Professional Documents
Culture Documents
الاتصال التنظيمي
الاتصال التنظيمي
تعتبر االتصاالت في أي منظمة من المنظمات همزة الوصل الرابطة لهذه المنظمات لما تقوم
به من مهام ووظائف ،لذا يعد االتصال التنظيمي شريان المنظمة النابض ،حيث ال يمكن ألي
منظمة أن تحقق أهدافها ،دون وجود شبكة اتصاالت إدارية خاصة ،بل إنه من الصعب جدا
أن يتصور اإلنسان وجود أي تنظيم دون وجود أشكال من االتصاالت تنتقل من خاللها
المعلومات بين الموظفين والمرؤوسين ،و أي قصور في نظام اإليصاالت من شأنه أن يعطل
أو يؤخر سير اإلدارات ،حيث تقوم العمليات اإلدارية على نقل و تبادل المعلومات والبيانات،
التي تعد جوهر عمل القائد اإلداري في المنظمة ،و يتوقف نجاح أي منظمة في تحقيق أهدافها
على مدى نجاحها في عملية االتصال ،لنحاول في هذا الموضوع معرفة المدخل المفاهيمي
لالتصال التنظيمي ،وفق هذه اإلشكالية ما المقصود باالتصال التنظيمي وآلياته داخل
المنظمــة؟
.
تعريف االتصال: .1
-عرف مايكل ويسترون ( )M.weestrounاالتصال بأنه ":االتصال هو نقل المعاني
وتبادلها بأي أسلوب يفهمه أطراف االتصال ويتصرفون وفقه بشكل سليم".
-عرفه "انجل باركنسون ( " ) A . Parkinssonهو عملية منظمة ونمطية وعفوية
أيضا تنطوي على إرسال و تحويل معلومات وبيانات من جهة إلى جهة أخرى ،شريطة
1
أن تكون البيانات و المعلومات المحولة مفهومة ومستساغة من المستهدفين بها ".
ويتلخص مفهوم االتصال في أنه أفضل السبل والوسائل لنقل المعلومات والمعاني
واألحاسيس واآلراء إلى أشخاص آخرين والتأثير في أفكارهم وإ قناعهم بطريقة لغوية أو
2
غير لغوية ،وله ثالث عناصر ( المرسل-الرسالة-المستقبل).
تعريـــف التنظـــيم : .2
تعريف ميل ــر":يعرف التنظيم بأنه مجموعة مرتبة ومدربة من األشخاص للقيام
بعمل مشترك ،بحيث يفهم بعضهم بعض عن طريق إشراكهم جميعًا في انتقاء
معلومات معينة بحيث تربطهم وحدة الدافع والمصلحة ،ويظهر ذلك من خالل
3
استعدادهم التام لطاعة من يتولى قيادتهم".
إن لفظ أو مصطلح التنظيم يعني شيئين رئيسيين هما :
الوظيفة.
الهيك ــل.
فالوظيفة يقصد بها عملية جمع الناس في منظمة وتوزيع األدوار واألعباء واألعمال عليهم
حسب قدرتهم واستعداداتهم ورغباتهم والتنسيق والتكامل والترابط بين جهودهم وإ نشاء شبكة
4
متناسقة من العالقات واالتصاالت بينهم حتى يتمكنوا من تحقيق األهداف المحددة لهم سلفًا.
أما الهيكل أو البناء فيقصد به الجماعات واإلدارات واألقسام والوحدات التي يعمل فيها الناس
والعالقات واالتصاالت التي تنظم أعمالهم بطريقة منظمة ومتعاونة ومتسقة تسهل لهم تحقيق
األهداف المحددة.
بشير العالق ،االتصال في المنظمات العامة ،دار اليازوري ،ط ،11األردن – عمان 2009 ، 1
شعبان فرج ،االتصاالت اإلدارية ،دار أسامة ،ط ،1عمان .2009،ص 05 2
عبد اهلل محمد عبد الرحمان،إدارة المؤسسات االجتماعية،دار المعرفة الجامعية،مصر.2009،ص 139. 3
5
كامل محمد المغربي ،السلوك التنظيمي مفاهيم وأسس سلوك الفرد والجماعة في التنظيم،دار الفكر للنشر والتوزيع ،عمان،ط 6
7
محمد ناجي،الجوهر.االتصال التنظيمي.ط3 .اإلمارات:دار الكتاب الجامعي،2000،ص31.
المناسب لالتصال ،وفي التوقيت السليم مع العاملين المحددين وباستخدام النماذج
واألشكال المالئمة للمنظمة.
-تحقيق الدقة في المعلومات :هنا يساعد نظام االتصاالت التنظيمية على األخص
في حالة توافر توثيق المعلومات وتوفير معلومات متكاملة يؤدي إلى صحة التصرف
واتخاذ القرار.
