Professional Documents
Culture Documents
البحث 3 للمجموعة 45 حول الإبستمولوجيا
البحث 3 للمجموعة 45 حول الإبستمولوجيا
من تقديم طلبة ليسانس سنة اولى جذع مشترك علوم اجتماعية
:
تعريف ابستمولوجيا
"la théorie de laان إبستمولوجي دراسة نقدية للعلوم و تعني نظرية المعرفة
في سنة » "la rousseيرجع ظهور هذه الكلمة في المعاجم الفرنسية » science
1906من اصل يوناني و ينقسم إلى قسمين من الناحية اللغوية كلمة
"إبستمولوجيا"متكونة من كلمتين يونانيتين ابستمي و معناها علم و المعرفة العلمية
علم أو نقد ...نظرية...دراسة...كما يدل على المنهج[ ]1وال يختلف » "logosو
المعنى اصطالحي كثيرًا عن المعنى اللغوي فاإلبستمولوجيا هي نظرية المعرفة
كانت فيما سبق تختص بالبحث حول أسئلة تقليدية ماهي حدود المعرفة؟ هل
المعرفة ممكنة؟ ماهي وسائل المعرفة الحس ام العقل ؟ام معا..؟
و هذه اسئلة تقليدية التي كانت تقليدية التي كانت تدور حولها مباحث إبستمولوجيا
هنا معنى خاصًا غير المعنى التقليدي نحن نقصد باإلبستمولوجيا هنا "نظرية
المعرفة العلمية"تميزًا لها عن نظرية المعرفة التقليدية فاالولى من اختصاص
العلماء و من انتاج الفالسفة المنقطعين للنشاط العلمي اما الثانية فهي من انتاج
الفيلسوف ذاته كل حسب مذهبه ونسقه[]2
وبينما تقوم نظريه المعرفة العلمية على الوسائل العلمية الحديثة مثل القياس
واالحصاء وتجارب وآالالت العلمية المتطورة نجد نظرية المعرفة بمعناها
التقليدي تعتمد على وسائل تقليدية وتقوم على فكر ذاتي في حين تتصف المعرفة
العلمية بالنزعة الموضوعية(ويراها الفيلسوف من الناحية الفلسفية اي نقد للعلوم
من حيث النتائج واالسس والفروض)
ومن هنا تعريف العالم الفرنسي ال الند في معجمه الفلسفي لالبستيمولوجيا ان
االبستمولوجيا هي دراسة نقدية لمبادئ العلوم وفروضها ونتائجها بغرض تحديد
اصلها المنطقي وبيان قيمتها وحصلتها الموضوعية اذ كان الفرنسيون يميزون بين
نظرية المعرفة واالبستيمولوجية ذلك االلمان ايضا يميزون بين نظرية المعرفة
واالبستمولوجيا وان كانوا يقصدون باالستمولوجيا فلسفة العلوم جميعا ومهما كان
من اقر هذه االختالفات التي تنشا حول تحديد معنى االبستيمولوجيا فاننا نعني بها
في المقام االول بيان شروط المعرفة البشرية وقيمتها وحدودها وموضوعيتها من
زاوية التطور العلم المعاصر[]3
ان مقولة تحديد معنى االبستمولوجيايرجع الى ارتباطها بعدة ابحاث معرفية تدور
حولها فاالبستيمولوجيا ترتبط بنظرية المعرفة كما بالميتدولوجيا وفلسفة العلوم
والمنطق فهي ترتبط بالمنطق من حيث انها تدرس شروط المعرفة الصحيحه
شأنها في ذلك شأن المنطق اذ كان المنطق يهتم بصورة الفكر او بصورة المعرفة
فان االبستمولوجيا تهتم بصورة المعرفةو مادتها حقا مرتبطة ايضا بنظريهة
المعرفة بمعناها التقليدي من حيث انها تدرس امكانية المعرفة وحدودها وطبيعتها
ولكن ال من زاوية الموقف الخاص بل من زاوية التطور العلمي ومنه نستخلص
ان تعريف االيبستمولوجيا تعريف دقيق انها تلك األبحاث المعرفية ؛
فلسفةالعلوم،معرفو و مناهج علوم وهي تختص بالبحث في العالقة بين الذات و
موضوع «ان اإلنسان يبني معرفته في هذا العالم من خالل نشاطه العلمي و
ذهني»]4[..
