You are on page 1of 202

‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .

‬بثينة الغلبزوري‬
‫لكية اآلداب والعلوم اإلنسانية الرباط‬
‫املاسرت املتخصص‪ :‬االجتهاد يف قضايا األرسة‬

‫وحتليل اخلطاب‬

‫خ‬ ‫م‬
‫ل ص للك تاب األول وال تاني‬

‫من مدونة األسرة‬

‫وحدة فقه األسرة‬


‫إعداد‪:‬‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫فيصل البياض‬

‫ذة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬ ‫‪18005825‬‬

‫موسم ‪2022/2021‬‬

‫‪1‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪2‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪3‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪4‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪5‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪6‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪7‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪8‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪9‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪10‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪11‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪12‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الحمد لله حمد األولياء‪ ،‬له الحمد الحسن وجميل الثناء‪ ،‬خلق من كل شيء زوجين‪ ،‬وهدى‬
‫عباده النجدين‪ ،‬وعلم األحكام وأحكم‪ ،‬وبين األسس ونظم‪ ،‬نحمده ما أشرقت شمس الصباح‪،‬‬
‫وغرد طير وراح‪ ،‬وعلت المآذن بحي على الفالح‪ ،‬والصالة والسالم األتمان األكمالن على حبيب‬
‫القلوب وهداها‪ ،‬ورسول الخالئق وسناها‪ ،‬القائل في إيجاز‪(( :‬من رغب عن سنتي فليس مني))‪.1‬‬

‫أما بعد‪:‬‬

‫االهتمام بالفقه عموما‪ ،‬وبعلم ما البد لك أن تقع فيه خصوصا واجب عقلي‪ ،‬فالعقل في نهم‬
‫دائم‪ ،‬وعطش ال يروى إال باالستزادة واالرتواء من المعرفة النافعة‪ ،‬وال يطفي هذا النهم‪ ،‬أو يروي‬
‫ذلك الظمأ إال االنكباب على المعارف‪ ،‬واالغتراف منه المشارف‪ ،‬واالستفادة من كل عارف‪ ،‬وإن‬
‫اإلحاطة بعلم فقه األسرة له من األهمية البالغة ما له‪ ،‬كيف ال وهو باب لبناء المجتمع‪ ،‬والمجتمع‬
‫يصلح بصالح أساسه‪ ،‬ويفسد إن فسد‪.‬‬

‫‪   ‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫جعل هللا الزواج آية من آياته‪ ،‬وداللة من دالالت عظمته‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪.2 ﴾ ‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪3‬‬
‫وفي كل شيء له آ ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة *** ت ـ ـ ـ ــدل على أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه خالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬

‫عرف القانون التشريعي المنظم لألسرة المغربية مجموعة من التغييرات الناتجة عن‬
‫التحوالت االجتماعية والتفاعالت مع الواقع المتطور للمجتمع‪ ،‬بدءا من نشأة مدونة األحوال‬
‫الشخصية إلى صدور مدونة األسرة الحالية‪ ،‬وسنحاول من خالل ملخصنا اإلجابة على سؤالين‬
‫محوريين وهما كاآلتي‪:‬‬

‫❖ ما هي أهم المستجدات التي جاءت بها مدونة األسرة؟‬


‫❖ كيف نظم المشرع المغربي من خالل المدونة أحكام الزواج وانحالل ميثاق الزوجية؟‬

‫‪.‬‬‫‪ 1‬محمد بن إسامعيل أبو عبد هللا إلبخاري‪" ،‬حصيح إلبخاري"‪ :‬كتاب إلناكح ‪ /‬ابب إلرتغيب يف إلناكح‬
‫‪[ 2‬سورة الروم‪ ،‬اآلية‪]20 :‬‬
‫‪ 3‬ينسب هذإ إلبيت للبيد بن ربيعة‪ ،‬أحد إلشعرإء إلفرسان إلرشفاء يف إجلاهلية‪ ،‬من أهل عالية جند‪ ،‬أدرك إلسالم‪،‬‬
‫ولقي إلنيب ﷺ ويعترب من إلصحابة‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ولإلجابة على هاذين السؤالين اعتمدت الخطة التالية‪:‬‬

‫اشتمل هذا التلخيص على ما يلي‪:‬‬

‫مدخل تمهيدي لتلخيص الكتاب األول والثاني من مدونة األسرة‪ ،‬تطرقنا فيه لمفهوم األسرة‬
‫وإشكالية التعريف‪ ،‬ثم السياق التاريخي لمدونة األسرة‪ ،‬وأخيرا دور النيابة العامة أو القضاء في‬
‫تفعيل هذه المدونة‪ .‬وبابين‪:‬‬

‫األول في الزواج ومقدمته (الخطبة)‪ ،‬وفيه فصلين‪ :‬فصل خاص بالخطبة وهو األول‪ ،‬والثاني‬
‫تطرقت فيه للزواج‪ .‬وكل واحد منهما قسمته إلى مباحث بحسب ما يتطلبه كل فصل‪.‬‬

‫أما الباب الثاني‪ :‬انحالل ميثاق الزوجية‪ :‬فقد قسمته إلى فصلين كذلك‪ :‬يضم الفصل األول‬
‫الطالق‪ ،‬والثاني التطليق أو الخلع‪ ،‬وقسمتهما أيضا إلى مباحث‪.‬‬

‫نهجت في التلخيص منهج االستقراء والتتبع‪ ،‬فتتبعت أقوال الفقهاء مع المقارنة والترجيح‬
‫في بعض األحكام‪ ،‬وشرحت ما يحتاج لشرح من كالمهم أو بينت غريبه إن كان هناك غريب‪ ،‬ثم‬
‫قارنت بين ما تجب فيه المقارنة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪15‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملطلب إلول‪ :‬مفهوم إلرسة يف إللغة‬


‫مشتقة من األسر وقد وردت في المعاجم اللغوية حيث دلت على عدة معان‪:‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫▪ األسر‪ :‬قوة المفاصل واألوصال‪ ،‬وشد هللا أسر فالن‪ :‬أي قوة خلقه‪ ،1‬قال تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪.2﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫▪ أسرت السرج الرحل‪ ،‬ضمنت بعده إلى بعض بسيور‪ ،‬والسيور تسمى تآسير‪.3‬‬
‫▪ األسرة‪ :‬الجماعة يربط بينهم أمر مشترك‪ ،‬وأهل المرء وعشيرته وأهله األدنون ألنه يتقوى‬
‫بهم‪.4‬‬
‫▪ األسر‪ :‬الشد والعصب وشدة الخلق والخلق‪.5‬‬
‫▪ األسر‪ :‬القيد والحبس ‪ ...‬والدرع الحصينة‪.6‬‬
‫▪ ونبت أسير أي ملتف‪.7‬‬

‫المالحظ من خالل هذه المعاني أنها تشترك في معنى الربط والشد واإلحكام‪ ،‬وكأن األسرة في‬
‫معناها العام تعني الرابطة القوية والمحكمة التي تربط أفرادها‪ ،‬فيشكلون بذلك مناعة ذاتية‬
‫ضد أي مولد مضاد‪ ،‬ولذلك جاء في معانيها الدرع الحصينة والنبت الملتف‪.8‬‬

‫‪ 1‬إخلليل أمحد إلفرإهيدي ‪170‬هـ‪" ،‬معجم إلعني"‪ :‬حتقيق إدلكتور عبد إمحليد هندإوي‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬بريوت –‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪1424 ،1‬هـ‪2003/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.28‬‬
‫‪ 2‬سورة إلنسان‪ :‬إلآية ‪.28‬‬
‫‪ 3‬إخلليل أمحد إلفرإهيدي‪" ،‬معجم إلعني"‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.28‬‬
‫‪ 4‬محمد بن مكرم أبو إلفضل إبن منظور جامل إدلين‪" ،‬لسان إلعرب"‪ :‬دإر صادر بريوت‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.20‬‬
‫‪ 5‬محمد بن يعقوب إلفريوزأآابدي‪" ،‬إلقاموس إحمليط"‪ ،‬مطبعة إلرساةل‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.437‬‬
‫‪ 6‬إسامعيل بن عباد بن إلعباس إلطلقاين أبو إلفضل‪" ،‬إحمليط يف إللغة"‪ ،‬حتقيق إلش يخ محمد حسن أل ايسني‪ ،‬بريوت –‬
‫عامل إلكتب‪ ،‬ط‪1414 ،1‬هـ‪1994/‬م‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.372‬‬
‫‪ 7‬إملرجع إلسابق ج‪ ،8‬ص‪.374‬‬
‫‪ 8‬رإئد مجيل عاكشة‪ ،‬منذر عرفات زيتون‪" ،‬إلرسة إملسلمة يف ظل إلتغريإت إملعارصة"‪ ،‬دإر إلفتح للنرش‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪16‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬تعريف إلرسة يف الاصطالح‪:‬‬


‫تعددت تعريفات األسرة عند المسلمين تعددا أغنى األسرة في كل جوانبها‪ ،‬وعلى الرغم من‬
‫اختالف وجهات النظر حول تعريفها تبع الختالف الزاوية التي ينظر منها كل باحث إال أنه يكاد‬
‫يكون االتفاق قائما حول أهمية األسرة كنظام اجتماعي يؤدي وظائف ضرورية وحيوية‬
‫للمجتمعات اإلنسانية بوجه عام‪.‬‬

‫فمعرفة المقصود بمفهوم األسرة بصورة محددة قاطعة ليس باألمر اليسير رغم أن مدلولها‬
‫معروف لدى جميع الناس‪ ،‬وموجود في كل مكان ولعل م َر َّد هذه الصعوبة إلى ثالثة أمور‪:‬‬

‫‪-1‬خلو القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من اصطالح األسرة أو ما يعادله تماما‪.‬‬

‫‪-2‬غموض مدلول كلمة أسرة باعتباره مصطلحا مطاطا‪.‬‬

‫‪-3‬تعدد اتجاهات ومشارب الباحثين‪.‬‬

‫لذلك البد لمعرفة مفهوم األسرة من أن ندرسها من خالل نظرة المفكرين ونظرة علماء االجتماع‬
‫وعلماء النفس‪ ،‬ومقارنة ذلك المفهوم األسرة من خالل ما جاء في المواثيق الدولية‪.‬‬

‫‪ .1‬مفهوم األسرة عند المفكرين المسلمين‪.‬‬

‫لقد كان العرب يطلقون لفظ األسرة على الجماعة من الناس وذاك ما أشار له ابن حجر نقال‬
‫عن "الزبير بن بكار" حيث قال‪" :‬قد قسمها مع الزبير بن بكار في كتاب النسب إلى شعب ثم‬
‫قبيلة ثم عمارة بكسر العين ثم بطن ثم فخذ ثم فصيلة وزاد غيره قبل الشعب الجذم وبعد‬
‫الفصيلة العشيرة ومنهم من زاد بعد العشيرة األسرة ثم العترة"‪ .1‬وبناء على هذا الترتيب الذي‬
‫يراعي االنتقال من األعلى إلى األدنى يمكن االقتراب من معنى األسرة الذي يوحي إلى وحدة‬
‫بشرية مترابطة‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد بن عيل بن جحر أبو إلفضل إلعسقالين شهاب إدلين إلشافعي‪" ،‬فتح إلباري رشح حصيح إلبخاري"‪ ،‬دإر إملعرفة –‬
‫بريوت – ط‪1379 ،1‬هـ‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.528‬‬
‫‪17‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫سبقت اإلشارة إلى أن لفظ األسرة لم يرد في القرآن والسنة‪ ،‬كما لم يستعمله الفقهاء في عباراتهم‪،‬‬
‫هذا المعنى يعبر عنه الفقهاء قديما بألفاظ منها‪" :‬اآلل‪ ،‬واألهل‪ ،‬والعيال"‪.1‬‬

‫ومن األلفاظ الدالة على األسرة في القرآن الكريم لفظ األهل‪ ،‬قال تعالى‪  ﴿ :‬‬

‫‪ ،3﴾‬وأهل‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ 2﴾ ‬كذلك قوله جل وعال‪  ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫الرجل‪ :‬أخص الناس به‪ ،‬وأهل الرجل‪ :‬عشيرته وذوو قرباه‪.4‬‬

‫‪ ،5﴾ ‬ولكن لم يرد في الحديث‬


‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫ولفظ العشيرة كما جاء في قوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫الشريف لفظ األسرة إال إشارة بسيطة في حديث عن معمر يحكي فيه قصة رجل وامرأة من‬
‫اليهود زنيا‪ ...‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ..." :‬فما أول ما ارتخصتم أمر هللا‪ ،‬قال‪ :‬زنا ذو‬
‫قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم‪ ،‬ثم زنى رجل في أسرة من الناس فأراد رجمه‪... 6‬‬
‫الحديث‪ ،‬لكن المالحظ في هذا الحديث أن لفظ األسرة ليس من كالم رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬بل هو من كالم اليهودي الراوي للقصة‪.‬‬

‫ومن التعاريف المعاصرة لألسرة‪" :‬مؤسسة فطرية اجتماعية بين رجل وامرأة‪ ،‬توفرت فيها‬
‫الشروط الشرعية لالجتماع‪ ،‬والتزم كل منهما بما له وما عليه شرعا‪ ،‬أو شرطا‪ ،‬أو قانونا"‪،7‬‬
‫فيتبين من خالل هذا التعريف أن المفكرين المسلمين يقيدون األسرة بضوابط شرعية وأخالقية‬
‫حيث جعلوها بمثابة بناء له قواعد خاصة ويؤدي دورا وظيفيا في المجتمع‪ .‬هذا البناء يجم رجال‬
‫وامرأة بطريقة شرعية ألن اإلسالم ال يعترف باألم التي أنجبت طفال سفاحا أو بالرجل والمرأة‬
‫اللذين اتفقا عل الزنا أو بالشواذ كشكل من أشكال األسرة‪ .‬كما يقيدون أفراد األسرة بأداء‬

‫‪ 1‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية ‪-‬إلكويت‪ ،-‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ :‬إلطبعة ‪1427‬هـ‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.223‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلعرإف‪ ،‬إلآية‪]82 :‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]35 :‬‬
‫‪ 4‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪" ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.149‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلشعرإء‪ ،‬إلآية‪]213 :‬‬
‫‪ 6‬أبو دإود سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي إلسجس تاين (‪275‬هـ)‪ ،‬سنن أيب دإود‪ :‬ابب‬
‫يف رمج إلهيوديني‪ ،‬حديث رمق ‪ ،4450‬ج‪ ،4‬ص‪.155‬‬
‫‪ 7‬صادر عن إللجنة إلعاملية للمرأة وإلطفل إلتابعة للمجلس إلساليم إلعاملي لدلعوة وإلغاثة‪ .‬ص‪.4‬‬

‫‪18‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الواجبات وااللتزام بحقوق كل فرد سواء ثبتت هذه الحقوق بالشرع أو بالقانون أو كان شرطا‬
‫وضعه أحد األفراد‪.‬‬

‫لكن هذا التعريف تحدث عن األسرة النووية وإال فاألسرة بمفهومها العام تشمل األجداد‬
‫والجدات وغير ذلك من األفراد‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 14‬في التقرير الصادر عن المجنة‬
‫العالمية للمرأة والطفل التابعة للمجلس اإلسالمي العالمي للدعوة واإلغاثة حيث جاء فيها‪:‬‬

‫"األسرة في اإلسالم ال تقتصر عل الزوجين واألوالد فقط‪ ،‬وإنما تمتد إلى شبكة واسعة من ذوي‬
‫القربى من األجداد والجدات واإلخوة واألخوات واألعمام والعمات واألخوال والخاالت وغيرهم‬
‫ممن نجمعهم رابطة النسب أو المصاهرة أو الرضاع‪ ،‬وتتسع حتى تشمل المجتمع"‪.1‬‬

‫‪ .2‬مفهوم األسرة عند علماء االجتماع وعند علماء النفس‪:‬‬

‫فقد عرفت األسرة في علم االجتماع بأنها‪" :‬عبارة عن جملة من األفراد يرتبطون معا بروابط‬
‫الزواج والدم والتبني ويتفاعلون معا"‪ .2‬هذا التعريف يتوافق مع ما جاء في تعريف األسرة عند‬
‫المفكرين المسلمين‪ ،‬فهو يقر بأن األسرة مجموعة من األفراد الذين يرتبطون بروابط النسب أو‬
‫المصاهرة أو التبني‪ ،‬بحيث تفرض عليهم هذه العالقة التأثر والتأثير فيما بينهم من خالل ترسيخ‬
‫القيم واألخالق والقيام بالواجبات‪ ،‬وهذا ما سيؤكده علماء النفس في تعريفهم‪ ،‬إذ قالوا‪" :‬األسرة‬
‫جماعة اجتماعية صغيرة تتكون عادة من األب واألم وواحد أو أ كثر من األطفال‪ ،‬يتبادلون‬
‫الحب ويتقاسمون المسؤولية‪ ،‬وتقوم بتربية األطفال‪ ،‬حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم‬
‫وضبطهم‪ ،‬ليصبحوا أشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية"‪ .3‬غير أنهم أضافوا بأن األسرة لها‬
‫هدف ومسؤولية كبيرة تكمن في تربية ناشئة فعالة داخل المجتمع بشكل إيجابي‪ ،‬فيتبين أن‬
‫األفراد الذين ال يقومون بهذا الدور ال يطلق عليهم صفة األسرة وإن كانوا يعيشون في إطار عالقة‬
‫شرعية‪.‬‬

‫‪ 1‬صادر عن إللجنة إلعاملية للمرأة وإلطفل إلتابعة للمجلس الاساليم إلعاملي لدلعوة وإلغاثة‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 2‬زيدإن عبد إلبايق‪" ،‬إلرسة وإلطفوةل"‪ ،‬مكتبة إلهنضة إلعربية مبرص‪ ،‬ط‪1980 ،4‬م‪ ،‬ص‪.179‬‬
‫‪ 3‬أمحد مبارك إلكندري‪" ،‬عمل إلنفس إلرسي"‪ ،‬مكتبة إلفالح‪ ،‬إلكويت‪ ،‬ط‪1412 ،2‬هـ‪1992/‬م‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪19‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ .3‬مفهوم األسرة في المواثيق الدولية‪:‬‬

‫مرت رؤية األمم المتحدة لألسرة وأشكالها وأدوارها بمراحل عديدة‪ ،‬ففي المرحلة األولى جاء‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪1948‬م‪ ،‬ليعترف في مادته ‪ 16‬بأن األسرة‪" :‬هي الوحدة‬
‫الجماعية الطبيعية واألساسية للمجتمع‪ ،‬وينص عل أن الرجال والنساء البالغين لهم الحق في‬
‫الزواج وفي تكوين أسرة دون أية قيود بسبب العرق‪ ،‬أو الجنسية‪ ،‬أو الدين‪ )٠٠٠( .‬وقد تطور‬
‫تعريف األسرة في المعاجم اللغوية مع تنامي وتبلور اتجاه الخصومة الفكرية العلمية‬
‫واالجتماعية مع الدن في الغرب‪ ،‬حيث أصبحت ظاهرة "نزع القداسة" عن كل شيء‪ ،‬وإعادة‬
‫النظر والتشكيك والتفكيك والتحيل منهجا رائجا في العلوم االجتماعية‪ ،‬ولم تكن األسرة بطبيعة‬
‫الحال بمعزل عن "نزع القداسة" هذه‪ ،‬فقد جاء في موسوعة " الروس الكبرى" الطبعة الجديدة‬
‫التعريف التالي‪" :‬األسرة مجموعة شخصين أو أ كثر بينهما عالقة قرابة سواء ضاقت أو‬
‫اتسعت"‪ .1‬اهتم هذا التعريف بإدماج أنواع األسر كما أصبحت عليه اليوم‪ ،‬وكما قد تتحول إليه‬
‫بحدوث أنواع أخرى في المدى المنظور‪ ،‬وهو تعريف محايد ال يهتم ال بتحديد مسؤوليات األسرة‬
‫ووظائفها‪ ،‬وال باألخالقيات التي تقوم عليها األسرة‪.2‬‬

‫وهناك تعريف آخر ذكره مكتب اإلحصاء الرسمي لسكان الواليات المتحدة جاء فيه‪" :‬جماعة‬
‫تتكون من شخصين أو أكثر يرتبطون معا برباط الميالد أو الزواج أو التبني وتقطن معا"‪.3‬‬

‫ومع تراجع مفهوم األسرة الطبيعية‪ ،‬حل تدريجيا البديل الكارثي‪ ،‬حيث ظهرت الدعوة إلى باء‬
‫األسر الالنمطية‪ ،‬وبهذا يتم اإلبقاء عل الشكل مع إفراغ محتواه أو استبداله بمحتوى أخر‪ ،‬فظلت‬
‫التسمية أسرة ولكن المعنى مختلف‪ ،‬حيث صارت تعني‪" :‬كل بيت تشبع فيه الحاجات‬

‫‪ 1‬أبو طالب عبد إلهادي‪" ،‬مفهوم إلرسة ووظيفهتا ومسؤوليهتا يف إدلايانت والاعالانت إلعاملية وموإثيق إلمم إملتحدة‪ ،‬من‬
‫كتاب أزمة إلقمي ودور إلرسة يف تطور إجملمتع إملعارص"‪ ،‬مطبعة إملعارف إجلديدة‪ ،‬إلرابط ‪ -‬إململكة إملغربية‪،‬‬
‫‪1422‬هـ‪2002/‬م‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ 2‬هنى إلقاطريج‪" ،‬إلرسة يف أدبيات إلمم إملتحدة‪ :‬إلتحولت – إلعوإمل – إلآاثر"‪ ،‬ص‪.4‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا لؤلؤ وأآمنة خليفة‪" ،‬إلرسة إخلليجية‪ :‬معامل إلتغيري وتوهجات إملس تقبل‪ ،‬من أكرم رضا قوإعد‬
‫‪ 1‬أكرم رضا‪ ،‬قوإعد تكوين إلبيت إملسمل"‪ ،‬دإر إلنرش وإلتوزيع إلسالمية‪ ،‬ص‪.510‬‬

‫‪20‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫األساسية الطبيعية رجل وامرأة في إطار الزواج‪ ،‬رجل وامرأة خارج إطار الزواج‪ ،‬رجال ونساء‬
‫دون رابطة قانونية‪ ،‬رجلين‪ ،‬امرأتين ‪.1"...‬‬

‫وذلك حتى ال تكون أسرة شرعية مؤسسة عل عالقة مشروعة بين ذكر وأنثى‪ ،‬وانما لتضم كل‬
‫ألوان العالقات بين رجل ورجل‪ ،‬أو بين امرأة وامرأة مدخلة بذلك االنقالب عل كل ألوان العالقات‬
‫الشاذة والمحرمة شرعا وفطرة في إطار األسرة التي يعترف بها القانون ويحميها ويرتب لها‬
‫الحقوق‪.2‬‬

‫إن من نعم هللا عز وجل عل عباده أن فصل لهم في أحكام األسرة في كتابه العزيز‪ ،‬تكريما منه‬
‫عز وجل لهذه الخلية النواة التي ينبني صالح المجتمع عل صالحها‪ ،‬وقد استشعر المغرب هذه‬
‫األهمية التي أوالها هللا عز وجل لألسرة‪ ،‬فسارع بدوره إلى االجتهاد من أجل الحفاظ عل حقوق‬
‫كل فرد من أفرادها في ظل المستجدات التي شهدها‪ ،‬فوضع قرانين تنظم حقوقها تحت اسم‬
‫"مدونة األسرة"‪.‬‬

‫فماهي الظروف التي نشأت فيها مدونة األسرة؟‬ ‫•‬

‫وما المراحل االنتقالية التي مرت بها؟‬ ‫•‬

‫إملطلب إلول‪ :‬إلس ياق إلتارخيي لنشأة مدونة إلحوإل إلشخصية‪:‬‬


‫نقصد بالسياق التاريخي الظروف التي كانت سائدة بالمغرب قبل صدور أول قانون ينظم‬
‫األسرة المغرية تحت اسم "مدونة األحوال الشخصية"‪.‬‬

‫حيث كان المغرب أنداك يعيش تحت وطأة الحماية‪ ،‬وكان يعمل على تطبيق أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية حسب الفقه المالكي بالنسبة للمسلمين‪ ،‬وأحكام الشريعة اليهودية لليهود المغاربة‪،‬‬

‫‪ 2‬اكميليا حلمي‪" ،‬مصطلح إلرسة يف أبرز إملوإثيق إدلولية"‪ ،‬درإسة حتليلية حبث مقدم يف مؤمتر إخلطاب إلساليم إملعارص‬
‫س نة ‪ ،2011‬إحتاد علامء إملسلمني‪ ،‬إلقاهرة‪ -‬مرص‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 3‬حمد عامرة‪" ،‬مقدمة ميثاق إلرسة يف إلسالم"‪ ،‬إجملنة إلسالمية إلعاملية للمرأة وإلطفل ‪ ،2007‬ص‪.140‬‬

‫‪21‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫رغم وجرد قوانين عصرية لبعض مناطق المغرب‪ ،‬حيث تأسست في جنوب المغرب محاكم‬
‫فرنسية‪ ،‬وبشمال المغرب محاكم إسبانية‪ ،‬وفي طنجة تأست محاكم مختلطة تعمل وفق قانون‬
‫مدني مقتبس من القوانين المدنية لكل من فرنسا وإسبانيا‪.1‬‬

‫انتقادات‪:‬‬

‫كل هذه الظروف تشهد عل الوضع المزري الذي كانت تعيشه األسرة المغربية في تلك الفترة‪،‬‬
‫حيث كانت تعاني من تخبطات وتناقضات تمخضت عن تضارب القوانين بين المحاكم العصرية‬
‫والعرفية‪ ،‬وعموما يمكن اختزال االنتقادات الموجهة لتلك الفترة في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬صعوبة استنباط األحكام من طرف القاضي عل ضو‪ ،‬ما جاء في الفقه اإلسالمي‪ ،‬خصوصا في‬
‫حالة مواجهة اختالفات فقهية عميقة وذلك بسبب تغير األحوال وظهور المستجدات واتساع‬
‫الهوة بين القضاء والفقه‪.‬‬

‫‪ .2‬االضطراب والتناقض الذي كانت تعرفه المحاكم العرفية يظهر كمية الحيف الذي كانت تذوقه‬
‫أفراد األسرة المغربية بشكل خاص‪.‬‬

‫‪ .3‬اسقاط القوانين الفرنسية واإلسبانية عل األسرة المغرية ذات مرجعية دينية مختلفة تماما‪.‬‬

‫هذا ما جعل الملك الراحل محمد الخامس يسارع إلى جمع ثلة من كبار العلماء في الفقه‪ ،‬لوضع‬
‫قوانين يحتكم إليها فيما يتعلق باألسرة المغربية‪.‬‬

‫‪ .1‬إملرحةل إلول‪ :‬وضع مدونة إلحوإل إلشخصية‬


‫صدرت مدونة األحوال الشخصية الملغاة غداة استقالل المغرب بواسطة بمجموعة من الظهائر‬
‫الشريفة‪ ،‬كان أولها تاريخ ‪ 22‬نونبر ‪1957‬م‪ ،‬وآخرها ‪ 3‬أبريل ‪1958‬م‪ ،2‬وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬ظهير ‪ 22‬نونبر ‪1957‬م‪ :‬المنظم ألحكم الزواج والطالق‪.‬‬

‫‪ .2‬ظهير ‪ 18‬دجنبر ‪1957‬م‪ :‬المنظم ألحكام الوالدة ونتائجها‪.‬‬

‫‪ 1‬حمد إلزهر‪" ،‬رشح مدونة إلرسة"‪ ،‬إلطبعة ‪ ،2015 ،7‬ص‪( 8‬نسخة إلكرتونية)‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد إلكش بور‪" ،‬إلوس يط يف رشح مدونة إلرسة"‪ ،‬إلطبعة ‪ ،2‬ص‪( ،11‬نسخة إلكرتونية)‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ .3‬ظهير ‪ 25‬يناير ‪1958‬م‪ :‬الخاص بأحكام الوصية‪.‬‬

‫‪ .4‬ظهير ‪ 3‬أبريل ‪1958‬م‪ :‬الخاص بأحكام المواريث‪.‬‬

‫وشرع العمل بأول كتاب منها بفاتح يناير‪1958‬م‪ ،‬لكن بعد صدورها تبين أن العلماء الذين‬
‫عملوا عل وضعها لم يقتصروا عل مذهب اإلمام مالك باعتباره المذهب الرسمي للمغرب‪ ،‬بل‬
‫سلكوا في اختياراتهم مسلك وسطا‪ ،‬فاعتمدوا المذهب المالكي قبل غيره‪ ،‬وخالفوه فيما رأوا أن‬
‫المصلحة تقتضي مخالفته إلى غيره من المذاهب األخرى كالمذهب الحنفي والمذهب‬
‫الشافعي‪ ،1‬باإلضافة إلى المذهب الظاهري‪ ،‬وقد قرر المشرع أن ما سكتت عنه المدونة يرجع‬
‫فيه إلى الراجح أو المشهور أو ما جرى به العمل من مذهب اإلمام مالك‪.2‬‬

‫منذ صدور هذه المدونة عملت األوساط المحافظة كل ما في وسعها عل تحصينها من نبال‬
‫العصرنة والتحدث‪ ،‬بل دافعت عن ذلك بكل الوسائل لمواجهة كل إصالح أو تجديد‪ ،‬لدرجة أنها‬
‫أحاطت نصوص المدونة بطابع قدسي (‪ )...‬فكانت تروم إلى إفشال كل محاولة إلصالح‬
‫نصوصها‪.3‬‬

‫لكن سرعان ما انهالت سهام النقد الجارح عل مدونة األحوال الشخصية فكان من هذه‬
‫االتهامات‪:‬‬

‫• أوال‪ :‬أنها لم تكن دستورية‪.‬‬

‫• ثانيا‪ :‬أنها لم تلتزم باالتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق المرأة والتي صادق عليا المغرب‪.‬‬

‫• ثالثا‪ :‬أنها تعتمد آراء فقهية تنهل من العادات والتقاليد البعيدة كل البعد عن روح الشريعة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬

‫• رابعا‪ :‬أنها ال تتجاول والعصرنة‪.‬‬

‫• خامسا‪ :‬تكون أحيانا مصدر بالء‪ ،‬الوضعية المزرية للمرأة المغربية‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن إلطاهر إلتناين إلسويس‪" ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬درإسة تأصيلية مقارنة عىل ضوء‬
‫إملذإهب إلربعة مع مناقشة وترجيح دون تعصب لقول أو مذهب"‪ ،‬إلطبعة ‪1435 ،2‬هـ‪2014/‬م‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ 2‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوس يط يف رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪( ،11‬نسخة إلكرتونية)‪.‬‬
‫‪ 3‬محمد إلشافعي‪" ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة"‪ ،‬سلسةل إلبحوث إلقانونية ‪ ،24‬ص‪.9‬‬
‫‪23‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وقد جاءت هذه االنتقادات عل لسان مجموعة من الجمعيات النسائية وبعض األساتذة‬
‫الجامعيين وممثلي فئة من األحزاب السياسية‪ ،‬تحت مبرر أنها لم تعد قادرة عل موا كبة‬
‫مستجدات األسرة المغربية واستيعاب واقعها الجديد‪ ،‬ألن تأثير العادات والتقاليد الموروثة عل‬
‫صياغة مدونة األحوال الشخصية فلهر جليا‪ ،‬فكانت الضرورة تقتضي التعديل‪.‬‬

‫يمكن انتقاد مدونة األحوال الشخصية من حيث مدة إنجازها وتكوين العاملين عليها حيث إن‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المدة التي أنجزت فيها مدونة األحوال الشخصية هي مدة جد قصيرة‪ ،‬تبين أنه لم تأخذ‬
‫الوقت الكافي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التكوين القانوني للقضاة وجهلهم أو باألحرى ضعفهم في الجانب الفقهي‪.‬‬

‫كل االنتقادات التي وجهت لمدونة األحوال الشخصية كانت سببا في التعديل األول رغم أنه جاء‬
‫متأخرا‪.‬‬

‫‪ .2‬إملرحةل إلثانية‪ :‬أول تعديل حقيقي عل مدونة إلحوإل إلشخصية‬


‫يتعلق أول تعديل حقيقي عل مدونة األحوال الشخصية سنة ‪1993‬م (‪ )...‬ببعض الفصول‬
‫والتي يمكن اختصارها فما يلي‪:‬‬

‫✓ الطالق‪ :‬بوضع حد للطالق الغيابي‪.‬‬


‫✓ تنظيم تعدد الزوجات‪ :‬حيث تم إقرار قيدين للتعدد‪ ،‬األول ضرورة إخبار الزوجة األولى‪،‬‬

‫والثاني الحصول عل إذن القاضي‪.‬‬

‫✓ الحضانة‪ :‬حيث أصبح األب يحتل المرتبة الثانية بعد األم في ترتيب الحاضنين بعد أن‬
‫كان في المرتبة السادسة‪ ،‬كما تم تحديد سن الحضانة في ‪ 12‬سنة للفتى و‪ 15‬سنة للفتاة‪.‬‬
‫✓ النفقة‪ :‬فأصبح باإلمكان رفع دعوى استعجالية للنفقة وللقاضي تقديرها‪.‬‬

‫لمم تكن هذه التعديالت كافية مما سيؤدي إلى مرحلة جديدة طالبت فيها مجموعة من الجهات‬
‫بالتعديل مرة أخرى‪ ،‬استمرت المطالبة بالتعديل فترة طويلة من طرف الجمعيات النسائية‪،‬‬
‫ومنها من التجأ إلى فكرة المليون توقيع (‪ )...‬توجت هذه المطالب بإدماج المرأة في التنمية في‬

‫‪24‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫مارس ‪1995‬م‪ ،‬وقد ثارت هذه األخيرة نقاشا حادا بين المؤيدين والمعارضين وافرزت صراعا‬
‫سياسيا حادا‪ ،‬ولتجنب الفتنة داخل المجتمع المغري تدخل جاللة الملك محمد السادس لوضع‬
‫حد لهذا الصراع بين المؤيدين للتعديل والمعارضين‪ ،‬حيث استقبل جاللته مجوعة من‬
‫الفعاليات النسائية بتاريخ ‪ 5‬مارس ‪ 2001‬واسقع إلى ملتمسهن في التعديل‪ ،‬وفعال عين اللجنة‬

‫االستشارية الملكية من أجل إصالح مدونة األحوال الشخصية وركز على النهوض بوضعية‬
‫المرأة‪ ،‬كانت اللجنة مكونة من متخصصين في المجال الفقهي والقضائي والعلمي مع مراعاة‬
‫حضور العنصر النسوي‪ ،‬فانكبت هذه اللجنة عل االصالحات الجوهرية وفق التوجيهات الملكية‪.1‬‬

‫‪ .3‬إملرحةل إلثالثة‪ :‬صدور مدونة إلرسة‬


‫رفعت اللجنة حصيلة أعمالها إلى جاللة الملك محمد السادس‪ ،‬في إطار مشروع مدونة األسرة‪،‬‬
‫وعرض للمناقشة داخل قبة البرلمان‪ ،‬فتم الصوت عليها باإلجماع المطلق لتخرج بعد ذلك إلى‬
‫حيز التطبيق‪ ،‬مكونة من ظهير شريف واحد يجمع بين دفتيه سبعة كتب‪ ،‬تتضمن ‪ 400‬مادة‪.2‬‬

‫‪ -‬الكتاب األول‪ :‬أحكام الزواج‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب الثاني‪ :‬انحالل ميثاق الزوجية وأثاره‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب الثالث‪ :‬الوالدة ونتائجها‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب الرابع‪ :‬األهلية والنيابة الشرعية‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب الخامس‪ :‬أحكام الوصية‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب السادس‪ :‬أحكام الميراث‪.‬‬

‫‪ -‬الكتاب السابع‪ :‬أحكام انتقالية وختامية‪.‬‬

‫وقد جاءت مدونة األسرة بمجموعة من المستجدات يمكن ذكر أهمها باختصار في النقاط التالية‪:3‬‬

‫‪ 1‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪ 2‬عبد هللا بن إلطاهر إلتناين إلسويس‪" ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪3‬هذه إملس تجدإت جاءت يف ديباجة قانون ‪ 70.03‬مبثابة مدونة إلرسة‪ ،‬إملنشور ابجلريدة إلرمسية رمق ‪ 5184‬إلصادرة يوم‬
‫إمخليس ‪ 5‬فربإير ‪.2004‬‬

‫‪25‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أوال‪ :‬تبني صياغة حديثة بدل المفاهيم التي تمس بكرامة وإنسانية المرأة‪ .‬وجعل مسؤولية‬
‫األسرة تحت رعاية الزوجين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جعل الوالية حقا للمرأة الرشيدة‪ ،‬تمارسه حسب اختيارها ومصلحتها‪ ،‬كما أن لها أن تفوض‬
‫ذلك ألبيها أو ألحد أقاربها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مساواة المرأة بالرجل بالنسبة لسن الزواج‪ ،‬بتوحيده في ثمان عشرة سنة‪ ،‬عمال ببعض‬
‫أحكام المذهب المالكي‪ ،‬مع تخويل القاضي إمكانية تخفيضه في الحاالت المبررة‪ ،‬وكذلك‬
‫مساواة البنت والولد المحضونين في بلوغ سن الخامسة عشرة الختيار الحاضن‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬جعل التعدد شبه ممتنع‪ ،‬وذلك بإخضاعه لضوابط صارمة‪ ،‬وبإذن من القاضي‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬العناية بأحوال المغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬لرفع أشكال المعاناة عنهم‪ ،‬عند إبرام عقد‬
‫زواجهم‪ .‬وذلك بتبسيط مسطرته‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬جعل الطالق حال لميثاق الزوجية يمارس من قبل الزوج والزوجة‪ ،‬بحسب الشروط‬
‫القانونية‪ ،‬وبمراقبة القضاء‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬توسيع حق المرأة في طلب التطليق‪ ،‬إلخالل الزوج‪ ،‬بشرط من شروط عقد الزواج‪ ،‬أو‬
‫لإلضرار بالزوجة مثل عدم اإلنفاق أو الهجر أو العنف‪ ،‬وغيرها من مظاهر الضرر‪.‬‬

‫ثامنا‪ :‬الحفاظ على حقوق الطفل‪ ،‬بإدراج مقتضيات االتفاقيات الدولية‪ ،‬التي صادق عليها‬
‫المغرب في صلب المدونة‪.‬‬

‫تاسعا‪ :‬حماية حق الطفل في النسب‪ ،‬في حالة عدم توثيق عقد الزوجية‪ ،‬ألسباب قاهرة‪ ،‬باعتماد‬
‫المحكمة البينات المقدمة في شأن إثبات البنوة‪ ،‬مع فتح مدة زمنية في خمس سنوات لحل‬
‫القضايا العالقة في هذا المجال‪ ،‬رفعا للمعاناة والحرمان عن األطفال في مثل هذه الحالة‪.‬‬

‫عاشرا‪ :‬تخويل الحفيدة والحفيد من جهة األم‪ ،‬على غرار أبناء اإلبن‪ ،‬حقهم في حصتهم من تركة‬
‫جدهم‪ ،‬عمال باالجتهاد والعدل في الوصية الواجبة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫حادي عشر‪ :‬مسألة تدبير األموال المكتسبة‪ ،‬من لدن الزوجين خالل فترة الزواج‪ :‬فمع االحتفاظ‬
‫بقاعدة استقالل الذمة المالية لكل منهما‪ ،‬تم إقرار مبدأ جواز االتفاق بين الزوجين‪ ،‬في وثيقة‬
‫مستقلة عن عقد الزواج‪ ،‬على وضع إطار لتدبير أموالهما المكتسبة‪ ،‬خالل فترة الزواج‪ ،‬وفي حالة‬
‫عدم االتفاق يتم اللجوء إلى القواعد العامة لإلثبات بتقدير القاضي لمساهمة كال الزوجين في‬
‫تنمية أموال األسرة‪.‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬نطاق تطبيق مدونة إلرسة‬


‫حددت المادة الثانية من مدونة األسرة نطاق تطبيقها واألشخاص الذين تسري عليهم وذلك‬
‫وفق الحاالت اآلتية‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬يسري مفعول المدونة على جميع المغاربة‪ ،‬سواء كانوا من ذوي الجنسية‬
‫المكتسبة‪ ،‬أو األصلية‪ ،‬أو الذين يحملون جنسية أجنبية‪ ،‬إضافة لجنسية بلدهم األصلي‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الالجئون بمن فيهم عديمو الجنسية طبقا التفاقية جنيف ‪ ،1951‬فالقانون الدولي‬
‫الخاص يخول لالجئين المغاربة أو األجانب أو المجردين من الجنسية األصلية أو عديميها‪ ،‬وفقا‬
‫لحكام اتفاقية جنيف المؤرخة بتاريخ ‪ 28‬يوليوز ‪ ،1951‬االستفادة من أحكام هذه المدونة‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬العالقات الزوجية التي يكون فيها أحد الطرفين مغربيا‪ ،‬وتتحدد هذه العالقة‬
‫الزوجية في إطار الزواج المختلط‪ ،‬كأن يتزوج مغربي بامرأة أجنبية مسلمة أو كتابية‪ ،‬أو أن تتزوج‬
‫مغربية بأجنيي مسلم‪.‬‬

‫الحالة الرابعة‪ :‬العالقات التي تكون بين مغربيين أحدهما مسلم‪ ،‬وهذه الفقرة تخص فقط‬
‫المغربي المسلم المتزوج بمغربية كتابية مسيحية أو يهودية باعتبارهما متحدي الجنسية‬
‫ومختلفين في الديانة‪ ،‬وتستثنى حالة زواج كتابي مغريي بمغربية مسلمة‪ ،‬ألن المادة ‪ 39‬من هذه‬
‫المدونة جعلت من بين المحرمات على سبيل التأبيد زواج المسلمة بغير المسلم‪ ،‬والمسلم‬
‫بغير المسلمة ما لم تكن كتابية‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد إلرحمي إلمني‪" ،‬دروس يف قانون إلرسة"‪ ،‬ص ‪45‬‬

‫‪27‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أما المغاربة اليهود فيخضعون لقانون األحوال الشخصية العبري المغربي‪.‬‬

‫إملطلب إلثالث‪ :‬دور إلقضاء يف تفعيل مدونة إلرسة‬


‫التطبيق السليم لهذا القانون رهين بقضاء عادل وفعال ومؤهل للقيام بهذه الوظيفة على أحسن‬
‫وجه‪ ،‬مما يفرض تأهيل الجهاز القضائي وعصرنته‪ ،‬للقيام بهذا الدور الهام‪ ،‬ولذلك تم إنشاء أقسام‬
‫متخصصة في قضاء األسرة‪ ،‬وبوأت المدونة القضاء مكانة متميزة‪ ،‬وأناطت به مجموعة من‬
‫المهام والوظائف سواء في ذلك القضاء الجالس أو القضاء الواقف‪.‬‬

‫أما القضاء الجالس‪ ،‬فقد أعطته مدونة األسرة صالحيات هامة ومتميزة‪ ،‬سواء من خالل وظيفته‬
‫القضائية‪ ،‬أو الوالئية سواء تعلق األمر بمحكمة الموضوع‪ ،‬أو قاضي األسرة المكلف بالزواج‪ ،‬أو‬
‫قاضي شؤون القاصرين‪ ،‬أو قاضي التوثيق‪.‬‬

‫أما محكمة الموضوع‪ :‬فقد أسندت إليها مدونة األسرة اختصاصات جديدة‪ ،‬ونقلت إليها بعض‬
‫مهام قاضي التوثيق‪ ،‬والقاضي المكلف بشؤون القاصرين‪ ،‬ولم يقتصر هذا النقل على‬
‫االختصاصات القضائية التي كان يتوالها القاضي‪ ،‬كمحاولة الصلح‪ ،‬واإلشراف على تحديد‬
‫مستحقات الزوجة واألطفال‪ ،‬والبت في التدابير الوقتية قبل الحكم بالطالق أو التطليق‪ ،‬وإنما‬
‫امتد هذا االختصاص ليشمل اختصاصات والئية‪ ،‬كمنح بعض األذون في الزواج واإلشهاد على‬
‫الطالق‪ ،‬بل إن المحكمة أصبحت تتولى مهمة الرقابة العامة على النيابات القانونية‪ ،‬عوضا عن‬
‫القاضي المكلف بشؤون القاصرين‪.‬‬

‫وأما قاضي األسرة المكلف بالزواج‪ :‬فمن مهامه اإلشراف على إبرام عقد الزواج واإلذن بتوثيقه‪،‬‬
‫ومنح بعض األذون الخاصة إلبرام هذا العقد‪ ،‬بالنسبة لبعض الفئات الخاصة من الزواج‪ ،‬وهو‬
‫االختصاص الذي كان موكوال لقاضي التوثيق في ظل التنظيم القديم‪.‬‬

‫وأما قاضي شؤون القاصرين‪ :‬فاختصاصاته على العموم شبيهة إلى حد ما باالختصاصات التي‬
‫كانت له قبل صدور مدونة األسرة مع زيادة التدقيق‪ ،‬وخاصة ما يتعلق بفتح ملف النيابات‬
‫القانونية وإدارة أموال القاصرين‪ ،‬فالفصل ‪ 184‬من قانون المسطرة المدنية المعدل بقانون‬
‫‪ 72.03‬ينص على أنه‪" :‬يفتح بقسم قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية ملف لكل نيابة قانونية‬
‫ويقيد سجل خاص يمسك لهذه الغاية"‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وأما قاضي التوثيق‪ :‬فقد حافظت له المدونة على مؤسسته‪ ،‬لكنها قلصت كثيرا من‬
‫اختصاصاته‪ ،‬سواء منها تلك التي يمارسها في موضوع الزواج والطالق‪ ،‬أو تلك المتعلقة بالنيابة‬
‫الشرعية‪ ،‬حيث انتقل بعضها إلى القاضي الجديد أي قاضي األسرة المكلف بالزواج‪ ،‬وبعضها‬
‫اآلخر إلى محكمة الموضوع‪ ،‬سواء تعلق األمر بالمساطر النزاعية كالطالق‪ ،‬أو الوالئية كاإلذن بزواج‬
‫التعدد‪ ،‬أو الوصاية على النيابات الشرعية‪.‬‬

‫وأما النيابة العامة‪ :‬فقد أصبحت طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية إلى تطبيق أحكام المدونة‬
‫كما تقضي بذلك مدونة األسرة‪" .‬تعتبر النيابة العامة طرفا أصليا في جميع القضايا الرامية‬
‫إلى تطبيق أحكام هذه المدونة"‪.1‬‬

‫وإلقاء نظرة على األدوار الموكولة إلى النيابة العامة من خالل خمس وعشرين مادة من المدونة‬
‫التي ورد ذكر النيابة العامة فيها‪ ،‬ندرك أنها تهدف إما إلى حماية أحد الزوجين أو إلى حماية‬
‫األطفال‪ ،‬أو إلى حماية أموال القاصرين‪ ،‬باإلضافة إلى االختصاصات الموكولة إليها بمقتضى قانون‬
‫الكفالة‪ ،‬وقانون الحالة المدنية‪ ،‬وقانون الجنسية‪.‬‬

‫ولتعزيز دور القضاء في مجال األسرة تم إحداث أقسام متخصصة في قضاء األسرة بالمحاكم‬
‫االبتدائية عمال بمقتضيات المادة الثانية من قانون التنظيم القضائي المعدل بالقانون رقم‬
‫‪ 73.03‬التي تنص على أنه‪" :‬يمكن تقسيم هذه المحاكم بحسب نوعية القضايا التي تختص‬
‫بالنظر فيها إلى "أقسام قضاء األسرة" و"أقسام قضاء القرب"‪" ،‬وغرف مدنية وتجارية‬
‫وعقارية واجتماعية وزجرية"‪.2‬‬

‫تنظر أقسام قضاء األسرة في قضايا األحوال الشخصية والميراث والحالة المدنية وشؤون التوثيق‬
‫والقاصرين والكفالة وكل ما له عالقة برعاية وحماية األسرة"‪.3‬‬

‫‪1‬مدونة إلرسة إملادة‪.3 :‬‬


‫‪ 2‬محمد إلكش بور‪" ،‬أحاكم إحلضانة درإسة يف إلفقه إملاليك ويف مدونة إلرسة"‪( :‬سلسةل إدلرإسات إلقانونية إملعارص ‪،)07‬‬
‫إلطبعة إلوىل‪ ،‬مطبعة إلنجاح إجلديدة – إدلإر إلبيضاء‪ ،2004 ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ 3‬إملرجع إلسابق‪ ،‬نفس إلصفحة‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪30‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ل‬ ‫ا‬
‫دمة زواج‬‫ق‬ ‫م‬
‫ا خطل‬
‫( بة)‬
‫‪31‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫جعل الشارع الزواج مؤسسة وجعل بابها محروسا حصينا‪ ،‬حتى ال يدخل إال من باب وعن‬
‫استحقاق‪ ،‬فهو ميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة واأللفة بين الطرفين‪ ،‬ونظرا لقدسية هذا‬
‫الميثاق كان طبيعيا أن تسبقه مقدمة تؤكد العزم على انعقاده أو االنصراف عنه‪ ،‬وتسمى تلك‬
‫المقدمة خطبة‪.‬‬

‫وقد ضمنت هذا الفصل ثالثة مباحث‪:‬‬

‫أما المبحث األول‪ :‬فخصصته للتعريف بالخطبة ومشروعيتها والحكمة منها‪( ،‬وتحته مطلبين)‪،‬‬
‫ثم تطرقت للحديث عن حكمها وشروط صحتها وحكم النظر للمخطوبة‪ ،‬وهو المبحث الثاني‪،‬‬
‫(وتحته ثالثة مطالب)‪ ،‬والثالث تحدثت فيه عن متعلقات الخطبة من الرجوع في الخطبة والمهر‬
‫وكذلك الحمل الناشئ في مرحلة الخطبة (تحته ثالثة مطالب)‪.‬‬

‫إملطلب إلول‪ :‬إخلطبة لغة وإصطالحا‪.‬‬


‫‪ .1‬إخلطبة لغة‪:‬‬
‫الخطبة لغة‪ :‬من خطب يخطب بضم الطاء‪ ،‬خطبة بكســرهــا‪ ،‬وهو طلب الزواج من امرأة‪ " ،‬يقال‪:‬‬
‫خطب المرأة إلى قومها إذا طلب الزواج منها‪ ،‬واختطب القوم الرجل إذا دعوه إلى تزويج‬
‫‪1‬‬
‫صاحبتهم‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد بن أيب بكر بن عبد إلقادر زين إدلين أبو عبد هللا إلرإزي ‪666‬ه‪" ،‬خمتار إلصحاح"‪ ،‬حتقيق‪ :‬يوسف إلش يخ محمد‪،‬‬
‫إملكتبة إلعرصية – إدلإر إلمنوذجية‪ ،‬بريوت – صيدإ‪ ،‬إلطبعة إخلامسة‪1420 ،‬ه‪1999/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ /92،8‬أمحد بن محمد‬
‫بن عيل إلفيويم مث إمحلوي ‪770‬ه‪" ،‬إملصباح إملنري يف غريب إلرشح إلكبري"‪ :‬إملكتبة إلعلمية – بريوت‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.173‬‬
‫‪32‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫والمطلوب زواجها يقال عنها خطيبة‪ ،‬ونقول‪" :‬أقيمت حفلة خطبة (بكسر الخاء) فالن إلى فالنة‬
‫‪1‬‬
‫أو إلى أهلها"‪.‬‬

‫‪ .2‬إخلطبة إصطالحا‬
‫أ‪ .‬في اصطالح الفقهاء‪:‬‬

‫ال تخرج الخطبة في اصطالح الفقهاء عن مدلولها اللغوي حيث عرفوها بتعاريف متقاربة نذكر‬
‫منها‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫الحنفية‪ :‬عرفها ابن عابدين بقوله‪" :‬وأما بكسرها (خطبة) فهي طلب التزوج"‪.‬‬

‫المالكية‪" :‬الخطبة (بكسر الخاء) فعل الخاطب من كالم وقصد واستلطاف بفعل أو قول"‪ ،3‬إذا‬
‫فهي‪" :‬استدعاء النكاح وما يجري من المحاورة"‪.4‬‬

‫الشافعية‪" :‬التماس الخاطب النكاح من جهة المخطوبة"‪.5‬‬

‫الحنابلة‪ :‬الخطبة بالكسر‪" :‬خطبة الرجل المرأة لينكحها"‪.6‬‬

‫‪ 1‬أبو طالب عبد إلهادي‪" ،‬معجم تصحيح لغة إلعالم إلعريب"‪ :‬ص‪.116‬‬
‫‪ 2‬محمد أمني بن معر بن عبد إلعزيز عابدين إدلمشقي إحلنفي ‪1252‬هـ‪" ،‬رد إحملتار عىل إدلر إخملتار"‪ :‬دإر إلفكر بريوت‪ ،‬إلطبعة‬
‫إلثانية ‪1412‬هـ ‪1992 -‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.8‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح إلنصاري إخلزريج مشس إدلين أبو عبد هللا إلقرطيب ‪671‬ه‪" ،‬إجلامع لحاكم إلقرأآن"‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬أمحد إلربدوين وإبرإهمي أفطيش‪ ،‬دإر إلكتب إملرصية – إلقاهرة‪ ،‬إلطبعة إلثانية ‪1384‬ه‪1964/‬م‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.189‬‬
‫‪4‬خليل بن إحساق بن موىس‪ ،‬ضياء إدلين إجلندي إملاليك إملرصي م ‪776‬هـ‪" ،‬إلتوضيح يف رشح إخملترص إلفرعي لبن‬
‫إحلاجب"‪ :‬حتقيق د‪ .‬أمحد بن عبد إلكرمي جنيب‪ ،‬مركز جنيبويه للمخطوطات وخدة إلرتإث‪ ،‬إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1429 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.508‬‬
‫‪ 5‬محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين إلشافعي ‪977‬ه‪" :‬مغين إحملتاج إىل معرفة ألفاظ إملهناج"‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬إلطبعة‬
‫إلوىل‪1415 ،‬ه‪1994/‬م‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.135‬‬
‫‪6‬عبد هللا بن أمحد موفق إدلين بن قدإمة إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل ‪620‬ه‪" ،‬إملغين"‪ :‬مطبعة إلقاهرة‪ ،‬ج‪7‬‬
‫ص ‪.143‬‬
‫‪33‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وعليه‪ ،‬فالخطبة عند الفقهاء هي‪" :‬إظهار الرغبة في الزواج بامرأة معينة‪ ،‬وإعالم المرأة أو وليها‬
‫بذلك‪ ،1‬وهذه الرغبة يتم التعبير عنها "إما تصريحا أو تعريضا"‪.2‬‬

‫ب‪ .‬الخطبة في مدون األسرة‪:‬‬

‫لم تخرج مدونة األسرة في وصفها للخطبة عن التعاريف الفقهية واللغوية‪ ،‬حيث جاء فيها أن‬
‫الخطبة "تواعد رجل وامرأة على الزواج"‪ ،3‬وبالتالي فهي وهد وعد غير ملزم‪ ،‬ويحق ألحد الطرفين‬
‫أو هما معا أن يعدال عنها‪" ،‬ألنها مجرد تواعد بإنشاء عقد الزواج مستقبال‪ ،‬فهي فترة اختبار‬
‫وتعارف‪ ،‬وكل اختبار قد يؤدي إلى النجاح‪ ،‬وقد يؤدي إلى الفشل ‪ ...‬فالخطبة ال تتمتع شرعا وال‬
‫قانونا بأية قوة إلزامية للطرفين معا‪.4‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬مرشوعية إخلطبة وإحلمكة مهنا‪:‬‬


‫‪ .1‬مرشوعية إخلطبة‪:‬‬
‫دل على مشروعية الخطبة أدلة من القرآن والسنة‪ ،‬وكذا اإلجماع‪.‬‬

‫أ‪ -‬األدلة من القرآن‪:‬‬

‫‪.5﴾ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫قوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬إذا كان يجوز التعريض بخطبة المعتدة من وفاة‪ ،‬فخطبة غيرها (أي الخلية)‬
‫بالتصريح أولى وأظهر‪.‬‬

‫ب‪ -‬األدلة من السنة‪:‬‬

‫‪1‬وهبة بن مصطف إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬دإر إلفكر – دمشق‪ -‬سوراي‪ ،‬إلطبعة إلثانية عرش‪ ،‬ج‪ 7‬ص ‪10‬‬
‫‪ 2‬جامس محمد إملطوع‪" ،‬مهنج إلثقافة إلزوجية رؤية رشعية إجامتعية (إخلطبة)"‪ ،‬مكتبة إقرأ للنرش وإلتوزيع‪ ،‬ص‪5‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ ،‬إملادة‪.5 :‬‬
‫‪4‬عبد هللا بن إلطاهر إلثناين إلسويس‪" ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته"‪ :‬إلطبعة إلثانية‪1435 :‬هـ ‪2014 -‬م‪،‬‬
‫ص‪.50‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]233 :‬‬
‫‪34‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫َّللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم‪ِ " :‬إ َذا َخ َط َب‬


‫َّللا َص هلى ه ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ال‪(( :‬قال َر ُسول ه ِ‬‫هللا رضي هللا عنهما َق َ‬ ‫َِّ‬ ‫ن َع ْب ِد‬‫جابِر ِ ْب ِ‬ ‫َع ْن َ‬
‫‪1‬‬ ‫َا َح ُد ُك ْم ْال َم ْ َرا َة َفإ ْن ْاس َت َط َاع َا ْن َي ْن ُظ َر إ َلى َما َي ْد ُع ُوه إ َلى ن َك َ ْ ْ ْ‬
‫اح َها فل َيف َعل))‪.‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وجه الداللة‪ :‬قوله‪" :‬إذا خطب" إثبات لمشروعية الخطبة‪ ،‬فلو لم تكن الخطبة مشروعة لما أرشد‬
‫الشارع إليها‪ ،‬لما تحقق من مقاصد قبل عقد النكاح كما سيأتي بيانه فيما بعد‪.‬‬

‫َّللا َص هلى‬
‫هللا َع ْنهُ‪َ (( ،‬قال‪َ :‬ن َهى َر ُس ُول ه ِ‬
‫ي َُّ‬‫ض َ‬ ‫ب‪َ ،‬ع ْن أَبِي ُه َر ْي َر َة َر ِ‬ ‫س ِّي ِ‬ ‫الم َ‬ ‫ن ُ‬‫سعِ ي ِد ْب ِ‬ ‫وكذلك ما جاء َع ْن َ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫هللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم َأ ْن َيب َيع َح ِاض ٌر ِل َب ٍاد‪َ ،‬وال ت َن َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اج ُشوأ‪َ ،‬وال َي ِب ُيع هألر ُجل َعلى َب ْي ِع أ ِخ ِيه‪َ ،‬وال َيخط ُب َعلى ِخطب ِة أ ِخ ِيه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َو َال َت ْس َا ُل َ َ ُ َ َ ُ ْ‬
‫ألم ْرأة طال َق أخ ِت َها ِل َتك فا َما ِفي ِأنا ِئ َها))‪.2‬‬

‫ب َع َلى خ ِْط َب ِة أَخِيهِ" دل الحديث‬ ‫وجه الداللة‪ :‬الشاهد قوله صلى هللا عليه وسلم " َوال َ يَ ْ‬
‫خ ُط ُ‬
‫بالمنطوق على حرمة خطبة المخطوبة‪ ،‬ودل بالمفهوم على جواز خطبة الخلية‪.‬‬

‫ت‪ .‬األدلة من األجماع‪:‬‬


‫• يقول ابن قطان الفاسي ‪628‬ه‪ " :‬والنكاح مندوب إليه وليس بواجب‪ ،‬وهذا قول الفقهاء‬
‫أجمع‪ ،‬وهي (الخطبة) ليست بواجبة عند جميع الفقهاء إال داود فإنه قال‪ :‬هي واجبة"‪.3‬‬
‫ً‬
‫وتعريضا‪ ،‬وتح ُر ُم‬ ‫حا‬
‫نكاح وعِ َّدةٍ" تصري ً‬
‫ٍ‬ ‫ِل خِطب ُة َ‬
‫خل َّي ٍة عن‬ ‫• قال ابن حجر الهيتمي ‪974‬هـ‪" :‬تح ُّ‬
‫‪4‬‬
‫إجماعا فيهما‪.‬‬
‫ً‬ ‫خِطب ُة المنكوح ِة كذلك‬
‫حا‬
‫• "أجمع الفقهاء على أن المرأة الخالية من الزواج والعِ دَّة وموانع النكاح تجوز خطبتها تصري ً‬
‫ً‬
‫وتعريضا"‪.5‬‬
‫الزواج‪ ،‬الزواج من خلية‬
‫ِ‬ ‫الفقهاء متفقون على حرمة خطبة المتزوجة‪ ،‬إذ أنهم يشترطون في‬
‫وهي المرأة التي ال زوج لها‪ ،‬فإن كان لها زوج فهم مجمعون على حرمة الزواج بها ومن باب أولى‬
‫خطبتها‪ ،‬واإلجماع كما هو معلوم البد من متعلق دليل علم أو لم يعلم‪ ،‬فلكل إجماع دليل علمه‬
‫من علمه وجهله من جهله‪ ،‬ودليله ما أخرجه البخاري عن عبد هللا بن عمر مرفوعا‪(( ،‬ال يخطب‬

‫‪4‬أيب دإود‪" ،‬سنن أيب دإود"‪ ،‬كتاب إلناكح‪ ،‬ابب يف إلرجل ينظر إىل إملرأة وهو يريد تزوهجا‪ .‬ج‪ ،2‬ص‪.228‬‬
‫‪ 1‬محمد بن إسامعيل أبو عبد هللا إلبخاري‪" ،‬حصيح إلبخاري"‪ :‬كتاب إلبيوع‪ /‬ابب ل يبيع عىل بيع أخيه ول يسوم عىل سوم‬
‫أخيه حىت يأذن هل أو يرتك‪ .‬ج‪ ،2‬ص‪.752‬‬
‫‪ 2‬إمحلريي عيل بن محمد بن عبد إملكل إلفايس إملشهور اببن قطان‪ ،‬إلقناع يف مسائل إلجامع‪ :‬ج‪ ،2‬ص‪.5‬‬
‫‪ 3‬إلهيمتي أمحد بن محمد‪ ،‬حتفة إحملتاج يف رشح إملهناج‪ :‬إملكتبة إلتجارية إلكربى ج‪ ،7‬ص‪.209‬‬
‫‪ 5‬إلقرضاوي يوسف‪ ،‬فقه إلرسة وقضااي إملرأة‪ :‬إدلإر إلشامية للطباعة وإلنرش وإلتوزيع‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪35‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أحدكم على خطبة أخيه))‪ ،‬فإن كان اإلسالم حرم الخطبة على مجرد خطبة اخيه‪ ،‬فمالنا بخطبة امرأة‬
‫في عصمة رجل آخر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫• أجمعوا على حرمة التصريح بخطبة المعتدة ولو كانت من وفاة‪.‬‬

‫اتفق الفقهاء على حرمة الخطبة باللفظ الصريح والدال على الخطبة للمعتدة‪ ،‬وإجماعهم هذا‬

‫خاص بالتصريح دون التعريض ودليلهم في ذلك قوله تعالى‪    ﴿ :‬‬

‫‪.2﴾ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬

‫‪ .2‬إحلمكة من إخلطبة‪:‬‬
‫ما شرعت الخطبة وندب إليها إال لما فيها من المقاصد الحميدة‪ ،‬والمسائل المفيدة التي نذكر‬
‫منها‪.‬‬

‫التعارف‪ :‬تعرف الخاطب على مخطوبته‪ ،‬التي ستكون رفيقة حياته‪ ،‬فالشرع لما جعل الزواج‬
‫على نية الدوام‪ ،‬كان من المطلوب أن يمهد لهذا الدوام تمهيدا يعرف كال الطرفين شريكه الذي‬

‫سيمضي معه ما بقي من عمره‪ ،‬لقوله سبحانه وتعالى‪     ﴿ :‬‬

‫‪ ،3﴾ ‬وتحدث الزهري عن سبب نزول هذه‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫اآلية فقال‪ :‬أمر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوا أبا هند امرأة منهم‪ ،‬فقالوا‬
‫لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬نزوج بناتنا موالينا؟ فأنزل هللا عز وجل‪[ :‬إنا خلقناكم من ذكر‬
‫وأنثى وجعلناكم شعوبا]‪ .‬قال الزهري‪ :‬نزلت في أبي هند خاصة‪ .‬وقيل‪ :‬إنها نزلت في ثابت بن‬
‫‪4‬‬
‫قيس بن شماس‪.‬‬

‫‪1‬إبن تميية تقي إدلين أمحد بن عبد إحللمي‪" ،‬موسوعة إلجامع لش يخ إلسالم إبن تميية"‪ :‬إحملقق‪ :‬عبد هللا بن مبارك إلبويص‬
‫أل س يف‪ ،‬ص‪ 465‬و‪.466‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]233 :‬‬
‫‪[ 3‬سورة إحلجرإت‪ ،‬إلآية‪]13 :‬‬
‫‪ 4‬محمد بن أمحد إلنصاري إلقرطيب أبو عبد هللا‪ ،‬إلجامع لحاكم إلقرأآن‪ :‬مؤسسة إلرساةل‪ ،‬ج‪ ،16‬ص‪.341‬‬
‫‪36‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ولقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬أنظر أليها فانه أحرى أن يؤدم بينكما)) ‪ ،1‬ولقول‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬أذأ خطب أحدكم ألمرأة فان أستطاع أن ينظر ألى ما يدعوه ألى‬
‫نكاحها فليفعل‪ ، (2‬فينظر رأي بصر ونظر بصيرة‪ ،‬ليعرفها وتعرفه فهذا من مقاصدها‪ ،‬ألننا ال‬
‫نستطيع ان نبصر في الظلمة حيث تتشابه األشياء‪ ،‬أو أنها تصبح أشباحا ال يمكن تمييز بعضها‬
‫عن بعض‪ ،‬فكذلك إذا فقدنا البصيرة نتورك في التشخيص الخاطئ لألشخاص و لألمور‪ ،‬وهذا‬
‫هو الفرق بين إنسان صاحب بصر و بصيرة‪ ،‬و آخر عديم البصيرة‪ ،‬فاألول ال يقع ضحية الخداع‬
‫والتغرير والتزوير‪ ،‬ألنه يعي الواقع ويدركه ويعرف الناس من حوله‪ ،‬أي له القدرة على التمييز‬
‫بين ما هو مستقيم وما هو منحرف‪ ،‬واآلخر عرضة لكل ذلك‪ ،‬ويتفرع من مقصد التعارف أمور‬
‫منها‪:‬‬

‫‪ -‬التبصر في األمور والتروي قبل االقتراح‪.‬‬

‫‪ -‬منح المرأة وأوليائها الزمن الكافي للتعرف على الخاطب وصفاته وخصاله وأخالقه‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة أهمية ومفصلية العقد المقبل عليه‪ ،‬عقد الزواج‪.‬‬


‫إملبحث إلثاين‪ :‬حمك إخلطبة ورشوط حصهتا‪ ،‬وحمك إلنظر إىل إخملطوبة‪.‬‬
‫إملطلب إلول‪ :‬حمك إخلطبة‪.‬‬
‫‪،3﴾ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫األصل في الخطبة قوله عز وجل‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫وقوله ﷺ ((أذأ خطب أحدكم ألمرأة‪.))....‬‬


‫وقد اختلف في حكم الخطبة ومنزلتها من التشريع‪ ،‬هل هي في حكم الواجب أم من صميم‬
‫المستحب؟ أم هي وسيلة؟ أم هي من صميم الجائز‪ ،‬أم معدودة من األركان؟‬

‫‪ 1‬محمد بن أمحد إلنصاري إلقرطيب أبو عبد هللا‪ ،‬إجلامع لحاكم إلقرأآن‪ ،‬تفسري إلقرطيب‪ ،‬مؤسسة إلرساةل‪ ،‬ج‪ ،16‬ص‪.341‬‬
‫‪ 2‬محمد بن عيىس بن سورة بن موىس بن إلضحاك‪ ،‬إلرتمذي‪ ،‬أبو عيىس(‪279‬ه)‪ ،‬سنن إلرتمذي‪ ،‬ابب ما جاء يف إخلطبة‪.‬‬
‫ج‪ ،3‬ص‪.401‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]233 :‬‬
‫‪37‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫المالكية قالوا باستحبابها‪ ،‬ما دامت المخطوبة خالية من الموانع الشرعية‪ ،‬قال القرافي‪ " :‬الخطبة‬
‫مستحبة‪ ،‬والتصريح بخطبة المعتدة حرام‪ ،‬والتعريض جائز"‪ ،1‬وقال مالك "هي مستحبة‪ ،‬وهي‬
‫من األمر القديم‪ ،‬وليست بواجبة وعلى ذلك جميع الفقهاء"‪ 2،‬ونقل ابن رشد الحفيد قول‬
‫الجمهور فقال‪ " :‬أما خطبة النكاح المروية عن النبي ﷺ فقال الجمهور إنها ليست واجبة‪ ،‬وقال‬
‫داوود هي واجبة"‪ 3.‬وذهب الشافعية إلى أن "الخطبة مستحبة لمن كان في حقه مستحبا أو‬
‫واجبا"‪ 4‬بدليل أن النبي ﷺ خطب أم المؤمنين عائشة من أبيها رضوان هللا عليهما‪ ،‬وذهب فريق‬
‫آخر من الشافعية إلى القول "باإلباحة وعبروا عنه بالجواز"‪ ،5‬واستدلوا لذلك أن النبي ﷺ زوج‬
‫المرأة التي وهبت نفسها إليه ألحد أصحابه دون خطبة‪.‬‬

