Professional Documents
Culture Documents
دعوى الغاء
دعوى الغاء
يسعدني و قد انتهيت بفضله من إعداد هذه الدراسة المتواضعة ،أن أحمد الله و
اشكره ،الذي هداني و أنار الطريق أمامي ،و أمدني بالعزم لتمام هذا العمل العلمي
،وهيئ لي أجمل و أفضل والدين لم يبخال علي بشئ في سبيل النجاح و الرقي ،
ومن األساتذة األجالء ،من أنارو لي سبيل العلم و أرشدوني إلى الطريق الصواب ،و
أخص بالذكر األستاذة تريكي هدى التي كانت خير مشرفة لي ،األستاذة مجادي
نعيمة مثلي األعلى في األخالق و التواضع و العلم ،و خير مرشد و أحسن دليل ،
األستاذ قعموسي هواري مثلي األعلى هو األخر حفظه الله و اطال في عمره ،و كافة
األساتذة الذين أشرفوا على مساري الدارسي .
كما أتوجه بالشكر الجزيل على قبول مناقشة مذكرتنا لكل أعضاء اللجنة الكريمة
المؤلفة من األستاذ عيسى علي و األستاذ مبطوش و األستاذ حدبي فؤاد.
أهدي ثمرة هذا العمل المتواضع إلى من قال فيهما المولى عز وجل .....و بالوالدين
إحسانا"...
إلى التي امتل قلبي بحنانها ،إلى مالكي في الحياة إلى من كان دعائها سر نجاحي و
حنانها بسلم جراحي إلى أمي الحبيبة .
إلى رمز األبوة و مفخرة عزتي و مثلي األعلى ،إلى من علمني العطاء دون انتظار ،إلى
أبي العزيز
إلى من أدين له بالفضل العظيم الذي ساعدني كثيرا ،إلى ذخري و ثروتي العظيمة و
إلى سندي و مالذي بعد والداي ،أخي الغالي .
إلى من سيكون سندي بعد والداي ،خطيبي .
إلى من كانوا مالذي و ملجئي ،إلى من تذوقت معهم أجمل اللحظات إخوتي األعزاء
ياسين ،فاطنة ،أمال ،حسيبة و إشراق .
إلى األخت التي تلدها أمي ،رقية
إلى الرفيقة التي شاركتني أجمل اللحظات و أصعبها ،خيرة
إلى كل من أحبهم .
إلى الينبوع الذي ال يمل العطاء إلى من عانت الكثير و فعلت المستحيل من أجل
سعادتي ،إلى من كان دعاؤها سر نجاحي ،إلى أمي الغالية حفظها الله و جزاها مني
خير الجزاء .
إلى من غرس في نفسي روح اإليمان و التحدي الذي لم يبخل بشئ من أجل دفعي في
طريق النجاح ،إلى من علمني أن ارتقي بسلم الحياة بحكمة و صبر إلى والدي العزيز .
إلى من يحملون في عيونهم ذكريات شبابي و طفولتي إلى إخوتي األعزاء بن عياد ،عبد
الهادي ،بلقاسم ،إسالم ،أمينة ،سارة ،نصيرة ،دنيا ،و الزهرتين بيلسان ،سالف
على ما قدموه من تشجيع و دعم ،إلى من لهم مكانة غالية في قلبي إلى من ساعدني
في إنجاز هذا العمل إلى السيد أحمد رجب .
إلى كل من أعانني إلنجاح هذا العمل و خاصة صديقتي الغالية ياسمين ،إلى كل
الصديقات و األصدقاء الذين جمعتني معهم صداقة على مر هذه السنوات
قصاب خيرة
قائمة المختصرات :
-1ق إ.م.إد :قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية .
-2ق.إ.م :قانون اإلجراءات المدنية .
-3ج ر ع :الجريدة الرسمية العدد .
-4ع ط :عدد الطبعة .
-5ط :الطبعة .
-6ص :الصفحة .
مقدمة
بصدور دستور الجزائر لسنة ، 6991تم تبني االزدواجية القضائية و أنشئ مجلس
الدولة الجزائري ألول مرة بموجب المادة 651منه ،وأنشئت كذلك المحاكم اإلدارية ثم
تعاقبت عدة قوانين منها ،القانون العضوي 16-99المتعلق بمجلس الدولة و القانون -99
11المتعلق بالمحاكم اإلدارية و القانون العضوي 10-99يتعلق بمحكمة التنازع .
و تفعيال لمبدأ المشروعية ،وجب فرض الرقابة على أعمال اإلدارة فتعد الرقابة على
أعمال اإلدارة ضرورة علمية تستوجبها دولة القانون ،كما أنه يوصف النظام القضائي
الجزائري بأنه نظام يقوم على إخضاع منازعات اإلدارة العامة إلى جهاز قضائي ينتمي
إلى السلطة القضائية ،و بذلك أصبح مستقال عضويا منذ التعديل الدستوري . 6991
فقد يهدف القضاء اإلداري في مختلف تطبيقاته إلى حماية مبدأ المشروعية و ال يتحقق
ذلك إال في ظل وجود نصوص قانونية تضمن له أداء دوره بكل استقاللية و مرونة ،
وتمنح لألفراد ممارسة حق التقاضي ،وتمكينهم من رقابة أعمال اإلدارة غير المشروعة
من خالل ممارسة د عوى اإللغاء ،فهي تعتبر من أهم الدعاوى اإلدارية و أكثرها قيمة
قانونية و قضائية ،حيث أنها تمثل جوهر الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة ،
فبواسطتها يراقب ال قاضي مشروعية القرار اإلداري و مدى اتجاهه نحو تحقيق المصلحة
العامة ،فهي تشكل الطعن القضائي ضد القرارات اإلدارية المشوبة بعيب من عيوب
المشروعية مما يترتب عليها بطالن القرارات اإلدارية المخالفة للقانون ،مما يجعلها
الوسيلة األكثر استعماال و انتشارا لدى المتقاضين ،فقد عرفها الفقيه دبلوباردي بأنها ":
دعوى تجاوز السلطة طعن قضائي يرمي إلى إبطال قرار إداري غير مشروع من طرف
القاضي اإلداري".
فإن وضع آليات و قواعد وهيئات قضائية للفصل في تلك المنازعات و فضها بالطرق
المالئمة و اإلجراءات المناسبة ،يشكل أكبر الضمانات و أفضل الوسائل إلقامة دولة
الحق و القانون التي تكفل المصلحة العامة وحماية حقوق األفراد و حرياتهم
ا
مقدمة
فقد كان للقضاء الفرنسي الريادة في إنشاء دعوى اإللغاء منذ عام ،6981كما أنها
اعتبرت من النظام العام ،فال يجوز التنازل عنها أو االتفاق على استبعادها باعتبارها
طريق طعن أصلي إللغاء القرارات اإلدارية.
و من هنا نستخلص األسباب الذاتية الختيارنا لهذا الموضوع :
-ميولنا الشخصي و رغبتنا في دراسة الموضوع و البحث و التعمق فيه .
-هذا الموضوع يعد من المسائل الهامة في القضاء اإلداري ،كما أن له أهمية بالغة في
واقعنا العملي .
-الرغبة لدراسة هذا الموضوع دراسة معمقة ،وذلك للوصول إلى استنتاجات قانونية
واضحة .
األسباب الموضوعية تتمثل في :
-الدافع في اختيارنا لهذا الموضوع هو الطابع اإلجرائي العملي للدعوى اإلدارية .
-مكانة دعوى اإللغاء ،فهي بمثابة الوسيلة الناجحة لتأمين احترام مبدأ سيادة القانون .
إن أهمية دراستنا لهذا الموضوع ،هو ارتباط دعوى اإللغاء ارتباط وثيق بمبدأ
المشروعية ،وكيفية التعرف على دعوى اإللغاء ،و ذلك من خالل شروطها الشكلية و
الموضوعية آليات السير المتمثلة في إجراءات السير و الفصل فيها .
الدراسات السابقة .
لقد اعتمدنا في دراستنا على بعض الرسائل و أطروحات الدكتوراه ،ومن بين هذه
الدراسات مذكرة لنيل شهادة الماستر بعنوان " دعوى اإللغاء في التشريع الجزائري"
لشدري معمر فاطنة .
ب
مقدمة
صعوبات الموضوع:
أي بحث علمي ال يخلو من الصعوبات ،فأثناء قيامنا بهذا العمل فقد واجهنا صعوبات من
بينها قلة المراجع من جهة و من جهة أخرى ترابط عناصر الموضوع و صعوبة تقسيمه .
المنهج المتبع:
لقد اتبعنا من خالل دراستنا لهذا الموضوع على المنهج الوصفي التحليلي ،وذلك من
خالل وصف ماهية دعوى اإللغاء و تمييزها عن باقي الدعاوى األخرى و بيان شروطها
و إجراءاتها.
و من خالل ما سبق ذكره ،يمكننا طرح اإلشكال التالي :ما هي دعوى اإللغاء و فيما
تتمثل القواعد اإلجرائية التي تحكمها ؟
و تتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة التساؤالت التالية :
-ما مفهوم دعوى اإللغاء ؟ و فيما تتميز عن باقي الدعاوى األخرى ؟
-ما هي الشروط الواجب توافرها من أجل قبول دعوى اإللغاء ؟
-ما هي اإلجراءات التي تمر بها دعوى اإللغاء ؟
و عليه كنا قد قسمنا موضوع بحثنا إلى فصلين ،يتضمن الفصل األول النظام القانوني
لدعوى اإللغاء ،والذي ينقسم بدوره إلى مبحثين :المبحث األول تطرقنا فيه إلى مفهوم
دعوى اإللغاء ،أمام المبحث الثاني فقد تناولنا فيه شروط قبول دعوى اإللغاء و نطاق
تطبيقها.
أما بالنسبة للفصل الثاني الموسوم بعنوان آليات دعوى اإللغاء خصصنا فيه مبحثين ،
المبحث األول إجراءات السير في دعوى اإللغاء ،و في المبحث الثاني تطرقنا إلى
إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء .
ج
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
يعد القرار اإلداري أهم مظهر من مظاهر امتيازات السلطة التي تتمتع بها اإلدارة
و تستمدها من القانون العام ،إذ بواسطته تستطيع اإلدارة بإرادتها المنفردة إنشاء حقوق
أو فرض التزامات و ذلك تحقيقا للمصلحة العامة ،و لكن قد تصدر اإلدارة ق ار ار إداريا
غير مشروع لعيب من العيوب التي تشوب القرار اإلداري ،فيتسبب بإحداث أضرار للفرد
،وحتى يمكن حماية حقوق األفراد من الضياع نتيجة تعسف اإلدارة في استعمال السلطة
أو نتيجة خطأ ترتكبه ،نجد أن المشرع قد وضع ما يسمى بدعوى اإللغاء التي نظمها
القانون 80-80المتضمن قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،كآلية ووسيلة إللغاء
الق اررات اإلدارية الغير المشروعة ،وبالتالي تحقيق الرقابة على أعمال اإلدارة .
ولقبول دعوى اإللغاء البد من توافر جملة من الشروط المتعلقة بالقرار اإلداري
محل الطعن باإللغاء في حد ذاته من جهة ،وشروط متعلقة بصاحب المصلحة أو الصفة
من رفع دعوى اإللغاء من جهة أخرى ،كذلك نجد أن المشرع قد حدد الجهة القضائية
التي يجب أن ترفع أمامها دعوى اإللغاء والتي حددها بالمحاكم اإلدارية و مجلس الدولة ،
كل هذا سنتناوله في الفصل األول .
و عليه قسمنا هذا الفصل إلى مبحثين المبحث األول ( مفهوم دعوى اإللغاء )،
و المبحث الثاني ( شروط قبول دعوى اإللغاء و نطاق تطبيقها ).
6
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
تعد دعوى اإللغاء أحد أهم الدعاوى اإلدارية التي يختص بنظرها القضاء اإلداري
فهي تهدف إلى الحفاظ على مبدأ المشروعية ،وذلك من خالل إلغاء الق اررات اإلدارية
التي يشوبها عيب من العيوب والتي هي محل دعوى اإللغاء ،و تتسم هذه األخيرة بجملة
من الخصائص تميزها عن غيرها من الدعاوى و تجعلها مستقلة بذاتها نظ ار لخطورتها
فهي تتعلق بالنظام العام لذا ال يجوز االتفاق على مخالفتها،مما يدعونا إلى ضرورة وضع
عملية التمييز للتفريق بينها و بين الدعاوى األخرى ،و هناك بعض األعمال ال يمكن
الطعن فيها باإللغاء نص عليها المشرع و هي الق اررات الصادرة عن السلطة التشريعية و
األعمال القضائية.
و لدارسة مفهوم دعوى اإللغاء كان البد لنا من التطرق إلى تعريفها وبيان أهم خصائصها
و محاولة تمييزها عن الدعاوى األخرى (المطلب األول)وتطرقنا إلى محل دعوى إلغاء
القرار اإلداري ثم األعمال المستثناة من دعوى اإللغاء و التي ال يمكن الطعن فيها
باإللغاء(المطلب الثاني) .
سنحاول في هذا المطلب بيان مفهوم دعوى اإللغاء في القرار اإلداري وذلك من خالل
تعريفه و بيان خصائصه وتمييزه عن الدعاوى األخرى .
تعددت محاوالت تعريف هذه الدعوى واختلفت في مضامينها باختالف المركز و الزاوية
التي ينظر من خاللها إلى دعوى اإللغاء. 1
-1عوابدي عمار ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري ،نظرية الدعوى اإلدارية ،الجزء
الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بدون عدد طبعة ،بن عكنون ،الجزائر ،8000 ،ص .483
7
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
-1في الفقه الفرنسي :لقد أعطى الفقه الفرنسي العديد من التعريفات و منها نذكر ما
ذهب إليه الفقيه الفرنسي André de laubadèreفي تعريف دعوى تجاوز السلطة بأنها " :
طعن قضائي يرمي إلى إبطال قرار إداري غير مشروع من طرف القاضي اإلداري " .
وهو ذات التعريف الذي ذهب إليه Charles Debbeschبقوله ":أنها الطعن الذي يطلب
1
بمقتضاه المدعي من القضاء إبطال قرار إداري لعدم المشروعية ".
-2في الفقه العربي :عرفها الدكتور سليمان محمد الطماوي قضاء اإللغاء بأنها "
الدعوى التي يرفعها أحد األفراد إلى القضاء اإلداري يطلب إعدام قرار إداري مخالف
للقانون " .
كما عرف الدكتور عوابدي عمار دعوى اإللغاء بأنها":هي الدعوى القضائية اإلدارية
الموضوعية و العينية التي يحركها و يرفعها ذوي الصفة القانونية و المصلحة أمام جهات
القضاء المختصة في الدولة للمطالبة بإلغاء ق اررات إدارية غير مشروعة ،و تتحرك و
تنحصر سلطات القاضي المختص فيها في مسألة البحث عن شرعية الق اررات اإلدارية
المطعون فيها بعدم الشرعية ،والحكم بإلغاء هذه الق اررات إذا ما تم التأكد من شرعيتها
وذلك بحكم قضائي ذي حجة عامة ومطلقة" ،2أما الدكتور محمد الصغير بعلي عرفها
بأنها ":الدعوى القضائية المرفوعة أمام إحدى الهيئات القضائية اإلدارية ( الغرفة اإلدارية
أو مجلس الدولة ) التي تستهدف إلغاء قرار إداري بسبب عدم مشروعيته لما يشوب
3
أركانه من عيوب ".
-1سامي الوافي ،الوسيط في دعوى اإللغاء ،دراسة تشريعية قضائية فقهية ،إصدارات المركز الديمقراطي العربي ،
الطبعة األولى ،برلين – ألمانيا ،مايو ، 8880ص . 48
-عبد الرحمن بن جياللي ،مفهوم دعوى اإللغاء و تمييزها عن الدعاوى اإلدارية األخرى ،مجلة مفاهيم الدراسات 2
-3شدري معمر فاطنة ،دعوى اإللغاء في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية ،جامعة أكلي محند أولحاج – البويرة ،-الجزائر ، 8880/88/84 ،ص . 80
8
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
-2القانون رقم 80-80المؤرخ في 80صفر عام 8380الموافق 82فبراير سنة ، 8880يتضمن قانون اإلجراءات
المدنية و اإلدارية ،ج ر ع ، 8880 ، 88النافذ .
9
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
-3الطعون الخاصة بالتفسير ومدى شرعية القرارات التي تكون نزاعاتها من اختصاص
مجلس الدولة .1
ثالثا :التعريف القضائي
نظ ار لطبيعة دور القاضي في الفصل في المنازعات المطروحة عليه حالة بحالة ،فإنه
عادة ما ينصرف عن تقديم تعريف واضح لدعوى اإللغاء ،حيث يكتفي ببيان العيوب
التي تشوب القرار الذي تم الطعن فيه من طرف المتقاضي و يقوم إما بإلغاء القرار
اإلداري المطعون فيه أو برفض الدعوى لعدم التأسيس وهذا ما اتصف به القضاء اإلداري
الجزائري.2
-1القانون العضوي رقم 88-00مؤرخ في 3صفر عام 8380الموافق 48مايو سنة ، 8000يتعلق باختصاصات
مجلس الدولة وتنظيمه و عمله ،ج ر ع ، 8000 ، 41المعدل بالقانون 84- 88ممضي في 81يوليو ، 8888ج
ر ع 34المؤرخة في 84غشت ، 8888المعدل و المتمم .
- 2بوالشعور الوفاء ،سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ،مذكرة تخرج مقدمة لنيل شهادة ماجستير في إطار
مدرسة الدكتوراه ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق ،جامعة باجي مختار -عنابة ، -الجزائر ، 8888/8888 ،
ص 88
10
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
أو وصائيا .أو اإلجراءات المتبعة بشأنها إجراءات قضائية ذات خصائص مميزة ،أو
القرار المترتب عنها عمل قضائي (حكم) له حجية الشئ المقضي به. 1
ثانيا :دعوى ذات إجراءات خاصة
حتى تقبل دعوى تجاوز السلطة في النظام القضائي الجزائري وجب مراعاة إجراءات
وشروط معقدة ولعل أهم تلك القواعد هي قواعد االختصاص ،احترام المواعيد المحددة
بالقانون و التي تعتبر قصيرة نسبيا ،شرط التظلم اإلداري المسبق و إن اعتبره ق.إ.م.إد
جوازيا ،شرط إرفاق عريضة دعوى اإللغاء بالقرار المطعون فيه .2
ثالثا :دعوى مشروعية .
