You are on page 1of 67

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫طهارة ماء البحر (‪)١‬‬


‫الطهُو ُر َماُؤ هُ‪ْ ،‬ال ِح ُّل‬ ‫هللا ﷺ‪ ،‬في ْال َبحْ ر‪« :‬ه َُو َّ‬ ‫َعنْ َأ ِبي ه َُري َْر َة َقا َل‪َ :‬قا َل َرسُو ُل ِ‬
‫صحَّ َح ُه ابْنُ ُخ َزي َم َة‬ ‫َم ْي َت ُتهُ»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه األرْ َب َعة‪َ ،‬وابْنُ َأبي َش ْي َب َة‪َ ،‬واللَّ ْف ُ‬
‫ظ َلهُ‪َ ،‬و َ‬
‫وال ِّترْ ِمذِيُّ‬

‫سبب ورود الحديث‬


‫هذا الحديث وقع جوابًا عن سؤال كما فى الموطأ أن أبا هريرة رضى هَّللا عنه قال (جاء رجل) وفى‬
‫مسند أحمد (من بنى مدلج) وعند الطبراني (اسمه عبد هَّللا ) إلى رسول هَّللا ﷺ فقال‪ :‬يا رسول هَّللا ! إنا‬
‫نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا‪ .‬أفنتوضأ به؟ وفى لفظ أبى داود (بماء‬
‫البحر) فقال رسول هَّللا ﷺ‪(( :‬هو الطهور ماؤه الحل ميتته)( فأفاد رسول هَّللا ﷺ أن ماء البحر‬
‫بحال‪ ،‬إاَّل ما سيأتي من تخصيصِ ِه بما إذا تغي ََّر أح ُد أوصافِه‬
‫ٍ‬ ‫‪.‬طاهر مطهرال يخر ُج عن َّ‬
‫الطهُورية‬
‫عالم يدل هذا الحديث؟‬
‫● الحديث يدل على أن ماء البحر طاهر مطهر ال يتنجس بنجاسة أبدا‪.‬‬
‫● ويدل على أنَّ ميتة حيوان البحر حالل‬
‫● ميتة البحر‪ :‬ما يعيش في البحر ومات فيه إال ما يحرم شبهه في البر‪ ،‬مثل كلب البحر وخنزير‬
‫البحر وغير ذلك‬

‫طهارة الماء (‪)٢‬‬


‫هللا ﷺ‪« :‬إنَّ‬ ‫سول ُ ِ‬ ‫ي ـ رضي هللا عنه ـ َقالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬ ‫َو َعنْ َأبي َ‬
‫سعِي ٍد ا ْل ُخدْ ِر ِّ‬
‫شي ٌء»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه الثاَل َث ُة‪َ ،‬و َ‬
‫ص َّح َحه َأ ْح َمدُ‪.‬‬ ‫اء َط ُهو ٌر اَل ُي َن ِّج ُ‬
‫س ُه َ‬ ‫ال َم َ‬

‫سبب ورود الحديث‪:‬‬


‫هذا الحديث يسمى حديث بئر بُضاعة‪ ،‬وسببه أنه قيل لرسول هَّللا ﷺ‪ :‬أنتوضأ من بئر بضاعة – وهي‬
‫اسم قبيلة ‪ -‬وهو بئر يطرح فيها ال ِح َيض (حفاظة حائض) ولحم الكالب وال َنتن(شيء كريه الرائحة)؟‬
‫فقال رسول هَّللا ﷺ‪ (( :‬إن الماء طهور‪.)) ..‬‬
‫عالم يدل هذا الحديث؟‬

‫‪1‬‬
‫● هذا الحديث دليل على طهارة ماء البئر وأن الماء ال يتنجس بالنجاسات قليلة كانت أو كثيرة مع‬
‫أن النفس ال تقبل‪ .‬وأن الكلب نجس حيا ًّ كان أم ميّتا ً بإطالق العلماء‪( .‬التوضيح في الحديث‬
‫اآلتي)‪.‬‬

‫(‪)٣‬‬
‫سول ُ هللا ﷺ‪ِ( :‬إنَّ ا ْل َم َ‬
‫اء‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ُأ َما َم َة ا ْل َبا ِهل ِِّي ـ رضي هللا عنه ـ َقالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫اج ْه‪،‬‬‫ش ْي ٌء ِإالَّ َما َغ َل َب َع َلى ِر ْي ِح ِه َو َط ْع ِم ِه َو َل ْو ِنهِ)‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ا ْبنُ َم َ‬ ‫اَل ُي َن ِّج ُ‬
‫س ُه َ‬
‫ض َّع َف ُه َأ ُبو َحات ٍِم‪َ .‬ولِ ْل َب ْي َهق ِِّي‪« :‬ا ْل َما ُء َط ُهو ٌر ِإالَّ ِإنْ َت َغ َّي َر ِري ُح ُه َأ ْو َط ْع ُم ُه َأ ْو َل ْو ُن ُه‬
‫َو َ‬
‫ُث فِيهِ»‪.‬‬ ‫اس ٍة َت ْحد ُ‬
‫ِب َن َج َ‬

‫قال العلماء‪ :‬حديث أبي أمامة ضعيفة ليزادة االستثناء فيه‪ .‬لكن أصل الحديث صحيح وثابت كما عند‬
‫حديث أبي سعيد الخدري ( الحديث الثاني)‪ ،‬ومع ذلك العلماء يعملون ويقولون بها ألن معناها ال يخالف‬
‫العقل‪.‬‬
‫هذا الحديث توضح الحديث الثاني‪ ،‬فأفاد (دليل على) أن الماء (أي ماء في الدنيا) إذا سقطت فيه نجاسة‬
‫ولم تغير أوصاف الماء الثالثة‪ ،‬فالماء طاهر مطهر حتى وإن كان قليال أو كثيرا‪.‬‬
‫وأي ماء في الدنيا قليال كان أو كثيرا إن سقطت فيه نجاسة وتغير أوصاف الماء الثالثة أو بعضها أو‬
‫كلها‪ ،‬فالماء ليس طاهرا وال مطهرا‪.‬‬
‫اختلفت آراء العلماء َر ِح َم ُه ُم هللا تعالى في الماء إذا خالطته نجاسة ولم تغير أحد أوصافه؛ والخالف على‬
‫قولين‪:‬‬
‫● القول األول‪ :‬أن الماء في األصل طاهر‪ ،‬ال يتنجس في عينه‪ ،‬ولكن إذا تغيرت إحدى أوصافه‬
‫بنجاسة‪ ،‬فالماء نجس (كما في الحديث الثالث)‪.‬‬
‫● القول الثاني‪ :‬وهم الهادوية‪ ،‬والحنفية‪ ،‬والشافعية‪.‬‬
‫قالوا أن الماء ينقسم إلى قسمين‪ ،‬إلى قليل وكثير (فليس هناك المرتبة الوسطى)‬
‫● فالماء القليل يتأثر بالنجاسة مطلقا‪.‬‬
‫● الماء الكثير ال يتأثر بالنجاسة إال إذا غيرت بعض أوصافه‪.‬‬
‫فما حد القليل والكثير؟ (هذه مسألة اجتهادية تقريبية تقديرية)‪.‬‬
‫فالعلماء من الفريق الثاني‪ ،‬اختلفوا في ذلك‪:‬‬
‫الشافعية قالوا‪:‬‬
‫● الماء الكثير ‪ :‬ما بلغ قلتين فما فوقها‪ ،‬فالماء ال يتأثر بالنجاسة‪.‬‬
‫● الماء القليل ‪ :‬ما دون قلتين (إذا أقل من قلتين‪ ،‬فالماء يتأثر بالنجاسة)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الحنفية قالوا‪:‬‬
‫ال‪ ،‬ليس كذلك‪ ،‬الماء قلتين الذي لم يحمل الخبث‪ ،‬هو ماء قليل عندهم (الحنفية)‪ ،‬فليس ماء كثيرا كما قال‬
‫الشافعية‪ ،‬فإذا وقعت فيه النجاسة (والماء قلتين)‪ ،‬فالنجاسة تأثره ويصير الماء نجسا‪ ،‬ال يصح للطهارة‪.‬‬
‫وعندهم‪:‬‬
‫● الماء الكثير‪ :‬الماء إذا حرك أحد طرفيه آدمي‪ ،‬ولم تصل الحركة إلى الطرف اآلخر‪ ،‬فالماء‬
‫الكثير ال يتنجس بالنجاسات‪.‬‬
‫● الماء القليل‪ :‬لكن إذا حرك الطرف اآلخر‪ ،‬فالماء قليل‪ ،‬يتأثر بالنجاسات‪.‬‬
‫الهادوية قالوا‪:‬‬
‫● الماء إذا غلب على ظن المستعمل للماء الذي وقعت فيه النجاسة استعمالها باستعماله‪ ،‬فهو ماء‬
‫قليل‪.‬‬
‫وما عدا ذلك فهو الكثير‪.‬‬
‫وأقرب الكالم عند الشافعية‬

‫حكم الماء إذا بلغ قلتين (‪)٤‬‬


‫هللا ﷺ‪ِ" :‬إ َذا َكانَ ا ْل َما ُء قُ ْل َت ْي ِن َل ْم‬‫سول ُ ِ‬‫َو َعنْ َع ْب ِد هَّللا ِ ْب ِن ُع َم َر َقالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫َي ْحم ِِل ا ْل َخ َب َث"‪ ،‬وفي لفظ‪" :‬لم ينجس"‪[ .‬صحيح]‬

‫هذا الحديث دليل على ما بلغ قلتين من الماء فما فوقها‪ ،‬فالماء ال يتأثر بالنجاسة‪.‬‬
‫الحنفية لم يحتج ولم يعمل بهذا الحديث‪.‬‬
‫والسبب هذا الحديث مضطرب‪ ،‬ال يعمل به‪ ،‬وسبب اضطرابه ألن الحديث ورد برواية عديدة يعارض‬
‫بعضها بعضا‪ ،‬فلم يعمل به لضعفه‪(( .‬إذا كان الماء قلة لم يحمل الخبث)) ((إذا كان الماء قلتين لم يحمل‬
‫الخبث)) ((إذا كان الماء ثالث قالل لم يحمل الخبث))‬
‫القلة الواحدة = ‪ ١٠٠‬لتر أو ‪ ١٠٠‬كيلوجرام‬
‫قال الحنفية‪ :‬معناه‪ :‬ال يقوى الماء على مقاومة النجاسة لقلته فتنتشر في الماء حتى تتغلب عليه وصار‬
‫الماء متنجسا‬
‫وقال الشافعي‪ :‬معناه‪ :‬ال يتأثر الماء بالنجاسة لكثرته فتنتشر النجاسة وتفنى‬
‫أما الشافعية يعملون به كما شرح في الحديث السابق‪.‬‬
‫وهناك فرق بين ورود النجاسة على الماء‪ ،‬وبين ورود الماء على النجاسة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فإن النجاسة إذا وردت على الماء القليل فإنها تنجسه‬
‫وإذا ورد الماء على النجاسة فإنه يزيله ألنه كلما مر الماء على النجاسة فإنه يذهب بالنجاسة ويزيلها‬
‫حتى تفنى النجاسة‪.‬‬

‫النهي عن البول في الماء الدائم ثم االغتسال منه (‪)٥‬‬


‫س َّل َم‬ ‫سول ُ هَّللا ِ ‪َ -‬‬
‫ص َّلى هَّللا ُ َع َل ْي ِه َو َ‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة ‪َ -‬رضِ َي هَّللا ُ َع ْن ُه ‪َ -‬قالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫ي «اَل‬ ‫ب» َأ ْخ َر َج ُه ُم ْسلِ ٌم ‪َ -‬ولِ ْل ُب َخ ِ‬
‫ار ِّ‬ ‫اِئم َوه َُو ُج ُن ٌ‬ ‫‪« -‬اَل َي ْغ َتسِ لْ َأ َح ُد ُك ْم فِي ا ْل َم ِ‬
‫اء الدَّ ِ‬
‫اِئم ا َّلذِي اَل َي ْج ِري‪ُ ،‬ث َّم َي ْغ َتسِ ل ُ فِيهِ» ‪َ -‬ولِ ُم ْسل ٍِم ِم ْن ُه‪،‬‬ ‫اء الدَّ ِ‬ ‫َي ُبو َلنَّ َأ َح ُد ُك ْم فِي ا ْل َم ِ‬
‫َوَأِل ِبي دَ ُاود‪َ :‬‬
‫«واَل َي ْغ َتسِ ل ُ فِي ِه مِنْ ا ْل َج َنا َبةِ»‬

