشعرإء ،إلآية]213 :
6أبو دإود سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي إلسجس تاين (275هـ) ،سنن أيب دإود :ابب
يف رمج إلهيوديني ،حديث رمق ،4450ج ،4ص.155
7صادر عن إللجنة إلعاملية للمرأة وإلطفل إلتابعة للمجلس إلساليم إلعاملي لدلعوة وإلغاثة .ص.4
18
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الواجبات وااللتزام بحقوق كل فرد سواء ثبتت هذه الحقوق بالشرع أو بالقانون أو كان شرطا
وضعه أحد األفراد.
لكن هذا التعريف تحدث عن األسرة النووية وإال فاألسرة بمفهومها العام تشمل األجداد
والجدات وغير ذلك من األفراد ،وهذا ما نصت عليه المادة 14في التقرير الصادر عن المجنة
العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس اإلسالمي العالمي للدعوة واإلغاثة حيث جاء فيها:
"األسرة في اإلسالم ال تقتصر عل الزوجين واألوالد فقط ،وإنما تمتد إلى شبكة واسعة من ذوي
القربى من األجداد والجدات واإلخوة واألخوات واألعمام والعمات واألخوال والخاالت وغيرهم
ممن نجمعهم رابطة النسب أو المصاهرة أو الرضاع ،وتتسع حتى تشمل المجتمع".1
فقد عرفت األسرة في علم االجتماع بأنها" :عبارة عن جملة من األفراد يرتبطون معا بروابط
الزواج والدم والتبني ويتفاعلون معا" .2هذا التعريف يتوافق مع ما جاء في تعريف األسرة عند
المفكرين المسلمين ،فهو يقر بأن األسرة مجموعة من األفراد الذين يرتبطون بروابط النسب أو
المصاهرة أو التبني ،بحيث تفرض عليهم هذه العالقة التأثر والتأثير فيما بينهم من خالل ترسيخ
القيم واألخالق والقيام بالواجبات ،وهذا ما سيؤكده علماء النفس في تعريفهم ،إذ قالوا" :األسرة
جماعة اجتماعية صغيرة تتكون عادة من األب واألم وواحد أو أ كثر من األطفال ،يتبادلون
الحب ويتقاسمون المسؤولية ،وتقوم بتربية األطفال ،حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم
وضبطهم ،ليصبحوا أشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية" .3غير أنهم أضافوا بأن األسرة لها
هدف ومسؤولية كبيرة تكمن في تربية ناشئة فعالة داخل المجتمع بشكل إيجابي ،فيتبين أن
األفراد الذين ال يقومون بهذا الدور ال يطلق عليهم صفة األسرة وإن كانوا يعيشون في إطار عالقة
شرعية.
1صادر عن إللجنة إلعاملية للمرأة وإلطفل إلتابعة للمجلس الاساليم إلعاملي لدلعوة وإلغاثة ،ص.5
2زيدإن عبد إلبايق" ،إلرسة وإلطفوةل" ،مكتبة إلهنضة إلعربية مبرص ،ط1980 ،4م ،ص.179
3أمحد مبارك إلكندري" ،عمل إلنفس إلرسي" ،مكتبة إلفالح ،إلكويت ،ط1412 ،2هـ1992/م ،ص.23
19
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
مرت رؤية األمم المتحدة لألسرة وأشكالها وأدوارها بمراحل عديدة ،ففي المرحلة األولى جاء
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان 1948م ،ليعترف في مادته 16بأن األسرة" :هي الوحدة
الجماعية الطبيعية واألساسية للمجتمع ،وينص عل أن الرجال والنساء البالغين لهم الحق في
الزواج وفي تكوين أسرة دون أية قيود بسبب العرق ،أو الجنسية ،أو الدين )٠٠٠( .وقد تطور
تعريف األسرة في المعاجم اللغوية مع تنامي وتبلور اتجاه الخصومة الفكرية العلمية
واالجتماعية مع الدن في الغرب ،حيث أصبحت ظاهرة "نزع القداسة" عن كل شيء ،وإعادة
النظر والتشكيك والتفكيك والتحيل منهجا رائجا في العلوم االجتماعية ،ولم تكن األسرة بطبيعة
الحال بمعزل عن "نزع القداسة" هذه ،فقد جاء في موسوعة " الروس الكبرى" الطبعة الجديدة
التعريف التالي" :األسرة مجموعة شخصين أو أ كثر بينهما عالقة قرابة سواء ضاقت أو
اتسعت" .1اهتم هذا التعريف بإدماج أنواع األسر كما أصبحت عليه اليوم ،وكما قد تتحول إليه
بحدوث أنواع أخرى في المدى المنظور ،وهو تعريف محايد ال يهتم ال بتحديد مسؤوليات األسرة
ووظائفها ،وال باألخالقيات التي تقوم عليها األسرة.2
وهناك تعريف آخر ذكره مكتب اإلحصاء الرسمي لسكان الواليات المتحدة جاء فيه" :جماعة
تتكون من شخصين أو أكثر يرتبطون معا برباط الميالد أو الزواج أو التبني وتقطن معا".3
ومع تراجع مفهوم األسرة الطبيعية ،حل تدريجيا البديل الكارثي ،حيث ظهرت الدعوة إلى باء
األسر الالنمطية ،وبهذا يتم اإلبقاء عل الشكل مع إفراغ محتواه أو استبداله بمحتوى أخر ،فظلت
التسمية أسرة ولكن المعنى مختلف ،حيث صارت تعني" :كل بيت تشبع فيه الحاجات
1أبو طالب عبد إلهادي" ،مفهوم إلرسة ووظيفهتا ومسؤوليهتا يف إدلايانت والاعالانت إلعاملية وموإثيق إلمم إملتحدة ،من
كتاب أزمة إلقمي ودور إلرسة يف تطور إجملمتع إملعارص" ،مطبعة إملعارف إجلديدة ،إلرابط -إململكة إملغربية،
1422هـ2002/م ،ص.157
2هنى إلقاطريج" ،إلرسة يف أدبيات إلمم إملتحدة :إلتحولت – إلعوإمل – إلآاثر" ،ص.4
3عبد هللا لؤلؤ وأآمنة خليفة" ،إلرسة إخلليجية :معامل إلتغيري وتوهجات إملس تقبل ،من أكرم رضا قوإعد
1أكرم رضا ،قوإعد تكوين إلبيت إملسمل" ،دإر إلنرش وإلتوزيع إلسالمية ،ص.510
20
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
األساسية الطبيعية رجل وامرأة في إطار الزواج ،رجل وامرأة خارج إطار الزواج ،رجال ونساء
دون رابطة قانونية ،رجلين ،امرأتين .1"...
وذلك حتى ال تكون أسرة شرعية مؤسسة عل عالقة مشروعة بين ذكر وأنثى ،وانما لتضم كل
ألوان العالقات بين رجل ورجل ،أو بين امرأة وامرأة مدخلة بذلك االنقالب عل كل ألوان العالقات
الشاذة والمحرمة شرعا وفطرة في إطار األسرة التي يعترف بها القانون ويحميها ويرتب لها
الحقوق.2
إن من نعم هللا عز وجل عل عباده أن فصل لهم في أحكام األسرة في كتابه العزيز ،تكريما منه
عز وجل لهذه الخلية النواة التي ينبني صالح المجتمع عل صالحها ،وقد استشعر المغرب هذه
األهمية التي أوالها هللا عز وجل لألسرة ،فسارع بدوره إلى االجتهاد من أجل الحفاظ عل حقوق
كل فرد من أفرادها في ظل المستجدات التي شهدها ،فوضع قرانين تنظم حقوقها تحت اسم
"مدونة األسرة".
حيث كان المغرب أنداك يعيش تحت وطأة الحماية ،وكان يعمل على تطبيق أحكام الشريعة
اإلسالمية حسب الفقه المالكي بالنسبة للمسلمين ،وأحكام الشريعة اليهودية لليهود المغاربة،
2اكميليا حلمي" ،مصطلح إلرسة يف أبرز إملوإثيق إدلولية" ،درإسة حتليلية حبث مقدم يف مؤمتر إخلطاب إلساليم إملعارص
س نة ،2011إحتاد علامء إملسلمني ،إلقاهرة -مرص ،ص.5
3حمد عامرة" ،مقدمة ميثاق إلرسة يف إلسالم" ،إجملنة إلسالمية إلعاملية للمرأة وإلطفل ،2007ص.140
21
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
رغم وجرد قوانين عصرية لبعض مناطق المغرب ،حيث تأسست في جنوب المغرب محاكم
فرنسية ،وبشمال المغرب محاكم إسبانية ،وفي طنجة تأست محاكم مختلطة تعمل وفق قانون
مدني مقتبس من القوانين المدنية لكل من فرنسا وإسبانيا.1
انتقادات:
كل هذه الظروف تشهد عل الوضع المزري الذي كانت تعيشه األسرة المغربية في تلك الفترة،
حيث كانت تعاني من تخبطات وتناقضات تمخضت عن تضارب القوانين بين المحاكم العصرية
والعرفية ،وعموما يمكن اختزال االنتقادات الموجهة لتلك الفترة في اآلتي:
.1صعوبة استنباط األحكام من طرف القاضي عل ضو ،ما جاء في الفقه اإلسالمي ،خصوصا في
حالة مواجهة اختالفات فقهية عميقة وذلك بسبب تغير األحوال وظهور المستجدات واتساع
الهوة بين القضاء والفقه.
.2االضطراب والتناقض الذي كانت تعرفه المحاكم العرفية يظهر كمية الحيف الذي كانت تذوقه
أفراد األسرة المغربية بشكل خاص.
.3اسقاط القوانين الفرنسية واإلسبانية عل األسرة المغرية ذات مرجعية دينية مختلفة تماما.
هذا ما جعل الملك الراحل محمد الخامس يسارع إلى جمع ثلة من كبار العلماء في الفقه ،لوضع
قوانين يحتكم إليها فيما يتعلق باألسرة المغربية.
1حمد إلزهر" ،رشح مدونة إلرسة" ،إلطبعة ،2015 ،7ص( 8نسخة إلكرتونية).
2محمد إلكش بور" ،إلوس يط يف رشح مدونة إلرسة" ،إلطبعة ،2ص( ،11نسخة إلكرتونية).
22
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وشرع العمل بأول كتاب منها بفاتح يناير1958م ،لكن بعد صدورها تبين أن العلماء الذين
عملوا عل وضعها لم يقتصروا عل مذهب اإلمام مالك باعتباره المذهب الرسمي للمغرب ،بل
سلكوا في اختياراتهم مسلك وسطا ،فاعتمدوا المذهب المالكي قبل غيره ،وخالفوه فيما رأوا أن
المصلحة تقتضي مخالفته إلى غيره من المذاهب األخرى كالمذهب الحنفي والمذهب
الشافعي ،1باإلضافة إلى المذهب الظاهري ،وقد قرر المشرع أن ما سكتت عنه المدونة يرجع
فيه إلى الراجح أو المشهور أو ما جرى به العمل من مذهب اإلمام مالك.2
منذ صدور هذه المدونة عملت األوساط المحافظة كل ما في وسعها عل تحصينها من نبال
العصرنة والتحدث ،بل دافعت عن ذلك بكل الوسائل لمواجهة كل إصالح أو تجديد ،لدرجة أنها
أحاطت نصوص المدونة بطابع قدسي ( )...فكانت تروم إلى إفشال كل محاولة إلصالح
نصوصها.3
لكن سرعان ما انهالت سهام النقد الجارح عل مدونة األحوال الشخصية فكان من هذه
االتهامات:
• ثانيا :أنها لم تلتزم باالتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة والتي صادق عليا المغرب.
• ثالثا :أنها تعتمد آراء فقهية تنهل من العادات والتقاليد البعيدة كل البعد عن روح الشريعة
اإلسالمية.
1عبد هللا بن إلطاهر إلتناين إلسويس" ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ،درإسة تأصيلية مقارنة عىل ضوء
إملذإهب إلربعة مع مناقشة وترجيح دون تعصب لقول أو مذهب" ،إلطبعة 1435 ،2هـ2014/م ،ص.16
2محمد إلكش بور ،إلوس يط يف رشح مدونة إلرسة ،مرجع سابق ،ص( ،11نسخة إلكرتونية).
3محمد إلشافعي" ،إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة" ،سلسةل إلبحوث إلقانونية ،24ص.9
23
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وقد جاءت هذه االنتقادات عل لسان مجموعة من الجمعيات النسائية وبعض األساتذة
الجامعيين وممثلي فئة من األحزاب السياسية ،تحت مبرر أنها لم تعد قادرة عل موا كبة
مستجدات األسرة المغربية واستيعاب واقعها الجديد ،ألن تأثير العادات والتقاليد الموروثة عل
صياغة مدونة األحوال الشخصية فلهر جليا ،فكانت الضرورة تقتضي التعديل.
يمكن انتقاد مدونة األحوال الشخصية من حيث مدة إنجازها وتكوين العاملين عليها حيث إن:
أوال :المدة التي أنجزت فيها مدونة األحوال الشخصية هي مدة جد قصيرة ،تبين أنه لم تأخذ
الوقت الكافي.
كل االنتقادات التي وجهت لمدونة األحوال الشخصية كانت سببا في التعديل األول رغم أنه جاء
متأخرا.
✓ الحضانة :حيث أصبح األب يحتل المرتبة الثانية بعد األم في ترتيب الحاضنين بعد أن
كان في المرتبة السادسة ،كما تم تحديد سن الحضانة في 12سنة للفتى و 15سنة للفتاة.
✓ النفقة :فأصبح باإلمكان رفع دعوى استعجالية للنفقة وللقاضي تقديرها.
لمم تكن هذه التعديالت كافية مما سيؤدي إلى مرحلة جديدة طالبت فيها مجموعة من الجهات
بالتعديل مرة أخرى ،استمرت المطالبة بالتعديل فترة طويلة من طرف الجمعيات النسائية،
ومنها من التجأ إلى فكرة المليون توقيع ( )...توجت هذه المطالب بإدماج المرأة في التنمية في
24
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
مارس 1995م ،وقد ثارت هذه األخيرة نقاشا حادا بين المؤيدين والمعارضين وافرزت صراعا
سياسيا حادا ،ولتجنب الفتنة داخل المجتمع المغري تدخل جاللة الملك محمد السادس لوضع
حد لهذا الصراع بين المؤيدين للتعديل والمعارضين ،حيث استقبل جاللته مجوعة من
الفعاليات النسائية بتاريخ 5مارس 2001واسقع إلى ملتمسهن في التعديل ،وفعال عين اللجنة
االستشارية الملكية من أجل إصالح مدونة األحوال الشخصية وركز على النهوض بوضعية
المرأة ،كانت اللجنة مكونة من متخصصين في المجال الفقهي والقضائي والعلمي مع مراعاة
حضور العنصر النسوي ،فانكبت هذه اللجنة عل االصالحات الجوهرية وفق التوجيهات الملكية.1
وقد جاءت مدونة األسرة بمجموعة من المستجدات يمكن ذكر أهمها باختصار في النقاط التالية:3
25
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
أوال :تبني صياغة حديثة بدل المفاهيم التي تمس بكرامة وإنسانية المرأة .وجعل مسؤولية
األسرة تحت رعاية الزوجين.
ثانيا :جعل الوالية حقا للمرأة الرشيدة ،تمارسه حسب اختيارها ومصلحتها ،كما أن لها أن تفوض
ذلك ألبيها أو ألحد أقاربها.
ثالثا :مساواة المرأة بالرجل بالنسبة لسن الزواج ،بتوحيده في ثمان عشرة سنة ،عمال ببعض
أحكام المذهب المالكي ،مع تخويل القاضي إمكانية تخفيضه في الحاالت المبررة ،وكذلك
مساواة البنت والولد المحضونين في بلوغ سن الخامسة عشرة الختيار الحاضن.
رابعا :جعل التعدد شبه ممتنع ،وذلك بإخضاعه لضوابط صارمة ،وبإذن من القاضي.
خامسا :العناية بأحوال المغاربة المقيمين بالخارج ،لرفع أشكال المعاناة عنهم ،عند إبرام عقد
زواجهم .وذلك بتبسيط مسطرته.
سادسا :جعل الطالق حال لميثاق الزوجية يمارس من قبل الزوج والزوجة ،بحسب الشروط
القانونية ،وبمراقبة القضاء.
سابعا :توسيع حق المرأة في طلب التطليق ،إلخالل الزوج ،بشرط من شروط عقد الزواج ،أو
لإلضرار بالزوجة مثل عدم اإلنفاق أو الهجر أو العنف ،وغيرها من مظاهر الضرر.
ثامنا :الحفاظ على حقوق الطفل ،بإدراج مقتضيات االتفاقيات الدولية ،التي صادق عليها
المغرب في صلب المدونة.
تاسعا :حماية حق الطفل في النسب ،في حالة عدم توثيق عقد الزوجية ،ألسباب قاهرة ،باعتماد
المحكمة البينات المقدمة في شأن إثبات البنوة ،مع فتح مدة زمنية في خمس سنوات لحل
القضايا العالقة في هذا المجال ،رفعا للمعاناة والحرمان عن األطفال في مثل هذه الحالة.
عاشرا :تخويل الحفيدة والحفيد من جهة األم ،على غرار أبناء اإلبن ،حقهم في حصتهم من تركة
جدهم ،عمال باالجتهاد والعدل في الوصية الواجبة.
26
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
حادي عشر :مسألة تدبير األموال المكتسبة ،من لدن الزوجين خالل فترة الزواج :فمع االحتفاظ
بقاعدة استقالل الذمة المالية لكل منهما ،تم إقرار مبدأ جواز االتفاق بين الزوجين ،في وثيقة
مستقلة عن عقد الزواج ،على وضع إطار لتدبير أموالهما المكتسبة ،خالل فترة الزواج ،وفي حالة
عدم االتفاق يتم اللجوء إلى القواعد العامة لإلثبات بتقدير القاضي لمساهمة كال الزوجين في
تنمية أموال األسرة.
الحالة األولى :يسري مفعول المدونة على جميع المغاربة ،سواء كانوا من ذوي الجنسية
المكتسبة ،أو األصلية ،أو الذين يحملون جنسية أجنبية ،إضافة لجنسية بلدهم األصلي.
الحالة الثانية :الالجئون بمن فيهم عديمو الجنسية طبقا التفاقية جنيف ،1951فالقانون الدولي
الخاص يخول لالجئين المغاربة أو األجانب أو المجردين من الجنسية األصلية أو عديميها ،وفقا
لحكام اتفاقية جنيف المؤرخة بتاريخ 28يوليوز ،1951االستفادة من أحكام هذه المدونة.
الحالة الثالثة :العالقات الزوجية التي يكون فيها أحد الطرفين مغربيا ،وتتحدد هذه العالقة
الزوجية في إطار الزواج المختلط ،كأن يتزوج مغربي بامرأة أجنبية مسلمة أو كتابية ،أو أن تتزوج
مغربية بأجنيي مسلم.
الحالة الرابعة :العالقات التي تكون بين مغربيين أحدهما مسلم ،وهذه الفقرة تخص فقط
المغربي المسلم المتزوج بمغربية كتابية مسيحية أو يهودية باعتبارهما متحدي الجنسية
ومختلفين في الديانة ،وتستثنى حالة زواج كتابي مغريي بمغربية مسلمة ،ألن المادة 39من هذه
المدونة جعلت من بين المحرمات على سبيل التأبيد زواج المسلمة بغير المسلم ،والمسلم
بغير المسلمة ما لم تكن كتابية.1
27
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
أما القضاء الجالس ،فقد أعطته مدونة األسرة صالحيات هامة ومتميزة ،سواء من خالل وظيفته
القضائية ،أو الوالئية سواء تعلق األمر بمحكمة الموضوع ،أو قاضي األسرة المكلف بالزواج ،أو
قاضي شؤون القاصرين ،أو قاضي التوثيق.
أما محكمة الموضوع :فقد أسندت إليها مدونة األسرة اختصاصات جديدة ،ونقلت إليها بعض
مهام قاضي التوثيق ،والقاضي المكلف بشؤون القاصرين ،ولم يقتصر هذا النقل على
االختصاصات القضائية التي كان يتوالها القاضي ،كمحاولة الصلح ،واإلشراف على تحديد
مستحقات الزوجة واألطفال ،والبت في التدابير الوقتية قبل الحكم بالطالق أو التطليق ،وإنما
امتد هذا االختصاص ليشمل اختصاصات والئية ،كمنح بعض األذون في الزواج واإلشهاد على
الطالق ،بل إن المحكمة أصبحت تتولى مهمة الرقابة العامة على النيابات القانونية ،عوضا عن
القاضي المكلف بشؤون القاصرين.
وأما قاضي األسرة المكلف بالزواج :فمن مهامه اإلشراف على إبرام عقد الزواج واإلذن بتوثيقه،
ومنح بعض األذون الخاصة إلبرام هذا العقد ،بالنسبة لبعض الفئات الخاصة من الزواج ،وهو
االختصاص الذي كان موكوال لقاضي التوثيق في ظل التنظيم القديم.
وأما قاضي شؤون القاصرين :فاختصاصاته على العموم شبيهة إلى حد ما باالختصاصات التي
كانت له قبل صدور مدونة األسرة مع زيادة التدقيق ،وخاصة ما يتعلق بفتح ملف النيابات
القانونية وإدارة أموال القاصرين ،فالفصل 184من قانون المسطرة المدنية المعدل بقانون
72.03ينص على أنه" :يفتح بقسم قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية ملف لكل نيابة قانونية
ويقيد سجل خاص يمسك لهذه الغاية".
28
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وأما قاضي التوثيق :فقد حافظت له المدونة على مؤسسته ،لكنها قلصت كثيرا من
اختصاصاته ،سواء منها تلك التي يمارسها في موضوع الزواج والطالق ،أو تلك المتعلقة بالنيابة
الشرعية ،حيث انتقل بعضها إلى القاضي الجديد أي قاضي األسرة المكلف بالزواج ،وبعضها
اآلخر إلى محكمة الموضوع ،سواء تعلق األمر بالمساطر النزاعية كالطالق ،أو الوالئية كاإلذن بزواج
التعدد ،أو الوصاية على النيابات الشرعية.
وأما النيابة العامة :فقد أصبحت طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام المدونة
كما تقضي بذلك مدونة األسرة" .تعتبر النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية
إلى تطبيق أحكام هذه المدونة".1
وإلقاء نظرة على األدوار الموكولة إلى النيابة العامة من خالل خمس وعشرين مادة من المدونة
التي ورد ذكر النيابة العامة فيها ،ندرك أنها تهدف إما إلى حماية أحد الزوجين أو إلى حماية
األطفال ،أو إلى حماية أموال القاصرين ،باإلضافة إلى االختصاصات الموكولة إليها بمقتضى قانون
الكفالة ،وقانون الحالة المدنية ،وقانون الجنسية.
ولتعزيز دور القضاء في مجال األسرة تم إحداث أقسام متخصصة في قضاء األسرة بالمحاكم
االبتدائية عمال بمقتضيات المادة الثانية من قانون التنظيم القضائي المعدل بالقانون رقم
73.03التي تنص على أنه" :يمكن تقسيم هذه المحاكم بحسب نوعية القضايا التي تختص
بالنظر فيها إلى "أقسام قضاء األسرة" و"أقسام قضاء القرب"" ،وغرف مدنية وتجارية
وعقارية واجتماعية وزجرية".2
تنظر أقسام قضاء األسرة في قضايا األحوال الشخصية والميراث والحالة المدنية وشؤون التوثيق
والقاصرين والكفالة وكل ما له عالقة برعاية وحماية األسرة".3
30
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ل ا
دمة زواجق م
ا خطل
( بة)
31
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
جعل الشارع الزواج مؤسسة وجعل بابها محروسا حصينا ،حتى ال يدخل إال من باب وعن
استحقاق ،فهو ميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة واأللفة بين الطرفين ،ونظرا لقدسية هذا
الميثاق كان طبيعيا أن تسبقه مقدمة تؤكد العزم على انعقاده أو االنصراف عنه ،وتسمى تلك
المقدمة خطبة.
أما المبحث األول :فخصصته للتعريف بالخطبة ومشروعيتها والحكمة منها( ،وتحته مطلبين)،
ثم تطرقت للحديث عن حكمها وشروط صحتها وحكم النظر للمخطوبة ،وهو المبحث الثاني،
(وتحته ثالثة مطالب) ،والثالث تحدثت فيه عن متعلقات الخطبة من الرجوع في الخطبة والمهر
وكذلك الحمل الناشئ في مرحلة الخطبة (تحته ثالثة مطالب).
1محمد بن أيب بكر بن عبد إلقادر زين إدلين أبو عبد هللا إلرإزي 666ه" ،خمتار إلصحاح" ،حتقيق :يوسف إلش يخ محمد،
إملكتبة إلعرصية – إدلإر إلمنوذجية ،بريوت – صيدإ ،إلطبعة إخلامسة1420 ،ه1999/م ،ج ،1ص /92،8أمحد بن محمد
بن عيل إلفيويم مث إمحلوي 770ه" ،إملصباح إملنري يف غريب إلرشح إلكبري" :إملكتبة إلعلمية – بريوت ،ج ،1ص.173
32
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
والمطلوب زواجها يقال عنها خطيبة ،ونقول" :أقيمت حفلة خطبة (بكسر الخاء) فالن إلى فالنة
1
أو إلى أهلها".
.2إخلطبة إصطالحا
أ .في اصطالح الفقهاء:
ال تخرج الخطبة في اصطالح الفقهاء عن مدلولها اللغوي حيث عرفوها بتعاريف متقاربة نذكر
منها:
2
الحنفية :عرفها ابن عابدين بقوله" :وأما بكسرها (خطبة) فهي طلب التزوج".
المالكية" :الخطبة (بكسر الخاء) فعل الخاطب من كالم وقصد واستلطاف بفعل أو قول" ،3إذا
فهي" :استدعاء النكاح وما يجري من المحاورة".4
1أبو طالب عبد إلهادي" ،معجم تصحيح لغة إلعالم إلعريب" :ص.116
2محمد أمني بن معر بن عبد إلعزيز عابدين إدلمشقي إحلنفي 1252هـ" ،رد إحملتار عىل إدلر إخملتار" :دإر إلفكر بريوت ،إلطبعة
إلثانية 1412هـ 1992 -م ،ج ،3ص.8
3محمد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح إلنصاري إخلزريج مشس إدلين أبو عبد هللا إلقرطيب 671ه" ،إجلامع لحاكم إلقرأآن"،
حتقيق :أمحد إلربدوين وإبرإهمي أفطيش ،دإر إلكتب إملرصية – إلقاهرة ،إلطبعة إلثانية 1384ه1964/م ،ج 3ص .189
4خليل بن إحساق بن موىس ،ضياء إدلين إجلندي إملاليك إملرصي م 776هـ" ،إلتوضيح يف رشح إخملترص إلفرعي لبن
إحلاجب" :حتقيق د .أمحد بن عبد إلكرمي جنيب ،مركز جنيبويه للمخطوطات وخدة إلرتإث ،إلطبعة :إلوىل1429 ،هـ -
2008م ،ج ،3ص.508
5محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين إلشافعي 977ه" :مغين إحملتاج إىل معرفة ألفاظ إملهناج" ،دإر إلكتب إلعلمية ،إلطبعة
إلوىل1415 ،ه1994/م ،ج 3ص .135
6عبد هللا بن أمحد موفق إدلين بن قدإمة إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل 620ه" ،إملغين" :مطبعة إلقاهرة ،ج7
ص .143
33
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وعليه ،فالخطبة عند الفقهاء هي" :إظهار الرغبة في الزواج بامرأة معينة ،وإعالم المرأة أو وليها
بذلك ،1وهذه الرغبة يتم التعبير عنها "إما تصريحا أو تعريضا".2
لم تخرج مدونة األسرة في وصفها للخطبة عن التعاريف الفقهية واللغوية ،حيث جاء فيها أن
الخطبة "تواعد رجل وامرأة على الزواج" ،3وبالتالي فهي وهد وعد غير ملزم ،ويحق ألحد الطرفين
أو هما معا أن يعدال عنها" ،ألنها مجرد تواعد بإنشاء عقد الزواج مستقبال ،فهي فترة اختبار
وتعارف ،وكل اختبار قد يؤدي إلى النجاح ،وقد يؤدي إلى الفشل ...فالخطبة ال تتمتع شرعا وال
قانونا بأية قوة إلزامية للطرفين معا.4
.5﴾
قوله تعالى ﴿ :
وجه الداللة :إذا كان يجوز التعريض بخطبة المعتدة من وفاة ،فخطبة غيرها (أي الخلية)
بالتصريح أولى وأظهر.
1وهبة بن مصطف إلزحييل ،إلفقه إلساليم وأدلته ،دإر إلفكر – دمشق -سوراي ،إلطبعة إلثانية عرش ،ج 7ص 10
2جامس محمد إملطوع" ،مهنج إلثقافة إلزوجية رؤية رشعية إجامتعية (إخلطبة)" ،مكتبة إقرأ للنرش وإلتوزيع ،ص5
3مدونة إلرسة ،إملادة.5 :
4عبد هللا بن إلطاهر إلثناين إلسويس" ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته" :إلطبعة إلثانية1435 :هـ 2014 -م،
ص.50
[ 5سورة إلبقرة ،إلآية]233 :
34
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
َّللا َص هلى
هللا َع ْنهَُ (( ،قالَ :ن َهى َر ُس ُول ه ِ
ي َُّض َ بَ ،ع ْن أَبِي ُه َر ْي َر َة َر ِ س ِّي ِ الم َ ن ُسعِ ي ِد ْب ِ وكذلك ما جاء َع ْن َ
َ َْ َ ُ ْ َ َ َ ُ َ هللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم َأ ْن َيب َيع َح ِاض ٌر ِل َب ٍادَ ،وال ت َن َ
َ َ
اج ُشوأَ ،وال َي ِب ُيع هألر ُجل َعلى َب ْي ِع أ ِخ ِيهَ ،وال َيخط ُب َعلى ِخطب ِة أ ِخ ِيه، ِ
ُ
َ ْ ََ َو َال َت ْس َا ُل َ َ ُ َ َ ُ ْ
ألم ْرأة طال َق أخ ِت َها ِل َتك فا َما ِفي ِأنا ِئ َها)).2
ب َع َلى خ ِْط َب ِة أَخِيهِ" دل الحديث وجه الداللة :الشاهد قوله صلى هللا عليه وسلم " َوال َ يَ ْ
خ ُط ُ
بالمنطوق على حرمة خطبة المخطوبة ،ودل بالمفهوم على جواز خطبة الخلية.
4أيب دإود" ،سنن أيب دإود" ،كتاب إلناكح ،ابب يف إلرجل ينظر إىل إملرأة وهو يريد تزوهجا .ج ،2ص.228
1محمد بن إسامعيل أبو عبد هللا إلبخاري" ،حصيح إلبخاري" :كتاب إلبيوع /ابب ل يبيع عىل بيع أخيه ول يسوم عىل سوم
أخيه حىت يأذن هل أو يرتك .ج ،2ص.752
2إمحلريي عيل بن محمد بن عبد إملكل إلفايس إملشهور اببن قطان ،إلقناع يف مسائل إلجامع :ج ،2ص.5
3إلهيمتي أمحد بن محمد ،حتفة إحملتاج يف رشح إملهناج :إملكتبة إلتجارية إلكربى ج ،7ص.209
5إلقرضاوي يوسف ،فقه إلرسة وقضااي إملرأة :إدلإر إلشامية للطباعة وإلنرش وإلتوزيع ،ص.25
35
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
أحدكم على خطبة أخيه)) ،فإن كان اإلسالم حرم الخطبة على مجرد خطبة اخيه ،فمالنا بخطبة امرأة
في عصمة رجل آخر.
1
• أجمعوا على حرمة التصريح بخطبة المعتدة ولو كانت من وفاة.
اتفق الفقهاء على حرمة الخطبة باللفظ الصريح والدال على الخطبة للمعتدة ،وإجماعهم هذا
خاص بالتصريح دون التعريض ودليلهم في ذلك قوله تعالى ﴿ :
.2﴾
.2إحلمكة من إخلطبة:
ما شرعت الخطبة وندب إليها إال لما فيها من المقاصد الحميدة ،والمسائل المفيدة التي نذكر
منها.
التعارف :تعرف الخاطب على مخطوبته ،التي ستكون رفيقة حياته ،فالشرع لما جعل الزواج
على نية الدوام ،كان من المطلوب أن يمهد لهذا الدوام تمهيدا يعرف كال الطرفين شريكه الذي
سيمضي معه ما بقي من عمره ،لقوله سبحانه وتعالى ﴿ :
اآلية فقال :أمر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم ،فقالوا
لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم :نزوج بناتنا موالينا؟ فأنزل هللا عز وجل[ :إنا خلقناكم من ذكر
وأنثى وجعلناكم شعوبا] .قال الزهري :نزلت في أبي هند خاصة .وقيل :إنها نزلت في ثابت بن
4
قيس بن شماس.
1إبن تميية تقي إدلين أمحد بن عبد إحللمي" ،موسوعة إلجامع لش يخ إلسالم إبن تميية" :إحملقق :عبد هللا بن مبارك إلبويص
أل س يف ،ص 465و.466
[ 2سورة إلبقرة ،إلآية]233 :
[ 3سورة إحلجرإت ،إلآية]13 :
4محمد بن أمحد إلنصاري إلقرطيب أبو عبد هللا ،إلجامع لحاكم إلقرأآن :مؤسسة إلرساةل ،ج ،16ص.341
36
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ولقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم(( :أنظر أليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما)) ،1ولقول
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم(( :أذأ خطب أحدكم ألمرأة فان أستطاع أن ينظر ألى ما يدعوه ألى
نكاحها فليفعل ، (2فينظر رأي بصر ونظر بصيرة ،ليعرفها وتعرفه فهذا من مقاصدها ،ألننا ال
نستطيع ان نبصر في الظلمة حيث تتشابه األشياء ،أو أنها تصبح أشباحا ال يمكن تمييز بعضها
عن بعض ،فكذلك إذا فقدنا البصيرة نتورك في التشخيص الخاطئ لألشخاص و لألمور ،وهذا
هو الفرق بين إنسان صاحب بصر و بصيرة ،و آخر عديم البصيرة ،فاألول ال يقع ضحية الخداع
والتغرير والتزوير ،ألنه يعي الواقع ويدركه ويعرف الناس من حوله ،أي له القدرة على التمييز
بين ما هو مستقيم وما هو منحرف ،واآلخر عرضة لكل ذلك ،ويتفرع من مقصد التعارف أمور
منها:
-منح المرأة وأوليائها الزمن الكافي للتعرف على الخاطب وصفاته وخصاله وأخالقه.
1محمد بن أمحد إلنصاري إلقرطيب أبو عبد هللا ،إجلامع لحاكم إلقرأآن ،تفسري إلقرطيب ،مؤسسة إلرساةل ،ج ،16ص.341
2محمد بن عيىس بن سورة بن موىس بن إلضحاك ،إلرتمذي ،أبو عيىس(279ه) ،سنن إلرتمذي ،ابب ما جاء يف إخلطبة.
ج ،3ص.401
[ 3سورة إلبقرة ،إلآية]233 :
37
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
المالكية قالوا باستحبابها ،ما دامت المخطوبة خالية من الموانع الشرعية ،قال القرافي " :الخطبة
مستحبة ،والتصريح بخطبة المعتدة حرام ،والتعريض جائز" ،1وقال مالك "هي مستحبة ،وهي
من األمر القديم ،وليست بواجبة وعلى ذلك جميع الفقهاء" 2،ونقل ابن رشد الحفيد قول
الجمهور فقال " :أما خطبة النكاح المروية عن النبي ﷺ فقال الجمهور إنها ليست واجبة ،وقال
داوود هي واجبة" 3.وذهب الشافعية إلى أن "الخطبة مستحبة لمن كان في حقه مستحبا أو
واجبا" 4بدليل أن النبي ﷺ خطب أم المؤمنين عائشة من أبيها رضوان هللا عليهما ،وذهب فريق
آخر من الشافعية إلى القول "باإلباحة وعبروا عنه بالجواز" ،5واستدلوا لذلك أن النبي ﷺ زوج
المرأة التي وهبت نفسها إليه ألحد أصحابه دون خطبة.
وذهب فريق ثالث إلى القول بأن "الخطبة تأخذ حكم الزواج فإن كان الزواج واجبا كانت الخطبة
واجبة ،وإن كان الزواج محرما كانت الخطبة محرمة ،وإن كان الزواج سنة مستحبة كانت الخطبة
كذلك ،واستدلوا بأن الخطبة وسيلة من وسائل الزواج ،والوسائل تأخذ حكم المقاصد".6
ومنشأ الخالف هل يحمل فعله عليه الصالة والسالم على الوجوب أو على الندب.
֍الترجيح
الرأي الراجح في هذه المسألة كما يظهر هو القول باالستحباب وذلك لعدة أسباب:
لفعل النبي ﷺ والسلف الصالح الذين كانوا في األغلب يسبقون الزواج بخطبة ،وما تركوا •
الخطبة إال نادرا وهذا الوصف ينسجم مع الفعل المستحب وليس مع المباح والذي يستوي
فيه الفعل والترك.
1أمحد بن إدريس إلقرإيف شهاب إدلين ،إذلخرية :حتقيق محمد جحي وأآخرون ،دإر إلغرب إلساليم ،ج ،1ص.324
2زكرايء إلكندهلوي ،أوجز إملساكل إىل موطأ ماكل :حتقيق تقي إدلين إلندوي ،طبعة دإر إلقمل1424 ،هـ 2003 -م،
ج ،1ص.324
3محمد بن أمحد بن محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب إلشهري اببن رشد إحلفيد أبو إلوليد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد :دإر
إحلديث إلقاهرة1425 ،ه ،2004/ج ،4ص.199
4إسامعيل أاب بكر إلبامري ،أحاكم إلرسة ،إلزوإج وإلطالق بني إحلنفية وإلشافعية ،درإسة مقارنة ،إلطبعة إلوىل ،دإر
إحلامد ،عامن ،إلردن ،2009 ،ص .64
5انيف محمود إلرجوب" ،أحاكم إخلطبة يف إلفقه إلساليم" ،إلطبعة إلوىل ،دإر إلثقافة ،إلردن ،2008 ،ص.56
6عبد إلفتاح كبارة ،إلزوإج إملدين درإسة مقارنة :دإر إلندوة إجلديدة بريوت ،1994 ،ص.31
38
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
.1إملوإنع إملؤبدة:
وهي الموانع التي تكون الزمة للمخطوبة وال تفارقها مدى الحياة ،وسببها راجع إلى رابطة النسب
أو المصاهرة أو الرضاعة وذلك لقوله تعالى ﴿ :
.1﴾
.2إملوإنع إملؤقتة:
أ .خطبة المخطوبة:
وصورتها أن يخطب الرجل المرأة فتركن إليه ثم يخطبها آخر ،ويسميها الفقهاء بالخطبة على
الخطبة ،وقد حسم الشارع في هذه المسألة حسما تنصيصيا ال يحتمل التأويل ،فقال ﷺ (( :ال
يخطب أحدكم على خطبة أخيه)) ،2قال ابن رشد 520هـ " :ليس على عمومه في كل حال وإنما
معناه عند مالك وعامة العلماء إذا ركنت المخطوبة إلى الخاطب ،فال بأس أن يجتمع االثنان
والثالثة في الخطبة" ،3وقد فعل عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ذلك ،بدليل حديث فاطمة بنت
قيس ،1قال أحمد" :إنما يكره خطبتها إذا ركنت إلى غيره" ،2وقال الشافعي" :فلو لم تأت عن
رسول هللا ﷺ داللة على أن نهيه عن أن يخطب على خطبة أخيه على معنى دون معنى كان
الظاهر أن حراما أن يخطب المرء على خطبة غيره ،من حين يبتدئ إلى أن يدعها" ،3وبمثل قولهم
قال األحناف ،وإن كانوا قد اتفقوا على حرمة الخطبة على الخطبة ،فقد اختلفوا في العقد الواقع
بها على مذاهب صحيح أم باطل ،وهل يسقط العقد أم ال ،واختالفهم على ثالثة مذاهب
وهو مذهب الجمهور( :الحنفية والشافعية والحنابلة) فذهبوا "إلى أن عقد النكاح على من تحرم
خطبتها -كعقد الخاطب الثاني على المخطوبة ،وكعقد الخاطب في العدة على المعتدة بعد
انقضاء عدتها -يكون صحيحا مع الحرمة ،ألن الخطبة المحرمة ال تقارن العقد فلم تؤثر فيه،
وألنها ليست شرطا في صحة النكاح فال يفسخ النكاح بوقوعها غير صحيحة" ،4قال ابن قدامة :
وخطبة الرجل على خطبة أخيه في موضع النهي محرمة ،فإن فعل فنكاحه صحيح ،نص عليه
أحمد فقال :ال يفرق بينهما.5
الت :فلام َحلَ ُت أ ْخربتُ ُه أ َّن ُمعاوي َة وأاب ْهج ٍم خَطب َاين فقال :أ ّما ُمعاوي ُة فَ ُص ْعلوكٌ ل ما َل َهلُ ،وأ ّما أبو " 1فا َذإ َحلَلْ ِت فأ آ ِذينَ ِيين قَ ْ
إَّلل في ِه خ َْري ًإ" ،إلشافعي أبو عبد هللا محمد بن إدريس ْهج ٍم فَال يَضَ ُع عصا ُه عن عَاتِ ِق ِه إن ْك ِح َّن ُأ َسام َة بن زي ٍد" فَنَ َك َح ْت ُه فَ َج َع َل َّ ُ
بن إلعباس بن عامثن بن شافع بن عبد إملطلب بن عبد مناف إملطليب إلقريش إمليك (إملتوىف204 :هـ) ،مس ند إلشافعي:
رتبه عىل إلبوإب إلفقهية :محمد عابد إلس ندي عرف للكتاب وترمج للمؤلف :محمد زإهد بن إحلسن إلكوثري توىل نرشه
وتصحيحه ومرإجعة أصوهل عىل نسختني خمطوطتني :إلس يد يوسف عيل إلزوإوي إحلس ين ،إلس يد عزت إلعطار إحلسيين
إلنارش :دإر إلكتب إلعلمية ،بريوت -لبنان عام إلنرش 1370 :هـ 1951 -م ،ج ،2ص.18
2أمحد بن عيل أبو بكر إلرإزي إجلصاص إحلنفي 370ه ،رشح خمترص إلطحاوي :حتقيق :عصمت هللا عنايت هللا محمد
وأآخرون ،دإر إلبشائر إلسالمية -إلطبعة :إلوىل 1431هـ2010/م ج ،4ص.339
3محمد بن إدريس بن إلعباس بن عامثن بن شافع بن عبد إملطلب بن عبد مناف إملطليب إلقريش إمليك أبو عبد هللا ،إلرساةل:
حتقيق :أمحد شاكر ،مكتبة إحلليب – مرص ،إلطبعة :إلوىل1358 ،هـ1940/م ،ج ،1ص.307
▪ 4محمد بن عيل بن محمد بن عبد هللا إلشواكين إلميين (إملتوىف1250 :هـ) ،نيل إلوطار ،حتقيق :عصام إدلين إلصبابطي إلنارش:
دإر إحلديث ،مرص إلطبعة :إلوىل1413 ،هـ 1993-م .ج ،6ص /.122منصور بن يونس بن صالح إدلين إبن حسن بن
إدريس إلهبوىت إحلنبىل (إملتوىف1051 :هـ) ،كشاف إلقناع عن منت إلقناع ،إلنارش :دإر إلكتب إلعلمية ،ج ،5ص 18و.19
5عبد هللا بن أمحد بن محمد بن قدإمة أبو محمد موفق إدلين إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل ،إلشهري اببن قدإمة
إملقديس (إملتوىف620 :هـ) ،كتاب "إملغين" :إلنارش :مكتبة إلقاهرة إلطبعة :بدون طبعة عدد إلجزإء 10 :اترخي إلنرش:
1388هـ 1968 -م ،ج ،10ص.392
40
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وهو مذهب الظاهرية :إذ قالوا" :نهى رسول هللا ﷺ عن الخطبة على الخطبة كما في الحديث،
واألصل في النهي التحريم ،ولم تأت قرينة تصرف النهي إلى الكراهة ،والقاعدة عندنا :مطلق النهي
يقتضي الفساد ،فالنبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن الخطبة على الخطبة ،وهذا خالف النهي،
وخطب على الخطبة ،فيقتضي ذلك البطالن والفساد ،فلو تزوجها وفض غشاء البكارة ،فعليه
مهر المثل بما تمتع منها ،ويفسخ العقد ويفرق بينهم".1
ولهم ثالثة أقوال :البطالن مطلقا ،وعدمه مطلقا كالجمهور ،والتفصيل وهو الراجح في المذهب،
ففرقوا قبل البناء وبعده ،فقبله يبطل العقد وبعده ال يبطل.2
فعلى رأي الظاهرية يبطل مطلقا ويجب فسخه ،وعلى رأي الجمهور تبقى الزوجة للعاقد مع
اإلثم ،وأما الراجح فهو ما ذهب إليه المالكية من القول بالتفصيل ،فإن كان قبل البناء بطل
وإال فال.