-تحقيق وانجاز وسرعة تبادل المعلومات :أن وجود نظام االتصال التنظيمي يحقق
إجراءات محددة ومسؤوليات واضحة على أطراف االتصال ،ذلك ألنها تحدد متى يبدأ
االتصال وبأي أسلوب وفي ظل أي ظرف ومن األطراف المشتركة لها.
-تحقيق عدالة العمل :يحقق نظام االتصال التنظيمي نظام الشورى وتبادل الرأي بين
أطراف التنظيم ،كما يحقق فرصة للشعور بالديمقراطية في العمل.
-تنفيذ العمل بكفائة عالية :تسيير أمور العمل وتنفيذها تحتاج من األفراد ومديرهم
قدرات عالية على الحديث واالستماع والمناقشة وكتابة التقارير ،وعليه يعتمد التنفيذ
على قدرات األفراد على االتصال .
-الرقابة على العمل :من خالل االتصاالت المختلفة يمكن جمع المعلومات المناسبة
التي تدل على مدى التزام العاملين والمديرين بالخطط الموضوعية ،وتوافر المعلومات
يحدد مقدار االنحراف بين التنفيذ والمخطط ،وعليه تكشف االتصاالت التنظيمية هذه
8
االنحرافات بقصد تصحيحها.
.6أهداف االتصال التنظيمي:
-تحقيق التنسيق بين األفعال والتصرفات :يتم االتصال بين تصرفات وأفعال أقسام
المؤسسة المختلفة فبدون االتصال تصبح المؤسسة عبارة عن مجموعة من الموظفين
يعملون منفصلين بعضهم عن بعض ألداء مهام مستقلة عن بعضها البعض وبالتالي
تفقد التصرفات تنسيق وتميل المؤسسة إلى تحقيق األهداف الشخصية على حساب
9
أهدافها العامة.
-المشاركة في المعلومات :يساعد االتصال على تبادل المعلومات الهامة لتحقيق
أهداف التنظيم وتساعد هذه المعلومات بدورها على:
-توجيه سلوك األفراد ناحية تحقيق األهداف.
-توجيه األفراد في أداء مهامهم وتعريفهم بالواجبات المطلوبة منهم.
. 8محي الدين،عارف حسين.االتصال الجماهيري وتكنولوجيا المعلومات .ط3.األردن:األكاديميون للنشر والتوزيع2014، ،ص-21.
23
9جالل الدين ،بو عطيط".االتصال التنظيمي وعالقاته باألداء الوظيفي" .رسالة ماجستير قسم علم النفس و العلوم التربيةواالرطفونيا،
2009-2008ص .57
-تعريف األفراد بنتائج أدائهم.
-إتخاذ القرارات :حيث يلعب االتصال دور كبيرا في اتخاذ القرارات فاتخاذ قرار
معين يحتاج الموظفين إلى معلومات معينة لتحديد المشاكل وتقييم البدائل وتنفيذ
القرارات وتقييم نتائجها.
-المقابلة الشخصية :حيث تتم المواجهة بين المرسل والمستقبل وجها لوجه ،من المزايا أنها
تصلح الستخالص الحقائق والمناقشة واالستفسار ولإلبالغ بالقرارات الهامة .من عيوبها أن
أسلوب اإلدارة في الحوار بشكل مناسب أو فعال سيكون هو المحدد لطبيعة أو نوعية
المعلومات أو الحقائق التي يمكن التوصل إليها ،ويرتبط ذلك أيضا بدرجة التعاون بين المرسل
و المستقبل ومدى التقارب ،والثقة فيما بينهما .كما أن هناك بعض األفراد ال يستطيعون
التعبير عن أفكارهم أو آرائهم شفويا أو أن هناك رهبة أو خوف من أحد الطرفين لسبب أو
ألخر.
-االتصال الهاتفي :هذه الوسيلة تصلح لعمليات االتصال التي تتطلب السرعة في الكثير من
األحيان من عيوب هذه الوسيلة قصر مدة االتصال مما قد يصعب من الحصول على
10
المعلومات الكافية والضرورية.
-المقابالت الجماعية :قد تكون على شكل ندوات أو اجتماعات ،يتم فيها تبادل اآلراء،
وتتوقف فعالية هذه الوسيلة على أسلوب إدارة المقابالت ،ومدى مشاركة فعاليته لمختلف
األعضاء ودرجة نضجهم ،ومستواهم التنظيمي ،والثقافي .يمكن أن نستخلص ميزة للوسائل
الشفهية ،وهي إمكانية الحصول على ردود فعل في الحال ،وسهولة التفاعل ،وقراءة المشاعر،
والسلوك ،واالنفعاالت .ومن عيوبها المشاركة المحدودة والرسائل غير الدائمة ونقص الرقابة
11
وعدم المراجعة.
