You are on page 1of 101

‫الجمهوريـة الجزائـريـة الديمقراطيـة الشعبيـة‬

‫وزارة التعليــم العالـي والبحـث العلمـي‬

‫جامعــة ابن خلدون – تيـارت‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫الملحقة الجامعية – قصـرالشلالـة‬
‫قسم القانون العام‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون‬
‫تخصص ‪ :‬قانون إداري‬
‫تحت عنوان‪:‬‬

‫القواعد االجرائية في دعوى‬


‫االلغـاء‬
‫تحت إشراف‬ ‫إعداد الطالبتين ‪:‬‬
‫الأستاذ(ة) ‪ :‬تريكـي هـدى‬ ‫*‪ -‬منـاصـر جدلـة‬
‫*‪ -‬قصـاب خيـرة‬

‫لجنة المناقشة ‪:‬‬

‫رئيـسا‬ ‫أستاذ مساعد ب‬ ‫معتوق أم الخير‬


‫مشرفا مقررا‬ ‫أستاذ مساعد أ‬ ‫تريكي هدى‬
‫مناقشا‬ ‫دكتوراه‬ ‫حدبـي فـؤاد‬

‫السنـة الجامعية ‪0200 / 0202 :‬‬


‫الحمد لله حمدا يليق بمقامه ‪ ،‬والصالة و السالم على نبي الحق إمامه محمد بن‬
‫عبد الله ‪ ،‬وعلى أله و صحبه و من أاله ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬

‫يسعدني و قد انتهيت بفضله من إعداد هذه الدراسة المتواضعة ‪ ،‬أن أحمد الله و‬
‫اشكره ‪ ،‬الذي هداني و أنار الطريق أمامي ‪ ،‬و أمدني بالعزم لتمام هذا العمل العلمي‬
‫‪ ،‬وهيئ لي أجمل و أفضل والدين لم يبخال علي بشئ في سبيل النجاح و الرقي ‪،‬‬
‫ومن األساتذة األجالء ‪ ،‬من أنارو لي سبيل العلم و أرشدوني إلى الطريق الصواب ‪ ،‬و‬
‫أخص بالذكر األستاذة تريكي هدى التي كانت خير مشرفة لي ‪ ،‬األستاذة مجادي‬
‫نعيمة مثلي األعلى في األخالق و التواضع و العلم ‪ ،‬و خير مرشد و أحسن دليل ‪،‬‬
‫األستاذ قعموسي هواري مثلي األعلى هو األخر حفظه الله و اطال في عمره ‪ ،‬و كافة‬
‫األساتذة الذين أشرفوا على مساري الدارسي ‪.‬‬

‫كما أتوجه بالشكر الجزيل على قبول مناقشة مذكرتنا لكل أعضاء اللجنة الكريمة‬
‫المؤلفة من األستاذ عيسى علي و األستاذ مبطوش و األستاذ حدبي فؤاد‪.‬‬
‫أهدي ثمرة هذا العمل المتواضع إلى من قال فيهما المولى عز وجل ‪.....‬و بالوالدين‬
‫إحسانا‪"...‬‬
‫إلى التي امتل قلبي بحنانها ‪ ،‬إلى مالكي في الحياة إلى من كان دعائها سر نجاحي و‬
‫حنانها بسلم جراحي إلى أمي الحبيبة ‪.‬‬
‫إلى رمز األبوة و مفخرة عزتي و مثلي األعلى ‪ ،‬إلى من علمني العطاء دون انتظار ‪ ،‬إلى‬
‫أبي العزيز‬
‫إلى من أدين له بالفضل العظيم الذي ساعدني كثيرا ‪ ،‬إلى ذخري و ثروتي العظيمة و‬
‫إلى سندي و مالذي بعد والداي ‪ ،‬أخي الغالي ‪.‬‬
‫إلى من سيكون سندي بعد والداي ‪ ،‬خطيبي ‪.‬‬
‫إلى من كانوا مالذي و ملجئي ‪ ،‬إلى من تذوقت معهم أجمل اللحظات إخوتي األعزاء‬
‫ياسين ‪ ،‬فاطنة ‪ ،‬أمال ‪ ،‬حسيبة و إشراق ‪.‬‬
‫إلى األخت التي تلدها أمي ‪ ،‬رقية‬
‫إلى الرفيقة التي شاركتني أجمل اللحظات و أصعبها ‪ ،‬خيرة‬
‫إلى كل من أحبهم ‪.‬‬

‫مناصر جدلة ‪.‬‬


‫أهدي عملي هذا أوال إلى من نزلت فيهم اآلية الكريمة ‪":‬و قل ربي ارحمهما كما ربياني‬
‫صغيرا "‪.‬‬

‫إلى الينبوع الذي ال يمل العطاء إلى من عانت الكثير و فعلت المستحيل من أجل‬
‫سعادتي ‪ ،‬إلى من كان دعاؤها سر نجاحي ‪ ،‬إلى أمي الغالية حفظها الله و جزاها مني‬
‫خير الجزاء ‪.‬‬

‫إلى من غرس في نفسي روح اإليمان و التحدي الذي لم يبخل بشئ من أجل دفعي في‬
‫طريق النجاح ‪ ،‬إلى من علمني أن ارتقي بسلم الحياة بحكمة و صبر إلى والدي العزيز ‪.‬‬

‫إلى من يحملون في عيونهم ذكريات شبابي و طفولتي إلى إخوتي األعزاء بن عياد ‪ ،‬عبد‬
‫الهادي ‪ ،‬بلقاسم ‪ ،‬إسالم ‪ ،‬أمينة ‪ ،‬سارة ‪ ،‬نصيرة ‪ ،‬دنيا ‪ ،‬و الزهرتين بيلسان ‪ ،‬سالف‬
‫على ما قدموه من تشجيع و دعم ‪ ،‬إلى من لهم مكانة غالية في قلبي إلى من ساعدني‬
‫في إنجاز هذا العمل إلى السيد أحمد رجب ‪.‬‬

‫إلى كل من أعانني إلنجاح هذا العمل و خاصة صديقتي الغالية ياسمين‪ ،‬إلى كل‬
‫الصديقات و األصدقاء الذين جمعتني معهم صداقة على مر هذه السنوات‬

‫قصاب خيرة‬
‫قائمة المختصرات ‪:‬‬
‫‪ -1‬ق إ‪.‬م‪.‬إد ‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -2‬ق‪.‬إ‪.‬م ‪ :‬قانون اإلجراءات المدنية ‪.‬‬
‫‪ -3‬ج ر ع ‪ :‬الجريدة الرسمية العدد ‪.‬‬
‫‪ -4‬ع ط ‪ :‬عدد الطبعة ‪.‬‬
‫‪ -5‬ط ‪ :‬الطبعة ‪.‬‬
‫‪ -6‬ص ‪ :‬الصفحة ‪.‬‬
‫مقدمة‬

‫بصدور دستور الجزائر لسنة ‪ ، 6991‬تم تبني االزدواجية القضائية و أنشئ مجلس‬
‫الدولة الجزائري ألول مرة بموجب المادة ‪ 651‬منه ‪ ،‬وأنشئت كذلك المحاكم اإلدارية ثم‬
‫تعاقبت عدة قوانين منها ‪ ،‬القانون العضوي ‪ 16-99‬المتعلق بمجلس الدولة و القانون ‪-99‬‬
‫‪ 11‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية و القانون العضوي ‪ 10-99‬يتعلق بمحكمة التنازع ‪.‬‬
‫و تفعيال لمبدأ المشروعية ‪ ،‬وجب فرض الرقابة على أعمال اإلدارة فتعد الرقابة على‬
‫أعمال اإلدارة ضرورة علمية تستوجبها دولة القانون ‪ ،‬كما أنه يوصف النظام القضائي‬
‫الجزائري بأنه نظام يقوم على إخضاع منازعات اإلدارة العامة إلى جهاز قضائي ينتمي‬
‫إلى السلطة القضائية ‪ ،‬و بذلك أصبح مستقال عضويا منذ التعديل الدستوري ‪. 6991‬‬
‫فقد يهدف القضاء اإلداري في مختلف تطبيقاته إلى حماية مبدأ المشروعية و ال يتحقق‬
‫ذلك إال في ظل وجود نصوص قانونية تضمن له أداء دوره بكل استقاللية و مرونة ‪،‬‬
‫وتمنح لألفراد ممارسة حق التقاضي‪ ،‬وتمكينهم من رقابة أعمال اإلدارة غير المشروعة‬
‫من خالل ممارسة د عوى اإللغاء ‪ ،‬فهي تعتبر من أهم الدعاوى اإلدارية و أكثرها قيمة‬
‫قانونية و قضائية ‪ ،‬حيث أنها تمثل جوهر الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة ‪،‬‬
‫فبواسطتها يراقب ال قاضي مشروعية القرار اإلداري و مدى اتجاهه نحو تحقيق المصلحة‬
‫العامة ‪ ،‬فهي تشكل الطعن القضائي ضد القرارات اإلدارية المشوبة بعيب من عيوب‬
‫المشروعية مما يترتب عليها بطالن القرارات اإلدارية المخالفة للقانون ‪ ،‬مما يجعلها‬
‫الوسيلة األكثر استعماال و انتشارا لدى المتقاضين ‪ ،‬فقد عرفها الفقيه دبلوباردي بأنها ‪":‬‬
‫دعوى تجاوز السلطة طعن قضائي يرمي إلى إبطال قرار إداري غير مشروع من طرف‬
‫القاضي اإلداري"‪.‬‬
‫فإن وضع آليات و قواعد وهيئات قضائية للفصل في تلك المنازعات و فضها بالطرق‬
‫المالئمة و اإلجراءات المناسبة ‪ ،‬يشكل أكبر الضمانات و أفضل الوسائل إلقامة دولة‬
‫الحق و القانون التي تكفل المصلحة العامة وحماية حقوق األفراد و حرياتهم‬

‫ا‬
‫مقدمة‬

‫فقد كان للقضاء الفرنسي الريادة في إنشاء دعوى اإللغاء منذ عام ‪ ،6981‬كما أنها‬
‫اعتبرت من النظام العام‪ ،‬فال يجوز التنازل عنها أو االتفاق على استبعادها باعتبارها‬
‫طريق طعن أصلي إللغاء القرارات اإلدارية‪.‬‬
‫و من هنا نستخلص األسباب الذاتية الختيارنا لهذا الموضوع ‪:‬‬
‫‪ -‬ميولنا الشخصي و رغبتنا في دراسة الموضوع و البحث و التعمق فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬هذا الموضوع يعد من المسائل الهامة في القضاء اإلداري ‪ ،‬كما أن له أهمية بالغة في‬
‫واقعنا العملي ‪.‬‬
‫‪ -‬الرغبة لدراسة هذا الموضوع دراسة معمقة ‪ ،‬وذلك للوصول إلى استنتاجات قانونية‬
‫واضحة ‪.‬‬
‫األسباب الموضوعية تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬الدافع في اختيارنا لهذا الموضوع هو الطابع اإلجرائي العملي للدعوى اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬مكانة دعوى اإللغاء ‪ ،‬فهي بمثابة الوسيلة الناجحة لتأمين احترام مبدأ سيادة القانون ‪.‬‬
‫إن أهمية دراستنا لهذا الموضوع ‪ ،‬هو ارتباط دعوى اإللغاء ارتباط وثيق بمبدأ‬
‫المشروعية‪ ،‬وكيفية التعرف على دعوى اإللغاء ‪،‬و ذلك من خالل شروطها الشكلية و‬
‫الموضوعية آليات السير المتمثلة في إجراءات السير و الفصل فيها ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة ‪.‬‬
‫لقد اعتمدنا في دراستنا على بعض الرسائل و أطروحات الدكتوراه ‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫الدراسات مذكرة لنيل شهادة الماستر بعنوان " دعوى اإللغاء في التشريع الجزائري"‬
‫لشدري معمر فاطنة ‪.‬‬

‫ب‬
‫مقدمة‬

‫صعوبات الموضوع‪:‬‬
‫أي بحث علمي ال يخلو من الصعوبات ‪ ،‬فأثناء قيامنا بهذا العمل فقد واجهنا صعوبات من‬
‫بينها قلة المراجع من جهة و من جهة أخرى ترابط عناصر الموضوع و صعوبة تقسيمه ‪.‬‬
‫المنهج المتبع‪:‬‬
‫لقد اتبعنا من خالل دراستنا لهذا الموضوع على المنهج الوصفي التحليلي ‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل وصف ماهية دعوى اإللغاء و تمييزها عن باقي الدعاوى األخرى و بيان شروطها‬
‫و إجراءاتها‪.‬‬
‫و من خالل ما سبق ذكره‪ ،‬يمكننا طرح اإلشكال التالي‪ :‬ما هي دعوى اإللغاء و فيما‬
‫تتمثل القواعد اإلجرائية التي تحكمها ؟‬
‫و تتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ما مفهوم دعوى اإللغاء ؟ و فيما تتميز عن باقي الدعاوى األخرى ؟‬
‫‪ -‬ما هي الشروط الواجب توافرها من أجل قبول دعوى اإللغاء ؟‬
‫‪ -‬ما هي اإلجراءات التي تمر بها دعوى اإللغاء ؟‬
‫و عليه كنا قد قسمنا موضوع بحثنا إلى فصلين‪ ،‬يتضمن الفصل األول النظام القانوني‬
‫لدعوى اإللغاء‪ ،‬والذي ينقسم بدوره إلى مبحثين‪ :‬المبحث األول تطرقنا فيه إلى مفهوم‬
‫دعوى اإللغاء‪ ،‬أمام المبحث الثاني فقد تناولنا فيه شروط قبول دعوى اإللغاء و نطاق‬
‫تطبيقها‪.‬‬
‫أما بالنسبة للفصل الثاني الموسوم بعنوان آليات دعوى اإللغاء خصصنا فيه مبحثين ‪،‬‬
‫المبحث األول إجراءات السير في دعوى اإللغاء ‪ ،‬و في المبحث الثاني تطرقنا إلى‬
‫إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء ‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫يعد القرار اإلداري أهم مظهر من مظاهر امتيازات السلطة التي تتمتع بها اإلدارة‬
‫و تستمدها من القانون العام ‪ ،‬إذ بواسطته تستطيع اإلدارة بإرادتها المنفردة إنشاء حقوق‬
‫أو فرض التزامات و ذلك تحقيقا للمصلحة العامة ‪ ،‬و لكن قد تصدر اإلدارة ق ار ار إداريا‬
‫غير مشروع لعيب من العيوب التي تشوب القرار اإلداري ‪ ،‬فيتسبب بإحداث أضرار للفرد‬
‫‪ ،‬وحتى يمكن حماية حقوق األفراد من الضياع نتيجة تعسف اإلدارة في استعمال السلطة‬
‫أو نتيجة خطأ ترتكبه ‪ ،‬نجد أن المشرع قد وضع ما يسمى بدعوى اإللغاء التي نظمها‬
‫القانون ‪ 80-80‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬كآلية ووسيلة إللغاء‬
‫الق اررات اإلدارية الغير المشروعة ‪ ،‬وبالتالي تحقيق الرقابة على أعمال اإلدارة ‪.‬‬

‫ولقبول دعوى اإللغاء البد من توافر جملة من الشروط المتعلقة بالقرار اإلداري‬
‫محل الطعن باإللغاء في حد ذاته من جهة ‪ ،‬وشروط متعلقة بصاحب المصلحة أو الصفة‬
‫من رفع دعوى اإللغاء من جهة أخرى ‪ ،‬كذلك نجد أن المشرع قد حدد الجهة القضائية‬
‫التي يجب أن ترفع أمامها دعوى اإللغاء والتي حددها بالمحاكم اإلدارية و مجلس الدولة ‪،‬‬
‫كل هذا سنتناوله في الفصل األول ‪.‬‬

‫و عليه قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين المبحث األول ( مفهوم دعوى اإللغاء )‪،‬‬
‫و المبحث الثاني ( شروط قبول دعوى اإللغاء و نطاق تطبيقها )‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫المبحث األول ‪ :‬مفهوم دعوى اإللغاء‬

‫تعد دعوى اإللغاء أحد أهم الدعاوى اإلدارية التي يختص بنظرها القضاء اإلداري‬
‫فهي تهدف إلى الحفاظ على مبدأ المشروعية‪ ،‬وذلك من خالل إلغاء الق اررات اإلدارية‬
‫التي يشوبها عيب من العيوب والتي هي محل دعوى اإللغاء ‪ ،‬و تتسم هذه األخيرة بجملة‬
‫من الخصائص تميزها عن غيرها من الدعاوى و تجعلها مستقلة بذاتها نظ ار لخطورتها‬
‫فهي تتعلق بالنظام العام لذا ال يجوز االتفاق على مخالفتها‪،‬مما يدعونا إلى ضرورة وضع‬
‫عملية التمييز للتفريق بينها و بين الدعاوى األخرى ‪ ،‬و هناك بعض األعمال ال يمكن‬
‫الطعن فيها باإللغاء نص عليها المشرع و هي الق اررات الصادرة عن السلطة التشريعية و‬
‫األعمال القضائية‪.‬‬

‫و لدارسة مفهوم دعوى اإللغاء كان البد لنا من التطرق إلى تعريفها وبيان أهم خصائصها‬
‫و محاولة تمييزها عن الدعاوى األخرى (المطلب األول)وتطرقنا إلى محل دعوى إلغاء‬
‫القرار اإلداري ثم األعمال المستثناة من دعوى اإللغاء و التي ال يمكن الطعن فيها‬
‫باإللغاء(المطلب الثاني) ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف دعوى اإللغاء وتمييزها عن الدعاوى األخرى‬

‫سنحاول في هذا المطلب بيان مفهوم دعوى اإللغاء في القرار اإلداري وذلك من خالل‬
‫تعريفه و بيان خصائصه وتمييزه عن الدعاوى األخرى ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف دعوى اإللغاء‬

‫تعددت محاوالت تعريف هذه الدعوى واختلفت في مضامينها باختالف المركز و الزاوية‬
‫التي ينظر من خاللها إلى دعوى اإللغاء‪. 1‬‬

‫‪ -1‬عوابدي عمار ‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪ ،‬نظرية الدعوى اإلدارية‪ ،‬الجزء‬
‫الثاني ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬بدون عدد طبعة ‪ ،‬بن عكنون ‪،‬الجزائر‪ ،8000 ،‬ص ‪.483‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫أوال ‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫‪-1‬في الفقه الفرنسي ‪ :‬لقد أعطى الفقه الفرنسي العديد من التعريفات و منها نذكر ما‬
‫ذهب إليه الفقيه الفرنسي ‪ André de laubadère‬في تعريف دعوى تجاوز السلطة بأنها ‪" :‬‬
‫طعن قضائي يرمي إلى إبطال قرار إداري غير مشروع من طرف القاضي اإلداري " ‪.‬‬

‫وهو ذات التعريف الذي ذهب إليه ‪ Charles Debbesch‬بقوله‪ ":‬أنها الطعن الذي يطلب‬
‫‪1‬‬
‫بمقتضاه المدعي من القضاء إبطال قرار إداري لعدم المشروعية ‪".‬‬

‫‪ -2‬في الفقه العربي ‪ :‬عرفها الدكتور سليمان محمد الطماوي قضاء اإللغاء بأنها "‬
‫الدعوى التي يرفعها أحد األفراد إلى القضاء اإلداري يطلب إعدام قرار إداري مخالف‬
‫للقانون ‪" .‬‬

‫كما عرف الدكتور عوابدي عمار دعوى اإللغاء بأنها‪":‬هي الدعوى القضائية اإلدارية‬
‫الموضوعية و العينية التي يحركها و يرفعها ذوي الصفة القانونية و المصلحة أمام جهات‬
‫القضاء المختصة في الدولة للمطالبة بإلغاء ق اررات إدارية غير مشروعة ‪ ،‬و تتحرك و‬
‫تنحصر سلطات القاضي المختص فيها في مسألة البحث عن شرعية الق اررات اإلدارية‬
‫المطعون فيها بعدم الشرعية ‪ ،‬والحكم بإلغاء هذه الق اررات إذا ما تم التأكد من شرعيتها‬
‫وذلك بحكم قضائي ذي حجة عامة ومطلقة"‪ ،2‬أما الدكتور محمد الصغير بعلي عرفها‬
‫بأنها‪ ":‬الدعوى القضائية المرفوعة أمام إحدى الهيئات القضائية اإلدارية ( الغرفة اإلدارية‬
‫أو مجلس الدولة ) التي تستهدف إلغاء قرار إداري بسبب عدم مشروعيته لما يشوب‬
‫‪3‬‬
‫أركانه من عيوب "‪.‬‬

‫‪ -1‬سامي الوافي ‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء ‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقهية ‪ ،‬إصدارات المركز الديمقراطي العربي ‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬برلين – ألمانيا‪ ،‬مايو ‪ ، 8880‬ص ‪. 48‬‬

‫‪ -‬عبد الرحمن بن جياللي ‪ ،‬مفهوم دعوى اإللغاء و تمييزها عن الدعاوى اإلدارية األخرى ‪ ،‬مجلة مفاهيم الدراسات‬ ‫‪2‬‬

‫الفلسفية و اإلنسانية المعمقة ‪ ،‬العدد السابع ‪ ،‬مارس ‪ ، 8888‬ص‪.802‬‬

‫‪ -3‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬دعوى اإللغاء في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون ‪ ،‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج – البويرة‪ ،-‬الجزائر ‪ ، 8880/88/84 ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫ثانيا ‪ :‬التعريف التشريعي‬


‫لم يعرف المشرع الجزائري دعوى اإللغاء‪ ،‬ومع ذلك نجد أنه قد نص عليها في بعض‬
‫النصوص القانونية سواء في الدساتير أو في بعض القوانين األساسية ‪.‬‬
‫‪-8‬في الدساتير ‪ :‬نجد في نصوص الدستور الجزائري ‪ 8001‬المعدل و المتمم ما يدل‬
‫على أنه يشير إلى الدعوى اإلدارية من ذلك ما جاء في نص المادة ‪": 840‬تحمي‬
‫السلطة القضائية المجتمع والحريات وتضمن للجميع ولكل واحد المحافظة على حقوقه‬
‫األساسية ‪،‬و تظهر اإلشارة الصحيحة للدعوى اإلدارية ما جاء في نص المادة ‪": 834‬‬
‫ينظر القضاء في الطعن الموجه ضد ق اررات السلطة اإلدارية ‪ ".‬و تجدر اإلشارة إلى أن‬
‫هذه المواد قد عدلت بموجب الدستور الجزائري ‪ ،‬لسنة ‪ 8881‬بالمواد ‪ 821‬و ‪ 820‬على‬
‫التوالي ‪ ،‬غير أنها احتفظت بنفس المضمون ‪ ،‬و هذا ما يفسر أن دعوى اإللغاء لها‬
‫أساس من الدستور‪. 1‬‬
‫‪ -2‬في القوانين ‪ :‬هناك العديد من النصوص القانونية التي أشارت إلى دعوى اإللغاء‬
‫مثلما جاء في قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية في نص المادة ‪ 088‬والتي نصت‬
‫على ‪ ":‬تختص المحاكم اإلدارية كذلك بالفصل في ‪:‬‬
‫‪-8‬دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية و الدعاوى التفسيرية و فحص المشروعية ‪. 2"...‬‬
‫كذلك نص القانون العضوي رقم ‪ 88-00‬على دعوى اإللغاء في المادة ‪ 80‬بقوله ‪" :‬‬
‫يفصل مجلس الدولة ابتدائيا و نهائيا في‪:‬‬
‫‪-2‬الطعون باإللغاء المرفوعة ضد الق اررات التنظيمية أو الهيئات الفردية الصادرة عن‬
‫السلطات اإلدارية المركزية والهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية ‪.‬‬

‫‪ -1‬شدري معمر فاطمة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 88‬‬

‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 80-80‬المؤرخ في ‪ 80‬صفر عام ‪ 8380‬الموافق ‪ 82‬فبراير سنة ‪ ، 8880‬يتضمن قانون اإلجراءات‬
‫المدنية و اإلدارية ‪ ،‬ج ر ع ‪ ، 8880 ، 88‬النافذ ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪-3‬الطعون الخاصة بالتفسير ومدى شرعية القرارات التي تكون نزاعاتها من اختصاص‬
‫مجلس الدولة ‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التعريف القضائي‬
‫نظ ار لطبيعة دور القاضي في الفصل في المنازعات المطروحة عليه حالة بحالة ‪ ،‬فإنه‬
‫عادة ما ينصرف عن تقديم تعريف واضح لدعوى اإللغاء ‪ ،‬حيث يكتفي ببيان العيوب‬
‫التي تشوب القرار الذي تم الطعن فيه من طرف المتقاضي و يقوم إما بإلغاء القرار‬
‫اإلداري المطعون فيه أو برفض الدعوى لعدم التأسيس وهذا ما اتصف به القضاء اإلداري‬
‫الجزائري‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬خصائص دعوى اإللغاء‪.‬‬


‫من خالل التعريفات السابقة يمكننا استنتاج جملة من الخصائص التي تتمتع بها دعوى‬
‫اإللغاء و التي تتمثل أساسا في ما يلي ‪ :‬دعوى اإللغاء دعوى قضائية إدارية ؛ دعوى‬
‫ذات إجراءات خاصة ؛ دعوى مشروعية ؛ دعوى موضوعية عينية ؛ الدعوى األصلية و‬
‫الوحيدة إللغاء الق اررات اإلدارية غير المشروعة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬دعوى اإللغاء من إنشاء القضاء اإلداري ‪.‬‬
‫إن دعوى اإللغاء هي دعوى قضائية بمختلف المعايير سواء من حيث شروط قبولها‬
‫المتعلقة بالطاعن ومحل الطعن و المواعيد‪...‬الخ‪ ،‬أو الجهات المختصة بالنظر فيها(‬
‫هيئات قضائية‪ ،‬محاكم إدارية أو مجلس الدولة ) ‪ .‬بينما الطعون اإلدارية على اختالفها‬
‫توجه و ترفع أمام جهات إدارية تابعة للسلطة التنفيذية ‪ ،‬سواء كان الطعن رئاسيا أو والئيا‬

‫‪ -1‬القانون العضوي رقم ‪ 88-00‬مؤرخ في ‪ 3‬صفر عام ‪ 8380‬الموافق ‪ 48‬مايو سنة ‪ ، 8000‬يتعلق باختصاصات‬
‫مجلس الدولة وتنظيمه و عمله ‪ ،‬ج ر ع ‪ ، 8000 ، 41‬المعدل بالقانون ‪ 84- 88‬ممضي في ‪ 81‬يوليو ‪ ، 8888‬ج‬
‫ر ع‪ 34‬المؤرخة في ‪ 84‬غشت ‪ ، 8888‬المعدل و المتمم ‪.‬‬

‫‪ - 2‬بوالشعور الوفاء ‪ ،‬سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء‪ ،‬مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة ماجستير في إطار‬
‫مدرسة الدكتوراه ‪ ،‬تخصص قانون إداري ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار ‪-‬عنابة‪ ، -‬الجزائر ‪، 8888/8888 ،‬‬
‫ص ‪88‬‬
‫‪10‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫أو وصائيا ‪ .‬أو اإلجراءات المتبعة بشأنها إجراءات قضائية ذات خصائص مميزة‪ ،‬أو‬
‫القرار المترتب عنها عمل قضائي (حكم) له حجية الشئ المقضي به‪. 1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬دعوى ذات إجراءات خاصة‬
‫حتى تقبل دعوى تجاوز السلطة في النظام القضائي الجزائري وجب مراعاة إجراءات‬
‫وشروط معقدة ولعل أهم تلك القواعد هي قواعد االختصاص‪ ،‬احترام المواعيد المحددة‬
‫بالقانون و التي تعتبر قصيرة نسبيا ‪ ،‬شرط التظلم اإلداري المسبق و إن اعتبره ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد‬
‫جوازيا ‪ ،‬شرط إرفاق عريضة دعوى اإللغاء بالقرار المطعون فيه ‪.2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬دعوى مشروعية ‪.‬‬
‫إذا ألغى القضاء اإلداري ق ار ار إداريا لمجاوزة السلطة‪ ،‬فذلك يعني أن القرار غير مشروع و‬
‫بذلك يكون اصطالح بمجاوزة السلطة مجاو ار لعدم المشروعية‪ ،‬ولهذا تعتبر من دعاوى‬
‫قضاء الشرعية كونها تتحرك و تنعقد على أساس مبدأ الشرعية في الدولة ‪ ،‬وتستهدف‬
‫حماية شرعية أعمال الدولة و اإلدارة العامة أساسا و أصال‪. 3‬‬
‫رابعا ‪ :‬دعوى موضوعية عينية‬
‫إن دعوى اإللغاء تتميز بطابعها العيني والموضوعي ‪ ،‬فهي دعوى عينية تتعلق و تنصب‬
‫على الطعن في قرار إداري أي مقاضاة القرار اإلداري ‪ ،‬أما بخصوص أنها دعوى‬
‫موضوعية فهذا يعني أنها تهدف إلى حماية مبدأ المشروعية ‪ ،‬فمسألة مبدأ المشروعية‬
‫مسألة موضوعية و ليست مرتبطة بحق شخصي‪. 4‬‬
‫خامسا‪ :‬الدعوى الوحيدة واألصلية إللغاء الق اررات اإلدارية غير مشروعة ‪.‬‬
‫بمعنى أنه ال يمكن إلغاء قرار إداري غير مشروع إلغاء قضائيا و إزالة أثاره القانونية‬
‫إال بواسطة دعوى اإللغاء فقط ‪ ،‬فال توجد دعوى قضائية أخرى يمكن أن تلغي ق ار ار إداريا‬