‫وذهب فريق ثالث إلى القول بأن "الخطبة تأخذ حكم الزواج فإن كان الزواج واجبا كانت الخطبة‬
‫واجبة‪ ،‬وإن كان الزواج محرما كانت الخطبة محرمة‪ ،‬وإن كان الزواج سنة مستحبة كانت الخطبة‬
‫كذلك‪ ،‬واستدلوا بأن الخطبة وسيلة من وسائل الزواج‪ ،‬والوسائل تأخذ حكم المقاصد"‪.6‬‬

‫ومنشأ الخالف هل يحمل فعله عليه الصالة والسالم على الوجوب أو على الندب‪.‬‬

‫֍الترجيح‬

‫الرأي الراجح في هذه المسألة كما يظهر هو القول باالستحباب وذلك لعدة أسباب‪:‬‬

‫لفعل النبي ﷺ والسلف الصالح الذين كانوا في األغلب يسبقون الزواج بخطبة‪ ،‬وما تركوا‬ ‫•‬
‫الخطبة إال نادرا وهذا الوصف ينسجم مع الفعل المستحب وليس مع المباح والذي يستوي‬
‫فيه الفعل والترك‪.‬‬

‫‪ 1‬أمحد بن إدريس إلقرإيف شهاب إدلين‪ ،‬إذلخرية‪ :‬حتقيق محمد جحي وأآخرون‪ ،‬دإر إلغرب إلساليم‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.324‬‬
‫‪ 2‬زكرايء إلكندهلوي‪ ،‬أوجز إملساكل إىل موطأ ماكل‪ :‬حتقيق تقي إدلين إلندوي‪ ،‬طبعة دإر إلقمل‪1424 ،‬هـ ‪2003 -‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪.324‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب إلشهري اببن رشد إحلفيد أبو إلوليد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ :‬دإر‬
‫إحلديث إلقاهرة‪1425 ،‬ه‪ ،2004/‬ج‪ ،4‬ص‪.199‬‬
‫‪ 4‬إسامعيل أاب بكر إلبامري‪ ،‬أحاكم إلرسة‪ ،‬إلزوإج وإلطالق بني إحلنفية وإلشافعية‪ ،‬درإسة مقارنة‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪ ،‬دإر‬
‫إحلامد‪ ،‬عامن‪ ،‬إلردن‪ ،2009 ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪ 5‬انيف محمود إلرجوب‪" ،‬أحاكم إخلطبة يف إلفقه إلساليم"‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪ ،‬دإر إلثقافة‪ ،‬إلردن‪ ،2008 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ 6‬عبد إلفتاح كبارة‪ ،‬إلزوإج إملدين درإسة مقارنة‪ :‬دإر إلندوة إجلديدة بريوت‪ ،1994 ،‬ص‪.31‬‬
‫‪38‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫• لما للخطبة من فوائد كثيرة وقد سبق وذكرناها‪.‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬رشوط حصة إخلطبة‬


‫ألهمية الدور الذي تلعبه الخطبة البد أن تتوفر فيها مجموعة من الشروط‪ ،‬وهي أن تكون المرأة‬
‫خالية من الموانع الشرعية‪ ،‬وهذ الموانع إما مؤبدة أو مؤقتة‪.‬‬

‫‪ .1‬إملوإنع إملؤبدة‪:‬‬
‫وهي الموانع التي تكون الزمة للمخطوبة وال تفارقها مدى الحياة‪ ،‬وسببها راجع إلى رابطة النسب‬

‫أو المصاهرة أو الرضاعة وذلك لقوله تعالى‪   ﴿ :‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪.1﴾ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬

‫‪ .2‬إملوإنع إملؤقتة‪:‬‬
‫أ‪ .‬خطبة المخطوبة‪:‬‬

‫وصورتها أن يخطب الرجل المرأة فتركن إليه ثم يخطبها آخر‪ ،‬ويسميها الفقهاء بالخطبة على‬
‫الخطبة‪ ،‬وقد حسم الشارع في هذه المسألة حسما تنصيصيا ال يحتمل التأويل‪ ،‬فقال ﷺ ‪(( :‬ال‬
‫يخطب أحدكم على خطبة أخيه))‪ ،2‬قال ابن رشد ‪520‬هـ ‪" :‬ليس على عمومه في كل حال وإنما‬
‫معناه عند مالك وعامة العلماء إذا ركنت المخطوبة إلى الخاطب‪ ،‬فال بأس أن يجتمع االثنان‬
‫والثالثة في الخطبة"‪ ،3‬وقد فعل عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ذلك‪ ،‬بدليل حديث فاطمة بنت‬

‫‪[ 1‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]23 :‬‬


‫‪ 2‬ماكل بن أنس‪ ،‬موطأ ماكل‪ ،‬حتقيق محمد فؤإد عبد إلبايق‪ ،‬مؤسسة زإيد بن سلطان‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.453‬‬
‫‪ 3‬بن رشد محمد بن أمحد أبو إلوليد‪ ،‬إلبيان وإلتحصيل وإلرشح وإلتوجيه وإلتعليل وإملسائل إملس تخرجة‪ :‬حتقيق محمد جحي‪،‬‬
‫دإر إلغرب إلساليم‪ ،‬س نة ‪1408‬هـ ‪1988 -‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.453‬‬
‫‪39‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫قيس‪ ،1‬قال أحمد‪" :‬إنما يكره خطبتها إذا ركنت إلى غيره"‪ ،2‬وقال الشافعي‪" :‬فلو لم تأت عن‬
‫رسول هللا ﷺ داللة على أن نهيه عن أن يخطب على خطبة أخيه على معنى دون معنى كان‬
‫الظاهر أن حراما أن يخطب المرء على خطبة غيره‪ ،‬من حين يبتدئ إلى أن يدعها"‪ ،3‬وبمثل قولهم‬
‫قال األحناف‪ ،‬وإن كانوا قد اتفقوا على حرمة الخطبة على الخطبة‪ ،‬فقد اختلفوا في العقد الواقع‬
‫بها على مذاهب صحيح أم باطل‪ ،‬وهل يسقط العقد أم ال‪ ،‬واختالفهم على ثالثة مذاهب‬

‫المذهب األول‪ :‬القائلين بصحة العقد‬

‫وهو مذهب الجمهور‪( :‬الحنفية والشافعية والحنابلة) فذهبوا "إلى أن عقد النكاح على من تحرم‬
‫خطبتها ‪ -‬كعقد الخاطب الثاني على المخطوبة‪ ،‬وكعقد الخاطب في العدة على المعتدة بعد‬
‫انقضاء عدتها ‪ -‬يكون صحيحا مع الحرمة‪ ،‬ألن الخطبة المحرمة ال تقارن العقد فلم تؤثر فيه‪،‬‬
‫وألنها ليست شرطا في صحة النكاح فال يفسخ النكاح بوقوعها غير صحيحة"‪ ،4‬قال ابن قدامة ‪:‬‬
‫وخطبة الرجل على خطبة أخيه في موضع النهي محرمة‪ ،‬فإن فعل فنكاحه صحيح‪ ،‬نص عليه‬
‫أحمد فقال‪ :‬ال يفرق بينهما‪.5‬‬

‫الت‪ :‬فلام َحلَ ُت أ ْخربتُ ُه أ َّن ُمعاوي َة وأاب ْهج ٍم خَطب َاين فقال‪ :‬أ ّما ُمعاوي ُة فَ ُص ْعلوكٌ ل ما َل َهلُ‪ ،‬وأ ّما أبو‬ ‫‪" 1‬فا َذإ َحلَلْ ِت فأ آ ِذينَ ِيين قَ ْ‬
‫إَّلل في ِه خ َْري ًإ"‪ ،‬إلشافعي أبو عبد هللا محمد بن إدريس‬ ‫ْهج ٍم فَال يَضَ ُع عصا ُه عن عَاتِ ِق ِه إن ْك ِح َّن ُأ َسام َة بن زي ٍد" فَنَ َك َح ْت ُه فَ َج َع َل َّ ُ‬
‫بن إلعباس بن عامثن بن شافع بن عبد إملطلب بن عبد مناف إملطليب إلقريش إمليك (إملتوىف‪204 :‬هـ)‪ ،‬مس ند إلشافعي‪:‬‬
‫رتبه عىل إلبوإب إلفقهية‪ :‬محمد عابد إلس ندي عرف للكتاب وترمج للمؤلف‪ :‬محمد زإهد بن إحلسن إلكوثري توىل نرشه‬
‫وتصحيحه ومرإجعة أصوهل عىل نسختني خمطوطتني‪ :‬إلس يد يوسف عيل إلزوإوي إحلس ين‪ ،‬إلس يد عزت إلعطار إحلسيين‬
‫إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان عام إلنرش‪ 1370 :‬هـ ‪1951 -‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.18‬‬
‫‪ 2‬أمحد بن عيل أبو بكر إلرإزي إجلصاص إحلنفي ‪370‬ه‪ ،‬رشح خمترص إلطحاوي‪ :‬حتقيق‪ :‬عصمت هللا عنايت هللا محمد‬
‫وأآخرون‪ ،‬دإر إلبشائر إلسالمية ‪ -‬إلطبعة‪ :‬إلوىل ‪1431‬هـ‪2010/‬م ج‪ ،4‬ص‪.339‬‬
‫‪ 3‬محمد بن إدريس بن إلعباس بن عامثن بن شافع بن عبد إملطلب بن عبد مناف إملطليب إلقريش إمليك أبو عبد هللا‪ ،‬إلرساةل‪:‬‬
‫حتقيق‪ :‬أمحد شاكر‪ ،‬مكتبة إحلليب – مرص‪ ،‬إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1358 ،‬هـ‪1940/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.307‬‬
‫▪ ‪ 4‬محمد بن عيل بن محمد بن عبد هللا إلشواكين إلميين (إملتوىف‪1250 :‬هـ)‪ ،‬نيل إلوطار‪ ،‬حتقيق‪ :‬عصام إدلين إلصبابطي إلنارش‪:‬‬
‫دإر إحلديث‪ ،‬مرص إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1413 ،‬هـ ‪1993-‬م‪ .‬ج‪ ،6‬ص‪ /.122‬منصور بن يونس بن صالح إدلين إبن حسن بن‬
‫إدريس إلهبوىت إحلنبىل (إملتوىف‪1051 :‬هـ)‪ ،‬كشاف إلقناع عن منت إلقناع‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ 18‬و‪.19‬‬

‫‪ 5‬عبد هللا بن أمحد بن محمد بن قدإمة أبو محمد موفق إدلين إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل‪ ،‬إلشهري اببن قدإمة‬
‫إملقديس (إملتوىف‪620 :‬هـ)‪ ،‬كتاب "إملغين"‪ :‬إلنارش‪ :‬مكتبة إلقاهرة إلطبعة‪ :‬بدون طبعة عدد إلجزإء‪ 10 :‬اترخي إلنرش‪:‬‬
‫‪1388‬هـ ‪1968 -‬م‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.392‬‬
‫‪40‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫المذهب الثاني‪ :‬القائلين ببطالن العقد‬

‫وهو مذهب الظاهرية‪ :‬إذ قالوا‪" :‬نهى رسول هللا ﷺ عن الخطبة على الخطبة كما في الحديث‪،‬‬
‫واألصل في النهي التحريم‪ ،‬ولم تأت قرينة تصرف النهي إلى الكراهة‪ ،‬والقاعدة عندنا‪ :‬مطلق النهي‬
‫يقتضي الفساد‪ ،‬فالنبي صلى هللا عليه وسلم نهى عن الخطبة على الخطبة‪ ،‬وهذا خالف النهي‪،‬‬
‫وخطب على الخطبة‪ ،‬فيقتضي ذلك البطالن والفساد‪ ،‬فلو تزوجها وفض غشاء البكارة‪ ،‬فعليه‬
‫مهر المثل بما تمتع منها‪ ،‬ويفسخ العقد ويفرق بينهم"‪.1‬‬

‫المذهب الثالث‪ :‬مذهب المالكية (مذهب التفصيل)‪:‬‬

‫ولهم ثالثة أقوال‪ :‬البطالن مطلقا‪ ،‬وعدمه مطلقا كالجمهور‪ ،‬والتفصيل وهو الراجح في المذهب‪،‬‬
‫ففرقوا قبل البناء وبعده‪ ،‬فقبله يبطل العقد وبعده ال يبطل‪.2‬‬

‫فعلى رأي الظاهرية يبطل مطلقا ويجب فسخه‪ ،‬وعلى رأي الجمهور تبقى الزوجة للعاقد مع‬
‫اإلثم‪ ،‬وأما الراجح فهو ما ذهب إليه المالكية من القول بالتفصيل‪ ،‬فإن كان قبل البناء بطل‬
‫وإال فال‪.‬‬

‫وذكر الفقهاء بعض الصور التي يجوز فيها الخطبة على الخطبة‪ ،‬كأن يكون األول فاسقا والثاني‬
‫صالحا‪ ،‬ففي هذه الصورة قيل يجوز‪ ،‬يقول البشار‪ 3‬في نظمه‪:‬‬

‫ولم يجز أن يخطبا *** مخطوبة إال لفسق حجبا‬

‫ثم قال مذهب المالكية في التفصيل فقال‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫وهي على خطبة زوج أول *** فيفسخ الثاني إذا لم يدخل‬

‫وخالصة الكالم في هذه المسألة‪ :‬أن الشارع نهى عن الخطبة على الخطبة‪ ،‬لما فيها من اإلضرار‪،‬‬
‫وال ضرر وال ضرار‪ ،‬فالمطلوب أن يحتاط اإلنسان لدينه‪ ،‬وأن يبقي حبل المودة مع إخوانه ما‬

‫‪1‬عبد إلغفار محمد حسن‪" ،‬أثر الاختالف يف إلقوإعد إلصولية يف إختالف إلفقهاء"‪ :‬دروس صوتية فرغهتا إملكتبة إلشامةل‪:‬‬
‫ج‪ ،9‬ص‪.14‬‬
‫‪ 2‬إملرجع إلسابق‬
‫‪ 3‬إلبشار هو محمد بن حسن بن عيل بن سامل إلبشار إلرش يدي مرصي من مدينة رش يد‪ ،‬وهو فقيه ماليك من موإليد‬
‫إلقرن‪.19‬‬
‫‪ 4‬إلبشار محمد‪ :‬أسهل إملساكل نظم ترغيب إملريد إلساكل يف فقه إلمام ماكل‪ :‬إلبيتني ‪601‬و‪.602‬‬
‫‪41‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫استطاع‪ ،‬فبخطبة المسلم على غيره يضر غيره‪ ،‬بحرمانه من أمر مطلوب الحصول‪ ،‬ويضر نفسه‬
‫إذ يضعها في موطن حرج‪ ،‬وقد يترتب على هذا من النزاعات والخصومات الغير محمودة العقبة‪.‬‬

‫ب‪ .‬أال تكون المخطوبة زوجة لرجل آخر‪:‬‬

‫من المسائل التي ال يمكن استحالتها‪ ،‬وإن كانت مستبعدة وهي خطبة المتزوجة‪ ،‬فهذا من‬
‫األمور التي قد تعرض في زمن كثرت فيه الفروع الطارئة‪ ،‬فإن كان الشارع الحكيم قد نهى أن‬
‫يخطب الرجل على خطبة أخيه قائال‪" :‬ال يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب قبله‬
‫أو يأذن"‪ ،‬فتحرم خطبة المتزوجة من باب أولى‪" ،‬فال يجوز ألحد خطبة زوجة غيره ال تصريحا وال‬
‫تعريضا"‪ " ،1‬ألن خطبته إياها ربما صارت سببا للتشويش على زوجها من حيث أنها علمت رغبة‬
‫الخاطب فربما حملها ذلك على االمتناع من تأدية حقوق الزوج‪ ،‬والتسبب إلى هذا حرام"‪ .2‬وهذا‬
‫من الفروع المحسوم فيها‪ ،‬فإن كانت ال خطبة على خطبة’ فال خطبة على نكاح‪ ،‬إال إذا توفى عنها‬
‫زوجها أو انتهت عدتها من طالق‪.‬‬

‫ت‪ .‬خطبة المعتدة‪:‬‬

‫للمعتدة أحوال يجب اإلحاطة بها قبل الحكم على خطبتها جوازا أو عدما‪ ،‬فالمعتدة إما أن‬
‫تكون رجعية‪ ،‬أو بائنة بطالق‪ ،‬أو فسخ‪ ،‬أو موت‪ ،‬أو معتدة من شبهة‪ ،‬وكذلك يفرق الحكم بين‬
‫الخطبة التصريحية والتعريضية‪ ،‬وباختالف الحاالت تختلف اإلحاالت‪ ،‬ولكل مقام مقال‪.‬‬

‫ت‪ .1.‬خطبة المعتدة الرجعية‪:‬‬

‫الطالق الرجعي طالق ناقص عن غايته‪ ،‬بشرط أال يكون عن خلع‪ ،‬وأال ينص عن بينونته‪ ،‬قال‬
‫البشار في نظمه الفقهي أثناء حديثه عن الطالق‪:‬‬

‫أقسامه ثالثة في الشرع *** البت والبائن ثم الرجعي‬

‫‪3‬‬
‫وهو طالق ناقص عن غايته *** ال خلع أو نص على بينونته‬

‫‪ 1‬محمد بن صاحل إلعثميني‪ :‬إلرشح إملمتع عىل زإد إملستنقع‪ ،‬دإر إبن إجلوزي‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬جمدل ‪ ،12‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 2‬محمد بن معر بن إحلسن بن إحلسني إلتميي إلرإزي إمللقب بفخر إدلين إلرإزي خطيب إلري أبو عبد هللا ‪606‬ه‪ ،‬تفسري‬
‫إلرإزي مفاتيح إلغيب أو إلتفسري إلكبري‪ ،‬دإر إحياء إلرثإث إلعريب‪ ،‬إحلمك إلرإبع عرش يف خطبة إلنساء‪ .‬ج‪ ،4‬ص‪.200‬‬
‫‪ 3‬محمد بن حسن بن عيل بن سامل إلبشار‪ ،‬أسهل إملساكل نظم ترغيب إملريد إلساكل يف فقه إلمام ماكل مرجع سابق‪:‬‬
‫إلبيتني‪705 ،‬و‪.706‬‬
‫‪42‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وقال شارحه محمد باي بلعالم‪" :‬يجوز للزوج أن يراجعها ما دامت في عدة من نكاحها بال انقضا‬
‫للعدة إرجاعها من غير إذن أي بال احتياج لإلذن أو رضا"‪" ،1‬وألن الزوج له مراجعتها متى شاء‬
‫ح ْر َم َة ُمت َْع ِة ال َّز ْو ِج‬ ‫حاكِمِ ُ‬ ‫ج َع ُة َر ْف ُع ال َّز ْو ِج أ َ ْو ا ْل َ‬
‫في عدتها سمي رجعيا"‪ ،2‬قال ابن عرفة‪ " :‬ال َّر ْ‬
‫ح ْر َم َة ُمت َْع ِة ال َّز ْو ِج بِ َز ْو َ‬ ‫ي َر ْف ُع إي َ‬ ‫ْ‬ ‫ج ِت ِه بِ َط َال ِق َها َف َ‬
‫ج ِت ِه‬ ‫ق ُ‬ ‫الط َال ِ‬
‫اب َّ‬ ‫ج ِ‬ ‫ج َع ُة‪َ ،‬و َع َلى َرأ ٍ‬
‫ت ا ْل ُم َرا َ‬
‫ج ْ‬
‫خ َر َ‬ ‫بِ َز ْو َ‬
‫بِانْق َِضا ِء عِ َّدتِ َها‪ ،3‬فأشار إلى الخالف في حرمة التمتع بالرجعية زمن عدتها وهو المشهور وإباحته‬
‫وهو الشاذ‪ ،‬فالتعريف األول على األول والثاني على الثاني‪ ،‬قال ابن عرفة‪ :‬وقول ابن الحاجب‬
‫رد المعتدة عن طالق قاصر عن الغاية ابتداء غير خلع بعد دخول ووطء جائز قبلوه ويبطل‬
‫رده بتزوجها عقب انقضاء عدتها‪ .4‬فالمطلقة الرجعية حكمها أوضح من الشمس‪ ،‬فهي مازالت‬
‫في عصمة زوجها فال تجوز خطبتها اتفاقا‪.‬‬

‫ت‪ .2.‬المعتدة البائن‪:‬‬

‫والبيونة نوعان‪ ،‬صغرى يحل الرجوع فيها بال زواج‪ ،‬وكبرى ال يحل الرجوع فيها إال بزواج‪.‬‬

‫البينونة الصغرى‪ :‬كالطلقة قبل الدخول‪ ،‬أو على خلع‪ ،‬كان طالقا رجعيا انقضت فيه العدة‪،‬‬ ‫‪)1‬‬
‫وفي هذا يقول البشار‪:‬‬

‫وبائن فلم تبح من بعد *** إال بمهر والرضا والعقد‬

‫كطلقة قبل الدخول أو على *** خلع ولوفيه غرور دخال‬

‫أو كان رجعيا مضت عدتها *** أو فيه قد نص على بينونتها‬

‫‪ 1‬ابي أبو عبد هللا بن محمد بن عبد إلقادر بن محمد بن إخملتار بن أمحد إلعامل إلقبلوي إجلزإئري إلشهري ابلش يخ محمد ابي‬
‫بلعامل ‪2009‬م‪ ،‬زإد إلساكل رشح أسهل إملساكل‪ :‬دإر إبن حزم‪ ،‬ص‪.359‬‬
‫‪ 2‬محمد حمي إدلين عبد إمحليد‪ ،‬إلحوإل إلشخصية يف إلرشيعة إلسالمية مع إلشارة إىل مقابلها يف إلرشإئع إلخرى‪ ،‬إلطبعة‬
‫إلثانية‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن محمد عليش‪ ،‬أبو عبد هللا إملاليك ‪ 1299‬هـ‪1882 /‬م‪ ،‬منح إجلليل رشح خمترص خليل‪ ،‬دإر إلفكر –‬
‫بريوت‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪179‬‬
‫‪ 4‬محمد إلنصاري إلرصاع أبو عبد هللا‪ ،‬رشح حدود إبن عرفة‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد أبو إلجفان ‪ -‬إلطاهر إملعموري‪ ،‬دإر إلغرب‬
‫إلساليم ‪ ،1993‬ص‪.199‬‬
‫‪43‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪1‬‬
‫أو حكم الحاكم إال معسرا *** أو موليا وفى وذاك أيسرا"‬

‫‪ )2‬البينونة الكبرى‪ :‬ويسمى البات والبت القطع وهو ثالث تطليقات متفرقات بإجماع‪،‬‬
‫أو في مجلس واحد على خالف‪" ،‬واتفقوا على أن العدد الذي يوجب البينونة في طالق‬

‫‪ .2﴾‬واختلفوا إذا‬
‫‪  ‬‬ ‫الحر ثالث تطليقات إذا وقعت مفترقات لقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫وقعت ثالثا في اللفظ دون الفعل"(‪.)3‬‬

‫ذهب المالكية والشافعية ‪ -‬في األظهر عندهم ‪ -‬والحنابلة إلى أنه يجوز التعريض بخطبة المعتدة‬

‫‪"،4 ﴾ ‬عطف‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫البائن لعموم قوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫على الجملة التي قبلها‪ ،‬فهذا من األحكام المتعلقة بالعدة‪ ،‬وقد تضمنت اآليات التي قبلها أحكام‬

‫عدة الطالق وعدة الوفاة‪ ،‬وأن أمد العدة محترم‪ ،‬وأن المطلقات إذا بلغن أجلهن جاز أن يفعلن‬

‫في أنفسهن ما أردن من المعروف‪ ،‬فعلم من ذلك أنهن إذا لم يبلغنه ال يجوز ذلك فالتزوج في‬

‫مدة األجل حرام‪ ،‬ولما كان التحدث في التزوج إنما يقصد منه المتحدث حصول الزواج‪ ،‬وكان من‬

‫عادتهم أن يتسابقوا إلى خطبة المعتدة ومواعدتها‪ ،‬حرصا على االستئثار بها بعد انقضاء العدة‬

‫‪5‬‬
‫فبينت الشريعة لهم تحريم ذلك‪ ،‬ورخصت في شيء منه ولذلك عطف هذا الكالم على سابقه‪،‬‬

‫ولما روي عن فاطمة بنت قيس رضي هللا تعالى عنها أن ﷺ قال لها لما طلقها زوجها ثالثا‪(( :‬أذأ‬

‫‪ 1‬محمد إلبشار‪ ،‬أسهل إملساكل نظم ترغيب إملريد إلساكل يف فقه إلمام ماكل‪ :‬إلبيات ‪708‬و‪709‬و‪710‬و‪711‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪.]227 :‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب إلشهري اببن رشد إحلفيد أبو إلوليد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ :‬دإر‬
‫إحلديث إلقاهرة‪1425 ،‬ه‪ ،2004/‬ج‪ ،3‬ص‪.84‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]235 :‬‬
‫‪ 1‬محمد إلطاهر بن محمد بن محمد إلطاهر بن عاشور إلتونيس ‪1393‬ه‪ ،‬إلتحرير وإلتنوير‪ :‬إدلإر إلتونس ية للنرش – تونس‪،‬‬
‫‪1984‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.450‬‬
‫‪44‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫حللت فاذنيني))‪ 1‬وفي لفظ ((ال تسبقيني بنفسك))‪ .2‬وفي لفظ ال تفوتينا بنفسك وهذا تعريض‬

‫بخطبتها في عدتها‪ ،‬والنقطاع سلطة الزوج عليها‪.3‬‬

‫اتفق الفقهاء على أنه ال يجوز خطبة المعتدة من طالق بائن بينونة صغرى‪ ،‬تصريحا و يجوز‬
‫تعريضا‪. 4‬‬

‫وذهب الحنفية وهو مقابل األظهر عند الشافعية إلى أنه ال يجوز التعريض بخطبة المعتدة البائن‬

‫يض َق ْو َالن ِأ َ َ‬
‫ح ُد ُه َما‪:‬‬ ‫إلفضائه إلى عداوة المطلق‪ ،5‬يقول اإلمام فخر الدين الرازي ‪660‬هـ‪َ ":‬و ِفي الت َّْعر ِ ِ‬

‫ِل لِل َّز ْو ِج‬ ‫ح أَن َّ ُه َال َيح ُّ‬


‫ِل ِألَن َّ َها ُم ْع َت َّدة ٌ تَح ُّ‬ ‫ِل كَا ْل ُم َت َوفَّى َع ْن َها َز ْو ُ‬
‫ج َها َوا ْل ُم َطلَّ َق ِة ثَ َالثًا َوال َّثانِي‪َ :‬و ُه َو ْاأل َ َص ُّ‬ ‫َيح ُّ‬

‫يض لَ َها كَال َّر ْ‬


‫جعِ َّيةِ"‪.6‬‬ ‫ِل الت َّْعر ِ ُ‬ ‫أ َ ْن َي ْن ِك َ‬
‫ح َها ِفي عِ َّدتِ َها َفلَ ْم َيح َّ‬

‫ت‪ .3.‬خطبة المعتدة المتوفى عنها‪.‬‬

‫اتفق الفقهاء على أنه يجوز التعريض بخطبة المعتدة المتوفى عنها زوجها‪ ،‬ليفهم مراد‬
‫المعرض بالخطبة ال ليجاب‪ ،7‬وذلك لقوله تعالى‪ :‬وهي واردة في عدة الوفاة‪ ،‬وألن رسول هللا‬

‫‪ 1‬حديث بنت قيس‬


‫‪ 3‬إبن إلس يد سامل كامل أبو ماكل‪ ،‬حصيح فقه إلس نة وأدلته وتوضيح مذإهب إلمئة‪ :‬ج‪ 3‬كتاب إلزوإج ومقدماته وتوإبعه‪،‬‬
‫ص‪.111‬‬
‫‪ 3‬صاحل عبد إلسميع إلآيب إلزهري‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ /276‬محمد بن أيب إلعباس أمحد بن محزة شهاب إدلين إلرميل مشس إدلين‬
‫‪1004‬ه‪ ،‬هناية إحملتاج إىل رشح إملهناج‪ ،‬دإر إلفكر بريوت‪ ،‬إلطبعة إلخرية‪1404 ،‬ه‪1984/‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.199‬‬
‫‪ 4‬محمد بن عبد إلوإحد إلس يوإيس إلسكندري كامل إدلين إبن إهلامم ‪ -‬أمحد بن قودر قايض زإده‪ :‬رشح فتح إلقدير عىل‬
‫إلهدإية رشح بدإية إملبتدي‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد إلرزإق غالب إملهدي‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ط‪ ،1970‬ج‪ ،4‬ص‪.342‬‬
‫‪ 5‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬مرجع سابق ص‪193‬‬
‫‪ 7‬محمد بن معر بن إحلسن بن إحلسني إلتميي إلرإزي إمللقب بفخر إدلين إلرإزي خطيب إلري أبو عبد هللا ‪606‬ه‪ ،‬مفاتيح‬
‫إلغيب إو إلتفسري إلكبري‪ :‬دإر إحياء إلرتإث إلعريب – بريوت‪ ،‬إلطبعة إلثالثة‪1420 ،‬ه‪،‬ج‪ 6‬ص‪.470‬‬
‫‪ 7‬محمد أمني بن معر عابدين‪ ،‬رد إحملتار عىل إدلر إخملتار‪ ،‬عادل أمحد عبد إملوجود‪ ،‬عامل إلكتب‪1423 ،‬ه‪2003/‬م‪ ،‬ج‪2‬‬
‫ص‪ /619‬محمد بن محمد بن عبد إلرمحن إلطرإبليس إملغريب مشس إدلين أبو عبد هللا ملعروف ابحلطاب ُّإلرعيين إملاليك‪954‬ه‪،‬‬
‫وإهب إجلليل‪ :‬دإر إلفكر‪1412 ،‬ه‪1992/‬م‪.‬ج‪ ،3‬ص‪.317‬‬
‫‪45‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫صلى هللا عليه وسلم دخل على أم سلمة رضي هللا عنها وهي متأيم من أبي سلمة رضي هللا‬
‫تعالى عنه فقال‪" :‬لقد علمت أني رسول هللا وخيرته وموضعي من قومي"‪.1‬‬

‫أما التصريح فيحرم‪" ،‬يحرم التصريح بخطبة المعتدة من وفاة‪ ،‬والمبانة‪ ،‬ويجوز التعريض‬
‫كقوله‪ :‬إني في مثلك راغب‪ ،‬وتجيبه‪ :‬ما يرغب عنك ونحو ذلك"‪.2‬‬

‫ت‪ .4.‬خطبة المعتدة من نكاح فاسد أو فسخ‪.‬‬

‫وهي المنكوحة من نكاح فاسد كنكاح الشغار مثال‪ ،‬والتي من فسخ أي التي كانت على خطبة‬
‫وفسخت‪.‬‬

‫فقد اختلف الفقهاء في حكم التعريض بخطبة المعتدة من نكاح فاسد وفسخ وشبههما‪،‬‬
‫كالمعتدة من لعان أو ردة‪ ،‬أو المستبرأة من الزنى‪ ،‬أو التفريق لعيب أو علة‪.‬‬

‫"فذهب الجمهور المالكية والشافعية والحنابلة وجمهور الحنفية إلى جواز التعريض لهن أخذا‬
‫بعموم اآلية وقياسا على المطلقة ثالثا‪ ،‬وأن سلطة الزوج قد انقطعت"‪.3‬‬

‫"هذا كله في غير صاحب العدة الذي يحل له نكاحها فيها‪ ،‬أما هو فيحل له التعريض‬
‫والتصريح‪ ،‬وأما من ال يحل له نكاحه فيها كما لو طلقها الثالثة أو رجعيا فوطئها أجنبي بشبهة‬
‫في العدة فحملت منه‪ ،‬فإن عدة الحمل تقدم‪ ،‬فال يحل لصاحب عدة الشبهة أن يخطبها؛ ألنه ال‬
‫يجوز له العقد عليها حينئذ"‪.4‬‬

‫‪ 2‬عيل بن معر بن إمحد بن همدي بن مسعود بن إلنعامن بن دينار إلبغدإدي إدلإرقطين (‪ 385‬ه)‪ ،‬سنن إدلإرقطين‪ :‬ابب‬
‫إلناكح‪ ،‬ج‪ ،4‬ص ‪.320‬‬
‫‪ 3‬محمد بن إبرإهمي بن عبد هللا إلتوجيري‪ ،‬خمترص إلفقه إلساليم يف ضوء إلقرأآن وإلس نة‪ :‬دإر أصدإء إجملمتع – إململكة إلعربية‬
‫إلسعودية‪ ،‬إلطبعة إحلادية عرشة‪1431 ،‬ه‪2010/‬م‪ ،‬ص‪.800‬‬
‫▪ ‪ 4‬مغين إحملتاج مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪ /،136‬صاحل عبد إلسميع إلآيب إلزهري‪ ،‬جوإهر إللكيل‪ ،‬بدون طبعة وبدون دإر إلنرش‬
‫(نسخة إلكرتونية)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ / 276‬محمد بن أيب إلعباس أمحد بن محزة شهاب إدلين إلرميل (إملتوىف‪1004 :‬هـ)‪ ،‬هناية إحملتاج‬
‫إىل رشح إملهناج‪ :‬إلنارش‪ :‬دإر إلفكر‪ ،‬بريوت إلطبعة‪ :‬إلطبعة إلخرية ‪1404 -‬هـ‪1984/‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.199‬‬

‫‪ 4‬محمد بن عرفة إدلسويق‪ ،‬حاش ية إدلسويق عىل خمترص إملعاين‪ ،‬إحملقق‪ :‬عبد إمحليد هندإوي‪ ،‬إلنارش‪ :‬إملكتبة إلعرصية‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬ج‪ 2‬ص ‪218‬‬
‫‪46‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وذهب بعض الحنفية إلى أن التعريض يختلف حكمه بحسب ما يترتب عليه‪ ،‬فإن كان يؤدي‬
‫إلى عداوة المطلق فهو حرام‪ ،‬وإال فال"‪.1‬‬

‫فهذه هي صور وأحكام خطبة المعتدة كيفما كانت عدتها‪.‬‬

‫ث‪ .‬خطبة المحرِم‬

‫يكره للمحرِم أن يخطب امرأة ولو لم تكن محرِمة عند الجمهور‪ ،‬كما يكره أن يخطب غير المحرِم‬
‫ألمحرم وال َين ِك ُح وال‬ ‫ُ َ ُ‬
‫المحرِمة‪ ،‬لما رواه اإلمام مسلم عن عثمان رضي هللا عنه مرفوعا‪(( :‬ال ينكح ِ‬
‫يخطب))‪ ،2‬والخطبة تراد لعقد النكاح فإذا كان ممتنعا كره االشتعال بأسبابه‪ ،‬وإلنه سبب إلى‬
‫الحرام‪.‬‬

‫ويجوز عند الحنفية الخطبة حال اإلحرام‪.3‬‬

‫إملطلب إلثالث‪ :‬إلنظر إىل إخملطوبة وإخللوة‪.‬‬


‫‪ .1‬س بل إلنظر إىل إخملطوبة‪:‬‬

‫بنا ًء على ما تقدم من أن الخطبة إعالم بالزواج‪ ،‬فالمعلم بالزواج له الحق في معرفة من نوى‬

‫الزواج بها معرفة تفصيلية إن أراد‪ ،‬معرفة حسبها وخلقها وجمالها‪ ،‬ولذلك طريقتان‪:‬‬

‫أ‪ .‬الطريقة األولى‪:‬‬

‫‪ 1‬إحلطاب محمد بن محمد بن عبد إلرمحن إملاليك إملغريب‪ ،‬موإهب إجلليل يف رشح خمترص إلش يخ خليل ومعه خمترص إلش يخ‬
‫خليل‪ :‬ج‪ 3‬ص‪.417‬‬
‫‪ 2‬مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري أبو إحلسني ‪206‬ه‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬ابب حترمي ناكح إحملرم وكرإهة خطبه‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪ .1030‬حديث رمق ‪1409‬‬
‫‪ 3‬زكراي بن محمد بن زكراي إلنصاري‪ ،‬زين إدلين أبو حيىي إلسنييك ‪926‬ه‪ ،‬أس ىن إملطالب يف رشح روض إلطالب‪ :‬دإر‬
‫إلكتاب إلساليم‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪ /513‬مصطف بن سعد بن عبده إلس يوطي شهرة‪ ،‬إلرحيباىن مودلإ مث إدلمشقي إحلنبيل‬
‫‪1243‬ه‪ ،‬مطالب أويل إلهنىي يف رشح غاية إملنهتى ‪ ،‬إملكتب إلساليم‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1415 ،‬ه‪1994 /‬م‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.345‬‬
‫‪47‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إما أن يوكل امرأة تخبره بأمرها‪ ،‬وتنبيه عن ما خفى عنه مما يريد معرفته‪ ،‬كما فعل النبي ﷺ‪،‬‬

‫فعن أنس بن مالك ‪ -‬رضي هللا ‪ -‬عنه أن النبي ﷺ أرسل أم سليم رضي هللا عنها تنظر إلى‬

‫جارية‪ ،‬فقال ((شمي عوأرضها‪ ،1‬وأنظري ألى عرقوبها‪.3))2‬‬

‫ب‪ .‬الطريقة الثانية‪:‬‬

‫واألمر الثاني أن ينظر إليها بنفسه‪ ،‬فيعرف جمالها‪ ،‬وخصوبة بدنها‪ ،‬وقامتها‪ ،‬ونحافتها‪ ،‬إلى غير‬

‫ذلك من األمور التي تعرف‪.‬‬

‫ويقرر رسول هللا ﷺ هذا المبدأ مبدأ رؤية المخطوبة إشارة منه إلى أهميته ومكانته‪ ،‬فقد حث‬

‫النبي عليه الصالة والسالم أصحابه وأمته من بعدهم أن يروا المخطوبة‪ ،‬بل جعل النظر سببا‬

‫لدوام العشرة‪ ،‬وبابا لتأليف القلوب‪.‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬كنت عند النبي ﷺ‪ ،‬فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من‬

‫األنصار‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه‪(( :‬أنظرت أليها‪ ،‬قال ال‪ ،‬قال‪ :‬فاذهب فانظر أليها‪ ،‬فان في‬
‫أعين أالنصار شيائ))‪" ، 4‬وفي هذا داللة لجواز ذكر مثل هذا للنصيحة وفيه استحباب النظر إلى وجه‬

‫من يريد تزوجها وهو مذهبنا ومذهب مالك وأبي حنيفة وسائر الكوفيين وأحمد وجماهير العلماء‬

‫وحكى القاضي عن قوم كراهته وهذا خطأ مخالف لصريح هذا الحديث ومخالف إلجماع األمة‬

‫على جواز النظر للحاجة عند البيع والشراء والشهادة ونحوها ثم إنه إنما يباح له النظر إلى وجهها‬

‫‪ 1‬إلعوإرض‪ :‬إلس نان يف عرض إلفم‪.‬‬


‫‪ 2‬إلعرقوب‪ :‬عصب خلف إلكعبني بني مفصل إلقدم وإلساق من ذوإت إلربع‪ ،‬ومن إلنسان فويق إلكعب‪.‬‬
‫‪ 3‬عبد إجلبار صهيب‪ ،‬إجلامع إلصحيح للسنن وإملسانيد‪ :‬اترخي إلنرش‪ ٢٠١٤ - ٨ - ١٥ :‬ج‪ ،34‬ص‪386‬‬
‫‪ 1‬مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري أبو إحلسني ‪206‬ه‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬كتاب إلناكح‪ /‬ابب ندب إلنظر إىل وجه إملرأة‬
‫وكفهيا ملن يريد تزوهجا‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وكفيها فقط ألنهما ليسا بعورة وألنه يستدل بالوجه على الجمال أو ضده وبالكفين على خصوبة‬
‫(‪)1‬‬
‫البدن أو عدمها هذا مذهبنا ومذهب األكثرين"‪.‬‬

‫وعن المغيرة بن شعبة‪ ،‬أنه خطب امرأة‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬أنظر أليها فانه أحرى‬
‫أن يؤدم بينكما))‪ ،‬ومعنى قوله‪" :‬أحرى أن يؤدم بينكما"‪ ،‬قال‪" :‬أحرى أن تدوم المودة بينكما" (‪.)2‬‬

‫وكما أذن الشارع للخاطب رؤية مخطوبته لم يحدد تصريحا للمنظور إليه حدا وعدا‪.‬‬

‫فاختلف الفقهاء في ذلك‪ ،‬فاألكثر على رؤية الوجه والكفين فقط‪ ،‬ألنهما يوصالن المطلوب وأجاز‬

‫أبو حنيفة النظر إلى قدميها‪ ،‬والحنابلة قالوا ستة أعضاء‪ :‬الوجه والرقبة واليد والقدم والراس‬

‫والساق‪ ،‬وقال األوزاعي‪ :‬ينظر لمواضع اللحم‪ ،‬ورأى داود الظاهري أنه يجوز النظر لعموم البدن‬

‫الظاهر وعموم الحديث (‪.)3‬‬

‫والفقهاء اتفقوا على مشروعية هذه الرؤية عموما لكنهم اختلفوا في حكمها‪ ،‬ومقدارها‪" ،‬فقال‬

‫الحنفية والمالكية والشافعية وبعض الحنابلة‪ :‬يندب النظر لألمر به في الحديث الصحيح مع‬

‫تعليله بأنه (أحرى أن يؤدم بينهما‪ ،‬أي‪ :‬تدوم المودة واأللفة‪ ....‬والمذهب عند الحنابلة أنه يباح‬

‫لمن أراد خطبة امرأة وغلب على ظنه إجباته النظر إلى ما يظهر غالبا"(‪.)4‬‬

‫قال البشار في نظمه‪:‬‬

‫‪ 2‬حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين ‪676‬ه‪ ،‬إملهناج رشح حصيح مسمل بن إحلجاج‪ :‬دإر إحياء إلرثإت إلعريب –‬
‫بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1392 ،‬ه‪- ،‬ج‪ ،9‬ص‪.210‬‬
‫‪ 3‬محمد بن عيىس إلرتمذي‪ ،‬سنن إلرتمذي‪ :‬ابب ما جاء يف إلنظر إىل إخملطوبة‪.‬‬
‫‪4‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ :‬ص‪ ،6507‬بترصف‪.‬‬
‫‪ 1‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬ج‪ ،19‬ص‪198‬‬
‫‪49‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يندب المحتاج مع أمن العنت *** ذي أهبة تزويج ال عبت‬

‫(‪)1‬‬
‫والوجه والكف بعلم ينظر *** وخطبة في خطبة يظهر‬

‫واختلفوا كذلك في اإلذن في الرؤية من عدمه‪ ،‬أي هل يستأذن الخاطب المخطوبة للنظر إليها أم‬

‫يستغيلها‪.‬‬

‫"ذهب جمهور العلماء إلى أنه ال يشترط علم المخطوبة أو إذنها أو إذن وليها بنظر الخاطب إليها‪،‬‬

‫ا كتفا ًء بإذن الشارع‪ ،‬وإلطالق األخبار‪ ،‬كما في حديث جابر المتقدم أن النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫قال‪(( :‬إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل "فقال‪:‬‬

‫فخطبت جارية فكنت أتخ َّبأ لها‪ ،‬حتى رأيت ما دعاني إلى نكاحها وتز ُّوجها‪ ،‬فتزوجتها)) (‪.)3( ")2‬‬
‫ُ‬

‫وقال المالكية‪ :‬محل الندب إن كان بعلم منها إن كانت رشيدة‪ ،‬وإال فمن وليها‪ ،‬وإال كره ليال‬

‫يتطرق الفساق للنظر للنساء ويقولون نحن خطاب"(‪.)4‬‬

‫بل جعل الشافعية استغفالها هو عين الصواب‪ ،‬وعللوا لذلك بعلل‪" :‬أنه ينبغي أن يكون نظر‬

‫الخاطب إلى المرأة قبل الخطبة‪ ،‬وأن تكون خفية بغير علم المرأة أو ذويها‪ ،‬مراعاة لكرامة المرأة‬

‫‪ 2‬ي محمد بن أمحد بن عرفة إدلسوق‪ ،‬حاش ية إدلسويق عىل إلرشح إلكبري‪ :‬ج‪ ،2‬ص‪.215‬‬
‫‪ 3‬إلبشار نظم أسهل إملساكل‪ :‬إلبيتني‪598‬و‪.599‬‬
‫‪ 4‬س بق خترجيه‪.‬‬
‫‪ 5‬كامل إلس يد سامل أبو ماكل‪ ،‬حصيح فقه إلس نة وأدلته مع توضيح مذهب إلمئة‪ :‬مع تعليقات بعض إلعلامء إملعارصين‪،‬‬
‫ج‪3‬ص‪.120‬‬

‫‪50‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وأسرتها‪ ،‬فإذا أعجبته تقدم لخطبتها من غير إيذاء لها وال إحراج ألسرتها‪ ،‬وهذا هو المعقول‪،‬‬

‫والراجح عمال بظاهر األحاديث التي تدل على أنه يجوز النظر إليها‪ ،‬سواء أ كان ذلك بإذنها أم ال"‪.1‬‬

‫ويكرر الخاطب النظر إن أراد حتى يطمأن قلبه متى شاء‪ ،‬ولكن قيدوا تكرير النظر بالحاجة‪ ،‬ورأى‬

‫الشافعية تكريره سواء خيفت الفتنة أم ال‪ ،‬والحنابلة قالوا يكرر النظر ويتأمل المحاسن ولو بال‬

‫إذن‪ ،‬إن أمن الشهوة‪.‬‬

‫"وال يجوز مس ما ينظر له‪ ،‬ولو أمن الخاطب الشهوة‪ ،‬ألن المخطوبة مازالت في حكم الغريبة عنه‪،‬‬

‫فجوزوا في النظر للحاجة ولم يجوزوا في اللمس"‪.2‬‬

‫وكما أذن الشارع في نظر الخاطب للمخطوبة‪ ،‬فكذلك الحال في نظر المخطوبة للخاطب‪ ،‬ألنها‬

‫اك ِفي ا ْلعِ لَّ ِة‬


‫يعجبها منه ما يعجبه منها‪ ،‬بل األمر فيها آ كد وأحرى‪ ،‬قال ابن عابدين‪" :‬نَ َع ْم ل ِِال ْش ِت َر ِ‬

‫ي أ َ ْو َلى مِ ْن ُه ِفي َذل َ‬


‫ِك ِألَن َّ ُه ُي ْم ِك ُن ُه ُم َفا َر َق ُة َم ْن َال َي ْر َضا َها بِخ َِال ِف َها"‪.3‬‬ ‫ل هِ َ‬
‫ق‪ ،‬ب َ ْ‬
‫السابِ ِ‬
‫ِيث َّ‬ ‫ا ْل َم ْذكُو َر ِة ِفي ا ْل َ‬
‫حد ِ‬

‫‪ .2‬رشوط إلنظر إلرشعي للمخطوبة‪:‬‬

‫على الرغم من ذكر الفقهاء إذن الشارع في النظر إلى المخطوبة وتجويزهم له‪ ،‬إال أنهم اشترطوا‬

‫لذلك شروطا أهمها‪:‬‬

‫ذهب (المالكية والشافعية والحنابلة) في شروطهم لشرعية النظر إلى‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون الناظر إلى المرأة مريدا نكاحها‪.‬‬

‫‪ 1‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ :‬ج‪ ،9‬ص‪650‬‬


‫‪ 2‬حيىي بن رشف إلنووي أبو زكرايء حميي إدلين‪ ،‬روضة إلطالبني ومعدة إملفتني‪ :‬حتقيق‪ :‬زهري إلشاويش‪ ،‬إملكتب إلساليم‬
‫– بريوت – دمشق‪ ،‬إلطبعة إلثالثة‪1412 ،‬ه‪1999/‬م‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.20‬‬
‫‪ 3‬إبن عابدين محمد أمني كتاب إدلر إخملتار وحاش ية إبن عابدين رد إحملتار ‪ -‬فصل يف إلنظر وإملس‪ :‬ج‪ ،3‬ص‪.370‬‬
‫‪51‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ )2‬أن يرجوا اإلجابة رجاء ظاهرا‪ .‬أو يعلم أنه يجاب إلى نكاحها‪ ،‬أو يغلب على‬

‫ظنه اإلجابة"‪.1‬‬

‫وا كتفى الحنفية باشتراط إرادة نكاحها فقط"‪.2‬‬

‫بمعنى إن اختل عندهم شرط لم يعد النظر مسموحا به‪ ،‬ألن الشرط المقصود به الشرط‬

‫االصطالحي الذي يلزم من عدمه العدم‪ ،‬وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته‪.‬‬
‫‪ .3‬إخللوة ابخملطوبة‪.‬‬
‫والشارع أجاز النظر للمخطوبة لمصلحة حاصلة ال بد من النظر من أجلها‪ ،‬ورغم ذلك جعله‬
‫العلماء من االستثناءات من التحريم‪ ،‬بل جعلوه استثناء ضرورة‪ ،‬جاء في الموسوعة عند الكالم‬
‫على النظر قيل‪" :‬ويستثنى من حرمة النظر ما إذا كانت هناك ضرورة كالعالج‪ ،‬أو الشهادة‪ ،‬أو‬
‫القضاء‪ ،‬أو الخطبة للنكاح‪ ،‬فإنه يباح النظر حينئذ ولو مع االشتهاء‪ .‬وهذا باتفاق الفقهاء"‪،3‬‬
‫وليس في الخلوة مصلحة ترجى لهذا لم يجزها الشارع بل جعلها داخلة في عموم النهي لما‬
‫فيها من المفسدة‪ ،‬ولو كانت خيرا لكان أجازها‪ .‬والشارع اهتم بهذه المقدمات اهتماما بالغا‪،‬‬
‫حتى يقيم هذا الصرح على ركن ركين‪ ،‬وأصل متين‪" :‬السبب في عناية الشرع بهذه المقدمات‪:‬‬
‫هو الحرص على إقامة الزواج على أمتن األسس‪ ،‬وأقوى المبادئ‪ ،‬لتتحقق الغاية الطيبة منه‪،‬‬
‫وهي الدوام والبقاء‪ ،‬وسعادة األسرة‪ ،‬واالستقرار ومنع التصدع الداخلي‪ ،‬وحماية هذه الرابطة‬
‫من النزاع والخالف‪ ،‬لينشأ األوالد في جو من الحب واأللفة والود والسكينة واطمئنان"‪ ،4‬فالذي‬
‫يتساهل فيها يضر نفسه من حيث يحسب أنه ينفعها‪.‬‬

‫‪ 1‬حشاتة محمد صقر‪ ،‬كتاب الاختالط بني إلرجال وإلنساء‪ :‬ج‪ ،1‬ص‪.240‬‬
‫‪ 2‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬ج‪ ،19‬ص ‪.198‬‬
‫‪ 3‬نفس إملرجع إلسابق‪.‬‬
‫‪ 1‬إلزحييل إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪.6491 :‬‬

‫‪52‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملبحث إلثالث‪ :‬متعلقات إخلطبة (إلرجوع يف إخلطبة وإملهر وإمحلل إلناشئ عهنا)‬
‫كما هو معلوم ما الخطبة إال إعالم برغبة‪ ،‬أي رغبة الزواج‪ ،‬وقد يحدث ما ينقض هذه الرغبة‬
‫من المخطوب أو الخاطب أو هما معا‪ ،‬وهذه من الحقوق المكفولة لهما‪ ،‬إذ إن الخطبة ليس‬
‫عقدا ملزما حتى ال يجوز الرجوع عنها‪ ،‬وهذا رأي أ كثر الفقهاء‪ ،‬إال أنه يجب أن تراعى أمور في‬
‫الرجوع‪" ،‬يطلب أدبيا أال ينقض أحدهما وعده إال لضرورة أو حاجة شديدة‪ ،‬مراعاة لحرمة البيوت‬
‫وكرامة الفتاة‪.‬‬

‫وينبغي الحكم على المخطوبة بالموضوعية المجردة‪ ،‬ال بالهوى أو بدون مسوغ معقول‪ ،‬فال‬
‫يعدل الخاطب عن عزمه الذي شاءه؛ ألن عدوله هو نقض للعهد أو الوعد‪ ،‬ويستحسن شرعا‬

‫وعرفا التعجيل في العدول إذا بدا سبب واضح يقتضي ذلك‪ ،‬قال هللا تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪ ،1﴾ ‬وقال صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬أضمنوأ لي ستا من أنفسكم أضمن‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫لكم ألجنة‪ :‬أصدقوأ أذأ حدثتم‪ ،‬وأوفوأ أذأ وعدتم‪ ،‬وأدوأ أذأ أئتمنتم‪ ،‬وأحفظوأ فروجكم‪ ،‬وغضوأ أبصاركم‪،‬‬
‫وك فوأ أيديكم))‪ ، 2‬وهذا رأي الشافعية والحنابلة‪.3‬‬

‫اض"‪.4‬‬ ‫جابَ ِت ِه َّ‬


‫إال بِإ ِ ْع َر ٍ‬ ‫ح َّر ُم َع َلى َعالِمٍ خ ِْط َبةٌ َع َلى خ ِْط َب ٍة َ‬
‫جائِ َز ٍة مِ َّم ْن ُص ِّر َح بِإ ِ َ‬ ‫وقال المالكية‪َ ":‬و ُي َ‬
‫واألصل أن ال يترتب على انفساخ الخطبة حكم ما دام أنه ليس عقدا ملزما‪ ،‬إال إذا كان قد قدم‬
‫شيئا من المهر فله استرداده كيف كان حال الفسخ وحال الفاسخ‪" ،‬وأما ما قدمه الخاطب‬
‫من مهر‪ :‬فله أن يسترده‪ ،‬سواء أ كان قائما أم هالكا أم مستهلكا‪ ،‬وفي حال الهالك أو االستهالك‬
‫يرجع بقيمته إن كان قيميا‪ ،‬وبمثله إن كان مثليا‪ ،‬أيا كان سبب العدول‪ ،‬من جانب الخاطب أو‬
‫من جانب المخطوبة‪ ،‬وهذا متفق عليه فقها"‪.5‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلرسإء‪ ،‬إلآية‪]34 :‬‬


‫‪ 3‬أمحد بن محمد بن حنبل بن هالل بن أسد‪ ،‬أبو عبد هللا إلشيباين (إملتوىف‪241 :‬هـ)‪ ،‬مس ند إلمام أمحد بن حنبل‪:‬‬
‫حديث عبادة بن إلصامت‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.323‬‬
‫‪ 4‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬مرجع سابق ج‪ ،9 :‬ص‪.6509 :‬‬
‫‪ 3‬سلامين بن معر بن منصور إلعجييل إلزهري‪1204‬هـ إملعروف ابمجلل‪ ،‬حاش ية إمجلل أو فتوحات إلوهاب بتوضيح رشح‬
‫مهنج إلطالب‪ :‬دإر إلفكر‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪5.129‬‬
‫‪ 1‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته للزحييل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،9 :‬ص‪.6509 :‬‬
‫‪53‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملطلب إلول‪ :‬إلرجوع يف إخلطبة وإملهر يف إلفقه‪.‬‬


‫في فترة الخطبة يهدي الخاطب بعض الهدايا تقوية للعالقة وتوطيدا لها‪ ،‬فإن وقع الرجوع عن‬
‫الخطبة هل يحصل رجوع الهدايا؟‬

‫خالف بين المذاهب تفصيله كالتالي‪ :‬قال الحنفية‪ :‬إذا خطب بنت رجل وبعث إليها أشياء ولم‬
‫يزوجها أبوها فما بعث للمهر يسترد عينه قائما وإن تغير باالستعمال‪ ،‬أو بدله هالكا ألنه‬
‫معاوضة ولم تتم فجاز االسترداد‪ ،‬وكذا يسترد ما بعث هدية وهو قائم دون الهالك‬
‫والمستهلك؛ ألنه في معنى الهبة‪ ،‬والهالك أو االستهالك مانع من الرجوع بها‪.‬‬

‫وقالوا‪ :‬لو أنفق رجل على معتدة الغير ‪ -‬قال ابن عابدين‪ :‬وال شك أن المعتدة مخطوبة أيضا‬
‫‪ -‬يطمع أن يتزوجها بعد عدتها‪ ،‬إن تزوجته ال رجوع مطلقا‪ ،‬وإن أبت فله الرجوع إن كان دفع‬
‫لها‪ ،‬وإن أ كلت معه فال رجوع مطلقا؛ ألنه إباحة ال تمليك‪ ،‬أو ألنه مجهول ال يعلم قدره‪.‬‬

‫وفي المسألة عندهم أقوال أخرى‪.‬‬

‫وقال المالكية‪" :‬يجوز اإلهداء للمعتدة من وفاة أو طالق غيره البائن ال اإلنفاق عليها فيحرم‪،‬‬
‫فإن أهدى لها أو أنفق عليها ثم تزوجت غيره فال يرجع عليها بشيء"‪.1‬‬

‫وقال الشافعية‪" :‬من خطب امرأة ثم أنفق عليها نفقة ليتزوجها فله الرجوع بما أنفقه على من‬
‫دفعه له‪ ،‬سواء أ كان مأكال أم مشربا أم حلوى أم حليا‪ ،‬وسواء رجع هو أم مجيبه‪ ،‬أم مات‬
‫أحدهما؛ ألنه إنما أنفقه ألجل تزوجها فيرجع به إن بقي وببدله إن تلف"‪.2‬‬

‫ولو كان ذلك بقصد الهدية ال ألجل تزوجه بها لم يختلف في عدم الرجوع‪.‬‬

‫وقالوا‪" :‬لو دفع الخاطب بنفسه أو وكيله أو وليه شيئا من مأكول‪ ،‬أو مشروب‪ ،‬أو ملبوس‬
‫لمخطوبته أو وليها‪ ،‬ثم حصل إعراض من الجانبين أو من أحدهما‪ ،‬أو موت لهما‪ ،‬أو ألحدهما‬

‫‪ 1‬صاحل عبد إلسميع إلآيب إلزهري‪ ،‬جوإهر إللكيل ج‪ 1‬ص‪ ،176‬بدون طبعة وبدون دإر إلنرش (نسخة إلكرتونية)‬
‫‪ 2‬محمد بن أيب إلعباس أمحد بن محزة شهاب إدلين إلرميل مشس إدلين ‪1004‬ه إملعروف ابمجلل‪ ،‬فتوحات إلوهاب بتوضيح‬
‫رشح مهنج إلطالب‪ ،‬دإر إلفكر‪ ،‬ج‪ 2‬ص ‪.276‬‬
‫‪54‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫رجع الدافع أو وارثه بجميع ما دفعه إن كان قبل العقد مطلقا‪ ،‬وكذا بعده إن طلق قبل الدخول‬
‫أو مات‪ ،‬ال إن ماتت هي‪ ،‬وال رجوع بعد الدخول مطلقا"‪.1‬‬

‫قبل العق ِد إن‬


‫َ‬ ‫الزوج‬
‫ُ‬ ‫نص عليه‪ .‬فما أهداه‬ ‫الم ْهر ِ ّ‬
‫ت من َ‬‫ليس ْ‬
‫َ‬ ‫الزوج‬
‫ِ‬ ‫وقال الحنابلة‪" :‬وهديّ ُة‬
‫وعدو ُه بأن يز َوجوه ولم يَ ُفوا بان زوجوا غيره رجع بها (أي بالهدية)‪ 2‬قاله ابن تيمية رحمه هللا‪:‬‬
‫ألنه بذلها في نظير النكاح ولم يسلم له‪ ،‬وإن امتنع هو ال رجوع له‪.3‬‬

‫وما قبضه بعض أقارب المرأة كالذي يسمونه مأكله بسبب نكاح‪ ،‬فحكمه كمهر فيما يقرره‬
‫ويسقطه وينصفه‪ ،‬ويكون لها وال يملك الولي منه شيئا إال أن تهبه له بشرطه إال األب فله أن‬
‫يأخذ‪ .‬ومحل كون حكم المجعول مأكله كمهر حيث قبضه أولياء المرأة‪ ،‬أما قبل القبض‬
‫فللخاطب الرجوع بما شرطه لهم؛ ألنه تبرع لم يقبض فكان له الرجوع به‪.‬‬

‫ولو اتفق الخاطب مع المرأة ووليها على النكاح من غير عقد فأعطى الخاطب أباها ألجل ذلك‬
‫شيئا من غير صداق فماتت قبل العقد لم يرجع به ‪ -‬قاله ابن تيمية رحمه هللا ‪ -‬ألن عدم‬
‫التمام ليس من جهتهم‪ ،‬وعلى قياس ذلك لو مات الخاطب ال رجوع لورثته‪.‬‬

‫وترد الهدية على الزوج في كل فرقة اختيارية مسقطة للمهر كفسخ الزوجة العقد لفقد كفاءة‬
‫أو لعيب في الزوج‪ ،‬ونحوه قبل الدخول لداللة الحال أنه بشرط بقاء العقد‪ ،‬فإذا زال ملك الرجوع‪،‬‬
‫كهبة الثواب‪.4‬‬

‫قال صاحب مطالب أولي النهى‪" :‬ويتجه أن ما كان من هدية أهداها الخاطب بعد العقد فهو‬
‫الذي يرد بحصول الفرقة‪ ،‬أما ما كان قد أهدي قبل العقد فال يرد؛ ألنه تقرر بالعقد‪ .‬وتثبت‬

‫‪ 1‬إملرجع إلسابق ص ‪129‬‬


‫‪ 2‬عبد إلقادر بن معر إلتغليب إلشيباين‪" ،‬نيل إملأرب برشح دليل إلطالب"‪ :‬محمد سلامين إلشقر‪ ،‬مكتبة إلفالح‪،‬‬
‫‪1403‬ه‪1983/‬م‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.198‬‬
‫‪ 3‬مصطف بن سعد بن عبده إلس يوطي شهرة‪ ،‬إلرحيباىن مودلإ مث إدلمشقي إحلنبيل ‪1243‬ه‪ ،‬مطالب أويل إلهنىي يف رشح‬
‫غاية إملنهتى ‪ ،‬إملكتب إلساليم‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1415 ،‬ه‪1994 /‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.265‬‬
‫‪ 4‬بترصف إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬ج‪ ،19‬ص‪.205‬‬
‫‪55‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الهدية للزوجة مع فسخ للنكاح مقرر الصداق أو لنصفه فال رجوع له؛ ألن زوال العقد ليس من‬
‫قبلها"‪.1‬‬

‫وقيل بأنها في حكم الهبة فال يجوز الرجوع فيها‪ ،‬وأما الهدايا إذا تمت الموافقة على الزواج‪،‬‬
‫وحصل الزواج بشروطه؛ فحكمها حكم الهبة‪ ،‬والصحيح أن الهبة ال يجوز الرجوع فيها إذا كانت‬
‫تبرعا محضا‪ ،‬ال ألجل العوض؛ ألن الموهوب له حين قبض العين الموهوبة دخلت في ملكه‪،‬‬
‫وجاز له التصرف فيها؛ فرجوع الواهب فيها انتزاع لملكه منه بغير رضاه‪ ،‬وهذا باطل شرعا‬
‫وعقال‪[ .‬وهللا تعالى أعلم]‪.‬‬

‫عن ابن عمر رضي هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ال يحل ألحد أن يعطي‬
‫عطية فيرجع فيها‪ ،‬إال الوالد فيما يعطي ولده"‪ .2‬والعرف عندنا أي ما عليه الناس اآلن‬
‫التفصيل‪ ،‬إن حصل الرجوع من المخطوبة وأهلها رجعت الهدايا‪ ،‬وإال فال‪.‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬رد إلهدإاي وإلتعويض عن إلرضر يف إلقانون إملغريب‬


‫‪ .1‬رد إلهدإاي‬
‫للقانون المغربي بصمة في تأطير مؤسسة الزواج‪ ،‬بكل ما تحملها هذه المؤسسة بمقدماتها‬
‫وحيثياتها وما يعرض لها نقضا أو تقوية إلى غير ذلك من األمور‪ ،‬ومن األمور التي تطرق لها‬
‫المشرع في مدونة األسرة مسألة رد الهدايا المقدمة في فترة الخطبة‪ ،‬سواء من الخاطب أو‬
‫المخطوبة‪ ،‬وذلك حينما يعدل أحد الطرفين عن الخطبة أو يفسخها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قد حفظ المشرع للخاطب كما للمخطوبة حق العدول عن الخطبة متى شاءا‪ ،‬جاء في‬
‫المادة‪" :6‬يعتبر الطرفان في فترة خطبة إلى حين االشهاد على عقد الزواج‪ ،‬ولكل من الطرفين‬

‫‪ 2‬مصطف بن سعد بن عبده إلس يوطي‪1243 ،‬هـ‪" ،‬أويل إلهنىي يف رشح غاية إملنهتى "‪ :‬إملكتب إلساليم‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪،‬‬
‫س نة ‪ ،1994 – 1415‬ج‪ ،5‬ص‪.215‬‬
‫‪ 3‬حسني بن عودة إلعوإيشة‪" ،‬إملوسوعة إلفقهية إمليرسة يف فقه إلكتاب وإلس نة إملطهرة"‪ :‬دإر إلصديق ‪ -‬مؤسسة إلراين‪،‬‬
‫إلطبعة إلثانية‪1423 ،‬ه‪2002/‬م ج‪ ،5‬ص‪.40‬‬

‫‪56‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫العدول عنها"‪ .1‬يفهم منه أن الخطبة ليس عقدا ملزما بل هو مجرد تواعد على الزواج بنية‬
‫التعارف‪ ،‬قد ينجح هذا التعارف‪ ،‬وقد ال‪ ،‬فإن نجح وارتضى الطرفان أنجزا وعدهما‪ ،‬وإن لم‬
‫ينجحا لهما الحق في العدول والفسخ‪ ،‬كأن يظهر ألحد الطرفين أن هذا المشروع لن يكلل‬
‫بالنجاح فله حق الفسخ حينها‪ ،‬فالخطبة ال تتمتع شرعا وال قانونا بأية قوة إلزامية‪ ،‬بل هي‬
‫ليست عقدا حتى تكون ملزمة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬كما مر معنا هذا العدول تترتب عليه أمور منها بقاء هدايا عند الطرفين من بعضهما‬
‫فما مصيرها‪ ،‬يحدد المشرع المغربي مصيرها في المادة ‪" :8‬لكل من الخاطب والمخطوبة أن‬
‫يسترد ما قدمه من هدايا‪ ،‬ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبله"‪ .2‬وهذا على خالف الفقهاء‬
‫فيها‪ ،‬فالمشرع المغربي رأى في المسألة رأي المالكية فيه‪ ،‬وقد قال عنه عبد هللا بن طاهر‪ :‬هو‬
‫أقرب في المسألة للحق‪ ،‬وبمثل هذا نصت المدونة الشخصية الملغاة في فصلها الثالث‪" :‬لكل‬
‫من الخاطب والمخطوبة العدول عن الخطبة‪.‬‬

‫للخاطب أن يسترد الهدايا إال إذا كان العدول من قبله"‪ .3‬ويسترد المهر سواء كان العدول‬
‫منه أو من المخطوبة‪ ،‬ويقول الشافعي في شرحه‪ ،‬إذا كام ما دفعه _ الخاطب _ ما يزال قائما‬
‫استرده بذاته‪ ،‬وإن هلك أو استهلك‪ ،‬رد مثله إن كان مثليا أو قيمته إن كان قيميا‪ ،‬ألن الصداق‬
‫ال يستحق إال بالزواج وال يجوز للمرأة المخطوبة أن تحتفظ به طالما الزواج لم ينعقد بعد‪ ،4‬وقد‬
‫صرحت مدونة األسرة بهذا‪" :‬إذا قدم الخاطب الصداق أو جزءا منه‪ ،‬وحدث عدول عن الخطبة‬
‫أو مات أحد الطرفين أثناءها‪ ،‬فللخاطب استرداد ما سلم بعينه إن كان قائما‪ ،‬وإال فمثله أو‬
‫قيمته يوم تسلمه"‪.5‬‬

‫‪ .2‬إلتعويض عن إلرضر‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن إلطاهر إلثناين إلسويس‪" ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته" – إلكتاب إلول‪ -‬كتاب إلزوإج‪:‬‬
‫ص‪.48‬‬
‫‪ 2‬إملرجع إلسابق ص‪.54:‬‬
‫‪ 1‬منقول من موقع دروس يف إلقانون‪https://www.coursdroitarab.com/2016/11/blog-post_29.html:‬‬
‫‪ 4‬محمد إلشافعي‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬ص‪28‬‬
‫‪ 5‬مدونة إلرسة إملادة ‪9‬‬
‫‪57‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫كثيرا ما يصاحب عدول أحد الخطيبين عن الخطبة خيبة أمل لدى الطرف اآلخر‪ ،‬وقد يلحق به‬
‫ضرر ماديا كان أو معنويا‪.‬‬

‫لم يتعرض الفقه اإلسالمي بالتحديد لحالة الضرر الناتج عن العدول عن الخطبة‪ ،‬حيث يرجع‬
‫األمر الى بعض الظروف والمالبسات التي لم تكن في وقتنا الحاضر من بينها أن الحياة االجتماعية‬
‫في البلدان اإلسالمية لم يكن من شأنها في العصور الماضية أن تترك مجاال لإلضرار بالمخطوبة‬
‫عند العدول عن الخطبة ألن الزواج كان ينعقد فورا بعد الخطبة‪.‬‬

‫وعلى عكس ما كان عليه الحال في مدونة األحول الشخصية التي لم يتعرض المشرع المغربي‬
‫إلى امكانية رفع دعوى التعويض من الطرف المتضرر تاركا بدلك المجال لآلراء الفقيهة‪ ،‬على‬
‫عكس ما جاءت به مقتضيات مدونة األسرة التي حسمت في األمر في المادة ‪" 7‬مجرد العدول‬
‫عن الخطبة ال يترتب عنه تعويض‪ ،‬غير أنه إذا صدر عن أحد الطرفين فعل سبب ضررا لآلخر‪،‬‬
‫يمكن للمتضرر المطالبة بالتعويض"‪.‬‬