10صديق محمد،عفيفي واحمد ابراهيم،عبد الهادي.السلوك التنظيمي دراسة في التحليل السلوكي للبيروقراطية 1المصرية.ط3.
القاهرة :مكتبة عين شمس 2001، ،ص441.
. 11نفس المرجع ،ص444.
ب/الوسائل الكتابية:
-التقارير :وهي تحتوي معلومات ترفع من أسفل إلى أعلى في مختلف المستويات اإلدارة
وتتوقف فعالية التقارير كأحد وسائل االتصال على مدى الصدق ،والوضوح في عرضها،
وتحليلها وما تتضمنه من معلومات.
-المذكرات :وهي مكاتبات يعدها المرؤوسون لرؤسائهم أو الزمالء لبعضهم لتوضيح بعض
األمور.
-األوامر والتعليمات :تتخذ شكل قرارات أو توجيهات أو منشورات أو كتب دورية منسوخة
12
أو مطبوعة.
-صحف الحائط :تضم معلومات ،وأخبار وإ رشادات وتوجيهات وموضوعات للعاملين ،فمن
الضروري أن يراعي فيها التنسيق عند العرض ،سواء كان من ناحية الشكل أو المضمون
تعرض في مداخل المنظمات ،وأماكن تجمع العاملين ،وتعرض في مكان مرتفع ،ينبغي أن
تتجدد كل فترة زمنية ،بحيث تتضمن آخر األخبار والمعلومات ،والتعليمات ،واألنشطة
13
المختلفة للمنظمة .
-مجلة المنظمة :قد تكون شهرية أو فصلية أو سنوية ،تهدف إلى االتصال بكل العاملين
وغيرهم تصل إلى عدد كبير من األفراد ،تعطي الفرصة للتفصيل في المعلومات التي يراد
توصيلها ،فيجب أن تكون واضحة وتثير اهتمام القارئ ،لالكتفاء بغرض كل ماهو ضروري،
14
ومطلوب توصيل معناه.
12
لمرجع السابق،ص444.
13
محمد،صاحب سلطان.العالقات العامة ووسائل التصال.ط 3.دار المسيرة للنشر والتوزيع،2011،ص315.
14
نفس المرجع،ص222.
يعبر عن االتصال المصور بالصور أو اللوحات أو الملصقات أو األفالم ،أما المالحظة فهي
رؤية األعمال أو الظواهر وتصلح هذه الوسيلة إذا كانت الحركة أو العمل أو الظاهرة دون
كالم.
ويتوقف اختيار إحدى الوسائل السابقة أو بعضها على عدة عوامل من أهمها التكلفة المادية أو
المعنوية للوسيلة ،والتوقيت المناسب لالستخدام أو االستعمال ،ودرجة السرية المطلوبة في
المعلومات وعدد األشخاص المطلوب االتصال بهم.
أما ميزة الوسائل الكتابية فهي توفر التحكم ،وتوفير التسجيالت ،وزيادة عدد المستقبلين،
وتخفيض االختالفات .والكن من عيوبها غياب الخصوصية أحيانا أو االستخدام الغير الفعال
15
األساليب التكنولوجية.
-الحاسوب :هو أداة مساعدة للفرد في اتصاله من مزاياه معالجة الكلمات والنصوص والبريد
االلكتروني وتسير االنترنت والمواقع االلكترونية.
-األنترنت :هي شبكة داخلية للمؤسسة تقوم بإنشائها المؤسسات على إختالف أحجامها وهي
وسيلة اتصال بين موظفي وأقسام المؤسسة ،محتويات هذه الشبكة تحددها الشركة وال يستطيع
أي شخص من خارج المؤسسة أن يدخل لها.
-تكنولوجيا االتصال الرقمنة :يمكن من خاللها تقديم البيانات المقروءة والمسموعة والمرئية
في شكل سلسلة من اإلشارات التماثلية ،له مزايا عديدة منها :التسمح هذه الشبكة الرقمية بأي
قدر من التشويش أو التداخل بين الموجات ،إضافة إلى اتسامه بالنشاط والقوة.
تتضمن فعاليات االتصال داخل المنظمة أنواعا متعددة تعكس طبيعة التفاعالت الرسمية وغير
الرسمية السائدة فيها والتي تتمثل فيما يأتي:
15
صديق محمد،عفيفي ،المرجع السابق ،ص440.