‫‪ -1‬زيتوني شريفة ‪ ،‬دور القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم ‪ ، 8881/8881 ،‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ -2‬سامي الوافي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 40‬‬
‫‪ -3‬بوالشعور وفاء ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ -4‬ينظر عبد الرحمن بن جياللي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.800‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫غير مشروع إلغاء قضائيا سوى دعوى اإللغاء‪،‬و من ثم تتميز دعوى اإللغاء بأنها الدعوى‬
‫األصلية و الوحيدة إللغاء الق اررات اإلدارية إلغاءا قضائيا‪. 1‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تمييز دعوى اإللغاء عن الدعاوى األخرى‬
‫تتميز دعوى اإللغاء عن باقي الدعاوى اإلدارية األخرى ‪،‬ولهذا خصها المشرع بإجراءات‬
‫خاصة وهذا بالنظر لخطورتها و لتعلقها بأحد أهم الوسائل القانونية التي وضعها المشرع‬
‫بين يدي اإلدارة و هو القرار اإلداري ‪ ،‬وتفاديا ألي تداخل بين دعوى اإللغاء وغيرها من‬
‫الدعاوى اإلدارية األخرى يجب التمييز بينها لمعرفة هذه الدعوى أكثر‪. 2‬‬
‫أوال ‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى القضاء الكامل ‪.‬‬
‫يمكن التمييز بين هاتين الدعوتين من حيث‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث طبيعة الدعوى ‪:‬‬
‫تنتمي دعوى اإللغاء إلى القضاء الموضوعي المندرج تحت غطاء الشرعية و تدور‬
‫المنازعة التي ينظرها حول تحديد المراكز القانونية الموضوعية ألنها تستهدف مخاصمة‬
‫األعمال القانونية المشوبة بعدم الشرعية أما القضاء الكامل فينتمي لقضاء الحقوق‬
‫الشخصي الذاتي التي تدور المنازعة فيه حول اعتداء أو تهديد باعتداء على مركز قانوني‬
‫شخصي للطاعن‪ ،‬و تستهدف مخاصمة األعمال القانونية التي تؤثر على الحقوق‬
‫المكتسبة لألفراد‪. 3‬‬
‫‪ -2‬من حيث الهدف ‪:‬‬
‫تهدف دعوى اإللغاء إلى حماية مبدأ الشرعية بصفة عامة‪ ،‬بينما تهدف دعوى القضاء‬
‫الكامل لحماية الحقوق و اإلجبار على تنفيذ االلتزامات ‪ ،‬األمر الذي يعجز عليه قضاء‬

‫‪ -1‬ينظر بوالشعور وفاء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 88-88‬‬


‫‪ -2‬عبد الرحمن بن جياللي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.800‬‬
‫‪ -3‬خيري أحمد ‪ ،‬دعوى القضاء الكامل في القضاء الجزائري ‪ ،‬مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة ماستر في الحقوق‬
‫تخصص الدولة و المؤسسات ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور – الجلفة ؛ ‪، 8888/8888‬‬
‫ص ‪. 84‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫اإللغاء الذي يقتصر دوره على قبول الدعوى أو رفضها دون أن يمتلك حق توجيه األوامر‬
‫لإلدارة للقيام بعمل أو االمتناع عنه‪. 1‬‬
‫‪ -3‬من حيث سلطة القاضي ‪:‬‬
‫إن سلطات القاضي اإلداري في دعاوى القضاء الكامل واسعة ‪ ،‬بينما سلطات القاضي‬
‫اإلداري في دعوى اإللغاء محددة وضيقة‪. 2‬‬
‫‪ -4‬من حيث الجهة القضائية المختصة ‪:‬‬
‫ترفع دعوى اإللغاء ضد قرار إداري مركزي أمام مجلس الدولة بصفة جهة قضائية ابتدائية‬
‫نهائية ‪ ،‬أما دعوى التعويض فترفع أمام جهة القضاء اإلداري االبتدائي أي المحكمة‬
‫اإلدارية‪.3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى فحص المشروعية ‪.‬‬
‫تتميز دعوى تقدير المشروعية عن دعوى اإللغاء بعدة مميزات ‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث الهدف ‪:‬‬
‫إن الهدف من إقامة دعوى تقدير المشروعية هو البحث والكشف عن ما إذا كانت‬
‫األعمال اإلدارية مشروعة أو غير مشروعة ‪ ،‬بينما الهدف من إقامة ورفع دعوى اإللغاء‬
‫هو إعدام القرار اإلداري المطعون فيه‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث سلطة القاضي ‪:‬‬
‫أما من حيث سلطة القاضي ففي دعوى تقدير المشروعية سلطة القاضي محدودة‪4‬وضيقة‪،‬‬
‫إذ تنحصر سلطة القاضي في الكشف و اإلعالن عن مدى شرعية أو عدم شرعية‬
‫األعمال اإلدارية ‪ ،‬بينما في دعوى اإللغاء فقد تتجاوز أو تصل لحد إعدام القرار المطعون‬

‫‪ -1‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪.81 ،‬‬

‫‪ -2‬عوابدي عمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.440‬‬

‫‪ -3‬عبد الرحمن بن جياللي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.808‬‬

‫‪ - 4‬هواري دحدوح ‪ ،‬دعوى التفسير و دعوى تقدير المشروعية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف – المسيلة ‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 8880 / 8881 ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫فيه‪ ،‬سواء كان مركزيا أو محليا أو مرفقيا ‪.‬‬


‫‪ -3‬من حيث المجال ‪:‬‬
‫تتعلق دعوى تقدير المشروعية و دعوى اإللغاء بقرار إداري و هذا طبقا للمادة ‪ 080‬من‬
‫(ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد) ‪ ،‬وجب أن يرفق بعريضة دعوى تقدير المشروعية أو إلغاء القرار اإلداري‬
‫محل الدعوى المعنية ضمن المفهوم المطلق ‪ ،‬حيث أن كل من دعوى اإللغاء و دعوى‬
‫تقدير المشروعية يعرضان على المحكمة اإلدارية إذا كان القرار محليا أو مرفقيا طبقا‬
‫للمادة ‪ 088‬من (ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد) و على مجلس الدولة إذا كان القرار صاد ار عن اإلدارة‬
‫المركزية طبقا للمادة ‪ 088‬من نفس القانون‪. 1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى التفسير ‪.‬‬
‫تعتبر دعوى التفسير دعوى إدارية بمقتضاها يطالب صاحب الشأن من القضاء‬
‫المختص إعطاء تفسير للعبارات الغامضة الواردة في القرار اإلداري محل دعوى التفسير‬
‫دون التصريح بإلغائه ‪ ،2‬وعليه يمكننا التمييز بينها و ين دعوى اإللغاء من حيث ‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث السلطات القاضي ‪.‬‬
‫تنحصر سلطات القاضي في دعوى التفسير في حدود البحث عن المعنى الحقيقي و‬
‫الصحيح للعمل القانوني المطعون فيه و المدفوع فيه بالغموض واإلبهام ‪ ،‬و اإلعالن عنه‬
‫رسميا بواسطة حكم قضائي أما سلطات القاضي في دعوى اإللغاء فتتجسد عما إذا كان‬
‫القرار المطعون فيه باإللغاء مشروع أم ال‪ ،‬والحكم بإلغائه او بعدم إلغائه ‪. 3‬‬
‫‪ -2‬من حيث الهدف ‪.‬‬
‫تهدف دعوى التفسير إلى إزالة الغموض الذي قد يالزم القرار اإلداري ‪ ،‬بينما الهدف من‬
‫إقامة و رفع دعوى اإللغاء هو إعدام القرار المطعون فيه‪. 4‬‬

‫‪ -1‬هواري دحدوح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 48‬‬


‫‪ -4‬عبد الرحمن بن جياللي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.808‬‬
‫‪ -3‬نجمة بوشمال ‪ ،‬دعوى تفسير الق اررات اإلدارية ‪ ،‬تخصص قانون عام مذكرة مكملة من متطلبات نيل شهادة ماستر‬
‫في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جمعة محمد خيضر ‪-‬بسكرة‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 8888/8888 ،‬ص‪. 84‬‬
‫‪ -4‬هواري دحدوح ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪ -3‬من حيث المجال‬


‫تقترن دعوى التفسير بدعوى اإللغاء أن كالهما تنصب على قرار إداري‪ ،‬غير أن دعوى‬
‫التفسير تبدوا أوسع مجاال من دعوى اإللغاء ‪ ،‬فالتفسير المراد القيام به ال يتعلق بقرار‬
‫إداري فقط ‪ ،‬وإنما يمتد لتفسير مادة في القانون أو في صفقة عمومية أو عقد إداري أو‬
‫حتى حكم قضائي ‪.1‬‬
‫‪ -4‬من حيث طرق التحريك ‪.‬‬
‫تختلف دعوى التفسير عن دعوى اإللغاء من حيث طريقة رفع الدعوى حيث تتحرك و‬
‫ترفع دعوى التفسير بطريقتين هما‪ :‬الطريق المباشر استثناء و نادر و عن طريق اإلحالة‬
‫‪ ،‬بينما ترفع دعوى اإللغاء إلى جهة االختصاص القضائي مباشرة و ال يمكن رفعها عن‬
‫طريق اإلحالة القضائية ‪. 2‬‬
‫رابعا‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى وقف تنفيذ ‪.‬‬
‫إن طلب وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية مرتبط بدعوى اإللغاء وجودا وعدما كأصل عام‪، 3‬‬
‫إال أن هذا ال يمنع من وجود نقاط اختالف بين كلتا الدعوتين و التي تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ - 8‬من حيث الموضوع ‪.‬‬
‫تعتبر دعوى اإللغاء دعوى موضوعية أي تتعلق بأصل الحق المتنازع بشأنه و إعدام‬
‫اآلثار القانونية للقرار المطعون فيه ‪ ،‬بينما دعوى وقف التنفيذ هي تدبير الغرض منها‬
‫ليس إعدام القرار محل الطعن‪ ،‬و إنما توقيف أثاره إلى غاية الفصل في الموضوع‪.‬‬
‫‪ - 2‬من حيث طبيعة الحكم ‪:‬‬
‫يتم الفصل في دعوى اإللغاء المرفوعة أمام المحاكم اإلدارية و كذلك المرفوعة أمام‬
‫مجلس الدولة بموجب قرار فاصل في الموضوع إما برفض الدعوى أو قبولها ‪ ،‬و يفصل‬

‫‪ -1‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.88- 88‬‬


‫‪ -2‬نجمة بوشمال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88-88‬‬
‫‪ -‬بوطبيق نصر الدين ‪ ،‬وقف تنفيذ الق اررات اإلدارية في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل‬ ‫‪3‬‬

‫شهادة ماستر أكاديمي ‪ ،‬تخصص قانون إداري ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪-‬المسيلة ‪، -‬‬
‫الجزائر ‪ ، 8881/8881 ،‬ص‪.41‬‬
‫‪15‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫في دعوى وقف التنفيذ بموجب أمر مسبب ‪.‬‬


‫‪ - 3‬من حيث شروط رفع الدعوى ‪.‬‬
‫ال وجود لدعوى وقف التنفيذ خارج أو بدون دعوى اإللغاء‪ ،‬فقبول األولى متوقف على‬
‫الثانية بينما دعوى اإللغاء دعوى قائمة بذاتها و مستقلة و ال يشترط لرفعها دعوى سابقة‬
‫لها‪.1‬‬
‫‪ - 4‬من حيث أجال الفصل في الدعوى ‪.‬‬
‫دعوى وقف التنفيذ دعوى تدبير ال تمس بأصل الحق فهي دعوى استعجاليه‪ ،‬لذا فرض‬
‫القانون أن يتم التحقيق في طلب وقف التنفيذ بصفة مستعجلة ‪ ،‬فهي تتسم بطابع‬
‫االستعجال لذا يتم تقليص اآلجال الممنوحة لإلدارة لتقديم مالحظاتها ‪ ،‬بينما دعوى اإللغاء‬
‫هي دعوى موضوع يتم الفصل فيها بعد تمكين األطراف من تقديم طلباتهم و دفوعهم‪. 2‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬محل دعوى اإللغاء‬
‫إن من أهم النشاطات التي تقوم بها اإلدارة و التي تظهر فيها بمظهر السلطة العامة‬
‫اآلمرة والناهية‪ ،‬هي تصرفاتها ذات الطابع أإلنفرادي و المتمثلة أساسا في الق اررات‬
‫اإلدارية ‪ ،‬وهو ما سنتطرق إليه في هذا المطلب‪. 3‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬القرار اإلداري‬
‫سنتناول في هذا الفرع القرار اإلداري من خالل تعريفه و بيان أهم خصائصه ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريفه ‪.‬‬
‫تعددت و تنوعت تعريفات القرار اإلداري ‪ ،‬ومن تعريفاته نجد ‪:‬‬
‫‪-1‬التعريف التشريعي ‪:‬‬
‫لم يقم المشرع الجزائري بتعريف القرار اإلداري رغم اإلشارة إليه في العديد من المواد‬

‫‪- 1‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.88‬‬


‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪ - 3‬قرينعي جميلة ‪ ،‬دعوى اإللغاء و الق اررات اإلدارية –دراسة مقارنة‪، -‬مجلة العلوم القانونية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة‬
‫زيان عاشور الجلفة ‪ ،‬ع‪ ، 88‬جوان ‪ ، 8880‬ص ‪. 181‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫الدستورية و التشريعية ‪ ،‬بمناسبة تقرير سلطة اإلدارة في إصدارها بصدد الكثير من‬
‫المسائل و االختصاصات أو بمناسبة تقرير الرقابة القضائية عليها من جانب القضاء‬
‫بمختلف جهاته تاركا مهمة تعريفه للفقه و القضاء‪.1‬‬
‫‪-2‬التعريف الفقهي ‪:‬‬
‫تنوعت و اختلفت تعريفات القرار اإلداري كل من وجهة نظره‪ ،‬فنجد العميد هوريو قد عرفه‬
‫بأنه‪( :‬إعالن لإلرادة بقصد إحداث أثر قانوني إزاء األفراد يصدر من سلطة إدارية في‬
‫صورة تنفيذية أو في صورة تؤدي إلى التنفيذ المباشر ) ‪.2‬‬
‫في حين أن العميد "دوجي " عرفه على أنه ‪ ( :‬كل عمل إداري يصدر بقصد تعديل‬
‫أوضاع قانونية كما هي قائمة وقت صدوره أو كما تكون في لحظة مستقبلة معينة)‪.‬‬
‫وعرف العميد يونار العمل القانوني الذي يمكن أن يستخلص منه تعريف القرار اإلداري‬
‫بما يلي‪( :‬العمل القانوني هو كل عمل يحدث تعديال في األوضاع القائمة) ‪.‬‬
‫وعرفه األستاذ ريفيرو بأنه ‪( :‬العمل الذي بواسطته تقوم اإلدارة باستعمال سلطتها في‬
‫تعديل المراكز القانونية بإرادتها المنفردة‪.)3‬‬
‫كما تناول أيضا الفقه العربي القرار اإلداري ‪ ،‬فقد عرفه الدكتور سليمان الطماوي‬
‫بأنه‪ (:‬إفصاح اإلدارة عن إرادة ملزمة بقصد إحداث أثر قانوني ‪ ،‬وذلك إما بإصدار قاعدة‬
‫تنشئ أو تعدل أو تلغي حالة قانونية أو موضوعية حين يكون العمل الئحة ‪ ،‬و إما‬
‫بإنشاء حالة فردية أو تعديلها أو إلغائها لمصلحة فرد أو أفراد معنيين أو ضدهم في حالة‬
‫القرار اإلداري الفردي)‪.4‬‬
‫عرف فؤاد مهنا الق اررات اإلدارية بأنها ‪(:‬عمل قانوني من جانب واحد ‪ ،‬يصدر بإرادة‬
‫إحدى السلطات اإلدارية في الدولة و يحدث أثار قانونية بإنشاء وضع قانوني جديد أو‬

‫‪ - 1‬رائد محمد يوسف العدوان‪ ،‬نفاذ الق اررات اإلدارية بحق األفراد ‪ ،‬دراسة مقارنة بين األردن و مصر ‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير ‪ ،‬قسم القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ، 8884/8888 ،‬ص‪. 88‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ -3‬مازن راضي ليلو ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية في الدنمارك ‪ ،‬بدون ع‪.‬ط ‪ ، 8880،‬ص‪.820‬‬
‫‪-4‬رائد محمد يوسف العدوان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫تعديل أو إلغاء وضع قانوني قائم‪. 1‬‬


‫‪ -3‬التعريف القضائي‪:‬‬
‫عرف القضاء اإلداري هو األخر القرار اإلداري ‪ ،‬فنجد القضاء الفرنسي قد عرف القرار‬
‫اإلداري بأنه ‪ ":‬إفصاح اإلدارة العامة عن إرادتها الملزمة بما لها من سلطة عامة‬
‫بمقتضى القوانين و اللوائح و يكون من شأنه إنشاء أو تعديل أو إلغاء مركز قانوني معين‬
‫متى كان ذلك ممكنا و جائ از شرعا ‪،‬و كان القصد منه ابتغاء المصلحة العامة "‪.2‬‬
‫في حين أن القضاء المصري قد استقر على تعريف القرار اإلداري على أنه ‪ " :‬إفصاح‬
‫اإلدارة عن إرادتها الملزمة بما لها من سلطة بمقتضى القوانين و اللوائح ‪،‬بقصد إحداث‬
‫أثر قانوني معين ابتغاء مصلحة عامة "‪ .3‬أما في الجزائر فال يوجد حكم من الغرفة‬
‫اإلدارية من المحكمة العليا سابقا أو قرار مجلس الدولة يقضي بتعريف القرار اإلداري ‪ ،‬و‬
‫إنما يبدو أن القضاء اإلداري الجزائري مساير لكل من التعريف المصري و الفرنسي "‪.4‬‬
‫ثانيا ‪ :‬خصائصه‬
‫يتمتع القرار اإلداري بجملة من الخصائص تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬القرار اإلداري عمل قانوني ‪:‬‬
‫العمل القانوني هو العمل الذي يصدر بقصد ترتيب أثار قانونية ‪ ،‬و هذه اآلثار يمكن‬
‫أن تتجسد سواء في إحداث قاعدة ذات طابع عام أو خلق وضع قانوني فردي‪ ،‬ألن‬
‫‪5‬‬
‫العمل القانوني يخلق دائما حقوق وواجبات‪ ،‬ويغير النظام القانوني القائم‪.‬‬

‫‪ -1‬ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار المجدد ‪ ،‬ط ‪ ، 3‬سطيف ؛الجزائر‪ ،8888 ،‬ص ‪.831‬‬

‫‪ -2‬معلم علي عبد المالك ‪ ،‬شروط و إجراءات قبول دعوى اإللغاء ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم القانونية‬
‫؛تخصص دولة و مؤسسات ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة العقيد أكلي محند اولحاج ‪ ،‬البويرة‪،‬‬
‫‪ ، 80/88/8881‬ص ‪. 88‬‬

‫‪ -3‬مازن راضي ليلو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪. 820‬‬

‫‪ -4‬معلم علي عبد المالك ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 84‬‬

‫‪ - 5‬ينظر ناصر لباد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.831‬‬


‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪ -2‬القرار اإلداري عمل إنفرادي ‪:‬‬


‫القرار اإلداري أيا كان نوعه هو عمل قانوني يصدر بإرادة اإلدارة المنفردة ‪ ،‬و هذا‬
‫العنصر هو أساس التفرقة بين القرار اإلداري و العقد اإلداري‪ ،‬ذلك أن العمل القانوني‬
‫في العقد ال يظهر أثره إال إذا تالقت إرادة اإلدارة و إرادة الفرد أو الجهة المتعاقدة معها ‪،‬‬
‫في حين أن العمل القانوني في القرار اإلداري يظهر أثره دون تدخل من جانب األفراد و‬
‫بإرادة اإلدارة المنفردة وحدها رضي األفراد بذلك أو لم يرضوا‪.1‬‬
‫‪ -3‬القرار اإلداري صادر عن سلطة إدارية وطنية ‪:‬‬
‫يشترط في القرار اإلداري أن يصدر من سلطة إدارية وطنية سواء أكانت داخل حدود‬
‫الدولة أو خارجها ‪ ،‬من دون النظر إلى مركزية السلطة أو عدم مركزيتها ‪ ،‬والعبرة في‬
‫تحديد ما إذا كانت الجهة التي أصدرت القرار وطنية أم ال ليست بجنسية أعضائها ‪ ،‬وإنما‬
‫بمصدر السلطة التي تستمد منها والية إصدار القرار ‪ ،‬و حتى نكون أمام قرار إداري‬
‫ينبغي أن يصدر هذا القرار من شخص عام له الصفة اإلدارية وقت إصداره و ال عبرة‬
‫بتغير صفته بعد ذلك‪.2‬‬
‫‪ -4‬القرار اإلداري يمس بمركز قانوني‪:‬‬
‫يشكل هذا العنصر النقطة األساسية التي تميز القرار اإلداري عن األعمال القانونية التي‬
‫ليس لها صفة القرار‪ ،‬و يحتوي بذلك على جانبين ‪ ،‬جانب تنفيذي و يتمثل في االمتياز‬
‫المعترف به لإلدارة في اتخاذ ق اررات قابلة للتنفيذ دون اللجوء للقاضي اإلداري وموضوع‬
‫القرار و هو إحداث أثار قانونية ‪ ،‬و جانب أخر يتمثل في كون القرار اإلداري يلحق أذى‬
‫بذاته‪ ،‬أي بمعنى مساسه بمراكز قانونية ‪.3‬‬

‫‪ -1‬قريمس إسماعيل ‪ ،‬محل دعوى اإللغاء ‪ ،‬دراسة في التشريع و القضاء الجزائريين ‪ ،‬مذكرة ماستر ‪ ،‬قانون إداري و‬
‫إدارة عامة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة الحاج خضر –باتنة‪ ، -‬الجزائر‪ ، 8884 ،‬ص ‪.84‬‬

‫‪ -2‬مازن راضي ليلو ‪ ،‬مرجع سابق ‪. 820 ،‬‬


‫‪ -4‬ينظر خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية ‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ط‪، 8‬‬
‫بن عكنون ‪ ،‬الجزائر‪ ، 8881 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫وبناء على ذلك فإن األعمال التمهيدية و التقارير و المذكرات التحضيرية التي تسبق‬
‫اتخاذ القرار و األعمال التهديدية ال تعد ق اررات إدارية لعدم تحقق هذين العنصرين ‪ ،‬و‬
‫‪1‬‬
‫نجد أنه من المناسب أن نبين مضمون بعض هذه األعمال‪:‬‬
‫أ‪-‬األعمال التمهيدية و التحضيرية‪ :‬هي األعمال التي تقوم بها اإلدارة قبل إصدار‬
‫القرار اإلداري‪، 2‬تتضمن رغبات و استشارات وتحقيقات تمهيدا إلصدار قرار إداري ‪ ،‬و‬
‫هذه األعمال ال تولد أثا ار قانونية و ال يجوز الطعن فيها باإللغاء ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المنشورات و األوامر المصلحية ‪ :‬وهي األعمال التي تتضمن تعليمات و توجيهات‬
‫صادرة عن رئيس الدائرة إلى مرؤوسيه لتفسير القوانين أو اللوائح و كيفية تطبيقها‬
‫وتنفيذها‪ ،‬ما دامت هذه المنشورات لم تتعد هذا المضمون‪ ،‬أما إذا تضمنت إحداث أثار‬
‫في مراكز األفراد فإنها تصبح ق اررات إدارية يقبل الطعن فيها باإللغاء ‪.‬‬
‫ج‪ -‬األعمال الالحقة لصدور القرار ‪ :‬األصل أن هذه األعمال ال ترتب أث ار قانونيا ‪،‬‬
‫ألنها إما أن تكون بمثابة إجراءات تنفيذية لق اررات سابقة فال يقبل الطعن فيها باإللغاء‪. 3‬‬
‫د‪ -‬األعمال التنظيمية لإلدارة ‪ :‬و المتمثلة في التعليمات و المنشورات و تتعلق بحسن‬
‫التسيير الداخلي لإلدارة و مصالحها ‪.‬‬
‫و‪-‬األعمال التهديدية ‪ :‬و تتمثل خصوصا في اإلنذارات ‪ ،‬هدفها تهديد و حمل المخاطب‬
‫بالقرار المتخذ في مواجهته على تنفيذه في الوقت المحدد‪ ،‬وتعد بمثابة ق اررات إدارية قابلة‬
‫لإللغاء إذا لم تكن مسبوقة بقرار إداري نهائي‪. 4‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬األعمال المستثناة من دعوى اإللغاء‪.‬‬


‫ينحصر نطاق دعوى اإللغاء في الق اررات اإلدارية كأصل عام ‪ ،‬و لكن هناك بعض‬
‫األعمال التي تخرج عن نطاق دعوى اإللغاء و التي تتمثل أساسا في األعمال الصادرة‬

‫‪-1‬مازن راضي ليلو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.818‬‬


‫‪-2‬خلوفي رشيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪ -3‬مازن راضي ليلو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.818‬‬
‫‪-4‬عمور سالمي ‪ ،‬الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية ‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 8880/8880 ،‬ص‪. 12‬‬
‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫عن السلطة التشريعية و األعمال القضائية و أعمال السيادة ‪،‬هذه األعمال ال يمكن‬
‫الطعن فيها باإللغاء ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬أعمال السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫ال يجوز كأصل عام الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري في األعمال الصادرة عن‬
‫السلطة التشريعية أيا كانت طبيعة هذه األعمال وفقا للمعيار الموضوعي‪، 1‬و لكن و‬
‫كاستثناء يمكن القول بأن األعمال التشريعية ال تصدر كلها في صورة قوانين فإلى جانب‬
‫القوانين يوجد ما يسمى باألعمال البرلمانية‪ ،‬و بالتالي يجوز الطعن فيها باإللغاء أمام‬
‫القضاء اإلداري و من ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬نشاط المجالس البرلمانية ‪.‬‬
‫‪ -‬المنازعات ذات الطابع الفردي ‪.‬‬
‫‪ -‬الق اررات المفسرة للتشريعات‪. 2‬‬
‫‪ -‬الق اررات الصادرة من السلطة‪.‬‬
‫‪ -‬لوائح الضرورة الصادرة عن السلطة التنفيذية في غياب البرلمان‪. 3‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أعمال السلطة القضائية ‪.‬‬
‫إن شراح القانون العام قد اختلفوا في وضع معايير التفرقة بين القرار اإلداري و القرار‬
‫القضائي فمنهم من أخذ بالمعيار الشكلي ‪،‬و يتضمن أن القرار القضائي هو الذي يصور‬
‫من جهة منحها القانون والية القضاء‪ ،‬و منهم من أخذ بالمعيار الموضوعي و هو‪ 4‬ينتهي‬
‫إلى أن القرار القضائي هو الذي يصدر في خصومة لبيان حكم القانون فيها‪ ،‬بينما يرى‬
‫أخرون أن يؤخذ بالمعيارين معا الشكلي و الموضوعي ‪ ،‬ويفترق القرار القضائي عن‬
‫اإلداري في كونه يصدر عن هيئة استمدت والية القضاء من قانون محدد الختصاصها ‪،‬‬

‫‪-8‬عبد هللا رمضان بنيني ‪ ،‬نطاق دعوى اإللغاء ‪-‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬مجلة العلوم القانونية و الشرعية ‪ ،‬يونيو ‪8882‬‬
‫‪،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪ -3‬مازن راضي ليلو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 821‬‬
‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫أو قابل للطعن مع بيان الهيئات التي تفصل في الطعن في هذه الحالة و أن يكون القرار‬
‫حاسما في الخصومة ‪.1‬‬
‫ثالثا ‪ :‬أعمال السيادة ‪.‬‬
‫تعد أعمال السيادة ق اررات سياسية تصدرها سلطة إدارية و ترتب أثار قانونية‪ ،‬وهي‬
‫محصنة من الرقابة القضائية بجميع أنواعها و ذلك نظ ار لموضوعها‪ ،‬فهو يرتبط بسيادة‬
‫الدولة خارجيا و داخليا بالدرجة األولى ‪.2‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬شروط قبول دعوى اإللغاء ونطاق تطبيقها‬


‫تعتبر دعوى اإللغاء في الجزائر من أكثر الدعاوى اإلدارية انتشا ار واستعماال من‬
‫جانب المتقاضين‪ ،‬وهو ما يفسر اهتمام المشرع الجزائري بأن خصها بالكثير من القواعد‬
‫واألحكام خاصة في ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد‪ ،3‬كما قد حدد الهيئات القضائية المختصة بالفصل في‬
‫هذه الدعوى و المتمثلة في كل من المحاكم اإلدارية و مجلس الدولة ‪ ،‬و عليه سنتطرق‬
‫في هذا المبحث إلى شروط قبول دعوى اإللغاء (المطلب األول)‪ ،‬الجهات القضائية‬
‫المختصة بدعوى اإللغاء (المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬شروط قبول دعوى اإللغاء‪.‬‬