‫وكمية الماء قد يكون قليال وقد يكون كثيرا‪.‬‬


‫وكيفية الماء قد يكون جاريا وقد يكون راكدا‪.‬‬
‫فترتب على هذا أربع صور‪:‬‬
‫حكم البول أو اإلغتسال من الجنابة في الماء الكثيرالجاري‪.‬فحكمه مكروه‪ ،‬واألولى اجتنابه‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫حكم البول أواإلغتسال من الجنابة في الماء القليل الجاري‪ .‬قال بعض العلماء مكروه‪ ،‬وبعض‬ ‫‪.2‬‬
‫اآلخر قالوا بالتحريم‪ ،‬واألولى اجتنابه‪.‬‬
‫حكم البول أواإلغتسال من الجنابة في الماء الكثيرالراكد‪ .‬قال بعض العلماء بالكراهة‪ ،‬وبعض‬ ‫‪.3‬‬
‫اآلخر بعدم الكراهة‪.‬‬
‫حكم البول أو اإلغتسال من الجنابة في الماء القليل الراكد حكمه حرام‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫وعلى كل حال‪ ،‬ترك قضاء الحاجة فيه أولى سواء كان راكدا أو جاريا‪ ،‬كثيرا أو قليال‪ ،‬ألن هذا من‬
‫خوارم المروءة‪.‬‬

‫اغتسال المرأة بفضل الرجل والعكس (‪)٦‬‬


‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ‪" :‬أن َت ْغ َتسِ ل َ ا ْل َم ْرَأةُ‬ ‫ِب ال َّن ِب َّي ﷺ َقالَ‪َ :‬ن َهى َر ُ‬ ‫صح َ‬‫َو َعنْ َر ُج ٍل َ‬
‫ض ِل ا ْل َم ْرَأةِ‪َ ،‬و ْل َي ْغ َت ِر َفا َجمِي ًعا"‪.‬‬ ‫الر ُج ِل‪َ ،‬أ ِو َّ‬
‫الر ُجل ُ ِب َف ْ‬ ‫ِب َف ْ‬
‫ض ِل َّ‬

‫‪4‬‬
‫هذا حديث صحيح‪ ،‬وإن كان الصحابي مجهوال إال أن جهالة الصحابي ال تضر‪ ،‬حيث إن الصحابة كلهم‬
‫عدول بتعديل هللا إياهم في القرآن وتعديل النبي ﷺ في سنته‪.‬‬
‫الحديث هذا يتحدث عن المتزوجين‪ .‬رجل أتى زوجته قال تعالى {وان كنتم جنبا فاطهروا} يعني‬
‫اغتسلوا‪ .‬ويغتسالن من صحن وليس من الحنفية مباشرة‪ .‬لو كان من الحنفية ما في مشكلة‪ .‬لكن هذا إذا‬
‫كانا يغتسالن من إناء واحد‪ .‬فهل يجوز للرجل أن يغتسل بعد المرأة من هذا اإلناء‪ ،‬والعكس هل يجوز‬
‫للمرأة أن تغتسل بعد الرجل من هذا اإلناء؟‬
‫في هذا الباب مجموعة من األحاديث يعارض بعضها بعضا‪ .‬منها هذا الحديث‪ ،‬فيه نهي عن ذلك‪ .‬النهي‬
‫يفيد التحريم‪ .‬وقد يفيد الكراهة إذا كانت هناك قرينة‪.‬‬
‫نهى النبي على الرجل أن يغتسل مما بقي من غسل الزوجة‪ .‬ويحرم على المرأة ان تغتسل مما بقي من‬
‫غسل الزوج‪ .‬الحديث دليل على أنه يحرم على الرجل أن يغتسل مما بقي من غسل الزوجة والعكس؛‬
‫النهما في الحكم سواء يعني المرأة كالرجل والرجل كالمرأة في هذا الحكم‪.‬‬
‫لكن جاء بعد هذا الحديث عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يغتسل هو‬
‫وميمونة من إناء واحد على التعاقب‪ ،‬والحديث ما يلي ‪:‬‬

‫(‪)٧‬‬
‫ض ِل َمي ُمو َن َة »‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه‬ ‫بي ﷺ‪َ « :‬كانَ َي ْغ َتسِ ل ُ ِب َف ْ‬ ‫اس ‪َ :‬أنَّ ال َّن َّ‬‫َو َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫ُم ْسلِ ٌم‪.‬‬
‫اء َي ْغ َتسِ ل ُ‬‫اج ال َّن ِب ِّي ﷺ في َج ْف َنةٍ‪َ ،‬ف َج َ‬ ‫ض ْز َو ِ‬
‫سل َ َب ْع ُ َأ‬ ‫س َن ِن ‪ْ :‬‬
‫اغ َت َ‬ ‫ب ال ُّ‬ ‫صحا ِ‬‫َوَأل َ‬
‫ِي‪َ ،‬وا ْبنُ‬ ‫ص َّح َح ُه ال ِّت ْر ِمذ ُّ‬
‫ِب»‪َ .‬و َ‬ ‫اء اَل ُي ْجن ُ‬ ‫ِم ْن َها‪َ ،‬ف َقا َلت‪ِ :‬إ ِّني ُك ْن ُت ُج ُن ًبا‪َ ،‬ف َقالَ‪ِ« :‬إن ا ْل َم َ‬
‫ُخ َز ْي َم َة‪.‬‬

‫النبي صلى هللا عليه وسلم كان جنبا‪ .‬والزوجة على جنابة اغتسلت الزوجة أوال من اإلناء‪ .‬جاء رسول‬
‫هللا ليغتسل من هذا اإلناء أيضا‪ ،‬وهو يعلم أن الماء فضل غسل زوجته‪.‬‬
‫النهي في الحديث السادس ليس للتحريم وال للكراهة‪ .‬وإن كان للكراهة‪ ،‬فإنه ال يتناسب مع مقام النبي‬
‫وجالله‪.‬‬
‫فتعارض الحديثان السادس والسابع‪ ،‬وال يمكن الجمع بينهما‪ ،‬فيصار إلى الترجيح؛ حيث إذا تعارض بين‬
‫َّ‬
‫وتعذر الجمع بينهما‪ ،‬فنعمل بالترجيح‪ .‬وال يمكن أن نقول ‪ :‬إن حديث ابن عباس‬ ‫الحديثين الصحيحين‬
‫ناسخ للذي قبله؛ ألن القول بالنسخ ال يكون إال بعد معرفة تاريخ الدليلين‪.‬‬
‫فيترجّ ح حديث ابن عباس والذي بعده على حديث رجل من أصحاب النبي ﷺ؛ ألن حديث ابن عباس‬
‫موجود في الصحيح‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬يجوز وال بأس غسل أحد الزوجين من فضل اآلخر‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫(‪)٨‬‬
‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ‪ُ « :‬ط ُهو ُر ِإ َن ِ‬
‫اء َأ َح ِد ُك ْم ِإ َذا َو َل َغ فِي ِه‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َرة قالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫سبع َم َّراتٍ‪ُ ،‬أ ْواَل هُنَّ بال ُّت َرابِ»‪[ .‬صحيح]‬ ‫ب َأنْ َي ْغسِ َل ُه َ‬
‫ا ْل َك ْل ُ‬
‫ِي‪ُ( :‬أ ْخ َراهُنَّ ‪َ ،‬أ ْو أواَل هُنَّ بالتراب)‬
‫َأ ْخ َر َج ُه ُم ْسلِ ٌم‪َ ،‬وفِي َل ْفظٍ َل ُه‪َ « :‬ف ْل ُي ِر ْق ُه»‪َ ،‬ولل ِّت ْر ِمذ ِّ‬

‫إذا ولغ الكلب في اإلناء الفارغ نغسله سبع مرات أوالهن بالتراب‪.‬‬
‫وإن كان فيه طعام أو شراب فنرميه ثم نغسله سبع مرات أوالهن بالتراب‪.‬‬
‫فيه مبالغة في اإلزالة والغسل والتنظيف‪ .‬وهذا دليل على أن لعاب الكلب نجس‪ .‬ولو كان طاهرً ا لما أمر‬
‫النبي بغسل اإلناء وأوالهن بالتراب‪.‬‬
‫وفي حديث آخر‪" :‬فليرقه"‪ ،‬أي أن يرمي ما فيه من الطعام أو الشراب‪.‬‬
‫ولغ من الولوغ‪ :‬إذا أدخل الكلب لسانه في اإلناء أو مسَّ اإلناء بلسانه‪.‬‬
‫الغسل بالتراب يجوز في المرة األولى أو األخير أو في إحداهن ما شئت بالتخيير‪ .‬ولكن األثبت هو ما‬
‫ورد في رواية مسلم وهو في المرة األولى‪ .‬قال العلماء‪ :‬في لعاب الكلب فيه جراثيم وأمراض تضرّ‬
‫اإلنسان‪ ،‬وال يُذهبها إال التراب‪ .‬فال يُجزئ الغسل بغير التراب‪.‬‬
‫رأي الجمهور وأهل العلم‪ :‬الحديث دليل على نجاسة الكلب ولعاب الكلب‪ .‬المالكية‪ :‬الكلب ولعابه طاهران‬
‫(هذا كالم خطأ)؛ لو كان لعابه طاهرً ا لما أمر النبي ﷺ بصبِّ ما في اإلناء من طعام أو شراب‪.‬‬
‫المسألة في غسل اإلناء بسبع مرات‪:‬‬
‫● قال جمهور العلماء‪ :‬يجب الغسل سبع مرات أوالهن بالتراب‪ .‬استدلوا بحديث الباب‬
‫● قال بعض العلماء‪ :‬األمر بغسل اإلناء سبع مرات ليس واجب‪.‬‬
‫استدلوا بدليلين‪:‬‬
‫ُغسل ً‬
‫ثالثا أو خمسًا أو سبعًا‪ .‬وهذا‬ ‫‪ .1‬ألن النبي سئل عن غسل اإلناء إذا ولغ فيه الكلب‪ ،‬وقال‪ :‬ي َ‬
‫تخيير‪ ،‬لو كان واجبًا لن يخيِّر النبي ﷺ‪.‬‬
‫‪ .2‬أبو هريرة سئل عن غسل اإلناء إذا ولغ فيه الكلب‪ ،‬وأجاب‪ :‬يُغسل ً‬
‫ثالثا‬
‫أجاب العلماء على الدليلين المتعارضين‪:‬‬
‫رواية التخيير عن رسول هللا ﷺ رواية ضعيفة‪.‬‬
‫وحديث الباب صحيح عند اإلمام مسلم‪ .‬فنعمل بالصحيح ونترك العمل بالضعيف‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫واألصل العمل بما رواه أبو هريرة عن رسول هللا أولى من العمل بما رواه أبو هريرة عن نفسه‪ .‬فنعمل‬
‫ُغسل سبع مرات‬
‫ُغسل سبعًا وكانت موافقة بما رواه أبو هريرة عن رسول هللا؛ ي َ‬
‫بما ثبت عن أبي هريرة ي َ‬
‫أوالهن بالتراب‪.‬‬

‫(‪)٩‬‬
‫سول َ هللا ﷺ َقال َ ‪ -‬فِي ا ْل ِه َّر ِة ‪ِ« :-‬إ َّن َها‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي َق َتادَ َة رضي هللا عنه َأنَّ َر ُ‬
‫الط َّوافِينَ َع َلي ُك ْم»‪[ .‬صحيح]‬ ‫س‪ِ ،‬إ َّن َما ه َِي مِنَ َّ‬ ‫يس ْت ِب َن َج ٍ‬‫َل َ‬
‫ِي َوا ْبنُ ُخ َز ْي َم َة ‪.‬‬ ‫َأ ْخ َر َج ُه اَأل ْر َب َع ُة ‪َ ،‬و َ‬
‫ص َّح َح ُه ال ِّت ْر ِمذ ُّ‬

‫الحديث دليل على طهارة الهرة‪.‬‬


‫َش َّب َه النبي ﷺ الهرة بالخادم بقوله‪(( :‬إنما هي من الطوافين عليكم))‪ ،‬والخادم وإن كان كتاب ًّيا هو‬
‫طاهر وليس نجسًا‪ .‬وحكم النبي بطهارتها رفعًا عن الحرج وتخفي ًفا عن الناس؛ ألن الهرة حيوان أليف‬
‫يسكن في بيتنا‪.‬‬
‫ولكن لو كانت الهرة تأكل النجاسات واألشياء القذرة ثم تشرب من ماء‪ ،‬فهل هذا الماء طاهر؟‬
‫● قال بعض العلماء‪ :‬الهرة ليست نجسًا حتى ولو باشرت النجاسة بفمها؛ ألن النبي قال‪ (( :‬إنها‬
‫ليست بنجس))‪.‬‬
‫● وقال بعضهم‪ :‬الهرة إذا أكلت النجاسة ال بد من حصول الظن بزوال عين النجاسة عن فمها؛ ألن‬
‫الحرمة بالنجاسة ليس لنجاسة فم الهرة‪ ،‬وإنما لبقاء عين النجاسة في فمها‪ .‬وفي األصل هي‬
‫طاهرة‪.‬‬