االتصاالت الرسمية: )1
هي عمليات االتصال التي تتم في إطار بناء تنظيمي يحدد خطوط االتصاالت الرسمية في
المؤسسة بحيث تكون هذه االتصاالت نظاما مرتبا بين أساليب ،وإ جراءات نقل المعلومات
والبيانات ،والقرارات من أعلى قمة في المؤسسة حتى أدنى المستويات الوظيفية منها،
16
وبالعكس أو بين المستويات المتشابهة داخل الوحدات التنظيمية داخل المؤسسة
ويطلق عليـه البعض االتصال المتجه إلى أسفـل ،وبناءا عليه تتدفق الرسائل من قمة التنظيم أو
أعلى التنظيم إلى أدناه ،وقـد تكون هذه االتصاالت من اإلدارة العليـا إلى اإلدارة الوسطى أو قـد
تكون من اإلدارة الوسطى إلى اإلدارة الدنيا ،أو من العليا إلى الدنيا مباشرة ،ولذلك فـإن هذا
النوع من االتصاالت يستخدم في األمر والتوجيه والتعليم.
أ -توصيل المعلومات إلـى المرؤوسين بطريقة صحيحـة و واضحة حتى يمكـن إدراكها وفهمها
.
17
ب -قبول المتلقين للمعلومات عن طريق اإلقنـاع الشخصي من الرئيس إلى المرؤوس.
16محمد ،بن علي المانع .تقنيات االتصال ودورها في تحسين األداء .رسالة ماجستير ،الرياض :قسم العلوم اإلدارية جامعة نايف
العربية للعلوم األمنية 2006، ،ص.61-55.
17محمد يسرى ابراهيم دعبس :االتصال و السلوك االنساني ،سلسلة ،18البيطاش سنتر للنشر و التوزيع ،االسكندرية 2009ص
.183
وكذلك لالتصال النازل مزايا ومعوقات نذكر منها في مايلي:
مزايا االتصال النازل :لالتصاالت النازلة مزايا عديدة منها :
-تعليم الموظفين وتوجيههم ،وتوضيح المواقف المختلفة لهم ،وهذا مايعمل على إزالة
مخاوفهم وشكوكهم وبالتالي يقضي على جو عدم الثقة الذي قد يسود المنظمة أو حالة خيبة
األمل نتيجة الشعور بأن الفرد يعمل دون أن يدري لماذا؟ أو كيف؟ أو متى يعمل؟
-يمكن من خلق الشعور لدى الموظف بأنه موضع اهتمام وتقدير اإلدارة في المستويات
العليا.وهذا يخلق لدى األفراد روحا من الكبرياء واالعتزاز بالنفس والعمل .
-تمكين العاملين من متابعة التغيرات والتجديدات المختلفة التي تحدث في المنظمة وما هو
18
موقف اإلدارة منها ،مما يساعد على المحافظة على التوازن العام للمؤسسة .
معوقات االتصال النازل :إن أسباب فشل هذا النوع من االتصال ترجع إلى معوقات
عدة نذكر منها :
-إن العديد من التنظيمات غالبا ما يعتمد على وسائل إتصال ميكانيكية وكتابية ،ويتحاشى
الرسائل الشفهية والمواجهة( وجها لوجه) مما يفقد لالتصال قيمته وهدفه .
-أسلوب الفلترة من قبل المسؤولين من خالل حجبهم لبعض المعلومات عن المستويات الدنيا
ومعظم هذه المعلومات تؤثر حتما وبشكل فعال في إحداث األثر المرغوب للرسائل الهابطة
19
من اإلدارة للعاملين .
-نقص الفهـم والمعرفـة مـن جانب المرؤوسيـن ،ويتمثل في عدم إدراكهم بـأن هـذه المعلومات
قاصرة عليهم أم يجب نقلها لآلخرين منهم في مستويات تالية ،وهذا من شأنه أن يحد من
االتصال الفعال .
-مصداقية المرسل ومدى سلطته ومدى الثقة فيه ،والخبرات السابقة معه...وكل هـذا من شأنه
أن يؤثر سلبا على اإلتصال والعكس .
ويقصد به الرسائل القادمة من مستويات التنظيم الدنيا إلى المستويات العليا ،ويعد هذا
االتصال حاسما ومهما لنمو وتطوير التنظيم 20.ويمكـن تلخيص محتوى هذا النوع من االتصال
21
حسب ماجاء به كل من ليسلي وليود في أربع نقاط والمتمثلة في:
-2مشكالت العمل التي تحتاج وقفة من المدير والتي تتضمن جملة الشكاوي والمشاكل التي
يعاني منها الفاعل.
- 3أفكار حول تحسين سبل العمل لطلب توضيحات واستفسارات عن بعض النقاط الغامضة
في سياسة التنظيم أو في أداء عملها .
-يمكـن من اكتشاف األخطـاء قبل استفحالها أو وصولها لمرحلة الخطر ومعالجتها .
