Professional Documents
Culture Documents
قبل الشروع في عرض المقاربة البنيوية كاتجاه نقدي ظهر ليتجاوز الانسداد الذي عرفته أنظم ة
القراءة السياقية ،وفشل مشروعها النقدي لابد من تحديد مصطلح البنية لغة واصطلاحا.
الدلالة اللغوية لكلمة بنية :تشتق كلمة بنية من الفع ل الثلاثي بنى ،وتع ني البن اء أو الطريق ة ،كما تدل على
معنى التشييد ،والعمارة والكيفية التي تشيد عليها ومعروف أنه في النحو العربي تقوم ثنائية المع نى والمب نى
على الكيفية التي تش يد عليه ا وحدات اللغ ة ،ولذلك الزيادة في المب نى هي زيادة في المع نى وكل تخير في
الدلالة الاص''طلاحية لكلم''ة بني''ة :عرف مص طلح البني ة كغ يره من المص طلحات النقدي ة العديد من
الاختلافات نتيجة ظهورها وتجليها في أشكال مختلفة لا تسمح بتقديم قاسم مشترك ،لذا نجد جان بي اجي
في كتابه "البنيوية" وضع تعريف م حدد للبنية «وتبدو البنية ،بتقدير أولي مجموعة تحويلات تحتوي على قوانين
كمجموعة (تقابل خصائص العناصر) تبقى أو تغتني بلعبة التحويلات نفسها ،دون أن تتع دى حدودها،
يقدم جان بياجي تعريفا للبنية باعتبارها نسقا من التحولات لها قوانينه ا الخاص ة« ،علم ا أن من ش أن
هذا النسق أن يظل قائما ويزداد ثراء بفضل الدور الذي تق وم بهه ذه التح ولات نفسها ،دون أن يك ون
من شأن هذه التحولات أن تخرج عن حدود ذلك النسق ،أو تستعين بعناصر خارجية ،وبإيجاز فالبني ة
الكلية :هي مجموع العناصر الداخلية الخاضعة للقوانين المكونة للنسق ولا تقوم على (العنصر الواحد) ،أو
على (الكل) الذي يف رض نفس ه على بقي ة العناصر المكون ة للنص ،وإنم ا تتمث ل البني ة من خلال
1
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
التحولات :وهي جملة التغيرات ال تي تح دث داخل النس ق ،ذلك لأن البني ة في تح ول مس تمر ،وتغ ير
التنظيم (الضبط) الذاتي :التحولات الحاصلة بين عناصر البنية الخاضعة للق وانين الداخلي ة للنس ق ،بمع نى
أنها تنظم نفسها بنفسها حفاظا على وحدتها ،مما يحقق لها صفة الانغلاق الذاتي.
ونخلص من خلال ه ذه الخص ائص ال تي حددها بي اجي بأن البني ة تنحصر في ثلاث ة عناصر فخاص ية
الكلية ومفادها أن البنية مكتفية بذاتها ،ولا تحت اج إلى وس يط خارجي ،بينم ا خاص ية التح ولات فهي
توضح التغيرات داخلها ،والتي لا يمكن أن تبقى في حالة ثبات لأنها دائم ة التح ول ،أم ا خاص ية التنظيم
نشأة الاتجاه البنيوي عند الغ''رب :يجم ع الدارس ون إلى أن الفض ل في نش أة الدراس ات البنيوي ة إلى عالم
اللغة السويسري ( )Ferdinande de Sassurفردينان دي سوسير نظرا للانتشار العجيب الذي حققته
أراءه في التفري ق بين اللغ ة والكلام ،والدال والم دلول ،وفي أولي ة النس ق أو النظ ام على باقي عناصر
الأس لوب ،وفي التفرق ة أيض ا بين ال تزامن والتع اقب ال تي أسس ت لنش أة البنيوي ة ،فاللس انيات الحديث ة
«أمدت ه ذه المقاربات النقدي ة بجه از من المف اهيم دفعه ا إلى تغي ير طرائ ق تعامله ا م ع النص الأدبي،
بالنظر إلى بنياته ،نظرة مغايرة لما كان عليه تاريخ النقد في السابق».