‫(‪)١٠‬‬
‫اء َأ ْع َر ِاب ٌّي َف َبال َ فِي َطاِئ َف ِة ا ْل َم ْس ِجدِ‪َ ،‬ف َز َج َرهُ ال َّن ُ‬
‫اس‪،‬‬ ‫س ْب ِن َمالِكٍ َقالَ‪َ :‬ج َ‬ ‫وعنْ َأ َن ِ‬ ‫َ‬
‫اء‪َ ،‬فُأهْ ِر َ‬
‫يق‬ ‫ب مِنْ َم ٍ‬ ‫بي ﷺ ِب َذ ُنو ٍ‬ ‫بي ﷺ‪َ ،‬ف َل َّما قضى َب ْو َل ُه َأ َم َر ال َّن ُّ‬ ‫َفن َها ُه ُم ال َّن ُّ‬
‫َع َل ْيهِ‪ُ ( .‬م َّت َف ٌق َع َل ْيهِ)‬

‫كان في عهد الرسول ﷺ جاء رجل أعرابي ويسمى بذي الخويصرة اليماني إلى المسجد‪ ،‬ثم بال فيه‪.‬‬
‫والبول نجس باتفاق العلماء‪ .‬لكنه جاهل ال يعلم الحكم‪ ،‬والجاهل معذور ألنه ال يعلم أن البول في‬
‫المسجد حرام‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫غليظا وارتفعت أصواتهم في المسجد‪ .‬فالرسول غضب على‬ ‫ً‬ ‫فالصحابة غضبوا وأنكروا عليه إنكارً ا‬
‫الصحابة أكثر من غضبه على هذا الرجل؛ ألن الصحابة عندهم علم أكثر مما عند هذا الرجل لكن ليس‬
‫عندهم حكمة في الدعوة وال يتلطفون بالتعليم عند الجاهل‪ ،‬والجاهل يحتاج إلى الرفق عند التعليم‪ .‬فقال‬
‫ِّرين))‪ .‬واألرض تطهر بالماء فأمر النبي ﷺ‬ ‫بعثوا معس َ‬‫ِّرين ولم ُت َ‬
‫لهم النبي ﷺ‪(( :‬إنما ُبعِثتم ميس َ‬
‫الصحابة أن يهريقوا بذنوب من ماء على أثر البول‪.‬‬
‫الحديث دل على‪:‬‬
‫أن البول نجس باتفاق العلماء‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أن األرض تتنجس بماء البول كسائر المتنجِّ سات وهي ُتطهِّر بالماء‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫وتأثير الماء أعظم من الشمس والهواء (الريح) بخالف الحنفية‪.‬الحديث يبين ضرورات تنزيه‬ ‫‪.3‬‬
‫المساجد وتعظيمها وتحريم إدخال األذى إليها‪.‬‬
‫أن النبي كان رفي ًقا عند التعليم وكان يسلك الدعوة إلى هللا بالحكمة والموعظة الحسنة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أن المساجد للعبادة فال تصلح لألقذارأن تقع فيها‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫(‪)١١‬‬
‫وعن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ص ّلى هللا عليه وسلم((‬
‫أحلت لنا ميتتان ودمان‪ ،‬فأما الميتتان‪ :‬فالجراد والحوت‪ ،‬وأما الدمان‪ :‬فالكبد‬
‫والطحال)) أخرجه أحمد ‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وفيه ضعف‪.‬‬

‫سبب ورود الحديث‪:‬‬


‫ما يستفاد من الحديث‬
‫كلمة " أحلت لنا" بمعنى "أبيحت لنا"‪.‬‬ ‫●‬
‫الميت محرم أصال باتفاق العلماء إال عند االضطرار وقوله تعالى { إال ما اضطررتم إليه}‬ ‫●‬
‫األنعام (األنعام‪.)١١٩ :‬‬
‫حال المضطر يكون في السفر غالبا‪.‬‬ ‫●‬
‫اختلف العلماء في هذا الحديث‪ ،‬بعضهم يقولون الحديث موقوفا عن كالم ابن عمر و بعضهم‬ ‫●‬
‫يقولون الحديث مرفوعا إلى الرسول صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫إذا قال الرسول "أحلت لنا" إذن الذي أحل هو هللا عز وجل‪ ،‬وإذا قاله الصحابي الذي أحل هو‬ ‫●‬
‫الرسول متوسطا بين هللا و والصحابي‪.‬‬
‫ما يُؤكل من الحيونات ما يذبح‪.‬‬ ‫●‬
‫الميتة كلها محرمة إال ما أستثني منها‪.‬‬ ‫●‬
‫شرط الحل أن تكون تلك الميتة مما أحلها الشارع في األصل‬ ‫●‬
‫بالنسبة للسمك هو حالل في األصل سواء أوجدته حيا أم ميتا‪ ،‬بالدليل( هو الطهور ماؤه الحل‬ ‫●‬
‫ميتته)‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الجراد والسمك إذا ماتا‪ ،‬سواء أمات بفعل آدمي أم ال فهو حالل‪ ،‬وأما المالكية قالوا‪ :‬ال يحل؛ ما‬ ‫●‬
‫مات بنفسه فال يحل( سموه السمك الطافي)‪ ،‬وأما إذا مات بفعل آدمي فيحل‪.‬‬
‫الدم الذي يجري عند الذبح فهو الدم المسفوح وهو حرام‪.‬‬ ‫●‬
‫والدم الذي تجمد بالصناعة ليس كبدا فال يحل‪.‬‬ ‫●‬
‫وإنما الكبد(عضو في داخل البهيمة وكذلك الطحال) هو الدم تجمد في البهيمة بالطبيعة خلقه هللا‬ ‫●‬
‫عز وجل‬
‫الحل من الميتتان ‪ :‬الجراد والحوت‪.‬‬ ‫●‬
‫ومن الدمان‪ :‬الكبد و الطحال‪.‬‬ ‫●‬

‫(‪)١٢‬‬
‫ب َأ َح ِد ُك ْم‬
‫ش َرا ِ‬‫اب فِي َ‬ ‫«إذا َو َق َع ال ُّذ َب ُ‬
‫سول ُ هللا ﷺ‪َ :‬‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة َقالَ‪ :‬قال َر ُ‬
‫اآلخ ِر شِ َفاء»‪[ .‬صحيح]‬ ‫اء‪َ ،‬وفِي َ‬ ‫ِس ُه‪ُ ،‬ث َّم ْل َي ْن ِز ْع ُه‪َ ،‬فِإنَّ فِي َأ َحد َج َن َ‬
‫احي ِه دَ َ‬ ‫َف ْل َي ْغم ْ‬
‫ي (‪َ )٤‬وَأ ُبو دَ ُاودَ (‪َ ،)٥‬و َزادَ ‪َ :‬‬
‫«وِإ َّن ُه َيتقِي ِب َج َنا ِح ِه ا َّلذِي فِي ِه‬ ‫ار ُّ‬ ‫َأ ْخ َر َج ُه ا ْل ُب َخ ِ‬
‫الدَّ ا ُء»‪.‬‬

‫الحديث دليل على طهارة الذباب‪ ،‬وأنه ال ينجس ما وقع فيه من طعام أو شراب أو ماء وال يفسده؛ ألن‬
‫الرسول ﷺ أمر بغمسه ولم يأمر بإراقة ما وقع فيه‪.‬‬
‫في الحديث األمر بغمس الذباب كله فيما وقع فيه من طعام أو شراب ثم نزعه‪ ،‬واالنتفاع بما وقع فيه‪،‬‬
‫وذلك للعلة وهي قوله‪« :‬فإن في أحد جناحيه داء وفي اآلخر شفاء»‪ ،‬وقد يكون الطعام حارا‪ ،‬ومعلوم أنه‬
‫يموت إذا غمس فيه‪ ،‬فلو كان ينجسه لكان أمرا بإفساد الطعام‪ ،‬وهو ﷺ إنما أمر بإصالحه‪.‬‬
‫هذا األمر ليس للوجوب‪ ،‬وإنما هو لإلرشاد من أراد أن يأكل أو يشرب مما وقعت فيه الذبابة أن يغمسه‬
‫فيه‪ ،‬أما الذي ال يريد األكل أو الشرب بأن تعافه نفسه فلم يتطرق إليه الحديث‪.‬‬
‫يقاس على الذباب كل ما أشبهه مما ال نفس له سائلة ‪ -‬أي ما ال دم له يسيل ‪ -‬وليس متولدا من‬
‫النجاسات‪ ،‬كالزنبور والعنكبوت والخنفساء والجعالن والنحل والبق والبعوض ونحو ذلك‪.‬‬
‫فإذا وقع في طعام أو شراب لم يحرمه ولم ينجسه‪ ،‬لهذا الحديث‪ ،‬والحكم يعم بعموم علته وينتفي النتفاء‬
‫سببه‪ ،‬ولما كان سبب التنجيس هو الدم المحتقن في الحيوان بموته وكان ذلك مفقودا فيما ال دم له سائل‪،‬‬
‫انتفى الحكم بالتنجيس؛ النتفاء علته‪.‬‬
‫هذا الحديث يدل على سبق اإلسالم للعلم الحديث في بيان ضرر الذباب‪ ،‬وأنه يحمل األمراض والجراثيم‪،‬‬
‫كما يدل على طريقة التخلص من ضرر الذباب إذا وقع في الطعام والشراب‪ ،‬وهذه الطريقة جاء في‬
‫االكتشافات ما يوافقها ويؤيدها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫(‪)١٣‬‬
‫َو َعنْ َأ ِبي َواقِ ٍد الل ْيثي رضي هللا عنه َقالَ‪َ :‬قال َ ال َّن ِبي ﷺ‪َ « :‬ما قُطِ َع مِنَ‬
‫ت»‪[ .‬حسن] َأ ْخ َر َج ُه َأ ُبو دَ ُاودَ ‪َ ،‬و ْ‬
‫التر ِمذِي‪،‬‬ ‫ا ْل َب ِهي َم ِة ‪َ -‬وه َِي َح َّي ٌة ‪َ -‬ف ُه َو َم ِّي ٌ‬
‫س َن ُه‪َ ،‬وال َّل ْف ُظ َل ُه‪.‬‬‫َو َح َّ‬

‫قدم النبي المدينة وهم يحبون أسنمة اإلبل ويقطعون أليات الغنم‪ ،‬قال‪ :‬ما قطع من البهيمة وهي حية فهي‬
‫ميتة وهذا تعذيب للحيوان فحكم القطع هنا حرام‪.‬‬
‫وما قطع من البهيمة حكمه حرام لوجوه متعددة ‪:‬‬
‫ألن قطعه إيالم للبهيمة‬
‫ألن ما أخذ من البهيمة حال حياتها حكم النبي صلى هللا عليه وسلم عليه حكم الميتة‪ .‬وقال تعالى في‬
‫الميتة‪:‬‬
‫ير َو َما ُأ ِه َّل ل َِغي ِْر هَّللا ِ ِبهِ‪)..‬‬
‫ت َع َل ْي ُك ُم ْال َم ْي َت ُة َوال َّد ُم َو َلحْ ُم ْال ِخ ْن ِز ِ‬
‫(حُرِّ َم ْ‬
‫وشرط حل البهيمة هو الذبح‪ ،‬وإن ماتت من غيره فهو ميتة‪ . .‬واألمور ال بد من مراعاتها عند الذبح هي‬
‫‪:‬‬
‫‪ .1‬آلة الذبح الحادة وإال فتعذيب لها‬
‫‪ .2‬عدم الذبح أمام أخواتها‬
‫‪ .3‬عدم اإلحداد أمام عينها‪ .‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪:‬‬
‫(إن هللا كتب اإلحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم‬
‫شفرته وليرح ذبيحته)‬