‫فقد يحمل الخاطب خطيبته على االستقالة من عملها‪ ،‬أو االنقطاع عن الدراسة‪ ،‬ثم يفسخ‬
‫الخطبة دون سبب‪ ،‬أو أن تحمل المخطوبة خطيبها على تغيير مهنته أو إنفاق عدة مصاريف‬
‫لكراء أو تأثيث شقة‪ ،‬ثم تتراجع دون أي سبب عن الخطبة‪ .‬وبالتالي وجب تطبيق مقتضيات‬
‫المسؤولية المدنية المنصوص عليها في الفصلين ‪ 77‬و‪ 78‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬عملت‬
‫به محكمة االستئناف بالحسيمة‪.1‬‬

‫‪ 1‬حمك إحملمكة الابتدإئية ابحلس مية رمق‪ 195 :‬إلصادر بتارخي ‪ 22/03/2007‬يف إمللف عدد‪536/2006 :‬‬
‫"حيث إن إملدعية هتدف من طلهبا إحلمك عىل إملدع عليه بأدإئه لها تعويضا مدنيا قدره ثالمثائة ألف درمه‪ ،‬عن إلرضر‬
‫إحلاصل لها بسبب إلتغرير هبا وعدوهل عن إلزوإج بعد إلذن هل ابلزوإج هبا‪ ،‬وحتميهل إلصائر يف إلقىص‪.‬‬
‫وحيث إنه مبقتىض إملادة ‪ 7‬من مدونة إلرسة فانه يف حاةل ما إذإ صدر عن أحد إلطرفني فعل سبب رضرإ للآخر‪ ،‬ميكن‬
‫للمترضر إملطالبة ابلتعويض‪.‬‬
‫وحيث تبني للمحمكة من خالل إطالعها عىل واثئق إمللف‪ ،‬أن إملدعية تطالب ابلتعويض عن فعل إلتغرير إذلي إرتكبه‬
‫إملدع عليه إذلي مارس إجلنس معها مبزنلها كام هو اثبت ابقرإرها‪.‬‬
‫وحيث إن إلقول بتغرير إملدع عليه للمدعية قصد ممارسة إجلنس معها ل ميكن الاس تاكنة إليه‪ ،‬عىل إعتبار أن إملدعية‬
‫تبلغ من إلسن ما يسمح معه بتدبري أمورها جيدإ وتقدر أفعالها بلك دقة‪ ،‬خصوصا وأهنا متعلمة ومربية أطفال تعي جيدإ‬
‫أن إلفعال إليت قامت هبا خمالفة للرشع وللعرف وإلتقاليد وللقانون إذلي ل يبيح إلعالقة إجلنس ية بني إخلطبة وع ابلزوإج‬
‫‪58‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملطلب إلثالث‪ :‬إمحلل إلناشئ عن إخلطبة‪:‬‬


‫حسب ما ذكرناه سالفا فإن الخطبة ال ترقى الى مستوى الزواج والخطيب يبقى أجنبيا عن‬
‫خطيبته طالما عقد الزواج لم يوثق بعد‪ ،‬إال أن تطور الشعوب واختالطها جعل التقاء الخطيبين‬
‫أمرا متطلبا للتعارف على طباع كل واحد منهما‪ ،‬غير أن الحال يمكن أن يتطور الى االختالء بها‬
‫ويبقى احتمال االتصال الجنسي واردا بينهما‪ ،‬الشيء الذي قد يؤدي الى حمل الخطيبة‪ ،‬مما قد‬
‫يجعل نسب هذا األخير مجهوال‪ .‬لكن مدونة األسرة فصلت في األمر من خالل المادة ‪ 1156‬منها‪.‬‬

‫وقدد نصت مدونة األسرة على أسباب ثبوت النسب في المادة ‪ ،2152‬فإذا أقر األب وأقرت األم‬
‫أيضا بذلك وهو المسمى عند الفقهاء باالستلحاق‪ 3‬عند الفقهاء‪ ،‬وبذلك يكون النسب صحيحا‪،‬‬
‫يقول اإلمام الشافعي‪" :‬يجوز أن يستلحق الوارث نسبا لمورثه بشرط أن يكون حائزا لإلرث أو‬
‫يستلحقه كل الورثة وبشرط أن يمكن كون المستلحق ولدا للميت وبشرط أال يكون معروف‬
‫النسب من غيره وبشرط أن يصدقه المستلحق ان كان عاقال بالغا‪.4‬‬

‫وليست إلطرفني إل يف نطاقها إلرشعي‪ ،‬خصوصا وأن بزوإج‪ ،‬وابلتايل يكون إخلطيبان قد إستسلام معا للرغبة إجلنس ية‪،‬‬
‫ورضيت إملدعية بذكل بدون إكرإه‪ ،‬فانه ل موجب لي تعويض ل لرضر مادي أو معنوي وحيث إنه وبناء عىل ما ذكر‬
‫أعاله يكون طلب إملدعية غري مرتكز عىل أساس قانوين سلمي ويتعني إلترصحي برفضه ‪.‬‬
‫وحيث أن خارس إدلعوى يتحمل مصاريفها‪.‬‬
‫‪ 1‬إملادة ‪ :156‬إذإ متت إخلطوبة‪ ،‬وحصل إلجياب وإلقبول وحالت ظروف قاهرة دون توثيق عقد إلزوإج وظهر محل‬
‫ابخملطوبة‪ ،‬ينسب للخاطب للش هبة ‪...‬‬
‫‪ 2‬إملادة ‪ :152‬أس باب حلوق إلنسب‬
‫‪ .1‬إلفرإش‬
‫‪ .2‬إلقرإر‬
‫‪ .3‬إلش هبة‬
‫‪ 3‬أابح إلسالم الاس تلحاق وحرم إلتبين‪ ،‬والاس تلحاق أن يظن إملس تلحق ظنا قواي بأن فالن ودله‪ ،‬حفينئذ حيق هل‬
‫إس تلحاقه به ويثبت نس به منه‪.‬‬
‫‪ 4‬حميي إدلين أبو زكراي إلنووي‪ ،‬إملهناج رشح حصيح مسمل بن إحلجاج‪ ،‬دإر إحياء إلرتإث إلعريب‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪ ،‬ج‪10‬‬
‫ص‪.39‬‬
‫‪59‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ومنه‪ ،‬فالحمل الناتج عن الوطء بشبهة يوجب إلحاق النسب وهذا ما قررته مدونة األسرة في‬
‫المادة ‪ ،1155‬وهذا بعد توفر الشروط التي وضعتها المدونة في المادة ‪ ،2156‬ومنه يمكن أن‬
‫نطرح تساؤال عن مستند مدونة األسرة في إثبات النسب الناتج عن الخطبة من الشرع‪.‬‬

‫֍مستند المدونة‬
‫اهتم اإلسالم بالطفولة مند لحظة الوالدة ‪-‬بل وقبلها‪ -‬وذلك ألن األوالد نعمة عظيمة وجليلة من‬
‫هللا الولد غير الشرعي يقطع نسبه‪ ،‬ومن ذلك الفقه المالكي والشافعي والحنبلي والظاهري‪،3‬‬
‫فإذا كان النظر محدودا وبشروط‪ ،‬وكانت الخلوة المنفردة محرمة نظرا لطبيعة العالقة التي تربط‬
‫الخاطب بالمخطوبة‪ ،‬والتي تسري عليها أحكام عالقة األجنبي باألجنبية‪ ،‬وأي معاشرة أو مباشرة‬
‫بينهما تعتبر غير شرعية‪ ،‬وال يترتب عليها أي لحوق‪.4‬‬
‫يقول األستاذ إبراهيم بحماني‪ ،‬معلقا على مضمون المادتين ‪ 6‬و‪ 7‬من مدونة األسرة‪" :‬ويفهم‬
‫من هاتين المادتين أن الخطبة ليست زواجا وهو ما نصت عليه سابقا مدونة األحوال الشخصية‬
‫في الفصل ‪ ،2‬ولكن هذه العبارة حذفت في مدونة األسرة‪ ،‬ورغم حذفها فإن المشرع لم يبح‬
‫للخطيبين االتصال جنسيا ببعضهما قبل عقد الزواج‪ ،‬ألن االتصال قبل العقد يعتبر زنا من‬
‫الناحية الشرعية"‪5‬؟‬

‫لم تتطرق مدونة األحوال الشخصية الملغاة إلى مسألة تنظيم الحمل الناتج عن الخطبة متأثرة‬
‫بذلك بالفقه اإلسالمي‪ ،‬ويتجلى هذا من خالل ما نصت عليه في المادة ‪ ،63‬وعلى هذا سار القضاء‬

‫‪ " 1‬يثبت إلنسب إلناجت عن إلش هبة جبميع إلوسائل إملقررة رشعا"‪.‬‬
‫‪ 2‬إملادة ‪ :156‬إذإ متت إخلطوبة‪ ،‬وحصل إلجياب وإلقبول وحالت ظروف قاهرة دون توثيق عقد إلزوإج وظهر محل‬
‫ابخملطوبة‪ ،‬ينسب للخاطب للش هبة إذإ توفرت إلرشوط إلتالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذإ إش هترت إخلطبة بني أرستهيام ووإفق ويل إلزوجة علهيا عند الاقتضاء‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذإ تبني أن إخملطوبة محلت أثناء إخلطبة‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذإ أقر إخلطيبان أن إمحلل مهنام‪.‬‬
‫‪ 3‬عيل بن أمحد بن سعيد بن حزم إلندليس إلقرطيب إلظاهري (إملتوىف‪456 :‬هـ) إحملىل ابلآاثر‪ ،‬مطبعة دإر إلفكر‪ ،‬ص‬
‫‪393:‬‬
‫‪ 4‬محمد بن أمحد إحلضييك‪ ،‬طبقات إحلضييك‪1189 ،‬ه‪1775 ،‬م‪ ،‬حتقيق محمد أمزكو‪ ،‬ص‪40/41 :‬‬
‫‪ 5‬إبرإهمي حبامين“ من أمه قرإرإت إجمللس إلعىل يف تطبيق مدونة إلرسة بشأن إخلطبة‪” ،‬عرض مقدم للندوة إجلهوية إلثانية‬
‫لذلكرى إمخلس ينية لنشاء إجمللس إلعىل إملقامة مبدينة مكناس‪ ،‬مارس ‪ 2007‬ص ‪51‬‬
‫‪ 6‬إملادة ‪:3‬‬
‫‪ -2‬إذإ حتقق إنعقاد إلزوجية لزم إلطرفني أحاكهما إلرشعية إملرتتبة عليه حني إنعقاده‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫المغربي وفي هذا ضياع لحق الطفل في لحوقه بنسب والده‪ ،‬وعلى هذا سار القضاء إلى غاية‬
‫تطبيق مدونة األسرة سنة ‪ ،2004‬فهذه األخيرة راعت مصلحة الطفل الفضلى بشكل إيجابي‪،‬‬
‫ويتضح ذلك في المادة ‪ 156‬كمت سبق وبينا‪ ،‬ومن المالحظ أنه وإن كانت المدونة قد نصت‬
‫على إثبات لحوق النسب الناتج عن الخطبة ووضعت شروطا لذلك‪" ،‬وهذه الشروط تخضع‬
‫لمعاينة بمقرر قضائي قابل للطعن من األطراف‪ ،‬أما إذا أنكر الخاطب أن الحمل منه ففي هذه‬
‫الحالة ولكي يثبت النسب البد من إثباته بجميع الوسائل الشرعية (الفراش‪ ،1‬القيافة‪ )...2‬التي‬
‫ُتكون عقيدة القاضي في إقرار النسب من عدمه بما في ذلك اللجوء للخبرة العلمية ‪ ،ADN3‬ومنه‬
‫يتبين لنا أن مدونة األسرة وضعت لرفع الحرج في حاالت قد ينعقد فيها العقد بتحقق أركانه‬
‫وشروطه ويتأخر أو يتعذر توثيقه لظروف قاهرة حالت دون ذلك‪ ،4‬وكل هذا بغية تحقيق مصلحة‬
‫الطفل الفضلى‬

‫خالصة‪:‬‬

‫إن الزواج آية تدل على عظمة مشرعه‪ ،‬نظمه فأحكم تنظيمه‪ ،‬ومهد له بمقدمة شرعية تحفظ‬
‫للطرفين حقوقا وتحميهما من الغرر واإلضرار‪ ،‬مقدمة الخطبة أو إظهار الرغبة في الزواج‪ ،‬وكانت‬
‫من الضروريات التي جاء بها اإلسالم مراعيا لها‪ ،‬وراسما طريق السلوك فيها‪ ،‬بقواعد حاكمة‪،‬‬
‫وضوابط مدبرة مديرة‪ ،‬تشمل واقع األحداث رغم امتدادها‪ ،‬ونوازل األحكام رغم تجددها‪ ،‬وكان‬

‫‪ -3‬إلوعد ابلزوإج وقرإءة إلفاحتة وإخلطبة ل تعترب عقدإ‪.‬‬


‫‪ 1‬إلفرإش‪:‬‬
‫‪ .1‬لغة‪ :‬يكىن به عن إملرأة‪ ،‬وإفرتش إليشء إنبسط‪ ،‬وإفرتشه وطئه‪( .‬خمتار إلصحاح مرجع سابق‪ ،‬ص‪.)274‬‬
‫‪ .2‬إصطالحا‪ :‬تس تعل لفادة معىن إلوطء‪( .‬خمتار إلصحاح‪ :‬ص‪.)210‬‬
‫‪ 2‬إلقيافة‪:‬‬
‫‪ .1‬لغة‪ :‬مصدر قاف مبعىن تتبع أثره ليعرفه‪ ،‬وإلقاف هو إذلي يتتبع إلاثر ويعرفها‪ ،‬ويعرف س به إلرجل‬
‫بأخيه وأبيه‪( ،‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق‪ :‬ج‪ ،9‬ص‪.204‬‬
‫‪ .2‬إصطالحا‪ :‬إلقائف هو إذلي يعرف إلنسب بفرإس ته ونظره إىل أعضاء إملولود‪( .‬عيل بن محمد إلس يد‬
‫إلرشيف إجلرجاين‪ ،‬معجم إلتعريفات‪ ،‬حتقيق محمد صديق إملنشاوي‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية ‪ -‬بريوت‪،‬‬
‫إلطبعة إلوىل ‪1403‬هـ‪1983 /‬م‪ ،‬ص‪)569‬‬
‫‪ 3‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلبنوة وإلنسب يف مدونة إلرسة – درإسة قانونية رشعية مقارنة‪ ،‬مطبعة إلنجاح إجلديد إدلإر إلبيضاء‪،‬‬
‫إلطبعة إلوىل ‪ ،2007‬ص‪.374‬‬
‫‪ 4‬محمد نعناعي‪" ،‬ضوإبط تكييف قضااي إخلطبة وإلزوإج"‪ ،‬جمةل قضااي إلرسة "سلسةل درإسات وأحباث"‪ ،‬إملركز إلوطين‬
‫لدلرإسات وإلعلوم إلقانونية‪ ،‬إلرابط‪ ،‬ط‪ ،2015‬ص‪.78‬‬
‫‪61‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أمر الخطبة في الشرع توطئة ألوثق آصرة‪ ،‬وأمثل عالقة‪ ،‬أال وهي الزواج‪ ،‬فجاء الفقه مفصال‬
‫لشتات أمورها‪ ،‬ومبينا لجوامع األحكام فيها‪ ،‬إال أنه استجد في األمر نوازل جديدة‪ ،‬شاع انتشارها‬
‫واستفحل أثرها‪ ،‬فتصدى لها العلماء الربانيون في فتاويهم‪ ،‬وأهل القانون في تقنيناتهم‬
‫وبحوثهم‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الزواج‬
‫‪63‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الزواج ميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة واأللفة بين الطرفين‪ ،‬فهو المؤسسة الوحيدة‬
‫التي تحقق الهدف األساسي من خلق اإلنسان وهو االستخالف‪ ،‬وقد أحكم الشارع تنظيمه‬
‫ووضع له مجموعة من الشروط واألركان‪ ،‬فما مفهوم الزواج في الشريعة ومدونة األسرة؟ وما‬
‫حكمه ومشروعيته؟ وما هي أركانه وشروطه؟ وما هي اآلثار المترتبة عنه؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكاليات قسمت هذا الفصل إلى أربع مباحث‪:‬‬

‫مفهوم الزواج ومشروعيته وحكمه وهو المبحث األول (تحته مطلبين)‪ ،‬أما المبحث الثاني‪:‬‬
‫فتطرقت فيه إلى أركان الزواج (تحته ثالثة مطالب)‪ ،‬وانتقلت للحديث عن شروط صحة عقد‬
‫الزواج في مدونة األسرة من خالل المبحث الثالث (تحته ست مطالب)‪ ،‬ثم آثار الزواج وهو‬
‫المبحث الرابع (وتحته مطلبين)‪.‬‬

‫إملبحث إلول‪ :‬مفهوم إلزوإج ومرشوعيته وحمكه‪.‬‬


‫إملطلب إلول‪ :‬تعريف إلزوإج لغة وإصطالحا‬
‫‪ .1‬تعريف إلزوإج لغة‪:‬‬
‫الزواج لغة‪ :‬االقتران واالختالط‪ ،1‬وجاء في جمهرة اللغة أن‪ :‬الزوج ضد الفرد‪ ،2‬قال ابن منظور‪:‬‬
‫الزوج‪ :‬خالف الفرد‪ ...‬ويقال هما زوجان لالثنين وهما زوج‪ ...‬قال الفراء‪ :‬وتزوج في بني فالن‪ :‬نكح‬
‫فيهم‪ ،‬وتزاوج القوم ازدوجوا‪ :‬وتزوج بعضهم بعضا‪ ،3‬ويقال زوج الشيء بالشيء وزوجه إليه‪:‬‬
‫‪4‬‬
‫‪﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫قرنه‪ ،‬وكل شيئين اقترن أحدهما باآلخر فهما زوجان‪ ،‬قال تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫أي قرناهم معا الرجل والمرأة‪ ،‬ويطلق لفظ الزواج على النكاح قال هللا تعالى‪  ﴿ :‬‬

‫‪ 1‬مجمع إللغة إلعربية ابلقاهرة (إبرإهمي مصطف ‪ /‬أمحد إلزايت ‪ /‬حامد عبد إلقادر ‪ /‬محمد إلنجار)‪ ،‬إملعجم إلوس يط‪ ،‬إلنارش‪:‬‬
‫دإر إدلعوة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪407‬‬
‫‪ 2‬محمد بن إحلسن بن دريد إلزدي أبو بكر ‪321‬هـ‪ ،‬مجهرة إللغة‪ ،‬إحملقق‪ :‬رمزي منري بعلبيك إلنارش‪ :‬دإر إلعمل للماليني ‪-‬‬
‫بريوت إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1987 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪.408‬‬
‫‪ 3‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب مرجع سابق‪ :‬ص‪292-291‬‬
‫‪[ 4‬سورة إدلخان‪ ،‬إلآية‪]51 :‬‬
‫‪64‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ ،1﴾ ‬أي أنكاحناك إياها‪ .2‬ويقال نكحتها ونكحت هي‪ :‬أي تزوجت‪ ،‬وأنكحته‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫زوجته‪ ،‬وهي ناكح‪ :‬أي ذات زوج‪ ،‬واستنكحها‪ :‬تزوجها‪.3‬‬

‫كما يطلق النكاح في اللغة على العقد ويأتي بمعنى الوطن قال األزهري‪" :‬وأصل النكاح في كالم‬
‫العرب‪ :‬الوطء‪ ،‬وقيل التزويج‪ :‬ألنه سبب الوطء‪.4‬‬

‫وقد اختلف الفقهاء في حقيقة النكاح على ثالثة أوجه هي‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬النكاح حقيقة في الوطء مجاز في العقد‪:‬‬

‫وهو رأي الحنفية وقول عند الشافعية"‪ ،5‬فمتى ورد النكاح في الشرع يراد به الوطء قال الرسول‬
‫صلى هللا‬

‫عليه وسلم‪" :‬ولدت من نكاح"‪ .6‬أي من وطء حالل‪ .‬وقال عليه الصالة والسالم فما يحل للرجل‬
‫من امرأته وهي حائض‪(( :‬أصنعوأ كل شيء أال ألنكاح))‪،7‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬النكاح حقيقة في العقد مجاز في الوطء‪:‬‬

‫وهو رأي الحنابلة والراجح عند الشافعة والمالكية‪ 8‬لكثرة وروده بمعنى العقد في الكتاب والسنة‪:‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلحزإب‪ ،‬إلآية‪]37 :‬‬


‫‪ 2‬عبد هللا بن محمود بن مودود إملوصيل‪ ،‬الاختيار لتعليل إخملتار‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد أبو دقيقة‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.81‬‬
‫‪ 3‬حميي إدلين أبو زكراي إلنووي‪ ،‬إملهناج رشح حصيح مسمل بن إحلجاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.187‬‬
‫‪ 4‬معر براكت بن إلس يد محمد براكت إلشايم إلبقاعي إمليك ‪ -‬أمحد بن إلنقيب شهاب إدلين أبو إلعباس‪ ،‬فيض إلهل إملاكل‬
‫يف حل ألفاظ معدة إلساكل وعدة إلناسك‪ ،‬إحملقق‪ :‬مصطف محمد عامرة‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1372 ،‬ه‪1952/‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.249‬‬
‫‪ 5‬محمد بن عيل بن محمد بن عبد هللا إلشواكين إلميين (إملتوىف‪1250 :‬هـ)‪ ،‬نيل إلوطار‪ ،‬حتقيق‪ :‬عصام إدلين إلصبابطي‬
‫إلنارش‪ :‬دإر إحلديث‪ ،‬مرص إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.227‬‬
‫‪ 6‬عبد هللا بن محمود بن مودود إملوصيل‪ ،‬الاختيار لتعليل إخملتار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.81‬‬
‫‪ 7‬مسمل بن إحلجاج أبو إحلسن إلقشريي إلنيسابوري (إملتوىف‪261 :‬هـ)‪ ،‬إملس ند إلصحيح إخملترص بنقل إلعدل عن إلعدل‬
‫إىل رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‪( ،‬حصيح مسمل)‪ ،‬ابب جوإز غسل رأس زوهجا وترجيهل وطهارة سؤرها والاتاكء يف‬
‫جحرها وقرإءة إلقرأآن فيه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.214‬‬
‫‪ 8‬عبد إلرمحن بن محمد عوض إجلزيري (إملتوىف‪1360 :‬هـ)‪ ،‬إلفقه عىل إملذإهب إلربعة‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬بريوت‬
‫‪ -‬لبنان إلطبعة‪ :‬إلثانية‪ 1424 ،‬هـ ‪ 2003 -‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.11‬‬
‫‪65‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫(فإن طلقها فال تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) البقرة ‪ ،230‬وقد وضح الرسول صلى‬
‫هللا عليه وسلم أن مراد هللا عز وجل بلفظ النكاح هنا الوطء ال العقد‪ ،‬ولصحة نفيه عن الوطء‬
‫يقال في الزنا سفاح ال نكاح‪ ،‬وصحة النفي دليل على أن النكاح مجاز في الوطء حقيقة في العقد‪.1‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬النكاح مشترك لفظي بين العقد والوطء‪ :‬وهو قول عند الشافعية‪.2‬‬

‫وتظهر فائدة الخالف بين الفقهاء؛ فيمن زنا بامرأة فإنها تحرم على والده وولده عند القائلين بأنه‬
‫حقيقة في الوطء مجاز في العقد كالحنفية‪ ،‬وال تحرم عليهما عند القائلين بأنه حقيقة في العقد‬
‫مجاز في الوطء كالشافعية والحنابلة والمالكية‪.‬‬

‫كما تظهر فيمن علق طالق زوجته على نكاح أخرى‪ ،‬فإنها تطلق بمجرد العقد على الثانية عند‬
‫الشافعية إال إذا نوى بلفظ النكاح الوطء‪ ،‬وال تمام عند الحنفية إال بالوطء‪.3‬‬

‫‪ .2‬إلزوإج إصطالحا‪:‬‬
‫لتحديد مفهوم الزواج في االصطالح البد أن نقف على تعريف الفقهاء له‪.‬‬

‫أ‪ .‬تعريف الحنفية‪:‬‬

‫"عقد يرد على ملك المتعة قصدا"‪.4‬‬

‫ومعنى وروده‪ :‬أي أنه عقد يفيد حكمه بحسب وضع الشارع ال وضع المتعاقدين وقولهم‬
‫"قصدا" خرج به ما يفيد ملك المتعة ضمنا كما لو اشترى جارية وللتسري بأن عقد نكاحها يفيد‬

‫‪1‬محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين إلشافعي (إملتوىف‪977 :‬هـ)‪ ،‬مغين إحملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ إملهناج‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر‬
‫إلكتب إلعلمية إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1415 ،‬هـ ‪1994 -‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.123‬‬
‫‪ 2‬حميي إدلين أبو زكراي إلنووي‪ ،‬إملهناج رشح حصيح مسمل بن إحلجاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.188‬‬
‫‪ 3‬زين إدلين بن إبرإهمي بن محمد‪ ،‬إملعروف اببن جنمي إملرصي (إملتوىف‪970 :‬هـ)‪ ،‬إلبحر إلرإئق رشح كزن إدلقائق‪ ،‬إلنارش‪:‬‬
‫دإر إلكتاب إلساليم إلطبعة‪ :‬إلثانية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪..82‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا بن أمحد بن محمود حافظ إدلين إلنسفي ‪710‬هـ‪" ،‬كزن إدلقائق"‪ :‬حتقيق أ‪.‬د‪ .‬سائد بكدإش‪ ،‬دإر إلبشائر‬
‫إلسالمية‪ ،‬إلطبعة إلوىل ‪1432‬هـ‪2001 /‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.251‬‬
‫‪66‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫حل وطئها ضمنا وهو ليس عقد نكاح‪ ،1‬فتمليك المتعة ال يتأتى إال بعقد النكاح الذي هو ما‬
‫االختصاص‪.‬‬

‫ب‪ .‬تعريف المالكية‪:‬‬

‫"عقد لحل تمتع بأنثى غير محرم أو مجوسية وأمة كتابية بصيغة لقادر محتاج أو راج نسال"‪.2‬‬

‫ومن أشهر تعريفات فقهاء المالكية وهو األكثر اعتمادا‪ ،‬تعريف ابن عرفة‪ ،‬وهو‪" :‬النكاح عقد على‬
‫مجرد متعة التلذذ بآدمية غير موجب قيمتها ببينة قبله‪ ،‬غير عالم عاقدها حرمتها إن حرمها‬
‫الكتاب على الجمهور أو االجماع على اآلخر"‪.3‬‬

‫فقوله‪:‬‬

‫عقد‪ :‬معناه فيه إيجاب وقبول من الجانبين يرتب التزامات بينهما‪.‬‬

‫مجرد متعة التلذذ بآدمية‪ :‬أي التمتع بأنثى من بني آدم‪ ،‬فيخرج عن هذا الكالم التمتع والتلذذ‬
‫بكائن حي آخر غير آدمي‪ ،‬ويخرج كذلك الزواج من نفس الجنس أو التلذذ بشيء مادي كالطعام‪.‬‬

‫غير موجب قيمتها‪ :‬خرج بهذا الكالم تحليل األمة إذا وقع ببينة‪ ،‬ويقصد بذلك ما ملكت األيمان‬
‫من اإليماء إذ أن األمة آدمية يتلذذ بها بدفع قيمتها بعقد بيع‪.‬‬

‫ببينة قبله‪ :‬البينة ما يوجبه النكاح من إشهاد وإعالن وخرج بذلك عن هذا المفهوم الزنا‪.‬‬

‫غير عالم عاقدها حرمتها‪ :‬خرج بهذا القيد العقد على امرأة محرمة بالكتاب كاألم واألخت والعمة‬
‫والخالة ‪...‬‬

‫‪ 1‬زين إدلين بن إبرإهمي بن محمد‪ ،‬إملعروف اببن جنمي إملرصي (إملتوىف‪970 :‬هـ)‪ ،‬إلبحر إلرإئق رشح كزن إدلقائق‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.82‬‬
‫‪ 2‬محمد أبو عبد هللا إلنصاري إلرصاع‪ ،‬رشح حدود إبن عرفة إملوسوم ب "إلهدإية إلاكفية لبيان حقائق إلمام إبن عرفة‬
‫إلوإفية"‪ :‬حتقيق محمد أبو إلجفان وإلطاهر إملعموري‪ ،‬دإر إلغرب إلساليم‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬إلطبعة إلوىل ‪1993‬م‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪205‬‬
‫‪ 3‬محمد أبو عبد هللا إلنصاري إلرصاع‪ ،‬رشح حدود إبن عرفة إملوسوم ب "إلهدإية إلاكفية لبيان حقائق إلمام إبن عرفة‬
‫إلوإفية"‪ :‬إملرجع إلسابق نفس إلصفحة‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أو االجماع على اآلخر‪ :‬أي ما حرمه اجماع العلماء‪.1‬‬

‫ت‪ .‬تعريف الشافعية‪:‬‬

‫"عقد يفيد إباحة وطء بلفظ إنكاح أو تزويج أو ترجمة"‪.2‬‬

‫ث‪ .‬تعريف الحنابلة‪:‬‬

‫"عقد التزويج‪ ،‬فعند إطالق لفظه ينصرف إليه ما لم يصرفه عنه دليل"‪.3‬‬

‫تعريف الزواج في االصطالح القانوني‪:‬‬

‫ج‪ .‬تعرف المدونة للزواج‪:‬‬

‫وقد عرفت مدونة األسرة في مادتها ‪ 4‬الزواج بأنه‪" :‬ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة‬
‫على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة برعاية الزوجين طبقا ألحكام‬
‫هذه المدونة"‪ ،‬ويالحظ أن هذا التعريف امتاز بمجموعة من الخصائص على تعريف مدونة‬
‫األحوال الشخصية الملغاة‪.‬‬

‫وهذه الخصائص‪:4‬‬

‫✓ اختيار مصطلح الزواج بدل لفظ النكاح‪.‬‬


‫✓ التعبير بميثاق وليس بالعقد‪ ،‬يدل على أهميته وتميزه عن العقود العادية انطالقا من‬
‫قوله تعالى‪( :‬واخذنا منكم ميثاقا غليظا)‬
‫✓ رضائية ميثاق الزواج‪ ،‬وهذا يدل على أنه ال إ كراه في الزواج‪.‬‬
‫✓ شرعية ميثاق الزوجية‪ ،‬وهذا يدل على عدم االعتراف بأي عالقة غير شرعية‪.‬‬
‫✓ الزواج ال يكون إال بين رجل وامرأة‪ ،‬وهذا يدل على رفض كل عالقة مثلية‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد أبو عبد هللا إلنصاري إلرصاع‪" ،‬إلهدإية إلاكفية لبيان حقائق إلمام إبن عرفة إلوإفية"‪ :‬مرجع سابق ج‪ ،3‬ص‪236‬‬
‫وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد بن أيب إلعباس أمحد بن محزة شهاب إدلين إلرميل (إملتوىف‪1004 :‬هـ)‪ ،‬هناية إحملتاج إىل رشح إملهناج‪ :‬إلنارش‪ :‬دإر‬
‫إلفكر‪ ،‬بريوت إلطبعة‪ :‬إلطبعة إلخرية ‪1404 -‬هـ‪1984/‬م‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.176‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا بن أمحد بن محمد بن قدإمة أبو محمد موفق إدلين إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل‪ ،‬إلشهري اببن قدإمة‬
‫إملقديس (إملتوىف‪620 :‬هـ)‪ ،‬كتاب "إملغين"‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.333‬‬
‫‪ 4‬إدلكتور عبد إلرحمي إلمني‪ ،‬دروس يف قانون إلرسة‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪68‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫✓ الزواج ميثاق على وجه الدوام‪ ،‬وهذا يدل على رفض أي عالقة زوجية مؤقتة‪.‬‬
‫✓ غاية الزواج اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬وليس غايته الشهوة والغريزة فقط‪.‬‬
‫في الزواج يتضمن خمس خصال‪" :‬يعرف الطرف‪ ،‬ويحصن الفرج‪ ،‬ويكثر النسل‪ ،‬ويبقي‬
‫الذكر‪ ،‬واألجر"‪ .1‬وقال ابن رشد في بيان عظمة الزواج ومقصد الشارع منه‪ " :‬فالنكاح الذي‬
‫هو الغشيان جبل هللا الخلق عليه بما ركب فيهم من الشهوات ليكون به من نسل حتى‬
‫يكمل ما قدره من الخلق"‪. 2‬‬
‫✓ القانون المطبق على مؤسسة الزواج هو مدونة األسرة‪ ،‬وتحيل هذه المدونة على‬
‫المذهب المالكي‪ ،‬واالجتهاد في إطاره في كل ما لم يرد فيه نص في المدونة‪.3‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬مرشوعية وحمك إلزوإج‪:‬‬


‫‪ .1‬مرشوعية إلزوإج‬
‫يستمد الزواج مشروعيته من الكتاب والسنه واالجماع والمعقول‪.‬‬

‫من القرآن الكريم‪:‬‬

‫قوله عز وجل‪           ﴿ :‬‬

‫‪. 4﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬في هذه اآلية توجيه من هللا عز وجل للناس بالزواج الطيب وفق طاقة اإلنسان‬
‫المادية والمعنوية‪.‬‬

‫‪ 1‬عيل بن محمد إلربعي‪ ،‬أبو إحلسن‪ ،‬إملعروف ابللخمي (إملتوىف‪ 478 :‬هـ)‪ ،‬إلتبرصة للخمي‪ ،‬درإسة وحتقيق‪ :‬إدلكتور أمحد‬
‫عبد إلكرمي جنيب إلنارش‪ :‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬قطر إلطبعة‪ :‬إلوىل‪ 1432 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‪ ،‬ج‪،4‬‬
‫ص‪.1777‬‬
‫‪ 2‬محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب أبو إلوليد (إملتوىف‪520 :‬هـ)‪ ،‬إملقدمات إملمهدإت‪ ،‬حتقيق‪ :‬إدلكتور محمد جحي إلنارش‪ :‬دإر‬
‫إلغرب إلساليم‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان إلطبعة‪ :‬إلوىل‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.452‬‬
‫‪( 3‬مدونة إلرسة إملادة ‪.400‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]3 :‬‬
‫‪69‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫قوله تعالى‪ ﴿ :‬‬


‫‪‬‬
‫‪.2﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬اآلية واضحة الداللة في الحث على الزواج بما فيه من استقرار وطمأنينة‪.‬‬

‫وقوله تعالى‪          ﴿ :‬‬

‫‪.3﴾ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬امتن هللا عز وجل على عباده بأن جعل لهم من أنفسهم أزواجا ورزقهم من أزواجهم‬
‫بنين وحفدة مما يدل على مشروعية الزواج‪.‬‬

‫من السنة‪:‬‬

‫عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪(( :‬يا معشر‬
‫ألشباب من أستطاع منكم ألباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فانه له وجاء))‪. 4‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬يحث الحديث الشريف الشباب القادر على مؤنة النكاح على الزواج‪ ،‬وخص الشباب‬
‫بالخطاب ألن الغالب وجود الداعي فيهم إلى النكاح بخالف الشيوخ‪ ،‬وإن كان المعنى معتبرا إذا‬
‫وجد السبب في الشيوخ والكهول أيضا‪.‬‬

‫عن سعد بن أبي وقاص قال‪(( :‬رد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على عثمان بن مظعون ألتبتل ولو‬
‫أذن له لختصينا))‪.5‬‬

‫وجه الداللة‪ :‬الحديث صريح الداللة في النهي عن التبتل واالنقطاع والعبادة‪ ،‬وأنه مناف لفطرة‬
‫اإلنسان ومغاير لدينه‪.‬‬

‫‪ 1‬إلآمي‪ :‬إلعزب اكن رجال أو إمرأة‪ .‬تزوج من قبل أو مل يزتوج‪.‬‬


‫‪[ 2‬سورة إلنور‪ ،‬إلآية‪]32 :‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلنحل‪ ،‬إلآية‪]72 :‬‬
‫‪ 4‬مسمل بن إحلجاج أبو إحلسن إلقشريي إلنيسابوري (إملتوىف‪261 :‬هـ)‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ابب إس تحباب‬
‫إلناكح ملن اتقت نفسه إليه‪ ،‬ووجد مؤنه‪ ،‬وإش تغال من جعز عن إملؤن ابلصوم‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1019‬‬
‫‪ 5‬محمد بن إسامعيل أبو عبد هللا إلبخاري إجلعفي‪ ،‬حصيح إلبخاري‪ ،‬ابب ما يكره من إلتبتل وإخلصاء‪ ،‬ص‪ ،4‬حديث رمق‬
‫‪.5073‬‬
‫‪70‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫من االجماع‪:‬‬

‫انعقد إجماع األمة على مشروعية النكاح حيث جاء في المغني قوله‪" :‬وأجمع المسلمون على‬
‫أن النكاح مشروع"‪.1‬‬

‫من المعقول‪:‬‬

‫شرع الزواج منذ عهد آدم عليه السالم لقوله تعالى‪     ﴿ :‬‬

‫‪.2﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪‬‬

‫‪ .2‬حمك إلزوإج‪:‬‬
‫يختلف حكم الزواج باختالف حاالت الناس‪ ،‬فهناك من الناس من تاقت نفسه للزواج لكن ال‬
‫يميل إلى النساء وهناك من يميل إليهن لكن نفسه ال تتوق إلى الزواج‪ ،‬ولهذا قال الفقهاء بأن‬
‫النكاح تعتريه األحكام الخمسة‪ :‬يقول ابن رشد في بيان حكم النكاح‪" :‬فأما حكم النكاح فقال‬
‫قوم‪ :‬هو مندوب إليه‪ ،‬وهم الجمهور‪ ،‬وقال أهل الظاهر‪ :‬هو واجب‪ ،‬وقالت المتأخرة من المالكية‪:‬‬
‫هو في حق بعض الناس واجب‪ ،‬وفي حق بعضهم مندوب إليه‪ ،‬وفي حق بعضهم مباح‪ ،‬وذلك‬
‫بحسب ما يخاف على نفسه العنت ‪ ...‬فأما من قال‪ :‬أنه في حق بعض الناس واجب‪ ،‬وفي حق‬
‫بعضهم مندوب إليه‪ ،‬وفي حق بعضهم مباح‪ ،‬فهو التفات إلى المصلحة‪ ،3‬وجاء في القوانين الفقهية‬
‫في مزيد بيان حكم النكاح قوله‪" :‬والنكاح على التفصيل ينقسم خمسه أقسام واجب‪ ،‬وهو لمن‬
‫قدر عليه بالمال وخاف على نفسه الزنا‪ ،‬ومستحب لمن قدر عليه ولم يخف على نفسه الزنا‪،‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن أمحد بن محمد بن قدإمة أبو محمد موفق إدلين إمجلاعييل إملقديس مث إدلمشقي إحلنبيل‪ ،‬إلشهري اببن قدإمة‬
‫إملقديس (إملتوىف‪620 :‬هـ)‪ ،‬كتاب "إملغين"‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.334‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]1 :‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.31‬‬
‫‪71‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وحرام هو لمن لم يقدر ولم يخف‪ ،‬ومكروه هو لمن لم يخف الزنا وخاف أن ال يقوم بحقوقه‪،‬‬
‫ومباح هو ما عدا ذلك"‪.1‬‬

‫إملطلب إلول‪ :‬تعريف إلعقد وإلركن وإلرشط (لغة وإصطالحا)‬


‫‪ .1‬إلعقد لغة وإصطالحا‪:‬‬
‫أ‪ .‬العقد لغة‬

‫تطلق مادة (عقد) في لسان العرب على معان كثيره قال ابن منظور‪[ :‬العقد نقيض الحل وعقد‬
‫يعقد عقدا وتعاقدا وعقده]‪ .‬ثم قال واعتقده كعقده وقال العقدة حجم العقد‪ ،‬والجمع عقد‪،‬‬
‫خيوط معقدة شدد للكثرة ويقال عقدت الحبل فهو معقود‪ ،‬وكذلك العهد‪ ،‬ومنه عقد النكاح‬
‫‪2‬‬
‫والجمع أعقاد وعقود وعقد‪.‬‬

‫ب‪ .‬العقد في االصطالح‪.‬‬

‫من يطلع على الكتب الفقهية يجد ان للعقد عند الفقهاء معنيان‪ ،‬معنى عام وآخر خاص‪.‬‬

‫المعنى العام للعقد‪.‬‬

‫هو كل تصرف ينشئ عنه حكم شرعي وهذا ظاهر في كتب المالكية والشافعية والحنابلة أ كثر‬
‫‪3‬‬
‫من كتب الحنفية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫والعقد بالمعنى العام ينظم جميع االلتزامات الشرعية وهو بهذا المعنى يرادف كلمة االلتزام‪،‬‬

‫‪ 1‬محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا‪ ،‬إبن جزي إللكيب إلغرانطي أبو إلقامس (إملتوىف‪741 :‬هـ)‪ ،‬إلقوإنني إلفقهية‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫بترصف‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد بن مكرم إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب ج ‪ 3‬ص ‪ 296‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬فتح إلقدير ج ‪ 5‬ص ‪4‬‬
‫‪ 4‬وهبة إلزحييل إلفقه إلساليم وأدلته‪ :‬ج ‪ 4‬ص ‪80‬‬

‫‪72‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫المعنى الخاص‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫"تعلق كالم أحد العاقدين باآلخر شرعا على وجه يظهر أثره في المحل"‬

‫‪ .2‬إلركن لغة وإصطالحا‬


‫أ‪ .‬الركن لغة‬

‫الركن‪ :‬ركن إلى الشيء و ركن يركن ويركن ركنا وركونا فيهما و ركرانة أي مال إليه وسكن و قال‬
‫بعضهم ركن يركن بفتح الكاف من الماضي و اآلتي و هو نادر‪ ،‬وركن الشيء‪ :‬جانبه األقوى‪،‬‬
‫والركن‪ :‬الناحية القوية وما تقوى به من ملك وجند وغيره والجمع أركان أو أركن‪ ،‬وركن اإلنسان‬
‫‪2‬‬
‫قوته وشدته ‪ ،‬وكذلك ركن الجبل أو القصر هو جانبه وركن الرجل قومه وعدده ومادته‪.‬‬

‫ب‪ .‬الركن اصطالحا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫عند الحنفية‪ :‬الركن ما كان جزء الماهية وان لزم هنا أن يكون فرضا‪.‬‬

‫فالركن عندهم ما توقف عليه وجود الشيء وكان جزء منه‪.‬‬

‫عند الجمهور‪ :‬ما به قوام الشيء ووجوده ال يتحقق إال به‪ ،‬أو ما ال بد منه‪ ،‬وبعبارتهم الشهيرة‪ ،‬هو‬
‫ما ال توجد الماهية الشرعية إال به‪ ،4‬أو ما تتوقف عليه حقيقة الشيء سواء أ كان جزءا منه أو‬
‫خارجا عنه‪.5‬‬

‫‪ .3‬إلرشط لغة وإصطالحا‬


‫أ‪ .‬الشرط لغة‪.‬‬

‫يك‪:‬‬ ‫ش ْر ًطا‪َ .‬و َّ‬


‫الش َر ُط بِال َّت ْ‬
‫حر ِ ِ‬ ‫ش َر َط ل ِْأل َ ِجير ِ يَ ْش ُر ُط َ‬
‫ش َر َط لَ ُه ِفي َض ْي َع ِت ِه يَ ْشر ِ ُط َو يَ ْش ُر ُط‪َ ،‬و َ‬
‫الشرط لغة‪َ :‬و َ‬

‫يل ا ْل َعزِيزِ‪َ :‬ف َقدْ َ‬ ‫اط الس َ َ‬ ‫اط‪َ .‬وأ َ ْش َر ُ‬‫ج ْم ُع أ َ ْش َر ٌ‬


‫ا ْل َع َال َم ُة‪َ ،‬وا ْل َ‬
‫جا َء‬ ‫اعةِ‪ :‬أ ْع َال ُم َها‪َ ،‬و ُه َو مِ ْنهُ‪َ .‬و ِفي ال َّت ْنز ِ ِ‬ ‫َّ‬

‫‪ 1‬إلعناية هبامش فتح إلقدير ‪5/74‬‬


‫‪ 2‬لسان إلعرب لبن منظور ج ‪ 13‬ص ‪.185‬‬
‫‪ 3‬محمد إمني إلشهري اببن عابدين‪ ،‬رد إخملتار عىل إدلر إخملتار رشح تنوير إلبصار عامل إلكتب‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪203‬‬
‫‪ 4‬محمد عليش‪ ،‬مكح إجلليل‪ :‬رشح عىل خمترص س يدي خليل‪ ،‬دإر إلفكر للطباعة وإلنرش وإلتوزيع‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.121‬‬
‫‪ 5‬وهبة إلزجيليي إلفقه الاساليم وأدلته ج ‪ 9‬ص ‪622‬‬
‫‪73‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫َّاس بَ ْي َن ُه ْم‪َ .‬وأ َ ْش َر َط َطائِ َف ًة مِ ْن إِبِلِ ِه َو َغ َنمِ هِ‪َ :‬ع َزلَ َها‬ ‫اط‪ :‬ا ْل َع َال َم ُة الَّتِي َي ْ‬
‫ج َع ُل َها الن ُ‬ ‫اط َها‪َ .‬و ِاال ْش ِت َر ُ‬ ‫أ َ ْش َر ُ‬
‫َوأ َ ْعلَ َم أ َن َّ َها لِ ْل َب ْيع‪.1‬‬

‫ب‪ .‬الشرط اصطالحا‪.‬‬

‫اختلف الفقهاء في تعريفهم في الشرط‪.‬‬

‫عند األحناف‪ :‬الشرط ما يتوقف عليه وجود الشيء ولم يكن داخال فيه‪ ،‬وقيل يلزم من انتقائه‬
‫وانتقاء المشروط‪ ،‬وقال السرخسي في "اصوله" الحكم يضاف الى الشرط وجودا عنده ال به‪.2‬‬

‫عند الجمهور‪ :‬هو ما يلزم من عدمه العدم وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته وال يشتمل‬
‫‪3‬‬
‫على شيء من المناسبة في ذاته بل في غيره‪.‬‬

‫֍الفرق بين الركن والشرط‪.‬‬

‫فعلى هذا كل ركن شرط يعني يلزم من وجوده (الركن) وجود الشرط وال يلزم من انتقاء الركن‬
‫وجود الشرط وال يلزم من إنتقاء الركن انتقاء الشرط‪ ،‬وكذا يلزم من وجود العام ووجود الخاص‬
‫وال يلزم من عدم العام وعدم الخاص واألعم واألخص عدم على العكس يلزم من عدم األعم‬
‫وعدم األخص‪.4‬‬

‫يتفق الركن والشرط في أن كال منهما يتوقف عليه وجود الشيء إال أن الركن يتوقف عليه وجود‬
‫الشيء من عدمه بمعنى أنه إذا لم يوجد الركن لم يوجد الشيء أصال‪ ،‬ألن الركن يدخل في حقيقة‬
‫الشيء‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬الركوع ركن من الصالة‪ ،‬اي جزء من حقيقتها فان لم يوجد الركوع ال توجد‬
‫الصالة فهي كعدمها‪.5‬‬

‫‪ 1‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬ج‪ ،3‬مادة رشط‪ ،‬ص‪499‬‬


‫‪ 2‬بدر إدلين إلعيين كتاب إلنيابة رشح إلهدإية إجلزء إلثاين ص ‪.117‬‬
‫‪ 3‬أمحد بن إدريس بن عبد إلرمحن إملاليك شهاب إدلين أبو إلعباس إلشهري ابلقرإيف (إملتوىف‪684 :‬هـ)‪ ،‬إلفروق إملوسوم أنوإر‬
‫إلربوق يف أنوإء إلفروق‪ ،‬إلنارش‪ :‬عامل إلكتب‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.62‬‬
‫‪ 4‬أمحد بن إدريس بن عبد إلرحامن‪ ،‬أيب إلعباس شهاد إدلين إلصهنايج إملرصي إلقرإيف ‪684‬ه‪ ،‬نفائس إلصول يف رشح‬
‫إحملصول‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد عبد إلقادر عطا‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية – بريوت – لبنان‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.330‬‬
‫‪ 5‬أيب معرو إحلسيين بن معر بن حسن‪ ،‬إملدإخل إلصولية لالس تنباط من إلس نة إلنبوية‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية – بريوت‬
‫– لبنان‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪74‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أما الشرط فيتوقف عليه وجود الشيء صحيحا‪ ،‬وهذا يعني إمكانية وجود الشيء مع تخلف‬
‫شرطه ولكنه غير صحيح وذلك ألن الشرط خارج عن حقيقة هذا الشيء‪ ،‬مثال‪ :‬الطهارة بالنسبة‬
‫للصالة فهي شرط وليست ركنا‪ ،‬أي ليست جزءا من حقيقتها وماهيتها‪ ،‬وبذلك يكون الركن أصال‬
‫من اصول الشيء اما الشرط فانه يعد وصفا من أوصافه‪.1‬‬

‫فعند األحناف‪ :‬إن اختل ركن من أركان العقد أدى إلى بطالن ذلك العقد‪ ،‬أما إذا تخلف شرط‬
‫من شروطه أدى إلى فساده‪.2‬‬

‫أما الجمهور‪ :‬فيرون بطالن العقد سواء اختل ركن من األركان أو شرط من الشروط‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الزواج في الفقه االسالمي‪:‬‬

‫اختلف العلماء حول أركان الزواج وذلك الختالف مذاهبهم واتفقوا في بعضها فأركان الزواج عند‪:‬‬

‫و ركن واحد فقط وهو االيجاب والقبول (الصيغة) الدالة على الرضا المعبر عنه باإليجاب من أحد‬
‫العاقدين والقبول من الطرف األخر وأما عدا ذلك فهي شروط لعقد الزواج‪.4‬‬

‫المالكية‪ :‬وهي أربعة أركان ولي وصداق ومحل وصيغة‪ ،‬يقول شيخ خليل "وركنه ولي وصداق‬
‫ومحل وصيغة"‪.5‬‬

‫ويقول ابن عاصم في تحفته‪:‬‬

‫والمهر والصيغة زوجان *** ثم الولي جملة األركان‪.6‬‬

‫‪ 1‬محمد مب محمد‪ ،‬أيب حامد إلغزإيل ‪505‬ه‪ ،‬إلوس يط يف إملذهب‪ ،‬حققه وعلق عليه أيب معرو إحلسيين بن معر بن حسن‪،‬‬
‫دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.416‬‬
‫‪ 2‬أمحد محمد إخلليفي‪ ،‬عقود إلزوإج إلفاسدة يف إلسالم‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ 3‬إملرجع إلسابق‪ ،‬نفس إلصفحة‬
‫‪ 4‬عالء إدلين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد إلاكساين إحلنفي (إملتوىف‪587 :‬هـ)‪ ،‬بدإئع إلضائع يف ترتيب إلرشإئع‪ ،‬إلنارش‪:‬‬
‫دإر إلكتب إلعلمية إلطبعة‪ :‬إلثانية‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.365‬‬
‫‪ 5‬خليل بن إحساق بن موىس‪ ،‬ضياء إدلين إجلندي إملاليك إملرصي ‪776‬ه‪ ،‬خمترص خليل‪ ،‬دإر إحلديث – إلقاهرة‪ ،‬إلطبعة‬
‫إلوىل‪1426 ،‬ه‪2005/‬م‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ 6‬محمد بن محمد بن محمد‪ ،‬أبو بكر إبن عامص إلقييس إلغرانطي ‪729‬ه‪ ،‬حتفة َّ‬
‫إحلاكم يف نكت إلعقود وإلحاكم‪ ،‬إحملقق‪ :‬محمد‬
‫عبد إلسالم محمد‪ ،‬دإر إلآفاق إلعربية‪ ،‬إلقاهرة‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪1423 ،‬ه‪2011/‬م‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪75‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الشافعية‪ :‬وهي خمسة أركان‪ ،‬زوج وزوجة وولي وصيغة وشاهدان‪ 1،‬ومن الشافعية من ال يعتبر‬
‫الشاهدين من األركان‪ ،‬ومنهم اإلمام الغزالي ‪ ،505‬يقول "والشاهدين ليس ركنا ولكن تساهلنا‬
‫‪3‬‬
‫بتسميتها ركنا"‪ 2‬وذلك بخروجهم عن الماهية‪.‬‬

‫الحنابلة‪ :‬الزوجان الخاليان من الموانع‪ ،‬واإليجاب والقبول ألن ماهية النكاح مركبة منهما و‬
‫‪4‬‬
‫متوقفة عليها‪ ،‬و ال ينعقد النكاح إال بهما مرتين‪.‬‬

‫يقول الشيباني رحمه هللا " ومن شرائط عقد النكاح‪ :‬الولي والشهود والكفاءة والخلو من الموانع‬
‫‪5‬‬
‫وأركانه‪ :‬اإليجاب والقبول‪:‬‬

‫‪ .1‬إلجياب وإلقبول‪:‬‬
‫أ‪ .‬الصيغة‪:‬‬

‫اتفق الفقهاء عل أن النكاح ينعقد بلفظي اإلنكاح والتزوج‪ ،‬وهما اللفظان الصريحان في‬
‫‪6‬‬
‫النكاح‪ .‬واقتصر الشافعية والحنابلة عل ذلك فال ينعقد عندهم النكاح بغير هذين اللفظين‬

‫قالوا‪ :‬ألن نص الكتاب ورد بهما وذلك في قوله تعالى ﴿‪     ‬‬

‫‪ ،8﴾‬ولم‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ،7﴾ ‬وقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬محمد إلرشبيين‪ .‬إخلطيب‪ ،‬مغين إحملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ إملهناج‪ ،‬ج ‪ 4‬ص ‪337‬‬
‫‪ 2‬محمد بن محمد إلغزإيل إلطويس أبو حامد (إملتوىف‪505 :‬هـ)‪ ،‬إلوس يط يف إملذهب‪ ،‬إحملقق‪ :‬أمحد محمود إبرإهمي‪ ،‬محمد محمد‬
‫اتمر إلنارش‪ :‬دإر إلسالم ‪ -‬إلقاهرة إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1417 ،‬ه‪ .‬إلوس يط ج ‪ 3‬ص ‪135‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين‪ ،‬مغين إحملتاج إىل معرفة معاين ألفاظ إملهناج مرجع سابق‪ ،‬ج ‪ 4‬ص ‪337‬‬
‫‪ 4‬منصور بن يونس بن صالح إدلين إبن حسن بن إدريس إلهبوىت إحلنبىل (إملتوىف‪1051 :‬هـ)‪ ،‬كشاف إلقناع عن منت‬
‫إلقناع‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ 5‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 5‬أمحد إحملفوظ بن أمحد بن إحلسن إللكوذإين أبو إخلطاب‪ ،‬إلهدإية عىل مذهب الامام أيب عبد هللا أمحد بن حنبل‬
‫إلشيباين‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد إللطيف مهمي‪ /‬ماهر ايسني إلفحل‪ ،‬ص ‪384‬‬
‫‪ 6‬محمد بن عبد إلوإحد إلس يوإيس كامل إدلين إملعروف اببن إهلامم ‪861‬ه‪ ،‬فتح إلقدير‪ ،‬دإر إلفكر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.193‬‬
‫‪[ 7‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]22 :‬‬
‫‪[ 8‬سورة إلحزإب‪ ،‬إلآية‪]37 :‬‬
‫‪76‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يذكر سواهما في القرآن الكريم‪ ،‬فوجب الوقوف معهما تعبدا واحتياطا‪ ).. .( .1‬أما الحنفية‬
‫والمالكية فقد أجازوا عقد النكاح بما يدل عليه كناية في الجملة‪ ،‬وقسموا األلفاظ من حيث ما‬
‫ينعقد به النكاح منها‪ ،‬وما ال ينعقد به منها إلى أربعة أقسام‪ ،‬إال أن لكل مذهب اتجاهه‪.‬‬

‫قال الحنفية‪ :‬كما ينعقد النكاح باللفظ الصريح وهو اإلنكاح والتزويج ينعقد بألفاظ الكناية‪،2‬‬
‫وقسموا هذه األلفاظ إلى أربعة أقسام‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬ال خالف في االنعقاد به في المذهب‪ ،‬بل الخالف من خارج المذهب‪ ،‬وهو ما سوى‬
‫لفظي النكاح والتزويج‪ ،‬من لفظ الهبة والصدقة والتمليك والجعل‪.3‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬وفيه خالف في المذهب‪ ،‬والصحيح االنعقاد به‪ ،‬وهو لفظ البيع‪.4‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬ما فيه خالف‪ ،‬والصحيح عدم االنعقاد به‪ ،‬وذلك لفظ اإلجارة فال ينعقد النكاح‬
‫بلفظ اإلجارة في الصحيح‪ ،‬وال يصح النكاح بلفظ الوصية‪ ،‬ألنها توجب الملك مضافا إلى ما بعد‬
‫الموت‪.5‬‬

‫القسم الرابع‪ :‬وهو ما ال خالف في عدم االنعقاد به‪ ،‬وهو لفظ اإلباحة واإلحالل واإلعارة والرهن‬
‫والتمتع‪ ،‬وذلك لعدم تمليك المتعة في كل منها‪ ،‬أي أن كل لفظ من هذه األلفاظ ليس بسبب‬
‫لملك المتعة‪.‬‬

‫وقسم المالكية األلفاظ بالنسبة للنكاح إلى أربعة أقسام‪:‬‬

‫األول‪ :‬ما ينعقد به النكاح مطلقا‪ ،‬سواء سمى صداقا أو ال‪ ،‬وهو‪ :‬أنكحت وزوجت‪.6‬‬

‫الثاني‪ :‬ما ينعقد به النكاح إن سمى صداقا وإال فال‪ ،‬وهو لفظ وهبت‪.7‬‬

‫‪ 1‬محمد بن أمحد إخلطيب إلرشبيين مغين إحملتاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪.172‬‬
‫‪ 2‬محمود بن أمحد بن مازة أيب إملعايل‪/‬إملرغيناين إذلخرية إلربهانية‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪207‬‬
‫‪ 3‬محمد بن عبد إلوإحد إلس يوإيس كامل إدلين إملعروف اببن إهلامم ‪861‬ه‪ ،‬فتح إلقدير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.193‬‬
‫‪ 4‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ص‪.194‬‬
‫‪ 5‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.196‬‬
‫‪ 6‬عامثن بن معر بن أيب بكر بن يونس‪ ،‬أبو معرو جامل إدلين إبن إحلاجب إلكردي إملاليك ‪646‬ه‪ ،‬جامع إلهمات‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫أبو عبد إلرمحن إلخرض إلخرضي‪ ،‬إلاميمة للطباعة وإلنرش وإلتوزيع‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1421 ،‬ه‪2000/‬م‪ ،‬ص‪.225‬‬
‫‪ 7‬محمود بن أمحد بن مازة أيب إملعايل‪/‬إملرغيناين إذلخرية إلربهانية‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪208‬‬
‫‪77‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الثالث‪ :‬ما فيه التردد بين انعقاد النكاح به وعدم انعقاده‪ ،‬وهو كل لفظ يقتضي البقاء‬

‫مدة الحياة مثل بعت‪ ،‬وملكت وأحللت‪ ،‬واعطيت ومنحت‪.1‬‬

‫الرابع‪ :‬ما ال ينعقد به اتفاقا مطلقا‪ ،‬وهو كل لفظ ال يقتضي البقاء مدة الحياة كالحبس واإلجارة‬
‫والعارية‪.2‬‬

‫ب‪ .‬شروط الصيغة‪:‬‬


‫▪ يشترط في الصيغة بعض الشروط وهي كاآلتي‪:‬‬
‫▪ أن يكون اإليجاب والقبول في مجلس واحد‪.‬‬
‫▪ أال يخالف القبول اإليجاب‪.‬‬
‫▪ أن تكون الصيغة مسموعة للعاقدين‪.‬‬
‫▪ أال يكون اللفظ مؤقتا بوقت كشهر‪ ،‬وهو نكاح المتعة‪.‬‬
‫▪ اإلطالق وعدم التقييد بشرط‪.3‬‬

‫‪ .2‬إلويل‬
‫أ‪ .‬تعريفه‪:‬‬

‫لغة‪ :‬الولي هو الناصر‪ ،‬وقيل‪ :‬المتولي ألمور العالم والقائم بها(‪ )..‬الوالية‪ ،‬بالكسر السلطان‪ ،‬و‬
‫الوالية و الوالية النصرة‪ )...( ،‬والولي‪ :‬ولي اليتيم الذي يلي أمره و يقوم بكفايته ‪ .‬وولي المرأة‪ :‬الذي‬
‫يلي عقد النكاح عليها وال يدعها تستبد بعقد النكاح دونه‪.4‬‬

‫اصطالحا‪ :‬هي القدرة على التصرف أو هي‪ :‬تنفيذ القول عل الغير‪.5‬‬

‫ب‪ .‬شروط الوالية في النكاح‪:‬‬

‫‪ 1‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ص‪.210‬‬


‫‪ 2‬محمد بن أمحد بن عرفة إدلسويق إملاليك ‪1230‬ه‪ ،‬حاش ية إدلسويق عىل إلرشح إلكبري‪ ،‬دإر إلفكر‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.221‬‬
‫‪ 3‬وهبة بن مصطف إلزحييل‪ ،‬أس تاذ ورئيس قسم إلفقه إلساليم وأصوهل جبامعة دمشق‪ ،‬لكية إلرشيعة‪ ،‬إلفقه إلساليم‬
‫وأدلته‪ ،‬دإر إلفكر‪ -‬سوراي ‪ -‬دمشق‪ ،‬إلطبعة إلرإبعة‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪90‬‬
‫‪ 4‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،15‬ص‪.475‬‬
‫‪ 5‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬ج‪ ،17‬ص‪.300‬‬
‫‪78‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫شروط صحة الوالية في النكاح خمسة‪ ،‬وهي‪ :‬الذكورة‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬والعقل‪ ،‬والحرية‪ ،‬واإلسالم‪.1‬‬

‫وليست العدالة وال الرشد في المال بشرط في صحتها‪ .‬فإن زوج الفاسق أو السفيه‪ ،‬وهما ذوا رأي‪،‬‬
‫مضى النكاح‪ ،‬وإن كان االختيار أن يكون عدال رشيدا‪.2‬‬

‫ت‪ .‬ترتيب االولياء وأصنافهم‪:‬‬

‫ت‪ .1.‬تريب األولياء عند المالكية‪:‬‬

‫تقدم القرابة (‪ )...‬ثم الوالء‪ ،‬ثم التولية‪ ،‬والمقدم من األقارب اإلبن‪ ،‬ثم ابنه وان سفل‪ ،‬ثم األب‬
‫(‪ )...‬ثم بعدهما األخ‪ ،‬ثم ابنه وإن سفل‪ ،‬ثم الجد‪ .‬وقال المغيرة‪ :‬الجد وأبوه أولى من األخ‬
‫وابنه‪ ،‬ثم العم‪ ،‬ثم ابنه على ترتيبهم في عصوبة اإلرث‪.3‬‬

‫ت‪ .2.‬ترتيب األولياء عند األحناف‪:‬‬

‫والولي العصبة عل ترتيبهم في اإلرث والحجب‪ ،‬ثم مولى العتاقة‪ .‬ولألم وأقاربها التزويج‪ ،‬ثم مولى‬
‫المواالة‪ ،‬ثم القاضي‪.4‬‬

‫ت‪ .3.‬ترتيب األولياء عند الحنابلة‪:‬‬

‫يقدم أبو المرأة ثم وصيه‪ ،‬ثم جدها ألب وإن عال‪ ،‬ثم ابنها ثم بنوه وإن نزلوا ثم أخوها ألبوين‬

‫ثم ألب ثم بنوهما كذلك‪ ،‬ثم عمها ألبوين ثم ألب ثم بنوها كذلك‪ ،‬ثم أقرب عصبة نسبا كاإلرث‪،‬‬
‫ثم المولى المنعم‪ ،‬ثم أقرب عصبته نسبا ثم والء ثم السلطان‪ ،‬فإن عضل األقرب أو لم يكن أهال‪،‬‬

‫‪ 1‬محمد نووي بن معر إجلاوي ‪ -‬محمد بن إلقامس إلغزي ‪ -‬أمحد بن إحلسني إلصفهاين أبو جشاع‪ ،‬قوت إحلبيب إلغريب‬
‫توش يح عىل فتح إلقريب إجمليب رشح غاية إلتقريب‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد عبد إلعزيز إخلادلي‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪،‬‬
‫‪1418‬ه‪1998 /‬م‪ ،‬ص‪.380‬‬
‫‪ 2‬أبو إلوليد محمد بن أمحد بن رشد إلقرطيب ‪520‬ه‪ ،‬إلبيان وإلتحصيل وإلرشح وإلتوجيه وإلتعليل ملسائل إملس تخرجة‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬د محمد جحي وأآخرون‪ ،‬دإر إلغرب إلساليم‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬إلطبعة‪ :‬إلثانية‪1408 ،‬هـ ‪1988/‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.108‬‬
‫‪ 3‬أبو محمد جالل إدلين عبد هللا بن جنم بن شاس بن نزإر إجلدإيم إلسعدي إملاليك ‪ 616‬ه‪ ،‬عقد إجلوإهر إلمثينة يف‬
‫مذهب عامل إملدينة‪ ،‬حتقيق‪ :‬محيد بن محمد محلر‪ ،‬دإر إلغرب إلساليم‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1423 ،‬ه‪2003/‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.240‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا بن محمود بن مودود إملوصيل إلبدليح ‪683‬ه‪ ،‬الاختيار لتعليل إخملتار‪ ،‬مطبعة إحلليب ‪ -‬إلقاهرة (وصورهتا دإر‬
‫إلكتب إلعلمية‪ -‬بريوت‪ ،‬وغريها)‪1356 ،‬ه‪1937،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪..95‬‬
‫‪79‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أو غاب غيبة متقطعة ال تقطع إال بكلفة ومشقة زوج األبعد‪.1‬‬
‫ت‪ .4.‬ترتيب األولياء في المذهب الشافعي‪:‬‬

‫تقدم جهة القرابة‪ ،‬ثم الوالء‪ ،‬ثم السلطنة‪ .‬ويقدم من القرابة األب‪ ،‬ثم أبوه‪ ،‬إلى حيث ينتهي‪،‬‬
‫ثم األخ من األبوين‪ ،‬أو من األب‪ ،‬ثم ابنه وإن سفل‪ ،‬ثم العم من األبوين‪ ،‬أو من األب‪ ،‬ثم ابنه وإن‬
‫سفل‪ ،‬ثم سائر العصبات‪ .‬والترتيب في التزويج‪ ،‬كالترغيب في اإلرث‪.2‬‬

‫ومنه تقدم البنوة عل األبوة عند الحنفية والمالكية‪ ،‬وتقدم األبوة عل البنوة عند الحنابلة‪ ،‬وليس‬
‫لألبناء والية عند الشافعية‪.‬‬

‫ث‪ .‬االختالف حول ركنية الولي‪:‬‬

‫اختلف العلماء حول ركنية الولي‪ ،‬يقول ابن رشد رحمه هللا‪" :‬وسبب اختالفهم أنه لم تأت‬

‫آية وال سنة هي ظاهرة في اشتراط الوالية في النكاح‪ ،‬فضال عن أن يكون في ذلك نص‪،‬‬

‫بل اآليات والسنن التي جرت العادة باالحتجاج بها عند من يشترطها هي كلها محتملة‪،‬‬

‫وكذلك اآليات والسنن التي يحتج بها من يشترط إسقاطها هي أيضا محتملة في ذلك‪،‬‬

‫واألحاديث مع كونها محتملة في ألفاظها مختلف في صحتها إال حديث ابن عباس‪ ،‬وإن كان‬

‫المسقط لها ليس عليه دليل‪ ،‬ألن األصل براءة الذمة"‪ .3‬فانقسمت أقوالهم إلى قولين‪:‬‬

‫ث‪ .1.‬القول بركنية الولي‪ :‬وهم الجمهور‬

‫֍أدلتهم من القرآن‪:‬‬

‫‪ 1‬عبد إلكرمي بن محمد إلالمح‪ ،‬إملطلع عىل دقائق زإد إملستنقع «فقه إلرسة» دإر كنوز إشبيليا للنرش وإلتوزيع‪ ،‬إلرايض ‪-‬‬
‫إململكة إلعربية إلسعودية‪ ،‬إلطبعة‪ :‬إلوىل‪ 1431 ،‬ه ‪ 2010-‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.182‬‬
‫‪ 2‬حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين ‪ ،‬روضة إلطالبني ومعدة إملفتني‪676( ،‬ه)‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهري إلشاوش‪ ،‬إملكتب‬
‫إلساليم‪ ،‬بريوت‪ -‬دمشق‪ -‬عامن‪ ،‬إلطبعة‪ :‬إلثالثة‪1412‬ه‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪59‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن محمد بن أمحد بن رشد أبو إلوليد إلقرطيب إلشهري اببن رشد إحلفيد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد(‪595‬ه)‪،‬‬
‫دإر إحلدث ‪ -‬إلقاهرة‪ 2004- •1425 ،‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.36‬‬
‫‪80‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫• قوله تعالى‪           ﴿ :‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪.1﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫عن يونس بن عبيد عن الحسن‪ ،‬في قول هللا عز وجل‪   ﴿ :‬‬

‫‪ ،2﴾ ‬قال‪ :‬حدثني معقل بن يسار المزني أنها نزلت فيه قال‪ " :‬كنت زوجت أختا لي من‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫رجل‪ ،‬فطلقها حتى إذا انقضت عدتها جاء‪ ،‬فخطبها‪ ،‬فقلت له‪ :‬زوجتك وأفرشتك وأ كرمتك‪،‬‬
‫فطلقتها‪ ،‬ثم جئت تخطبها‪ ،‬ال وهللا ال تعود إليها أبدا قال‪ :‬وكان رجال ال بأس به وكانت امرأته تريد‬
‫أن ترجع إليه قال‪ :‬فأنزل هللا عز وجل هذه األية‪ ،‬فقلت‪ :‬اآلن أفعل يا رسول هللا فزوجتها إياه"‪.3‬‬
‫قال ابن حجر‪" :‬هذا أصرح دليل على اعتبار الولي‪ ،‬وإال لما كان لعضله معنى‪ ،‬وألنها لو كان لها‬
‫أن تزوج نفسها لم تحتج إلى أخيها‪ ،‬ومن كان أمره إليه ال يقال إن غيره منعه منه"‪.4‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ .5﴾ ‬وقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫• قوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫‪           ‬‬