فقد أحدثت أفكار العالم اللغوي دي سوسير قطيعة إبستيمولوجية مع التفكير النقدي الس ياقي فــ
«موضوع الألسنية الحقيقي والوحيد إنما هو اللغة في ذاتها ولذاتها» ،وهو المبدأ الذي تبن اه المنهج النس قي
في قراءته للنص الأدبي فهو يسعى للكشف عن بنيته الداخلية وعلاقة عناصره اللغوية ،وبذلك فه و يرى
أن ه لا وج ود خارج حدود بنيت ه .ومن ه أص بح تأثير اللس انيات في الدراس ات النقدي ة انطلاق ة جديدة
للنقد النسقي ،الذي استطاع أن يف رض مع ايير نقدي ة مختلف ة ومغ ايرة مكنت ه من إزاحة س لطة الس ياق
2
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
ولعل المدرسة الشكلانية ال تي كانت من أهم الم دارس ال تي أسهمت بق وة في التأسيس للاتج اه
البنيوي فـكثيرا ما «ما ارتبط استخدام مصطلح البني ة في الم ؤتمر الذي عق ده الش كلانيون الروس لعلوم
المصطلح بمعناه الحديث وذلك في البيان الذي أص دره في أعم ال الم ؤتمر س نة ،»1929وفي س ياق آخر
رفض الشكلانيون الروس فكرة استخدام الأدب لنصرة معتقدات معينة ،ونادوا بضرورة اقتصار النظ ر
على المضمون الجمالي للأدب؛ الشكل ،وعدم الالتفات إلى أي مفاهيم أو أفكار أو أراء ،وقد عبروا عن
المبدأ الأول :ولخصه رومان جاكبسون في قوله« :إن موضوع علم الأدب ليس هو الأدب ،وإنما الأدبية
المبدأ الثاني :ويتعلق بمفهوم بالشكل ،فقد رفضوا رفضا باتا ما كانت تذهب إليه لنظرية النقدي ة التقليدي ة
من أن لكل أثر أدبي ثنائي ة متقابلة الط رفين ،هي الش كل والمض مون ،وأكدوا أن الخط اب الأدبي
أولا :رواد البنيوي''ة في الغ''رب :تمث ل الأفكار ال تي طرحه ا دي سوس ير في بداي ة الق رن العشرين المحط ة
الأولى في تأسيس مفاهيم البنيوية ،وذلك لأن آراءه في علم اللغة الداخلي وتمييزه بين اللغة كنظام واللغة
كحدث فعلي يمارسه شخص معين هي أساس نشأة الدراسات البنيوية ،ولع ل من أبرز الآراء ال تي تناوله ا
دي سوسير في طرحه «نظرته إلى اللغة على أنها شكل وليست مادة ،فما دامت العلامة اللغوية تق وم على
ثنائية الدال والم دلول (الص ورة الص وتية) ،والم دلول (الفكرة) ،وأن العلاق ة الجامع ة بينهم ا هي علاق ة
اعتباطية فإن اللغة تعتمد على نسق الصوت في الكلمة الذي يتكون من أصوات متم ايزة ليس له ا علاق ة
بحد ذاتها بالمدلول ،فقيمتها ليست في قيمة الصوت الذي تتكون منه وإنما في العلاقة بين الأصوات ال تي
3
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
فالدال والمدلول لا وج ود لأحدهما دون الآخر ،فهم ا يش كلان الرك يزة الأساس ية في النظ ام،
ومنه اعتبرت اللغة «نظام من العلاقات التي تعبر عن أفكار معينة (على حد تعبير سوسير نفس ه) ،نظ ام
علامات مترابط ومنضبط تعرف فيه العلاقة باختلافها وتعارضها مع غيرها من العلامات داخل النظ ام
اللغوي» ،فالنظام يتشكل من العلاق ات القائم ة بين عناصر البني ة ،دون أن يعي ذلك تغ ير ه ذا النظ ام
أم ا الناق د الفرنسي رولان بارت ( 1915- 1980 )Roland Barthesفــعلى الرغم من
«تجاوزه البنيوية وما بعد البنيوية من مدارس نقدية» ،غير أن اسمه بقي مرتبط بالمنهج البنيوي ،هذا يعود
إلى الأفكار ال تي جاء به ا ،فأص بحت معلم ا بارزا من مع الم البنيوي ة ه ذه الآراء ال تي تت وزع على مح اور
العملي ة الإبداعي ة( :المب دع والنص،والمتلقي) ،في ال وقت الذي ق ام روم ان جاكبس ون بــ« :دراس ات
حول الفونولوجي ة وح ول وظ ائف اللغ ة ،وفتح باب البحث في الش عرية ( )Poeticiteفي الاس تقلالية
اهتم هؤلاء النقاد بلغة الأدب ،فهي في نظرهم جوهر تكوينه ،وأهملوا في دراساتهم الأفكار التي
يتكون منها ،ولا بالأحاسيس والآراء التي يعبر عنها ،بل أولوا بالغ العناية بالجسد اللغ وي للنص الأدبي،
واتخ ذوا من اللغ ة منطلق ا لهم في مقارباتهم النقدي ة ،وليس مم ا وراء اللغ ة لا ترتب ط مباشرة بم ادة
الأعمال الأدبية.