‫باب اآلنية‬
‫(‪)١٤‬‬
‫ش َر ُبوا فِي‬ ‫سول ُ هللا ﷺ‪« :‬ال َت ْ‬ ‫َعنْ ُح َذ ْي َف َة ْب ِن ال َي َمان رضي هللا عنه َقالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫ِضةِ‪َ ،‬وال َتأ ُكلُوا فِي صِ َحافِ ِه َما‪َ ،‬فِإ َّن َها َل ُه ْم فِي ال ُّد ْن َيا‪َ ،‬و َل ُك ْم فِي‬
‫ب َوا ْلف َّ‬ ‫آن َي ِة َّ‬
‫الذ َه ِ‬
‫اآلخ َِرةِ»‪[ .‬صحيح] ُم َّت َف ٌق َع َل ْيهِ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ُ‬ ‫الحرير َّ‬ ‫ُأ‬
‫كورها‪ .‬فهذا خاص بالنساء فمن لبس أحدهما‬ ‫ب لنِسا ِء أمة اإلسالم‪ ،‬وحُرِّ َم على ذ ِ‬ ‫والذه ِ‬ ‫ِح ّل لُبسُ َ ِ‬
‫جال بال ِّنسا ِء‪،‬‬
‫ين م َِن الرِّ ِ‬ ‫من الرجال فقد تشبه بهن و َل َع َن َرسو ُل هَّللا ِ َ‬
‫صلّى هللاُ عليه وسلَّ َم ال ُم َت َشب ِِّه َ‬
‫جال‪ .‬واللعن هو الحرمان من رحمة هللا عزوجل‪.‬‬ ‫ت م َِن ال ِّنسا ِء بالرِّ ِ‬
‫وال ُم َت َشبِّها ِ‬
‫وحرم استعمال اآلنية من الذهب أو الفضة على الرجال والنساء للنهي في الحديث والنهي دل على‬
‫التحريم‪ .‬فالتحريم هنا في استعمال اآلنية سواء كانت مصنوعة من الذهب الخالص أم الفضة الخالصة أم‬
‫مخلوطة منهما‪.‬‬
‫(الصحاف) جمع صحفة وهو إناء كبير لمجموعة خمسة وزيادة‪.‬‬
‫هذا استعمال الكبيرة فهل يجوز استعمال الصغيرة ؟ ال‪ ،‬فإن الصفة موجودة فيها‪.‬‬
‫(فإنها لهم في الدنيا) ‪ :‬الضمير يعود إلى أهل الكتاب وغيرهم‪ .‬وهل يجوز لهم؟ ال‪ ،‬ولكنهم يستحلون ما‬
‫حرمه هللا‪ .‬ومن استعملهما في الدنيا سيعاقبون به يوم القيامة‪.‬‬
‫(ولكم في اآلخرة)‪ :‬سنستمتع بها في اآلخرة باليقين‪ ،‬سنأكل ونشرب في آنية من الذهب والفضة‪.‬‬

‫(‪)١٥‬‬
‫وعن أم سلمة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال رسول ُ هللا ﷺ‪ :‬الذي يشرب في‬
‫الفضة إنما ُيجرجر في بطنه نار جهنم متفق عليه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫إناء‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من فوائد الحديث‪:‬‬
‫‪ .١‬هذا الحديث يدل على وعيد الشديد للذين يحللون لنفسه استعمالها‪.‬‬
‫ار َو ُسقُوا َما ًء‬
‫‪ .٢‬وهذا الطعام والشراب يوم القيامة يتحاول الى النار‪ .‬قال تعالى‪َ :‬ك َمنْ ه َُو َخالِ ٌد فِي ال َّن ِ‬
‫َحمِيمًا َف َق َّط َع َأ َ‬
‫مْعا َء ُه ْم‬
‫‪ .٣‬هذا الماء الحار الزيت الحار‪ .‬إذا شربت يقطع أمعاء‬
‫ظ ْلمًا ِإ َّن َما َيْأ ُكلُ َ‬
‫ون‬ ‫مْوا َل ْال َي َتا َم ٰى ُ‬ ‫ِين َيْأ ُكلُ َ‬
‫ون َأ َ‬ ‫‪ .٤‬و هذا العقاب كمن يأكل أموال اليتمى‪ .‬قال تعالى‪ِ :‬إنَّ الَّذ َ‬
‫فِي ب ُ‬
‫ُطون ِِه ْم َنارً ا ۖ َو َس َيصْ َل ْو َن َس ِعيرً ا‬
‫‪ .٥‬العلة في تحريمه ليس بسبب النجس‪ ،‬بل هي ثمينة ومحبوبة الى القلوب‪ .‬ولكن إنما النهي يريد هللا به‬
‫ابتالء عباده‪ ،‬هل سيعترض فيعاقب يوم القيامة أو هل سيطيع فجزاه هللا بالجنة يوم القيامة‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(‪)١٦‬‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬إذا‬
‫دبغ اإلهاب فقد طهر‪(.‬أخرجه مسلم‪).‬‬

‫سبب الورود هذا الحديث‪:‬‬


‫أن شاة ميتة لميمونة أم المؤمنين رضي هللا عنها قد ماتت فجاء مجموعة من الشباب وربطوها‪ ,‬بالحبل‬
‫ويجرونها على األرض‪ ،‬حتى يلقون إلى الخالء البعيد عن المدينة‪ ،‬فراهم النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫وقال‪ :‬هل انتفعتم بإهابها ؟ قالوا ‪ :‬يا رسول هللا إنها ماتت قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إنما حرم‬
‫أكلها‪ ،‬أيما إهاب دبغ فقد طهر‪ .‬فجلده ينتفع به‪.‬‬

‫أقوال العلماء في تطهير جلد ميتة كل حيوان بالدباغ (هل يُعتبر الدباغ لجلد الميتة)‬
‫‪ .1‬يطهرا جلد الميتة باطنه وظاهره وال يخص منه شيئا‬
‫‪ .2‬ال يطهر الدباغ شيئا وهو مذهب جماهير الهادوية‪ .‬وهو أظهر دليالعند المؤلف‬
‫‪ .3‬يطهر جلد ميته المأكول ال غيره‪.‬‬
‫‪ .4‬يطهر الجميع اال الخنزير فانه ال جلد له وهو مذهب ابو حنيفة‬
‫‪ .5‬يطهر اال الخنزير لقوله ((فإنه رجس))‬
‫‪ .6‬يطهر الجميع لكن ظاهره دون باطنه‪ .‬فيستعمل في اليابسات دون الماءعات‬
‫‪ .7‬ينتفع بجلود الميتة وان لم تدبغ ظاهرا وباطنا‬

‫(‪)١٧‬‬
‫وعن سلمة بن ال ُم َح ِّبق رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه و‬
‫سلم ‪(( :‬دباغ جلود الميتة طهورها))‪[ .‬حسن] صححه ابن هبان‪.‬‬

‫اعال ٌم أن الدباغ في التطهير بمنزلة تذكية الشاة في االحالل‪ ,‬ألن الذبح يطهر و يحل أكلها‪ .‬كما أن الذبح‬
‫يطهر و يحل االنتفاع بالحيوان كذالك الدباغ يطهر الجلد واالنتفاع به‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫احل الشارع لنا بهيمة األنعام وهي‪ :‬اإلبل و البقر و الغنم و الجاموس‪.‬‬
‫التذكية = الذبح‪.‬‬
‫الدباغ شرط لحل اإلنتفاع بالجلد كما الذبح شرط لحل اإلنتفاع باللحم‪.‬‬

‫(‪)١٨‬‬
‫شا ٍة َي ُج ُّرو َن َها‪َ ،‬ف َقالَ‪َ « :‬ل ْو‬‫َو َعنْ َم ْي ُمو َن َة رضي هللا عنها َقا َل ْت‪َ :‬م َّر ال َّنبي ﷺ ِب َ‬
‫َأ َخ ْذ ُت ْم ِإهَا َب َها»؟ َف َقالُوا‪ :‬إ َّنها َم ْي َت ٌة‪َ ،‬ف َقالَ‪ُ « :‬ي َط ِّه ُرهَا ا ْل َما ُء َوا ْل َق َر ُظ»‪[ .‬حسن‬
‫ساِئي‪.‬‬‫لغيره] َأ ْخ َر َج ُه َأ ُبو دَ ُاودَ َوال َّن َ‬

‫سبب الورود‪:‬‬
‫شاة لميمونة بنت الحارث ‪-‬رضي هللا عنها‪ -‬ماتت‪ .‬فجاء غالم وربط الشاة بحبل وجر بها على األرض‪.‬‬
‫فرأى هذا رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪.-‬‬
‫فائدة‪ :‬علة الذبح لألكل‪ ،‬فالذي يذبح هو الذي يُأكل لحمه‪.‬‬
‫أقوال العلماء‪:‬‬
‫الدباغ يطهر الجلد ظاهرا وباطنا مطلقا‪ ،‬أي‪ :‬سواء كان الكلب أو الخنزير‪ ،‬أو ما ال يؤكل لحمه‪،‬‬ ‫●‬
‫أو يؤكل‪ .‬وفيه تساهل شديد‪.‬‬
‫الدباغ ال يطهر الجلد مطلقا‪ ،‬ال ظاهرا وال باطنا‪( .‬فال ينتفع به) وفيه تشدد‪.‬‬ ‫●‬
‫الدباغ يطهر الجلد ظاهرا ال باطنا‪ ،‬يابس ال رطب‪ ،‬يصلى عليه وال يصلى فيه‪( .‬قول ملك‪،‬‬ ‫●‬
‫والشيخ ال يدري لماذا جاء بهذا التفريق‪ ،‬لم يأتي بدليل)‬
‫يجوز اإلنتفاع بالجلود وإلم تدبغ‪.‬‬ ‫●‬
‫الدباغ يطهر جلد حيوان مأكول اللحم دون غيره‪ .‬وفيه تشدد‪.‬‬ ‫●‬
‫الدباغ يطهر الجلد مطلقا‪ ،‬إال الكلب والخنزير‪ .‬الراجح‪.‬‬ ‫●‬
‫عند الحنفية ال يصح الدباغ إال بالماء والملح و يوضع تحت حرارة الشمس‪.‬‬ ‫●‬
‫الماء والقرظ (أورق الشجر السلم) يطهر الجلد الميتة‬ ‫●‬
‫هناك المواد األخرى التي يصلح الدباغ‪ .‬قال النووي‪ :‬أي شيء للدباغ ما كان موجودا يجوز‬ ‫●‬
‫الدباغ به يحل‪ ،‬بشرط أن يمنع الفساد إلى الجلد‪.‬‬

‫(‪)١٩‬‬

‫‪13‬‬
‫ض‬ ‫سول َ هَّللا ِ‪ ،‬إ َّنا ِبَأ ْر ِ‬
‫شن ِِّي رضي هللا عنه‪َ ،‬قالَ‪« :‬قُ ْلت‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي َث ْع َل َب َة ا ْل ُخ َ‬
‫َق ْو ٍم َأهْ ِل ِك َتابٍ‪َ ،‬أ َف َنْأ ُكل ُ فِي آ ِن َي ِت ِه ْم؟ َقالَ‪ :‬اَل َتْأ ُكلُوا فِي َها‪ ،‬إاَّل َأنْ اَل َت ِجدُوا َغ ْي َرهَا‪،‬‬
‫اغسِ لُوهَا‪َ ،‬و ُكلُوا فِي َها» ُم َّت َف ٌق َع َل ْي ِه‬
‫َف ْ‬

‫سبب الورود ‪:‬‬


‫يأتي رجل إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو أبو ثعلبة الخشني من الصحابة يقول ‪ :‬با رسول هللا‬
‫إنا بأرض قوم أهل كتاب أفنأكل في آنيتهم ؟ فقال الرسول صلى هللا عليه وسلم ‪":‬ال" و هذا النهي‬
‫للكراهة وليس للتحريم‪ ،‬و استثنى الرسول كالمه " إال أالّ تجدوا غيرها " ‪ ،‬وهذا دليل على جواز‬
‫استعمال آنية الكفار بشرط الغسل قبل استعمالها ‪ ،‬وهذا دليل أيضا على عدم نجاسة أبدانهم و األمر‬
‫بالغسل دليل على النجاسة‪ .‬وهذا ال ينافي ما قبله ألن األمر بالغسل هنا محمول على االستقذار أو نجاسة‬
‫ما في اإلناء‪ ،‬ال لرطوبتهم‪.‬‬
‫وما العلة من األمر بالغسل قبل استعمالها ؟‬
‫● الهادوية و الظاهرية ‪ :‬األمر بالغسل قبل استعمالها دليل على نجاسة أبدانهم و رطوبتهم ‪ ،‬و‬
‫استدلوا بظاهر قوله" إنما المشركون نجس " (التوبة ‪)28 :‬‬
‫● الجمهور ‪ :‬األمر بالغسل قبل استعمالها ليس دليال على نجاسة أبدانهم و رطوبتهم و أن المراد‬
‫في األية هي نجاسة العقيدة وهو الشرك‪.‬‬
‫الراجح ‪ :‬قول الجمهور‬

‫(‪)٢٠‬‬
‫ضُئوا مِنْ‬
‫ص َحا َب ُه َت َو َّ‬‫ص ْي ٍن رضي هللا عنه «َأنَّ ال َّن ِب َّي ﷺ َوَأ ْ‬ ‫َو َعنْ عِ ْم َرانَ ْب ِن ُح َ‬
‫يل‪.‬‬‫ث َط ِو ٍ‬ ‫ام َرَأ ٍة ُم ْ‬
‫ش ِر َكةٍ»‪ُ .‬م َّت َف ٌق َع َل ْيهِ‪ ،‬فِي َحدِي ٍ‬ ‫َم َزادَ ِة ْ‬

‫المزادة ‪ :‬إناء تصنع من الجلد‬


‫سبب الورود ‪:‬‬
‫كان الرسول هللا صلى هللا عليه وسالم مع الصحابة مسافرا ‪ ،‬و حضرت الصالة و هو في الصحراء‪ .‬و‬
‫الصحراء غالبا ال يوجد فيه الماء ‪ ،‬فوجد الماء من إمرأة مشركة فجاء و توضأ مع الصحابة منها‪.‬‬
‫هذا الحديث يدل على‪:‬‬
‫● طهارة آنية المشركين‬
‫● طهور جلد الميتة بالدباغ‬