وذكر الفقهاء بعض الصور التي يجوز فيها الخطبة على الخطبة ،كأن يكون األول فاسقا والثاني
صالحا ،ففي هذه الصورة قيل يجوز ،يقول البشار 3في نظمه:
4
وهي على خطبة زوج أول *** فيفسخ الثاني إذا لم يدخل
وخالصة الكالم في هذه المسألة :أن الشارع نهى عن الخطبة على الخطبة ،لما فيها من اإلضرار،
وال ضرر وال ضرار ،فالمطلوب أن يحتاط اإلنسان لدينه ،وأن يبقي حبل المودة مع إخوانه ما
1عبد إلغفار محمد حسن" ،أثر الاختالف يف إلقوإعد إلصولية يف إختالف إلفقهاء" :دروس صوتية فرغهتا إملكتبة إلشامةل:
ج ،9ص.14
2إملرجع إلسابق
3إلبشار هو محمد بن حسن بن عيل بن سامل إلبشار إلرش يدي مرصي من مدينة رش يد ،وهو فقيه ماليك من موإليد
إلقرن.19
4إلبشار محمد :أسهل إملساكل نظم ترغيب إملريد إلساكل يف فقه إلمام ماكل :إلبيتني 601و.602
41
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
استطاع ،فبخطبة المسلم على غيره يضر غيره ،بحرمانه من أمر مطلوب الحصول ،ويضر نفسه
إذ يضعها في موطن حرج ،وقد يترتب على هذا من النزاعات والخصومات الغير محمودة العقبة.
من المسائل التي ال يمكن استحالتها ،وإن كانت مستبعدة وهي خطبة المتزوجة ،فهذا من
األمور التي قد تعرض في زمن كثرت فيه الفروع الطارئة ،فإن كان الشارع الحكيم قد نهى أن
يخطب الرجل على خطبة أخيه قائال" :ال يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله
أو يأذن" ،فتحرم خطبة المتزوجة من باب أولى" ،فال يجوز ألحد خطبة زوجة غيره ال تصريحا وال
تعريضا" " ،1ألن خطبته إياها ربما صارت سببا للتشويش على زوجها من حيث أنها علمت رغبة
الخاطب فربما حملها ذلك على االمتناع من تأدية حقوق الزوج ،والتسبب إلى هذا حرام" .2وهذا
من الفروع المحسوم فيها ،فإن كانت ال خطبة على خطبة’ فال خطبة على نكاح ،إال إذا توفى عنها
زوجها أو انتهت عدتها من طالق.
للمعتدة أحوال يجب اإلحاطة بها قبل الحكم على خطبتها جوازا أو عدما ،فالمعتدة إما أن
تكون رجعية ،أو بائنة بطالق ،أو فسخ ،أو موت ،أو معتدة من شبهة ،وكذلك يفرق الحكم بين
الخطبة التصريحية والتعريضية ،وباختالف الحاالت تختلف اإلحاالت ،ولكل مقام مقال.
الطالق الرجعي طالق ناقص عن غايته ،بشرط أال يكون عن خلع ،وأال ينص عن بينونته ،قال
البشار في نظمه الفقهي أثناء حديثه عن الطالق:
3
وهو طالق ناقص عن غايته *** ال خلع أو نص على بينونته
1محمد بن صاحل إلعثميني :إلرشح إملمتع عىل زإد إملستنقع ،دإر إبن إجلوزي ،بدون طبعة ،جمدل ،12ص .27
2محمد بن معر بن إحلسن بن إحلسني إلتميي إلرإزي إمللقب بفخر إدلين إلرإزي خطيب إلري أبو عبد هللا 606ه ،تفسري
إلرإزي مفاتيح إلغيب أو إلتفسري إلكبري ،دإر إحياء إلرثإث إلعريب ،إحلمك إلرإبع عرش يف خطبة إلنساء .ج ،4ص.200
3محمد بن حسن بن عيل بن سامل إلبشار ،أسهل إملساكل نظم ترغيب إملريد إلساكل يف فقه إلمام ماكل مرجع سابق:
إلبيتني705 ،و.706
42
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وقال شارحه محمد باي بلعالم" :يجوز للزوج أن يراجعها ما دامت في عدة من نكاحها بال انقضا
للعدة إرجاعها من غير إذن أي بال احتياج لإلذن أو رضا"" ،1وألن الزوج له مراجعتها متى شاء
ح ْر َم َة ُمت َْع ِة ال َّز ْو ِج حاكِمِ ُ ج َع ُة َر ْف ُع ال َّز ْو ِج أ َ ْو ا ْل َ
في عدتها سمي رجعيا" ،2قال ابن عرفة " :ال َّر ْ
ح ْر َم َة ُمت َْع ِة ال َّز ْو ِج بِ َز ْو َ ي َر ْف ُع إي َ ْ ج ِت ِه بِ َط َال ِق َها َف َ
ج ِت ِه ق ُ الط َال ِ
اب َّ ج ِ ج َع ُةَ ،و َع َلى َرأ ٍ
ت ا ْل ُم َرا َ
ج ْ
خ َر َ بِ َز ْو َ
بِانْق َِضا ِء عِ َّدتِ َها ،3فأشار إلى الخالف في حرمة التمتع بالرجعية زمن عدتها وهو المشهور وإباحته
وهو الشاذ ،فالتعريف األول على األول والثاني على الثاني ،قال ابن عرفة :وقول ابن الحاجب
رد المعتدة عن طالق قاصر عن الغاية ابتداء غير خلع بعد دخول ووطء جائز قبلوه ويبطل
رده بتزوجها عقب انقضاء عدتها .4فالمطلقة الرجعية حكمها أوضح من الشمس ،فهي مازالت
في عصمة زوجها فال تجوز خطبتها اتفاقا.
والبيونة نوعان ،صغرى يحل الرجوع فيها بال زواج ،وكبرى ال يحل الرجوع فيها إال بزواج.
البينونة الصغرى :كالطلقة قبل الدخول ،أو على خلع ،كان طالقا رجعيا انقضت فيه العدة، )1
وفي هذا يقول البشار:
1ابي أبو عبد هللا بن محمد بن عبد إلقادر بن محمد بن إخملتار بن أمحد إلعامل إلقبلوي إجلزإئري إلشهري ابلش يخ محمد ابي
بلعامل 2009م ،زإد إلساكل رشح أسهل إملساكل :دإر إبن حزم ،ص.359
2محمد حمي إدلين عبد إمحليد ،إلحوإل إلشخصية يف إلرشيعة إلسالمية مع إلشارة إىل مقابلها يف إلرشإئع إلخرى ،إلطبعة
إلثانية ،ص.111
3محمد بن أمحد بن محمد عليش ،أبو عبد هللا إملاليك 1299هـ1882 /م ،منح إجلليل رشح خمترص خليل ،دإر إلفكر –
بريوت ،ج ،4ص179
4محمد إلنصاري إلرصاع أبو عبد هللا ،رشح حدود إبن عرفة ،حتقيق :محمد أبو إلجفان -إلطاهر إملعموري ،دإر إلغرب
إلساليم ،1993ص.199
43
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
1
أو حكم الحاكم إال معسرا *** أو موليا وفى وذاك أيسرا"
)2البينونة الكبرى :ويسمى البات والبت القطع وهو ثالث تطليقات متفرقات بإجماع،
أو في مجلس واحد على خالف" ،واتفقوا على أن العدد الذي يوجب البينونة في طالق
.2﴾واختلفوا إذا
الحر ثالث تطليقات إذا وقعت مفترقات لقوله تعالى ﴿ :
ذهب المالكية والشافعية -في األظهر عندهم -والحنابلة إلى أنه يجوز التعريض بخطبة المعتدة
"،4 ﴾ عطف
البائن لعموم قوله تعالى ﴿ :
على الجملة التي قبلها ،فهذا من األحكام المتعلقة بالعدة ،وقد تضمنت اآليات التي قبلها أحكام
عدة الطالق وعدة الوفاة ،وأن أمد العدة محترم ،وأن المطلقات إذا بلغن أجلهن جاز أن يفعلن
في أنفسهن ما أردن من المعروف ،فعلم من ذلك أنهن إذا لم يبلغنه ال يجوز ذلك فالتزوج في
مدة األجل حرام ،ولما كان التحدث في التزوج إنما يقصد منه المتحدث حصول الزواج ،وكان من
عادتهم أن يتسابقوا إلى خطبة المعتدة ومواعدتها ،حرصا على االستئثار بها بعد انقضاء العدة
5
فبينت الشريعة لهم تحريم ذلك ،ورخصت في شيء منه ولذلك عطف هذا الكالم على سابقه،
ولما روي عن فاطمة بنت قيس رضي هللا تعالى عنها أن ﷺ قال لها لما طلقها زوجها ثالثا(( :أذأ
1محمد إلبشار ،أسهل إملساكل نظم ترغيب إملريد إلساكل يف فقه إلمام ماكل :إلبيات 708و709و710و711
[ 2سورة إلبقرة ،إلآية.]227 :
3محمد بن أمحد بن محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب إلشهري اببن رشد إحلفيد أبو إلوليد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد :دإر
إحلديث إلقاهرة1425 ،ه ،2004/ج ،3ص.84
[ 4سورة إلبقرة ،إلآية]235 :
1محمد إلطاهر بن محمد بن محمد إلطاهر بن عاشور إلتونيس 1393ه ،إلتحرير وإلتنوير :إدلإر إلتونس ية للنرش – تونس،
1984م ،ج ،2ص.450
44
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
حللت فاذنيني)) 1وفي لفظ ((ال تسبقيني بنفسك)) .2وفي لفظ ال تفوتينا بنفسك وهذا تعريض
اتفق الفقهاء على أنه ال يجوز خطبة المعتدة من طالق بائن بينونة صغرى ،تصريحا و يجوز
تعريضا. 4
وذهب الحنفية وهو مقابل األظهر عند الشافعية إلى أنه ال يجوز التعريض بخطبة المعتدة البائن
يض َق ْو َالن ِأ َ َ
ح ُد ُه َما: إلفضائه إلى عداوة المطلق ،5يقول اإلمام فخر الدين الرازي 660هـَ ":و ِفي الت َّْعر ِ ِ
اتفق الفقهاء على أنه يجوز التعريض بخطبة المعتدة المتوفى عنها زوجها ،ليفهم مراد
المعرض بالخطبة ال ليجاب ،7وذلك لقوله تعالى :وهي واردة في عدة الوفاة ،وألن رسول هللا
صلى هللا عليه وسلم دخل على أم سلمة رضي هللا عنها وهي متأيم من أبي سلمة رضي هللا
تعالى عنه فقال" :لقد علمت أني رسول هللا وخيرته وموضعي من قومي".1
أما التصريح فيحرم" ،يحرم التصريح بخطبة المعتدة من وفاة ،والمبانة ،ويجوز التعريض
كقوله :إني في مثلك راغب ،وتجيبه :ما يرغب عنك ونحو ذلك".2
وهي المنكوحة من نكاح فاسد كنكاح الشغار مثال ،والتي من فسخ أي التي كانت على خطبة
وفسخت.
فقد اختلف الفقهاء في حكم التعريض بخطبة المعتدة من نكاح فاسد وفسخ وشبههما،
كالمعتدة من لعان أو ردة ،أو المستبرأة من الزنى ،أو التفريق لعيب أو علة.
"فذهب الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة وجمهور الحنفية إلى جواز التعريض لهن أخذا
بعموم اآلية وقياسا على المطلقة ثالثا ،وأن سلطة الزوج قد انقطعت".3
"هذا كله في غير صاحب العدة الذي يحل له نكاحها فيها ،أما هو فيحل له التعريض
والتصريح ،وأما من ال يحل له نكاحه فيها كما لو طلقها الثالثة أو رجعيا فوطئها أجنبي بشبهة
في العدة فحملت منه ،فإن عدة الحمل تقدم ،فال يحل لصاحب عدة الشبهة أن يخطبها؛ ألنه ال
يجوز له العقد عليها حينئذ".4
2عيل بن معر بن إمحد بن همدي بن مسعود بن إلنعامن بن دينار إلبغدإدي إدلإرقطين ( 385ه) ،سنن إدلإرقطين :ابب
إلناكح ،ج ،4ص .320
3محمد بن إبرإهمي بن عبد هللا إلتوجيري ،خمترص إلفقه إلساليم يف ضوء إلقرأآن وإلس نة :دإر أصدإء إجملمتع – إململكة إلعربية
إلسعودية ،إلطبعة إحلادية عرشة1431 ،ه2010/م ،ص.800
▪ 4مغين إحملتاج مرجع سابق ،ج 3ص /،136صاحل عبد إلسميع إلآيب إلزهري ،جوإهر إللكيل ،بدون طبعة وبدون دإر إلنرش
(نسخة إلكرتونية) ،ج ،1ص / 276محمد بن أيب إلعباس أمحد بن محزة شهاب إدلين إلرميل (إملتوىف1004 :هـ) ،هناية إحملتاج
إىل رشح إملهناج :إلنارش :دإر إلفكر ،بريوت إلطبعة :إلطبعة إلخرية 1404 -هـ1984/م ،ج ،6ص.199
4محمد بن عرفة إدلسويق ،حاش ية إدلسويق عىل خمترص إملعاين ،إحملقق :عبد إمحليد هندإوي ،إلنارش :إملكتبة إلعرصية،
بريوت ،ج 2ص 218
46
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وذهب بعض الحنفية إلى أن التعريض يختلف حكمه بحسب ما يترتب عليه ،فإن كان يؤدي
إلى عداوة المطلق فهو حرام ،وإال فال".1
يكره للمحرِم أن يخطب امرأة ولو لم تكن محرِمة عند الجمهور ،كما يكره أن يخطب غير المحرِم
ألمحرم وال َين ِك ُح وال ُ َ ُ
المحرِمة ،لما رواه اإلمام مسلم عن عثمان رضي هللا عنه مرفوعا(( :ال ينكح ِ
يخطب)) ،2والخطبة تراد لعقد النكاح فإذا كان ممتنعا كره االشتعال بأسبابه ،وإلنه سبب إلى
الحرام.
بنا ًء على ما تقدم من أن الخطبة إعالم بالزواج ،فالمعلم بالزواج له الحق في معرفة من نوى
الزواج بها معرفة تفصيلية إن أراد ،معرفة حسبها وخلقها وجمالها ،ولذلك طريقتان:
1إحلطاب محمد بن محمد بن عبد إلرمحن إملاليك إملغريب ،موإهب إجلليل يف رشح خمترص إلش يخ خليل ومعه خمترص إلش يخ
خليل :ج 3ص.417
2مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري أبو إحلسني 206ه ،حصيح مسمل ،ابب حترمي ناكح إحملرم وكرإهة خطبه ،ج،2
ص .1030حديث رمق 1409
3زكراي بن محمد بن زكراي إلنصاري ،زين إدلين أبو حيىي إلسنييك 926ه ،أس ىن إملطالب يف رشح روض إلطالب :دإر
إلكتاب إلساليم ،ج 3ص /513مصطف بن سعد بن عبده إلس يوطي شهرة ،إلرحيباىن مودلإ مث إدلمشقي إحلنبيل
1243ه ،مطالب أويل إلهنىي يف رشح غاية إملنهتى ،إملكتب إلساليم ،إلطبعة إلثانية1415 ،ه1994 /م ،ج 3ص .345
47
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
إما أن يوكل امرأة تخبره بأمرها ،وتنبيه عن ما خفى عنه مما يريد معرفته ،كما فعل النبي ﷺ،
فعن أنس بن مالك -رضي هللا -عنه أن النبي ﷺ أرسل أم سليم رضي هللا عنها تنظر إلى
واألمر الثاني أن ينظر إليها بنفسه ،فيعرف جمالها ،وخصوبة بدنها ،وقامتها ،ونحافتها ،إلى غير
ويقرر رسول هللا ﷺ هذا المبدأ مبدأ رؤية المخطوبة إشارة منه إلى أهميته ومكانته ،فقد حث
النبي عليه الصالة والسالم أصحابه وأمته من بعدهم أن يروا المخطوبة ،بل جعل النظر سببا
عن أبي هريرة رضي هللا عنه ،قال :كنت عند النبي ﷺ ،فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من
األنصار ،فقال رسول هللا صلى هللا عليه(( :أنظرت أليها ،قال ال ،قال :فاذهب فانظر أليها ،فان في
أعين أالنصار شيائ))" ، 4وفي هذا داللة لجواز ذكر مثل هذا للنصيحة وفيه استحباب النظر إلى وجه
من يريد تزوجها وهو مذهبنا ومذهب مالك وأبي حنيفة وسائر الكوفيين وأحمد وجماهير العلماء
وحكى القاضي عن قوم كراهته وهذا خطأ مخالف لصريح هذا الحديث ومخالف إلجماع األمة
على جواز النظر للحاجة عند البيع والشراء والشهادة ونحوها ثم إنه إنما يباح له النظر إلى وجهها
48
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وكفيها فقط ألنهما ليسا بعورة وألنه يستدل بالوجه على الجمال أو ضده وبالكفين على خصوبة
()1
البدن أو عدمها هذا مذهبنا ومذهب األكثرين".
وعن المغيرة بن شعبة ،أنه خطب امرأة ،فقال النبي صلى هللا عليه وسلم(( :أنظر أليها فانه أحرى
أن يؤدم بينكما)) ،ومعنى قوله" :أحرى أن يؤدم بينكما" ،قال" :أحرى أن تدوم المودة بينكما" (.)2
وكما أذن الشارع للخاطب رؤية مخطوبته لم يحدد تصريحا للمنظور إليه حدا وعدا.
فاختلف الفقهاء في ذلك ،فاألكثر على رؤية الوجه والكفين فقط ،ألنهما يوصالن المطلوب وأجاز
أبو حنيفة النظر إلى قدميها ،والحنابلة قالوا ستة أعضاء :الوجه والرقبة واليد والقدم والراس
والساق ،وقال األوزاعي :ينظر لمواضع اللحم ،ورأى داود الظاهري أنه يجوز النظر لعموم البدن
والفقهاء اتفقوا على مشروعية هذه الرؤية عموما لكنهم اختلفوا في حكمها ،ومقدارها" ،فقال
الحنفية والمالكية والشافعية وبعض الحنابلة :يندب النظر لألمر به في الحديث الصحيح مع
تعليله بأنه (أحرى أن يؤدم بينهما ،أي :تدوم المودة واأللفة ....والمذهب عند الحنابلة أنه يباح
لمن أراد خطبة امرأة وغلب على ظنه إجباته النظر إلى ما يظهر غالبا"(.)4
2حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين 676ه ،إملهناج رشح حصيح مسمل بن إحلجاج :دإر إحياء إلرثإت إلعريب –
بريوت -لبنان ،إلطبعة إلثانية1392 ،ه- ،ج ،9ص.210
3محمد بن عيىس إلرتمذي ،سنن إلرتمذي :ابب ما جاء يف إلنظر إىل إخملطوبة.
4وهبة إلزحييل ،إلفقه إلساليم وأدلته :ص ،6507بترصف.
1إملوسوعة إلفقهية إلكويتية ،ج ،19ص198
49
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
()1
والوجه والكف بعلم ينظر *** وخطبة في خطبة يظهر
واختلفوا كذلك في اإلذن في الرؤية من عدمه ،أي هل يستأذن الخاطب المخطوبة للنظر إليها أم
يستغيلها.
"ذهب جمهور العلماء إلى أنه ال يشترط علم المخطوبة أو إذنها أو إذن وليها بنظر الخاطب إليها،
ا كتفا ًء بإذن الشارع ،وإلطالق األخبار ،كما في حديث جابر المتقدم أن النبي صلى هللا عليه وسلم
قال(( :إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل "فقال:
فخطبت جارية فكنت أتخ َّبأ لها ،حتى رأيت ما دعاني إلى نكاحها وتز ُّوجها ،فتزوجتها)) (.)3( ")2
ُ
وقال المالكية :محل الندب إن كان بعلم منها إن كانت رشيدة ،وإال فمن وليها ،وإال كره ليال
بل جعل الشافعية استغفالها هو عين الصواب ،وعللوا لذلك بعلل" :أنه ينبغي أن يكون نظر
الخاطب إلى المرأة قبل الخطبة ،وأن تكون خفية بغير علم المرأة أو ذويها ،مراعاة لكرامة المرأة
2ي محمد بن أمحد بن عرفة إدلسوق ،حاش ية إدلسويق عىل إلرشح إلكبري :ج ،2ص.215
3إلبشار نظم أسهل إملساكل :إلبيتني598و.599
4س بق خترجيه.
5كامل إلس يد سامل أبو ماكل ،حصيح فقه إلس نة وأدلته مع توضيح مذهب إلمئة :مع تعليقات بعض إلعلامء إملعارصين،
ج3ص.120
50
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وأسرتها ،فإذا أعجبته تقدم لخطبتها من غير إيذاء لها وال إحراج ألسرتها ،وهذا هو المعقول،
والراجح عمال بظاهر األحاديث التي تدل على أنه يجوز النظر إليها ،سواء أ كان ذلك بإذنها أم ال".1
ويكرر الخاطب النظر إن أراد حتى يطمأن قلبه متى شاء ،ولكن قيدوا تكرير النظر بالحاجة ،ورأى
الشافعية تكريره سواء خيفت الفتنة أم ال ،والحنابلة قالوا يكرر النظر ويتأمل المحاسن ولو بال
"وال يجوز مس ما ينظر له ،ولو أمن الخاطب الشهوة ،ألن المخطوبة مازالت في حكم الغريبة عنه،
وكما أذن الشارع في نظر الخاطب للمخطوبة ،فكذلك الحال في نظر المخطوبة للخاطب ،ألنها
على الرغم من ذكر الفقهاء إذن الشارع في النظر إلى المخطوبة وتجويزهم له ،إال أنهم اشترطوا
)2أن يرجوا اإلجابة رجاء ظاهرا .أو يعلم أنه يجاب إلى نكاحها ،أو يغلب على
ظنه اإلجابة".1
بمعنى إن اختل عندهم شرط لم يعد النظر مسموحا به ،ألن الشرط المقصود به الشرط
االصطالحي الذي يلزم من عدمه العدم ،وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته.
.3إخللوة ابخملطوبة.
والشارع أجاز النظر للمخطوبة لمصلحة حاصلة ال بد من النظر من أجلها ،ورغم ذلك جعله
العلماء من االستثناءات من التحريم ،بل جعلوه استثناء ضرورة ،جاء في الموسوعة عند الكالم
على النظر قيل" :ويستثنى من حرمة النظر ما إذا كانت هناك ضرورة كالعالج ،أو الشهادة ،أو
القضاء ،أو الخطبة للنكاح ،فإنه يباح النظر حينئذ ولو مع االشتهاء .وهذا باتفاق الفقهاء"،3
وليس في الخلوة مصلحة ترجى لهذا لم يجزها الشارع بل جعلها داخلة في عموم النهي لما
فيها من المفسدة ،ولو كانت خيرا لكان أجازها .والشارع اهتم بهذه المقدمات اهتماما بالغا،
حتى يقيم هذا الصرح على ركن ركين ،وأصل متين" :السبب في عناية الشرع بهذه المقدمات:
هو الحرص على إقامة الزواج على أمتن األسس ،وأقوى المبادئ ،لتتحقق الغاية الطيبة منه،
وهي الدوام والبقاء ،وسعادة األسرة ،واالستقرار ومنع التصدع الداخلي ،وحماية هذه الرابطة
من النزاع والخالف ،لينشأ األوالد في جو من الحب واأللفة والود والسكينة واطمئنان" ،4فالذي
يتساهل فيها يضر نفسه من حيث يحسب أنه ينفعها.
1حشاتة محمد صقر ،كتاب الاختالط بني إلرجال وإلنساء :ج ،1ص.240
2إملوسوعة إلفقهية إلكويتية ،ج ،19ص .198
3نفس إملرجع إلسابق.
1إلزحييل إلفقه إلساليم وأدلته ،ج ،9 :ص.6491 :
52
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
إملبحث إلثالث :متعلقات إخلطبة (إلرجوع يف إخلطبة وإملهر وإمحلل إلناشئ عهنا)
كما هو معلوم ما الخطبة إال إعالم برغبة ،أي رغبة الزواج ،وقد يحدث ما ينقض هذه الرغبة
من المخطوب أو الخاطب أو هما معا ،وهذه من الحقوق المكفولة لهما ،إذ إن الخطبة ليس
عقدا ملزما حتى ال يجوز الرجوع عنها ،وهذا رأي أ كثر الفقهاء ،إال أنه يجب أن تراعى أمور في
الرجوع" ،يطلب أدبيا أال ينقض أحدهما وعده إال لضرورة أو حاجة شديدة ،مراعاة لحرمة البيوت
وكرامة الفتاة.
وينبغي الحكم على المخطوبة بالموضوعية المجردة ،ال بالهوى أو بدون مسوغ معقول ،فال
يعدل الخاطب عن عزمه الذي شاءه؛ ألن عدوله هو نقض للعهد أو الوعد ،ويستحسن شرعا
وعرفا التعجيل في العدول إذا بدا سبب واضح يقتضي ذلك ،قال هللا تعالى ﴿ :
،1﴾ وقال صلى هللا عليه وسلم(( :أضمنوأ لي ستا من أنفسكم أضمن
لكم ألجنة :أصدقوأ أذأ حدثتم ،وأوفوأ أذأ وعدتم ،وأدوأ أذأ أئتمنتم ،وأحفظوأ فروجكم ،وغضوأ أبصاركم،
وك فوأ أيديكم)) ، 2وهذا رأي الشافعية والحنابلة.3
خالف بين المذاهب تفصيله كالتالي :قال الحنفية :إذا خطب بنت رجل وبعث إليها أشياء ولم
يزوجها أبوها فما بعث للمهر يسترد عينه قائما وإن تغير باالستعمال ،أو بدله هالكا ألنه
معاوضة ولم تتم فجاز االسترداد ،وكذا يسترد ما بعث هدية وهو قائم دون الهالك
والمستهلك؛ ألنه في معنى الهبة ،والهالك أو االستهالك مانع من الرجوع بها.
وقالوا :لو أنفق رجل على معتدة الغير -قال ابن عابدين :وال شك أن المعتدة مخطوبة أيضا
-يطمع أن يتزوجها بعد عدتها ،إن تزوجته ال رجوع مطلقا ،وإن أبت فله الرجوع إن كان دفع
لها ،وإن أ كلت معه فال رجوع مطلقا؛ ألنه إباحة ال تمليك ،أو ألنه مجهول ال يعلم قدره.
وقال المالكية" :يجوز اإلهداء للمعتدة من وفاة أو طالق غيره البائن ال اإلنفاق عليها فيحرم،
فإن أهدى لها أو أنفق عليها ثم تزوجت غيره فال يرجع عليها بشيء".1
وقال الشافعية" :من خطب امرأة ثم أنفق عليها نفقة ليتزوجها فله الرجوع بما أنفقه على من
دفعه له ،سواء أ كان مأكال أم مشربا أم حلوى أم حليا ،وسواء رجع هو أم مجيبه ،أم مات
أحدهما؛ ألنه إنما أنفقه ألجل تزوجها فيرجع به إن بقي وببدله إن تلف".2
ولو كان ذلك بقصد الهدية ال ألجل تزوجه بها لم يختلف في عدم الرجوع.
وقالوا" :لو دفع الخاطب بنفسه أو وكيله أو وليه شيئا من مأكول ،أو مشروب ،أو ملبوس
لمخطوبته أو وليها ،ثم حصل إعراض من الجانبين أو من أحدهما ،أو موت لهما ،أو ألحدهما
1صاحل عبد إلسميع إلآيب إلزهري ،جوإهر إللكيل ج 1ص ،176بدون طبعة وبدون دإر إلنرش (نسخة إلكرتونية)
2محمد بن أيب إلعباس أمحد بن محزة شهاب إدلين إلرميل مشس إدلين 1004ه إملعروف ابمجلل ،فتوحات إلوهاب بتوضيح
رشح مهنج إلطالب ،دإر إلفكر ،ج 2ص .276
54
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
رجع الدافع أو وارثه بجميع ما دفعه إن كان قبل العقد مطلقا ،وكذا بعده إن طلق قبل الدخول
أو مات ،ال إن ماتت هي ،وال رجوع بعد الدخول مطلقا".1
وما قبضه بعض أقارب المرأة كالذي يسمونه مأكله بسبب نكاح ،فحكمه كمهر فيما يقرره
ويسقطه وينصفه ،ويكون لها وال يملك الولي منه شيئا إال أن تهبه له بشرطه إال األب فله أن
يأخذ .ومحل كون حكم المجعول مأكله كمهر حيث قبضه أولياء المرأة ،أما قبل القبض
فللخاطب الرجوع بما شرطه لهم؛ ألنه تبرع لم يقبض فكان له الرجوع به.
ولو اتفق الخاطب مع المرأة ووليها على النكاح من غير عقد فأعطى الخاطب أباها ألجل ذلك
شيئا من غير صداق فماتت قبل العقد لم يرجع به -قاله ابن تيمية رحمه هللا -ألن عدم
التمام ليس من جهتهم ،وعلى قياس ذلك لو مات الخاطب ال رجوع لورثته.
وترد الهدية على الزوج في كل فرقة اختيارية مسقطة للمهر كفسخ الزوجة العقد لفقد كفاءة
أو لعيب في الزوج ،ونحوه قبل الدخول لداللة الحال أنه بشرط بقاء العقد ،فإذا زال ملك الرجوع،
كهبة الثواب.4
قال صاحب مطالب أولي النهى" :ويتجه أن ما كان من هدية أهداها الخاطب بعد العقد فهو
الذي يرد بحصول الفرقة ،أما ما كان قد أهدي قبل العقد فال يرد؛ ألنه تقرر بالعقد .وتثبت
الهدية للزوجة مع فسخ للنكاح مقرر الصداق أو لنصفه فال رجوع له؛ ألن زوال العقد ليس من
قبلها".1
وقيل بأنها في حكم الهبة فال يجوز الرجوع فيها ،وأما الهدايا إذا تمت الموافقة على الزواج،
وحصل الزواج بشروطه؛ فحكمها حكم الهبة ،والصحيح أن الهبة ال يجوز الرجوع فيها إذا كانت
تبرعا محضا ،ال ألجل العوض؛ ألن الموهوب له حين قبض العين الموهوبة دخلت في ملكه،
وجاز له التصرف فيها؛ فرجوع الواهب فيها انتزاع لملكه منه بغير رضاه ،وهذا باطل شرعا
وعقال[ .وهللا تعالى أعلم].
عن ابن عمر رضي هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال" :ال يحل ألحد أن يعطي
عطية فيرجع فيها ،إال الوالد فيما يعطي ولده" .2والعرف عندنا أي ما عليه الناس اآلن
التفصيل ،إن حصل الرجوع من المخطوبة وأهلها رجعت الهدايا ،وإال فال.
أوال :قد حفظ المشرع للخاطب كما للمخطوبة حق العدول عن الخطبة متى شاءا ،جاء في
المادة" :6يعتبر الطرفان في فترة خطبة إلى حين االشهاد على عقد الزواج ،ولكل من الطرفين
2مصطف بن سعد بن عبده إلس يوطي1243 ،هـ" ،أويل إلهنىي يف رشح غاية إملنهتى " :إملكتب إلساليم ،إلطبعة إلثانية،
س نة ،1994 – 1415ج ،5ص.215
3حسني بن عودة إلعوإيشة" ،إملوسوعة إلفقهية إمليرسة يف فقه إلكتاب وإلس نة إملطهرة" :دإر إلصديق -مؤسسة إلراين،
إلطبعة إلثانية1423 ،ه2002/م ج ،5ص.40
56
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
العدول عنها" .1يفهم منه أن الخطبة ليس عقدا ملزما بل هو مجرد تواعد على الزواج بنية
التعارف ،قد ينجح هذا التعارف ،وقد ال ،فإن نجح وارتضى الطرفان أنجزا وعدهما ،وإن لم
ينجحا لهما الحق في العدول والفسخ ،كأن يظهر ألحد الطرفين أن هذا المشروع لن يكلل
بالنجاح فله حق الفسخ حينها ،فالخطبة ال تتمتع شرعا وال قانونا بأية قوة إلزامية ،بل هي
ليست عقدا حتى تكون ملزمة.
ثانيا :كما مر معنا هذا العدول تترتب عليه أمور منها بقاء هدايا عند الطرفين من بعضهما
فما مصيرها ،يحدد المشرع المغربي مصيرها في المادة " :8لكل من الخاطب والمخطوبة أن
يسترد ما قدمه من هدايا ،ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبله" .2وهذا على خالف الفقهاء
فيها ،فالمشرع المغربي رأى في المسألة رأي المالكية فيه ،وقد قال عنه عبد هللا بن طاهر :هو
أقرب في المسألة للحق ،وبمثل هذا نصت المدونة الشخصية الملغاة في فصلها الثالث" :لكل
من الخاطب والمخطوبة العدول عن الخطبة.
للخاطب أن يسترد الهدايا إال إذا كان العدول من قبله" .3ويسترد المهر سواء كان العدول
منه أو من المخطوبة ،ويقول الشافعي في شرحه ،إذا كام ما دفعه _ الخاطب _ ما يزال قائما
استرده بذاته ،وإن هلك أو استهلك ،رد مثله إن كان مثليا أو قيمته إن كان قيميا ،ألن الصداق
ال يستحق إال بالزواج وال يجوز للمرأة المخطوبة أن تحتفظ به طالما الزواج لم ينعقد بعد ،4وقد
صرحت مدونة األسرة بهذا" :إذا قدم الخاطب الصداق أو جزءا منه ،وحدث عدول عن الخطبة
أو مات أحد الطرفين أثناءها ،فللخاطب استرداد ما سلم بعينه إن كان قائما ،وإال فمثله أو
قيمته يوم تسلمه".5
.2إلتعويض عن إلرضر:
1عبد هللا بن إلطاهر إلثناين إلسويس" ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته" – إلكتاب إلول -كتاب إلزوإج:
ص.48
2إملرجع إلسابق ص.54:
1منقول من موقع دروس يف إلقانونhttps://www.coursdroitarab.com/2016/11/blog-post_29.html:
4محمد إلشافعي ،رشح مدونة إلرسة ،ص28
5مدونة إلرسة إملادة 9
57
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
كثيرا ما يصاحب عدول أحد الخطيبين عن الخطبة خيبة أمل لدى الطرف اآلخر ،وقد يلحق به
ضرر ماديا كان أو معنويا.
لم يتعرض الفقه اإلسالمي بالتحديد لحالة الضرر الناتج عن العدول عن الخطبة ،حيث يرجع
األمر الى بعض الظروف والمالبسات التي لم تكن في وقتنا الحاضر من بينها أن الحياة االجتماعية
في البلدان اإلسالمية لم يكن من شأنها في العصور الماضية أن تترك مجاال لإلضرار بالمخطوبة
عند العدول عن الخطبة ألن الزواج كان ينعقد فورا بعد الخطبة.
وعلى عكس ما كان عليه الحال في مدونة األحول الشخصية التي لم يتعرض المشرع المغربي
إلى امكانية رفع دعوى التعويض من الطرف المتضرر تاركا بدلك المجال لآلراء الفقيهة ،على
عكس ما جاءت به مقتضيات مدونة األسرة التي حسمت في األمر في المادة " 7مجرد العدول
عن الخطبة ال يترتب عنه تعويض ،غير أنه إذا صدر عن أحد الطرفين فعل سبب ضررا لآلخر،
يمكن للمتضرر المطالبة بالتعويض".
فقد يحمل الخاطب خطيبته على االستقالة من عملها ،أو االنقطاع عن الدراسة ،ثم يفسخ
الخطبة دون سبب ،أو أن تحمل المخطوبة خطيبها على تغيير مهنته أو إنفاق عدة مصاريف
لكراء أو تأثيث شقة ،ثم تتراجع دون أي سبب عن الخطبة .وبالتالي وجب تطبيق مقتضيات
المسؤولية المدنية المنصوص عليها في الفصلين 77و 78من قانون االلتزامات والعقود ،عملت
به محكمة االستئناف بالحسيمة.1
1حمك إحملمكة الابتدإئية ابحلس مية رمق 195 :إلصادر بتارخي 22/03/2007يف إمللف عدد536/2006 :
"حيث إن إملدعية هتدف من طلهبا إحلمك عىل إملدع عليه بأدإئه لها تعويضا مدنيا قدره ثالمثائة ألف درمه ،عن إلرضر
إحلاصل لها بسبب إلتغرير هبا وعدوهل عن إلزوإج بعد إلذن هل ابلزوإج هبا ،وحتميهل إلصائر يف إلقىص.
وحيث إنه مبقتىض إملادة 7من مدونة إلرسة فانه يف حاةل ما إذإ صدر عن أحد إلطرفني فعل سبب رضرإ للآخر ،ميكن
للمترضر إملطالبة ابلتعويض.
وحيث تبني للمحمكة من خالل إطالعها عىل واثئق إمللف ،أن إملدعية تطالب ابلتعويض عن فعل إلتغرير إذلي إرتكبه
إملدع عليه إذلي مارس إجلنس معها مبزنلها كام هو اثبت ابقرإرها.
وحيث إن إلقول بتغرير إملدع عليه للمدعية قصد ممارسة إجلنس معها ل ميكن الاس تاكنة إليه ،عىل إعتبار أن إملدعية
تبلغ من إلسن ما يسمح معه بتدبري أمورها جيدإ وتقدر أفعالها بلك دقة ،خصوصا وأهنا متعلمة ومربية أطفال تعي جيدإ
أن إلفعال إليت قامت هبا خمالفة للرشع وللعرف وإلتقاليد وللقانون إذلي ل يبيح إلعالقة إجلنس ية بني إخلطبة وع ابلزوإج
58
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وقدد نصت مدونة األسرة على أسباب ثبوت النسب في المادة ،2152فإذا أقر األب وأقرت األم
أيضا بذلك وهو المسمى عند الفقهاء باالستلحاق 3عند الفقهاء ،وبذلك يكون النسب صحيحا،
يقول اإلمام الشافعي" :يجوز أن يستلحق الوارث نسبا لمورثه بشرط أن يكون حائزا لإلرث أو
يستلحقه كل الورثة وبشرط أن يمكن كون المستلحق ولدا للميت وبشرط أال يكون معروف
النسب من غيره وبشرط أن يصدقه المستلحق ان كان عاقال بالغا.4
وليست إلطرفني إل يف نطاقها إلرشعي ،خصوصا وأن بزوإج ،وابلتايل يكون إخلطيبان قد إستسلام معا للرغبة إجلنس ية،
ورضيت إملدعية بذكل بدون إكرإه ،فانه ل موجب لي تعويض ل لرضر مادي أو معنوي وحيث إنه وبناء عىل ما ذكر
أعاله يكون طلب إملدعية غري مرتكز عىل أساس قانوين سلمي ويتعني إلترصحي برفضه .
وحيث أن خارس إدلعوى يتحمل مصاريفها.
1إملادة :156إذإ متت إخلطوبة ،وحصل إلجياب وإلقبول وحالت ظروف قاهرة دون توثيق عقد إلزوإج وظهر محل
ابخملطوبة ،ينسب للخاطب للش هبة ...
2إملادة :152أس باب حلوق إلنسب
.1إلفرإش
.2إلقرإر
.3إلش هبة
3أابح إلسالم الاس تلحاق وحرم إلتبين ،والاس تلحاق أن يظن إملس تلحق ظنا قواي بأن فالن ودله ،حفينئذ حيق هل
إس تلحاقه به ويثبت نس به منه.
4حميي إدلين أبو زكراي إلنووي ،إملهناج رشح حصيح مسمل بن إحلجاج ،دإر إحياء إلرتإث إلعريب ،إلطبعة إلثانية ،ج10
ص.39
59
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ومنه ،فالحمل الناتج عن الوطء بشبهة يوجب إلحاق النسب وهذا ما قررته مدونة األسرة في
المادة ،1155وهذا بعد توفر الشروط التي وضعتها المدونة في المادة ،2156ومنه يمكن أن
نطرح تساؤال عن مستند مدونة األسرة في إثبات النسب الناتج عن الخطبة من الشرع.