-المساعدة في زيادة االلتزام من جانب المرؤوسين بأهمية وتحقيق فرص االتصال المنتظمة
أو المتقاربة مع الرئيس .وبناء عليه المرؤوس بأنه جزء هام في المنظمة مما يجعله يدلي
20
نفس المرجع ص .266
21
طريف شوقي فرج و آخرون ،علم النفس و مشكالت الصناعة ،دار غريب ،القاهرة ص.289
بكافة البيانات والمعلومات التي يلمسها في بيئة العمل وفي ظل الظروف الدافعة للعمل ،حتى
22
يمكن لإلدارة تطوير وتحسين ظروف العمل ورفع مستوى األداء وزيادة اإلنتاجية.
هناك عدة معوقات تحـول دون تحقيق األهداف المرجوة من االتصال الصاعد وهـي :
-محاولـة المرؤوس الهيمنة على العوامل المؤثرة في رأي الرئيس به ويحاول أن يترك
كذلك أثرا إيجابيا لدى الرئيس .وقد يتطلب ذلك إدخـال التعديالت الالزمة في محتـوى الرسالة
23
أو حتى بعض الحاالت االستثنائية تزييف بعض المعلومات.
-التقاليد اإلدارية في المنظمة .مثل اعتبار أنه من الطبيعي أن يبدأ االتصال بالمرؤوسين
وليس بالعكس ويعتبرون االتصاالت الصاعدة استثنائية بينما االتصاالت النازلـة هي
األساسية .
-حب العزلة لدى الرؤساء وإ تباع سياسة الباب المغلق.والبعد عن اإلتصال المباشر
بالمرؤوسين ويترتب عن ذلك وجود حاجز الرئيس والمرؤوسين ،مما يجعل معلومات كثيرة
خاصة بالعمل تكون بعيدة عن مسمع ومرأى المدير ويؤخذ عليه أن ينقل األنباء السارة وغير
24
السارة بصورة دائمة.
و االتصال الصاعـد يأخذ عدة أشكـال ،فقد يكون عن طريق االجتماعات وتقارير اآلداء
وصناديق االقتراحات وإ تباع سياسة الباب المفتوح من قبل الرؤساء .
22
عبدالمعطي محمد عساف ،مرجع سابق ص.224
23
خليل محمد الشماع ،مبادئ اإلدارة مع االتركيز على إدارة األعمال ،دار المسيرة للنشر و التوزيع ،األردن ط 1999 ،1ص.283
24
محمد يسرى ابراهيم دعبس :مرجع سابق ص.188-187
ويتم هذا النوع من االتصاالت بين األفراد على نفس المستوى اإلداري ،كأن يتصل مديـر
اإلنتاج بمدير التسويق بغية التنسيق والتكامل ،وهذا النوع من االتصاالت ضرورة لزيادة
25
درجة التنسيق بين مختلف الوحدات اإلدارية في المنظمة.
كما أن هذا النوع من االتصال يسمح بوصول المعلومات واآلراء والمقترحات من كل جانب
األمر الذي يسمح ويعطي للمديرين فرصة للحصول على مايلزم التخاذ قراراتهم باالستناد
26
إلى معلومات كافية.
ب -حل المشاكـل وذلك فـي محاولـة االجتماع لحل مشاكل تعرضت لهـا المنظمة .
د -حـل الصراع ويتمثل ذلك في اجتماع أعضاء إدارة أو إدارتين ليناقشوا صراعا قـد نشب
بيـن أعضاء كل إدارة أو بين إدارتين،حيت أن االتصال األفقي في مثل هذه الحالـة يسهل
عمليـة التنسيق بين اإلدارات المختلفـة ،ويقلل من الجهد والوقت الالزمين لتبـادل المعلومات
بينهما.
-يسمح بوصول المعلومات واآلراء والمقترحات من كل جانب وفي كل وقت تقريبا ،األمر
الـذي يعطي للمديرين فرصة للحصول على مايلزم التخاذ قراراتهم باالستناد إلى معلومات
كافية .
-يساعـد على الـروح المعنوية للموظفيـن ويبرزوهم كشركاء في اإلدارة أكثر منهم
مرؤوسين عليهم السمع والطاعة .
25
لوكيا الهاشمي ،مرجع سابق ص.219
26
عبد المعطي محمد عساف ،مرجع سابق ص.255
معوقات االتصال األفقي :
بالرغم من هـذه المزايا التي تتسم بها االتصاالت األفقية فان هناك عدة معوقات تعـوق أدائها
الفعال وهي :
-إن تطبيق مبـدأ التخصص وتقسيم العمل داخل المنظمة خلق أنواع متعددة من الوالء داخلها
إلى الحد الذي يحول دون تحقيقها .
-إن هـذه االتصاالت إذا ما تحققت ال تتم بالسرعـة المطلوبة ومرد ذلك شـدة التمسك
بالشكليات والمبالغة في إطالة اإلجراءات والتعقيدات.