وهكذا تغدو مهمة الناقد البنيوي هي النظر إلى لغة النص الأدبي ،لتبين مدى تماس كها وتنظيمه ا
المنطقي ،ومدى قوتها وضعفها بغض النظ ر عم ا تحمله عم ا يحمله المض مون من آراء وأحاسيس فه و يرى
4
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
أما عن آليات الناقد البنيوي ،أو كما يسميها بسام قطوس مب ادئ أو مف اهيم البنيوي ة ال تي يش كل
اللغ''ة والكلام ( :)Langue- Paroleيرى البنيويون أن دراس ة اللغ ة يجب أن تك ون في بع د إنت اج
النص ،بحيث يمكن فيها تحليل العلاقات المتزامنة بين أجزائها المكونة من التركيز على الجوانب التاريخي ة
التعاقبية التي تهتم بتغير اللغات حسب الأزمنة« ،فهي تضغط على الكلام بأنظمته ا ،ويض غط الكلام على
اللغة بالابتكار ،واللغة هي المادة الخام ال تي يس تخدمها الأدباء وس واهم ش عرا أو ن ثرا في حي اتهم العملي ة
وفي حياتهم التخيلية ،فهي تستخدم في الدرجة الص فر على رأي رولان بارت في التواص ل وتس تخدم في
وأما الكلام فيشمل على «التجليات الفعلي ة للنظ ام في فعلي النظ ام والكتاب ة ،ومن اليس ير الخل ط
بين النظام وتجلياته» ،ولهذا أشار العديد من النقاد إلى العلاقة بين اللغة والكلام ورأوا بأن «الفص ل بين
اللغ ة والكلام ليس إلا فص لا لغايات الدراس ة العلمي ة ،ولكن العلاق ة بينه ا تمث ل علاق ة الكل بالجزء،
فاللغة هي الكل ،والكلام هو الجزء ...واللغة عنده نظام اجتماعي مستقل عن الف رد ولا ش عوري ،إذ
هـي تمثل مجموع القوانين والقواعد العامة التي تتحكم في إنتاج الكلام ،وهـي تمثل السلطة التجريدية المتعالية
التي يستمد منها الكلام اختياراته الفعلية ،أما الكلام فـهو التط بيق الفعلي له ذه الق وانين والقواعد العام ة
والمستوى الفردي المشخص منها ،ولذلك فالكلام يتنوع بتن وع الأف راد» ،وبه ذه العلاق ة أثرت البنيوي ة
نظام العلاقات ( :)Relation Systemما يحكم هذه العناصر ومستوياتها ،ويربط بعضها ببعض هو ما
يطلق علي ه النظ ام ،وأن أي خلل في العلاق ة بين العناصر نفق د النظ ام توازن ه ،فاللغ ة في نظ ر البنيويين
«نظام من العلاقات والتعارضات التي يجب أن تتحدد عناصرها على أساس ش كلي وتخ الفي ،ولع ل أهم
الدروس في الث ورة "الفونولوجي ة" بالنس بة لليفي ش تراوس هي التعام ل م ع العناصر باعتباره ا كيانات
مستقلة ،وتركيزه بدلا من ذلك على العلاقات بين هذه العناصر» .فإذا كان النظام اللغوي هو« :سلسلة
5
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
من الفروق الصوتية ترتبط بسلسلة من الفروق في الأفكار» ،فإننا نجد أن كل عنصر من عناصر النظ ام
التزامن والتعاقب :مفهوم التزامن ( )Synchronieيعني «مجموع الظواهر وهي في حالة سكون أو ثبات،
أما مفهوم التع اقب ( )Diachronieفيع ني مجم وع الظ واهر نفسها وهي في حالة ص يرورة» ،وإذا كانت