֍مستند المدونة
اهتم اإلسالم بالطفولة مند لحظة الوالدة -بل وقبلها -وذلك ألن األوالد نعمة عظيمة وجليلة من
هللا الولد غير الشرعي يقطع نسبه ،ومن ذلك الفقه المالكي والشافعي والحنبلي والظاهري،3
فإذا كان النظر محدودا وبشروط ،وكانت الخلوة المنفردة محرمة نظرا لطبيعة العالقة التي تربط
الخاطب بالمخطوبة ،والتي تسري عليها أحكام عالقة األجنبي باألجنبية ،وأي معاشرة أو مباشرة
بينهما تعتبر غير شرعية ،وال يترتب عليها أي لحوق.4
يقول األستاذ إبراهيم بحماني ،معلقا على مضمون المادتين 6و 7من مدونة األسرة" :ويفهم
من هاتين المادتين أن الخطبة ليست زواجا وهو ما نصت عليه سابقا مدونة األحوال الشخصية
في الفصل ،2ولكن هذه العبارة حذفت في مدونة األسرة ،ورغم حذفها فإن المشرع لم يبح
للخطيبين االتصال جنسيا ببعضهما قبل عقد الزواج ،ألن االتصال قبل العقد يعتبر زنا من
الناحية الشرعية"5؟
لم تتطرق مدونة األحوال الشخصية الملغاة إلى مسألة تنظيم الحمل الناتج عن الخطبة متأثرة
بذلك بالفقه اإلسالمي ،ويتجلى هذا من خالل ما نصت عليه في المادة ،63وعلى هذا سار القضاء
" 1يثبت إلنسب إلناجت عن إلش هبة جبميع إلوسائل إملقررة رشعا".
2إملادة :156إذإ متت إخلطوبة ،وحصل إلجياب وإلقبول وحالت ظروف قاهرة دون توثيق عقد إلزوإج وظهر محل
ابخملطوبة ،ينسب للخاطب للش هبة إذإ توفرت إلرشوط إلتالية:
أ -إذإ إش هترت إخلطبة بني أرستهيام ووإفق ويل إلزوجة علهيا عند الاقتضاء.
ب -إذإ تبني أن إخملطوبة محلت أثناء إخلطبة.
ت -إذإ أقر إخلطيبان أن إمحلل مهنام.
3عيل بن أمحد بن سعيد بن حزم إلندليس إلقرطيب إلظاهري (إملتوىف456 :هـ) إحملىل ابلآاثر ،مطبعة دإر إلفكر ،ص
393:
4محمد بن أمحد إحلضييك ،طبقات إحلضييك1189 ،ه1775 ،م ،حتقيق محمد أمزكو ،ص40/41 :
5إبرإهمي حبامين“ من أمه قرإرإت إجمللس إلعىل يف تطبيق مدونة إلرسة بشأن إخلطبة” ،عرض مقدم للندوة إجلهوية إلثانية
لذلكرى إمخلس ينية لنشاء إجمللس إلعىل إملقامة مبدينة مكناس ،مارس 2007ص 51
6إملادة :3
-2إذإ حتقق إنعقاد إلزوجية لزم إلطرفني أحاكهما إلرشعية إملرتتبة عليه حني إنعقاده.
60
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
المغربي وفي هذا ضياع لحق الطفل في لحوقه بنسب والده ،وعلى هذا سار القضاء إلى غاية
تطبيق مدونة األسرة سنة ،2004فهذه األخيرة راعت مصلحة الطفل الفضلى بشكل إيجابي،
ويتضح ذلك في المادة 156كمت سبق وبينا ،ومن المالحظ أنه وإن كانت المدونة قد نصت
على إثبات لحوق النسب الناتج عن الخطبة ووضعت شروطا لذلك" ،وهذه الشروط تخضع
لمعاينة بمقرر قضائي قابل للطعن من األطراف ،أما إذا أنكر الخاطب أن الحمل منه ففي هذه
الحالة ولكي يثبت النسب البد من إثباته بجميع الوسائل الشرعية (الفراش ،1القيافة )...2التي
ُتكون عقيدة القاضي في إقرار النسب من عدمه بما في ذلك اللجوء للخبرة العلمية ،ADN3ومنه
يتبين لنا أن مدونة األسرة وضعت لرفع الحرج في حاالت قد ينعقد فيها العقد بتحقق أركانه
وشروطه ويتأخر أو يتعذر توثيقه لظروف قاهرة حالت دون ذلك ،4وكل هذا بغية تحقيق مصلحة
الطفل الفضلى
خالصة:
إن الزواج آية تدل على عظمة مشرعه ،نظمه فأحكم تنظيمه ،ومهد له بمقدمة شرعية تحفظ
للطرفين حقوقا وتحميهما من الغرر واإلضرار ،مقدمة الخطبة أو إظهار الرغبة في الزواج ،وكانت
من الضروريات التي جاء بها اإلسالم مراعيا لها ،وراسما طريق السلوك فيها ،بقواعد حاكمة،
وضوابط مدبرة مديرة ،تشمل واقع األحداث رغم امتدادها ،ونوازل األحكام رغم تجددها ،وكان
أمر الخطبة في الشرع توطئة ألوثق آصرة ،وأمثل عالقة ،أال وهي الزواج ،فجاء الفقه مفصال
لشتات أمورها ،ومبينا لجوامع األحكام فيها ،إال أنه استجد في األمر نوازل جديدة ،شاع انتشارها
واستفحل أثرها ،فتصدى لها العلماء الربانيون في فتاويهم ،وأهل القانون في تقنيناتهم
وبحوثهم.
62
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الزواج
63
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الزواج ميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة واأللفة بين الطرفين ،فهو المؤسسة الوحيدة
التي تحقق الهدف األساسي من خلق اإلنسان وهو االستخالف ،وقد أحكم الشارع تنظيمه
ووضع له مجموعة من الشروط واألركان ،فما مفهوم الزواج في الشريعة ومدونة األسرة؟ وما
حكمه ومشروعيته؟ وما هي أركانه وشروطه؟ وما هي اآلثار المترتبة عنه؟
ولإلجابة على هذه اإلشكاليات قسمت هذا الفصل إلى أربع مباحث:
مفهوم الزواج ومشروعيته وحكمه وهو المبحث األول (تحته مطلبين) ،أما المبحث الثاني:
فتطرقت فيه إلى أركان الزواج (تحته ثالثة مطالب) ،وانتقلت للحديث عن شروط صحة عقد
الزواج في مدونة األسرة من خالل المبحث الثالث (تحته ست مطالب) ،ثم آثار الزواج وهو
المبحث الرابع (وتحته مطلبين).
أي قرناهم معا الرجل والمرأة ،ويطلق لفظ الزواج على النكاح قال هللا تعالى ﴿ :
1مجمع إللغة إلعربية ابلقاهرة (إبرإهمي مصطف /أمحد إلزايت /حامد عبد إلقادر /محمد إلنجار) ،إملعجم إلوس يط ،إلنارش:
دإر إدلعوة ،ج ،1ص407
2محمد بن إحلسن بن دريد إلزدي أبو بكر 321هـ ،مجهرة إللغة ،إحملقق :رمزي منري بعلبيك إلنارش :دإر إلعمل للماليني -
بريوت إلطبعة :إلوىل1987 ،م ،ج ،1ص .408
3إبن منظور ،لسان إلعرب مرجع سابق :ص292-291
[ 4سورة إدلخان ،إلآية]51 :
64
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
،1﴾ أي أنكاحناك إياها .2ويقال نكحتها ونكحت هي :أي تزوجت ،وأنكحته:
كما يطلق النكاح في اللغة على العقد ويأتي بمعنى الوطن قال األزهري" :وأصل النكاح في كالم
العرب :الوطء ،وقيل التزويج :ألنه سبب الوطء.4
وهو رأي الحنفية وقول عند الشافعية" ،5فمتى ورد النكاح في الشرع يراد به الوطء قال الرسول
صلى هللا
عليه وسلم" :ولدت من نكاح" .6أي من وطء حالل .وقال عليه الصالة والسالم فما يحل للرجل
من امرأته وهي حائض(( :أصنعوأ كل شيء أال ألنكاح))،7
وهو رأي الحنابلة والراجح عند الشافعة والمالكية 8لكثرة وروده بمعنى العقد في الكتاب والسنة:
قال تعالى:
(فإن طلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) البقرة ،230وقد وضح الرسول صلى
هللا عليه وسلم أن مراد هللا عز وجل بلفظ النكاح هنا الوطء ال العقد ،ولصحة نفيه عن الوطء
يقال في الزنا سفاح ال نكاح ،وصحة النفي دليل على أن النكاح مجاز في الوطء حقيقة في العقد.1
الوجه الثالث :النكاح مشترك لفظي بين العقد والوطء :وهو قول عند الشافعية.2
وتظهر فائدة الخالف بين الفقهاء؛ فيمن زنا بامرأة فإنها تحرم على والده وولده عند القائلين بأنه
حقيقة في الوطء مجاز في العقد كالحنفية ،وال تحرم عليهما عند القائلين بأنه حقيقة في العقد
مجاز في الوطء كالشافعية والحنابلة والمالكية.
كما تظهر فيمن علق طالق زوجته على نكاح أخرى ،فإنها تطلق بمجرد العقد على الثانية عند
الشافعية إال إذا نوى بلفظ النكاح الوطء ،وال تمام عند الحنفية إال بالوطء.3
.2إلزوإج إصطالحا:
لتحديد مفهوم الزواج في االصطالح البد أن نقف على تعريف الفقهاء له.
ومعنى وروده :أي أنه عقد يفيد حكمه بحسب وضع الشارع ال وضع المتعاقدين وقولهم
"قصدا" خرج به ما يفيد ملك المتعة ضمنا كما لو اشترى جارية وللتسري بأن عقد نكاحها يفيد
1محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين إلشافعي (إملتوىف977 :هـ) ،مغين إحملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ إملهناج ،إلنارش :دإر
إلكتب إلعلمية إلطبعة :إلوىل1415 ،هـ 1994 -م ،ج ،3ص.123
2حميي إدلين أبو زكراي إلنووي ،إملهناج رشح حصيح مسمل بن إحلجاج ،مرجع سابق ،ج ،5ص.188
3زين إدلين بن إبرإهمي بن محمد ،إملعروف اببن جنمي إملرصي (إملتوىف970 :هـ) ،إلبحر إلرإئق رشح كزن إدلقائق ،إلنارش:
دإر إلكتاب إلساليم إلطبعة :إلثانية ،ج ،3ص..82
4عبد هللا بن أمحد بن محمود حافظ إدلين إلنسفي 710هـ" ،كزن إدلقائق" :حتقيق أ.د .سائد بكدإش ،دإر إلبشائر
إلسالمية ،إلطبعة إلوىل 1432هـ2001 /م ،ج ،1ص.251
66
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
حل وطئها ضمنا وهو ليس عقد نكاح ،1فتمليك المتعة ال يتأتى إال بعقد النكاح الذي هو ما
االختصاص.
"عقد لحل تمتع بأنثى غير محرم أو مجوسية وأمة كتابية بصيغة لقادر محتاج أو راج نسال".2
ومن أشهر تعريفات فقهاء المالكية وهو األكثر اعتمادا ،تعريف ابن عرفة ،وهو" :النكاح عقد على
مجرد متعة التلذذ بآدمية غير موجب قيمتها ببينة قبله ،غير عالم عاقدها حرمتها إن حرمها
الكتاب على الجمهور أو االجماع على اآلخر".3
فقوله:
مجرد متعة التلذذ بآدمية :أي التمتع بأنثى من بني آدم ،فيخرج عن هذا الكالم التمتع والتلذذ
بكائن حي آخر غير آدمي ،ويخرج كذلك الزواج من نفس الجنس أو التلذذ بشيء مادي كالطعام.
غير موجب قيمتها :خرج بهذا الكالم تحليل األمة إذا وقع ببينة ،ويقصد بذلك ما ملكت األيمان
من اإليماء إذ أن األمة آدمية يتلذذ بها بدفع قيمتها بعقد بيع.
ببينة قبله :البينة ما يوجبه النكاح من إشهاد وإعالن وخرج بذلك عن هذا المفهوم الزنا.
غير عالم عاقدها حرمتها :خرج بهذا القيد العقد على امرأة محرمة بالكتاب كاألم واألخت والعمة
والخالة ...
1زين إدلين بن إبرإهمي بن محمد ،إملعروف اببن جنمي إملرصي (إملتوىف970 :هـ) ،إلبحر إلرإئق رشح كزن إدلقائق ،مرجع
سابق ،ج ،3ص.82
2محمد أبو عبد هللا إلنصاري إلرصاع ،رشح حدود إبن عرفة إملوسوم ب "إلهدإية إلاكفية لبيان حقائق إلمام إبن عرفة
إلوإفية" :حتقيق محمد أبو إلجفان وإلطاهر إملعموري ،دإر إلغرب إلساليم ،بريوت -لبنان ،إلطبعة إلوىل 1993م ،ج،1
ص205
3محمد أبو عبد هللا إلنصاري إلرصاع ،رشح حدود إبن عرفة إملوسوم ب "إلهدإية إلاكفية لبيان حقائق إلمام إبن عرفة
إلوإفية" :إملرجع إلسابق نفس إلصفحة.
67
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
"عقد التزويج ،فعند إطالق لفظه ينصرف إليه ما لم يصرفه عنه دليل".3
وقد عرفت مدونة األسرة في مادتها 4الزواج بأنه" :ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة
على وجه الدوام ،غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين طبقا ألحكام
هذه المدونة" ،ويالحظ أن هذا التعريف امتاز بمجموعة من الخصائص على تعريف مدونة
األحوال الشخصية الملغاة.
وهذه الخصائص:4
1محمد أبو عبد هللا إلنصاري إلرصاع" ،إلهدإية إلاكفية لبيان حقائق إلمام إبن عرفة إلوإفية" :مرجع سابق ج ،3ص236
وما بعدها.
2محمد بن أيب إلعباس أمحد بن محزة شهاب إدلين إلرميل (إملتوىف1004 :هـ) ،هناية إحملتاج إىل رشح إملهناج :إلنارش :دإر
إلفكر ،بريوت إلطبعة :إلطبعة إلخرية 1404 -هـ1984/م ،ج ،6ص.176
3عبد هللا بن أمحد بن محمد بن قدإمة أبو محمد موفق إدلين إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل ،إلشهري اببن قدإمة
إملقديس (إملتوىف620 :هـ) ،كتاب "إملغين" :مرجع سابق ،ج ،7ص.333
4إدلكتور عبد إلرحمي إلمني ،دروس يف قانون إلرسة ،ص.9
68
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
✓ الزواج ميثاق على وجه الدوام ،وهذا يدل على رفض أي عالقة زوجية مؤقتة.
✓ غاية الزواج اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة ،وليس غايته الشهوة والغريزة فقط.
في الزواج يتضمن خمس خصال" :يعرف الطرف ،ويحصن الفرج ،ويكثر النسل ،ويبقي
الذكر ،واألجر" .1وقال ابن رشد في بيان عظمة الزواج ومقصد الشارع منه " :فالنكاح الذي
هو الغشيان جبل هللا الخلق عليه بما ركب فيهم من الشهوات ليكون به من نسل حتى
يكمل ما قدره من الخلق". 2
✓ القانون المطبق على مؤسسة الزواج هو مدونة األسرة ،وتحيل هذه المدونة على
المذهب المالكي ،واالجتهاد في إطاره في كل ما لم يرد فيه نص في المدونة.3
قوله عز وجل ﴿ :
. 4﴾
وجه الداللة :في هذه اآلية توجيه من هللا عز وجل للناس بالزواج الطيب وفق طاقة اإلنسان
المادية والمعنوية.
1عيل بن محمد إلربعي ،أبو إحلسن ،إملعروف ابللخمي (إملتوىف 478 :هـ) ،إلتبرصة للخمي ،درإسة وحتقيق :إدلكتور أمحد
عبد إلكرمي جنيب إلنارش :وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية ،قطر إلطبعة :إلوىل 1432 ،هـ 2011 -م ،ج،4
ص.1777
2محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب أبو إلوليد (إملتوىف520 :هـ) ،إملقدمات إملمهدإت ،حتقيق :إدلكتور محمد جحي إلنارش :دإر
إلغرب إلساليم ،بريوت -لبنان إلطبعة :إلوىل 1408 ،هـ 1988 -م ،ج ،1ص.452
( 3مدونة إلرسة إملادة .400
[ 4سورة إلنساء ،إلآية]3 :
69
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وجه الداللة :اآلية واضحة الداللة في الحث على الزواج بما فيه من استقرار وطمأنينة.
وقوله تعالى ﴿ :
.3﴾
وجه الداللة :امتن هللا عز وجل على عباده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجا ورزقهم من أزواجهم
بنين وحفدة مما يدل على مشروعية الزواج.
من السنة:
عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم(( :يا معشر
ألشباب من أستطاع منكم ألباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء)). 4
وجه الداللة :يحث الحديث الشريف الشباب القادر على مؤنة النكاح على الزواج ،وخص الشباب
بالخطاب ألن الغالب وجود الداعي فيهم إلى النكاح بخالف الشيوخ ،وإن كان المعنى معتبرا إذا
وجد السبب في الشيوخ والكهول أيضا.
عن سعد بن أبي وقاص قال(( :رد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على عثمان بن مظعون ألتبتل ولو
أذن له لختصينا)).5
وجه الداللة :الحديث صريح الداللة في النهي عن التبتل واالنقطاع والعبادة ،وأنه مناف لفطرة
اإلنسان ومغاير لدينه.
من االجماع:
انعقد إجماع األمة على مشروعية النكاح حيث جاء في المغني قوله" :وأجمع المسلمون على
أن النكاح مشروع".1
من المعقول:
شرع الزواج منذ عهد آدم عليه السالم لقوله تعالى ﴿ :
.2﴾
.2حمك إلزوإج:
يختلف حكم الزواج باختالف حاالت الناس ،فهناك من الناس من تاقت نفسه للزواج لكن ال
يميل إلى النساء وهناك من يميل إليهن لكن نفسه ال تتوق إلى الزواج ،ولهذا قال الفقهاء بأن
النكاح تعتريه األحكام الخمسة :يقول ابن رشد في بيان حكم النكاح" :فأما حكم النكاح فقال
قوم :هو مندوب إليه ،وهم الجمهور ،وقال أهل الظاهر :هو واجب ،وقالت المتأخرة من المالكية:
هو في حق بعض الناس واجب ،وفي حق بعضهم مندوب إليه ،وفي حق بعضهم مباح ،وذلك
بحسب ما يخاف على نفسه العنت ...فأما من قال :أنه في حق بعض الناس واجب ،وفي حق
بعضهم مندوب إليه ،وفي حق بعضهم مباح ،فهو التفات إلى المصلحة ،3وجاء في القوانين الفقهية
في مزيد بيان حكم النكاح قوله" :والنكاح على التفصيل ينقسم خمسه أقسام واجب ،وهو لمن
قدر عليه بالمال وخاف على نفسه الزنا ،ومستحب لمن قدر عليه ولم يخف على نفسه الزنا،
1عبد هللا بن أمحد بن محمد بن قدإمة أبو محمد موفق إدلين إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل ،إلشهري اببن قدإمة
إملقديس (إملتوىف620 :هـ) ،كتاب "إملغين" :مرجع سابق ،ج ،7ص.334
[ 2سورة إلنساء ،إلآية]1 :
3محمد بن أمحد إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج ،3ص.31
71
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وحرام هو لمن لم يقدر ولم يخف ،ومكروه هو لمن لم يخف الزنا وخاف أن ال يقوم بحقوقه،
ومباح هو ما عدا ذلك".1
تطلق مادة (عقد) في لسان العرب على معان كثيره قال ابن منظور[ :العقد نقيض الحل وعقد
يعقد عقدا وتعاقدا وعقده] .ثم قال واعتقده كعقده وقال العقدة حجم العقد ،والجمع عقد،
خيوط معقدة شدد للكثرة ويقال عقدت الحبل فهو معقود ،وكذلك العهد ،ومنه عقد النكاح
2
والجمع أعقاد وعقود وعقد.
من يطلع على الكتب الفقهية يجد ان للعقد عند الفقهاء معنيان ،معنى عام وآخر خاص.
هو كل تصرف ينشئ عنه حكم شرعي وهذا ظاهر في كتب المالكية والشافعية والحنابلة أ كثر
3
من كتب الحنفية.
4
والعقد بالمعنى العام ينظم جميع االلتزامات الشرعية وهو بهذا المعنى يرادف كلمة االلتزام،
1محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا ،إبن جزي إللكيب إلغرانطي أبو إلقامس (إملتوىف741 :هـ) ،إلقوإنني إلفقهية ،ص.130
بترصف.
2محمد بن مكرم إبن منظور ،لسان إلعرب ج 3ص 296وما بعدها.
3فتح إلقدير ج 5ص 4
4وهبة إلزحييل إلفقه إلساليم وأدلته :ج 4ص 80
72
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
المعنى الخاص:
1
"تعلق كالم أحد العاقدين باآلخر شرعا على وجه يظهر أثره في المحل"
الركن :ركن إلى الشيء و ركن يركن ويركن ركنا وركونا فيهما و ركرانة أي مال إليه وسكن و قال
بعضهم ركن يركن بفتح الكاف من الماضي و اآلتي و هو نادر ،وركن الشيء :جانبه األقوى،
والركن :الناحية القوية وما تقوى به من ملك وجند وغيره والجمع أركان أو أركن ،وركن اإلنسان
2
قوته وشدته ،وكذلك ركن الجبل أو القصر هو جانبه وركن الرجل قومه وعدده ومادته.
3
عند الحنفية :الركن ما كان جزء الماهية وان لزم هنا أن يكون فرضا.
عند الجمهور :ما به قوام الشيء ووجوده ال يتحقق إال به ،أو ما ال بد منه ،وبعبارتهم الشهيرة ،هو
ما ال توجد الماهية الشرعية إال به ،4أو ما تتوقف عليه حقيقة الشيء سواء أ كان جزءا منه أو
خارجا عنه.5
َّاس بَ ْي َن ُه ْمَ .وأ َ ْش َر َط َطائِ َف ًة مِ ْن إِبِلِ ِه َو َغ َنمِ هَِ :ع َزلَ َها اط :ا ْل َع َال َم ُة الَّتِي َي ْ
ج َع ُل َها الن ُ اط َهاَ .و ِاال ْش ِت َر ُ أ َ ْش َر ُ
َوأ َ ْعلَ َم أ َن َّ َها لِ ْل َب ْيع.1
عند األحناف :الشرط ما يتوقف عليه وجود الشيء ولم يكن داخال فيه ،وقيل يلزم من انتقائه
وانتقاء المشروط ،وقال السرخسي في "اصوله" الحكم يضاف الى الشرط وجودا عنده ال به.2
عند الجمهور :هو ما يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته وال يشتمل
3
على شيء من المناسبة في ذاته بل في غيره.
فعلى هذا كل ركن شرط يعني يلزم من وجوده (الركن) وجود الشرط وال يلزم من انتقاء الركن
وجود الشرط وال يلزم من إنتقاء الركن انتقاء الشرط ،وكذا يلزم من وجود العام ووجود الخاص
وال يلزم من عدم العام وعدم الخاص واألعم واألخص عدم على العكس يلزم من عدم األعم
وعدم األخص.4
يتفق الركن والشرط في أن كال منهما يتوقف عليه وجود الشيء إال أن الركن يتوقف عليه وجود
الشيء من عدمه بمعنى أنه إذا لم يوجد الركن لم يوجد الشيء أصال ،ألن الركن يدخل في حقيقة
الشيء ،مثال ذلك :الركوع ركن من الصالة ،اي جزء من حقيقتها فان لم يوجد الركوع ال توجد
الصالة فهي كعدمها.5
أما الشرط فيتوقف عليه وجود الشيء صحيحا ،وهذا يعني إمكانية وجود الشيء مع تخلف
شرطه ولكنه غير صحيح وذلك ألن الشرط خارج عن حقيقة هذا الشيء ،مثال :الطهارة بالنسبة
للصالة فهي شرط وليست ركنا ،أي ليست جزءا من حقيقتها وماهيتها ،وبذلك يكون الركن أصال
من اصول الشيء اما الشرط فانه يعد وصفا من أوصافه.1
فعند األحناف :إن اختل ركن من أركان العقد أدى إلى بطالن ذلك العقد ،أما إذا تخلف شرط
من شروطه أدى إلى فساده.2
أما الجمهور :فيرون بطالن العقد سواء اختل ركن من األركان أو شرط من الشروط.3
اختلف العلماء حول أركان الزواج وذلك الختالف مذاهبهم واتفقوا في بعضها فأركان الزواج عند:
و ركن واحد فقط وهو االيجاب والقبول (الصيغة) الدالة على الرضا المعبر عنه باإليجاب من أحد
العاقدين والقبول من الطرف األخر وأما عدا ذلك فهي شروط لعقد الزواج.4
المالكية :وهي أربعة أركان ولي وصداق ومحل وصيغة ،يقول شيخ خليل "وركنه ولي وصداق
ومحل وصيغة".5
1محمد مب محمد ،أيب حامد إلغزإيل 505ه ،إلوس يط يف إملذهب ،حققه وعلق عليه أيب معرو إحلسيين بن معر بن حسن،
دإر إلكتب إلعلمية ،ج ،1ص.416
2أمحد محمد إخلليفي ،عقود إلزوإج إلفاسدة يف إلسالم ،ص.29
3إملرجع إلسابق ،نفس إلصفحة
4عالء إدلين ،أبو بكر بن مسعود بن أمحد إلاكساين إحلنفي (إملتوىف587 :هـ) ،بدإئع إلضائع يف ترتيب إلرشإئع ،إلنارش:
دإر إلكتب إلعلمية إلطبعة :إلثانية1406 ،هـ 1986 -م ،ج 2ص .365
5خليل بن إحساق بن موىس ،ضياء إدلين إجلندي إملاليك إملرصي 776ه ،خمترص خليل ،دإر إحلديث – إلقاهرة ،إلطبعة
إلوىل1426 ،ه2005/م ،ص.96
6محمد بن محمد بن محمد ،أبو بكر إبن عامص إلقييس إلغرانطي 729ه ،حتفة َّ
إحلاكم يف نكت إلعقود وإلحاكم ،إحملقق :محمد
عبد إلسالم محمد ،دإر إلآفاق إلعربية ،إلقاهرة ،إلطبعة إلوىل1423 ،ه2011/م ،ص.39
75
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الشافعية :وهي خمسة أركان ،زوج وزوجة وولي وصيغة وشاهدان 1،ومن الشافعية من ال يعتبر
الشاهدين من األركان ،ومنهم اإلمام الغزالي ،505يقول "والشاهدين ليس ركنا ولكن تساهلنا
3
بتسميتها ركنا" 2وذلك بخروجهم عن الماهية.
الحنابلة :الزوجان الخاليان من الموانع ،واإليجاب والقبول ألن ماهية النكاح مركبة منهما و
4
متوقفة عليها ،و ال ينعقد النكاح إال بهما مرتين.
يقول الشيباني رحمه هللا " ومن شرائط عقد النكاح :الولي والشهود والكفاءة والخلو من الموانع
5
وأركانه :اإليجاب والقبول:
.1إلجياب وإلقبول:
أ .الصيغة:
اتفق الفقهاء عل أن النكاح ينعقد بلفظي اإلنكاح والتزوج ،وهما اللفظان الصريحان في
6
النكاح .واقتصر الشافعية والحنابلة عل ذلك فال ينعقد عندهم النكاح بغير هذين اللفظين
قالوا :ألن نص الكتاب ورد بهما وذلك في قوله تعالى ﴿
،8﴾ولم
،7﴾ وقوله تعالى ﴿ :
1محمد إلرشبيين .إخلطيب ،مغين إحملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ إملهناج ،ج 4ص 337
2محمد بن محمد إلغزإيل إلطويس أبو حامد (إملتوىف505 :هـ) ،إلوس يط يف إملذهب ،إحملقق :أمحد محمود إبرإهمي ،محمد محمد
اتمر إلنارش :دإر إلسالم -إلقاهرة إلطبعة :إلوىل1417 ،ه .إلوس يط ج 3ص 135
3محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين ،مغين إحملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ إملهناج مرجع سابق ،ج 4ص 337
4منصور بن يونس بن صالح إدلين إبن حسن بن إدريس إلهبوىت إحلنبىل (إملتوىف1051 :هـ) ،كشاف إلقناع عن منت
إلقناع ،إلنارش :دإر إلكتب إلعلمية ،ج 5ص .37
5أمحد إحملفوظ بن أمحد بن إحلسن إللكوذإين أبو إخلطاب ،إلهدإية عىل مذهب الامام أيب عبد هللا أمحد بن حنبل
إلشيباين ،حتقيق :عبد إللطيف مهمي /ماهر ايسني إلفحل ،ص 384
6محمد بن عبد إلوإحد إلس يوإيس كامل إدلين إملعروف اببن إهلامم 861ه ،فتح إلقدير ،دإر إلفكر ،ج ،3ص.193
[ 7سورة إلنساء ،إلآية]22 :
[ 8سورة إلحزإب ،إلآية]37 :
76
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
يذكر سواهما في القرآن الكريم ،فوجب الوقوف معهما تعبدا واحتياطا ).. .( .1أما الحنفية
والمالكية فقد أجازوا عقد النكاح بما يدل عليه كناية في الجملة ،وقسموا األلفاظ من حيث ما
ينعقد به النكاح منها ،وما ال ينعقد به منها إلى أربعة أقسام ،إال أن لكل مذهب اتجاهه.
قال الحنفية :كما ينعقد النكاح باللفظ الصريح وهو اإلنكاح والتزويج ينعقد بألفاظ الكناية،2
وقسموا هذه األلفاظ إلى أربعة أقسام:
القسم األول :ال خالف في االنعقاد به في المذهب ،بل الخالف من خارج المذهب ،وهو ما سوى
لفظي النكاح والتزويج ،من لفظ الهبة والصدقة والتمليك والجعل.3
القسم الثاني :وفيه خالف في المذهب ،والصحيح االنعقاد به ،وهو لفظ البيع.4
القسم الثالث :ما فيه خالف ،والصحيح عدم االنعقاد به ،وذلك لفظ اإلجارة فال ينعقد النكاح
بلفظ اإلجارة في الصحيح ،وال يصح النكاح بلفظ الوصية ،ألنها توجب الملك مضافا إلى ما بعد
الموت.5
القسم الرابع :وهو ما ال خالف في عدم االنعقاد به ،وهو لفظ اإلباحة واإلحالل واإلعارة والرهن
والتمتع ،وذلك لعدم تمليك المتعة في كل منها ،أي أن كل لفظ من هذه األلفاظ ليس بسبب
لملك المتعة.
األول :ما ينعقد به النكاح مطلقا ،سواء سمى صداقا أو ال ،وهو :أنكحت وزوجت.6
الثاني :ما ينعقد به النكاح إن سمى صداقا وإال فال ،وهو لفظ وهبت.7
1محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين مغين إحملتاج ،مرجع سابق ،ج 3ص .172
2محمود بن أمحد بن مازة أيب إملعايل/إملرغيناين إذلخرية إلربهانية ،دإر إلكتب إلعلمية ،ج 3ص207
3محمد بن عبد إلوإحد إلس يوإيس كامل إدلين إملعروف اببن إهلامم 861ه ،فتح إلقدير ،مرجع سابق ،ج ،3ص.193
4إملرجع إلسابق ،ص.194
5إملرجع إلسابق ،ج ،3ص.196
6عامثن بن معر بن أيب بكر بن يونس ،أبو معرو جامل إدلين إبن إحلاجب إلكردي إملاليك 646ه ،جامع إلهمات ،حتقيق:
أبو عبد إلرمحن إلخرض إلخرضي ،إلاميمة للطباعة وإلنرش وإلتوزيع ،إلطبعة إلثانية1421 ،ه2000/م ،ص.225
7محمود بن أمحد بن مازة أيب إملعايل/إملرغيناين إذلخرية إلربهانية ،دإر إلكتب إلعلمية ،ج 3ص208
77
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الثالث :ما فيه التردد بين انعقاد النكاح به وعدم انعقاده ،وهو كل لفظ يقتضي البقاء
الرابع :ما ال ينعقد به اتفاقا مطلقا ،وهو كل لفظ ال يقتضي البقاء مدة الحياة كالحبس واإلجارة
والعارية.2
.2إلويل
أ .تعريفه:
لغة :الولي هو الناصر ،وقيل :المتولي ألمور العالم والقائم بها( )..الوالية ،بالكسر السلطان ،و
الوالية و الوالية النصرة )...( ،والولي :ولي اليتيم الذي يلي أمره و يقوم بكفايته .وولي المرأة :الذي
يلي عقد النكاح عليها وال يدعها تستبد بعقد النكاح دونه.4
شروط صحة الوالية في النكاح خمسة ،وهي :الذكورة ،والبلوغ ،والعقل ،والحرية ،واإلسالم.1
وليست العدالة وال الرشد في المال بشرط في صحتها .فإن زوج الفاسق أو السفيه ،وهما ذوا رأي،
مضى النكاح ،وإن كان االختيار أن يكون عدال رشيدا.2
تقدم القرابة ( )...ثم الوالء ،ثم التولية ،والمقدم من األقارب اإلبن ،ثم ابنه وان سفل ،ثم األب
( )...ثم بعدهما األخ ،ثم ابنه وإن سفل ،ثم الجد .وقال المغيرة :الجد وأبوه أولى من األخ
وابنه ،ثم العم ،ثم ابنه على ترتيبهم في عصوبة اإلرث.3
والولي العصبة عل ترتيبهم في اإلرث والحجب ،ثم مولى العتاقة .ولألم وأقاربها التزويج ،ثم مولى
المواالة ،ثم القاضي.4
يقدم أبو المرأة ثم وصيه ،ثم جدها ألب وإن عال ،ثم ابنها ثم بنوه وإن نزلوا ثم أخوها ألبوين
ثم ألب ثم بنوهما كذلك ،ثم عمها ألبوين ثم ألب ثم بنوها كذلك ،ثم أقرب عصبة نسبا كاإلرث،
ثم المولى المنعم ،ثم أقرب عصبته نسبا ثم والء ثم السلطان ،فإن عضل األقرب أو لم يكن أهال،
1محمد نووي بن معر إجلاوي -محمد بن إلقامس إلغزي -أمحد بن إحلسني إلصفهاين أبو جشاع ،قوت إحلبيب إلغريب
توش يح عىل فتح إلقريب إجمليب رشح غاية إلتقريب ،حتقيق :محمد عبد إلعزيز إخلادلي ،دإر إلكتب إلعلمية ،إلطبعة إلوىل،
1418ه1998 /م ،ص.380
2أبو إلوليد محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب 520ه ،إلبيان وإلتحصيل وإلرشح وإلتوجيه وإلتعليل ملسائل إملس تخرجة،
حتقيق :د محمد جحي وأآخرون ،دإر إلغرب إلساليم ،بريوت -لبنان ،إلطبعة :إلثانية1408 ،هـ 1988/م ،ج ،5ص.108
3أبو محمد جالل إدلين عبد هللا بن جنم بن شاس بن نزإر إجلدإيم إلسعدي إملاليك 616ه ،عقد إجلوإهر إلمثينة يف
مذهب عامل إملدينة ،حتقيق :محيد بن محمد محلر ،دإر إلغرب إلساليم ،بريوت-لبنان ،إلطبعة :إلوىل1423 ،ه2003/م،
ج ،2ص.240
4عبد هللا بن محمود بن مودود إملوصيل إلبدليح 683ه ،الاختيار لتعليل إخملتار ،مطبعة إحلليب -إلقاهرة (وصورهتا دإر
إلكتب إلعلمية -بريوت ،وغريها)1356 ،ه1937،م ،ج ،3ص..95
79
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
أو غاب غيبة متقطعة ال تقطع إال بكلفة ومشقة زوج األبعد.1
ت .4.ترتيب األولياء في المذهب الشافعي:
تقدم جهة القرابة ،ثم الوالء ،ثم السلطنة .ويقدم من القرابة األب ،ثم أبوه ،إلى حيث ينتهي،
ثم األخ من األبوين ،أو من األب ،ثم ابنه وإن سفل ،ثم العم من األبوين ،أو من األب ،ثم ابنه وإن
سفل ،ثم سائر العصبات .والترتيب في التزويج ،كالترغيب في اإلرث.2
ومنه تقدم البنوة عل األبوة عند الحنفية والمالكية ،وتقدم األبوة عل البنوة عند الحنابلة ،وليس
لألبناء والية عند الشافعية.
اختلف العلماء حول ركنية الولي ،يقول ابن رشد رحمه هللا" :وسبب اختالفهم أنه لم تأت
آية وال سنة هي ظاهرة في اشتراط الوالية في النكاح ،فضال عن أن يكون في ذلك نص،
بل اآليات والسنن التي جرت العادة باالحتجاج بها عند من يشترطها هي كلها محتملة،
وكذلك اآليات والسنن التي يحتج بها من يشترط إسقاطها هي أيضا محتملة في ذلك،
واألحاديث مع كونها محتملة في ألفاظها مختلف في صحتها إال حديث ابن عباس ،وإن كان
المسقط لها ليس عليه دليل ،ألن األصل براءة الذمة" .3فانقسمت أقوالهم إلى قولين:
֍أدلتهم من القرآن:
1عبد إلكرمي بن محمد إلالمح ،إملطلع عىل دقائق زإد إملستنقع «فقه إلرسة» دإر كنوز إشبيليا للنرش وإلتوزيع ،إلرايض -
إململكة إلعربية إلسعودية ،إلطبعة :إلوىل 1431 ،ه 2010-م ،ج ،1ص.182
2حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين ،روضة إلطالبني ومعدة إملفتني676( ،ه) ،حتقيق :زهري إلشاوش ،إملكتب
إلساليم ،بريوت -دمشق -عامن ،إلطبعة :إلثالثة1412ه ،ج ،7ص59
3محمد بن أمحد بن محمد بن أمحد بن رشد أبو إلوليد إلقرطيب إلشهري اببن رشد إحلفيد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد(595ه)،
دإر إحلدث -إلقاهرة 2004- •1425 ،م ،ج ،3ص.36
80
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
• قوله تعالى ﴿ :
.1﴾
عن يونس بن عبيد عن الحسن ،في قول هللا عز وجل ﴿ :
،2﴾ قال :حدثني معقل بن يسار المزني أنها نزلت فيه قال " :كنت زوجت أختا لي من
رجل ،فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء ،فخطبها ،فقلت له :زوجتك وأفرشتك وأ كرمتك،
فطلقتها ،ثم جئت تخطبها ،ال وهللا ال تعود إليها أبدا قال :وكان رجال ال بأس به وكانت امرأته تريد
أن ترجع إليه قال :فأنزل هللا عز وجل هذه األية ،فقلت :اآلن أفعل يا رسول هللا فزوجتها إياه".3
قال ابن حجر" :هذا أصرح دليل على اعتبار الولي ،وإال لما كان لعضله معنى ،وألنها لو كان لها
أن تزوج نفسها لم تحتج إلى أخيها ،ومن كان أمره إليه ال يقال إن غيره منعه منه".4
.5﴾ وقوله تعالى ﴿ :
• قوله تعالى ﴿ :
.6﴾
ووجه االستدالل باآليتين أن هللا عز وجل خاطب بالنكاح النساء ولم يخاطب به النساء.
عن أبي موسى ،أن النبي ﷺ قال(( :ال نكاح أال بولي)).1
عن عائشة أن رسول هللا ﷺ قال(( :أيما أمرأة نكحت بغير أذن وليها فنكاحها باطل ،فنكاحها باطل،
فنكاحها باطل ،فان دخل بها فلها ألمهر بما أستحل من فرجها ،فان أشتجروأ فالسلطان ولي من ال ولي له)).2
عن أبي هريرة رضي هللا عنه ،عن النبي ﷺ أنه قال(( :ال تزوج ألمرأة ألمرأة ،وال تزوج ألمرأة نفسها،
فان ألزأنية هي ألتي تزوج نفسها)).3
فهذه األحاديث واضحة الداللة عل أنه ال يجوز النكاح إال بحضور الولي.
ث .2.القائلون بعدم ركنية الولي في النكاح :وهم أبو حنيفة وزفر والشعبي والزهري
֍ أدلتهم من القرآن:
• قوله تعالى ﴿ :
.4﴾
1سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي أبو دإود إلسجس تاين275ه ،سنن أيب دإوود ،ابب
يف إلويل ،ج ،2ص.229
2محمد بن عيىس بن سورة بن موىس بن إلضحاك ،إلرتمذي ،أبو عيىس(279ه) ،سنن إلرتمذي ،ابب ،1102ج،3
ص.399
3أمحد بن إحلسني بن عيل بن موىس إخلرس وجردي إخلرساين ،أبو بكر إلبهيقي(458ه) إلسنن إلكربى ،حتقيق محمد عبد
إلقادر عطا ،دإر إلكتب إلعلمية ،بريوت -لبنان ،إلطبعة :إلثالثة 1424 ،ه ،2003 -حدث رمق ،13634ص ج7
ص.178
محمد بن يزيد إلقزويين إبن ماجة -وماجة إمس أبيه يزيد -أبو عبد هللا 237ه ،سنن إبن ماجة ،حتقيق :حتقيق شعيب
إلرنؤوط-عادل مرشد ،محمد اكمل قره بليل ،عبد إللطيف حرز هللا ،دإر إلرساةل إلعاملية ،إلطبعة؛ إلوىل 1430،ه -
2009م ،حدث رمق ،1882ص .3/80
[ 4سورة إلبقرة ،إلآية]232 :
82
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
قوله جل وعال ﴿ :
.1﴾
وقوله تعالى ﴿ :
.2﴾
فهذه اآليات تدل عل أن هللا عز وجل أضاف إلى المرأة فعل النكاح فدل عل أنها تملك مباشرة
العقد بنفسها.