‫‪.6﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ووجه االستدالل باآليتين أن هللا عز وجل خاطب بالنكاح النساء ولم يخاطب به النساء‪.‬‬

‫֍أدلتهم من السنة النبوية الشريفة‪:‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]230 :‬‬


‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]230 :‬‬
‫‪ 3‬أمحد بن إحلسني بن عيل بن موىس إخلرس وجردي إخلرساين أبو بكر إلبهيقي (‪458‬ه)‪ ،‬إلسنن إلكربى‪ ،‬ابب ما جاء يف‬
‫عضل إلويل وإملرأة تدعو إىل كفاءة‪ ،‬رمق ‪ ،13790‬ج‪ ،7‬ص‪.223‬‬
‫‪ 4‬أمحد بن عيل بن جحر أبو إلفضل إلعسقالين إلشافعي‪ ،‬فتح إلباري رشح حصيح إلبخاري‪ ،‬دإر إملعرفة ‪-‬بريوت‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫ص‪.187‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]219 :‬‬
‫‪[ 6‬سورة إلنور‪ ،‬إلآية‪]32 :‬‬
‫‪81‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫عن أبي موسى‪ ،‬أن النبي ﷺ قال‪(( :‬ال نكاح أال بولي))‪.1‬‬

‫عن عائشة أن رسول هللا ﷺ قال‪(( :‬أيما أمرأة نكحت بغير أذن وليها فنكاحها باطل‪ ،‬فنكاحها باطل‪،‬‬
‫فنكاحها باطل‪ ،‬فان دخل بها فلها ألمهر بما أستحل من فرجها‪ ،‬فان أشتجروأ فالسلطان ولي من ال ولي له))‪.2‬‬

‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي ﷺ أنه قال‪(( :‬ال تزوج ألمرأة ألمرأة‪ ،‬وال تزوج ألمرأة نفسها‪،‬‬
‫فان ألزأنية هي ألتي تزوج نفسها))‪.3‬‬

‫فهذه األحاديث واضحة الداللة عل أنه ال يجوز النكاح إال بحضور الولي‪.‬‬

‫ث‪ .2.‬القائلون بعدم ركنية الولي في النكاح‪ :‬وهم أبو حنيفة وزفر والشعبي والزهري‬

‫֍ أدلتهم من القرآن‪:‬‬

‫• قوله تعالى‪          ﴿ :‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪.4﴾ ‬‬
‫‪‬‬

‫‪ 1‬سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي أبو دإود إلسجس تاين‪275‬ه‪ ،‬سنن أيب دإوود‪ ،‬ابب‬
‫يف إلويل‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.229‬‬
‫‪ 2‬محمد بن عيىس بن سورة بن موىس بن إلضحاك‪ ،‬إلرتمذي‪ ،‬أبو عيىس(‪279‬ه)‪ ،‬سنن إلرتمذي‪ ،‬ابب ‪ ،1102‬ج‪،3‬‬
‫ص‪.399‬‬
‫‪ 3‬أمحد بن إحلسني بن عيل بن موىس إخلرس وجردي إخلرساين‪ ،‬أبو بكر إلبهيقي(‪458‬ه) إلسنن إلكربى‪ ،‬حتقيق محمد عبد‬
‫إلقادر عطا‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬إلطبعة‪ :‬إلثالثة‪ 1424 ،‬ه ‪ ،2003 -‬حدث رمق ‪ ،13634‬ص ج‪7‬‬
‫ص‪.178‬‬
‫محمد بن يزيد إلقزويين إبن ماجة ‪ -‬وماجة إمس أبيه يزيد ‪ -‬أبو عبد هللا ‪237‬ه‪ ،‬سنن إبن ماجة‪ ،‬حتقيق‪ :‬حتقيق شعيب‬
‫إلرنؤوط‪-‬عادل مرشد‪ ،‬محمد اكمل قره بليل‪ ،‬عبد إللطيف حرز هللا‪ ،‬دإر إلرساةل إلعاملية‪ ،‬إلطبعة؛ إلوىل‪ 1430،‬ه ‪-‬‬
‫‪ 2009‬م‪ ،‬حدث رمق ‪ ،1882‬ص ‪.3/80‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]232 :‬‬
‫‪82‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫قوله جل وعال‪           ﴿ :‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪.1﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وقوله تعالى‪              ﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪.2﴾‬‬

‫فهذه اآليات تدل عل أن هللا عز وجل أضاف إلى المرأة فعل النكاح فدل عل أنها تملك مباشرة‬
‫العقد بنفسها‪.‬‬

‫֍ أدلتهم من السنة النبوية‪:‬‬


‫ْ‬ ‫ْ‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنه‪ ،‬أن النبي ﷺ‪َ (( :‬اْل ِي ُم َا َح ُّق ِب َن ْف ِس َها ِم ْن َو ِل ِي َها‪َ .‬وال ِب ْك ُر ُت ْس َت ْا َذ ُن ِفي َن ْف ِس َها‪.‬‬
‫ُْ‬
‫َو ِإذن َها صماتها))‪.3‬‬

‫‪ .3‬إحملل (إلعاقدإن)‬
‫المحل هو الزوج والزوجة الخاليان من الموانع الشرعية كاإلحرام والمرض والعدة بالنسبة‬
‫للمرأة‪.4‬‬

‫وشروطهما عدم اإلكراه (‪ ،)...‬وعدم المحرمية من نسب أو رضاع أو صهر (‪ ،)...‬وعدم اإلشكال فال‬
‫يصح نكاح الخنثى المشكل عل أنه زوج أو زوجة‪ .‬وعدم اإلحرام بحج أو عمرة(‪ .)...‬وشروط الزوج‬
‫اإلسالم فال يصح من كافر كتابي أو غيره‪ .‬وخاو له من أربع من الزوجات فال يصح من ذي أر بع‬

‫‪[ 1‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]230 :‬‬


‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]228 :‬‬
‫‪ 3‬مسمل بن إحلجاج إلقشريي أبو إحلسني إلنيسابوري ‪261‬ه‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬ج‪ ،2‬ابب إستئذإن إلثيب يف إلناكح ابلنطق‪،‬‬
‫وإلبكر ابلسكوت‪ ،‬حديث رمق‪ ،66‬ص‪.1037‬‬
‫‪ 4‬أمحد بن غامن بن سامل إبن همنا‪ ،‬شهاب إدلين إلنفرإوي إلزهري إملاليك ‪1126‬ه‪ ،‬إلفوإكه إدلوإين عىل رساةل إبن أيب زيد‬
‫إلقريوإين‪ ،‬دإر إلفكر‪1415 ،‬ه‪1995/‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.5‬‬
‫‪83‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫نكاح‪ .‬وشروط الزوجة‪ :‬الخلو لها من زوج (‪ ،)...‬وخلو من عدة غيره (‪ ،)...‬وأن تكون غير مجوسية‬
‫(‪ ،)...‬وغير أمة كتابية‪ :‬فال يصح عقد على أمة كتابية لما يلزم من استرقاق ولدها لسيدها الكافر‪.1‬‬

‫‪ .4‬إلشاهدإن‬
‫أ‪ .‬التعريف‪:‬‬

‫الشهادة لغة‪ :‬من شهد يقول ابن فارس‪ :‬الشين والهاء والدال أصل يدل عل حضور وعلم‬

‫‪‬‬ ‫وإعالم‪ .2‬والشاهد العالم الذي يبين ما علمه‪ ،‬شهد شهادة‪ ،3‬ومنه قوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫‪.4﴾  ‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫اصطالحا‪ :‬عموما الشهادة هي إخبار عن ثبوت الحق للغير‪ ،5‬وقيل هي إخبار بحق عليه للغير‪،6‬‬
‫فهي بذلك بمعنى اإلقرار‪ .‬وقل هي قول مقبول عند القاضي يقصد به طلب حق قبل غيره‪،7‬‬
‫فهي بذلك تعادل معنى الدعوى‪.‬‬

‫فيجمع كال من اإلقرار والدعوى والشهادة أنها إخبارات‪ ،‬والفرق بينها أن اإلخبار إن كان عن حق‬
‫سابق على المخبر ويقتصر حكمه عليه فإقرار‪ ،‬وإن لم يقتصر‪ :‬فإما أال يكون للمخبر فيه نفع‪،‬‬

‫‪ 1‬أمحد بن محمد إخللوإيت أبو إلعباس إلشهري ابلصاوي إملاليك ‪1241‬ه‪ ،‬بلغة إلساكل لقرب إملساكل إملعروف حباش ية‬
‫إلصاوي عىل إلرشح إلصغري‪( ،‬إلرشح إلصغري هو‪ :‬رشح إلش يخ إدلردير لكتابه إملسم أقرب إملساكل ملذهب إلمام ماكل)‬
‫دإر إملعارف‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.375‬‬
‫‪ 2‬أمحد بن فارس بن زكرايء إلقزويين إلرإزي‪ ،‬أبو إحلسني ‪395‬ه‪ ،‬معجم مقاييس إللغة‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد إلسالم محمد هارون‪،‬‬
‫دإر إلفكر‪1399 ،‬ه‪1979/‬م‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.221‬‬
‫‪ 3‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.239‬‬
‫‪[ 4‬سورة إملائدة‪ ،‬إلآية‪]108 :‬‬
‫‪ 5‬محمود بن أمحد بن إحلسني إلغيتايب‪ ،‬بدر إدلين إلعيين إحلنفي ‪855‬ه‪ ،‬إلبناية رشح إلهدإية‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية – بريوت‬
‫– لبنان‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪1420 ،‬ه‪2000/‬م‪ ،‬ج‪ ،9‬ص‪.428‬‬
‫‪ 6‬محمد أمني بن معر بن عبد إلعزيز عابدين‪ ،‬إبن عابدين إدلمشقي إحلنفي ‪1252‬ه‪ ،‬رد إحملتار عىل إدلر إخملتار‪ ،‬دإر إلفكر‬
‫– بريوت‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1412 ،‬ه‪1992/‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.588‬‬
‫‪ 7‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.541‬‬
‫‪84‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وإنما هو إخبار عن حق لغيره على غيره فهو الشهادة‪ ،‬وإما أن يكون للمخبر نفع فيه‪ ،‬ألنه إخبار‬
‫بحق له‪ ،‬فهو الدعوى‪.1‬‬

‫وأما الشهادة على عقد النكاح فيمكن تعريفها عل أنها إخبار على صحة العقد‪.‬‬

‫ب‪ .‬آراء العلماء في الشهادة عل عقد الزواج‪:‬‬

‫اختلف العلماء حول الشهادة اختالفهم حول ركنية الولي‪ ،‬يقول ان الحجاج المروزي‪" :‬واختلف‬
‫أيضا في النكاح بغير شهود فقال مالك وأهل المدينة بغير شهود جائز (‪ ،).٠٠‬وقال سفيان‬
‫وأصحاب الرازي‪ :‬ال نكاح إال بشاهدين فأما أصحاب الرازي فإنهم جوزوا‪ .‬النكاح إن كان شاهدين‬
‫عدلين أو كانا فاسقين‪ .‬وقال الشافعي وأحمد بن حنبل‪ :‬ال نكاح إال بشاهدي عدل"‪.2‬‬

‫ب‪ .1.‬القول األول‪ :‬الشهادة شرط لصحة عقد النكاح‬

‫وأدلتهم على ذلك‪:‬‬

‫عن عائشة رضي هللا عنها‪ ،‬قالت‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪(( :‬ال نكاح أال بولي وشاهدي عدل))‪ .3‬يقول‬
‫جمال الدين أبو الفرج‪" :‬في هذا اإلسناد يزيد بن سنان قال أحمد وعلي هو ضعيف وقال يحيى‬
‫ليس ثقة وقال النسائي متروك الحديث وقال الدارقطني هو وأبوه ضعيفان وقد روي عن عائشة‬
‫بلفظ آخر"‪.4‬‬

‫‪ 1‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،6‬ص‪.46‬‬
‫‪ 2‬محمد بن نرص بن إحلجاج إمل َ ْر َو ِزي أبو عبد هللا ‪294‬ه‪ ،‬إختالف إلعلامء (إختالف إلفقهاء)‪ ،‬حتقيق‪ :‬إدلُّ ْك ُت ْور ُم َح َّمد َطا ِهر‬
‫َح ِك ْمي‪ ،‬أضوإء إلسلف – إلرايض‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪1420 ،‬ه‪2000/‬م‪ ،‬ص‪ 221‬وما بعدها‬
‫‪ 3‬عيل بن معر بن أمحد بن همدي بن مسعود بن إلنعامن بن دينار إلبغدإدي إدلإرقطين أبو إحلسن ‪385‬ه‪ ،‬سنن إدلإرقطين‪،‬‬
‫كتاب إلناكح‪ ،‬حديث رمق ‪ ،3534‬ص‪.324‬‬
‫‪ 4‬جامل إدلين أبو إلفرج عبد إلرمحن بن عيل بن محمد إجلوزي ‪597‬ه‪ ،‬إلتحقيق يف أحاديث إخلالف‪ ،‬حتقيق‪ :‬مسعد عبد‬
‫إمحلد محمد إلسعدين‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية – بريوت‪ -‬لبنان‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪1415 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.256‬‬
‫‪85‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫عن أبي سعيد‪ ،‬قال‪(( :‬ال نكاح أال بولي وشهود ومهر‪ ،‬أال ما كان من ألنبي صلى هللا وسلم))‪ ،1‬ضعفه‬
‫البخاري‪.2‬‬

‫عن ابن عباس قال‪" :‬ال نكاح أال باربعة ولي وشاهدين وخاطب"‪ .3‬وروي عن ابن عباس مرفوعا ولم‬
‫يصح‪.4‬‬

‫ب‪ .2.‬القول الثاني‪ :‬الشهادة ليست شرطا لصحة عقد النكاح‬

‫أدلتهم عل ذلك‪:‬‬

‫من القرآن‪:‬‬

‫قوله سبحانه وتعالى‪          ﴿ :‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪.5﴾   ‬‬


‫‪ ‬‬

‫من السنة‪:‬‬

‫احتج اإلمام أحمد بأن ابن عمر زوج بال شهود‪ ،‬وهو من أشد الصحابة رضي هللا عنهم تمسكا‬
‫‪6‬‬
‫بالسنة‪.‬‬

‫‪ 1‬عيل بن معر بن أمحد بن همدي بن مسعود بن إلنعامن بن دينار إلبغدإدي إدلإرقطين أبو إحلسن ‪385‬ه‪ ،‬سنن إدلإرقطين‪،‬‬
‫كتاب إلناكح‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.313‬‬
‫‪ 2‬أمحد بن محمد بن إلصديق بن أمحد‪ ،‬أبو إلفيض إلغامري إحلس ين إلزهري ‪1380‬ه‪ ،‬إلهدإية يف خترجي أحاديث إلبدإية‬
‫(بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد لبن رشد)‪ ،‬حتقيق‪ :‬عيل حسن إلطويل‪ ،‬دإر عامل إلكتب‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪،‬‬
‫‪1407‬ه‪ ،1987/‬ج‪ ،6‬ص‪.382‬‬
‫‪ 3‬محمد أمحد بن إحلسني بن عيل بن موىس إخلرس وجردي‪ ،‬إخلرساين أبو بكر إلبهيقي‪ ،458 ،‬إلسنن إلكربى‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد‬
‫عبد إلقادر عطا‪ ،‬إلطبعة إلثالثة‪1424 ،‬ه‪2003/‬م‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.230‬‬
‫‪ 4‬إملهذب يف إختصار إلسنن إلكبري‪ ،‬حتقيق‪ :‬دإر إملشاكة للبحث إلعلمي‪ ،‬ابرشإف أيب متمي ايرس بن إبرإهمي‪ ،‬دإر إلوطن‬
‫للنرش‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪1422 ،‬ه‪2001/‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.2718‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]3 :‬‬
‫‪ 6‬أمحد بن عبد إحللمي بن عبد إلسالم بن عبد هللا بن أيب إلقامس بن محمد إبن تميية إحلرإين إحلنبيل إدلمشقي‪ ،‬تقي إدلين‬
‫أبو إلعباس‪ ،‬إلفتاوى إلكربى لبن تميية‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1408 ،‬هـ ‪1987 /‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ‪.76‬‬
‫‪86‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫من القياس‪:‬‬

‫حيث قاسوا النكاح عل الرهن والكفالة في عدم اإلشهاد فيهما بجامع أن كال منها عقد توثيق‪.1‬‬

‫‪ .5‬إلصدإق‬
‫أ‪ .‬تعريفه‪:‬‬

‫داق‬‫والص ُ‬‫َّ‬ ‫والصدْ ق ُة‬


‫َّ‬ ‫َّال‪،‬‬ ‫الض ِّم َوتَ ْسك ِ‬
‫ِين الد ِ‬ ‫والصدْ ق ُة‪ ،‬بِ َّ‬ ‫ُّ‬ ‫والصدُق ُة‬
‫ُّ‬ ‫والصدُق ُة‬
‫َّ‬ ‫والصدَق ُة‬
‫َّ‬ ‫الصداق لغة‪:‬‬
‫ان البنا َءان إِنما ُه َما‬ ‫ج ْم ُع َها ِفي أَدنى ا ْل َع َد ِد أ َ ْصدِقةٌ‪َ ،‬وا ْلكَثِير ِ ُصد ٌ‬
‫ُق‪َ ،‬و َه َذ َ‬ ‫والصداق‪َ :‬م ْه ُر المرأَة‪َ ،‬و َ‬ ‫ِّ‬
‫سمى لَ َها‬ ‫َّ‬ ‫ِيل ‪:‬أ َ ْص َد َقها‬
‫ل لَ َها َصداقاً‪َ ،‬وق َ‬ ‫ِين تز َّوجها أَي َ‬
‫ج َع َ‬ ‫ِب‪َ .‬و َقدْ أ َ ْصدَق المرأ َ َة ح َ‬ ‫َع َلى ا ْل َغال ِ‬
‫الصدُقةِ‪َ ،‬و َم ْن‬‫ج ْم ُع َّ‬ ‫الصدُقات َ‬ ‫حلَ ًة؛ َّ‬
‫ن نِ ْ‬‫َصداقا ً ‪.‬أَبو إِسحق ِفي َق ْولِ ِه تَ َعا َلى ‪َ :‬وآ ُتوا النِّسا َء َصدُقات ِِه َّ‬
‫ي ٍء ألَن القرا َءة سنَّة"‪ .2‬وله أسماء‬ ‫ش ْ‬ ‫ات بِ َ‬ ‫ال ‪َ :‬و َال يقرأ ُ مِ ْن َه ِذ ِه اللُّ َغ ِ‬
‫ِهن‪َ ،‬ق َ‬
‫ال ُصدْ قات َّ‬ ‫ال ُصدْ قة َق َ‬ ‫َق َ‬
‫الصداق والصدقة والمهر والنحلة والفريضة واألجر والعالئق والعقر والحباء‪ ،‬وقد نظمت منها‬
‫سبعة في بيت وهو قوله‪:‬‬

‫صداق مهر ونحلة وفريضة *** حباء وأجر ثم عالئق‪.3‬‬

‫واصطالحا‪ :‬العوض في النكاح سواء سمي في العقد أو ر بعده بتراضيهما‪ .4‬وقيل‪ :‬المهر هو‬
‫ما يجعل للزوجة في نظير االستمتاع بها‪ ،5‬وقيل كذلك‪ :‬هو المال يجب في عقد النكاح عل‬
‫الزوج في مقابلة منافع البضع‪.6‬‬

‫ب‪ .‬حكمه‪:‬‬

‫‪ 1‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.32‬‬


‫‪ 2‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪.197‬‬
‫‪ 3‬إلهبويت‪ ،‬كشاف إلقناع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.128‬‬
‫‪ 4‬إملرجع إلسابق‪ ،‬نفس إلصفحة‪.‬‬
‫‪ 5‬أمحد بن محمد إخللوإيت أبو إلعباس إلشهري ابلصاوي إملاليك ‪1241‬ه‪ ،‬بلغة إلساكل لقرب إملساكل إملعروف حباش ية‬
‫إلصاوي عىل إلرشح إلصغري‪( ،‬إلرشح إلصغري هو‪ :‬رشح إلش يخ إدلردير لكتابه إملسم أقرب إملساكل ملذهب إلمام‬
‫ماكل)‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.428‬‬
‫‪ 6‬محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أمكل إدلين أبو عبد هللا إبن إلش يخ مشس إدلين إبن إلش يخ جامل إدلين إلرويم إلبابريت‪ ،‬إلعناية‬
‫رشح إلهدإية‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلفكر‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.316‬‬
‫‪87‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يجب على الزوج دفع المال بمجرد تمام العقد فذلك حق للمرأة‪ ،‬لوجود عدة دالئل في القرآن‬

‫والسنة وإجماع العلماء المسلمين‪ .‬يقول تعالى في كتابه العزيز‪  ﴿ :‬‬

‫‪.1﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫فهذه اآلية تدل على أنه ضروري وجوب الصداق للمرأة وقد إختلف العديد من الفقهاء حول‬
‫ذلك‪.‬‬

‫الجمهور‪ :‬ال يفسد الزواج بدون مهر‪ ،‬ألن المهر ليس ركنا في العقد بل هو حكم فقط إذ أنه ال‬
‫يؤثر على العقد‪ ،‬أي لو كان شرطا لقاموا بذكره حين يتم العقد لكن يجب مهر المثل‪ ،‬لهذا كان‬
‫نكاح تفويض‪ ،‬وهو اخالء النكاح عن المهر _ صحيحا باالتفاق‪.2‬‬

‫المالكية ‪ :‬فال يصح النكاح عندهم عند اشتراط نفي المهر‪ ،‬أي أن الزواج ال يصح بدون مهر ‪،‬‬
‫ألنه حق من حقوق الزوجة‪ ،‬و حكم من أحكام عقد الزواج‪ ،‬ولكنه ليس ركنا وال شرطا فيه ‪،‬ويجوز‬

‫عدم ذكر المهر في العقد لقوله تعالى ‪        ﴿ :‬‬

‫‪             ‬‬

‫‪ ،3﴾ ‬ومنه قد أجمع الفقهاء من أهل العلم على وجوب الصداق‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ومشروعيته بالرغم من أنه ليس شرطا من شروط النكاح‪ ،‬ويجوز عدم تسمية الصداق أثناء عقد‬
‫الزواج‪ ،‬ولكن من السنة تسمية الصداق عند القيام بإجراء عقد الزواج حتى ال تقع نزاعات‬
‫وخالفات بين الزوجين حول قيمة الصداق‪.‬‬

‫ت‪ .‬مقداره‪:‬‬

‫اتفق الفقهاء على أنه ليس للمهر حد أعلى يقف عنده فال يصح تجاوزه‪ ،‬فيجوز بأي مقدار بالغ‬
‫ما بلغ قل أو كثر‪ ،4‬حيث انه لم يذكر في الكتاب نص يقدر للمهر حد أعلى أو أدنى‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]4 :‬‬


‫‪ 2‬إلرشبين مغين إحملتاج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.292‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]234 :‬‬
‫‪ 4‬إبن قدإمة‪ ،‬إملغين‪ ،‬مرجع سابق ج‪ ،8‬ص‪.224‬‬
‫‪88‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫﴿‪             ‬‬

‫‪ ،1﴾   ‬فهذا ليس دليال على أن القنطار هو الحد األعلى بل على‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪2‬‬
‫جواز إعطاء المرأة المال مهما كثر في مهرها‪.‬‬

‫اتفق الفقهاء على وجوب الصداق في النكاح كما اتفقوا على أنه ال حد ألعلى الصداق إال أنهم‬
‫اختلفوا في أقل الصداق على قولين‪.‬‬

‫ت‪ .1.‬القول األول‪:‬‬

‫أن أقله ما يقطع به السارق‪ ،‬وهو مذهب الحنفية والمالكية‪ ،‬ومقدار ذلك عند الحنفية دينار أو‬
‫عشرة دراهم‪ ،3‬وعند المالكية ربع دينار أو ثالثة دراهم‪ ،4‬وأدلتهم على ذلك‪:‬‬

‫حديث جابر بن عبد هللا‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ ‪(( :‬ال تنكحوأ ألنساء أال أال ك فاء‪ ،‬وال يزوجهن‬ ‫❖‬
‫أال أالولياء‪ ،‬وال مهر دون عشرة درأهم)) وقد ذكر الدارقطني في سننه أن هذا الحديث متروك‪،‬‬
‫ألن من رواته مبشر بن عبيد وأحاديثه ال يتابع عليها‪.5‬‬
‫❖ وما روي عن علي‪-‬رضي هللا عنه ‪-‬أنه قال‪" :‬ال يكون ألمهر أقل من عشرة درأهم"‪.6‬‬
‫❖ واستدلوا بالقياس عل نصاب قطع اليد في السرقة‪ ،‬ووجهه أن البضع عضو يستباح في‬
‫النكاح بمقدر من المال فأشبه اليد من حيث إنه عضو يستباح في السرقة بمقدار من‬
‫المال أيضا فقدر ما يستباح به بما يستباح به اليد‪.7‬‬

‫ت‪ .2.‬القول الثاني‪:‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]20 :‬‬


‫‪ 2‬إبن قدإمة‪ ،‬إملغين‪ ،‬مرجع سابق ج‪ ،8‬ص‪.224‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن أيب سهل مشس إلمئة إلرسخيس‪ ،‬إملبسوط للرسخيس‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.81‬‬
‫‪ 4‬يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد إلرب إلمنري إلندليس أبو معر‪ ،‬إلمتهيد ملا يف إملوطأ من إملعاين وإلسانيد‪ ،‬وزإرة‬
‫إلوقاف وإلشؤون إلسالمية – إملغرب‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪ ،‬نرش عىل عدة س نوإت من س نة ‪ 1387‬حىت عام ‪1412‬ه‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.186‬‬
‫‪ 5‬عيل بن معر بن أمحد بن همدي بن مسعود إبن إلنعامن بن دينار إلبغدإدي أبو إحلسن إدلإرقطين (إملتوىف‪385 :‬ه)‪ ،‬سنن‬
‫إدلإرقطين‪ ،‬ابب إملهر‪ ،‬حديث رمق ‪ ،3601‬ص ‪.4/358‬‬
‫‪ 6‬إلرتمذي‪ ،‬سنن إلرتمذي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،412‬حديث رمق ‪.1113‬‬
‫‪ 7‬إبن عبد إلرب‪ ،‬إلمتهيد ملا يف إملوطأ من إملعاين وإلسانيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.187‬‬
‫‪89‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أن كل ما كان ماال وصح أن يكون ثمنا أو أجرة جاز أن يكون صداقا وإن قل‪ ،‬وهو مذهب الشافعية‬
‫والحنابلة‪ ،‬وقول لبعض المالكية‪.1‬‬

‫‪ .2﴾    ‬وأنه سبحانه‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫واستدلوا بقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫لم يحدد أ كثر ذلك وال أقله فدخل فيه القليل والكثير‪ .‬وما روي عن امرأة من بني فزارة تزوجت‬
‫على نعلين‪ ،‬فقال رسول هللا ﷺ‪(( :‬أرضيت من نفسك بنعلين‪ ،‬قالت نعم فاجاز زوأجها))‪،3‬‬

‫وقوله صلى هللا عليه وسلم " لمن أراد أن ينكح الواهبة نفسها" ((ألتمس ولو خاتما من حديد))‪.4‬‬

‫فتعتبر أدلة القول األول ضعيفة حيث قال ابن حجر في الفتح‪ ،‬قد وردت أحاديث في أقل الصداق‬
‫ال يثبت منها شيء‪ 5.‬ومنه فالقول الثاني هو الصحيح والذي يمكن اعتماده‪.‬‬

‫ث‪ .‬أنواع الصداق‪:‬‬

‫وينقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫الصداق المسمى‪ :‬هو ما اتفق عليه في العقد أو بعده بالتراضي أو فرضه الحاكم‪ ،6‬لقوله تعالى‪:‬‬

‫‪.7﴾ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫فاألطراف المتعاقدة هي التي تحدد نوعه ومقداره‪ ،‬والزوجة لها أيضا الحق في تحديده وتحديد‬
‫وقت دفعه‪ ،‬أو القبول أو الرفض ما عدا إذا كانت دون سن األهلية‪( .‬مدونة األسرة المادة ‪.)19‬‬

‫‪ 1‬محمد بن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.21‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]24 :‬‬
‫‪ 3‬إلرتمذي‪ ،‬سنن إلرتمذي‪ ،‬ابب ما جاء يف همور إلنساء‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،412‬حديث رمق ‪.1113‬‬
‫‪ 4‬إلبخاري‪ ،‬حصيح إلبخاري‪ ،‬ابب إلسلطان ويل‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪ ،1973‬حديث رمق ‪.5135‬‬
‫‪ 5‬أمحد بن عيل بن جحر أبو إلفضل إلعسقالين إلشافعي‪ ،‬فتح إلباري رشح حصيح إلبخاري‪ ،‬دإر إملعرفة – بريوت‪ ،‬ج‪،9‬‬
‫ص‪.211‬‬
‫‪ 6‬محمد بن عبد هللا إلزركيش مشس إدلين إملرصي إحلنبيل (إملتوىف‪772 :‬هـ)‪ ،‬رشح إلزركيش عىل خمترص إخلريق‪ ،‬إلنارش‪:‬‬
‫دإر إلعبياكن إلطبعة‪ :‬إلوىل‪ 1413 ،‬هـ ‪ 1993 -‬م‪ ،‬ح‪ 2‬ص ‪432‬‬
‫‪[ 7‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪.]235 :‬‬
‫‪90‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الصداق المثل‪ :‬وصداق المثل يقصد به ما يدفع عرفا وعادة لنظائر الزوجة ومثيالتها من نساء‬
‫أهلها سنا وجماال وماال و بلدا و عصرا و دينا و عقال و بكارة و عفة و خلقا و عقما و والدة‪ ،‬غير‬
‫‪1‬‬
‫ذلك من الصفات التي تبنى عليها الرغبة في الزوجة‪.‬‬

‫ج‪ .‬استحقاق الصداق‬

‫اتفق العلماء على أن الصداق يجب كله بالدخول‪ ،‬أو الموت وذلك لقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪.2﴾   ‬‬


‫‪ ‬‬

‫أما وجوبه بالموت فال أعلم فيه دليال مسموعا إال إنعقاد اإلجماع على ذلك‪ 3،‬واختلف في هل‬
‫المسيس يشترط في الدخول‪.‬‬

‫إذا حاالت استحقاق الصداق هي على ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ -1‬استحقاق الصداق كامال‪.‬‬


‫‪ -2‬استحقاق نصفه‪.‬‬
‫‪ -3‬عدم استحقاقه‪.‬‬

‫ج‪ .1.‬حالت استحقاق الصداق كامال‬

‫الحالة األولى‪ :‬البناء والدخول الحقيقي وهذا ال اختالف فيه‪ ،‬يقول ابن رشد‪ " :‬واتفق العلماء على‬

‫أن الصداق يجب كله بالدخول (‪ )...‬لقوله تعالى‪     ﴿ :‬‬

‫‪54‬‬
‫‪. ﴾   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الموت قبل البناء‬

‫‪1‬عبد هللا بن إلطاهر إلتناين إلسوس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته ص ‪128‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]20 :‬‬
‫‪ 3‬إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد ج‪ 4‬ص ‪242‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]20 :‬‬
‫‪ 5‬إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪242‬‬
‫‪91‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫نقل ابن رشد االجماع على ذلك حيث قال‪" :‬وأما وجوبه بالموت فال أعلم اآلن فيه دليال مسموعا‬
‫إال انعقاد اإلجماع على ذلك"‪.1‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬الخلوة‬

‫إختلف العلماء حول الخلوة الصحيحة هل تكفي إليجاب الصداق كامال‪ ،‬أم يشترط فيها‬
‫المسيس‪.‬‬

‫الخلوة الصحيحة‪ :‬هي "أال يكون هناك مانع يمنعه من وطئها طبعا وال شرعا"‪ ،2‬حتى إذا كان‬
‫أحدهما مريضا مرضا يمنع الجماع أو صائما في رمضان أو محرما‪ ،‬أو كانت هي حائضا‪ ،‬ال تصح‬
‫الخلوة لقيام المانع ‪ ....‬أما المسيس فالمقصود به هو الجماع‪.‬‬

‫قال مالك والشافعي‪ :‬ال يجب بإرخاء الستور‪ ،‬إال نصف المهر‪ ،‬مالم يكن المسيس‪ 3.‬واشترط‬
‫مالك أن تكمل الزوجة سنة وهي في بيت زوجها‪.4‬‬

‫‪5‬‬
‫قال أبو حنيفة‪ :‬يجب المهر بالخلوة نفسها إال أن يكون محرما أو مريضا ‪....‬‬

‫والراجح هو قول الجمهور‪ ،‬أال يجب الصداق الكامل لها إال بالدخول (البناء)‬

‫ج‪ .2.‬استحقاق نصف الصداق وحاالته هي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬الطالق من الزواج الصحيح قبل الدخول (البناء)‪.‬‬

‫إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.242‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 2‬أمحد محمد معر إخلفايج إملرصي شهاب إدلين عيل إلقاري‪ ،‬ابب إلعناية برشح إلنقاية (مع إملنت يف أعىل إلصفحات) ج‪،2‬‬
‫ص‪.201‬‬
‫‪ 3‬إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 4‬ص ‪242‬‬
‫‪ 4‬زكرايء إلكندهلوي‪ ،‬أوجز إملساكل إىل موطأ إلمام ماكل ج‪ 9‬ص ‪383‬‬
‫حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين (إملتوىف‪676 :‬هـ)‪ ،‬إجملموع رشح إملهذب‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلفكر‪ ،‬ج‪ 20‬ص‬ ‫‪5‬‬

‫‪32‬‬

‫‪92‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫اتفق الفقهاء على أنه إذا طلق الزوج زوجته قبل البناء – وقد فرض لها صداقا يرجع عليها بنصف‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫الصداق‪ ،1‬لقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪.2﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬

‫‪ -2‬الخلوة الصحيحة مع عدم طول المدة‪:‬‬

‫انفرد اإلمام مالك بالتمييز في الخلوة الصحيحة بين إن طالت مدة الخلوة أو قصرت‪ ،‬فقال بنصف‬
‫الصداق لمن خال بها زوجها وأرخى المستور ثم طلقها‪.3‬‬

‫كما يجب نصف الصداق إن خال بها مع وجود مانع شرعي كأن يكون أحدهما محرما أو مريضا‪،‬‬
‫أو كانت حائضا‪ ،‬أو صائمة في رمضان‪ ،‬فإنما يجب في ذلك نصف الصداق إن طلقا بعد الخلوة‬
‫قبل الدخول‪.4‬‬

‫ج‪ .3.‬حاالت عدم استحقاق الصداق‬

‫‪ - 1‬الطالق من زواج التفويض قبل البناء‬

‫نكاح التفويض هو النكاح بغير تسمية صداق‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ال جاح عليكم ‪......‬لهن فريضة) البقرة‬
‫‪ )...( ،236‬وال اختالف بين أهل العلم في أن نكاح التفويض جائز‪ .5‬وفي حالة الطالق من زواج‬
‫التفويض ال يلزم الزوج فرض صداق لزوجته‪.6‬‬

‫‪ -2‬الفسخ لسبب من أسباب الفسخ‪:‬‬

‫‪ 1‬إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.49‬‬


‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]237 :‬‬
‫‪ 3‬ماكل بن أنس بن عامر إلصبحي إملدين ‪179‬ه‪ ،‬إملدونة إلكربى‪ ،‬روإية حسنون‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪،‬‬
‫‪1415‬ه‪1994/‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.229‬‬
‫‪ 4‬أمحد بن محمد بن سالمة بن عبد إملكل‪ ،‬أبو جعفر إلزدي إحلجري إملرصي إملعروف ابلطحاوي ‪ .321‬خمترص إختالف‬
‫إلعلامء‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد هللا نذير أمحد‪ ،‬دإر إلبشائر إلسالمية – بريوت – لبنان‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.348‬‬
‫‪ 5‬إبن رشد إجلد‪ ،‬إملقدمات إملمهدإت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.478‬‬
‫‪ 6‬إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.51‬‬
‫‪93‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫والفسخ هو حل ارتباط العقد‪ ،‬وهذا يكون بإرادة أحد العاقدين أو كليهما‪ ،‬أو بحكم القاضي‪ ،‬فهو‬
‫عمل المتعاقدين غالبا‪ ،‬أو فعل الحاكم في بعض األحوال كما هو مبين في موضعه‪ ،1‬ويفسخ‬
‫عقد النكاح ألسباب منها‪:‬‬

‫‪ o‬فساد العقد في أصله‪ ،‬كالزواج بغير شهود‪.‬‬


‫‪ o‬طروء حرمة المصاهرة بين الزوجين‪ ،‬كما لو أن رجال تزوج امرأة فام يبني بها حتى تزوج‬
‫أمها وهو ال يعلم فبنى باألم ال يكون للبنت عليه من الصداق قليل وال كثير‪.2‬‬
‫‪ o‬ردة الزوج في رأي أبي حنيفة وأبي يوسف‪ ،‬فإن ارتد الزوجان فال يفرق بينهما بمجرد الردة‬
‫في الراجح عن الحنفية‪.3‬‬
‫‪ o‬رد العقد لوجود عيب في الزوج‪ :‬يجوز فسخ النكاح بالعيب لحديث كعب بن زيد أن رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم تزوج امرأة من بني غفار‪ ،‬فلما دخل عليها‪ ،‬ووضع ثوبه‪ ،‬وقعد‬
‫على الفراش‪ ،‬أبصر بكشحها بياضا‪ ،‬فانحاز عن الفراش‪ ،‬ثم قال‪(( :‬خذي عليك ثيابك((‪،‬‬
‫ولم يأخذ مما آتاها شيئا‪.4‬‬

‫إملطلب إلثالث‪ :‬أراكن إلزوإج يف مدونة إلرسة إملغربية‬


‫‪ .1‬إلجياب وإلقبول‪:‬‬
‫يرتكز إبرام عقد الزواج على أركان ينبغي توفرها فيه وإال اعتبر هذا الزواج غير موجود‪ ،‬وقد‬

‫تناولت مدونة األسرة هذه األركان من خالل المواد ‪ ،11 ،10‬و‪.12‬‬

‫تنص المادة ‪ 10‬على أن الزواج ينعقد باإليجاب والقبول‪" :‬ينعقد الزواج بإيجاب من أحد‬
‫المتعاقدين وقبول من اآلخر‪ ،‬بألفاظ تفيد معنى الزواج لغة أو عرفا‪ .‬يصح اإليجاب من العاجز‬
‫عن النطق بالكتابة إن كان يكتب‪ ،‬وإال فبإشارته المفهومة من الطرف اآلخر ومن الشاهدين"‪.‬‬
‫وكل عقد اختل فيه هذان الركنان اعتبر باطال‪ ،5‬وبهذا يمكن القول أن مدونة األسرة خالفت فقهاء‬

‫‪ 1‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.26‬‬
‫‪ 2‬ماكل إبن أنس‪ ،‬إملدونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.186‬‬
‫‪ 3‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،32‬ص‪..137‬‬
‫‪ 4‬أمحد إبن حنبل‪ ،‬مس ند إلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬حديث كعب ين زيد‪ ،‬ج‪ ،25‬ص‪ .417‬حديث رمق ‪.16032‬‬
‫‪ 5‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪94‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫المالكية في مسألة أركان الزواج أو أنها أخدت بالركن الذي اتفق عليه فقهاء المذاهب األربعة‪.‬‬
‫واإليجاب هو التعبير الصادر أوال من أحد المتعاقدين للداللة على انفراد إرادته بإنشاء العقد‪،‬‬
‫والقبول هو ما يصدر عن الطرف الثاني للداللة عل انفراد إرادته بقبول ما أوجبه الطرف األول‪.‬‬
‫وإذا تم اإليجاب والقبول ينعقد الزواج بالرضى التام بين الطرفين‪ ،‬ويتم التعبير عن هذا الرضى‬
‫بالصيغة الشفوية الصادرة من الطرفين وبألفاظ تعبر عن رغبتهما في الزواج‪ ،‬إال أن المادة ‪10‬‬
‫استثنت حالة واحدة وهي إن كان أحد الطرفين أو كليهما عاجزين عن النطق‪ ،‬ففي هذه الحالة‬
‫يصح يعبرا عن اإليجاب والقبول بالكتابة أو باإلشارة المفهومة‪.‬‬

‫‪ .2‬رشوط إلصيغة‪:‬‬
‫تحدثت مدونة األسرة عن الشروط التي ينبغي توفرها في اإليجاب والقبول حتى ينعقد بهما‬
‫الزواج‪ ،‬فقد جاء في المادة ‪" :11‬يشترط في اإليجاب والقبول أن يكونا‪:‬‬

‫‪ .1‬شفويين عند االستطاعة‪ ،‬وإال فبالكتابة أو باإلشارة المفهومة؛‬

‫‪ .2‬متطابقين وفي مجلس واحد‪.‬‬

‫‪ .3‬باتين غير مقيدين بأجل أو شرط واقف أو فاسخ"‪.‬‬

‫ركزت مدونة األسرة من خالل هذه الشروط تكريس مجوعة من الحقوق للراغبين في الزواج‪ ،‬من‬
‫بينها عدم إ كراه أحد طرفي العقد عل الزواج‪ ،‬ولذلك أ كدت عل ضرورة التعبير عن اإليجاب‬
‫والقبول‪ ،‬وجعلتهما شفويين‪ ،‬كما رخصت للعاجز عن النطق استعمال اإلشارة وإن كان يحسن‬
‫الكتابة فذاك‪ .‬ويستفاد من هذا أيضا أن مدونة األسرة تلغي عقد الزواج حالة سكوت المرأة‬
‫وعدم تعبيرها عن موقفها من العقد‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك قيدت الصيغة بشرط آخر يتمثل في ضرورة اقتران اإليجاب بالقبول‪ ،‬وذاك ما‬
‫عبر عنه الشرط الثاني حيث جاء فيه‪" :‬أن يكونا متطابقين وفي مجلس واحد"‪ .‬مما يستلزم‬
‫حضور المتعاقدين لتوقيعهما عل عقد الزواج‪ ،‬وإن اختل اإليجاب والقبول يبطل العقد وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪" :57‬يكون الزواج باطال إذا اختل فيه أحد األركان المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪."4‬‬

‫‪95‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫لقد كرست مدونة األسرة المغر بية عيوب اإلرادة ك هو منصوص عليها في قانون االلتزامات‬
‫والعقود‪ ،‬خاصة التدليس واإلكراه‪ ،‬فإذا تعرض الزوج أو الزوجة للتدليس أو اإلكراه يحق له أن‬
‫يطلب من المحكمة فسخ هذا العقد‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 63‬حيث جاء فيها‪:‬‬

‫"يمكن للمكره أو المدلس عليه من الزوجين بوقائع كان التدليس بما هو الدافع إلى قبول‬
‫الزواج أو اشتراطها صراحة في العقد‪ ،‬أن يطلب فسخ الزواج قبل البناء وبعده خالل أجل ال‬
‫يتعدى شهرين من يوم زوال اإلكراه‪ ،‬ومن تاريخ العلم بالتدليس مع حقه في طلب‬
‫التعو يض"‪.‬‬

‫إملطلب إلرإبع‪ :‬أآاثر ختلف ركن من أراكن إلزوإج‬


‫الركن الزم في صحة النكاح‪ ،‬ولهذا يعتبر النكاح الذي اختل فيه أحد األركان نكاح باطل‪ ،‬يفسخ‬
‫قبل البناء وبعده‪ ،‬وال يترتب عليه أي أثر‪ ،‬قال ابن جزي‪" :‬فما كان فساده لعقده فسخ قبل البناء‬
‫وبعده"‪ ،1‬وبهذا فإن الفقهاء لم يكونوا يقسمون النكاح إلى نكاح باطل أو فاسد‪ ،‬وإنما كانوا‬
‫يقسمون النكاح إلى نكاح فاسد في عقده‪ ،‬ونكاح فاسد في صداقه‪ ،‬وقال صاحب الميارة‪:‬‬
‫"والفساد على وجهين فساد في العقد وفساد في الصداق‪ ،‬فالفساد لعقده على ضربين‪ :‬وجه‬
‫متفق عليه عند األئمة‪ ،‬ووجه مختلف فيه‪ ،‬فالمتفق عليه كذوات المحارم فيفسخ أبدا بغير‬
‫طالق وال موارثة فيه وال خلع‪ ،‬وفيه المسمى بعد البناء ويلحق به الولد‪ ،‬ويحد إن كان عالما‪،‬‬
‫وهذه إحدى المسائل التي يلحق فيها الولد مع وجوب الحد وهي قليلة‪ ،"2‬وعلى هذا فالزواج‬
‫الفاسد لعقده إذا حصل فإنه يفسخ وال يترتب عنه أي شيء‪ ،‬شرط أن يكون الزوجان سيء‬
‫القصد‪ ،‬مفهومه إنه إذا كان حسن القصد ولم يكن في علمهما فساد العقد وحصلت الوالدة فإن‬
‫الولد يلحق باألب‪ ،‬وبهذا أشار ابن عاصم بقوله‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫وحيث درء الحد يلحق الولد *** في كل ما من النكاح قد فسد‬

‫‪ 1‬محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا‪ ،‬إبن جزي إللكيب إلغرانطي أبو إلقامس‪ ،‬إملتوىف‪741 :‬هـ)‪ ،‬إلقوإنني إلفقهية‪ ،‬ص‪140‬‬
‫‪ 2‬محمد بن أمحد بن محمد أبو عبد هللا إلفايس‪ ،‬أبو عبد هللا ميارة ‪1076‬ه‪ ،‬رشح ميارة‪ :‬إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفة‬
‫إحلاكم‪ ،‬دإر إملعرفة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.171‬‬
‫‪ 3‬عيل بن عبد إلسالم بن عيل‪ ،‬أبو إحلسن إلت ُّ ُسويل (إملتوىف‪1258 :‬هـ)‪ ،‬إلهبجة يف رشح إلتحفة‪ ،‬إحملقق‪ :‬ضبطه وحصحه‪:‬‬
‫محمد عبد إلقادر شاهني‪ :،‬دإر إلكتب إلعلمية ‪ -‬لبنان ‪ /‬بريوت إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1418 ،‬هـ ‪1998 -‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.430‬‬
‫‪96‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يعني أن النكاح الفاسد المتفق على فساده إن درئ فيه الحد عن الوطء "كنكاح المعتدة‪ ،‬أو‬
‫ذات محرم أو رضاع غير عالم بها‪ ،‬فإن الولد يلحق به"‪.1‬‬

‫وقد نصت المادة ‪ 58‬على ما يترتب عليه فقالت‪" :‬يترتب عليه بعد البناء الصداق واالستبراء‪،‬‬
‫كما يترتب عليه عند حسن النية لحوق النسب وحرمة المصاهرة"‪ ،‬كما أنه قد نصت في المادة‬
‫التي قبلها على أن الزواج يكون باطال في ما يلي‪" :‬إذا اختل فيه أحد األركان المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪_ 10‬وهي االيجاب والقبول _ وانعدام التطابق بينهما"‪ ،2‬ومن بين األسباب أيضا وجود‬
‫موانع شرعية سواء المؤبدة منا أو المؤقتة‪ ،‬فمفهوم المخالفة أنه إذا توفرت فيه جميع الشروط‬
‫واألركان وانتفت الموانع فإن الزواج ينتج عنه جميع اآلثار من الحقوق والواجبات التي رتبتها‬
‫الشريعة بين الزوجين‪ ،‬وعلى هذا نصت مدونة األسرة في مادتها ‪.50‬‬

‫إملبحث إلثالث‪ :‬رشوط عقد إلزوإج يف مدونة إلرسة‬


‫باإلضافة إلى أركان الزواج التي نصت عليها مدونة األسرة‪ ،‬هناك شروط وضعتها المدونة والتي‬
‫ينبغي توفها أيضا حتى تكتمل صحة العقد‪ ،‬وإن تخلف أحدها اعتبر العقد باطال‪ .‬ومن هذه‬
‫الشروط ما يرتبط بطرفي العقد وأخرى مرتبطة بالصيغة‪ .3‬وقد ذكرت هذه الشروط في المادة ‪13‬‬
‫التي جاء فيها‪" :‬يجب أن يتوفر في عقد الزواج الشروط التالية‪:‬‬

‫▪ أهلية الزواج والزوجة‪.‬‬


‫▪ عدم االتفاق عل إسقاط الصداق‪،‬‬
‫▪ وولي الزواج عند االقتضاء؛‬
‫▪ سماع العدلين التصريح باإليجاب والقبول من الزوجين وتوثيقه‬
‫▪ انتفاء الموانع الشرعية‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن أمحد بن محمد أبو عبد هللا إلفايس‪ ،‬ميارة ‪1076‬ه‪ ،‬رشح ميارة‪ :‬إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفة‬
‫إحلاكم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪171‬‬
‫‪ 2‬مدونة إلرسة إملادة ‪57‬‬
‫‪ 3‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.37‬‬
‫‪97‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملطلب إلول‪ :‬أهلية إلزوجني‪:‬‬


‫نصت مدونة األسرة عل أن األهلية شرط صحة عقد الزواج‪ ،‬وقد نصت المدونة على أن "أهلية‬
‫الزواج تكتمل بإمام الفتى والفتاة المتمتعين بقواهما العقلية ثمان عشرة سنة شمسية"‪.1‬‬
‫والمقصود بأهلية الزوجين أن يكون كل من منهما راشدا متمتعا بقواه العقلية‪ ،‬إذ مناط التكليف‬
‫وتحمل الواجبات هو كمال العقل ورشده‪ ،‬ولقد وضع الشارع الحكيم عالمات لمعرفة بلوغ‬
‫المكلف وحصول التكليف‪ ،‬قال الشيرازي‪" :‬فأما البلوغ فإنه يحصل بخمسة أشياء‪ :‬ثالثة يشترك‬
‫فيها الرجل والمرأة وهي اإلنزال والسن واإلنبات‪ ،‬وإتنان تختص بهما األنثى وهما الحيض‬
‫والحبل"‪.2‬‬

‫وبالتالي تكون قد ألغت الزواج المبكر الذي يجيزه الفقه المالكي‪ .‬إال أنها استثنت زواج القاصر‬
‫الذي لم يكمل سن الرشد في المواد ‪ 20‬و‪ 21‬و‪ ،22‬حيث خولت للقاضي المكلف بالزواج أن‬
‫يأذن للفتى والفتاة دون األهلية إن ثبت له المصلحة في ذلك وذلك بشروط‪:‬‬

‫• موافقة النائب الشرعي‪.‬‬

‫•االستعانة بالخبرة الطبية أو إجراء بحث اجتماعي‪.‬‬

‫‪ .1‬زوإج انقص إلهلية بسبب إلسن‪:‬‬


‫يعتبر عقد الزواج من التصرفات القانونية التي تحتاج إلى إدراك كامل لما يترتب عليه من آثار‪،‬‬
‫ولذا يجب عل العاقد أن يكون بالغا‪ ،‬ومدونة األسرة لم تعتمد عل البلوغ وحده‪ ،‬بل تشترط أن‬
‫يكون الراغب في الرواج متمتعا باألهلية‪ ،3‬حيث نصت المادة ‪ 19‬عل ما يلي‪:‬‬

‫"تكتمل أهلية الزواج بإتمام الفتى والفتاة المتمتعين بقواهما العقلية ثمان عشرة سنة‬
‫شمسية"‪ ،‬وهذا السن هو في نفس الوقت سن الرشد حسب تعديل المادة ‪.4209‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.19‬‬


‫‪ 2‬إبرإهمي بن عيل بن يوسف أيب إحساق إلفريوزإابدي إلشريإزي ‪472‬هـ‪ ،‬إملهذب يف فقه إلمام إلشافعي‪ ،‬دإر إلكتب‬
‫إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.130‬‬
‫‪ 3‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫‪ 4‬مدونة إلرسة إملادة ‪.209‬‬
‫‪98‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫لكن مراعاة لبعض األوضاع االجتماعية أجاز المشرع لقاضي األسرة المكلف بالزواج أن يأذن‬
‫بزواج الفتى والفتاة دون سن األهلية المنصوص عليه في المادة ‪ 19‬أعاله "لقاضي األسرة‬
‫المكلف بالزواج أن يأذن بزواج الفتى والفتاة دون سن األهلية المنصوص عليه في المادة ‪19‬‬
‫أعاله‪ ،‬بمقرر معلل يبين فيه المصلحة واألسباب المبررة لذلك‪ ،‬بعد االستماع ألبوي القاصر أو‬
‫نائبه الشرعي واالستعانة بخبرة طبية أو إجراء بحث اجتماعي‪.1‬‬

‫فالنص لم يحدد السن األدنى إلمكانية اإلذن بالزواج‪ ،‬ولكنه بالشروط التي قيد بها ضرورة توفر‬
‫المأذون له عل النضج واألهلية الجسمانية لتحمل تبعات الزواج وعلى التمييز الكافي لصدور‬
‫الرضى بالعقد‪ ،‬وهذا المقرر قابل للتنفيذ بمجرد صدوره‪ ،‬وال يقبل أي طعن‪ .2‬ثم إن موافقة‬
‫النائب الشرعي تعتبر ضرورية إلبرام عقد الزواج‪ ،‬وذلك بتوقيعه مع القاصر عل طلب اإلذن‬
‫بالزواج وحضوره عند إبرام العقد‪ ،3‬وعلى فرض أن النائب الشرعي رفض الموافقة وحتى ال يبقى‬
‫القاصر معلقا فإن قاضى األسرة المكلف بالزواج يبث في الموضوع‪ ،‬حيث يتقصى أسباب امتناع‬
‫النائب الشرعي‪ ،‬حينها يقرر اإلذن بالزواج أو رفضه بعد الوقوف عل مدى موضوعية هذا الرفض‪.‬‬

‫‪ .2‬زوإج انقص إلهلية بسبب إلعقل‪:‬‬


‫باإلضافة إلى شرط السن الذي تنص عليه المادة ‪ 19‬من المدونة‪ ،‬فالبد من الراغب في الزواج أن‬
‫يكون متمتعا بقواه العقلية‪ 4‬حتى تكتمل أهليته‪ .‬وقد نصت المادة ‪ 217‬على أن‪:‬‬

‫"يعتبر عديم األهلية‪:‬‬

‫‪ o‬الصغير الذي لم يبلغ سن التمييز؛‬


‫‪ o‬المجنون وفاقد العقل؛‬
‫‪ o‬يعتبر الشخص المصاب بحالة فقدان العقل بكيفية متقطعة‪ ،‬كامل األهلية خالل‬
‫الفترات التي يؤوب إليه عقله فيها‪.‬‬
‫‪ o‬الفقدان اإلرادي للعقل ال يعفي من المسؤولية"‪.‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة إملادة ‪.20‬‬


‫‪ 2‬دليل معيل ملدونة إلرسة ص‪20‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ ،‬إلفقرة إلوىل من إملادة ‪.21‬‬
‫‪ 4‬مدونة إلرسة إملادة ‪19‬‬
‫‪99‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وبالتالي أي تصرف يصدر من الشخص المصاب بخلل عقلي يعتبر باطال وال ينتج عنه أي أثر‬
‫قانوني‪ ،‬كذلك الشأن بالنسبة لزواجه‪ .‬غير أنه في بعض األحيان يمكن أن يشكل زواج المجنون‬
‫أمرا مفيدا في عاجه‪ ،‬مما جعل المشرع المغربي يسمح للقاضي المكلف بالزواج بأن يأذن بزواج‬
‫الشخص المصاب بإعاقة ذهنية ذكرا كان أم أنثى بناء عل طلب يقدم من طرف نائبه القانوني‬
‫أو من طرفه شخصيا‪.1‬‬

‫لكن يشترط في هذه الحالة ما يلي‪:‬‬

‫➢ تقديم تقرير حول اإلعاقة من طرف طبيب خبير أو أ كثر؛‬


‫➢ إطالع القاضي الطرف اآلخر عل التقرير؛‬
‫➢ رشد الطرف اآلخر ورضاه صراحة في تعهد رسمي بعقد الزواج مع المصاب باإلعاقة‪.2‬‬

‫يتضح مما سبق أن المدونة لم تشترط موافقة النائب الشرعي للمصاب بإعاقة ذهنية كما هو‬
‫الشأن بالنسبة للقاصر سنا‪ ،‬رغم أن هذه اإلعاقة قد تعدم التمييز‪ ،‬وربما هذا يناقض ما جاء في‬
‫المادة ‪ 224‬حيث تنص على أنه ال ينتج عن تصرفات عديم األهلية أي أثر‪ .‬كما يالحظ من خالل‬
‫اشتراط المدونة رشد الطرف اآلخر أنها ال تجيز زواج المصاب بإعاقة ذهنية من شخص آخر يعاني‬
‫من إعاقة ذهنية أو من قاصر‪.‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬عدم إلتفاق عىل إسقاط إلصدإق‬


‫من الشروط كذلك التي وضعتها مدونة األسرة ‪ -‬إلى جانب أهلية الزوجين ‪ -‬عدم االتفاق عل‬
‫إسقاط الصداق‪ .‬وقد أخذت في ذلك بالمذهب المالكي‪ ،‬حيث يرى المالكية أن النكاح الذي‬

‫‪ 1‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪44‬‬


‫‪ 2‬حامدي إدريس‪ ،‬إلبعد إملقاصدي وإصالح مدونة إلرسة‪ ،‬أفريقيا إلرشق‪ ،‬ص‪.177‬‬
‫‪100‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ينعقد شريطة االتفاق عل إسقاط الصداق باطال‪ ،1‬عكس ما يراه الحنفية من جواز اتفاق الطرفين‬
‫عل إسقاط الصداق باعتباره أثرا من آثار عقد النكاح‪.2‬‬

‫‪ .1‬تعريف إلصدإق يف إملدونة‪:‬‬


‫عرفته مدونة األسرة بأنه‪" :‬هو ما يقدمه الزوج لزوجته إشعارا بالرغبة في عقد الزواج وإنشاء‬
‫أسرة مستقرة‪ ،‬وتثبيت أسس المودة والعشرة بين الزوجين‪ ،‬وأساسه الشرعي هو قيمته‬
‫المعنوية والرمزية‪ ،‬وليس قيمته المادية"‪.3‬‬

‫‪ .2‬مقدإر إلصدإق‪:‬‬
‫لم تحدد المدونة أدنى الصداق وال أ كثره‪ ،‬مع أنها نصت عل التخفيف أخذا بما جاء على ألسنة‬
‫الفقهاء من استحباب تخفيف الصداق‪ ،‬قال اإلمام ابن أبي زيد القيرواني‪" :‬والمياسرة في الصداق‬
‫أحب إلينا وأقرب إلى يسر الدين"‪ .4‬فالزواج في عهد النبي صلى هللا عليه وسلم والصحابة الكرام‬
‫وهو خير القرون لم يكن فيه تشدد وال تعنت‪ ،‬ال من ناحية المهر وال من ناحية تكاليف الزواج‪.‬‬
‫ويدل عل ذلك أقوال النبي ﷺ وأفعاله وتقريراته‪:‬‬

‫ومن أقواله‪ :‬ما روته عائشة رضي هللا عنها‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪(( :‬أن من أعظم ألنساء بركة أيسرهن‬
‫مؤنة))‪.5‬‬

‫‪ 1‬محمد بن عبد هللا إخلريش إملاليك أبو عبد هللا (إملتوىف‪1101 :‬هـ)‪ ،‬رشح خمترص خليل للخريش‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلفكر‬
‫للطباعة ‪ -‬بريوت‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪262‬‬
‫‪ 2‬عامثن بن عيل بن حمجن إلبارعي‪ ،‬خفر إدلين إلزيلعي إحلنفي (إملتوىف‪ 743 :‬هـ) إحلاش ية‪ :‬شهاب إدلين أمحد بن محمد بن‬
‫إلشلْ ِ ِ ّيب‪،‬‬
‫إلشلْ ِ ُّيب (إملتوىف‪ 1021 :‬هـ)‪ ،‬تبيني إحلقائق رشح كزن إدلقائق وحاش ية ِ ّ‬
‫أمحد بن يونس بن إسامعيل بن يونس ِ ّ‬
‫إلنارش‪ :‬إملطبعة إلكربى إلمريية ‪ -‬بولق‪ ،‬إلقاهرة إلطبعة‪ :‬إلوىل ‪1313‬ه‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.136‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة إملادة ‪26‬‬
‫‪ 4‬أبو محمد عبد هللا بن أيب زيد عبد إلرمحن إلنفزي‪ ،‬إلقريوإين‪ ،‬إملاليك ‪386‬هـ‪ ،‬إلنوإدر وإلزايدإت عىل ما يف إملدونة من‬
‫غريها من إلهمات‪ ،‬حتقيق محمد جحي وأآخرون‪ ،‬دإر إلغرب إلساليم‪ ،‬بريوت‪ ،‬إلطبعة إلوىل ‪1999‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.450‬‬
‫‪ 5‬أمحد بن إحلسني بن عيل‪ ،‬أبو بكر إلبهيقي‪ ،‬إلسنن إلكربى‪ ،‬ابب ما يس تحب من إلقصد يف إلصدإق ‪ ،‬حديث رمق‬
‫‪ ،14356‬ج‪ ،6‬ص ‪.381‬‬
‫‪101‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ومن أفعاله‪ :‬ما روته عائشة رضي هللا عنها عن النبي ﷺ حيث قالت‪(( :‬كان صدأق رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم الزوأجه ثنتي عشرة أوقية ونشا‪ ،‬وألنش نصف أوقية‪ ،‬فتلد خمسمائة درهم‪ ،‬فهذأ صدأق رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسل الزوأجه))‪.1‬‬

‫ومن تقريراته‪ :‬ما رواه اإلمام البخاري في صحيحه ((أن ألنبي صلى هللا عليه وسلم رأى على عبد ألرحمن‬
‫بن عوف أثر صفرة‪ ،‬قال‪« :‬ما هذأ؟» قال‪ :‬أني تزوجت أمرأة عل وزن نوأة من ذهب‪ ،‬قال‪« :‬بارك هللا لك‪ ،‬أولم‬
‫ولو بشاة))‪.2‬‬

‫وقد أقرت المدونة جواز كل ما صح التزامه شرعا‪ ،‬صلح أن يكون صداقا‪ ،3‬وبالتالي سارت عل‬
‫نهج الفقهاء في منع تقديم ما ال يجوز شرعا كصداق للزوجة‪ .‬وما يصلح أن يكون مهرا ال يخرج‬
‫عن أحد األمرين‪:‬‬

‫األموال ويقصد بها‪ :‬تمليك الذوات من كل ما له قيمة اقتصادية من األشياء المادية‪)...( ،‬‬
‫وتمليك المنافع كالخدمات واالستئجار مثل تعليمها القرآن (‪ )...‬وقد اختلف فيها فقهاء‬
‫المالكية‪.4‬‬

‫المنافع الي ال تقدر بالمال‪ :‬وذلك مثل االلتزام بأال يتزوج عليها‪ ،‬أو االلتزام بأن تبقى في بلد أهلها‬
‫(‪ )...‬فهذه األموال ال تصلح أن تكون مهرا باتفاق الفقهاء‪.5‬‬

‫كما أشارت إلى أن الصداق ملك للزوجة ولذلك ال يجوز للزوج مطالبتها بأثاث أو غيره مقابل‬
‫الصداق‪ .‬فقد نصت المادة ‪ 29‬عل أن‪" :‬الصداق ملك للمرأة تتصرف فيه كيف شاءت‪ ،‬وال حق‬
‫للزوج في أن يطالبها بأثاث أو غيره‪ ،‬مقابل الصداق الذي أصدقها"‪.‬‬

‫‪ .3‬حالت إلصدإق‪:‬‬

‫‪ 1‬روإه إلمام مسمل يف حصيحه (حصيح إلمام مسمل) ابب إلصدإق وجوإز كونه تعلمي قرأآن وخامت حديد‪ ،‬وغري ذكل من‬
‫قليل وكثري وإس تحباب كونه مخسامئة درمه ملن ل جيحف به ‪ ،‬حديث رمق ‪ ،78‬ج‪ ،2‬ص‪.1042‬‬
‫‪ 2‬إلبخاري‪ ،‬حصيح إلبخاري‪ ،‬ابب‪ :‬قول هللا تعاىل‪{ :‬وأآتوإ إلنساء صدقاهتن حنةل} ‪/‬إلنساء‪ ، /٤ :‬حديث رمق ‪ ،5155‬ج‪،7‬‬
‫ص‪.21‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.28‬‬
‫‪ 4‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬كتاب إلزوإج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.128‬‬
‫‪ 5‬إملرجع إلسابق نفس إلصفحة‬
‫‪102‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫جاء في المادة ‪" :30‬يجوز االتفاق عل تعجيل الصداق أو تأجيله إلى أجل مسمى كال أو بعضا"‪.‬‬
‫وبالتالي يمكن تلخيص حاالت الصداق في ثالث حاالت وهي‪:‬‬

‫▪ الصداق المعجل‪ :‬وهو الصداق الذي اتفق الطرفان عل أدائه عند العقد أو عند الدخول‪.1‬‬
‫▪ الصداق المؤجل‪ :‬هو الصداق الذي اتفق الطرفان عل أدائه بعد الدخول‪ .2‬ويكره عند‬
‫المالكية تأجل الصداق كله‪.3‬‬
‫▪ الصداق المعجل بجزء والمؤجل بجزء آخر‪ :‬هو الذي اتفق الطرفان عل أداء جزء منه عند‬
‫العقد أو الدخول‪ ،‬وأداء الجزء اآلخر بعد الدخول‪ .‬يقول الخرشي‪" :‬وجاز تأجيل الصداق أو‬
‫بعضه إلى ميسرة الزوج"‪.4‬‬

‫الصداق نوعان‪:‬‬

‫الصداق المسمى‪ :‬هو الصداق الذي اتفق الطرفان عل مقداره وجنسه‪.‬‬

‫صداق المثل‪ :‬هر الصداق الذي تحدده المحكمة حالة السكوت عن تحديده وقت إبرام‬
‫العقد‪ ،‬أو إذا لم يتراضى الطرفان عليه بعد البناء‪ ،‬مع مراعاة العرف والوسط االجتماعي‬

‫‪ .4‬حالت إس تحقاق إلصدإق‪:‬‬


‫أشارت المدونة إلى حاالت استحقاق الزوجة الصداق من خالل المادة ‪ 32‬والتي جاء فيا‪:‬‬

‫• تستحق الصداق كله بالبناء أو الموت قبله‪.‬‬


‫• تستحق الزوجة نصف الصداق المسمى إذا وقع الطالق قبل البناء‪.‬‬
‫• ال تستحق الزوجة الصداق قبل البناء‪:‬‬
‫‪ )1‬إذا وقع فسخ عقد الزواج‪.‬‬

‫‪ 1‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ص‪.142‬‬


‫‪ 2‬نفس إملرجع ص‪.143‬‬
‫‪ 3‬عامثن بن إمليك إلتوزري إلزبيدي‪ ،‬توضيح إلحاكم رشح حتفة إحلاكم‪ ،‬إملطبعة إلتونس ية‪ ،‬إلطبعة إلوىل ‪1339‬هـ‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.25‬‬
‫‪ 4‬محمد بن عبد هللا إخلريش إملاليك أبو عبد هللا (إملتوىف‪1101 :‬هـ)‪ ،‬رشح خمترص خليل للخريش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪،3‬‬
‫ص‪257‬‬
‫‪103‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ )2‬إذا وقع عقد الزواج بسبب عيب في الزوجة‪ ،‬أو كان الرد من الزوجة بسبب عيب‬
‫في الروج‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا حدث الطالق في زواج التفويض‪.1‬‬
‫أ‪ .‬حاالت استحقاق الصداق كامال‬

‫تستحق الزوجة الصداق كامال في ثالث حاالت‪ :‬الطالق بعد البناء‪ ،‬الموت قبل البناء‪ ،‬الخلوة‬
‫الصحيحة أو الدخول الحكمي‪.‬‬

‫الطالق بعد البناء‪ :‬وهو وطء الزوج البالغ زوجته المطيقة للوطء بعد العقد‪ .2‬وبمجرد البناء‬
‫تستحق الزوجة الصداق كامال إن كان سمى لها صداقا‪ ،‬أو صداق المثل في حالة نكاح التفويض‬
‫كما سبقت اإلشارة إلى ذلك‪.‬‬

‫الموت قل البناء‪ :‬بمعنى أن يموت أحد الزوجين قبل أن يبني الزوج بزوجته‪ .‬فهي تستحق‬
‫الصداق كامال في هذه الحالة أيضا‪ .‬فإن مات الزوج استحقت الزوجة صداقها المسمى من إرثه‬
‫وإال فصداق المثل‪ ،‬وإن ماتت الزوجة حق لورثتها المطالبة بصداقها‪.‬‬

‫الخلوة الصحيحة أو الدخول الحكمي‪ :‬ومعنى الخلوة الصحيحة أال يكون هناك مانع يمنعه من‬
‫وطئها طبعا وال شرعا‪ .3‬وسميت بالدخول الحكمي ألنها تقوم مقام الدخول‪ ،4‬فالصداق يتم‬
‫بمجرد أن يستمتع الزوج بامرأته بمباشرة دون الفرج أو قبله‪ ،‬أو رؤيتها عريانة‪ ،‬أو نال منها أي‬
‫شيء ال يحل لغيره‪ ،‬وبه قال الشافعية والحنابلة والشافعية في القديم‪.5‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪32‬‬