إذا ألغى القضاء اإلداري ق ار ار إداريا لمجاوزة السلطة ،فذلك يعني أن القرار غير مشروع و
بذلك يكون اصطالح بمجاوزة السلطة مجاو ار لعدم المشروعية ،ولهذا تعتبر من دعاوى
قضاء الشرعية كونها تتحرك و تنعقد على أساس مبدأ الشرعية في الدولة ،وتستهدف
حماية شرعية أعمال الدولة و اإلدارة العامة أساسا و أصال. 3
رابعا :دعوى موضوعية عينية
إن دعوى اإللغاء تتميز بطابعها العيني والموضوعي ،فهي دعوى عينية تتعلق و تنصب
على الطعن في قرار إداري أي مقاضاة القرار اإلداري ،أما بخصوص أنها دعوى
موضوعية فهذا يعني أنها تهدف إلى حماية مبدأ المشروعية ،فمسألة مبدأ المشروعية
مسألة موضوعية و ليست مرتبطة بحق شخصي. 4
خامسا :الدعوى الوحيدة واألصلية إللغاء الق اررات اإلدارية غير مشروعة .
بمعنى أنه ال يمكن إلغاء قرار إداري غير مشروع إلغاء قضائيا و إزالة أثاره القانونية
إال بواسطة دعوى اإللغاء فقط ،فال توجد دعوى قضائية أخرى يمكن أن تلغي ق ار ار إداريا
-1زيتوني شريفة ،دور القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ،مذكرة تخرج لنيل شهادة ماستر ،كلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة عبد الحميد بن باديس – مستغانم ، 8881/8881 ،ص . 28
-2سامي الوافي ،مرجع سابق ،ص . 40
-3بوالشعور وفاء ،مرجع سابق ،ص . 81
-4ينظر عبد الرحمن بن جياللي ،مرجع سابق ،ص.800
11
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
غير مشروع إلغاء قضائيا سوى دعوى اإللغاء،و من ثم تتميز دعوى اإللغاء بأنها الدعوى
األصلية و الوحيدة إللغاء الق اررات اإلدارية إلغاءا قضائيا. 1
الفرع الثالث :تمييز دعوى اإللغاء عن الدعاوى األخرى
تتميز دعوى اإللغاء عن باقي الدعاوى اإلدارية األخرى ،ولهذا خصها المشرع بإجراءات
خاصة وهذا بالنظر لخطورتها و لتعلقها بأحد أهم الوسائل القانونية التي وضعها المشرع
بين يدي اإلدارة و هو القرار اإلداري ،وتفاديا ألي تداخل بين دعوى اإللغاء وغيرها من
الدعاوى اإلدارية األخرى يجب التمييز بينها لمعرفة هذه الدعوى أكثر. 2
أوال :دعوى اإللغاء و دعوى القضاء الكامل .
يمكن التمييز بين هاتين الدعوتين من حيث:
-1من حيث طبيعة الدعوى :
تنتمي دعوى اإللغاء إلى القضاء الموضوعي المندرج تحت غطاء الشرعية و تدور
المنازعة التي ينظرها حول تحديد المراكز القانونية الموضوعية ألنها تستهدف مخاصمة
األعمال القانونية المشوبة بعدم الشرعية أما القضاء الكامل فينتمي لقضاء الحقوق
الشخصي الذاتي التي تدور المنازعة فيه حول اعتداء أو تهديد باعتداء على مركز قانوني
شخصي للطاعن ،و تستهدف مخاصمة األعمال القانونية التي تؤثر على الحقوق
المكتسبة لألفراد. 3
-2من حيث الهدف :
تهدف دعوى اإللغاء إلى حماية مبدأ الشرعية بصفة عامة ،بينما تهدف دعوى القضاء
الكامل لحماية الحقوق و اإلجبار على تنفيذ االلتزامات ،األمر الذي يعجز عليه قضاء
اإللغاء الذي يقتصر دوره على قبول الدعوى أو رفضها دون أن يمتلك حق توجيه األوامر
لإلدارة للقيام بعمل أو االمتناع عنه. 1
-3من حيث سلطة القاضي :
إن سلطات القاضي اإلداري في دعاوى القضاء الكامل واسعة ،بينما سلطات القاضي
اإلداري في دعوى اإللغاء محددة وضيقة. 2
-4من حيث الجهة القضائية المختصة :
ترفع دعوى اإللغاء ضد قرار إداري مركزي أمام مجلس الدولة بصفة جهة قضائية ابتدائية
نهائية ،أما دعوى التعويض فترفع أمام جهة القضاء اإلداري االبتدائي أي المحكمة
اإلدارية.3
ثانيا :دعوى اإللغاء و دعوى فحص المشروعية .
تتميز دعوى تقدير المشروعية عن دعوى اإللغاء بعدة مميزات :
-1من حيث الهدف :
إن الهدف من إقامة دعوى تقدير المشروعية هو البحث والكشف عن ما إذا كانت
األعمال اإلدارية مشروعة أو غير مشروعة ،بينما الهدف من إقامة ورفع دعوى اإللغاء
هو إعدام القرار اإلداري المطعون فيه.
-2من حيث سلطة القاضي :
أما من حيث سلطة القاضي ففي دعوى تقدير المشروعية سلطة القاضي محدودة4وضيقة،
إذ تنحصر سلطة القاضي في الكشف و اإلعالن عن مدى شرعية أو عدم شرعية
األعمال اإلدارية ،بينما في دعوى اإللغاء فقد تتجاوز أو تصل لحد إعدام القرار المطعون
- 4هواري دحدوح ،دعوى التفسير و دعوى تقدير المشروعية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماستر أكاديمي ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف – المسيلة ، -الجزائر ، 8880 / 8881 ،ص .48
13
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
شهادة ماستر أكاديمي ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف-المسيلة ، -
الجزائر ، 8881/8881 ،ص.41
15
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
الدستورية و التشريعية ،بمناسبة تقرير سلطة اإلدارة في إصدارها بصدد الكثير من
المسائل و االختصاصات أو بمناسبة تقرير الرقابة القضائية عليها من جانب القضاء
بمختلف جهاته تاركا مهمة تعريفه للفقه و القضاء.1
-2التعريف الفقهي :
تنوعت و اختلفت تعريفات القرار اإلداري كل من وجهة نظره ،فنجد العميد هوريو قد عرفه
بأنه( :إعالن لإلرادة بقصد إحداث أثر قانوني إزاء األفراد يصدر من سلطة إدارية في
صورة تنفيذية أو في صورة تؤدي إلى التنفيذ المباشر ) .2
في حين أن العميد "دوجي " عرفه على أنه ( :كل عمل إداري يصدر بقصد تعديل
أوضاع قانونية كما هي قائمة وقت صدوره أو كما تكون في لحظة مستقبلة معينة).
وعرف العميد يونار العمل القانوني الذي يمكن أن يستخلص منه تعريف القرار اإلداري
بما يلي( :العمل القانوني هو كل عمل يحدث تعديال في األوضاع القائمة) .
وعرفه األستاذ ريفيرو بأنه ( :العمل الذي بواسطته تقوم اإلدارة باستعمال سلطتها في
تعديل المراكز القانونية بإرادتها المنفردة.)3
كما تناول أيضا الفقه العربي القرار اإلداري ،فقد عرفه الدكتور سليمان الطماوي
بأنه (:إفصاح اإلدارة عن إرادة ملزمة بقصد إحداث أثر قانوني ،وذلك إما بإصدار قاعدة
تنشئ أو تعدل أو تلغي حالة قانونية أو موضوعية حين يكون العمل الئحة ،و إما
بإنشاء حالة فردية أو تعديلها أو إلغائها لمصلحة فرد أو أفراد معنيين أو ضدهم في حالة
القرار اإلداري الفردي).4
عرف فؤاد مهنا الق اررات اإلدارية بأنها (:عمل قانوني من جانب واحد ،يصدر بإرادة
إحدى السلطات اإلدارية في الدولة و يحدث أثار قانونية بإنشاء وضع قانوني جديد أو
- 1رائد محمد يوسف العدوان ،نفاذ الق اررات اإلدارية بحق األفراد ،دراسة مقارنة بين األردن و مصر ،مذكرة
ماجستير ،قسم القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة الشرق األوسط ، 8884/8888 ،ص. 88
-2المرجع نفسه ،ص . 88
-3مازن راضي ليلو ،القانون اإلداري ،منشورات األكاديمية العربية في الدنمارك ،بدون ع.ط ، 8880،ص.820
-4رائد محمد يوسف العدوان ،مرجع سابق ،ص.88
17
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
-1ناصر لباد ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار المجدد ،ط ، 3سطيف ؛الجزائر ،8888 ،ص .831
-2معلم علي عبد المالك ،شروط و إجراءات قبول دعوى اإللغاء ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في العلوم القانونية
؛تخصص دولة و مؤسسات ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة العقيد أكلي محند اولحاج ،البويرة،
، 80/88/8881ص . 88
-1قريمس إسماعيل ،محل دعوى اإللغاء ،دراسة في التشريع و القضاء الجزائريين ،مذكرة ماستر ،قانون إداري و
إدارة عامة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة الحاج خضر –باتنة ، -الجزائر ، 8884 ،ص .84
وبناء على ذلك فإن األعمال التمهيدية و التقارير و المذكرات التحضيرية التي تسبق
اتخاذ القرار و األعمال التهديدية ال تعد ق اررات إدارية لعدم تحقق هذين العنصرين ،و
1
نجد أنه من المناسب أن نبين مضمون بعض هذه األعمال:
أ-األعمال التمهيدية و التحضيرية :هي األعمال التي تقوم بها اإلدارة قبل إصدار
القرار اإلداري، 2تتضمن رغبات و استشارات وتحقيقات تمهيدا إلصدار قرار إداري ،و
هذه األعمال ال تولد أثا ار قانونية و ال يجوز الطعن فيها باإللغاء .
ب -المنشورات و األوامر المصلحية :وهي األعمال التي تتضمن تعليمات و توجيهات
صادرة عن رئيس الدائرة إلى مرؤوسيه لتفسير القوانين أو اللوائح و كيفية تطبيقها
وتنفيذها ،ما دامت هذه المنشورات لم تتعد هذا المضمون ،أما إذا تضمنت إحداث أثار
في مراكز األفراد فإنها تصبح ق اررات إدارية يقبل الطعن فيها باإللغاء .
ج -األعمال الالحقة لصدور القرار :األصل أن هذه األعمال ال ترتب أث ار قانونيا ،
ألنها إما أن تكون بمثابة إجراءات تنفيذية لق اررات سابقة فال يقبل الطعن فيها باإللغاء. 3
د -األعمال التنظيمية لإلدارة :و المتمثلة في التعليمات و المنشورات و تتعلق بحسن
التسيير الداخلي لإلدارة و مصالحها .
و-األعمال التهديدية :و تتمثل خصوصا في اإلنذارات ،هدفها تهديد و حمل المخاطب
بالقرار المتخذ في مواجهته على تنفيذه في الوقت المحدد ،وتعد بمثابة ق اررات إدارية قابلة
لإللغاء إذا لم تكن مسبوقة بقرار إداري نهائي. 4
عن السلطة التشريعية و األعمال القضائية و أعمال السيادة ،هذه األعمال ال يمكن
الطعن فيها باإللغاء .
أوال :أعمال السلطة التشريعية .
ال يجوز كأصل عام الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري في األعمال الصادرة عن
السلطة التشريعية أيا كانت طبيعة هذه األعمال وفقا للمعيار الموضوعي، 1و لكن و
كاستثناء يمكن القول بأن األعمال التشريعية ال تصدر كلها في صورة قوانين فإلى جانب
القوانين يوجد ما يسمى باألعمال البرلمانية ،و بالتالي يجوز الطعن فيها باإللغاء أمام
القضاء اإلداري و من ذلك:
-نشاط المجالس البرلمانية .
-المنازعات ذات الطابع الفردي .
-الق اررات المفسرة للتشريعات. 2
-الق اررات الصادرة من السلطة.
-لوائح الضرورة الصادرة عن السلطة التنفيذية في غياب البرلمان. 3
ثانيا :أعمال السلطة القضائية .
إن شراح القانون العام قد اختلفوا في وضع معايير التفرقة بين القرار اإلداري و القرار
القضائي فمنهم من أخذ بالمعيار الشكلي ،و يتضمن أن القرار القضائي هو الذي يصور
من جهة منحها القانون والية القضاء ،و منهم من أخذ بالمعيار الموضوعي و هو 4ينتهي
إلى أن القرار القضائي هو الذي يصدر في خصومة لبيان حكم القانون فيها ،بينما يرى
أخرون أن يؤخذ بالمعيارين معا الشكلي و الموضوعي ،ويفترق القرار القضائي عن
اإلداري في كونه يصدر عن هيئة استمدت والية القضاء من قانون محدد الختصاصها ،
-8عبد هللا رمضان بنيني ،نطاق دعوى اإللغاء -دراسة مقارنة ،-مجلة العلوم القانونية و الشرعية ،يونيو 8882
،ص .14
-2المرجع نفسه ،ص.13
-3المرجع نفسه ،ص . 12
-3مازن راضي ليلو ،مرجع سابق ،ص . 821
21
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
أو قابل للطعن مع بيان الهيئات التي تفصل في الطعن في هذه الحالة و أن يكون القرار
حاسما في الخصومة .1
ثالثا :أعمال السيادة .
تعد أعمال السيادة ق اررات سياسية تصدرها سلطة إدارية و ترتب أثار قانونية ،وهي
محصنة من الرقابة القضائية بجميع أنواعها و ذلك نظ ار لموضوعها ،فهو يرتبط بسيادة
الدولة خارجيا و داخليا بالدرجة األولى .2
وعليه يجب أن يتولى الطعن باإللغاء الولي أو الوصي ( بالنسبة للقاصر) أو القيم
بالنسبة للمحجور عليه. 1
أما بالنسبة األشخاص المعنوية العامة فقد نصت المادة 28من ق.م على تمتع الشخص
االعتباري ( المعنوي) بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان ( كالزواج ،
2
الطالق وغيرهما )...
-3المصلحة :
ال تقبل دعوى اإللغاء إال إذا كان للمدعي مصلحة ،ألنه بوجودها تتحقق له صفة
التقاضي ويقصد بالمصلحة الفائدة المرجو تحقيقها وحمايتها باللجوء إلى القضاء ،شريطة
أن تكون مشروعة وغير مخالفة للنظام العام و اآلداب العامة ،فالمصلحة تعبر عن
3
الجانب الواقعي للدعوى ويشترطها المشرع حتى يضع حدا للمنازعات الكيدية.
-8محمد صغير بعلي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ، 8882 ،ص. 832
-8عمور سالمي ،مرجع سابق ،ص.12
-4ريم عبيد ،دعوى اإللغاء في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،مجلة العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد
خيضر بسكرة ،ع ، 31مارس ، 8881ص .802
- 4غول ديهية ،إجراءات رفع الدعوى اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في الحقوق ،تخصص إدارة و مالية ،
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أكلي محند اولحاج ،البويرة ، 8881/8881 ،ص . 80
24
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
تحرر العريضة باللغة العربية وتقديم العريضة االفتتاحية بغير اللغة العربية يؤدي إلى
عدم قبول الدعوى شكال .1
وحتى تقبل الدعوى اإلدارية يجب أن تكون موقعة من طرف محامي ،فالتمثيل بمحامي
إلزامي أمام المحاكم اإلدارية و أمام مجلس الدولة و هذا وفقا للمادتين 082و 080من
ق.إ.م.إد ، 2ويجب أن تحتوي العريضة على مجموعة من البيانات و هي :الجهة
القضائية التي ترفع أمامها الدعوى ،اسم و لقب المدعي و موطنه ،اسم و لقب و
موطن المدعي عليه ،اإلشارة إلى تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و مقره االجتماعي،
عرضا موج از للوقائع و الطلبات ،اإلشارة عند االقتضاء إلى السندات المؤيدة للدعوى.3
-2شرط القرار اإلداري :
سبق التقرير و القول بأن من خصائص دعوى اإللغاء أنها دعوى القانون العام األصيلة
و الوحيدة إللغاء الق اررات اإلدارية غير المشروعة قضائيا ،وأن دعوى اإللغاء هي
الدعوى اإلدارية المرتبطة بالق اررات اإلدارية ،ومن ثم كان شرط أن تنصب دعوى اإللغاء
على قرار إداري بالمعنى القانوني للق اررات اإلدارية ،فالقرار اإلداري الذي يجب أن
تنصب عليه دعوى اإللغاء هو القرار اإلداري بالمفهوم القانوني ،ونقصد بذلك أن القرار
اإلداري هو ذلك العمل القانوني الصادر من السلطات اإلدارية المختصة في الدولة و
بإرادتها المنفردة و الملزمة ،وذلك بقصد إحداث أثار قانونية بهدف تحقيق أهداف
المصلحة العامة في نطاق الوظيفة اإلدارية في الدولة.4
-3شرط التظلم :
يقصد بالتظلم اإلداري ":التجاء صاحب الشأن إلى اإلدارة شاكيا لها من قرار إداري
1
معيب مستهدفا إلغائه ،أو تعديله ،أو سحبه خالل المواعيد القانونية المقررة".
أ -أنواع التظلم :للتظلم اإلداري صور و أنواع أهمها :
-التظلم الوالئي :و هو الذي يقدم إلى السلطة اإلدارية التي أصدرت القرار اإلداري
المتظلم فيه أو أمام السلطة التي قامت بالعمل المادي محل التظلم.2
-التظلم الرئاسي :بمقتضى التظلم الرئاسي يتوجه الفرد المتضرر من القرار إلى الرئيس
من صدر عنه ذلك القرار محل التظلم ،لكي يقوم ذلك الرئيس بموجب سلطته الرئاسية
3
بإعادة النظر و مراجعة ذلك القرار.