.3إحملل (إلعاقدإن)
المحل هو الزوج والزوجة الخاليان من الموانع الشرعية كاإلحرام والمرض والعدة بالنسبة
للمرأة.4
وشروطهما عدم اإلكراه ( ،)...وعدم المحرمية من نسب أو رضاع أو صهر ( ،)...وعدم اإلشكال فال
يصح نكاح الخنثى المشكل عل أنه زوج أو زوجة .وعدم اإلحرام بحج أو عمرة( .)...وشروط الزوج
اإلسالم فال يصح من كافر كتابي أو غيره .وخاو له من أربع من الزوجات فال يصح من ذي أر بع
نكاح .وشروط الزوجة :الخلو لها من زوج ( ،)...وخلو من عدة غيره ( ،)...وأن تكون غير مجوسية
( ،)...وغير أمة كتابية :فال يصح عقد على أمة كتابية لما يلزم من استرقاق ولدها لسيدها الكافر.1
.4إلشاهدإن
أ .التعريف:
الشهادة لغة :من شهد يقول ابن فارس :الشين والهاء والدال أصل يدل عل حضور وعلم
وإعالم .2والشاهد العالم الذي يبين ما علمه ،شهد شهادة ،3ومنه قوله تعالى ﴿ :
اصطالحا :عموما الشهادة هي إخبار عن ثبوت الحق للغير ،5وقيل هي إخبار بحق عليه للغير،6
فهي بذلك بمعنى اإلقرار .وقل هي قول مقبول عند القاضي يقصد به طلب حق قبل غيره،7
فهي بذلك تعادل معنى الدعوى.
فيجمع كال من اإلقرار والدعوى والشهادة أنها إخبارات ،والفرق بينها أن اإلخبار إن كان عن حق
سابق على المخبر ويقتصر حكمه عليه فإقرار ،وإن لم يقتصر :فإما أال يكون للمخبر فيه نفع،
1أمحد بن محمد إخللوإيت أبو إلعباس إلشهري ابلصاوي إملاليك 1241ه ،بلغة إلساكل لقرب إملساكل إملعروف حباش ية
إلصاوي عىل إلرشح إلصغري( ،إلرشح إلصغري هو :رشح إلش يخ إدلردير لكتابه إملسم أقرب إملساكل ملذهب إلمام ماكل)
دإر إملعارف ،ج ،2ص.375
2أمحد بن فارس بن زكرايء إلقزويين إلرإزي ،أبو إحلسني 395ه ،معجم مقاييس إللغة ،حتقيق :عبد إلسالم محمد هارون،
دإر إلفكر1399 ،ه1979/م ،ج ،3ص.221
3إبن منظور ،لسان إلعرب ،مرجع سابق ،ج ،3ص.239
[ 4سورة إملائدة ،إلآية]108 :
5محمود بن أمحد بن إحلسني إلغيتايب ،بدر إدلين إلعيين إحلنفي 855ه ،إلبناية رشح إلهدإية ،دإر إلكتب إلعلمية – بريوت
– لبنان ،إلطبعة إلوىل1420 ،ه2000/م ،ج ،9ص.428
6محمد أمني بن معر بن عبد إلعزيز عابدين ،إبن عابدين إدلمشقي إحلنفي 1252ه ،رد إحملتار عىل إدلر إخملتار ،دإر إلفكر
– بريوت ،إلطبعة إلثانية1412 ،ه1992/م ،ج ،5ص.588
7إملرجع إلسابق ،ج ،5ص.541
84
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وإنما هو إخبار عن حق لغيره على غيره فهو الشهادة ،وإما أن يكون للمخبر نفع فيه ،ألنه إخبار
بحق له ،فهو الدعوى.1
وأما الشهادة على عقد النكاح فيمكن تعريفها عل أنها إخبار على صحة العقد.
اختلف العلماء حول الشهادة اختالفهم حول ركنية الولي ،يقول ان الحجاج المروزي" :واختلف
أيضا في النكاح بغير شهود فقال مالك وأهل المدينة بغير شهود جائز ( ،).٠٠وقال سفيان
وأصحاب الرازي :ال نكاح إال بشاهدين فأما أصحاب الرازي فإنهم جوزوا .النكاح إن كان شاهدين
عدلين أو كانا فاسقين .وقال الشافعي وأحمد بن حنبل :ال نكاح إال بشاهدي عدل".2
عن عائشة رضي هللا عنها ،قالت :قال رسول هللا ﷺ(( :ال نكاح أال بولي وشاهدي عدل)) .3يقول
جمال الدين أبو الفرج" :في هذا اإلسناد يزيد بن سنان قال أحمد وعلي هو ضعيف وقال يحيى
ليس ثقة وقال النسائي متروك الحديث وقال الدارقطني هو وأبوه ضعيفان وقد روي عن عائشة
بلفظ آخر".4
1وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية ،إملوسوعة إلفقهية إلكويتية ،مرجع سابق ،ج ،6ص.46
2محمد بن نرص بن إحلجاج إمل َ ْر َو ِزي أبو عبد هللا 294ه ،إختالف إلعلامء (إختالف إلفقهاء) ،حتقيق :إدلُّ ْك ُت ْور ُم َح َّمد َطا ِهر
َح ِك ْمي ،أضوإء إلسلف – إلرايض ،إلطبعة إلوىل1420 ،ه2000/م ،ص 221وما بعدها
3عيل بن معر بن أمحد بن همدي بن مسعود بن إلنعامن بن دينار إلبغدإدي إدلإرقطين أبو إحلسن 385ه ،سنن إدلإرقطين،
كتاب إلناكح ،حديث رمق ،3534ص.324
4جامل إدلين أبو إلفرج عبد إلرمحن بن عيل بن محمد إجلوزي 597ه ،إلتحقيق يف أحاديث إخلالف ،حتقيق :مسعد عبد
إمحلد محمد إلسعدين ،دإر إلكتب إلعلمية – بريوت -لبنان ،إلطبعة إلوىل1415 ،ه ،ج ،2ص.256
85
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
عن أبي سعيد ،قال(( :ال نكاح أال بولي وشهود ومهر ،أال ما كان من ألنبي صلى هللا وسلم)) ،1ضعفه
البخاري.2
عن ابن عباس قال" :ال نكاح أال باربعة ولي وشاهدين وخاطب" .3وروي عن ابن عباس مرفوعا ولم
يصح.4
أدلتهم عل ذلك:
من القرآن:
قوله سبحانه وتعالى ﴿ :
من السنة:
احتج اإلمام أحمد بأن ابن عمر زوج بال شهود ،وهو من أشد الصحابة رضي هللا عنهم تمسكا
6
بالسنة.
1عيل بن معر بن أمحد بن همدي بن مسعود بن إلنعامن بن دينار إلبغدإدي إدلإرقطين أبو إحلسن 385ه ،سنن إدلإرقطين،
كتاب إلناكح ،ج ،4ص.313
2أمحد بن محمد بن إلصديق بن أمحد ،أبو إلفيض إلغامري إحلس ين إلزهري 1380ه ،إلهدإية يف خترجي أحاديث إلبدإية
(بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد لبن رشد) ،حتقيق :عيل حسن إلطويل ،دإر عامل إلكتب ،بريوت – لبنان ،إلطبعة إلوىل،
1407ه ،1987/ج ،6ص.382
3محمد أمحد بن إحلسني بن عيل بن موىس إخلرس وجردي ،إخلرساين أبو بكر إلبهيقي ،458 ،إلسنن إلكربى ،حتقيق :محمد
عبد إلقادر عطا ،إلطبعة إلثالثة1424 ،ه2003/م ،ج ،7ص.230
4إملهذب يف إختصار إلسنن إلكبري ،حتقيق :دإر إملشاكة للبحث إلعلمي ،ابرشإف أيب متمي ايرس بن إبرإهمي ،دإر إلوطن
للنرش ،إلطبعة إلوىل1422 ،ه2001/م ،ج ،5ص.2718
[ 5سورة إلنساء ،إلآية]3 :
6أمحد بن عبد إحللمي بن عبد إلسالم بن عبد هللا بن أيب إلقامس بن محمد إبن تميية إحلرإين إحلنبيل إدلمشقي ،تقي إدلين
أبو إلعباس ،إلفتاوى إلكربى لبن تميية ،دإر إلكتب إلعلمية إلطبعة :إلوىل1408 ،هـ 1987 /م ،ج ،5ص .76
86
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
من القياس:
حيث قاسوا النكاح عل الرهن والكفالة في عدم اإلشهاد فيهما بجامع أن كال منها عقد توثيق.1
.5إلصدإق
أ .تعريفه:
واصطالحا :العوض في النكاح سواء سمي في العقد أو ر بعده بتراضيهما .4وقيل :المهر هو
ما يجعل للزوجة في نظير االستمتاع بها ،5وقيل كذلك :هو المال يجب في عقد النكاح عل
الزوج في مقابلة منافع البضع.6
ب .حكمه:
يجب على الزوج دفع المال بمجرد تمام العقد فذلك حق للمرأة ،لوجود عدة دالئل في القرآن
والسنة وإجماع العلماء المسلمين .يقول تعالى في كتابه العزيز ﴿ :
.1﴾
فهذه اآلية تدل على أنه ضروري وجوب الصداق للمرأة وقد إختلف العديد من الفقهاء حول
ذلك.
الجمهور :ال يفسد الزواج بدون مهر ،ألن المهر ليس ركنا في العقد بل هو حكم فقط إذ أنه ال
يؤثر على العقد ،أي لو كان شرطا لقاموا بذكره حين يتم العقد لكن يجب مهر المثل ،لهذا كان
نكاح تفويض ،وهو اخالء النكاح عن المهر _ صحيحا باالتفاق.2
المالكية :فال يصح النكاح عندهم عند اشتراط نفي المهر ،أي أن الزواج ال يصح بدون مهر ،
ألنه حق من حقوق الزوجة ،و حكم من أحكام عقد الزواج ،ولكنه ليس ركنا وال شرطا فيه ،ويجوز
عدم ذكر المهر في العقد لقوله تعالى ﴿ :
ومشروعيته بالرغم من أنه ليس شرطا من شروط النكاح ،ويجوز عدم تسمية الصداق أثناء عقد
الزواج ،ولكن من السنة تسمية الصداق عند القيام بإجراء عقد الزواج حتى ال تقع نزاعات
وخالفات بين الزوجين حول قيمة الصداق.
ت .مقداره:
اتفق الفقهاء على أنه ليس للمهر حد أعلى يقف عنده فال يصح تجاوزه ،فيجوز بأي مقدار بالغ
ما بلغ قل أو كثر ،4حيث انه لم يذكر في الكتاب نص يقدر للمهر حد أعلى أو أدنى ،قال تعالى:
﴿
،1﴾ فهذا ليس دليال على أن القنطار هو الحد األعلى بل على
2
جواز إعطاء المرأة المال مهما كثر في مهرها.
اتفق الفقهاء على وجوب الصداق في النكاح كما اتفقوا على أنه ال حد ألعلى الصداق إال أنهم
اختلفوا في أقل الصداق على قولين.
أن أقله ما يقطع به السارق ،وهو مذهب الحنفية والمالكية ،ومقدار ذلك عند الحنفية دينار أو
عشرة دراهم ،3وعند المالكية ربع دينار أو ثالثة دراهم ،4وأدلتهم على ذلك:
حديث جابر بن عبد هللا ،قال :قال رسول هللا ﷺ (( :ال تنكحوأ ألنساء أال أال ك فاء ،وال يزوجهن ❖
أال أالولياء ،وال مهر دون عشرة درأهم)) وقد ذكر الدارقطني في سننه أن هذا الحديث متروك،
ألن من رواته مبشر بن عبيد وأحاديثه ال يتابع عليها.5
❖ وما روي عن علي-رضي هللا عنه -أنه قال" :ال يكون ألمهر أقل من عشرة درأهم".6
❖ واستدلوا بالقياس عل نصاب قطع اليد في السرقة ،ووجهه أن البضع عضو يستباح في
النكاح بمقدر من المال فأشبه اليد من حيث إنه عضو يستباح في السرقة بمقدار من
المال أيضا فقدر ما يستباح به بما يستباح به اليد.7
أن كل ما كان ماال وصح أن يكون ثمنا أو أجرة جاز أن يكون صداقا وإن قل ،وهو مذهب الشافعية
والحنابلة ،وقول لبعض المالكية.1
لم يحدد أ كثر ذلك وال أقله فدخل فيه القليل والكثير .وما روي عن امرأة من بني فزارة تزوجت
على نعلين ،فقال رسول هللا ﷺ(( :أرضيت من نفسك بنعلين ،قالت نعم فاجاز زوأجها))،3
وقوله صلى هللا عليه وسلم " لمن أراد أن ينكح الواهبة نفسها" ((ألتمس ولو خاتما من حديد)).4
فتعتبر أدلة القول األول ضعيفة حيث قال ابن حجر في الفتح ،قد وردت أحاديث في أقل الصداق
ال يثبت منها شيء 5.ومنه فالقول الثاني هو الصحيح والذي يمكن اعتماده.
الصداق المسمى :هو ما اتفق عليه في العقد أو بعده بالتراضي أو فرضه الحاكم ،6لقوله تعالى:
.7﴾
﴿
فاألطراف المتعاقدة هي التي تحدد نوعه ومقداره ،والزوجة لها أيضا الحق في تحديده وتحديد
وقت دفعه ،أو القبول أو الرفض ما عدا إذا كانت دون سن األهلية( .مدونة األسرة المادة .)19
1محمد بن أمحد إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج ،2ص.21
[ 2سورة إلنساء ،إلآية]24 :
3إلرتمذي ،سنن إلرتمذي ،ابب ما جاء يف همور إلنساء ،ج ،3ص ،412حديث رمق .1113
4إلبخاري ،حصيح إلبخاري ،ابب إلسلطان ويل ،ج ،5ص ،1973حديث رمق .5135
5أمحد بن عيل بن جحر أبو إلفضل إلعسقالين إلشافعي ،فتح إلباري رشح حصيح إلبخاري ،دإر إملعرفة – بريوت ،ج،9
ص.211
6محمد بن عبد هللا إلزركيش مشس إدلين إملرصي إحلنبيل (إملتوىف772 :هـ) ،رشح إلزركيش عىل خمترص إخلريق ،إلنارش:
دإر إلعبياكن إلطبعة :إلوىل 1413 ،هـ 1993 -م ،ح 2ص 432
[ 7سورة إلبقرة ،إلآية.]235 :
90
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الصداق المثل :وصداق المثل يقصد به ما يدفع عرفا وعادة لنظائر الزوجة ومثيالتها من نساء
أهلها سنا وجماال وماال و بلدا و عصرا و دينا و عقال و بكارة و عفة و خلقا و عقما و والدة ،غير
1
ذلك من الصفات التي تبنى عليها الرغبة في الزوجة.
اتفق العلماء على أن الصداق يجب كله بالدخول ،أو الموت وذلك لقوله تعالى ﴿ :
أما وجوبه بالموت فال أعلم فيه دليال مسموعا إال إنعقاد اإلجماع على ذلك 3،واختلف في هل
المسيس يشترط في الدخول.
الحالة األولى :البناء والدخول الحقيقي وهذا ال اختالف فيه ،يقول ابن رشد " :واتفق العلماء على
أن الصداق يجب كله بالدخول ( )...لقوله تعالى ﴿ :
54
. ﴾
1عبد هللا بن إلطاهر إلتناين إلسوس ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ص 128
[ 2سورة إلنساء ،إلآية]20 :
3إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ج 4ص 242
[ 4سورة إلنساء ،إلآية]20 :
5إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج ،4ص242
91
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
نقل ابن رشد االجماع على ذلك حيث قال" :وأما وجوبه بالموت فال أعلم اآلن فيه دليال مسموعا
إال انعقاد اإلجماع على ذلك".1
إختلف العلماء حول الخلوة الصحيحة هل تكفي إليجاب الصداق كامال ،أم يشترط فيها
المسيس.
الخلوة الصحيحة :هي "أال يكون هناك مانع يمنعه من وطئها طبعا وال شرعا" ،2حتى إذا كان
أحدهما مريضا مرضا يمنع الجماع أو صائما في رمضان أو محرما ،أو كانت هي حائضا ،ال تصح
الخلوة لقيام المانع ....أما المسيس فالمقصود به هو الجماع.
قال مالك والشافعي :ال يجب بإرخاء الستور ،إال نصف المهر ،مالم يكن المسيس 3.واشترط
مالك أن تكمل الزوجة سنة وهي في بيت زوجها.4
5
قال أبو حنيفة :يجب المهر بالخلوة نفسها إال أن يكون محرما أو مريضا ....
والراجح هو قول الجمهور ،أال يجب الصداق الكامل لها إال بالدخول (البناء)
إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج ،4ص.242 1
2أمحد محمد معر إخلفايج إملرصي شهاب إدلين عيل إلقاري ،ابب إلعناية برشح إلنقاية (مع إملنت يف أعىل إلصفحات) ج،2
ص.201
3إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج 4ص 242
4زكرايء إلكندهلوي ،أوجز إملساكل إىل موطأ إلمام ماكل ج 9ص 383
حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين (إملتوىف676 :هـ) ،إجملموع رشح إملهذب ،إلنارش :دإر إلفكر ،ج 20ص 5
32
92
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
اتفق الفقهاء على أنه إذا طلق الزوج زوجته قبل البناء – وقد فرض لها صداقا يرجع عليها بنصف
الصداق ،1لقوله تعالى ﴿ :
.2﴾
انفرد اإلمام مالك بالتمييز في الخلوة الصحيحة بين إن طالت مدة الخلوة أو قصرت ،فقال بنصف
الصداق لمن خال بها زوجها وأرخى المستور ثم طلقها.3
كما يجب نصف الصداق إن خال بها مع وجود مانع شرعي كأن يكون أحدهما محرما أو مريضا،
أو كانت حائضا ،أو صائمة في رمضان ،فإنما يجب في ذلك نصف الصداق إن طلقا بعد الخلوة
قبل الدخول.4
نكاح التفويض هو النكاح بغير تسمية صداق ،قال تعالى( :ال جاح عليكم ......لهن فريضة) البقرة
)...( ،236وال اختالف بين أهل العلم في أن نكاح التفويض جائز .5وفي حالة الطالق من زواج
التفويض ال يلزم الزوج فرض صداق لزوجته.6
والفسخ هو حل ارتباط العقد ،وهذا يكون بإرادة أحد العاقدين أو كليهما ،أو بحكم القاضي ،فهو
عمل المتعاقدين غالبا ،أو فعل الحاكم في بعض األحوال كما هو مبين في موضعه ،1ويفسخ
عقد النكاح ألسباب منها:
تنص المادة 10على أن الزواج ينعقد باإليجاب والقبول" :ينعقد الزواج بإيجاب من أحد
المتعاقدين وقبول من اآلخر ،بألفاظ تفيد معنى الزواج لغة أو عرفا .يصح اإليجاب من العاجز
عن النطق بالكتابة إن كان يكتب ،وإال فبإشارته المفهومة من الطرف اآلخر ومن الشاهدين".
وكل عقد اختل فيه هذان الركنان اعتبر باطال ،5وبهذا يمكن القول أن مدونة األسرة خالفت فقهاء
1وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية ،إملوسوعة إلفقهية إلكويتية ،مرجع سابق ،ج ،7ص.26
2ماكل إبن أنس ،إملدونة ،مرجع سابق ،ج ،2ص.186
3وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية ،إملوسوعة إلفقهية إلكويتية ،مرجع سابق ،ج ،32ص..137
4أمحد إبن حنبل ،مس ند إلمام أمحد بن حنبل ،حديث كعب ين زيد ،ج ،25ص .417حديث رمق .16032
5محمد إلشافعي ،إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة ،ص.35
94
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
المالكية في مسألة أركان الزواج أو أنها أخدت بالركن الذي اتفق عليه فقهاء المذاهب األربعة.
واإليجاب هو التعبير الصادر أوال من أحد المتعاقدين للداللة على انفراد إرادته بإنشاء العقد،
والقبول هو ما يصدر عن الطرف الثاني للداللة عل انفراد إرادته بقبول ما أوجبه الطرف األول.
وإذا تم اإليجاب والقبول ينعقد الزواج بالرضى التام بين الطرفين ،ويتم التعبير عن هذا الرضى
بالصيغة الشفوية الصادرة من الطرفين وبألفاظ تعبر عن رغبتهما في الزواج ،إال أن المادة 10
استثنت حالة واحدة وهي إن كان أحد الطرفين أو كليهما عاجزين عن النطق ،ففي هذه الحالة
يصح يعبرا عن اإليجاب والقبول بالكتابة أو باإلشارة المفهومة.
.2رشوط إلصيغة:
تحدثت مدونة األسرة عن الشروط التي ينبغي توفرها في اإليجاب والقبول حتى ينعقد بهما
الزواج ،فقد جاء في المادة " :11يشترط في اإليجاب والقبول أن يكونا:
ركزت مدونة األسرة من خالل هذه الشروط تكريس مجوعة من الحقوق للراغبين في الزواج ،من
بينها عدم إ كراه أحد طرفي العقد عل الزواج ،ولذلك أ كدت عل ضرورة التعبير عن اإليجاب
والقبول ،وجعلتهما شفويين ،كما رخصت للعاجز عن النطق استعمال اإلشارة وإن كان يحسن
الكتابة فذاك .ويستفاد من هذا أيضا أن مدونة األسرة تلغي عقد الزواج حالة سكوت المرأة
وعدم تعبيرها عن موقفها من العقد.
باإلضافة إلى ذلك قيدت الصيغة بشرط آخر يتمثل في ضرورة اقتران اإليجاب بالقبول ،وذاك ما
عبر عنه الشرط الثاني حيث جاء فيه" :أن يكونا متطابقين وفي مجلس واحد" .مما يستلزم
حضور المتعاقدين لتوقيعهما عل عقد الزواج ،وإن اختل اإليجاب والقبول يبطل العقد وهذا ما
نصت عليه المادة " :57يكون الزواج باطال إذا اختل فيه أحد األركان المنصوص عليها في
المادة ."4
95
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
لقد كرست مدونة األسرة المغر بية عيوب اإلرادة ك هو منصوص عليها في قانون االلتزامات
والعقود ،خاصة التدليس واإلكراه ،فإذا تعرض الزوج أو الزوجة للتدليس أو اإلكراه يحق له أن
يطلب من المحكمة فسخ هذا العقد ،وهذا ما نصت عليه المادة 63حيث جاء فيها:
"يمكن للمكره أو المدلس عليه من الزوجين بوقائع كان التدليس بما هو الدافع إلى قبول
الزواج أو اشتراطها صراحة في العقد ،أن يطلب فسخ الزواج قبل البناء وبعده خالل أجل ال
يتعدى شهرين من يوم زوال اإلكراه ،ومن تاريخ العلم بالتدليس مع حقه في طلب
التعو يض".
3
وحيث درء الحد يلحق الولد *** في كل ما من النكاح قد فسد
1محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا ،إبن جزي إللكيب إلغرانطي أبو إلقامس ،إملتوىف741 :هـ) ،إلقوإنني إلفقهية ،ص140
2محمد بن أمحد بن محمد أبو عبد هللا إلفايس ،أبو عبد هللا ميارة 1076ه ،رشح ميارة :إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفة
إحلاكم ،دإر إملعرفة ،ج ،1ص.171
3عيل بن عبد إلسالم بن عيل ،أبو إحلسن إلت ُّ ُسويل (إملتوىف1258 :هـ) ،إلهبجة يف رشح إلتحفة ،إحملقق :ضبطه وحصحه:
محمد عبد إلقادر شاهني :،دإر إلكتب إلعلمية -لبنان /بريوت إلطبعة :إلوىل1418 ،هـ 1998 -م ،ج ،1ص.430
96
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
يعني أن النكاح الفاسد المتفق على فساده إن درئ فيه الحد عن الوطء "كنكاح المعتدة ،أو
ذات محرم أو رضاع غير عالم بها ،فإن الولد يلحق به".1
وقد نصت المادة 58على ما يترتب عليه فقالت" :يترتب عليه بعد البناء الصداق واالستبراء،
كما يترتب عليه عند حسن النية لحوق النسب وحرمة المصاهرة" ،كما أنه قد نصت في المادة
التي قبلها على أن الزواج يكون باطال في ما يلي" :إذا اختل فيه أحد األركان المنصوص عليها في
المادة _ 10وهي االيجاب والقبول _ وانعدام التطابق بينهما" ،2ومن بين األسباب أيضا وجود
موانع شرعية سواء المؤبدة منا أو المؤقتة ،فمفهوم المخالفة أنه إذا توفرت فيه جميع الشروط
واألركان وانتفت الموانع فإن الزواج ينتج عنه جميع اآلثار من الحقوق والواجبات التي رتبتها
الشريعة بين الزوجين ،وعلى هذا نصت مدونة األسرة في مادتها .50
1أبو عبد هللا ،محمد بن أمحد بن محمد أبو عبد هللا إلفايس ،ميارة 1076ه ،رشح ميارة :إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفة
إحلاكم ،مرجع سابق ،ج 1ص171
2مدونة إلرسة إملادة 57
3محمد إلشافعي ،إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة ،مرجع سابق ،ص.37
97
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وبالتالي تكون قد ألغت الزواج المبكر الذي يجيزه الفقه المالكي .إال أنها استثنت زواج القاصر
الذي لم يكمل سن الرشد في المواد 20و 21و ،22حيث خولت للقاضي المكلف بالزواج أن
يأذن للفتى والفتاة دون األهلية إن ثبت له المصلحة في ذلك وذلك بشروط:
"تكتمل أهلية الزواج بإتمام الفتى والفتاة المتمتعين بقواهما العقلية ثمان عشرة سنة
شمسية" ،وهذا السن هو في نفس الوقت سن الرشد حسب تعديل المادة .4209
لكن مراعاة لبعض األوضاع االجتماعية أجاز المشرع لقاضي األسرة المكلف بالزواج أن يأذن
بزواج الفتى والفتاة دون سن األهلية المنصوص عليه في المادة 19أعاله "لقاضي األسرة
المكلف بالزواج أن يأذن بزواج الفتى والفتاة دون سن األهلية المنصوص عليه في المادة 19
أعاله ،بمقرر معلل يبين فيه المصلحة واألسباب المبررة لذلك ،بعد االستماع ألبوي القاصر أو
نائبه الشرعي واالستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي.1
فالنص لم يحدد السن األدنى إلمكانية اإلذن بالزواج ،ولكنه بالشروط التي قيد بها ضرورة توفر
المأذون له عل النضج واألهلية الجسمانية لتحمل تبعات الزواج وعلى التمييز الكافي لصدور
الرضى بالعقد ،وهذا المقرر قابل للتنفيذ بمجرد صدوره ،وال يقبل أي طعن .2ثم إن موافقة
النائب الشرعي تعتبر ضرورية إلبرام عقد الزواج ،وذلك بتوقيعه مع القاصر عل طلب اإلذن
بالزواج وحضوره عند إبرام العقد ،3وعلى فرض أن النائب الشرعي رفض الموافقة وحتى ال يبقى
القاصر معلقا فإن قاضى األسرة المكلف بالزواج يبث في الموضوع ،حيث يتقصى أسباب امتناع
النائب الشرعي ،حينها يقرر اإلذن بالزواج أو رفضه بعد الوقوف عل مدى موضوعية هذا الرفض.
وبالتالي أي تصرف يصدر من الشخص المصاب بخلل عقلي يعتبر باطال وال ينتج عنه أي أثر
قانوني ،كذلك الشأن بالنسبة لزواجه .غير أنه في بعض األحيان يمكن أن يشكل زواج المجنون
أمرا مفيدا في عاجه ،مما جعل المشرع المغربي يسمح للقاضي المكلف بالزواج بأن يأذن بزواج
الشخص المصاب بإعاقة ذهنية ذكرا كان أم أنثى بناء عل طلب يقدم من طرف نائبه القانوني
أو من طرفه شخصيا.1
يتضح مما سبق أن المدونة لم تشترط موافقة النائب الشرعي للمصاب بإعاقة ذهنية كما هو
الشأن بالنسبة للقاصر سنا ،رغم أن هذه اإلعاقة قد تعدم التمييز ،وربما هذا يناقض ما جاء في
المادة 224حيث تنص على أنه ال ينتج عن تصرفات عديم األهلية أي أثر .كما يالحظ من خالل
اشتراط المدونة رشد الطرف اآلخر أنها ال تجيز زواج المصاب بإعاقة ذهنية من شخص آخر يعاني
من إعاقة ذهنية أو من قاصر.
ينعقد شريطة االتفاق عل إسقاط الصداق باطال ،1عكس ما يراه الحنفية من جواز اتفاق الطرفين
عل إسقاط الصداق باعتباره أثرا من آثار عقد النكاح.2
.2مقدإر إلصدإق:
لم تحدد المدونة أدنى الصداق وال أ كثره ،مع أنها نصت عل التخفيف أخذا بما جاء على ألسنة
الفقهاء من استحباب تخفيف الصداق ،قال اإلمام ابن أبي زيد القيرواني" :والمياسرة في الصداق
أحب إلينا وأقرب إلى يسر الدين" .4فالزواج في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم والصحابة الكرام
وهو خير القرون لم يكن فيه تشدد وال تعنت ،ال من ناحية المهر وال من ناحية تكاليف الزواج.
ويدل عل ذلك أقوال النبي ﷺ وأفعاله وتقريراته:
ومن أقواله :ما روته عائشة رضي هللا عنها :قال رسول هللا ﷺ(( :أن من أعظم ألنساء بركة أيسرهن
مؤنة)).5
1محمد بن عبد هللا إخلريش إملاليك أبو عبد هللا (إملتوىف1101 :هـ) ،رشح خمترص خليل للخريش ،إلنارش :دإر إلفكر
للطباعة -بريوت ،ج ،3ص262
2عامثن بن عيل بن حمجن إلبارعي ،خفر إدلين إلزيلعي إحلنفي (إملتوىف 743 :هـ) إحلاش ية :شهاب إدلين أمحد بن محمد بن
إلشلْ ِ ِ ّيب،
إلشلْ ِ ُّيب (إملتوىف 1021 :هـ) ،تبيني إحلقائق رشح كزن إدلقائق وحاش ية ِ ّ
أمحد بن يونس بن إسامعيل بن يونس ِ ّ
إلنارش :إملطبعة إلكربى إلمريية -بولق ،إلقاهرة إلطبعة :إلوىل 1313ه ،ج ،2ص.136
3مدونة إلرسة إملادة 26
4أبو محمد عبد هللا بن أيب زيد عبد إلرمحن إلنفزي ،إلقريوإين ،إملاليك 386هـ ،إلنوإدر وإلزايدإت عىل ما يف إملدونة من
غريها من إلهمات ،حتقيق محمد جحي وأآخرون ،دإر إلغرب إلساليم ،بريوت ،إلطبعة إلوىل 1999م ،ج ،4ص.450
5أمحد بن إحلسني بن عيل ،أبو بكر إلبهيقي ،إلسنن إلكربى ،ابب ما يس تحب من إلقصد يف إلصدإق ،حديث رمق
،14356ج ،6ص .381
101
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ومن أفعاله :ما روته عائشة رضي هللا عنها عن النبي ﷺ حيث قالت(( :كان صدأق رسول هللا صلى
هللا عليه وسلم الزوأجه ثنتي عشرة أوقية ونشا ،وألنش نصف أوقية ،فتلد خمسمائة درهم ،فهذأ صدأق رسول
هللا صلى هللا عليه وسل الزوأجه)).1
ومن تقريراته :ما رواه اإلمام البخاري في صحيحه ((أن ألنبي صلى هللا عليه وسلم رأى على عبد ألرحمن
بن عوف أثر صفرة ،قال« :ما هذأ؟» قال :أني تزوجت أمرأة عل وزن نوأة من ذهب ،قال« :بارك هللا لك ،أولم
ولو بشاة)).2
وقد أقرت المدونة جواز كل ما صح التزامه شرعا ،صلح أن يكون صداقا ،3وبالتالي سارت عل
نهج الفقهاء في منع تقديم ما ال يجوز شرعا كصداق للزوجة .وما يصلح أن يكون مهرا ال يخرج
عن أحد األمرين:
األموال ويقصد بها :تمليك الذوات من كل ما له قيمة اقتصادية من األشياء المادية)...( ،
وتمليك المنافع كالخدمات واالستئجار مثل تعليمها القرآن ( )...وقد اختلف فيها فقهاء
المالكية.4
المنافع الي ال تقدر بالمال :وذلك مثل االلتزام بأال يتزوج عليها ،أو االلتزام بأن تبقى في بلد أهلها
( )...فهذه األموال ال تصلح أن تكون مهرا باتفاق الفقهاء.5
كما أشارت إلى أن الصداق ملك للزوجة ولذلك ال يجوز للزوج مطالبتها بأثاث أو غيره مقابل
الصداق .فقد نصت المادة 29عل أن" :الصداق ملك للمرأة تتصرف فيه كيف شاءت ،وال حق
للزوج في أن يطالبها بأثاث أو غيره ،مقابل الصداق الذي أصدقها".
.3حالت إلصدإق:
1روإه إلمام مسمل يف حصيحه (حصيح إلمام مسمل) ابب إلصدإق وجوإز كونه تعلمي قرأآن وخامت حديد ،وغري ذكل من
قليل وكثري وإس تحباب كونه مخسامئة درمه ملن ل جيحف به ،حديث رمق ،78ج ،2ص.1042
2إلبخاري ،حصيح إلبخاري ،ابب :قول هللا تعاىل{ :وأآتوإ إلنساء صدقاهتن حنةل} /إلنساء ، /٤ :حديث رمق ،5155ج،7
ص.21
3مدونة إلرسة :إملادة .28
4عبد هللا بن إلطاهر إلسويس ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ،كتاب إلزوإج ،مرجع سابق ،ص.128
5إملرجع إلسابق نفس إلصفحة
102
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
جاء في المادة " :30يجوز االتفاق عل تعجيل الصداق أو تأجيله إلى أجل مسمى كال أو بعضا".
وبالتالي يمكن تلخيص حاالت الصداق في ثالث حاالت وهي:
▪ الصداق المعجل :وهو الصداق الذي اتفق الطرفان عل أدائه عند العقد أو عند الدخول.1
▪ الصداق المؤجل :هو الصداق الذي اتفق الطرفان عل أدائه بعد الدخول .2ويكره عند
المالكية تأجل الصداق كله.3
▪ الصداق المعجل بجزء والمؤجل بجزء آخر :هو الذي اتفق الطرفان عل أداء جزء منه عند
العقد أو الدخول ،وأداء الجزء اآلخر بعد الدخول .يقول الخرشي" :وجاز تأجيل الصداق أو
بعضه إلى ميسرة الزوج".4
الصداق نوعان:
صداق المثل :هر الصداق الذي تحدده المحكمة حالة السكوت عن تحديده وقت إبرام
العقد ،أو إذا لم يتراضى الطرفان عليه بعد البناء ،مع مراعاة العرف والوسط االجتماعي
)2إذا وقع عقد الزواج بسبب عيب في الزوجة ،أو كان الرد من الزوجة بسبب عيب
في الروج.
)3إذا حدث الطالق في زواج التفويض.1
أ .حاالت استحقاق الصداق كامال
تستحق الزوجة الصداق كامال في ثالث حاالت :الطالق بعد البناء ،الموت قبل البناء ،الخلوة
الصحيحة أو الدخول الحكمي.
الطالق بعد البناء :وهو وطء الزوج البالغ زوجته المطيقة للوطء بعد العقد .2وبمجرد البناء
تستحق الزوجة الصداق كامال إن كان سمى لها صداقا ،أو صداق المثل في حالة نكاح التفويض
كما سبقت اإلشارة إلى ذلك.
الموت قل البناء :بمعنى أن يموت أحد الزوجين قبل أن يبني الزوج بزوجته .فهي تستحق
الصداق كامال في هذه الحالة أيضا .فإن مات الزوج استحقت الزوجة صداقها المسمى من إرثه
وإال فصداق المثل ،وإن ماتت الزوجة حق لورثتها المطالبة بصداقها.
الخلوة الصحيحة أو الدخول الحكمي :ومعنى الخلوة الصحيحة أال يكون هناك مانع يمنعه من
وطئها طبعا وال شرعا .3وسميت بالدخول الحكمي ألنها تقوم مقام الدخول ،4فالصداق يتم
بمجرد أن يستمتع الزوج بامرأته بمباشرة دون الفرج أو قبله ،أو رؤيتها عريانة ،أو نال منها أي
شيء ال يحل لغيره ،وبه قال الشافعية والحنابلة والشافعية في القديم.5
اإلقامة سنة في بيت الزوجية :فالزوجة ستحق الصداق كامال عند المالكية ،ألن إقامتها سنة كاملة
في بيت الزوجية تقرم مقام الوطء.1
نستحق الزوجة نصف الصداق المسمى في حالة واحدة وهي الطالق من الزواج الصحيح قبل
البناء باإلجماع ،وقبل الدخول الحكمي عل الراجح ،وقبل ما يقوم مقامه من بقاها سنة مع
زوجها عند المالكية.2
.2إذا وقع رد عقد الزواج بسبب عيب في الزوجة ،أو كان الرد من الزوجة بسبب عيب في الزوج.
.3إذا حدث الطالق في زواج التفويض .أي في حالة السكوت عن تحديد الصداق وقت إبرام
العقد.3
الحال األولى :أن يقع االختالف قبل الدخول ،فيكون القول للزوجة مع يمينها باإلجماع إن كانت
رشيدة ،أو لوليها مع يمينه إن كانت محجورة .أو لوارثها مع يمينه إن ماتت.
1أمحد بن محمد بن أمحد إلعدوي ،أبو إلرباكت إلشهري ابدلردير ،رشح خمترص خليل ،خزإنة إلممل عيل بتارودإنت ،ج،2
ص .301
2عبد هللا بن إلطاهر إلسويس ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ،كتاب إلزوإج ،ص.157
3محمد إلشافعي ،رشح مدونة إلرسة ،مرجع سابق ،ص.87
105
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
مذهب المالكية :3أن القول للزوج مع يمينه ،وهذا ما أخذت به المدونة من خالل الفقرة األولى
من المادة .33
لغة :الولي هر الناصر )...( ،والولي :ولي اليتيم الذي يلي أمره ويقوم بكفايته .وولي المرأة :الذي
يلي عقد النكاح عليها وال يدعها ستبد بعقد النكاح دونه.4
الوالية شرعا :هي القدرة عل التصرف 5أو هي :تنفيذ القول عل الغير.6
.2أقسام إلولية:
تنقسم الوالية إلى قسمين:
والية عل النفس :وهي قدرة الشخص عل التصرف في الشؤون المتعلقة بشخص المولى عليه
ونفسه .كالوالية في النكاح أو الطالق.
1أبو جعفر أمحد بن محمد بن سالمة بن عبد إملكل بن سلمة إلزدي إحلجري إملرصي إملعروف ابلطحاوي 321هـ ،خمترص
إختالف إلعلامء ،حتقيق :د .عبد هللا نذير أمحد ،دإر إلبشائر إلسالمية – بريوت ،إلطبعة إلثانية1417 ،هـ ،ج،2
ص.286
2عبد هللا بن إلطاهر إلسويس ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ،كتاب إلزوإج ،ص .161
3يوسف أبو معرو بن عبد هللا بن محمد بن عبد إلرب بن عامص إلمنري إلقرطيب 463هـ ،إلاكيف يف فقه أهل إملدينة ،حتقيق:
محمد أمحد ودل ماديك إملوريتاين ،مكتبة إلرايض إحلديثة ،إلرايض – إململكة إلعربية إلسعودية ،إلطبعة إلثانية
1400هـ1980/م ،ج ،2ص.558
4إبن منظور ،لسان إلعرب ،مرجع سابق.45/42 ،
5عبد إلغفور محمد إلبيايت ،إلقوإعد إلفقهية إلكربى وأثرها يف إملعامالت إملدنية وإلحوإل إلشخصية ،منشورإت محمد عيل
بيضون دإر إلكتب إلعلمية – بريوت – لبنان ،2015 ،ص.43
6وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية ،إملوسوعة إلفقهية إلكويتية ،ج ،17ص300
106
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وبالتالي يتبين أن العالقة بين الوالية عل النفس والوالية عل المال أن كلتيهما تشتركان في تنفيذ
القول عل الغير.2
لقد ساير التشريع المغربي في هذه المرحلة رأي الجمهور في هذا المجال ومن ضمنه رأي اإلمام
مالك عندما اعتبر أن الوالية شرط صحة في عقد الزواج ال يصح إال بتوافرها .لكن سرعان ما عدل
جزئيا عن هذا الموقف من خالل التعديل الذي عرفته مدونة األحوال الشخصية سنة ،1993
قبل أن يتخلى عنها نهائيا.
ووفق هذا التعديل أصبحت الوالية اختيارية ،بحيث ال يمكن للولي أن يعقد عل من توجد تحت
واليته ،إال برضاها وتفويض منها .وبناء على هذا التعديل تتبين بوادر إلغاء الوالية .ويتأكد ذلك
من خالل تعديل ،1993حيث ميز المشرع بين المرأة الرشيدة التي ال أب لها ،وهذه في حل من
أمرها تزوج نفسها بنفسها أو تفرض ذلك لوليها يؤازرها أثناء إبرام عقد الزواج والمرأة ذات األب
وتعتبر الوالية شرط صحة بالنسبة لها ،ال يقوم الزواج صحيحا إال بتوفرها.1
نظم المشرع المغري الحالي الوالية في الزواج ضمن مقتضيات المادتين 24و 25من مدونة
األسرة بكيفية تنم عن تغيير عميق في طبيعتها إذ تحولت – مبدئيا -من شرط صحة في عقد
الزواج إلى حق للمرأة الرشيدة.2
تعتبر الشهادة شرط صحة في عقد النكاح عل مذهب الشافعية والحنفية والمشهور عند
الحنابلة ،واإليجاب والقبول ال يتحققان إال بشاهدين يسمعانهما ،وعليه فاإلشهاد مما ال يتم
الواجب إال به .3لقوله ﷺ(( :ال نكاح أال بولي وشاهدي عدل)).4
وقد سارت مدونة األسرة على الجمهور في اعتبار اإلشهاد على عقد الزواج من شروط الصحة عل
اعتباره وسيلة إلثبات الرابطة الزوجية في حالة إنكارها من طرف أحد الزوجين.
1محمد إلكش بور ،إلوإحض يف رشح إملدونة ،إلطبعة إلثالثة2015 ،م ،ص 149وما بعدها.