‫‪ 2‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬كتاب إلزوإج‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن أيب سهل مشس إلمئة إلرسخيس (إملتوىف‪483 :‬هـ)‪ ،‬إملبسوط للرسخيس‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إملعرفة ‪ -‬بريوت‬
‫إلطبعة‪ :‬بدون طبعة اترخي إلنرش‪1414 :‬هـ ‪1993 -‬م‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.150‬‬
‫‪ 4‬محمد بن محمد بن محمود أمكل إدلين أبو عبد هللا إبن إلش يخ مشس إدلين إبن إلش يخ جامل إدلين إلرويم إلبابريت‪ ،‬إلعناية‬
‫رشح إلهدإية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪331‬‬
‫‪ 5‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬كتاب إلزوإج‪ ،‬ص‪.148‬‬
‫‪104‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫اإلقامة سنة في بيت الزوجية‪ :‬فالزوجة ستحق الصداق كامال عند المالكية‪ ،‬ألن إقامتها سنة كاملة‬
‫في بيت الزوجية تقرم مقام الوطء‪.1‬‬

‫ب‪ .‬حاالت استحقاق نصف الصداق‬

‫نستحق الزوجة نصف الصداق المسمى في حالة واحدة وهي الطالق من الزواج الصحيح قبل‬
‫البناء باإلجماع‪ ،‬وقبل الدخول الحكمي عل الراجح‪ ،‬وقبل ما يقوم مقامه من بقاها سنة مع‬
‫زوجها عند المالكية‪.2‬‬

‫ت‪ .‬حاالت عدم استحقاق الصداق‪:‬‬

‫ال تستحق الزوجة الصداق في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬إذا وقع فسخ عقد الزواج لسبب من أسباب الفسخ‪.‬‬

‫‪ .2‬إذا وقع رد عقد الزواج بسبب عيب في الزوجة‪ ،‬أو كان الرد من الزوجة بسبب عيب في الزوج‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا حدث الطالق في زواج التفويض‪ .‬أي في حالة السكوت عن تحديد الصداق وقت إبرام‬
‫العقد‪.3‬‬

‫‪ .5‬إختالف إلزوجني يف قبض إلصدإق‪:‬‬


‫إذا اختلف الزوجان حول قبض الصداق بحيث ادعى الزوج أنه دفعه لها‪ ،‬وأنكرت الزوجة أن‬
‫تكون قد توصلت به‪ ،‬ففي هذا االختالف حالتان‪:‬‬

‫الحال األولى‪ :‬أن يقع االختالف قبل الدخول‪ ،‬فيكون القول للزوجة مع يمينها باإلجماع إن كانت‬
‫رشيدة‪ ،‬أو لوليها مع يمينه إن كانت محجورة‪ .‬أو لوارثها مع يمينه إن ماتت‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬أن يقع الخالف بعد الدخول ففيه خالف‪:‬‬

‫‪ 1‬أمحد بن محمد بن أمحد إلعدوي‪ ،‬أبو إلرباكت إلشهري ابدلردير‪ ،‬رشح خمترص خليل‪ ،‬خزإنة إلممل عيل بتارودإنت‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص ‪.301‬‬
‫‪ 2‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬كتاب إلزوإج‪ ،‬ص‪.157‬‬
‫‪ 3‬محمد إلشافعي‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫‪105‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫مذهب الجمهور‪ :1‬القول قول المرأة ما لم يثبت الزوج عكس ذلك‪.2‬‬

‫مذهب المالكية‪ :3‬أن القول للزوج مع يمينه‪ ،‬وهذا ما أخذت به المدونة من خالل الفقرة األولى‬
‫من المادة ‪.33‬‬

‫إملطلب إلثالث‪ :‬ويل إلزوإج عند الاقتضاء‬


‫‪:‬‬‫تعريف إلولية‬ ‫‪.1‬‬

‫لغة‪ :‬الولي هر الناصر‪ )...( ،‬والولي‪ :‬ولي اليتيم الذي يلي أمره ويقوم بكفايته‪ .‬وولي المرأة‪ :‬الذي‬
‫يلي عقد النكاح عليها وال يدعها ستبد بعقد النكاح دونه‪.4‬‬

‫الوالية شرعا‪ :‬هي القدرة عل التصرف‪ 5‬أو هي‪ :‬تنفيذ القول عل الغير‪.6‬‬

‫‪ .2‬أقسام إلولية‪:‬‬
‫تنقسم الوالية إلى قسمين‪:‬‬

‫والية عل النفس‪ :‬وهي قدرة الشخص عل التصرف في الشؤون المتعلقة بشخص المولى عليه‬
‫ونفسه‪ .‬كالوالية في النكاح أو الطالق‪.‬‬

‫‪ 1‬أبو جعفر أمحد بن محمد بن سالمة بن عبد إملكل بن سلمة إلزدي إحلجري إملرصي إملعروف ابلطحاوي ‪321‬هـ‪ ،‬خمترص‬
‫إختالف إلعلامء‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد هللا نذير أمحد‪ ،‬دإر إلبشائر إلسالمية – بريوت‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1417 ،‬هـ‪ ،‬ج‪،2‬‬
‫ص‪.286‬‬
‫‪ 2‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬كتاب إلزوإج‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ 3‬يوسف أبو معرو بن عبد هللا بن محمد بن عبد إلرب بن عامص إلمنري إلقرطيب ‪463‬هـ‪ ،‬إلاكيف يف فقه أهل إملدينة‪ ،‬حتقيق‪:‬‬
‫محمد أمحد ودل ماديك إملوريتاين‪ ،‬مكتبة إلرايض إحلديثة‪ ،‬إلرايض – إململكة إلعربية إلسعودية‪ ،‬إلطبعة إلثانية‬
‫‪1400‬هـ‪1980/‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.558‬‬
‫‪ 4‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق‪.45/42 ،‬‬
‫‪ 5‬عبد إلغفور محمد إلبيايت‪ ،‬إلقوإعد إلفقهية إلكربى وأثرها يف إملعامالت إملدنية وإلحوإل إلشخصية‪ ،‬منشورإت محمد عيل‬
‫بيضون دإر إلكتب إلعلمية – بريوت – لبنان‪ ،2015 ،‬ص‪.43‬‬
‫‪ 6‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬ج‪ ،17‬ص‪300‬‬
‫‪106‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫والية عل المال‪ :‬قدرة الشخص شرعا عل التصرف في ماله أو مال الغير‪.1‬‬

‫وبالتالي يتبين أن العالقة بين الوالية عل النفس والوالية عل المال أن كلتيهما تشتركان في تنفيذ‬
‫القول عل الغير‪.2‬‬

‫‪ .3‬إلولية عىل إلناكح يف مدونة إلرسة‪.‬‬


‫ذهبت مدونة األسرة إلى أنه ال يشترط الولي في عقد الزواج‪ ،‬وجوزت للفتاة الرشيدة أن تزوج‬
‫نفسها بغير إذن وليها‪ ،‬وقد صرحت بذلك حيث جاء فيها‪" :‬للراشدة أن تعقد زواجها بنفسها‪،‬‬
‫أو تفوض ذلك ألبيها أو ألحد من أقاربها"‪ .3‬وربما أخذت بذلك مرافقة للمذهب الحنفي‪ ،‬الذي‬
‫أجاز للمرأة أن تزوج نفسها شريطة أن يكون بالكفء‪ ،‬وإال فللولي الحق في فسخ عقد الزواج‪.‬‬
‫وبتتبع المسائل التي تحدث عنبا الفقهاء األحناف حول الوالية يتبين أنهم قيدوا حرية المرأة في‬
‫تزويج نفسها بحيث يحق للولي التدخل متى رأى المصلحة في ذلك‪ ،‬والدليل عل ذلك إذا تزوجت‬
‫المرأة‪ ،‬وقصرت في مهرها لألولياء االعتراض عليها عنده حتى يتم لها مهر مثلها‪ ،‬أو يفارقها‪ ،‬ألنها‬
‫سريعة االنخداع ضعيفة الرأي‪ ،‬فتفعل ذلك متابعة للهوى ال لتحصيل المقاصد‪ ،‬ألن النساء قلما‬
‫ينظرن في عواقب األمور ومصالحها‪.4‬‬

‫‪ .4‬تطور إلولية يف إلترشيع إملغريب‪:‬‬


‫أ‪ .‬الوالية في مدونة األحوال الشخصية الصادرة سنة ‪:1957‬‬

‫لقد ساير التشريع المغربي في هذه المرحلة رأي الجمهور في هذا المجال ومن ضمنه رأي اإلمام‬
‫مالك عندما اعتبر أن الوالية شرط صحة في عقد الزواج ال يصح إال بتوافرها‪ .‬لكن سرعان ما عدل‬
‫جزئيا عن هذا الموقف من خالل التعديل الذي عرفته مدونة األحوال الشخصية سنة ‪،1993‬‬
‫قبل أن يتخلى عنها نهائيا‪.‬‬

‫‪ 1‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ج‪ ،45‬ص‪.186‬‬


‫‪2‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬إملوسوعة إلفقهية إلكويتية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،45‬ص‪.186‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ /‬إملادة ‪25‬‬
‫‪4‬عبد هللا بن محمود بن مودود إملوصيل إلبدليج‪ ،‬جمد إدلين أبو إلفضل إحلنفي ‪683‬هـ‪ ،‬الاختيار لتعليل إخملتار‪ ،‬مطبعة‬
‫إحلليب – إلقاهرة‪1356 ،‬هـ‪ ،1937/‬ج‪ ،3‬ص‪.97‬‬
‫‪107‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ووفق هذا التعديل أصبحت الوالية اختيارية‪ ،‬بحيث ال يمكن للولي أن يعقد عل من توجد تحت‬
‫واليته‪ ،‬إال برضاها وتفويض منها‪ .‬وبناء على هذا التعديل تتبين بوادر إلغاء الوالية‪ .‬ويتأكد ذلك‬
‫من خالل تعديل ‪ ،1993‬حيث ميز المشرع بين المرأة الرشيدة التي ال أب لها‪ ،‬وهذه في حل من‬
‫أمرها تزوج نفسها بنفسها أو تفرض ذلك لوليها يؤازرها أثناء إبرام عقد الزواج والمرأة ذات األب‬
‫وتعتبر الوالية شرط صحة بالنسبة لها‪ ،‬ال يقوم الزواج صحيحا إال بتوفرها‪.1‬‬

‫ب‪ .‬الوالية في مدونة األسرة‪:‬‬

‫نظم المشرع المغري الحالي الوالية في الزواج ضمن مقتضيات المادتين ‪ 24‬و‪ 25‬من مدونة‬
‫األسرة بكيفية تنم عن تغيير عميق في طبيعتها إذ تحولت – مبدئيا ‪ -‬من شرط صحة في عقد‬
‫الزواج إلى حق للمرأة الرشيدة‪.2‬‬

‫إملطلب إلرإبع‪ :‬سامع إلعدلني إلترصحي ابلجياب وإلقبول من إلزوجني وتوثيقه‪:‬‬


‫اشتراط سماع العدلين التصريح باإليجاب والقبول من الزوجين‪:‬‬

‫تعتبر الشهادة شرط صحة في عقد النكاح عل مذهب الشافعية والحنفية والمشهور عند‬
‫الحنابلة‪ ،‬واإليجاب والقبول ال يتحققان إال بشاهدين يسمعانهما‪ ،‬وعليه فاإلشهاد مما ال يتم‬
‫الواجب إال به‪ .3‬لقوله ﷺ‪(( :‬ال نكاح أال بولي وشاهدي عدل))‪.4‬‬

‫وقد سارت مدونة األسرة على الجمهور في اعتبار اإلشهاد على عقد الزواج من شروط الصحة عل‬
‫اعتباره وسيلة إلثبات الرابطة الزوجية في حالة إنكارها من طرف أحد الزوجين‪.‬‬

‫‪ .1‬رشوط حصة إلشهاد عل عقد إلزوإج‪:‬‬


‫ينبغي توفر مجموعة من الشروط في الشاهدين على عقد الزواج حتى يعتد بإشهادهما‪ ،‬وذلك‬
‫لعلو شأن الرابطة الزوجية وخطورتها‪ ،‬ومن تلك الشروط ما هو متفق عليه بين الفقهاء‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف رشح إملدونة‪ ،‬إلطبعة إلثالثة‪2015 ،‬م‪ ،‬ص‪ 149‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف رشح إملدونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪151‬‬
‫‪ 3‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫‪ 4‬روإه إدلإرقطين‪ ،‬سنن إدلإرقطين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬كتاب إلناكح حديث رمق ‪ ،3531‬ج‪ ،4‬ص‪.322‬‬
‫‪108‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫العقل‪ ،‬والبلوغ‪ ،‬وسماع كالم المتعاقدين مع فهم أن المقصود به عقد الزواج‪ .‬فلو شهد على‬
‫العقد صبي‪ ،‬أو مجنون‪ ،‬أو أصم‪ ،‬أو سكران‪ ،‬فإن الزواج ال يصح‪ ،‬إذ أم وجود هؤالء كعدمه‪.1‬‬

‫وشروط مختلف فيها‪:‬‬

‫أ‪ .‬العدالة‪:‬‬

‫ذهب األحناف إلى أن العدالة ال تشترط‪ ،‬وأن الزواج ينعقد بشهادة الفاسقين‪ ،‬وكل من يصلح‬
‫أن يكون وليا في الزواج يصلح أن يكون شاهدا فيه‪ ،‬ثم إن المقصود من الشهادة اإلعالن‪.‬‬
‫والشافعية قالوا البد من أن يكون الشهود عدوال للحديث‪(( :‬ال نكاح أال بولي وشاهدي عدل))‪.2‬‬
‫وعندهم أنه إذا عقد الزواج بشهادة مجهولي الحال ففيه وجهان‪ ،‬والمذهب أنه يصح‪ ،‬ألن الزواج‬
‫يكون في القرى والبادية وبين عامة الناس‪ ،‬ممن ال يعرف حقيقة العدالة‪ ،‬فاعتبار ذلك يشق‬
‫فاكتفي بظاهر الحال‪ ،‬وكون الشاهد مستورا لم يظهر فسقه‪،3)٠٠٠( ،‬‬

‫ب‪ .‬الذكورة‪:‬‬

‫ذهب الشافعية والحنابلة إلى اشتراطها في الشهود‪ ،‬فإن عقد الزواج بشهادة رجل وامرأتين ال‬
‫يصح‪ ،‬لما رواه أبو عبيد عن الزهري أنه قال‪( :‬مضت السنة عن رسول هللا ﷺ‪( :‬أن ال يجوز شهادة‬
‫ألنساء في ألحدود‪ ،‬وال في أل نكاح‪ ،‬وال في ألطالق)‪ ،4‬وألن عقد الزواج عقد ليس بمال‪ ،‬وال المقصود‬
‫منه المال‪ ،‬ويحضره الرجل غالبا‪ ،‬فال يثبت بشهادتهن كالحدود‪ .‬أما األحناف ال يشترطون هذا‬

‫الشرط‪ ،‬ويرون أن شهادة رجلين أو رجل وامرأتين كافية‪ ،‬لقول هللا تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪ .5﴾ ‬وألنه‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬

‫مثل البيع في أنه عقد معاوضة فينعقد بشهادتهن مع الرجال‪.‬‬

‫ت‪ .‬الحرية‪:‬‬

‫‪ 1‬س يد سابق‪ ،‬فقه إلس نة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.59‬‬


‫‪ 2‬س بق خترجيه‬
‫‪ 3‬س يد سابق‪ ،‬فقه إلس نة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.59‬‬
‫‪ 4‬جامل إدلين أبو إلفرج عبد إلرمحن بن عيل بن محمد إجلوزي‪ ،‬إلتحقيق يف أحاديث إخلالف‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية –‬
‫بريوت‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪1415 ،‬هـ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.269‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]281 :‬‬
‫‪109‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ويشترط أبو حنيفة والشافعي أن يكون الشهود أحرارا‪ .1‬وأحمد ال يشترط الحرية‪ ،‬ويرى أن‬
‫شهادة العبدين ينعقد بها الزواج‪ ،‬تقبل في سائر الحقوق‪ ،‬وأنه ليس فيه نص من كاب وال سنة‬
‫رد شهادة العبد‪ ،‬ويمنع من قبولها ما دام أمينا صادقا تقيا‪.2‬‬

‫ث‪ .‬اإلسالم‪:‬‬

‫والفقهاء لم يختلفوا في اشتراط االسالم في الشهود إذا كان العقد بين مسلم ومسلمة‪ .‬واختلفوا‬
‫في شهادة غير المسلم فيما إذا كان الزوج وحده مسلما‪ :‬فعند أحمد والشافي ومحمد بن الحسن‬
‫أن الزواج ال ينعقد‪ ،‬ألنه زواج مسلم‪ ،‬ال تقبل فيه شهادة غير المسلم‪ .3‬وأجاز أبو حنيفة وابو‬
‫يوسف شهادة كتابيين إذا تزوج مسلم كتابية‪.4‬‬

‫‪ .2‬توثيق عقد إلزوإج‪:‬‬


‫إن للتوثيق في الشريعة اإلسالمية أهمية كبرى سواء منه ما كان بالشهود أو بالكتابة‪ .‬وإذا كان‬
‫التوثيق بالشهود سببا إلشهار الزواج وإعالنه فإن توثيقه بالكتابة سبب أيضا إلشهاره وإعالنه‪ .‬وال‬
‫مراء في أن التوثيق أدعى في هذا العصر الذي تعقدت فيه المشكالت‪ ،‬وتعددت فه أسباب النزاع‬
‫مما يقتضي توثيق العقود بالكتابة‪ ،‬وال مراء في أن لهذا التوثيق منافع عدة‪ ،‬منها إمكانية حفظ‬
‫العقد المكتوب مدة طويلة وغير محدودة‪ ،‬ومنها سهولة الرجوع إليه عند النزاع مما ال يتوافر في‬
‫الشهود‪ ،‬ومن هذه المنافع أيضا معرفة األمة لتاريخها وتسلسل أجيالها‪ ،‬وحفظ أنسابها‪ ،‬ناهيك‬
‫عما يستلزمه تخطيط تنميتها واقتصادها من توثيق زيجاتها‪.5‬‬

‫فاإللزام بتسجيل عقود الزواج هو من "باب السياسة الشرعية" التي يمكن لولي األمر إلزام‬
‫رعيته بها‪ ،‬لما رآه في ذلك من مصالح‪ ،‬فالتوثيق لدى المأذون أو الموظف المختص نظام أوجبته‬

‫‪ 1‬إلوزير أيب إملظفر حيىي بن محمد بن هبرية إلشيباين‪ ،‬إختالف إلمئة إلعالم‪ ،‬حتقيق‪ :‬إلس يد يوسف أمحد‪ ،‬دإر إلكتب‬
‫إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪127‬‬
‫‪ 2‬طه عبد هللا إلعفيفي‪ ،‬إملائة إلثانية من وصااي رسول هللا صىل هللا عليه وسمل‪ ،‬دإر إلبيان إلعريب‪ ،‬توزيع دإر إلكتب‬
‫إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.23‬‬
‫‪ 3‬س يد سابق‪ ،‬فقه إلس نة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.59‬‬
‫‪ 4‬عبد إمحليد بن إلطيب إبن رجب‪ ،‬إلطفوةل يف إلسالم‪ ،‬أو كتاب إلبحث وإلنقال يف أمه ما ذكر يف إلسالم عن إلطفال‪،‬‬
‫مركز إلنرش إجلامعي ‪-‬تونس‪ ،2007 ،‬ص‪.115‬‬
‫‪ 5‬عادل أمحد عبد إملوجود‪ ،‬إلنكحة إلفاسدة يف ضوء إلكتاب وإلس نة‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ص‪87‬‬
‫‪110‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫اللوائح والقوانين الخاصة بالمحاكم الشرعية‪ ،‬خشية الجحود وحفظا للحقوق‪ ،‬وحذرت من‬
‫مخالفته لما له من نتائج خطيرة من النكران‪.1‬‬

‫أ‪ .‬توثيق عقد الزواج من خالل مدونة األسرة المغربية‪:‬‬

‫استشعرت مدونة األسرة المغربية أهمية توثيق عقد الزواج‪ ،‬لذلك نصت عل أن من شروط‬
‫صحته توثيقه ‪ -‬حسبما جاء في المادة _‪ 13‬من طرف عدلين منتصبين لإلشهاد‪ ،‬كمت أجاز‬
‫المشرع المغربي إمكانية إبرام العقد أمام ضابط الحالة المدنية في حالة إذا كان أحد الزوجين‬
‫أجنبيا شريطة احترام باقي شروط صحة عقد الزواج األخرى‪.2‬‬

‫ولتوثيق عقد الزواج ينبغي احترام مرحلتين أساسيتين‪:‬‬

‫ب‪ .‬المرحلة األولى‪ :‬تقديم طلب اإلذن بالزواج‪:‬‬

‫يتمثل هذا اإلذن في مطبوع خاص‪ ،‬فالمعلومات التي يجب تضمينها في عقد الزواج تبتدئ بهذا‬
‫اإلذن‪ ،‬حيث أصبح العدالن ملزمين باإلشارة إليه وإلى رقمه وتاريخ صدوره ورقم ملف الزواج‬
‫المودع بالمحكمة‪.3‬‬

‫ت‪ .‬المرحلة الثانية‪ :‬إحداث ملف لعقد الزواج‪:‬‬

‫يتضمن هذا الملف عدة وثائق يتوقف عليها إذن القاضي المكلف بالزواج وإشهاد العدلين عليه‪،‬‬
‫وقد نصت مدونة األسرة عل هذه الوثائق من خالل المادة ‪ 66‬حيث ذكر فيها‪:‬‬

‫❖ المطبوع الخاص بطلب اإلذن بتوثيق عقد الزواج‪.‬‬


‫❖ نسخة من رسم الوالدة‪.‬‬
‫❖ شهادة إدارية لكل من الخطيبين‪.‬‬
‫❖ التزام كتابي يشهد فيه بوضعيته العائلية‪.‬‬
‫❖ الشهادة الطبية‪.‬‬
‫❖ اإلذن بالزواج في حال الزواج دون سن األهلية أو في حالة التعدد او اعتناق اإلسالم‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن محمد إلطيار‪ ،‬عبد هللا بن محمد إملطلق‪ ،‬محمد بن إبرإهمي إملوىس‪ ،‬إلفقه إمليرس‪ ،‬مدإر إلوطن للنرش – إململكة‬
‫إلعربية إلسعودية‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1433 ،‬هـ‪2012/‬م‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.28‬‬
‫‪ 2‬محمد إلشافعي‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪ 3‬إملرجع إلسابق‪ ،‬نفس إلصفحة‪.‬‬
‫‪111‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫❖ شهادة الكفاءة بالنسبة لألجانب‪.1‬‬

‫‪ .3‬مضمون عقد إلزوإج‪:‬‬


‫تضمن عقد الزواج ما بلي‪:‬‬

‫✓ اإلشارة إلى إذن القاضي ورقمه وتاريخ صدوره ورقم ملف مستندات الزواج والمحكمة‬
‫المودع بها‪.‬‬
‫✓ اسم الزوجين ونسبهم‪ ،‬وموطن أو محل إقامة كل واحد منهما‪ ،‬ومكان ميالده وسنه‪،‬‬
‫ورقم بطاقته الوطنية أو ما يقوم مقامها‪ ،‬وجنسيته‪.‬‬
‫✓ اسم الولي عند االقتضاء‪،‬‬
‫✓ صدور اإليجاب والقبول من المتعاقدين وهما متمتعان باألهلية والتمييز واالختيار‪.‬‬
‫✓ في حالة التوكل عل العقد‪ ،‬اسم الوكيل ورقم بطاقته الوطنية‪ ،‬وتاريخ ومكان صدور‬
‫الوكالة في الزواج‪.‬‬
‫✓ اإلشارة إلى الوضعية القانونية لمن سبق زواجه من الزوجين‪.‬‬
‫✓ مقدار الصداق في حال تسميته مع بيان المعجل منه والمؤجل‪ ،‬وهل قبض عيانا أو‬
‫اعترافا‪.‬‬
‫✓ الشروط المتفق عليها بين الطرفين‪.‬‬
‫✓ توقيع الزوجين والولي عند االقتضاء‪.‬‬
‫✓ اسم العدلين وتوقيع كل واحد منهما بعالمته وتاريخ اإلشهاد عل العقد‪.‬‬
‫✓ خطاب القاضي عل رسم الزواج مع طابعه‪.‬‬

‫‪ .4‬إلتوثيق بعد إلعقد‪:‬‬


‫تتلخص هذه العملية في تسجيل نص الزواج في السجل المعد له من جهة‪ ،‬وفي إرسال ملخصه‬
‫إلى ضابط الحالة المدنية لمكان والدة الزوجين من جهة ثانية‪.‬‬

‫أ‪ .‬تسجيل نص العقد بالسجل المعد له‪:‬‬

‫مدونة إلرسة‪ :‬إملادة‪66‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪112‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫تقضي مدونة األسرة من خالل المادة ‪ 68‬بتسجيل نص العقد في السجل المعد لذلك لدى‬
‫قسم قضاء األسرة لمحل إبرام العقد‪ ،‬فالزوجة تحوز الرسم األصلي للعقد‪ ،‬ويسلم نظير منه‬
‫للزوج فور الخطاب عليه‪ ،‬غير أن صوائر رسم الزوج تقع على عاتق الزوج ما عدا إذا ثبت احتياجه‬
‫حيث يقع تلقي شهادة الزواج بالمجان إذا ثبت عسر المتعاقدين‪.1‬‬

‫ب‪ .‬إرسال ملخص العقد إلى ضابط الحالة المدنية‪:‬‬

‫كان دور ضابط الحالة المدنية يقتصر فقط عل تسجيل الوالدات والوفيات دون الزواج وانحالله‪.‬‬
‫وتسليم الشخص رسوم والدته عندما يكون خاضعا لنظامها دون اإلشارة إلى حالته العائلية‬
‫(متزوج‪ ،‬أرمل‪ ،‬أو مطاق)‪.‬‬

‫غير أن المشرع تدخل لتمديد نظام الحالة المدنية إلى واقعتي الزواج وانحالل ميثاق الزوجية‬
‫من جهة‪ ،‬ولتحقيق االنسجام بين قانون الحالة المدنية ومدونة األسرة من جهة ثانية‪ .‬فالمادة‬
‫‪ 22‬من القانون _‪ 37 .99‬المتعلق بالحالة المدنية تقضي بإرسال نظير من رسم الزواج أو ثبوت‬
‫الزوجية إلى ضابط الحالة المدنية لمكان والدة كل من‬

‫الزوجين‪ .‬وانسجاما مع هذه المقتضيات‪ ،‬تنص المادة ‪ 68‬من مدونة األسرة على تسجيل نص‬
‫عقد الزواج في السجل المعد لذلك لدى قسم قضاء األسرة وعلى أن يوجه ملخصه إلى ضابط‬
‫الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين مرفقا بشهادة التسليم داخل أجل خمسة عشر يوما من‬
‫تاريخ الخطاب عليه‪.2‬‬

‫وإذا لم يكن ألحد الزوجين أو لكليهما محل والدة بالمغرب‪ ،‬يوجه ملخص عقد الزواج إلى وكيل‬
‫الملك بالمحكة االبتدائية بالرباط‪ ،‬وذلك بغاية تمكين هذا األخير من تحديد الجهة التي يسجل‬
‫أمامها عقد الزواج ليضمن بياناته بسجالت الحالة المدنية‪.3‬‬

‫‪ .5‬زوإج إملغارية إملقميني ابخلارج‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد إلشافعي‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫‪ 2‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪68‬‬
‫‪ 3‬محمد إلشافعي‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪113‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يمكن للمواطن المغربي المقيم بالخارج (خاصة في الدول الغربية) أن يتروج طبق اإلجراءات‬
‫الشكلية الجاري بها العمل في دولة اإلقامة إذا توفر اإليجاب والقبول واألهلية والولي عند‬
‫االقتضاء‪ ،‬وانتفت الموانع الشرعية ولم ينص عل إسقاط الصداق‪ ،‬وحضر هذا الزواج شاهدين‬
‫مسلمين‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادة ‪ 21‬وما بعدها والمتعلقة بموافقة النائب الشرعي في زواج‬
‫القاصر‪.1‬‬

‫من خالل هذه المقتضيات‪ ،‬يتضح أن زواج المغاربة بالخارج ال يبرم عل غرار ما يجري به العمل‬
‫في المغرب‪ ،‬فهذا الزواج يبرم وفق الشروط الشكلية لبلد اإلقامة والشروط الموضوعية‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 14‬من مدونة األسرة‪ ،‬فإخضاع زواج المغارية بالخارج لإلجراءات‬
‫المحلية لبلد اإلقامة ينسجم مع مبادئ القانون الدولي الخاص التي تنص على خضوع شكل‬
‫التصرف لمحل إبرامه (‪ )...‬ويالحظ أيضا أن المشرع أضاف إلى الشروط الشكلية المحلية إلبرام‬
‫الزواج شكلية حضور شاهدين من عموم المسلمين مهما كانت جنسيتهما‪.2‬‬

‫بعد إبرام الزواج طبقا للشروط الشكلية لبلد اإلقامة‪ ،‬البد من بعض اإلجراءات التي يجب القيام‬
‫بها من أجل االعتراف بهذا الزواج من قبل السلطات المغربية‪ .‬فعلى المغاربة الذين أبرموا عقود‬
‫زواجهم طبقا للقانون المحلي لبلد إقامتهم أن يودعوا نسخة منها بالمصالح القنصلية المغربية‬
‫التابع لها محل إبرامه داخل أجل ثالثة أشهر من تاريخ إبرامه‪ ،‬أو إرساله إلى الوزارة المكلفة‬
‫بالشؤون الخارجية إذا لم توجد هذه المصالح‪.3‬‬

‫إملطلب إخلامس‪ :‬إنتفاء إملوإنع إلرشعية‪:‬‬


‫تتلخص موانع الزواج في صفة في المرأة تجعلها محرمة عل الرجل‪ ،‬بحيث ال يحق لهما االجتماع‬
‫تحت عقد الزواج‪ ،‬أو صفة في الزوج تحرم عليه الزواج ما دام متصفا بها‪ .‬وتنقسم هذه الموانع‬
‫إلى موانع مؤبدة وموانع مؤقتة‪.‬‬

‫‪ .1‬إملوإنع إملؤبدة‪:‬‬

‫‪ 1‬إدريس إلفاخوري‪ ،‬تطبيق مدونة إلرسة يف إملهجر‪ ،‬ندوة دولية‪ ،‬تنظمي خمترب إلبحث يف قانون إلرسة وإملهجر‪ ،‬ص‪.150‬‬
‫‪ 2‬محمد إلشافعي‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫‪ 3‬محمد مرسإر‪ ،‬نظرية إحلق وتطبيقاهتا يف أحاكم إلرسة‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ص‪.254‬‬
‫‪114‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وهي الموانع التي ال يمكن أن ترتفع‪ ،‬وال يجوز للرجل أن يتزوج بامرأة تتصف بها أبدا‪ ،‬وهي ثالثة‪:‬‬

‫أ‪ .‬مانع النسب‪:‬‬

‫لقد ذكرت مدونة األسرة المحرمات بسبب النسب في المادة ‪ 36‬حيث جاء فيها‪" :‬المحرمات‬
‫بالقرابة أصول الرجل وفصوله وفصول أول أصوله وأول فصل من كل أصل وإن عال"‪.1‬‬

‫فقد تناولت هذه المادة المحرمات عل الرجل بمانع النسب وهن سبعة أصناف‪:‬‬

‫األم‪ ،‬البنت‪ ،‬األخت‪ ،‬العمة‪ ،‬الخالة‪ ،‬بنت األخ‪ ،‬بنت األخت‪ .‬لما جاء في قوله تعالى‪﴿ :‬‬

‫‪        ‬‬

‫‪.2﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ب‪ .‬مانع المصاهرة‪:‬‬

‫تناول هذه المادة أيضا المحرمات بسبب المصاهرة وهن أربعة أصناف‪ ،‬ثالثة يحرمن بالعقد‬
‫عليهن دخل بهن أو لم يدخل‪ ،‬وواحدة تحرم بالدخول‪.‬‬

‫الصنف األول‪ :‬زوجة األب والجد وإن عال‪ ،‬لقوله تعالى‪     ﴿ :‬‬

‫‪.3﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الصنف الثاني‪ :‬زوجة االبن وابن االبن وإن سفل‪ ،‬لقوله تعالى‪    ﴿ :‬‬

‫‪.4﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪.5﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫الصنف الثالث‪ :‬أم الزوجة وجدتها وإن علت‪ ،‬لقوله تعالى ﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.36‬‬


‫‪[ 2‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]23 :‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]22 :‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]23 :‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]23 :‬‬
‫‪115‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الصنف الرابع‪ :‬ال تحرم إال بالدخول وهي بنت الزوجة وإن سفلت‪ ،‬لقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬

‫‪              ‬‬

‫‪.1﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ت‪ .‬مانع الرضاع‪:‬‬

‫جاء في المادة ‪" :38‬يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب والمصاهرة‪ .‬يعد الطفل الرضيع‬
‫خاصة‪ ،‬دون إخوته وأخواته ولدا للمرضعة وزوجها‪ .‬ال يمنع الرضاع الزواج‪ ،‬إال إذا حصل داخل‬
‫الحولين األولين قبل الفطام"‪.2‬‬

‫المحرمات بالرضاع هن المحرمات بالنسب باإلجماع‪ ،‬وبالمصاهرة عند الجمهور‪ ،‬ويشمل ذلك‬
‫األصناف التالية‪ :‬األم بالرضاع‪ ،‬والبنت بالرضاع‪ ،‬واألخت بالرضاع‪ ،‬والعمة بالرضاع‪ ،‬والخالة‬
‫بالرضاع‪ ،‬وبنت األخ بالرضاع‪ ،‬وبنت األخت بالرضاع‪ ،‬وزوجة األب بالرضاع‪ ،‬وزوجة االبن بالرضاع‪،‬‬
‫وأم الزوجة بالرضاع‪ ،‬وبنت الزوجة بالرضاع‪ .‬إلجماع العلماء عل أنه يحرم من الرضاع ما يحرم من‬
‫النسب‪.3‬‬

‫‪ .2‬إملوإنع إملؤقتة‪:‬‬
‫تشتمل المادة ‪ 39‬من مدونة األسرة المغربية عل سبعة موانع مؤقتة من الزواج‪:‬‬

‫أ‪ .‬مانع الجمع‪:‬‬

‫حيث جاء فيها‪" :‬الجمع بين أختين‪ ،‬أو بين امرأة وعمتها أو خالتها من نسب أو رضاع"‪ .4‬لقد‬
‫وافقت مدونة األسرة في مانع الجمع ما ذكر في الفقه اإلسالمي‪ ،‬حيث اتفق الفقهاء عل أنه ال‬

‫‪[ 1‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]23 :‬‬


‫‪ 2‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.38‬‬
‫‪ 3‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ 4‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.39‬‬
‫‪116‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ ،2﴾ ‬أو بينها وبين‬


‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫يجمع بين األختين بعقد نكاح‪ 1‬لقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫عمتها أو خالتها لثبوت ذلك عنه ‪-‬عليه الصالة والسالم ‪ -‬من حديث أبي هريرة‪ ،‬وتواتره عنه ‪-‬‬
‫عليه ألصالة وألسالم ‪ -‬من أنه نهى ﷺ أن يجمع بين ألمرأة وخالتها وبين ألمرأة وعمتها"‪.3‬‬

‫ب‪ .‬مانع العدد‪:‬‬

‫والمراد به الزيادة في الزوجات عل العدد المسموح به شرعا‪ ،‬فقد اتفق العلماء عل جواز نكاح‬
‫أربعة نساء‪ ،‬وأما فوق األربع فإن الجمهور اتفقوا عل أنه ال تجوز الخامسة‪ ،4‬لقوله تعالى‪:‬‬

‫‪ .5﴾ ‬وهذا ما ذكرته مدونة األسرة‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫﴿‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫حيث جاء فيا‪" :‬الزيادة في الزوجات عل العدد المسموح به شرعا"‪.6‬‬

‫ت‪ .‬مانع التطليق‪:‬‬

‫والمراد به حدوث الطالق بين الزوجين ثالث مرات‪ ،‬فهذا يمنع الزوج من العقد عليها مرة أخرى‬
‫بعد الطالق الثالث‪ ،‬حتى تتزوج زواجا طبيعيا بزوج آخر فدخل بها دخوال يعتد به شرعا‪ ،‬ثم‬
‫يطلقها بنحو طبيعي‪ ،‬ثم تنقضي عدتها‪ ،‬وعندئذ يجوز لها أن تعود إلى األول‪ ،‬فتبطل الثالث‬

‫السابقة‪ ،‬ويملك عليها ثالثا جديدة‪ ،‬ودليله قوله تعالى‪    ﴿ :‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪ .7﴾ ‬وقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪                 ‬‬

‫‪.8﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬

‫‪ 1‬إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.66‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]23 :‬‬
‫‪ 3‬أيب دإود‪ ،‬سنن أيب دإود‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ابب ما يكره أن جيمع بيهنن من إلنساء‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،240‬حديث رمق ‪.2066‬‬
‫‪ 4‬بوقندورة سلامين‪ ،‬إلروإئع إلفقهية يف إلحوإل إلشخصية‪ ،‬رشح قانون إلرسة‪ ،‬إلباب إلول إلزوإج وإحنالهل‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]3 :‬‬
‫‪ 6‬مدونة إلرسة إملادة ‪.39‬‬
‫‪[ 7‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]229 :‬‬
‫‪[ 8‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]228 :‬‬
‫‪117‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫مائع الكفر‪ :‬والمقصود بمانع الكفر زواج المسلمة بغير المسلم‪ ،‬وزواج المسلم بغير المسلمة‬

‫ما لم تكن كتابية‪ .1‬فزواج المسلمة بغير المسلم ال يجوز مطلقا ودليل ذلك قوله تعالى‪ :‬‬
‫‪‬‬

‫‪ .2﴾  ‬أما زواج المسلم بالوثنية والملحدة فقد أجمع العلماء‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ .3﴾ ‬كما أجع العلماء على‬


‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫عل عدم جوازه لقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫جواز زواج المسلم بالكتابية‪.4‬‬

‫مانع الزواج‪ :‬وهو وجود المرأة في زواج مع رجل آخر‪ ،‬وهذا يمنع التزوج بها ما دامت في عصمة‬
‫رجل آخر‪.5‬‬

‫مانع العدة‪ :‬والمراد به وجود المرأة في عدة‪ ،‬والعدة هي زمن قدره الشارع عالمة على براءة الرحم‬
‫مع نوع من التعبد‪ ،‬وقد اتفق العلماء على أن العدة تمنع النكاح سواء كان نكاحا صحيحا أو‬
‫نكاح شبهة‪.6‬‬

‫إملطلب إلسادس‪ :‬أحاكم إلتعدد إلزوجات يف إلقانون إملغريب‬


‫أشار المشرع المغربي إلى التعدد ضمن حاالت التحريم المؤقت ربما للقيود الصارمة التي‬
‫أخضعه لها وللتفصيل في التعدد وجب المرور من تعريفه‪ ،‬وموقف مدونة األحوال الشخصية‬
‫الملغاة‪ ،‬وشروطه‪ ،‬ومسطرته‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.139‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]219 :‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]219 :‬‬
‫‪ 4‬محمود محمد عيل أمني إلزمناكويل‪ ،‬إلعالقات الاجامتعية بني إملسلمني وغري إملسلمني يف إلرشيعة إلسالمية‪ ،‬كتاب –‬
‫انرشون – بريوت – لبنان‪ ،‬ص‪.295‬‬
‫‪ 5‬محمد أمني إلضناوي‪ ،‬إحلالل وإحلرإم يف إللقاء بني إلزوجني عىل ضوء إلكتاب وإلس نة‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬بريوت –‬
‫لبنان‪ ،2004 ،‬ص‪.95‬‬
‫‪ 6‬عبد هللا بن إلطاهر إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك وأدلته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.196‬‬
‫‪118‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ .1‬تعريف إلتعدد‬
‫يقصد بالتعدد في اللغة هو‪ :‬اإلكثار ‪.1‬‬

‫أما في االصطالح هو اإلكثار من الزوجات في إطار الحد المسموح به شرعا‪.2‬‬

‫وقد نظم المشرع المغربي إجراءات التعدد والقيود الواردة عليه ضمن الباب الذي خصصه‬

‫للموانع المؤقتة من الزواج من المادة ‪ 40‬الى ‪ 46‬من مدونة األسرة‪ ،‬باإلضافة الى البند الثاني‬

‫من المادة ‪ 39‬من ذات المدونة مع العلم‪ ،‬أن التعدد ال يندرج في باب المحرمات‪.‬‬

‫‪ .2‬موقف مدونة إلحوإل إلشخصية إمللغاة من إلتعدد‪.‬‬


‫في هذا الصدد نميز بين مرحلتين‪:3‬‬

‫أ‪ .‬مرحلة ما بين ‪:1993 - 1957‬‬

‫وهي الفترة التي تلت صدور مدونة األحوال الشخصية الملغاة‪ ،‬إذ لم يكن التعدد مقيدا بأي‬
‫قيد حيت كان للزوج أن يعدد زوجاته الى حدود األر بع‪ .‬على ما يستفاد من الفصل ‪ 29‬من مدونة‬
‫األحوال الشخصية الملغاة الذي أ كتفى باإلشارة فقط الى أن من باب المحرمات حرمة مؤقتة‬
‫"الزيادة في عدد الزوجات المسموح "وأضاف البند من الفصل ‪" 30‬إذا خيف عدم العدل بين‬
‫الزوجات لم يجز التعدد"‪ ،‬وهذا المقتضى يخاطب ضمير الزوج‪ ،‬كان مجرد توجيه أخالقي وديني‬
‫يفتقر إلى الجزاء القانوني الذي يؤيده على مستوى القضائي‪.4‬‬

‫ب‪ .‬مرحلة ما بعد ‪ 10‬شتنبر ‪:1993‬‬

‫من ضمن المستجدات التي جاء بها الظهير المعدل والمتمم لمدونة األحوال الشخصية الملغاة‬
‫هو ما تضمنه الفصل ‪" 30‬يجب إشعار الزوجة األولى برغبة الزوج عليها والثانية التي يروم‬
‫الزواج بها أنه متزوج"‪ ،‬وكذلك طلب اإلذن من القاضي الذي ال يسمح بالتعدد إال إذا ظهر له أن‬

‫‪ 1‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2525‬‬


‫‪ 2‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف رشح إملدونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 221‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬إملرجع إلسابق ص‪.231‬‬
‫‪ 4‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف رشح إملدونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫‪119‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الزوج سيعدل بين زوجاته وهو إجراء يقتضي البحث في الوضعية المادية للزوج الراغب في‬
‫التعدد ال غير‪.‬‬

‫‪ .3‬رشوط إلتعدد‬
‫اشترطت مدونة األسرة عدم الزيادة على العدد المسموح به شرعا‪ .‬ومنع التعدد إذا خيف عدم‬
‫العدل‪ ،‬وعدم وجود شرط يمنع التعدد من طرف الزوجة واستلزم المشرع وجود مبرر موضوعي‬
‫استثنائي للتعدد وتوفر الزوج على موارد كافية إلعالة أسرتين‪.1‬‬

‫أ‪ .‬عدم وجود اشتراط االمتناع عن التعدد‬

‫تقضي المادة ‪ 40‬من مدونة األسرة على أنه‪" :‬يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل بين الزوجات‪،‬‬
‫كما يمنع في حالة وجود شرط من الزوجة بعدم التزوج عليها"‪.‬‬

‫من خالل هاته المادة يمكن للمرأة أن تشترط على زوجها أن ال يتزوج عليها وهو ما كانت تنص‬

‫عليه مدونة األحوال الشخصية الملغاة‪.2‬‬

‫أما المدونة األسرة الحالية جاءت بصيغة المنع‪ ،‬حيث يمنع كليا أن يتزوج على زوجته إذا‬
‫اشترطت عليه عدم التزوج عليها‪ ،‬حتى ولو كان المبرر موضوعي استثنائي ويستطيع اإلنفاق‬
‫على زوجته ويمكنه العدل بنهما لم يربط هذا الشرط بشيء ‪ ،‬بل إن الزوج ال يمكنه حتى تقديم‬
‫طلب اإلذن بذلك للمحكمة كما تقرر في المادة ‪ 42‬من مدونة التي نصت على أنه‪" :‬في حالة عدم‬
‫وجود شرط االمتناع عن التعدد‪ ،‬يقدم الراغب فيه طلب اإلذن بذلك إلى المحكمة"‪ ،‬وأن شرط‬
‫عدم التعدد هو حق خالص للزوجة ‪ ،‬فيجب عليها أن تتمسك به كما يمكن لها أن تتنازل عنه‬
‫إن ارتأت ذلك ‪ ،‬مادامت إرادتها حرة سليمة من كل ضغط أو إ كراه من ثمة فمن المفروض أنه‬
‫ليس للمحكمة أن تثيره من تلقاء نفسها أو تسأل الزوجة عنه‪.3‬‬

‫ب‪ .‬حصول على اإلذن من القاضي‬

‫‪ 1‬إدريس إلفاخوري‪ ،‬تطبيق مدونة إلرسة يف إملهجر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪ 2‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪60‬‬
‫‪ 3‬محمد إلزهر‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬إلطبعة إلسابعة ‪ ،2015‬ص‪.110‬‬
‫‪120‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وحسب المادة ‪ 65‬من مدونة األسرة‪ ،‬فاإلذن بالتعدد بالنسبة للزوج عنصر أساسي من عناصر‬
‫الزواج فالقاضي له كامل السلطة التقديرية في تقدير وجود العدل بين الزوجات أم عدمه من‬
‫خالل القرائن حسب المادة ‪" :40‬يمنع التعدد إذا خيف عدم العدل بين الزوجات"‪.‬‬

‫والعدل المرجو تحقيقه ‪ -‬حسب أغلبية الفقه اإلسالمي ‪ -‬هو العدل الظاهر المستطاع الذي‬
‫يكمن في المساواة بين مختلف الزوجات في االنفاق والمبيت وحسن المعاشرة‪ ...‬ألن العدل غير‬
‫المستطاع ال يدخل في قدرة اإلنسان واختياره كالمساوة في المحبة الباطنية وهللا عز وجل بين‬

‫‪.1﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫ذلك بوضوح عندما قال‪ ﴿ :‬‬
‫‪  ‬‬

‫ت‪ .‬وجود مبرر موضوعي استثنائي للتعدد‬

‫ليستفيد الراغب في التعدد من إذن المحكمة‪ ،‬البد له أن يثبت لها المبرر الموضوعي االستثنائي‬
‫الذي قد يكون مصلحة مشروعة (ككون الزوجة األولى عقيما‪ ،‬أو أصيبت بمرض عضال‪ ،‬أو بلغت‬
‫سن اليأس مبكرا) ولقد سبق ألقسام قضاء األسرة ببعض المحاكم االبتدائية أن قضت باإلذن‬
‫بالتعدد على أساس إصابة الزوجة األولى بعجز جنسي جعلها مريضة ال تعاشر زوجها‪ ،2‬أو أن‬
‫الزوجة األولى مريضة وال تستطيع القيام بشؤون بيت الزوجية‪.3‬‬

‫ث‪ .‬توفر الزوج على موارد كافية إلعالة أسرتين‬

‫تنص الفقرة الثانية من المادة ‪ 42‬من مدونة األسرة‪ :‬على أن يكون طلب اإلذن بالتعدد مرفقا‬
‫بإقرار عن الوضعية المادية للراغب في الزواج من امرأة ثانية‪ ،‬ألن من ضمن الشروط التي يلتزم‬
‫بها طالب التعدد أن تكون له موارد كافية إلعالة األسرتين‪ ،‬األولى والثانية‪ ،‬وضمان جميع الحقوق‬
‫من نفقة وإسكان وما يعتبر من الضروريات وتكاليف التعليم لألوالد والسكنى وتكاليفها كما‬
‫أن المادة ‪51‬من مدونة تقضي بأن العدل والتسوية من حقوق الزوجات على أزواجهن عند‬
‫التعدد‪.4‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]128 :‬‬


‫‪ 2‬إحملمكة الابتدإئية مبكناس‪ ،‬حمك صادر بتارخي ‪ 18‬أبريل ‪ ،2006‬جمةل قضاء إلرسة‪ ،‬إلعدد ‪ ،2006-3‬ص‪.80‬‬
‫‪ 3‬إحملمكة الابتدإئية مبكناس‪ ،‬حمك صادر بتارخي ‪ 9‬نونرب‪ ،2005‬إجملةل إلغربية للمنازعات إلقانونية‪ ،‬إلعدد‪ ،2007/6-5‬ص‪.326‬‬
‫‪ 4‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪121‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ .4‬إلجرإءإت إملسطرية للتعدد‬


‫نظمت مدونة األسرة اإلجراءات المسطرية للحصول على اإلذن بالتعدد وذلك من خالل المواد‬

‫(‪.)47 .46.45 .44 .42.43‬‬

‫أ‪ -‬تقديم طلب اإلذن بالتعدد‬

‫تنص المادة ‪ 42‬من مدونة األسرة‪" :‬في حالة عدم وجود شرط االمتناع عن التعدد‪ ،‬يقدم الراغب‬
‫فيه طلب اإلذن بذلك إلى المحكمة‪.‬‬

‫يجب أن يتضمن الطلب بيان األسباب الموضوعية االستثنائية المبررة له‪ ،‬وأن يكون مرفقا‬

‫بإقرار عن وضعيته المادية"‪.‬‬

‫يستفاد من خالل مضمون هاته المادة أن أول خطوة يقوم بها الزوج الذي يريد الزواج بزوجة‬
‫ثانية‪ ،‬أن يقدم طلبا لإلذن له بذلك إلى قسم قضاء األسرة بالمحكمة االبتدائية المختصة مكانيا‬
‫للنظر في هذا الطلب‪.1‬‬

‫يقدم طلب اإلذن الى المحكمة وفق اإلجراءات العادية التي تحكم الطلبات القضائية‪ ،‬كما ينظمها‬
‫قانون المسطرة المدنية من خالل مقتضيات الفصل ‪ 31‬وما يليه منه‪ ،‬باإلضافة إلى الطلب‬
‫األسباب المبررة ومرفقا بما يثبت وضعيته المادية‪.‬‬

‫ب‪ .‬استدعاء الزوجة‬

‫نصت مدونة األسرة على أنه‪" :‬تستدعي المحكمة الزوجة المراد التزوج عليها للحضور‪ .‬فإذا‬
‫توصلت شخصيا ولم تحضر أو امتنعت من تسلم االستدعاء‪ ،‬توجه إليها المحكمة عن طريق‬
‫عون كتابة الضبط إنذارا تشعرها فيه بأنها إذا لم تحضر في الجلسة المحدد تاريخها في اإلنذار‬
‫فسيبث في طلب الزوج في غيابها‪.‬‬

‫كما يمكن البت في الطلب في غيبة الزوجة المراد التزوج عليها إذا أفادت النيابة العامة تعذر‬
‫الحصول على موطن أو محل إقامة يمكن استدعاؤها فيه‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف رشح إملدونة‪ ،‬ص‪.334‬‬


‫‪122‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إذا كان سبب عدم توصل الزوجة باالستدعاء ناتجا عن تقديم الزوج بسوء نية لعنوان غير‬
‫صحيح أو تحريف في اسم الزوجة‪ ،‬تطبق على الزوج العقوبة المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 361‬من القانون الجنائي بطلب من الزوجة المتضررة"‪.1‬‬

‫يتضح من خالل المادة أنه بعد تقديم الطلب باإلذن بالتعدد تستدعي المحكمة الزوجة للحضور‬
‫أمامها‪ ،‬فإن توصلت شخصيا ولم تحضر أو امتنعت من تسلم االستدعاء فعلى المحكمة‬
‫استدعاؤها مرة ثانية عن طريق عون كتابة الضبط على شكل إنذار تشعرها فيه بأنها إذا لم‬
‫تحضر في الجلسة المحددة ستبت المحكمة في طلب الزوج في غيبتها‪.2‬‬

‫والجدير بالذكر أن المدونة نصت على التوصل الشخصي باالستدعاء كما يمكن للمحكمة البث‬
‫في طلب التعدد في غياب الزوجة إذا أفادت النيابة العامة تعذر الحصول على موطنها‪ ،‬أو محل‬
‫إقامتها الذي يمكن استدعاؤها فيه‪.‬‬

‫غير أنه إذا تعذر توصل الزوجة نتيجة إدالء الزوج بعنوان غير صحيح أو تحريف في اسمها بسوء‬
‫نية‪ ،‬فيتعرض في هذه الحالة للعقوبة المنصوص عليها في الفصل ‪ 361‬من القانون الجنائي‪،‬‬
‫بشرط أن تطلب الزوجة المتضررة بذلك‪.3‬‬

‫أما إذا ثبت سوء نية الزوج في حصوله على اإلذن بالتعدد فتطبق المادة ‪ 66‬اآلتية‪.‬‬

‫ت‪ .‬المناقشة بين الطرفين في غرفة المشورة‬

‫تم النص على هذا اإلجراء ضمن مقتضيات المادة ‪ 44‬من مدونة األسرة وقد جاء فيها أنه‪" :‬تجري‬
‫المناقشة في غرفة المشورة بحضور الطرفين‪ .‬ويستمع إليهما لمحاولة التوفيق واإلصالح‪،‬‬
‫بعد استقصاء الوقائع وتقديم البيانات المطلوبة‪.‬‬

‫للمحكمة أن تأذن بالتعدد بمقرر معلل غير قابل ألي طعن‪ ،‬إذا ثبت لها مبرره الموضوعي‬

‫االستثنائي‪ ،‬وتوفرت شروطه الشرعية‪ ،‬مع تقييده بشروط لفائدة المتزوج عليها وأطفالهما"‪.4‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.43‬‬


‫‪ 2‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.43‬‬
‫‪ 4‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.44‬‬
‫‪123‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫نستنتج من هذا المقتضى عدة قواعد نوجزها كما يلي‪:‬‬

‫أن المحكمة ملزمة بإجراء مقابلة بين الزوجين بشأن التعدد‪ ،1‬وتجرى تلك المقابلة في غرفة‬
‫المشورة بعيدا عن الحضور لالطالع على موقف كل منهما عن التعدد الذي يطلب الزوج اإلذن‬
‫به في حالة الخالف بين الطرفين‪ ،‬تجرى المحكمة محاولة للتوفيق واإلصالح بينهما بالكيفية التي‬
‫ترتئيها بعد استقصاء الوقائع وتقديم البيانات المطلوبة بحيث إما أن يعدل الزوج عن طلب‬
‫اإلذن بالتعدد أو تسمح له الزوجة بذلك أو يستمر الخالف قائما بينهما حيث يتمسك كل منهما‬
‫بموقفه في حالة سماح الزوجة للزوج بالتعدد أو استمرار الخالف بين الطرفين للمحكمة أن تأذن‬
‫بالتعدد إذا ثبتت لها شروطه المنصوص عليها ضمن مقتضيات المادة‪ 41‬من مدونة األسرة‬
‫والمتمثلة أساسا في المبرر الموضوعي االستثنائي والقدرة المالية الكافية إلعالة أسرتين يجب‬
‫أن يكون اإلذن بالتعدد معلال ‪.‬‬

‫ال يقبل اإلذن بالتعدد أي طعن‪ ،‬وبمفهوم المخالفة‪ ،‬فإن عدم اإلذن بالتعدد يقبل الطعن أمام‬
‫محكمة االستئناف وقرار هذه األخيرة يقبل الطعن بالنقض أمام محكمة النقض وحسب الفقرة‬
‫األخيرة من المادة ‪ 44‬أعاله للمحكمة أن تأذن بالتعدد مع تقييده بشروط لفائدة الزوجة واألطفال‬
‫كتخصيصهم بسكن مستقل بهم أو تسديد مبالغ النفقة الواجبة‪.‬‬

‫ث‪ .‬الحكم بتطليق الزوجة التي تطلب ذلك من المحكمة‬

‫قد يثبت للمحكمة من خالل المناقشات‪ ،‬بل ومنذ الوهلة األولى‪ ،‬تعذر استمرار العالقة الزوجية‬
‫بين الطرفين ولو عن طريق محاولة اصالح ذات البين بينهما ‪ ،‬وفي هذه الحالة األخيرة ‪ ،‬إذا طالبت‬
‫الزوجة بتطليقها من زوجها‪ ،‬حددت المحكمة للزوج مبلغا ماليا الستيفاء كافة حقوق الزوجة‬
‫وأوالدهما الذين الزال الزوج ملزما من الناحية القانونية باإلنفاق عليهم‪ 2‬مع العلم أن عدم إيداع‬
‫المبلغ المذكور داخل أجل سبعة أيام يعتبر تراجعا من عن طلب اإلذن بالتعدد‪ ،‬وهو أجل جد‬
‫قصير يندرج بدوره في إطار التشدد في القيود على اإلذن بالتعدد‪ ،‬والذي اتخذه المشرع كهدف‬
‫له‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف رشح إملدونة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.338‬‬


‫‪ 2‬ويه إحلقوق إملنصوص علهيا معوما يف إملوإد ‪ 83‬و‪ 84‬و‪ 85‬من مدونة إلرسة‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وتصدر المحكمة بمجرد إيداع المبلغ حكما بالتطليق ال يقبل الطعن في الجزء المتعلق بإنهاء‬
‫العالقة الزوجية ولكن يقبل الطعن في ما يتصل بالمستحقات‪ .‬وقد نص المشرع على هذه‬
‫اإلجراءات في المادة ‪ 45‬من المدونة‪.‬‬

‫ج‪ .‬حالة عدم تمسك الزوجة بالتطليق‬

‫وهذا بالضبط ما قرره المشرع من خالل الفقرة األخيرة من المادة ‪ 45‬التي تنص على‪" :‬فإذا‬
‫تمسك الزوج بطلب اإلذن بالتعدد‪ ،‬ولم توافق الزوجة المراد التزوج عليها‪ ،‬ولم تطلب‬
‫التطليق طبقت المحكمة تلقائيا مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المواد ‪ 94‬إلى ‪97‬‬
‫بعده"‪.1‬‬

‫حيث إذا أصر الزوج وتمسك بطلبه الرامي إلى اإلذن له بالتعدد ولم توافق الزوجة المراد التزوج‬
‫عليها‪ ،‬ولم تطالب بتطليقها‪ ،‬طبقت المحكمة من تلقاء نفسها مسطرة الشقاق المنصوص عليها‬
‫في المواد (من ‪ 94‬الى ‪.)97‬‬

‫ح‪ .‬إشعار المرأة المراد التزوج بها‬

‫نصت مدونة األسرة على آخر إجراء من اإلجراءات الشكلية في حالة موافقة الزوجة على التعدد‬
‫ورضاها وإعطاء اإلذن من طرف القاضي األسرة للزوج على ما يلي‪" :‬في حالة اإلذن بالتعدد‪ ،‬ال‬
‫يتم العقد مع المراد التزوج بها إال بعد إشعارها من طرف القاضي بأن مريد الزواج بها متزوج‬
‫بغيرها ورضاها بذلك‪.‬‬

‫يضمن هذا اإلشعار والتعبير عن الرضى في محضر رسمي"‪.2‬‬

‫هذه المادة تتضمن إجراء حمائي خاصا للمرأة المراد التزوج بها‪ ،‬وذلك بوجوب إشعارها بأن‬
‫الراغب في االقتران بها‪ ،‬متزوج بغيرها‪ ،‬مع وجوب تضمين هذا االشعار ورضاها في محضر رسمي‪.‬‬

‫‪ .5‬إلرشوط إلرإدية لعقد إلزوإج يف إملدونة‪:‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إلفقرة إلخرية من إملادة ‪.45‬‬


‫‪ 2‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.46‬‬
‫‪125‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫بخالف مدونة األحوال الشخصية التي لم تعر لموضوع الشروط اإلرادية اهتماما كبيرا‪ ،‬فإن‬
‫مدونة األسرة قد نظمت الشروط اإلرادية المرتبطة بالزواج أساسا من خالل المواد ‪ 47‬و‪ 48‬و‪49‬‬
‫منها‪ ،‬باإلضافة إلى نصوص أخرى متفرقة داخل المدونة ومن ذلك مثال‪:‬‬

‫المادة ‪ 40‬وتخص شرط عدم التعدد والتي تعترف صراحة بصحة شرط عدم الزواج‪ ،‬والمادتان‬
‫‪ 98‬و‪ 99‬تخصان طلب التطليق من طرف الزوجة إلخالل بشرط من شروط عقد الزواج‪.‬‬

‫يتعلق النصان األول أي المادتان ‪ 47‬و‪ 48‬من المدونة بالشروط اإلرادية عموما ويتعلق النص‬
‫األخير من المادة ‪ 49‬من نفس القانون باالتفاقات الخاصة بتدبير األموال المكتسبة أثناء قيام‬
‫الزوجية‪ ،‬ونتوقف مع المادتان ‪ 47‬و‪ 48‬من المدونة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 47‬من مدونة األسرة على أنه‪" :‬الشروط كلها ملزمة‪ ،‬إال ما خالف منها أحكام‬
‫العقد ومقاصده وما خالف القواعد اآلمرة للقانون فيعتبر باطال والعقد صحيحا"‪.‬‬

‫وتنص كذلك المادة ‪ 48‬من المدونة على أنه‪" :‬الشروط التي تحقق فائدة مشروعة لمشترطها‬
‫تكون صحيحة وملزمة لمن التزم بها من الزوجين‪.‬‬

‫إذا طرأت ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العيني للشرط مرهقا‪ ،‬أمكن للملتزم به أن‬
‫يطلب من المحكمة إعفاءه منه أو تعديله ما دامت تلك الظروف أو الوقائع قائمة‪ ،‬مع مراعاة‬
‫أحكام المادة ‪ 40‬أعاله"‪.‬‬

‫ميزت المادتان‪ 48 347 1‬من المدونة بين‪:‬‬

‫• الشروط المخالفة ألحكام العقد ومقاصده وللقواعد القانونية اآلمرة‪.‬‬


‫• الشروط غير المخالفة لما ذكر وتحقق مصلحة مشروعة لمشترطها‪.‬‬

‫فاألولى إذا وردت في العقد تكون باطلة ويبقى العقد صحيحا مثال أن يشترط الزوج عدم‬
‫المعاشرة بالمعروف‪ ،‬أو أن تشترط الزوجة على زوجها عدم اإلنجاب منه أو عدم اإلرث منه أو‬
‫تشترط الكتابية توريثها من زوجها المسلم‪.‬‬

‫أما الثانية في الشروط المحققة لمصلحة مشروعة لمشترطها فتكون نافذة وملزمة لمن التزم‬
‫بها من الزوجين كاالشتراط الزوجة عدم اسكانها مع اهله او عدم التزوج عليها وعليه فاالتفاق‬

‫‪ 1‬دليل معيل ملدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.43‬‬


‫‪126‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫على وضع هذه الشروط في عقد الزواج يعتبر صحيحا ألنه ال ينافي النظام الشرعي لعقد الزواج‬
‫ومقاصده‪.‬‬

‫وتنفيذ هذه الشروط الملزمة قد يستغرق مدة زمنية طويلة‪ ،‬وقد يبقى قائما طيلة الحياة‬
‫الزوجية‪ ،‬وهو ما قد تستجد معه ظروف تجعل من العسير على الملتزم الوفاء بالشرط‪.‬‬

‫لذلك نص المشرع على أنه إذا طرأت ظروف أو وقائع أصبح معها التنفيذ العيني لهذه الشروط‬
‫المشروعة مرهقا للملتزم بها‪ ،‬أمكن لهذا األخير أن يلجأ إلى المحكمة ويطلب إما إعفاءه منها أو‬
‫تعديلها‪ ،‬مع استثناء شرط عدم التعدد الذي يمكن التحلل منه إال بالتنازل عنه من الزوجة التي‬
‫اشترطته‪.‬‬

‫إملبحث إلرإبع‪ :‬أ آاثر إلزوإج‬


‫إن األصل في الزواج هو دوام العشرة الزوجية والقيام بشؤونها المادية والمعنوية‪ ،‬ألن الغاية منه‬
‫هو بناء األسرة التي تعتبر األساس‪ ،‬بل الخلية األولى للمجتمع‪ .‬فالزواج ينظم العالقات الشخصية‬
‫والمالية للزوجين‪ ،‬بمعنى إذا تمت أركان عقد الزواج ولم يختل شرط من شروط صحته‪ ،‬كان‬
‫هذا العقد صحيحا ومنتجا لجميع أثاره وبالتالي ال يمكن ألحد الزوجين أو لغيرهما أن ينقضه أو‬
‫يفسخه إال بالطرق التي حددها الشرع‪.1‬‬

‫إملطلب إلول‪ :‬أنوإع إلزوإج وأآاثره يف إلفقه إلساليم‬


‫بعد أن استوفينا عقد الزواج وأركانه وشروطه‪ ،‬وصار عقدا تاما صحيحا يترتب عنه مجموعة من‬

‫اآلثار سواء للزوج والزوجة ولكال الزوجين واألطفال‪.‬‬

‫‪ .1‬أآاثر إلزوإج إلصحيح يف إلفقه إلساليم‬


‫أ‪ .‬حقوق المشتركة بين الزوجين‬

‫‪ 1‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.111‬‬


‫‪127‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫األصل والمقرر شرعا هو مساواة المرأة والرجل في األحكام الشرعية‪ ،‬لعمومات الخطابات‬
‫التشريعية في القرآن والسنة‪ ،‬وألن مناط التكليف باألحكام الشرعية واحد‪ ،‬وهو العقل والبلوغ‪،‬‬
‫وبناء عليه للزوجين بمقتضى عقد الزواج أربع حقوق مشتركة تحقق مقاصد الزواج أو تكون‬
‫ثمرة لها‪ ،‬وهذه الحقوق قائمة على مبدأ المساوة المقرر شرعا في النواحي المادية والمعنوية‬

‫‪ :1﴾ ‬وحديث الرسول‬


‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫بين الذكور واإلناث في قوله تعالى ﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫صلى هللا عليه وسلم ((أنما ألنساء شقائق ألرجال))‪ 2‬ومن بين هاته الحقوق ‪:‬‬

‫أ‪ .1.‬حسن العشرة‬

‫وهو أن كل واحد منهما يحسن معاشرة اآلخر‪ ،‬فيخلص له سرا وعالنية‪ ،‬ويحاول قدر طاقته أن‬
‫يدخل السرور على نفسه‪ ،‬وأن يزيل عنه ما عسى أن يطرأ عليه من أ كدرا الحياة وأالمها قال‬

‫‪ ،3﴾ ‬ويجب على كل منهما أن يسعى إلى ما يرضي‬


‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫تعالى ﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫اآلخر من حسن المخاطبة واحترام الرأي والتسامح والتعاون قال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬‬

‫‪.4﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وحسن العشرة معنى ينبعث من قلب أحدهما إلى قلب اآلخر فيمألن الحياة الزوجية استقرارا‬
‫وسعادة‪.‬‬

‫أ‪ .2.‬حل االستمتاع‬

‫االستمتاع حق مشترك بين الزوجين فينبغي للزوجة أن تعف زوجها‪ ،‬وال تعرضه للفتنة‬
‫والتطلع إلى غيرها بمنع نفسها منه‪ ،‬وقد حذر الني صلى هللا عليه وسلم من ذلك‪ ،‬وبين الحديث‬
‫أن امتناع المرأة إذا طليها زوجها للفراش يستوجب غضب هللا والبيات في لعنة المالئكة‪ ،‬وأمر‬

‫‪[ 1‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]226 :‬‬


‫‪ 2‬أبو عيىس إلرتمذي‪ ،‬سنن إلرتمذي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬كتاب إلطهارة‪ ،‬ابب ما جاء فمين يستيقظ فريى بلال ول يذكر إحتالما‪،‬‬
‫رمق [‪ ،]105‬ج‪ ،1‬ص‪.189‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]226 :‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]226 :‬‬
‫‪128‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫النبي صلى هللا عليه وسلم الرجل إذا رأى امرأة‪ ،‬فوجد في نفسه شيئا‪ ،‬أن يأتي أهله فإنه يضمر‬
‫ما في نفسه‪ ،‬فلو منعت المرأة زوجها في هذه الحالة‪ ،‬تجره إلى االنحراف والفاحشة والتطلع لغيرها‪.‬‬

‫وكذلك الزوج يجب أن يعف زوجته إن كان قادرا على ذلك بحيث ال تتطلع إلى غيره‪ ،‬ففي‬
‫َ‬
‫الصحيح‪ ،‬حديث عبد هللا بن عمرو والمتقدم‪َ (( :‬وأ هن ِلز ْو ِج َ‬
‫ك عليك حقا))‪.1‬‬ ‫ِ‬
‫ويقضى للزوجة بحقها في الوطء إذا تضررت بتركه‪ ،‬بما يعفها‪ ،‬إذا كان الزوج قادرا عليه‪ ،‬من غير‬
‫تحديد بعدد من المرات في اليوم الن هذا يختلف من شخص الى آخر حسب القدرة الجسمية‬
‫والنفسية‪.2‬‬

‫واالستمتاع هو أحد مقاصد النكاح‪ ،‬والمرأة سكن لزوجها وهو أيضا سكن لها قال سبحانه وتعالى‪:‬‬

‫﴿‪             ‬‬

‫‪.3﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫أ‪ .3.‬حرمة المصاهرة بين الزوجين‬

‫فيحرم على الرجل أن ينكح أم زوجته ولو لم يكن دخل بها كما يحرم عليه أن يتزوج بابنتها إن‬
‫كان قد دخل بها ويحرم عليه أن يجمع بينها وبين أختها أو عمتها أو خالتها أو بنت أخيها أو بنت‬
‫أختها‪ ،‬كما يحرم على الزوجة أن تنكح ‪ -‬بعد طالقها من زوجها ‪ -‬أب الزوج وإن عال‪ ،‬وابن الزوج‬
‫وإن نزل‪.4‬‬