…………………………………………….………………………….
…………………………………………………..
من كتاب أسس نظرية المعرفة لؤي عامل العبودي صفحة [1] 11
صفحة 12من نفس المرجع ][2
صفحة 13من نفس المرجع ][3
صفحة 14من نفس المرجع ][4
المطلب الثالث :اسس اإلبستمولوجيا
كأي علم آخر ،علم اإلبستيمولوجيا يحتاج الى أسس يرتكز عليها حتى يثبت_ ،
:يمكن عدها في النقاط التالية
يعتمد هذا العلم على التجربة الشخصية و الخبرة السابقة كمصدر للمعرفة و هذا_•
ما يسمى :باإلمبرية
الرشدية :العقل و المنطق هما أساس الرأي في كل المواضيع فالتصرف_•
بموضوعية من سمات المعرفة الخاصة
الجدل والمحاورة :أو كما يعرف الدياليكتيكية ،للصول لرأي مناسب ال بد من_•
التشاور و طرح األسئلة و التفاوض و احترام رأي اآلخر مع الدفاع عن الرأي
الشخصي و كل ذلك يؤدي الى الوصول الى المعرفة
الشمولية و الكمالية :أي أنه علم يسعى للوصول الى المعرفة الكاملة و الشاملة_•
االنثروبولوجية :حيث يعتمد هذا العلم على دراسة ثقافة الشعوب للوصول الى _•
أصل و مصدر المعرفة
األدلة و البراهين :حيث تعتبر وسيلة للوصول الى المعرفة فال يمكن للمحقق _•
أن يعرف المجرم دون أن يجد أدلة تثبت إدانته
البحث العلمي أو اإلستقصاء الدقيق :ف للصول الى الحقيقة و المعرفة ال بد _•
من البحث و التوسع
المنهج اإلستقرائي :كالدراسة المنهجية و التفاعالت االجتماعية و الثقافية و _•
يكون ذلك عن طريق جمع المعلومات و البيانات و من مصادر متعددة حتى تكون
معلومات عامة
النظرية اإلجتماعية :كذلك أساس يعتمد عليه اإلبستيمولوجيين حتى يسهل_•
عليهم فهم التفاعالت االجتماعية والثقافية و تحليلها ،دون أن ننسى ال بد أن يكون
تحليال منطقيا و عقالنيا و يعتمد ذلك على النظريات االجتماعية مثل نظرية
التفسير و نظرية اإلتصال و كذلك اإلهتمام بالتفاصيل الدقيقة و الحساسة
اإلنفتاح و التعاطف مع المجتمعات و الثقافات المختلفة :حتى يتمكنوا من فهم و_•
تحليل واقع المجتمعات بصدق و تفهم
الشك :دائما ما تؤدي بنا شكوكنا الى االنغماس في البحث عن المعرفة و ذلك_•
عن طريق النقد و تحديد النقاط الضعيفة في األدلة
المبحث الثاني :االبستيمولوجيا و نظرية المعرفة
المطلب األول :مفهوم المعرفة و مصدرها
اوال :مفهوم المعرفة
لغة :مشتقة من فعل( عرف ) وعرف الشيء عرفانين معرفة :أدركهبحاسة
من حواسه [ ]1
اصطالحا :هي المعلومات و الفهم اللذان يكتسبهما اإلنسان من خالل التعلم او
التجربة []2
تعرف المعرفة على تميزها بكونها واسعة بالمقارنة مع العلم نظرا ألنها
تتضمن المعارف علمية و أخرى غير علمية ،فكل علم هو معرفة ولكن ليس
بالضرورة ان تكون كل معرفة هي علم []3
كما انها تشمل الحقائق و المعتقدات ( ويقصد باالعتقاد في اللغة :من العقد ،