2محمد إلكش بور ،إلوإحض يف رشح إملدونة ،مرجع سابق ،ص 151
3وهبة إلزحييل ،إلفقه إلساليم وأدلته ،مرجع سابق ،ص.67
4روإه إدلإرقطين ،سنن إدلإرقطين ،مرجع سابق ،كتاب إلناكح حديث رمق ،3531ج ،4ص.322
108
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
العقل ،والبلوغ ،وسماع كالم المتعاقدين مع فهم أن المقصود به عقد الزواج .فلو شهد على
العقد صبي ،أو مجنون ،أو أصم ،أو سكران ،فإن الزواج ال يصح ،إذ أم وجود هؤالء كعدمه.1
أ .العدالة:
ذهب األحناف إلى أن العدالة ال تشترط ،وأن الزواج ينعقد بشهادة الفاسقين ،وكل من يصلح
أن يكون وليا في الزواج يصلح أن يكون شاهدا فيه ،ثم إن المقصود من الشهادة اإلعالن.
والشافعية قالوا البد من أن يكون الشهود عدوال للحديث(( :ال نكاح أال بولي وشاهدي عدل)).2
وعندهم أنه إذا عقد الزواج بشهادة مجهولي الحال ففيه وجهان ،والمذهب أنه يصح ،ألن الزواج
يكون في القرى والبادية وبين عامة الناس ،ممن ال يعرف حقيقة العدالة ،فاعتبار ذلك يشق
فاكتفي بظاهر الحال ،وكون الشاهد مستورا لم يظهر فسقه،3)٠٠٠( ،
ب .الذكورة:
ذهب الشافعية والحنابلة إلى اشتراطها في الشهود ،فإن عقد الزواج بشهادة رجل وامرأتين ال
يصح ،لما رواه أبو عبيد عن الزهري أنه قال( :مضت السنة عن رسول هللا ﷺ( :أن ال يجوز شهادة
ألنساء في ألحدود ،وال في أل نكاح ،وال في ألطالق) ،4وألن عقد الزواج عقد ليس بمال ،وال المقصود
منه المال ،ويحضره الرجل غالبا ،فال يثبت بشهادتهن كالحدود .أما األحناف ال يشترطون هذا
الشرط ،ويرون أن شهادة رجلين أو رجل وامرأتين كافية ،لقول هللا تعالى ﴿ :
.5﴾ وألنه
ت .الحرية:
ويشترط أبو حنيفة والشافعي أن يكون الشهود أحرارا .1وأحمد ال يشترط الحرية ،ويرى أن
شهادة العبدين ينعقد بها الزواج ،تقبل في سائر الحقوق ،وأنه ليس فيه نص من كاب وال سنة
رد شهادة العبد ،ويمنع من قبولها ما دام أمينا صادقا تقيا.2
ث .اإلسالم:
والفقهاء لم يختلفوا في اشتراط االسالم في الشهود إذا كان العقد بين مسلم ومسلمة .واختلفوا
في شهادة غير المسلم فيما إذا كان الزوج وحده مسلما :فعند أحمد والشافي ومحمد بن الحسن
أن الزواج ال ينعقد ،ألنه زواج مسلم ،ال تقبل فيه شهادة غير المسلم .3وأجاز أبو حنيفة وابو
يوسف شهادة كتابيين إذا تزوج مسلم كتابية.4
فاإللزام بتسجيل عقود الزواج هو من "باب السياسة الشرعية" التي يمكن لولي األمر إلزام
رعيته بها ،لما رآه في ذلك من مصالح ،فالتوثيق لدى المأذون أو الموظف المختص نظام أوجبته
1إلوزير أيب إملظفر حيىي بن محمد بن هبرية إلشيباين ،إختالف إلمئة إلعالم ،حتقيق :إلس يد يوسف أمحد ،دإر إلكتب
إلعلمية ،ج ،2ص127
2طه عبد هللا إلعفيفي ،إملائة إلثانية من وصااي رسول هللا صىل هللا عليه وسمل ،دإر إلبيان إلعريب ،توزيع دإر إلكتب
إلعلمية ،ج ،2ص.23
3س يد سابق ،فقه إلس نة ،مرجع سابق ،ج ،2ص.59
4عبد إمحليد بن إلطيب إبن رجب ،إلطفوةل يف إلسالم ،أو كتاب إلبحث وإلنقال يف أمه ما ذكر يف إلسالم عن إلطفال،
مركز إلنرش إجلامعي -تونس ،2007 ،ص.115
5عادل أمحد عبد إملوجود ،إلنكحة إلفاسدة يف ضوء إلكتاب وإلس نة ،دإر إلكتب إلعلمية ،ص87
110
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
اللوائح والقوانين الخاصة بالمحاكم الشرعية ،خشية الجحود وحفظا للحقوق ،وحذرت من
مخالفته لما له من نتائج خطيرة من النكران.1
استشعرت مدونة األسرة المغربية أهمية توثيق عقد الزواج ،لذلك نصت عل أن من شروط
صحته توثيقه -حسبما جاء في المادة _ 13من طرف عدلين منتصبين لإلشهاد ،كمت أجاز
المشرع المغربي إمكانية إبرام العقد أمام ضابط الحالة المدنية في حالة إذا كان أحد الزوجين
أجنبيا شريطة احترام باقي شروط صحة عقد الزواج األخرى.2
يتمثل هذا اإلذن في مطبوع خاص ،فالمعلومات التي يجب تضمينها في عقد الزواج تبتدئ بهذا
اإلذن ،حيث أصبح العدالن ملزمين باإلشارة إليه وإلى رقمه وتاريخ صدوره ورقم ملف الزواج
المودع بالمحكمة.3
يتضمن هذا الملف عدة وثائق يتوقف عليها إذن القاضي المكلف بالزواج وإشهاد العدلين عليه،
وقد نصت مدونة األسرة عل هذه الوثائق من خالل المادة 66حيث ذكر فيها:
1عبد هللا بن محمد إلطيار ،عبد هللا بن محمد إملطلق ،محمد بن إبرإهمي إملوىس ،إلفقه إمليرس ،مدإر إلوطن للنرش – إململكة
إلعربية إلسعودية ،إلطبعة إلثانية1433 ،هـ2012/م ،ج ،11ص.28
2محمد إلشافعي ،رشح مدونة إلرسة ،مرجع سابق ،ص.90
3إملرجع إلسابق ،نفس إلصفحة.
111
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
✓ اإلشارة إلى إذن القاضي ورقمه وتاريخ صدوره ورقم ملف مستندات الزواج والمحكمة
المودع بها.
✓ اسم الزوجين ونسبهم ،وموطن أو محل إقامة كل واحد منهما ،ومكان ميالده وسنه،
ورقم بطاقته الوطنية أو ما يقوم مقامها ،وجنسيته.
✓ اسم الولي عند االقتضاء،
✓ صدور اإليجاب والقبول من المتعاقدين وهما متمتعان باألهلية والتمييز واالختيار.
✓ في حالة التوكل عل العقد ،اسم الوكيل ورقم بطاقته الوطنية ،وتاريخ ومكان صدور
الوكالة في الزواج.
✓ اإلشارة إلى الوضعية القانونية لمن سبق زواجه من الزوجين.
✓ مقدار الصداق في حال تسميته مع بيان المعجل منه والمؤجل ،وهل قبض عيانا أو
اعترافا.
✓ الشروط المتفق عليها بين الطرفين.
✓ توقيع الزوجين والولي عند االقتضاء.
✓ اسم العدلين وتوقيع كل واحد منهما بعالمته وتاريخ اإلشهاد عل العقد.
✓ خطاب القاضي عل رسم الزواج مع طابعه.
112
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
تقضي مدونة األسرة من خالل المادة 68بتسجيل نص العقد في السجل المعد لذلك لدى
قسم قضاء األسرة لمحل إبرام العقد ،فالزوجة تحوز الرسم األصلي للعقد ،ويسلم نظير منه
للزوج فور الخطاب عليه ،غير أن صوائر رسم الزوج تقع على عاتق الزوج ما عدا إذا ثبت احتياجه
حيث يقع تلقي شهادة الزواج بالمجان إذا ثبت عسر المتعاقدين.1
كان دور ضابط الحالة المدنية يقتصر فقط عل تسجيل الوالدات والوفيات دون الزواج وانحالله.
وتسليم الشخص رسوم والدته عندما يكون خاضعا لنظامها دون اإلشارة إلى حالته العائلية
(متزوج ،أرمل ،أو مطاق).
غير أن المشرع تدخل لتمديد نظام الحالة المدنية إلى واقعتي الزواج وانحالل ميثاق الزوجية
من جهة ،ولتحقيق االنسجام بين قانون الحالة المدنية ومدونة األسرة من جهة ثانية .فالمادة
22من القانون _ 37 .99المتعلق بالحالة المدنية تقضي بإرسال نظير من رسم الزواج أو ثبوت
الزوجية إلى ضابط الحالة المدنية لمكان والدة كل من
الزوجين .وانسجاما مع هذه المقتضيات ،تنص المادة 68من مدونة األسرة على تسجيل نص
عقد الزواج في السجل المعد لذلك لدى قسم قضاء األسرة وعلى أن يوجه ملخصه إلى ضابط
الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين مرفقا بشهادة التسليم داخل أجل خمسة عشر يوما من
تاريخ الخطاب عليه.2
وإذا لم يكن ألحد الزوجين أو لكليهما محل والدة بالمغرب ،يوجه ملخص عقد الزواج إلى وكيل
الملك بالمحكة االبتدائية بالرباط ،وذلك بغاية تمكين هذا األخير من تحديد الجهة التي يسجل
أمامها عقد الزواج ليضمن بياناته بسجالت الحالة المدنية.3
يمكن للمواطن المغربي المقيم بالخارج (خاصة في الدول الغربية) أن يتروج طبق اإلجراءات
الشكلية الجاري بها العمل في دولة اإلقامة إذا توفر اإليجاب والقبول واألهلية والولي عند
االقتضاء ،وانتفت الموانع الشرعية ولم ينص عل إسقاط الصداق ،وحضر هذا الزواج شاهدين
مسلمين ،مع مراعاة أحكام المادة 21وما بعدها والمتعلقة بموافقة النائب الشرعي في زواج
القاصر.1
من خالل هذه المقتضيات ،يتضح أن زواج المغاربة بالخارج ال يبرم عل غرار ما يجري به العمل
في المغرب ،فهذا الزواج يبرم وفق الشروط الشكلية لبلد اإلقامة والشروط الموضوعية
المنصوص عليها في المادة 14من مدونة األسرة ،فإخضاع زواج المغارية بالخارج لإلجراءات
المحلية لبلد اإلقامة ينسجم مع مبادئ القانون الدولي الخاص التي تنص على خضوع شكل
التصرف لمحل إبرامه ( )...ويالحظ أيضا أن المشرع أضاف إلى الشروط الشكلية المحلية إلبرام
الزواج شكلية حضور شاهدين من عموم المسلمين مهما كانت جنسيتهما.2
بعد إبرام الزواج طبقا للشروط الشكلية لبلد اإلقامة ،البد من بعض اإلجراءات التي يجب القيام
بها من أجل االعتراف بهذا الزواج من قبل السلطات المغربية .فعلى المغاربة الذين أبرموا عقود
زواجهم طبقا للقانون المحلي لبلد إقامتهم أن يودعوا نسخة منها بالمصالح القنصلية المغربية
التابع لها محل إبرامه داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ إبرامه ،أو إرساله إلى الوزارة المكلفة
بالشؤون الخارجية إذا لم توجد هذه المصالح.3
.1إملوإنع إملؤبدة:
1إدريس إلفاخوري ،تطبيق مدونة إلرسة يف إملهجر ،ندوة دولية ،تنظمي خمترب إلبحث يف قانون إلرسة وإملهجر ،ص.150
2محمد إلشافعي ،رشح مدونة إلرسة ،مرجع سابق ،ص.102
3محمد مرسإر ،نظرية إحلق وتطبيقاهتا يف أحاكم إلرسة ،دإر إلكتب إلعلمية ،ص.254
114
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وهي الموانع التي ال يمكن أن ترتفع ،وال يجوز للرجل أن يتزوج بامرأة تتصف بها أبدا ،وهي ثالثة:
لقد ذكرت مدونة األسرة المحرمات بسبب النسب في المادة 36حيث جاء فيها" :المحرمات
بالقرابة أصول الرجل وفصوله وفصول أول أصوله وأول فصل من كل أصل وإن عال".1
فقد تناولت هذه المادة المحرمات عل الرجل بمانع النسب وهن سبعة أصناف:
األم ،البنت ،األخت ،العمة ،الخالة ،بنت األخ ،بنت األخت .لما جاء في قوله تعالى﴿ :
.2﴾
تناول هذه المادة أيضا المحرمات بسبب المصاهرة وهن أربعة أصناف ،ثالثة يحرمن بالعقد
عليهن دخل بهن أو لم يدخل ،وواحدة تحرم بالدخول.
الصنف األول :زوجة األب والجد وإن عال ،لقوله تعالى ﴿ :
.3﴾
الصنف الثاني :زوجة االبن وابن االبن وإن سفل ،لقوله تعالى ﴿ :
.4﴾
.5﴾
الصنف الثالث :أم الزوجة وجدتها وإن علت ،لقوله تعالى ﴿
الصنف الرابع :ال تحرم إال بالدخول وهي بنت الزوجة وإن سفلت ،لقوله تعالى ﴿ :
.1﴾
جاء في المادة " :38يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب والمصاهرة .يعد الطفل الرضيع
خاصة ،دون إخوته وأخواته ولدا للمرضعة وزوجها .ال يمنع الرضاع الزواج ،إال إذا حصل داخل
الحولين األولين قبل الفطام".2
المحرمات بالرضاع هن المحرمات بالنسب باإلجماع ،وبالمصاهرة عند الجمهور ،ويشمل ذلك
األصناف التالية :األم بالرضاع ،والبنت بالرضاع ،واألخت بالرضاع ،والعمة بالرضاع ،والخالة
بالرضاع ،وبنت األخ بالرضاع ،وبنت األخت بالرضاع ،وزوجة األب بالرضاع ،وزوجة االبن بالرضاع،
وأم الزوجة بالرضاع ،وبنت الزوجة بالرضاع .إلجماع العلماء عل أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من
النسب.3
.2إملوإنع إملؤقتة:
تشتمل المادة 39من مدونة األسرة المغربية عل سبعة موانع مؤقتة من الزواج:
حيث جاء فيها" :الجمع بين أختين ،أو بين امرأة وعمتها أو خالتها من نسب أو رضاع" .4لقد
وافقت مدونة األسرة في مانع الجمع ما ذكر في الفقه اإلسالمي ،حيث اتفق الفقهاء عل أنه ال
عمتها أو خالتها لثبوت ذلك عنه -عليه الصالة والسالم -من حديث أبي هريرة ،وتواتره عنه -
عليه ألصالة وألسالم -من أنه نهى ﷺ أن يجمع بين ألمرأة وخالتها وبين ألمرأة وعمتها".3
والمراد به الزيادة في الزوجات عل العدد المسموح به شرعا ،فقد اتفق العلماء عل جواز نكاح
أربعة نساء ،وأما فوق األربع فإن الجمهور اتفقوا عل أنه ال تجوز الخامسة ،4لقوله تعالى:
والمراد به حدوث الطالق بين الزوجين ثالث مرات ،فهذا يمنع الزوج من العقد عليها مرة أخرى
بعد الطالق الثالث ،حتى تتزوج زواجا طبيعيا بزوج آخر فدخل بها دخوال يعتد به شرعا ،ثم
يطلقها بنحو طبيعي ،ثم تنقضي عدتها ،وعندئذ يجوز لها أن تعود إلى األول ،فتبطل الثالث
السابقة ،ويملك عليها ثالثا جديدة ،ودليله قوله تعالى ﴿ :
.7﴾ وقوله تعالى ﴿ :
.8﴾
1إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج ،3ص.66
[ 2سورة إلنساء ،إلآية]23 :
3أيب دإود ،سنن أيب دإود ،مرجع سابق ،ابب ما يكره أن جيمع بيهنن من إلنساء ،ج ،2ص ،240حديث رمق .2066
4بوقندورة سلامين ،إلروإئع إلفقهية يف إلحوإل إلشخصية ،رشح قانون إلرسة ،إلباب إلول إلزوإج وإحنالهل ،ص.155
[ 5سورة إلنساء ،إلآية]3 :
6مدونة إلرسة إملادة .39
[ 7سورة إلبقرة ،إلآية]229 :
[ 8سورة إلبقرة ،إلآية]228 :
117
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
مائع الكفر :والمقصود بمانع الكفر زواج المسلمة بغير المسلم ،وزواج المسلم بغير المسلمة
ما لم تكن كتابية .1فزواج المسلمة بغير المسلم ال يجوز مطلقا ودليل ذلك قوله تعالى :
.2﴾ أما زواج المسلم بالوثنية والملحدة فقد أجمع العلماء
مانع الزواج :وهو وجود المرأة في زواج مع رجل آخر ،وهذا يمنع التزوج بها ما دامت في عصمة
رجل آخر.5
مانع العدة :والمراد به وجود المرأة في عدة ،والعدة هي زمن قدره الشارع عالمة على براءة الرحم
مع نوع من التعبد ،وقد اتفق العلماء على أن العدة تمنع النكاح سواء كان نكاحا صحيحا أو
نكاح شبهة.6
1عبد هللا بن إلطاهر إلسويس ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ،مرجع سابق ،ص.139
[ 2سورة إلبقرة ،إلآية]219 :
[ 3سورة إلبقرة ،إلآية]219 :
4محمود محمد عيل أمني إلزمناكويل ،إلعالقات الاجامتعية بني إملسلمني وغري إملسلمني يف إلرشيعة إلسالمية ،كتاب –
انرشون – بريوت – لبنان ،ص.295
5محمد أمني إلضناوي ،إحلالل وإحلرإم يف إللقاء بني إلزوجني عىل ضوء إلكتاب وإلس نة ،دإر إلكتب إلعلمية ،بريوت –
لبنان ،2004 ،ص.95
6عبد هللا بن إلطاهر إلسويس ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ،مرجع سابق ،ص.196
118
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
.1تعريف إلتعدد
يقصد بالتعدد في اللغة هو :اإلكثار .1
وقد نظم المشرع المغربي إجراءات التعدد والقيود الواردة عليه ضمن الباب الذي خصصه
للموانع المؤقتة من الزواج من المادة 40الى 46من مدونة األسرة ،باإلضافة الى البند الثاني
من المادة 39من ذات المدونة مع العلم ،أن التعدد ال يندرج في باب المحرمات.
وهي الفترة التي تلت صدور مدونة األحوال الشخصية الملغاة ،إذ لم يكن التعدد مقيدا بأي
قيد حيت كان للزوج أن يعدد زوجاته الى حدود األر بع .على ما يستفاد من الفصل 29من مدونة
األحوال الشخصية الملغاة الذي أ كتفى باإلشارة فقط الى أن من باب المحرمات حرمة مؤقتة
"الزيادة في عدد الزوجات المسموح "وأضاف البند من الفصل " 30إذا خيف عدم العدل بين
الزوجات لم يجز التعدد" ،وهذا المقتضى يخاطب ضمير الزوج ،كان مجرد توجيه أخالقي وديني
يفتقر إلى الجزاء القانوني الذي يؤيده على مستوى القضائي.4
من ضمن المستجدات التي جاء بها الظهير المعدل والمتمم لمدونة األحوال الشخصية الملغاة
هو ما تضمنه الفصل " 30يجب إشعار الزوجة األولى برغبة الزوج عليها والثانية التي يروم
الزواج بها أنه متزوج" ،وكذلك طلب اإلذن من القاضي الذي ال يسمح بالتعدد إال إذا ظهر له أن
الزوج سيعدل بين زوجاته وهو إجراء يقتضي البحث في الوضعية المادية للزوج الراغب في
التعدد ال غير.
.3رشوط إلتعدد
اشترطت مدونة األسرة عدم الزيادة على العدد المسموح به شرعا .ومنع التعدد إذا خيف عدم
العدل ،وعدم وجود شرط يمنع التعدد من طرف الزوجة واستلزم المشرع وجود مبرر موضوعي
استثنائي للتعدد وتوفر الزوج على موارد كافية إلعالة أسرتين.1
تقضي المادة 40من مدونة األسرة على أنه" :يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل بين الزوجات،
كما يمنع في حالة وجود شرط من الزوجة بعدم التزوج عليها".
من خالل هاته المادة يمكن للمرأة أن تشترط على زوجها أن ال يتزوج عليها وهو ما كانت تنص
أما المدونة األسرة الحالية جاءت بصيغة المنع ،حيث يمنع كليا أن يتزوج على زوجته إذا
اشترطت عليه عدم التزوج عليها ،حتى ولو كان المبرر موضوعي استثنائي ويستطيع اإلنفاق
على زوجته ويمكنه العدل بنهما لم يربط هذا الشرط بشيء ،بل إن الزوج ال يمكنه حتى تقديم
طلب اإلذن بذلك للمحكمة كما تقرر في المادة 42من مدونة التي نصت على أنه" :في حالة عدم
وجود شرط االمتناع عن التعدد ،يقدم الراغب فيه طلب اإلذن بذلك إلى المحكمة" ،وأن شرط
عدم التعدد هو حق خالص للزوجة ،فيجب عليها أن تتمسك به كما يمكن لها أن تتنازل عنه
إن ارتأت ذلك ،مادامت إرادتها حرة سليمة من كل ضغط أو إ كراه من ثمة فمن المفروض أنه
ليس للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها أو تسأل الزوجة عنه.3
وحسب المادة 65من مدونة األسرة ،فاإلذن بالتعدد بالنسبة للزوج عنصر أساسي من عناصر
الزواج فالقاضي له كامل السلطة التقديرية في تقدير وجود العدل بين الزوجات أم عدمه من
خالل القرائن حسب المادة " :40يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل بين الزوجات".
والعدل المرجو تحقيقه -حسب أغلبية الفقه اإلسالمي -هو العدل الظاهر المستطاع الذي
يكمن في المساواة بين مختلف الزوجات في االنفاق والمبيت وحسن المعاشرة ...ألن العدل غير
المستطاع ال يدخل في قدرة اإلنسان واختياره كالمساوة في المحبة الباطنية وهللا عز وجل بين
.1﴾
ذلك بوضوح عندما قال ﴿ :
ليستفيد الراغب في التعدد من إذن المحكمة ،البد له أن يثبت لها المبرر الموضوعي االستثنائي
الذي قد يكون مصلحة مشروعة (ككون الزوجة األولى عقيما ،أو أصيبت بمرض عضال ،أو بلغت
سن اليأس مبكرا) ولقد سبق ألقسام قضاء األسرة ببعض المحاكم االبتدائية أن قضت باإلذن
بالتعدد على أساس إصابة الزوجة األولى بعجز جنسي جعلها مريضة ال تعاشر زوجها ،2أو أن
الزوجة األولى مريضة وال تستطيع القيام بشؤون بيت الزوجية.3
تنص الفقرة الثانية من المادة 42من مدونة األسرة :على أن يكون طلب اإلذن بالتعدد مرفقا
بإقرار عن الوضعية المادية للراغب في الزواج من امرأة ثانية ،ألن من ضمن الشروط التي يلتزم
بها طالب التعدد أن تكون له موارد كافية إلعالة األسرتين ،األولى والثانية ،وضمان جميع الحقوق
من نفقة وإسكان وما يعتبر من الضروريات وتكاليف التعليم لألوالد والسكنى وتكاليفها كما
أن المادة 51من مدونة تقضي بأن العدل والتسوية من حقوق الزوجات على أزواجهن عند
التعدد.4
تنص المادة 42من مدونة األسرة" :في حالة عدم وجود شرط االمتناع عن التعدد ،يقدم الراغب
فيه طلب اإلذن بذلك إلى المحكمة.
يجب أن يتضمن الطلب بيان األسباب الموضوعية االستثنائية المبررة له ،وأن يكون مرفقا
يستفاد من خالل مضمون هاته المادة أن أول خطوة يقوم بها الزوج الذي يريد الزواج بزوجة
ثانية ،أن يقدم طلبا لإلذن له بذلك إلى قسم قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية المختصة مكانيا
للنظر في هذا الطلب.1
يقدم طلب اإلذن الى المحكمة وفق اإلجراءات العادية التي تحكم الطلبات القضائية ،كما ينظمها
قانون المسطرة المدنية من خالل مقتضيات الفصل 31وما يليه منه ،باإلضافة إلى الطلب
األسباب المبررة ومرفقا بما يثبت وضعيته المادية.
نصت مدونة األسرة على أنه" :تستدعي المحكمة الزوجة المراد التزوج عليها للحضور .فإذا
توصلت شخصيا ولم تحضر أو امتنعت من تسلم االستدعاء ،توجه إليها المحكمة عن طريق
عون كتابة الضبط إنذارا تشعرها فيه بأنها إذا لم تحضر في الجلسة المحدد تاريخها في اإلنذار
فسيبث في طلب الزوج في غيابها.
كما يمكن البت في الطلب في غيبة الزوجة المراد التزوج عليها إذا أفادت النيابة العامة تعذر
الحصول على موطن أو محل إقامة يمكن استدعاؤها فيه.
إذا كان سبب عدم توصل الزوجة باالستدعاء ناتجا عن تقديم الزوج بسوء نية لعنوان غير
صحيح أو تحريف في اسم الزوجة ،تطبق على الزوج العقوبة المنصوص عليها في الفصل
361من القانون الجنائي بطلب من الزوجة المتضررة".1
يتضح من خالل المادة أنه بعد تقديم الطلب باإلذن بالتعدد تستدعي المحكمة الزوجة للحضور
أمامها ،فإن توصلت شخصيا ولم تحضر أو امتنعت من تسلم االستدعاء فعلى المحكمة
استدعاؤها مرة ثانية عن طريق عون كتابة الضبط على شكل إنذار تشعرها فيه بأنها إذا لم
تحضر في الجلسة المحددة ستبت المحكمة في طلب الزوج في غيبتها.2
والجدير بالذكر أن المدونة نصت على التوصل الشخصي باالستدعاء كما يمكن للمحكمة البث
في طلب التعدد في غياب الزوجة إذا أفادت النيابة العامة تعذر الحصول على موطنها ،أو محل
إقامتها الذي يمكن استدعاؤها فيه.
غير أنه إذا تعذر توصل الزوجة نتيجة إدالء الزوج بعنوان غير صحيح أو تحريف في اسمها بسوء
نية ،فيتعرض في هذه الحالة للعقوبة المنصوص عليها في الفصل 361من القانون الجنائي،
بشرط أن تطلب الزوجة المتضررة بذلك.3
أما إذا ثبت سوء نية الزوج في حصوله على اإلذن بالتعدد فتطبق المادة 66اآلتية.
تم النص على هذا اإلجراء ضمن مقتضيات المادة 44من مدونة األسرة وقد جاء فيها أنه" :تجري
المناقشة في غرفة المشورة بحضور الطرفين .ويستمع إليهما لمحاولة التوفيق واإلصالح،
بعد استقصاء الوقائع وتقديم البيانات المطلوبة.
للمحكمة أن تأذن بالتعدد بمقرر معلل غير قابل ألي طعن ،إذا ثبت لها مبرره الموضوعي
االستثنائي ،وتوفرت شروطه الشرعية ،مع تقييده بشروط لفائدة المتزوج عليها وأطفالهما".4
أن المحكمة ملزمة بإجراء مقابلة بين الزوجين بشأن التعدد ،1وتجرى تلك المقابلة في غرفة
المشورة بعيدا عن الحضور لالطالع على موقف كل منهما عن التعدد الذي يطلب الزوج اإلذن
به في حالة الخالف بين الطرفين ،تجرى المحكمة محاولة للتوفيق واإلصالح بينهما بالكيفية التي
ترتئيها بعد استقصاء الوقائع وتقديم البيانات المطلوبة بحيث إما أن يعدل الزوج عن طلب
اإلذن بالتعدد أو تسمح له الزوجة بذلك أو يستمر الخالف قائما بينهما حيث يتمسك كل منهما
بموقفه في حالة سماح الزوجة للزوج بالتعدد أو استمرار الخالف بين الطرفين للمحكمة أن تأذن
بالتعدد إذا ثبتت لها شروطه المنصوص عليها ضمن مقتضيات المادة 41من مدونة األسرة
والمتمثلة أساسا في المبرر الموضوعي االستثنائي والقدرة المالية الكافية إلعالة أسرتين يجب
أن يكون اإلذن بالتعدد معلال .
ال يقبل اإلذن بالتعدد أي طعن ،وبمفهوم المخالفة ،فإن عدم اإلذن بالتعدد يقبل الطعن أمام
محكمة االستئناف وقرار هذه األخيرة يقبل الطعن بالنقض أمام محكمة النقض وحسب الفقرة
األخيرة من المادة 44أعاله للمحكمة أن تأذن بالتعدد مع تقييده بشروط لفائدة الزوجة واألطفال
كتخصيصهم بسكن مستقل بهم أو تسديد مبالغ النفقة الواجبة.
قد يثبت للمحكمة من خالل المناقشات ،بل ومنذ الوهلة األولى ،تعذر استمرار العالقة الزوجية
بين الطرفين ولو عن طريق محاولة اصالح ذات البين بينهما ،وفي هذه الحالة األخيرة ،إذا طالبت
الزوجة بتطليقها من زوجها ،حددت المحكمة للزوج مبلغا ماليا الستيفاء كافة حقوق الزوجة
وأوالدهما الذين الزال الزوج ملزما من الناحية القانونية باإلنفاق عليهم 2مع العلم أن عدم إيداع
المبلغ المذكور داخل أجل سبعة أيام يعتبر تراجعا من عن طلب اإلذن بالتعدد ،وهو أجل جد
قصير يندرج بدوره في إطار التشدد في القيود على اإلذن بالتعدد ،والذي اتخذه المشرع كهدف
له.
وتصدر المحكمة بمجرد إيداع المبلغ حكما بالتطليق ال يقبل الطعن في الجزء المتعلق بإنهاء
العالقة الزوجية ولكن يقبل الطعن في ما يتصل بالمستحقات .وقد نص المشرع على هذه
اإلجراءات في المادة 45من المدونة.
وهذا بالضبط ما قرره المشرع من خالل الفقرة األخيرة من المادة 45التي تنص على" :فإذا
تمسك الزوج بطلب اإلذن بالتعدد ،ولم توافق الزوجة المراد التزوج عليها ،ولم تطلب
التطليق طبقت المحكمة تلقائيا مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المواد 94إلى 97
بعده".1
حيث إذا أصر الزوج وتمسك بطلبه الرامي إلى اإلذن له بالتعدد ولم توافق الزوجة المراد التزوج
عليها ،ولم تطالب بتطليقها ،طبقت المحكمة من تلقاء نفسها مسطرة الشقاق المنصوص عليها
في المواد (من 94الى .)97
نصت مدونة األسرة على آخر إجراء من اإلجراءات الشكلية في حالة موافقة الزوجة على التعدد
ورضاها وإعطاء اإلذن من طرف القاضي األسرة للزوج على ما يلي" :في حالة اإلذن بالتعدد ،ال
يتم العقد مع المراد التزوج بها إال بعد إشعارها من طرف القاضي بأن مريد الزواج بها متزوج
بغيرها ورضاها بذلك.
هذه المادة تتضمن إجراء حمائي خاصا للمرأة المراد التزوج بها ،وذلك بوجوب إشعارها بأن
الراغب في االقتران بها ،متزوج بغيرها ،مع وجوب تضمين هذا االشعار ورضاها في محضر رسمي.
بخالف مدونة األحوال الشخصية التي لم تعر لموضوع الشروط اإلرادية اهتماما كبيرا ،فإن
مدونة األسرة قد نظمت الشروط اإلرادية المرتبطة بالزواج أساسا من خالل المواد 47و 48و49
منها ،باإلضافة إلى نصوص أخرى متفرقة داخل المدونة ومن ذلك مثال:
المادة 40وتخص شرط عدم التعدد والتي تعترف صراحة بصحة شرط عدم الزواج ،والمادتان
98و 99تخصان طلب التطليق من طرف الزوجة إلخالل بشرط من شروط عقد الزواج.
يتعلق النصان األول أي المادتان 47و 48من المدونة بالشروط اإلرادية عموما ويتعلق النص
األخير من المادة 49من نفس القانون باالتفاقات الخاصة بتدبير األموال المكتسبة أثناء قيام
الزوجية ،ونتوقف مع المادتان 47و 48من المدونة:
تنص المادة 47من مدونة األسرة على أنه" :الشروط كلها ملزمة ،إال ما خالف منها أحكام
العقد ومقاصده وما خالف القواعد اآلمرة للقانون فيعتبر باطال والعقد صحيحا".
وتنص كذلك المادة 48من المدونة على أنه" :الشروط التي تحقق فائدة مشروعة لمشترطها
تكون صحيحة وملزمة لمن التزم بها من الزوجين.
إذا طرأت ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العيني للشرط مرهقا ،أمكن للملتزم به أن
يطلب من المحكمة إعفاءه منه أو تعديله ما دامت تلك الظروف أو الوقائع قائمة ،مع مراعاة
أحكام المادة 40أعاله".
فاألولى إذا وردت في العقد تكون باطلة ويبقى العقد صحيحا مثال أن يشترط الزوج عدم
المعاشرة بالمعروف ،أو أن تشترط الزوجة على زوجها عدم اإلنجاب منه أو عدم اإلرث منه أو
تشترط الكتابية توريثها من زوجها المسلم.
أما الثانية في الشروط المحققة لمصلحة مشروعة لمشترطها فتكون نافذة وملزمة لمن التزم
بها من الزوجين كاالشتراط الزوجة عدم اسكانها مع اهله او عدم التزوج عليها وعليه فاالتفاق
على وضع هذه الشروط في عقد الزواج يعتبر صحيحا ألنه ال ينافي النظام الشرعي لعقد الزواج
ومقاصده.
وتنفيذ هذه الشروط الملزمة قد يستغرق مدة زمنية طويلة ،وقد يبقى قائما طيلة الحياة
الزوجية ،وهو ما قد تستجد معه ظروف تجعل من العسير على الملتزم الوفاء بالشرط.
لذلك نص المشرع على أنه إذا طرأت ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العيني لهذه الشروط
المشروعة مرهقا للملتزم بها ،أمكن لهذا األخير أن يلجأ إلى المحكمة ويطلب إما إعفاءه منها أو
تعديلها ،مع استثناء شرط عدم التعدد الذي يمكن التحلل منه إال بالتنازل عنه من الزوجة التي
اشترطته.
األصل والمقرر شرعا هو مساواة المرأة والرجل في األحكام الشرعية ،لعمومات الخطابات
التشريعية في القرآن والسنة ،وألن مناط التكليف باألحكام الشرعية واحد ،وهو العقل والبلوغ،
وبناء عليه للزوجين بمقتضى عقد الزواج أربع حقوق مشتركة تحقق مقاصد الزواج أو تكون
ثمرة لها ،وهذه الحقوق قائمة على مبدأ المساوة المقرر شرعا في النواحي المادية والمعنوية
صلى هللا عليه وسلم ((أنما ألنساء شقائق ألرجال)) 2ومن بين هاته الحقوق :
وهو أن كل واحد منهما يحسن معاشرة اآلخر ،فيخلص له سرا وعالنية ،ويحاول قدر طاقته أن
يدخل السرور على نفسه ،وأن يزيل عنه ما عسى أن يطرأ عليه من أ كدرا الحياة وأالمها قال
اآلخر من حسن المخاطبة واحترام الرأي والتسامح والتعاون قال سبحانه وتعالى﴿ :
.4﴾
وحسن العشرة معنى ينبعث من قلب أحدهما إلى قلب اآلخر فيمألن الحياة الزوجية استقرارا
وسعادة.
االستمتاع حق مشترك بين الزوجين فينبغي للزوجة أن تعف زوجها ،وال تعرضه للفتنة
والتطلع إلى غيرها بمنع نفسها منه ،وقد حذر الني صلى هللا عليه وسلم من ذلك ،وبين الحديث
أن امتناع المرأة إذا طليها زوجها للفراش يستوجب غضب هللا والبيات في لعنة المالئكة ،وأمر
النبي صلى هللا عليه وسلم الرجل إذا رأى امرأة ،فوجد في نفسه شيئا ،أن يأتي أهله فإنه يضمر
ما في نفسه ،فلو منعت المرأة زوجها في هذه الحالة ،تجره إلى االنحراف والفاحشة والتطلع لغيرها.
وكذلك الزوج يجب أن يعف زوجته إن كان قادرا على ذلك بحيث ال تتطلع إلى غيره ،ففي
َ
الصحيح ،حديث عبد هللا بن عمرو والمتقدمَ (( :وأ هن ِلز ْو ِج َ
ك عليك حقا)).1 ِ
ويقضى للزوجة بحقها في الوطء إذا تضررت بتركه ،بما يعفها ،إذا كان الزوج قادرا عليه ،من غير
تحديد بعدد من المرات في اليوم الن هذا يختلف من شخص الى آخر حسب القدرة الجسمية
والنفسية.2
واالستمتاع هو أحد مقاصد النكاح ،والمرأة سكن لزوجها وهو أيضا سكن لها قال سبحانه وتعالى:
﴿
.3﴾
فيحرم على الرجل أن ينكح أم زوجته ولو لم يكن دخل بها كما يحرم عليه أن يتزوج بابنتها إن
كان قد دخل بها ويحرم عليه أن يجمع بينها وبين أختها أو عمتها أو خالتها أو بنت أخيها أو بنت
أختها ،كما يحرم على الزوجة أن تنكح -بعد طالقها من زوجها -أب الزوج وإن عال ،وابن الزوج
وإن نزل.4
1محمد بن إسامعيل إلبخاري إجلعفي أبو إسامعيل ،حصيح إلبخاري ،مرجع سابق ،ابب :لزوجك عليك حقا ،ج،5
ص.1995
2عيل بن إسامعيل إلقايض ،إلرسة يف إلسالم أحاكهما وأآدإهبا ،مكتبة أولد إلش يخ ،إلبحث إلفائز ابجلائزة إلوىل يف
مسابقة إدلعوة وإلفقه إلساليم لس نة 1423ه ،ص.77
[ 3سورة إلروم ،إلآية]20 :
4أبو بكر بن حسن بن عبد هللا إلكش ناوي 1397ه ،أسهل إملدإرك رشح إرشاد إلساكل يف مذهب إمام إلمئة ماكل"،
دإر إلفكر بريوت ،إلطبعة إلثانية ،ج ،1ص.375
129
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
من الحقوق المشتركة المترتبة على الزواج التوارث بين الزوجين ،فإذا مات أحدهما والزواج
قائم ،ورثه اآلخر.
فبالنسبة للزوج قال هللا تعالى ﴿ :
1
﴾
أما الزوجة قال هللا تعالى ﴿ :
.2﴾
األوالد هم ثمرة الحياة الدنيا ،والهدف الذي ترمي إليه الشريعة اإلسالمية من تكوين األسرة،
وهم الحجر األساس الذي يقوم عليه الوجود البشري.
وقد أولى التشريع اإلسالمي عناية كبيرة بهم ،وخصهم بجانب عظيم من االهتمام فشرع للولد
من األحكام ما يحفظ آدميته ويصون إنسانيته منذ كان جنينا في بطن أمه ،وبعد والدته ،وحصنه
من الضياع وثبت نسبه إلى أبويه ،ليجلي عنه العار ،وأوجب على الوالدين الحقوق لألبناء،
إلعطائهم إياها وللمحافظة عليهم من الهالك.3
قال -تعالى ﴿
والمقصود هنا ربط الولد منذ تعلقه بأصول اإليمان والعقيدة ،وتعويده على أركان اإلسالم،
وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة اإلسالمية ،ألنها الركيزة األساسية التي يجب على اآلباء
أن يوجهوا اهتمامهم إليها ،وعلى األب أن يسمع ولده أول ما يسمعه كلمة ال إله إال هللا -أي
لفظ التوحيد -لكي تكون كلمة التوحيد أول ما يقرع أسماعه ،ومن ثم تعليمه مبادئ الشريعة
اإلسالمية التي تتناول الحالل والحرام ،ومن ثم العبادات ،فإذا كبر الطفل على ذلك لم يتزعزع
بالدجل اإللحادي.1
حق لكل من الزوجين واألوالد ،إذا كان االنتماء في الظاهر لألب ،باعتباره ثمرة الحياة الزوجية
ونعمة من نعم هللا تعالى على عباده ،منعا من الضياع والتشرد 2لقوله تعالى ﴿
3﴾ الحضانة
هي اصطالحا :القيام بتربية الصغير ورعاية شؤونه وتدبير طعامه وملبسه ونومه وتنظيفه في
سن معينة ،ممن له حق تربيته وحفظه شرعا والزوجة األم أحق الناس بالحضانة مصدقا لقول
نت أحق به ما لم تنكحي)).4
الرسول ﷺ ((أ ِ
ت .3.التسمية الحسنة للطفل
تسمية المولود اسما حسنا ،ويسمى المولود في اليوم السابع من والدته :قال رسول هللا ﷺ
((كل غالم مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ،ويسمى فيه ويحلق رأسه)).5
قال رسول هللا ﷺ ((أن أحب أسمائكم ألى هللا عز وجل عبد هللا وعبد ألرحمن)).
1انرص أمحد إخلوإدلة ،إلفكر إلرتبوي عند إلمام إلغزإيل ،دإر إلايم للنرش وإلتوزيع ،ص.142
2وهبة إلزحييل ،إلرسة إملسلمة يف إلعامل إملعارص ،مرجع سابق ،ص.106
[ 3سورة إلفرقان ،إلآية]54 :
4سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي إلسجس تاين أبو دإود" ،سنن أيب دإود" ،ج ،2ابب
من أحق ابلودل ،حديث رمق [ ]2276ص.283
5سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي إلسجس تاين أبو دإود" ،سنن أيب دإود" ،ج ،3ابب
يف إلعقيقة ،حديث رمق [ ]2838ص.106
6شريين زهري أبو عبدو ،معامل إلرسة إملسلمة يف إلقرأآن إلكرمي ،مرجع سابق ،ص.80
131
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
✓ زواج اتفق الفقهاء على فساده :كالزواج بإحدى المحارم من نسب أو رضاع أو مصاهرة.
✓ وزواج اختلف الفقهاء في فساده :وهو ما يكون فاسدا عند المالكية وصحيحا عند بعض
الفقهاء بشرط أن يكون الخالف قويا ،كزواج المريض فإنه ال يجوز ،على المشهور عند
مالك ،فإن كان الخالف ضعيفا كزواج المتعة ،وزواج المرأة الخامسة ،كان من المجمع
على فساده.