‫أ‪ .4.‬ثبوت التوارث بين الزوجين‬

‫‪ 1‬محمد بن إسامعيل إلبخاري إجلعفي أبو إسامعيل‪ ،‬حصيح إلبخاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ابب‪ :‬لزوجك عليك حقا‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫ص‪.1995‬‬
‫‪ 2‬عيل بن إسامعيل إلقايض‪ ،‬إلرسة يف إلسالم أحاكهما وأآدإهبا‪ ،‬مكتبة أولد إلش يخ‪ ،‬إلبحث إلفائز ابجلائزة إلوىل يف‬
‫مسابقة إدلعوة وإلفقه إلساليم لس نة ‪1423‬ه‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلروم‪ ،‬إلآية‪]20 :‬‬
‫‪ 4‬أبو بكر بن حسن بن عبد هللا إلكش ناوي ‪1397‬ه‪ ،‬أسهل إملدإرك رشح إرشاد إلساكل يف مذهب إمام إلمئة ماكل"‪،‬‬
‫دإر إلفكر بريوت‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.375‬‬
‫‪129‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫من الحقوق المشتركة المترتبة على الزواج التوارث بين الزوجين‪ ،‬فإذا مات أحدهما والزواج‬
‫قائم‪ ،‬ورثه اآلخر‪.‬‬

‫فبالنسبة للزوج قال هللا تعالى‪         ﴿ :‬‬

‫‪1‬‬
‫‪﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬

‫أما الزوجة قال هللا تعالى‪           ﴿ :‬‬

‫‪.2﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫ب‪ .‬اآلثار بالنسبة لألطفال‬

‫األوالد هم ثمرة الحياة الدنيا‪ ،‬والهدف الذي ترمي إليه الشريعة اإلسالمية من تكوين األسرة‪،‬‬
‫وهم الحجر األساس الذي يقوم عليه الوجود البشري‪.‬‬

‫وقد أولى التشريع اإلسالمي عناية كبيرة بهم‪ ،‬وخصهم بجانب عظيم من االهتمام فشرع للولد‬
‫من األحكام ما يحفظ آدميته ويصون إنسانيته منذ كان جنينا في بطن أمه‪ ،‬وبعد والدته‪ ،‬وحصنه‬
‫من الضياع وثبت نسبه إلى أبويه‪ ،‬ليجلي عنه العار‪ ،‬وأوجب على الوالدين الحقوق لألبناء‪،‬‬
‫إلعطائهم إياها وللمحافظة عليهم من الهالك‪.3‬‬

‫قال ‪ -‬تعالى ﴿‪         ‬‬

‫‪ 4﴾  ‬ومن بين أهم هاته الحقوق ‪:‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ب‪ .1.‬التربية اإليمانية‪:‬‬

‫والمقصود هنا ربط الولد منذ تعلقه بأصول اإليمان والعقيدة‪ ،‬وتعويده على أركان اإلسالم‪،‬‬
‫وتعليمه من حين تمييزه مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ألنها الركيزة األساسية التي يجب على اآلباء‬

‫‪[ 1‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]12 :‬‬


‫‪[ 2‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]12 :‬‬
‫‪ 3‬شريين زهري أبو عبدو‪ ،‬معامل إلرسة إملسلمة يف إلقرأآن إلكرمي‪ ،‬حبث لس تكامل متطلبات درجة إملاجس تري يف إلتفسري‬
‫وعلوم إلقرأآن‪ ،‬إجلامعة إلسالمية بغزة – لكية أصول إدلين‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلكهف‪ ،‬إلآية‪]45 :‬‬
‫‪130‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫أن يوجهوا اهتمامهم إليها‪ ،‬وعلى األب أن يسمع ولده أول ما يسمعه كلمة ال إله إال هللا ‪ -‬أي‬
‫لفظ التوحيد ‪ -‬لكي تكون كلمة التوحيد أول ما يقرع أسماعه‪ ،‬ومن ثم تعليمه مبادئ الشريعة‬
‫اإلسالمية التي تتناول الحالل والحرام‪ ،‬ومن ثم العبادات‪ ،‬فإذا كبر الطفل على ذلك لم يتزعزع‬
‫بالدجل اإللحادي‪.1‬‬

‫ب‪ .2.‬تبوث النسب‪:‬‬

‫حق لكل من الزوجين واألوالد‪ ،‬إذا كان االنتماء في الظاهر لألب‪ ،‬باعتباره ثمرة الحياة الزوجية‬

‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫ونعمة من نعم هللا تعالى على عباده‪ ،‬منعا من الضياع والتشرد‪ 2‬لقوله تعالى ﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 3﴾ ‬الحضانة‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫هي اصطالحا‪ :‬القيام بتربية الصغير ورعاية شؤونه وتدبير طعامه وملبسه ونومه وتنظيفه في‬
‫سن معينة‪ ،‬ممن له حق تربيته وحفظه شرعا والزوجة األم أحق الناس بالحضانة مصدقا لقول‬
‫نت أحق به ما لم تنكحي))‪.4‬‬
‫الرسول ﷺ ((أ ِ‬
‫ت‪ .3.‬التسمية الحسنة للطفل‬

‫تسمية المولود اسما حسنا‪ ،‬ويسمى المولود في اليوم السابع من والدته‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‬
‫((كل غالم مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه‪ ،‬ويسمى فيه ويحلق رأسه))‪.5‬‬

‫فيظهر لنا في الحديث أنه يسمى المولود في اليوم السابع من والدته‪.6‬‬

‫قال رسول هللا ﷺ ((أن أحب أسمائكم ألى هللا عز وجل عبد هللا وعبد ألرحمن))‪.‬‬

‫‪ 1‬انرص أمحد إخلوإدلة‪ ،‬إلفكر إلرتبوي عند إلمام إلغزإيل‪ ،‬دإر إلايم للنرش وإلتوزيع‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ 2‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلرسة إملسلمة يف إلعامل إملعارص‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلفرقان‪ ،‬إلآية‪]54 :‬‬
‫‪ 4‬سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي إلسجس تاين أبو دإود‪" ،‬سنن أيب دإود"‪ ،‬ج‪ ،2‬ابب‬
‫من أحق ابلودل‪ ،‬حديث رمق [‪ ]2276‬ص‪.283‬‬
‫‪ 5‬سلامين بن إلشعث بن إحساق بن بشري بن شدإد بن معرو إلزدي إلسجس تاين أبو دإود‪" ،‬سنن أيب دإود"‪ ،‬ج‪ ،3‬ابب‬
‫يف إلعقيقة‪ ،‬حديث رمق [‪ ]2838‬ص‪.106‬‬
‫‪ 6‬شريين زهري أبو عبدو‪ ،‬معامل إلرسة إملسلمة يف إلقرأآن إلكرمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪131‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ .2‬أآاثر إلزوإج غري إلصحيح‬


‫الباطل والفاسد بمعنى واحد عند الجمهور غير الحنفية‪ ،‬فالزواج الباطل أو الفاسد عند المالكية‪:‬‬
‫هو ما حصل خلل في ركن من أركانه أو شرط من شروط صحته‪ ،‬وهو ينقسم إلى نوعين‪:‬‬

‫✓ زواج اتفق الفقهاء على فساده‪ :‬كالزواج بإحدى المحارم من نسب أو رضاع أو مصاهرة‪.‬‬
‫✓ وزواج اختلف الفقهاء في فساده‪ :‬وهو ما يكون فاسدا عند المالكية وصحيحا عند بعض‬
‫الفقهاء بشرط أن يكون الخالف قويا‪ ،‬كزواج المريض فإنه ال يجوز‪ ،‬على المشهور عند‬
‫مالك‪ ،‬فإن كان الخالف ضعيفا كزواج المتعة‪ ،‬وزواج المرأة الخامسة‪ ،‬كان من المجمع‬
‫على فساده‪.‬‬

‫وللزواج الفاسد أو الباطل أحكام‪ 1‬هي كما يأتي‪.‬‬

‫أ‪ .‬التحريم ووجوب فسخه في الحال‪:‬‬

‫رفعا للمعصية‪ ،‬فإن تم الفسخ فليس للمرأة شيء‪ ،‬سواء أ كان العقد متفقا على فساده أم‬
‫مختلفا في فساده؛ ألن القاعدة الكلية تقول‪« :‬كل نكاح فسخ قبل ألدخول‪ ،‬فال شيء فيه‪ ،‬كان متفقا‬
‫على فساده أو مختلفا فيه‪ ،‬كان ألفساد لعقده أو لصدأقة أو لهما‪ ،»2‬فليس الفسخ قبل الدخول مثل‬
‫الطالق قبل الدخول في الزواج الصحيح‪ .‬فال شيء من الصداق بالفسخ قبل الدخول‪ ،‬إال في نكاح‬
‫الدرهمين‪ ،‬أو ما قل عن الصداق الشرعي إذا امتنع الزوج من إتمامه‪ ،‬ففسخ قبل الدخول‪ ،‬ففيه‬
‫نصفهما على قول‪ ،‬وإال في حال ادعاء الزوج الرضاع مع المرأة‪ ،‬ولم يدخل بها‪ ،‬ففسخ إلقراره‬
‫بالرضاع‪ ،‬فيلزمه نصف المسمى‪ ،‬التهامه أنه قصد فراقها بال شيء‪.‬‬

‫العقد الفاسد بالنسبة الستحقاق الفسخ بعد الدخول ثالثة أنواع‪.3‬‬

‫أ‪ .1.‬نوع يجب فسخه أبدا وإن طال الزمان بعد الدخول‪:‬‬

‫وهو ما يكون الفساد فيه لخلل في الصيغة أو في العاقدين أو في محل العقد‪ ،‬كالزواج بإحدى‬
‫المحارم من نسب أو رضاع أو مصاهرة‪ ،‬وزواج المتعة‪ ،‬والزواج بأكثر من أريع زوجات‪ ،‬والزواج‬

‫‪1‬محمد بن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.31‬‬
‫‪ 2‬أمحد بن أمحد إجلكين إلش نقيطي‪" ،‬موإهب إجلليل من أدةل خليل"‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.46‬‬
‫‪ 3‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.114‬‬
‫‪132‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫بغير ولي أو بغير شهود‪ ،‬وزواج مريض الموت‪ ،‬فنكاح المريض ال يجوز في المشهور عن مالك‪،‬‬
‫ويفسخ وإن صح‪.‬‬

‫أ‪ .2.‬ونوع ال يجب فسخه بل يبقى‪:‬‬

‫وهو ما كان الفساد فيه بسبب فساد الصداق‪ ،‬كالزواج بدون صداق‪ ،‬أو بصداق مجهول‪ ،‬أو‬
‫كان الفساد بسبب اقتران العقد بشرط يناقض المقصود من الزواج‪ ،‬مثل الزواج بشرط أال‬
‫يعاشرها ليال أو نهارا‪ ،‬أو أال ينفق عليها‪ ،‬أو أال يقسم لها مع زوجته الثانية‪.‬‬

‫أ‪ .3.‬ونوع يجب فسخه إن لم يطل الزمان بعد الدخول‪ ،‬وال يفسخ إن طال الزمن‪ :‬وهو‬

‫محصور في ثالثة عقود هي‪:‬‬

‫▪ زواج الصغيرة اليتيمة إذا زوجت مع فقد شرط من شروطها‪.‬‬


‫▪ زواج الشريفة بالوالية العامة مع وجود الولي الخاص‪.‬‬
‫▪ زواج السر‪ ،‬لكن الطول في اليتيمة والشريفة يكون بمرور ثالث سنوات فأكثر أو والدة‬
‫ولدين في بطنين‪ ،‬والطول في زواج السر يكون بحسب العرف‪ :‬وهو ما يحصل فيه االشتهار‬
‫والظهور بين الخاص والعام عادة والفسخ قبل الدخول أو بعده طالق‪ ،‬فإن أعاد العقد‬
‫بعده صحيحا بقي له طلقتان فقط‪ ،‬وإن أعاده صحيحا قبله‪ ،‬استمر على ما هو عليه‪.1‬‬
‫ب‪ .‬وجوب المهر بالدخول‪ ،‬ال بمجرد الخلوة‪:‬‬

‫سواء أ كان متفقا على فساده‪ ،‬أم مختلفا في فساده‪.‬‬

‫والمهر المستحق‪ :‬هو المسمى إن كان مسمى‪ ،‬أو مهر المثل إن لم يسمى تسمية صحيحة‪،‬‬

‫أو كان الفساد بسبب شرط يناقض المقصود من الزواج‪.2‬‬

‫ت‪ .‬ثبوت النسب‬

‫‪ 1‬محمد حسن أبو حيىي‪ ،‬أحاكم إلزوإج يف إلرشيعة إلسالمية‪ :‬درإسة فقهية مقارنة بقانون إلحوإل إلشخصية إلردين‪ ،‬دإر‬
‫ايفا إلعلمية للنرش وإلتوزيع‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫‪ 2‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.114‬‬
‫‪133‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يثبت نسب الولد بأبيه إن كان العقد مختلفا في فساده‪ ،‬وكذا إن كان متفقا على فساده‪ ،‬ولم‬
‫يعتبر الوطء زنا‪ ،‬إذا لم يكن الرجل عالما بالحرمة‪ .‬فإن كان عالما بالحرمة اعتبر زنا ووجب الحد‪،‬‬
‫وال يثبت النسب‪.1‬‬

‫وعليه يندرئ الحد عن الواطئ في نكاح المعتدة‪ ،‬وذات الرحم المحرم‪ ،‬والرضاع‪ ،‬إن كان غير عالم‬
‫بالحرمة‪ ،‬فإن علم بأنها ذات محرم أو ذات رضاع أو أنها معتدة أو أنها خامسة‪ ،‬حد‪ ،‬إال المعتدة‬
‫أي العالم بأنها معتدة‪ ،‬ففي حده قوالن‪.‬‬

‫وال حد في الوطء بناء على عقد اختلف فيه العلماء‪ ،‬كنكاح المحرم بحج أو عمرة‪ ،‬والشغار‪ ،‬وتزويج‬
‫المرأة نفسها بدون ولي‪.‬‬

‫ث‪ .‬ثبوت اإلرث‬

‫يثبت اإلرث بين الرجل والمرأة في حال الفساد المختلف فيه‪ :2‬فلو مات أحدهما قبل فسخ العقد‬
‫ورثه اآلخر‪ ،‬دخل الرجل بالمرأة أو لم يدخل‪ ،‬وذلك إال زواج المريض مرض الموت‪ ،‬فإنه ال يجوز‬
‫عند المالكية خالفا للجمهور فإنه صحيح؛ ألن سبب فساده هو إدخال وارث في التركة لم يكن‬
‫موجودا عند المرض‪ ،‬فلو ثبت به اإلرث‪ ،‬لفات الغرض الذي من أجله حكم بفساد العقد‪.3‬‬

‫وال يثبت حق التوارث في حالة الفساد المتفق عليه؛ ألنه زواج غير منعقد أصال‪.4‬‬

‫‪5‬‬
‫ج‪ .‬ثبوت حرمة المصاهرة‬

‫‪ 1‬عبد إلغفور محمد إلبيايت‪" ،‬إلقوإعد إلفقهية يف إلحوإل إلشخصية"‪ ،‬درإسة فقهية يه عبارة عن موسوعة شامةل‬
‫للقوإعد إلفقهية إملتعلقة ابلرسة‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،2019 ،‬ص‪.614‬‬
‫‪ 2‬وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،7‬ص‪.110‬‬
‫‪ 3‬سهيةل زين إلعابدين حامد‪" ،‬زوإج إملس يار‪ :‬هل تنطبق عليه أحاكم إلزوإج وإلطالق وإخللع وإلتعدد يف إلسالم"‪،‬‬
‫إلعبياكن للنرش وإلتوزيع‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫‪ 4‬جربيل بن إملهدي بن عيل‪" ،‬إلصحة وإلفساد عند إلصوليني أثرهام يف إلفقه إلساليم"‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫‪ 5‬ويه حترمي إملرأة عىل أصول إلرجل وفروعه‪ ،‬وحترمي أصول إملرأة وفروعها عىل إلرجل‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫تثبت حرمة المصاهرة بالدخول أو الوطء‪ 1‬أو مقدماته‪ ،‬إذا كان العقد مختلفا في فساده‪.‬‬
‫وكذلك تثبت بهما إذا كان العقد متفقا على فساده‪ ،‬بشرط أال يعتبر الوطء زنا موجبا للحد‪،‬‬
‫فإن اعتبر زنا موجبا للحد ال تثبت به حرمة المصاهرة به على المعتمد‪.‬‬

‫وكذلك مجرد العقد الفاسد المختلف فيه يحرم المرأة على أصول الرجل وفروعه‪ ،‬ويحرم على‬
‫الرجل أصولها؛ ألن العقد على البنات يحرم األمهات‪ ،‬وال يحرم عليه فروعها؛ ألن العقد على‬
‫األمهات ال يحرم البنات‪ ،‬فإذا دخل باألم حرمت البنت أيضا‪.2‬‬

‫وجوب العدة إذا دخل الرجل بالمرأة أو اختلى بها خلوة يتمكن فيها من االتصال الجنسي‪ ،‬ثم‬
‫فسخ العقد‪ ،‬سواء أ كان العقد متفقا على فساده أم مختلفا فيه‪ ،‬وتبدأ العدة من وقت الفرقة‬
‫بينهما بعد الفسخ‪.3‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬أنوإع إلزوإج وأآاثره يف مدونة الارسة‬


‫وتترتب على عقد الزواج أثار في غاية األهمية‪ ،‬لكنها تختلف بين المترتبة عن الزواج الصحيح‬
‫وبين المترتبة عن الزواج غير الصحيح‪.‬‬

‫‪ .1‬إلزوإج إلصحيح وأآاثره‬


‫أ‪ .‬أوال تعريف الزواج الصحيح‬

‫الزواج الصحيح هو الدي توفرت فيه األركان والشروط التي حددها المشرع من خالل المواد من‬
‫‪ 11‬إلى ‪ 13‬من مدونة األسرة‪.‬‬

‫‪ 1‬إملرإد ابلوطء‪ :‬ما يشمل إرخاء إلس تور‪ ،‬ولو تقارروإ عىل عدم إلوطء‪ ،‬ومثل إلوطء مقدماته‪.‬‬
‫‪ 2‬وهبة إلزحييل‪" ،‬إلفقه إلساليم وأدلته"‪ ،‬مرجع سابقـ ج‪ ،7‬ص‪.115‬‬
‫‪ 3‬محمد حسن أبو حيىي‪" ،‬أحاكم إلزوإج يف إلرشيعة إلسالمية"‪ :‬درإسة فقهية مقارنة بقانون إلحوإل إلشخصية إلردين‪،‬‬
‫دإر ايفا إلعلمية للنرش وإلتوزيع‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪ ،‬ص‪.190‬‬

‫‪135‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وقد أوضحت المدونة بخصوص الزواج الصحيح بأنه‪" :‬إذا توفرت في عقد الزواج أركانه وشروط‬
‫صحته‪ ،‬وانتفت الموانع‪ ،‬فيعتبر صحيحا وينتج جميع آثاره من الحقوق والواجبات التي‬
‫رتبتها الشريعة بين الزوجين واألبناء واألقارب‪ ،‬المنصوص عليها في هذه المدونة"‪.1‬‬

‫ب‪ .‬اآلثار بالنسبة لألزواج‬

‫تقوم العالقة بين الزوجين على أساس أنها حق يقابله واجب‪ ،‬فللزوج حقوق على زوجته‪ ،‬وعليه‬
‫لها واجبات‪ ،2‬وبذلك تقوم الحياة الزوجية على قواعد االحترام والمودة حتى يكتب لها الدوام‬
‫واالستمرارية وطبقا لما تقضي به مدونة األسرة‪ ،‬تنشأ عن الزواج حقوق وواجبات متبادلة‬
‫ومشتركة‪ ،‬كما أنه هناك حقوق األطفال‪.‬‬

‫֍الحقوق والوجبات المتبادلة بين الزوجين‬

‫سلكت مدونة األسرة نهجا جديدا في صياغة آثار الزواج بالنسبة للزوجين‪ ،‬وذلك باعتبارها حقوق‬
‫وواجبات متبادلة يتحمل بها كل من الزوجين إزاء اآلخر‪ ،‬تأكيدا لمبدأ المساواة الذي قامت عليه‬
‫نصوص المدونة‪.3‬‬

‫نصت المادة ‪ 51‬من مدونة األسرة على أن‪" :‬الحقوق والواجبات المتبادلة بين الزوجين‪:‬‬

‫‪ )1‬المساكنة الشرعية بما تستجوبه من معاشرة زوجية وعدل وتسوية عند التعدد‪،‬‬
‫وإحصان كل منهما وإخالصه لآلخر‪ ،‬بلزوم العفة وصيانة العرض والنسل؛‬
‫‪ )2‬المعاشرة بالمعروف‪ ،‬وتبادل االحترام والمودة والرحمة والحفاظ على مصلحة‬
‫األسرة؛‬
‫‪ )3‬تحمل الزوجة مع الزوج مسؤولية تسيير ورعاية شؤون البيت واألطفال؛‬
‫‪ )4‬التشاور في اتخاذ القرارات المتعلقة بتسيير شؤون األسرة واألطفال وتنظيم النسل؛‬
‫‪ )5‬حسن معاملة كل منهما ألبوي اآلخر ومحارمه واحترامهم وزيارتهم واستزارتهم‬
‫بالمعروف؛‬
‫‪ )6‬حق التوارث بينهما‪.‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.50‬‬


‫‪ 2‬يوسف بديوي وأمحد مجعة‪ ،‬إلرسة إملسلمة يف إلعامل إملعارص وإقعها وحتدايهتا‪ ،‬إلاميمة للطباعة وإلنرش وإلتوزيع‪ ،‬ص‪.315‬‬
‫‪ 3‬دليل معيل ملدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪136‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وسنقصل فيها كما سيأتي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المساكنة الشرعية‬

‫وتشمل مسكن الزوجية وحل االستمتاع‪.1‬‬

‫‪ -1‬مسكن الزوجية‬

‫يعتبر مسكن الزوجية من مشموالت نفقة الزوج على زوجته في المادتان ‪168‬و ‪ 169‬فهو‬
‫المكلف باختياره وتهيئته‪ ،‬فهو العش الذي يجمعهما وأوالدهما‪ ،‬األمر الذي سيحتم عليهما‪،‬‬
‫االعتناء ببعضهما داخله‪ ،‬دون هجره أو اإلعراض عن السكن به‪ ،‬مادام قد وفره الزوج تبعا‬
‫إلمكانياته المادية فهو أساسا من حقوق الزوجة على زوجها‪.‬‬

‫‪ -2‬حق االستمتاع‬

‫لكل من الزوجين حق االستمتاع باآلخر استجابة لداعي الفطرة‪ ،‬ورغبة في النسل لتحقيق التكاثر‪،‬‬
‫واالستمتاع هو حق للزوجين شرعه هللا لهما عند القران الصحيح‪ ،‬وفق شروط تحفظ صحته وال‬
‫تحول دون تحقيق مقاصد الزواج‪ ،‬يحرم عليهما االستمتاع إذا كانت المرأة حائضا أو نفساء‬

‫مصداقا لقوله تعالى‪          ﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪.2﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬

‫وال يجوز وطء الزوجة إال في الموضع الذي خلقه لذلك‪ ،‬يقول هللا عزوجل‪  ﴿ :‬‬

‫‪ 3﴾ ‬ويقصد به مكان تحقيق أهداف الزواج من استمتاع ونسل‪ ،‬واحتراما لقدسية‬


‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الزواج يحرم على الزوجين افشاء أسرارهما الزوجية‪ ،‬وخصوصا التحدث بما يكون بينهما أثناء‬

‫‪ 1‬محمد إلزهر‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 112‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]220 :‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]220 :‬‬
‫‪137‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الجماع فعن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه أن النبي ﷺ قال‪(( :‬أن من شر ألناس عند هللا منزلة‬
‫يوم ألقيامة ألرجل يفضي ألى أمرأة وتفضي أليه ثم ينشر سرها))‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حسن المعاشرة‬

‫وهي تقترب من المساكنة الشرعية مادام يقيمان في بيت واحد ويعمالن على إضفاء روح‬
‫السكينة والمودة والمحبة داخله‪ ،‬وإبعاد كل ما ينفر أحدهما من اآلخر لقوله سبحانه وتعالى‪:‬‬

‫﴿‪           ‬‬

‫‪.2﴾‬‬

‫ولن تكون المودة إال بطاعة وعدم إتيان كل ما ينفر أحدهما من اآلخر‪ ،‬فالتسامح والصفح عن‬
‫الهفوات وأداء الواجب هم سمات حسن المعاشرة وقرينة الزواج الناجح‪ ،‬الذي يكون له تأثير‬
‫إيجابي على أبنائهما وصحتهما النفسية‪.3‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬رعاية األسرة (البيت)‬

‫حدد المشرع التشاور في حدود تسيير شؤون األسرة واألطفال وتنظيم النسل وهنا تبعا لألساس‬
‫الذي بنى عليه هذه المدونة من حيث المساواة‪ ،‬فجعل هذا التشاور والتعاون من الحقوق‬
‫والواجبات المتبادلة بينهما حتى يعمال معا عل تنظيم األسرة وهذ ما نستشفه من تعريف‬
‫الزواج في المادة الرابعة من هذه المدونة حيث نص المشرع" ‪ ...‬وإنشاء أسرة مستقرة‪ ،‬برعاية‬
‫الزوجين طبقا ألحكام هذه المدونة"‪.4‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التشاور في اتخاد القرارات‬

‫‪ 1‬مسمل بن إحلجاج أبو إحلسني إلقشريي إلنيسابوري‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬ج‪ ،2‬ابب حترمي إفشاء رس إملرأة‪ ،‬رمق [‪ ،]1437‬ص‬
‫‪1060‬‬
‫‪[ 2‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]19 :‬‬
‫‪ 3‬محمد إلزهر رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 112‬وما بعدها‬
‫‪ 4‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪138‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫البيت بيت الزوجين معا‪ ،‬األطفال أطفالهما معا‪ ،‬ومن ثمة كان من الحكمة أن تكون تلك الشؤون‬
‫محل تشاور وتوافق وفي كل األحوال‪ ،‬فإن رأيين خير من رأي واحد كقاعدة عامة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تشاور الزوج مع الزوجة في شؤون البيت معا يشعرها بإنسانيتها ويكبر الزوج في عينها‪.1‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬حسن المعاملة لألقارب‬

‫من شيم المسلم البر بوالديه وقد أوصى سبحانه وتعالى بالوالدين خيرا‪ ،‬وقرن ذلك بعابدته‬

‫‪،2﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫وعدم اإلشراك به لقوله جلت قدرته‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫فطاعة الوالدين أمر بديهي ‪ ،‬وإ كرامهما واجب‪ ،‬وزيارتهما ضرورية‪ ،‬فالزوجة كما أنها تحب والداها‬
‫وتكرمهما وتطيعهما‪ ،‬فوالدا الزوج كذلك فاألمر متبادل في ملزمة بإكرامهما عند زيارتهما البنهما‬
‫واستقبالهما على أحسن وجه ‪ ،‬وجعلهما يطمئنان إلى حياته وأسرته‪ ،‬واألمر نفسه بالنسبة للزوج‬
‫عندما تزور عائلة الزوجة البيت‪ ،‬وما تقوم به اتجاه والدي الزوج يقوم به اتجاه أقاربها‪.3‬‬

‫الفرع السادس‪ :‬حق التوارث بين الزوجين‬

‫يعتبر التوارث من الحقوق المتبادلة بين الزوجين‪ ،‬بحيث يحق للزوج أن يرث من زوجته إذا‬
‫ماتت وهي في عصمته أو طلقها وهي مازالت في العدة من طالق رجعي ‪ ،‬وترثه إذا مات وهي‬
‫زوجته أو في عدة طالق رجعي‪ ،‬مالم يكن هناك مانع شرعي يمنع من اإلرث كالقتل العمد يقول‬

‫هللا عز وجل‪             ﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪.4﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ت‪ .‬آثار الزواج بالنسبة لألطفال‬

‫‪ 1‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.489‬‬


‫‪ 2‬سورة إلرسإء‪ :‬إلآية ‪23‬‬
‫‪ 3‬محمد إلزهر‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.113‬‬
‫‪ 4‬سورة إلنساء‪ :‬إلآية ‪.12‬‬
‫‪139‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يعتبر طفال من الناحية القانونية ‪ -‬هو كل شخص ذكر كان أو أنثى لم يبلغ سن الرشد وهو‬
‫الثامنة عشرة من عمره‪.1‬‬

‫لألوالد حقوق متعددة على أبيهم بالخصوص‪ .‬ومن حسنات مدونة األسرة أنها جمعت هذه‬
‫الحقوق في نص واحد بكيفية تجعل هذه المدونة منسجمة كل االنسجام مع االتفاقية الدولية‬
‫لحقوق الطفل التي صادق عليها المغرب بظهير ‪ 14‬يونيو ‪ 1993‬السالف ذكره‪ ،‬وألهمية حقوق‬
‫الطفل‪ ،‬فقد دسترها دستور ‪( 2011‬الفقرتان ‪ 3‬و‪ 4‬من الفصل ‪ ،)32‬عدد المشرع المغربي من‬
‫خالل هذه مقتضيات المادة ‪ 54‬من مدونة األسرة وقد جاء فيها ما بلي‪:‬‬

‫"لألطفال على أبويهم الحقوق التالية‪:‬‬

‫‪ )1‬حماية حياتهم وصحتهم منذ الحمل إلى حين بلوغ سن الرشد؛‬


‫‪ )2‬العمل على تثبيت هويتهم والحفاظ عليها خاصة‪ ،‬بالنسبة لالسم والجنسية‬
‫والتسجيل في الحالة المدنية؛‬
‫‪ )3‬النسب والحضانة والنفقة طبقا ألحكام الكتاب الثالث من هذه المدونة؛‬
‫‪ )4‬إرضاع األم ألوالدها عند االستطاعة؛‬
‫‪ )5‬اتخاذ كل التدابير الممكنة للنمو الطبيعي لألطفال بالحفاظ على سالمتهم الجسدية‬
‫والنفسية والعناية بصحهم وقاية وعالجا؛‬
‫‪ )6‬التوجيه الديني والتربية على السلوك القويم وقيم النبل المؤدية إلى الصدق في‬
‫القول والعمل‪ ،‬واجتناب العنف المفضي إلى اإلضرار الجسدي‪ ،‬والمعنوي‪ ،‬والحرص‬
‫على الوقاية من كل استغالل يضر بمصالح الطفل؛‬
‫‪ )7‬التعليم والتكوين الذي يؤهلهم للحياة العملية وللعضوية النافعة في المجتمع‪ ،‬وعلى‬
‫اآلباء أن يهيئوا ألوالدهم قدر المستطاع الظروف المالئمة لمتابعة دراستهم حسب‬
‫استعدادهم الفكري والبدني"‪.‬‬

‫عندما يفترق الزوجان‪ .‬تتوزع هذه الواجبات بينهما بحسب ما هو مبين في أحكام الحضانة‪.‬‬

‫عند وفاة أحد الزوجين أو كليهما تنتقل هذه الواجبات إلى الحاضن والنائب الشرعي بحسب‬
‫مسؤولية كل واحد منهما‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.496‬‬


‫‪140‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يتمتع الطفل المصاب بإعاقة‪ .‬إضافة إلى الحقوق المذكورة أعاله‪ ،‬بالحق في الرعاية الخاصة‬
‫بحالته‪ .‬وال سيما التعليم والتأهيل المناسبان إلعاقته قصد تسهيل إدماجه في المجتمع‪.‬‬

‫تعتبر الدولة مسؤولة عن اتخاذ التدابير الالزمة لحماية األطفال وضمان حقوقهم ورعايتها‬
‫طبقا للقانون‪.‬‬

‫تسهر النيابة العامة على مراقبة تنفيذ األحكام السالفة الذكر"‪.1‬‬

‫يتضح من خالل المادة أعاله أن األطفال يعتبرون عنصرا أساسيا من العناصر المكونة لألسرة‪،‬‬
‫وأولتهم هذه المدونة عناية خاصة بأن أفردت لهم مادة خاصة لحقوقهم الواجبة القيام بها من‬
‫طرف أبويهما مستوحاة من النصوص الشرعية والقانونية والمواثيق الدولية والوطنية‪ ،‬وجاءت‬
‫بها بشكل واضح في النص وخاصة منها التوجيه الديني‪ ،‬والسعي إلى التسجيل في الحالة المدنية‬
‫وضمان حق التعليم‪ ،‬واجتناب العنف المفضي إلى اإلضرار‪.2‬‬

‫وفي حالة افتراق الزوجين فإن كل هذه المسؤوليات والواجبات المذكورة تتوزع بينهما حسبما‬
‫هو مبين في أحكام الحضانة‪.‬‬

‫وفي حالة وفاة أحد الزوجين أو كليهما تنتقل هذه الواجبات والمسؤوليات إلى الحاضن وإلى النائب‬
‫الشرعي‪.‬‬

‫وقد خصت المدونة الطفل المعاق باإلضافة إلى الحقوق المذكورة أعاله بالحق في الرعاية الخاصة‬
‫بنوعية إعاقته‪ ،‬والسيما فيما يخص التعليم والتأهيل المناسبين قصد إدماجه في المجتمع‪.‬‬

‫والجدير بالذكر أن هذه المادة حملت الدولة مسؤولية اتخاذ كل التدابير الالزمة لحماية األطفال‬
‫ورعايتهم‪ ،‬وكلفت النيابة العامة بالسهر على تنفيذ المقتضيات السالفة‪.‬‬

‫وبناء على ذلك فإن على المحكمة أن تأخذ بعين االعتبار عند النظر في الدعاوى المثارة حول‬

‫عدم احترام أي طرف لهذ الحقوق والواجبات‪ ،‬بااللتزام بتطبيقها الحق في تحميل المخل بها‬

‫كل التبعات القانونية‪.‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.54‬‬


‫‪ 2‬دليل معيل ملدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49‬‬
‫‪141‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ث‪ .‬آثار الزواج بالنسبة لألقارب‬

‫وقد نصت عليها المادة ‪ 55‬من مدونة األسرة على أن‪" :‬ينشئ عقد الزواج آثارا تمتد إلى أقارب‬
‫الزوجين كموانع الزواج الراجعة إلى المصاهرة‪ ،‬والرضاع‪ ،‬والجمع"‪.1‬‬

‫تضمنت هذه المادة أحكاما مؤيدة للمقتضيات الواردة في القسم الثالث والمتعلقة بموانع‬
‫الزواج المؤبدة والمؤقتة‪ ،‬وذلك بالنص على سريانها على الزوجين وأقاربهما‪.‬‬

‫‪ .2‬إلزوإج غري إلصحيح وأآاثره‬


‫أعاد المشرع النظر في المصطلحين‪ ،‬حيث عوض مصطلح العقد المجمع على فساده بالعقد‬
‫الباطل‪ ،‬والعقد المختلف في فساده بالعقد الفاسد ال غير‪ ،‬وهذا هو التقسيم السائد لدى بعض‬
‫فقهاء المذهب الحنفي‪ ،‬وهكذا يكون الزواج كقاعدة عامة باطال إذا اختل ركن من أركانه أو كان‬
‫بين الزوجين مانع من موانع الزوجية‪ ،‬ويكون فاسدا إذا اختل فيه شرط من بين شروط صحته‪.2‬‬

‫وفي هذا الصدد سوف نتطرق الى نوعين‪:‬‬

‫أوال الزواج الباطل وآثاره وثانيا الزواج الفاسد وآثاره‬

‫أ‪ .‬الزواج الباطل وآثاره‬

‫أ‪ .1.‬حاالت الزواج الباطل‬

‫حدد المشرع حاالت الزواج الباطل في المادة ‪ 57‬من مدونة األسرة على الوجه اآلتي‪:‬‬

‫"يكون الزواج باطال‪:‬‬

‫‪ )1‬إذا اختل فيه أحد األركان المنصوص عليها في المادة ‪ 10‬أعاله؛‬


‫‪ )2‬إذا وجد بين الزوجين أحد موانع الزواج المنصوص عليها في المواد ‪ 35‬إلى ‪ 39‬أعاله؛‬
‫‪ )3‬إذا انعدم التطابق بين اإليجاب والقبول"‪.3‬‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.55‬‬


‫‪ 2‬مجمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.57‬‬
‫‪142‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫اعتبر المشرع الزواج باطال إذا اختل فيه االيجاب والقبول‪ ،‬فعلى اعتبار أن الوالية حق للمرأة‪ ،‬ولها‬
‫الحق كرشيدة أن تزوج نفسها بنفسها المكادتان ‪ 24‬و‪ ،25‬فال بد من سماع اإليجاب والقبول‬
‫بينهما وأن سن الزواج هو في حد ذاته سن الرشد فالبد من سماع اإليجاب والقبول بينها وبين‬
‫الراغب في الزواج وفق الحاالت المنصوص عليها في المادة العاشرة‪ ،‬وإذا انعدم ذلك أو لم يتطابق‬
‫(تطابق اإليجاب والقبول) يعتبر العقد باطال‪.‬‬

‫ومن أسباب البطالن كذلك وجود موانع شرعية بين الزوجين سواء منها المؤقتة أو المؤبدة‪ ،‬هذا‬
‫ويدخل في زمرة الزواج المجمع على فساده كما تعارف على ذلك الفقه‪.1‬‬

‫أ‪ .2.‬آثار الزواج الباطل‬

‫حدد المشرع أثار الزواج الباطل ضمن المادة ‪ 58‬من مدونة األسرة‪ ،‬وقد جاء فيها أنه‪:‬‬

‫"تصرح المحكمة ببطالن الزواج تطبيقا ألحكام المادة ‪ 57‬أعاله بمجرد اطالعها عليه‪ ،‬أو بطلب‬

‫ممن يعنيه األمر‪.‬‬

‫يترتب على هذا الزواج بعد البناء الصداق واالستبراء‪ ،‬كما يترتب عليه عند حسن النية لحوق‬
‫النسب وحرمة المصاهرة"‪.2‬‬

‫وعليه نستنج من هذا النص أن الزواج الباطل تترتب عنه اآلثار التالية طبقا لما تنص عليه الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 58‬من مدونة األسرة‪:‬‬

‫بالنسبة للصداق‪ :‬يكون واجبا في حق المرأة إذا تم الدخول بها‪ ،‬أما إذا تم التصريح ببطالن العقد‬
‫قبل البناء‪ ،‬فال تستحق المرأة الصداق‪.‬‬

‫بالنسبة لالستبراء‪( 3‬وليس العدة)‪ :‬يكون واجب على الزوجة إذا تم الدخول بها حتى ال تختلط‬
‫األنساب في حالة زواجها من شخص آخر قبل انتهاء مدة االستبراء‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد إلزهر‪ ،‬رشح مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.119‬‬


‫‪ 2‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.58‬‬
‫‪ 3‬يقصد ابلس تربإء أن ترتبص ‪ -‬أي تنتظر ‪ -‬إلزوجة بعد فسخ إلزوإج إلباطل مبارشة بنفسها مدة معينة‪ ،‬حبيث ل ترتبط‬
‫خاللها بزوج أآخر حىت يمت إلتيقن من برإءة رمحها خمافة أن ختتلط إلنساب‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫بالنسبة للحوق النسب‪ :‬هو متوقف حسب قصد الزوج حيث إذا كان هذا األخير حسن النية‪،‬‬
‫يلحق به الولد‪ ،‬ويترتب عن هذا النسب جميع اآلثار المتعلقة بالقرابة وبالتالي يحرم الزواج في‬
‫الدرجات الممنوعة‪ ،‬كما تتحقق به نفقة القرابة واإلرث‪.‬‬

‫أما إذا كان الزوج سيء النية‪ ،‬أي عالما بالتحريم (كأن يتزوج خامسة أو أخته من الرضاع مثال)‬
‫فلن يلحق الولد به بل يصبح إبن زنى ويبقى بالنسبة لألم كالطفل الشرعي ألنه ابنها مع ترتيب‬
‫جميع األثار الناتجة عن النسب‪.‬‬

‫وإذا شاب عقد الزواج أحد أسباب البطالن المنصوص عليها في المادة ‪ 57‬من المدونة‪ ،‬يعتبر‬
‫العقد منعدم وتصرح المحكمة ببطالن الزواج بمجرد اطالعها عليه (أي عند التأكد من توفر أحد‬
‫أسباب المؤدية للبطالن)‪ ،‬أو بطلب قد يتقدم به أحد الزوجين أو من له مصلحة‪.1‬‬

‫ب‪ .‬الزواج الفاسد وآثاره‬

‫ب‪ .1.‬تعريف الزواج الفاسد‬

‫عرفه المشرع المغربي في المادة ‪ 59‬من المدونة بأنه‪" :‬يكون الزواج فاسدا إذا اختل فيه شرط‬
‫من شروط صحته طبقا للمادتين ‪ 60‬و‪ 61‬بعده ومنه ما يفسخ قبل البناء ويصحح بعده‪،‬‬
‫ومنه ما يفسخ قبل البناء وبعده"‪.2‬‬

‫والعقد الفاسد على مستوى تقسيمه‪ ،‬إما عقد فاسد لصداقه وإما فاسد لعقده ولكل صورة من‬
‫هاتين الصورتين آثارها الخاصة بها‪.3‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الزواج الفاسد لصداقه‬

‫يعتبر الصداق شرطا من شروط صحة عقد الزواج وبالتالي ال يجوز االتفاق على اسقاطه‪ ،‬وكل ما‬
‫صح التزامه شرعا صلح أن يكون صداقا‪ ،‬فالزواج الفاسد لصداقه هو الذي فقد شرطا من‬
‫شروطه أو الذي لم يذكر فيه الصداق بالمرة‪.4‬‬

‫‪ 1‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.168‬‬


‫‪ 2‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ 3‬محمد إلكش بور‪ ،‬إلوإحض يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.575‬‬
‫‪ 4‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.167‬‬
‫‪144‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الثان‪ :‬الزواج الفاسد لعقده‬


‫ي‬ ‫الفرع‬

‫يتضح من خالل مقتضيات المادة ‪ 61‬من مدونة األسرة أن المشرع حدد حاالت الزواج الفاسد‬
‫لعقده فيما يلي‪:‬‬

‫‪ o‬إذا كان الزواج في المرض المخوف ألحد الزوجين إال بعد أن يشفى المريض بعد الزواج‪،‬‬
‫والمرض المخوف هو الذي يجعل اإلنسان بسبه عن القيام بمصالحه ويحول دون قيامه‬
‫بواجباته حيث يغلب فيه الهالك عادة أو تحدث فعال الموت متصلة به‪.‬‬
‫‪ o‬إذا قصد الزوج بالزواج تحليل المبتوتة لمن طالقها ثالثا‪ ،‬والمقصود هنا المرأة المطلقة‬
‫من زوجها طالقا بائنا بينونة كبرى أي أصبحت محرمة على مطلقها األول حرمة مؤقتة‪،‬‬
‫وال يمكنه مراجعتها أو العقد عليها إال بعد زواجها من شخص آخر‪ ،‬دخل بها دخوال يعتد‬
‫به شرعا وانقضت عدتها منه بطالق أو تطليق أو فسخ‪ ،‬فإذا كانت نية الزوج الثاني منصبة‬
‫على تحليل المرأة لمطلقها األول‪ ،‬يعتبر هذا الزواج فاسد لعقده‪.‬‬
‫‪ o‬إذا كان الزواج بدون ولي في حالة وجوبه‪ ،‬ويعتد بالطالق أو التطليق في الحاالت المذكورة‬
‫أعاله قبل صدور الحكم بالفسخ‪.‬‬

‫ب‪ .2.‬آثار الزواج الفاسد‬

‫لمعرفة األثار المترتبة على الزواج الفاسد‪ ،‬يجب التمييز بين الزواج الفاسد لصداقه من‬

‫جهة والزواج الفاسد لعقده من جهة ثانية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الزواج الفاسد لصداقه‬

‫يفسخ هذا النوع من الزواج قبل البناء وال صداق فيه للزوجة‪ ،‬أما إذا لم يطلع عليه إال بعد البناء‬
‫فال يفسخ وإنما يصحح بصداق المثل الذي تأخذه الزوجة‪ ،‬غير أن صداق المثل المشار إليه في‬
‫المادة ‪ 60‬من مدونة األسرة تراعي المحكمة في تقديره الوسط االجتماعي للزوجين‪.‬‬

‫الثان‪ :‬الزواج الفاسد لعقده‬


‫ي‬ ‫الفرع‬

‫يفسخ هذا النوع من الزواج قبل البناء وبعده طبقا للمادة ‪ 61‬من مدونة األسرة‪ ،‬وفيما يخص‬
‫آثار الزواج الفاسد لعقده الذي تقرر فسخه‪ ،‬فإن المادة ‪ 64‬من المدونة ميزت بين ما إذا كان‬
‫الفسخ قد وقع قبل البناء‪ ،‬حيث ال تنتج عنه أية آثار‪ ،‬وبين كون صدور الحكم بالفسخ لم يكن‬

‫‪145‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إال بعد البناء‪ ،‬حيث تترتب عنه آثار الزواج الصحيح خالل الفترة الممتدة من وقت وقوع البناء‬
‫إلى تاريخ صدور الحكم بفسخه‪.1‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫تطرقت مدونة األسرة للزواج في كتابه األول متضمنة مجموعة من األحكام التي نظمت جوانب‬
‫هذه المؤسسة في جميع مراحلها‪ ،‬حيث يالحظ أنها تطرقت للخطبة كمرحلة تمهيدية للزواج‪،‬‬
‫ونظمت بعض المقتضيات المتعلقة بها كاآلثار الناتجة عن العدول عنها‪.‬‬

‫أما فيما يخص يتعلق بعقد الزواج فإن مدونة األسرة أحاطته بجملة من األحكام في جميع مراحله‬
‫بدءا من إنشاء هذا العقد وصوال إلى آثاره‪ .‬حيث يتبين لنا أن المدونة قد تعرضت في مرحلة إنشاء‬
‫هذا الميثاق لألركان الالزمة لقيامه المتحددة في اإليجاب والقبول‪ ،‬موضحة الجهة التي يجب أن‬
‫يصدرا عنها‪ ،‬كما تناولت طرق التعبير عنهما‪ ،‬وصوال إلى الشروط المتطلبة فيهما‪.‬‬

‫أما فيما يخص شروط صحة عقد الزواج نجد أن مدونة األسرة تضمنت قواعد نظمت من خاللها‬
‫كال من الصداق وما يرتبط به‪ ،‬والوالية التي شهدت تعديالت تخص زواج الفتاة الرشيدة سواء‬
‫كانت يتيمة أو غير يتيمة‪ ،‬ثم اإلشهاد على الزواج‪ ،‬وكذلك توثيق هذا العقد وإثباته سواء داخل‬
‫المغرب أو خارجه‪.‬‬

‫ويتعين الذكر‪ ،‬أن المدونة ألقت الضوء على آثار الزواج الذي ينقسم إلى الزواج الصحيح وآخر‬
‫غير صحيح‪.‬‬

‫ويالحظ أن أحكام هذه المدونة جاءت تستند في أحكامها من حيث األصل على المذهب المالكي‪،‬‬
‫إال أنها استثناء قد خرجت عن نطاقه في مجموعة من المظاهر ‪.‬‬

‫‪ 1‬محمد إلشافعي‪ ،‬إلزوإج وإحنالهل يف مدونة إلرسة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.169‬‬


‫‪146‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪147‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ال ينبغي اللجوء إلى انحالل ميثاق الزوجية بالطالق أو التطليق إال استثناء‪ ،‬إذ األصل هو اإلبقاء‬
‫على العالقة الزوجية لما في االنفصال من تفكيك األسرة واألضرار باألطفال‪ .‬لكن بالرجوع إلى‬
‫الوسائل القانونية التي نضم من خاللها المشرع انحالل ميثاق الزواج نجده قد فتح الباب على‬
‫مصراعيه النفصال الزوجين‪ ،‬حيث أنشأ وسائل وطرق أخرى لالنفصال إلى جانب ما كانت تنص‬
‫عليه مدونة األحوال الشخصية الملغاة‪ .‬فقد أضاف التطليق للشقاق‪ .‬التطليق للضرر في حالة‬
‫إخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج‪ ،‬ثم الزواج باالتفاق التطليق للحبس أو السجن‪.‬‬

‫إذا كانت بعض الوسائل المستحدثة مستحبة فإن بعضها قد يستغل أسوء استغالل من ذوي‬
‫سوء النية‪.‬‬

‫وهكذا فإن المشرع المغربي قد أخذ باالتجاه الرامي الى إباحة الطالق بامتياز رغم ظاهره يوحي‬
‫بمحاولة الحد من هذه الظاهرة‪.‬‬

‫وعلى هذا ينحل عقد الزواج بالوفاة أو الفسخ أو الطالق أو التطليق أو الخلع‪ .‬البقاء على الزواج‬
‫هو األصل‪ ،‬ما لم ينحل بوفاة أحد الزوجين أو استحالة العشرة بينهما‪ ،‬حيث شرعت طرق إلنهاء‬
‫عقد الزواج‪ ،‬إما بإرادة الزوج‪ ،‬تبعا إلجراءات معينة تنظمها هذه المدونة‪ ،‬أو بحكم القاضي في‬
‫حالة معينة‪ ،‬وقد تكون بإرادة الزوجين معا‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك قد تنحل العالقة الزوجية بالفقد‪ ،‬حيث يهم األمر الشخص الذي انقطعت أخباره‬
‫ويكون في حكم الميت‪.‬‬

‫وانطالقا من المادة ‪ 71‬من مدونة األسرة سأتحدث عن أهم هذه األسباب كل واحد على حدة‪،‬‬
‫مبينا موقف الفقه اإلسالمي ومدونة األسرة في كل واحد منهما‪ .‬ففي الفصل األول‪ :‬انحالل‬
‫ميثاق الزوجية (الطالق)‪ ،‬وفي الفصل الثاني‪ :‬التطليق أو الخلع‪ .‬وفي الفصل الثالث‪ :‬أحكام العدة‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫لاق‬‫ط‬‫ل‬‫ا‬

‫‪149‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملبحث إلول‪ :‬إلطالق‪ :‬تعريفه ومرشوعيته‪ ،‬وأراكنه وإحلمكة منه‬


‫إملطلب إلول‪ :‬تعريف إلطالق ومرشوعيته‪.‬‬
‫‪ .1‬تعريف إلطالق لغة وإصطالحا‪.‬‬
‫الطالق لغة‪ :‬حل الوثاق مشتق من اإلطالق وهو اإلرسال والترك بعد اإلمساك‪ ،‬يقال‪ :‬أطلقت‬
‫الناقة إذن أرسلتها من عقال‪.1‬‬

‫واصطالحا‪ :‬عرفه المالكية بقولهم حل العصمة المنعقدة بين الزوجين‪ ،2‬وعرفته مدونة األسرة‬
‫بأنه حل ميثاق الزواج يمارسه الزوج والزوجة كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء‪ ،3‬فهو‬
‫رفع قيد النكاح المنعقد بين الزوجين بألفاظ مخصوصة‪.‬‬

‫فالمالحظ على هذا التعريف أن مدونة األسرة جعلت الطالق بيد الزوجين بعد أن كان الطالق‬
‫بيد الزوج فقط‪ ،‬وجعلت إيقاع الطالق يتم تحت مراقبة القضاء وذلك صيانة لهذا األمر من العبث‬
‫والتعسف في ممارسته‪ ،‬وضمان حقوق كل منهما‪.‬‬

‫‪ .2‬مرشوعية إلطالق‪:‬‬
‫الطالق مشروع بالكتاب‪ ،‬والسنة‪ ،‬واالجماع‪ ،‬قال تعالى‪    ﴿ :‬‬

‫‪.4﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق مادة طلق‪ ،‬ج‪ ،10‬ص‪229‬‬
‫‪ 2‬عيل بن أمحد بن مكرم إلصعيدي إلعدوي (نس بة إىل بين عدي‪ ،‬ابلقرب من منفلوط)‪ ،‬أبو إحلسن‪1189 ،‬م‪ ،‬حاش ية‬
‫إلعدوي عىل رشح كفاية إلطالب إلرابين‪ ،‬إحملقق‪ :‬يوسف إلش يخ محمد إلبقاعي‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلفكر – بريوت‪،‬‬
‫‪1414‬ه‪1994/‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.102‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة إملادة ‪78‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]227 :‬‬
‫‪150‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وقد طلق النبي صلى هللا عليه وسلم حفصة بنت عمر رضي هللا عنها ثم راجعها‪.1‬‬

‫فقد أجمع العلماء على جوازه وهو واقع منذ الصدر األول في اإلسالم إلى هذا الزمان ال ينكره أحد‪.2‬‬
‫والمعقول يؤيد جوازه كما سيأتي في الحكمة من مشروعيته‪.‬‬

‫‪ .3‬إحلمكة من مرشوعيته‪:‬‬
‫شرع هللا الزواج ليكون دائما مؤبدا‪ ،‬إذ به تتحقق المنافع والمصالح المرادة منه‪ ،‬وال بد لتحقيق‬
‫أهداف النكاح العظيمة من وجود المودة والتفاهم بين الزوجين فإذا حصل ما يقطع هذه المودة‬
‫ويفسد هذا التفاهم مما هو واقع وكثير‪ ،‬ألسباب مشاهدة‪ .‬كأن تفسد أخالق أحد الزوجين‬
‫فيندفع في تيار الفسق والفجور فيفسد نظام البيت‪ ،‬ويتعكر صفوه‪ ،‬وينحرف األوالد حيث ال كافل‬
‫لهم‪ ،‬وال راعي لشؤونهم‪ ،‬وال قائم بحقوقهم‪ ،‬وينشأ األطفال نشأة يملؤها التشاؤم‪ ،‬ويغلب عليها‬
‫الحزن واالنطواء في مجتمع أسري كهذا‪.‬‬

‫لهذه االمور وغيرها كثير‪ ،‬أباح هللا الطالق ليكون عالجا لهذا الوضع الرديء‪ ،‬والحال المفجع‪،‬‬
‫والخطب األليم‪ ،‬الذي أصاب األسرة التي هي اللبنة األولى لبناء المجتمع‪.‬‬

‫وألن اإلسالم دين رب العالمين الذي هو أعلم بمصالح العباد من أنفسهم‪ ،‬وألن الدين الصالح‬
‫لكل زمان ومكان‪ ،‬فقد حرص على وقاية المجتمعات من كل داهية تفتك به وكل فجيعة تلم‬
‫به‪ ،‬وكل نكبة تصيبه‪ ،‬فقد شرع الطالق ليتخلص به الزوجان من حياة مقلقة وصلة موجعة‬
‫وارتباط مؤلم ومن ثم ينقب كل منهما عن من هو خير من سابقه وأجدر باالرتباط به‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬

‫‪.3﴾‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬ ‫﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬محمد حبيب هللا بن عبد هللا إلش نقيطي ‪1323‬ه‪ ،‬زإد إملسمل فامي إتفق عليه إلبخاري ومسمل‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد إلس يد عامثن‪،‬‬
‫دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.65‬‬
‫‪ 2‬عبد إلرمحن صابر حسني محودة إلعقيب‪ ،‬إلسبيل يف أصول إلفقه‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.356‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]129 :‬‬
‫‪151‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬أراكنه‪:‬‬


‫‪ .1‬أراكن إلطالق‪:‬‬
‫للطالق أركان أربعة‪ :‬أحدها الزوج‪ ،‬فال يقع طالق األجنبي الذي ال يملك عقدة النكاح‪.1‬‬

‫ثانيها‪ :‬الزوجة‪ ،‬فال يقع الطالق على األجنبية كما عرفت‪ ،2‬ومثلها الموطوءة بملك اليمين‪ ،3‬فلو‬
‫طلق جاريته ال يقع طالقه ألنها ليست زوجة‪.‬‬

‫ثالثها‪ :‬صيغة الطالق‪ ،‬وهي اللفظ الدال على حل عقدة النكاح صريحا كان‪ ،‬أو كناية‪. 4‬‬

‫رابعها‪ :‬القصد‪ ،‬بأن يقصد النطق بلفظ الطالق‪ ،‬فإذا أراد أن ينادي امرأته باسمها طاهرة‪ ،‬فقال‬

‫لها‪ :‬يا طالقة خطأ لم يعتبر طالق ديانة‪.5‬‬

‫إملبحث إلثاين‪ :‬حمك إلطالق وأقسامه وألفاظه‪.‬‬


‫إملطلب إلول‪ :‬حمك إلطالق‬
‫الطالق يسري عليه األحكام الشرعية الخمسة‪( :‬الوجوب‪ ،‬االستحباب‪ ،‬التحريم‪ ،‬الكراهة‪.‬‬

‫اإلباحة) تبعا للحال التي يكون عليها الزوجان‪ ،‬وفيما يلي بيانها بإيجاز‪:‬‬

‫أ‪ .‬الحالة األولى‪ :‬كون الطالق واجبا‪:‬‬

‫وذلك كطالق المولي‪-‬وهو من حلف على االمتناع عن جماع زوجته ‪ -‬حيث يمهل أربعة أشهر‪،‬‬
‫فإن رجع وإال وجب عليه الطالق‪ ،‬وكذلك اإللزام بالطالق في التحكيم بين الزوجين في الشقاق إذا‬
‫رأى الحكمان ذلك‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد إحلكمي حامدة‪ ،‬إجلامع لحاكم إلفقه عىل إملذإهب إلربعة‪ ،‬درإ إلكتب إلعلمية‪ ،‬ص‪.376‬‬
‫‪ 2‬عبد إلرمحن بن محمد عوض إجلزيري (إملتوىف‪1360 :‬هـ)‪ ،‬إلفقه عىل إملذإهب إلربعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.250‬‬
‫‪ 3‬محمد بن محمد إلاكيك إحلنفي قوإم إدلين‪ ،‬عيون إملذإهب يف فروع إملذإهب إلربعة‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ص‪.172‬‬
‫‪ 4‬عبد إلرمحن بن محمد عوض إجلزيري‪ ،‬إلفقه عىل إملذإهب إلربعة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.251‬‬
‫‪ 5‬عبد إلرمحن بن محمد عوض إجلزيري‪ ،‬خمترص إلفقه عىل إملذإهب إلربعة‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪،‬‬
‫‪1424‬ه‪2003/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪23‬‬
‫‪152‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ففي هذه األحوال يجب إيقاع الطالق‪ .‬وإن امتنع الزوج عن ذلك أثم‪ ،‬وجاز للحاكم إيقاع الطالق‪،‬‬

‫على تفصيل وخالف في المسألة‪.‬‬

‫ب‪ .‬الحالة الثانية‪ :‬كون الطالق مستحبا‬

‫يكون الطالق مستحبا إذا تعذرت العشرة بين الزوجين‪ ،‬أو صعبت‪ ،‬ولذلك صور‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ )1‬لو كانت الزوجة مفرطة في حقوق هللا تعالى الواجبة عليها؛ كالصالة ونحوها‪ ،‬ولم‬
‫يجد معها نصح ووعظ‪.‬‬
‫‪ )2‬الطالق في حال الشقاق واستحالة العشرة الطيبة بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ )3‬إذا طلبت الزوجة المخالعة وأصرت على هذه المطالبة وتعذرت العشرة‪ .‬ففي‬
‫هذه الحال يستحب للزوج أن يطلق منعا للضرر‪.‬‬
‫ت‪ .‬الحالة الثالثة‪ :‬يكون الطالق مباحا‪:‬‬

‫عند الحاجة إليه؛ لسوء خلق المرأة‪ ،‬وسوء عشرتها‪ ،‬أو التضرر بها من غير حصول المصالح‬

‫المقصودة في النكاح‪.1‬‬

‫ث‪ .‬الحالة الرابعة‪ :‬يكون الطالق مكروها‪:‬‬

‫إذا لم يكن ثمة حاجة إليه؛ لما فيه من إلحاق الضرر بالزوج وزوجته‪ ،‬والحرمان من مصالح النكاح‬
‫من غير حاجة إليه‪ ،‬وألنه مزيل للنكاح المشتمل على المصالح المندوب إلها فيكون مكروها‪،‬‬
‫وقد يكون محرما‪. 2‬‬

‫ج‪ .‬الحالة الخامسة؛ يكون الطالق محرما‪:‬‬

‫في حال إيقاعه على وجه غير مشروع‪ .‬كما لو طلقها وهي حائض أو نفساء‪ ،‬أو في حال طهر حصل‬
‫فيه جماع‪.3‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن أمحد بن محمد بن قدإمة‪ ،‬إملغين‪ ،‬مرجع سابق ج‪ ،6‬ص‪.42‬‬


‫‪ 2‬عبد إلرمحن بن محمد بن أمحد بن قدإمة إملقديس إمجلاعييل إحلنبيل‪ ،‬أبو إلفرج‪ ،‬مشس إدلين (إملتوىف‪682 :‬هـ)‪ ،‬إلرشح‬
‫إلكبري إملسم ابلشايف عىل منت إملقنع‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلكتاب إلعريب للنرش وإلتوزيع‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.119‬‬
‫‪ 3‬محمد بن إدريس بن إلعباس بن عامثن بن شافع بن عبد إملطلب بن عبد مناف إملطليب إلقريش إمليك أبو عبد هللا (إملتوىف‪:‬‬
‫‪204‬هـ)‪ ،‬إلم للشافعي‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إملعرفة ‪ -‬بريوت‪ ،‬إجملدل ‪.203 ،3‬‬
‫‪153‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إملطلب إلثاين أقسام إلطالق وألفاظه‬


‫‪ .1‬أقسام إلطالق‬
‫ينقسم الطالق إلى قسمين‪ :‬سني وبدعي‪.‬‬

‫أ‪ .‬الطالق السني‪:‬‬

‫هو أن يطلق الزوج امرأته المدخول بها طلقة واحدة في طهر لم يجامعها فيه‪ ،‬وله مراجعتها ما‬
‫دامت في العدة‪ ،‬وهي ثالثة قروء‪.‬‬

‫فإذا انقضت العدة ولم يراجعها طلقت‪ ،‬وال تحل له إال بعقد ومهر جديدين‪ ،‬وإن راجعها في العدة‬
‫فهي زوجته‪.1‬‬

‫وإن طلقها ثانية فيطلقها كالطلقة األولى‪ ،‬فإن راجعها في العدة فهي زوجته‪ ،2‬وإن لم يراجعها‬
‫طلقت‪ ،‬وال تحل له إال بعقد ومهر جديدين‪.‬‬

‫ثم إن طلقها الثالثة كما سبق بانت منه‪ ،‬وال تحل له حتى تنكح زوجا غيره بنكاح صحيح‪ ،‬وهذا‬

‫‪3‬‬
‫الطالق وهذه الصفة وهذا الترتيب سني من جهة العدد‪ ،‬وسني من جهة الوقت‪.‬‬

‫ومن الطالق السني‪ :‬أن يطلق الزوج زوجته بعدما يتبين حملها طلقة واحدة‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد إلرمحن جالل إدلين إلس يوطي‪911‬ه‪ ،‬إدلر إملنثور يف إلتفسري ابملأثور‪ ،‬دإر إلفكر – بريوت – لبنان‪ ،‬ج‪،8‬‬
‫ص‪.138‬‬
‫‪ 2‬س يد قطب إبرإهمي حسني إلشاريب‪1324 - 1385 ،‬هـ‪1966 - 1906 ،‬م‪ ،‬يف ظالل إلقرأآن‪ ،‬دإر إلرشوق‪ ،‬طبعة‬
‫جديدة منقحة‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.247‬‬
‫‪ 3‬محمد بن إبرإهمي بن عبد هللا إلتوجيري‪ ،‬خمترص إلفقه إلساليم‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر أصدإء إجملمتع‪ ،‬إململكة إلعربية إلسعودية‬
‫إلطبعة‪ :‬إحلادية عرشة‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2010 -‬م‪ ،‬ص‪725‬‬
‫‪154‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪‬‬ ‫‪ ،1﴾ ‬ثم قال‪ ﴿ :‬‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫قال هللا تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪                 ‬‬

‫‪.2﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪‬‬

‫فإذا تم الطالق وحصلت الفرقة فيسن للزوج أن يمتعها بما يناسب حاله وحالها جبرا لخاطرها‪،‬‬

‫‪.3﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫وأداء لبعض حقوقهما كما قال سبحانه‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫ب‪ .‬الطالق البدعي‪:‬‬

‫هو الطالق المخالف للشرع‪ ،‬كأن يطلقها في حيض‪ ،‬أو نفاس‪ ،‬أو في طهر جامعها فيه ولم يتبين‬
‫حملها‪ ،‬وهذا الطالق حرام ويقع‪ ،‬وفاعله آثم‪ ،‬ويجب عليه أن يراجعها منه إن لم تكن الثالثة‪.4‬‬

‫وإذا راجع الحائض أو النفساء أمسكها حتى تطهر‪ ،‬ثم تحيض‪ ،‬ثم تطهر‪ ،‬ثم إن شاء طلقها‪ ،‬ومن‬
‫طلقها في طهر جامعها فيه أمسكها حتى تحيض‪ ،‬ثم تطهر‪ ،‬ثم إن شاء طلقها‪.‬‬

‫‪ -1‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما أنه طلق امرأته وهي حائض‪ ،‬فذكر ذلك عمر للنبي صلى هللا‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫اه ًرأ أ ْو َح ِامل))‪.5‬‬
‫عليه وسلم فقال‪ُ (( :‬م ْر ُه فل ُي َر ِأج ْع َها‪ .‬ث هم ِل ُيط ِلق َها ط ِ‬
‫‪ - 2‬عن ابن عمر رضي هللا عنهما أنه طلق امرأته وهي حائض‪ ،‬فسأل عمر عن ذلك رسول هللا‬
‫ْ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم فقال‪ُ (( :‬م ْر ُه َف ْل ُي َر ِأج ْع َها َح هتى َت ْط ُه َر‪ُ .‬ث هم َت ِح َ‬
‫يض َح ْي َض ًة ُأ ْخ َرى‪ُ .‬ث هم َتط ُه َر‪ُ .‬ث هم ُي َط ِل ُق‬
‫ُ َ‬
‫َب ْعد‪ ،‬أ ْو ُي ْم ِس ُك))‪.6‬‬

‫وينقسم الطالق السني إلى طالق رجعي وطالق بائن‪:‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]227 :‬‬


‫‪[ 2‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]228 :‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]239 :‬‬
‫‪ 4‬محمد بن إبرإهمي بن عبد هللا إلتوجيري‪ ،‬خمترص إلفقه إلساليم‪ ،‬مرجع إلسابق‪ ،‬ص‪.725‬‬
‫‪ 5‬مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ،1095‬ابب حترمي طالق إحلائض بدون‬
‫رضاها‬
‫‪ 6‬إملرجع إلسابق‪ ،‬نفس إلصفحة‬
‫‪155‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الطالق الرجعي‪ :‬هو أن يطلق الزوج امرأته المدخول بها طلقة واحدة‪ ،‬وله مراجعتها إن رغب ما‬
‫دامت في العدة‪ ،‬فإن راجعها ثم طلقها الثانية فله مراجعتها ما دامت في العدة‪ ،‬وهي في الحالتين‬
‫زوجته ما دامت في العدة‪ ،‬يرثها وترثه‪ ،‬ولها النفقة والسكنى‪ ،‬ويجب على المطلقة طالقا رجعيا‬
‫وهي المطلقة طلقة واحدة أو طلقتين‪ ،‬بعد الدخول أو الخلوة أن تبقى وتعتد في بيت زوجها لعله‬
‫يراجعها‪ ،‬ويستحب لها أن تتزين له ترغيبا له في مراجعتها‪ ،‬وال يجوز للزوج إخراجها من بيتها إن‬
‫لم يراجعها حتى تنقضي عدتها‪. 1‬‬

‫أما المدونة في مادتها ‪ 123‬نصت على أن "كل طالق اوقعه الزوج فهي طالق رجعي إْل المكمل للثالث‪،‬‬
‫والطالق قبل البناء‪ ،‬والطالق باْلتفاق‪ ،‬والخلع والمملك"‪.2‬‬

‫وبهذا فالمدونة جعلت كل الطالق الذي يوقعه الزوج رجعيا أي يحق له أن يراجع زوجته ألنها‬
‫مازالت في عصمته إال أذا انقضت العدة فلم يراجعها فتصير عليه محرمة‪ ،‬وكذا الطالق الذي‬
‫يوقعه القاضي في حالتين‪ ،‬الطالق في عدم االنفاق‪ ،‬وااليالء‪.‬‬

‫أما ما يلزم الزوج فعله إذا أراد مراجعة زوجته فقد نصت المادة ‪ 124‬من مدونة األسرة على أن‪:‬‬
‫"للزوج أن يراجع زوجته أثناء العدة‪.‬‬

‫أذأ رغب ألزوج في أرجاع زوجته ألمطلقة طالقا رجعيا أشهد على ذلك عدلين ويقومان باخبار ألقاضي‬ ‫❖‬
‫فورأ‪.‬‬
‫يجب على ألقاضي قبل ألخطاب على وثيقة ألرجعة‪ ،‬أستدعاء ألزوجة الخبارها بذلك فاذأ أمتنعت‬ ‫❖‬
‫ورفضت ألرجوع‪ ،‬يمكنها أللجوء ألى مسطرة ألشقاق ألمنصوص عليها في ألمادة ‪ 94‬أعاله‪.3‬‬

‫فالمدونة قد اشترطت اإلشهاد عند عدليين يقومان بإخبار القاضي بذلك بخالف الفقه المالكي‬
‫الذي لم يشترط اإلشهاد بل جعله مستحبا‪ ،‬إما إذا رأت المرأة انها متضررة وال ترغب في العودة‬
‫إلى هذا الزوج فقد خول لها المشرع اللجوء إلى مسطرة الشقاق المنصوص عليها في المادة ‪94‬‬
‫وتطلق‪.‬‬