ويدل العقد على الشدة و الوثوق في أمور ؛ اما من الناحية االبستيمولوجية فهو
عبارة عن موقف عقلي تجاه قضية معينة ،وهو فكرة تسيطر على اإلنسان بحيث
يهتم بها ،وربما تدفعه إلى سلوك ينسجم عنها ) []4
كأن تقول مثال أعتقد اني حريص على الطالب
إن المعرفة هي ما يتوصل إليه اإلنسان في محاولة فهم الظواهر التي تحيط به []5
بقصد سد تلك الثغرات و التساؤالت الالمتناهية
هناك من يشير إلى المعرفة بإرتباطها بالبيانات و المعلومات ،بحيث تعد
البيانات المادة األولية الخام كالحقائق الغير منظمة
المعرفة هي االستمرار االمثل للمعلومات و البيانات من خالل توظيف مهارات
االفراد و قدراتهم و أفكارهم[]6
…………………………………………………..
الدكتور محمد سرحان علي محمود ،كتاب مناهج البحث العلمي ،دار النشر الجمهورية 1
اليمنية صنعاء دار الكتب ،الطبعة الثالثة 2019الصفحة 4
من نفس المرجع الصفحة 2 4
الدكتوره بوحدي هندة ،من محاضرات مدخل الى االبستيمولوجيا ،جامعة الجزائر . ، 2
المحاضرة رقم 4السنة أكتوبر ، 2023بتصرف
صالح إسماعيل ،كتاب نظرية المعرفة مقدمة المعاصرة ،الدار المصرية ،الطبعة 4
األولى السنة 2020الصفحة 54
SLA _ AGC 5خالد عتيق سعيد عبد هللا ،ق .أسئلة علمية ،المؤتمر السنوي العشرين ل 1
قسم المكتبات و المعلومات ،جامعة صنعاء المكتبات العامة في دول اإلمارات ،مارس
2014الصفحة 2
الحواس 2/
يمكن إكتساب المعرفة من الحواس نظرا االن اإلنسان خلق مزدوجة بعدد من
الحواس التي يتحصل على المعرفة كالعينين ،السمع ،اليدين ]1[...
وقد قدم فالسفة أخرون نظرية تعتمد على الخبرة و التجربة التي تنشد على فكرة
ان كل معرفة ( بما في ذلك الرياضيات ) هي نتاج التفكير في معطيات الخبرة
الحسية []2
الوحي 3/
ويقصد بالوحي في مصادر المعرفة مالقاه األنبياء من علم عالم الغيوب []3
وهي أقوى مصدر كونه منزل من عند هللا ،وال يأتيه بالباطل []4
وكل مصادر المعرفة السابقة مهمة ولكنها تنصب على العالم المادي ،..كما
الوحي في اللغة يدل على االعالم و الخفاء []5
…………………………………………
الدكتور محمد سرحان علي محمودي ،كتاب مناهج البحث العلمي ،دار النشر 1
الجمهورية اليمنية صنعاء دار الكتب ،الطبعة الثالثة ، 2019الصفحة 6
صالح إسماعيل ،كتاب نظرية المعرفة مقدمة معاصرة ،الدار المصرية2 ،
الطبعة األولى السنة ، 2020الصفحة 19
الدكتور محمد سرحان علي محمودي ،كتاب مناهج البحث العلمي ،دار النشر 3
الجمهورية اليمنية صنعاء دار الكتب ،الطبعة الثالثة ، 2019الصفحة ، 6
بتصرف
من نفس المرجع الصفحة ، 6بتصرف 4
صالح إسماعيل ،كتاب نظرية المعرفة مقدمة معاصرة ،الدار المصرية5 ،
الطبعة األولى السنة ، 2020الصفحة ، 19بتصرف
يبنى العديد من األفراد نظريات لمساعدتهم في فهم محيطهم ،و لكن من الصعب
تفسير جميع جوانب العلم المختلفة بسهولة ،و بالتالي يمكن أن يتوقف معظم الناس