رفعا للمعصية ،فإن تم الفسخ فليس للمرأة شيء ،سواء أ كان العقد متفقا على فساده أم
مختلفا في فساده؛ ألن القاعدة الكلية تقول« :كل نكاح فسخ قبل ألدخول ،فال شيء فيه ،كان متفقا
على فساده أو مختلفا فيه ،كان ألفساد لعقده أو لصدأقة أو لهما ،»2فليس الفسخ قبل الدخول مثل
الطالق قبل الدخول في الزواج الصحيح .فال شيء من الصداق بالفسخ قبل الدخول ،إال في نكاح
الدرهمين ،أو ما قل عن الصداق الشرعي إذا امتنع الزوج من إتمامه ،ففسخ قبل الدخول ،ففيه
نصفهما على قول ،وإال في حال ادعاء الزوج الرضاع مع المرأة ،ولم يدخل بها ،ففسخ إلقراره
بالرضاع ،فيلزمه نصف المسمى ،التهامه أنه قصد فراقها بال شيء.
أ .1.نوع يجب فسخه أبدا وإن طال الزمان بعد الدخول:
وهو ما يكون الفساد فيه لخلل في الصيغة أو في العاقدين أو في محل العقد ،كالزواج بإحدى
المحارم من نسب أو رضاع أو مصاهرة ،وزواج المتعة ،والزواج بأكثر من أريع زوجات ،والزواج
1محمد بن أمحد إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج ،2ص.31
2أمحد بن أمحد إجلكين إلش نقيطي" ،موإهب إجلليل من أدةل خليل" ،دإر إلكتب إلعلمية ،ج ،3ص.46
3وهبة إلزحييل ،إلفقه إلساليم وأدلته ،مرجع سابق ،ج ،7ص.114
132
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
بغير ولي أو بغير شهود ،وزواج مريض الموت ،فنكاح المريض ال يجوز في المشهور عن مالك،
ويفسخ وإن صح.
وهو ما كان الفساد فيه بسبب فساد الصداق ،كالزواج بدون صداق ،أو بصداق مجهول ،أو
كان الفساد بسبب اقتران العقد بشرط يناقض المقصود من الزواج ،مثل الزواج بشرط أال
يعاشرها ليال أو نهارا ،أو أال ينفق عليها ،أو أال يقسم لها مع زوجته الثانية.
أ .3.ونوع يجب فسخه إن لم يطل الزمان بعد الدخول ،وال يفسخ إن طال الزمن :وهو
والمهر المستحق :هو المسمى إن كان مسمى ،أو مهر المثل إن لم يسمى تسمية صحيحة،
1محمد حسن أبو حيىي ،أحاكم إلزوإج يف إلرشيعة إلسالمية :درإسة فقهية مقارنة بقانون إلحوإل إلشخصية إلردين ،دإر
ايفا إلعلمية للنرش وإلتوزيع ،إلطبعة إلوىل ،ص.181
2وهبة إلزحييل ،إلفقه إلساليم وأدلته ،مرجع سابق ،ج ،7ص.114
133
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
يثبت نسب الولد بأبيه إن كان العقد مختلفا في فساده ،وكذا إن كان متفقا على فساده ،ولم
يعتبر الوطء زنا ،إذا لم يكن الرجل عالما بالحرمة .فإن كان عالما بالحرمة اعتبر زنا ووجب الحد،
وال يثبت النسب.1
وعليه يندرئ الحد عن الواطئ في نكاح المعتدة ،وذات الرحم المحرم ،والرضاع ،إن كان غير عالم
بالحرمة ،فإن علم بأنها ذات محرم أو ذات رضاع أو أنها معتدة أو أنها خامسة ،حد ،إال المعتدة
أي العالم بأنها معتدة ،ففي حده قوالن.
وال حد في الوطء بناء على عقد اختلف فيه العلماء ،كنكاح المحرم بحج أو عمرة ،والشغار ،وتزويج
المرأة نفسها بدون ولي.
يثبت اإلرث بين الرجل والمرأة في حال الفساد المختلف فيه :2فلو مات أحدهما قبل فسخ العقد
ورثه اآلخر ،دخل الرجل بالمرأة أو لم يدخل ،وذلك إال زواج المريض مرض الموت ،فإنه ال يجوز
عند المالكية خالفا للجمهور فإنه صحيح؛ ألن سبب فساده هو إدخال وارث في التركة لم يكن
موجودا عند المرض ،فلو ثبت به اإلرث ،لفات الغرض الذي من أجله حكم بفساد العقد.3
وال يثبت حق التوارث في حالة الفساد المتفق عليه؛ ألنه زواج غير منعقد أصال.4
5
ج .ثبوت حرمة المصاهرة
1عبد إلغفور محمد إلبيايت" ،إلقوإعد إلفقهية يف إلحوإل إلشخصية" ،درإسة فقهية يه عبارة عن موسوعة شامةل
للقوإعد إلفقهية إملتعلقة ابلرسة ،دإر إلكتب إلعلمية ،2019 ،ص.614
2وهبة إلزحييل ،إلفقه إلساليم وأدلته ،مرجع سابق ،ج ،7ص.110
3سهيةل زين إلعابدين حامد" ،زوإج إملس يار :هل تنطبق عليه أحاكم إلزوإج وإلطالق وإخللع وإلتعدد يف إلسالم"،
إلعبياكن للنرش وإلتوزيع ،ص.50
4جربيل بن إملهدي بن عيل" ،إلصحة وإلفساد عند إلصوليني أثرهام يف إلفقه إلساليم" ،ص .153
5ويه حترمي إملرأة عىل أصول إلرجل وفروعه ،وحترمي أصول إملرأة وفروعها عىل إلرجل.
134
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
تثبت حرمة المصاهرة بالدخول أو الوطء 1أو مقدماته ،إذا كان العقد مختلفا في فساده.
وكذلك تثبت بهما إذا كان العقد متفقا على فساده ،بشرط أال يعتبر الوطء زنا موجبا للحد،
فإن اعتبر زنا موجبا للحد ال تثبت به حرمة المصاهرة به على المعتمد.
وكذلك مجرد العقد الفاسد المختلف فيه يحرم المرأة على أصول الرجل وفروعه ،ويحرم على
الرجل أصولها؛ ألن العقد على البنات يحرم األمهات ،وال يحرم عليه فروعها؛ ألن العقد على
األمهات ال يحرم البنات ،فإذا دخل باألم حرمت البنت أيضا.2
وجوب العدة إذا دخل الرجل بالمرأة أو اختلى بها خلوة يتمكن فيها من االتصال الجنسي ،ثم
فسخ العقد ،سواء أ كان العقد متفقا على فساده أم مختلفا فيه ،وتبدأ العدة من وقت الفرقة
بينهما بعد الفسخ.3
الزواج الصحيح هو الدي توفرت فيه األركان والشروط التي حددها المشرع من خالل المواد من
11إلى 13من مدونة األسرة.
1إملرإد ابلوطء :ما يشمل إرخاء إلس تور ،ولو تقارروإ عىل عدم إلوطء ،ومثل إلوطء مقدماته.
2وهبة إلزحييل" ،إلفقه إلساليم وأدلته" ،مرجع سابقـ ج ،7ص.115
3محمد حسن أبو حيىي" ،أحاكم إلزوإج يف إلرشيعة إلسالمية" :درإسة فقهية مقارنة بقانون إلحوإل إلشخصية إلردين،
دإر ايفا إلعلمية للنرش وإلتوزيع ،إلطبعة إلوىل ،ص.190
135
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وقد أوضحت المدونة بخصوص الزواج الصحيح بأنه" :إذا توفرت في عقد الزواج أركانه وشروط
صحته ،وانتفت الموانع ،فيعتبر صحيحا وينتج جميع آثاره من الحقوق والواجبات التي
رتبتها الشريعة بين الزوجين واألبناء واألقارب ،المنصوص عليها في هذه المدونة".1
تقوم العالقة بين الزوجين على أساس أنها حق يقابله واجب ،فللزوج حقوق على زوجته ،وعليه
لها واجبات ،2وبذلك تقوم الحياة الزوجية على قواعد االحترام والمودة حتى يكتب لها الدوام
واالستمرارية وطبقا لما تقضي به مدونة األسرة ،تنشأ عن الزواج حقوق وواجبات متبادلة
ومشتركة ،كما أنه هناك حقوق األطفال.
سلكت مدونة األسرة نهجا جديدا في صياغة آثار الزواج بالنسبة للزوجين ،وذلك باعتبارها حقوق
وواجبات متبادلة يتحمل بها كل من الزوجين إزاء اآلخر ،تأكيدا لمبدأ المساواة الذي قامت عليه
نصوص المدونة.3
نصت المادة 51من مدونة األسرة على أن" :الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين:
)1المساكنة الشرعية بما تستجوبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد،
وإحصان كل منهما وإخالصه لآلخر ،بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل؛
)2المعاشرة بالمعروف ،وتبادل االحترام والمودة والرحمة والحفاظ على مصلحة
األسرة؛
)3تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير ورعاية شؤون البيت واألطفال؛
)4التشاور في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسيير شؤون األسرة واألطفال وتنظيم النسل؛
)5حسن معاملة كل منهما ألبوي اآلخر ومحارمه واحترامهم وزيارتهم واستزارتهم
بالمعروف؛
)6حق التوارث بينهما.
-1مسكن الزوجية
يعتبر مسكن الزوجية من مشموالت نفقة الزوج على زوجته في المادتان 168و 169فهو
المكلف باختياره وتهيئته ،فهو العش الذي يجمعهما وأوالدهما ،األمر الذي سيحتم عليهما،
االعتناء ببعضهما داخله ،دون هجره أو اإلعراض عن السكن به ،مادام قد وفره الزوج تبعا
إلمكانياته المادية فهو أساسا من حقوق الزوجة على زوجها.
-2حق االستمتاع
لكل من الزوجين حق االستمتاع باآلخر استجابة لداعي الفطرة ،ورغبة في النسل لتحقيق التكاثر،
واالستمتاع هو حق للزوجين شرعه هللا لهما عند القران الصحيح ،وفق شروط تحفظ صحته وال
تحول دون تحقيق مقاصد الزواج ،يحرم عليهما االستمتاع إذا كانت المرأة حائضا أو نفساء
مصداقا لقوله تعالى ﴿ :
.2﴾
وال يجوز وطء الزوجة إال في الموضع الذي خلقه لذلك ،يقول هللا عزوجل ﴿ :
الزواج يحرم على الزوجين افشاء أسرارهما الزوجية ،وخصوصا التحدث بما يكون بينهما أثناء
1محمد إلزهر ،رشح مدونة إلرسة ،مرجع سابق ،ص 112وما بعدها.
[ 2سورة إلبقرة ،إلآية]220 :
[ 3سورة إلبقرة ،إلآية]220 :
137
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الجماع فعن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه أن النبي ﷺ قال(( :أن من شر ألناس عند هللا منزلة
يوم ألقيامة ألرجل يفضي ألى أمرأة وتفضي أليه ثم ينشر سرها)).1
وهي تقترب من المساكنة الشرعية مادام يقيمان في بيت واحد ويعمالن على إضفاء روح
السكينة والمودة والمحبة داخله ،وإبعاد كل ما ينفر أحدهما من اآلخر لقوله سبحانه وتعالى:
﴿
.2﴾
ولن تكون المودة إال بطاعة وعدم إتيان كل ما ينفر أحدهما من اآلخر ،فالتسامح والصفح عن
الهفوات وأداء الواجب هم سمات حسن المعاشرة وقرينة الزواج الناجح ،الذي يكون له تأثير
إيجابي على أبنائهما وصحتهما النفسية.3
حدد المشرع التشاور في حدود تسيير شؤون األسرة واألطفال وتنظيم النسل وهنا تبعا لألساس
الذي بنى عليه هذه المدونة من حيث المساواة ،فجعل هذا التشاور والتعاون من الحقوق
والواجبات المتبادلة بينهما حتى يعمال معا عل تنظيم األسرة وهذ ما نستشفه من تعريف
الزواج في المادة الرابعة من هذه المدونة حيث نص المشرع" ...وإنشاء أسرة مستقرة ،برعاية
الزوجين طبقا ألحكام هذه المدونة".4
1مسمل بن إحلجاج أبو إحلسني إلقشريي إلنيسابوري ،حصيح مسمل ،ج ،2ابب حترمي إفشاء رس إملرأة ،رمق [ ،]1437ص
1060
[ 2سورة إلنساء ،إلآية]19 :
3محمد إلزهر رشح مدونة إلرسة ،مرجع سابق ،ص 112وما بعدها
4إملرجع إلسابق ،ص.113
138
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
البيت بيت الزوجين معا ،األطفال أطفالهما معا ،ومن ثمة كان من الحكمة أن تكون تلك الشؤون
محل تشاور وتوافق وفي كل األحوال ،فإن رأيين خير من رأي واحد كقاعدة عامة ،إضافة إلى
تشاور الزوج مع الزوجة في شؤون البيت معا يشعرها بإنسانيتها ويكبر الزوج في عينها.1
من شيم المسلم البر بوالديه وقد أوصى سبحانه وتعالى بالوالدين خيرا ،وقرن ذلك بعابدته
،2﴾
وعدم اإلشراك به لقوله جلت قدرته ﴿ :
فطاعة الوالدين أمر بديهي ،وإ كرامهما واجب ،وزيارتهما ضرورية ،فالزوجة كما أنها تحب والداها
وتكرمهما وتطيعهما ،فوالدا الزوج كذلك فاألمر متبادل في ملزمة بإكرامهما عند زيارتهما البنهما
واستقبالهما على أحسن وجه ،وجعلهما يطمئنان إلى حياته وأسرته ،واألمر نفسه بالنسبة للزوج
عندما تزور عائلة الزوجة البيت ،وما تقوم به اتجاه والدي الزوج يقوم به اتجاه أقاربها.3
يعتبر التوارث من الحقوق المتبادلة بين الزوجين ،بحيث يحق للزوج أن يرث من زوجته إذا
ماتت وهي في عصمته أو طلقها وهي مازالت في العدة من طالق رجعي ،وترثه إذا مات وهي
زوجته أو في عدة طالق رجعي ،مالم يكن هناك مانع شرعي يمنع من اإلرث كالقتل العمد يقول
هللا عز وجل ﴿ :
.4﴾
يعتبر طفال من الناحية القانونية -هو كل شخص ذكر كان أو أنثى لم يبلغ سن الرشد وهو
الثامنة عشرة من عمره.1
لألوالد حقوق متعددة على أبيهم بالخصوص .ومن حسنات مدونة األسرة أنها جمعت هذه
الحقوق في نص واحد بكيفية تجعل هذه المدونة منسجمة كل االنسجام مع االتفاقية الدولية
لحقوق الطفل التي صادق عليها المغرب بظهير 14يونيو 1993السالف ذكره ،وألهمية حقوق
الطفل ،فقد دسترها دستور ( 2011الفقرتان 3و 4من الفصل ،)32عدد المشرع المغربي من
خالل هذه مقتضيات المادة 54من مدونة األسرة وقد جاء فيها ما بلي:
عندما يفترق الزوجان .تتوزع هذه الواجبات بينهما بحسب ما هو مبين في أحكام الحضانة.
عند وفاة أحد الزوجين أو كليهما تنتقل هذه الواجبات إلى الحاضن والنائب الشرعي بحسب
مسؤولية كل واحد منهما.
يتمتع الطفل المصاب بإعاقة .إضافة إلى الحقوق المذكورة أعاله ،بالحق في الرعاية الخاصة
بحالته .وال سيما التعليم والتأهيل المناسبان إلعاقته قصد تسهيل إدماجه في المجتمع.
تعتبر الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الالزمة لحماية األطفال وضمان حقوقهم ورعايتها
طبقا للقانون.
يتضح من خالل المادة أعاله أن األطفال يعتبرون عنصرا أساسيا من العناصر المكونة لألسرة،
وأولتهم هذه المدونة عناية خاصة بأن أفردت لهم مادة خاصة لحقوقهم الواجبة القيام بها من
طرف أبويهما مستوحاة من النصوص الشرعية والقانونية والمواثيق الدولية والوطنية ،وجاءت
بها بشكل واضح في النص وخاصة منها التوجيه الديني ،والسعي إلى التسجيل في الحالة المدنية
وضمان حق التعليم ،واجتناب العنف المفضي إلى اإلضرار.2
وفي حالة افتراق الزوجين فإن كل هذه المسؤوليات والواجبات المذكورة تتوزع بينهما حسبما
هو مبين في أحكام الحضانة.
وفي حالة وفاة أحد الزوجين أو كليهما تنتقل هذه الواجبات والمسؤوليات إلى الحاضن وإلى النائب
الشرعي.
وقد خصت المدونة الطفل المعاق باإلضافة إلى الحقوق المذكورة أعاله بالحق في الرعاية الخاصة
بنوعية إعاقته ،والسيما فيما يخص التعليم والتأهيل المناسبين قصد إدماجه في المجتمع.
والجدير بالذكر أن هذه المادة حملت الدولة مسؤولية اتخاذ كل التدابير الالزمة لحماية األطفال
ورعايتهم ،وكلفت النيابة العامة بالسهر على تنفيذ المقتضيات السالفة.
وبناء على ذلك فإن على المحكمة أن تأخذ بعين االعتبار عند النظر في الدعاوى المثارة حول
عدم احترام أي طرف لهذ الحقوق والواجبات ،بااللتزام بتطبيقها الحق في تحميل المخل بها
وقد نصت عليها المادة 55من مدونة األسرة على أن" :ينشئ عقد الزواج آثارا تمتد إلى أقارب
الزوجين كموانع الزواج الراجعة إلى المصاهرة ،والرضاع ،والجمع".1
تضمنت هذه المادة أحكاما مؤيدة للمقتضيات الواردة في القسم الثالث والمتعلقة بموانع
الزواج المؤبدة والمؤقتة ،وذلك بالنص على سريانها على الزوجين وأقاربهما.
حدد المشرع حاالت الزواج الباطل في المادة 57من مدونة األسرة على الوجه اآلتي:
اعتبر المشرع الزواج باطال إذا اختل فيه االيجاب والقبول ،فعلى اعتبار أن الوالية حق للمرأة ،ولها
الحق كرشيدة أن تزوج نفسها بنفسها المكادتان 24و ،25فال بد من سماع اإليجاب والقبول
بينهما وأن سن الزواج هو في حد ذاته سن الرشد فالبد من سماع اإليجاب والقبول بينها وبين
الراغب في الزواج وفق الحاالت المنصوص عليها في المادة العاشرة ،وإذا انعدم ذلك أو لم يتطابق
(تطابق اإليجاب والقبول) يعتبر العقد باطال.
ومن أسباب البطالن كذلك وجود موانع شرعية بين الزوجين سواء منها المؤقتة أو المؤبدة ،هذا
ويدخل في زمرة الزواج المجمع على فساده كما تعارف على ذلك الفقه.1
حدد المشرع أثار الزواج الباطل ضمن المادة 58من مدونة األسرة ،وقد جاء فيها أنه:
"تصرح المحكمة ببطالن الزواج تطبيقا ألحكام المادة 57أعاله بمجرد اطالعها عليه ،أو بطلب
يترتب على هذا الزواج بعد البناء الصداق واالستبراء ،كما يترتب عليه عند حسن النية لحوق
النسب وحرمة المصاهرة".2
وعليه نستنج من هذا النص أن الزواج الباطل تترتب عنه اآلثار التالية طبقا لما تنص عليه الفقرة
الثانية من المادة 58من مدونة األسرة:
بالنسبة للصداق :يكون واجبا في حق المرأة إذا تم الدخول بها ،أما إذا تم التصريح ببطالن العقد
قبل البناء ،فال تستحق المرأة الصداق.
بالنسبة لالستبراء( 3وليس العدة) :يكون واجب على الزوجة إذا تم الدخول بها حتى ال تختلط
األنساب في حالة زواجها من شخص آخر قبل انتهاء مدة االستبراء.
143
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
بالنسبة للحوق النسب :هو متوقف حسب قصد الزوج حيث إذا كان هذا األخير حسن النية،
يلحق به الولد ،ويترتب عن هذا النسب جميع اآلثار المتعلقة بالقرابة وبالتالي يحرم الزواج في
الدرجات الممنوعة ،كما تتحقق به نفقة القرابة واإلرث.
أما إذا كان الزوج سيء النية ،أي عالما بالتحريم (كأن يتزوج خامسة أو أخته من الرضاع مثال)
فلن يلحق الولد به بل يصبح إبن زنى ويبقى بالنسبة لألم كالطفل الشرعي ألنه ابنها مع ترتيب
جميع األثار الناتجة عن النسب.
وإذا شاب عقد الزواج أحد أسباب البطالن المنصوص عليها في المادة 57من المدونة ،يعتبر
العقد منعدم وتصرح المحكمة ببطالن الزواج بمجرد اطالعها عليه (أي عند التأكد من توفر أحد
أسباب المؤدية للبطالن) ،أو بطلب قد يتقدم به أحد الزوجين أو من له مصلحة.1
عرفه المشرع المغربي في المادة 59من المدونة بأنه" :يكون الزواج فاسدا إذا اختل فيه شرط
من شروط صحته طبقا للمادتين 60و 61بعده ومنه ما يفسخ قبل البناء ويصحح بعده،
ومنه ما يفسخ قبل البناء وبعده".2
والعقد الفاسد على مستوى تقسيمه ،إما عقد فاسد لصداقه وإما فاسد لعقده ولكل صورة من
هاتين الصورتين آثارها الخاصة بها.3
يعتبر الصداق شرطا من شروط صحة عقد الزواج وبالتالي ال يجوز االتفاق على اسقاطه ،وكل ما
صح التزامه شرعا صلح أن يكون صداقا ،فالزواج الفاسد لصداقه هو الذي فقد شرطا من
شروطه أو الذي لم يذكر فيه الصداق بالمرة.4
يتضح من خالل مقتضيات المادة 61من مدونة األسرة أن المشرع حدد حاالت الزواج الفاسد
لعقده فيما يلي:
oإذا كان الزواج في المرض المخوف ألحد الزوجين إال بعد أن يشفى المريض بعد الزواج،
والمرض المخوف هو الذي يجعل اإلنسان بسبه عن القيام بمصالحه ويحول دون قيامه
بواجباته حيث يغلب فيه الهالك عادة أو تحدث فعال الموت متصلة به.
oإذا قصد الزوج بالزواج تحليل المبتوتة لمن طالقها ثالثا ،والمقصود هنا المرأة المطلقة
من زوجها طالقا بائنا بينونة كبرى أي أصبحت محرمة على مطلقها األول حرمة مؤقتة،
وال يمكنه مراجعتها أو العقد عليها إال بعد زواجها من شخص آخر ،دخل بها دخوال يعتد
به شرعا وانقضت عدتها منه بطالق أو تطليق أو فسخ ،فإذا كانت نية الزوج الثاني منصبة
على تحليل المرأة لمطلقها األول ،يعتبر هذا الزواج فاسد لعقده.
oإذا كان الزواج بدون ولي في حالة وجوبه ،ويعتد بالطالق أو التطليق في الحاالت المذكورة
أعاله قبل صدور الحكم بالفسخ.
لمعرفة األثار المترتبة على الزواج الفاسد ،يجب التمييز بين الزواج الفاسد لصداقه من
يفسخ هذا النوع من الزواج قبل البناء وال صداق فيه للزوجة ،أما إذا لم يطلع عليه إال بعد البناء
فال يفسخ وإنما يصحح بصداق المثل الذي تأخذه الزوجة ،غير أن صداق المثل المشار إليه في
المادة 60من مدونة األسرة تراعي المحكمة في تقديره الوسط االجتماعي للزوجين.
يفسخ هذا النوع من الزواج قبل البناء وبعده طبقا للمادة 61من مدونة األسرة ،وفيما يخص
آثار الزواج الفاسد لعقده الذي تقرر فسخه ،فإن المادة 64من المدونة ميزت بين ما إذا كان
الفسخ قد وقع قبل البناء ،حيث ال تنتج عنه أية آثار ،وبين كون صدور الحكم بالفسخ لم يكن
145
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
إال بعد البناء ،حيث تترتب عنه آثار الزواج الصحيح خالل الفترة الممتدة من وقت وقوع البناء
إلى تاريخ صدور الحكم بفسخه.1
خاتمة:
تطرقت مدونة األسرة للزواج في كتابه األول متضمنة مجموعة من األحكام التي نظمت جوانب
هذه المؤسسة في جميع مراحلها ،حيث يالحظ أنها تطرقت للخطبة كمرحلة تمهيدية للزواج،
ونظمت بعض المقتضيات المتعلقة بها كاآلثار الناتجة عن العدول عنها.
أما فيما يخص يتعلق بعقد الزواج فإن مدونة األسرة أحاطته بجملة من األحكام في جميع مراحله
بدءا من إنشاء هذا العقد وصوال إلى آثاره .حيث يتبين لنا أن المدونة قد تعرضت في مرحلة إنشاء
هذا الميثاق لألركان الالزمة لقيامه المتحددة في اإليجاب والقبول ،موضحة الجهة التي يجب أن
يصدرا عنها ،كما تناولت طرق التعبير عنهما ،وصوال إلى الشروط المتطلبة فيهما.
أما فيما يخص شروط صحة عقد الزواج نجد أن مدونة األسرة تضمنت قواعد نظمت من خاللها
كال من الصداق وما يرتبط به ،والوالية التي شهدت تعديالت تخص زواج الفتاة الرشيدة سواء
كانت يتيمة أو غير يتيمة ،ثم اإلشهاد على الزواج ،وكذلك توثيق هذا العقد وإثباته سواء داخل
المغرب أو خارجه.
ويتعين الذكر ،أن المدونة ألقت الضوء على آثار الزواج الذي ينقسم إلى الزواج الصحيح وآخر
غير صحيح.
ويالحظ أن أحكام هذه المدونة جاءت تستند في أحكامها من حيث األصل على المذهب المالكي،
إال أنها استثناء قد خرجت عن نطاقه في مجموعة من المظاهر .
147
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ال ينبغي اللجوء إلى انحالل ميثاق الزوجية بالطالق أو التطليق إال استثناء ،إذ األصل هو اإلبقاء
على العالقة الزوجية لما في االنفصال من تفكيك األسرة واألضرار باألطفال .لكن بالرجوع إلى
الوسائل القانونية التي نضم من خاللها المشرع انحالل ميثاق الزواج نجده قد فتح الباب على
مصراعيه النفصال الزوجين ،حيث أنشأ وسائل وطرق أخرى لالنفصال إلى جانب ما كانت تنص
عليه مدونة األحوال الشخصية الملغاة .فقد أضاف التطليق للشقاق .التطليق للضرر في حالة
إخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج ،ثم الزواج باالتفاق التطليق للحبس أو السجن.
إذا كانت بعض الوسائل المستحدثة مستحبة فإن بعضها قد يستغل أسوء استغالل من ذوي
سوء النية.
وهكذا فإن المشرع المغربي قد أخذ باالتجاه الرامي الى إباحة الطالق بامتياز رغم ظاهره يوحي
بمحاولة الحد من هذه الظاهرة.
وعلى هذا ينحل عقد الزواج بالوفاة أو الفسخ أو الطالق أو التطليق أو الخلع .البقاء على الزواج
هو األصل ،ما لم ينحل بوفاة أحد الزوجين أو استحالة العشرة بينهما ،حيث شرعت طرق إلنهاء
عقد الزواج ،إما بإرادة الزوج ،تبعا إلجراءات معينة تنظمها هذه المدونة ،أو بحكم القاضي في
حالة معينة ،وقد تكون بإرادة الزوجين معا.
إضافة إلى ذلك قد تنحل العالقة الزوجية بالفقد ،حيث يهم األمر الشخص الذي انقطعت أخباره
ويكون في حكم الميت.
وانطالقا من المادة 71من مدونة األسرة سأتحدث عن أهم هذه األسباب كل واحد على حدة،
مبينا موقف الفقه اإلسالمي ومدونة األسرة في كل واحد منهما .ففي الفصل األول :انحالل
ميثاق الزوجية (الطالق) ،وفي الفصل الثاني :التطليق أو الخلع .وفي الفصل الثالث :أحكام العدة.
148
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
لاقطلا
149
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
واصطالحا :عرفه المالكية بقولهم حل العصمة المنعقدة بين الزوجين ،2وعرفته مدونة األسرة
بأنه حل ميثاق الزواج يمارسه الزوج والزوجة كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء ،3فهو
رفع قيد النكاح المنعقد بين الزوجين بألفاظ مخصوصة.
فالمالحظ على هذا التعريف أن مدونة األسرة جعلت الطالق بيد الزوجين بعد أن كان الطالق
بيد الزوج فقط ،وجعلت إيقاع الطالق يتم تحت مراقبة القضاء وذلك صيانة لهذا األمر من العبث
والتعسف في ممارسته ،وضمان حقوق كل منهما.
.2مرشوعية إلطالق:
الطالق مشروع بالكتاب ،والسنة ،واالجماع ،قال تعالى ﴿ :
.4﴾
1إبن منظور ،لسان إلعرب ،مرجع سابق مادة طلق ،ج ،10ص229
2عيل بن أمحد بن مكرم إلصعيدي إلعدوي (نس بة إىل بين عدي ،ابلقرب من منفلوط) ،أبو إحلسن1189 ،م ،حاش ية
إلعدوي عىل رشح كفاية إلطالب إلرابين ،إحملقق :يوسف إلش يخ محمد إلبقاعي ،إلنارش :دإر إلفكر – بريوت،
1414ه1994/م ،ج ،2ص.102
3مدونة إلرسة إملادة 78
[ 4سورة إلبقرة ،إلآية]227 :
150
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وقد طلق النبي صلى هللا عليه وسلم حفصة بنت عمر رضي هللا عنها ثم راجعها.1
فقد أجمع العلماء على جوازه وهو واقع منذ الصدر األول في اإلسالم إلى هذا الزمان ال ينكره أحد.2
والمعقول يؤيد جوازه كما سيأتي في الحكمة من مشروعيته.
.3إحلمكة من مرشوعيته:
شرع هللا الزواج ليكون دائما مؤبدا ،إذ به تتحقق المنافع والمصالح المرادة منه ،وال بد لتحقيق
أهداف النكاح العظيمة من وجود المودة والتفاهم بين الزوجين فإذا حصل ما يقطع هذه المودة
ويفسد هذا التفاهم مما هو واقع وكثير ،ألسباب مشاهدة .كأن تفسد أخالق أحد الزوجين
فيندفع في تيار الفسق والفجور فيفسد نظام البيت ،ويتعكر صفوه ،وينحرف األوالد حيث ال كافل
لهم ،وال راعي لشؤونهم ،وال قائم بحقوقهم ،وينشأ األطفال نشأة يملؤها التشاؤم ،ويغلب عليها
الحزن واالنطواء في مجتمع أسري كهذا.
لهذه االمور وغيرها كثير ،أباح هللا الطالق ليكون عالجا لهذا الوضع الرديء ،والحال المفجع،
والخطب األليم ،الذي أصاب األسرة التي هي اللبنة األولى لبناء المجتمع.
وألن اإلسالم دين رب العالمين الذي هو أعلم بمصالح العباد من أنفسهم ،وألن الدين الصالح
لكل زمان ومكان ،فقد حرص على وقاية المجتمعات من كل داهية تفتك به وكل فجيعة تلم
به ،وكل نكبة تصيبه ،فقد شرع الطالق ليتخلص به الزوجان من حياة مقلقة وصلة موجعة
وارتباط مؤلم ومن ثم ينقب كل منهما عن من هو خير من سابقه وأجدر باالرتباط به ،قال تعالى:
.3﴾
﴿
1محمد حبيب هللا بن عبد هللا إلش نقيطي 1323ه ،زإد إملسمل فامي إتفق عليه إلبخاري ومسمل ،حتقيق :محمد إلس يد عامثن،
دإر إلكتب إلعلمية ،ج ،4ص.65
2عبد إلرمحن صابر حسني محودة إلعقيب ،إلسبيل يف أصول إلفقه ،دإر إلكتب إلعلمية ،ج ،11ص.356
[ 3سورة إلنساء ،إلآية]129 :
151
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ثانيها :الزوجة ،فال يقع الطالق على األجنبية كما عرفت ،2ومثلها الموطوءة بملك اليمين ،3فلو
طلق جاريته ال يقع طالقه ألنها ليست زوجة.
ثالثها :صيغة الطالق ،وهي اللفظ الدال على حل عقدة النكاح صريحا كان ،أو كناية. 4
رابعها :القصد ،بأن يقصد النطق بلفظ الطالق ،فإذا أراد أن ينادي امرأته باسمها طاهرة ،فقال
اإلباحة) تبعا للحال التي يكون عليها الزوجان ،وفيما يلي بيانها بإيجاز:
وذلك كطالق المولي-وهو من حلف على االمتناع عن جماع زوجته -حيث يمهل أربعة أشهر،
فإن رجع وإال وجب عليه الطالق ،وكذلك اإللزام بالطالق في التحكيم بين الزوجين في الشقاق إذا
رأى الحكمان ذلك.
1عبد إحلكمي حامدة ،إجلامع لحاكم إلفقه عىل إملذإهب إلربعة ،درإ إلكتب إلعلمية ،ص.376
2عبد إلرمحن بن محمد عوض إجلزيري (إملتوىف1360 :هـ) ،إلفقه عىل إملذإهب إلربعة ،مرجع سابق ،ج ،4ص.250
3محمد بن محمد إلاكيك إحلنفي قوإم إدلين ،عيون إملذإهب يف فروع إملذإهب إلربعة ،دإر إلكتب إلعلمية ،ص.172
4عبد إلرمحن بن محمد عوض إجلزيري ،إلفقه عىل إملذإهب إلربعة ،مرجع سابق ،ج ،4ص.251
5عبد إلرمحن بن محمد عوض إجلزيري ،خمترص إلفقه عىل إملذإهب إلربعة ،دإر إلكتب إلعلمية ،إلطبعة إلثانية،
1424ه2003/م ،ج ،1ص23
152
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ففي هذه األحوال يجب إيقاع الطالق .وإن امتنع الزوج عن ذلك أثم ،وجاز للحاكم إيقاع الطالق،
يكون الطالق مستحبا إذا تعذرت العشرة بين الزوجين ،أو صعبت ،ولذلك صور ،منها:
)1لو كانت الزوجة مفرطة في حقوق هللا تعالى الواجبة عليها؛ كالصالة ونحوها ،ولم
يجد معها نصح ووعظ.
)2الطالق في حال الشقاق واستحالة العشرة الطيبة بين الزوجين.
)3إذا طلبت الزوجة المخالعة وأصرت على هذه المطالبة وتعذرت العشرة .ففي
هذه الحال يستحب للزوج أن يطلق منعا للضرر.
ت .الحالة الثالثة :يكون الطالق مباحا:
عند الحاجة إليه؛ لسوء خلق المرأة ،وسوء عشرتها ،أو التضرر بها من غير حصول المصالح
المقصودة في النكاح.1
إذا لم يكن ثمة حاجة إليه؛ لما فيه من إلحاق الضرر بالزوج وزوجته ،والحرمان من مصالح النكاح
من غير حاجة إليه ،وألنه مزيل للنكاح المشتمل على المصالح المندوب إلها فيكون مكروها،
وقد يكون محرما. 2
في حال إيقاعه على وجه غير مشروع .كما لو طلقها وهي حائض أو نفساء ،أو في حال طهر حصل
فيه جماع.3
هو أن يطلق الزوج امرأته المدخول بها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه ،وله مراجعتها ما
دامت في العدة ،وهي ثالثة قروء.
فإذا انقضت العدة ولم يراجعها طلقت ،وال تحل له إال بعقد ومهر جديدين ،وإن راجعها في العدة
فهي زوجته.1
وإن طلقها ثانية فيطلقها كالطلقة األولى ،فإن راجعها في العدة فهي زوجته ،2وإن لم يراجعها
طلقت ،وال تحل له إال بعقد ومهر جديدين.
ثم إن طلقها الثالثة كما سبق بانت منه ،وال تحل له حتى تنكح زوجا غيره بنكاح صحيح ،وهذا
3
الطالق وهذه الصفة وهذا الترتيب سني من جهة العدد ،وسني من جهة الوقت.
ومن الطالق السني :أن يطلق الزوج زوجته بعدما يتبين حملها طلقة واحدة.
1عبد إلرمحن جالل إدلين إلس يوطي911ه ،إدلر إملنثور يف إلتفسري ابملأثور ،دإر إلفكر – بريوت – لبنان ،ج،8
ص.138
2س يد قطب إبرإهمي حسني إلشاريب1324 - 1385 ،هـ1966 - 1906 ،م ،يف ظالل إلقرأآن ،دإر إلرشوق ،طبعة
جديدة منقحة ،ج ،2ص.247
3محمد بن إبرإهمي بن عبد هللا إلتوجيري ،خمترص إلفقه إلساليم ،إلنارش :دإر أصدإء إجملمتع ،إململكة إلعربية إلسعودية
إلطبعة :إحلادية عرشة 1431 ،هـ 2010 -م ،ص725
154
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
.2﴾
فإذا تم الطالق وحصلت الفرقة فيسن للزوج أن يمتعها بما يناسب حاله وحالها جبرا لخاطرها،
.3﴾
وأداء لبعض حقوقهما كما قال سبحانه ﴿ :
هو الطالق المخالف للشرع ،كأن يطلقها في حيض ،أو نفاس ،أو في طهر جامعها فيه ولم يتبين
حملها ،وهذا الطالق حرام ويقع ،وفاعله آثم ،ويجب عليه أن يراجعها منه إن لم تكن الثالثة.4
وإذا راجع الحائض أو النفساء أمسكها حتى تطهر ،ثم تحيض ،ثم تطهر ،ثم إن شاء طلقها ،ومن
طلقها في طهر جامعها فيه أمسكها حتى تحيض ،ثم تطهر ،ثم إن شاء طلقها.
-1عن ابن عمر رضي هللا عنهما أنه طلق امرأته وهي حائض ،فذكر ذلك عمر للنبي صلى هللا
ً َ َ َ ْ ُ َْ
اه ًرأ أ ْو َح ِامل)).5
عليه وسلم فقالُ (( :م ْر ُه فل ُي َر ِأج ْع َها .ث هم ِل ُيط ِلق َها ط ِ
- 2عن ابن عمر رضي هللا عنهما أنه طلق امرأته وهي حائض ،فسأل عمر عن ذلك رسول هللا
ْ صلى هللا عليه وسلم فقالُ (( :م ْر ُه َف ْل ُي َر ِأج ْع َها َح هتى َت ْط ُه َرُ .ث هم َت ِح َ
يض َح ْي َض ًة ُأ ْخ َرىُ .ث هم َتط ُه َرُ .ث هم ُي َط ِل ُق
ُ َ
َب ْعد ،أ ْو ُي ْم ِس ُك)).6
الطالق الرجعي :هو أن يطلق الزوج امرأته المدخول بها طلقة واحدة ،وله مراجعتها إن رغب ما
دامت في العدة ،فإن راجعها ثم طلقها الثانية فله مراجعتها ما دامت في العدة ،وهي في الحالتين
زوجته ما دامت في العدة ،يرثها وترثه ،ولها النفقة والسكنى ،ويجب على المطلقة طالقا رجعيا
وهي المطلقة طلقة واحدة أو طلقتين ،بعد الدخول أو الخلوة أن تبقى وتعتد في بيت زوجها لعله
يراجعها ،ويستحب لها أن تتزين له ترغيبا له في مراجعتها ،وال يجوز للزوج إخراجها من بيتها إن
لم يراجعها حتى تنقضي عدتها. 1
أما المدونة في مادتها 123نصت على أن "كل طالق اوقعه الزوج فهي طالق رجعي إْل المكمل للثالث،
والطالق قبل البناء ،والطالق باْلتفاق ،والخلع والمملك".2
وبهذا فالمدونة جعلت كل الطالق الذي يوقعه الزوج رجعيا أي يحق له أن يراجع زوجته ألنها
مازالت في عصمته إال أذا انقضت العدة فلم يراجعها فتصير عليه محرمة ،وكذا الطالق الذي
يوقعه القاضي في حالتين ،الطالق في عدم االنفاق ،وااليالء.
أما ما يلزم الزوج فعله إذا أراد مراجعة زوجته فقد نصت المادة 124من مدونة األسرة على أن:
"للزوج أن يراجع زوجته أثناء العدة.
أذأ رغب ألزوج في أرجاع زوجته ألمطلقة طالقا رجعيا أشهد على ذلك عدلين ويقومان باخبار ألقاضي ❖
فورأ.
يجب على ألقاضي قبل ألخطاب على وثيقة ألرجعة ،أستدعاء ألزوجة الخبارها بذلك فاذأ أمتنعت ❖
ورفضت ألرجوع ،يمكنها أللجوء ألى مسطرة ألشقاق ألمنصوص عليها في ألمادة 94أعاله.3
فالمدونة قد اشترطت اإلشهاد عند عدليين يقومان بإخبار القاضي بذلك بخالف الفقه المالكي
الذي لم يشترط اإلشهاد بل جعله مستحبا ،إما إذا رأت المرأة انها متضررة وال ترغب في العودة
إلى هذا الزوج فقد خول لها المشرع اللجوء إلى مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المادة 94
وتطلق.