‫لدعوى اإللغاء جملة من الشروط وجب توافرها حتى يتمكن القاضي المختص بدعوى‬
‫اإللغاء من النظر و الفصل فيها و التي نص عليها ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد ‪،‬ألنه بدونها ال يمكن للجهة‬
‫القضائية المختصة بدعوى اإللغاء أن تقبل و تختص بالنظر والفصل في موضوع دعوى‬
‫اإللغاء وهو إلغاء الق اررات اإلدارية غير المشروعة أو عدم إلغائها ‪ ،‬إذا ما وجدتها‬

‫‪ -8‬مازن راضي ليلو ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 821‬‬


‫‪ -2‬رزقي حميدة ‪ ،‬انتفاء الرقابة القضائية على أعمال السيادة ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل متطلبات شهادة الماستر في العلوم‬
‫القانونية ‪ ،‬تخصص قانون إداري ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج –البويرة‪،-‬‬
‫الجزائر‪ ، 8888/8880،‬ص ‪.81‬‬
‫‪ -3‬بن يعيش سمير ‪ ،‬دعوى اإللغاء ‪ ،‬منصة المجالت العلمية الجزائري ‪، /https://www.asjp.cerist.dz ،‬اطلع‬
‫عليه بتاريخ ‪، 8888/82/88‬الساعة ‪. 80:80 :‬‬
‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫مشروعة و خالية من أسباب و عيوب عدم الشرعية في جميع أركانها‪. 1‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء‪.‬‬


‫إن الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء هي تلك الشروط التي تتيح ألطراف الدعوى‬
‫اللجوء إلى القضاء من أجل مخاصمة القرار اإلداري المعيب الذي يمس بمراكزهم‬
‫القانونية ‪ ،‬و إذا لم تتوفر هذه الشروط قضت المحكمة بعدم قبول الدعوى ‪ ،‬وتنقسم‬
‫الشروط الشكلية بدورها إلى ‪ :‬شرط شكلية عامة و شروط شكلية خاصة‪.2‬‬

‫أوال ‪ :‬الشروط الشكلية العامة ‪.‬‬


‫تتمثل الشروط الشكلية العامة في كل من الصفة و األهلية و المصلحة ‪.‬‬
‫‪-1‬شرط الصفة ‪:‬‬
‫تعني الصفة أنه على صاحب الحق أو المركز القانوني أن يتمسك بالحماية القضائية‬
‫بنفسه أو بواسطة من ينوب عنه قانونا ‪ ،‬وأن أي إخالل بشرط الصفة بترتب عنه رفض‬
‫الدعوى‪.3‬‬
‫‪-2‬شرط األهلية ‪:‬‬
‫عادة ما يميز بين الشخص الطبيعي و الشخص المعنوي‪ ،‬فبالنسبة للشخص الطبيعي و‬
‫حسب ما نصت عليه المادة ‪ 38‬من ق‪.‬م فإنه ال يكون أهال لمباشرة حقوقه المدنية إال‬
‫من بلغ سن الرشد ( ‪ 80‬سنة)‪ 4‬و كان متمتعا بقواه العقلية و لم يحجر عليه ‪ ،‬وفي حالة‬
‫فاقد األهلية أو ناقصها تطبق أحكام القانون المدني ( خاصة المواد ‪، ) 33 ، 34 ،38‬‬

‫‪ - 1‬عوابدي عمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪.421،‬‬


‫‪ - 8‬ينظر بوزيفي شريفة ‪ ،‬الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء على ضوء قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪80/80‬‬
‫‪ ،‬مجلة البحوث السياسية و اإلدارية ‪ ،‬جامعة البليدة ‪ ،‬العدد الخامس ‪ ،‬ص‪.30-31‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. .30‬‬
‫‪-3‬أمر رقم ‪ 20-12‬ممضي في ‪ 81‬سبتمر ‪، 8012‬و ازرة العدل ‪ ،‬ج ر ع ‪ 10‬مؤرخة في ‪ 48‬سبتمبر ‪ ، 8012‬ص‬
‫‪ ، 008‬المعدل ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫وعليه يجب أن يتولى الطعن باإللغاء الولي أو الوصي ( بالنسبة للقاصر) أو القيم‬
‫بالنسبة للمحجور عليه‪. 1‬‬
‫أما بالنسبة األشخاص المعنوية العامة فقد نصت المادة ‪ 28‬من ق‪.‬م على تمتع الشخص‬
‫االعتباري ( المعنوي) بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان ( كالزواج ‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫الطالق وغيرهما ‪)...‬‬

‫‪ -3‬المصلحة ‪:‬‬
‫ال تقبل دعوى اإللغاء إال إذا كان للمدعي مصلحة‪ ،‬ألنه بوجودها تتحقق له صفة‬
‫التقاضي ويقصد بالمصلحة الفائدة المرجو تحقيقها وحمايتها باللجوء إلى القضاء ‪ ،‬شريطة‬
‫أن تكون مشروعة وغير مخالفة للنظام العام و اآلداب العامة ‪ ،‬فالمصلحة تعبر عن‬
‫‪3‬‬
‫الجانب الواقعي للدعوى ويشترطها المشرع حتى يضع حدا للمنازعات الكيدية‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشروط الشكلية الخاصة ‪.‬‬


‫و تتمثل الشروط الشكلية الخاصة في كل من العريضة و القرار اإلداري و التظلم و‬
‫الميعاد ‪.‬‬
‫‪ -1‬شرط العريضة ‪:‬‬
‫إجراءات عريضة افتتاح الدعوى اإلدارية و من ثم تقديمها إلى الجهة القضائية اإلدارية‬
‫عملية شكلية بحتة‪ ،‬ألنها تنص على عملية تكون للشكلية دور رئيسي في صياغتها و‬
‫إجرائها‪ ،‬فلكي تكون عريضة افتتاح الدعوى مقبولة شكال ‪ ،‬يتعين أن تشمل على مجموعة‬
‫من الشروط و البيانات الشكلية التي تهدف جميعها إلى وضع المدعي عليه في الصورة‬
‫الكاملة عن األطراف التي تخاصمه و عن موضوع المخاصمة و غيرها ‪ ،4‬ويجب أن‬

‫‪ -8‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ، 8882 ،‬ص‪. 832‬‬
‫‪-8‬عمور سالمي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -4‬ريم عبيد‪ ،‬دعوى اإللغاء في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫خيضر بسكرة‪ ،‬ع ‪، 31‬مارس ‪ ، 8881‬ص ‪.802‬‬
‫‪ - 4‬غول ديهية ‪ ،‬إجراءات رفع الدعوى اإلدارية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في الحقوق ‪ ،‬تخصص إدارة و مالية ‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أكلي محند اولحاج ‪ ،‬البويرة ‪ ، 8881/8881 ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫تحرر العريضة باللغة العربية وتقديم العريضة االفتتاحية بغير اللغة العربية يؤدي إلى‬
‫عدم قبول الدعوى شكال ‪.1‬‬
‫وحتى تقبل الدعوى اإلدارية يجب أن تكون موقعة من طرف محامي‪ ،‬فالتمثيل بمحامي‬
‫إلزامي أمام المحاكم اإلدارية و أمام مجلس الدولة و هذا وفقا للمادتين ‪ 082‬و ‪ 080‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد‪ ، 2‬ويجب أن تحتوي العريضة على مجموعة من البيانات و هي ‪ :‬الجهة‬
‫القضائية التي ترفع أمامها الدعوى ‪ ،‬اسم و لقب المدعي و موطنه ‪ ،‬اسم و لقب و‬
‫موطن المدعي عليه ‪ ،‬اإلشارة إلى تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره االجتماعي‪،‬‬
‫عرضا موج از للوقائع و الطلبات ‪ ،‬اإلشارة عند االقتضاء إلى السندات المؤيدة للدعوى‪.3‬‬
‫‪ -2‬شرط القرار اإلداري ‪:‬‬
‫سبق التقرير و القول بأن من خصائص دعوى اإللغاء أنها دعوى القانون العام األصيلة‬
‫و الوحيدة إللغاء الق اررات اإلدارية غير المشروعة قضائيا ‪ ،‬وأن دعوى اإللغاء هي‬
‫الدعوى اإلدارية المرتبطة بالق اررات اإلدارية ‪ ،‬ومن ثم كان شرط أن تنصب دعوى اإللغاء‬
‫على قرار إداري بالمعنى القانوني للق اررات اإلدارية ‪ ،‬فالقرار اإلداري الذي يجب أن‬
‫تنصب عليه دعوى اإللغاء هو القرار اإلداري بالمفهوم القانوني‪ ،‬ونقصد بذلك أن القرار‬
‫اإلداري هو ذلك العمل القانوني الصادر من السلطات اإلدارية المختصة في الدولة و‬
‫بإرادتها المنفردة و الملزمة ‪ ،‬وذلك بقصد إحداث أثار قانونية بهدف تحقيق أهداف‬
‫المصلحة العامة في نطاق الوظيفة اإلدارية في الدولة‪.4‬‬
‫‪ -3‬شرط التظلم ‪:‬‬
‫يقصد بالتظلم اإلداري ‪ ":‬التجاء صاحب الشأن إلى اإلدارة شاكيا لها من قرار إداري‬

‫‪ - 1‬ينظر شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.48‬‬


‫‪ - 2‬ينظر غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.80‬‬
‫‪ - 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪-4‬ينظر عوابدي عمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.421‬‬
‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪1‬‬
‫معيب مستهدفا إلغائه ‪ ،‬أو تعديله ‪ ،‬أو سحبه خالل المواعيد القانونية المقررة"‪.‬‬
‫أ‪ -‬أنواع التظلم ‪ :‬للتظلم اإلداري صور و أنواع أهمها ‪:‬‬
‫‪-‬التظلم الوالئي ‪ :‬و هو الذي يقدم إلى السلطة اإلدارية التي أصدرت القرار اإلداري‬
‫المتظلم فيه أو أمام السلطة التي قامت بالعمل المادي محل التظلم‪.2‬‬
‫‪-‬التظلم الرئاسي ‪ :‬بمقتضى التظلم الرئاسي يتوجه الفرد المتضرر من القرار إلى الرئيس‬
‫من صدر عنه ذلك القرار محل التظلم ‪ ،‬لكي يقوم ذلك الرئيس بموجب سلطته الرئاسية‬
‫‪3‬‬
‫بإعادة النظر و مراجعة ذلك القرار‪.‬‬
‫ب‪ -‬مزايا و عيوب التظلم ‪:‬‬
‫أقر الفقه للتظلم اإلداري عدة و مزايا و عيوب ‪ ،‬و بالتالي يمكن إجمال مزايا القرار‬
‫اإلداري فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬توضيح موقف و طلب المتظلم ‪،‬األمر الذي قد يمكنه من الحصول على استجابة‬
‫اإلدارة لتظلمه بعد فحص جديد لقضيته ‪.‬‬
‫‪ -‬قيام اإلدارة بتصحيح سريع ألخطائها خاصة في حالة رفع التظلم الرئاسي الذي يكتسي‬
‫أكثر فعالية ‪ ،‬بحيث يعطي للسلطة اإلدارية التي ترأس مصدر القرار أو السلطة التي‬
‫قامت بالعمل المادي محل التظلم فرصة لمراقبة نشاط مرؤوسيها عن طريق دراسة‬
‫التظلمات ‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية رفع تظلم ضد كل أنواع الق اررات و األعمال اإلدارية‪ ،‬ألن مجال التظلم اإلداري‬
‫المسبق أوسع من مجال الدعوى اإلدارية و على وجه الخصوص دعوى تجاوز السلطة‪،‬‬
‫التي ال يسمح بالنظر في نوع خاص من الق اررات اإلدارية و هي أعمال السيادة‬

‫‪ -8‬محمد خليفة الخيلي ‪ ،‬التظلم اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة بين قوانين المملكة األردنية الهاشمية واإلمارات العربية المتحدة‬
‫‪ ،‬مذكرة مقدمة إلستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير ‪ ،‬قسم القانون العام ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪،‬‬
‫األردن ‪ ، 8880،‬ص ‪.83‬‬
‫‪ -2‬شدري معمر فاطمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬
‫‪ -3‬محمد خليفة الخيلي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪ -‬إعفاء المتظلم في حالة استجابة اإلدارة لتظلمه من مواجهة مشاكل قضائية طويلة و‬
‫معقدة و مصاريف قضائية ‪.1‬‬
‫و من عيوب التظلم اإلداري التعقيد و التأخير‪ ،‬فالتعقيد يكون بالنظر إلى أنواعه( رئاسي‬
‫والئي) و يزداد التعقيد حدة في التوجيه السليم للتظلم اإلداري ضد الق اررات اإلدارية‬
‫الصادرة عن سلطة تتمتع بازدواجية وظيفية ‪ ،‬كالوالي الذي يعمل باسم ولحساب الدولة‬
‫تارة وتارة باسم و لحساب الوالية ‪ ،‬أما التأخير فيتمثل في طول المدة التي يستغرقها معرفة‬
‫رد اإلدارة الصريح أو الضمني عن التظلم اإلداري المرفوع أمامها ‪.2‬‬
‫ج‪ -‬طبيعة التظلم اإلداري في ظل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪:‬‬
‫بتفحص فحوى ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد نجد أن المشرع أدخل بعض التعديالت فيما يخص طبيعة‬
‫التظلم و من أهمها ‪ :‬لم يعد التظلم شرطا إلزاميا لقبول دعوى اإللغاء ‪ ،‬و إنما أصبح‬
‫جوازيا حسب المادة ‪ 048‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد أمام المحاكم اإلدارية ومجلس الدولة ‪ ،‬وخالفا‬
‫للقانون السابق فإن التظلم يجب أن يكون والئي فقط أي يجب رفعه أمام الجهة اإلدارية‬
‫‪3‬‬
‫التي أصدرت القرار المطعون فيه‬
‫د‪ -‬ميعاد التظلم اإلداري ‪:‬‬
‫لقد حددت المادة ‪ 080‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد أجال التظلم اإلداري بأربعة‪ 3‬أشهر حيث نصت‬
‫على ‪ " :‬يحدد أجل الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة(‪ )3‬أشهر ‪ ،‬يسري من تاريخ‬
‫التبليغ الشخصي بنسخة من القرار اإلداري الفردي ‪ ،‬أو من تاريخ نشر القرار اإلداري‬
‫الجماعي أو التنظيمي "‪ .‬في حين اعتبرت المادة ‪ 048‬من نفس القانون سكوت اإلدارة‬
‫خالل أجل شهرين بمثابة رد بالرفض حيث نصت على ما يلي ‪ ":‬يجوز للشخص المعني‬
‫بالقرار اإلداري ‪ ،‬تقديم تظلم إلى الجهة اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عليه‬
‫في المادة ‪ 080‬أعاله ‪.‬‬

‫‪ -1‬خلوفي رشيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 882‬‬


‫‪ -‬زيتوني شريفة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 14‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 41‬‬


‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫يعد سكوت الجهة اإلدارية المتظلم أمامها عن الرد ‪ ،‬خالل شهرين (‪ )8‬بمثابة قرار‬
‫بالرفض و يبدأ هذا األجل من تاريخ تبليغ التظلم ‪.‬‬
‫وفي حالة سكوت الجهة اإلدارية ‪ ،‬يستفيد المتظلم من أجل شهرين (‪ ، )8‬لتقديم طعنه‬
‫القضائي ‪ ،‬الذي يسري من تاريخ انتهاء أجل الشهرين (‪ )8‬المشار إليه في الفقرة أعاله ‪.‬‬
‫في حالة رد الجهة اإلدارية خالل اآلجل الممنوح لها ‪ ،‬يبدأ سريان أجل شهرين (‪ )8‬من‬
‫تاريخ تبليغ الرفض ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫يثبت إيداع التظلم أمام الجهة اإلدارية بكل الوسائل المكتوبة ‪ ،‬و يرفق مع العريضة"‬

‫‪ -4‬الميعاد ‪:‬‬
‫يختلف ميعاد رفع دعوى اإللغاء أمام الغرفة اإلدارية عن ميعاد رفعها أمام مجلس‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬أمام الغرفة اإلدارية ‪:‬‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 080‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد ‪ ،‬فإن أجال رفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية حدد‬
‫بأربعة أشهر تسري من تاريخ التبليغ الفردي أو من تاريخ نشر القرار الجماعي أو‬
‫‪2‬‬
‫التنظيم‬
‫‪-‬حساب المدة ‪:‬‬
‫تحسب مدة الطعن كاملة " كاملة و تامة " طبقا لقاعدة الميعاد كامال و عليه فهي تخضع‬
‫للقواعد التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬بداية الميعاد ‪ :‬تنطلق بداية الميعاد في اليوم الموالي إلعالن القرار ؛ وذلك إما من‬
‫تاريخ تبليغ القرار المطعون فيه إذا كان القرار فرديا ‪ ،‬أو من تاريخ نشر القرار المطعون‬
‫فيه إذا كان القرار تنظيميا ‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ ، 80-80‬النافذ ‪.‬‬


‫‪ -2‬بوالشعور وفاء ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.43-44‬‬
‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪-‬نهاية الميعاد ‪ :‬طبقا لمبدأ حساب المدة كاملة تكون نهاية مدة الميعاد أيضا في اليوم‬
‫الموالي لسقوط ذلك الميعاد ‪ ،‬مثال ‪ :‬بتاريخ ‪ 8882-8-8‬تم إعالن القرار ( التبليغ أو‬
‫النشر) ‪ - :‬القاعدة ‪ :‬حساب مدة األربعة أشهر كاملة‬
‫‪ -‬البداية ‪ :‬يوم ‪ ( 8882-8-8‬من اليوم الموالي لإلعالن)‬
‫‪ -‬النهاية ‪ :‬يوم ‪ ( 8882-1-4‬في اليوم الموالي لسقوط الميعاد )‪ ،‬حيث تقبل الدعوى‬
‫إذا ما رفعت فيه‪. 1‬‬
‫‪-‬امتداد الميعاد ‪:‬‬
‫إن ميعاد الطعن القضائي المشار إليه أعاله‪ ،‬يمكن تمديده في عدة حاالت تتمثل ‪:‬‬
‫‪-‬حاالت وقف الميعاد‬
‫يترتب على وجود وقيام حاالت وقف الميعاد توقيف سريان مدة الطعن مؤقتا ‪ ،‬ليستأنف‬
‫بعد زوال و انتهاء أسباب و حاالت الوقف‪ ،‬حيث يستكمل فقط ما تبقى من المدة‬
‫القانونية‪ ،‬وتتمثل حاالت و أسباب وقف الميعاد في ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬بعد المتقاضي عن إقليم الدولة حيث نصت المادة ‪ 841‬من ق‪.‬إ‪.‬م الملغى على ما‬
‫يلي ‪ " :‬إذا كان أحد الخصوم يقيم خارج البالد فإنه يزاد إلى ميعاد الطعن شهر واحد‬
‫‪2‬‬
‫بالنسبة له مهما كانت طبيعة الدعوى "‪.‬‬
‫‪ -‬العطلة الرسمية ‪ :‬تتمثل العطلة الرسمية في أيام الراحة األسبوعية و األعياد الرسمية‬
‫كما أشارت كما أشارت المادة ‪ 313‬من ق‪.‬إ‪.‬م الملغى‪ ،‬وكما هي محددة في القانون‪.‬‬
‫‪ -‬القوة القاهرة يستنتج من المادة ‪ 318‬من ق‪.‬إ‪.‬م الملغى أنه يترتب على وجود حالة من‬
‫حاالت القوة القاهرة ( فيضان ‪ ،‬زلزال ‪ ،‬إضراب عام ‪ )...‬وقف سريان الطعن إلى حين‬
‫زوال تلك الحالة ‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 830‬‬
‫‪ -8‬أمر رقم ‪ 823-11‬ممضي في ‪ 80‬يونيو ‪ ، 8011‬و ازرة العدل ‪ ،‬ج ر ع ‪ 31‬مؤرخة في ‪ 80‬يونيو ‪ ، 8001‬ص‬
‫‪ ، 208‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ‪ ،‬الملغى ‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫طلب المساعدة القضائية‪ :‬يتوقف ميعاد الطعن من تاريخ إيداع طلب المساعدة القضائية‬
‫لدى الجهة المختصة ‪ ،‬ليستكمل ما تبقى من المدة من تاريخ تبليغ الرد قبوال أو رفضا ‪،‬‬
‫وذلك طبقا للمادة ‪ 841‬من ق‪.‬إ‪.‬م الملغى ‪.‬‬
‫حاالت قطع الميعاد‬
‫تختلف حاالت قطع الميعاد عن حاالت وقفه من حيث بداية حساب مدة الميعاد‬
‫بصورة كاملة و من جديد‪ ،1‬ولقد حدد المشرع الجزائري في ظل ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ أسباب القطع‬
‫على سبيل الحصر و هي ‪:‬‬
‫‪ -8‬الطعن أمام جهة قضائية إدارية غير مختصة ‪.‬‬
‫‪ -8‬طلب المساعدة القضائية ‪.‬‬
‫‪ -4‬وفاة المدعي أو تغيير األهلية ‪.‬‬
‫‪ -3‬القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ ‪.‬‬
‫بالتالي ‪ ،‬إذا تحققت إحدى هذه األسباب يجوز تمديد الميعاد بحيث يحسب من جديد يبدأ‬
‫من ‪:‬‬
‫‪ -‬تاريخ تبليغ الحكم بعدم االختصاص‪. 2‬‬
‫‪ -‬بقبول أو رفض طلب المساعدة القضائية ‪.‬‬
‫‪ -‬من تاريخ وفاة المدعي أو تغيير أهليته ( صدور حكم نهائي بالحجر مثال )‪.‬‬
‫‪ -‬و من تاريخ زوال القوة القاهرة أو الحادث الفجائي‪. 3‬‬

‫ب‪-‬أمام مجلس الدولة ‪:‬‬


‫نص ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على أنه يختص مجلس الدولة كأول و أخر درجة ‪ ،‬فتطبق نفس‬
‫المواعيد الواجب توافرها عند رفع الدعوى أمام المحاكم اإلدارية و هي أربعة أشهر من‬

‫‪ -1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.828‬‬


‫‪-8‬بودريوه عبد الكريم ‪ ،‬أجال رفع دعوى اإللغاء ( وفق القانون ‪ 80- 80‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية‬
‫) ‪ ،‬منصة المجالت العلمية الجزائري ‪ ، https://www.asjp.cerist.dz ،‬اطلع عليه بتاريخ ‪، 2522/50/22‬‬
‫الساعة ‪ .25:21‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫تاريخ التبليغ الشخصي للقرار اإلداري أو من تاريخ نشره إذا كان جماعيا أو تنظيميا و‬
‫هذا ما تضمنته المادة ‪ 081‬التي تحيلنا إلى المادة ‪ 080‬وذلك عكس ما نصت عليه‬
‫المادة ‪ 808‬من ق‪.‬إ‪.‬م الملغى التي حددت الميعاد بشهرين أمام مجلس الدولة من تاريخ‬
‫قرار الرفض الكلي أو الجزئي للطعن اإلداري أو خالل شهرين من انتهاء الميعاد‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 810‬في حالة سكوت‬
‫السلطة اإلدارية عن الرد‪ ،1‬تحسب المدة كاملة و تامة طبقا لقاعدة الميعاد كامال حيث‬
‫يتم الحساب باألشهر وليس األيام وعليه تكون ‪:‬‬
‫‪ -‬بداية الميعاد ‪ :‬تنطلق من اليوم الموالي للعلم بموقف الجهة مصدرة القرار حيال‬
‫الطعن والتظلم المسبق أمامها ‪ ،‬ولهذا فبداية الميعاد هي اليوم الموالي إما من تاريخ تبليغ‬
‫الرفض الكي أو الجزئي للطعن اإلداري أمام اإلدارة ‪2‬بعد مرور فترة ‪ 4‬أشهر ‪ ،‬في حالة‬
‫سكوت اإلدارة و عدم الرد على الطعن اإلداري المسبق المسار إليه سابقا طبقا للمادة‬
‫‪ 810‬التي تنص على ما يلي ‪ " :‬إن سكوت السلطة اإلدارية مدة تزيد عن ‪ 4‬أشهر ‪،‬عن‬
‫الرد على طلب الطعن التدريجي أو اإلداري يعد بمثابة رفض له‪ ،‬و إذا كانت السلطة‬
‫اإلدارية هيئة تداولية فال يبدأ ميعاد الثالثة أشهر في السريان إال من تاريخ قفل أول دورة‬
‫قانونية تلي إيداع الطلب ‪ ،‬و مثل هذا النص يثير مسألة الدعاوى اإلدارية السابقة ألوانها‬
‫‪ ،‬حيث يتجه الفقه و القضاء المقارن إلى رفضها ‪ ،‬و إن كان موقف القضاء اإلداري‬
‫الجزائري مازال يتسم بعدم االستقرار ‪.‬‬
‫‪-‬نهاية الميعاد ‪ :‬طبقا لمبدأ حساب المدة كاملة ‪ ،‬تكون نهاية مدة الميعاد أيضا في اليوم‬
‫الموالي لسقوط ذلك الميعاد ‪ ،‬مثال ‪ :‬بتاريخ ‪ 8882-8-8‬تم تبليغ قرار رفض الطعن‬
‫اإلداري المرفوع أمام وزير الداخلية ‪:‬‬
‫‪-‬القاعدة ‪ :‬حساب مدة الشهرين كاملة ‪.‬‬
‫‪-‬البداية ‪ :‬يوم ‪ ( 8882-8-8‬من اليوم الموالي للتبليغ ‪ ،‬حيث ال يحسب يوم التبليغ ) ‪.‬‬

‫‪ -1‬معلم علي عبد المالك ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬


‫‪ -2‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.828‬‬
‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪-‬النهاية ‪ :‬يوم ‪ ( 8882-3-4‬في اليوم الموالي لسقوط الميعاد )‪ ،‬حيث تقبل الدعوى إذا‬
‫ما رفعت فيه‪. 1‬‬
‫‪ -‬امتداد الميعاد‪ :‬و تتمثل في حاالت توقف الميعاد ليبدأ سريان بقية المدة و حاالت‬
‫انقطاع‬
‫الميعاد و فيها يبدأ حساب الميعاد من جديد ‪ ،‬أي مثلما هو الحال بالنسبة للمحكمة‬
‫اإلدارية ‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط الموضوعية لدعوى اإللغاء‪.‬‬


‫باإلضافة إلى العيوب الشكلية الواجب توافرها في رفع الدعوى اإللغاء أقر المشرع‬
‫الجزائري جملة من الشروط الموضوعية ‪ ،‬ونقصد بالشروط الموضوعية لدعوى اإللغاء‬
‫و‬ ‫موضوع الدعوى أال وهو القرار اإلداري كشرط أساسي تقوم عليه دعوى اإللغاء‬
‫العيوب التي قد تشوبه ‪ ،‬و التي تنقسم بدورها إلى عيوب داخلية تتمثل في عيب‬
‫اإلختصاص و الشكل و اإلجراءات وعيوب داخلية تتمثل في كل من عيب السبب و‬
‫عيب االنحراف في استعمال السلطة و عيب مخالفة القانون ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬العيوب الخارجية ‪.‬‬
‫و تتمثل العيوب الخارجية في كل من عيب االختصاص و عيب الشكل و اإلجراءات ‪.‬‬
‫‪ -1‬االختصاص ‪:‬‬
‫اتجه فقهاء القانون العام إلى تأييد تعريف العميد "يونار" لعيب عدم االختصاص بأنه‪":‬‬
‫عدم القدرة على ممارسة عمل قانوني ‪ ،‬لكونه من اختصاص عضو أخر "‪ .‬و بنفس‬
‫المعنى عرفته محكمة القضاء اإلداري في مصر في حكمها الصادر في ‪:‬‬
‫‪ 8021/88/80‬بأنه ‪ ":‬عدم القدرة على مباشرة عمل قانوني معين جعله المشرع من‬
‫سلطة هيئة أو فرد أخر" ‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 824‬‬