«اللغ ة تس مح نسبيا بدراس تها تزامني ا ف إن دراس ة الظ واهر الاجتماعي ة تتطلب الرب ط بين التزام ني
والتعاقبي» ،وبذلك فإن الظواهر الإنسانية بما فيه ا الإبداع الأدبي لا يمكن عزله ا عن تاريخه ا فهي تعت بر
عن زمن وتاريخ معينين ،وإذا ما أردنا نقل هذين المصطلحين من حقل اللسانيات إلى حق ل النق د ،إن
العلاقات التركيبية (التتابعية) :تتعلق بإمكانية التأليف ،وهي تعني دخول وحدتين في علاق ة ذات سمة
العلاقات الاستبدالية :وهي العلاقات التي تتحدد إمكانية الاستبدال ،والتي تنطوي على أهمي ة خاص ة في
تحليل النظام ،إن معنى أي وحدة يعتم د على الاختلاف ات بينه ا وبين وحدات أخرى كان من الممكن
الحض'ور الغي'اب :فيم ا يخص طبيع ة العلاق ات ،علاق ة الحض ور والغي اب ،فلا تأتي إلا إذا رجعن ا إلى
الأداة (اللغة) «وعندما تصاغ هذه القاعدة اللغوية في إطار جمالي نقدي فإنه يترتب عنها التمييز بين نوعين
من العلاقات التي يمكن ملاحظتها في العمل الأدبي ،علاقات تقوم به ا العناصر الحاضرة وأخرى تق وم
بينها وبين العناصر الغائبة» ،وقد نبها سوسير إلى ه ذه القض ية الخط ير في أك ثر من مناس بة« ،وق د ظه ر
التطور الأمثل لثنائية الدال والمدلول لدى سوسير فيما يسمى بعلائق الحضور والغياب».
هذه الفكرة تمثلتها جهود البنيويين في بحثهم الدلالي عن ظاهرة النص وباطن ه ،مم ا أعطى لمفه وم
الدال والم دلول دفع ة جديدة فنجد ،رولان بارت يرفض فكرة الص لة الثابت ة بين الدال والم دلول حين
6
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
ذهب «أن الإشارة (تعوم) س ابحة لتغ ري الم دلولات إليه ا لتنبث ق معه ا وتص بح جميع ا (دوال) أخرى
ثانوية متضاعفة لتجلب إليها مدلولات مركبة ،وهذا حرر الكلم ة ،وأطلق عنانه ا لتك ون (إش ارة حرة)،
وهي تمثل حالة (حضور) ،في حين يمثل المدلول (حالة غياب) لأنه يعتمد على ذهن المتلقي لإحض اره
إلى دنيا الإشارة» .هذا ما يتطلب وجود ق ارئ حذق ق ادر على أن إيج اد العلاق ة الجدلي ة القائم ة بين
لم يكن النقد الحديث بمنأى عن التطورات السريعة الحاصلة في ساحة الأدب النق د الع الميين ،فق د
تلقى النقاد العرب المحدثون البنيوية كما تلقوا غيرها من الاتجاه ات والمن اهج النقدي ة في ف ترة الس بعينات،
وهذا التلقي تجلى من خلال من خلال تعريب وترجمة العديد من الدراس ات النقدي ة ،ومن أبرز ه ؤلاء
نذكر :كمال أبوديب ،وسعيد علوش ،ومحمد مفتاح ،ومحمد بنيس ،وعبد المالك مرتاض ،وجابر عص فور،
فكمال رائد من رواد البنيوية في النقد العربي الحديث الذين أص لوا له ا ،فحم ل على عاتق ه ال ترويج له ا
والتنظير أيضا ،وهذا ما تجسد في كتابه "جدلية الخفاء والتجلي" ،وهو عبارة عن دراسة بنيوي ة في الش عر،
بالإضافة إلى إصداره كتاب آخر عنوانه "البنية الإيقاعية للشعر العربي".