عن جهودهم عند نقطة معينة ،و يكتفون بما حققوه لفهم محيطهم ،اال ان علماء
الفلسفة و بمن فيهم علماء االبستيمولوجيا مهووسين بفكرة فهم العالم باكبر قدر
ممكن من العموم ،حيث أجاب ارسطو عن اهمية وجود االبستيمولوجيا ،بان
الفلسفة تبدأ بنوع من الحيرة و الدهشة ،لذلك يحاول علماء االبستيمولوجيا وضع
نظريات تتسم بالترابط والدقة الوصفية والقوة التفسيرية ،التي يمكن الدفاع عنها
بعقالنية من جميع الجوانب األخرى .و لذلك فإن علم االبستيمولوجيا ينقل عملية
.البحث إلى أبعد مدى يمكن لالشخاص اآلخرين القيام به
المبحث الثالث :عالقة اإلبستمولوجيا بالعلوم االخرى
اإلبستيمولوجيا هي علم يدرس الطرق واألساليب المستخدمة في اكتساب المعرفة
والتأكد من صحتها إذا ما كانت ممكنة وموثوقة كما أنها تشمل أيضا العوامل
المؤثرة على اكتساب المعرفة مثل الخبرة الشخصية والمنهجية العلمية فبنظر
األش أدق اإلبستيمولوجية تسعى إلى الوصول إلى معايير وقواعد تحقق تحقيق
المعرفة الصحيحة والموثوقة إن الهدف من التساؤالت االبستمولوجية هو البحث و
التساؤل عن كيفية تشكل المعرفة العلمية (الدقيقة) ،فنحن إذن بصدد البحث عن
.تشكل المعرفة
المعرفة تنشطر الى :معرفة علمية ،تجريبية ،امبريقية (الفيزياء) ،مقابل معرفة
نظرية الرياضيات ) .لذلك فإن السؤال الذي أسس لإلبستمولوجيا هو طبيعة هاته
المعرفة ،بحثا عن تحقيق العلمية والمقصود بالمعرفة النظرية ها هنا :بحث
تجريدي عن اقامة ترابطات وعالقات تفسير ،وقبل هذا وذاك يجب أن نتساءل
عن كيفية تشكل هذه المعرفة ،ما موقع المعرفة العامية و التفسيرات المقبل
رياضية ،فالسؤوال الذي يطرح هو كيف نشأ تفكير المعرفة العلمية ،بحيث
.سيظهر تخصص يهتم بهذا الشأن و هو اإلبستمولوجيا
يتداخل موضوع اإلبستمولوجيا كفرع يهتم بقضايا العلم مع العديد من العلوم
المعرفية التي تتخذ العلم والمعرفة موضوعا لها وعند البحث عن كيفية اكتساب
المعرفة نحن ندخل مناقشات فلسفية وعند دراسة العلوم االجتماعية فإن
اإلبستيمولوجيا تساعد على على فهم كيفية تأثير للمعرفة على المجتمعات
والمحيطات فإذا ترتبط بشكل وثيق مع العديد من العلوم األخرى فتساهم في توسيع
توسيع فهمي هذه العالم واألنفس
اوال :عالقة االبتسمولوجيا مع فلسفة العلوم
فلسفة العلوم هي فرع من الفلسفة يهتم بدراسة طبيعة العلوم وطرقها ومنهجيتها
كما أنها تسعى إلى فهم كيفية اكتساب المعرفة العلمية ف تهدف إلى توضيح
االسس الفلسفية والمنهجية للعلوم وتحليلها بشكل نقدي وفهم أعمق لطبيعة العلم
وتطوره وهذا ما نجده أيضا عند اإلبستمولوجيا والتي هي علم يهدف إلى دراسة
اكتساب المعرفة وتأكيدها
عالقته اإلبسمولوجيا مع فلسفة العلوم القت الكثير من االختالفات بين كل من