‫‪ -2‬عمور سالمي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.881‬‬
‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫يتضح من التعريفين السابقين أن القرار المخاصم يكون مشوبا بعيب عدم االختصاص‬
‫إذا كان صاد ار عن هيئة إدارية أو شخص لم يخوله القانون سلطة إصداره ‪ ،‬بل من‬
‫اختصاص سلطة إدارية أو عون أخر ‪.1‬‬
‫أ‪-‬درجات عيب عدم االختصاص ‪:‬‬
‫ينقسم عيب عدم االختصاص إلى درجتين ‪ ،‬عيب عدم االختصاص الجسيم و عيب عدم‬
‫االختصاص البسيط ‪.‬‬
‫‪-‬عيب عدم االختصاص الجسيم ‪:‬‬
‫تتحقق حالة عيب عدم االختصاص الجسيم في حالة صدور القرار عن شخص لم يمنحه‬
‫المشرع سلطة إصداره ‪ ،‬و بذلك يكون مغتصبا لسلطة إصداره ‪ ،‬األمر الذي يجعل من‬
‫القرار اإلداري مخالفا لركن االختصاص مخالفة جسيمة لدرجة تفقده صفته اإلدارية ‪،‬‬
‫بحيث ال يعتبر باطال فحسب بل يصير معدوما و يتحول إلى مجرد عمل مادي غير‬
‫مشروع‪.‬‬
‫و تتمثل صور عيب عدم االختصاص الجسيم في حالة صدور قرار إداري من فرد عادي‬
‫ليس له أي صفة ‪ ،‬أو حالة صدور قرار إداري من سلطة إدارية يندرج في اختصاص‬
‫إحدى السلطتين التشريعية أو القضائية‪. 2‬‬
‫‪-‬عيب عدم االختصاص البسيط ‪:‬‬
‫وهو أكثر حدوثا و أقل خطورة من الصورة األولى و يقوم على أساس مخالفة قاعدة توزيع‬
‫االختصاصات بين الهيئات اإلدارية المكونة للسلطة التنفيذية ‪ ،‬و هذه باعتداء سلطة‬
‫إدارية على اختصاص سلطة إدارية أخرى ‪ ،‬و بخالف الصورة األولى رتب القضاء‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.888‬‬


‫‪-2‬ينظر عبد الرحمان مويعدي ‪،‬عيب عدم االختصاص في القرار اإلداري و أثره عند الحكم في دعوى اإللغاء‪ ،‬مجلة‬
‫الحقوق و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة عمار ثليجي باألغواط ‪،‬الجزائر ‪ ،‬المجلد ‪ ، 83‬ع ‪ ، 83‬نوفمبر ‪ ، 8888‬ص‬
‫‪. 821‬‬
‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫اإلداري كجزاء على ذلك إلغاء القرار المشوب بعيب عدم االختصاص الوسط الذي تتمثل‬
‫صوره في ‪:1‬‬
‫‪ -‬عدم االختصاص الموضوعي ‪:‬‬
‫يتحقق عيب عدم االختصاص الموضوعي عندما يصدر القرار اإلداري ممن ال يملك‬
‫سلطة إصداره في مسألة تدخل ضمن هيئة أو عضو أخر ‪ ،‬و من هنا فإن حاالت عيب‬
‫‪2‬‬
‫عدم االختصاص الموضوعي تتمثل في ‪:‬‬
‫‪-‬اعتداء سلطة إدارية على ميدان سلطة إدارية موازية لها ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتداء الرئيس على اختصاصات المرؤوس ‪.‬‬
‫‪-‬اعتداء المرؤوس على اختصاص الرئيس ‪.‬‬
‫‪ -‬اعتداء اإلدارة على اختصاص السلطة التشريعية أو القضائية ‪.3‬‬
‫‪ -‬عدم االختصاص المكاني‪ :‬تقتضي نظرية التنظيم اإلداري عدم االكتفاء بتقييد مصدر‬
‫القرار بشخص معين و دائرة اختصاص موضوعية ‪ ،‬بل يتعين باإلضافة إلى ذلك تحديد‬
‫النطاق الجغرافي الذي يصدر القرار اإلداري في حدوده ‪ .‬و بذلك يعرف العنصر المكاني‬
‫في ركن االختصاص بأنه ‪ ":‬البقعة الجغرافية المحددة لمباشرة االختصاص فيها ؛ فلكل‬
‫هيئة أو وحدة إدارية أن تمارس اختصاصها في حدود دائرتها الجغرافية ‪ ،‬فال يجوز ألي‬
‫موظف أن يصدر ق اررات لتنظيم شؤون تدخل في اختصاص موظف أخر " ‪.4‬‬
‫‪ -‬عدم االختصاص الزماني ‪ :‬يكون عدم االختصاص الزماني في حالة اتخاذ الهيئة‬
‫اإلدارية لقرار في وقت لم تكن مؤهلة التخاذه ‪،‬كممارسة الموظف ألعمال بعد إحالته‬
‫‪5‬‬
‫على التقاعد‪ ،‬يكون قد تجاوز اختصاصه فتصرفه مشوبا بعيب عدم االختصاص‪.‬‬

‫‪ -1‬عمور سالمي ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 888‬‬


‫‪ - 2‬شالغمة راضية‪ ،‬ركن االختصاص في القرار اإلداري ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهاد ماستر في القانون العام ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد الصديق بن يحيى – جيجل‪ ، 8881/8882 ، -‬ص ‪. 18‬‬
‫‪ - 3‬شدري معمر فاطمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬
‫‪ - 4‬شالغمة راضية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ - 5‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪ -2‬عيب الشكل و اإلجراءات ‪:‬‬


‫يقصد باإلجراءات تلك العمليات المختلفة التي يمر بها القرار اإلداري منذ التحضير له‬
‫إلى ما قبل صياغته في القالب الذي يظهر فيه ‪ ،‬أما الشكل فهو ذلك اإلطار نفسه الذي‬
‫يصدر فيه عند صياغته النهائية ‪ ،‬و كثي ار ما يأخذ مفهوم الشكل معنى واسع بحيث يشمل‬
‫اإلجراءات أيضا ‪ ،‬و تهدف قواعد الشكل إلى كفالة حسن سير المرافق العامة و حماية‬
‫‪1‬‬
‫مصالح األفراد ‪.‬‬
‫أ‪-‬صور عيب الشكل ‪:‬‬
‫تتمثل حاالت و صور عيب الشكل فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬حالة عدم تسبيب الق اررات اإلدارية التي يجب تسبيبها عند اتخاذها و إصدارها ‪.‬‬
‫‪ -‬حالة عدم كتابة الق اررات اإلدارية التي ينص القانون عليها بصورة مباشرة على أن‬
‫تصدر مكتوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم احترام شكلية تحديد تاريخ صدور الق اررات اإلدارية‬
‫‪ -‬حالة عدم احترام شكليات تبليغ و نشر الق اررات اإلدارية ‪.‬‬
‫‪ -‬حالة عدم مخالفة شكلية وضع التأشيرات على الق اررات اإلدارية و شكلية المصادقة‬
‫‪2‬‬
‫عليها من قبل السلطات اإلدارية المختصة ‪.‬‬
‫ب‪-‬حاالت وصور عيب اإلجراءات ‪:‬‬
‫و من أهم حاالت عيب اإلجراءات الحاالت و الصور التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬مخالفة اإلجراء االستشاري ‪ :‬قد يفرض المشرع على اإلدارة قبل إصدار قرار معين‬
‫استشارة فرد أو هيئة ‪ ،‬و حينئذ يتعين القيام بهذه الشكلية قبل إصدار القرار حتى لو كان‬

‫‪ - 1‬أحميد هنية ‪ ،‬عيوب القرار اإلداري ( حاالت تجاوز السلطة)‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني ‪ ،‬جامعة محمد خيضر –‬
‫بسكرة‪ ، -‬الجزائر‪،‬ع ‪ ، 82‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -2‬عوابدي عمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.282‬‬
‫‪35‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫الرأي في حد ذاته غير ملزم لإلدارة‪ ، 1‬و عدم احترام أو انتفاء االستشارة يؤدي إلى عيب‬
‫‪2‬‬
‫في الشكل ‪.‬‬
‫‪ -‬حالة مخالفة إجراءات التحقيق ‪ :‬يقصد بالتحقيق مجموعة اإلجراءات التي تتخذ وفقا‬
‫لألصول القانونية من جهة مختصة بعد ورود المعلومات إليها بارتكاب مخالفة معينة عن‬
‫‪3‬‬
‫شخص معين بقصد إثبات أو نفي حقيقة المخالفة‪.‬‬
‫‪ -‬حالة مخالفة األجزاء المضاد أو حالة مخالفة مبدأ توازي األشكال أو الشكليات ‪.‬‬
‫‪ -‬حالة مخالفة قواعد و إجراءات نظام المداوالت في الق اررات اإلدارية التي يتم اتخاذها‬
‫‪4‬‬
‫بواسطة المداولة‪.‬‬
‫‪ -‬حالة مخالفة أجزاء احترام حق الدفاع في الق اررات اإلدارية التي تتضمن على عقوبات‬
‫‪5‬‬
‫إدارية كما هو الحال في الق اررات اإلدارية التأديبية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬العيوب الداخلية ‪.‬‬
‫و تتمثل العيوب الداخلية في كل من عيب االنحراف في استعمال السلطة‪ ،‬و عيب مخالفة‬
‫القانون و عيب انعدام السبب أو الغاية ‪.‬‬
‫‪-1‬عيب االنحراف في استعمال السلطة ‪:‬‬
‫يقصد به أن تهدف السلطة اإلدارية مصدرة القرار اإلداري هدف غير ذلك الهدف الذي‬
‫من أجله منحت هذه السلطات ‪ ،‬فالمفروض أن يهدف مصدر القرار اإلداري للمصلحة‬
‫العامة لكنه إذا اتجه إلى تحقيق قصد أخر ‪ ،‬فإن ق ارراه يكون مشوب بعيب استعمال‬
‫السلطة إذ أن المشرع عندما منح لإلدارة سلطة إصدار الق اررات اإلدارية ‪ ،‬فإنه يشترط‬

‫‪- 1‬رزاق لبزة دالل‪ ،‬عيب الشكل و اإلجراءات في القرار اإلداري ‪ ،‬مذكرة نيل شهادة ماستر في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر –بسكرة ‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 8883/8884 ،‬ص ‪. 80‬‬
‫‪-2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪-3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪-4‬عوابدي عمار ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 281‬‬
‫‪-5‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪. 281‬‬
‫‪36‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫ذلك ضمانا لكي يكون الهدف الصالح العام و الخروج عن ذلك يعني التعسف في‬
‫‪1‬‬
‫استعمال هذه السلطة ‪.‬‬
‫أ‪-‬مظاهر عيب االنحراف في استعمال السلطة ‪:‬‬
‫نكون بصدد االنحراف في استعمال السلطة في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪-‬االنحراف في استعمال السلطة عن المصلحة العامة ‪ :‬إن تخلف النصوص القانونية‬
‫المحددة ألهداف التصرفات اإلدارية ال يعني حرية اإلدارة في اختيار هدفها من التصرف‬
‫اإلداري ‪ ،‬و إنما تلتزم جهة اإلدارة باستهداف المصلحة العامة عند اتخاذ هذه التصرفات‬
‫و التي من بينها الق اررات اإلدارية و هو التزام ال يحتاج إلى نص إذ أن مصدره المبادئ‬
‫القانونية العامة ‪.‬‬
‫‪-‬الخروج عن قاعدة تخصيص األهداف ‪ :‬إذا تصدى المشرع لتحديد أهداف بعض أنواع‬
‫الق اررات اإلدارية فإن اإلدارة تلتزم بأن تستهدف من إصدار هذه الق اررات األهداف‬
‫المخصصة و المحددة لها في القانون‪ ، 2‬فال يكون لها أن تبتغي هدفا أخر و لو رأت أو‬
‫ادعت أنه يندرج في نطاق المصلحة العامة ‪ ،‬و بمعنى أخر حتى و لو كان الهدف‬
‫المخصص ليس من شأنه تحقيق المصلحة العامة في تقدير اإلدارة ‪ ،‬و هو األمر الذي‬
‫يطلق عليه " قاعدة تخصيص األهداف"‪.3‬‬
‫‪-2‬عيب مخالفة القانون ‪:‬‬
‫كما هو معلوم أن القرار اإلداري هو عمل قانوني‪ ،‬و بالتالي البد أن يكون محل هذا‬
‫القرار منسجما و متالئما مع قواعد القانون ‪ ،‬لذا فإن القرار اإلداري يكون معيبا من‬
‫الموضوعية إذا جاء مخالفا للقانون ‪ ،‬كونه يشكل مصدر تهديد لألوضاع‬ ‫الناحية‬

‫‪ -8‬زايكو أمال ‪ ،‬االنحراف في استعمال السلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون‬
‫العام ‪ ،‬تخصص ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أحمد دراية –أدرار ‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 8881/8881 ،‬ص‬
‫‪.81‬‬
‫‪ - 2‬محمد فتحي شحته إبراهيم دياب ‪ ،‬انحراف السلطة في استعمال القرار اإلداري ‪ ،‬دراسة تحليلية في النظامبن‬
‫السعودي و المصري ‪ ،‬مجلة البحوث القانونية و اإلقتصادية ‪ ،‬ع ‪ ،14‬اغسطس ‪ ، 8881‬ص ‪.208‬‬
‫‪ - 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫القانونية التي يخاطبها و من شأنها اإلضرار بمصالح األفراد ‪ ،‬و يقوم عيب مخالفة‬
‫القانون على شرطين أساسيين هما‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون محل القرار ممكنا ‪ ،‬فيستحيل على اإلدارة أن تصدر قرار على محل‬
‫مستحيل تحقيقه على أرض الواقع ‪ ،‬كقرار هدم دار آيلة للسقوط و اتضح قد سقطت‬
‫بالفعل ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون محل القرار جائ از ( مشروعا ) ‪ ،‬أي ال يتعارض مضمون القرار مع التشريع‬
‫الجاري‪.1‬‬
‫أ‪-‬صور عيب مخالفة القانون ‪:‬‬
‫تتجلى صور عيب مخالفة القانون في المخالفة المباشرة للقانون و المخالفة غير المباشرة‬
‫للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬المخالفة المباشرة للقانون ‪:‬‬
‫تتج سد المخالفة المباشرة للقاعدة القانونية عندما ال تحترم السلطة اإلدارية مبدأ تسلسل‬
‫النصوص القانونية أي عدم احترام السلطة اإلدارية قاعدة و متطلبات هرم النصوص‬
‫القانونية‪.2‬‬
‫‪ -‬المخالفة غير المباشرة للقانون ‪:‬‬
‫أي هناك صورة أخرى لمخالفة القانون تكون إما في الخطأ في تفسير القانون ؛ فقد تفسر‬
‫اإلدارة أو السلطة المختصة على نحو لم يتجه إليه قصد المشرع أو يتجه خطأ في تطبيق‬
‫ما يصدر من ق اررات فتكون بذلك أثار هذه الق اررات غير مشروعة‪.3‬‬

‫‪ - 1‬ينظر م‪.‬م‪.‬أبوذر عبد الكريم شاكر ‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬مجلة اإلدارة و االقتصاد ‪،‬الجامعة المستنصرية‬
‫‪،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬ع ‪ ، 8888 ،04‬ص‪. 824‬‬
‫‪ - 2‬ينظر إسماعيل بوقرة ‪ ،‬دور القاضي اإلداري في الكشف عن عيب مخالفة القانون في الق اررات التي يصدرها الوالي‬
‫‪ ،‬مجلة الدراسات و البحوث القانونية ‪ ،‬جامعة عباس لغرور ‪ ،‬خنشلة ‪ ،‬ع ‪ ، 80‬ص ‪. 831‬‬
‫‪- 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 830‬‬
‫‪38‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪-3‬عيب السبب ‪:‬‬


‫يقصد بسبب القرار اإلداري ‪ ،‬بأنه مجموعة العناصر القانونية و الواقعية التي تحدث أوال‬
‫ومسبقا و توحي لرجل اإلدارة أن بإمكانه قانونا التدخل و إصدار قرار إداري ما ‪ ،‬ويعتبر‬
‫السبب ركنا الزما لقيام القرار اإلداري و يشترط فيه أن يكون صحيحا‪. 1‬‬
‫أ‪-‬شروطه ‪:‬‬
‫حتى يتحقق عيب السبب في القرار اإلداري‪ ،‬البد ن توفر جملة من الشروط و التي تتمثل‬
‫في ‪:‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون السبب مشروعا ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون السبب قائما و موجودا وقت صدور القرار اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون السبب مبنيا على تكييف قانوني سليم ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن يكون السبب الذي يبنى عليه القرار اإلداري حقيقيا‪.2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الجهات القضائية المختصة بدعوى اإللغاء ‪.‬‬


‫لقد وزع المشرع الجزائري االختصاص بين جهات القضاء اإلداري سواء النوعي أو‬
‫اإلقليمي باعتبارها من النظام العام ‪ ،‬كما منح مجلس الدولة صالحية الفصل في تنازع‬
‫االختصاص النوعي أو اإلقليمي بين هيئات القضاء اإلداري لمجلس الدولة ممثال في‬
‫الغرفة المختصة أو الغرف المجتمعة حسب نوع الجهات المتنازعة حول االختصاص‪.3‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬المحاكم اإلدارية ‪.‬‬


‫تعد المحاكم اإلدارية جزءا من هيئات القضاء اإلداري في الجزائر ‪ ،‬و هي صاحبة‬
‫االختصاص العام في النظر و الفصل في المنازعات التي تكون اإلدارة العامة طرفا فيها‬

‫‪- 1‬بلباقي وهيبة ‪،‬عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية ‪ ،‬مجلة دفاتر السياسة و القانون ‪ ،‬المركز الجامعي‬
‫نور البشير البيض (الجزائر) ‪ ،‬ع ‪ ، 80‬جانفي ‪ ، 8880‬ص ‪. 88‬‬
‫‪-2‬ينظر م‪.‬م‪.‬أبوذر عبد الكريم شاكر‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.821‬‬
‫‪ - 3‬ينظر أحسن غربي ‪ ،‬توزيع االختصاص بين هيئات القضاء اإلداري في الجزائر ‪ ،‬منصة المجالت العلمية الجزائرية‬
‫‪ ،https://www.asjp.cerist.dz، ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪ ، 8888/82/84‬الساعة ‪. 88:43‬‬
‫‪39‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪1‬‬
‫في ظل النظام القضائي الجزائري الجديد ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريفها ‪.‬‬
‫تعتبر المحاكم اإلدارية جهة ذات والية عامة في الفصل في المنازعات اإلدارية بموجب‬
‫المادة ‪ 88‬من القانون رقم ‪ 88-00‬التي نصت على أنه ‪ :‬تنشأ محاكم إدارية كجهات‬
‫‪2‬‬
‫قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية‪".‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫تمارس المحاكم اإلدارية بموجب المواد ‪ 088‬و ‪ 088‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ الصالحيات التالية ‪:‬‬
‫تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف امام مجلس الدولة في جميع‬ ‫‪-8‬‬
‫القضايا التي تكون الدولة أو الوالية او البلدية او إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة‬
‫اإلدارية طرفا فيها‪.‬‬
‫و تفصل ‪:‬‬ ‫‪-8‬‬
‫أ‪ -‬في دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية و الدعاوى التفسيرية و دعاوى فحص المشروعية‬
‫للق اررات الصادرة عن ‪:3‬‬
‫‪ -‬الوالية و المصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية ‪.‬‬
‫‪ -‬البلدية و المصالح اإلدارية األخرى للبلدية ‪.‬‬
‫‪ -‬المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة اإلدارية ‪.‬‬
‫ب‪-‬دعاوى القضاء الكامل ‪.‬‬
‫ج‪-‬القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة ‪.4‬‬

‫‪- 1‬ثابتي رمضان‪ ،‬اختصاصات المحاكم اإلدارية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون العام ‪ ،‬تخصص‬
‫إدارة ومالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج –البويرة ‪ ، -‬الجزائر‪، 8881/ 8882 ،‬‬
‫ص‪84‬‬
‫‪ - 2‬أحسن غربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عبد المجيد زعالني ‪ ،‬ال مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.308‬‬
‫‪ - 4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪. 308‬‬
‫‪40‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫‪-1‬االستثناءات ‪:‬‬
‫و كاستثناء عن ما جاء في المادة ‪ 088‬و ‪ 088‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد فإن المادة ‪ 088‬قد‬
‫ذكرت بعض المنازعات اإلدارية التي تختص بالنظر و الفصل فيها المحاكم العادية سواء‬
‫المدنية أو التجارية أو االجتماعية و التي تتمثل في ‪ :‬مخالفات الطرق و التعويض عن‬
‫حوادث المركبات اإلدارية ‪ .‬و كاستثناء أخر منازعات الجمارك التي تختص المحاكم‬
‫العادية بالنظر فيها و لكن الجهات القضائية اإلدارية غير مبعدة كليا من المجال‬
‫الجمركي‪ ، 1‬و أيضا منازعات الضمان االجتماعي و التي تتمثل في ‪ 4‬أنواع وهي ‪:‬‬
‫المنازعات الطبية ‪ ،‬المنازعات التقنية ذات الطابع الطبي و المنازعات العامة ‪ ،‬ولقد‬
‫وزعت منازعات الضمان بين الغرف اإلدارية و المحاكم بحيث تختص الغرف اإلدارية‬
‫بكل المنازعات التقنية و جزء من المنازعات العامة ‪ ،‬بينما تختص المحاكم بباقي‬
‫المنازعات ‪.2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫يقصد باالختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية أهليتها في النظر في القضايا اإلدارية‬
‫القائمة في دائرة إقليمها‪ ،‬ويحدد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية عن طريق التنظيم‬
‫طبقا ألحكام الفقرة األولى من المادة ‪ 88‬من القانون ‪ 88.00‬يعني أنه يعود للتنظيم مهمة‬
‫تحديد المجال الجغرافي و اإلقليمي لكل محكمة إدارية‪.3‬‬
‫و لقد أوضحت المادة ‪ 41‬و المادة ‪ 40‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد أنه يؤول االختصاص اإلقليمي‬
‫للمحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إقامة المدعى عليه إلى أخر‬
‫موطن له أو الموطن المختار أو موطن أحد المدعى عليهم‪.4‬‬

‫‪ - 1‬ينظر بوزيفي شريفة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 24‬‬


‫‪- 2‬ينظر بوزيفي شريفة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪- 3‬ثابتي رمضان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 88‬‬
‫‪ - 4‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪41‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫و في حالة تعدد المدعى عليهم يؤول االختصاص للمحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة‬
‫اختصاصها موطن أحدهم‪ ،1‬وحسب المادة ‪ 083‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد فقد نصت على أن ‪":‬‬
‫خالفا ألحكام المادة ‪ 084‬أعاله ‪ ،‬ترفع الدعاوى وجوبا أمام المحاكم اإلدارية في المواد‬
‫المبينة أدناه ‪:‬‬
‫في مادة الضرائب أو الرسوم أمام المحكمة التي يقع في دائرة مكان فرض الضريبة‬ ‫‪-8‬‬
‫او الرسم ‪.‬‬
‫في مادة األشغال العمومية ‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان‬ ‫‪-8‬‬
‫تنفيذ األشغال ‪.‬‬
‫في مادة العقود اإلدارية ‪ ،‬مهما كانت طبيعتها أمام المحكمة التي يقع في دائرة‬ ‫‪-4‬‬
‫اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه ‪.‬‬
‫في مادة المنازعات المتعلقة بالموظفين أو أعوان الدولة أو غيرهم من األشخاص‬ ‫‪-3‬‬
‫العاملين في المؤسسات العمومية اإلدارية ‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫مكان تقديم الخدمات ‪.‬‬
‫في مادة الخدمات الطبية ‪ ،‬أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان‬ ‫‪-2‬‬
‫تقديم الخدمات ‪.‬‬
‫في ماد ة التوريدات أو األشغال أو تأجير خدمات فنية أو صناعية ‪ ،‬أمام المحكمة‬ ‫‪-1‬‬
‫التي يقع في دائرة مكان إبرام االتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد األفراد مقيما به‪.‬‬
‫في مادة تعويض الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو فعل تقصيري ‪ ،‬أمام‬ ‫‪-1‬‬
‫المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع الفعل الضار ‪.‬‬
‫في مادة إشكاالت تنفيذ األحكام الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬أمام‬ ‫‪-0‬‬
‫المحكمة التي صدر عنها الحكم موضوع اإلشكال‪. 2‬‬

‫‪- 1‬أحسن غربي ‪ ،‬مرجع سابق ‪.‬‬


‫‪ - 2‬القانون ‪ ، 80-80‬النافذ‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مجلس الدولة ‪.‬‬


‫باعتبار مجلس الدولة الهيئة القضائية العليا في الجزائر‪ ،‬منحت له مجموعة من‬
‫االختصاصات القضائية الهدف منها القيام بالرقابة على أعمال الهيئات المحددة في نص‬
‫المواد ‪ 0،88،88‬من القانون العضوي ‪ 88/00‬المتعلق بمجلس الدولة و اختصاصاته‬
‫كما حدد مجال االختصاص القضائي الذي يمارسه مجلس الدولة كاختصاص أصيل‬
‫للمجلس و الذي يتمثل في االختصاص النوعي‪. 1‬‬
‫أوال ‪:‬تعريفه ‪.‬‬
‫يعتبر مجلس الدولة أعلى هيئة قضائية في هرم النظام القضائي اإلداري ‪ ،‬عرفته المادة‬
‫‪88‬من القانون العضوي رقم ‪ 88/00‬بأنه ‪ ":‬هيئة مقومة ألعمال الجهات القضائية‬
‫اإلدارية وهو تابع للسلطة القضائية ويضمن توحيد اإلجتهاد القضائي اإلداري في البالد ‪،‬‬
‫و يسهر على احترام القانون ‪ ،‬ويتمتع مجلس الدولة حين ممارسته اختصاصاته‬
‫‪2‬‬
‫باالستقاللية"‪ ،‬تتكون تشكيلته القضائية من قضاة يخضعون للقانون األساسي للقضاة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االختصاص النوعي لمجلس الدولة ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى مهام مجلس الدولة ذات الطابع االستشاري‪ ،‬يمارس أيضا اختصاصات‬
‫ذات طابع قضائي و التي تتمثل أساس فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬مجلس الدولة قاضي اختصاص ‪ :‬يفصل مجلس الدولة كقاضي اختصاص ابتدائيا و‬
‫نهائيا في المنازعات التي تثور بشأن بعض األعمال و الق اررات و التصرفات ذات‬
‫األهمية ‪ ،‬و الصادرة عن السلطات و الهيئات و التنظيمات المركزية و الوطنية حيث‬

‫‪ - 1‬بانو ناريمان‪ ،‬مجلس الدولة بين االختصاصات القضائية و االستشارية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون‬
‫العام‪ ،‬تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة –‬
‫بجاية‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 8884/8888 ،‬ص ‪. 84‬‬
‫‪- 2‬اإلختصاص القضائي ‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ، https://www.conseildetat.dz ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪8888/82/84‬‬
‫‪ ،‬الساعة ‪. 88:82 :‬‬
‫‪43‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫تنص المادة ‪ 80‬من القانون العضوي رقم ‪ 88-00‬على ما يلي ‪ " 1:‬يفصل مجلس‬
‫الدولة ابتدائيا و نهائيا في ‪:‬‬
‫‪ -‬الطعون باإللغاء المرفوعة ضد الق اررات التنظيمية أو الفردية الصادرة عن السلطات‬
‫اإلدارية المركزية و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية ‪.‬‬
‫‪ -‬الطعون الخاصة بالتفسير و مدى شرعية الق اررات التي تكون نزاعاتها من اختصاص‬
‫‪2‬‬
‫مجلس الدولة "‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلس الدولة قاضي استئناف ‪ :‬هو قاض استئناف األحكام و األوامر الصادرة عن‬
‫الجهات القضائية ‪ ،‬اإلدارية ويختص أيضا كجهة استئناف في القضايا المخولة له‬
‫بموجب نصوص خاصة ‪.3‬‬
‫‪-3‬مجلس الدولة قاضي نقض ‪ :‬تنص المادة ‪ 88‬من القانون العضوي رقم ‪ 88-00‬على‬
‫ما يأتي‪ " :‬يفصل مجلس الدولة في الطعون بالنقض في ق اررات الجهات القضائية اإلدارية‬
‫الصادرة نهائيا و كذا الطعون بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة ‪.‬‬
‫إن الطعن بالنقض في الق اررات المترتبة على دعوى اإللغاء إنما ينصب على الق اررات‬
‫الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية دون ق اررات مجلس الدولة نفسه ‪ ،‬ذلك أم‬
‫المقرر قانونا أن الطعن بالنقض يكون أمام جهة قضائية تعلو الجهة التي أصدرت القرار‬
‫محل الطعن‪. 4‬‬

‫‪- 1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪ ،‬بدون ع ط ‪،‬عنابة –‬
‫الجزائر ‪ ، 8883، -‬ص ‪.14‬‬
‫‪ - 2‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ - 3‬عبد المجيد زعالني ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 308‬‬
‫‪ - 4‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‪ ،‬بدون ع ط ‪ ،‬عنابة ‪،8880 ،‬‬
‫ص ‪.411‬‬
‫‪44‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬


‫تعددت و تنوعت تعريفات دعوى اإللغاء ‪ ،‬و يمكننا تصور تعريف من خالل ما سبق‬
‫ذكره ‪،‬وهو أن دعوى هي دعوى قضائية إدارية ‪ ،‬موضوعها الطعن في قرار إداري يتخلله‬
‫عيب من العيوب الداخلية أو الخارجية ‪ ،‬يرفعها ذو الصفة و المصلحة أمام الهيئة‬
‫القضائية المختصة ( المحكمة اإلدارية كأول درجة ‪ ،‬أو مجلس الدولة كجهة استئناف) ‪،‬‬
‫وقد خصها المشرع بإجراءات تميزها عن غيرها من الدعاوى الـأخرى ‪ ،‬و حتى يمكن‬
‫تحريكها البد من توافر جملة من الشروط ‪ ،‬سواء الشروط المتعلقة بصاحب المصلحة ‪،‬‬
‫أو شروط خاصة بالقرار المطعون فيه باإللغاء بحد ذاته ‪،‬أو شروط إجرائية تسبق رفع‬
‫الدعوى (التظلم اإلداري) ‪ ،‬و في األخير يمكن القول أن الهدف األساسي من وراء رفع‬
‫دعوى اإللغاء هو حماية حقوق األفراد من أي تعسف صادر من قبل اإلدارة أثناء القيام‬
‫بأعمالها ‪ ،‬وتكريس مبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫تتميز فرنسا بوجود تقنين خاص لإلجراءات أمام القضاء اإلداري الفرنسي أما في‬
‫الجزائر فال يوجد مثل هذا التقنين و مازالت اإلجراءات اإلدارية أمام القضاء الجزائري‬
‫الخاضعة تقريبا لنفس القواعد العامة التي تخضع لها الدعوى المدنية أمام المحاكم العادية‬
‫‪ ،‬و لكن نظ ار لخصوصية القضاء اإلداري ارتئ المشرع أن يضع مجموعة من اإلجراءات‬
‫‪1‬‬
‫الخاصة بالدعوى اإلدارية في الكتاب الرابع من فنون اإلجراءات اإلدارية و المدنية ‪.‬‬

‫فقد ترفع الدعوى اإلدارية بموجب عريضة كتابية تحتوي على مجموعة من البيانات و‬
‫الوثائق المطلوبة قانونا ‪ ،‬و ذلك بمجرد تقييد العريضة في سجل كتابة الضبط ‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫تبدأ عملية ت هيئة القضية ‪ ،‬ومن خالل تعيين تشكيلة الحكم و إجراء عملية التحقيق على‬
‫أساس الوسائل القانونية ‪.‬‬

‫و لدراسة هذه اإلجراءات يجب التطرق إلى إجراءات السير في دعوى اإللغاء (‬
‫المبحث األول) ثم إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء ( المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -1‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.35‬‬


‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫المبحث األول ‪ :‬إجراءات السير في دعوى اإللغاء‬

‫يقصد بإجراءات السير في دعوى اإللغاء مجموعة القواعد و اإلجراءات المتخذة من‬
‫أطراف الخصومة و القاضي للحكم في النزاع المعروض أمام جهات القضاء اإلداري ‪،‬‬
‫فهي ال تتم مباشرة باإلرادة المنفردة للخصوم أو القاضي ‪ ،‬و إنما لنظام عام منصوص‬
‫عليه في ق إ‪.‬م‪.‬إد لضمان محاكمة عادلة و منصفة ألطراف الدعوى بحيث تبدأ بموجب‬
‫عريضة افتتاحية ( المطلب األول ) و تليها مرحلة تهيئة القضية للفصل فيها ( المطلب‬
‫‪1‬‬
‫الثاني ) ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬عريضة افتتاح دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫تمر دعوى اإللغاء بعدة إجراءات بدءا من رفعها بموجب عريضة افتتاحية وصوال إلى‬
‫صدور حكم في الدعوى و العمل على تنفيذه ‪ ،‬و من هنا يتوجب علينا أن نتحدث أوال‬
‫عن إيداع العريضة لدى كتابة ضبط الهيئة القضائية ( الفرع األول ) و عن تبليغها إلى‬
‫‪2‬‬
‫المدعى عليه ( الفرع الثاني) ثم إرسالها إلى رئيس الهيئة القضائية ( الفرع الثالث)‬

‫الفرع األول ‪ :‬إيداع العريضة لدى كتابة ضبط الهيئة القضائية‪.‬‬

‫إن إجراءات قيد عريضة افتتاح الدعوى هو إجراء ذو خصوصية هامة في النزاعات‬
‫اإلدارية كون هذه األخيرة ال تنعقد إال بعد قيد عريضتها أمام كتابة الضبط مادامت‬
‫العريضة مستوفية للشروط الشكلية السابقة ‪ ،‬لذلك توجب علينا دراسة كيفية إيداع‬
‫العريضة االفتتاحية أمام المحكمة اإلدارية و أمام مجلس الدولة ‪.3‬‬

‫‪-1‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬


‫‪ -2‬ريم عبيد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 533‬‬
‫‪ -5‬معلم علي عبد المالك ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫أوال ‪ :‬أمام المحكمة اإلدارية‬

‫تعتبر عريضة افتتاح الدعوى اإلدارية بما فيها دعوى اإللغاء مودعة لدى كتابة ضبط‬

‫المحكمة اإلدارية ‪ ،‬و ال تعتبر العريضة مرفوعة طبقا ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد إال بإيداعها لدى كتابة‬
‫الضبط و تنعقد بذلك الخصومة اإلدارية و تكون الدعوى مقامة في الميعاد القانوني إذا تم‬
‫اإليداع خالل اآلجال المحددة ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 121‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على أنه ‪ " :‬تودع‬
‫العريضة بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية مقابل دفع الرسم القضائي ما لم ينص القانون‬
‫على خالف ذلك "‬

‫ثانيا ‪ :‬أمام مجلس الدولة‬

‫بما أن مجلس الدولة كدرجة ثانية للتقاضي أمام القضاء اإلداري فانه يتعين على رافع‬
‫دعوى اإللغاء تحضير عريضة افتتاحية و إيداعها لدى كتابة ضبط مجلس الدولة و بعد‬
‫ذلك‬

‫يأتي دور أمين الضبط ليقوم بقيدها في سجل خاص مع تلقي مصاريف الدعوى‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬تبليغ عريضة افتتاح دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫إن لجوء المدعي إلى الجهة القضائية المختصة بإيداعه العريضة االفتتاحية‪ ،‬يستلزم إجراء‬
‫مكمل يتمثل في وجوب تكليفه للمدعى عليه بالحضور لجلسة المحاكمة بواسطة التكليف‬
‫بالحضور مرفق بنسخة من العريضة االفتتاحية بحيث تتم إجراءات التبليغ بواسطة‬
‫محضر قضائي فهو مكلف بالقيام بإجراءات التبليغ ‪ ،‬و ذلك بناءا على طلب من ذوي‬
‫الشأن ‪ ،‬كما انه قد حدد ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد اإلجراءات الواجب توفرها بالتكليف بالحضور ليعتبر‬
‫‪2‬‬
‫إجراءا صحيحا ذلك وفقا لما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 35‬‬


‫‪-2‬سامي الوافي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 111‬‬
‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫أوال ‪ :‬بيانات التكليف بالحضور‬

‫نصت المادة ‪ 11‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على أن كل تكليف بالحضور إلى المحكمة يجب أن‬
‫يتضمن البيانات التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬اسم و لقب المحضر القضائي و عنوانه المهني و ختمه و توقيعه و تاريخ التبليغ‬
‫الرسمي و ساعته‪.‬‬
‫‪ -‬اسم و لقب المدعي و موطنه ‪.‬‬
‫‪ -‬اسم و لقب المكلف بالحضور و موطنه‪ ،‬و تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و‬
‫مقره االجتماعي و صفة ممثله القانوني أو أالتفاقي ‪.‬‬
‫‪ -‬تاريخ أول جلسة و ساعة انعقادها ‪.‬‬

‫يعتبر التكليف بالحضور بمثابة سند رسمي و البيانات التي دونها المحضر بنفسه و شهد‬
‫على صحتها تكون حجة على جميع الناس و ال يجوز الطعن بها إال عن طريق التزوير‬
‫‪ ،‬فتخلف أح د هذه البيانات المحددة يترتب عليه بطالن التكليف بالحضور لما لهذه‬
‫البيانات من أهمية عملية من حيث تيسير عمل المحضر القضائي عند تسليم التكليف‬
‫بالحضور‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬محضر التكليف بالحضور‬

‫ترفع الدعوى بتقديم طلب إلى قلم كتاب المحكمة المختصة بنظر النزاع و يجب أن تكون‬
‫هذه العريضة موقعة من محام مقيد بجدول المحاميين المقبولين أمام تلك المحكمة ‪ ،‬و‬
‫لكي تعتبر الدعوى قائمة والخصومة منعقدة يجب أن يتم إعالم الخصم وتبليغه بنسخة من‬

‫‪ -1‬سامي الوافي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.123‬‬


‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫العريضة و تكليفه بالحضور خالل اآلجال المحددة و استدعاءه للحضور لجلسة‬


‫بالمحكمة و تحرير ذلك وفقا للقانون‪.1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬أثار مخالفة إجراءات التكليف بالحضور‬

‫يختلف األثر بين حال غياب المدعى عليه عن جلسة المحكمة نتيجة تقاعس المدعي‬
‫عن مباشرة إجراءات التكليف ‪ ،‬و بين حالة عدم حضور الخصم بإرادته المنفردة رغم‬
‫صحة تكليفه‪.‬‬

‫ويعد تحرير الورقة اإلجرائية على غير ما فرضه القانون أو تبليغها على يد شخص غير‬
‫المحضر القضائي يترتب عنه البطالن ‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬إرسال العريضة إلى رئيس هيئة القضاء اإلداري‬

‫يقوم كاتب الضبط بإرسال و عرض العريضة حسب الحالة إلى رئيس المحكمة اإلدارية‬
‫خالل مدة غير محدودة ‪ ،‬أو رئيس مجلس الدولة خالل مدة ثمانية أيام من تاريخ إيداع‬
‫‪ ،‬فهو يلعب دو ار أساسيا في تحضير الدعوى و تهيئتها و الفصل فيها و‬ ‫‪3‬‬
‫العريضة‬
‫توجيهها إلى أن يقدم تقريره الكتابي إلى هيئة الحكم ‪.4‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تهيئة القضية للفصل فيها‬

‫قبل الفصل في القضية بموجب الحكم الصادر فيها يلعب كل من المستشار المقرر‬
‫(القاضي) ‪ ،‬و النيابة العامة (محافظ الدولة) دو ار في تهيئة القضية للفصل فيها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬علي عبد الفتاح محمد ‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري ‪ ،‬مبدأ المشروعية ‪ ،‬دعوى اإللغاء دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية بدون ع ط ‪ ،2331 ،‬ص ‪.215‬‬
‫‪ - 2‬شدري معمر فاطنة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ - 3‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.531‬‬
‫‪ - 4‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫من المبادئ األساسية التي تحكم اإلجراءات القضائية في الدعوى انه ال يمكن النطق‬
‫بالحكم في قضية معروضة أمام القضاء إال بعد المرور بمرحلة التحقيق من ثمة فإن‬
‫موضوع البحث يستدعي في أول األمر التحقيق في دعوى اإللغاء (الفرع األول ) و ذكر‬
‫‪1‬‬
‫وسائل التحقيق (الفرع الثاني ) و إحالة القضية على محافظ الدولة (الفرع الثالث) ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬التحقيق في دعوى اإللغاء ‪.‬‬

‫إن التحقيق في دعوى اإللغاء له طابع متميز و ذلك راجع لخصوصية المنازعة في حد‬
‫ذاتها نظ ار الختالل التوازن بين طرفيها ‪ ،‬و هذا ما دفع بالمشرع الجزائري من خالل‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد منح القاضي اإلداري سلطات و صالحيات واسعة إلعادة هذا التوازن المفقود و‬
‫ذلك من خالل القواعد اإلجرائية التحقيقية المختلفة ‪ ،‬كرقابة القاضي اإلداري على صحة‬
‫العريضة االفتتاحية و سلطته في اإلشراف على توجيه تبادل المذكرات و مذكرات الرد و‬
‫تقديم أوامر للخصوم و غيرها ‪.‬‬

‫على الرغم من ذلك نجد أن القاضي اإلداري هو المسير و المتحكم الوحيد إلجراءات‬
‫الخصومة اإلدارية ‪ ،‬والذي يظهر دوره فيها من بداية التحقيق إلى غاية انتهائه ‪ ،2‬و من‬
‫هنا يتم تعيين القاضي المقرر أو المستشار و تحديد أهم اختصاصاته‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تعيين القاضي المقرر أو المستشار ‪.‬‬

‫يقوم رئيس المحكمة اإلدارية أو رئيس الغرفة المختصة بعد قيد العريضة لدى أمانة‬
‫الضبط بتحديد التشكيلة التي يؤوول إليها الفصل في الدعوى ‪ ،‬ثم يعين رئيس تشكيلة‬
‫الحكم القاضي المقرر فهو يلعب دور أساسي في تحضير الدعوى و تهيئتها ‪ ،‬حيث‬

‫‪- 1‬محمد الصغير بعلي‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 531‬‬
‫‪- 2‬مروة جريبي ‪ ،‬التحقيق في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬مذكرة مكملة لمتطلبات شهادة الماستر في القانون ‪ ،‬جامعة قالمة ‪،‬‬
‫الجزائر ‪ ، 2323/2311 ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫المؤتمن على سير الدعوى و توجيهها إلى أن يقدم تقريره الكتابي إلى هيئة الحكم و هو‬
‫‪1‬‬
‫ما نصت عليه المادة ‪ 155‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬اختصاصات القاضي المقرر أو المستشار ‪.‬‬

‫يلعب القاضي المقرر أو المستشار دو ار مهما وأساسيا في تحضير الدعوى و تهيئتها‬


‫للفصل فيها ‪ ،‬و تتمثل مهامه في ‪:‬‬

‫‪-1‬إجراء مهام الصلح ‪:‬‬

‫خالفا ق‪.‬إ‪.‬م السابق الذي كان يلزم المستشار المقرر وفقا للمادة ‪ 151‬ضرورة القيام‬
‫بمحاولة الصلح قبل مواصلة السير في الدعوى‪ ،‬فإن القانون الجديد جعله جوازيا أو‬
‫اختياريا وليس إجراء ملزما و ذلك باستعمال لفظ " يجوز " في العديد من النصوص و‬
‫المواد المتعلقة بالصلح مثل ما ورد بالمادة ‪ 113‬منه و التي تنص على ما يأتي ‪" :‬‬
‫‪2‬‬
‫يجوز للجهات القضائية اإلدارية إجراء الصلح في مادة القضاء الكامل "‪.‬‬

‫‪ -2‬توجيه تبادل المذكرات و العرائض ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 25‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على ما يأتي‪ ":‬يسهر القاضي على حسن سير الخصومة‪،‬‬
‫و يمنح اآلجال و يتخذ ما يراه الزما من اإلجراءات "‪ ،‬ومن ثم فإن القاضي المقرر إنما‬
‫يتولى اإلشراف على توجيه تبليغ العرائض و تبادل مذكرات األطراف وردودهم و التي‬
‫تقوم بها عمليا كتابة الضبط ‪ ،‬كما نصت الفقرة األخيرة من المادة ‪ 153‬منه على ما‬
‫يلي ‪ ":‬يشار في تبليغ العرائض و المذكرات إلى أنه في حالة عدم مراعاة اآلجال المحددة‬
‫من طرف القاضي لتقديم مذكرات الرد‪ ،‬يمكن اختتام التحقيق دون إشعار مسبق "‪.3‬‬

‫‪ -1‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.55‬‬


‫‪- 2‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 515‬‬
‫‪- 3‬المرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.513‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫يتم تبادل المذكرات و الوثاق و الردود و المستندات عن طريق أمانة الضبط‪ ،‬و تحت‬
‫إشراف القاضي المقرر و هو ذات اإلجراء المطبق بشأن دعاوى اإللغاء المرفوعة أمام‬
‫مجلس الدولة‪. 1‬‬

‫‪ -3‬التحقيق ‪:‬‬

‫تتمتع تشكيلة الحكم و خاصة القاضي المقرر باعتباره أمينا على الدعوى اإلدارية‪،‬‬
‫باللجوء إلى كافة اإلجراءات و الوسائل القانونية التي من شأنها إظهار حقيقة النزاع‬
‫وتكوين قناعة لديه ‪ ،‬ومن ذلك اللجوء إلى التحقيق‪.2‬‬

‫أجازت المادة ‪ 155‬من القانون الجديد لرئيس التشكيلة التي يؤول إليها الفصل في‬
‫الدعوى عندما تقتضي ظروف القضية أن يحدد التاريخ الذي يختتم فيه التحقيق ‪ ،‬في هذه‬
‫الحالة يرسل الملف إلى محافظ الدولة لتقديم التماساته و يأمر بإحالة الملف أمام التشكيلة‬
‫الحكم للفصل في القضية بعد تقديم التماسات محافظ الدولة‪.3‬‬

‫‪-4‬إعداد التقرير المكتوب ‪:‬‬

‫بمجرد انتهاء القاضي المقرر من إجراء التحقيق ‪،‬يعد تقرير مكتوب لما توصل إليه‬
‫يحتوي على الوقائع و اإلجراءات و األوجه المثارة و المسائل القانونية و طلبات الخصوم‬
‫الختامية‪،‬كما أنه يكتسي كتابة هذا التقرير قيمة قانونية لما يحتوي من معلومات تساعد‬
‫قاضي الموضوع على إجالء و فهم الغموض الذي قد تتضمنه وقائع المنازعة‪ ،‬و بذلك‬
‫يكون على القاضي المقرر تالوته في جلسة الحكم‪.4‬‬

‫‪- 1‬سامي الوافي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.122‬‬


‫‪- 2‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.511‬‬
‫‪- 3‬بربارة عبد الرحمن ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬دار بغدادي للطباعة و النشر ‪ ،‬ط ‪ ، 32‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2331‬ص‪.551‬‬
‫‪ - 4‬سويسي وسيم ‪ ،‬أثار حكم إلغاء القرار اإلداري في القانون الجزائري ‪ ،‬مذكرة مكملة لمتطلبات شهادة الماستر في‬
‫القانون كلية ‪،‬جامعة قالمة‪ ،‬الجزائر ‪ ،2323/2311 ،‬ص‪.15‬‬
‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫على غرار ما كان وارد في القانون السابق ‪ ،‬يتوج عمل المستشار أو القاضي المقرر‬
‫بإعداد تقرير مكتوب ‪ ،‬كما نصت عليه المادة ‪ ( 115‬الفقرة األولى) من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد‪ ":‬بعد‬
‫تالوة القاضي للمقرر للتقرير المعد حول القضية ‪ ،‬يجوز للخصوم تقديم مالحظاتهم‬
‫الشفوية تدعيما لطلباتهم الكتابية "‪.1‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬وسائل التحقيق في دعوى اإللغاء ‪.‬‬

‫إن مرحلة التحقيق هي من أهم مراحل الدعوى اإلدارية ألن إجراءات التحقيق تساعد على‬
‫كشف الحقيقة ‪ ،‬و قد أجاز ق إ‪.‬م‪.‬إد اللجوء إلى جملة من وسائل التحقيق المحددة فوردها‬
‫بإيجاز فيما يلي‪:2‬‬

‫أوال ‪ :‬الخبرة‪.‬‬

‫تعرف الخبرة بأنها‪ ":‬االستشارة الفنية التي يستعين بها القاضي في مجال اإلثبات‬
‫لمساعدته في تقدير المسائل الفنية‪ ،‬و لقد نصت المادة ‪ 131‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد والتي أحالت‬
‫بشأنها إلى األحكام المشتركة لجميع الجهات القضائية و المنصوص عليها في المواد من‬
‫‪ 123‬إلى ‪ 153‬من نفس القانون‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬شهادة الشهود ‪.‬‬

‫يعتبر اإلثبات بواسطة شهادة الشهود من اإلجراءات التحقيقية التي يلجأ القاضي اإلداري‬
‫إلقامة اإلثبات‪ ،‬و يمكن للقاضي أثناء سماع الشاهد‪ ،‬سواء من تلقاء نفسه أو بناءا على‬

‫‪-1‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 525‬‬
‫* نصت المادة ‪ 111‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على أنه ‪":‬يحيل القاضي المقرر وجوبا ملف القضية مرفقا بالتقرير و الوثائق‬
‫الملحقة به إلى محافظ الدولة ‪ ،‬لتقديم تقريره المكتوب في اجل شهر واحد(‪ )1‬من تاريخ استالمه الملف يجب على‬
‫محافظ الدولة إعادة الملف و الوثائق المرفقة به إلى القاضي بمجرد انقضاء األجل المذكور"‪.‬‬
‫‪-2‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ -5‬بوكثير عبد الرحمن ‪،‬عبء اإلثبات في دعوى اإللغاء ‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق –بن‬
‫عكنون‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 2315/2315 ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫و لفظ الخبير هو اسم من أسماء هللا الحسنى و إحدى صفاته‪ ،1‬إذ يقول جل و عال في‬
‫كتابه العزيز‪ ( :‬الحمد هلل الذي له ما في السموات و ما في األرض و له الحمد في اآلخرة‬
‫و هو الحكيم الخبير)‪ ، 2‬و للخبرة أساس و مردود في الشريعة اإلسالمية حيث يقول‬
‫سبحانه وتعالى ‪ ( :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون )‪.3‬‬

‫طلب الخصوم أن يطرح على الشاهد األسئلة التي يراها مفيدة في التحقيق بحيث ال يمكن‬
‫ألي كان باستثناء القاضي ‪،‬أن يقاطع الشاهد أثناء اإلدالء بشهادته‪.4‬‬

‫تدون أقوال الشاهد في محضر يتضمن البيانات و تتلى على الشاهد أقواله من طرف‬
‫أمين الضبط فور اإلدالء بها ثم يوقع على المحضر كل من القاضي و أمين الضبط و‬
‫الشاهد‪.‬‬

‫نصت المادة ‪ 153‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على ‪ ":‬تدون أقوال الشاهد في محضر ‪ ،‬يتضمن‬
‫المحضر البيانات التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬مكان ويوم و ساعة سماع الشهود ‪.‬‬


‫‪ -2‬حضور أو غياب الخصوم ‪.‬‬
‫‪ -5‬اسم و لقب و مهنة و موطن الشاهد ‪.‬‬

‫‪ - 1‬مقيمي ريمة ‪ ،‬اإلثبات في النزاع اإلداري‪ ،‬أطروحة دكتوراه في علوم القانون ‪ ،‬جامعة أم البواقي ‪،‬‬
‫الجزائر‪ ، 2315/2315،‬ص ‪.111‬‬
‫‪- 2‬القران الكريم ‪ ،‬سورة السبأ‪ ،‬اآلية ‪.31‬‬
‫‪- 3‬القران الكريم ‪ ،‬سورة النحل‪ ،‬اآلية ‪.55‬‬
‫*تنص المادة ‪ 123‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على ‪ ":‬تهدف الخبرة إلى توضيح واقعة مادية تقنية أو علمية محضة للقاضي"‪.‬‬
‫‪- 4‬العربي وردية ‪ ،‬فكرة النظام العام في اإلجراءات القضائية اإلدارية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬كلية ‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان ‪ ،‬الجزائر ‪ ،2313 ،‬ص ‪.121‬‬
‫* المادة ‪ 155‬من نفس القانون نصت على ‪ ":‬يجوز للقاضي أن يفصل في القضية فور سماع الشهود ‪ ،‬أو يؤجلها‬
‫إلى جلسة الحقة "‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫‪ -5‬أداء اليمين من طرف الشاهد و درجة قرابته أو مصاهرته مع الخصوم أو تبعيته‬


‫لهم‪.‬‬
‫‪ -3‬أوجه التجريح المقدمة ضد الشاهد عند االقتضاء ‪.1‬‬
‫‪ -5‬أقوال الشاهد و التنويه بتالوتها عليه‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المعاينة و االنتقال إلى األماكن ‪.‬‬

‫تعد المعاينة و االنتقال إلى األماكن من بين إجراءات التحقيق التي يعتمد عليها القاضي‬
‫اإلداري للفصل في المنازعة اإلدارية‪ ،‬فقد طبق المشرع هذا اإلجراء في العديد من‬
‫الدعاوى اإلدارية ‪ ،‬فالمعاينة تشبه إلى حد بعيد العلم الذي يحصل عليه القاضي في‬
‫مجلس القضاة‪.2‬‬

‫و في القانون الجزائري تطبق القواعد الجزائية العامة بخصوص إجراء المعاينة و االنتقال‬
‫إلى األماكن في المنازعات اإلدارية حيث تنص المادة ‪ 151‬من قانون ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على‬
‫أنه‪'':‬تطبق األحكام المتعلقة بالمعاينة و االنتقال إلى األماكن المنصوص عليها في المواد‬
‫من ‪ 155‬إلى ‪ 151‬من هذا القانون أمام المحاكم اإلدارية ''‪ ،3‬يخول ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ للقاضي‬
‫اإلداري االنتقال للمعاينة بنفسه إلى األمكنة الالزمة لإلطالع عن قرب على معطيات‬
‫‪4‬‬
‫القضية و مالبساتها‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬االستجواب ‪.‬‬

‫يعتبر االستجواب إجراء من اإلجراءات التحقيقية و الذي يلجا إليه القاضي اإلداري قصد‬

‫‪ - 1‬بربارة عبد الرحمن ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.155‬‬


‫‪ - 2‬مروة جريبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪ - 3‬نادية بونعاس ‪ ،‬مرجع السابق ‪ ،‬ص ‪211‬‬
‫*المادة ‪ 151‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد ‪ '' :‬يحرر محضر عن االنتقال إلى األماكن ‪ ،‬يوقعه القاضي و أمين الضبط ‪ ،‬و يودع‬
‫ضمن األصول بأمانة الضبط‪ ، .‬يمكن للخصوم الحصول على نسخ من هذا المحضر"‪.‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.521‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫الوصول إلى الحقيقة ‪ ،‬بحيث يتمثل في األسئلة التي يطرحها القاضي أو المستشار‬
‫المقرر أثناء التحقيق في الدعوى بغية استدراج الخصوم إلى اإلقرار بواقعة أو تصرف‬
‫‪1‬‬
‫ما‪.‬‬

‫و نجد أن المشرع الجزائري أكد على االستجواب و انه يسمح به ‪ ،‬وذلك أن بإمكان‬
‫القاضي اإلداري من تلقاء نفسه أو بناء على طلب الخصوم أن يأمر بحضور احد‬
‫الخصوم لالستجواب شخصيا قبل الفصل في النزاع‪ ، .‬تنص المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 131‬من‬
‫ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على االستجواب ‪ ،‬كما انه يتم استجواب الحضور معا ما لم تتطلب ظروف‬
‫‪2‬‬
‫القضية استجوابهم بصفة انفرادية‬

‫خامسا ‪:‬اإلقرار‪.‬‬

‫المقصود به وقوف الخصم أمام القضاء اإلداري و يعترف بأن هذا األمر ثابتا في ذمته‬
‫مقابل إعفاء الخصم األخر من ثباته‪ ،‬أي تعتبر شهادة المدعي ضد مصلحته لمصلحة‬
‫الطرف األخر سواء كانت واقعة قانونية أو حقا محدد و يترتب عليه أثار قانونية كنشوء‬
‫‪3‬‬
‫‪.‬‬ ‫حق أو تعديله أو انتقاله‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة‪ 551‬من القانون المدني‬

‫كما يقال "االعتراف سيد األدلة " وهذا ما أكده مجلس الدولة الجزائري في ق ارره الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2335//31/23‬والذي جاء فيه ‪ ... '':‬حيث إن المبلغ المطلوب من طرف‬
‫المدعي المستأنف عليه ثابت باعتراف المدعى عليهما المستأنفة بلدية أبو الحسن و ذلك‬
‫في عريضتها المؤرخة في ‪.'' 2331/33/35‬‬

‫حيث أن االستئناف المقال من طرف بلدية أبو الحسن لم يرتكز على أي سند قانوني‬
‫سواء في الشكل أو في الموضوع‪.‬‬

‫‪ -‬العربي وردية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.125‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬عبير بوسرية ‪ ،‬خصوصية إلثبات في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص فانون إداري ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪،‬‬
‫‪ ،2311‬ص ‪. 35‬‬
‫‪ -‬عبير بوسرية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫حيث أن قضاة الدرجة األولى لما حكموا على المدعي عليها المستأنفة بإلزامها دفع المبلغ‬
‫المطلوب للمدعي المستأنف عليه ‪ ،‬قد قدر عناصر القضية تقدي ار سليما و طبقوا القانون‬
‫‪1‬‬
‫صحيحا مما يتعين التصريح بالمصادقة على القرار المستأنف في كل ما جاء به‪.‬‬

‫سادسا ‪ :‬مضاهاة الخطوط ‪.‬‬

‫يرى جانب من الفقه أن دعوى مضاهاة الخطوط تهدف أساسا إلى التعريف أمام القضاء‬

‫بالكتابة أو اإلمضاء الذي تتضمنه األوراق العرفية ‪ ،‬على خالف عملية الطعن بالتزوير‬
‫فهي تتعلق بالمحررات ذات الطابع الرسمي ‪ ،‬هذا و قد نص ق إ‪.‬م‪.‬إد على مضاهاة‬
‫الخطوط انطالقا من المادة ‪ 155‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد المحال إليها بموجب المادة ‪ 152‬من نفس‬
‫القانون التي تنص على أن ‪ ":‬تهدف دعوى مضاهاة الخطوط إلى إثبات أو نفي صحة‬
‫الخط أو التوقيع على المحرر العرفي‪. 2‬‬