أما الطالق البائن :فهو الطالق الذي تنفصل به الزوجة عن زوجها نهائيا ،وهو قسمان:
1محمد بن إبرإهمي بن عبد هللا إلتوجيري ،خمترص إلفقه إلساليم ،مرجع إسابق ،ص.726
2مدونة إلرسة :إملادة .123
3مدونة إلرسة :إملادة .124
156
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
- 1بائن بينونة صغرى :وهو لطالق دون الثالث ،فإذا طلق زوجته كما سبق طلقة واحدة ثم
انتهت عدتها ولم يراجعها فهذا يسمى طالقا بائنا بينونة صغرى.1
ومن حقه كغيره أن يتزوجها بعقد ومهر جديدين ولو لم تنكح زوجا غيره ،وكذا لو طلقها الطلقة
الثانية ولم يراجعها في العدة بانت منه ،وله نكاحها بعقد ومهر جديدين ولو لم تنكح زوجا غيره.2
- 2بائن بينونة كبرى :وهو الطالق المكمل للثالث ،فإذا طلقها الطلقة الثالثة انفصلت عنه نهائيا،
وال تحل له حتى تنكح زوجا غيره نكاحا شرعيا بنية الدوام ،ودخل الثاني بها ووطئها بعد العدة،
فإن طلقها الثاني وفرغت من العدة جاز لزوجها األول نكاحها بعقد ومهر جديدين كغيره.3
.2ألفاظ إلطالق:
الطالق ينقسم باعتبار لفظه إلى صريح وكناية،
أما الصريح فالمالكية -قالوا :الطالق الصريح تنحصر ألفاظه في أربعة ،أحدها؛ طلقت .ثانيها :أنا
طالق منك .ثالثها؛ أنت طالق ،أو مطلقة مني -بتشديد الالم -رابعها؛ الطالق لي الزم .أو علي
الزم .أو مني أو لك .أو عليك الزم ،أو نحو ذلك ،فهذه األربعة هي الصريح ،4ويلزم بكل لفظة من
هذه األلفاظ األربعة طلقة واحدة إن لم ينو شيئا ،وأما إذا نوى بها اثنتين أو ثالثا فإنه يلزمه ما
نواه ،خالفا للحنفية الذين يقولون إن الصريح ال نية فيه ،فلو نوى به أ كثر من واحدة فال يلزمه إال
واحدة.5
وأما الكناية فالعرف هو المحكم في هذه األلفاظ ،وهي ظاهرة ومحتملة. 6
1علية مصطف مبارك أم إلفضل ،مهناج إملرأة إملسلمة ،عبادإت ومعامالت ،دإر إلكتب إلعلمية ،2013 ،ص.206
2عبيد هللا بن إحلسني بن إحلسن أبو إلقامس إبن إجل ََّالب إملاليك (إملتوىف378 :هـ) ،إلتفريع يف فقه إلمام ماكل ،إحملقق:
س يد كرسوي حسن إلنارش :دإر إلكتب إلعلمية ،بريوت -لبنان إلطبعة :إلوىل 1428 ،هـ 2007 -م ،ج ،1ص.419
3محمد روإس قلعه يج ،موسوعة فقه معر بن عبد إلعزيز ،دإر إلنفائس ،إلطبعة إلرإبعة1409 ،ه1989/م ،ص.289
4معر بن عيل أيب حفص رسإج إدلين إملعروف اببن إمللقن ،نوإرض إلنظائر يف قوإعد إلفقه ،دإر إلكتب إلعلمية ،ج،1
ص( ،163نسخة إلكرتونية)
5محمد بن إسامعيل إلمري إلصنعاين ،إلعدة حاش ية إلصنعاين عىل إحاكم إلحاكم عىل رشح معدة إلحاكم ،إلنارش :إملكتبة
إلسلفية ،إلطبعة إلثانية1409 ،ه ،ج ،3ص.40
6أمحد بن إدريس بن عبد إلرمحن إملاليك شهاب إدلين أبو إلعباس إلشهري ابلقرإيف (إملتوىف684 :هـ) ،إلفروق إملوسوم أنوإر
إلربوق يف أنوإء إلفروق ،إلنارش :عامل إلكتب ،ج ،3ص307
157
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
فالكناية الظاهرة :هي التي جرت العادة أن يطلق بها في الشرع أو في اللغة كلفظ التسريح والفراق
وكقوله أنت بائن أو بتة أو بتلة وما أشبه ذلك فحكم هذا كحكم الصريح وقال الشافعي يرجع
إلى ما نواه ويصدق في نيته (النوع الثالث) الكناية المحتملة كقوله الحقي بأهلك واذهبي وابعدي
عني وما أشبه ذلك فهذا ال يلزمه الطالق إال إن نواه وإن قال أنه لم ينو الطالق قبل قوله في ذلك
(النوع الرابع) ما عدا التصريح والكناية من األلفاظ التي ال تدل على الطالق كقوله اسقني ماء
أو ما أشبه ذلك فإن أراد به الطالق لزمه على المشهور وإن لم يرده لم يلزمه( ) وماعدا الكناية
بنوعيها فهي إشارة ك :أن تسأله الطالق فيشير إشارة يفهم منها إصابته إلى سؤالها ،فإذا قال:
أردت الطالق قبل ،وكذلك إذا الطالق بيده وأراد به الطالق كان طالقا ،وإن لم يرد به الطالق،
وقال :أردت أن أنظر وأفكر ،فذلك له ما لم ينفذ الكتاب ،فاإلشارة المفهمة للمقصود تكون بمقام
اللفظ إذا صدرت من العاجز عن التلفظ كاألخرس.1
1عبد إلوهاب بن عيل بن نرص إلثعليب إلبغدإدي إملاليك أبو محمد (إملتوىف422 :هـ) ،إملعونة عىل مذهب عامل إملدينة ،إحملقق:
إحلق إلنارش :إملكتبة إلتجارية ،مصطف أمحد إلباز -مكة إملكرمة أصل إلكتاب :رساةل دكتورإة جبامعة أم إلقرى محيش عبد ّ
مبكة إملكرمة ،ج ،1ص.571
158
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
159
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
والعدة
الطالق بطلب أحد الزوجين بسبب الشقاق والنزاع الحاصل بينهما فال يأذن لهما القاضي إال بعد
أن يجري الصلح بينهما وإصالح ذات البين وهذا ما نصت عليه المادة .94
وقد نص عن الصلح وبعث الحكمين القرآن الكريم في قوله تعالى ﴿ :
قال اللخمي :فإذا اختلفا الزوجان وخرجا إلى ما ال يحل من المشاتمة والوثوب ،كان على السلطان
أن يبعث حكمين ينظران في أمرهما ،وإن لم يرتفعا يطلبان ذلك منه ،وال يحل أن يتركهما على
ما هما عليه من المأثم وفساد الدين ،فيبعث رجال من أهله ورجال من أهلها ،عدلين ،فقيهين بما
يراد من األمر الذي ينظران فيه .فإن لم يكن في أهلهما من يصلح لذلك فمن جيرتهما ،فإن لم
يكن فمن غيرهم ،فإن كان في أهلهم رجل يصلح لذلك أضيف إليه أخر من جيرتهما ،فإن لم
يكن فمن غيرهم ،فإن كان في أحد الجانبين رجالن يصلحان لذلك ،حكم أحدهما ونظر في األخر
من الجيرة أو غيرهم .وال يكونان من أحد الجانبين ، 1وقد قال ابن رشد مبينا هذا :وأجمعوا على
أن الحكمين ال يكونان إال من أهل الزوجين :أحدهما من قبل الزوج ،واآلخر من قبل المرأة ،إال أن
ال يوجد في أهلهما من يصلح لذلك فيرسل من غيرهما ،وأجمعوا على أن الحكمين إذا اختلفا لم
ينفذ قولهما .وأجمعوا على أن قولهما في الجمع بينهما نافذ بغير توكيل من الزوجين ،2وقد
نصت المادة 95على أن مهمة الحكمين تقوم :باستقصاء أسباب الخالف بين الزوجين ويبذل
جهدهما إلنهاء النزاع ،فإذا توصل الحكمان إلى اإلصالح بين الزوجين حررا مضمونه في تقرير من
ثالث نسخ يوقعها الحكمان والزوجان ويرفعونها للمحكمة التي تسلم لكل واحد من الزوجين
نسخة منه ،وتحفظ الثالثة بالملف ويتم االشهاد على ذلك من طرف المحكمة.
أما إذا تعذر اإلصالح واستمرار الشقاق تثبت المحكمة ذلك في محضر ،وتحكم بالتطليق
وبالمستحقات طبقا للمواد 84,85,86أعاله ،مراعية مسؤولية كل من الزوجين عن سبب
الفراق في تقدير ما يمكن أن تحكم به على المسؤول لفائدة الزوج االخر.
يفصل في دعوى الشقاق في أجل ال يتجاوز ستة أشهر من تاريخ تقديم الطلب.
فإذا تعذر الصلح ولم يتفقا على حل النزاع بينهما فإن الحل النهائي هو الطالق ألنه ال يمكن أن
تستمر وتنجح عالقة مبنية على الشقاق والنزاع.
أما الفقهاء فقد عدو أسباب الشقاق وظلمه ثالث أنواع :فإما أن يكون الزوج هو الظالم والمرأة
هي المظلومة أو العكس ،أو لم يعرف من أيها ظالم وأي منهما مظلوم ،وقد بين اللخمي هذا
1حقطان عبد إلرمحن إدلوري ،عقد إلتحكمي يف إلفقه إلساليم وإلقانون إلوضعي ،دإر إلفرقان ،ص.379
2محمد بن أمحد إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج 3ص117
161
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
األمر وما يترتب على كل نوع من هذه األنواع فقال :إما أن يتبين أن الظلم في جنبته ،أو في جنبتها،
أو جنبتهما،
أو يشكل األمر ،فإن كان الظلم منه طلقا عليه ولم يسقطا عنه شيئا من الصداق ،وأثبتا لها
النصف إن طلقا قبل ،والكل إن طلقا بعد ،وإن كان الظلم منها وكان ال يتجاوز الحق فيها عند
ظلمها ائتمناه عليها وأقرت عنده إال أن يحب هو الفراق ،فيفرقا ،وال شيء لها من الصداق وإن
كان الظلم منهما فرقا ونظر في الصداق ،فإن كان الطالق قبل الدخول سقط عنه النصف ،ونظر
في النصف اآلخر ،فإن ترجج ظلمهما قسماه بينهما نصفين ،وإن دخل قسما الجميع ،وإن كان
الظلم من أحدهما أ كثر نظرا على ما يريان من ذلك.
فإن أشكل األمر أيهما يظلم أو أيهما أظلم أجريا الحكم بمنزلة المساواة ،وإن حكم أحدهما بطالق
وآخر ببقاء الزوجية ،بقيت زوجة ،وإن اجتمعا على الطالق وحكم أحدهما بمال واآلخر على غير
مال ،لم يلزم الزوج الطالق ،ولم يلزم الزوجة المال،1
وللحديث عن هذه األسباب سأتحدث عن كل سبب على حداه مبينا معناه ،واألحكام المتعلقة
به.
يقصد بهذا الشرط تلك الشروط التي اتفق عليه الزوج والزوجة اثناء العقد ،ولكن بعد العقد
والزواج أخل الزوج بأحد هذه الشروط المتفق عليها ،فما حكم هذه الشروط عند الفقهاء ،وما
كشرطه أن ينفق على الزوجة أو يقسم لها أو ال يؤثر عليها وذلك جائز ال يوقع في العقد خلال وال
يكره اشتراطه ويحكم به سواء شرط أو ترك فوجوده وعدمه سواء.1
كشرطه على المرأة أن ال يقسم لها أو أن يؤثر عليها أو ال يعطيها ولدها أو على أن أمرها بيدها
متى شاءت أو على أن الطالق بيد غير الزوج فهذا القسم ال يجوز اشتراطه في عقد النكاح ويفسد
به النكاح إن شرط فيه.2
وللزوجة فيه غرض كشرطه أن ال يتزوج عليها أو أن ال يتسرى أو أن ال يخرجها من بلدها أو بيتها
أو أن ال يغيب عنها فهذا النوع ال يفسد به النكاح وال يقتضي فسخه ال قبل الدخول وال بعده،3
فإن اشترط الزوج شيئا من ذلك في العقد أو بعده فال يخلو إما أن يعلقه بطالق أو عتق أو تمليك
أو ال فإن علقه لزمه ذلك كقوله إن تزوجت عليها في طالق أو فالزوجة طالق أو فأمرها بيدها
1محمد محمد إحلطاب إلرعيين أبو عبد هللا ،حترير إلالكم من مسائل الالزتإم ،إحملقق :عبد إلسالم محمد إلرشيف ،س نة
إلنرش 1404ه1984/م ،ص .398
2محمد محمد إحلطاب إلرعيين أبو عبد هللا ،حترير إلالكم من مسائل الالزتإم ،مرجع سابق.398 ،
3إملؤلف :عامثن بن إمليك إلتوزري إلزبيدي ،توضيح إلحاكم رشح حتفة إحلاكم ،إلنارش :إملطبعة إلتونس ية .إلطبعة :إلوىل،
1339ه ،ج,2ص.49
163
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
وسواء اشترطت ذلك في عقد النكاح أو تطوع به الزوج ،1وبهذا فالمالكية يقولون بأنها شروط
غير ملزمة بل مكروهة وال يلزم ويستحب له الوفاء بها.
أما الحنفية فقالوا بأنها شروط غير ملزمة ،بل ملغاة فاسدة غير معتبرة ،والزواج صحيح لعدم
اإلخالل بمقصوده وهو الوطء ،سواء أ كان الشرط لها ،كشرط أن ال يتزوج عليها ،أو ان ال نفقة
لها .2
.أما الشافعية فكذلك قالوا بأنها شروط غير ملزمة ،وحجة المالكية والشافعية والحنفية حديث
ٌ ه َ ه َ ْ َ َ
اب ه ِ
َّللا َعز َو َجل ف ُه َو َب ِ
اطلَ .و ِأ ْن كان مائة شرط)) ،3فهذا َ
رسول هللا ﷺَ (( :ما ك َان ِمن ش ْر ٍط ل ْي َس ِفي ِك ت ِ
عام في كل شرط كيف ما كان نوعه فإذا لم يرد في كتاب هللا فهو باطل.
أما الحنابلة فقالوا بأنها شروط ملزمة يجب الوفاء بها ،لحديث رسول هللا ﷺ (( :أ هن َأ َح هق ه
ألش ْر ِط ِ
ُْ َ ْ َْ
أس َت ْحلل ُت ْم ِب ِه ألف ُرو َج)) ،4وهذا الشرط خاص بالنكاح ،وقد قال ابن قدامة بأن االمر َأ ْن ُي َوفى ِب ِه ،ما
مجمع عليه وال مخالف له ،بحث قال :هذا قول عدد من الصحابة ،منهم عمر بن الخطاب،
وسعد بن أبي وقاص ،ومعاوية ،وعمرو بن العاص رضي هللا عنهم ،وال نعلم له مخالفا في
عصرهم ،فكان اجماعا ،5وبمذهب الحنابلة أخذت المدونة إذا جعلت الشروط ملزمة ومانعت
من التعدد ،كما تقدم ،وكما جعلته أيضا في المادة :99مبررا لطلب التطليق ،فهذا واضج من
الفقرة األولى من هذه المادة.
1عيل حميي إدلين علني إلقره دإغي ،مبدأ إلرضا يف إلعقود ،دإر إلبشائر إلسالمية ،اترخي إلصدإر2002 ،م ،ص .1178
2محمد بن أمحد بن أيب سهل مشس إلمئة إلرسخيس ،إملبسوط للرسخيس ،ج ،19ص.120
3مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري ،حصيح مسمل ،مرجع سابق ،ج ،2ص.1442
4إملرجع إلسابق ،ابب إلوفاء ابلرشوط يف إلناكح ،ج ،2ص.1035
5إبن قدإمة ،إملغين ،مرجع سابق ،ج7ص.448
164
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
مخل باألخالق الحميدة يلحق بالزوجة إساءة مادية أو معنوية تجعلها غير قادرة على االستمرار
في العالقة الزوجية.
فإلحاق الضرر بالغير محرم في الشريعة اإلسالمية لقوله تعالى ﴿ :
والظلم محرم ،ومن يفعل هذا فإنما يظلم نفسه فقط ،وهذا األمر يستوجب التطليق من الحاكم،
يقول القرطبي :فيطلق عليه الحاكم من أجل الضرر الالحق لها ،2فمتى حصل الضرر بالزوجة
فيحق لها أن تطلب الطالق.
لقد نصت المدونة في المادة :100على أن الضرر يثبت بما يلي" :تثبت وقائع الضرر بكل وسائل
اإلثبات بما فيها شهادة الشهود الذين تستمع إليهم المحكمة في غرفة المشورة.
إذا لم تثبت الزوجة الضرر ،وأصرت على طلب التطليق ،يمكنها اللجوء إلى مسطرة الشقاق".3
فالمالحظ على هذه المادة أنها جعلت من وسائل اثبات الضرر كل الوسائل الممكنة ،سواء ما
يتعلق بالشهود .أو االعتراف ،أو السماع المستفيض ،يقول ابن عاصم:
4
ويثبت اإلضرار بالشهود *** أو بسماع شاع في الوجود
ومعنى هذا أن :ضرر أحد الزوجين لألخر يثبت بأحد أمرين إما بشهادة عدلين فأكثر بمعاينتهم
إياه لمجاورتهم للزوجين أو لقرابتهم منهما ونحو ذلك ،وإما بالسماع الفاشي المستفيض على
ألسنة الجيران من النساء والخدم وغيرهما بأن فالنا يضر بزوجة فالنة بضرب أو شتم في غير
حق أو تجويع أو عدم كالم أو تحويل وجهه عنها في فراشه كما في المتيطية قال مالك :وليس
عندنا في قلة الضرر وكثرته شيء معروف ،1ولهذا يجب على القاضي أن يثبت الضرر بأحد هذه
الوسائل ،كما يمكن له أن يثبت ذلك بالعالمات التي يحدثها الضرر في جسم االنسان كالضرب
والجرح وغير ذلك.
في حالة اثبت المحكمة الضرر فإنه يتعين علها أن تحدد التعويض المستحق عن الضرر الناتج،
تقول المادة 101من مدونة األسرة على أنه :في حالة الحكم بالتطليق للضرر ،للمحكمة أن تحدد
في نفس الحكم مبلغ التعويض المستحق عن الضرر.
والتعويض عن الضرر ومقدار هذا التعويض يرجع إلى تقدير القاضي ومدى جسامة الضرر
1خليل بن إحساق إجلندي إملاليك ،إلتوضيح رشح خمترص إبن إحلاجب يف فقه إلمام ماكل ،حتقيق :أبو إلفضل إدلمياطي،
طبعة دإر إبن حزم ،إلطبعة إلوىل1433 ،ه2012/م ،جمدل ،4ص.14
166
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
اجتهاد الحكمين ونظرهما فيقدر أنه بحسب ما يظهر لهما في كل نازلة فقول هذا األول إشارة
إلى اإلنفاق ،والثاني إشارة إلى الكسوة.1
و يظهر من خالل هذا الكالم أن كف الزوج عن االنفاق يرجع أمره الى القاضي ويضرب له أجال
فإما أن يفيئ إلى النفقة أو يطلق ،ومذهب الجمهور على أن التطليق لعدم االنفاق جائز لدخوله
في عموم األضرار التي تلحق بالزوجة ،واالخالل بالواجب ،بخالف األحناف الذين قالوا بعدم جواز
التطليق لعدم االنفاق ،وقد نصت المادة 102على الحاالت التي يمكن للزوجة طلب التطليق
بحصولها وهي كالتالي:
)1أذأ كان للزوج مال يمكن أخذ ألنفقة منه ،قررت ألمحكمة طريقة تنفيذ نفقة ألزوجة عليه وال
تستجيب لطلب ألتطليق.
)2في حالة ثبوت ألعجز ،تحدد ألمحكمة حسب ألظروف ،أجال للزوج ال يتعدى ثالثين يوما لينفق
خالله وأال طلقت عليه ،أال في حالة ظرف قاهر أو أستثنائي.
)3تطلق ألمحكمة ألزوجة حاال ،أذأ أمتنع ألزوج عن أالنفاق ولم يثبت ألعجز.2
وقد بينت هذه المادة الحاالت التي يجب على الزوجة عند وقوعها طلب التطليق وهي ما يلي:
إما أن يكون الزوج حاضرا فيخل بالنفقة ،وإما أن يكون غائبا.
الحالة التي يكون فيها الزوج حاضرا ومخال بالنفقة لسبب من األسباب. أ.
كما سبق بيانه بأن النفقة واجبة على الزوج تجاه زوجته وأوالده على قدر حال الزوج ،ولكن إذا
امتنع الزوج عن أداء واجبه الشرعي لزوجته وأوالده فحكمه ال يخلوا من أحد الحالتين ،إما أن
يكون غنيا فيمتنع عن النفقة ،وإما أن يكون مفلسا ال مال له ،أو أن يكون الزوج غائبا.
فإنه يلزم الزوج أن يبرر سبب عدم االنفاق عن الزوجة ،فإذا كان السبب مقبول شرعا وقانونا
فإن الزوجة تنبه وتنصح وترجع للصواب وال يستجاب لها للتطليق ،وإما إذا كان السبب غير مبرر
وغير مقبول ،فإن القاضي ينظر في حاله ،فإذا كان له مال ظاهر فإن الزوجة تأخذه ولو امتنع
1أبو عبد هللا ،محمد بن أمحد بن محمد أبو عبد هللا إلفايس ،ميارة 1076ه ،رشح ميارة :إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفة
إحلاكم ،مرجع سابق ،ج 1ص.262
2مدونة إلرسة :إملادة .102
167
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ْ ُ
الزوج ،1لحديث هند بنت عتبة التي قال لها النبي ﷺ (( :خ ِذي ِم ْن َما ِل ِه ِبال َم ْع ُر ِ
وفَ ،ما يك فيك ويك في
بنيك)) ،2أما إذا لم يكن له مال ظاهر فإن األمر يرجع إلى تقدير القاضي في ما يراه مصلحة للزوجة
حتى يفيء إلى رشده وواجبه ،كحبسه أو ضربه أو غير ذلك.
يعني أن الزوج امتنع عن النفقة للعارض الذي اعترضه وهو االعسار واالفالس ،فإذا أثبت عجزه
باألدلة فإن القاضي يمهله مدة معينة فإذا وجدا ماال ينفق منه ،وإال طلق امرأته لكي ال يضر بها
وبأوالدها ،وقد سئل اإلمام مالك عن هذا األمر فقال :يتلوم للزوج إن كان ال يقدر تلوما بعد تلوم
على قدر ما يرى السلطان ،وليس الناس كلهم في التلوم سواء ،منهم من يرى له مال ومنهم من
ال يرى له مال فإذا استقصى التلوم له ولم يقدر على نقدها فرق بينهما.3
فإذا كان الزوج غائبا غيبة بعيدة فإن القاضي ينظر في األمر ،فإذا لم يترك للزوج ماال ولم يعرف
حال الزوج فإن القاضي يضرب أجال لذلك فإذا لم يظهر الزوج ولم يعرف عنه خير فإن الزوجة
تطلق رفعا للضرر الالحق بها.
وقد نصت المدونة على هذا في المادة 103على أن المحكمة" :تطبق األحكام نفسها على الزوج
الغائب في مكان معلوم بعد توصله بمقال الدعوى.
إذا كان محل غيبة الزوج مجهوال ،تأكدت المحكمة بمساعدة النيابة العامة من ذلك ،ومن
صحة دعوى الزوجة ،ثم تبث في الدعوى على ضوء نتيجة البحث ومستندات الملف".4
1وإصل عالء إدلين ،أحاكم إلحوإل إلشخصية بني إلرشيعة إلسالمية وإلقانون ،ص.63
2مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري ،حصيح مسمل ،مرجع سابق ،ابب قضية هند ،ج ،3ص.1338
3ماكل بن أنس بن ماكل إلصبحي إمحلريي ،أبو عبد هللا ،إملدونة إلكربى للمام ماكل روإية حسنون ،وزإرة إلوقاف
إلسعودية -مطبعة إلسعادة1324 ،ه ،ج2ص176،
4مدونة إلرسة :إملادة .103
168
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
ال شك أن العالقة الزوجية مبنية على المكارمة والمعاشرة الشرعية ،فمن بين المقاصد الشرعية
للزواج هو الحفاظ عن النسل وال يتم ذلك اال بتواصل كال الزوجين واالستمتاع ببعضهم البعض،
لكن قد يقع سبب من األسباب التي تبعد هذه المعاشرة كغيبة الزوج وفقدانه لسبب من
األسباب سواء كانت معلومة أو مجهولة ،فما حكم الشرع في غيبة الزوج ،وماذا يترتب عنه ،وما
موقف المدونة من هذا األمر.
اختلف الفقهاء في غيبة الزوج عن الزوجة هل هو سبب مبرر لوقوع الطالق أم ال ،فذهب المالكية
لوقوع الطالق مطلقا ،وذهب الحنفية والشافعية إلى منعه مطلقا ،وأما الحنابلة فمنعوه إذا لم
يكن لعذر ،1والمالحظ على مدونة األسرة أنها أخذت بمذهب المالكية في هذا االمر نظرا لطبيعة
االنسان الذي ال يستطيع أن يصبر مدة كبيرة بسبب غياب الطرف الثاني عنه خاصة إذا لم تكن
وجهته معلومة ،وقد نصت المدونة في المادة 104على أن على المحكمة أن تتأكد من هذه
الغيبة ومدتها ومكانها بكل الوسائل.
تبلغ المحكمة الزوج المعروف العنوان مقال الدعوى للجواب عنه ،مع إشعاره بأنه في حالة
ثبوت الغيبة ،ستحكم المحكمة بالتطليق إذا لم يحضر لإلقامة مع زوجته أو لم ينقلها إليه.
وفي المادة 105نصت على أنه :إذا كان الغائب مجهول العنوان ،اتخذت المحكمة بمساعدة
النيابة العامة ،ما تراه من إجراءات تساعد على تبليغ دعوى الزوجة إليه ،بما في ذلك تعيين
قيم عنه ،فإن لم يحضر طلقتها عليه.
أما إذا كان الزوج غائبا بسبب عقوبة حبسية أو سجنية ،فإنه إذا كانت هذه العقوبة أ كثر من
ثالث سنوات والزوجة غير قادرة على االنتظار فإنه يجوز للزوجة أن تطلب التطليق ،وقد نصت
المدونة في المادة 106على هذا فقالت :إذا حكم على الزوج المسجون بأكثر من ثالث سنوات
سجنا أو حبسا ،جاز للزوجة أن تطلب التطليق بعد مرور سنة من اعتقاله ،وفي جميع األحوال
يمكنها أن تطلب التطليق بعد سنتين من اعتقاله.
1عبد هللا بن إلطاهر إلثناين إلسويس ،مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك ،إلكتاب إلثاين :إلطالق ،ص.174
169
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
إذا طلقت الزوجة بعد غياب زوجها ،وانقضت عدتها فال يخلوا حالها من أحد أربعة أوجه كما بينها
اللخمي :إما أن يأتي زوجها ،أو العلم بحياته ،أو يثبت موته ،أو ال يتبين حياته وال موته حتى يمضي
التعمير،
فإذا أتى بنفسه ،أو أتى العلم بحياته ،منعت األزواج ورجعت بالنفقة من يوم قطعت عنها ،وذلك
من يوم أخذت في العدة ،وإن كانت تزوجت ودخل بها مضت زوجة للثاني ،وإن تزوجت ولم يدخل
بها كان موضع الخالف هل تمضي زوجة للثاني أم ترد إلى األول؟ وترجع بالنفقة ...وكذلك إن
علم أن موته كان قبل تزويج الثاني ،فإنها ترثه ويفسخ نكاح الثاني ،ثم ينظر إلى دخوله ،فإن دخل
قبل انقضاء العدة حرمت عليه ،وإن دخل بعد فعلى الخالف المتقدم.
وإن كان موته بعد التزويج وبعد الدخول لم ترثه ،وبقيت زوجة للثاني.1
.5إلتطليق للعيب.
يقصد بالعيب كل ما يمكن أن يكدر أجواء الحياة الزوجية ،سواء ما يتعلق بالمعاشرة أو بالطباع
والنفوس ،وقد تحدث الفقهاء على هذه العيوب وقد قسمها المالكية إلى ثالثة أقسام ،هناك
عيوب تتعلق بالزوج وحده ،وهنا عيوب تتعلق الزوجة ،وهناك عيوب مشتركة.
فأما العيوب التي تتعلق بالزوج :فهي عيوب تتعلق بالمعاشرة الزوجية وهي :الجب والخصاء
والعنة واالعتراض.
وأما الزوجة فعيوبها تتمثل في :القرن ،والرتق ،واالفضاء ،والبخر ،والعفل ،2وهذا ما نصت عليها
المدونة في المادة : 107في الفقرة األولى «العيوب المانعة من المعاشرة الزوجية .أما العيوب
المشتركة فتظهر في :الجنون ،والجذام ،والبرص ،"3وحكم هذه العيوب أنها توجب الطالق عند
1عيل بن محمد إلربعي ،أبو إحلسن ،إملعروف ابللخمي (إملتوىف 478 :هـ) ،إلتبرصة للخمي ،درإسة وحتقيق :إدلكتور أمحد
عبد إلكرمي جنيب إلنارش :وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية ،قطر إلطبعة :إلوىل 1432 ،هـ 2011 -م ،ج،5
ص.2235
2عيل بن خلف إملنويف إملاليك إملرصي 939ه ،كفاية إلطالب إلرابين عىل رساةل إبن أيب زيد إلقريوإين ،حتقيق :أمحد محدي
إمام ،ج 2ص.484
3محمد بن محمد بن عبد إلرمحن إلطرإبليس إملغريب ،إملعروف ابحلطاب إل ُّرعيين مشس إدلين أبو عبد هللا إملاليك (إملتوىف:
954هـ) ،موإهب إجلليل يف رشح خمترص خليل ،إلنارش :دإر إلفكر إلطبعة :إلثالثة1412 ،هـ 1992 -م ج3ص .484
170
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
المالكية .وأما المدونة في فقرتها الثانية نصت على أن :األمراض الخطيرة على حياة الزوج اآلخر
أو على صحته التي ال يرجى الشفاء منها داخل سنة.
فالمالحظ على أن المدونة قد جعلت أمد شفاء مرض أحد الزوجين المصاب بأحد عيوب الزوجية
وأنه إذا لم يشف خالل هذه المدة فألحدهما طلب التطليق.
فالشرط األول أن ال يكون عالما بالعيب أثناء العقد إال بعد الدخول ،فيدخل هذا األمر في ما
يسمى بالتدليس ،فله الخيار في ذلك ،قال الخطاب :يثبت الخيار لكل واحد من الزوجين لعيب
صاحبه .وإنما يكون للصحيح منهما الخيار إن لم يسبق له العلم بعيب صاحبه قبل عقده أو
حينه قاله في الشامل ،وإن سبق فال خيار له لدخوله على ذلك ،1وإذا حصل التراضي بالعيب
بعد االطالع عليه.
نصت المدونة على حكم صداق التطليق للعيب في المادة 109و 110و 111ففي المادة االول
تحدثت عن التطليق إذا حصل قبل البناء فقالت ال صداق في حالة التطليق للعيب عن طريق
القضاء قبل البناء ،يحق للزوج بعد البناء أن يرجع بقدر الصداق على من غرر به ،أو كتم عنه
العيب قصدا.
وأما المادة 110في حالة علم الزوج بالعيب قبل العقد وطلق قبل البناء فعليه نصف الصداق:
إذا علم الزوج بالعيب قبل العقد ،وطلق قبل البناء ،لزمه نصف الصداق.
وأما المادة 111فإنه تحث في إثبات العيب بأهل الخبرة :يستعان بأهل الخبرة من األخصائيين
في معرفة العيب أو المرض.
واصطالحا عرفه ابن عرفة بقوله :اإليالء حلف زوج على ترك وطء زوجته يوجب خيارها في طالقه.3
فأما المحلوف به فهو هللا تعالى وصفاته وكل يمين يلزم عنها حكم كالعتق والطالق والصيام
وغير ذلك.
وأما الحالف فهو كل زوج مسلم عاقل بالغ يتصور منه الوقاع حرا كان أو عبدا صحيحا كان أو
مريضا بخالف الخصي والمجبوب ويصح اإليالء عن الزوجة وعن المطلقة الرجعية.
وأما المحلوف عليه فهو الجماع بكل لفظ يقتضي ذلك كقوله ال جامعتك وال اغتسلت منك وال
دنوت منك وشبه ذلك.
أحكام اإليالء:
إذا آلى -أي الزوج -أمهل أربعة أشهر من يوم حلف ...فإن لم تطأ رفعته إلى القاضي إن شاءت
فأمره بالفيأة على الوطء فإن أبى طلق القاضي عليه...وقال أبو حنيفة إذا انقضت األشهر األربع
وقع الطالق دون حكم ،5وقد اختلف العلماء في انقضاء أمد االيالء هل تطلق الزوجة أم ال؟ فذهب
1محمد بن أمحد بن محمد ميارة إلفايس أبو عبد هللا ،إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفه إحلاكم إملعروف برشح ميارة ،إحملقق:
محمد عبد إلسالم ،س نة إلنرش ،2011 – 1432 :ج ،1ص.209
2إبن منظور ،لسان إلعرب ،مرجع سابق ،ج 14ص40
3محمد إلنصاري إلرصاع أبو عبد هللا ،رشح حدود إبن عرفة ،مرجع سابق ،ج1ص291
4محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا ،إبن جزي إللكيب إلغرانطي أبو إلقامس (إملتوىف741 :هـ) ،إلقوإنني إلفقهية ،ص 160
5محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا ،إبن جزي ،إلقوإنني إلفقهية ،مرجع سابق ،ص160
172
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
المالكية والشافعية والحنابلة ،إلى أنه إذا انقضت مدة االيالء فإن الزوج يخير بين الرجوع وبين
الطالق ،وأما الحنفية فقالوا بمجرد انقضاء المدة يقع الطالق ،قال ابن رشد :فإن مالكا،
والشافعي ،وأحمد ،وأبا ثور ،وداود ،والليث ذهبوا إلى أنه يوقف بعد انقضاء أربعة األشهر ،فإما
فاء وإما طلق ،وهو قول علي ،وابن عمر ،وإن كان قد روي عنهما غير ذلك ،لكن الصحيح هو
هذا ،وذهب أبو حنيفة وأصحابه والثوري -وبالجملة الكوفيون -إلى أن الطالق يقع بانقضاء
أربعة أشهر إال أن يفيء فيها ،وهو قول ابن مسعود وجماعة من التابعي. 1
وأما الطالق الذي يقع بسبب االيالء :فعند مالك والشافعي أنه رجعي ،ألن األصل أن كل طالق
وقع بالشرع أنه يحمل على أنه رجعي ،إلى أن يدل الدليل على أنه بائن .وقال أبو حنيفة وأبو ثور:
هو بائن ،وذلك أنه إن كان رجعيا لم يزل الضرر عنها بذلك ،ألنه يجبرها على الرجعة ،فسبب
االختالف :معارضة المصلحة المقصودة باإليالء لألصل المعروف في الطالق ،فمن غلب األصل
قال :رجعي ،ومن غلب المصلحة قال :بائن . 2أما المدونة فإنها نصت على أنه بمجرد إيالء الزوج
عن الزوجة وترفع أمرها إلى المحكمة فإنها تؤجله أربعة أشهر فاء وإال طلقتها المحكمة حسب
المادة :112إذا آلى الزوج من زوجته أو هجرها ،فللزوجة أن ترفع أمرها إلى المحكمة التي
تؤجله أربعة أشهر ،فإن لم يفئ بعد األجل طلقتها عليه المحكمة.3
وكل هذه األسباب التي توقفنا عندها باستثناء حالة الغيبة ،فمجرد حصولها ورفعها إلى المحكمة
فإن المحكمة ال تبث فيهما إال بعد أن تقوم بمحاولة اإلصالح ما أمكن ،وتضع مدة لتتمة اإلصالح
والرجوع عن السبب في أجل ال يتعدى ستة أشهر ،وإال طلقتها المحكمة بعد أن تنظر وتحدد
مستحقات الزوجة واألطفال المحددة في المادتين 84و 85أعاله ،وعلى هذا نصت المادة .113
1محمد بن أمحد إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج ،3ص.118
2عبد إلنارص اثبت ،فقه إلتابعني ،مركز مناء للبحوث وإدلرإسات2019 ،م ،ص730
3مدونة إلرسة :إملادة 112
173
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
تنص المادة 114على أنه" :يمكن للزوجين أن يتفقا على مبدأ إنهاء العالقة الزوجية دون
شرط ،أو بشروط ال تتنافى مع أحكام هذه المدونة ،وال تضر بمصالح األطفال.
عند وقوع هذا االتفاق ،يقدم الطرفان أو أحدهما طلب التطليق للمحكمة مرفقا به لإلذن
بتوثيقه.
تحاول المحكمة اإلصالح بينهما ما أمكن ،فإذا تعذر اإلصالح ،أذنت باإلشهاد على الطالق
وتوثيقه".1
.الطالق االتفاقي بهذا المصطلح لم يعرف في الشريعة اإلسالمية ،والمقصود بالطالق االتفاقي هو
أن يتفق كال الزوجين على شروط متى تم االخالل بهما ما لم تتنافى مع أحكام العقد أو مع أحكام
هذه المدونة فلهما الحق في التطليق ،فيرفع أمرهما إلى المحكمة وتقوم المحكمة باإلصالح ما
أمكنها ذلك ،وإن تعذر األمر واإلصالح فإنها تأذن لهما بالتطليق وتوثق الطالق ،مع مراعاة
مصلحة األطفال في ذلك.
.2إلطالق ابخللع:
الخلع يطلق ويراد به اإلزالة فتقول خلعت الثوب أو النعل إذا نزعته ،والخلع :بضم الخاء وفتحها.
لغة :اإلزالة مطلقا ،2وأما شرعا فيراد به :أن تبذل المرأة أو غيرها للرجل ماال على أن يطلقها أو
تسقط عنه حقا لها عليه فتقع بذلك طلقة بائنة ،3فالخلع إذا هو حل العصمة الزوجية بمقابل
تؤديه الزوجة للزوج ،ويسمى باالفتداء أيضا ،وعلى جواز الخلع هو :أن المرأة إذا كرهت زوجها،
لخلقه ،أو خلقه ،أو دينه ،أو كبره ،أو ضعفه ،أو نحو ذلك ،وخشيت أن ال تؤدي حق هللا تعالى في
طاعته ،جاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها منه؛ لقول هللا تعالى ﴿ :
َّللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم َخ َر َج
َّللا َص هلى ه ُ َ
،1﴾ وروي((أ هن َر ُس َول ه ِ
َ ْ أ َلى ُّ
َّللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم (( َم ْن َه ِذ ِه ))
َّللا َص هلى ه ُس َف َق َال ل َها َر ُس ُول ه ِ ِ ألص ْب ِح َف َو َج َد َح ِب َيب َة ِب ْن َت َس ْه ٍل ِع ْن َد َبا ِب ِه ِفي أل َغ َل ِ
س ِل َز ْو ِج َها َف َل هما َجاءَ َّللا َق َال (( َما َش ْا ُن ِك )) َق َال ْت َال َأ َنا َو َال َثا ِب ُت ْب ُن َقيْ َف َق َال ْت َأ َنا َحب َيب ُة ب ْن ُت َس ْهل َيا َر ُس َول ِه
ِ ِ
ٍ ٍ
َّللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم (( َه ِذ ِه ُح َب ْي َب ُة ب ْن ُت َس ْهل َق ْد َذ َك َر ْت َما َش َاء هَّللاُ َّللا َص هلى ه ُ َز ْو ُج َها َثاب ُت ْب ُن َق ْيس َق َال َل ُه َر ُس ُول ِه
ه َ ِ ه ٍ َ َ َ ْ ِ َ ٍ
ُ َ َ ُّ
أ ْن َتذ ُك َر )) َف َقال ْت َح ِب َيبة يا َر ُسول ِ
ْ َ َ ُ ه
َّللا َصلى َّللا َعل ْي ِه و َسل َم ِلثا ِب ِت ب ِن ه َ ْ ْ َ ُ ه َ َ ُ
َّللا كل ما أعطا ِني ِعن ِدي فقال َر ُسول ِ
ت أ ْه ِل َها)) ،2وهذا حديث صحيح ،ثابت اإلسناد ،رواه األئمة
َق ْيس (( ُخ ْذ م ْن َها )) َف َا َخ َذ م ْن َها َو َج َل َس ْت في َب ْي َ
ِ ِ ِ ِ ٍ
مالك وأحمد وغيرهما.3
)1أن يكون المبذول للرجل مما يصح تملكه وبيعه تحرزا من الخمر والخنزير وشبه ذلك
)2أن ال يجر إلى ما ال يجوز كالخلع على السلف أو التأخير بدين أو الوضع على التعجيل
وشبه ذلك.5
)3أن يكون خلع المرأة اختيارا منها وحبا في فراق الزوج من غير إ كراه وال ضرر منه بها فإن
انخرم أحد هذين الشرطين نفذ الطالق ولم ينفذ الخلع.6
وقد خصصت المدونة 5مواد للحديث عن الخلع ،فقد تحدثت في المادة 115على أنه :للزوجين
أن يتراضيا على الطالق بالخلع ،وفي المادة 116على أن الخلع من حق الراشدة ،أما التي دون
سن الرشد فإنها إذا خولعت فإنه ال يقع فيه طالقا إال بموافقة النائب الشرعي.
وفي المادة 117تنص على أنه إذا ثبت أن الزوج قد أ كره زوجته وأرغمها على الخلع فلها استرجاع
ما خالعت به ،ويقع الطالق ،أما المادة 118فإنها تحدثت عن ما يصح أن يتم به الخلع :فأكدت
على أن كل ما يصح التزامه شرعا صلح أن يكون بدال في الخلع ،وبذا فال يمكن للمرأة أن تخالع
بشيء تعلق باألطفال كالنفقة وغيرها حسب المادة ،119وفي حالة اتفقا الزوجين على مبدأ
الخلع واختلفا في المقابل فإن أمرهما يرفع إلى المحكمة لمحاولة الصلح ،وإذا تعذر الصلح فإنها
تحكم لهم بالخلع مع تحديد مقدار الخلع ،مراعية في ذلك مقدار الصداق ،ومدة الزواج والحالة
المادية ،والخلع ال يتم إال من أجل رفع الضرر وإذا اسرت الزوجة على الخلع دون رغبة الزوجة
فإن المحكمة تلجأ إلى مسطرة الشقاق.
ذهب :جمهور العلماء على أنه طالق ،وبه قال مالك ،وأبو حنيفة سوى بين الطالق والفسخ.
وقال الشافعي :هو فسخ ،وبه قال أحمد ،وداود ومن الصحابة ابن عباس .وقد روي عن
الشافعي أنه كناية ،فإن أراد به الطالق كان طالقا وإال كان فسخا ،وقد قيل عنه في قوله الجديد:
إنه طالق.1
وفائدة الفرق :هل يعتد به في التطليقات أم ال؟ وجمهور من رأى أنه طالق يجعله بائنا ،ألنه لو
كان للزوج في العدة منه الرجعة عليها لم يكن الفتدائها معنى .2وقال أبو ثور :إن لم يكن بلفظ
الطالق لم يكن له عليها رجعة ،وإن كان بلفظ الطالق كان له عليها الرجعة .3واحتج من جعله
طالقا بأن الفسوخ إنما هي التي تقتضي الفرقة الغالبة للزوج في الفراق مما ليس يرجع إلى
اختياره ،وهذا راجع إلى االختيار فليس بفسخ ..فسبب الخالف :هل اقتران العوض بهذه الفرقة
1أمحد بن إدريس بن عبد إلرمحن إملاليك شهاب إدلين أبو إلعباس إلشهري ابلقرإيف (إملتوىف684 :هـ) ،إلفروق إملوسوم أنوإر
إلربوق يف أنوإء إلفروق ،مرجع سابق ،ج ،3ص.443
2محمد زكراي إلاكندهلوي ،أوجز إملساكل إىل موطأ ماكل ،إحملقق :تقي إدلين إلندوي ،دإر إلقمل1424 ،ه2003/م ،ج،10
ص.132
3حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين (إملتوىف676 :هـ) ،إجملموع رشح إملهذب ،مرجع سابق ،ج ،20ص.231
176
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
يخرجها من نوع فرقة الطالق إلى نوع الفسخ أم ليس يخرجها ،1وقد ميز اإلمام مالك بين ما يعتد
طالقا وبين ما يعتد فسخا فقال :أن النكاح إن كان فيه خالف خارج عن مذهبه -أعني :في جوازه؛
وكان الخالف مشهورا فالفرقة عنده فيه لكالمه ،مثل الحكم بتزويج المرأة نفسها والمحرم ،فهذه
على هذه الرواية هي طالق ال فسخ.