‫أما الطالق البائن‪ :‬فهو الطالق الذي تنفصل به الزوجة عن زوجها نهائيا‪ ،‬وهو قسمان‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد بن إبرإهمي بن عبد هللا إلتوجيري‪ ،‬خمترص إلفقه إلساليم‪ ،‬مرجع إسابق‪ ،‬ص‪.726‬‬
‫‪ 2‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.123‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.124‬‬
‫‪156‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ - 1‬بائن بينونة صغرى‪ :‬وهو لطالق دون الثالث‪ ،‬فإذا طلق زوجته كما سبق طلقة واحدة ثم‬
‫انتهت عدتها ولم يراجعها فهذا يسمى طالقا بائنا بينونة صغرى‪.1‬‬

‫ومن حقه كغيره أن يتزوجها بعقد ومهر جديدين ولو لم تنكح زوجا غيره‪ ،‬وكذا لو طلقها الطلقة‬
‫الثانية ولم يراجعها في العدة بانت منه‪ ،‬وله نكاحها بعقد ومهر جديدين ولو لم تنكح زوجا غيره‪.2‬‬

‫‪ - 2‬بائن بينونة كبرى‪ :‬وهو الطالق المكمل للثالث‪ ،‬فإذا طلقها الطلقة الثالثة انفصلت عنه نهائيا‪،‬‬
‫وال تحل له حتى تنكح زوجا غيره نكاحا شرعيا بنية الدوام‪ ،‬ودخل الثاني بها ووطئها بعد العدة‪،‬‬
‫فإن طلقها الثاني وفرغت من العدة جاز لزوجها األول نكاحها بعقد ومهر جديدين كغيره‪.3‬‬

‫‪ .2‬ألفاظ إلطالق‪:‬‬
‫الطالق ينقسم باعتبار لفظه إلى صريح وكناية‪،‬‬

‫أما الصريح فالمالكية ‪ -‬قالوا‪ :‬الطالق الصريح تنحصر ألفاظه في أربعة‪ ،‬أحدها؛ طلقت‪ .‬ثانيها‪ :‬أنا‬
‫طالق منك‪ .‬ثالثها؛ أنت طالق‪ ،‬أو مطلقة مني ‪ -‬بتشديد الالم ‪ -‬رابعها؛ الطالق لي الزم‪ .‬أو علي‬
‫الزم‪ .‬أو مني أو لك‪ .‬أو عليك الزم‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬فهذه األربعة هي الصريح‪ ،4‬ويلزم بكل لفظة من‬
‫هذه األلفاظ األربعة طلقة واحدة إن لم ينو شيئا‪ ،‬وأما إذا نوى بها اثنتين أو ثالثا فإنه يلزمه ما‬
‫نواه‪ ،‬خالفا للحنفية الذين يقولون إن الصريح ال نية فيه‪ ،‬فلو نوى به أ كثر من واحدة فال يلزمه إال‬
‫واحدة‪.5‬‬

‫وأما الكناية فالعرف هو المحكم في هذه األلفاظ‪ ،‬وهي ظاهرة ومحتملة‪. 6‬‬

‫‪ 1‬علية مصطف مبارك أم إلفضل‪ ،‬مهناج إملرأة إملسلمة‪ ،‬عبادإت ومعامالت‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،2013 ،‬ص‪.206‬‬
‫‪ 2‬عبيد هللا بن إحلسني بن إحلسن أبو إلقامس إبن إجل ََّالب إملاليك (إملتوىف‪378 :‬هـ)‪ ،‬إلتفريع يف فقه إلمام ماكل‪ ،‬إحملقق‪:‬‬
‫س يد كرسوي حسن إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان إلطبعة‪ :‬إلوىل‪ 1428 ،‬هـ ‪ 2007 -‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.419‬‬
‫‪ 3‬محمد روإس قلعه يج‪ ،‬موسوعة فقه معر بن عبد إلعزيز‪ ،‬دإر إلنفائس‪ ،‬إلطبعة إلرإبعة‪1409 ،‬ه‪1989/‬م‪ ،‬ص‪.289‬‬
‫‪ 4‬معر بن عيل أيب حفص رسإج إدلين إملعروف اببن إمللقن‪ ،‬نوإرض إلنظائر يف قوإعد إلفقه‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪( ،163‬نسخة إلكرتونية)‬
‫‪ 5‬محمد بن إسامعيل إلمري إلصنعاين‪ ،‬إلعدة حاش ية إلصنعاين عىل إحاكم إلحاكم عىل رشح معدة إلحاكم‪ ،‬إلنارش‪ :‬إملكتبة‬
‫إلسلفية‪ ،‬إلطبعة إلثانية‪1409 ،‬ه‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.40‬‬
‫‪ 6‬أمحد بن إدريس بن عبد إلرمحن إملاليك شهاب إدلين أبو إلعباس إلشهري ابلقرإيف (إملتوىف‪684 :‬هـ)‪ ،‬إلفروق إملوسوم أنوإر‬
‫إلربوق يف أنوإء إلفروق‪ ،‬إلنارش‪ :‬عامل إلكتب‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪307‬‬
‫‪157‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫فالكناية الظاهرة‪ :‬هي التي جرت العادة أن يطلق بها في الشرع أو في اللغة كلفظ التسريح والفراق‬
‫وكقوله أنت بائن أو بتة أو بتلة وما أشبه ذلك فحكم هذا كحكم الصريح وقال الشافعي يرجع‬
‫إلى ما نواه ويصدق في نيته (النوع الثالث) الكناية المحتملة كقوله الحقي بأهلك واذهبي وابعدي‬
‫عني وما أشبه ذلك فهذا ال يلزمه الطالق إال إن نواه وإن قال أنه لم ينو الطالق قبل قوله في ذلك‬
‫(النوع الرابع) ما عدا التصريح والكناية من األلفاظ التي ال تدل على الطالق كقوله اسقني ماء‬
‫أو ما أشبه ذلك فإن أراد به الطالق لزمه على المشهور وإن لم يرده لم يلزمه( ) وماعدا الكناية‬
‫بنوعيها فهي إشارة ك ‪ :‬أن تسأله الطالق فيشير إشارة يفهم منها إصابته إلى سؤالها‪ ،‬فإذا قال‪:‬‬
‫أردت الطالق قبل‪ ،‬وكذلك إذا الطالق بيده وأراد به الطالق كان طالقا‪ ،‬وإن لم يرد به الطالق‪،‬‬
‫وقال‪ :‬أردت أن أنظر وأفكر‪ ،‬فذلك له ما لم ينفذ الكتاب‪ ،‬فاإلشارة المفهمة للمقصود تكون بمقام‬
‫اللفظ إذا صدرت من العاجز عن التلفظ كاألخرس‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد إلوهاب بن عيل بن نرص إلثعليب إلبغدإدي إملاليك أبو محمد (إملتوىف‪422 :‬هـ)‪ ،‬إملعونة عىل مذهب عامل إملدينة‪ ،‬إحملقق‪:‬‬
‫إحلق إلنارش‪ :‬إملكتبة إلتجارية‪ ،‬مصطف أمحد إلباز ‪ -‬مكة إملكرمة أصل إلكتاب‪ :‬رساةل دكتورإة جبامعة أم إلقرى‬ ‫محيش عبد ّ‬
‫مبكة إملكرمة‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.571‬‬
‫‪158‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ال تطل يق والخ عل‬

‫‪159‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫والعدة‬

‫إملبحث إلول‪ :‬إلتطليق وإخللع‪:‬‬


‫إملطلب إلول‪ :‬إلتطليق وما يتعلق به‪:‬‬
‫إن التطليق إما أن يكون بسبب طلب أحد الزوجين له‪ ،‬وإما أن يكون ألسباب أخرى‪ ،‬فإذا كان‬

‫الطالق بطلب أحد الزوجين بسبب الشقاق والنزاع الحاصل بينهما فال يأذن لهما القاضي إال بعد‬
‫أن يجري الصلح بينهما وإصالح ذات البين وهذا ما نصت عليه المادة ‪.94‬‬

‫وقد نص عن الصلح وبعث الحكمين القرآن الكريم في قوله تعالى‪   ﴿ :‬‬

‫‪               ‬‬

‫‪ ،1﴾  ‬وقد أجمع الفقهاء على ذلك‪.2‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلنساء‪ ،‬إلآية‪]35 :‬‬


‫‪ 2‬محمد بن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪163‬‬
‫‪160‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫قال اللخمي‪ :‬فإذا اختلفا الزوجان وخرجا إلى ما ال يحل من المشاتمة والوثوب‪ ،‬كان على السلطان‬
‫أن يبعث حكمين ينظران في أمرهما‪ ،‬وإن لم يرتفعا يطلبان ذلك منه‪ ،‬وال يحل أن يتركهما على‬
‫ما هما عليه من المأثم وفساد الدين‪ ،‬فيبعث رجال من أهله ورجال من أهلها‪ ،‬عدلين‪ ،‬فقيهين بما‬
‫يراد من األمر الذي ينظران فيه‪ .‬فإن لم يكن في أهلهما من يصلح لذلك فمن جيرتهما‪ ،‬فإن لم‬
‫يكن فمن غيرهم‪ ،‬فإن كان في أهلهم رجل يصلح لذلك أضيف إليه أخر من جيرتهما‪ ،‬فإن لم‬
‫يكن فمن غيرهم‪ ،‬فإن كان في أحد الجانبين رجالن يصلحان لذلك‪ ،‬حكم أحدهما ونظر في األخر‬
‫من الجيرة أو غيرهم‪ .‬وال يكونان من أحد الجانبين‪ ، 1‬وقد قال ابن رشد مبينا هذا‪ :‬وأجمعوا على‬
‫أن الحكمين ال يكونان إال من أهل الزوجين‪ :‬أحدهما من قبل الزوج‪ ،‬واآلخر من قبل المرأة‪ ،‬إال أن‬
‫ال يوجد في أهلهما من يصلح لذلك فيرسل من غيرهما‪ ،‬وأجمعوا على أن الحكمين إذا اختلفا لم‬
‫ينفذ قولهما‪ .‬وأجمعوا على أن قولهما في الجمع بينهما نافذ بغير توكيل من الزوجين‪ ،2‬وقد‬
‫نصت المادة ‪ 95‬على أن مهمة الحكمين تقوم‪ :‬باستقصاء أسباب الخالف بين الزوجين ويبذل‬
‫جهدهما إلنهاء النزاع‪ ،‬فإذا توصل الحكمان إلى اإلصالح بين الزوجين حررا مضمونه في تقرير من‬
‫ثالث نسخ يوقعها الحكمان والزوجان ويرفعونها للمحكمة التي تسلم لكل واحد من الزوجين‬
‫نسخة منه‪ ،‬وتحفظ الثالثة بالملف ويتم االشهاد على ذلك من طرف المحكمة‪.‬‬

‫أما إذا تعذر اإلصالح واستمرار الشقاق تثبت المحكمة ذلك في محضر‪ ،‬وتحكم بالتطليق‬
‫وبالمستحقات طبقا للمواد ‪ 84,85,86‬أعاله‪ ،‬مراعية مسؤولية كل من الزوجين عن سبب‬
‫الفراق في تقدير ما يمكن أن تحكم به على المسؤول لفائدة الزوج االخر‪.‬‬

‫يفصل في دعوى الشقاق في أجل ال يتجاوز ستة أشهر من تاريخ تقديم الطلب‪.‬‬

‫فإذا تعذر الصلح ولم يتفقا على حل النزاع بينهما فإن الحل النهائي هو الطالق ألنه ال يمكن أن‬
‫تستمر وتنجح عالقة مبنية على الشقاق والنزاع‪.‬‬

‫أما الفقهاء فقد عدو أسباب الشقاق وظلمه ثالث أنواع‪ :‬فإما أن يكون الزوج هو الظالم والمرأة‬
‫هي المظلومة أو العكس‪ ،‬أو لم يعرف من أيها ظالم وأي منهما مظلوم‪ ،‬وقد بين اللخمي هذا‬

‫‪ 1‬حقطان عبد إلرمحن إدلوري‪ ،‬عقد إلتحكمي يف إلفقه إلساليم وإلقانون إلوضعي‪ ،‬دإر إلفرقان‪ ،‬ص‪.379‬‬
‫‪ 2‬محمد بن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 3‬ص‪117‬‬
‫‪161‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫األمر وما يترتب على كل نوع من هذه األنواع فقال‪ :‬إما أن يتبين أن الظلم في جنبته‪ ،‬أو في جنبتها‪،‬‬
‫أو جنبتهما‪،‬‬

‫أو يشكل األمر‪ ،‬فإن كان الظلم منه طلقا عليه ولم يسقطا عنه شيئا من الصداق‪ ،‬وأثبتا لها‬
‫النصف إن طلقا قبل‪ ،‬والكل إن طلقا بعد‪ ،‬وإن كان الظلم منها وكان ال يتجاوز الحق فيها عند‬
‫ظلمها ائتمناه عليها وأقرت عنده إال أن يحب هو الفراق‪ ،‬فيفرقا‪ ،‬وال شيء لها من الصداق وإن‬
‫كان الظلم منهما فرقا ونظر في الصداق‪ ،‬فإن كان الطالق قبل الدخول سقط عنه النصف‪ ،‬ونظر‬
‫في النصف اآلخر‪ ،‬فإن ترجج ظلمهما قسماه بينهما نصفين‪ ،‬وإن دخل قسما الجميع‪ ،‬وإن كان‬
‫الظلم من أحدهما أ كثر نظرا على ما يريان من ذلك‪.‬‬

‫فإن أشكل األمر أيهما يظلم أو أيهما أظلم أجريا الحكم بمنزلة المساواة‪ ،‬وإن حكم أحدهما بطالق‬
‫وآخر ببقاء الزوجية‪ ،‬بقيت زوجة‪ ،‬وإن اجتمعا على الطالق وحكم أحدهما بمال واآلخر على غير‬
‫مال‪ ،‬لم يلزم الزوج الطالق‪ ،‬ولم يلزم الزوجة المال‪،1‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬إلتطليق لس باب أخرى‪:‬‬


‫لقد ذكرت المدونة في المادة ‪ 98‬ستة أسباب تجيز للمرأة إذا حدثت أن تلجأ إلى القضاء من أجل‬
‫الطالق‪ ،‬وهذه األسباب تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )1‬إخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج‬


‫‪ )2‬الضرر‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم االنفاق‪.‬‬
‫‪ )4‬الغيبة‪.‬‬
‫‪5 )5‬اإليالء والهجر‪.2‬‬

‫وللحديث عن هذه األسباب سأتحدث عن كل سبب على حداه مبينا معناه‪ ،‬واألحكام المتعلقة‬
‫به‪.‬‬

‫‪ .1‬إخالل إلزوج برشط من رشوط عقد إلزوإج‪.‬‬


‫‪ 1‬عبد إللطيف بو عبدلوي‪ ،‬فقه إبن إملاجشون يف إلفقه إملاليك‪ ،‬دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬ص‪.431‬‬
‫‪ 2‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.98‬‬
‫‪162‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يقصد بهذا الشرط تلك الشروط التي اتفق عليه الزوج والزوجة اثناء العقد‪ ،‬ولكن بعد العقد‬

‫والزواج أخل الزوج بأحد هذه الشروط المتفق عليها‪ ،‬فما حكم هذه الشروط عند الفقهاء‪ ،‬وما‬

‫موقف المدونة من هذه الشروط‪.‬‬

‫موقف الفقهاء مما تشترطه الزوجة على الزوج أثناء العقد‪:‬‬

‫ذهب المالكية إلى أن هذه الشروط ثالثة وهي‪:‬‬

‫‪ .)1‬ما يقتضيه العقد‪:‬‬

‫كشرطه أن ينفق على الزوجة أو يقسم لها أو ال يؤثر عليها وذلك جائز ال يوقع في العقد خلال وال‬
‫يكره اشتراطه ويحكم به سواء شرط أو ترك فوجوده وعدمه سواء‪.1‬‬

‫‪ .)2‬ما يكون مناقضا لمقتضى العقد‪:‬‬

‫كشرطه على المرأة أن ال يقسم لها أو أن يؤثر عليها أو ال يعطيها ولدها أو على أن أمرها بيدها‬
‫متى شاءت أو على أن الطالق بيد غير الزوج فهذا القسم ال يجوز اشتراطه في عقد النكاح ويفسد‬
‫به النكاح إن شرط فيه‪.2‬‬

‫‪ .)3‬ما ال يقتضيه العقد وال ينافيه‪:‬‬

‫وللزوجة فيه غرض كشرطه أن ال يتزوج عليها أو أن ال يتسرى أو أن ال يخرجها من بلدها أو بيتها‬
‫أو أن ال يغيب عنها فهذا النوع ال يفسد به النكاح وال يقتضي فسخه ال قبل الدخول وال بعده‪،3‬‬
‫فإن اشترط الزوج شيئا من ذلك في العقد أو بعده فال يخلو إما أن يعلقه بطالق أو عتق أو تمليك‬
‫أو ال فإن علقه لزمه ذلك كقوله إن تزوجت عليها في طالق أو فالزوجة طالق أو فأمرها بيدها‬

‫‪ 1‬محمد محمد إحلطاب إلرعيين أبو عبد هللا‪ ،‬حترير إلالكم من مسائل الالزتإم‪ ،‬إحملقق‪ :‬عبد إلسالم محمد إلرشيف‪ ،‬س نة‬
‫إلنرش ‪1404‬ه‪1984/‬م‪ ،‬ص ‪.398‬‬
‫‪ 2‬محمد محمد إحلطاب إلرعيين أبو عبد هللا‪ ،‬حترير إلالكم من مسائل الالزتإم‪ ،‬مرجع سابق‪.398 ،‬‬
‫‪ 3‬إملؤلف‪ :‬عامثن بن إمليك إلتوزري إلزبيدي‪ ،‬توضيح إلحاكم رشح حتفة إحلاكم‪ ،‬إلنارش‪ :‬إملطبعة إلتونس ية‪ .‬إلطبعة‪ :‬إلوىل‪،‬‬
‫‪ 1339‬ه‪ ،‬ج‪,2‬ص‪.49‬‬
‫‪163‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وسواء اشترطت ذلك في عقد النكاح أو تطوع به الزوج‪ ،1‬وبهذا فالمالكية يقولون بأنها شروط‬
‫غير ملزمة بل مكروهة وال يلزم ويستحب له الوفاء بها‪.‬‬

‫أما الحنفية فقالوا بأنها شروط غير ملزمة‪ ،‬بل ملغاة فاسدة غير معتبرة‪ ،‬والزواج صحيح لعدم‬

‫اإلخالل بمقصوده وهو الوطء‪ ،‬سواء أ كان الشرط لها‪ ،‬كشرط أن ال يتزوج عليها‪ ،‬أو ان ال نفقة‬

‫لها ‪.2‬‬

‫‪ .‬أما الشافعية فكذلك قالوا بأنها شروط غير ملزمة‪ ،‬وحجة المالكية والشافعية والحنفية حديث‬
‫ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اب ه ِ‬
‫َّللا َعز َو َجل ف ُه َو َب ِ‬
‫اطل‪َ .‬و ِأ ْن كان مائة شرط))‪ ،3‬فهذا‬ ‫َ‬
‫رسول هللا ﷺ‪َ (( :‬ما ك َان ِمن ش ْر ٍط ل ْي َس ِفي ِك ت ِ‬
‫عام في كل شرط كيف ما كان نوعه فإذا لم يرد في كتاب هللا فهو باطل‪.‬‬
‫أما الحنابلة فقالوا بأنها شروط ملزمة يجب الوفاء بها‪ ،‬لحديث رسول هللا ﷺ ‪(( :‬أ هن َأ َح هق ه‬
‫ألش ْر ِط‬ ‫ِ‬
‫ُْ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫أس َت ْحلل ُت ْم ِب ِه ألف ُرو َج))‪ ،4‬وهذا الشرط خاص بالنكاح ‪ ،‬وقد قال ابن قدامة بأن االمر‬ ‫َأ ْن ُي َوفى ِب ِه‪ ،‬ما‬
‫مجمع عليه وال مخالف له ‪ ،‬بحث قال ‪ :‬هذا قول عدد من الصحابة‪ ،‬منهم عمر بن الخطاب‪،‬‬
‫وسعد بن أبي وقاص‪ ،‬ومعاوية‪ ،‬وعمرو بن العاص رضي هللا عنهم ‪ ،‬وال نعلم له مخالفا في‬
‫عصرهم‪ ،‬فكان اجماعا‪ ،5‬وبمذهب الحنابلة أخذت المدونة إذا جعلت الشروط ملزمة ومانعت‬
‫من التعدد‪ ،‬كما تقدم‪ ،‬وكما جعلته أيضا في المادة ‪ :99‬مبررا لطلب التطليق‪ ،‬فهذا واضج من‬
‫الفقرة األولى من هذه المادة‪.‬‬

‫‪ .2‬إلتطليق بسبب إلرضر‪.‬‬


‫إن مبدأ الزواج في االسالم قائما على حسن المعاشرة بين الزوجين‪ ،‬ونبذ كل أنواع التصرفات‬
‫التي بإمكانها أن تختل التوازن بين الزوجين‪ ،‬مثل‪ :‬عدم االحترام‪ ،‬وكل خلق يمكن أن يمس‬
‫بالزوجة ويحدث لها ضررا ماديا أو معنويا‪ ،‬وقد بينت المادة ‪ 99‬في فقرتها الثانية المقصود بالضرر‬
‫الذي يمكن لحدوثه أن تطلب الزوجة التطليق لسببه‪ :‬كل تصرف من الزوج أو سلوك مشين أو‬

‫‪ 1‬عيل حميي إدلين علني إلقره دإغي‪ ،‬مبدأ إلرضا يف إلعقود‪ ،‬دإر إلبشائر إلسالمية‪ ،‬اترخي إلصدإر‪2002 ،‬م‪ ،‬ص ‪.1178‬‬
‫‪ 2‬محمد بن أمحد بن أيب سهل مشس إلمئة إلرسخيس‪ ،‬إملبسوط للرسخيس‪ ،‬ج‪ ،19‬ص‪.120‬‬
‫‪ 3‬مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1442‬‬
‫‪ 4‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ابب إلوفاء ابلرشوط يف إلناكح‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1035‬‬
‫‪ 5‬إبن قدإمة‪ ،‬إملغين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪7‬ص‪.448‬‬
‫‪164‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫مخل باألخالق الحميدة يلحق بالزوجة إساءة مادية أو معنوية تجعلها غير قادرة على االستمرار‬
‫في العالقة الزوجية‪.‬‬

‫فإلحاق الضرر بالغير محرم في الشريعة اإلسالمية لقوله تعالى‪   ﴿ :‬‬

‫‪          ‬‬

‫‪ ،1﴾‬فاإلمساك بالزوجة قصد اإلضرار بها يعد هذا في الشريعة ظلم‬


‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫والظلم محرم‪ ،‬ومن يفعل هذا فإنما يظلم نفسه فقط‪ ،‬وهذا األمر يستوجب التطليق من الحاكم‪،‬‬
‫يقول القرطبي‪ :‬فيطلق عليه الحاكم من أجل الضرر الالحق لها‪ ،2‬فمتى حصل الضرر بالزوجة‬
‫فيحق لها أن تطلب الطالق‪.‬‬

‫بماذا يثبت الضرر؟‬

‫لقد نصت المدونة في المادة ‪ :100‬على أن الضرر يثبت بما يلي‪" :‬تثبت وقائع الضرر بكل وسائل‬
‫اإلثبات بما فيها شهادة الشهود الذين تستمع إليهم المحكمة في غرفة المشورة‪.‬‬

‫إذا لم تثبت الزوجة الضرر‪ ،‬وأصرت على طلب التطليق‪ ،‬يمكنها اللجوء إلى مسطرة الشقاق"‪.3‬‬

‫فالمالحظ على هذه المادة أنها جعلت من وسائل اثبات الضرر كل الوسائل الممكنة‪ ،‬سواء ما‬
‫يتعلق بالشهود‪ .‬أو االعتراف‪ ،‬أو السماع المستفيض‪ ،‬يقول ابن عاصم‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫ويثبت اإلضرار بالشهود *** أو بسماع شاع في الوجود‬

‫ومعنى هذا أن‪ :‬ضرر أحد الزوجين لألخر يثبت بأحد أمرين إما بشهادة عدلين فأكثر بمعاينتهم‬
‫إياه لمجاورتهم للزوجين أو لقرابتهم منهما ونحو ذلك‪ ،‬وإما بالسماع الفاشي المستفيض على‬

‫‪[ 1‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]229 :‬‬


‫‪ 2‬محمد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح إلنصاري إخلزريج مشس إدلين إلقرطيب أبو عبد هللا (إملتوىف‪671 :‬هـ)‪ ،‬إجلامع لحاكم‬
‫إلقرأآن = تفسري إلقرطيب‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد إلربدوين وإبرإهمي أطفيش إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إملرصية ‪ -‬إلقاهرة إلطبعة‪ :‬إلثانية‪،‬‬
‫‪1384‬هـ ‪ 1964 -‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.103‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.100‬‬
‫‪ 4‬عيل بن عبد إلسالم بن عيل‪ ،‬أبو إحلسن إلت ُّ ُسويل (إملتوىف‪1258 :‬هـ)‪ ،‬إلهبجة يف رشح إلتحفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.480‬‬
‫‪165‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ألسنة الجيران من النساء والخدم وغيرهما بأن فالنا يضر بزوجة فالنة بضرب أو شتم في غير‬
‫حق أو تجويع أو عدم كالم أو تحويل وجهه عنها في فراشه كما في المتيطية قال مالك‪ :‬وليس‬
‫عندنا في قلة الضرر وكثرته شيء معروف‪ ،1‬ولهذا يجب على القاضي أن يثبت الضرر بأحد هذه‬
‫الوسائل‪ ،‬كما يمكن له أن يثبت ذلك بالعالمات التي يحدثها الضرر في جسم االنسان كالضرب‬
‫والجرح وغير ذلك‪.‬‬

‫ماذا يترتب عن إثبات الضرر؟‬

‫في حالة اثبت المحكمة الضرر فإنه يتعين علها أن تحدد التعويض المستحق عن الضرر الناتج‪،‬‬
‫تقول المادة ‪ 101‬من مدونة األسرة على أنه‪ :‬في حالة الحكم بالتطليق للضرر‪ ،‬للمحكمة أن تحدد‬
‫في نفس الحكم مبلغ التعويض المستحق عن الضرر‪.‬‬

‫والتعويض عن الضرر ومقدار هذا التعويض يرجع إلى تقدير القاضي ومدى جسامة الضرر‬

‫الحصول للزوجة‪ ،‬ومدى تأثيره على نفسيته وشخصيته وشرفه‪.‬‬

‫‪ .3‬إلتطليق لعدم الانفاق‪:‬‬


‫إن من أهم الواجبات على عاتق الزوج بسبب الزواج هي النفقة فتجب النفقة عليه تجاه زوجته‬
‫وأوالده‪ ،‬وتشمل هذه النفقة كل ما هو متعارف عليه ويعد من النفقة‪ :‬كالطعام والكسوة‪،‬‬
‫والتطبيب‪ ،‬والصحة‪ ،‬وتعليم األطفال‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬وعلة وجوب النفقة على الزوجة لكونها‬
‫محبوسة عن الخروج والحرص على تربية األطفال والقيام على شؤون البيت‪ ،‬ولكن إذا أخل‬
‫الزوج بالواجب عليه لعارض أو لرغبته في عدم اإلنفاق فللزوجة طلب التطليق لعدم االنفاق‪،‬‬
‫ومعنى هذا‪ :‬أن الزوج إذا عجز عن النفقة‪ ،‬فإنه يضرب له أجل شهرين‪ ،‬أو ما يراه الحاكم‪ ،‬فإذا‬
‫انقضى األجل المضروب ولم يجد ما عجز عنه فإن القاضي يطلق عليه‪ .‬وإذا امتنع الزوج من‬
‫التطليق فإن الحاكم حينئذ يطلق عليه وقيل يأمرها به فتوقعه‪ ،‬وأما ابتداء فالزوج هو المأمور‬
‫بالتطليق‪ ...‬يعني أن تعيين مدة األجل المضروب في العجز عن اإلنفاق أو الكسوة موكول إلى‬

‫‪ 1‬خليل بن إحساق إجلندي إملاليك‪ ،‬إلتوضيح رشح خمترص إبن إحلاجب يف فقه إلمام ماكل‪ ،‬حتقيق‪ :‬أبو إلفضل إدلمياطي‪،‬‬
‫طبعة دإر إبن حزم‪ ،‬إلطبعة إلوىل‪1433 ،‬ه‪2012/‬م‪ ،‬جمدل‪ ،4‬ص‪.14‬‬
‫‪166‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫اجتهاد الحكمين ونظرهما فيقدر أنه بحسب ما يظهر لهما في كل نازلة فقول هذا األول إشارة‬
‫إلى اإلنفاق‪ ،‬والثاني إشارة إلى الكسوة‪.1‬‬

‫و يظهر من خالل هذا الكالم أن كف الزوج عن االنفاق يرجع أمره الى القاضي ويضرب له أجال‬
‫فإما أن يفيئ إلى النفقة أو يطلق‪ ،‬ومذهب الجمهور على أن التطليق لعدم االنفاق جائز لدخوله‬
‫في عموم األضرار التي تلحق بالزوجة‪ ،‬واالخالل بالواجب‪ ،‬بخالف األحناف الذين قالوا بعدم جواز‬
‫التطليق لعدم االنفاق‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 102‬على الحاالت التي يمكن للزوجة طلب التطليق‬
‫بحصولها وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ )1‬أذأ كان للزوج مال يمكن أخذ ألنفقة منه‪ ،‬قررت ألمحكمة طريقة تنفيذ نفقة ألزوجة عليه وال‬
‫تستجيب لطلب ألتطليق‪.‬‬
‫‪ )2‬في حالة ثبوت ألعجز‪ ،‬تحدد ألمحكمة حسب ألظروف‪ ،‬أجال للزوج ال يتعدى ثالثين يوما لينفق‬
‫خالله وأال طلقت عليه‪ ،‬أال في حالة ظرف قاهر أو أستثنائي‪.‬‬
‫‪ )3‬تطلق ألمحكمة ألزوجة حاال‪ ،‬أذأ أمتنع ألزوج عن أالنفاق ولم يثبت ألعجز‪.2‬‬

‫وقد بينت هذه المادة الحاالت التي يجب على الزوجة عند وقوعها طلب التطليق وهي ما يلي‪:‬‬
‫إما أن يكون الزوج حاضرا فيخل بالنفقة‪ ،‬وإما أن يكون غائبا‪.‬‬

‫الحالة التي يكون فيها الزوج حاضرا ومخال بالنفقة لسبب من األسباب‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫كما سبق بيانه بأن النفقة واجبة على الزوج تجاه زوجته وأوالده على قدر حال الزوج‪ ،‬ولكن إذا‬

‫امتنع الزوج عن أداء واجبه الشرعي لزوجته وأوالده فحكمه ال يخلوا من أحد الحالتين‪ ،‬إما أن‬
‫يكون غنيا فيمتنع عن النفقة‪ ،‬وإما أن يكون مفلسا ال مال له‪ ،‬أو أن يكون الزوج غائبا‪.‬‬

‫ب‪ .‬إذا كان الزوج غنيا له مال وال ينفق‪:‬‬

‫فإنه يلزم الزوج أن يبرر سبب عدم االنفاق عن الزوجة‪ ،‬فإذا كان السبب مقبول شرعا وقانونا‬
‫فإن الزوجة تنبه وتنصح وترجع للصواب وال يستجاب لها للتطليق‪ ،‬وإما إذا كان السبب غير مبرر‬
‫وغير مقبول‪ ،‬فإن القاضي ينظر في حاله‪ ،‬فإذا كان له مال ظاهر فإن الزوجة تأخذه ولو امتنع‬

‫‪ 1‬أبو عبد هللا‪ ،‬محمد بن أمحد بن محمد أبو عبد هللا إلفايس‪ ،‬ميارة ‪1076‬ه‪ ،‬رشح ميارة‪ :‬إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفة‬
‫إحلاكم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 1‬ص‪.262‬‬
‫‪ 2‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.102‬‬
‫‪167‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الزوج‪ ،1‬لحديث هند بنت عتبة التي قال لها النبي ﷺ ‪(( :‬خ ِذي ِم ْن َما ِل ِه ِبال َم ْع ُر ِ‬
‫وف‪َ ،‬ما يك فيك ويك في‬
‫بنيك))‪ ،2‬أما إذا لم يكن له مال ظاهر فإن األمر يرجع إلى تقدير القاضي في ما يراه مصلحة للزوجة‬
‫حتى يفيء إلى رشده وواجبه‪ ،‬كحبسه أو ضربه أو غير ذلك‪.‬‬

‫ت‪ .‬أن يكون الزوج معسرا‪:‬‬

‫يعني أن الزوج امتنع عن النفقة للعارض الذي اعترضه وهو االعسار واالفالس‪ ،‬فإذا أثبت عجزه‬
‫باألدلة فإن القاضي يمهله مدة معينة فإذا وجدا ماال ينفق منه‪ ،‬وإال طلق امرأته لكي ال يضر بها‬
‫وبأوالدها‪ ،‬وقد سئل اإلمام مالك عن هذا األمر فقال‪ :‬يتلوم للزوج إن كان ال يقدر تلوما بعد تلوم‬
‫على قدر ما يرى السلطان‪ ،‬وليس الناس كلهم في التلوم سواء‪ ،‬منهم من يرى له مال ومنهم من‬
‫ال يرى له مال فإذا استقصى التلوم له ولم يقدر على نقدها فرق بينهما‪.3‬‬

‫والمدونة حددت االنتظار في أجل ثالثين يوما‪.‬‬

‫ث‪ .‬أن يكون الزوج غائبا‪:‬‬

‫فإذا كان الزوج غائبا غيبة بعيدة فإن القاضي ينظر في األمر‪ ،‬فإذا لم يترك للزوج ماال ولم يعرف‬
‫حال الزوج فإن القاضي يضرب أجال لذلك فإذا لم يظهر الزوج ولم يعرف عنه خير فإن الزوجة‬
‫تطلق رفعا للضرر الالحق بها‪.‬‬

‫وقد نصت المدونة على هذا في المادة ‪ 103‬على أن المحكمة‪" :‬تطبق األحكام نفسها على الزوج‬
‫الغائب في مكان معلوم بعد توصله بمقال الدعوى‪.‬‬

‫إذا كان محل غيبة الزوج مجهوال‪ ،‬تأكدت المحكمة بمساعدة النيابة العامة من ذلك‪ ،‬ومن‬
‫صحة دعوى الزوجة‪ ،‬ثم تبث في الدعوى على ضوء نتيجة البحث ومستندات الملف"‪.4‬‬

‫‪ .4‬إلتطليق بسبب إلغيبة‪:‬‬

‫‪ 1‬وإصل عالء إدلين‪ ،‬أحاكم إلحوإل إلشخصية بني إلرشيعة إلسالمية وإلقانون‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ 2‬مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ابب قضية هند‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.1338‬‬
‫‪ 3‬ماكل بن أنس بن ماكل إلصبحي إمحلريي‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬إملدونة إلكربى للمام ماكل روإية حسنون‪ ،‬وزإرة إلوقاف‬
‫إلسعودية ‪ -‬مطبعة إلسعادة‪1324 ،‬ه‪ ،‬ج‪2‬ص‪176،‬‬
‫‪ 4‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪.103‬‬
‫‪168‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ال شك أن العالقة الزوجية مبنية على المكارمة والمعاشرة الشرعية‪ ،‬فمن بين المقاصد الشرعية‬
‫للزواج هو الحفاظ عن النسل وال يتم ذلك اال بتواصل كال الزوجين واالستمتاع ببعضهم البعض‪،‬‬
‫لكن قد يقع سبب من األسباب التي تبعد هذه المعاشرة كغيبة الزوج وفقدانه لسبب من‬
‫األسباب سواء كانت معلومة أو مجهولة‪ ،‬فما حكم الشرع في غيبة الزوج‪ ،‬وماذا يترتب عنه‪ ،‬وما‬
‫موقف المدونة من هذا األمر‪.‬‬

‫حكم غيبة الزوج عن الزوجة‪.‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫اختلف الفقهاء في غيبة الزوج عن الزوجة هل هو سبب مبرر لوقوع الطالق أم ال‪ ،‬فذهب المالكية‬
‫لوقوع الطالق مطلقا‪ ،‬وذهب الحنفية والشافعية إلى منعه مطلقا‪ ،‬وأما الحنابلة فمنعوه إذا لم‬
‫يكن لعذر ‪ ،1‬والمالحظ على مدونة األسرة أنها أخذت بمذهب المالكية في هذا االمر نظرا لطبيعة‬
‫االنسان الذي ال يستطيع أن يصبر مدة كبيرة بسبب غياب الطرف الثاني عنه خاصة إذا لم تكن‬
‫وجهته معلومة‪ ،‬وقد نصت المدونة في المادة ‪ 104‬على أن على المحكمة أن تتأكد من هذه‬
‫الغيبة ومدتها ومكانها بكل الوسائل‪.‬‬

‫تبلغ المحكمة الزوج المعروف العنوان مقال الدعوى للجواب عنه‪ ،‬مع إشعاره بأنه في حالة‬
‫ثبوت الغيبة‪ ،‬ستحكم المحكمة بالتطليق إذا لم يحضر لإلقامة مع زوجته أو لم ينقلها إليه‪.‬‬

‫وفي المادة ‪ 105‬نصت على أنه‪ :‬إذا كان الغائب مجهول العنوان‪ ،‬اتخذت المحكمة بمساعدة‬
‫النيابة العامة‪ ،‬ما تراه من إجراءات تساعد على تبليغ دعوى الزوجة إليه‪ ،‬بما في ذلك تعيين‬
‫قيم عنه‪ ،‬فإن لم يحضر طلقتها عليه‪.‬‬

‫أما إذا كان الزوج غائبا بسبب عقوبة حبسية أو سجنية‪ ،‬فإنه إذا كانت هذه العقوبة أ كثر من‬

‫ثالث سنوات والزوجة غير قادرة على االنتظار فإنه يجوز للزوجة أن تطلب التطليق‪ ،‬وقد نصت‬

‫المدونة في المادة ‪ 106‬على هذا فقالت‪ :‬إذا حكم على الزوج المسجون بأكثر من ثالث سنوات‬
‫سجنا أو حبسا‪ ،‬جاز للزوجة أن تطلب التطليق بعد مرور سنة من اعتقاله‪ ،‬وفي جميع األحوال‬
‫يمكنها أن تطلب التطليق بعد سنتين من اعتقاله‪.‬‬

‫ب‪ .‬أحكام الزوجة بعد التطليق‪ ،‬ورجوع الزوج وانقضاء عدتها‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد هللا بن إلطاهر إلثناين إلسويس‪ ،‬مدونة إلرسة يف إطار إملذهب إملاليك‪ ،‬إلكتاب إلثاين‪ :‬إلطالق‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫‪169‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫إذا طلقت الزوجة بعد غياب زوجها‪ ،‬وانقضت عدتها فال يخلوا حالها من أحد أربعة أوجه كما بينها‬
‫اللخمي‪ :‬إما أن يأتي زوجها‪ ،‬أو العلم بحياته‪ ،‬أو يثبت موته‪ ،‬أو ال يتبين حياته وال موته حتى يمضي‬
‫التعمير‪،‬‬

‫فإذا أتى بنفسه‪ ،‬أو أتى العلم بحياته‪ ،‬منعت األزواج ورجعت بالنفقة من يوم قطعت عنها‪ ،‬وذلك‬
‫من يوم أخذت في العدة‪ ،‬وإن كانت تزوجت ودخل بها مضت زوجة للثاني‪ ،‬وإن تزوجت ولم يدخل‬
‫بها كان موضع الخالف هل تمضي زوجة للثاني أم ترد إلى األول؟ وترجع بالنفقة‪ ...‬وكذلك إن‬
‫علم أن موته كان قبل تزويج الثاني‪ ،‬فإنها ترثه ويفسخ نكاح الثاني‪ ،‬ثم ينظر إلى دخوله‪ ،‬فإن دخل‬
‫قبل انقضاء العدة حرمت عليه‪ ،‬وإن دخل بعد فعلى الخالف المتقدم‪.‬‬

‫وإن كان موته بعد التزويج وبعد الدخول لم ترثه‪ ،‬وبقيت زوجة للثاني‪.1‬‬

‫‪ .5‬إلتطليق للعيب‪.‬‬
‫يقصد بالعيب كل ما يمكن أن يكدر أجواء الحياة الزوجية‪ ،‬سواء ما يتعلق بالمعاشرة أو بالطباع‬
‫والنفوس‪ ،‬وقد تحدث الفقهاء على هذه العيوب وقد قسمها المالكية إلى ثالثة أقسام‪ ،‬هناك‬
‫عيوب تتعلق بالزوج وحده‪ ،‬وهنا عيوب تتعلق الزوجة‪ ،‬وهناك عيوب مشتركة‪.‬‬

‫فأما العيوب التي تتعلق بالزوج‪ :‬فهي عيوب تتعلق بالمعاشرة الزوجية وهي‪ :‬الجب والخصاء‬
‫والعنة واالعتراض‪.‬‬

‫وأما الزوجة فعيوبها تتمثل في‪ :‬القرن‪ ،‬والرتق‪ ،‬واالفضاء‪ ،‬والبخر‪ ،‬والعفل‪ ،2‬وهذا ما نصت عليها‬
‫المدونة في المادة ‪ : 107‬في الفقرة األولى «العيوب المانعة من المعاشرة الزوجية‪ .‬أما العيوب‬
‫المشتركة فتظهر في‪ :‬الجنون‪ ،‬والجذام‪ ،‬والبرص‪ ،"3‬وحكم هذه العيوب أنها توجب الطالق عند‬

‫‪ 1‬عيل بن محمد إلربعي‪ ،‬أبو إحلسن‪ ،‬إملعروف ابللخمي (إملتوىف‪ 478 :‬هـ)‪ ،‬إلتبرصة للخمي‪ ،‬درإسة وحتقيق‪ :‬إدلكتور أمحد‬
‫عبد إلكرمي جنيب إلنارش‪ :‬وزإرة إلوقاف وإلشؤون إلسالمية‪ ،‬قطر إلطبعة‪ :‬إلوىل‪ 1432 ،‬هـ ‪ 2011 -‬م‪ ،‬ج‪،5‬‬
‫ص‪.2235‬‬
‫‪ 2‬عيل بن خلف إملنويف إملاليك إملرصي ‪939‬ه‪ ،‬كفاية إلطالب إلرابين عىل رساةل إبن أيب زيد إلقريوإين‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد محدي‬
‫إمام‪ ،‬ج‪ 2‬ص‪.484‬‬
‫‪ 3‬محمد بن محمد بن عبد إلرمحن إلطرإبليس إملغريب‪ ،‬إملعروف ابحلطاب إل ُّرعيين مشس إدلين أبو عبد هللا إملاليك (إملتوىف‪:‬‬
‫‪954‬هـ)‪ ،‬موإهب إجلليل يف رشح خمترص خليل‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إلفكر إلطبعة‪ :‬إلثالثة‪1412 ،‬هـ ‪1992 -‬م ج‪3‬ص ‪.484‬‬
‫‪170‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫المالكية‪ .‬وأما المدونة في فقرتها الثانية نصت على أن‪ :‬األمراض الخطيرة على حياة الزوج اآلخر‬
‫أو على صحته التي ال يرجى الشفاء منها داخل سنة‪.‬‬

‫فالمالحظ على أن المدونة قد جعلت أمد شفاء مرض أحد الزوجين المصاب بأحد عيوب الزوجية‬
‫وأنه إذا لم يشف خالل هذه المدة فألحدهما طلب التطليق‪.‬‬

‫أ‪ .‬شروط التطليق للعيب‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 108‬على من يرغب في التطليق للعيب ما يلي‪:‬‬

‫✓ أال يكون الطالب عالما بالعيب حين العقد‪.‬‬


‫✓ أال يصدر من طالب الفسخ ما يدل على الرضى بالعيب بعد العلم بتعذر الشفاء‪.‬‬

‫فالشرط األول أن ال يكون عالما بالعيب أثناء العقد إال بعد الدخول‪ ،‬فيدخل هذا األمر في ما‬
‫يسمى بالتدليس‪ ،‬فله الخيار في ذلك‪ ،‬قال الخطاب‪ :‬يثبت الخيار لكل واحد من الزوجين لعيب‬
‫صاحبه‪ .‬وإنما يكون للصحيح منهما الخيار إن لم يسبق له العلم بعيب صاحبه قبل عقده أو‬
‫حينه قاله في الشامل‪ ،‬وإن سبق فال خيار له لدخوله على ذلك‪ ،1‬وإذا حصل التراضي بالعيب‬
‫بعد االطالع عليه‪.‬‬

‫ب‪ .‬حكم صداق التطليق للعيب‪:‬‬

‫نصت المدونة على حكم صداق التطليق للعيب في المادة ‪ 109‬و‪ 110‬و‪ 111‬ففي المادة االول‬
‫تحدثت عن التطليق إذا حصل قبل البناء فقالت ال صداق في حالة التطليق للعيب عن طريق‬
‫القضاء قبل البناء‪ ،‬يحق للزوج بعد البناء أن يرجع بقدر الصداق على من غرر به‪ ،‬أو كتم عنه‬
‫العيب قصدا‪.‬‬

‫وأما المادة ‪ 110‬في حالة علم الزوج بالعيب قبل العقد وطلق قبل البناء فعليه نصف الصداق‪:‬‬
‫إذا علم الزوج بالعيب قبل العقد‪ ،‬وطلق قبل البناء‪ ،‬لزمه نصف الصداق‪.‬‬

‫وأما المادة ‪ 111‬فإنه تحث في إثبات العيب بأهل الخبرة‪ :‬يستعان بأهل الخبرة من األخصائيين‬
‫في معرفة العيب أو المرض‪.‬‬

‫‪ 1‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ج‪3‬ص‪483‬‬


‫‪171‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ .6‬إلتطليق لاليالء وإلهجر‪.‬‬


‫يقصد باإليالء هو الحلف‪ ،‬وفي اللغة هو اليمين مطلقا‪ ،1‬تقول‪ ،‬آلى يولي‪ ،‬إيالء‪ ،‬وتأل يتأل‪ ،‬تأليا‪،‬‬
‫وأتلى‪ ،‬يأتلي‪ ،‬ائتالء‪ ،2‬فاإليالء إذا هو الحلف‪.‬‬

‫واصطالحا عرفه ابن عرفة بقوله‪ :‬اإليالء حلف زوج على ترك وطء زوجته يوجب خيارها في طالقه‪.3‬‬

‫فهو حلف يصدر من الزوج عن عدم رغبته في زوجته‪.‬‬

‫وأركانه أربعة‪ :‬المحلوف به والحالف والمحلوف عليه والمدة‪.‬‬

‫فأما المحلوف به فهو هللا تعالى وصفاته وكل يمين يلزم عنها حكم كالعتق والطالق والصيام‬
‫وغير ذلك‪.‬‬

‫وأما الحالف فهو كل زوج مسلم عاقل بالغ يتصور منه الوقاع حرا كان أو عبدا صحيحا كان أو‬

‫مريضا بخالف الخصي والمجبوب ويصح اإليالء عن الزوجة وعن المطلقة الرجعية‪.‬‬

‫وأما المحلوف عليه فهو الجماع بكل لفظ يقتضي ذلك كقوله ال جامعتك وال اغتسلت منك وال‬
‫دنوت منك وشبه ذلك‪.‬‬

‫وأما المدة فهي ما زاد على أربعة أشهر‪.4‬‬

‫أحكام اإليالء‪:‬‬

‫إذا آلى ‪ -‬أي الزوج ‪ -‬أمهل أربعة أشهر من يوم حلف‪ ...‬فإن لم تطأ رفعته إلى القاضي إن شاءت‬
‫فأمره بالفيأة على الوطء فإن أبى طلق القاضي عليه‪...‬وقال أبو حنيفة إذا انقضت األشهر األربع‬
‫وقع الطالق دون حكم‪ ،5‬وقد اختلف العلماء في انقضاء أمد االيالء هل تطلق الزوجة أم ال؟ فذهب‬

‫‪ 1‬محمد بن أمحد بن محمد ميارة إلفايس أبو عبد هللا ‪ ،‬إلتقان وإلحاكم يف رشح حتفه إحلاكم إملعروف برشح ميارة‪ ،‬إحملقق‪:‬‬
‫محمد عبد إلسالم‪ ،‬س نة إلنرش‪ ،2011 – 1432 :‬ج‪ ،1‬ص‪.209‬‬
‫‪ 2‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ 14‬ص‪40‬‬
‫‪ 3‬محمد إلنصاري إلرصاع أبو عبد هللا‪ ،‬رشح حدود إبن عرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪1‬ص‪291‬‬
‫‪ 4‬محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا‪ ،‬إبن جزي إللكيب إلغرانطي أبو إلقامس (إملتوىف‪741 :‬هـ)‪ ،‬إلقوإنني إلفقهية‪ ،‬ص ‪160‬‬
‫‪ 5‬محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا‪ ،‬إبن جزي‪ ،‬إلقوإنني إلفقهية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪160‬‬
‫‪172‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫المالكية والشافعية والحنابلة‪ ،‬إلى أنه إذا انقضت مدة االيالء فإن الزوج يخير بين الرجوع وبين‬
‫الطالق‪ ،‬وأما الحنفية فقالوا بمجرد انقضاء المدة يقع الطالق‪ ،‬قال ابن رشد‪ :‬فإن مالكا‪،‬‬
‫والشافعي‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وأبا ثور‪ ،‬وداود‪ ،‬والليث ذهبوا إلى أنه يوقف بعد انقضاء أربعة األشهر‪ ،‬فإما‬
‫فاء وإما طلق‪ ،‬وهو قول علي‪ ،‬وابن عمر‪ ،‬وإن كان قد روي عنهما غير ذلك‪ ،‬لكن الصحيح هو‬
‫هذا‪ ،‬وذهب أبو حنيفة وأصحابه والثوري ‪ -‬وبالجملة الكوفيون ‪ -‬إلى أن الطالق يقع بانقضاء‬
‫أربعة أشهر إال أن يفيء فيها‪ ،‬وهو قول ابن مسعود وجماعة من التابعي‪. 1‬‬

‫وأما الطالق الذي يقع بسبب االيالء‪ :‬فعند مالك والشافعي أنه رجعي‪ ،‬ألن األصل أن كل طالق‬
‫وقع بالشرع أنه يحمل على أنه رجعي‪ ،‬إلى أن يدل الدليل على أنه بائن‪ .‬وقال أبو حنيفة وأبو ثور‪:‬‬
‫هو بائن‪ ،‬وذلك أنه إن كان رجعيا لم يزل الضرر عنها بذلك‪ ،‬ألنه يجبرها على الرجعة‪ ،‬فسبب‬
‫االختالف‪ :‬معارضة المصلحة المقصودة باإليالء لألصل المعروف في الطالق‪ ،‬فمن غلب األصل‬
‫قال‪ :‬رجعي‪ ،‬ومن غلب المصلحة قال‪ :‬بائن‪ . 2‬أما المدونة فإنها نصت على أنه بمجرد إيالء الزوج‬
‫عن الزوجة وترفع أمرها إلى المحكمة فإنها تؤجله أربعة أشهر فاء وإال طلقتها المحكمة حسب‬
‫المادة ‪ :112‬إذا آلى الزوج من زوجته أو هجرها‪ ،‬فللزوجة أن ترفع أمرها إلى المحكمة التي‬
‫تؤجله أربعة أشهر‪ ،‬فإن لم يفئ بعد األجل طلقتها عليه المحكمة‪.3‬‬

‫وكل هذه األسباب التي توقفنا عندها باستثناء حالة الغيبة‪ ،‬فمجرد حصولها ورفعها إلى المحكمة‬
‫فإن المحكمة ال تبث فيهما إال بعد أن تقوم بمحاولة اإلصالح ما أمكن‪ ،‬وتضع مدة لتتمة اإلصالح‬
‫والرجوع عن السبب في أجل ال يتعدى ستة أشهر‪ ،‬وإال طلقتها المحكمة بعد أن تنظر وتحدد‬
‫مستحقات الزوجة واألطفال المحددة في المادتين ‪ 84‬و‪ 85‬أعاله‪ ،‬وعلى هذا نصت المادة ‪.113‬‬

‫إملطلب إلثالث‪ :‬إلطالق ابلتفاق أو ابخللع‪:‬‬


‫‪ .1‬إلطالق ابلتفاق‪:‬‬

‫‪ 1‬محمد بن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.118‬‬
‫‪ 2‬عبد إلنارص اثبت‪ ،‬فقه إلتابعني‪ ،‬مركز مناء للبحوث وإدلرإسات‪2019 ،‬م‪ ،‬ص‪730‬‬
‫‪ 3‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪112‬‬
‫‪173‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫تنص المادة ‪ 114‬على أنه‪" :‬يمكن للزوجين أن يتفقا على مبدأ إنهاء العالقة الزوجية دون‬
‫شرط‪ ،‬أو بشروط ال تتنافى مع أحكام هذه المدونة‪ ،‬وال تضر بمصالح األطفال‪.‬‬

‫عند وقوع هذا االتفاق‪ ،‬يقدم الطرفان أو أحدهما طلب التطليق للمحكمة مرفقا به لإلذن‬
‫بتوثيقه‪.‬‬

‫تحاول المحكمة اإلصالح بينهما ما أمكن‪ ،‬فإذا تعذر اإلصالح‪ ،‬أذنت باإلشهاد على الطالق‬
‫وتوثيقه"‪.1‬‬

‫‪ .‬الطالق االتفاقي بهذا المصطلح لم يعرف في الشريعة اإلسالمية‪ ،‬والمقصود بالطالق االتفاقي هو‬
‫أن يتفق كال الزوجين على شروط متى تم االخالل بهما ما لم تتنافى مع أحكام العقد أو مع أحكام‬
‫هذه المدونة فلهما الحق في التطليق‪ ،‬فيرفع أمرهما إلى المحكمة وتقوم المحكمة باإلصالح ما‬
‫أمكنها ذلك‪ ،‬وإن تعذر األمر واإلصالح فإنها تأذن لهما بالتطليق وتوثق الطالق‪ ،‬مع مراعاة‬
‫مصلحة األطفال في ذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬إلطالق ابخللع‪:‬‬
‫الخلع يطلق ويراد به اإلزالة فتقول خلعت الثوب أو النعل إذا نزعته‪ ،‬والخلع‪ :‬بضم الخاء وفتحها‪.‬‬
‫لغة‪ :‬اإلزالة مطلقا‪ ،2‬وأما شرعا فيراد به‪ :‬أن تبذل المرأة أو غيرها للرجل ماال على أن يطلقها أو‬
‫تسقط عنه حقا لها عليه فتقع بذلك طلقة بائنة‪ ،3‬فالخلع إذا هو حل العصمة الزوجية بمقابل‬

‫تؤديه الزوجة للزوج‪ ،‬ويسمى باالفتداء أيضا‪ ،‬وعلى جواز الخلع هو‪ :‬أن المرأة إذا كرهت زوجها‪،‬‬

‫لخلقه‪ ،‬أو خلقه‪ ،‬أو دينه‪ ،‬أو كبره‪ ،‬أو ضعفه‪ ،‬أو نحو ذلك‪ ،‬وخشيت أن ال تؤدي حق هللا تعالى في‬

‫‪ 1‬مدونة إلرسة‪ :‬إملادة ‪114‬‬


‫‪ 2‬قامس بن عبد هللا بن أمري عيل إلقونوي إلرويم إحلنفي (إملتوىف‪978 :‬ه)‪ ،‬أنيس إلفقهاء يف تعريفات إللفاظ إملتدإوةل بني‬
‫إلفقهاء‪ .‬إملؤلف‪ :‬إحملقق‪ :‬حيىي حسن مرإد‪ ،‬إلنارش دإر إلكتب إلعلمية‪ .‬إلطبعة ‪2004‬م‪1424،‬ه‪ ،‬ج‪1‬ص‪.57‬‬
‫‪ 3‬محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا‪ ،‬إبن جزي‪ ،‬إلقوإنني إلفقهية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154‬‬
‫‪174‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫طاعته‪ ،‬جاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها منه؛ لقول هللا تعالى‪   ﴿ :‬‬

‫َّللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم َخ َر َج‬
‫َّللا َص هلى ه ُ‬ ‫َ‬
‫‪ ،1﴾   ‬وروي((أ هن َر ُس َول ه ِ‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬‫‪ ‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫أ َلى ُّ‬
‫َّللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم (( َم ْن َه ِذ ِه ))‬
‫َّللا َص هلى ه ُ‬‫س َف َق َال ل َها َر ُس ُول ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ألص ْب ِح َف َو َج َد َح ِب َيب َة ِب ْن َت َس ْه ٍل ِع ْن َد َبا ِب ِه ِفي أل َغ َل‬ ‫ِ‬
‫س ِل َز ْو ِج َها َف َل هما َجاءَ‬ ‫َّللا َق َال (( َما َش ْا ُن ِك )) َق َال ْت َال َأ َنا َو َال َثا ِب ُت ْب ُن َقيْ‬ ‫َف َق َال ْت َأ َنا َحب َيب ُة ب ْن ُت َس ْهل َيا َر ُس َول ِه‬
‫ِ ِ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َّللا َع َل ْي ِه َو َس هل َم (( َه ِذ ِه ُح َب ْي َب ُة ب ْن ُت َس ْهل َق ْد َذ َك َر ْت َما َش َاء هَّللاُ‬ ‫َّللا َص هلى ه ُ‬ ‫َز ْو ُج َها َثاب ُت ْب ُن َق ْيس َق َال َل ُه َر ُس ُول ِه‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ِ ه ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ِ َ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬
‫أ ْن َتذ ُك َر )) َف َقال ْت َح ِب َيبة يا َر ُسول ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫َّللا َصلى َّللا َعل ْي ِه و َسل َم ِلثا ِب ِت ب ِن‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َّللا كل ما أعطا ِني ِعن ِدي فقال َر ُسول ِ‬
‫ت أ ْه ِل َها))‪ ،2‬وهذا حديث صحيح‪ ،‬ثابت اإلسناد‪ ،‬رواه األئمة‬
‫َق ْيس (( ُخ ْذ م ْن َها )) َف َا َخ َذ م ْن َها َو َج َل َس ْت في َب ْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫مالك وأحمد وغيرهما‪.3‬‬

‫أ‪ .‬شروط الخلع‪:‬‬

‫وال يجوز الخلع إال بثالثة شروط‪:‬‬

‫‪ )1‬أن يكون المبذول للرجل مما يصح تملكه وبيعه تحرزا من الخمر والخنزير وشبه ذلك‬

‫ويجوز بالمجهول والغرر خالفا لهما‪.4‬‬

‫‪ )2‬أن ال يجر إلى ما ال يجوز كالخلع على السلف أو التأخير بدين أو الوضع على التعجيل‬
‫وشبه ذلك‪.5‬‬
‫‪ )3‬أن يكون خلع المرأة اختيارا منها وحبا في فراق الزوج من غير إ كراه وال ضرر منه بها فإن‬
‫انخرم أحد هذين الشرطين نفذ الطالق ولم ينفذ الخلع‪.6‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]229 :‬‬


‫‪ 2‬يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد إلرب بن عامص إلمنري إلقرطيب أبو معر (إملتوىف‪463 :‬هـ)‪ ،‬الاس تذاكر‪ ،‬حتقيق‪ :‬سامل‬
‫محمد عطا‪ ،‬محمد عيل معوض إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية ‪ -‬بريوت إلطبعة‪ :‬إلوىل‪ ،2000 – 1421 ،‬ج‪ ،6‬ص‪.76‬‬
‫‪ 3‬إبن قدإمة‪ ،‬إملغين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪2‬ص‪323‬‬
‫‪ 4‬أبو بكر بن حسن بن عبد هللا إلكش ناوي ‪1397‬ه‪ ،‬أسهل إملدإرك رشح إرشاد إلساكل يف مذهب إمام إلمئة ماكل"‪،‬‬
‫ج‪ ،2‬ص‪.12‬‬
‫‪ 5‬محمود مطريج‪ ،‬إلفقه إملاليك وأدلته‪ ،‬دإر إلفكر – بريوت – لبنان‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.196‬‬
‫‪ 6‬محمد بن أمحد بن محمد بن عبد هللا‪ ،‬إبن جزي‪ ،‬إلقوإنني إلفقهية‪ ،‬ص‪154‬‬
‫‪175‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وقد خصصت المدونة ‪ 5‬مواد للحديث عن الخلع‪ ،‬فقد تحدثت في المادة‪ 115‬على أنه‪ :‬للزوجين‬
‫أن يتراضيا على الطالق بالخلع‪ ،‬وفي المادة ‪ 116‬على أن الخلع من حق الراشدة‪ ،‬أما التي دون‬
‫سن الرشد فإنها إذا خولعت فإنه ال يقع فيه طالقا إال بموافقة النائب الشرعي‪.‬‬

‫وفي المادة ‪ 117‬تنص على أنه إذا ثبت أن الزوج قد أ كره زوجته وأرغمها على الخلع فلها استرجاع‬
‫ما خالعت به‪ ،‬ويقع الطالق‪ ،‬أما المادة ‪ 118‬فإنها تحدثت عن ما يصح أن يتم به الخلع‪ :‬فأكدت‬
‫على أن كل ما يصح التزامه شرعا صلح أن يكون بدال في الخلع‪ ،‬وبذا فال يمكن للمرأة أن تخالع‬
‫بشيء تعلق باألطفال كالنفقة وغيرها حسب المادة ‪ ،119‬وفي حالة اتفقا الزوجين على مبدأ‬
‫الخلع واختلفا في المقابل فإن أمرهما يرفع إلى المحكمة لمحاولة الصلح‪ ،‬وإذا تعذر الصلح فإنها‬
‫تحكم لهم بالخلع مع تحديد مقدار الخلع‪ ،‬مراعية في ذلك مقدار الصداق‪ ،‬ومدة الزواج والحالة‬
‫المادية‪ ،‬والخلع ال يتم إال من أجل رفع الضرر وإذا اسرت الزوجة على الخلع دون رغبة الزوجة‬
‫فإن المحكمة تلجأ إلى مسطرة الشقاق‪.‬‬

‫ب‪ .‬هل يقع الخلع طالقا أم فسخا‪.‬‬

‫ذهب‪ :‬جمهور العلماء على أنه طالق‪ ،‬وبه قال مالك‪ ،‬وأبو حنيفة سوى بين الطالق والفسخ‪.‬‬

‫وقال الشافعي‪ :‬هو فسخ‪ ،‬وبه قال أحمد‪ ،‬وداود ومن الصحابة ابن عباس‪ .‬وقد روي عن‬
‫الشافعي أنه كناية‪ ،‬فإن أراد به الطالق كان طالقا وإال كان فسخا‪ ،‬وقد قيل عنه في قوله الجديد‪:‬‬
‫إنه طالق‪.1‬‬

‫وفائدة الفرق‪ :‬هل يعتد به في التطليقات أم ال؟ وجمهور من رأى أنه طالق يجعله بائنا‪ ،‬ألنه لو‬
‫كان للزوج في العدة منه الرجعة عليها لم يكن الفتدائها معنى‪ .2‬وقال أبو ثور‪ :‬إن لم يكن بلفظ‬
‫الطالق لم يكن له عليها رجعة‪ ،‬وإن كان بلفظ الطالق كان له عليها الرجعة‪ .3‬واحتج من جعله‬
‫طالقا بأن الفسوخ إنما هي التي تقتضي الفرقة الغالبة للزوج في الفراق مما ليس يرجع إلى‬
‫اختياره‪ ،‬وهذا راجع إلى االختيار فليس بفسخ‪ ..‬فسبب الخالف‪ :‬هل اقتران العوض بهذه الفرقة‬

‫‪ 1‬أمحد بن إدريس بن عبد إلرمحن إملاليك شهاب إدلين أبو إلعباس إلشهري ابلقرإيف (إملتوىف‪684 :‬هـ)‪ ،‬إلفروق إملوسوم أنوإر‬
‫إلربوق يف أنوإء إلفروق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪.443‬‬
‫‪ 2‬محمد زكراي إلاكندهلوي‪ ،‬أوجز إملساكل إىل موطأ ماكل‪ ،‬إحملقق‪ :‬تقي إدلين إلندوي‪ ،‬دإر إلقمل‪1424 ،‬ه‪2003/‬م‪ ،‬ج‪،10‬‬
‫ص‪.132‬‬
‫‪ 3‬حيىي بن رشف إلنووي أبو زكراي حميي إدلين (إملتوىف‪676 :‬هـ)‪ ،‬إجملموع رشح إملهذب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪ ،20‬ص‪.231‬‬
‫‪176‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫يخرجها من نوع فرقة الطالق إلى نوع الفسخ أم ليس يخرجها‪ ،1‬وقد ميز اإلمام مالك بين ما يعتد‬
‫طالقا وبين ما يعتد فسخا فقال‪ :‬أن النكاح إن كان فيه خالف خارج عن مذهبه ‪ -‬أعني‪ :‬في جوازه؛‬
‫وكان الخالف مشهورا فالفرقة عنده فيه لكالمه‪ ،‬مثل الحكم بتزويج المرأة نفسها والمحرم‪ ،‬فهذه‬
‫على هذه الرواية هي طالق ال فسخ‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬أن االعتبار في ذلك هو بالسبب الموجب للتفرق‪ ،‬فإن كان غير راجع إلى الزوجين مما لو‬
‫أراد اإلقامة على الزوجية معه لم يصح كان فسخا مثل نكاح المحرمة بالرضاع أو النكاح في‬
‫العدة‪ ،‬وإن كان مما لهما أن يقيما عليه مثل الرد بالعيب كان طالقا‪ .2‬وهذا توضيح مهم جدا من‬
‫أجل أن نفرق بين الفسخ والطالق‪.‬‬

‫إملبحث إلثالث‪ :‬أحاكم إلعدة وما يتعلق هبا‪.‬‬


‫تعتبر العدة من توابع الفراق الحاصل بين الزوجين‪ ،‬الناجم عن أي سبب كان‪ :‬طالقا‪ ،‬فسخا أو‬
‫موتا‪ ،‬والستبراء الرحم عليها أن تتربص المدة التي فرضها عليها الشارع الحكيم لكي تكون‬
‫مستعدة ومتاحة للزواج بعد ذلك‪ ،‬فما مفهوم العدة في الفقه والقانون؟ وما هي موجبات العدة؟‬

‫إملطلب إلول‪ :‬تعريف إلعدة لغة وإصطالحا‪:‬‬


‫العدة في اللغة‪ :‬مأخوذة من العدد‪ ،‬فهي مصدر سماعي لعد‪ ،‬بمعنى أحصى‪ ،‬تقول‪ :‬عددت‬
‫الشيء عدة إذا أحصيته إحصاء‪ ،‬والمصدر القاسي العد‪ ،‬إذ يقال‪ :‬عد الشيء عدا‪ ،‬كرده ردا إذا‬
‫أحصاه وتطلق العدة لغة على أيام حيض المرأة‪ .‬أو أيام طهرها‪ ،‬وهذا غير المعنى الشرعي‪ ،‬ألن‬
‫المعنى الشرعي ليس هو نفس أيام حيض المرأة‪ ،‬بل هو انتظار المرأة انقضاء هذه األيام بدون‬
‫أن تتزوج على أن المعنى الشرعي أعم من انتظار مدة الحيض أو الطهر‪ ،‬إذ قد يكون باألشهر‪،‬‬
‫كما يكون بوضع الحمل‪.3‬‬

‫‪ 1‬محمد إبن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪3‬ص‪.91‬‬
‫‪ 2‬محمد إبن أمحد إبن رشد‪ ،‬بدإية إجملهتد وهناية إملقتصد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪3‬ص‪91‬‬
‫‪ 3‬إبن منظور‪ ،‬لسان إلعرب‪ ،‬ج‪ ،3‬ص‪ ،281‬مادة إلعدد‬
‫‪177‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫العدة في اصطالح الفقهاء‪ :‬تربص يلزم المرأة‪ ،‬أو الرجل عند وجود سببه‪ ،1‬فهي تلك المدة‬
‫الزمنية التي عينها الشارع وحددها لمنع المرأة من الزواج فيها‪ ،‬إما مطلقا وإما بغير زوجها األول‬
‫لوفاة زوجها أو فراقها له‪ ،‬وهذا إذا حصل الدخول‪ ،‬أما إذا لم يحصل فال عدة على المرأة قبل‬
‫الدخول إجماعا‪.2‬‬

‫في القانون‪ :‬قد نصت المدونة على هذا في مادتها ‪ 130‬على أن العدة ال تلزم قبل البناء‪.‬‬

‫وأما تعريفها فإنها لم تعط تعريفا للعدة بل ا كتفت فقط بذكر وقت سريان العدة وهي من‬
‫تاريخ الطالق أو التطليق أو الفسخ أو الوفاة وذلك في المادة ‪ ،129‬وأنها غير ملزمة قبل البناء‬
‫والخلوة الصحيحة إال الوفاة ‪.130‬‬

‫إملطلب إلثاين‪ :‬مرشوعية إلعدة‪:‬‬


‫اتفق الفقهاء على مشروعية العدة ووجوها على المرأة عند وجود سببها‪،3‬واستدلوا على ذلك‬
‫بالكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫أ‪ .‬من الكتاب‪:‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ،4﴾‬وقوله تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪   ‬‬ ‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫قول هللا تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪            ‬‬

‫‪‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ،5﴾ ‬وقوله تعالى﴿ ‪‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪.6﴾ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 1‬عبد إلرمحن بن محمد بن سلامين إملدعو بش يخي زإده‪ ,‬يعرف بدإماد أفندي (إملتوىف‪1078 :‬هـ)‪ ،‬مجمع إلهنر يف رشح ملتق‬
‫إلحبر‪ ،‬إلنارش‪ :‬دإر إحياء إلرتإث‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.142‬‬
‫‪ 2‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد إلاكساين إحلنفي عالء إدلين (إملتوىف‪587 :‬هـ)‪ ،‬بدإئع إلصنائع يف ترتيب إلرشإئع‪ ،‬إلنارش‪:‬‬
‫دإر إلكتب إلعلمية إلطبعة‪ :‬إلثانية‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪.450‬‬
‫‪ 3‬إبن قدإمة‪ ،‬إملغين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ج‪7‬ص‪448‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]228 :‬‬
‫‪[ 5‬سورة إلطالق‪ ،‬إلآية‪]4 :‬‬
‫‪[ 6‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]234 :‬‬
‫‪178‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫ب‪ .‬من السنة‪:‬‬