ب -مزايا و عيوب التظلم :
أقر الفقه للتظلم اإلداري عدة و مزايا و عيوب ،و بالتالي يمكن إجمال مزايا القرار
اإلداري فيما يلي :
-توضيح موقف و طلب المتظلم ،األمر الذي قد يمكنه من الحصول على استجابة
اإلدارة لتظلمه بعد فحص جديد لقضيته .
-قيام اإلدارة بتصحيح سريع ألخطائها خاصة في حالة رفع التظلم الرئاسي الذي يكتسي
أكثر فعالية ،بحيث يعطي للسلطة اإلدارية التي ترأس مصدر القرار أو السلطة التي
قامت بالعمل المادي محل التظلم فرصة لمراقبة نشاط مرؤوسيها عن طريق دراسة
التظلمات .
-إمكانية رفع تظلم ضد كل أنواع الق اررات و األعمال اإلدارية ،ألن مجال التظلم اإلداري
المسبق أوسع من مجال الدعوى اإلدارية و على وجه الخصوص دعوى تجاوز السلطة،
التي ال يسمح بالنظر في نوع خاص من الق اررات اإلدارية و هي أعمال السيادة
-8محمد خليفة الخيلي ،التظلم اإلداري ،دراسة مقارنة بين قوانين المملكة األردنية الهاشمية واإلمارات العربية المتحدة
،مذكرة مقدمة إلستكمال متطلبات الحصول على درجة الماجستير ،قسم القانون العام ،جامعة الشرق األوسط ،
األردن ، 8880،ص .83
-2شدري معمر فاطمة ،مرجع سابق ،ص . 41
-3محمد خليفة الخيلي ،مرجع سابق ،ص.40
26
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
-إعفاء المتظلم في حالة استجابة اإلدارة لتظلمه من مواجهة مشاكل قضائية طويلة و
معقدة و مصاريف قضائية .1
و من عيوب التظلم اإلداري التعقيد و التأخير ،فالتعقيد يكون بالنظر إلى أنواعه( رئاسي
والئي) و يزداد التعقيد حدة في التوجيه السليم للتظلم اإلداري ضد الق اررات اإلدارية
الصادرة عن سلطة تتمتع بازدواجية وظيفية ،كالوالي الذي يعمل باسم ولحساب الدولة
تارة وتارة باسم و لحساب الوالية ،أما التأخير فيتمثل في طول المدة التي يستغرقها معرفة
رد اإلدارة الصريح أو الضمني عن التظلم اإلداري المرفوع أمامها .2
ج -طبيعة التظلم اإلداري في ظل قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية :
بتفحص فحوى ق.إ.م.إد نجد أن المشرع أدخل بعض التعديالت فيما يخص طبيعة
التظلم و من أهمها :لم يعد التظلم شرطا إلزاميا لقبول دعوى اإللغاء ،و إنما أصبح
جوازيا حسب المادة 048من ق.إ.م.إد أمام المحاكم اإلدارية ومجلس الدولة ،وخالفا
للقانون السابق فإن التظلم يجب أن يكون والئي فقط أي يجب رفعه أمام الجهة اإلدارية
3
التي أصدرت القرار المطعون فيه
د -ميعاد التظلم اإلداري :
لقد حددت المادة 080من ق.إ.م.إد أجال التظلم اإلداري بأربعة 3أشهر حيث نصت
على " :يحدد أجل الطعن أمام المحكمة اإلدارية بأربعة( )3أشهر ،يسري من تاريخ
التبليغ الشخصي بنسخة من القرار اإلداري الفردي ،أو من تاريخ نشر القرار اإلداري
الجماعي أو التنظيمي " .في حين اعتبرت المادة 048من نفس القانون سكوت اإلدارة
خالل أجل شهرين بمثابة رد بالرفض حيث نصت على ما يلي ":يجوز للشخص المعني
بالقرار اإلداري ،تقديم تظلم إلى الجهة اإلدارية مصدرة القرار في األجل المنصوص عليه
في المادة 080أعاله .
يعد سكوت الجهة اإلدارية المتظلم أمامها عن الرد ،خالل شهرين ( )8بمثابة قرار
بالرفض و يبدأ هذا األجل من تاريخ تبليغ التظلم .
وفي حالة سكوت الجهة اإلدارية ،يستفيد المتظلم من أجل شهرين ( ، )8لتقديم طعنه
القضائي ،الذي يسري من تاريخ انتهاء أجل الشهرين ( )8المشار إليه في الفقرة أعاله .
في حالة رد الجهة اإلدارية خالل اآلجل الممنوح لها ،يبدأ سريان أجل شهرين ( )8من
تاريخ تبليغ الرفض .
1
يثبت إيداع التظلم أمام الجهة اإلدارية بكل الوسائل المكتوبة ،و يرفق مع العريضة"
-4الميعاد :
يختلف ميعاد رفع دعوى اإللغاء أمام الغرفة اإلدارية عن ميعاد رفعها أمام مجلس
الدولة .
أ -أمام الغرفة اإلدارية :
تطبيقا للمادة 080من ق.إ.م.إد ،فإن أجال رفع الدعوى أمام المحكمة اإلدارية حدد
بأربعة أشهر تسري من تاريخ التبليغ الفردي أو من تاريخ نشر القرار الجماعي أو
2
التنظيم
-حساب المدة :
تحسب مدة الطعن كاملة " كاملة و تامة " طبقا لقاعدة الميعاد كامال و عليه فهي تخضع
للقواعد التالية :
-بداية الميعاد :تنطلق بداية الميعاد في اليوم الموالي إلعالن القرار ؛ وذلك إما من
تاريخ تبليغ القرار المطعون فيه إذا كان القرار فرديا ،أو من تاريخ نشر القرار المطعون
فيه إذا كان القرار تنظيميا .
-نهاية الميعاد :طبقا لمبدأ حساب المدة كاملة تكون نهاية مدة الميعاد أيضا في اليوم
الموالي لسقوط ذلك الميعاد ،مثال :بتاريخ 8882-8-8تم إعالن القرار ( التبليغ أو
النشر) - :القاعدة :حساب مدة األربعة أشهر كاملة
-البداية :يوم ( 8882-8-8من اليوم الموالي لإلعالن)
-النهاية :يوم ( 8882-1-4في اليوم الموالي لسقوط الميعاد ) ،حيث تقبل الدعوى
إذا ما رفعت فيه. 1
-امتداد الميعاد :
إن ميعاد الطعن القضائي المشار إليه أعاله ،يمكن تمديده في عدة حاالت تتمثل :
-حاالت وقف الميعاد
يترتب على وجود وقيام حاالت وقف الميعاد توقيف سريان مدة الطعن مؤقتا ،ليستأنف
بعد زوال و انتهاء أسباب و حاالت الوقف ،حيث يستكمل فقط ما تبقى من المدة
القانونية ،وتتمثل حاالت و أسباب وقف الميعاد في ما يلي :
-بعد المتقاضي عن إقليم الدولة حيث نصت المادة 841من ق.إ.م الملغى على ما
يلي " :إذا كان أحد الخصوم يقيم خارج البالد فإنه يزاد إلى ميعاد الطعن شهر واحد
2
بالنسبة له مهما كانت طبيعة الدعوى ".
-العطلة الرسمية :تتمثل العطلة الرسمية في أيام الراحة األسبوعية و األعياد الرسمية
كما أشارت كما أشارت المادة 313من ق.إ.م الملغى ،وكما هي محددة في القانون.
-القوة القاهرة يستنتج من المادة 318من ق.إ.م الملغى أنه يترتب على وجود حالة من
حاالت القوة القاهرة ( فيضان ،زلزال ،إضراب عام )...وقف سريان الطعن إلى حين
زوال تلك الحالة .
-1محمد الصغير بعلي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص . 830
-8أمر رقم 823-11ممضي في 80يونيو ، 8011و ازرة العدل ،ج ر ع 31مؤرخة في 80يونيو ، 8001ص
، 208يتضمن قانون اإلجراءات المدنية ،الملغى .
29
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
طلب المساعدة القضائية :يتوقف ميعاد الطعن من تاريخ إيداع طلب المساعدة القضائية
لدى الجهة المختصة ،ليستكمل ما تبقى من المدة من تاريخ تبليغ الرد قبوال أو رفضا ،
وذلك طبقا للمادة 841من ق.إ.م الملغى .
حاالت قطع الميعاد
تختلف حاالت قطع الميعاد عن حاالت وقفه من حيث بداية حساب مدة الميعاد
بصورة كاملة و من جديد ،1ولقد حدد المشرع الجزائري في ظل ق.إ.م.إ أسباب القطع
على سبيل الحصر و هي :
-8الطعن أمام جهة قضائية إدارية غير مختصة .
-8طلب المساعدة القضائية .
-4وفاة المدعي أو تغيير األهلية .
-3القوة القاهرة أو الحادث المفاجئ .
بالتالي ،إذا تحققت إحدى هذه األسباب يجوز تمديد الميعاد بحيث يحسب من جديد يبدأ
من :
-تاريخ تبليغ الحكم بعدم االختصاص. 2
-بقبول أو رفض طلب المساعدة القضائية .
-من تاريخ وفاة المدعي أو تغيير أهليته ( صدور حكم نهائي بالحجر مثال ).
-و من تاريخ زوال القوة القاهرة أو الحادث الفجائي. 3
تاريخ التبليغ الشخصي للقرار اإلداري أو من تاريخ نشره إذا كان جماعيا أو تنظيميا و
هذا ما تضمنته المادة 081التي تحيلنا إلى المادة 080وذلك عكس ما نصت عليه
المادة 808من ق.إ.م الملغى التي حددت الميعاد بشهرين أمام مجلس الدولة من تاريخ
قرار الرفض الكلي أو الجزئي للطعن اإلداري أو خالل شهرين من انتهاء الميعاد
المنصوص عليه في المادة 810في حالة سكوت
السلطة اإلدارية عن الرد ،1تحسب المدة كاملة و تامة طبقا لقاعدة الميعاد كامال حيث
يتم الحساب باألشهر وليس األيام وعليه تكون :
-بداية الميعاد :تنطلق من اليوم الموالي للعلم بموقف الجهة مصدرة القرار حيال
الطعن والتظلم المسبق أمامها ،ولهذا فبداية الميعاد هي اليوم الموالي إما من تاريخ تبليغ
الرفض الكي أو الجزئي للطعن اإلداري أمام اإلدارة 2بعد مرور فترة 4أشهر ،في حالة
سكوت اإلدارة و عدم الرد على الطعن اإلداري المسبق المسار إليه سابقا طبقا للمادة
810التي تنص على ما يلي " :إن سكوت السلطة اإلدارية مدة تزيد عن 4أشهر ،عن
الرد على طلب الطعن التدريجي أو اإلداري يعد بمثابة رفض له ،و إذا كانت السلطة
اإلدارية هيئة تداولية فال يبدأ ميعاد الثالثة أشهر في السريان إال من تاريخ قفل أول دورة
قانونية تلي إيداع الطلب ،و مثل هذا النص يثير مسألة الدعاوى اإلدارية السابقة ألوانها
،حيث يتجه الفقه و القضاء المقارن إلى رفضها ،و إن كان موقف القضاء اإلداري
الجزائري مازال يتسم بعدم االستقرار .
-نهاية الميعاد :طبقا لمبدأ حساب المدة كاملة ،تكون نهاية مدة الميعاد أيضا في اليوم
الموالي لسقوط ذلك الميعاد ،مثال :بتاريخ 8882-8-8تم تبليغ قرار رفض الطعن
اإلداري المرفوع أمام وزير الداخلية :
-القاعدة :حساب مدة الشهرين كاملة .
-البداية :يوم ( 8882-8-8من اليوم الموالي للتبليغ ،حيث ال يحسب يوم التبليغ ) .
-النهاية :يوم ( 8882-3-4في اليوم الموالي لسقوط الميعاد ) ،حيث تقبل الدعوى إذا
ما رفعت فيه. 1
-امتداد الميعاد :و تتمثل في حاالت توقف الميعاد ليبدأ سريان بقية المدة و حاالت
انقطاع
الميعاد و فيها يبدأ حساب الميعاد من جديد ،أي مثلما هو الحال بالنسبة للمحكمة
اإلدارية .2
يتضح من التعريفين السابقين أن القرار المخاصم يكون مشوبا بعيب عدم االختصاص
إذا كان صاد ار عن هيئة إدارية أو شخص لم يخوله القانون سلطة إصداره ،بل من
اختصاص سلطة إدارية أو عون أخر .1
أ-درجات عيب عدم االختصاص :
ينقسم عيب عدم االختصاص إلى درجتين ،عيب عدم االختصاص الجسيم و عيب عدم
االختصاص البسيط .
-عيب عدم االختصاص الجسيم :
تتحقق حالة عيب عدم االختصاص الجسيم في حالة صدور القرار عن شخص لم يمنحه
المشرع سلطة إصداره ،و بذلك يكون مغتصبا لسلطة إصداره ،األمر الذي يجعل من
القرار اإلداري مخالفا لركن االختصاص مخالفة جسيمة لدرجة تفقده صفته اإلدارية ،
بحيث ال يعتبر باطال فحسب بل يصير معدوما و يتحول إلى مجرد عمل مادي غير
مشروع.
و تتمثل صور عيب عدم االختصاص الجسيم في حالة صدور قرار إداري من فرد عادي
ليس له أي صفة ،أو حالة صدور قرار إداري من سلطة إدارية يندرج في اختصاص
إحدى السلطتين التشريعية أو القضائية. 2
-عيب عدم االختصاص البسيط :
وهو أكثر حدوثا و أقل خطورة من الصورة األولى و يقوم على أساس مخالفة قاعدة توزيع
االختصاصات بين الهيئات اإلدارية المكونة للسلطة التنفيذية ،و هذه باعتداء سلطة
إدارية على اختصاص سلطة إدارية أخرى ،و بخالف الصورة األولى رتب القضاء
اإلداري كجزاء على ذلك إلغاء القرار المشوب بعيب عدم االختصاص الوسط الذي تتمثل
صوره في :1
-عدم االختصاص الموضوعي :
يتحقق عيب عدم االختصاص الموضوعي عندما يصدر القرار اإلداري ممن ال يملك
سلطة إصداره في مسألة تدخل ضمن هيئة أو عضو أخر ،و من هنا فإن حاالت عيب
2
عدم االختصاص الموضوعي تتمثل في :
-اعتداء سلطة إدارية على ميدان سلطة إدارية موازية لها .
-اعتداء الرئيس على اختصاصات المرؤوس .
-اعتداء المرؤوس على اختصاص الرئيس .
-اعتداء اإلدارة على اختصاص السلطة التشريعية أو القضائية .3
-عدم االختصاص المكاني :تقتضي نظرية التنظيم اإلداري عدم االكتفاء بتقييد مصدر
القرار بشخص معين و دائرة اختصاص موضوعية ،بل يتعين باإلضافة إلى ذلك تحديد
النطاق الجغرافي الذي يصدر القرار اإلداري في حدوده .و بذلك يعرف العنصر المكاني
في ركن االختصاص بأنه ":البقعة الجغرافية المحددة لمباشرة االختصاص فيها ؛ فلكل
هيئة أو وحدة إدارية أن تمارس اختصاصها في حدود دائرتها الجغرافية ،فال يجوز ألي
موظف أن يصدر ق اررات لتنظيم شؤون تدخل في اختصاص موظف أخر " .4
-عدم االختصاص الزماني :يكون عدم االختصاص الزماني في حالة اتخاذ الهيئة
اإلدارية لقرار في وقت لم تكن مؤهلة التخاذه ،كممارسة الموظف ألعمال بعد إحالته
5
على التقاعد ،يكون قد تجاوز اختصاصه فتصرفه مشوبا بعيب عدم االختصاص.
- 1أحميد هنية ،عيوب القرار اإلداري ( حاالت تجاوز السلطة) ،مجلة المنتدى القانوني ،جامعة محمد خيضر –
بسكرة ، -الجزائر،ع ، 82ص .28
-2عوابدي عمار ،مرجع سابق ،ص .282
35
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
الرأي في حد ذاته غير ملزم لإلدارة ، 1و عدم احترام أو انتفاء االستشارة يؤدي إلى عيب
2
في الشكل .
-حالة مخالفة إجراءات التحقيق :يقصد بالتحقيق مجموعة اإلجراءات التي تتخذ وفقا
لألصول القانونية من جهة مختصة بعد ورود المعلومات إليها بارتكاب مخالفة معينة عن
3
شخص معين بقصد إثبات أو نفي حقيقة المخالفة.
-حالة مخالفة األجزاء المضاد أو حالة مخالفة مبدأ توازي األشكال أو الشكليات .
-حالة مخالفة قواعد و إجراءات نظام المداوالت في الق اررات اإلدارية التي يتم اتخاذها
4
بواسطة المداولة.
-حالة مخالفة أجزاء احترام حق الدفاع في الق اررات اإلدارية التي تتضمن على عقوبات
5
إدارية كما هو الحال في الق اررات اإلدارية التأديبية .
ثانيا :العيوب الداخلية .
و تتمثل العيوب الداخلية في كل من عيب االنحراف في استعمال السلطة ،و عيب مخالفة
القانون و عيب انعدام السبب أو الغاية .
-1عيب االنحراف في استعمال السلطة :
يقصد به أن تهدف السلطة اإلدارية مصدرة القرار اإلداري هدف غير ذلك الهدف الذي
من أجله منحت هذه السلطات ،فالمفروض أن يهدف مصدر القرار اإلداري للمصلحة
العامة لكنه إذا اتجه إلى تحقيق قصد أخر ،فإن ق ارراه يكون مشوب بعيب استعمال
السلطة إذ أن المشرع عندما منح لإلدارة سلطة إصدار الق اررات اإلدارية ،فإنه يشترط
- 1رزاق لبزة دالل ،عيب الشكل و اإلجراءات في القرار اإلداري ،مذكرة نيل شهادة ماستر في الحقوق ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر –بسكرة ، -الجزائر ، 8883/8884 ،ص . 80
-2المرجع نفسه ،ص .48
-3المرجع نفسه ،ص . 44
-4عوابدي عمار ،مرجع سابق ،ص . 281
-5المرجع نفسه ،ص. 281
36
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
ذلك ضمانا لكي يكون الهدف الصالح العام و الخروج عن ذلك يعني التعسف في
1
استعمال هذه السلطة .