والثاني :أن االعتبار في ذلك هو بالسبب الموجب للتفرق ،فإن كان غير راجع إلى الزوجين مما لو
أراد اإلقامة على الزوجية معه لم يصح كان فسخا مثل نكاح المحرمة بالرضاع أو النكاح في
العدة ،وإن كان مما لهما أن يقيما عليه مثل الرد بالعيب كان طالقا .2وهذا توضيح مهم جدا من
أجل أن نفرق بين الفسخ والطالق.
1محمد إبن أمحد إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج3ص.91
2محمد إبن أمحد إبن رشد ،بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ،مرجع سابق ،ج3ص91
3إبن منظور ،لسان إلعرب ،ج ،3ص ،281مادة إلعدد
177
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
العدة في اصطالح الفقهاء :تربص يلزم المرأة ،أو الرجل عند وجود سببه ،1فهي تلك المدة
الزمنية التي عينها الشارع وحددها لمنع المرأة من الزواج فيها ،إما مطلقا وإما بغير زوجها األول
لوفاة زوجها أو فراقها له ،وهذا إذا حصل الدخول ،أما إذا لم يحصل فال عدة على المرأة قبل
الدخول إجماعا.2
في القانون :قد نصت المدونة على هذا في مادتها 130على أن العدة ال تلزم قبل البناء.
وأما تعريفها فإنها لم تعط تعريفا للعدة بل ا كتفت فقط بذكر وقت سريان العدة وهي من
تاريخ الطالق أو التطليق أو الفسخ أو الوفاة وذلك في المادة ،129وأنها غير ملزمة قبل البناء
والخلوة الصحيحة إال الوفاة .130
،4﴾وقوله تعالى ﴿ :
قول هللا تعالى ﴿ :
،5﴾ وقوله تعالى﴿
.6﴾
1عبد إلرمحن بن محمد بن سلامين إملدعو بش يخي زإده ,يعرف بدإماد أفندي (إملتوىف1078 :هـ) ،مجمع إلهنر يف رشح ملتق
إلحبر ،إلنارش :دإر إحياء إلرتإث ،ج ،2ص.142
2أبو بكر بن مسعود بن أمحد إلاكساين إحلنفي عالء إدلين (إملتوىف587 :هـ) ،بدإئع إلصنائع يف ترتيب إلرشإئع ،إلنارش:
دإر إلكتب إلعلمية إلطبعة :إلثانية1406 ،هـ 1986 -م ،ج ،4ص.450
3إبن قدإمة ،إملغين ،مرجع سابق ،ج7ص448
[ 4سورة إلبقرة ،إلآية]228 :
[ 5سورة إلطالق ،إلآية]4 :
[ 6سورة إلبقرة ،إلآية]234 :
178
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
شرعت العدة لمعان وحكم اعتبرها الشارع منها :العلم ببراءة الرحم ،وأن ال يجتمع ماء الواطئين
فأكثر في رحم واحد فتختلط األنساب وتفسد ،4ومنها :تعظيم خطر الزواج ورفع قدره وإظهار
شرفه ،ومنها :تطويل زمان الرجعة للمطلق لعله يندم ويفيء فيصادف زمنا يتمكن فيه من
الرجعة ،ومنها قضاء حق الزوج وإظهار تأثير فقده في المنع من التزين والتجمل ،ولذلك شرع
اإلحداد عليه أ كثر من اإلحداد على الوالد والولد ،5ومنها؛ االحتياط لحق الزوج ،ومصلحة الزوجة،
وحق الولد ،والقيام بحق هللا الذي أوجبه ،ففي العدة أربعة حقوق ،وقد أقام الشارع الموت مقام
الدخول في استيفاء المعقود عليه ،فليس المقصود من العدة مجرد براءة الرحم ،بل ذلك من
بعض مقاصدها وحكمها.6
1مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري ،حصيح مسمل ،مرجع سابق ،ابب إنقضاء عدة إملتوىف عهنا زوهجا ،ج ،2ص.1127
2إملرجع إلسابق ،ابب إملطلقة ثالاث ل نفقة لها ،ج ،2ص.1114
3محمد بن يزيد إلقزويين أبو عبد هللا إبن ماجه ،وماجة إمس أبيه يزيد (إملتوىف273 :هـ) ،سنن إبن ماجه ،حتقيق :محمد
فؤإد عبد إلبايق إلنارش :دإر إحياء إلكتب إلعربية ،ابب خيار إلمة إذإ أعتقتـ ج ،1ص671
4معر بن عيل بن عادل إدلمشقي إحلنبيل أبو حفص ،إللباب يف عمل إلكتاب ،عادل أمحد عبد إملوجود -عيل محمد معوض،
دإر إلكتب إلعلمية ،س نة إلنرش ،1998 – 1419 :ج ،4ص.111
5عبد إلرمحن إلسعدي ،وأآخرون ،موسوعة إملسائل إلفقهية ،إحملقق :عرفات إلعشا حسونة إدلمشقي ،س نة إلنرش1432 :
– ،2010ج ،6ص.338
6محمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس إدلين إبن قمي إجلوزية (إملتوىف751 :هـ) ،إعالم إملقعني عن رب إلعاملني،
حتقيق :محمد عبد إلسالم إبرإهمي إلنارش :دإر إلكتب إلعلمية -بريوت إلطبعة :إلوىل1411 ،هـ 1991 -م ،ج ،2ص85
179
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
األول :عدة وضع الحمل ،وهي كل امرأة حامل من زوج ،إذا فارقت زوجها بطالق أو فسخ أو
موته عنها ،حرة كانت أو أمة ،مسلمة أو كافرة ،فعدتها بوضع الحمل ،ولو بعد ساعة؛ لقول هللا
الثاني :عدة القروء :والقرء فيه لغتان :الفتح وجمعه قروء وأقرؤ ،مثل فلس وفلوس وأفلس،
والضم ويجمع على أقراء مثل قفل وأقفال ،قال أئمة اللغة :ويطلق على الطهر والحيض .2وهي
كل معتدة من فرقة في الحياة ،أو وطء في غير نكاح ،إذا كانت ذات قرء ،فعدتها القرء؛ لقول هللا
والثالث :معتدة بالشهور ،وهي كل من تعتد بالشهر إذا لم تكن ذات قرء؛ لصغر ،أو يأس ،لقول
،4﴾ وقد
هللا تعالى ﴿ :
نصت المدونة على هذا في المادة 136حيث قالت بأن عدة غير الحامل ما يلي:
الثالث :عدة األشهر نوعان :نوع يجب بدال عن الحيض ،ونوع يجب أصال بنفسه .أما العدة التي
تجب بدال عن الحيض باألشهر :فهي عدة الصغيرة ،واآليسة ،والمرأة التي لم تحض أصال ،بعد
الطالق( )...والثاني :الدخول ،أو الخلوة الصحيحة عند غير الشافعية ،في النكاح الصحيح ،وكذا في
النكاح الفاسد عند المالكية.
وأما عدة األشهر األصلية بنفسها :فهي عدة الوفاة ،وسبب وجوبها الوفاة ،إظهارا للحزن بفوات
نعمة الزواج ،وشرط وجوبها؛ الزواج الصحيح فقط ،فتجب هذه العدة على المتوفى عنها زوجها،
سواء أ كانت مدخوال بها أم غير مدخول بها ،وسواء أ كانت ممن تحيض أم ممن ال تحيض.1
181
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
oإذا لم يكن للزوجين أو أحدهما محل والدة في المغرب فيوجه الملخص إلى وكيل
الملك لدى المحكمة االبتدائية بالرباط.
oتحدد المعلومات الواجب تضمينها في الملخص المشار إليه في الفقرة األولى أعاله
بقرار من وزير العدل.
تشتمل هذه المواد األربعة على مضمون االشهاد وعلى اإلجراءات الشكلية التي يجب اتباعها
إليقاع الطالق ،واالعتداد به قانونا.
يمكن أن نخلص إلى مجموعة من النتائج فيما يخص الطالق وهي :ال يجب على الزوجين أن
يلجا إلى الطالق إال استثناء وتحت مراقبة القضاء ،وبعد أن يتم إجراء الصلح بينهما ،وأن بعد
الطالق البد للزوجة من العدة من أجل استبراء رحمها من الحمل ،وأن الطالق لم يعد بيد الزوج
وحده بل أصبحت الزوجة أيضا بإمكانها اللجوء إلى التطليق بناء على أحد األسباب اآلتية :إخالل
الزوج بشرط من شروط عقد الزواج ،الضرر ،عدم اإلنفاق ،الغيبة ،العيب ،اإليالء والهجر ،كما يمكن
لها أن تنحل من العصمة الزوجية بالخلع وهي مال تقدمه للزوج وتفتدى منه به.
والبد من االشارة والتنبيه على أن المحكمة ال تحكم بالطالق إال بعد أن تحكم بالمستحقات طبقا
للمواد 83,84و ،85أعاله مراعية مسؤولية كل من الزوجين عن سبب الفراق في تقدير ما يمكن
أن تحكم به على المسؤول لفائدة الزوج اآلخر.
182
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ إبراهيم بحماني “من أهم ق اررات المجلس األعلى في تطبيق مدونة األسرة بشأن الخطبة ”،عرض مقدم للندوة
الجهوية الثانية للذكرى الخمسينية إلنشاء المجلس األعلى المقامة بمدينة مكناس ،مارس .2007
▪ إبراهيم بن علي بن يوسف أبي إسحاق الفيروزابادي الشيرازي 472هـ ،المهذب في فقه اإلمام الشافعي ،دار الكتب
العلمية.
▪ إبراهيم حسين الشاربي ،المعروف بالسيد قطب 1324 -1385هـ1966- 1906 ،م ،في ظالل القرآن ،دار
الشروق ،طبعة جديدة منقحة.
▪ أبو بكر بن حسن بن عبد هللا الكشناوي 1397ه ،أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في مذهب إمام األئمة
مالك".
▪ أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي عالء الدين (المتوفى587 :هـ) ،بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع،
183
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ أبو طالب عبد الهادي" ،مفهوم األسرة ووظيفتها ومسؤوليتها في الديانات واالعالنات العالمية ومواثيق األمم
المتحدة ،من كتاب أزمة القيم ودور األسرة في تطور المجتمع المعاصر" ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط -
▪ أبو مالك بن السيد سالم ،صحيح فقه السنة وأدلته مع توضيح مذهب األئمة :مع تعليقات بعض العلماء
المعاصرين.
▪ أبي عمرو الحسيني بن عمر بن حسن ،المداخل األصولية لالستنباط من السنة النبوية ،دار الكتب العلمية –
▪ أحمد ابن حنبل ،مسند اإلمام أحمد بن حنبل ،تحقيق شعيب األرنؤوط ،دار الكتب العلمية ،حديث رقم .16032
▪ أحمد الفراهيدي 170هـ" ،معجم العين" :تحقيق الدكتور عبد الحميد هنداوي ،دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان،
▪ أحمد بن أحمد الجكني الشنقيطي" ،مواهب الجليل من أدلة خليل" ،دار الكتب العلمية.
▪ أحمد المحفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني أبو الخطاب ،الهداية على مذهب االمام أبي عبد هللا أحمد بن
▪ أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي شهاب الدين أبو العباس الشهير بالقرافي (المتوفى684 :هـ) ،الفروق
▪ أحمد بن إدريس القرافي شهاب الدين ،الذخيرة :تحقيق محمد حجي وآخرون ،دار الغرب اإلسالمي.
▪ أحمد بن إدريس بن عبد الرحمان ،أبي العباس شهاب الدين الصنهاجي المصري القرافي 684ه ،نفائس األصول
في شرح المحصول ،تحقيق :محمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان.
184
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسر وجردي الخرساني ،أبو بكر البيهقي (458ه) ،السنن الكبرى ،تحقيق:
محمد عبد القادر عطا ،دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان ،الطبعة :الثالثة 1424 ،هـ 2003 -مرقم .13790
▪ أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي 370ه ،شرح مختصر الطحاوي :تحقيق :عصمت هللا عنايت
▪ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي ،فتح الباري شرح صحيح البخاري ،دار المعرفة –بيروت.
▪ أحمد بن غانم بن سالم ابن مهنا ،شهاب الدين النفراوي األزهري المالكي 1126ه ،الفواكه الدواني على رسالة
▪ أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي ،أبو الحسين 395ه ،معجم مقاييس اللغة ،تحقيق :عبد السالم محمد
▪ أحمد بن محمد الخلواتي أبو العباس الشهير بالصاوي المالكي 1241ه ،بلغة السالك ألقرب المسالك المعروف
بحاشية الصاوي على الشرح الصغير( ،الشرح الصغير هو :شرح الشيخ الدردير لكتابه المسمى أقرب المسالك
▪ أحمد بن محمد الهيثمي ،تحفة المحتاج في شرح المنهاج .المكتبة التجارية الكبرى.
▪ أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد ،أبو الفيض الغماري الحسني األزهري 1380ه ،الهداية في تخريج أحاديث
البداية (بداية المجتهد ونهاية المقتصد البن رشد) ،تحقيق :علي حسن الطويل ،دار عالم الكتب ،بيروت – لبنان،
▪ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي ،تقي
الدين أبو العباس ،الفتاوى الكبرى البن تيمية ،دار الكتب العلمية الطبعة :األولى1408 ،هـ 1987 /م.
▪ أحمد بن محمد بن أحمد العدوي ،أبو البركات الشهير بالدردير ،شرح مختصر خليل ،خزانة اإلمام علي بتارودانت.
185
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد الملك بن سلمة األزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي 321هـ ،مختصر
اختالف العلماء ،تحقيق :د .عبد هللا نذير أحمد ،دار البشائر اإلسالمية – بيروت ،الطبعة الثانية1417 ،هـ.
▪ أحمد مبارك الكندري" ،علم النفس األسري" ،مكتبة الفالح ،الكويت ،ط1412 ،2هـ1992/م.
▪ أحمد محمد عمر الخفاجي المصري شهاب الدين علي القاري ،باب العناية بشرح النقاية (مع المتن في أعلى
الصفحات).
▪ إدريس الفاخوري ،تطبيق مدونة األسرة في المهجر ،ندوة دولية ،تنظيم مختبر البحث في قانون األسرة والمهجر.
▪ إسماعيل أبا بكر البامري ،أحكام األسرة ،الزواج والطالق بين الحنفية والشافعية ،دراسة مقارنة ،الطبعة
األولى ،دار الحامد ،عمان ،األردن.2009 ،
▪ إسماعيل بن عباد بن العباس الطلقاني أبو الفضل" ،المحيط في اللغة" ،تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين،
▪ أحمد بن عبد الحليم ،ابن تيمية تقي الدين «موسوعة اإلجماع لشيخ اإلسالم ابن تيمية" :المحقق :عبد هللا بن
مبارك البوصي آل سيف.
▪ جاسم محمد المطوع" ،منهج الثقافة الزوجية رؤية شرعية اجتماعية (الخطبة)" ،مكتبة اق أر للنشر والتوزيع.
▪ جبريل بن المهدي بن علي" ،الصحة والفساد عند األصوليين وأثرهما في الفقه اإلسالمي".
▪ جالل الدين عبد هللا بن نجم بن شاس بن نزار الجدامي السعدي المالكي 616ه ،عقد الجواهر الثمينة في
مذهب عالم المدينة ،تحقيق :حميد بن محمد لحمر ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت-لبنان ،الطبعة :األولى،
1423ه2003/م.
▪ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي 597ه ،التحقيق في أحاديث الخالف ،تحقيق:
مسعد عبد الحمد محمد السعدني ،دار الكتب العلمية – بيروت-لبنان ،الطبعة األولى1415 ،ه.
▪ -ح-
▪ حسين بن عودة العوايشة" ،الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة" :دار الصديق -مؤسسة
الريان ،الطبعة الثانية1423 ،ه2002/م.
▪ الحسين بن علي بن موسى البيهقي أبو بكر -الذهبي؛ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي ،شمس
الدين ،أبو عبد هللا ،المهذب في اختصار السنن الكبير ،تحقيق :دار المشكاة للبحث العلمي ،بإشراف أبي تميم
ياسر بن إبراهيم ،دار الوطن للنشر ،الطبعة األولى1422 ،ه2001/م.
186
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
187
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ طه عبد هللا العفيفي ،المائة الثانية من وصايا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،دار البيان العربي ،توزيع دار
الكتب العلمية.
-ع-
▪ عادل أحمد عبد الموجود ،األنكحة الفاسدة في ضوء الكتاب والسنة ،دار الكتب العلمية.
▪ عبد الجبار صهيب ،الجامع الصحيح للسنن والمسانيد.
▪ عبد الحكيم حمادة ،الجامع ألحكام الفقه على المذاهب األربعة ،د ار الكتب العلمية.
▪ عبد الحميد بن الطيب ابن رجب ،الطفولة في اإلسالم ،أو كتاب البحث واألنقال في أهم ما ذكر في اإلسالم
عن األطفال ،مركز النشر الجامعي -تونس.2007 ،
▪ عبد الرحمن السعدي ،وآخرون ،موسوعة المسائل الفقهية ،المحقق :عرفات العشا حسونة الدمشقي ،سنة
النشر.2010 – 1432 :
▪ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي ،أبو الفرج ،شمس الدين (المتوفى:
682هـ) ،الشرح الكبير المسمى بالشافي على متن المقنع ،الناشر :دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع.
▪ عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو بشيخي زاده ,يعرف بداماد أفندي (المتوفى1078 :هـ) ،مجمع األنهر
في شرح ملتقى األبحر ،الناشر :دار إحياء التراث.
▪ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري ،مختصر الفقه على المذاهب األربعة ،دار الكتب العلمية ،الطبعة
الثانية1424 ،ه2003/م.
▪ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (المتوفى1360 :هـ) ،الفقه على المذاهب األربعة ،الناشر :دار الكتب
العلمية ،بيروت -لبنان الطبعة :الثانية 1424 ،هـ 2003-م.
▪ عبد الرحمن جالل الدين السيوطي 911ه ،الدر المنثور في التفسير بالمأثور ،دار الفكر – بيروت – لبنان.
▪ عبد الرحمن صابر حسين حمودة العقبي ،السبيل في أصول الفقه ،دار الكتب العلمية.
▪ عبد الرحيم األمين ،دروس في قانون األسرة.
▪ عبد الغفار محمد حسن" ،أثر االختالف في القواعد األصولية في اختالف الفقهاء" :دروس صوتية فرغتها
المكتبة الشاملة.
▪ عبد الغفور محمد البياتي ،القواعد الفقهية الكبرى وأثرها في المعامالت المدنية واألحوال الشخصية ،منشورات
محمد علي بيضون دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان.2015 ،
▪ عبد الغفور محمد البياتي" ،القواعد الفقهية في األحوال الشخصية" ،دراسة فقهية هي عبارة عن موسوعة شاملة
للقواعد الفقهية المتعلقة باألسرة ،دار الكتب العلمية.2019 ،
▪ عبد الفتاح كبارة ،الزواج المدني دراسة مقارنة :دار الندوة الجديدة بيروت.1994 ،
▪ عبد القادر بن عمر التغلبي الشيباني" ،نيل المأرب بشرح دليل الطالب" :محمد سليمان األشقر ،مكتبة الفالح،
1403ه1983/م.
188
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ عبد الكريم بن محمد الالحم ،المطلع على دقائق زاد المستنقع «فقه األسرة» دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع،
الرياض -المملكة العربية السعودية ،الطبعة :األولى 1431 ،ه 2010-م.
▪ عبد اللطيف بو عبدالوي ،فقه ابن الماجشون في الفقه المالكي ،دار الكتب العلمية.
▪ عبد هللا بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي ،القيرواني ،المالكي 386هـ ،النوادر والزيادات على ما في المدونة من
غيرها من األمهات ،تحقيق محمد حجي وآخرون ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت ،الطبعة األولى 1999م.
▪ عبد هللا بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي 710هـ" ،كنز الدقائق" :تحقيق أ.د .سائد بكداش ،دار البشائر
اإلسالمية ،الطبعة األولى 1432هـ2001 /م.
▪ عبد هللا بن أحمد موفق الدين بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي 620ه" ،المغني" :مطبعة
القاهرة.
▪ عبد هللا بن الطاهر التناني السوسي" ،مدونة األسرة في إطار المذهب المالكي وأدلته ،دراسة تأصيلية مقارنة
على ضوء المذاهب األربعة مع مناقشة وترجيح دون تعصب لقول أو مذهب" ،الطبعة 1435 ،2هـ2014/م.
▪ عبد هللا بن محمد الطيار ،عبد هللا بن محمد المطلق ،محمد بن إبراهيم الموسى ،الفقه الميسر ،مدار الوطن
للنشر – المملكة العربية السعودية ،الطبعة الثانية1433 ،هـ2012/م.
▪ عبد هللا بن محمود بن مودود الموصلي البلدجي ،مجد الدين أبو الفضل الحنفي 683هـ ،االختيار لتعليل
المختار ،مطبعة الحلبي – القاهرة1356 ،هـ.1937/
▪ عبد هللا لؤلؤ وآمنة خليفة" ،األسرة الخليجية :معالم التغيير وتوجهات المستقبل ،من أكرم رضا قواعد.
▪ عبد الناصر ثابت ،فقه التابعين ،مركز نماء للبحوث والدراسات2019 ،م.
▪ عبد الوهاب بن علي بن نصر الثعلبي البغدادي المالكي أبو محمد (المتوفى422 :هـ) ،المعونة على مذهب
الحق الناشر :المكتبة التجارية ،مصطفى أحمد الباز -مكة المكرمة أصل
ّ عالم المدينة ،المحقق :حميش عبد
الكتاب :رسالة دكتوراة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
الج االب المالكي (المتوفى378 :هـ) ،التفريع في فقه اإلمام
▪ عبيد هللا بن الحسين بن الحسن أبو القاسم ابن َ
مالك ،المحقق :سيد كسروي حسن الناشر :دار الكتب العلمية ،بيروت -لبنان الطبعة :األولى 1428 ،هـ -
2007م.
▪ عثمان بن المكي التوزري الزبيدي ،توضيح األحكام شرح تحفة الحكام ،المطبعة التونسية ،الطبعة األولى
1339ه.
▪ عثمان بن علي بن محجن البارعي ،فخر الدين الزيلعي الحنفي (المتوفى 743 :هـ) الحاشية :شهاب الدين أحمد
الشْلب ُّي (المتوفى 1021 :هـ) ،تبيين الحقائق شرح كنز
بن محمد بن أحمد بن يونس بن إسماعيل بن يونس ّ
الدقائق وحاشية ِّ
الشْل ِّب ِّي ،الناشر :المطبعة الكبرى األميرية -بوالق ،القاهرة الطبعة :األولى 1313ه.
189
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس ،أبو عمرو جمال الدين ابن الحاجب الكردي المالكي 646ه ،جامع
األمهات ،تحقيق :أبو عبد الرحمن األخضر األخضري ،اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية،
1421ه2000/م.
▪ عالء الدين ،أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (المتوفى587 :هـ) ،بدائع الصنائع في ترتيب
الشرائع ،الناشر :دار الكتب العلمية الطبعة :الثانية1406 ،هـ 1986 -م.
▪ علي بن إسماعيل القاضي ،األسرة في اإلسالم أحكامها وآدابها ،مكتبة أوالد الشيخ ،البحث الفائز بالجائزة
األولى في مسابقة الدعوة والفقه اإلسالمي لسنة 1423ه.
▪ علي بن أحمد بن مكرم الصعيدي العدوي (نسبة إلى بني عدي ،بالقرب من منفلوط) ،أبو الحسن1189 ،م،
حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني ،المحقق :يوسف الشيخ محمد البقاعي ،الناشر :دار الفكر –
بيروت1414 ،ه1994/م.
▪ علي بن خلف المنوفي المالكي المصري 939ه ،كفاية الطالب الرباني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني،
تحقيق :أحمد حمدي إمام.
▪ علي بن عبد السالم بن علي ،أبو الحسن التُّ ُسولي (المتوفى1258 :هـ) ،البهجة في شرح التحفة ،المحقق:
ضبطه وصححه :محمد عبد القادر شاهين :،دار الكتب العلمية -لبنان /بيروت الطبعة :األولى1418 ،هـ -
1998م.
علي بن عمر بن احمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني ( 385ه) ،سنن ▪
الدارقطني :حققه وضبط نصه وعلق عليه :شعيب األرنؤوط ،حسن عبد المنعم شلبي ،عبد اللطيف حرز هللا،
أحمد برهوم ،الناشر :مؤسسة الرسالة ،بيروت – لبنان ،الطبعة األولى 1424ه.2004/
▪ علي بن محمد الربعي ،أبو الحسن ،المعروف باللخمي (المتوفى 478 :هـ) ،التبصرة للخمي ،دراسة وتحقيق:
الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب الناشر :و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية ،قطر الطبعة :األولى 1432 ،هـ -
2011م.
▪ علي بن محمد بن عبد الملك الفاسي المشهور بابن قطان ،اإلقناع في مسائل اإلجماع.
▪ علي محيي الدين علين القره داغي ،مبدأ الرضا في العقود ،دار البشائر اإلسالمية ،تاريخ اإلصدار2002 ،م.
▪ عمر بركات بن السيد محمد بركات الشامي البقاعي المكي -أحمد بن النقيب شهاب الدين أبو العباس ،فيض
اإلله المالك في حل ألفاظ عمدة السالك وعدة الناسك ،المحقق :مصطفى محمد عمارة ،الطبعة الثانية،
1372ه1952/م.
▪ عمر بن علي أبي حفص سراج الدين المعروف بابن الملقن ،نواضر النظائر في قواعد الفقه ،دار الكتب
العلمية( ،نسخة الكترونية).
190
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي أبو حفص ،اللباب في علم الكتاب ،تحقيق :عادل أحمد عبد الموجود
-علي محمد معوض ،دار الكتب العلمية ،سنة النشر.1998 – 1419 :
▪ علية مصطفى مبارك أم الفضل ،منهاج المرأة المسلمة ،عبادات ومعامالت ،دار الكتب العلمية.2013 ،
-ق-
▪ قاسم بن عبد هللا بن أمير علي القونوي الرومي الحنفي (المتوفى978 :ه) ،أنيس الفقهاء في تعريفات األلفاظ
المتداولة بين الفقهاء .المؤلف :المحقق :يحيى حسن مراد ،الناشر دار الكتب العلمية .الطبعة
2004م1424،ه.
▪ قحطان عبد الرحمن الدوري ،عقد التحكيم في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي ،دار الفرقان.
-ك-
▪ كاميليا حلمي" ،مصطلح األسرة في أبرز المواثيق الدولية" ،دراسة تحليلية بحث مقدم في مؤتمر الخطاب
اإلسالمي المعاصر سنة ،2011اتحاد علماء المسلمين ،القاهرة-مصر.
-م-
▪ مالك بن أنس بن مالك األصبحي الحميري ،أبو عبد هللا ،المدونة الكبرى لألمام مالك رواية سحنون ،و ازرة
األوقاف السعودية -مطبعة السعادة1324 ،ه.
▪ مالك بن أنس ،موطأ مالك ،تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي ،مؤسسة زايد بن سلطان.
▪ مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى /أحمد الزيات /حامد عبد القادر /محمد النجار) ،المعجم
الوسيط ،الناشر :دار الدعوة.
▪ محمد األزهر" ،شرح مدونة األسرة" ،الطبعة ،2015 ،7ص( 8نسخة الكترونية).
▪ محمد أبو عبد هللا األنصاري الرصاع ،شرح حدود ابن عرفة الموسوم ب "الهداية الكافية لبيان حقائق اإلمام
ابن عرفة الوافية" :تحقيق محمد أبو األجفان والطاهر المعموري ،دار الغرب اإلسالمي ,بيروت -لبنان،
الطبعة األولى 1993م.
محمد أبو عبد هللا األنصاري الرصاع ،شرح حدود ابن عرفة الموسوم ب "الهداية ▪
الكافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية" :تحقيق محمد أبو األجفان والطاهر
محمد المعموري ،دار الغرب اإلسالمي ،بيروت -لبنان ،الطبعة األولى 1993م،
الشافعي" ،الزواج وانحالله في مدونة األسرة" ،سلسلة البحوث القانونية.
▪ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي 1393ه ،التحرير والتنوير :الدار التونسية للنشر
– تونس1984 ،م.
191
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الشيخ محمد ،المكتبة العصرية – الدار النموذجية ،بيروت – صيدا ،الطبعة الخامسة1420 ،ه1999/م،
▪ محمد بن أحمد بن رشد القرطبي أبو الوليد (المتوفى520 :هـ) ،المقدمات الممهدات ،تحقيق :الدكتور محمد
حجي الناشر :دار الغرب اإلسالمي ،بيروت -لبنان الطبعة :األولى 1408 ،هـ 1988-م.
▪ محمد بن أحمد أبو الوليد بن رشد ،البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل والمسائل المستخرجة :تحقيق
محمد حجي ،دار الغرب اإلسالمي ،سنة 1408هـ 1988 -م.
▪ محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي 977ه" :مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج"
▪ محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين أبو عبد هللا القرطبي 671ه" ،الجامع
ألحكام القرآن" ،تحقيق :أحمد البردوني وإبراهيم أفطيش ،دار الكتب المصرية – القاهرة ،الطبعة الثانية
1384ه1964/م.
▪ محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي ،المبسوط للسرخسي.
192
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ محمود بن أحمد بن الحسين الغيتابي ،بدر الدين العيني الحنفي 855ه ،البناية شرح الهداية ،دار الكتب
العلمية – بيروت – لبنان ،الطبعة األولى1420 ،ه2000/م.
▪ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد أبو الوليد ،بداية المجتهد ونهاية
المقتصد :دار الحديث القاهرة1425 ،ه.2004/
▪ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي ،حاشية الدسوقي على الشرح الكبير.
▪ محمد بن أحمد بن محمد أبو عبد هللا الفاسي ،ميارة 1076ه ،شرح مياره :االتقان واإلحكام في شرح تحفة
الحكام ،دار المعرفة.
▪ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد هللا ،ابن جزي الكلبي الغرناطي أبو القاسم (المتوفى741 :هـ) ،القوانين الفقهية.
▪ محمد بن أحمد بن محمد عليش ،أبو عبد هللا المالكي 1882 1299/م ،منح الجليل شرح مختصر خليل ،دار
الفكر – بيروت.
▪ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي أبو عبد
هللا (المتوفى204 :هـ) ،األم للشافعي ،الناشر :دار المعرفة –بيروت.
▪ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي أبو عبد
هللا ،الرسالة :تحقيق :أحمد شاكر ،مكتبة الحلبي – مصر ،الطبعة :األولى1358 ،هـ1940/م.
▪ محمد بن إسماعيل األمير الصنعاني ،العدة حاشية الصنعاني على إحكام األحكام على شرح عمدة األحكام،
الناشر :المكتبة السلفية ،الطبعة الثانية1409 ،ه.
▪ محمد بن الحسن بن دريد األزدي أبو بكر 321هـ ،جمهرة اللغة ،المحقق :رمزي منير بعلبكي الناشر :دار العلم
للماليين -بيروت الطبعة :األولى1987 ،م.
▪ محمد بن حسن بن علي بن سالم البشار ،أسهل المسالك نظم ترغيب المريد السالك في فقه اإلمام مالك.
▪ محمد بن صالح العثيمين :الشرح الممتع على زاد المستنقع ،دار ابن الجوزي ،بدون طبعة.
▪ محمد بن عبد القادر بن محمد بن المختار بن أحمد العالم القبلوي الجزائري الشهير بالشيخ محمد باي بلعالم
2009م ،زاد السالك شرح أسهل المسالك :دار ابن حزم.
▪ محمد بن عبد هللا الخرشي المالكي أبو عبد هللا (المتوفى1101 :هـ) ،شرح مختصر خليل للخرشي ،الناشر :دار
الفكر للطباعة –بيروت.
▪ محمد بن عبد هللا الزركشي شمس الدين المصري الحنبلي (المتوفى772 :هـ) ،شرح الزركشي على مختصر
الخرقي ،الناشر :دار العبيكان الطبعة :األولى 1413 ،هـ 1993-م.
▪ محمد بن عبد الواحد السيواسي السكندري كمال الدين ابن الهمام -أحمد بن قودر قاضي زاده :شرح فتح القدير
على الهداية شرح بداية المبتدي ،تحقيق :عبد الرزاق غالب المهدي ،دار الكتب العلمية ،ط.1970
193
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني اليمني (المتوفى1250 :هـ) ،نيل األوطار ،تحقيق :عصام الدين
الصبابطي الناشر :دار الحديث ،مصر الطبعة :األولى1413 ،هـ 1993-م.
▪ محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري أبو عبد هللا
606ه ،تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير ،دار إحياء الثراث العربي ،الحكم الرابع عشر في خطبة
النساء.
▪ محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك ،الترمذي ،أبو عيسى(279ه) ،سنن الترمذي ،تحقيق :أحمد
محمد شاكر ،ج 1و ،2محمد فؤاد عبد الباقي ج ،3إبراهيم عطوة عوض المدرس في األزهر الشريف ج4و،5
شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي-مصر ،الطبعة الثانية1395،ه ،باب ما جاء في الخطبة.
▪ محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد (المتوفى505 :هـ) ،الوسيط في المذهب ،المحقق :أحمد محمود
إبراهيم ،محمد تامر الناشر :دار السالم -القاهرة الطبعة :األولى1417 ،ه.
▪ محمد بن محمد الكاكي الحنفي قوام الدين ،عيون المذاهب في فروع المذاهب األربعة ،دار الكتب العلمية.
الرعيني شمس الدين أبو عبد هللا
▪ محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي ،المعروف بالحطاب ُّ
المالكي (المتوفى954 :هـ) ،مواهب الجليل في شرح مختصر خليل ،الناشر :دار الفكر الطبعة :الثالثة،
1412هـ 1992-م.
▪ محمد بن محمد بن عبد الرحمن المالكي المغربي ،المشهور الخطاب مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ
خليل ومعه مختصر الشيخ خليل.
▪ محمد بن محمد بن محمد ،أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي 729ه ،تحفة َّ
الحكام في نكت العقود
واألحكام ،المحقق :محمد عبد السالم محمد ،دار اآلفاق العربية ،القاهرة ،الطبعة األولى1423 ،ه2011/م.
▪ محمد بن محمد بن محمود ،أكمل الدين أبو عبد هللا ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين الرومي
البابرتي ،العناية شرح الهداية ،الناشر :دار الفكر.
الم ْرَوزي أبو عبد هللا 294ه ،اختالف العلماء (اختالف الفقهاء) ،تحقيقُّ :
الد ْكتُْور ▪ محمد بن نصر بن الحجاج َ
طاهر َحك ْيم ،أضواء السلف – الرياض ،الطبعة األولى1420 ،ه2000/م ،ص 221وما بعدها ُم َح امد َ
▪ محمد بن يزيد القزويني ابن ماجة -وماجة اسم أبيه يزيد -أبو عبد هللا 237ه ،سنن ابن ماجة ،تحقيق :تحقيق
شعيب األرنؤوط-عادل مرشد ،محمد كامل قره بللي ،عبد اللطيف حرز هللا ،دار الرسالة العالمية ،الطبعة؛
األولى 1430،ه 2009-م ،حدث رقم .1882
▪ محمد بن يعقوب الفيروزآبادي" ،القاموس المحيط" ،مطبعة الرسالة ،بيروت ،ط1987 ،1م.
▪ محمد حبيب هللا بن عبد هللا الشنقيطي 1323ه ،زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم ،تحقيق :محمد
السيد عثمان ،دار الكتب العلمية.
194
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ محمد حسن أبو يحيى ،أحكام الزواج في الشريعة اإلسالمية :دراسة فقهية مقارنة بقانون األحوال الشخصية
األردني ،دار يافا العلمية للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى.
▪ محمد رواس قلعه جي ،موسوعة فقه عمر بن عبد العزيز ،دار النفائس ،الطبعة الرابعة1409 ،ه1989/م.
▪ محمد زكريا الكاندهلوي ،أوجز المسالك إلى موطأ مالك ،المحقق :تقي الدين الندوي ،دار القلم،
1424ه2003/م.
▪ محمد عمارة" ،مقدمة ميثاق األسرة في اإلسالم" ،اللجنة اإلسالمية العالمية للمرأة والطفل .2007
▪ محمد محمد الحطاب الرعيني أبو عبد هللا ،تحرير الكالم من مسائل االلتزام ،المحقق :عبد السالم محمد
الشريف ،سنة النشر 1404ه1984/م.
▪ محمد محي الدين عبد الحميد ،األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية مع اإلشارة إلى مقابلها في الشرائع
األخرى ،الطبعة الثانية.
▪ محمد مسرار ،نظرية الحق وتطبيقاتها في أحكام األسرة ،دار الكتب العلمية.
▪ محمد نووي بن عمر الجاوي -محمد بن القاسم الغزي -أحمد بن الحسين األصفهاني أبو شجاع ،قوت الحبيب
الغريب توشيح على فتح القريب المجيب شرح غاية التقريب ،تحقيق :محمد عبد العزيز الخالدي ،دار الكتب
العلمية ،الطبعة األولى1418 ،ه1998 /م.
▪ محمود بن أحمد بن مازة أبي المعالي/المرغيناني الذخيرة البرهانية ،دار الكتب العلمية.
▪ محمود محمد علي أمين الزمناكولي ،العالقات االجتماعية بين المسلمين وغير المسلمين في الشريعة
اإلسالمية ،كتاب – ناشرون – بيروت – لبنان.
▪ محمود مطرجي ،الفقه المالكي وأدلته ،دار الفكر – بيروت – لبنان.
محمد نعناعي" ،ضوابط تكييف قضايا الخطبة والزواج" ،مجلة قضايا األسرة "سلسلة دراسات وأبحاث" ،المركز ▪
195
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
▪ مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة ،الرحيبانى مولدا ثم الدمشقي الحنبلي 1243ه ،مطالب أولي النهي
في شرح غاية المنتهى ،المكتب اإلسالمي ،الطبعة الثانية1415 ،ه1994 /م.
▪ منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى1051 :هـ) ،كشاف القناع
عن متن اإلقناع ،الناشر :دار الكتب العلمية.
-ن-
▪ ناصر أحمد الخوالدة ،الفكر التربوي عند اإلمام الغزالي ،دار األيام للنشر والتوزيع.
▪ نايف محمود الرجوب" ،أحكام الخطبة في الفقه اإلسالمي" ،الطبعة األولى ،دار الثقافة ،األردن.2008 ،
▪ نهى القاطرجي" ،األسرة في أدبيات األمم المتحدة :التحوالت – العوامل – اآلثار".
▪ واصل عالء الدين ،أحكام األحوال الشخصية بين الشريعة اإلسالمية والقانون.
▪ و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية -الكويت ،-الموسوعة الفقهية الكويتية :الطبعة 1427هـ.
-ي-
▪ يحيى بن محمد بن هبيرة الشيباني ،المشهور الوزير أبي المظفر ،اختالف األئمة األعالم ،تحقيق :السيد يوسف
أحمد ،دار الكتب العلمية.
يوسف بديوي وأحمد جمعة ،األسرة المسلمة في العالم المعاصر واقعها وتحدياتها، ▪
▪ يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر النمري األندلسي أبو عمر ،التمهيد لما في الموطأ من المعاني
واألسانيد ،و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية – المغرب ،الطبعة الثانية ،نشر على عدة سنوات من سنة 1387
حتى عام 1412ه.
▪ يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي أبو عمر (المتوفى463 :هـ) ،االستذكار،
تحقيق :سالم محمد عطا ،محمد علي معوض الناشر :دار الكتب العلمية -بيروت الطبعة :األولى– 1421 ،
.2000
▪ يوسف أبو عمرو بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي 463هـ ،الكافي في فقه أهل
المدينة ،تحقيق :محمد أحمد ولد ماديك الموريتاني ،مكتبة الرياض الحديثة ،الرياض – المملكة العربية
السعودية ،الطبعة الثانية 1400هـ1980/م.
196
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
الفهرس
الصفحة الموضوع
15 مدخل تمهيدي لملخص مدونة األسرة (الكتاب األول والثاني)
16 المبحث األول :مفهوم األسرة وإشكالية التعريف
16 المطلب األول :مفهوم األسرة في اللغة
17 المطلب الثاني :مفهوم األسرة في االصطالح
17 .1مفهوم األسرة عند المفكرين المسلمين
19 .2مفهوم األسرة عند علماء االجتماع وعلماء النفس
20 .3مفهوم األسرة في المواثيق الدولية
21 المبحث الثاني السياق التاريخي لمدونة األسرة المغربية
21 المطلب األول :السياق التاريخي لنشأة مدونة األحوال الشخصية
22 .1المرحلة األولى :وضع مدونة األحوال الشخصية
24 .2المرحلة الثانية :أول تعديل حقيقي على مدونة األحوال الشخصية
26 .3المرحلة الثالثة :صدور مدونة األسرة
27 المطلب الثاني :نطاق تطبيق مدونة األسرة
28 المطلب الثالث :دور القضاء في تفعيل مدونة األسرة
30 الباب األول :الزواج ومقدمته
31 الفصل األول :مقدمة الزواج (الخطبة)
32 المبحث األول :الخطبة (تعريفها ،مشروعيتها ،حكمتها)
197
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
198
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
199
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
200
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
201
إعداد :فيصل البياض ت .إشراف دة .بثينة الغلبزوري
202