‫َ‬
‫فمنها ما ورد عن أم عطية رضي هللا عنها أن رسول هللا ﷺ قال‪(( :‬ال ُت ِح ُّد ْأم َ َرأ ٌة َع َلى َم ِي ٍت َف ْو َق َثال ٍث‪،‬‬
‫ه‬
‫ِأال َع َلى َز ْو ٍج‪َ ،‬أ ْرَب َع َة َأ ْش ُه ٍر َو َع ْش ًرأ))‪ .1‬وما ورد أنه ﷺ قال لفاطمة بنت قيس (( ْأع َت ِدي ِع ْن َد ْأب ِن ُأ ِم‬
‫ُ ْ َ ُ َ ْ ََْه ََ‬ ‫َ ُْ‬
‫ض))‪.3‬‬ ‫مك ت ٍوم))‪ ، 2‬وعن عائشة رضي هللا عنها قالت‪(( :‬أ ِم َرت ب ِر َيرة أن تعتد ِبثال ِث ِح َي ٍ‬
‫حكمة تشريع العدة‪:‬‬

‫شرعت العدة لمعان وحكم اعتبرها الشارع منها‪ :‬العلم ببراءة الرحم‪ ،‬وأن ال يجتمع ماء الواطئين‬
‫فأكثر في رحم واحد فتختلط األنساب وتفسد‪ ،4‬ومنها‪ :‬تعظيم خطر الزواج ورفع قدره وإظهار‬
‫شرفه‪ ،‬ومنها‪ :‬تطويل زمان الرجعة للمطلق لعله يندم ويفيء فيصادف زمنا يتمكن فيه من‬
‫الرجعة‪ ،‬ومنها قضاء حق الزوج وإظهار تأثير فقده في المنع من التزين والتجمل‪ ،‬ولذلك شرع‬
‫اإلحداد عليه أ كثر من اإلحداد على الوالد والولد‪ ،5‬ومنها؛ االحتياط لحق الزوج‪ ،‬ومصلحة الزوجة‪،‬‬
‫وحق الولد‪ ،‬والقيام بحق هللا الذي أوجبه‪ ،‬ففي العدة أربعة حقوق‪ ،‬وقد أقام الشارع الموت مقام‬
‫الدخول في استيفاء المعقود عليه‪ ،‬فليس المقصود من العدة مجرد براءة الرحم‪ ،‬بل ذلك من‬
‫بعض مقاصدها وحكمها‪.6‬‬

‫إملطلب إلثالث‪ :‬أقسام إلعدة‪:‬‬


‫قسم الفقهاء العدد إلى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ 1‬مسمل بن إحلجاج إلقشريي إلنيسابوري‪ ،‬حصيح مسمل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ابب إنقضاء عدة إملتوىف عهنا زوهجا‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1127‬‬
‫‪ 2‬إملرجع إلسابق‪ ،‬ابب إملطلقة ثالاث ل نفقة لها‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.1114‬‬
‫‪ 3‬محمد بن يزيد إلقزويين أبو عبد هللا إبن ماجه‪ ،‬وماجة إمس أبيه يزيد (إملتوىف‪273 :‬هـ)‪ ،‬سنن إبن ماجه‪ ،‬حتقيق‪ :‬محمد‬
‫فؤإد عبد إلبايق إلنارش‪ :‬دإر إحياء إلكتب إلعربية‪ ،‬ابب خيار إلمة إذإ أعتقتـ ج‪ ،1‬ص‪671‬‬
‫‪ 4‬معر بن عيل بن عادل إدلمشقي إحلنبيل أبو حفص‪ ،‬إللباب يف عمل إلكتاب‪ ،‬عادل أمحد عبد إملوجود ‪ -‬عيل محمد معوض‪،‬‬
‫دإر إلكتب إلعلمية‪ ،‬س نة إلنرش‪ ،1998 – 1419 :‬ج‪ ،4‬ص‪.111‬‬
‫‪ 5‬عبد إلرمحن إلسعدي‪ ،‬وأآخرون‪ ،‬موسوعة إملسائل إلفقهية‪ ،‬إحملقق‪ :‬عرفات إلعشا حسونة إدلمشقي‪ ،‬س نة إلنرش‪1432 :‬‬
‫– ‪ ،2010‬ج‪ ،6‬ص‪.338‬‬
‫‪ 6‬محمد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس إدلين إبن قمي إجلوزية (إملتوىف‪751 :‬هـ)‪ ،‬إعالم إملقعني عن رب إلعاملني‪،‬‬
‫حتقيق‪ :‬محمد عبد إلسالم إبرإهمي إلنارش‪ :‬دإر إلكتب إلعلمية ‪ -‬بريوت إلطبعة‪ :‬إلوىل‪1411 ،‬هـ ‪1991 -‬م‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪85‬‬
‫‪179‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫األول‪ :‬عدة وضع الحمل‪ ،‬وهي كل امرأة حامل من زوج‪ ،‬إذا فارقت زوجها بطالق أو فسخ أو‬
‫موته عنها‪ ،‬حرة كانت أو أمة‪ ،‬مسلمة أو كافرة‪ ،‬فعدتها بوضع الحمل‪ ،‬ولو بعد ساعة؛ لقول هللا‬

‫‪ ،1﴾‬وقد نصت المدونة عليها في المادة‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫‪ 133‬حيث قالت بأن عدة الحامل تنتهي بوضع حملها أو سقوطه‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬عدة القروء‪ :‬والقرء فيه لغتان‪ :‬الفتح وجمعه قروء وأقرؤ‪ ،‬مثل فلس وفلوس وأفلس‪،‬‬

‫والضم ويجمع على أقراء مثل قفل وأقفال‪ ،‬قال أئمة اللغة‪ :‬ويطلق على الطهر والحيض‪ .2‬وهي‬
‫كل معتدة من فرقة في الحياة‪ ،‬أو وطء في غير نكاح‪ ،‬إذا كانت ذات قرء‪ ،‬فعدتها القرء؛ لقول هللا‬

‫‪.3﴾   ‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪ ‬‬

‫والثالث‪ :‬معتدة بالشهور‪ ،‬وهي كل من تعتد بالشهر إذا لم تكن ذات قرء؛ لصغر‪ ،‬أو يأس‪ ،‬لقول‬

‫‪ ،4﴾ ‬وقد‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫هللا تعالى‪ ﴿ :‬‬
‫‪   ‬‬

‫نصت المدونة على هذا في المادة ‪ 136‬حيث قالت بأن عدة غير الحامل ما يلي‪:‬‬

‫▪ ثالثة أطهار كملة لذوات الحيض‪.‬‬


‫▪ ثالثة أشهر لمن لم تحض أصال‪ ،‬أو التي يئست من المحيض فإن حاضت قبل انقضائها‬
‫استأنفت العدة بثالثة أطهار‪.‬‬
‫▪ تتربص متأخرة الحيض أو التي لم تميزه من غيره تسعة أشهر ثم تعتد ثالثة أطهار‪.‬‬

‫الثالث‪ :‬عدة األشهر نوعان‪ :‬نوع يجب بدال عن الحيض‪ ،‬ونوع يجب أصال بنفسه‪ .‬أما العدة التي‬

‫تجب بدال عن الحيض باألشهر‪ :‬فهي عدة الصغيرة‪ ،‬واآليسة‪ ،‬والمرأة التي لم تحض أصال‪ ،‬بعد‬

‫الطالق(‪ )...‬والثاني‪ :‬الدخول‪ ،‬أو الخلوة الصحيحة عند غير الشافعية‪ ،‬في النكاح الصحيح‪ ،‬وكذا في‬
‫النكاح الفاسد عند المالكية‪.‬‬

‫‪[ 1‬سورة إلطالق‪ ،‬إلآية‪]4 :‬‬


‫‪ 2‬أمحد بن محمد بن عيل إلفيويم مث إمحلوي‪ ،‬أبو إلعباس (إملتوىف‪ :‬حنو ‪770‬هـ)‪ ،‬إملصباح إملنري يف غريب إلرشح إلكبري‪،‬‬
‫إلنارش‪ :‬إملكتبة إلعلمية – بريوت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.500‬‬
‫‪[ 3‬سورة إلبقرة‪ ،‬إلآية‪]228 :‬‬
‫‪[ 4‬سورة إلطالق‪ ،‬إلآية‪]4 :‬‬
‫‪180‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫وأما عدة األشهر األصلية بنفسها‪ :‬فهي عدة الوفاة‪ ،‬وسبب وجوبها الوفاة‪ ،‬إظهارا للحزن بفوات‬
‫نعمة الزواج‪ ،‬وشرط وجوبها؛ الزواج الصحيح فقط‪ ،‬فتجب هذه العدة على المتوفى عنها زوجها‪،‬‬
‫سواء أ كانت مدخوال بها أم غير مدخول بها‪ ،‬وسواء أ كانت ممن تحيض أم ممن ال تحيض‪.1‬‬

‫إلجرإءإت إلشلكية ومضمون الاشهاد عىل إلطالق‬


‫▪ المادة‪ :138 :‬يجب االشهاد بالطالق لدى عدلين منتصبين لإلشهاد بعد إذن المحكمة به‪،‬‬
‫واإلدالء بمستند الزوجية‪.‬‬
‫▪ المادة ‪ :139‬يجب النص في رسم الطالق على ما يلي‪:‬‬
‫‪ o‬تاريخ االذن بالطالق ورقمه‪.‬‬
‫‪ o‬هوية كل من المتفارقين ومحل سكناهما‪ ،‬وبطاقة تعريفهما‪ ،‬أو ما يقوم مقامها‪.‬‬
‫‪ o‬اإلشارة إلى تاريخ عقد الزواج‪ ،‬وعدده وصحيفته‪ ،‬بالسجل المشار إليه في المادة ‪68‬‬
‫أعاله‪.‬‬
‫‪ o‬نوع الطلقة والعدد الذي بلغت إليه‪.‬‬
‫▪ المادة ‪ :140‬وثيقة الطالق حق للزوجة‪ ،‬يجب أن تحوزها خالل خمسة عشر يوما الموالية‬
‫لتاريخ‬
‫‪ o‬االشهاد على الطالق‪ ،‬وللزوج الحق في حيازة نظير منها‪.‬‬
‫▪ المادة ‪:141‬‬
‫‪ o‬توجه المحكمة ملخص وثيقة الطالق‪ ،‬أو الرجعة أو الحكم بالتطليق أو بفسخ عقد‬
‫الزواج‪ ،‬أو ببطالنه إلى ضابط الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين مرفقا بشهادة‬
‫التسليم داخل خمسة عشر يوما من تاريخ االشهاد به‪ ،‬او من صدور الحكم بالتطليق‬
‫أو الفسخ أو البطالن‪.‬‬
‫‪ o‬على ضابط الحالة المدنية تضمين بيانات الملخص بهامش رسم والدة الزوجين‪.‬‬

‫وهبة إلزحييل‪ ،‬إلفقه إلساليم وأدلته‪ ،‬مرجع سابق ج‪ ،9‬ص‪.717‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪181‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪ o‬إذا لم يكن للزوجين أو أحدهما محل والدة في المغرب فيوجه الملخص إلى وكيل‬
‫الملك لدى المحكمة االبتدائية بالرباط‪.‬‬
‫‪ o‬تحدد المعلومات الواجب تضمينها في الملخص المشار إليه في الفقرة األولى أعاله‬
‫بقرار من وزير العدل‪.‬‬

‫تشتمل هذه المواد األربعة على مضمون االشهاد وعلى اإلجراءات الشكلية التي يجب اتباعها‬
‫إليقاع الطالق‪ ،‬واالعتداد به قانونا‪.‬‬

‫يمكن أن نخلص إلى مجموعة من النتائج فيما يخص الطالق وهي‪ :‬ال يجب على الزوجين أن‬
‫يلجا إلى الطالق إال استثناء وتحت مراقبة القضاء‪ ،‬وبعد أن يتم إجراء الصلح بينهما ‪ ،‬وأن بعد‬
‫الطالق البد للزوجة من العدة من أجل استبراء رحمها من الحمل‪ ،‬وأن الطالق لم يعد بيد الزوج‬
‫وحده بل أصبحت الزوجة أيضا بإمكانها اللجوء إلى التطليق بناء على أحد األسباب اآلتية‪ :‬إخالل‬
‫الزوج بشرط من شروط عقد الزواج‪ ،‬الضرر‪ ،‬عدم اإلنفاق‪ ،‬الغيبة‪ ،‬العيب‪ ،‬اإليالء والهجر‪ ،‬كما يمكن‬
‫لها أن تنحل من العصمة الزوجية بالخلع وهي مال تقدمه للزوج وتفتدى منه به‪.‬‬

‫والبد من االشارة والتنبيه على أن المحكمة ال تحكم بالطالق إال بعد أن تحكم بالمستحقات طبقا‬
‫للمواد ‪ 83,84‬و‪ ،85‬أعاله مراعية مسؤولية كل من الزوجين عن سبب الفراق في تقدير ما يمكن‬
‫أن تحكم به على المسؤول لفائدة الزوج اآلخر‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫لائحة المصادر والمزاجع‬


‫▪ القرآن الكريم‬

‫▪ إبراهيم بحماني “من أهم ق اررات المجلس األعلى في تطبيق مدونة األسرة بشأن الخطبة‪ ”،‬عرض مقدم للندوة‬

‫الجهوية الثانية للذكرى الخمسينية إلنشاء المجلس األعلى المقامة بمدينة مكناس‪ ،‬مارس ‪.2007‬‬

‫▪ إبراهيم بن علي بن يوسف أبي إسحاق الفيروزابادي الشيرازي ‪472‬هـ‪ ،‬المهذب في فقه اإلمام الشافعي‪ ،‬دار الكتب‬

‫العلمية‪.‬‬

‫▪ إبراهيم حسين الشاربي‪ ،‬المعروف بالسيد قطب ‪1324 -1385‬هـ‪1966- 1906 ،‬م‪ ،‬في ظالل القرآن‪ ،‬دار‬
‫الشروق‪ ،‬طبعة جديدة منقحة‪.‬‬
‫▪ أبو بكر بن حسن بن عبد هللا الكشناوي ‪1397‬ه‪ ،‬أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في مذهب إمام األئمة‬

‫مالك"‪.‬‬

‫▪ أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي عالء الدين (المتوفى‪587 :‬هـ)‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع‪،‬‬

‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية الطبعة‪ :‬الثانية‪1406 ،‬هـ ‪1986-‬م‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ أبو طالب عبد الهادي‪" ،‬مفهوم األسرة ووظيفتها ومسؤوليتها في الديانات واالعالنات العالمية ومواثيق األمم‬

‫المتحدة‪ ،‬من كتاب أزمة القيم ودور األسرة في تطور المجتمع المعاصر"‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط ‪-‬‬

‫المملكة المغربية‪1422 ،‬هـ‪2002/‬م‪.‬‬

‫▪ أبو طالب عبد الهادي‪" ،‬معجم تصحيح لغة اإلعالم العربي"‪.‬‬

‫▪ أبو مالك بن السيد سالم‪ ،‬صحيح فقه السنة وأدلته مع توضيح مذهب األئمة‪ :‬مع تعليقات بعض العلماء‬

‫المعاصرين‪.‬‬

‫▪ أبي عمرو الحسيني بن عمر بن حسن‪ ،‬المداخل األصولية لالستنباط من السنة النبوية‪ ،‬دار الكتب العلمية –‬

‫بيروت – لبنان‪2000 ،‬م‪.‬‬

‫▪ أحمد ابن حنبل‪ ،‬مسند اإلمام أحمد بن حنبل‪ ،‬تحقيق شعيب األرنؤوط‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬حديث رقم ‪.16032‬‬

‫▪ أحمد الفراهيدي ‪170‬هـ‪" ،‬معجم العين"‪ :‬تحقيق الدكتور عبد الحميد هنداوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬

‫ط‪1424 ،1‬هـ‪2003/‬م‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.28‬‬

‫▪ أحمد بن أحمد الجكني الشنقيطي‪" ،‬مواهب الجليل من أدلة خليل"‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫▪ أحمد المحفوظ بن أحمد بن الحسن الكلوذاني أبو الخطاب‪ ،‬الهداية على مذهب االمام أبي عبد هللا أحمد بن‬

‫حنبل الشيباني‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد اللطيف هميم‪ /‬ماهر ياسين الفحل‪.‬‬

‫▪ أحمد بن إدريس بن عبد الرحمن المالكي شهاب الدين أبو العباس الشهير بالقرافي (المتوفى‪684 :‬هـ)‪ ،‬الفروق‬

‫الموسوم أنوار البروق في أنواء الفروق‪ ،‬الناشر‪ :‬عالم الكتب‪.‬‬

‫▪ أحمد بن إدريس القرافي شهاب الدين‪ ،‬الذخيرة‪ :‬تحقيق محمد حجي وآخرون‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪.‬‬

‫▪ أحمد بن إدريس بن عبد الرحمان‪ ،‬أبي العباس شهاب الدين الصنهاجي المصري القرافي ‪684‬ه‪ ،‬نفائس األصول‬

‫في شرح المحصول‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسر وجردي الخرساني‪ ،‬أبو بكر البيهقي (‪458‬ه)‪ ،‬السنن الكبرى‪ ،‬تحقيق‪:‬‬

‫محمد عبد القادر عطا‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثالثة‪ 1424 ،‬هـ ‪2003 -‬مرقم ‪.13790‬‬

‫▪ أحمد بن علي أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي ‪370‬ه‪ ،‬شرح مختصر الطحاوي‪ :‬تحقيق‪ :‬عصمت هللا عنايت‬

‫هللا محمد وآخرون‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية ‪-‬الطبعة‪ :‬األولى ‪1431‬هـ‪2010/‬م‪.‬‬

‫▪ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالني الشافعي‪ ،‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬دار المعرفة –بيروت‪.‬‬

‫▪ أحمد بن غانم بن سالم ابن مهنا‪ ،‬شهاب الدين النفراوي األزهري المالكي ‪1126‬ه‪ ،‬الفواكه الدواني على رسالة‬

‫ابن أبي زيد القيرواني‪ ،‬دار الفكر‪1415 ،‬ه‪1995/‬م‪.‬‬

‫▪ أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي‪ ،‬أبو الحسين ‪395‬ه‪ ،‬معجم مقاييس اللغة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم محمد‬

‫هارون‪ ،‬دار الفكر‪1399 ،‬ه‪1979/‬م‪.‬‬

‫▪ أحمد بن محمد الخلواتي أبو العباس الشهير بالصاوي المالكي ‪1241‬ه‪ ،‬بلغة السالك ألقرب المسالك المعروف‬

‫بحاشية الصاوي على الشرح الصغير‪( ،‬الشرح الصغير هو‪ :‬شرح الشيخ الدردير لكتابه المسمى أقرب المسالك‬

‫لمذهب اإلمام مالك) دار المعارف‪.‬‬

‫▪ أحمد محمد الخليفي‪ ،‬عقود الزواج الفاسدة في اإلسالم‪.‬‬

‫▪ أحمد بن محمد الهيثمي‪ ،‬تحفة المحتاج في شرح المنهاج‪ .‬المكتبة التجارية الكبرى‪.‬‬

‫▪ أحمد بن محمد بن الصديق بن أحمد‪ ،‬أبو الفيض الغماري الحسني األزهري ‪1380‬ه‪ ،‬الهداية في تخريج أحاديث‬

‫البداية (بداية المجتهد ونهاية المقتصد البن رشد)‪ ،‬تحقيق‪ :‬علي حسن الطويل‪ ،‬دار عالم الكتب‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬

‫الطبعة األولى‪1407 ،‬ه‪.1987/‬‬

‫▪ أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم بن عبد هللا بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي‪ ،‬تقي‬

‫الدين أبو العباس‪ ،‬الفتاوى الكبرى البن تيمية‪ ،‬دار الكتب العلمية الطبعة‪ :‬األولى‪1408 ،‬هـ ‪1987 /‬م‪.‬‬

‫▪ أحمد بن محمد بن أحمد العدوي‪ ،‬أبو البركات الشهير بالدردير‪ ،‬شرح مختصر خليل‪ ،‬خزانة اإلمام علي بتارودانت‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ أحمد بن محمد بن سالمة بن عبد الملك بن سلمة األزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي ‪321‬هـ‪ ،‬مختصر‬

‫اختالف العلماء‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد هللا نذير أحمد‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية – بيروت‪ ،‬الطبعة الثانية‪1417 ،‬هـ‪.‬‬

‫▪ أحمد مبارك الكندري‪" ،‬علم النفس األسري"‪ ،‬مكتبة الفالح‪ ،‬الكويت‪ ،‬ط‪1412 ،2‬هـ‪1992/‬م‪.‬‬

‫▪ أحمد محمد عمر الخفاجي المصري شهاب الدين علي القاري‪ ،‬باب العناية بشرح النقاية (مع المتن في أعلى‬

‫الصفحات)‪.‬‬

‫▪ إدريس الفاخوري‪ ،‬تطبيق مدونة األسرة في المهجر‪ ،‬ندوة دولية‪ ،‬تنظيم مختبر البحث في قانون األسرة والمهجر‪.‬‬

‫▪ إسماعيل أبا بكر البامري‪ ،‬أحكام األسرة‪ ،‬الزواج والطالق بين الحنفية والشافعية‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬
‫▪ إسماعيل بن عباد بن العباس الطلقاني أبو الفضل‪" ،‬المحيط في اللغة"‪ ،‬تحقيق الشيخ محمد حسن آل ياسين‪،‬‬

‫بيروت – عالم الكتب‪ ،‬ط‪1414 ،1‬هـ‪1994/‬م‪.‬‬

‫▪ أحمد بن عبد الحليم‪ ،‬ابن تيمية تقي الدين «موسوعة اإلجماع لشيخ اإلسالم ابن تيمية"‪ :‬المحقق‪ :‬عبد هللا بن‬
‫مبارك البوصي آل سيف‪.‬‬
‫▪ جاسم محمد المطوع‪" ،‬منهج الثقافة الزوجية رؤية شرعية اجتماعية (الخطبة)"‪ ،‬مكتبة اق أر للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫▪ جبريل بن المهدي بن علي‪" ،‬الصحة والفساد عند األصوليين وأثرهما في الفقه اإلسالمي"‪.‬‬
‫▪ جالل الدين عبد هللا بن نجم بن شاس بن نزار الجدامي السعدي المالكي ‪ 616‬ه‪ ،‬عقد الجواهر الثمينة في‬
‫مذهب عالم المدينة‪ ،‬تحقيق‪ :‬حميد بن محمد لحمر‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪1423‬ه‪2003/‬م‪.‬‬
‫▪ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي ‪597‬ه‪ ،‬التحقيق في أحاديث الخالف‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫مسعد عبد الحمد محمد السعدني‪ ،‬دار الكتب العلمية – بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪1415 ،‬ه‪.‬‬
‫▪ ‪-‬ح‪-‬‬
‫▪ حسين بن عودة العوايشة‪" ،‬الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة"‪ :‬دار الصديق ‪-‬مؤسسة‬
‫الريان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1423 ،‬ه‪2002/‬م‪.‬‬
‫▪ الحسين بن علي بن موسى البيهقي أبو بكر ‪ -‬الذهبي؛ محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي‪ ،‬شمس‬
‫الدين‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬المهذب في اختصار السنن الكبير‪ ،‬تحقيق‪ :‬دار المشكاة للبحث العلمي‪ ،‬بإشراف أبي تميم‬
‫ياسر بن إبراهيم‪ ،‬دار الوطن للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪1422 ،‬ه‪2001/‬م‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ حمادي إدريس‪ ،‬البعد المقاصدي وإصالح مدونة األسرة‪ ،‬أفريقيا الشرق‪.‬‬


‫▪ ‪-‬خ‪-‬‬
‫▪ خليل بن إسحاق الجندي المالكي‪ ،‬التوضيح شرح مختصر ابن الحاجب في فقه اإلمام مالك‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو‬
‫الفضل الدمياطي‪ ،‬طبعة دار ابن حزم‪ ،‬الطبعة األولى‪1433 ،‬ه‪2012/‬م‪.‬‬
‫▪ خليل بن إسحاق بن موسى‪ ،‬ضياء الدين الجندي المالكي المصري ‪776‬ه‪ ،‬مختصر خليل‪ ،‬دار الحديث –‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪1426 ،‬ه‪2005/‬م‪.‬‬
‫▪ ‪ -‬ر‪-‬‬
‫▪ رائد جميل عكاشة‪ ،‬منذر عرفات زيتون‪" ،‬األسرة المسلمة في ظل التغيرات المعاصرة"‪ ،‬دار الفتح للنشر‪.‬‬
‫▪ ‪ -‬ز‪-‬‬
‫▪ زكريا بن محمد بن زكريا األنصاري‪ ،‬زين الدين أبو يحيى السنيكي ‪926‬ه‪ ،‬أسنى المطالب في شرح روض‬
‫الطالب‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي‪.‬‬
‫▪ زيدان عبد الباقي‪" ،‬األسرة والطفولة"‪ ،‬مكتبة النهضة العربية بمصر‪ ،‬ط‪1980 ،4‬م‪.‬‬
‫▪ زين الدين بن إبراهيم بن محمد‪ ،‬المعروف بابن نجيم المصري (المتوفى‪970 :‬هـ)‪ ،‬البحر الرائق شرح كنز‬
‫الدقائق‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب اإلسالمي الطبعة‪ :‬الثانية‪.‬‬
‫▪ ‪-‬س‪-‬‬
‫▪ سليمان بن األشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو األزدي السجستاني أبو داود‪" ،‬سنن أبي داود"‪،‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد الناشر‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬صيدا – بيروت‪ ،‬باب من أحق بالولد‪ ،‬حديث‬
‫رقم [‪.]2276‬‬
‫▪ سليمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري‪1204‬هـ المعروف بالجمل‪ ،‬حاشية الجمل أو فتوحات الوهاب‬
‫بتوضيح شرح منهج الطالب‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫▪ سليمان بوقندورة‪ ،‬الروائع الفقهية في األحوال الشخصية‪ ،‬شرح قانون األسرة‪ ،‬الباب األول الزواج وانحالله‪.‬‬
‫▪ سهيلة زين العابدين حماد‪" ،‬زواج المسيار‪ :‬هل تنطبق عليه أحكام الزواج والطالق والخلع والتعدد في اإلسالم"‪،‬‬
‫العبيكان للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-‬ش‪-‬‬
‫▪ شحاتة محمد صقر‪ ،‬كتاب االختالط بين الرجال والنساء‪.‬‬
‫▪ شيرين زهير أبو عبدو‪ ،‬معالم األسرة المسلمة في القرآن الكريم‪ ،‬بحث الستكمال متطلبات درجة الماجستير في‬
‫التفسير وعلوم القرآن‪ ،‬الجامعة اإلسالمية بغزة – كلية أصول الدين‪.‬‬
‫‪-‬ص‪-‬‬
‫▪ صالح عبد السميع اآلبي األزهري‪ ،‬جواهر اإلكليل‪ ،‬بدون طبعة وبدون دار النشر (نسخة الكترونية)‪.‬‬
‫‪-‬ط‪-‬‬

‫‪187‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ طه عبد هللا العفيفي‪ ،‬المائة الثانية من وصايا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬دار البيان العربي‪ ،‬توزيع دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪-‬ع‪-‬‬
‫▪ عادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬األنكحة الفاسدة في ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫▪ عبد الجبار صهيب‪ ،‬الجامع الصحيح للسنن والمسانيد‪.‬‬
‫▪ عبد الحكيم حمادة‪ ،‬الجامع ألحكام الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬د ار الكتب العلمية‪.‬‬
‫▪ عبد الحميد بن الطيب ابن رجب‪ ،‬الطفولة في اإلسالم‪ ،‬أو كتاب البحث واألنقال في أهم ما ذكر في اإلسالم‬
‫عن األطفال‪ ،‬مركز النشر الجامعي ‪-‬تونس‪.2007 ،‬‬
‫▪ عبد الرحمن السعدي‪ ،‬وآخرون‪ ،‬موسوعة المسائل الفقهية‪ ،‬المحقق‪ :‬عرفات العشا حسونة الدمشقي‪ ،‬سنة‬
‫النشر‪.2010 – 1432 :‬‬
‫▪ عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الحنبلي‪ ،‬أبو الفرج‪ ،‬شمس الدين (المتوفى‪:‬‬
‫‪682‬هـ)‪ ،‬الشرح الكبير المسمى بالشافي على متن المقنع‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫▪ عبد الرحمن بن محمد بن سليمان المدعو بشيخي زاده‪ ,‬يعرف بداماد أفندي (المتوفى‪1078 :‬هـ)‪ ،‬مجمع األنهر‬
‫في شرح ملتقى األبحر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث‪.‬‬
‫▪ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري‪ ،‬مختصر الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪1424 ،‬ه‪2003/‬م‪.‬‬
‫▪ عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري (المتوفى‪1360 :‬هـ)‪ ،‬الفقه على المذاهب األربعة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان الطبعة‪ :‬الثانية‪ 1424 ،‬هـ ‪ 2003-‬م‪.‬‬
‫▪ عبد الرحمن جالل الدين السيوطي ‪911‬ه‪ ،‬الدر المنثور في التفسير بالمأثور‪ ،‬دار الفكر – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫▪ عبد الرحمن صابر حسين حمودة العقبي‪ ،‬السبيل في أصول الفقه‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫▪ عبد الرحيم األمين‪ ،‬دروس في قانون األسرة‪.‬‬
‫▪ عبد الغفار محمد حسن‪" ،‬أثر االختالف في القواعد األصولية في اختالف الفقهاء"‪ :‬دروس صوتية فرغتها‬
‫المكتبة الشاملة‪.‬‬
‫▪ عبد الغفور محمد البياتي‪ ،‬القواعد الفقهية الكبرى وأثرها في المعامالت المدنية واألحوال الشخصية‪ ،‬منشورات‬
‫محمد علي بيضون دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان‪.2015 ،‬‬
‫▪ عبد الغفور محمد البياتي‪" ،‬القواعد الفقهية في األحوال الشخصية"‪ ،‬دراسة فقهية هي عبارة عن موسوعة شاملة‬
‫للقواعد الفقهية المتعلقة باألسرة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.2019 ،‬‬
‫▪ عبد الفتاح كبارة‪ ،‬الزواج المدني دراسة مقارنة‪ :‬دار الندوة الجديدة بيروت‪.1994 ،‬‬
‫▪ عبد القادر بن عمر التغلبي الشيباني‪" ،‬نيل المأرب بشرح دليل الطالب"‪ :‬محمد سليمان األشقر‪ ،‬مكتبة الفالح‪،‬‬
‫‪1403‬ه‪1983/‬م‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ عبد الكريم بن محمد الالحم‪ ،‬المطلع على دقائق زاد المستنقع «فقه األسرة» دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫الرياض ‪-‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1431 ،‬ه ‪ 2010-‬م‪.‬‬
‫▪ عبد اللطيف بو عبدالوي‪ ،‬فقه ابن الماجشون في الفقه المالكي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫▪ عبد هللا بن أبي زيد عبد الرحمن النفزي‪ ،‬القيرواني‪ ،‬المالكي ‪386‬هـ‪ ،‬النوادر والزيادات على ما في المدونة من‬
‫غيرها من األمهات‪ ،‬تحقيق محمد حجي وآخرون‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪1999‬م‪.‬‬
‫▪ عبد هللا بن أحمد بن محمود حافظ الدين النسفي ‪710‬هـ‪" ،‬كنز الدقائق"‪ :‬تحقيق أ‪.‬د‪ .‬سائد بكداش‪ ،‬دار البشائر‬
‫اإلسالمية‪ ،‬الطبعة األولى ‪1432‬هـ‪2001 /‬م‪.‬‬
‫▪ عبد هللا بن أحمد موفق الدين بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي ‪620‬ه‪" ،‬المغني"‪ :‬مطبعة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫▪ عبد هللا بن الطاهر التناني السوسي‪" ،‬مدونة األسرة في إطار المذهب المالكي وأدلته‪ ،‬دراسة تأصيلية مقارنة‬
‫على ضوء المذاهب األربعة مع مناقشة وترجيح دون تعصب لقول أو مذهب"‪ ،‬الطبعة ‪1435 ،2‬هـ‪2014/‬م‪.‬‬

‫▪ عبد هللا بن محمد الطيار‪ ،‬عبد هللا بن محمد المطلق‪ ،‬محمد بن إبراهيم الموسى‪ ،‬الفقه الميسر‪ ،‬مدار الوطن‬
‫للنشر – المملكة العربية السعودية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1433 ،‬هـ‪2012/‬م‪.‬‬
‫▪ عبد هللا بن محمود بن مودود الموصلي البلدجي‪ ،‬مجد الدين أبو الفضل الحنفي ‪683‬هـ‪ ،‬االختيار لتعليل‬
‫المختار‪ ،‬مطبعة الحلبي – القاهرة‪1356 ،‬هـ‪.1937/‬‬
‫▪ عبد هللا لؤلؤ وآمنة خليفة‪" ،‬األسرة الخليجية‪ :‬معالم التغيير وتوجهات المستقبل‪ ،‬من أكرم رضا قواعد‪.‬‬

‫▪ عبد الناصر ثابت‪ ،‬فقه التابعين‪ ،‬مركز نماء للبحوث والدراسات‪2019 ،‬م‪.‬‬
‫▪ عبد الوهاب بن علي بن نصر الثعلبي البغدادي المالكي أبو محمد (المتوفى‪422 :‬هـ)‪ ،‬المعونة على مذهب‬
‫الحق الناشر‪ :‬المكتبة التجارية‪ ،‬مصطفى أحمد الباز ‪-‬مكة المكرمة أصل‬
‫ّ‬ ‫عالم المدينة‪ ،‬المحقق‪ :‬حميش عبد‬
‫الكتاب‪ :‬رسالة دكتوراة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة‪.‬‬
‫الج االب المالكي (المتوفى‪378 :‬هـ)‪ ،‬التفريع في فقه اإلمام‬
‫▪ عبيد هللا بن الحسين بن الحسن أبو القاسم ابن َ‬
‫مالك‪ ،‬المحقق‪ :‬سيد كسروي حسن الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪ 1428 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 2007‬م‪.‬‬
‫▪ عثمان بن المكي التوزري الزبيدي‪ ،‬توضيح األحكام شرح تحفة الحكام‪ ،‬المطبعة التونسية‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪1339‬ه‪.‬‬
‫▪ عثمان بن علي بن محجن البارعي‪ ،‬فخر الدين الزيلعي الحنفي (المتوفى‪ 743 :‬هـ) الحاشية‪ :‬شهاب الدين أحمد‬
‫الشْلب ُّي (المتوفى‪ 1021 :‬هـ)‪ ،‬تبيين الحقائق شرح كنز‬
‫بن محمد بن أحمد بن يونس بن إسماعيل بن يونس ّ‬
‫الدقائق وحاشية ِّ‬
‫الشْل ِّب ِّي‪ ،‬الناشر‪ :‬المطبعة الكبرى األميرية ‪-‬بوالق‪ ،‬القاهرة الطبعة‪ :‬األولى ‪1313‬ه‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس‪ ،‬أبو عمرو جمال الدين ابن الحاجب الكردي المالكي ‪646‬ه‪ ،‬جامع‬
‫األمهات‪ ،‬تحقيق‪ :‬أبو عبد الرحمن األخضر األخضري‪ ،‬اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1421‬ه‪2000/‬م‪.‬‬
‫▪ عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني الحنفي (المتوفى‪587 :‬هـ)‪ ،‬بدائع الصنائع في ترتيب‬
‫الشرائع‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية الطبعة‪ :‬الثانية‪1406 ،‬هـ ‪1986 -‬م‪.‬‬

‫▪ علي بن إسماعيل القاضي‪ ،‬األسرة في اإلسالم أحكامها وآدابها‪ ،‬مكتبة أوالد الشيخ‪ ،‬البحث الفائز بالجائزة‬
‫األولى في مسابقة الدعوة والفقه اإلسالمي لسنة ‪1423‬ه‪.‬‬
‫▪ علي بن أحمد بن مكرم الصعيدي العدوي (نسبة إلى بني عدي‪ ،‬بالقرب من منفلوط)‪ ،‬أبو الحسن‪1189 ،‬م‪،‬‬
‫حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني‪ ،‬المحقق‪ :‬يوسف الشيخ محمد البقاعي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر –‬
‫بيروت‪1414 ،‬ه‪1994/‬م‪.‬‬
‫▪ علي بن خلف المنوفي المالكي المصري ‪939‬ه‪ ،‬كفاية الطالب الرباني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬أحمد حمدي إمام‪.‬‬
‫▪ علي بن عبد السالم بن علي‪ ،‬أبو الحسن التُّ ُسولي (المتوفى‪1258 :‬هـ)‪ ،‬البهجة في شرح التحفة‪ ،‬المحقق‪:‬‬
‫ضبطه وصححه‪ :‬محمد عبد القادر شاهين‪ :،‬دار الكتب العلمية ‪ -‬لبنان ‪ /‬بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪1418 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1998‬م‪.‬‬
‫علي بن عمر بن احمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني (‪ 385‬ه)‪ ،‬سنن‬ ‫▪‬

‫الدارقطني‪ :‬حققه وضبط نصه وعلق عليه‪ :‬شعيب األرنؤوط‪ ،‬حسن عبد المنعم شلبي‪ ،‬عبد اللطيف حرز هللا‪،‬‬
‫أحمد برهوم‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة األولى ‪1424‬ه‪.2004/‬‬
‫▪ علي بن محمد الربعي‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬المعروف باللخمي (المتوفى‪ 478 :‬هـ)‪ ،‬التبصرة للخمي‪ ،‬دراسة وتحقيق‪:‬‬
‫الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب الناشر‪ :‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،‬قطر الطبعة‪ :‬األولى‪ 1432 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 2011‬م‪.‬‬
‫▪ علي بن محمد بن عبد الملك الفاسي المشهور بابن قطان‪ ،‬اإلقناع في مسائل اإلجماع‪.‬‬
‫▪ علي محيي الدين علين القره داغي‪ ،‬مبدأ الرضا في العقود‪ ،‬دار البشائر اإلسالمية‪ ،‬تاريخ اإلصدار‪2002 ،‬م‪.‬‬
‫▪ عمر بركات بن السيد محمد بركات الشامي البقاعي المكي ‪ -‬أحمد بن النقيب شهاب الدين أبو العباس‪ ،‬فيض‬
‫اإلله المالك في حل ألفاظ عمدة السالك وعدة الناسك‪ ،‬المحقق‪ :‬مصطفى محمد عمارة‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪1372‬ه‪1952/‬م‪.‬‬
‫▪ عمر بن علي أبي حفص سراج الدين المعروف بابن الملقن‪ ،‬نواضر النظائر في قواعد الفقه‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪( ،‬نسخة الكترونية)‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي أبو حفص‪ ،‬اللباب في علم الكتاب‪ ،‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود‬
‫‪-‬علي محمد معوض‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬سنة النشر‪.1998 – 1419 :‬‬
‫▪ علية مصطفى مبارك أم الفضل‪ ،‬منهاج المرأة المسلمة‪ ،‬عبادات ومعامالت‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.2013 ،‬‬
‫‪-‬ق‪-‬‬
‫▪ قاسم بن عبد هللا بن أمير علي القونوي الرومي الحنفي (المتوفى‪978 :‬ه)‪ ،‬أنيس الفقهاء في تعريفات األلفاظ‬
‫المتداولة بين الفقهاء‪ .‬المؤلف‪ :‬المحقق‪ :‬يحيى حسن مراد‪ ،‬الناشر دار الكتب العلمية‪ .‬الطبعة‬
‫‪2004‬م‪1424،‬ه‪.‬‬
‫▪ قحطان عبد الرحمن الدوري‪ ،‬عقد التحكيم في الفقه اإلسالمي والقانون الوضعي‪ ،‬دار الفرقان‪.‬‬
‫‪-‬ك‪-‬‬
‫▪ كاميليا حلمي‪" ،‬مصطلح األسرة في أبرز المواثيق الدولية"‪ ،‬دراسة تحليلية بحث مقدم في مؤتمر الخطاب‬
‫اإلسالمي المعاصر سنة ‪ ،2011‬اتحاد علماء المسلمين‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪.‬‬

‫‪-‬م‪-‬‬

‫▪ مالك بن أنس بن مالك األصبحي الحميري‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬المدونة الكبرى لألمام مالك رواية سحنون‪ ،‬و ازرة‬
‫األوقاف السعودية ‪-‬مطبعة السعادة‪1324 ،‬ه‪.‬‬
‫▪ مالك بن أنس‪ ،‬موطأ مالك‪ ،‬تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬مؤسسة زايد بن سلطان‪.‬‬
‫▪ مجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى ‪ /‬أحمد الزيات ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد النجار)‪ ،‬المعجم‬
‫الوسيط‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬
‫▪ محمد األزهر‪" ،‬شرح مدونة األسرة"‪ ،‬الطبعة ‪ ،2015 ،7‬ص‪( 8‬نسخة الكترونية)‪.‬‬

‫▪ محمد أبو عبد هللا األنصاري الرصاع‪ ،‬شرح حدود ابن عرفة الموسوم ب "الهداية الكافية لبيان حقائق اإلمام‬
‫ابن عرفة الوافية"‪ :‬تحقيق محمد أبو األجفان والطاهر المعموري‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ,‬بيروت ‪ -‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪1993‬م‪.‬‬
‫محمد أبو عبد هللا األنصاري الرصاع‪ ،‬شرح حدود ابن عرفة الموسوم ب "الهداية‬ ‫▪‬

‫الكافية لبيان حقائق اإلمام ابن عرفة الوافية"‪ :‬تحقيق محمد أبو األجفان والطاهر‬
‫محمد‬ ‫المعموري‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪ -‬لبنان‪ ،‬الطبعة األولى ‪1993‬م‪،‬‬
‫الشافعي‪" ،‬الزواج وانحالله في مدونة األسرة"‪ ،‬سلسلة البحوث القانونية‪.‬‬
‫▪ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي ‪1393‬ه‪ ،‬التحرير والتنوير‪ :‬الدار التونسية للنشر‬
‫– تونس‪1984 ،‬م‪.‬‬

‫‪191‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ محمد الكشبور‪" ،‬الوسيط في شرح مدونة األسرة"‪ ،‬الطبعة ‪( ،2‬نسخة الكترونية)‪.‬‬

‫▪ محمد الكشبور‪ ،‬الواضح في مدونة األسرة‪،‬‬


‫▪ محمد الكشبور‪" ،‬أحكام الحضانة دراسة في الفقه المالكي وفي مدونة األسرة"‪( :‬سلسلة الدراسات القانونية‬
‫المعاصر ‪ ،)07‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة – الدار البيضاء‪.2004 ،‬‬
‫▪ محمد أمين الضناوي‪ ،‬الحالل والحرام في اللقاء بين الزوجين على ضوء الكتاب والسنة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بيروت – لبنان‪.2004 ،‬‬
‫▪ محمد أمين بن عمر عابدين‪ ،‬رد المحتار على الدر المختار‪ ،‬عادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬عالم الكتب‪،‬‬
‫‪1423‬ه‪2003/‬م‪ .‬محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي شمس الدين أبو عبد هللا لمعروف‬
‫الرعيني المالكي ‪954‬ه‪ ،‬واهب الجليل‪ :‬دار الفكر‪1412 ،‬ه‪1992/‬م‪.‬‬
‫بالحطاب ُّ‬
‫▪ محمد بن إبراهيم بن عبد هللا التويجري‪ ،‬مختصر الفقه اإلسالمي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار أصداء المجتمع‪ ،‬المملكة العربية‬
‫السعودية الطبعة‪ :‬الحادية عشرة‪ 1431 ،‬هـ ‪ 2010-‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة شهاب الدين الرملي (المتوفى‪1004 :‬هـ)‪ ،‬نهاية المحتاج إلى شرح‬
‫المنهاج‪ :‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬بيروت الطبعة‪ :‬الطبعة األخيرة ‪1404-‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن أبي العباس أحمد بن حمزة شهاب الدين الرملي شمس الدين ‪1004‬ه المعروف بالجمل‪ ،‬فتوحات‬
‫الوهاب بتوضيح شرح منهج الطالب‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫▪ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى‪751 :‬هـ)‪ ،‬إعالم الموقعين عن رب‬
‫العالمين‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد السالم إبراهيم الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪-‬بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪1411 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1991‬م‪.‬‬
‫محمد بن أبي بكر بن عبد القادر زين الدين أبو عبد هللا الرازي ‪666‬ه‪" ،‬مختار الصحاح"‪ ،‬تحقيق‪ :‬يوسف‬ ‫▪‬

‫الشيخ محمد‪ ،‬المكتبة العصرية – الدار النموذجية‪ ،‬بيروت – صيدا‪ ،‬الطبعة الخامسة‪1420 ،‬ه‪1999/‬م‪،‬‬
‫▪ محمد بن أحمد بن رشد القرطبي أبو الوليد (المتوفى‪520 :‬هـ)‪ ،‬المقدمات الممهدات‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور محمد‬
‫حجي الناشر‪ :‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬بيروت ‪-‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988-‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن أحمد أبو الوليد بن رشد‪ ،‬البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل والمسائل المستخرجة‪ :‬تحقيق‬
‫محمد حجي‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬سنة ‪1408‬هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي ‪977‬ه‪" :‬مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج"‬
‫▪ محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي شمس الدين أبو عبد هللا القرطبي ‪671‬ه‪" ،‬الجامع‬
‫ألحكام القرآن"‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد البردوني وإبراهيم أفطيش‪ ،‬دار الكتب المصرية – القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‬
‫‪1384‬ه‪1964/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس األئمة السرخسي‪ ،‬المبسوط للسرخسي‪.‬‬

‫‪192‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ محمود بن أحمد بن الحسين الغيتابي‪ ،‬بدر الدين العيني الحنفي ‪855‬ه‪ ،‬البناية شرح الهداية‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية – بيروت – لبنان‪ ،‬الطبعة األولى‪1420 ،‬ه‪2000/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد القرطبي الشهير بابن رشد الحفيد أبو الوليد‪ ،‬بداية المجتهد ونهاية‬
‫المقتصد‪ :‬دار الحديث القاهرة‪1425 ،‬ه‪.2004/‬‬
‫▪ محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي‪ ،‬حاشية الدسوقي على الشرح الكبير‪.‬‬
‫▪ محمد بن أحمد بن محمد أبو عبد هللا الفاسي‪ ،‬ميارة ‪1076‬ه‪ ،‬شرح مياره‪ :‬االتقان واإلحكام في شرح تحفة‬
‫الحكام‪ ،‬دار المعرفة‪.‬‬
‫▪ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد هللا‪ ،‬ابن جزي الكلبي الغرناطي أبو القاسم (المتوفى‪741 :‬هـ)‪ ،‬القوانين الفقهية‪.‬‬

‫▪ محمد بن أحمد بن محمد عليش‪ ،‬أبو عبد هللا المالكي ‪1882 1299/‬م‪ ،‬منح الجليل شرح مختصر خليل‪ ،‬دار‬
‫الفكر – بيروت‪.‬‬
‫▪ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي أبو عبد‬
‫هللا (المتوفى‪204 :‬هـ)‪ ،‬األم للشافعي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار المعرفة –بيروت‪.‬‬
‫▪ محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن عبد المطلب بن عبد مناف المطلبي القرشي المكي أبو عبد‬
‫هللا‪ ،‬الرسالة‪ :‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬مكتبة الحلبي – مصر‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪1358 ،‬هـ‪1940/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن إسماعيل األمير الصنعاني‪ ،‬العدة حاشية الصنعاني على إحكام األحكام على شرح عمدة األحكام‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬المكتبة السلفية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1409 ،‬ه‪.‬‬
‫▪ محمد بن الحسن بن دريد األزدي أبو بكر ‪321‬هـ‪ ،‬جمهرة اللغة‪ ،‬المحقق‪ :‬رمزي منير بعلبكي الناشر‪ :‬دار العلم‬
‫للماليين ‪-‬بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪1987 ،‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن حسن بن علي بن سالم البشار‪ ،‬أسهل المسالك نظم ترغيب المريد السالك في فقه اإلمام مالك‪.‬‬
‫▪ محمد بن صالح العثيمين‪ :‬الشرح الممتع على زاد المستنقع‪ ،‬دار ابن الجوزي‪ ،‬بدون طبعة‪.‬‬
‫▪ محمد بن عبد القادر بن محمد بن المختار بن أحمد العالم القبلوي الجزائري الشهير بالشيخ محمد باي بلعالم‬
‫‪2009‬م‪ ،‬زاد السالك شرح أسهل المسالك‪ :‬دار ابن حزم‪.‬‬
‫▪ محمد بن عبد هللا الخرشي المالكي أبو عبد هللا (المتوفى‪1101 :‬هـ)‪ ،‬شرح مختصر خليل للخرشي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الفكر للطباعة –بيروت‪.‬‬
‫▪ محمد بن عبد هللا الزركشي شمس الدين المصري الحنبلي (المتوفى‪772 :‬هـ)‪ ،‬شرح الزركشي على مختصر‬
‫الخرقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العبيكان الطبعة‪ :‬األولى‪ 1413 ،‬هـ ‪ 1993-‬م‪.‬‬

‫▪ محمد بن عبد الواحد السيواسي السكندري كمال الدين ابن الهمام ‪-‬أحمد بن قودر قاضي زاده‪ :‬شرح فتح القدير‬
‫على الهداية شرح بداية المبتدي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرزاق غالب المهدي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪.1970‬‬

‫‪193‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ محمد بن علي بن محمد بن عبد هللا الشوكاني اليمني (المتوفى‪1250 :‬هـ)‪ ،‬نيل األوطار‪ ،‬تحقيق‪ :‬عصام الدين‬
‫الصبابطي الناشر‪ :‬دار الحديث‪ ،‬مصر الطبعة‪ :‬األولى‪1413 ،‬هـ ‪1993-‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي الملقب بفخر الدين الرازي خطيب الري أبو عبد هللا‬
‫‪606‬ه‪ ،‬تفسير الرازي مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير‪ ،‬دار إحياء الثراث العربي‪ ،‬الحكم الرابع عشر في خطبة‬
‫النساء‪.‬‬
‫▪ محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك‪ ،‬الترمذي‪ ،‬أبو عيسى(‪279‬ه)‪ ،‬سنن الترمذي‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد‬
‫محمد شاكر‪ ،‬ج ‪1‬و‪ ،2‬محمد فؤاد عبد الباقي ج ‪ ،3‬إبراهيم عطوة عوض المدرس في األزهر الشريف ج‪4‬و‪،5‬‬
‫شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي‪-‬مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪1395،‬ه‪ ،‬باب ما جاء في الخطبة‪.‬‬
‫▪ محمد بن محمد الغزالي الطوسي أبو حامد (المتوفى‪505 :‬هـ)‪ ،‬الوسيط في المذهب‪ ،‬المحقق‪ :‬أحمد محمود‬
‫إبراهيم‪ ،‬محمد تامر الناشر‪ :‬دار السالم ‪-‬القاهرة الطبعة‪ :‬األولى‪1417 ،‬ه‪.‬‬

‫▪ محمد بن محمد الكاكي الحنفي قوام الدين‪ ،‬عيون المذاهب في فروع المذاهب األربعة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫الرعيني شمس الدين أبو عبد هللا‬
‫▪ محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي‪ ،‬المعروف بالحطاب ُّ‬
‫المالكي (المتوفى‪954 :‬هـ)‪ ،‬مواهب الجليل في شرح مختصر خليل‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر الطبعة‪ :‬الثالثة‪،‬‬
‫‪1412‬هـ ‪1992-‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن محمد بن عبد الرحمن المالكي المغربي‪ ،‬المشهور الخطاب مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ‬
‫خليل ومعه مختصر الشيخ خليل‪.‬‬

‫▪ محمد بن محمد بن محمد‪ ،‬أبو بكر ابن عاصم القيسي الغرناطي ‪729‬ه‪ ،‬تحفة َّ‬
‫الحكام في نكت العقود‬
‫واألحكام‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد عبد السالم محمد‪ ،‬دار اآلفاق العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة األولى‪1423 ،‬ه‪2011/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد بن محمد بن محمود‪ ،‬أكمل الدين أبو عبد هللا ابن الشيخ شمس الدين ابن الشيخ جمال الدين الرومي‬
‫البابرتي‪ ،‬العناية شرح الهداية‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪.‬‬
‫الم ْرَوزي أبو عبد هللا ‪294‬ه‪ ،‬اختالف العلماء (اختالف الفقهاء)‪ ،‬تحقيق‪ُّ :‬‬
‫الد ْكتُْور‬ ‫▪ محمد بن نصر بن الحجاج َ‬
‫طاهر َحك ْيم‪ ،‬أضواء السلف – الرياض‪ ،‬الطبعة األولى‪1420 ،‬ه‪2000/‬م‪ ،‬ص‪ 221‬وما بعدها‬ ‫ُم َح امد َ‬
‫▪ محمد بن يزيد القزويني ابن ماجة ‪-‬وماجة اسم أبيه يزيد ‪-‬أبو عبد هللا ‪237‬ه‪ ،‬سنن ابن ماجة‪ ،‬تحقيق‪ :‬تحقيق‬
‫شعيب األرنؤوط‪-‬عادل مرشد‪ ،‬محمد كامل قره بللي‪ ،‬عبد اللطيف حرز هللا‪ ،‬دار الرسالة العالمية‪ ،‬الطبعة؛‬
‫األولى‪ 1430،‬ه ‪ 2009-‬م‪ ،‬حدث رقم ‪.1882‬‬

‫▪ محمد بن يعقوب الفيروزآبادي‪" ،‬القاموس المحيط"‪ ،‬مطبعة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1987 ،1‬م‪.‬‬
‫▪ محمد حبيب هللا بن عبد هللا الشنقيطي ‪1323‬ه‪ ،‬زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد‬
‫السيد عثمان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ محمد حسن أبو يحيى‪ ،‬أحكام الزواج في الشريعة اإلسالمية‪ :‬دراسة فقهية مقارنة بقانون األحوال الشخصية‬
‫األردني‪ ،‬دار يافا العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫▪ محمد رواس قلعه جي‪ ،‬موسوعة فقه عمر بن عبد العزيز‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبعة الرابعة‪1409 ،‬ه‪1989/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد زكريا الكاندهلوي‪ ،‬أوجز المسالك إلى موطأ مالك‪ ،‬المحقق‪ :‬تقي الدين الندوي‪ ،‬دار القلم‪،‬‬
‫‪1424‬ه‪2003/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد عمارة‪" ،‬مقدمة ميثاق األسرة في اإلسالم"‪ ،‬اللجنة اإلسالمية العالمية للمرأة والطفل ‪.2007‬‬

‫▪ محمد محمد الحطاب الرعيني أبو عبد هللا‪ ،‬تحرير الكالم من مسائل االلتزام‪ ،‬المحقق‪ :‬عبد السالم محمد‬
‫الشريف‪ ،‬سنة النشر ‪1404‬ه‪1984/‬م‪.‬‬
‫▪ محمد محي الدين عبد الحميد‪ ،‬األحوال الشخصية في الشريعة اإلسالمية مع اإلشارة إلى مقابلها في الشرائع‬
‫األخرى‪ ،‬الطبعة الثانية‪.‬‬
‫▪ محمد مسرار‪ ،‬نظرية الحق وتطبيقاتها في أحكام األسرة‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫▪ محمد نووي بن عمر الجاوي ‪ -‬محمد بن القاسم الغزي ‪ -‬أحمد بن الحسين األصفهاني أبو شجاع‪ ،‬قوت الحبيب‬
‫الغريب توشيح على فتح القريب المجيب شرح غاية التقريب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد العزيز الخالدي‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪1418 ،‬ه‪1998 /‬م‪.‬‬
‫▪ محمود بن أحمد بن مازة أبي المعالي‪/‬المرغيناني الذخيرة البرهانية‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫▪ محمود محمد علي أمين الزمناكولي‪ ،‬العالقات االجتماعية بين المسلمين وغير المسلمين في الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬كتاب – ناشرون – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫▪ محمود مطرجي‪ ،‬الفقه المالكي وأدلته‪ ،‬دار الفكر – بيروت – لبنان‪.‬‬
‫محمد نعناعي‪" ،‬ضوابط تكييف قضايا الخطبة والزواج"‪ ،‬مجلة قضايا األسرة "سلسلة دراسات وأبحاث"‪ ،‬المركز‬ ‫▪‬

‫الوطني للدراسات والعلوم القانونية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪.2015‬‬


‫▪ محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى‪676 :‬هـ)‪ ،‬المجموع شرح المهذب‪،‬‬
‫▪ محيي الدين يحيى بن شرف النووي‪ ،‬المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج‪ ،‬مرجع‬
‫▪ محيي الدين يحيى بن شرف النووي‪ ،‬روضة الطالبين وعمدة المفتين‪ :‬تحقيق‪ :‬زهير الشاويش‪ ،‬المكتب‬
‫اإلسالمي – بيروت – دمشق‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1412 ،‬ه‪1999/‬م‪.‬‬
‫▪ مدونة األسرة‬
‫▪ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى‪261 :‬هـ)‪ ،‬المسند الصحيح المختصر بنقل العدل‬
‫عن العدل إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي الناشر‪ :‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪.‬‬

‫‪195‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫▪ مصطفى بن سعد بن عبده السيوطي شهرة‪ ،‬الرحيبانى مولدا ثم الدمشقي الحنبلي ‪1243‬ه‪ ،‬مطالب أولي النهي‬
‫في شرح غاية المنتهى‪ ،‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1415 ،‬ه‪1994 /‬م‪.‬‬
‫▪ منصور بن يونس بن صالح الدين ابن حسن بن إدريس البهوتى الحنبلى (المتوفى‪1051 :‬هـ)‪ ،‬كشاف القناع‬
‫عن متن اإلقناع‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪-‬ن‪-‬‬
‫▪ ناصر أحمد الخوالدة‪ ،‬الفكر التربوي عند اإلمام الغزالي‪ ،‬دار األيام للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫▪ نايف محمود الرجوب‪" ،‬أحكام الخطبة في الفقه اإلسالمي"‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪.2008 ،‬‬
‫▪ نهى القاطرجي‪" ،‬األسرة في أدبيات األمم المتحدة‪ :‬التحوالت – العوامل – اآلثار"‪.‬‬
‫▪ واصل عالء الدين‪ ،‬أحكام األحوال الشخصية بين الشريعة اإلسالمية والقانون‪.‬‬
‫▪ و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية ‪-‬الكويت‪ ،-‬الموسوعة الفقهية الكويتية‪ :‬الطبعة ‪1427‬هـ‪.‬‬
‫‪-‬ي‪-‬‬
‫▪ يحيى بن محمد بن هبيرة الشيباني‪ ،‬المشهور الوزير أبي المظفر‪ ،‬اختالف األئمة األعالم‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد يوسف‬
‫أحمد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫يوسف بديوي وأحمد جمعة‪ ،‬األسرة المسلمة في العالم المعاصر واقعها وتحدياتها‪،‬‬ ‫▪‬

‫اليمامة للطباعة والنشر والتوزيع‬


‫يوسف القرضاوي‪ ،‬فقه األسرة وقضايا المرأة‪ :‬الدار الشامية للطباعة والنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫▪‬

‫▪ يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر النمري األندلسي أبو عمر‪ ،‬التمهيد لما في الموطأ من المعاني‬
‫واألسانيد‪ ،‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية – المغرب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬نشر على عدة سنوات من سنة ‪1387‬‬
‫حتى عام ‪1412‬ه‪.‬‬
‫▪ يوسف بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي أبو عمر (المتوفى‪463 :‬هـ)‪ ،‬االستذكار‪،‬‬
‫تحقيق‪ :‬سالم محمد عطا‪ ،‬محمد علي معوض الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية ‪-‬بيروت الطبعة‪ :‬األولى‪– 1421 ،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫▪ يوسف أبو عمرو بن عبد هللا بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي ‪463‬هـ‪ ،‬الكافي في فقه أهل‬
‫المدينة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أحمد ولد ماديك الموريتاني‪ ،‬مكتبة الرياض الحديثة‪ ،‬الرياض – المملكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1400‬هـ‪1980/‬م‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫الفهرس‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬
‫‪15‬‬ ‫مدخل تمهيدي لملخص مدونة األسرة (الكتاب األول والثاني)‬
‫‪16‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم األسرة وإشكالية التعريف‬
‫‪16‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم األسرة في اللغة‬
‫‪17‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم األسرة في االصطالح‬
‫‪17‬‬ ‫‪.1‬مفهوم األسرة عند المفكرين المسلمين‬
‫‪19‬‬ ‫‪.2‬مفهوم األسرة عند علماء االجتماع وعلماء النفس‬
‫‪20‬‬ ‫‪.3‬مفهوم األسرة في المواثيق الدولية‬
‫‪21‬‬ ‫المبحث الثاني السياق التاريخي لمدونة األسرة المغربية‬
‫‪21‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬السياق التاريخي لنشأة مدونة األحوال الشخصية‬
‫‪22‬‬ ‫‪.1‬المرحلة األولى‪ :‬وضع مدونة األحوال الشخصية‬
‫‪24‬‬ ‫‪.2‬المرحلة الثانية‪ :‬أول تعديل حقيقي على مدونة األحوال الشخصية‬
‫‪26‬‬ ‫‪.3‬المرحلة الثالثة‪ :‬صدور مدونة األسرة‬
‫‪27‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نطاق تطبيق مدونة األسرة‬
‫‪28‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬دور القضاء في تفعيل مدونة األسرة‬
‫‪30‬‬ ‫الباب األول‪ :‬الزواج ومقدمته‬
‫‪31‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬مقدمة الزواج (الخطبة)‬
‫‪32‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الخطبة (تعريفها‪ ،‬مشروعيتها‪ ،‬حكمتها)‬

‫‪197‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪32‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الخطبة لغة واصطالحا‬


‫‪32‬‬ ‫‪.1‬الخطبة لغة‬
‫‪33‬‬ ‫‪.2‬الخطبة اصطالحا‬
‫‪34‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مشروعية الخطبة والحكمة منها‬
‫‪34‬‬ ‫‪.1‬مشروعية الخطبة‬
‫‪36‬‬ ‫‪.2‬الحكمة من الخطبة‬
‫‪37‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حكم الخطبة وشروط صحتها‪ ،‬وحكم النظر إلى المخطوبة‬
‫‪37‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حكم الخطبة‬
‫‪39‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬شروط صحة الخطبة‬
‫‪39‬‬ ‫‪.1‬الموانع المؤبدة‬
‫‪39‬‬ ‫‪.2‬الموانع المؤقتة‬
‫‪47‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬النظر إلى المخطوبة والخلوة‬
‫‪47‬‬ ‫‪.1‬سبل النظر إلى المخطوبة‬
‫‪51‬‬ ‫‪.2‬شروط النظر الشرعي للمخطوبة‬
‫‪52‬‬ ‫‪.3‬الخلوة بالمخطوبة‬
‫‪53‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬متعلقات الخطبة (الرجوع في الخطبة والمهر‪ ،‬والحمل الناشئ‬
‫عنها)‬
‫‪54‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬الرجوع في الخطبة والمهر في الفقه‬
‫‪56‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬رد الهدايا والتعويض عن الضرر في مدونة األسرة‬
‫‪46‬‬ ‫‪.1‬رد الهدايا‬
‫‪59‬‬ ‫‪.2‬التعويض عن الضرر‬
‫‪61‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الحمل الناشئ عن الخطبة‬
‫‪62‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬الزواج‬
‫‪63‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الزواج ومشروعيته وحكمه‬
‫‪63‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الزواج لغة واصطالحا‬

‫‪198‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪63‬‬ ‫‪.1‬تعريف الزواج لغة‬


‫‪65‬‬ ‫‪.2‬الزواج اصطالحا‬
‫‪68‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مشروعية وحكم الزواج‬
‫‪68‬‬ ‫‪.1‬مشروعية الزواج‬
‫‪70‬‬ ‫‪.2‬حكم الزواج‬
‫‪71‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أركان الزواج‬
‫‪71‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف العقد والركن والشرط‬
‫‪71‬‬ ‫‪.1‬العقد لغة واصطالحا‬
‫‪72‬‬ ‫‪.2‬الركن لغة واصطالحا‬
‫‪72‬‬ ‫‪.3‬الشرط لغة واصطالحا‬
‫‪74‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الزواج في الفقه االسالمي‬
‫‪75‬‬ ‫‪.1‬اإليجاب والقبول‬
‫‪77‬‬ ‫‪ .2‬الولي‬
‫‪82‬‬ ‫‪.3‬المحل (العاقدان)‬
‫‪83‬‬ ‫‪ .4‬الشاهدان‬
‫‪86‬‬ ‫‪.5‬الصداق‬
‫‪94‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أركان الزواج في مدونة األسرة المغربية‬
‫‪94‬‬ ‫‪.1‬اإليجاب والقبول‬
‫‪95‬‬ ‫‪.2‬شروط الصيغة‬
‫‪96‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬آثار تخلف ركن من أركان الزواج‬
‫‪97‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬شروط عقد الزواج في مدونة األسرة‬
‫‪97‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أهلية الزوجين‬
‫‪98‬‬ ‫‪.1‬زواج ناقص األهلية بسبب السن‬
‫‪99‬‬ ‫‪.2‬زواج ناقص األهلية بسبب العقل‬
‫‪100‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬عدم االتفاق على إسقاط الصداق‬

‫‪199‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪100‬‬ ‫‪.1‬تعريف الصداق‬


‫‪101‬‬ ‫‪.2‬مقدار الصداق‬
‫‪103‬‬ ‫‪.3‬حاالت الصداق‬
‫‪103‬‬ ‫‪.4‬حاالت استحقاق الصداق‬
‫‪104‬‬ ‫‪.5‬اختالف الزوجين في قبض الصداق‬
‫‪105‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬ولي الزواج عند االقتضاء‬
‫‪103‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬سماع العدلين التصريح باإليجاب والقبول من الزوجين‬
‫وتوثيقه‬
‫‪104‬‬ ‫المطلب الخامس‪ :‬انتفاء الموانع الشرعية‬
‫‪104‬‬ ‫‪.1‬الموانع المؤبدة‬
‫‪106‬‬ ‫‪.2‬الموانع المؤقتة‬
‫‪108‬‬ ‫المطلب السادس‪ :‬أحكام تعدد الزوجات في القانون المغربي‬
‫‪108‬‬ ‫‪.1‬تعريف التعدد‬
‫‪108‬‬ ‫‪.2‬موقف مدونة األحوال الشخصية من التعدد‬
‫‪109‬‬ ‫‪ .3‬شروط التعدد‬
‫‪111‬‬ ‫‪.4‬اإلجراءات المسطرية للتعدد‬
‫‪115‬‬ ‫‪.5‬الشروط اإلرادية لعقد الزواج في المدونة‬
‫‪116‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬آثار الزواج‬
‫‪116‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬أنواع الزواج وآثاره في الفقه اإلسالمي‬
‫‪117‬‬ ‫‪.1‬آثار الزواج الصحيح‬
‫‪121‬‬ ‫‪.2‬أثار الزواج غير الصحيح‬
‫‪134‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع الزواج وآثاره في مدونة األسرة‬
‫‪134‬‬ ‫‪.1‬الزواج الصحيح وآثاره‬
‫‪141‬‬ ‫‪.2‬الزواج غير الصحيح وآثاره‬
‫‪134‬‬ ‫الباب الثاني‪ :‬انحالل ميثاق الزوجية‬

‫‪200‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪148‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬الطالق‬


‫‪149‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الطالق تعريفه ومشروعيته وأركانه والحكمة منه‬
‫‪149‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الطالق ومشروعيته‬
‫‪151‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أركان الطالق‬
‫‪151‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬حكم الطالق وأقسامه وألفاظه‬
‫‪151‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬حكم الطالق‬
‫‪152‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أقسام الطالق وألفاظه‬
‫‪153‬‬ ‫‪.1‬أقسام الطالق‬
‫‪156‬‬ ‫‪.2‬ألفاظ الطالق‬
‫‪158‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬التطليق والخلع والعدة‬
‫‪159‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬التطليق والخلع‬
‫‪159‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬التطليق وما يتعلق به‬
‫‪161‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التطليق ألسباب أخرى‬
‫‪162‬‬ ‫‪.1‬إخالل الزوج بشرط من شروط عقد الزواج‬
‫‪163‬‬ ‫‪.2‬التطليق بسبب الضرر‬
‫‪165‬‬ ‫‪.3‬التطليق لعدم االتفاق‬
‫‪167‬‬ ‫‪.4‬التطليق بسبب الغيبة‬
‫‪169‬‬ ‫‪.5‬التطليق للعيب‬
‫‪170‬‬ ‫‪ .6‬التطليق لإليالء والهجر‬
‫‪172‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬الطالق باالتفاق أو الخلع‬
‫‪172‬‬ ‫‪.1‬الطالق باالتفاق‬
‫‪173‬‬ ‫‪.2‬الطالق بالخلع‬
‫‪175‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬أحكام العدة وما يتعلق بها‬
‫‪176‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف العدة لغة واصطالحا‬
‫‪177‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مشروعية العدة‬

‫‪201‬‬
‫إعداد‪ :‬فيصل البياض‬ ‫ت‪ .‬إشراف دة‪ .‬بثينة الغلبزوري‬

‫‪178‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬أقسام العدة‬


‫‪180‬‬ ‫اإلجراءات الشكلية ومضمون االشهاد على الطالق‬
‫‪182‬‬ ‫الئحة المصادر والمراجع‬
‫‪197‬‬ ‫فهرس الموضوعات‬

‫‪202‬‬

You might also like