27
االتصال التنظيمي الغيـر رسمي هـو" االتصال الذي يتم بين األفراد والجماعات ويكـون هذا
االتصال بدون قواعد تنظيمية محددة وواضحة وتتميز هذه االتصاالت بسرعة إنجازها قياسا
28
باالتصاالت الرسمية التي تحددها ضوابط وإ جراءات رسمية محددة".
" -هو اتصال دائم الحركة والتجدد والتغير ويتم عبر خطوط تنتشر في اتجاهات متعددة
ومختلفة دون أن تحدد اإلدارة موضوعه أو طريقته أو تملك القدرة على السيطرة عليه سيطرة
تامة .فإذا حاولت منعه في مكان ظهر في مكان أخر نظرا الرتباطه بالطبيعة البشرية وبالبيئة
29
اإلنسانية،حيت يتعذر كبته تماما".
توجد عوامل ودوافع تجعل األفراد في المنظمة يتصلون معا بطريقة غير رسمية مما يؤدي
إلى ظهور مايسمى بالتنظيم غير الرسمي .وهذه الدوافع هي :
2-إن التنظيم الرسمي اليتمتع بالمرونة وال يتطور بشكل مالئم لظروف المنظمة .
4-عـدم توفـر مبـدأ العدالـة فـي المنظمة وظهـور مـا يسمى باألفراد المواليـن والمقربين.
5-إتبـاع المنظمة لنمط القيـادة الديكتاتوريـة والمركزيـة الزائدة ومنع حرية التعبير والمشاركة
لألفراد والعاملين .
6-عـدم التقيـد وااللتزام بقنوات التنظيم الرسمية ويعود السبب في ذلك إلى غموضها وعدم
30
وضوحها لألفراد العاملين.
سلبياته:
يمكن أن يكون لالتصال التنظيمي غير الرسمي أثر سلبي على التنظيم بحيث يـؤدي إلى :
انتشار الشائعات والمعلومات المشوهـة مما يترك آثـارا سلبية على األداء وعلى
العالقات اإلنسانية داخل التنظيم.
يـؤدي أحيانا إلى انخفاض الـروح المعنوية واضطراب العالقات اإلنسانية الناجمة عن
ردود أفعال انتقامية بالدرجة األولى وذلك بسبب اإلشاعات مثال.
من خالل كل هذا ينبغي على المنظمة أو مديرها االستعانة بالمختصين السيكولوجيين
لدراسة قنوات االتصال الغير رسمي المرتبط بالتنظيم الالرسمي الموازي للتنظيم
الرسمي من أجل االستفادة من االتصال الغير رسمي وتفادي الصراعات والنزاعات
القائمة داخل التنظيم ،وبالتالي الوصول باستعمال االتصال التنظيمي بنوعيه إلى
المساهمة في بلوغ وانجاز أهداف التنظيم .
إن عملية االتصال محاطة بعدة جوانب تقرر مصريها و تحدد فعاليتها ،وحتى يتم االتصال
بكفاءة وفعالية يجب تحقيق الهدف المحدد له ،وتني كفاءة االتصال القيام باالتصال أبقل
التكاليف الممكنة ويتم ذلك من خالل نقل الرسالة سواء :معلومات ،قرارات ،أوامر أو عبر
31
قناة اتصال بأقل تكلفة وبالشكل و المعنى الذي أراده المرسل إلى المرسل إليه.
-1.1مبدأ الوضوح :لكي يتم االتصال البد من استخدام اللغة و المصطلحات الواضحة ،و
هي من مسؤولية المرسل بتصميم وصياغة الرسالة والتعبير عن ذلك بطريقة مفهومة سواء
كان ذلك بالكتابة أو بالكالم و التخاطب ،ويتحقق ذلك باستخدام األلفاظ ذات اللغة البسيطة و
المفهومة لدى الرؤساء و المرؤوسين والزمالء ،ويؤدي تطبيق هذا المبدأ إلى التغلب على
الكثير من العقبات و الحواجز كالتعبير السيئ عن الرسالة و األخطاء الناجمة عن الصياغة
والنقل وعدم وضوح عناصرها والحاجة إلى توضيحها ،بحيث ال تحتمل الرسالة إال
مضمونا وتأويال واحدا و هو التأويل الذي يرمي إليه صاحب الرسالة وإ ال حدث خلل في
تطبيق مضمونها.
-2.1مبدأ االهتمام و التركيز :أي إعطاء كل االنتباه و االهتمام الستقبال الرسالة ،فأي
اتصال ال يمكن أن ينجح إذا لم يمكن مفهوما ،ويتطلب مزيدا من االهتمام ،فإعطاء االهتمام
الكامل للرسالة المركبة ليست مسألة سهلة ،ويرجع ذلك إلى كثرة عدد الرسائل التي
تستدعي االهتمام وتتنافس فيما بينها ،ونطاق وقدرة الفرد على االنتباه والتركيز ،والتمسك
بهذا المبدأ يساعد على التغلب على عديد من الحواجز ،كعدم االهتمام ،نقص أو ضعف
الرسالة المنقولة ،ضعف الذاكرة وأيضا تطوير عملية االستماع والقراءة ويشعر المتصل
32
بالفخر نتيجة مجهوداته.