‫و قد يقضي القاضي كذلك بعدم صحة الخط أو التوقيع الوارد في الورقة العرفية‪ ،‬و يؤدي‬
‫ذلك إلى استبعادها من إجراءات الدعوى ‪ ،‬وال يعتد بها أثناء الفصل في موضوع النزاع و‬
‫ما على المدعي بالورقة إال تدعيم موقفه بدليل أخر مقبول قانونا ‪ ،3‬حيث نصت المادة‬
‫‪ 155‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد على انه ‪ ":‬عندما تكون القضية مهيأة للجلسة ‪ ،‬أو عندما تقضي‬
‫القيام بالتحقيق عن طريق خبرة أو سماع الشهود أو غيرها من اإلجراءات ‪ ،‬يرسل الملف‬
‫‪4‬‬
‫إلى محافظ الدولة لتقديم التماساته بعد دراسته من قبل القاضي المقرر ‪".‬‬

‫‪ -‬مقيمي ريمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.213‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 2‬حفيظة سابق ‪ ،‬الخصومة في المداة اإلدارية أمام مجلس الدولة ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في‬
‫القانون العام ‪ ،‬تخصص اإلدارة العامة ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2311/2311 ،‬ص ‪.231‬‬
‫‪ - 3‬زكري فوزية ‪ ،‬إجراءات التحقيق في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ‪،‬‬
‫تخصص القوانين اإلجرائية و التنظيم القضائي ‪ ،‬لقطب الجامعي بلقايد –وهران‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 2312/2311 ،‬ص‬
‫‪.152‬‬
‫‪ - 4‬القانون رقم ‪ ، 31-31‬النافذ ‪.‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬إحالة ملف القضية إلى محافظ الدولة‪.‬‬

‫لم يتصدى القانون ‪ 32-11‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية إلى دور محافظ الدولة في‬
‫الخصومة اإلدارية ‪ ،‬على عكس القانون رقم ‪ 31-11‬المتعلق باختصاصات مجلس‬
‫الدولة و تنظيمه و عمله السيما في مادته ‪ '' : 25‬يمارس محافظ الدولة و محافظو‬
‫الدولة المساعدون مهمة النيابة العامة في القضايا ذات الطابع القضائي و االستشاري و‬
‫‪1‬‬
‫يقدمون مذكراتهم كتابيا و يشرحون مالحظاتهم شفويا''‪.‬‬

‫يتم تعيين محافظ الدولة‪ ،‬باعتباره قاض‪ ،‬بموجب مرسوم رئاسي ولم يحدد القانون شروط‬
‫خاصة لذلك وال إجراءات معينة ومتميزة ‪.‬‬

‫و إلى جانب محافظ الدولة‪ ،‬يمكن تعيين محافظي دولة مساعدين‪ ،‬و هم قضاة معينون‬
‫أيضا بمرسوم رئاسي‪ ، 2‬بحيث تنص المادة‪ 33‬من القانون ‪ 32-11‬على أن‪ '' :‬يتولى‬
‫‪3‬‬
‫محافظ الدولة النيابة العامة بمساعدة محافظي دولة مساعدين''‬

‫ذكرت المادة ‪ 31‬في فقرتها األولى و الثانية من القانون العضوي ‪ 35-11‬على أن‬
‫محكمة التنازع تتكون من محافظ دولة مساعد حيث تنص على ما يلي ‪ '' :‬إضافة إلى‬
‫تشكيلة محكمة التنازع المبينة في المادة ‪ 33‬أعاله ‪ ،‬يعين قاضي بصفته محافظ دولة و‬
‫لمدة ‪ 35‬سنوات منذ قبل رئيس الجمهورية باقتراح من وزير العدل وبعد أخذ الرأي‬
‫‪4‬‬
‫المطابق للمجلس األعلى للقضاة لتقديم طلباته و مالحظاته الشفوية ''‪.‬‬

‫‪ -‬بربارة عبد الرحمان ‪ ،‬شرح قانون ا الجراءات المدنية و االدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.551‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -2‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪521‬‬
‫‪- 3‬القانون رقم ‪ 32- 11‬المؤرخ في ‪ 35‬صفر ‪ 1511‬الموافق ‪ 53‬مايو ‪ ،1111‬يتعلق بالمحاكم اإلدارية ‪ ،‬ج ر ع‪51‬‬
‫‪ ،‬المؤرخة في ‪ 35‬يونيو ‪، 1111‬النافذ ‪.‬‬
‫‪ -‬حمري نجاة أمال ‪ ،‬محكمة تنازع االختصاص في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في القانون‬ ‫‪4‬‬

‫العام ‪ ،‬تخصص إدارة و مالية ‪ ،‬جامعة البويرة ‪،‬الجزائر ‪ ، 2311-2315 ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫أما بالنسبة لدور محافظ الدولة على مستوى مجلس الدولة ‪ ،‬فهو ذات الدور الذي‬
‫يمارسه على مستوى المحكمة اإلدارية في تقديم التماساته بعد إحالة الملف إليه و تقديم‬
‫تقريره الكتابي‪ ،‬إال انه إضافة إلى هذا الدور فلمحافظ الدولة على مستوى مجلس الدولة‬
‫دور استشاري‪ . 1‬وهو ما تنص عليه المادة ‪ 12‬من القانون العضوي ‪ 35-11‬المتعلق‬
‫باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها ‪.2‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫بعد مرور الخصومة اإلدارية بمجموعة من اإلجراءات التي تبدأ برفع الدعوى و سيرها‪ ،‬و‬
‫بعد اختتام مرحلة التحقيق و تهيئة القضية للفصل فيها و إحالة الملف رفقة التقرير الذي‬
‫أعده القاضي المقرر إلى محافظ الدولة لتقديم التماساته‪ ،‬حيث تبدأ مرحلة الفصل في‬
‫دعوى اإللغاء التي تعبر بدورها النيابة القانونية و الطبيعية للنزاع القائم بين طرفي‬
‫الدعوى‪.‬‬

‫بحيث تعتبر مرحلة الفصل في الدعوى اإلدارية المعروضة أمام القضاء اإلداري أهم‬
‫مرحلة تمر بها الخصومة اإلدارية‪ ،‬و بناءا على ما سبق سنتطرق في هذا المبحث إلى‬
‫مطلبين انعقاد الجلسة (المطلب األول) ‪ ،‬صدور الحكم في دعوى اإللغاء (المطلب‬
‫الثاني) ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬إنعقاد الجلسة‪.‬‬

‫تعتبر الجلسة من أهم إجراءات الدعوى اإلدارية ‪ ،‬حيث تخضع جلسة الحكم النعقادها‬
‫وتدخالت األطراف ضبطها ‪ ،‬لجملة من القواعد التي تتمثل في تحديد رئيس تشكيلة الحكم‬

‫‪ -‬شدري معمر فاطمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 5‬القانون العضوي رقم ‪ ، 35-11‬المؤرخ في ‪ 31‬صفر ‪ 1511‬الموافق ل ‪ 35‬يونيو ‪ ، 1111‬يتعلق باختصاصات‬


‫محكمة التنازع و تنظيمها وعملها ‪ ،‬ج ر ع‪، 51‬المؤرخة في ‪ 31‬يونيو ‪ ، 1111‬النافذ ‪.‬‬
‫* المادة ‪ 12‬من القانون العضوي ‪ 35-11‬تنص على ‪ '' :‬يبدي مجلس الدولة رأيه في المشاريع التي يتم إخطاره بها‬
‫حسب األحكام المنصوص عليها في المادة ‪ 35‬و يقترح التعديالت التي يراها ضرورية "‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫جدولة كل جلسة وتاريخها أمام المحاكم اإلدارية ويبلغه إلى محافظ الدولة ‪ ،‬و هذا ما‬
‫سيتم التطرق إليه في الفروع التالية‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تشكيلة الجلسة‪.‬‬

‫حددت المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 1251-11‬النصاب القانوني المطلوب‬


‫العتبار الجلسة صحيحة من الناحية القانونية ‪ ،‬واكتفت بأغلبية أصوات الحاضرين و في‬
‫حالة التعادل يرجح صوت الرئيس ‪ ،‬ويدون رأي المجلس في شكل تقرير نهائي ‪ ،‬حيث‬
‫يتولى رئيس مجلس الدولة إرساله إلى األمين العام للحكومة‪.2‬‬

‫و تنص المادة ‪ 155‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على ‪ '' :‬يعين رئيس المحكمة اإلدارية التشكيلة التي‬
‫يؤول إليها الفصل في دعوى فحص المشروعية بمجرد قيد عريضة افتتاح الدعوى بأمانة‬
‫الضبط ''‪ ، 3‬و عندما تكون القضية مهيأة للفصل فيها يحدد رئيس تشكيلة الحكم تاريخ‬
‫اختتام التحقيق بموجب أمر غير قابل ألي طعن ‪.‬‬

‫يقتضي األمر قبل عقد الجلسة إعداد جدول القضايا وإعالنه‪ ،‬وتبدأ المرافعات بعقد‬
‫الجلسة‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬جلسة المحكمة اإلدارية‪.‬‬

‫بحيث تنص المادة ‪ 115‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على ‪ '' :‬يحدد رئيس تشكيلة الحكم جدول كل‬
‫جلسة أمام المحكمة اإلدارية ‪ ،‬و يبلغ إلى محافظ الدولة‪''.‬‬

‫‪ -1‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 251-11‬ممضي في ‪ 21‬غشت ‪ ، 1111‬مجلس الدولة ‪ ،‬ج ر ع ‪ 55‬مؤرخة في ‪ 53‬غشت‬
‫‪ 1111‬ص ‪ ، 33‬يحدد أشكال اإلجراءات و كيفياتها في المجال اإلستشاري أمام مجلس الدولة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يحياتن إخالص ‪ ،‬االختصاص القضائي واالستشاري لمجلس الدولة الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في‬
‫القانون ‪ ،‬تخصص القانون العام الداخلي ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ -‬تيزي وزو ‪ ، -‬الجزائر ‪ ، 2313-2315 ،‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪ -3‬هواري دحدوح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫و بهذا الصدد تنص المادة ‪ 33‬من نفس القانون ما يأتي ‪ '' :‬تفصل الجهات القضائية‬
‫بقاضي فرد أو بتشكيلة جماعية ‪ ،‬وفقا لقواعد التنظيم القضائي ''‪ ،‬و تتشكل المحكمة‬
‫اإلدارية من ثالثة قضاة على األقل من بينهم رئيس و مساعدان برتبة مستشار ‪ ،‬و يتولى‬
‫محافظ الدولة دور النيابة العامة ‪ ،‬يساعده محافظي دولة مساعدين‪. 1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬جلسة الغرفة المختصة بمجلس الدولة ‪.‬‬

‫بحيث تنص المادة ‪ 33‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة على ما ياتي ‪ ... '' :‬يحدد‬
‫رئيس الغرفة تاريخ الجلسة عن طريق آمر و يبلغ اإلخطار ثمانية أيام (‪ )31‬على األقل‬
‫قبل انعقادها ''‪. 2‬‬

‫كما انه تعقد محكمة التنازع جلساتها بدعوة من رئيسها في تشكيلة تضم ‪ 3‬أعضاء على‬
‫األقل من بينهم عضوان من مجلس الدولة و عضوان من المحكمة العليا ‪ ،‬و تضبط‬
‫‪ ،‬إضافة إلى هذا فانه يشترط لصحة الجلسة أن تكون هيئة‬ ‫‪3‬‬
‫الجلسة طبقا ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد‬
‫الحكم مشكلة تشكيال قانونيا يتماشى مع ما نصت عليه المادة ‪ 155‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد ‪ ،‬و هو‬
‫األمر الذي أكده مجلس الدولة في أحد ق ارراته ‪ ،‬لذلك يشترط أن تتكون تشكيلة الحكم‬
‫على مستوى المحاكم اإلدارية من ‪ 35‬قضاة على األقل من بينهم رئيس و مساعدين‬
‫اثنين برتبة مستشار‪ ،‬فضال على هذا يحضر الجلسة كل من محافظ الدولة ‪ ،‬الخصوم‪،‬‬
‫كتابة الضبط‪. 4‬‬

‫‪- 1‬المحاكم اإلدارية ‪ ،‬و ازرة العدل ‪ ، https://www.mjustice.dz/ ،‬أطلع عليه بتاريخ ‪، 2322/33/25‬‬
‫الساعة‪. 12.52:‬‬
‫‪ -‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.551‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬حمري نجاة آمال ‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬سويسي وسيم ‪ ،‬أثار حكم إلغاء القرار اإلداري في القانون الجزائري ‪ ،‬مذكرة مقدمة لمتطلبات شهادة الماستر في‬ ‫‪4‬‬

‫القانون ‪ ،‬تخصص قانون عام ‪ ،‬جامعة ‪ 31‬ماي ‪- 1153‬قالمة ‪ ،-‬الجزائر‪ ، 2323- 2311 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫أما المادة ‪ 115‬من نفس القانون فقد استوجبت إخطار الخصوم بتاريخ جلسة الحكم عشرة‬
‫أيام على األقل قبل تاريخها ‪ ،‬و يجوز تقليصه في حالة الضرورة إلى يومين بحيث تكون‬
‫جلسة الحكم علنية هو األصل‪ ،‬و تشكل هيئة الحكم على مستوى المحاكم اإلدارية على‬
‫األقل من ‪ 35‬قضاة ‪ ،‬رئيس و مساعدين على األقل برتبة مستشار ‪ ،‬و يحضر الجلسة‬
‫إضافة إلى كل من الخصوم و محاميهم و غيرهم من الحضور‪. 1‬‬

‫نصت المادة ‪ 51‬من القانون العضوي ‪ 31-11‬على انه ‪ '' :‬يعقد مجلس الدولة في حالة‬
‫الضرورة جلساته مشكال من كل الغرف مجتمعة السيما في الحاالت التي يكون فيها‬
‫القرار المتخذ بشأنها يمثل تراجعا عن اجتهاد قضائي''‪. 2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬سير الجلسة ‪.‬‬

‫يتخلل هذه المرحلة إجراء جوهري يتمثل في تالوة التقرير الخاص بالقضية من قبل‬
‫القاضي المقرر و هو ما كرسته المادة ‪ 115‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد التي تقضي بـأن‪ '' :‬بعد تالوة‬
‫القاضي المقرر للتقرير المعد حول القضية ‪ ،‬يجوز للخصوم تقديم مالحظاتهم الشفوية‬
‫تدعيما لطلباتهم الكتابية ''‪. 3‬‬

‫إن إجراءات سير الجلسة تكون وجوبا حسب الترتيب األتي ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬تالوة التقرير المتعلق بالقضية‬

‫أثناء الجلسة يقوم القاضي المقرر بتالوة تقريره المعد حول القضية على غرار الوضع في‬
‫فرنسا أما في مصر فان المفوض هو الذي يبدأ بتالوة تقريره‪. 4‬‬

‫‪ -‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪..31‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬القانون رقم ‪ ، 31- 11‬المعدل و المتمم ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -3‬سابق حفيظة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬


‫‪ -4‬بوخميس سهيلة ‪،‬اإلجراءات القضائية اإلدارية ‪ ،‬جامعة قالمة ‪ ، /https://dspace.univ-guelma.dz ،‬اطلع‬
‫عليه بتاريخ ‪ ، 2322/33/35‬الساعة ‪.13:12 :‬‬
‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫حيث انه يعلن رئيس الجلسة عن افتتاح الجلسة لينادي أمين الضبط على األطراف‪ ،‬بعد‬
‫ذكر رقم القضية المنظورة و بعدها يعطي الرئيس الكلمة إلى القاضي المقرر لكي يقوم‬
‫بتالوة تقريره المكتوب المتضمن عرضا عن الوقائع و دفاع األطراف و طلباتهم‪. 1‬‬

‫كما انه تقوم هيئة مفوض الدولة خالل ثالثة أيام من تاريخ إيداع التقرير المشار إليه في‬
‫المادة ‪ 21‬من قانون مجلس الدولة ‪ ،‬بعرض ملف األوراق على رئيس المحكمة لتعيين‬
‫تاريخ الجلسة التي تنظر فيها الدعوى ‪ ،‬ثم توزيع الدعاوى على دوائر المحكمة بمراعاة‬
‫نوعها طبقا للنظام الذي تبينه الالئحة الداخلية للمجلس ‪ ،‬حيث يقوم قلم كتاب المحكمة‬
‫بإعالن تاريخ الجلسة إلى ذوي الشأن ويكون ميعاد الحضور ثمانية أيام على األقل‪. 2‬‬

‫عندما يخطر رئيس محكمة التنازع يعين احد قضاتها مستشا ار مقر ار و ذلك بهدف تقديم‬
‫تقريره الكتابي إلى كتابة الضبط أو يتم إرساله إلى محافظ الدولة ‪ ،‬وهذا ما جاء في نص‬
‫المادة ‪ 22‬من القانون العضوي ‪ 35-11‬حيث نصت على ‪ '' :‬يعين رئيس محكمة‬
‫التنازع بمجرد إخطاره مستشا ار مقر ار من بين أعضاء المحكمة '' ‪ ،‬كما انه يتم تالوة‬
‫التقرير وفقا لجلسة علنية‪. 3‬‬

‫القانوني المطلوب‬ ‫فقد حددت المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي ‪ 251-11‬النصاب‬


‫العتبار الجلسة صحيحة من الناحية القانونية ‪ ،‬إال أنها اكتفت بأغلبية أصوات الحاضرين‬
‫و في حالة التعادل يرجح صوت الرئيس ويدون رأي المجلس في شكل تقرير نهائي ‪،‬‬
‫حيث يتولى رئيس مجلس الدولة إرساله الى األمين العام للحكومة‪. 4‬‬

‫‪ -1‬هواري دحدوح ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ -2‬علي عبد الفتاح محمد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 211‬‬
‫‪ -3‬عواطف بولحروز ‪ ،‬النظام القانوني لمحكمة التنازع في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪،‬‬
‫تخصص قانون عام ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪ -‬ام البواقي ‪ ،-‬الجزائر ‪ ، 2311-2311 ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ -4‬يحياتن اخالص ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫ثانيا ‪ :‬االستماع لألطراف ‪.‬‬

‫يتم ذلك بإبداء الخصوم أو محاميهم لمالحظاتهم الشفوية ‪ ،‬دعما لمذكراتهم الكتابية عند‬
‫االقتضاء كما يمكن االستماع إلى أعوان اإلدارة أو شخص حاضر من احد الخصوم في‬
‫سماعه ‪ ،‬و يتناول المدعي عليه ( اإلدارة ) الكلمة أثناء الجلسة بعد المدعي إذا ما قدم‬
‫‪1‬‬
‫هذا األخير مالحظات شفوية‬

‫وألن اإلجراءات كتابية ‪ ،‬فان المذكرات و الوثائق تودع بكتابة ضبط الهيئة القضائية‬
‫المختصة ‪ ،‬و لإلطراف حق االطالع عليها ‪ ،‬بل ويأمر القاضي بتبليغها لهم ‪ ،‬ولم يسمح‬
‫بالمناقشة الشفوية أمام مجلس الدولة سوى عام ‪ ، 1133‬بحيث أن األطراف يستطيعون‬
‫تقديم المالحظات الشفوية أمام المحاكم اإلدارية عند انعقاد الجلسة ‪ ،‬و لكنهم يفضلون‬
‫دائما االكتفاء بالمذكرات المكتوبة‪. 2‬‬

‫و بهذا يمكن للقاضي خالل الجلسة و بصفة استثنائية أن يطلب توضيحات من كل‬
‫شخص حاضر يرغب أحد الخصوم في سماعه ‪ ،‬كما أن المحكمة غير ملزمة بالرد على‬
‫األوجه المقدمة شفويا بالجلسة ما لم تؤكد بمذكرة كتابية‪. 3‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تقديم محافظ الدولة طلباته‪.‬‬

‫نرى أن المشرع الجزائري من خالل ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد حاول تعزيز دور محافظ الدولة في القضاء‬
‫اإلداري حيث أن المادة ‪ 111‬منه تحدثت عن تقرير محافظ الدولة و وجوب تضمنه‬
‫‪4‬‬
‫عرضا عن الوقائع و األوجه المثارة و رأيه حول كل مسالة مطروحة و الحلول المقترحة‬
‫‪.‬‬

‫‪ - 1‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪.31 ،‬‬


‫‪ -2‬مسعود شيهوب ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات االدارية ‪ ،‬األنظمة القضائية المقارنة و المنازعات اإلدارية ‪ ،‬ج ‪ ، 1‬ط‬
‫‪ ، 2333 ، 5‬الساحة المركزية ‪ -‬بن عكنون‪ ، -‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -3‬سويسي وسيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -4‬نادية بونعاس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 251‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫بعد استنفاذ هذه اإلجراءات يقدم محافظ الدولة طلباته ‪ ،‬حيث تشير المادة ‪ 313‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد‬
‫إلى انه ‪ '' :‬يقدم محافظ الدولة طلباته بعد إتمام اإلجراءات المنصوص عليها في المادة‬
‫‪ 115‬أعاله ''‪. 1‬‬

‫كما انه قد نص ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد على إلزامية هاته اإلحالة إلى محافظ الدولة لتقديم تقريره‬
‫المكتوب ‪ ،‬و ذلك في اجل شهر واحد من تاريخ استالمه‪ ،‬و من هنا تظهر أهمية تقرير‬
‫محافظ الدولة بالنظر إلى العناصر التي يحتويها ‪ ،‬و من ثم الدور الذي سيؤديه المحافظ‬
‫بالتعبير عن رأيه بكل حرية و موضوعية و حياد أمام الجهات القضائية‪. 2‬‬

‫حيث انه بعد استيفاء إجراءات تحضير الدعوى و كذا االستماع إلى كل األطراف في‬
‫الجلسة يعلن القاضي عن قفل باب المناقشة و هو انتهاء نظر الدعوى بالجلسة و أنها‬
‫أصبحت مهيأة للفصل فيها ‪ ،‬كما انه يجوز لرئيس تشكيلة الحكم كاستثناء أن يقرر إعادة‬
‫فتح باب التحقيق بموجب أمر غير مسبب و غير قابل ألي طعن في حالة وجود أدلة‬
‫جديدة تأثر في الدعوى و الحكم‪. 3‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬المداولة‪.‬‬

‫تعد المداولة مرحلة وسط بين إقفال باب المرافعة و النطق بالحكم ‪ ،‬فهي أهم و اخطر‬
‫مرحلة في الخصومة ‪ ،‬بحيث بعد قفل باب المرافعة تجرى المداولة وفقا للقواعد السارية‬
‫المفعول التي تحقق عدالتها و تضمن حقوق الخصوم بالرجوع إلى قانون ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد نجد‬
‫أن المشرع لم يحدد طريقة متبعة إلجراء المداولة إال انه ترك المجال للسلطة التقديرية‬
‫للمحكمة ‪ ،‬لكنه قد فرض بعض المبادئ التي يجب مراعاتها عند القيام بهذا اإلجراء‪.‬‬

‫‪ -1‬سابق حفيظة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬


‫‪ -2‬مروة جريبي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪55‬‬
‫‪ -3‬سويسي وسيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. .21‬‬
‫*المادة ‪ 111‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد تنص على‪ '' :‬يقدم محافظ الدولة أيضا خالل الجلسة مالحظاته الشفوية حول كل قضية‬
‫قبل غلق باب المرافعات ''‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫أوال ‪ :‬أن تجري المداولة بعد إقفال باب المرافعة ‪.‬‬

‫إن المداولة ال تبدأ إال بعد أن تتاح الفرصة للخصوم إلبداء دفاعهم ‪ ،‬و تقديم ما يرغبون‬
‫من مستندات ‪ ،‬و مذكرات متعلقة بالدعوى و االطالع و الرد على كل ما يقدم في‬
‫الدعوى ‪ ،‬و بعد أن تقوم المحكمة بإقفال باب المرافعة ‪،‬بعد تأكدها من أن الدعوى قد‬
‫أصبحت صالحة للفصل فيها‪. 1‬‬

‫و هو ما أكدته المحكمة اإلدارية العليا في مصر بقولها ‪ ... '' :‬و من حيث المبادئ‬
‫األساسية في فقه المرافعات تستلزم أن يكون القضاة الذين يحكمون في الدعوى قد اشتركوا‬
‫جميعا في سماع المرافعات ‪ ،‬فإن حدث في الفترة بعد قفل باب المرافعات و قبل النطق‬
‫بالحكم آن تغير وصف أحد القضاة من الذين حصلت أمامهم المرافعة آلي سبب مثل‬
‫الوفاة أو النقل ‪ ،‬وجب فتح باب المرافعة و إعادة اإلجراءات أمام هيئة جديدة ‪ ،‬و‬
‫إلصدار الحكم عن قاضي غير الذي سمع المرافعة و يكون باطال لعيب يتعلق بالجانب‬
‫الشخصي من الصالحية الخاصة في القاضي‪. 2‬‬

‫ثانيا ‪ :‬يجب أن تتم المداولة في سرية تامة‪.‬‬

‫قد تجرى المداوالت س ار دون حضور محافظ الدولة و األطراف ومحاميهم و أمين الضبط‬
‫ضمانا لحرية القضاة في إبداء رأيهم ‪ ،‬و يشار في الحكم الفاصل للنصوص المطبقة و‬
‫أن يرد فيه ذكر مختصر للوقائع و طلبات األطراف و ادعاءاتهم و وسائل دفاعهم‪. 3‬‬

‫فقد نصت المادة ‪ 53‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة على ما يأتي ‪ '' :‬يشارك قضاة‬
‫الحكم في المداولة ويسير الرئيس المداولة و هو الذي يبدي رأيه في األخير ‪ ،‬تتخذ الغرفة‬

‫‪ -1‬العربي وردية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.155‬‬


‫‪ -2‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 555‬‬
‫‪ -‬بوالشعير وفاء ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.115‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫ق ارراتها بأغلبية األصوات و تصرح بها علنيا ''‪.1‬‬

‫حيث انه تتم المداوالت بشكل سري دون حضور محافظ الدولة ‪ ،‬أطراف النزاع ‪،‬‬
‫المحامين وأمين الضبط ‪ ،‬تكريسا لحرية القضاة و استقالليتهم في اتخاذ القرار الذي‬
‫يتالءم مع وقائع و ظروف النزاع‪. 2‬‬

‫فقد نصت المادة ‪ 251‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد على أنه ‪ '' :‬تتم المداوالت في السرية ‪ ،‬وتكون‬
‫وجوبا بحضور كل قضاة التشكيلة ‪ ،‬دون حضور ممثل النيابة العامة و الخصوم و‬
‫محاميهم و أمين الضبط '' ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬صدور الحكم في دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫قد يصدر القرار اإلداري عن جهة قضائية مختصة سواء المحاكم اإلدارية أو مجلس‬
‫الدولة ‪ ،‬فالمقصود من األحكام القضائية هي األوامر و الق اررات القضائية ‪ ،‬فالحكم هو‬
‫أخر إجراء في الدعوى ‪ ،‬لذا سيتم التطرق في هدا المطلب إلى كيفية إعداد الحكم‬
‫القضائي ( الفرع األول ) و بيانات الحكم القضائي ( الفرع الثاني ) و النطق بالحكم (‬
‫الفرع الثالث )‪. 3‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬إعداد الحكم القضائي ‪.‬‬

‫لقد أناط المشرع الجزائري صالحية إعداد الحكم القضائي للمستشار المقرر و ذلك بموجب‬
‫المادة ‪ 51‬من النظام الداخلي لمجلس الدولة التي تنص على انه ‪ '' :‬يكف المستشار‬

‫‪ -‬النظام الداخلي لمجلس الدولة مصادق عليه من طرف مكتب مجلس الدولة بتاريخ ‪ 11‬محرم ‪ 1551‬الموافق ‪11‬‬ ‫‪1‬‬

‫سبتمبر ‪ ، 2311‬ج ر ع ‪ ، 55‬المؤرخة في ‪ 21‬صفر ‪ 1551‬الموافق ‪ 21‬أكتوبر ‪ ، 2311‬تطبيقا ألحكام المادة ‪23‬‬
‫من القانون العضوي رقم ‪ 31-11‬المؤرخ في ‪ 5‬صفر ‪ 1511‬الموافق ‪ 53‬مايو ‪ 1111‬المتعلق باختصاصات مجلس‬
‫الدولة و تنظيمه و عمله ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫‪ -‬سامي الوافي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 123‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫‪1‬‬
‫المقرر بإعادة مشروع القرار بعد المداولة و قبل النطق به في الجلسة '' ‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 52‬منه على أن ‪ '' :‬يحرر المستشار المقرر القرار قبل النطق به و‬
‫يسلمه إلى كاتب الضبط بنهاية الجلسة ''‪. 2‬‬

‫بحيث أن القضاة في هذه المرحلة يتفقون على وجه الحكم في الدعوى ‪ ،‬و يدونون هذا‬
‫االتفاق من خالل مسودة يوقعون عليها و يحتفظون بها تمهيدا إلعالنه في الموعد‬
‫المحدد‪،‬و من ثم توثيقه وفق لما نص عليه القانون‪. 3‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬بيانات الحكم القضائي ‪.‬‬