أ-مظاهر عيب االنحراف في استعمال السلطة :
نكون بصدد االنحراف في استعمال السلطة في الحاالت التالية :
-االنحراف في استعمال السلطة عن المصلحة العامة :إن تخلف النصوص القانونية
المحددة ألهداف التصرفات اإلدارية ال يعني حرية اإلدارة في اختيار هدفها من التصرف
اإلداري ،و إنما تلتزم جهة اإلدارة باستهداف المصلحة العامة عند اتخاذ هذه التصرفات
و التي من بينها الق اررات اإلدارية و هو التزام ال يحتاج إلى نص إذ أن مصدره المبادئ
القانونية العامة .
-الخروج عن قاعدة تخصيص األهداف :إذا تصدى المشرع لتحديد أهداف بعض أنواع
الق اررات اإلدارية فإن اإلدارة تلتزم بأن تستهدف من إصدار هذه الق اررات األهداف
المخصصة و المحددة لها في القانون ، 2فال يكون لها أن تبتغي هدفا أخر و لو رأت أو
ادعت أنه يندرج في نطاق المصلحة العامة ،و بمعنى أخر حتى و لو كان الهدف
المخصص ليس من شأنه تحقيق المصلحة العامة في تقدير اإلدارة ،و هو األمر الذي
يطلق عليه " قاعدة تخصيص األهداف".3
-2عيب مخالفة القانون :
كما هو معلوم أن القرار اإلداري هو عمل قانوني ،و بالتالي البد أن يكون محل هذا
القرار منسجما و متالئما مع قواعد القانون ،لذا فإن القرار اإلداري يكون معيبا من
الموضوعية إذا جاء مخالفا للقانون ،كونه يشكل مصدر تهديد لألوضاع الناحية
-8زايكو أمال ،االنحراف في استعمال السلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون
العام ،تخصص ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أحمد دراية –أدرار ، -الجزائر ، 8881/8881 ،ص
.81
- 2محمد فتحي شحته إبراهيم دياب ،انحراف السلطة في استعمال القرار اإلداري ،دراسة تحليلية في النظامبن
السعودي و المصري ،مجلة البحوث القانونية و اإلقتصادية ،ع ،14اغسطس ، 8881ص .208
- 3المرجع نفسه ،ص .208
37
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
القانونية التي يخاطبها و من شأنها اإلضرار بمصالح األفراد ،و يقوم عيب مخالفة
القانون على شرطين أساسيين هما:
-أن يكون محل القرار ممكنا ،فيستحيل على اإلدارة أن تصدر قرار على محل
مستحيل تحقيقه على أرض الواقع ،كقرار هدم دار آيلة للسقوط و اتضح قد سقطت
بالفعل .
-أن يكون محل القرار جائ از ( مشروعا ) ،أي ال يتعارض مضمون القرار مع التشريع
الجاري.1
أ-صور عيب مخالفة القانون :
تتجلى صور عيب مخالفة القانون في المخالفة المباشرة للقانون و المخالفة غير المباشرة
للقانون.
-المخالفة المباشرة للقانون :
تتج سد المخالفة المباشرة للقاعدة القانونية عندما ال تحترم السلطة اإلدارية مبدأ تسلسل
النصوص القانونية أي عدم احترام السلطة اإلدارية قاعدة و متطلبات هرم النصوص
القانونية.2
-المخالفة غير المباشرة للقانون :
أي هناك صورة أخرى لمخالفة القانون تكون إما في الخطأ في تفسير القانون ؛ فقد تفسر
اإلدارة أو السلطة المختصة على نحو لم يتجه إليه قصد المشرع أو يتجه خطأ في تطبيق
ما يصدر من ق اررات فتكون بذلك أثار هذه الق اررات غير مشروعة.3
- 1ينظر م.م.أبوذر عبد الكريم شاكر ،دعوى إلغاء القرار اإلداري ،مجلة اإلدارة و االقتصاد ،الجامعة المستنصرية
،كلية اإلدارة واالقتصاد ،ع ، 8888 ،04ص. 824
- 2ينظر إسماعيل بوقرة ،دور القاضي اإلداري في الكشف عن عيب مخالفة القانون في الق اررات التي يصدرها الوالي
،مجلة الدراسات و البحوث القانونية ،جامعة عباس لغرور ،خنشلة ،ع ، 80ص . 831
- 3المرجع نفسه ،ص . 830
38
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
- 1بلباقي وهيبة ،عالقة التسبيب بركن السبب في الق اررات اإلدارية ،مجلة دفاتر السياسة و القانون ،المركز الجامعي
نور البشير البيض (الجزائر) ،ع ، 80جانفي ، 8880ص . 88
-2ينظر م.م.أبوذر عبد الكريم شاكر ،مرجع سابق ،ص .821
- 3ينظر أحسن غربي ،توزيع االختصاص بين هيئات القضاء اإلداري في الجزائر ،منصة المجالت العلمية الجزائرية
،https://www.asjp.cerist.dz، ،أطلع عليه بتاريخ ، 8888/82/84الساعة . 88:43
39
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
1
في ظل النظام القضائي الجزائري الجديد .
أوال :تعريفها .
تعتبر المحاكم اإلدارية جهة ذات والية عامة في الفصل في المنازعات اإلدارية بموجب
المادة 88من القانون رقم 88-00التي نصت على أنه :تنشأ محاكم إدارية كجهات
2
قضائية للقانون العام في المادة اإلدارية".
ثانيا :االختصاص النوعي للمحاكم اإلدارية .
تمارس المحاكم اإلدارية بموجب المواد 088و 088من ق.إ.م.إ الصالحيات التالية :
تختص بالفصل في أول درجة بحكم قابل لالستئناف امام مجلس الدولة في جميع -8
القضايا التي تكون الدولة أو الوالية او البلدية او إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة
اإلدارية طرفا فيها.
و تفصل : -8
أ -في دعاوى إلغاء الق اررات اإلدارية و الدعاوى التفسيرية و دعاوى فحص المشروعية
للق اررات الصادرة عن :3
-الوالية و المصالح غير الممركزة للدولة على مستوى الوالية .
-البلدية و المصالح اإلدارية األخرى للبلدية .
-المؤسسات العمومية المحلية ذات الصبغة اإلدارية .
ب-دعاوى القضاء الكامل .
ج-القضايا المخولة لها بموجب نصوص خاصة .4
- 1ثابتي رمضان ،اختصاصات المحاكم اإلدارية في الجزائر ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون العام ،تخصص
إدارة ومالية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أكلي محند أولحاج –البويرة ، -الجزائر، 8881/ 8882 ،
ص84
- 2أحسن غربي ،مرجع سابق .
- 3عبد المجيد زعالني ،ال مرجع سابق ،ص .308
- 4المرجع نفسه ،ص . 308
40
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
-1االستثناءات :
و كاستثناء عن ما جاء في المادة 088و 088من ق.إ.م.إد فإن المادة 088قد
ذكرت بعض المنازعات اإلدارية التي تختص بالنظر و الفصل فيها المحاكم العادية سواء
المدنية أو التجارية أو االجتماعية و التي تتمثل في :مخالفات الطرق و التعويض عن
حوادث المركبات اإلدارية .و كاستثناء أخر منازعات الجمارك التي تختص المحاكم
العادية بالنظر فيها و لكن الجهات القضائية اإلدارية غير مبعدة كليا من المجال
الجمركي ، 1و أيضا منازعات الضمان االجتماعي و التي تتمثل في 4أنواع وهي :
المنازعات الطبية ،المنازعات التقنية ذات الطابع الطبي و المنازعات العامة ،ولقد
وزعت منازعات الضمان بين الغرف اإلدارية و المحاكم بحيث تختص الغرف اإلدارية
بكل المنازعات التقنية و جزء من المنازعات العامة ،بينما تختص المحاكم بباقي
المنازعات .2
ثالثا :االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية .
يقصد باالختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية أهليتها في النظر في القضايا اإلدارية
القائمة في دائرة إقليمها ،ويحدد االختصاص اإلقليمي للمحاكم اإلدارية عن طريق التنظيم
طبقا ألحكام الفقرة األولى من المادة 88من القانون 88.00يعني أنه يعود للتنظيم مهمة
تحديد المجال الجغرافي و اإلقليمي لكل محكمة إدارية.3
و لقد أوضحت المادة 41و المادة 40من ق.إ.م.إد أنه يؤول االختصاص اإلقليمي
للمحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة اختصاصها مكان إقامة المدعى عليه إلى أخر
موطن له أو الموطن المختار أو موطن أحد المدعى عليهم.4
و في حالة تعدد المدعى عليهم يؤول االختصاص للمحكمة اإلدارية التي يقع في دائرة
اختصاصها موطن أحدهم ،1وحسب المادة 083من ق.إ.م.إد فقد نصت على أن ":
خالفا ألحكام المادة 084أعاله ،ترفع الدعاوى وجوبا أمام المحاكم اإلدارية في المواد
المبينة أدناه :
في مادة الضرائب أو الرسوم أمام المحكمة التي يقع في دائرة مكان فرض الضريبة -8
او الرسم .
في مادة األشغال العمومية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان -8
تنفيذ األشغال .
في مادة العقود اإلدارية ،مهما كانت طبيعتها أمام المحكمة التي يقع في دائرة -4
اختصاصها مكان إبرام العقد أو تنفيذه .
في مادة المنازعات المتعلقة بالموظفين أو أعوان الدولة أو غيرهم من األشخاص -3
العاملين في المؤسسات العمومية اإلدارية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها
مكان تقديم الخدمات .
في مادة الخدمات الطبية ،أمام المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان -2
تقديم الخدمات .
في ماد ة التوريدات أو األشغال أو تأجير خدمات فنية أو صناعية ،أمام المحكمة -1
التي يقع في دائرة مكان إبرام االتفاق أو مكان تنفيذه إذا كان أحد األفراد مقيما به.
في مادة تعويض الضرر الناجم عن جناية أو جنحة أو فعل تقصيري ،أمام -1
المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان وقوع الفعل الضار .
في مادة إشكاالت تنفيذ األحكام الصادرة عن الجهات القضائية اإلدارية ،أمام -0
المحكمة التي صدر عنها الحكم موضوع اإلشكال. 2
- 1بانو ناريمان ،مجلس الدولة بين االختصاصات القضائية و االستشارية ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في القانون
العام ،تخصص الجماعات المحلية والهيئات اإلقليمية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة عبد الرحمان ميرة –
بجاية ، -الجزائر ، 8884/8888 ،ص . 84
- 2اإلختصاص القضائي ،مجلس الدولة ، https://www.conseildetat.dz ،أطلع عليه بتاريخ 8888/82/84
،الساعة . 88:82 :
43
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
تنص المادة 80من القانون العضوي رقم 88-00على ما يلي " 1:يفصل مجلس
الدولة ابتدائيا و نهائيا في :
-الطعون باإللغاء المرفوعة ضد الق اررات التنظيمية أو الفردية الصادرة عن السلطات
اإلدارية المركزية و الهيئات العمومية الوطنية و المنظمات المهنية الوطنية .
-الطعون الخاصة بالتفسير و مدى شرعية الق اررات التي تكون نزاعاتها من اختصاص
2
مجلس الدولة ".
-2مجلس الدولة قاضي استئناف :هو قاض استئناف األحكام و األوامر الصادرة عن
الجهات القضائية ،اإلدارية ويختص أيضا كجهة استئناف في القضايا المخولة له
بموجب نصوص خاصة .3
-3مجلس الدولة قاضي نقض :تنص المادة 88من القانون العضوي رقم 88-00على
ما يأتي " :يفصل مجلس الدولة في الطعون بالنقض في ق اررات الجهات القضائية اإلدارية
الصادرة نهائيا و كذا الطعون بالنقض في ق اررات مجلس المحاسبة .
إن الطعن بالنقض في الق اررات المترتبة على دعوى اإللغاء إنما ينصب على الق اررات
الصادرة نهائيا عن الجهات القضائية اإلدارية دون ق اررات مجلس الدولة نفسه ،ذلك أم
المقرر قانونا أن الطعن بالنقض يكون أمام جهة قضائية تعلو الجهة التي أصدرت القرار
محل الطعن. 4
- 1محمد الصغير بعلي ،مجلس الدولة ،القضاء اإلداري ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،بدون ع ط ،عنابة –
الجزائر ، 8883، -ص .14
- 2المرجع نفسه ،ص .13
- 3عبد المجيد زعالني ،مرجع سابق ،ص . 308
- 4محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،بدون ع ط ،عنابة ،8880 ،
ص .411
44
الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
45
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
تتميز فرنسا بوجود تقنين خاص لإلجراءات أمام القضاء اإلداري الفرنسي أما في
الجزائر فال يوجد مثل هذا التقنين و مازالت اإلجراءات اإلدارية أمام القضاء الجزائري
الخاضعة تقريبا لنفس القواعد العامة التي تخضع لها الدعوى المدنية أمام المحاكم العادية
،و لكن نظ ار لخصوصية القضاء اإلداري ارتئ المشرع أن يضع مجموعة من اإلجراءات
1
الخاصة بالدعوى اإلدارية في الكتاب الرابع من فنون اإلجراءات اإلدارية و المدنية .
فقد ترفع الدعوى اإلدارية بموجب عريضة كتابية تحتوي على مجموعة من البيانات و
الوثائق المطلوبة قانونا ،و ذلك بمجرد تقييد العريضة في سجل كتابة الضبط ،وبعد ذلك
تبدأ عملية ت هيئة القضية ،ومن خالل تعيين تشكيلة الحكم و إجراء عملية التحقيق على
أساس الوسائل القانونية .
و لدراسة هذه اإلجراءات يجب التطرق إلى إجراءات السير في دعوى اإللغاء (
المبحث األول) ثم إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء ( المبحث الثاني).
يقصد بإجراءات السير في دعوى اإللغاء مجموعة القواعد و اإلجراءات المتخذة من
أطراف الخصومة و القاضي للحكم في النزاع المعروض أمام جهات القضاء اإلداري ،
فهي ال تتم مباشرة باإلرادة المنفردة للخصوم أو القاضي ،و إنما لنظام عام منصوص
عليه في ق إ.م.إد لضمان محاكمة عادلة و منصفة ألطراف الدعوى بحيث تبدأ بموجب
عريضة افتتاحية ( المطلب األول ) و تليها مرحلة تهيئة القضية للفصل فيها ( المطلب
1
الثاني ) .
تمر دعوى اإللغاء بعدة إجراءات بدءا من رفعها بموجب عريضة افتتاحية وصوال إلى
صدور حكم في الدعوى و العمل على تنفيذه ،و من هنا يتوجب علينا أن نتحدث أوال
عن إيداع العريضة لدى كتابة ضبط الهيئة القضائية ( الفرع األول ) و عن تبليغها إلى
2
المدعى عليه ( الفرع الثاني) ثم إرسالها إلى رئيس الهيئة القضائية ( الفرع الثالث)
إن إجراءات قيد عريضة افتتاح الدعوى هو إجراء ذو خصوصية هامة في النزاعات
اإلدارية كون هذه األخيرة ال تنعقد إال بعد قيد عريضتها أمام كتابة الضبط مادامت
العريضة مستوفية للشروط الشكلية السابقة ،لذلك توجب علينا دراسة كيفية إيداع
العريضة االفتتاحية أمام المحكمة اإلدارية و أمام مجلس الدولة .3
تعتبر عريضة افتتاح الدعوى اإلدارية بما فيها دعوى اإللغاء مودعة لدى كتابة ضبط
المحكمة اإلدارية ،و ال تعتبر العريضة مرفوعة طبقا ق.إ.م.إد إال بإيداعها لدى كتابة
الضبط و تنعقد بذلك الخصومة اإلدارية و تكون الدعوى مقامة في الميعاد القانوني إذا تم
اإليداع خالل اآلجال المحددة ،حيث نصت المادة 121من ق.إ.م.إد على أنه " :تودع
العريضة بأمانة ضبط المحكمة اإلدارية مقابل دفع الرسم القضائي ما لم ينص القانون
على خالف ذلك "
بما أن مجلس الدولة كدرجة ثانية للتقاضي أمام القضاء اإلداري فانه يتعين على رافع
دعوى اإللغاء تحضير عريضة افتتاحية و إيداعها لدى كتابة ضبط مجلس الدولة و بعد
ذلك
يأتي دور أمين الضبط ليقوم بقيدها في سجل خاص مع تلقي مصاريف الدعوى.1
إن لجوء المدعي إلى الجهة القضائية المختصة بإيداعه العريضة االفتتاحية ،يستلزم إجراء
مكمل يتمثل في وجوب تكليفه للمدعى عليه بالحضور لجلسة المحاكمة بواسطة التكليف
بالحضور مرفق بنسخة من العريضة االفتتاحية بحيث تتم إجراءات التبليغ بواسطة
محضر قضائي فهو مكلف بالقيام بإجراءات التبليغ ،و ذلك بناءا على طلب من ذوي
الشأن ،كما انه قد حدد ق.إ.م.إد اإلجراءات الواجب توفرها بالتكليف بالحضور ليعتبر
2
إجراءا صحيحا ذلك وفقا لما يلي:
نصت المادة 11من ق.إ.م.إد على أن كل تكليف بالحضور إلى المحكمة يجب أن
يتضمن البيانات التالية :
-اسم و لقب المحضر القضائي و عنوانه المهني و ختمه و توقيعه و تاريخ التبليغ
الرسمي و ساعته.
-اسم و لقب المدعي و موطنه .
-اسم و لقب المكلف بالحضور و موطنه ،و تسمية و طبيعة الشخص المعنوي و
مقره االجتماعي و صفة ممثله القانوني أو أالتفاقي .
-تاريخ أول جلسة و ساعة انعقادها .