الفالسفة و االبستيمولوجين فهناك فكرة مفادها أنهم متصالن وأخرى منفصالن
الفكرة االولى :مفادها أّن األبستمولوجيا ماهي إّال فرع من فلسفة العلوم ،أوطريقة
خاّص ة من ُطُرق الفلسفة في الِع ْلم []1
نستِّدل بالّتّيار الِفرنسي من خالل التعريف الذي قَّد مه ''أندري الالند''
لألبستمولوجيا الّذ ي يرى أّنها ِ [ :تلك الِّدراسة النقدية لمبادئ ُم ختلف العلوم و
نتائجهاَ ،قْص َد تحديد أساسها المنِط قي و بيان قيمتها و درجة َم ْو ُضوِعَيَتها]
لقد َفِه م هؤالء ان األبستمولوجيا على أّنها جزء ِم ن فلسفة العلوم وال يمكن
اعتبارها علم مستقل بداته
في حين يرى يرى اصحاب الفكرة الثانية :والتى مفادها االنفصال في العالقة بين
األبستمولوجيا و فلسفة العلوم ،ألّنه و في رأي هذا االِّتجاه ينبغي الفصل بين المهام
االبستيمولوجية و المشاِك ل الفلسفية .و بالتالي ال َيِّص ُح القول بأّن كّل الفالسفة هم
.إبستمولوجيون بالضرورة
واعتمدوا في تبريرهم لموِقِفهم القائل ِبَع َد م ُو جود أّي عالقة بين الِع ْلم و
االبستيمولوجيا على:جون بياجيه الذي وّض ح في "األبستمولوجيا و أصنافها" هذا
الّرفض ،نظرًا ِلكون األبستمولوجيا تهّتم َم َثُلها في ذلك َم ثُل المنِط ق بتحليل
المعاِر ف ذات الطاِبع الِع ْل مي ،تلك المعارف التي تحتوي بحكم طبيعتها على
ُم شكالت منطقية و نفسية ومنهجية ،و ال عالقة لها اليوم بالفلسفة العاّم ة ،كما يؤِّك د
''بياجيه'' على أّن االبستيمولوجيا ستقطع في الُم ستقبل ،الِّص لة تمامًا بالّتفكير التأُم لي
.الفردي
لكن بعد التطرق للفكرتين نجد أن االختالف الذي كان بين العالمين سواء بياجيه او
الالند حول االنتماء أي أنها من هو أول العلوم نشأة أو من ينتمي إلى التاني
لكن نقول تظهر عالقة وطيدة بينهما فلسفة العلوم التى تقوم بدراسة طبيعة العلوم
ومنهجيتها انطالقا من تطبيق المناهج واألدوات التي قدمتها االبستيمولوجيا إذا هي
عالقة تكامل بين العلمين األولى تدرس بمناهج وأدوات الثانية كما أن مجال البحث
متماثل وهو سواء اكتساب المعرفة او تصحيحها و التدقيق في نتائج العلم أو
النتائج العلوم عامة المهم الوصول إلى الحقيقة والعمق في الدراسة ومن هنا يظهر
لنا أن مجال الدراسة واحد ومحور الدراسات متماثل ولكن االختالف يكون فقط
حول االنتماء أو كبرياء العلماء
ـــ بالنشي ،روبير ،نظرية المعرفة العلمية (االبستيمولوجيا) ،تر :د .حسن عبد 1
الحميد ،و د .محمود فهمي زيدان ،د(ط) ،1986 ،مقّد مة الُم ترجم ،بتصرف
المطلب الثاني :عالقة اإلبستمولوجيا بنظرية المعرفة
تعريف نظرية المعرفة :هي فرع من فروع الفلسفة ،يدرس طبيعة المعرفة ،مع
.شرح و تبرير عقالنية االعتقاد و االيمان
االجابة األولى هم الفالسفة الناطقون باللغة االنجليزية ،فقد ساوى هؤالء الفالسفة