‫استنادا إلى المواد ‪ 211 ، 215 ،213‬من ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إد فان القرار القضائي اإلداري ‪ ،‬شأنه‬
‫شأن القرار القضائي المدني ‪ ،‬يجب أن يشتمل على مجموعة من البيانات‪ ، 4‬ذلك أن‬
‫الحكم الفاصل في الدعوى اإلدارية إنما هو ورقة رسمية مستقلة عن ملف الدعوى ‪ ،‬لذا‬
‫فانه يلزم لهذه الورقة البيانات التي حددها ق إ‪.‬م‪.‬إد و أعقبها بجزاء في حالة عدم توافرها‬
‫و المتمثلة فيما يلي‪: 5‬‬

‫أوال ‪ :‬الديباجة ‪.‬‬

‫إن المقصود بديباجة الحكم ‪ ،‬هي تلك العبارة المكررة التي يجب إثباتها في مختلف‬
‫األحكام القضائية وهي عبارة ‪ '' :6‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬باسم الشعب‬

‫‪ -‬سويسي وسيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 555‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬كفاح عبد الرحيم سعيد شولي ‪ ،‬إجراءات إصدار الحكم وفقا لقانون أصول المحاكمات المدنية و التجارية رقم اثنان‬ ‫‪3‬‬

‫‪ '' 2331‬دراسة مقارنة ''‪ ،‬مذكرة مكملة لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص ‪،‬كلية الدراسات‬
‫العليا ‪،‬جامعة النجاح الوطنية في نابلس ‪ ،‬فلسطين ‪ ، 2311 ،‬ص ‪. 51‬‬
‫‪ -4‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.551‬‬
‫‪ -‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ - 6‬العربي وردية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫الجزائري‪ 1'' ...‬و إن إغفالها و عدم ذكرها في ديباجة الحكم ينتج عنه بطالن الحكم‬
‫بطالنا مطلقا ‪،‬بحيث يسمح لكل واحد في أطراف الدعوى و محاميهم أن يطعن في هذا‬
‫الحكم بالبطالن أمام الجهات القضائية اإلستئنافية التي عليها إذا تحققت من ذلك أن‬
‫تقضي ببطالن الحكم و إلغائه‪. 2‬‬

‫فقد تم النص عليه دستور ‪ 1115‬في نص المادة ‪ 131‬على ‪ '' :‬يصدر القضاء أحكامه‬
‫بإسم الشعب ''‪. 3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الوقائع و الطلبات و الدفوع و الرد عليها ‪.‬‬

‫يتضح لنا أن أهم بيانات الحكم األساسية ‪ ،‬و وجوب أن يتضمن الحكم بيان عرض موجز‬
‫لوقائع القضية و أسباب النزاع ‪ ،‬كما انه يجب أن يتضمن الحكم مناقشة و رد المحكمة‬
‫على كل الطلبات و أوجه الدفاع ‪،‬التي يقدمها األطراف ضمن عريضة افتتاح الدعوى و‬
‫ضمن مذكرات المتبادلة‪. 4‬‬

‫فطبقا للمادة ‪ 215‬ق إ‪.‬م‪.‬إد والتي حددت بيانات الواجب توافرها في وثيقة الحكم ‪ ،‬فانه‬
‫طبقا للفقرة األولى منها يجب ذكر البيانات الخاصة بالمحكمة التي صدر الحكم عنها ‪،‬‬
‫كإ سم هذه المحكمة و مقرها ‪ ،‬و سبب ذكر هذا البيان هو التحقق من أن هذه المحكمة‬
‫تختص بالدعاوى التي قامت بالفصل فيها‪. 5‬‬

‫‪ -‬دستور الجمعورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬الموافق عليه في استفتاء ‪ 21‬نوفمبر ‪ ، 1115‬المعدل بمقتضى‬ ‫‪1‬‬

‫القانون رقم ‪ 35- 32‬المؤرخ في ‪ 13‬أبريل ‪ ،2332‬ج‪.‬ر رقم ‪ 23‬المؤرخة في ‪ 15‬أبريل ‪ ، 2332‬ق رقم ‪11-31‬‬
‫المؤرخ في ‪ 13‬نوفمبر ‪ ، 2331‬ج‪.‬ر رقم ‪ 55‬المؤرخة في ‪ 15‬نوفمبر ‪ ،2331‬ج‪.‬ر عدد ‪ ، 15‬المؤرخة في ‪31‬‬
‫ديسمبر ‪.1115‬‬
‫‪ -‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪51‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬حمري نجاة امال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 35‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬شدري معمر فاطمة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪51‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫فهي ما تسرده المحكمة من حقائق و مالبسات للنزاع التي تنظر فيه ‪ ،‬و هي إدالءات كل‬
‫خصم من الخصوم و دفاعه الجوهري و حججه التي يستند إليها لتعزيز مطالبه‪. 1‬‬

‫ثالثا ‪ :‬تسبيب الحكم ‪.‬‬

‫يقصد بالتسبيب مجموعة األدلة الواقعية ‪ ،‬و الحجج القانونية التي استندت عليها المحكمة‬
‫في تكوين قناعتها ‪ ،‬فتسبيب القضاة للحكم ‪ ،‬يعني أنهم قد قاموا بفحص جميع الدفوع‬
‫التي أبديت من طرف الخصوم ‪ ،‬و أنهم لم يغفلوا أي دفاع جوهري تم تقديمه من‬
‫أحدهم‪.2‬‬

‫و عليه فذكر القاضي لألسباب يؤكد فحصه للوقائع و األوراق و المستندات المقدمة في‬
‫الدعوى ‪ ،‬و أن عليه اتصل بجميع الطلبات و الدفوع‪. 3‬‬

‫فقد ورد وجوب تسبيب األحكام في الدستور في المادة ‪ 151‬منه بالقول ‪ '' :‬تعلل األحكام‬
‫و األوامر القضائية و تجد هذه القاعدة تطبيقاتها في القوانين اإلجرائية التي يعتمد عليها‬
‫القاضي في إصدار أحكامه أو ق ارراته سواء أكانت ذات طابع مدني أو جزائي ‪ ،‬فقد‬
‫نصت المادة ‪ 211‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد على أنه ‪ '' :‬ال يجوز النطق بالحكم إال بعد تسبيبه و‬
‫يجب أن يسبب الحكم من حيث الوقائع و القانون و أن يشار إلى النصوص المطبقة ‪ ،‬و‬
‫أن يتضمن ما قضى به في شكل منطوق ''‪. 4‬‬

‫‪،‬‬ ‫‪2331‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بيرزيت‪-‬‬ ‫‪-‬جامعة‬ ‫الحقوق‬ ‫معهد‬ ‫‪،‬‬ ‫القانونية‬ ‫المبادئ‬ ‫استنباط‬ ‫أصول‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،http://lawcenter.birzeit.edu‬أطلع عليه بتاريخ ‪ ، 2322/33/51‬على الساعة‪. 35:53 :‬‬

‫‪ -‬العربي وردية ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 131‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬سويسي وسيم ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.52‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬مداخلة السيد ماموني الطاهر ‪ ،‬الرئيس األول للمحكمة العليا خالل اليوم الدراسي بعنوان تسبيب األحكام القضائية‪،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ ،http : // www.courspreme.dz‬اطلع عليه‬ ‫يوم ‪ 25‬ديسمبر ‪ 2321‬بمقر المدرسة العليا للقضاء ‪ ،‬القليعة ‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 2322/33/12 :‬الساعة ‪.35:55:‬‬
‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫رابعا ‪ :‬منطوق الحكم ‪:‬‬

‫يعد الجزء األخير و المهم من الحكم القضائي و كذا الجزء الذي يجب أن يتلى شفويا‬
‫بالجلسة و به تتحدد حقوق الخصوم المحكوم بها ‪ ،‬لذا فهو الذي يحوز الحجية و هو‬
‫الذي يطعن فيه المحكوم عليه ‪ ،‬بحيث ال يعيب المنطوق عدم وصفه للحكم بأنه‬
‫حضوري أو غيابي‪ ، 1‬حيث بصدوره ترفع يد المحكمة عن الدعوى محل هذا الحكم و يتم‬
‫النطق به عالنية و تتعلق به حقوق الخصوم في الدعوى ‪ ،‬فهو الحكم الذي تنتهي به‬
‫الخصومة سواء أكان قابال للطعن أم ال و تختص به محاكم الدرجة األولى و محاكم‬
‫االستئناف فقط كونها محاكم موضوع‪. 2‬‬

‫كما أنه تجدر اإلشارة إلى أن منطوق الحكم يتجسد فيه قرار المحكمة ‪ ،‬فعن طريقه يتم‬
‫حسم المنازعات ‪ ،‬وإقرار الحقوق ‪ ،‬و بمقتضاه يتم التنفيذ الجبري و ضده يوجه الطعن ‪،‬‬
‫و نتيجة له تستنفذ المحكمة التي أصدرته واليتها ‪ ،‬و به تلتصق الحجية‪. 3‬‬

‫خامسا ‪ :‬توقيع الحكم ‪.‬‬

‫وفي األخير فإنه و الستكمال ورقة الحكم البد من التوقيع على أصل الحكم من قبل‬
‫رئيس تشكيلة الحكم وأمين الضبط والقاضي المقرر ‪ ،‬ولحفظ األصل في أرشيف المحكمة‬
‫‪4‬‬
‫اإلدارية التي فصلت في موضوع النزاع عمال بنص المادة ‪ 211‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد‪.‬‬

‫‪ -1‬كفاح عبد الرحيم سعيد شولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.131‬‬


‫‪ -‬عبد هللا بن فهد بن محمد الشويعي ‪ ،‬صور الحكم القضائي السلبي ‪ ،‬مجلة كلية الدراسات اإلسالمية و العربية‬ ‫‪2‬‬

‫للبنات باإلسكندرية ‪،‬جامعة الملك عبد العزيز محافظة جدة – السعودية ‪ ،‬م ‪ ، 5‬ع ‪ ، 55‬ص ‪.111‬‬
‫‪ -‬منتصر علوان كريم ‪ ،‬منطوق الحكم القضائي في القانون األردني ‪ ،‬دراسة مقارنة بالقانون العراقي و المصري ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫مجلة ديالى ‪ ،‬كلية القانون و العلوم السياسية – جامعة ديالى ‪ ،‬ع ‪ ، 2313 ، 55‬ص ‪. 355‬‬
‫‪ -‬سابق حفيظة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 211‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد‪ "" :‬إذا تعذر التوقيع على أصل الحكم‬
‫من طرف القاضي الذي أصدره ‪ ،‬أو أمين الضبط يعين رئيس الجهة القضائية المعينة‬
‫‪1‬‬
‫بموجب أمر قضائي أخر ‪ ،‬أو أمين ضبط أخر ليقوم بذلك بدله ''‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬النطق بالحكم ‪.‬‬

‫يعتبر النطق بالحكم أهم مرحلة في الخصومة ‪ ،‬و المبدأ أنه ال يجوز النطق بالحكم إال‬
‫بعد تسبيبه ‪ ،‬فيجب أن يسبب الحكم من حيث الوقائع و القانون و أن يشار على‬
‫النصوص المطبقة ‪ ،‬زد على ذلك فقد حدد المشرع بعض القواعد التي يجب على القضاة‬
‫مراعاتها و االلتزام بها عند النطق بالحكم و المتمثلة أساسا في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬وجوب النطق بالحكم في جلسة علنية ‪.‬‬

‫يتم النطق بالحكم أو القرار القضائي في جلسة علنية ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 155‬من‬
‫الدستور الجزائري الحالي على أنه '' تعلل األحكام القضائية و ينطق بها في جلسات‬
‫علنية ''‪ ،‬كما أنه قد نصت المادة ‪ 212‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد بقولها ‪ '' :‬يتم النطق باألحكام‬
‫الفاصلة في النزاع علنيا‪. 2''...‬‬

‫و في جميع األحوال يجب النطق بالحكم في جلسة علنية ‪ ،‬و إال كان الحكم باطال ‪ ،‬و‬
‫ينطق به نطقا ظاه ار في جلسة مفتوحة و في مواجهة الخصوم حتى و لو كانت مجريات‬
‫الخصومة تمت في جلسات سرية‪. 3‬‬

‫فإن األصل في الجلسات أن تكون علنية ‪ ،‬ما لم تمس العلنية بالنظام العام و اآلداب‬
‫العامة‪ ،‬أو حرمة األسرة ‪ ،‬و هي في مجملها مما بتعلق بالنظام العام‪. 4‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ ، 31-31‬النافذ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نادية بونعاس ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 251‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬عبد هللا بن فهد بن محمد الشويعي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 155‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬العربي وردية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 152‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫ثانيا ‪ :‬حضور جميع القضاة الذين تداولوا في المداولة عند النطق بالحكم ‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى إن جميع قضاة الدائرة االبتدائية يحضرون كل مرحلة من مراحل‬
‫المحاكمة و طوال مداوالتهم ‪ ،‬ففي حالة تعذر أي عضو عن الحضور ‪ ،‬تعين هيئة‬
‫الرئاسة قاضيا مناوبا أو أكثر حسب ما تسمح به الظروف لمواصلة حضور كل مرحلة‬
‫من مراحل المحاكمة‪. 1‬‬

‫بحيث تكمن أهمية النطق بالحكم ‪ ،‬هو أن يصبح الحكم القضائي حقا للمحكوم له و‬
‫يؤكد إصدار القاضي على رأيه القانوني فال يجوز للقاضي التراجع عن الحكم فالدعوى‬
‫تخرج من والية المحكمة بالنطق بالحكم‪. 2‬‬

‫فقد يحضر جلسة النطق بالحكم القضاة الذين إشتركوا في المداولة ‪ ،‬فإذا كانت مسودة‬
‫الحكم موقعة من هيئة المداولة و تغيب بعضهم فيجوز تالوته من هيئة أخرى على أن‬
‫يثبت ذلك في محضر الجلسة‪. 3‬‬

‫و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 215‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد على أنه ‪ '' :‬يقتصر النطق بالحكم على‬
‫تالوة منطوقه في الجلسة من طرف الرئيس بحضور قضاة التشكيلة الدين تداولوا في‬
‫القضية‪. 4‬‬

‫‪ -1‬بوطبجة ريم ‪ ،‬إجراءات سير الدعوى العمومية أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير‬
‫في القانون العام ‪ ،‬فرع القانون والقضاء الدوليين الجنائيين ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري –قسنطينة‪ ، -‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ، 2331/2335‬ص ‪15‬‬
‫‪ -‬طارق عبد العزيز عمر ‪ ،‬محاضرات في المرافعات المدنية (إجراءات إصدار الحكم القضائي ‪ ،‬جامعة األنبار ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ، https://www.uoanbar.edu‬أطلع عليه بتاريخ ‪ ، 2322/35/32‬الساعة ‪. 13.55 :‬‬


‫‪ -‬كفاح عبد الرحيم سعيد شولي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 15‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -‬القانون ‪ ، 31-31‬النافذ ‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫الفرع الرابع ‪ :‬تبليغ الحكم و تنفيذه ‪.‬‬

‫بعد صدور حكم قضائي يفصل في موضوع دعوى اإللغاء ‪ ،‬بشكل قطعي و نهائي و‬
‫تضمينه جميع البيانات المقررة قانونا و بعد النطق به ‪ ،‬يصبح الحكم جاه از لتبليغه إلى‬
‫أطراف الخصومة و هذا ما سنتطرق إليه في هذا الفرع عن كيفية تبليغ الحكم القضائي (‬
‫أوال ) ثم إلى تنفيذ الحكم القضائي ( ثانيا ) ‪.‬‬

‫لقوله تعالى ‪ '' :‬و من لم يحكم بما انزل هللا فأولئك هم الفاسقون ''‪. 1‬‬

‫أوال ‪ :‬تبليغ الحكم القضائي ‪.‬‬

‫بعد استنفاذ كل اإلجراءات السابقة ينتهي عمل محكمة التنازع عن طريق تبليغ ق ارراتها ‪،‬‬
‫بالنطق بالحكم حيث يقتصر على تالوة منطوقه في الجلسة من طرف الرئيس و بحضور‬
‫قضاة التشكيلة الذين تداولوا في القضية ‪ ،‬فقد نجد أن المادة ‪ 52‬من القانون ‪ 35-11‬أن‬
‫القيمة القانونية لق اررات محكمة التنازع غير قابلة ألي الطعن ‪ ،‬و هي ملزمة لنظام‬
‫القضاء العادي و النظام القضائي اإلداري‪. 2‬‬

‫فقد وضع ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ على قاعدة عامة تسري على تبليغ مختلف األحكام و الق اررات اإلدارية‬
‫و القضائية ‪ ،‬حيث يجب أن يكون تبليغ الق اررات القضائية إلى الخصوم عن طريق‬
‫محضر قضائي‪.‬‬

‫إن تبليغ القرار أو الحكم القضائي يتميز بما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬وجوب تبليغ القرار القضائي اإلداري تبليغ رسمي من طرف محضر قضائي إلى‬
‫جميع أطراف الدعوى ‪.‬‬

‫‪ -‬القران الكريم ‪ ،‬سورة المائدة ‪ ،‬اآلية ‪.51‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬حمري نجاة أمال ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 33‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫‪ -2‬جواز تبليغ القرار القضائي اإلداري استثناء إلى جانب التبليغ الرسمي بواسطة كتابة‬
‫‪1‬‬
‫الضبط‬

‫ثانيا ‪ :‬تنفيذ الحكم القضائي ‪.‬‬

‫إن القضاء بدون تنفيذ ال قيمة له ‪ ،‬و ال معنى للحكم إال بالتنفيذ ‪ ،‬فنعني بتنفيذ الحكم أي‬

‫هو السلوك أو التصرف الصادر عن الطرف المعني بقصد وضع منطوق الحكم موضع‬
‫التنفيذ و الوفاء بااللتزامات التي يمليها عليه هذا الحكم‪. 2‬‬

‫فليس متصو ار قيام القاضي اإلداري بتوجيه أمر تنفيذي لإلدارة أو إستخدام التهديد المالي‬
‫في مواجهتها لحملها على تنفيذ الحكم إال إذا كان التنفيذ ممكنا و الحكم قابل للتنفيذ‪. 3‬‬

‫فهنالك نوعين من التنفيذ إما أن يكون التنفيذ اختياريا يتحقق عندما تلتزم اإلدارة إختياريا‬
‫بإرادتها دون إكراه ‪ ،‬إما التنفيذ الجبري فتكون اإلدارة ملزمة بالتنفيذ قه ار أو جب ار‪. 4‬‬

‫و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 113‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد‪ '':‬يجوز للجهة القضائية اإلدارية ‪،‬‬
‫المطلوب منها اتخاذ أمر بالتنفيذ وفقا للمادتين ‪ 111‬و ‪ 111‬أعاله ‪ ،‬أن تأمر بغرامة‬
‫‪5‬‬
‫تهديدية مع تحديد تاريخ سريان مفعولها ''‪.‬‬

‫‪ -‬محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 551‬‬ ‫‪1‬‬

‫* نصت المادة ‪ 113‬من ق إ‪.‬م‪.‬إد على ‪":‬يجوز بصفة استثنائية لرئيس المحكمة اإلدارية أن يأمر بتبليغ الحكم أو‬
‫األمر إلى الخصوم عن طريق أمانة الضبط‪".‬‬
‫‪ -2‬إيهاب عبد هللا عبد المحسن السكافي ‪ ،‬اثأر الحكم القضائي – دراسة فقهية قانونية ‪ ،‬مذكرة مكملة لمتطلبات‬
‫الحصول على درجة الماجستير في قسم القضاء الشرعي ‪ ،‬كلية الدرايات العليا بجامعة الخليل ‪ ،‬فلسطين ‪،‬‬
‫‪ 2311/33/32‬ص ‪. 123‬‬
‫‪ -‬قدوري بودادس ‪ ،‬الدور اإليجابي للقاضي اإلداري في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مذكرة ضمن‬ ‫‪3‬‬

‫متطلبات شهادة الماستر حقوق ‪ ،‬تخصص إدارة و مالية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور –الجلفة‪ ،-‬الجزائر ‪، 2311/2315 ،‬‬
‫ص ‪. 51‬‬
‫‪ -‬غول ديهية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -5‬القانون رقم ‪ ، 31-31‬النافذ ‪.‬‬


‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫تبدأ إجراءات سير الدعوى اإلدارية بمجرد إعداد عريضة افتتاح الدعوى ‪ ،‬بحيث تودع‬
‫العريضة أمام كتابة ضبط الهيئة القضائية أو على مستوى مجلس الدولة ‪ ،‬كما أنها‬
‫تحتوي على مجموعة من البيانات و المستندات المطلوبة قانون ‪.‬‬

‫و من ثم تأتي مرحلة تهيئة القضية ‪ ،‬و ذلك من خالل التحقيق من طرف المستشار‬
‫المقرر من خالل وسائل التي يثبتها القاضي المقرر و بعدها تكون القضية جاهزة لجلسة‬
‫المحاكمة‪.‬‬

‫بعد انتهاء التحقيق يقوم رئيس تشكيلة الحكم بتبليغ الخصوم و يحدد أجل جلسة الحكم ‪،‬‬
‫حيث يقدم محافظ الدولة بالتماساته ثم يتداول في الدعوى و يصدر الحكم باألغلبية و‬
‫يقوم المحضر القضائي بإعالن الحكم في جلسة علنية ‪ ،‬و تبليغ الحكم القضائي إلى‬
‫الخصوم‪،‬بحيث يجوز تبليغ الق ار ارت بصفة استثنائية و ذلك بواسطة كتابة الضبط ‪ ،‬وفي‬
‫األخير يتم تنفيذ القرار القضائي ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الخاتمة‬

‫أخيرا ‪ ،‬يمكن القول بأن دعوى اإللغاء هي أحد أهم الدعاوى اإلدارية ‪ ،‬كونها تعد‬
‫وسيلة يلجأ من خاللها الفرد إلى استرجاع حقوقه المغتصبة من قبل اإلدارة من خالل إلغاء‬
‫قرار إداري غير مشروع ‪،‬و بالتالي اختلفت و تنوعت تعريفاتها إال أن جميعها ينصب‬
‫على مفهوم واحد أال و هو أن دعوى اإللغاء هي تلك الدعوى القضائية‪ ،‬ترفع أمام الجهة‬
‫القضائية المختصة ( المحكمة اإلدارية أو مجلس الدولة ) ‪ ،‬تهدف إلى إلغاء قرار إداري‬
‫غير مشروع ‪ ،‬تحقيق ا للمصلحة العامة ‪ ،‬وتتسم هذه األخيرة بمجموعة من الخصائص‬
‫تميزها عن غيرها من الدعاوى األخرى ‪ ،‬وقد أقر المشرع الجزائري جملة من الشروط‬
‫حتى يتمكن صاحب المصلحة من رفعها ‪.‬‬
‫و قد أقر كذلك مجموعة من اإلجراءات القضائية التي تمر بها دعوى اإللغاء والمتمثلة‬
‫في إجراءات السير و إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء و التي تبدأ بإيداع العريضة و‬
‫تهيئة القضية من خالل التحقيق من طرف المستشار المقرر و ذلك من خالل وسائل عديدة‬
‫من بينها ‪ :‬الخبرة ‪ ،‬سماع الشهود ‪ ،‬المعاينة و االنتقال إلى األماكن ‪ ...‬الخ ‪،‬فمبدئيا تمر‬
‫إجرا ءات الفصل في دعوى اإللغاء بعدة مراحل و ذلك بانعقاد الجلسة ‪ ،‬ففي هاته المرحلة‬
‫تكون دعوى اإللغاء قد تهيأت في جلسة علنية و إحالة الملف إلى محافظ الدولة ‪ ،‬وعلى‬
‫هذا يقدم محضر قضائي بإعالن الحكم وتبليغه إلى الخصوم ‪ ،‬و أخيرا يتم تنفيذ القرار‬
‫القضائي‪.‬‬
‫النتائج ‪:‬‬
‫ت عد دعوى اإللغاء ‪ ،‬الدعوى الوحيدة و األصلية إللغاء القرارات اإلدارية الغير‬ ‫‪-‬‬
‫مشروعة ‪.‬‬
‫أصبح التظلم اإلداري جوازيا بعد أن كان وجوبيا سواء أمام المحكمة اإلداري ‪ ،‬أو‬ ‫‪-‬‬
‫أمام مجلس الدولة ‪.‬‬
‫توحيد مواعيد رفع دعوى اإللغاء أمام الحاكم اإلدارية و مجلس الدولة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫جعل المشرع اإلجراءات القضائية تتسم بنوع من االستقاللية عن اإلجراءات‬ ‫‪-‬‬
‫المدنية بحيث أن إجراءات رفع الدعوى تبدأ من رفع الدعوى إلى صدور الحكم‬
‫سواء تعلق األمر بإجراءات السير أو إجراءات الفصل ‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من التحقيق يقوم رئيس تشكيلة الحكم بتبليغ الخصوم كما أنه يقدم‬ ‫‪-‬‬
‫محافظ الدولة التماساته ثم يتداول في الدعوى و إعالن الحكم في جلسة علنية ‪.‬‬
‫التوصيات ‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة تفعيل دور القاضي و توسيع اختصاصاته خاصة فيما يخص إلغاء قرار‬
‫إداري لعدم مشروعيته ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫الخاتمة‬

‫وجوب إعادة النظر في الرقابة التي يمارسها القاضي اإلداري على السلطة‬ ‫‪-‬‬
‫التقديرية الممنوحة لإلدارة ‪.‬‬
‫تسهيل إجراءات التقاضي ‪ ،‬وذلك بإلغاء شكليات غير ضرورية في عريضة‬ ‫‪-‬‬
‫الدعوى و التي تؤدي بالمدعي إلى خسارة دعواه ‪.‬‬
‫لكي يكون دور القاضي اإلداري فعاال‪ ،‬ال يجب أن يتوقف على إصدار القرار بل‬ ‫‪-‬‬
‫يجب عليه االستمرار حتى مرحلة التنفيذ ‪.‬‬
‫ضرورة صياغة قوانين تعاقب اإلدارة في حالة االمتناع عن تنفيذ حكام قضائية‬ ‫‪-‬‬
‫صادرة باإللغاء‪ ،‬زيادة على ذلك يجب وضع آليات فعالة للقاضي اإلداري تسمح له‬
‫بمراقبة مدى تنفيذ اإلدارة للحكم القضائي أم ال‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫القران الكريم ‪.‬‬


‫قائمة المصادر و المراجع ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬المصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬الدساتير‪:‬‬
‫دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ‪ ،‬الموافق عليه في استفتاء ‪82‬‬ ‫‪-‬‬
‫نوفمبر ‪ ، 6991‬المعدل بمقتضى القانون رقم ‪ 20-28‬المؤرخ في ‪ 62‬أبريل‬
‫‪ ،8228‬ج‪.‬ر رقم ‪ 82‬المؤرخة في ‪ 61‬أبريل ‪ ، 8228‬ق رقم ‪ 69-22‬المؤرخ في‬
‫‪ 62‬نوفمبر ‪ ، 8222‬ج‪.‬ر رقم ‪ 10‬المؤرخة في ‪ 61‬نوفمبر ‪ ،8222‬ج‪.‬ر عدد ‪61‬‬
‫‪ ،‬المؤرخة في ‪ 22‬ديسمبر ‪.6991‬‬
‫‪-2‬القوانين‪:‬‬
‫أ‪.‬القوانين العضوية و العادية ‪:‬‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 26-92‬مؤرخ في ‪ 1‬صفر عام ‪ 6169‬الموافق ‪ 02‬مايو سنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ، 6992‬يتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه و عمله ‪ ،‬ج ر ع ‪، 06‬‬
‫‪ ، 6992‬المعدل بالقانون ‪ 60-66‬ممضي في ‪ 81‬يوليو ‪ ، 8266‬ج ر ع‪10‬‬
‫المؤرخة في ‪ 20‬غشت ‪ ، 8266‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫القانون العضوي رقم ‪ ، 20-92‬المؤرخ في ‪ 22‬صفر ‪ 6169‬الموافق ل ‪ 20‬يونيو‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ، 6992‬يتعلق باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها وعملها ‪ ،‬ج ر ع‪09‬‬
‫‪،‬المؤرخة في ‪ 26‬يونيو ‪ ، 6992‬النافذ ‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 28-92‬المؤرخ في ‪ 21‬صفر ‪ 6169‬الموافق ‪ 02‬مايو ‪ ،6992‬يتعلق‬ ‫‪-‬‬
‫بالمحاكم اإلدارية ‪ ،‬ج ر ع‪ ، 06‬المؤرخة في ‪ 20‬يونيو ‪، 6992‬النافذ ‪.‬‬
‫القانون رقم ‪ 29-22‬المؤرخ في ‪ 62‬صفر عام ‪ 6189‬الموافق ‪ 82‬فبراير سنة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ، 8222‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬ج ر ع ‪، 8222 ، 86‬‬
‫النافذ ‪.‬‬
‫ب‪.‬األوامر ‪:‬‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 621-11‬ممضي في ‪ 22‬يونيو ‪ ، 6911‬وزارة العدل ‪ ،‬ج ر ع ‪16‬‬
‫مؤرخة في ‪ 29‬يونيو ‪ ، 6991‬ص ‪ ، 228‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ‪ ،‬الملغى‬
‫‪ -‬أمر رقم ‪ 22-62‬ممضي في ‪ 81‬سبتمر ‪، 6962‬وزارة العدل ‪ ،‬ج ر ع ‪ 62‬مؤرخة‬
‫في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ، 6962‬ص ‪ ، 992‬المعدل‪.‬‬