يعتبر التكليف بالحضور بمثابة سند رسمي و البيانات التي دونها المحضر بنفسه و شهد
على صحتها تكون حجة على جميع الناس و ال يجوز الطعن بها إال عن طريق التزوير
،فتخلف أح د هذه البيانات المحددة يترتب عليه بطالن التكليف بالحضور لما لهذه
البيانات من أهمية عملية من حيث تيسير عمل المحضر القضائي عند تسليم التكليف
بالحضور.1
ترفع الدعوى بتقديم طلب إلى قلم كتاب المحكمة المختصة بنظر النزاع و يجب أن تكون
هذه العريضة موقعة من محام مقيد بجدول المحاميين المقبولين أمام تلك المحكمة ،و
لكي تعتبر الدعوى قائمة والخصومة منعقدة يجب أن يتم إعالم الخصم وتبليغه بنسخة من
يختلف األثر بين حال غياب المدعى عليه عن جلسة المحكمة نتيجة تقاعس المدعي
عن مباشرة إجراءات التكليف ،و بين حالة عدم حضور الخصم بإرادته المنفردة رغم
صحة تكليفه.
ويعد تحرير الورقة اإلجرائية على غير ما فرضه القانون أو تبليغها على يد شخص غير
المحضر القضائي يترتب عنه البطالن .2
يقوم كاتب الضبط بإرسال و عرض العريضة حسب الحالة إلى رئيس المحكمة اإلدارية
خالل مدة غير محدودة ،أو رئيس مجلس الدولة خالل مدة ثمانية أيام من تاريخ إيداع
،فهو يلعب دو ار أساسيا في تحضير الدعوى و تهيئتها و الفصل فيها و 3
العريضة
توجيهها إلى أن يقدم تقريره الكتابي إلى هيئة الحكم .4
قبل الفصل في القضية بموجب الحكم الصادر فيها يلعب كل من المستشار المقرر
(القاضي) ،و النيابة العامة (محافظ الدولة) دو ار في تهيئة القضية للفصل فيها .
- 1علي عبد الفتاح محمد ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مبدأ المشروعية ،دعوى اإللغاء دراسة مقارنة ،دار الجامعة
الجديدة للنشر ،اإلسكندرية بدون ع ط ،2331 ،ص .215
- 2شدري معمر فاطنة ،مرجع سابق ،ص .55
- 3محمد صغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .531
- 4غول ديهية ،مرجع سابق ،ص . 55
51
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
من المبادئ األساسية التي تحكم اإلجراءات القضائية في الدعوى انه ال يمكن النطق
بالحكم في قضية معروضة أمام القضاء إال بعد المرور بمرحلة التحقيق من ثمة فإن
موضوع البحث يستدعي في أول األمر التحقيق في دعوى اإللغاء (الفرع األول ) و ذكر
1
وسائل التحقيق (الفرع الثاني ) و إحالة القضية على محافظ الدولة (الفرع الثالث) .
إن التحقيق في دعوى اإللغاء له طابع متميز و ذلك راجع لخصوصية المنازعة في حد
ذاتها نظ ار الختالل التوازن بين طرفيها ،و هذا ما دفع بالمشرع الجزائري من خالل
ق.إ.م.إد منح القاضي اإلداري سلطات و صالحيات واسعة إلعادة هذا التوازن المفقود و
ذلك من خالل القواعد اإلجرائية التحقيقية المختلفة ،كرقابة القاضي اإلداري على صحة
العريضة االفتتاحية و سلطته في اإلشراف على توجيه تبادل المذكرات و مذكرات الرد و
تقديم أوامر للخصوم و غيرها .
على الرغم من ذلك نجد أن القاضي اإلداري هو المسير و المتحكم الوحيد إلجراءات
الخصومة اإلدارية ،والذي يظهر دوره فيها من بداية التحقيق إلى غاية انتهائه ،2و من
هنا يتم تعيين القاضي المقرر أو المستشار و تحديد أهم اختصاصاته.
يقوم رئيس المحكمة اإلدارية أو رئيس الغرفة المختصة بعد قيد العريضة لدى أمانة
الضبط بتحديد التشكيلة التي يؤوول إليها الفصل في الدعوى ،ثم يعين رئيس تشكيلة
الحكم القاضي المقرر فهو يلعب دور أساسي في تحضير الدعوى و تهيئتها ،حيث
- 1محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص . 531
- 2مروة جريبي ،التحقيق في المنازعة اإلدارية ،مذكرة مكملة لمتطلبات شهادة الماستر في القانون ،جامعة قالمة ،
الجزائر ، 2323/2311 ،ص .51
52
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
المؤتمن على سير الدعوى و توجيهها إلى أن يقدم تقريره الكتابي إلى هيئة الحكم و هو
1
ما نصت عليه المادة 155من ق إ.م.إد.
خالفا ق.إ.م السابق الذي كان يلزم المستشار المقرر وفقا للمادة 151ضرورة القيام
بمحاولة الصلح قبل مواصلة السير في الدعوى ،فإن القانون الجديد جعله جوازيا أو
اختياريا وليس إجراء ملزما و ذلك باستعمال لفظ " يجوز " في العديد من النصوص و
المواد المتعلقة بالصلح مثل ما ورد بالمادة 113منه و التي تنص على ما يأتي " :
2
يجوز للجهات القضائية اإلدارية إجراء الصلح في مادة القضاء الكامل ".
تنص المادة 25من ق.إ.م.إد على ما يأتي ":يسهر القاضي على حسن سير الخصومة،
و يمنح اآلجال و يتخذ ما يراه الزما من اإلجراءات " ،ومن ثم فإن القاضي المقرر إنما
يتولى اإلشراف على توجيه تبليغ العرائض و تبادل مذكرات األطراف وردودهم و التي
تقوم بها عمليا كتابة الضبط ،كما نصت الفقرة األخيرة من المادة 153منه على ما
يلي ":يشار في تبليغ العرائض و المذكرات إلى أنه في حالة عدم مراعاة اآلجال المحددة
من طرف القاضي لتقديم مذكرات الرد ،يمكن اختتام التحقيق دون إشعار مسبق ".3
يتم تبادل المذكرات و الوثاق و الردود و المستندات عن طريق أمانة الضبط ،و تحت
إشراف القاضي المقرر و هو ذات اإلجراء المطبق بشأن دعاوى اإللغاء المرفوعة أمام
مجلس الدولة. 1
-3التحقيق :
تتمتع تشكيلة الحكم و خاصة القاضي المقرر باعتباره أمينا على الدعوى اإلدارية،
باللجوء إلى كافة اإلجراءات و الوسائل القانونية التي من شأنها إظهار حقيقة النزاع
وتكوين قناعة لديه ،ومن ذلك اللجوء إلى التحقيق.2
أجازت المادة 155من القانون الجديد لرئيس التشكيلة التي يؤول إليها الفصل في
الدعوى عندما تقتضي ظروف القضية أن يحدد التاريخ الذي يختتم فيه التحقيق ،في هذه
الحالة يرسل الملف إلى محافظ الدولة لتقديم التماساته و يأمر بإحالة الملف أمام التشكيلة
الحكم للفصل في القضية بعد تقديم التماسات محافظ الدولة.3
بمجرد انتهاء القاضي المقرر من إجراء التحقيق ،يعد تقرير مكتوب لما توصل إليه
يحتوي على الوقائع و اإلجراءات و األوجه المثارة و المسائل القانونية و طلبات الخصوم
الختامية،كما أنه يكتسي كتابة هذا التقرير قيمة قانونية لما يحتوي من معلومات تساعد
قاضي الموضوع على إجالء و فهم الغموض الذي قد تتضمنه وقائع المنازعة ،و بذلك
يكون على القاضي المقرر تالوته في جلسة الحكم.4
على غرار ما كان وارد في القانون السابق ،يتوج عمل المستشار أو القاضي المقرر
بإعداد تقرير مكتوب ،كما نصت عليه المادة ( 115الفقرة األولى) من ق.إ.م.إد ":بعد
تالوة القاضي للمقرر للتقرير المعد حول القضية ،يجوز للخصوم تقديم مالحظاتهم
الشفوية تدعيما لطلباتهم الكتابية ".1
إن مرحلة التحقيق هي من أهم مراحل الدعوى اإلدارية ألن إجراءات التحقيق تساعد على
كشف الحقيقة ،و قد أجاز ق إ.م.إد اللجوء إلى جملة من وسائل التحقيق المحددة فوردها
بإيجاز فيما يلي:2
أوال :الخبرة.
تعرف الخبرة بأنها ":االستشارة الفنية التي يستعين بها القاضي في مجال اإلثبات
لمساعدته في تقدير المسائل الفنية ،و لقد نصت المادة 131من ق.إ.م.إد والتي أحالت
بشأنها إلى األحكام المشتركة لجميع الجهات القضائية و المنصوص عليها في المواد من
123إلى 153من نفس القانون.3
يعتبر اإلثبات بواسطة شهادة الشهود من اإلجراءات التحقيقية التي يلجأ القاضي اإلداري
إلقامة اإلثبات ،و يمكن للقاضي أثناء سماع الشاهد ،سواء من تلقاء نفسه أو بناءا على
-1محمد صغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص. 525
* نصت المادة 111من ق.إ.م.إد على أنه ":يحيل القاضي المقرر وجوبا ملف القضية مرفقا بالتقرير و الوثائق
الملحقة به إلى محافظ الدولة ،لتقديم تقريره المكتوب في اجل شهر واحد( )1من تاريخ استالمه الملف يجب على
محافظ الدولة إعادة الملف و الوثائق المرفقة به إلى القاضي بمجرد انقضاء األجل المذكور".
-2غول ديهية ،مرجع سابق ،ص .53
-5بوكثير عبد الرحمن ،عبء اإلثبات في دعوى اإللغاء ،أطروحة دكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق –بن
عكنون ، -الجزائر ، 2315/2315 ،ص .135
55
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
و لفظ الخبير هو اسم من أسماء هللا الحسنى و إحدى صفاته ،1إذ يقول جل و عال في
كتابه العزيز ( :الحمد هلل الذي له ما في السموات و ما في األرض و له الحمد في اآلخرة
و هو الحكيم الخبير) ، 2و للخبرة أساس و مردود في الشريعة اإلسالمية حيث يقول
سبحانه وتعالى ( :فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون ).3
طلب الخصوم أن يطرح على الشاهد األسئلة التي يراها مفيدة في التحقيق بحيث ال يمكن
ألي كان باستثناء القاضي ،أن يقاطع الشاهد أثناء اإلدالء بشهادته.4
تدون أقوال الشاهد في محضر يتضمن البيانات و تتلى على الشاهد أقواله من طرف
أمين الضبط فور اإلدالء بها ثم يوقع على المحضر كل من القاضي و أمين الضبط و
الشاهد.
نصت المادة 153من ق.إ.م.إد على ":تدون أقوال الشاهد في محضر ،يتضمن
المحضر البيانات التالية :
- 1مقيمي ريمة ،اإلثبات في النزاع اإلداري ،أطروحة دكتوراه في علوم القانون ،جامعة أم البواقي ،
الجزائر ، 2315/2315،ص .111
- 2القران الكريم ،سورة السبأ ،اآلية .31
- 3القران الكريم ،سورة النحل ،اآلية .55
*تنص المادة 123من ق.إ.م.إد على ":تهدف الخبرة إلى توضيح واقعة مادية تقنية أو علمية محضة للقاضي".
- 4العربي وردية ،فكرة النظام العام في اإلجراءات القضائية اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير ،كلية ،جامعة
تلمسان ،الجزائر ،2313 ،ص .121
* المادة 155من نفس القانون نصت على ":يجوز للقاضي أن يفصل في القضية فور سماع الشهود ،أو يؤجلها
إلى جلسة الحقة ".
56
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
تعد المعاينة و االنتقال إلى األماكن من بين إجراءات التحقيق التي يعتمد عليها القاضي
اإلداري للفصل في المنازعة اإلدارية ،فقد طبق المشرع هذا اإلجراء في العديد من
الدعاوى اإلدارية ،فالمعاينة تشبه إلى حد بعيد العلم الذي يحصل عليه القاضي في
مجلس القضاة.2
و في القانون الجزائري تطبق القواعد الجزائية العامة بخصوص إجراء المعاينة و االنتقال
إلى األماكن في المنازعات اإلدارية حيث تنص المادة 151من قانون ق.إ.م.إد على
أنه'':تطبق األحكام المتعلقة بالمعاينة و االنتقال إلى األماكن المنصوص عليها في المواد
من 155إلى 151من هذا القانون أمام المحاكم اإلدارية '' ،3يخول ق.إ.م.إ للقاضي
اإلداري االنتقال للمعاينة بنفسه إلى األمكنة الالزمة لإلطالع عن قرب على معطيات
4
القضية و مالبساتها.
يعتبر االستجواب إجراء من اإلجراءات التحقيقية و الذي يلجا إليه القاضي اإلداري قصد
57
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
الوصول إلى الحقيقة ،بحيث يتمثل في األسئلة التي يطرحها القاضي أو المستشار
المقرر أثناء التحقيق في الدعوى بغية استدراج الخصوم إلى اإلقرار بواقعة أو تصرف
1
ما.
و نجد أن المشرع الجزائري أكد على االستجواب و انه يسمح به ،وذلك أن بإمكان
القاضي اإلداري من تلقاء نفسه أو بناء على طلب الخصوم أن يأمر بحضور احد
الخصوم لالستجواب شخصيا قبل الفصل في النزاع ، .تنص المواد من 11إلى 131من
ق.إ.م.إد على االستجواب ،كما انه يتم استجواب الحضور معا ما لم تتطلب ظروف
2
القضية استجوابهم بصفة انفرادية
خامسا :اإلقرار.
المقصود به وقوف الخصم أمام القضاء اإلداري و يعترف بأن هذا األمر ثابتا في ذمته
مقابل إعفاء الخصم األخر من ثباته ،أي تعتبر شهادة المدعي ضد مصلحته لمصلحة
الطرف األخر سواء كانت واقعة قانونية أو حقا محدد و يترتب عليه أثار قانونية كنشوء
3
. حق أو تعديله أو انتقاله ،وهذا ما نصت عليه المادة 551من القانون المدني
كما يقال "االعتراف سيد األدلة " وهذا ما أكده مجلس الدولة الجزائري في ق ارره الصادر
بتاريخ 2335//31/23والذي جاء فيه ... '':حيث إن المبلغ المطلوب من طرف
المدعي المستأنف عليه ثابت باعتراف المدعى عليهما المستأنفة بلدية أبو الحسن و ذلك
في عريضتها المؤرخة في .'' 2331/33/35
حيث أن االستئناف المقال من طرف بلدية أبو الحسن لم يرتكز على أي سند قانوني
سواء في الشكل أو في الموضوع.
-2عبير بوسرية ،خصوصية إلثبات في المنازعة اإلدارية ،مذكرة ماستر ،تخصص فانون إداري ،جامعة بسكرة ،
،2311ص . 35
-عبير بوسرية ،مرجع سابق ،ص .32 3
58
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
حيث أن قضاة الدرجة األولى لما حكموا على المدعي عليها المستأنفة بإلزامها دفع المبلغ
المطلوب للمدعي المستأنف عليه ،قد قدر عناصر القضية تقدي ار سليما و طبقوا القانون
1
صحيحا مما يتعين التصريح بالمصادقة على القرار المستأنف في كل ما جاء به.
يرى جانب من الفقه أن دعوى مضاهاة الخطوط تهدف أساسا إلى التعريف أمام القضاء
بالكتابة أو اإلمضاء الذي تتضمنه األوراق العرفية ،على خالف عملية الطعن بالتزوير
فهي تتعلق بالمحررات ذات الطابع الرسمي ،هذا و قد نص ق إ.م.إد على مضاهاة
الخطوط انطالقا من المادة 155من ق إ.م.إد المحال إليها بموجب المادة 152من نفس
القانون التي تنص على أن ":تهدف دعوى مضاهاة الخطوط إلى إثبات أو نفي صحة
الخط أو التوقيع على المحرر العرفي. 2
و قد يقضي القاضي كذلك بعدم صحة الخط أو التوقيع الوارد في الورقة العرفية ،و يؤدي
ذلك إلى استبعادها من إجراءات الدعوى ،وال يعتد بها أثناء الفصل في موضوع النزاع و
ما على المدعي بالورقة إال تدعيم موقفه بدليل أخر مقبول قانونا ،3حيث نصت المادة
155من ق إ.م.إد على انه ":عندما تكون القضية مهيأة للجلسة ،أو عندما تقضي
القيام بالتحقيق عن طريق خبرة أو سماع الشهود أو غيرها من اإلجراءات ،يرسل الملف
4
إلى محافظ الدولة لتقديم التماساته بعد دراسته من قبل القاضي المقرر ".
- 2حفيظة سابق ،الخصومة في المداة اإلدارية أمام مجلس الدولة ،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم في
القانون العام ،تخصص اإلدارة العامة ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،الجزائر ، 2311/2311 ،ص .231
- 3زكري فوزية ،إجراءات التحقيق في المنازعة اإلدارية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،
تخصص القوانين اإلجرائية و التنظيم القضائي ،لقطب الجامعي بلقايد –وهران ، -الجزائر ، 2312/2311 ،ص
.152
- 4القانون رقم ، 31-31النافذ .
59
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
لم يتصدى القانون 32-11المتعلق بالمحاكم اإلدارية إلى دور محافظ الدولة في
الخصومة اإلدارية ،على عكس القانون رقم 31-11المتعلق باختصاصات مجلس
الدولة و تنظيمه و عمله السيما في مادته '' : 25يمارس محافظ الدولة و محافظو
الدولة المساعدون مهمة النيابة العامة في القضايا ذات الطابع القضائي و االستشاري و
1
يقدمون مذكراتهم كتابيا و يشرحون مالحظاتهم شفويا''.
يتم تعيين محافظ الدولة ،باعتباره قاض ،بموجب مرسوم رئاسي ولم يحدد القانون شروط
خاصة لذلك وال إجراءات معينة ومتميزة .