‫‪14‬‬
‫● طهارة رطوبة المشرك‬

‫(‪)٢١‬‬
‫بي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‬ ‫س ْب ِن َمالِكٍ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ" :-‬أنَّ َقدَ َح ال َّن ِّ‬ ‫‪-‬و َعنْ َأ َن ِ‬
‫َ‬
‫ِضةٍ"‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ا ْل ُب َخ ُّ‬
‫اري‬ ‫س َل ًة مِنْ ف َّ‬
‫س ْل َ‬ ‫س َر‪َ ،‬فا َّت َخ َذ َم َكانَ ال َّ‬
‫ش ْع ِ‬
‫ب َ‬ ‫‪ -‬ان َك َ‬

‫القدح ‪ :‬آنية ُتصنع من الطين‪ ،‬صلصال‬


‫سلسلة ‪ :‬حلقة أو دائرة‬
‫سبب الورود ‪ :‬كان رسول هللا ﷺ أصلح قدحه بسلسلة من الفضة بعد ما انكسر‪.‬‬
‫الشاهد من الحديث ‪ :‬هل يجوز أن يصلح القدح بحلقة أو دائرة من الفضة مع أن النبي ﷺ نهى عن‬
‫استعمال اآلنية من الذهب والفضة؟‬
‫فقال العلماء ‪ :‬يجوز أن يصلح القدح بحلقة أو دائرة من الفضة أو من الذهب ألن األصل ليس من الفضة‬
‫والذهب‪ ،‬وليس هناك وجه للتحريم‪ .‬وهذا كما فعل النبي ﷺ وهو أصلح بنفسه (قول قوي)‬

‫(‪)٢٢‬‬
‫سول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه‬ ‫سئل َر ُ‬ ‫س ْب ِن َمالِكٍ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ -‬قالَ‪ُ :‬‬ ‫‪-‬عنْ َأ َن ِ‬
‫َ‬
‫وسلم ‪َ -‬ع ِن ا ْل َخ ْم ِر ُت َّت َخ ُذ َخاًّل ؟ َقالَ‪" :‬اَل "‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ُم ْسلِ ٌم َوال ِّت ْر ِمذ ُّ‬
‫ِي َو َقالَ‪َ :‬حسنٌ‬
‫صحِي ٌح‪.‬‬
‫َ‬

‫الخمر هو أم الخبائث‪ ،‬وحرم هللا عز وجل في كتابه ونهى عنه رسول هللا ﷺ‬
‫قال رسول هللا ﷺ ‪( :‬ما أسكر كثير فقليله حرام) فالخمر قليلة أو كثيرة محرمة‪ ،‬وقال ﷺ ‪( :‬كل‬
‫مسكر خمر وكل خمر حرام) وسمي الخمر ألنها تذهب العقل‪.‬‬
‫األصل في األشياء اإلباحة إال إذا جاء دليل على تحريمه‪.‬‬
‫أجمع العلماء جميعا خلفا عن السلف على تحريم الخمر‪ ،‬تحريما أبديا إلى يوم القيامة تحريما ال شك فيه‬
‫وال ريب فيه‪ .‬ولكن أحيانا تباح مع كونها محرمة في حالة اإلضطرار كما قال عز من قائل (إال ما‬
‫اضطررتم إليه) األنعام ‪119 :‬‬

‫‪15‬‬
‫اس َوِإ ۡث ُم ُه َم ۤا َأ ۡك َب ُر مِن َّن ۡفع ِِه َم ۗا) البقرة ‪:‬‬ ‫ۡ‬
‫ِیه َم ۤا ِإثمࣱ َك ِبیرࣱ َو َم َن ٰـ ِف ُع لِل َّن ِ‬
‫ۡ‬ ‫ۡ‬
‫( َی ۡسـَٔلُو َن َك َع ِن ٱل َخ ۡم ِر َوٱل َم ۡیسِ ۖ ِر قُ ۡل ف ِ‬
‫‪ ،219‬دليل على أن إثم الخمر أكبر من نفعه‪.‬‬
‫ٱج َت ِنبُوهُ َل َعلَّ ُكمۡ‬ ‫ِین َءا َم ُن ۤو ۟ا ِإ َّن َما ۡٱل َخ ۡم ُر َو ۡٱل َم ۡیسِ ُر َوٱَأۡل َ‬
‫نصابُ َوٱَأۡل ۡز َل ٰـ ُم ِر ۡجسࣱ م ِّۡن َع َم ِل ٱل َّش ۡی َط ٰـ ِن َف ۡ‬ ‫( َی ٰـَۤأ ُّی َها ٱلَّذ َ‬
‫ُون) المائدة ‪ ،90 :‬دليل على تحريم الخمر‪.‬‬ ‫ُت ۡفلِح َ‬

‫(‪)٢٣‬‬
‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ َأ َبا َط ْل َح َة‪،‬‬ ‫َو َع ْن ُه رضي هللا عنه َقالَ‪َ « :‬ل َّما َكانَ َي ْو ُم َخ ْي َب َر‪َ ،‬أ َم َر َر ُ‬
‫س» ُم َّت َف ٌق‬ ‫وم ا ْل ُح ُم ِر اَأْلهْ لِ َّيةِ‪َ ،‬فِإ َّن َها ِر ْج ٌ‬ ‫َف َنادَ ى إنَّ هَّللا َ َو َر ُ‬
‫سو َل ُه َي ْن َه َيا ِن ُك ْم َعنْ لُ ُح ِ‬
‫َع َل ْيهِ‪.‬‬

‫الحمر األهلية ‪ :‬الحمار األلف ليس كالوحشي‬


‫سبب الورود ‪:‬‬
‫لما هاجر النبي صلى هللا عليه وسلم من مكة إلى المدينة ‪ ،‬عقد عهودا بين اليهود هذا العهد هو " لكم‬
‫دينكم ولي الدين "‪ .‬فمن طبيعة اليهود نقض العهد‪ .‬في عام ‪ 7‬هجرية قاتل رسول هللا يهود خيبر‬
‫وانتصر المسلمون ‪ .‬واخذ الغنائم اليهود‪ .‬والغنيمة حالل‪ .‬فكان من الغنائم الحمر االهلية كان الناس‬
‫يذبحون ويأكلون‪ .‬واالصل هي حالل فجاء رجل إلى رسول هللا وقال يا رسول هللا ‪" :‬الناس يذبحون‬
‫ويأكلون الحمر االهلية"‪ .‬ثم جاء رجل ثاني وقال يا رسول هللا ‪" :‬الناس ما زالوا يذبحون و يأكلون لحوم‬
‫االهلية"‪ .‬ثم جاء ثالث وقال يا رسول هللا "الناس ذبحوا جميع الحمر لم يبقى شيء"‪ .‬والحمر االهلية‬
‫تؤلف وتستخدم‪ .‬فامر النبي مناديا واحد من الصحابة ينادي في الناس ويقول ان هللا ورسوله ينهيانكم عن‬
‫لحوم الحمر االهلية فانها رجس ‪ ،‬ال تذبحوا وال تأكلوا من االن‪.‬‬
‫جمهور العلماء قام بتحريم لحم الحمور األهلية ‪ ،‬ولكن إذا ماتت انتفع بجلدها بالدباغ‬
‫أحل وأباح لحم الحمور األهلية وهما ابن عباس وعائشة بدليل ﴿قُل اَّل ۤ َأ ِج ُد فِی َم ۤا ُأوح َِی ِإ َلیَّ م َُحرَّ مًا َع َل ٰى‬
‫ِنزیرࣲ َفِإ َّنهُۥ ِر ۡجسٌ َأ ۡو ف ِۡس ًقا ُأ ِه َّل ل َِغ ۡی ِر ٱهَّلل ِ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫َطاعِ مࣲ َی ۡط َع ُم ُهۥۤ ِإاَّل ۤ َأن َی ُك َ‬
‫ون َم ۡی َت ًة ۡو دَ مࣰا م َّۡسفُوحً ا ۡو َل ۡح َم خ ِ‬
‫َّك َغفُورࣱ رَّ حِیمࣱ﴾ [ األنعام ‪ ]١٤٥‬ماذكر في اآلية حرام‬ ‫طرَّ َغ ۡی َر َباغࣲ َواَل َعادࣲ َفِإنَّ َرب َ‬ ‫ٱض ُ‬ ‫ِب ِهۦۚ َف َم ِن ۡ‬
‫‪ ،‬وما لم يذكر في اآلية حالل‪ ،‬وابن العباس اليدري علة التحريم‪.‬‬
‫‪tambahan‬‬
‫● الحديث ورد في تحريم لحم الحمار األهلي‪ ،‬ال لحم الحمار الوحشي ويجوز أكله‪.‬‬
‫● من األدلة التي استدل بها من أباح أكل لحوم الحمور‪ :‬رجل يأتي إلى رسول هللا فسأله عن لحوم‬
‫الحمور حالل أم حرام؟ نذبح ونأكل أم ال؟ أجاب رسول هللا على السائل ‪ (( :‬أليست الحمور تأكل أوراق‬
‫الشجر؟)) قال‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال‪(( :‬فأصب))‪ ،‬أي اذبح وكل ما في مشكلة‪( .‬حديث ضعيف)‪.‬‬
‫استدل أصحاب هذا القول بهذا الدليل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ومن أدلة من قال بالجواز واإلباحة‪ :‬كان الصحابي اسمه غالب بن أبجر جاء إلى رسول هللا وقال‪ :‬يا‬
‫رسول هللا أصابتنا سنة – أي الجوع الشديد – نكاد نموت من الجوع يا رسول هللا‪ ،‬وليس في مالي ما‬
‫أطعم أهلي إال سمان حمور – أي ما أطعم زوجتي إال الحمور – وأنت حرمت الحمور األهلية يا رسول‬
‫هللا فهل يجوز أن نأكل منها يا رسول هللا؟ فقال رسول هللا‪ (( :‬أطعم أهلك من سمين حمورك ‪ -،‬يعني‬
‫اذبح وكل أنت وأهلك – فإني حرمتها ألجل جوال القرية)) (حديث ضعيف)‬
‫● علة التحريم في الحديث السابق ألن الحمور األهلية تأكل الخبائث‪.‬‬
‫● جوال القرية‪ :‬يعني الحمور األهلية غالبا تأكل العذرة والقاذورات والنجاسات من الزبالة‪ .‬ولقد جاء‬
‫النهي عن أكل لحوم الجاللة‪ ،‬والجاللة‪ :‬الحيوان الحالل الذي يأكل النجسات‪ ،‬ال يؤكل لحمها وال يشرب‬
‫لبنها‪.‬‬
‫● الراجح‪ :‬الحمور األهلية محرمة بعينها ال تذبح وال تؤكل‪ ،‬وقال جمهور العلماء‪ :‬هي حرام‪ ،‬لحديث‬
‫البخاري ومسلم‪ ،‬وأن النهي ثابت عن هللا وعن رسول هللا‪.‬‬

‫(‪)٢٤‬‬
‫هللا ﷺ بم ّنى ‪،‬‬
‫سول ُ ِ‬‫ار َج َة رضي هللا عنه قال ‪َ :‬خ َط َب َنا َر ُ‬ ‫وعنْ َع ْم ِرو ْب ِن َخ ِ‬ ‫َ‬
‫َوه َُو َع َلى َرا ِح َل ِتهِ‪َ ،‬ولُ َعا ُبها َيسِ يل ُ َع َلى َك ِت َف َّي َأ ْخ َر َج ُه َأ ْح َمدُ‪ ،‬والترمذي وصححه‪.‬‬

‫‪ .‬الراحلة‪ :‬اسم لإلبل‪ ،‬سمي بالراحلة لقوتها وأنها صالحة لترحل صاحبها‪ ،‬واإلبل أعظم وصيال للسفر‪،‬‬
‫كان الصحابة ينتقلون من بلد إلى بلد آخر باإلبل‪.‬‬
‫يجوز الخطبة على الراحلة ألن خطب النبي ﷺ على اإلبل‪ ،‬ولعابها يسيل من فمها على كتف عمرو‬
‫بن خارجة ولم يأمر النبي ﷺ عمرا أن يغسلها‪ ،‬فيدل على طهارة لعاب الراحلة‪.‬‬
‫جاء الحافظ ابن الحجر بهذا الحديث في باب إزالة النجاسة استدالال على طهارة لعاب الراحلة‪ ،‬لو كان‬
‫نجسا ألمر النبي ﷺ عمرا أن يغسل‪.‬‬
‫المسألة‪ :‬كيف بلعاب الحمار ؟ هل نجس؟‬
‫● الجواب‪ :‬لعاب الحمار طاهر‪ ،‬ما نص الشارع على نجاستها هي لعاب الكلب والخنزير‬