في االستخدام بين لفظ " ابستيمولوجيا " و تعبير " نظرية المعرفة " و لم يقيمو ايه
.تفرقة بين الميدانين
العالقة بينهما انهما يشتركان في دراسة طبيعة المعرفة وحدودها ،و يهتم بتحديد
األسس و الفروض التي تستند إليها ،حيث كان عالم النفس الكبير جان بياجيه
ضمن هذا الفريق الذي اعتبر مصطلح " ابستيمولوجيا " مرادفا في االستعمال
المصطلح " نظرية المعرفة " اال انه يقدم لنا مجموعة من األسباب في
نفس الوقت لهذا الخلط بين الميدانين .وخالصة هذه األسباب هي أن العلم سواء
نظر اليه من خالل دوره في تقدم المجتمعات أو نظر اليه من خالل دوره في بناء
الفرد و الماءه ،فانه يكتمل بشكل مطرد و بدون أن يميل ابدا إلى حد الكمال .و
لهذه االسباب فان اية نظرية في اإلبستيمولوجيا البد أن تتحول في نهاية األمر إلى
.نظرية في المعرفة
اما بالنسبة ألصحاب التيار الثاني ،وهم المفكرون الذين يرون أن عالقة
اإلبستيمولوجيا بنظرية المعرفة هي نفس العالقة التي تربط النوع بالجنس اما
المفكرون الذين يرفضون أن تكون هناك اية عالقة بين االبستيمولوجيا ونظرية
المعرفة التي يتحدث عنها الفالسفة ،فهم الذين تحول عندهم جنس
المعرفة كله إلى نوع واحد فقط وهو المعرفة العلمية ،اذن فان المعرفة مختلفة عند
اصحاب التيار الثالث .االختالف بين االبستيمولوجيا ونظرية المعرفة نظرية
،المعرفة تركز بشكل أساسي على كبيعة المعرفة
وكيفية اكتسابها ،و معاييرها .اما االبستيمولوجيا فهي مصطلح أوسع يشمل
دراسة المعرفة و االعتقاد ،باالضافة إلى دراسة طرق الحصول على المعرفة ،و
تقييمها ،و استخدامها .و بالتالي يمكن القول أن نظرية المعرفة هي فرع من
.االبستيمولوجيا ،حيث تركز على دراسة طبيعة المعرفة وكيفية اكتسابها
تشترك االبستيمولوجيا ونظرية المعرفة من ناحية المواضيع التي تدرسالها و
هي :طبيعة الحقيقة /طبيعة المعرفة /طبيعة االعتقاد /طبيعة التبرير /مصادر
.المعرفة /نطاق المعرفة
كتاب نظرية المعرفة العلمية ( االبستيمولوجيا) للكاتب روبيال بالنشيه تمت
ترجمته من طرف الدكتور حسن عبد الحميد
التقديم :دكتور محمود فهمی زیدان
علم االجتماع هو دراسة الحياة االجتماعية لألفراد سواء بشكل مجموعات أو
مجتمعات فهو يدرس سلوكيات والتفاعالت االجتماعية كما يهتم بالقواعد
والعمليات التي تؤدي إلى الوصول إلى القوانين الحاكمة للمجتمع واإلبستمولوجيا
تهتم بدراسة طرق التفكير والمنهجيات الذي يستخدمها البشر سواء الكتساب
المعرفة أو فهم الظاهرة في جميع المجاالت كانت طبيعية أو إجتماعية
وهذا ما يظهر وجود على قوات واسعة النطاق بين العلمين ف اإلبستمولوجيا تقدم
المفاهيم واألدوات التي تساعد على فهم وتحليل الظواهر االجتماعية في علم
االجتماع حيث تعتبر هذه األخيرة أساس في توجيه البحث االجتماعي وتطوير