و إلى جانب محافظ الدولة ،يمكن تعيين محافظي دولة مساعدين ،و هم قضاة معينون
أيضا بمرسوم رئاسي ، 2بحيث تنص المادة 33من القانون 32-11على أن '' :يتولى
3
محافظ الدولة النيابة العامة بمساعدة محافظي دولة مساعدين''
ذكرت المادة 31في فقرتها األولى و الثانية من القانون العضوي 35-11على أن
محكمة التنازع تتكون من محافظ دولة مساعد حيث تنص على ما يلي '' :إضافة إلى
تشكيلة محكمة التنازع المبينة في المادة 33أعاله ،يعين قاضي بصفته محافظ دولة و
لمدة 35سنوات منذ قبل رئيس الجمهورية باقتراح من وزير العدل وبعد أخذ الرأي
4
المطابق للمجلس األعلى للقضاة لتقديم طلباته و مالحظاته الشفوية ''.
-بربارة عبد الرحمان ،شرح قانون ا الجراءات المدنية و االدارية ،مرجع سابق ،ص .551 1
-2محمد صغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص 521
- 3القانون رقم 32- 11المؤرخ في 35صفر 1511الموافق 53مايو ،1111يتعلق بالمحاكم اإلدارية ،ج ر ع51
،المؤرخة في 35يونيو ، 1111النافذ .
-حمري نجاة أمال ،محكمة تنازع االختصاص في التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في القانون 4
العام ،تخصص إدارة و مالية ،جامعة البويرة ،الجزائر ، 2311-2315 ،ص .15
60
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
أما بالنسبة لدور محافظ الدولة على مستوى مجلس الدولة ،فهو ذات الدور الذي
يمارسه على مستوى المحكمة اإلدارية في تقديم التماساته بعد إحالة الملف إليه و تقديم
تقريره الكتابي ،إال انه إضافة إلى هذا الدور فلمحافظ الدولة على مستوى مجلس الدولة
دور استشاري . 1وهو ما تنص عليه المادة 12من القانون العضوي 35-11المتعلق
باختصاصات محكمة التنازع و تنظيمها و عملها .2
بعد مرور الخصومة اإلدارية بمجموعة من اإلجراءات التي تبدأ برفع الدعوى و سيرها ،و
بعد اختتام مرحلة التحقيق و تهيئة القضية للفصل فيها و إحالة الملف رفقة التقرير الذي
أعده القاضي المقرر إلى محافظ الدولة لتقديم التماساته ،حيث تبدأ مرحلة الفصل في
دعوى اإللغاء التي تعبر بدورها النيابة القانونية و الطبيعية للنزاع القائم بين طرفي
الدعوى.
بحيث تعتبر مرحلة الفصل في الدعوى اإلدارية المعروضة أمام القضاء اإلداري أهم
مرحلة تمر بها الخصومة اإلدارية ،و بناءا على ما سبق سنتطرق في هذا المبحث إلى
مطلبين انعقاد الجلسة (المطلب األول) ،صدور الحكم في دعوى اإللغاء (المطلب
الثاني) .
تعتبر الجلسة من أهم إجراءات الدعوى اإلدارية ،حيث تخضع جلسة الحكم النعقادها
وتدخالت األطراف ضبطها ،لجملة من القواعد التي تتمثل في تحديد رئيس تشكيلة الحكم
جدولة كل جلسة وتاريخها أمام المحاكم اإلدارية ويبلغه إلى محافظ الدولة ،و هذا ما
سيتم التطرق إليه في الفروع التالية.
و تنص المادة 155من ق.إ.م.إد على '' :يعين رئيس المحكمة اإلدارية التشكيلة التي
يؤول إليها الفصل في دعوى فحص المشروعية بمجرد قيد عريضة افتتاح الدعوى بأمانة
الضبط '' ، 3و عندما تكون القضية مهيأة للفصل فيها يحدد رئيس تشكيلة الحكم تاريخ
اختتام التحقيق بموجب أمر غير قابل ألي طعن .
يقتضي األمر قبل عقد الجلسة إعداد جدول القضايا وإعالنه ،وتبدأ المرافعات بعقد
الجلسة.
بحيث تنص المادة 115من ق.إ.م.إد على '' :يحدد رئيس تشكيلة الحكم جدول كل
جلسة أمام المحكمة اإلدارية ،و يبلغ إلى محافظ الدولة''.
-1مرسوم تنفيذي رقم 251-11ممضي في 21غشت ، 1111مجلس الدولة ،ج ر ع 55مؤرخة في 53غشت
1111ص ، 33يحدد أشكال اإلجراءات و كيفياتها في المجال اإلستشاري أمام مجلس الدولة .
-2يحياتن إخالص ،االختصاص القضائي واالستشاري لمجلس الدولة الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة الماستر في
القانون ،تخصص القانون العام الداخلي ،جامعة مولود معمري -تيزي وزو ، -الجزائر ، 2313-2315 ،ص
.11
-3هواري دحدوح ،مرجع سابق ،ص .52
62
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
و بهذا الصدد تنص المادة 33من نفس القانون ما يأتي '' :تفصل الجهات القضائية
بقاضي فرد أو بتشكيلة جماعية ،وفقا لقواعد التنظيم القضائي '' ،و تتشكل المحكمة
اإلدارية من ثالثة قضاة على األقل من بينهم رئيس و مساعدان برتبة مستشار ،و يتولى
محافظ الدولة دور النيابة العامة ،يساعده محافظي دولة مساعدين. 1
بحيث تنص المادة 33من النظام الداخلي لمجلس الدولة على ما ياتي ... '' :يحدد
رئيس الغرفة تاريخ الجلسة عن طريق آمر و يبلغ اإلخطار ثمانية أيام ( )31على األقل
قبل انعقادها ''. 2
كما انه تعقد محكمة التنازع جلساتها بدعوة من رئيسها في تشكيلة تضم 3أعضاء على
األقل من بينهم عضوان من مجلس الدولة و عضوان من المحكمة العليا ،و تضبط
،إضافة إلى هذا فانه يشترط لصحة الجلسة أن تكون هيئة 3
الجلسة طبقا ق.إ.م.إد
الحكم مشكلة تشكيال قانونيا يتماشى مع ما نصت عليه المادة 155من ق.إ.م.إد ،و هو
األمر الذي أكده مجلس الدولة في أحد ق ارراته ،لذلك يشترط أن تتكون تشكيلة الحكم
على مستوى المحاكم اإلدارية من 35قضاة على األقل من بينهم رئيس و مساعدين
اثنين برتبة مستشار ،فضال على هذا يحضر الجلسة كل من محافظ الدولة ،الخصوم،
كتابة الضبط. 4
- 1المحاكم اإلدارية ،و ازرة العدل ، https://www.mjustice.dz/ ،أطلع عليه بتاريخ ، 2322/33/25
الساعة. 12.52:
-محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .551 2
-سويسي وسيم ،أثار حكم إلغاء القرار اإلداري في القانون الجزائري ،مذكرة مقدمة لمتطلبات شهادة الماستر في 4
القانون ،تخصص قانون عام ،جامعة 31ماي - 1153قالمة ،-الجزائر ، 2323- 2311 ،ص .25
63
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
أما المادة 115من نفس القانون فقد استوجبت إخطار الخصوم بتاريخ جلسة الحكم عشرة
أيام على األقل قبل تاريخها ،و يجوز تقليصه في حالة الضرورة إلى يومين بحيث تكون
جلسة الحكم علنية هو األصل ،و تشكل هيئة الحكم على مستوى المحاكم اإلدارية على
األقل من 35قضاة ،رئيس و مساعدين على األقل برتبة مستشار ،و يحضر الجلسة
إضافة إلى كل من الخصوم و محاميهم و غيرهم من الحضور. 1
نصت المادة 51من القانون العضوي 31-11على انه '' :يعقد مجلس الدولة في حالة
الضرورة جلساته مشكال من كل الغرف مجتمعة السيما في الحاالت التي يكون فيها
القرار المتخذ بشأنها يمثل تراجعا عن اجتهاد قضائي''. 2
يتخلل هذه المرحلة إجراء جوهري يتمثل في تالوة التقرير الخاص بالقضية من قبل
القاضي المقرر و هو ما كرسته المادة 115من ق.إ.م.إد التي تقضي بـأن '' :بعد تالوة
القاضي المقرر للتقرير المعد حول القضية ،يجوز للخصوم تقديم مالحظاتهم الشفوية
تدعيما لطلباتهم الكتابية ''. 3
إن إجراءات سير الجلسة تكون وجوبا حسب الترتيب األتي :
أثناء الجلسة يقوم القاضي المقرر بتالوة تقريره المعد حول القضية على غرار الوضع في
فرنسا أما في مصر فان المفوض هو الذي يبدأ بتالوة تقريره. 4
حيث انه يعلن رئيس الجلسة عن افتتاح الجلسة لينادي أمين الضبط على األطراف ،بعد
ذكر رقم القضية المنظورة و بعدها يعطي الرئيس الكلمة إلى القاضي المقرر لكي يقوم
بتالوة تقريره المكتوب المتضمن عرضا عن الوقائع و دفاع األطراف و طلباتهم. 1
كما انه تقوم هيئة مفوض الدولة خالل ثالثة أيام من تاريخ إيداع التقرير المشار إليه في
المادة 21من قانون مجلس الدولة ،بعرض ملف األوراق على رئيس المحكمة لتعيين
تاريخ الجلسة التي تنظر فيها الدعوى ،ثم توزيع الدعاوى على دوائر المحكمة بمراعاة
نوعها طبقا للنظام الذي تبينه الالئحة الداخلية للمجلس ،حيث يقوم قلم كتاب المحكمة
بإعالن تاريخ الجلسة إلى ذوي الشأن ويكون ميعاد الحضور ثمانية أيام على األقل. 2
عندما يخطر رئيس محكمة التنازع يعين احد قضاتها مستشا ار مقر ار و ذلك بهدف تقديم
تقريره الكتابي إلى كتابة الضبط أو يتم إرساله إلى محافظ الدولة ،وهذا ما جاء في نص
المادة 22من القانون العضوي 35-11حيث نصت على '' :يعين رئيس محكمة
التنازع بمجرد إخطاره مستشا ار مقر ار من بين أعضاء المحكمة '' ،كما انه يتم تالوة
التقرير وفقا لجلسة علنية. 3
يتم ذلك بإبداء الخصوم أو محاميهم لمالحظاتهم الشفوية ،دعما لمذكراتهم الكتابية عند
االقتضاء كما يمكن االستماع إلى أعوان اإلدارة أو شخص حاضر من احد الخصوم في
سماعه ،و يتناول المدعي عليه ( اإلدارة ) الكلمة أثناء الجلسة بعد المدعي إذا ما قدم
1
هذا األخير مالحظات شفوية
وألن اإلجراءات كتابية ،فان المذكرات و الوثائق تودع بكتابة ضبط الهيئة القضائية
المختصة ،و لإلطراف حق االطالع عليها ،بل ويأمر القاضي بتبليغها لهم ،ولم يسمح
بالمناقشة الشفوية أمام مجلس الدولة سوى عام ، 1133بحيث أن األطراف يستطيعون
تقديم المالحظات الشفوية أمام المحاكم اإلدارية عند انعقاد الجلسة ،و لكنهم يفضلون
دائما االكتفاء بالمذكرات المكتوبة. 2
و بهذا يمكن للقاضي خالل الجلسة و بصفة استثنائية أن يطلب توضيحات من كل
شخص حاضر يرغب أحد الخصوم في سماعه ،كما أن المحكمة غير ملزمة بالرد على
األوجه المقدمة شفويا بالجلسة ما لم تؤكد بمذكرة كتابية. 3
نرى أن المشرع الجزائري من خالل ق.إ.م.إد حاول تعزيز دور محافظ الدولة في القضاء
اإلداري حيث أن المادة 111منه تحدثت عن تقرير محافظ الدولة و وجوب تضمنه
4
عرضا عن الوقائع و األوجه المثارة و رأيه حول كل مسالة مطروحة و الحلول المقترحة
.
بعد استنفاذ هذه اإلجراءات يقدم محافظ الدولة طلباته ،حيث تشير المادة 313ق.إ.م.إد
إلى انه '' :يقدم محافظ الدولة طلباته بعد إتمام اإلجراءات المنصوص عليها في المادة
115أعاله ''. 1
كما انه قد نص ق.إ.م.إد على إلزامية هاته اإلحالة إلى محافظ الدولة لتقديم تقريره
المكتوب ،و ذلك في اجل شهر واحد من تاريخ استالمه ،و من هنا تظهر أهمية تقرير
محافظ الدولة بالنظر إلى العناصر التي يحتويها ،و من ثم الدور الذي سيؤديه المحافظ
بالتعبير عن رأيه بكل حرية و موضوعية و حياد أمام الجهات القضائية. 2
حيث انه بعد استيفاء إجراءات تحضير الدعوى و كذا االستماع إلى كل األطراف في
الجلسة يعلن القاضي عن قفل باب المناقشة و هو انتهاء نظر الدعوى بالجلسة و أنها
أصبحت مهيأة للفصل فيها ،كما انه يجوز لرئيس تشكيلة الحكم كاستثناء أن يقرر إعادة
فتح باب التحقيق بموجب أمر غير مسبب و غير قابل ألي طعن في حالة وجود أدلة
جديدة تأثر في الدعوى و الحكم. 3
تعد المداولة مرحلة وسط بين إقفال باب المرافعة و النطق بالحكم ،فهي أهم و اخطر
مرحلة في الخصومة ،بحيث بعد قفل باب المرافعة تجرى المداولة وفقا للقواعد السارية
المفعول التي تحقق عدالتها و تضمن حقوق الخصوم بالرجوع إلى قانون ق.إ.م.إد نجد
أن المشرع لم يحدد طريقة متبعة إلجراء المداولة إال انه ترك المجال للسلطة التقديرية
للمحكمة ،لكنه قد فرض بعض المبادئ التي يجب مراعاتها عند القيام بهذا اإلجراء.
إن المداولة ال تبدأ إال بعد أن تتاح الفرصة للخصوم إلبداء دفاعهم ،و تقديم ما يرغبون
من مستندات ،و مذكرات متعلقة بالدعوى و االطالع و الرد على كل ما يقدم في
الدعوى ،و بعد أن تقوم المحكمة بإقفال باب المرافعة ،بعد تأكدها من أن الدعوى قد
أصبحت صالحة للفصل فيها. 1
و هو ما أكدته المحكمة اإلدارية العليا في مصر بقولها ... '' :و من حيث المبادئ
األساسية في فقه المرافعات تستلزم أن يكون القضاة الذين يحكمون في الدعوى قد اشتركوا
جميعا في سماع المرافعات ،فإن حدث في الفترة بعد قفل باب المرافعات و قبل النطق
بالحكم آن تغير وصف أحد القضاة من الذين حصلت أمامهم المرافعة آلي سبب مثل
الوفاة أو النقل ،وجب فتح باب المرافعة و إعادة اإلجراءات أمام هيئة جديدة ،و
إلصدار الحكم عن قاضي غير الذي سمع المرافعة و يكون باطال لعيب يتعلق بالجانب
الشخصي من الصالحية الخاصة في القاضي. 2
قد تجرى المداوالت س ار دون حضور محافظ الدولة و األطراف ومحاميهم و أمين الضبط
ضمانا لحرية القضاة في إبداء رأيهم ،و يشار في الحكم الفاصل للنصوص المطبقة و
أن يرد فيه ذكر مختصر للوقائع و طلبات األطراف و ادعاءاتهم و وسائل دفاعهم. 3
فقد نصت المادة 53من النظام الداخلي لمجلس الدولة على ما يأتي '' :يشارك قضاة
الحكم في المداولة ويسير الرئيس المداولة و هو الذي يبدي رأيه في األخير ،تتخذ الغرفة
68
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
حيث انه تتم المداوالت بشكل سري دون حضور محافظ الدولة ،أطراف النزاع ،
المحامين وأمين الضبط ،تكريسا لحرية القضاة و استقالليتهم في اتخاذ القرار الذي
يتالءم مع وقائع و ظروف النزاع. 2
فقد نصت المادة 251من ق إ.م.إد على أنه '' :تتم المداوالت في السرية ،وتكون
وجوبا بحضور كل قضاة التشكيلة ،دون حضور ممثل النيابة العامة و الخصوم و
محاميهم و أمين الضبط '' .
قد يصدر القرار اإلداري عن جهة قضائية مختصة سواء المحاكم اإلدارية أو مجلس
الدولة ،فالمقصود من األحكام القضائية هي األوامر و الق اررات القضائية ،فالحكم هو
أخر إجراء في الدعوى ،لذا سيتم التطرق في هدا المطلب إلى كيفية إعداد الحكم
القضائي ( الفرع األول ) و بيانات الحكم القضائي ( الفرع الثاني ) و النطق بالحكم (
الفرع الثالث ). 3
لقد أناط المشرع الجزائري صالحية إعداد الحكم القضائي للمستشار المقرر و ذلك بموجب
المادة 51من النظام الداخلي لمجلس الدولة التي تنص على انه '' :يكف المستشار
-النظام الداخلي لمجلس الدولة مصادق عليه من طرف مكتب مجلس الدولة بتاريخ 11محرم 1551الموافق 11 1
سبتمبر ، 2311ج ر ع ، 55المؤرخة في 21صفر 1551الموافق 21أكتوبر ، 2311تطبيقا ألحكام المادة 23
من القانون العضوي رقم 31-11المؤرخ في 5صفر 1511الموافق 53مايو 1111المتعلق باختصاصات مجلس
الدولة و تنظيمه و عمله ،المعدل و المتمم .
-سامي الوافي ،مرجع سابق ،ص . 123 2
69
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
1
المقرر بإعادة مشروع القرار بعد المداولة و قبل النطق به في الجلسة '' .