‫(‪)٢٥‬‬
‫هللا ﷺ َي ْغسِ ل ُ ال َمن َِّي‪ُ ،‬ث َّم‬ ‫سول ُ ِ‬ ‫ش َة رضي هللا عنها‪ ،‬قا َل ْت‪َ :‬كانَ َر ُ‬ ‫وعنْ َعاِئ َ‬‫َ‬
‫ب وأنا أنظ ُر ِإلى َأ َث ِر ال ُغ ْس ِل فِيهِ‪ُ .‬م َّت َف ٌق َع َل ْي ِه ‪.‬‬ ‫الصاَل ِة فِي َذلِ َك ال َّث ْو ِ‬
‫ج ِإ َلى َّ‬‫َي ْخ ُر ُ‬

‫‪17‬‬
‫ول هَّللا ِ ‪َ - -‬ف ْو ًكا‪َ ،‬ف ُي َ‬
‫ص ِّلي فِي ِه‬ ‫س ِ‬ ‫ب َر ُ‬ ‫ت َأ ْف ُر ْك ُه مِن َث ْو ِ‬
‫ولِ ُم ْسل ٍِم‪َ :‬ل َقدْ ُك ْن ُ‬
‫سا ِب ُظ ْف ِري مِن َت ْو ِبهِ‪.‬‬ ‫ت َأ ُح ُك ُه َي ِ‬
‫اب ً‬ ‫وفي لفظ له‪َ :‬ل َقدْ ُك ْن ُ‬

‫‪ .‬هذا الحديث حديث فعلي‪ ،‬كان النبي يغسل ثوبه من ورود المني فيه‪ ،‬ولكن الحكاية من فعل النبي‬
‫ﷺ ليس صريحة في الوجوب‪ ،‬والوجوب يأتي من الحديث القولي‪ . .‬إن أصاب المني الثوب راطبا‪،‬‬
‫فنغسله‪ ،‬وإن كان جافا فنحكه‪.‬‬
‫المسألة األولى‪ :‬بعض العلماء ضعف هذا الحديث‪ ،‬ألن رواه سليمان بن يسار عن عائشة‪ ،‬وهو من‬
‫التابعين لم يلتق بعائشة‪ ،‬فهو لم يسمع من عائشة‪ ،‬فالحديث منقطع وضعيف‪ .‬الرد‪ :‬إن تصحيح اإلمام‬
‫البخاري لهذا الحديث في صحيحه وكذلك موافة اإلمام مسلم لهذا الحديث‪ ،‬فهذا يثبت صحة سماع سليمان‬
‫من عائشة‪ ،‬إذن الكالم بانقطاع الحديث مردود‪.‬‬
‫الطهارة من الجنابة بالغسل ال بالوضوء‪ ،‬من صلى جنبا ولم يغتسل فال تصح صالته‪ .‬من استيقظ من‬
‫نومه ولم يذكر احتالما ورأى المني في ثوبه فعليه الغسل‪ ،‬ومن استيقظ ويذكر احتالما ولم يجد المني في‬
‫ثوبه فال غسل عليه‪.‬‬
‫المسألة الثانية‪ :‬هل المني طاهر أم نجس ؟ اختلف العلماء إلى ثالثة أقوال‪:‬‬
‫● القول األول‪ :‬المني نجس‪ ،‬ولكن تكفي إزالته بالحك كما فعلت عائشة‪ ،‬ال يُشترط بغسله‪ ،‬استدلوا‬
‫بفعل عائشة‪ ،‬وهذا من السنة التقريرية لم ينكرها النبي ‪ ،‬يدل على الجواز)‪.‬‬
‫● القول الثاني‪ :‬المني نجس‪ ،‬ولكن ال تكفي إزالته بالحك‪ ،‬فيجب الحك والغسل كما فعل النبي‬
‫ﷺ وعائشة فجمعوا فعلهما‪ ،‬والمني نجس ألنه يخرج من مخرج النجاسات كالبول والمذي‬
‫والدم‪ ،‬يقاس المني على ذلك‪.‬‬
‫● لقول الثالث (الشافعي) المني طاهر‪ ،‬غسل النبي ﷺ المني من ثوبه ليس دليال قاطعا على‬
‫نجاسة المني بل هو دليل على إزالة أثر المني من الثوب الذي يكره صاحبه أن يبقى وأن يُرى‪،‬‬
‫مثال‪ :‬أصاب المني ثوب رجل‪ ،‬هل سيخرج من بيته والناس يرون أثر المني في ثوبه ؟‬
‫سيستحي الرجل طبعا‪ ،‬كما تستحي المرأة أن ير الناس دم الحيض في ثوبها‪ ،‬ال يلزم أن يكون‬
‫الغسل دليال على النجاسة بل هو مبالغة في التنظيف‪( .‬هذا القول أرجح)‬
‫قياس المني على البول خطأ مردود‪ ،‬جاء رجل إلى النبي ﷺ وقال المني يصيب ثوبي فماذا أفعل؟‪،‬‬
‫قال النبي ‪ :‬إنما هو بمنزلة المخاط والبصاق ويكفيك أن تمسحه بخرقة‪ ،‬فشبه النبي ﷺ المني‬
‫بالبصاق فإنه‬
‫طاهر‬

‫(‪)٢٦‬‬

‫‪18‬‬
‫وعن أبي السمح رضي هللا عنه قال‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ُ (( :‬يغسل‬
‫ويرش من بول الغالم)) أخرجه أبو داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وصححه‬ ‫ّ‬ ‫من بول الجارية‪،‬‬
‫الحاكم‪.‬‬

‫سبب ورود الحديث‪:‬‬


‫الرسول صلى هللا عليه وسلم ذات يوم جي َء بالحسن بن علي أو الحسين بن علي‪ ،‬فبال في ثوب النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فبيّن للناس حكمه‪.‬‬
‫الرش‪ :‬أن تضع الماء على الشيء لكن ليس كثيراً‪ ،‬بحيث ال يجري الماء وال يتقاطر‪.‬‬
‫أحكام بول الغالم والجارية‪:‬‬
‫‪ .1‬إن كانت أنثى (الجارية)‪ ،‬فيُغسل من بولها سواء تشرب وتتغذى بلبن أمها فقط أو تأكل الطعام‪.‬‬
‫‪ .2‬إن كان ذكرً ا (الغالم)‪ ،‬فيُرش من بوله إذا كان يشرب ويتغذى بلبن أمه فقط‪ ،‬وإذا كان يأكل‬
‫الطعام فيُغسل من بوله‪.‬‬
‫لماذا فرّ ق النبي بين بول الجارية وبول الغالم؟‬
‫● قال العلماء‪ :‬هو من باب التخفيف في الحكم ورفع الحرج فقط‪.‬‬
‫هل نغسل من بول الجميع؟‬
‫ُغسل من بول الذكر كاألنثى إلحا ًقا لبولهما بسائر النجاسات أو قياسا على سائر‬
‫● الرأي األول‪ :‬ي َ‬
‫النجاسات‪ .‬هذا الكالم مردود‪ ،‬ألن ال قياس مع وجود النص‪.‬‬
‫● الرأي الثاني‪ :‬يُرشّ من بول الجميع‪ ،‬الذكر واألنثى‪ .‬أيضا هذا الكالم مردود ألنه يخالف النص‬
‫أيضا‪.‬‬
‫● الرأي الثالث‪ :‬نعمل بالنص‪ ،‬فيُغسل من بول الجارية ويُرشّ من بول الغالم ما لم يأكل‬
‫طعاما‪،‬فإذا أكل طعاما يُغسل من بوله كالجارية‪ .‬وهذا أرجح القول الثالثة‪.‬‬

‫(‪)٢٧‬‬
‫وعن أسماء بنت أبي بكر رضي هللا عنهما أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‬
‫‪-‬في دم الحيض يصيب الثوب‪ (( :-‬تح ّته‪ ،‬ثم تقرصه بالماء‪ ،‬ثم تنضحه‪ ،‬ثم‬
‫تصلي فيه )) متفق عليه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الثالثة تخرج من فرج المرأة وكلها نجس‪ .‬هناك دم يخرج على سبيل الصحة‪ ،‬ودم يخرج على سبيل‬
‫المرض‪ ،‬ودم يخرج عاقب الوالدة وهو النفاس‪ .‬ودم النفاس يخرج بعد الوالدة‪ .‬قد يستمر إلى ‪ 40‬يوما‪،‬‬
‫قد يتجاوز هذه المدة إلى أكثر من ‪ 40‬يوما‪.‬‬
‫‪ -‬المرأة اذا ولدت من الطبيعي يعني من المسلمات ان يخرج الدم وهو دم النفاس‪ ،‬في هذه المدة المرأة ال‬
‫تصلي ان كانت في رمضان ال تصوم الى ان يقطع الدم‪.‬‬
‫‪ -‬ودم الحيض يخرج على سبيل الصحة والمراة الحاىٕض ليس مريضة النّ الحيض هذا احد من عالمات‬
‫البلوغ النساء ‪،‬ومن فضل هللا على المرأة انّ هذا الدم يخرج وال يبقى فاذا خرج هو اذى‬
‫‪ -‬والمراة البالغة ان تحيض في كل شهر ايام معلومة‪،‬بعض النساء تحيض أربعة ايام وتطهر في الخامس‬
‫وبعض تحيض خمسة وتطهر في السادس وبعض اكثر من هذا فاذا نزل دم الحيض على المرأة ان كانت‬
‫متزوجة يعتزلها زوجها عمال بنص القرآن { ويسؤلونك عن المحيض‪}......‬‬
‫المحيض‪ :‬مكان الحيض وهو الفرج‪ ،‬هذا كناية عن اعتزال الجماع اسناء الحيض‬
‫الدم الحيض ‪ :‬دم اسود ذو راىٕحة كريهة إذا خرج تعلم انها حاىٕض‪ ،‬صاىٕمة تفطر‪ ،‬تصلي ال تكملي‬
‫الصالة وال تقرا القرآن خالف بين العلماء‬
‫‪-‬الدم المستحاضة‪ :‬دم يخرج في غير ايام الحيض على سبيل المرض ال على سبيل الصحة ومن المعلوم‬
‫لنا جميعا‪.‬‬
‫والمراة المستحاضة تصلي او ال تصلي؟ تصلي حتى لو خرج منها اسناء الصالة تستمر في الصالة وال‬
‫يخرج من الصالة فاذا انتهت من الصالة اصبحت في حكم من انتقضت وضوؤه‪ ،‬النها امرأة معذورة‬
‫‪،‬والمعذورة لها الحكم الخاص‬
‫دم الحيض يصيب ثوب المرأة‪ ،‬ماذا تفعل فيه؟‬
‫تغسل بالماء والصابون إلى أن يذهب عين الدم‪ .‬تبالغ في الغسل واإلزالة حتى ولو تزيله بالحجر‪ .‬هذا‬
‫ك حتى يذهب عين الدم‪.‬‬ ‫المبالغة في اإلزالة فقط ليس المعنى أن المرأة تأتي بالحجر وتح ّ‬
‫قال أيتها المرأة ضعي الثياب في الماء واتكيه وكتا في الماء‪ ،‬فإذا ُت ِرك وكتا في الماء عندما تريد أن‬
‫تغسل وتزيل تسهل عليها اإلزالة ألن الدم قد تحلل‪ ،‬لكن قد يبقى األثر‪ .‬إن استطاعت المرأة أن تغير لون‬
‫الثياب حتى يغطي لون األثر هذا أفضل‪ ،‬إن لم تستطع ال بأس أن تصلي في هذا الثياب‪.‬‬
‫الدم له الرائحة‪ ،‬ممكن تغسل فالعين تذهب ويبقى األثر وتبقى الرائحة‪ ،‬ماذا تفعل المرأة؟‬
‫قال العلماء ‪ :‬تطيب الثياب حتى يغطي راىٕحته تذهب راىٕحته وتغير لونه حتى تذهب لون الدم‬
‫الكلمة غير صحيحة‬
‫‪. .1‬تجس = تجسة‬
‫‪. .2‬وكتا‪ = .‬وقتا‬
‫‪. .3‬واتكيه‪ = .‬و اتركي‬

‫‪20‬‬
‫(‪)٢٨‬‬
‫سول َ هَّللا ِ‪َ ،‬فِإنْ َل ْم َي ْذه ْ‬
‫َب الدَّ ُم؟ َقالَ‪:‬‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة ﵁ َقالَ‪َ :‬قا َل ْت َخ ْو َل ُة‪َ :‬يا َر ُ‬
‫ضعِيف‪.‬‬ ‫س َن ُدهُ َ‬
‫ِي‪َ ،‬و َ‬ ‫ض ُّركِ َأ َث ُرهُ»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ال ِّت ْر ِمذ ُّ‬
‫« َي ْكفِيكِ ا ْل َما ُء‪َ ،‬واَل َي ُ‬