النظريات والمناهج في هذا المجال []1
أثر البحث االسيمولوجي على علم االجتماع بطريقة مباشرة فقد ساهم في إيجاد
حل للموضوع األكثر وجدال وهو الظروف الموضوعية للسلوك االجتماعية للبشر
[ ]2من خالل إيجاد أسباب القيام باألفعال والسلوكيات دون وعي وقدم األسباب
التالية
الدافع الفعلي الكامن ورائ اقدام الفعل على سلوكه
يرى غاستون باشالر أن تاريخ العلم هو تاريخ الصراع بين العقل والظواهر ،أو
بين العقل والصور الذهنية التي يشكلها اإلنسان عن الواقع .ويرى أن هذا الصراع
هو الذي يدفع بالعلم إلى التطور والتقدم ،أو بمفهوم اخر
يرى غاستون باشالر أن تاريخ العلم هو تاريخ العقل العلمي ،وأن تطور العلم ال
يتمثل في مجرد تراكم المعرفة ،وإنما في تحوالت جذرية في النظرة إلى العالم.
.ولذلك ،فإن تاريخ العلم هو تاريخ التناقضات والقطيعة المعرفية
فدراسة تاريخ العلم ال تعتمد فقط على جمع المعلومات والبيانات حول تطور العلوم
المختلفة ،بل تعتمد أيًض ا على فهم اإلطار اإلبستمولوجي الذي تشكلت فيه هذه
العلوم
فاإلطار اإلبستمولوجي هو مجموعة من المبادئ واالفتراضات التي تحدد طبيعة
المعرفة العلمية وكيفية اكتسابها وفهم هذا اإلطار أمر ضروري لفهم تطور العلوم
ومساهمتها في بناء الحضارة اإلنسانية
فمفهوم القطيعة اإلبستمولوجية ،الذي صاغه الفيلسوف الفرنسي غاستون باشالر،
يشير إلى تحول جذري في بنية المعرفة العلمية فعندما تقع قطيعة إبستمولوجية،
فإن العلماء يتخلون عن مجموعة من المبادئ واالفتراضات التي كانت تشكل
أساس المعرفة العلمية في السابق ،ويعتمدون على مجموعة جديدة من المبادئ
واالفتراضات وتعد القطيعة اإلبستمولوجية حدًثا مهًم ا في تاريخ العلم ،ألنها تؤدي
إلى تغيير جذري في فهمنا للعالم[]2
كتاب العقل العلمي غاستون باشالر ترجمة عبد السالم بن عبد العالي دار][1
المعرفة الجامعية اإلسكندرية بالتصرف
كتاب تاريخ العلم والفلسفة العلميةتأليف رشدي راشد دار الطلية للطبيعة ][2
والنشر ص 25_24
المطلب الثاني :مفهوم القطيعة االبستيمولوجية عند غاستون
باشالر
تعريف القطيعة االبستمولوجية لغة :هيا كلمة متكونة من مقطعين المقطع األول
القطيعة بمعنى الهدم او التجاوز و المقطع الثاني االبستمولوجية فاإلبستملوجيا
حسب تعريف الالند هيا تلك الدراسة النقدية للعلم التي تبحث في أصله المنطقي ال
سكلوجي
تعريف القطيعة إبستمولوجية اصطالحا :يعرف الفيلسوف الفرنسي غاستون
باشالر القطيعة االبستمولوجية بأنها لحظة من التحول في فهمنا للعالم تؤدي إلى
تؤدي إلى ضهور معرفة جديدة ويرى باشالر أن القطيعة االبستمولوجية ال تحدث
بشكل تلقائي وإنما تحتاج الى جهد فكري و إبداعي من العلماء []1
تعود نشأة القطيعة االبستمولوجية إلى القرن العشرين حيث استخدمها الفيلسوف