كما نصت المادة 52منه على أن '' :يحرر المستشار المقرر القرار قبل النطق به و
يسلمه إلى كاتب الضبط بنهاية الجلسة ''. 2
بحيث أن القضاة في هذه المرحلة يتفقون على وجه الحكم في الدعوى ،و يدونون هذا
االتفاق من خالل مسودة يوقعون عليها و يحتفظون بها تمهيدا إلعالنه في الموعد
المحدد،و من ثم توثيقه وفق لما نص عليه القانون. 3
استنادا إلى المواد 211 ، 215 ،213من ق.إ.م.إد فان القرار القضائي اإلداري ،شأنه
شأن القرار القضائي المدني ،يجب أن يشتمل على مجموعة من البيانات ، 4ذلك أن
الحكم الفاصل في الدعوى اإلدارية إنما هو ورقة رسمية مستقلة عن ملف الدعوى ،لذا
فانه يلزم لهذه الورقة البيانات التي حددها ق إ.م.إد و أعقبها بجزاء في حالة عدم توافرها
و المتمثلة فيما يلي: 5
إن المقصود بديباجة الحكم ،هي تلك العبارة المكررة التي يجب إثباتها في مختلف
األحكام القضائية وهي عبارة '' :6الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،باسم الشعب
-محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص . 555 2
-كفاح عبد الرحيم سعيد شولي ،إجراءات إصدار الحكم وفقا لقانون أصول المحاكمات المدنية و التجارية رقم اثنان 3
'' 2331دراسة مقارنة '' ،مذكرة مكملة لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص ،كلية الدراسات
العليا ،جامعة النجاح الوطنية في نابلس ،فلسطين ، 2311 ،ص . 51
-4محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص .551
-غول ديهية ،مرجع سابق ،ص.53 5
الجزائري 1'' ...و إن إغفالها و عدم ذكرها في ديباجة الحكم ينتج عنه بطالن الحكم
بطالنا مطلقا ،بحيث يسمح لكل واحد في أطراف الدعوى و محاميهم أن يطعن في هذا
الحكم بالبطالن أمام الجهات القضائية اإلستئنافية التي عليها إذا تحققت من ذلك أن
تقضي ببطالن الحكم و إلغائه. 2
فقد تم النص عليه دستور 1115في نص المادة 131على '' :يصدر القضاء أحكامه
بإسم الشعب ''. 3
يتضح لنا أن أهم بيانات الحكم األساسية ،و وجوب أن يتضمن الحكم بيان عرض موجز
لوقائع القضية و أسباب النزاع ،كما انه يجب أن يتضمن الحكم مناقشة و رد المحكمة
على كل الطلبات و أوجه الدفاع ،التي يقدمها األطراف ضمن عريضة افتتاح الدعوى و
ضمن مذكرات المتبادلة. 4
فطبقا للمادة 215ق إ.م.إد والتي حددت بيانات الواجب توافرها في وثيقة الحكم ،فانه
طبقا للفقرة األولى منها يجب ذكر البيانات الخاصة بالمحكمة التي صدر الحكم عنها ،
كإ سم هذه المحكمة و مقرها ،و سبب ذكر هذا البيان هو التحقق من أن هذه المحكمة
تختص بالدعاوى التي قامت بالفصل فيها. 5
-دستور الجمعورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،الموافق عليه في استفتاء 21نوفمبر ، 1115المعدل بمقتضى 1
القانون رقم 35- 32المؤرخ في 13أبريل ،2332ج.ر رقم 23المؤرخة في 15أبريل ، 2332ق رقم 11-31
المؤرخ في 13نوفمبر ، 2331ج.ر رقم 55المؤرخة في 15نوفمبر ،2331ج.ر عدد ، 15المؤرخة في 31
ديسمبر .1115
-غول ديهية ،مرجع سابق ،ص 51 2
71
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
فهي ما تسرده المحكمة من حقائق و مالبسات للنزاع التي تنظر فيه ،و هي إدالءات كل
خصم من الخصوم و دفاعه الجوهري و حججه التي يستند إليها لتعزيز مطالبه. 1
يقصد بالتسبيب مجموعة األدلة الواقعية ،و الحجج القانونية التي استندت عليها المحكمة
في تكوين قناعتها ،فتسبيب القضاة للحكم ،يعني أنهم قد قاموا بفحص جميع الدفوع
التي أبديت من طرف الخصوم ،و أنهم لم يغفلوا أي دفاع جوهري تم تقديمه من
أحدهم.2
و عليه فذكر القاضي لألسباب يؤكد فحصه للوقائع و األوراق و المستندات المقدمة في
الدعوى ،و أن عليه اتصل بجميع الطلبات و الدفوع. 3
فقد ورد وجوب تسبيب األحكام في الدستور في المادة 151منه بالقول '' :تعلل األحكام
و األوامر القضائية و تجد هذه القاعدة تطبيقاتها في القوانين اإلجرائية التي يعتمد عليها
القاضي في إصدار أحكامه أو ق ارراته سواء أكانت ذات طابع مدني أو جزائي ،فقد
نصت المادة 211من ق إ.م.إد على أنه '' :ال يجوز النطق بالحكم إال بعد تسبيبه و
يجب أن يسبب الحكم من حيث الوقائع و القانون و أن يشار إلى النصوص المطبقة ،و
أن يتضمن ما قضى به في شكل منطوق ''. 4
، 2331 ، بيرزيت- -جامعة الحقوق معهد ، القانونية المبادئ استنباط أصول - 1
-مداخلة السيد ماموني الطاهر ،الرئيس األول للمحكمة العليا خالل اليوم الدراسي بعنوان تسبيب األحكام القضائية، 4
،http : // www.courspreme.dzاطلع عليه يوم 25ديسمبر 2321بمقر المدرسة العليا للقضاء ،القليعة ،
بتاريخ 2322/33/12 :الساعة .35:55:
72
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
يعد الجزء األخير و المهم من الحكم القضائي و كذا الجزء الذي يجب أن يتلى شفويا
بالجلسة و به تتحدد حقوق الخصوم المحكوم بها ،لذا فهو الذي يحوز الحجية و هو
الذي يطعن فيه المحكوم عليه ،بحيث ال يعيب المنطوق عدم وصفه للحكم بأنه
حضوري أو غيابي ، 1حيث بصدوره ترفع يد المحكمة عن الدعوى محل هذا الحكم و يتم
النطق به عالنية و تتعلق به حقوق الخصوم في الدعوى ،فهو الحكم الذي تنتهي به
الخصومة سواء أكان قابال للطعن أم ال و تختص به محاكم الدرجة األولى و محاكم
االستئناف فقط كونها محاكم موضوع. 2
كما أنه تجدر اإلشارة إلى أن منطوق الحكم يتجسد فيه قرار المحكمة ،فعن طريقه يتم
حسم المنازعات ،وإقرار الحقوق ،و بمقتضاه يتم التنفيذ الجبري و ضده يوجه الطعن ،
و نتيجة له تستنفذ المحكمة التي أصدرته واليتها ،و به تلتصق الحجية. 3
وفي األخير فإنه و الستكمال ورقة الحكم البد من التوقيع على أصل الحكم من قبل
رئيس تشكيلة الحكم وأمين الضبط والقاضي المقرر ،ولحفظ األصل في أرشيف المحكمة
4
اإلدارية التي فصلت في موضوع النزاع عمال بنص المادة 211من ق إ.م.إد.
للبنات باإلسكندرية ،جامعة الملك عبد العزيز محافظة جدة – السعودية ،م ، 5ع ، 55ص .111
-منتصر علوان كريم ،منطوق الحكم القضائي في القانون األردني ،دراسة مقارنة بالقانون العراقي و المصري ، 3
مجلة ديالى ،كلية القانون و العلوم السياسية – جامعة ديالى ،ع ، 2313 ، 55ص . 355
-سابق حفيظة ،مرجع سابق ،ص . 13 4
73
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
و هذا ما نصت عليه المادة 211من ق إ.م.إد "" :إذا تعذر التوقيع على أصل الحكم
من طرف القاضي الذي أصدره ،أو أمين الضبط يعين رئيس الجهة القضائية المعينة
1
بموجب أمر قضائي أخر ،أو أمين ضبط أخر ليقوم بذلك بدله ''
يعتبر النطق بالحكم أهم مرحلة في الخصومة ،و المبدأ أنه ال يجوز النطق بالحكم إال
بعد تسبيبه ،فيجب أن يسبب الحكم من حيث الوقائع و القانون و أن يشار على
النصوص المطبقة ،زد على ذلك فقد حدد المشرع بعض القواعد التي يجب على القضاة
مراعاتها و االلتزام بها عند النطق بالحكم و المتمثلة أساسا في :
يتم النطق بالحكم أو القرار القضائي في جلسة علنية ،حيث نصت المادة 155من
الدستور الجزائري الحالي على أنه '' تعلل األحكام القضائية و ينطق بها في جلسات
علنية '' ،كما أنه قد نصت المادة 212من ق إ.م.إد بقولها '' :يتم النطق باألحكام
الفاصلة في النزاع علنيا. 2''...
و في جميع األحوال يجب النطق بالحكم في جلسة علنية ،و إال كان الحكم باطال ،و
ينطق به نطقا ظاه ار في جلسة مفتوحة و في مواجهة الخصوم حتى و لو كانت مجريات
الخصومة تمت في جلسات سرية. 3
فإن األصل في الجلسات أن تكون علنية ،ما لم تمس العلنية بالنظام العام و اآلداب
العامة ،أو حرمة األسرة ،و هي في مجملها مما بتعلق بالنظام العام. 4
-عبد هللا بن فهد بن محمد الشويعي ،مرجع سابق ،ص . 155 3
74
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
ثانيا :حضور جميع القضاة الذين تداولوا في المداولة عند النطق بالحكم .
تجدر اإلشارة إلى إن جميع قضاة الدائرة االبتدائية يحضرون كل مرحلة من مراحل
المحاكمة و طوال مداوالتهم ،ففي حالة تعذر أي عضو عن الحضور ،تعين هيئة
الرئاسة قاضيا مناوبا أو أكثر حسب ما تسمح به الظروف لمواصلة حضور كل مرحلة
من مراحل المحاكمة. 1
بحيث تكمن أهمية النطق بالحكم ،هو أن يصبح الحكم القضائي حقا للمحكوم له و
يؤكد إصدار القاضي على رأيه القانوني فال يجوز للقاضي التراجع عن الحكم فالدعوى
تخرج من والية المحكمة بالنطق بالحكم. 2
فقد يحضر جلسة النطق بالحكم القضاة الذين إشتركوا في المداولة ،فإذا كانت مسودة
الحكم موقعة من هيئة المداولة و تغيب بعضهم فيجوز تالوته من هيئة أخرى على أن
يثبت ذلك في محضر الجلسة. 3
و هذا ما نصت عليه المادة 215من ق إ.م.إد على أنه '' :يقتصر النطق بالحكم على
تالوة منطوقه في الجلسة من طرف الرئيس بحضور قضاة التشكيلة الدين تداولوا في
القضية. 4
-1بوطبجة ريم ،إجراءات سير الدعوى العمومية أمام المحكمة الجنائية الدولية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير
في القانون العام ،فرع القانون والقضاء الدوليين الجنائيين ،جامعة اإلخوة منتوري –قسنطينة ، -الجزائر ،
، 2331/2335ص 15
-طارق عبد العزيز عمر ،محاضرات في المرافعات المدنية (إجراءات إصدار الحكم القضائي ،جامعة األنبار ، 2
75
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
بعد صدور حكم قضائي يفصل في موضوع دعوى اإللغاء ،بشكل قطعي و نهائي و
تضمينه جميع البيانات المقررة قانونا و بعد النطق به ،يصبح الحكم جاه از لتبليغه إلى
أطراف الخصومة و هذا ما سنتطرق إليه في هذا الفرع عن كيفية تبليغ الحكم القضائي (
أوال ) ثم إلى تنفيذ الحكم القضائي ( ثانيا ) .
لقوله تعالى '' :و من لم يحكم بما انزل هللا فأولئك هم الفاسقون ''. 1
بعد استنفاذ كل اإلجراءات السابقة ينتهي عمل محكمة التنازع عن طريق تبليغ ق ارراتها ،
بالنطق بالحكم حيث يقتصر على تالوة منطوقه في الجلسة من طرف الرئيس و بحضور
قضاة التشكيلة الذين تداولوا في القضية ،فقد نجد أن المادة 52من القانون 35-11أن
القيمة القانونية لق اررات محكمة التنازع غير قابلة ألي الطعن ،و هي ملزمة لنظام
القضاء العادي و النظام القضائي اإلداري. 2
فقد وضع ق.إ.م.إ على قاعدة عامة تسري على تبليغ مختلف األحكام و الق اررات اإلدارية
و القضائية ،حيث يجب أن يكون تبليغ الق اررات القضائية إلى الخصوم عن طريق
محضر قضائي.
-1وجوب تبليغ القرار القضائي اإلداري تبليغ رسمي من طرف محضر قضائي إلى
جميع أطراف الدعوى .
76
الفصل الثاني :آليات السير في دعوى اإللغاء
-2جواز تبليغ القرار القضائي اإلداري استثناء إلى جانب التبليغ الرسمي بواسطة كتابة
1
الضبط
إن القضاء بدون تنفيذ ال قيمة له ،و ال معنى للحكم إال بالتنفيذ ،فنعني بتنفيذ الحكم أي
هو السلوك أو التصرف الصادر عن الطرف المعني بقصد وضع منطوق الحكم موضع
التنفيذ و الوفاء بااللتزامات التي يمليها عليه هذا الحكم. 2
فليس متصو ار قيام القاضي اإلداري بتوجيه أمر تنفيذي لإلدارة أو إستخدام التهديد المالي
في مواجهتها لحملها على تنفيذ الحكم إال إذا كان التنفيذ ممكنا و الحكم قابل للتنفيذ. 3
فهنالك نوعين من التنفيذ إما أن يكون التنفيذ اختياريا يتحقق عندما تلتزم اإلدارة إختياريا
بإرادتها دون إكراه ،إما التنفيذ الجبري فتكون اإلدارة ملزمة بالتنفيذ قه ار أو جب ار. 4
و هذا ما نصت عليه المادة 113من ق إ.م.إد '':يجوز للجهة القضائية اإلدارية ،
المطلوب منها اتخاذ أمر بالتنفيذ وفقا للمادتين 111و 111أعاله ،أن تأمر بغرامة
5
تهديدية مع تحديد تاريخ سريان مفعولها ''.
-محمد صغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،مرجع سابق ،ص . 551 1
* نصت المادة 113من ق إ.م.إد على ":يجوز بصفة استثنائية لرئيس المحكمة اإلدارية أن يأمر بتبليغ الحكم أو
األمر إلى الخصوم عن طريق أمانة الضبط".
-2إيهاب عبد هللا عبد المحسن السكافي ،اثأر الحكم القضائي – دراسة فقهية قانونية ،مذكرة مكملة لمتطلبات
الحصول على درجة الماجستير في قسم القضاء الشرعي ،كلية الدرايات العليا بجامعة الخليل ،فلسطين ،
2311/33/32ص . 123
-قدوري بودادس ،الدور اإليجابي للقاضي اإلداري في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،مذكرة ضمن 3
متطلبات شهادة الماستر حقوق ،تخصص إدارة و مالية ،جامعة زيان عاشور –الجلفة ،-الجزائر ، 2311/2315 ،
ص . 51
-غول ديهية ،مرجع سابق ،ص . 55 4
تبدأ إجراءات سير الدعوى اإلدارية بمجرد إعداد عريضة افتتاح الدعوى ،بحيث تودع
العريضة أمام كتابة ضبط الهيئة القضائية أو على مستوى مجلس الدولة ،كما أنها
تحتوي على مجموعة من البيانات و المستندات المطلوبة قانون .
و من ثم تأتي مرحلة تهيئة القضية ،و ذلك من خالل التحقيق من طرف المستشار
المقرر من خالل وسائل التي يثبتها القاضي المقرر و بعدها تكون القضية جاهزة لجلسة
المحاكمة.
بعد انتهاء التحقيق يقوم رئيس تشكيلة الحكم بتبليغ الخصوم و يحدد أجل جلسة الحكم ،
حيث يقدم محافظ الدولة بالتماساته ثم يتداول في الدعوى و يصدر الحكم باألغلبية و
يقوم المحضر القضائي بإعالن الحكم في جلسة علنية ،و تبليغ الحكم القضائي إلى
الخصوم،بحيث يجوز تبليغ الق ار ارت بصفة استثنائية و ذلك بواسطة كتابة الضبط ،وفي
األخير يتم تنفيذ القرار القضائي .
78
الخاتمة
أخيرا ،يمكن القول بأن دعوى اإللغاء هي أحد أهم الدعاوى اإلدارية ،كونها تعد
وسيلة يلجأ من خاللها الفرد إلى استرجاع حقوقه المغتصبة من قبل اإلدارة من خالل إلغاء
قرار إداري غير مشروع ،و بالتالي اختلفت و تنوعت تعريفاتها إال أن جميعها ينصب
على مفهوم واحد أال و هو أن دعوى اإللغاء هي تلك الدعوى القضائية ،ترفع أمام الجهة
القضائية المختصة ( المحكمة اإلدارية أو مجلس الدولة ) ،تهدف إلى إلغاء قرار إداري
غير مشروع ،تحقيق ا للمصلحة العامة ،وتتسم هذه األخيرة بمجموعة من الخصائص
تميزها عن غيرها من الدعاوى األخرى ،وقد أقر المشرع الجزائري جملة من الشروط
حتى يتمكن صاحب المصلحة من رفعها .
و قد أقر كذلك مجموعة من اإلجراءات القضائية التي تمر بها دعوى اإللغاء والمتمثلة
في إجراءات السير و إجراءات الفصل في دعوى اإللغاء و التي تبدأ بإيداع العريضة و
تهيئة القضية من خالل التحقيق من طرف المستشار المقرر و ذلك من خالل وسائل عديدة
من بينها :الخبرة ،سماع الشهود ،المعاينة و االنتقال إلى األماكن ...الخ ،فمبدئيا تمر
إجرا ءات الفصل في دعوى اإللغاء بعدة مراحل و ذلك بانعقاد الجلسة ،ففي هاته المرحلة
تكون دعوى اإللغاء قد تهيأت في جلسة علنية و إحالة الملف إلى محافظ الدولة ،وعلى
هذا يقدم محضر قضائي بإعالن الحكم وتبليغه إلى الخصوم ،و أخيرا يتم تنفيذ القرار
القضائي.
النتائج :
ت عد دعوى اإللغاء ،الدعوى الوحيدة و األصلية إللغاء القرارات اإلدارية الغير -
مشروعة .