‫دم يخرج من فرج المرأة ثالثة كلها نجسة‪:‬‬


‫الحيض (على سبيل الصحة)‬
‫‪-‬دم الحيض نجس باتفاق العلماء‪ ،‬فمن تحيض‪ ،‬حرمت منها الصالة والصوم والطواف والسعي‪.‬‬
‫‪-‬دم حيض دم أسود ذو رائحة كريحة يخرج في أيام معلوملت كل شهر‬
‫االستحاضة (على سبيل المرض)‬
‫‪ -‬المستحاضة تصلي مع بقاء خروج الدم حتى ولو خرج منها أثناء الصالة (امرأة معذورة لها حكم‬
‫خاص)‬
‫‪-‬المستحاضة تتوضأ لكل صالة وإذا خرج الدم أثناء الصالة تستمر الصالة وإذا انتهت من الصالة‬
‫انتقض وضوءها‪.‬‬
‫قال العلماء‪ :‬المرأة المستحاضة ال تصلي نفال وفرضا بوضوء واحد‪.‬‬
‫النفاس (عاقب الوالدة)‬
‫‪ -‬قد يستمر إلى ‪ 40‬يوما‪ ،‬قد يتجاوز هذه المدة إلى أكثر من ‪ 40‬يوما‪.‬‬
‫إذا أصابت دم الحيض الثوب‪ ،‬فيجب غسل الموضع والثوب‪ ،‬ولكن بعد الغسل‪ ،‬بقي أثر الدم في الثوب‬
‫فال يضر‪ ،‬إن كان الثوب أبيض‪ ،‬فيستحب لها أن تغير لون الثوب إلى لون آخر بالصفرة أو الطيب أو‬
‫المسك حتى تتنزه عن رؤيته وحسنت رائحته‪ ،‬إن لم تستطع يكفي بالرش من الطيب على أثر الدم‪ ،‬حتى‬
‫تصلي بأكمل الهيئة والرائحة‪.‬‬

‫(‪)٢٩‬‬
‫ول هَّللا ِ ﷺ َقالَ‪َ « :‬ل ْواَل َأنْ َأ ُ‬
‫ش َّق َع َلى ُأ َّمتِي َأَل َم ْر ُت ُه ْم‬ ‫َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة ﵁ َعنْ َر ُ‬
‫س ِ‬
‫ص َّح َح ُه ا ْبنُ‬
‫اِئي‪َ ،‬و َ‬
‫س ُّ‬ ‫وء»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه َمالِ ٌك‪ ،‬وَأ ْح َمدُ‪َ ،‬وال َّن َ‬
‫ض ٍ‬‫الس َواكِ َم َع ُكل ِّ ُو ُ‬
‫ِب ِّ‬
‫ُخ َز ْي َمة‪.‬‬

‫السواك‪ :‬اسم لآللة التي يتسوك بها اإلنسان‪ ،‬وهو استعمال عود من أراك لتذهب صفرة األسنان‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫التسوك ‪ :‬اسم لفعل نفسه‪ ،‬أتسوك بالسواك"‪.‬‬
‫األراك‪ :‬اسم للشجر الذي يتخذ منه للسواك‪.‬‬
‫قال النبي صلى هللا‪( :‬تسوكوا‪ ،‬فإن السواك مطهرة للفم ومرضاة للرب)‪ ،‬هذا الحديث يدل على أن‬
‫السواك واجب ولكن هناك الحديث عن أبي هريرة (لوال أن أشق على أمتي ‪ )......‬هذا الحديث صار‬
‫قرينة‪ ،‬فسقط وجوب السواك إلى الندب‪.‬‬
‫قال العلماء السواك مستحب في أي وقت‪ ،‬لكنه في أوقات معينة يكون أشد استحبابا‪:‬‬
‫‪ -١‬عند القيام من النوم‪.‬‬
‫‪ -٢‬عند الوضوء‪.‬‬
‫‪ -٣‬عند الصالة‪.‬‬
‫‪ -٤‬عند قراءة القرآن‪.‬‬
‫‪ -٥‬عند تغيرت رائحة الفم‪.‬‬
‫ألن الرائحة الكريهة من الفم تؤذي الناس السيما بعد األكل‪ ،‬بخالف الصوم‪ ،‬رائحة الصائمين أطيب عند‬
‫هللا من ريح المسك‪.‬‬

‫(‪)٣٠‬‬
‫بوضوء‪ ،‬فغسل ك ّفيه ثالث‬‫وعن حمران‪ (( :‬أنّ عثمان رضي هللا عنه دعا َ‬
‫مرات‪ ،‬ثم مضمض‪ ،‬واستنشق‪ ،‬واستنثر‪ ،‬ثم غسل وجهه ثالث مرات‪ ،‬ثم غسل‬
‫يده اليمنى إلى المرفق ثالث مرات‪ ،‬ثم اليسرى مثل ذلك‪ ،‬ثم مسح برأسه‪ ،‬ثم‬
‫ُ‬
‫رأيت‬ ‫غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثالث مرات‪ ،‬ثم اليسرى مثل ذالك‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫توضأ نحو ُوضوئي هذا )) متفق عليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬

‫السنن الفعلية يعني الحديث الفعلي ال بد أن ينقله الصحابة عن رسول هللا‪ .‬فعثمان أراد أن يعلمنا كيفية‬
‫الوُ ضوء الصحيح نقال عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فقال حمران أنه دعا أي طلب َبوضوء فجيء‬
‫سغين‪ ،‬وغسل‬ ‫بالماء إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان بدأ يتوضأ فغسل يديه في أول الوضوء إلى الرُّ َ‬
‫ك ّفية في أول الوضوء ثالث مرات‪ ،‬ثم تمضمض واستنشق واستنثر‪ ،‬قد يكون البعض التثليث ال يجوز‬
‫في المضمض واالستنشاق ألنه ذكر التثليث في الكفين ولم يذكر في المضمضة واالستنشاق‪ .‬فلو مان‬

‫‪22‬‬
‫مشروعا فيهما لفعله عثمان ثالث مرات‪ ،‬إذن يكفي مرة واحدة‪ ،‬لكن هذا الكالم خطأ‪ .‬يجوز التثليث في‬
‫الوضوء‪.‬‬
‫كيفية الوضوء‬
‫غسل الوجه هو أول فرائض الوضوء‪ .‬يبدأ من منبت الشعر المعتاد إلى أسفل الذقن وما بين األذنين‪ ،‬كل‬
‫هذا ال بد أن يعمّم بالماء ثالث مرات‪.‬‬
‫في اليدين ق ّدم اليمين على الشمال‪ .‬ثم مسح رأسه‪ ،‬ولم يذكر التثليث في الرأس والمضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫أحد يقول اليجوز مسح األذنين في الوضوء لعدم ذكره في هذا الحديث‪ .‬ممكن تأتي األحاديث األخرى‬
‫فيها مسح األذنين فالروايات يكمّل بعضها بعضا‪.‬‬
‫ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثالث مرات ثم اليسرى مثل ذلك‪.‬‬
‫بعض العلماء يقول إن كان اإلنسان قائما من النوم يغسل كفيه ‪ 6‬مرات وليس ألنها قائم من النوم‪ .‬فيه‬
‫مشقة على اإلنسان فال يجب‪ ،‬يكفيك ‪ 3‬مرات سواء كنت قائما من النوم أم ال‪.‬‬
‫غسل الكفين إلى الرسغين سنة في أول الوضوء مطلقا‪.‬‬
‫مضمض‪ :‬إدخال الماء إلى الفم بواسطة اليد‪ .‬إذا لم تستطع أخذ الماء باليد حذ الماء من الحنفية بفمك أو‬
‫إشرب من الصحن بفمك‪ .‬فالمضمضة سنة في الوضوء وليس واجبا‪ .‬أفضل الشيء في المضمضة‬
‫تحريك الماء داخل الفم حتى يخرج مما بقي من الطعام بين األسنان‪.‬‬
‫بعض العلماء قال بالوجوب في المضمضة‪ .‬ومنهم أيضا من قال بوجوب االستنشاق‪ .‬من قال‬
‫بالمضمضة واالستنشاق واجب هذا القول خطأ مرجوح يعني ال يُعمل به ألن آية المائدة لم تذكر‬
‫المضمضة واالستنشاق‪ .‬فلو كانتا واجبتين ألمر هللا بهما في آية المائدة ‪ ،‬عدم ذكرهما في آية المائدة ليس‬
‫دليال على عدم مشروعيتهما في الوضوء‪ .‬عدم ذكر التثليث في الحديث ليس دليال على عدم جواز‬
‫التثليث‪ .‬ورد كان النبي يمضمض ويستنشق ثالثا‪.‬‬
‫االستنشاق (يكون باليمين)‪ :‬إيصال الماء إلى أقصى األنف عن طريق الن َفس ما لم تكن صائما‪.‬‬
‫االستنثار (يكون بالشمال)‪ :‬إخراج الماء من األنف عن طريق الن َفس‪ .‬ثالث مرات‪.‬‬
‫وممكن نجمع بينهما بماء واحد‪ .‬األفضل الثالثة‪ ،‬والثالثة مبالغة في التنظيف‪.‬‬
‫اإلسباغ‪ :‬تعميم محل الفرض بالماء‪ .‬فإذا تركت شيئا المرة الثانية واجبة‪.‬‬
‫فعل النبي للشيئ على أكثر من صفة مرتين ثالث مرات دليل على الجواز في كل‪ ،‬يعني مرة جائزة‪،‬‬
‫مرتين أفضل‪ ،‬ثالث مرات أفضل وأفضل وأنّ العبد مخيَّر بين المرة وبين المرتين وبين الثالث‪ .‬أق ّل ما‬
‫يتح ّقق به الواجب مرة‪ .‬صفة وضوء النبي التي كان يحافظ عليها التثليث دون إلزام لألمة‪.‬‬
‫ُجزئ‪ .‬ال يشترط للتدليك‪ ،‬التدليك‬
‫إدخال الوجه في ماء البحر أو النهر عند غسل الوجه في الوضوء ي ِ‬
‫مبالغة للتنظيف فقط‪.‬‬
‫بعض العلماء قال يُستحبّ غسل جزء من الرأس مع الوجه ألن ح ّد الوجه طوال ّ‬
‫يتعذر تحقيقه‪.‬‬
‫ما األفضل نبدأ بالسنن أم بالواجب؟‬

‫‪23‬‬
‫هللا ّ‬
‫عز وج ّل في آية المائدة يبدأ بالواجب‪ .‬ق ّدم بعض السنن على غسل الوجه‪ .‬واألولى أن أبدأ الوضوء‬
‫عز وج ّل به‪ .‬الماء له صفات‪ ،‬لون‪ ،‬ورائحة‪ ،‬وطعم وقد يكون حارا جدا وقد يكون باردا جدا‪.‬‬ ‫بما بدأ هللا ّ‬
‫وجه اإلنسان ال يتحمّل ماء حارا وبشرة الوجه رقيقة جدا‪ .‬فلذلك ق ّدم النبي غسل الكفين على المضمضة‬
‫واالستنشاق الختبار درجة حرارة وبرودة الماء‪ ،‬وهذا يسمّى علم مناسبات‪.‬‬
‫وجه اإلنسان أشرف وأعظم األعضاء في اإلنسان‪ .‬فيه مراكز اإلحساس وفيه الحواس‪ ،‬فيه اللسان الذي‬
‫تقرأ به القرآن وتصلي وتتعبّد هلل به‪ ،‬فيه السمع وفيه البصر‪ ،‬هذا الوجه تسجد هلل ّ‬
‫عز وج ّل به‪ .‬ولذلك‬
‫نهى اإلسالم عن ضرب الوجه‪.‬‬
‫ق ّدم المضمضة على الوجه الختبار طعم الماء‪ ،‬واالستنشاق الختبار رائحة الماء‪ .‬ق ّدم هذا حِفاظا وتكريما‬
‫للوجه‪.‬‬
‫قال اإلمام الشافعي ال أعلم خالفا بين العلماء في وجوب دخول المرفقين مع اليدين في الوضوء‪ .‬ليس لك‬
‫الخالف بين العلماء ‪ ،‬ورد األمر بغسل اليدين في القرآن إجماال‪ ،‬قال (وأيديكم إلى المرافق)‪ ،‬جاءت‬
‫السنة وفصّلت هذا اإلجمال من حيث البدء بالميامن‪ ،‬ق ّدم اليمين على الشمال‪.‬‬
‫سبب الخالف بين العلماء في مسح الرأس هو حرف الباء في اآلية (وامسحوا برؤوسكم)‪.‬‬
‫رؤوسكم وليس رؤوسِ كم‪ ،‬يعني جميع شعر الرأس‪.‬‬
‫َ‬ ‫قال بعض العلماء الباء زائدة‪ ،‬إذن‬
‫قال اإلمام الشافعي الباء مثبتة وليست زائدة ولكنها تفيد معنى التبعيض‪ ،‬أي امسحوا بعض رؤوسكم‪.‬‬
‫مسح الرأس واجب وتركه بطالن الوضوء وبطالن الصالة‪.‬‬
‫مسح األذنين ال يُذكر في هذا الحديث‪ ،‬تأتي األحاديث األخرى تذكر مسح األذنين‪ .‬لماذا ال يذكر هنا؟‬
‫ربما نسيان من الراوي‪ .‬الراوي نسي مسح األذنين على أنه سنة‪ .‬عدم ذكر مسح األذنين في هذا الحديث‬
‫ليس دليال على عدم الجواز السيما فقد جاءت أحاديث أخرى بيّنت صفة مسح األذنين‪.‬‬
‫قال النبي األذنان من الرأس‪ ،‬إذن واجب مسحهما‪.‬‬
‫بعض العلماء يقول األذنان من الوجه‪ ،‬وفي الوجه يجب الغسل إذن يجب غسل األذنين‪.‬‬
‫بعض العلماء توسّط بين القول األول والثاني‪ ،‬قال ما أقبل منهما فمن الوجه فيجب غسله وما أدبر من‬
‫الرأس فيجب مسحه‪ .‬فهذا فيه مشقة وتكلُّف عظيم جدا لم يفعله رسول هللا وال أصحاب رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫التدليك في الوضوء ليس واجبا‪.‬‬
‫األذنان سنة من سنن الوضوء‪ .‬كان النبي يتوضأ ويمسح أذنيه ورأسه بماء واحد مرة واحدة‪ .‬مسح أذنيه‬
‫بفضل يديه‪.‬‬
‫كيف المسح؟ أدخل السبّابتين في األذنين ومسح بهما باطن األذنين باإلبهامين‪.‬‬
‫غسل الرجلين إلى الكعبين ‪ 3‬مرات مع تخليل أصابع الرجلين‪ .‬ق ِّدم اليمين على الشمال‪َ ،‬ثلِّث الرجلين‬
‫وعليك أن تغسل إلى الكعبين يعني مع الكعبين‪ .‬حتى تتأ ّكدت أنك غسلت اغسل جزءا من الساق‪ .‬واليدين‬
‫دت كان خيرا لك‪.‬‬ ‫اغسل حتى تتجاوز المرافق إلى العضدين كلما ِز َ‬