الفرنسي غاستون باشالر لإلشارة إلى التحوالت الجذرية التي حدثت في العلم
والتي تؤدي إلى تغيرات في المفاهيم والنضريات و المبادئ العلمية ويمكن تقسيم
:نشأة القطيعة االبستمولوجية إلى 3مراحل
مرحلة أزمة العلم بدأت نشأة القطيعة مع أزمة العلم الذي حدثت في القرن التاسع
عشر حيث ادت التطورات العلمية الجديدة إلى تناقضات مع مفاهيم والنضريات
العلمية السابقة وعلى سبيل المثال أدى إكتشاف النسبية إلى تناقض
مع نظرية نيوتن للحركة بحيث تعتمد نظرية نيوتن في الحركة على مفهوم الفضاء
والزمان المطلقين حيث يعتقدان الفضاء والزمان هما كيانان مستقلين عن المادة
وهما ثابتين ال يتغيران بمرور الزمن بينما تعتمدالنضرية النسبية على مفهوم
الفضاء والزمان النسبيين بحيث انها غير ثابتين و يتغيران تبعا لسرعة الجسم
وموقعه في مجال الجاذبية
مرحلة الثانية النقد الداخلي العام حيث قام العلماء من مختلف المجالت العلمية
بتحليل وإعادة تقييم المفاهيم والنضريات العلمية السابقة وعلى سبيل المثال قام
عالم الرياضيات بول بورل بتحليل نظرية النسبية ووجدها انها تتطلب تعريف
مفهوم الفضاء والزمان
المرحلة الثالثة ضهور القطيعة وفي هذه المرحلة ضهرت القطيعة إبستمولوجية
على يد غاستون باشالر الذي عرفها بأنها التحول الذي يحدث في العلم عندما
تصبح المفاهيم والنضريات العلمية السابقة غير صالحة للتطبيق على الضواهر
الجديدة []2
هناك صلة وثيقة بين اإلبستمولوجيا وتاريخ العلم فهو مفهوم اإلبستيمولوجية،
ولتوضيح ما يعنيه هذا المفهوم نقول أن العلم ،أي علم على اإلطالق قد مر في
تاريخه بمرحلتين أساسيتين و متميزتين
مرحلة الممارسة اليومية التلقائية التي يغلب عليها الطابع األيديولوجي ،ومرحلة
الصياغة النظرية للقواعد األساسية والمبادئ العامة التي تجعل من المعرفة معرفة
علمية بالمعنى الدقيق للكلمة .والقطيعة اإلبستمولوجية هي عبارة عن الحد الفاصل
بين هاتين المرحلتين وليست القطيعة اإلبستمولوجية هي هذا الفاصل الزمني
اللحظي أو هذا التغير السريع الذي ينتج عنه أمرا جديدا ،لكنها عبارة عن مسار
معقد ومتشابك األطراف تنتج عنه مرحلة جديدة ومتميزة في تاريخ العلم ،مثال
ذلك تأسيس علم المنطق على يد أرسطو في القرن الرابع قبل الميالد أو علم
الهمزة ،على يد إقليدس في القرن الثالث قبل الميالد ،تكمن أهمية القطيعة
اإلبستيمولوجية في تجديد النظر في األفكار والمفاهيم والوصول إلى فهم جديد
ومتجدد .حيث أننا عندما نقوم بالقطيعة اإلبستيمولوجية نقوم بإعادة تقييم المعرفة
واألفكار التي لدينا وتبدأ من جديد بعقلية مفتوحة هذا يسمح لنا بتجديد النظر في
.األمور واكتشاف فهم جديد متجدد
……………………………..
المرجع کتاب نظرية المعرفة العلمية اإلبستيمولوجيا
:الخاتمة