أصبح التظلم اإلداري جوازيا بعد أن كان وجوبيا سواء أمام المحكمة اإلداري ،أو -
أمام مجلس الدولة .
توحيد مواعيد رفع دعوى اإللغاء أمام الحاكم اإلدارية و مجلس الدولة . -
جعل المشرع اإلجراءات القضائية تتسم بنوع من االستقاللية عن اإلجراءات -
المدنية بحيث أن إجراءات رفع الدعوى تبدأ من رفع الدعوى إلى صدور الحكم
سواء تعلق األمر بإجراءات السير أو إجراءات الفصل .
بعد االنتهاء من التحقيق يقوم رئيس تشكيلة الحكم بتبليغ الخصوم كما أنه يقدم -
محافظ الدولة التماساته ثم يتداول في الدعوى و إعالن الحكم في جلسة علنية .
التوصيات :
-ضرورة تفعيل دور القاضي و توسيع اختصاصاته خاصة فيما يخص إلغاء قرار
إداري لعدم مشروعيته .
80
الخاتمة
وجوب إعادة النظر في الرقابة التي يمارسها القاضي اإلداري على السلطة -
التقديرية الممنوحة لإلدارة .
تسهيل إجراءات التقاضي ،وذلك بإلغاء شكليات غير ضرورية في عريضة -
الدعوى و التي تؤدي بالمدعي إلى خسارة دعواه .
لكي يكون دور القاضي اإلداري فعاال ،ال يجب أن يتوقف على إصدار القرار بل -
يجب عليه االستمرار حتى مرحلة التنفيذ .
ضرورة صياغة قوانين تعاقب اإلدارة في حالة االمتناع عن تنفيذ حكام قضائية -
صادرة باإللغاء ،زيادة على ذلك يجب وضع آليات فعالة للقاضي اإلداري تسمح له
بمراقبة مدى تنفيذ اإلدارة للحكم القضائي أم ال.
81
قائمة المصادر والمراجع
-3المراسيم :
83
قائمة المصادر والمراجع
النظام الداخلي لمجلس الدولة مصادق عليه من طرف مكتب مجلس الدولة بتاريخ -
69محرم 6116الموافق 69سبتمبر ، 8269ج ر ع ، 11المؤرخة في 82
صفر 6116الموافق 86أكتوبر ، 8269تطبيقا ألحكام المادة 82من القانون
العضوي رقم 26-92المؤرخ في 1صفر 6169الموافق 02مايو 6992
المتعلق باختصاصات مجلس الدولة و تنظيمه و عمله ،المعدل و المتمم .
ثانيا :قائمة المراجع :
-1الكتب :
بربارة عبد الرحمن ،شرح قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،دار بغدادي -
للطباعة و النشر ،ط ، 28الجزائر 8229 ،
خلوفي رشيد ،قانون المنازعات اإلدارية ،شروط قبول الدعوى اإلدارية ،ديوان -
المطبوعات الجامعية ،ط ، 8بن عكنون ،الجزائر8221 ،
سامي الوافي ،الوسيط في دعوى اإللغاء ،دراسة تشريعية قضائية فقهية ، -
إصدارات المركز الديمقراطي العربي ،الطبعة األولى ،برلين – ألمانيا ،مايو
8262
علي عبد الفتاح محمد ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مبدأ المشروعية ،دعوى -
اإللغاء دراسة مقارنة ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية بدون ع ط ،
8229
عمور سالمي ،الوجيز في قانون المنازعات اإلدارية ،المكتبة القانونية ،الجزائر -
8229/8222 ،
عوابدي عمار ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري، -
نظرية الدعوى اإلدارية ،الجزء الثاني ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بدون عدد
طبعة ،بن عكنون ،الجزائر6992 ،
مازن راضي ليلو ،القانون اإلداري ،منشورات األكاديمية العربية في الدنمارك ، -
بدون ع.ط 8222،
محمد صغير بعلي ،الوجيز في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و التوزيع -
8222 ،
84
قائمة المصادر والمراجع
محمد الصغير بعلي ،مجلس الدولة ،القضاء اإلداري ،دار العلوم للنشر و -
التوزيع ،بدون ع ط ،عنابة .
محمد الصغير بعلي ،الوسيط في المنازعات اإلدارية ،دار العلوم للنشر و -
التوزيع ،بدون ع ط ،عنابة 8229 ،
مسعود شيهوب ،المبادئ العامة للمنازعات االدارية ،األنظمة القضائية المقارنة -
و المنازعات اإلدارية ،ج ، 6ط ، 8222 ، 0الساحة المركزية -بن عكنون، -
الجزائر
ناصر لباد ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار المجدد ،ط ، 1سطيف ؛الجزائر، -
.8262
ثانيا :األطروحات و المذكرات :
.1أطروحات الدكتوراه :
-بوكثير عبد الرحمن ،عبء اإلثبات في دعوى اإللغاء ،رسالة مقدمة لنيل شهادة
الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق –بن عكنون ، -الجزائر 8261/8260 ،
-حفيظة سابق ،الخصومة في المداة اإلدارية أمام مجلس الدولة ،أطروحة مقدمة
لنيل شهادة دكتوراه العلوم في القانون العام ،تخصص اإلدارة العامة ،جامعة
محمد خيضر بسكرة ،الجزائر 8269/8262 ،
-مقيمي ريمة ،اإلثبات في النزاع اإلداري ،مذكرة لنيل شهادة دكتوراه في علوم
القانون ،جامعة أم البواقي ،الجزائر. 8261/8260،
-2مذكرات ماجستير :
إيهاب عبد الله عبد المحسن السكافي ،اثأر الحكم القضائي – دراسة فقهية قانونية، -
مذكرة مكملة لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في قسم القضاء الشرعي،
كلية الدرايات العليا بجامعة الخليل ،فلسطين 8262/22/28 ،
بوالشعور الوفاء ،سلطات القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ،مذكرة تخرج -
مقدمة لنيل شهادة ماجستير في إطار مدرسة الدكتوراه ،تخصص قانون إداري ،
كلية الحقوق ،جامعة باجي مختار -عنابة ، -الجزائر 8266/8262 ،
بوطبجة ريم ،إجراءات سير الدعوى العمومية أمام المحكمة الجنائية الدولية ، -
مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماجستير في القانون العام ،فرع القانون والقضاء
الدوليين الجنائيين ،جامعة اإلخوة منتوري –قسنطينة ، -الجزائر 8226/8221 ،
رائد محمد يوسف العدوان ،نفاذ القرارات اإلدارية بحق األفراد ،دراسة مقارنة -
بين األردن و مصر ،مذكرة ماجستير ،قسم القانون العام ،كلية الحقوق ،جامعة
الشرق األوسط 8260/8268 ،
85
قائمة المصادر والمراجع
-زكري فوزية ،إجراءات التحقيق في المنازعة اإلدارية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في القانون العام ،تخصص القوانين اإلجرائية و التنظيم القضائي ،
لقطب الجامعي بلقايد –وهران ، -الجزائر 8268/8266 ،
-كفاح عبد الرحيم سعيد شولي ،إجراءات إصدار الحكم وفقا لقانون أصول
المحاكمات المدنية و التجارية رقم اثنان '' 8226دراسة مقارنة '' ،أطروحة
مكملة لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في القانون الخاص ،كلية
الدراسات العليا ،جامعة النجاح الوطنية في نابلس ،فلسطين 8266 ،
-محمد خليفة الخيلي ،التظلم اإلداري ،دراسة مقارنة بين قوانين المملكة األردنية
الهاشمية واإلمارات العربية المتحدة ،مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات الحصول
على درجة الماجستير ،قسم القانون العام ،جامعة الشرق األوسط ،األردن
. 8229،
رزقي حميدة ،انتفاء الرقابة القضائية على أعمال السيادة ،مذكرة تخرج لنيل -
متطلبات شهادة الماستر في العلوم القانونية ،تخصص قانون إداري ،كلية الحقوق
و العلوم السياسية ،جامعة أكلي محند أولحاج –البويرة ،-الجزائر8282/8269،
رزاق لبزة دالل ،عيب الشكل و اإلجراءات في القرار اإلداري ،مذكرة نيل شهادة -
ماستر في الحقوق ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر –
بسكرة ، -الجزائر 8261/8260 ،
زايكو أمال ،االنحراف في استعمال السلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ،مذكرة -
لنيل شهادة ماستر في القانون العام ،تخصص ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،
جامعة أحمد دراية –أدرار ، -الجزائر 8266/8261 ،
زيتوني شريفة ،دور القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء ،مذكرة تخرج لنيل -
شهادة ماستر ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة عبد الحميد بن باديس –
مستغانم 8266/8261 ،
سويسي وسيم ،أثار حكم إلغاء القرار اإلداري في القانون الجزائري ،مذكرة -
مكملة لمتطلبات شهادة الماستر في القانون كلية ،جامعة قالمة ،الجزائر ،
8282/8269
شدري معمر فاطنة ،دعوى اإللغاء في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة -
ماستر في القانون ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أكلي محند أولحاج –
البويرة ،-الجزائر 8262/26/60 ،
شالغمة راضية ،ركن االختصاص في القرار اإلداري ،مذكرة مكملة لنيل شهاد -
ماستر في القانون العام ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة محمد الصديق
بن يحيى – جيجل8261/8262 ، -
عبير بوسرية ،خصوصية إلثبات في المنازعة اإلدارية ،مذكرة ماستر ،تخصص -
فانون إداري ،جامعة بسكرة 8269 ،
عواطف بولحروز ،النظام القانوني لمحكمة التنازع في الجزائر ،مذكرة مكملة -
لنيل شهادة الماستر في الحقوق ،تخصص قانون عام ،جامعة العربي بن مهيدي
-ام البواقي ،-الجزائر 8269-8262 ،
غول ديهية ،إجراءات رفع الدعوى اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في -
الحقوق ،تخصص إدارة و مالية ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أكلي
محند اولحاج ،البويرة 8266/8261 ،
قدوري بودادس ،الدور اإليجابي للقاضي اإلداري في ظل قانون اإلجراءات -
المدنية و اإلدارية ،مذكرة ضمن متطلبات شهادة الماستر حقوق ،تخصص إدارة
و مالية ،جامعة زيان عاشور –الجلفة ،-الجزائر 8266/8261 ،
87
قائمة المصادر والمراجع
قريمس إسماعيل ،محل دعوى اإللغاء ،دراسة في التشريع و القضاء الجزائريين -
،مذكرة ماستر ،قانون إداري و إدارة عامة ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،
جامعة الحاج خضر –باتنة ، -الجزائر8260 ،
مروة جريبي ،التحقيق في المنازعة اإلدارية ،مذكرة مكملة لمتطلبات شهادة -
الماستر في القانون ،جامعة قالمة ،الجزائر 8282/8269 ،
معلم علي عبد المالك ،شروط و إجراءات قبول دعوى اإللغاء ،مذكرة لنيل -
شهادة ماستر في العلوم القانونية ؛تخصص دولة و مؤسسات ،كلية الحقوق و
العلوم السياسية ،جامعة العقيد أكلي محند اولحاج ،البويرة22/28/8261 ،
نجمة بوشمال ،دعوى تفسير القرارات اإلدارية ،تخصص قانون عام مذكرة -
مكملة من متطلبات نيل شهادة ماستر في الحقوق ،كلية الحقوق و العلوم السياسية
،جمعة محمد خيضر-بسكرة ، -الجزائر 8268/8266 ،
هواري دحدوح ،دعوى التفسير و دعوى تقدير المشروعية ،مذكرة مقدمة لنيل -
شهادة الماستر أكاديمي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد بوضياف –
المسيلة ، -الجزائر 8262 / 8266 ،
يحياتن إخالص ،االختصاص القضائي واالستشاري لمجلس الدولة الجزائري ، -
مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون ،تخصص القانون العام الداخلي ،جامعة
مولود معمري -تيزي وزو ، -الجزائر 8262-8261 ،
ثالثا :المقاالت .
أحميد هنية ،عيوب القرار اإلداري ( حاالت تجاوز السلطة) ،مجلة المنتدى -
القانوني ،جامعة محمد خيضر –بسكرة ، -الجزائر،ع 22
إسماعيل بوقرة ،دور القاضي اإلداري في الكشف عن عيب مخالفة القانون في -
القرارات التي يصدرها الوالي ،مجلة الدراسات و البحوث القانونية ،جامعة
عباس لغرور ،خنشلة ،ع 22
بلباقي وهيبة ،عالقة التسبيب بركن السبب في القرارات اإلدارية ،مجلة دفاتر -
السياسة و القانون ،المركز الجامعي نور البشير البيض (الجزائر) ،ع ، 62
جانفي 8262
بوزيفي شريفة ،الشروط الشكلية لقبول دعوى اإللغاء على ضوء قانون -
اإلجراءات المدنية و اإلدارية ، 29/22مجلة البحوث السياسية و اإلدارية ،جامعة
البليدة ،العدد الخامس.
ريم عبيد ،دعوى اإللغاء في ظل قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ،مجلة -
العلوم اإلنسانية ،جامعة محمد خيضر بسكرة ،ع ، 11مارس 8266
88
قائمة المصادر والمراجع
عبد الرحمن بن جياللي ،مفهوم دعوى اإللغاء و تمييزها عن الدعاوى اإلدارية -
األخرى ،مجلة مفاهيم الدراسات الفلسفية و اإلنسانية المعمقة ،العدد السابع ،
مارس 8282
عبد الرحمان مويعدي ،عيب عدم االختصاص في القرار اإلداري و أثره عند -
الحكم في دعوى اإللغاء ،مجلة الحقوق و العلوم اإلنسانية ،جامعة عمار ثليجي
باألغواط ،الجزائر ،المجلد ، 61ع ، 21نوفمبر 8286
عبد الله رمضان بنيني ،نطاق دعوى اإللغاء -دراسة مقارنة ،-مجلة العلوم -
القانونية و الشرعية ،يونيو 8262
عبد الله بن فهد بن محمد الشويعي ،صور الحكم القضائي السلبي ،مجلة كلية -
الدراسات اإلسالمية و العربية للبنات باإلسكندرية ،جامعة الملك عبد العزيز
محافظة جدة – السعودية ،م ، 0ع 01
قرينعي جميلة ،دعوى اإللغاء و القرارات اإلدارية –دراسة مقارنة، -مجلة العلوم -
القانونية و االجتماعية ،جامعة زيان عاشور الجلفة ،ع ، 62جوان 8262
م.م.أبوذر عبد الكريم شاكر ،دعوى إلغاء القرار اإلداري ،مجلة اإلدارة و -
االقتصاد ،الجامعة المستنصرية ،كلية اإلدارة واالقتصاد ،ع 8268 ،90
محمد فتحي شحته إبراهيم دياب ،انحراف السلطة في استعمال القرار اإلداري ، -
دراسة تحليلية في النظامبن السعودي و المصري ،مجلة البحوث القانونية و
اإلقتصادية ،ع ،10اغسطس 8266
منتصر علوان كريم ،منطوق الحكم القضائي في القانون األردني ،دراسة مقارنة -
بالقانون العراقي و المصري ،مجلة ديالى ،كلية القانون و العلوم السياسية –
جامعة ديالى ،ع 8262 ، 11
89
الفهرس
الفهرس
إهداء
شكر و تقدير
قائمة المختصرات
مقدمة
7 الفصل األول :النظام القانوني لدعوى اإللغاء
7 المبحث االول :مفهوم دعوى اإللغاء
7 المطلب األول :تعريف دعوى اإللغاء و تمييزها عن الدعاوى األخرى
7 الفرع األول :تعريف دعوى اإللغاء
8 أوال :التعريف الفقهي
9 ثانيا :التعريف التشريعي
01 ثالثا :التعريف القضائي
01 الفرع االثاني :خصائص دعوى اإللغاء
01 أوال :دعوى اإللغاء من إنشاء القضاء اإلداري
00 ثانيا :دعوى ذات إجراءات خاصة
00 ثالثا :دعوى مشروعية
00 رابعا :دعوى موضوعية عينية
00 خامسا :الدعوى الوحيدة و األصلية بإلغاء الق اررات اإلدارية الغير
مشروعة
01 الفرع الثالث :تمييز دعوى اإللغاء عن الدعاوى األخرى
01 أوال :دعوى اإللغاء و دعوى القضاء الكامل
01 ثانيا :دعوى اإللغاء و دعوى فحص المشروعية
الفهرس
21 الفرع األول :إيداع العريضة لدى كتابة ضبط الهيئة القضائية
48 الفرع الثالث :إرسال العريضة إلى رئيس هيئة القضاء اإلداري
54 ثانيا :حضور جميع القضاة الذين تداولوا في المداولة عند النطق بالحكم
71 الفرع الرابع :تبليغ الحكم و تنفيذه
71 أوال :تبليغ الحكم القضائي
77 ثانيا :تنفيذ الحكم القضائي
12 خاتمة
الفهرس
ملخص
ملخص المذكرة :
تعتبر دعوى اإللغاء من أهم الدعاوى اإلدارية و أكثرها قيمة قانونية وقضائية ،فبواسطتها
يراقب القاضي مشروعية القرار اإلداري ومدى اتجاهه نحو تحقيق المصلحة العامة ،فإذا
تبين له بأنه مشوب بعيب من ما فإنه يقضي بإلغائه ،مما جعلها الوسيلة األكثر استعماال و
انتشارا لدى المتقاضين .
و حتى يتم قبول رفع دعوى اإللغاء ،أقر المشرع الجزائري مجموعة من الشروط تتمثل
في الشروط الشكلية و الشروط الموضوعية ،باإلضافة إلى أن دعوى اإللغاء تمر بمجموعة
إجراءات و المتمثلة في إجراءات السير ،إذ تفتح الدعوى بإعداد الطاعن للعريضة و تبدأ
عملية تهيئة القضية و ذلك ن خالل تعيين المستشار المقرر من اجل لتحقيق إلى غاية الفصل
في الدعوى و ذلك من خالل عقد جلسة وإجراء مداولة و أخيرا يتم صدور الحكم والنطق به
.
Résumé :
administratifs les plus importants et ayant la plus grande valeur juridique et
public.