فـفي كتابه الأول يقدم تعريفا لبنيويته قائلا« :أنها ليست فلسفة لكنها طريقة في الرؤية ومنهج في
معاينة الوجود ،ولأنها كذلك فهي تثوير جذري للفكر وعلاقت ه بالع الم وموقف ه من ه وبإزائ ه في اللغ ة ،لا
تغير اللغة ،وفي المجتمع لا تغير البنيوية المجتم ع ،وفي الش عر لا تغ ير البنيوي ة الش عر ،لكن ... ،المكونات
الفعلية للشيء ،والعلاقات التي تنشأ بين المكونات ،تغير الفكر المع اين للغ ة والمجتم ع والش عر ،وتحوله إلى
فكر متس ائل قلق مت وتب ،ومكنت ه متقض ،فكر جدلي شمولي في رفاه ة الفكر الخ الق وعلى مس توى من
فـمن هذا الفكرة المقتض بة ندرك أن البنيوي ة ليس ت إلا تث وير جذري للفكر ،وأنه ا ث ورة على المجتم ع
واللغة والشعر ،إذ تغيـر كل ذلك وتحوله كما قال إلى فكر متسائل وقلق.
7
أ.قلايلية مقياس مقاربات نقدية س 2لغة
كما يصرح كذلك كمال أبوديب أنك« :توظيف منظ ورا يسهم في تش كيله عدة تي ارات منه ا :التحلي ل
البنيوي للأسطورة كما هي عند ليفي ش تراوس في الأنثروبولوجي ة البنيوي ة ،والتحلي ل الش كلي للحكاي ة كما
هي عند فلادمير بروب ،وناهج تحليل الأدب المتشكلة في إطار معلومات التحلي ل اللغ وي ،والدراس ات
اللسانية والسيميائية ،والمنهج البنيوي التكويني النابع من معطيات الفكر الفلسفي عند لوسيان غولدمان»،
كما نجد الناقد الحداثي عبد الله الغذامي الذي تبنى البنيوية التشريحة في كتابه "الخطيئة والتكف ير"،
«وخير وسيلة للنظ ر في حركة النص الأدبي ،وس بل تح رره هي الانطلاق من مص دره اللغ وي ،حيث
ومنه نرى أن الغذامي يمثل البداية التاريخية للمشروع النقدي الحداثي ،والمتصفح لكتابه "الخطيئ ة
والتكف ير" ،يلاح ظ أن ه يعتم د في كتابات ه النقدي ة على نص وص (جاكوبس ون ،وبارت ،ودريدا،
وتودوروف ،وليتش ،وغيرهم) ،وهي المرجعيات المستعارة لديه التي لا تكاد تفارقه في مساره النقدي.
أم ا الناق دة يم نى العي د فهي تعت بر من النق اد الأوائ ل الذين اعتنق وا المنهج الاجتم اعي ،لكن
سرعان ما ارتكزت على الطروحات البنيوية التي كانت منتشرة في الساحة النقدية الغربية ،وتطعيم نظراته ا
وآرائها الذاتية بمفاهيم سوسيرية ،تقول« :إن ق راءتي لأعم ال سوس ير أو لمحاضراته ح ول اللس انية ش كلت
فهي تنطلق من مفهوم سوسير للعلامة وتمييزه بين اللغو والكلام ،ثم تنتق ل للح ديث عن مف اهيم
البنيوي ة ال تي حصرتها في في أربع ة عناصر( :النس ق ،وال تزامن والتع اقب ،ومفه وم الط ابع ،اللاوعي
للظواهر أو الآلية) ،وإذ هي تشير إلى هذه المفاهيم إنما تريد من خلاله ا معرف ة النص الأدبي وعزله عن
8