-3.1مبدأ التكامل و الوحدة :يساعد هذا المبدأ على مساندة األهداف التنظيمية ،حيث يتصل
بأغراض و أهداف االتصال ،فهذا األخير بالنسبة للمدير عبارة عن وسيلة وليست غاية ،أي
أنه أحد وسائل المدير لضمان الحفاظ على التعاون وتحقيقه كمدخل لتحقيق أهداف المنظمة
فغالبا ما يتجاهل الرؤساء ذلك ويرسلون رسائلهم إلى المرؤوسين كمدخل لالتصال المباشر
بالعاملين ،ولكن مثل هذه الحاالت يسمح بها فقط في ظروف خاصة إذا كانت الظروف
32
محمد فريد الصحن ،سعيد محمد المصري ،إدارة األعمال ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية 9111، ،ص310. 391،
تستدعي اتصال فوري كأمر بإخالء مبنى مباشر ،أو الحماية من خطر أو هجوم ...الخ ،ولكن
من المهم أن يقوم الرئيس المباشر بنقل الرسالة ،وتفسير وتوضيح المعلومات األخرى ،وفي
هذه الحالة فإن المرؤوسين سيحترمون المركز الوظيفي للرئيس ويعتمدون عليه فيما يتعلق
بالمعلومات الرسمية وهذا تدعيما لسلطته.
-4.1مبدأ سرعة و كفاية انتقال المعلومة :المقصود هنا ضمان انتقال الرسالة في الوقت و
المكان المناسبين وبالوسيلة المناسبة ،وعلى الرسالة أن تحوي معلومات واضحة و كافية لفهم
موضوعها فهما كامال ومشتركا بين طرفي الرسالة.
-5.1مبدأ المشاركة :لضمان جناح العملية االتصالية يجب مشاركة جميع المستويات
اإلدارية في المؤسسة ومختلف األقسام حيث تضمن التأييد الضروري لنجاحها.
كفاءة االتصاالت التنظيمية :تتميز االتصاالت ذات الكفاءة العالية بالخصائص التالية: .2
السرعة و تقدميها لمعلومات مرتدة ،تسجيلها و تخصيصها على شخص معني ،مالئمة
شكلها لموضوعها و بقائها في الذهن ،تأثيرها على السلوك ،و تكلفتها المنخفضة،
وسوف نتناول كل عنصر بشكل مختصر:
-1.2السرعة :إن مدى السرعة أو البطء في نقل المعلومات قد يعود إلى الوسيلة
المستخدمة ،و هنا كبعد آخر للسرعة و هو وصول المعلومات في الوقت المناسب ،حيث تفقد
المعلومات قيمتها إن لم تصل في الوقت المناسب.
33
-2.2االرتداد :تسهل الوسائل الشفهية في االتصال من إمكانية حصول أطراف االتصال على
معلومات مرتدة تساعد على رد الفعل السليم و إتمام عملية االتصال بنجاح ،أما الوسائل
المكتوبة كالخطابات والمذكرات والتقارير فهي بطيئة وغير فعالة في تقديم معلومات مرتدة
إلى أطراف االتصال.
-3.2التسجيل :يمكن لبعض وسائل االتصال أن تحفظ في سجالت وملفات ،وذلك مثل
الخطابات والمذكرات ،والتقارير ،ويفيد هذا في إمكانية الرجوع إليها لمتابعة التقدم في انجاز
الموضوعات محل االتصال ،أما الوسائل الشفوية فيصعب تسجيلها أو االحتفاظ الرسمي بها.
33
أمجد ماهر ،مرجع سبق ذكره ،ص922.
-4.2الكثافة :تتميز بعض وسائل االتصال بأنها قادرة على تقديم معلومات كثيفة مثال
الخطابات و التقارير ،األمر الذي يمكن من استخدامها في عرض المعلومات المعقدة كعرض
الوقائع أو الخطط أو نتائج المتابعة والرقابة و التبادل كلما قدمت وسيلة االتصال معلومات
كثيفة كلما كان أفضل.