‫‪ -3‬المراسيم ‪:‬‬
‫‪83‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 816-92‬ممضي في ‪ 89‬غشت ‪ ، 6992‬مجلس الدولة ‪ ،‬ج ر‬ ‫‪-‬‬


‫ع ‪ 11‬مؤرخة في ‪ 02‬غشت ‪ 6992‬ص ‪ ، 22‬يحدد أشكال اإلجراءات و كيفياتها‬
‫في المجال االستشاري أمام مجلس الدولة‪.‬‬
‫‪-4‬األنظمة الداخلية ‪:‬‬

‫النظام الداخلي لمجلس الدولة مصادق عليه من طرف مكتب مجلس الدولة بتاريخ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 69‬محرم ‪ 6116‬الموافق ‪ 69‬سبتمبر ‪ ، 8269‬ج ر ع ‪ ، 11‬المؤرخة في ‪82‬‬
‫صفر ‪ 6116‬الموافق ‪ 86‬أكتوبر ‪ ، 8269‬تطبيقا ألحكام المادة ‪ 82‬من القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 26-92‬المؤرخ في ‪ 1‬صفر ‪ 6169‬الموافق ‪ 02‬مايو ‪6992‬‬
‫المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله ‪ ،‬المعدل و المتمم ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬قائمة المراجع ‪:‬‬
‫‪-1‬الكتب ‪:‬‬
‫بربارة عبد الرحمن ‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬دار بغدادي‬ ‫‪-‬‬
‫للطباعة و النشر ‪ ،‬ط ‪ ، 28‬الجزائر ‪8229 ،‬‬
‫خلوفي رشيد‪ ،‬قانون المنازعات اإلدارية ‪ ،‬شروط قبول الدعوى اإلدارية ‪ ،‬ديوان‬ ‫‪-‬‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ط‪ ، 8‬بن عكنون ‪ ،‬الجزائر‪8221 ،‬‬
‫سامي الوافي ‪ ،‬الوسيط في دعوى اإللغاء ‪ ،‬دراسة تشريعية قضائية فقهية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إصدارات المركز الديمقراطي العربي ‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬برلين – ألمانيا‪ ،‬مايو‬
‫‪8262‬‬
‫علي عبد الفتاح محمد ‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري ‪ ،‬مبدأ المشروعية ‪ ،‬دعوى‬ ‫‪-‬‬
‫اإللغاء دراسة مقارنة ‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر ‪ ،‬اإلسكندرية بدون ع ط ‪،‬‬
‫‪8229‬‬
‫عمور سالمي ‪ ،‬الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية ‪ ،‬المكتبة القانونية ‪ ،‬الجزائر‬ ‫‪-‬‬
‫‪8229/8222 ،‬‬
‫عوابدي عمار ‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫نظرية الدعوى اإلدارية‪ ،‬الجزء الثاني ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬بدون عدد‬
‫طبعة ‪ ،‬بن عكنون ‪،‬الجزائر‪6992 ،‬‬
‫مازن راضي ليلو ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية في الدنمارك ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫بدون ع‪.‬ط ‪8222،‬‬
‫محمد صغير بعلي ‪ ،‬الوجيز في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع‬ ‫‪-‬‬
‫‪8222 ،‬‬

‫‪84‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫محمد الصغير بعلي ‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬القضاء اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و‬ ‫‪-‬‬
‫التوزيع ‪ ،‬بدون ع ط ‪،‬عنابة ‪.‬‬
‫محمد الصغير بعلي ‪ ،‬الوسيط في المنازعات اإلدارية ‪ ،‬دار العلوم للنشر و‬ ‫‪-‬‬
‫التوزيع‪ ،‬بدون ع ط ‪ ،‬عنابة ‪8229 ،‬‬
‫مسعود شيهوب ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات االدارية ‪ ،‬األنظمة القضائية المقارنة‬ ‫‪-‬‬
‫و المنازعات اإلدارية ‪ ،‬ج ‪ ، 6‬ط ‪ ، 8222 ، 0‬الساحة المركزية ‪ -‬بن عكنون‪، -‬‬
‫الجزائر‬
‫ناصر لباد ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار المجدد ‪ ،‬ط ‪ ، 1‬سطيف ؛الجزائر‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.8262‬‬
‫ثانيا ‪ :‬األطروحات و المذكرات ‪:‬‬
‫‪.1‬أطروحات الدكتوراه ‪:‬‬
‫‪ -‬بوكثير عبد الرحمن ‪،‬عبء اإلثبات في دعوى اإللغاء ‪ ،‬رسالة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق –بن عكنون‪ ، -‬الجزائر ‪8261/8260 ،‬‬
‫‪ -‬حفيظة سابق ‪ ،‬الخصومة في المداة اإلدارية أمام مجلس الدولة ‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة دكتوراه العلوم في القانون العام ‪ ،‬تخصص اإلدارة العامة ‪ ،‬جامعة‬
‫محمد خيضر بسكرة ‪ ،‬الجزائر ‪8269/8262 ،‬‬
‫‪ -‬مقيمي ريمة ‪ ،‬اإلثبات في النزاع اإلداري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة دكتوراه في علوم‬
‫القانون ‪ ،‬جامعة أم البواقي ‪ ،‬الجزائر‪. 8261/8260،‬‬
‫‪-2‬مذكرات ماجستير ‪:‬‬
‫إيهاب عبد الله عبد المحسن السكافي ‪ ،‬اثأر الحكم القضائي – دراسة فقهية قانونية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مذكرة مكملة لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في قسم القضاء الشرعي‪،‬‬
‫كلية الدرايات العليا بجامعة الخليل ‪ ،‬فلسطين ‪8262/22/28 ،‬‬
‫بوالشعور الوفاء ‪ ،‬سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء‪ ،‬مذكرة تخرج‬ ‫‪-‬‬
‫مقدمة لنيل شهادة ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه ‪ ،‬تخصص قانون إداري ‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار ‪-‬عنابة‪ ، -‬الجزائر ‪8266/8262 ،‬‬
‫بوطبجة ريم ‪ ،‬إجراءات سير الدعوى العمومية أمام المحكمة الجنائية الدولية ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في القانون العام ‪ ،‬فرع القانون والقضاء‬
‫الدوليين الجنائيين ‪ ،‬جامعة اإلخوة منتوري –قسنطينة‪ ، -‬الجزائر ‪8226/8221 ،‬‬
‫رائد محمد يوسف العدوان‪ ،‬نفاذ القرارات اإلدارية بحق األفراد ‪ ،‬دراسة مقارنة‬ ‫‪-‬‬
‫بين األردن و مصر ‪ ،‬مذكرة ماجستير ‪ ،‬قسم القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫الشرق األوسط ‪8260/8268 ،‬‬
‫‪85‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫‪ -‬زكري فوزية ‪ ،‬إجراءات التحقيق في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون العام ‪ ،‬تخصص القوانين اإلجرائية و التنظيم القضائي ‪،‬‬
‫لقطب الجامعي بلقايد –وهران‪ ، -‬الجزائر ‪8268/8266 ،‬‬
‫‪ -‬كفاح عبد الرحيم سعيد شولي ‪ ،‬إجراءات إصدار الحكم وفقا لقانون أصول‬
‫المحاكمات المدنية و التجارية رقم اثنان ‪ '' 8226‬دراسة مقارنة ''‪ ،‬أطروحة‬
‫مكملة لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص ‪،‬كلية‬
‫الدراسات العليا ‪،‬جامعة النجاح الوطنية في نابلس ‪ ،‬فلسطين ‪8266 ،‬‬
‫‪ -‬محمد خليفة الخيلي ‪ ،‬التظلم اإلداري ‪ ،‬دراسة مقارنة بين قوانين المملكة األردنية‬
‫الهاشمية واإلمارات العربية المتحدة ‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات الحصول‬
‫على درجة الماجستير ‪ ،‬قسم القانون العام ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط ‪ ،‬األردن‬
‫‪. 8229،‬‬

‫‪.3‬مذكرات الماستر ‪:‬‬


‫بانو ناريمان‪ ،‬مجلس الدولة بين االختصاصات القضائية و االستشارية ‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل شهادة ماستر في القانون العام‪ ،‬تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية‬
‫‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة –بجاية‪ ، -‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪8260/8268‬‬
‫بوطبيق نصر الدين ‪ ،‬وقف تنفيذ القرارات اإلدارية في ظل قانون اإلجراءات‬ ‫‪-‬‬
‫المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر أكاديمي ‪ ،‬تخصص قانون‬
‫إداري ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪-‬المسيلة‪، -‬‬
‫الجزائر ‪8266/8261 ،‬‬
‫ثابتي رمضان‪ ،‬اختصاصات المحاكم اإلدارية في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪-‬‬
‫ماستر في القانون العام ‪ ،‬تخصص إدارة ومالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة أكلي محند أولحاج –البويرة‪ ، -‬الجزائر‪8261/ 8262 ،‬‬
‫حمري نجاة أمال ‪ ،‬محكمة تنازع االختصاص في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫مقدمة لنيل شهادة ماستر في القانون العام ‪ ،‬تخصص إدارة و مالية ‪ ،‬جامعة‬
‫البويرة ‪،‬الجزائر ‪8266-8261 ،‬‬
‫خيري أحمد ‪ ،‬دعوى القضاء الكامل في القضاء الجزائري ‪ ،‬مذكرة ضمن‬ ‫‪-‬‬
‫متطلبات نيل شهادة ماستر في الحقوق تخصص الدولة و المؤسسات ‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور – الجلفة ؛ ‪8286/8282‬‬
‫‪86‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫رزقي حميدة ‪ ،‬انتفاء الرقابة القضائية على أعمال السيادة ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫متطلبات شهادة الماستر في العلوم القانونية ‪ ،‬تخصص قانون إداري ‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج –البويرة‪ ،-‬الجزائر‪8282/8269،‬‬
‫رزاق لبزة دالل‪ ،‬عيب الشكل و اإلجراءات في القرار اإلداري ‪ ،‬مذكرة نيل شهادة‬ ‫‪-‬‬
‫ماستر في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر –‬
‫بسكرة‪ ، -‬الجزائر ‪8261/8260 ،‬‬
‫زايكو أمال ‪ ،‬االنحراف في استعمال السلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل شهادة ماستر في القانون العام ‪ ،‬تخصص ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة أحمد دراية –أدرار ‪ ، -‬الجزائر ‪8266/8261 ،‬‬
‫زيتوني شريفة ‪ ،‬دور القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة ماستر ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة عبد الحميد بن باديس –‬
‫مستغانم ‪8266/8261 ،‬‬
‫سويسي وسيم ‪ ،‬أثار حكم إلغاء القرار اإلداري في القانون الجزائري ‪ ،‬مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫مكملة لمتطلبات شهادة الماستر في القانون كلية ‪،‬جامعة قالمة‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪8282/8269‬‬
‫شدري معمر فاطنة ‪ ،‬دعوى اإللغاء في التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬ ‫‪-‬‬
‫ماستر في القانون ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أكلي محند أولحاج –‬
‫البويرة‪ ،-‬الجزائر ‪8262/26/60 ،‬‬
‫شالغمة راضية‪ ،‬ركن االختصاص في القرار اإلداري ‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهاد‬ ‫‪-‬‬
‫ماستر في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد الصديق‬
‫بن يحيى – جيجل‪8261/8262 ، -‬‬
‫عبير بوسرية ‪ ،‬خصوصية إلثبات في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬تخصص‬ ‫‪-‬‬
‫فانون إداري ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪8269 ،‬‬
‫عواطف بولحروز ‪ ،‬النظام القانوني لمحكمة التنازع في الجزائر ‪ ،‬مذكرة مكملة‬ ‫‪-‬‬
‫لنيل شهادة الماستر في الحقوق ‪ ،‬تخصص قانون عام ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‬
‫‪ -‬ام البواقي‪ ،-‬الجزائر ‪8269-8262 ،‬‬
‫غول ديهية ‪ ،‬إجراءات رفع الدعوى اإلدارية ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق ‪ ،‬تخصص إدارة و مالية ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة أكلي‬
‫محند اولحاج ‪ ،‬البويرة ‪8266/8261 ،‬‬
‫قدوري بودادس ‪ ،‬الدور اإليجابي للقاضي اإلداري في ظل قانون اإلجراءات‬ ‫‪-‬‬
‫المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مذكرة ضمن متطلبات شهادة الماستر حقوق ‪ ،‬تخصص إدارة‬
‫و مالية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور –الجلفة‪ ،-‬الجزائر ‪8266/8261 ،‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫قريمس إسماعيل ‪ ،‬محل دعوى اإللغاء ‪ ،‬دراسة في التشريع و القضاء الجزائريين‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،‬مذكرة ماستر ‪ ،‬قانون إداري و إدارة عامة ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية ‪،‬‬
‫جامعة الحاج خضر –باتنة‪ ، -‬الجزائر‪8260 ،‬‬
‫مروة جريبي ‪ ،‬التحقيق في المنازعة اإلدارية ‪ ،‬مذكرة مكملة لمتطلبات شهادة‬ ‫‪-‬‬
‫الماستر في القانون ‪ ،‬جامعة قالمة ‪ ،‬الجزائر ‪8282/8269 ،‬‬
‫معلم علي عبد المالك ‪ ،‬شروط و إجراءات قبول دعوى اإللغاء ‪ ،‬مذكرة لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة ماستر في العلوم القانونية ؛تخصص دولة و مؤسسات ‪ ،‬كلية الحقوق و‬
‫العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة العقيد أكلي محند اولحاج ‪ ،‬البويرة‪22/28/8261 ،‬‬
‫نجمة بوشمال ‪ ،‬دعوى تفسير القرارات اإلدارية ‪ ،‬تخصص قانون عام مذكرة‬ ‫‪-‬‬
‫مكملة من متطلبات نيل شهادة ماستر في الحقوق ‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‬
‫‪ ،‬جمعة محمد خيضر‪-‬بسكرة‪ ، -‬الجزائر ‪8268/8266 ،‬‬
‫هواري دحدوح ‪ ،‬دعوى التفسير و دعوى تقدير المشروعية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل‬ ‫‪-‬‬
‫شهادة الماستر أكاديمي ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة محمد بوضياف –‬
‫المسيلة‪ ، -‬الجزائر ‪8262 / 8266 ،‬‬
‫يحياتن إخالص ‪ ،‬االختصاص القضائي واالستشاري لمجلس الدولة الجزائري ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون ‪ ،‬تخصص القانون العام الداخلي ‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري ‪ -‬تيزي وزو‪ ، -‬الجزائر ‪8262-8261 ،‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المقاالت ‪.‬‬
‫أحميد هنية ‪ ،‬عيوب القرار اإلداري ( حاالت تجاوز السلطة)‪ ،‬مجلة المنتدى‬ ‫‪-‬‬
‫القانوني ‪ ،‬جامعة محمد خيضر –بسكرة‪ ، -‬الجزائر‪،‬ع ‪22‬‬
‫إسماعيل بوقرة ‪ ،‬دور القاضي اإلداري في الكشف عن عيب مخالفة القانون في‬ ‫‪-‬‬
‫القرارات التي يصدرها الوالي ‪ ،‬مجلة الدراسات و البحوث القانونية ‪ ،‬جامعة‬
‫عباس لغرور ‪ ،‬خنشلة ‪ ،‬ع ‪22‬‬
‫بلباقي وهيبة ‪،‬عالقة التسبيب بركن السبب في القرارات اإلدارية ‪ ،‬مجلة دفاتر‬ ‫‪-‬‬
‫السياسة و القانون ‪ ،‬المركز الجامعي نور البشير البيض (الجزائر) ‪ ،‬ع ‪، 62‬‬
‫جانفي ‪8262‬‬
‫بوزيفي شريفة ‪ ،‬الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء على ضوء قانون‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية‪ ، 29/22‬مجلة البحوث السياسية و اإلدارية ‪ ،‬جامعة‬
‫البليدة ‪ ،‬العدد الخامس‪.‬‬
‫ريم عبيد‪ ،‬دعوى اإللغاء في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ‪ ،‬مجلة‬ ‫‪-‬‬
‫العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬ع ‪، 11‬مارس ‪8266‬‬

‫‪88‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬

‫عبد الرحمن بن جياللي ‪ ،‬مفهوم دعوى اإللغاء و تمييزها عن الدعاوى اإلدارية‬ ‫‪-‬‬
‫األخرى ‪ ،‬مجلة مفاهيم الدراسات الفلسفية و اإلنسانية المعمقة ‪ ،‬العدد السابع ‪،‬‬
‫مارس ‪8282‬‬
‫عبد الرحمان مويعدي ‪،‬عيب عدم االختصاص في القرار اإلداري و أثره عند‬ ‫‪-‬‬
‫الحكم في دعوى اإللغاء‪ ،‬مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة عمار ثليجي‬
‫باألغواط ‪،‬الجزائر ‪ ،‬المجلد ‪ ، 61‬ع ‪ ، 21‬نوفمبر ‪8286‬‬
‫عبد الله رمضان بنيني ‪ ،‬نطاق دعوى اإللغاء ‪-‬دراسة مقارنة ‪ ،-‬مجلة العلوم‬ ‫‪-‬‬
‫القانونية و الشرعية ‪ ،‬يونيو ‪8262‬‬
‫عبد الله بن فهد بن محمد الشويعي ‪ ،‬صور الحكم القضائي السلبي ‪ ،‬مجلة كلية‬ ‫‪-‬‬
‫الدراسات اإلسالمية و العربية للبنات باإلسكندرية ‪،‬جامعة الملك عبد العزيز‬
‫محافظة جدة – السعودية ‪ ،‬م ‪ ، 0‬ع ‪01‬‬
‫قرينعي جميلة ‪ ،‬دعوى اإللغاء و القرارات اإلدارية –دراسة مقارنة‪، -‬مجلة العلوم‬ ‫‪-‬‬
‫القانونية و االجتماعية ‪ ،‬جامعة زيان عاشور الجلفة ‪ ،‬ع‪ ، 62‬جوان ‪8262‬‬
‫م‪.‬م‪.‬أبوذر عبد الكريم شاكر ‪ ،‬دعوى إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬مجلة اإلدارة و‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصاد ‪،‬الجامعة المستنصرية ‪،‬كلية اإلدارة واالقتصاد ‪ ،‬ع ‪8268 ،90‬‬
‫محمد فتحي شحته إبراهيم دياب ‪ ،‬انحراف السلطة في استعمال القرار اإلداري ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة تحليلية في النظامبن السعودي و المصري ‪ ،‬مجلة البحوث القانونية و‬
‫اإلقتصادية ‪ ،‬ع ‪ ،10‬اغسطس ‪8266‬‬
‫منتصر علوان كريم ‪ ،‬منطوق الحكم القضائي في القانون األردني ‪ ،‬دراسة مقارنة‬ ‫‪-‬‬
‫بالقانون العراقي و المصري ‪ ،‬مجلة ديالى ‪ ،‬كلية القانون و العلوم السياسية –‬
‫جامعة ديالى ‪ ،‬ع ‪8262 ، 11‬‬

‫رابعا ‪ :‬المواقع اإللكترونية ‪:‬‬


‫‪ -‬المحكمة العليا ‪https://www.coursupreme ،‬‬
‫‪ -‬جامعة بيرزيت ‪http://lawcenter.birzeit.edu ،‬‬
‫‪ -‬جامعة األنبار ‪https://www.uoanbar.edu ،‬‬
‫‪ -‬جامعة قالمة ‪https://dspace.univ-guelma.dz ،‬‬
‫‪ -‬مجلس الدولة ‪https://www.conseildetat.dz ،‬‬
‫‪ -‬منصة المجالت العلمية الجزائرية ‪https://www.asjp.cerist.dz ،‬‬
‫‪ -‬وزارة العدل ‪https://www.mjustice.dz ،‬‬

‫‪89‬‬
‫الفهرس‬
‫الفهرس‬

‫رقم الصفحة‬ ‫العنوان‬

‫إهداء‬

‫شكر و تقدير‬

‫قائمة المختصرات‬

‫مقدمة‬
‫‪7‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬النظام القانوني لدعوى اإللغاء‬
‫‪7‬‬ ‫المبحث االول ‪ :‬مفهوم دعوى اإللغاء‬
‫‪7‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬تعريف دعوى اإللغاء و تمييزها عن الدعاوى األخرى‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تعريف دعوى اإللغاء‬
‫‪8‬‬ ‫أوال ‪ :‬التعريف الفقهي‬
‫‪9‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬التعريف التشريعي‬
‫‪01‬‬ ‫ثالثا‪ :‬التعريف القضائي‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع االثاني ‪ :‬خصائص دعوى اإللغاء‬
‫‪01‬‬ ‫أوال ‪ :‬دعوى اإللغاء من إنشاء القضاء اإلداري‬
‫‪00‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬دعوى ذات إجراءات خاصة‬
‫‪00‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬دعوى مشروعية‬
‫‪00‬‬ ‫رابعا ‪ :‬دعوى موضوعية عينية‬
‫‪00‬‬ ‫خامسا ‪ :‬الدعوى الوحيدة و األصلية بإلغاء الق اررات اإلدارية الغير‬
‫مشروعة‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬تمييز دعوى اإللغاء عن الدعاوى األخرى‬
‫‪01‬‬ ‫أوال ‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى القضاء الكامل‬
‫‪01‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى فحص المشروعية‬
‫الفهرس‬

‫‪01‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى التفسير‬


‫‪01‬‬ ‫رابعا ‪ :‬دعوى اإللغاء و دعوى وقف التنفيذ‬
‫‪01‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬محل دعوى اإللغاء‬
‫‪01‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬القرار اإلداري‬
‫‪01‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريفه‬

‫‪81‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬خصائصه‬

‫‪02‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬األعمال المستثناة من دعوى اإللغاء‬

‫‪08‬‬ ‫أوال ‪ :‬أعمال السلطة التشريعية‬

‫‪08‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أعمال السلطة القضائية‬

‫‪00‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬أعمال السيادة‬

‫‪00‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬شروط قبول دعوى اإللغاء و نطاق تطبيقها‬

‫‪00‬‬ ‫المطلب االول ‪ :‬شروط قبول دعوى اإللغاء‬

‫‪02‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء‬

‫‪02‬‬ ‫أوال ‪ :‬الشروط الشكلية العامة‬

‫‪02‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الشروط الشكلية الخاصة‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬الشروط الموضوعية لدعوى اإللغاء‬

‫‪20‬‬ ‫أوال ‪ :‬العيوب الخارجية‬

‫‪23‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬العيوب الداخلية‬

‫‪23‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬الجهات القضائية المختصة بدعوى اإللغاء‬

‫‪23‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬المحاكم اإلدارية‬

‫‪22‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريفها‬


‫الفهرس‬

‫‪22‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية‬

‫‪28‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية‬

‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬مجلس الدولة‬

‫‪22‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعريفه‬

‫‪22‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االختصاص النوعي لمجلس الدولة‬

‫‪24‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬

‫‪21‬‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬آليات السير في دعوى اإللغاء‬

‫‪21‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬إجراءات السير في دعوى اإللغاء‬

‫‪21‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬عريضة افتتاح دعوى اإللغاء‬

‫‪21‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬إيداع العريضة لدى كتابة ضبط الهيئة القضائية‬

‫‪23‬‬ ‫أوال ‪ :‬أمام المحكمة اإلدارية‬

‫‪23‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬أمام مجلس الدولة‬

‫‪23‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬تبليغ عريضة افتتاح دعوى اإللغاء‬

‫‪42‬‬ ‫أوال ‪ :‬بيانات التكليف بالحضور‬

‫‪42‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬محضر التكليف بالحضور‬

‫‪48‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬أثار مخالفة إجراءات التكليف بالحضور‬

‫‪48‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬إرسال العريضة إلى رئيس هيئة القضاء اإلداري‬

‫‪48‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬تهيئة القضية للفصل فيها‬

‫‪40‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬التحقيق في دعوى اإللغاء‬

‫‪40‬‬ ‫أوال ‪ :‬تعيين القاضي المقرر أو المستشار‬

‫‪42‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬اختصاصات القاضي المقرر أو المستشار‬

‫‪44‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬وسائل التحقيق في دعوى اإللغاء‬


‫الفهرس‬

‫‪44‬‬ ‫أوال ‪ :‬الخبرة‬

‫‪44‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬شهادة الشهود‬

‫‪45‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬المعاينة و االنتقال إلى األماكن‬

‫‪45‬‬ ‫رابعا ‪ :‬االستجواب‬

‫‪41‬‬ ‫خامسا ‪ :‬اإلقرار‬

‫‪43‬‬ ‫سادسا ‪ :‬مضاهاة الخطوط‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬إحالة الملف إلى محافظ الدولة‬

‫‪38‬‬ ‫المبحث الثاني ‪ :‬إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء‬

‫‪38‬‬ ‫المطلب األول ‪ :‬انعقاد الجلسة‬

‫‪30‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬تشكيلة الجلسة‬

‫‪30‬‬ ‫أوال ‪ :‬جلسة المحكمة اإلدارية‬

‫‪32‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬جلسة الغرفة المختصة بمجلس الدولة‬

‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬سير الجلسة‬

‫‪32‬‬ ‫أوال ‪ :‬تالوة التقرير المتعلق بالقضية‬

‫‪33‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬االستماع لألطراف‬

‫‪33‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تقديم محافظ الدولة طلباته‬

‫‪35‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬المداولة‬

‫‪31‬‬ ‫أوال ‪ :‬أن تجري المداولة بعد إقفال باب المرافعة‬

‫‪31‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬يجب أن تتم المداولة في سرية تامة‬

‫‪33‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬صدور الحكم في دعوى اإللغاء‬


‫الفهرس‬

‫‪33‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬إعداد الحكم القضائي‬

‫‪52‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬بيانات الحكم القضائي‬

‫‪52‬‬ ‫أوال ‪ :‬الديباجة‬

‫‪58‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬الوقائع و الطلبات و الدفوع و الرد عليها‬

‫‪50‬‬ ‫ثالثا ‪ :‬تسبيب الحكم‬

‫‪52‬‬ ‫رابعا ‪ :‬منطوق الحكم‬

‫‪52‬‬ ‫خامسا ‪ :‬توقيع الحكم‬

‫‪52‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬النطق بالحكم‬

‫‪52‬‬ ‫أوال ‪ :‬وجوب النطق بالحكم ف جلسة علنية‬

‫‪54‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬حضور جميع القضاة الذين تداولوا في المداولة عند النطق بالحكم‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الرابع ‪ :‬تبليغ الحكم و تنفيذه‬
‫‪71‬‬ ‫أوال ‪ :‬تبليغ الحكم القضائي‬
‫‪77‬‬ ‫ثانيا ‪ :‬تنفيذ الحكم القضائي‬

‫‪51‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬

‫‪12‬‬ ‫خاتمة‬

‫‪12‬‬ ‫قائمة المصادر و المراجع‬

‫الفهرس‬

‫ملخص‬
‫ملخص المذكرة ‪:‬‬
‫تعتبر دعوى اإللغاء من أهم الدعاوى اإلدارية و أكثرها قيمة قانونية وقضائية ‪ ،‬فبواسطتها‬
‫يراقب القاضي مشروعية القرار اإلداري ومدى اتجاهه نحو تحقيق المصلحة العامة ‪ ،‬فإذا‬
‫تبين له بأنه مشوب بعيب من ما فإنه يقضي بإلغائه ‪ ،‬مما جعلها الوسيلة األكثر استعماال و‬
‫انتشارا لدى المتقاضين ‪.‬‬
‫و حتى يتم قبول رفع دعوى اإللغاء ‪ ،‬أقر المشرع الجزائري مجموعة من الشروط تتمثل‬
‫في الشروط الشكلية و الشروط الموضوعية ‪ ،‬باإلضافة إلى أن دعوى اإللغاء تمر بمجموعة‬
‫إجراءات و المتمثلة في إجراءات السير ‪ ،‬إذ تفتح الدعوى بإعداد الطاعن للعريضة و تبدأ‬
‫عملية تهيئة القضية و ذلك ن خالل تعيين المستشار المقرر من اجل لتحقيق إلى غاية الفصل‬
‫في الدعوى و ذلك من خالل عقد جلسة وإجراء مداولة و أخيرا يتم صدور الحكم والنطق به‬
‫‪.‬‬

‫‪Résumé :‬‬

‫‪Le procès en annulation est considéré comme l'un des procès‬‬

‫‪administratifs les plus importants et ayant la plus grande valeur juridique et‬‬

‫‪judiciaire, à travers lequel le juge contrôle la légalité de la décision‬‬

‫‪administrative et l'étendue de son orientation vers la réalisation de l'intérêt‬‬

‫‪public.‬‬

‫‪Afin d'intenter le recours en annulation, le législateur algérien a organisé‬‬

‫‪un ensemble de conditions représentées dans les conditions formelles et les‬‬

‫‪conditions objectives, et un ensemble de procédures représentées dans les‬‬

‫‪procédures de circulation , et enfin le jugement est émis et prononcé.‬‬

You might also like