-5.2الرسمية :إذا كان موضوع االتصال رسميا أمكن استخدام وسائل اتصال مناسبة،
كإعالم فرد بالترقية أو النقل من خالل خطاب يعتبر وسيلة مناسبة ،واالتصاالت الداخلية بين
زمالء العمل واألقسام قد تحتاج إلى وسائل أقل رسمية مثل المذكرات الداخلية و الهاتف،
وهناك اتصاالت داخلية قد تحتاج إلى الشكل الرسمي مثل االجتماعات و اللجان و التقارير
-6.2التكلفة :كل ما كانت وسيلة االتصال غير مكلفة كلما كان ذلك أفضل ،وتشمل التكلفة
األدوات المكتبية المستخدمة ،الطبع ،والبريد ،و الهاتف وأجور العاملين المشتركين في
االتصال ،وتتمثل في تكاليف اإلرسال واالستقبال والتخزين والتحليل و االسترجاع والتكلفة
عنصر نسبي نقول أنها تكلفة مناسبة وذلك مقارنة بالعوائد المحققة منها.
الجوانب المحيط باالتصال التنظيمي :ال تتم عملية االتصال في عزلة ،حيث توجد عدة .3
جوانب تحيط بها وذلك بالتأثير عليها وتقرر مصيرها وتحدد درجة فعاليتها ،و يمكن
جمعها في:
-1.3الجانب الفني :يتم في هذا الجانب استخدام وسائل االتصال الحديثة المتمثلة في
الحاسوب ،شبكة األنترت ،الهاتف ،التلكس وغيرها ،مما سهل عملية نقل المعلومات و
الرسائل بسرعة وفي الوقت المناسب.
-2.3الجانب النفسي و االجتماعي :يشمل هذا الجانب عملية اإلدراك والدوافع الذاتية
والتفاعالت المختلفة بين أطراف عملية االتصال ،من صراعات وتوافق ،وتأثير األدوار
الرسمية واالجتماعية التي يلعبها الفرد على عمليات التواصل ،إذا نتفاوت مستويات اإلدراك
34
يؤدي إلى االختالف في تفسري التوجهات والتعليمات.
34
أمجد عبدهللا الصباب وآخرون ،أساسيات اإلدارة الحديثة ،ط 9،دار خوارزم العلمية للنشر ،السعودية ، 3090 ،ص 91.
-3.3الجانب التنظيمي :يتعلق هذا الجانب أساسا بالتنظيم داخل المؤسسة ،أي توزيع المهام
والسلطات و اتخاذ القرارات ،فلو كان التنظيم مركزي يتطلب دوما الرجوع إلى قمة الهرم
التنظيمي في المؤسسة ويؤدي إلى بطئ عملية االتصال ،أما إذا كان التنظيم ال مركزي فيمكن
أن يساعد في تسهيل عملية االتصال نتيجة تفويض السلطة والصالحيات للمرؤوسين،
للتصرف في ضوء ما يتوافر لديهم من معلومات دون الرجوع للمركز يف كل مرة.
خالصة :
من خـالل كل ما قـدم وكل ما أحيط بالدراسـة لعمليـة اإلتصال التنظيمي داخل المنظمات تبرز
أهمية وقيمة هذه العملية التي تعتبر العمود الفقري ألي تنظيـم مهما كانت أهدافه ،وبالتالي يجب
على القائمين على تسييـر المؤسسات أو المنظمات من أجـل الرقـي بها فـي عالـم المؤسسـات
الناجحة أن يعطـوا لإلتصال التنظيمي أهميـة كبيـرة ضمن أساليب تسييرهـم من خالل ضمان
السيـر السلس لكل عمليات التفاعل بين الفاعلين في المنظمة بما يساعـد على النشاط والحركيـة
الجيـدة ألعمال المنظمة ويحقق أهداف األفراد فيها وأهداف المنظمة ككل.
المراجع:
-بشير العالق ،االتصال في المنظمات العامة ،دار اليازوري ،ط ،11األردن – عمان ،
2009
-كامل محمد المغربي ،السلوك التنظيمي مفاهيم وأسس سلوك الفرد والجماعة في
التنظيم،دار الفكر للنشر والتوزيع ،عمان،ط 2004، 3
-جالل الدين ،بو عطيط".االتصال التنظيمي وعالقاته باألداء الوظيفي" .رسالة ماجستير قسم
علم النفس و العلوم التربيةواالرطفونيا2009-2008 ،
-محمد ،بن علي المانع .تقنيات االتصال ودورها في تحسين األداء .رسالة ماجستير،
الرياض :قسم العلوم اإلدارية جامعة نايف العربية للعلوم األمنية2006، ،
-محمد يسرى ابراهيم دعبس :االتصال و السلوك االنساني ،سلسلة ،18البيطاش سنتر
للنشر و التوزيع ،االسكندرية 2009
-عبداهلل الطويرقي ،علم االتصال المعاصر "،دراسة في عالم األنماط و المفاهيم وعالم
الوسيلة اإلعالمية" ،مكتبة العبيكان ،الرياض ط1997 .2
-طريف شوقي فرج و آخرون ،علم النفس و مشكالت الصناعة ،دار غريب ،القاهرة