‫‪24‬‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ((:‬إنّ أمّتي يأتون يوم القيامة ُغرّ ا محجّ لين من أثر الوضوء‪ ،‬فمن استطاع‬
‫منكم أن يطيل غرّ ته فليفع ْل ))‪.‬‬
‫ال ُغرَّ ة أن تغسل مع الوجه جزءا من الرقبة‪.‬‬
‫التهجيل أن تغسل مع اليدين جزءا من العضدين وتغسل مع الرجلين جزءا من الساقين‪.‬‬
‫هذه األعضاء يوم القيامة تأتي يخرج منها نور دليل أنك كنت تسبغ الوضوء وتغسل جزءا زائدا على‬
‫الفرض الواجب‪.‬‬

‫(‪)٣١‬‬
‫وعن علي – في صفة وضوء النبي ﷺ ‪ -‬قال‪ « :‬ومسح برأسه واحد ًة »‬
‫[أخرجه أبو داود‪ .‬صحيح أبي داود‪]106 :‬‬

‫هذا الحديث أثبت مشروعية مسح الرأس مرة واحدة‪.‬‬


‫ُ‬
‫أثبت ما ورد من األحاديث لعدد مسحات الرأس‪.‬‬ ‫قال الترمذي‪ :‬هذا الحديث هو‬
‫وتمسك به بعض العلماء وقال‪ :‬يكفي مسح الرأس مرة‪ ،‬والثانية خطأ‪ ،‬والثالثة خطأ‪.‬‬
‫← التثليث سنة‪ ،‬ليس واجبا‪ .‬ألنه ال يرد لفظ األمر الذي يقتضي الوجوب‪ .‬كما في حديث عمر "أنه‬
‫صلى هللا عليه وسلم يتوضأ مرة‪ ،‬ويتوضأ مرتين أحيانا‪ ،‬ويتوضأ ثالث مرات أحيانا"‪.‬‬
‫فهذا يدل على أنه يكفي مسح الرأس مرة واحدة بشرط اإلسباغ‪ ،‬ومرتين سنة‪ ،‬وثالث مرات سنة‪ .‬ولكن‬
‫األفضل ثالث مرات‪.‬‬
‫السبب في اقتصار المسح ‪ ×١‬فقط‪ ،‬بينما غسل أعضاء الوضوء األخرى ‪: ×٣‬‬
‫الغسل هو إكمال غسل أعضاء الوضوء بالماء‪ ،‬إذا لم يكفِ مرة واحدة‪ ،‬يحتاج إلى الثانية‪ ،‬وإذا لم يكفِ‬
‫مرتين‪ ،‬يحتاج إلى الثالثة‪ .‬أما المسح أقل ما يتحقق به المسح يجزئ‪.‬‬
‫والواجب في الرأس هو المسح‪ .‬وال يشترط أن يشمل الماء جميع الرأس‪.‬‬
‫واختلف العلماء في مسح الرأس كله أو بعضه‪:‬‬
‫القول األول‪ :‬يجب مسح الرأس بعضه‪.‬‬
‫ٱغسِ لُو ْا وُ جُو َه ُكمۡ َوَأ ۡي ِد َي ُكمۡ ِإ َلى ۡٱل َم َراف ِِق‬
‫ص َل ٰو ِة َف ۡ‬ ‫والباء في قوله تعالى‪َٓ ٰ ﴿ :‬يَأ ُّي َها ٱلَّذ َ‬
‫ِين َءا َم ُن ٓو ْا ِإ َذا قُ ۡم ُتمۡ ِإ َلى ٱل َّ‬
‫َو ۡٱم َسحُو ْا ِب ُرءُوسِ ُكمۡ َوَأ ۡر ُج َل ُكمۡ ِإ َلى ۡٱل َك ۡع َب ۡي ۚ ِن ﴾ يفيد التبعيض‪.‬‬
‫القول الثاني ‪ :‬يجب مسح الرأس كله‪ ،‬ألن الباء زيادة‪.‬‬
‫واألول والثاني يجوز أن يعمل به (قول الدكتور)‬

‫‪25‬‬
‫(‪)٣٢‬‬
‫وعن عبد هللا بن زيد بن عاصم – في صفة الوضوء – قال‪ « :‬ومسح رسول‬
‫هللا ﷺ برأسه‪ ،‬فأقبل بيديه وأدبر » متفق عليه‪ [ .‬البخاري‪ ،186 :‬مسلم‪:‬‬
‫‪]235‬‬

‫وفي لفظ لهما‪ « :‬بدأ بمقدم رأسه‪ ،‬حتى ذهب بهما إلى قفاه‪ ،‬ثم ر َّدهما إلى المكان الذي بدأ منه »‬
‫‪ -‬متفق عليه ‪ :‬اتفق عليه البخاري و مسلم‬
‫كيفيات مسح الرأس ثالثة ‪:‬‬
‫‪ .١‬وضع اليدين على مقدمة الرأس‪ ،‬ثم إلى القفا ثم ردهما إلى حيث بدأ‪.‬‬
‫‪ .٢‬البدأ من الوراء ‪.‬‬
‫‪ .٣‬وضع اليد على الناصية‪ ،‬ثم إلى مقدمة الرأس‪ ،‬ثم إلى القفا‪ ،‬ثم إلى الناصية مرة أخرى‪.‬‬
‫يجوز أن يعمل بأي كيفية من الكيفيات السابقة‪،‬هذا من األشياء المخير عليه اإلنسان يعمل العبد ما شاء‪.‬‬
‫المهم أن ال يترك مسح الرٱس‬
‫وال يجوز تركها ‪ ,‬ومن تركها بطلت الصالة‪.‬‬

‫(‪)٣٣‬‬
‫وعن عبد هللا بن عمرى – في صفة الوضوء – قال‪ « :‬ثم مسح ﷺ برأسه‪،‬‬
‫وأدخل إصبعيه السباحتين في أذنه‪ ،‬ومسح بإبهاميه ظاهر أذنيه » أخرجه أبو‬
‫داود‪ ،‬والنسائي‪ ،‬وصححه ابن خزيمة‪.‬‬
‫[ صحيح أبي داود ‪]135‬‬

‫هذا الحديث دليل على أن حكم مسح األذنين سنة‪.‬‬


‫إذا ترك مسح األذنين في الوضوء ال يبطله‪ ،‬ولكن األفضل مسحها‪.‬‬
‫ولكن لماذا لم يذكر مسح األذنين في حديث حمران مولى عثمان؟‬
‫حديث حمران مولى عثمان ليس دليال على عدم مسح األذنين‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫هذا الحديث يبين أن النبي مسح رأسه ثم أذنيه معا بماء واحد‪.‬‬
‫كيفية‪ :‬مسح رأسه ثم أدخل طرف سبابتين ‪ /‬مسبحتين( نذكر مسبحتين ألننا نشير بهما عند التسبيح) في‬
‫باطن األذنين‪ ،‬واإلبهام في خلفها‪ .‬ومسحها مرة واحدة‪.‬‬
‫ويجوز أيضا تجديد الماء‪.‬‬
‫وكذلك تجديد الماء في مسح الرأس أفضل‪ ،‬ويجوز أن يمسحه ببلل في اليد (بعد غسل اليد)‪.‬‬

‫(‪)٣٤‬‬
‫وعن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪ « :‬إذا استيقظ أحدكم من منامه‬
‫فليستنثر ثالثا‪ ،‬فإن الشيطان يبيت على خيشومه » متفق عليه‪ [ .‬البخاري‪:‬‬
‫‪ ،3295‬مسلم‪]238 :‬‬

‫• ال يقول النبي "االستنشاق"‪ .‬ألن االستنثار ال يمكن بدون االستنشاق‪ .‬والثاني (االستنثار) دليل على‬
‫األول (االستنشاق)‪.‬‬
‫• مبيت الشيطان في األنف قد تكون مجازا وقد تكون حقيقة‪.‬‬
‫• ولماذا يبيت الشيطان في األنف؟‬
‫ألن األنف موصل إلى القلب‪ ،‬والشيطان ال يريد أن يستيقظ اإلنسان للصالة‪.‬‬
‫معنى الخيشوم‪:‬‬
‫قيل‪ :‬مقدمة األنف‪.‬‬ ‫●‬
‫وقيل‪ :‬أعلى األنف‪.‬‬ ‫●‬
‫وقيل‪ :‬كل األنف‪.‬‬ ‫●‬
‫وقال بعض العلماء ‪ :‬عظام رقيقة صغيرة لينة‪ ،‬في آخر األنف بينه وبين الدماغ‪.‬‬ ‫●‬
‫فهذا بمعنى مجاز‪ .‬ألن الشيطان ال يسكن إال في مكان خبيث‪ ،‬وداخل األنف خبيث‪.‬‬
‫ّ‬
‫وننظف األنف‬ ‫لهذا أمرنا الرسول باالستنشاق واالستنثار عند االستيقاظ من النوم‪ ،‬لكي نطرد الشيطان‪،‬‬
‫ونستطيع أن نتنفس صحيحة‪ ،‬ونقرأ القرآن والمخارج سليمة‪ .‬وذكر في بغض األثر أن عندما يصلي‬
‫العبد يضع المالئكة فمه على فمه‪.‬‬
‫حكم االستنشاق ‪ ،‬اختلف العلماء على قولين‪:‬‬
‫● واجب ( أحمد وغيره)‪ .‬واستدلوا بهذا الحديث‪.‬‬
‫● سنة‪ .‬واستدلوا بأن االستنشاق ال يذكر في آية المائدة‪.‬‬
‫وقال النبي‪ :‬ال تتم صالة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره هللا‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫والصحيح ‪ :‬القول الثاني‬

‫(‪)٣٥‬‬

‫وعنه‪ « :‬إذا استيقظ أحدكم من نومه فال يغمس يده في اإلناء حتى يغسلها‬
‫ثالثا‪ ،‬فإنه ال يدري أين باتت يده » متفق عليه‪ ،‬وهذا لفظ مسلم‪ [ .‬البخاري‪:‬‬
‫‪ ،162‬مسلم‪.]278 :‬‬

‫الفوائد‪:‬‬
‫• متى يستيقظ اإلنسان من الليل ويريد أن يتوضأ من اإلناء فليغسل يديه أوال خارج اإلناء‪ .‬ألنه في النوم‬
‫ال يدري أين يده‪ ،‬فربما يلمس عورته وهي نجسة‪.‬‬
‫فليغسل أوال بالمغرفة أو يطلب أحدا أن يصب له الماء‪.‬‬
‫وإذا ما لديه مغرفة أو صديق يصب له الماء يأخذ الماء من اإلناء بالفم‪ ،‬ثم يصب به يديه ‪.×٣‬‬
‫• في هذا الحديث نهي وأمر‬
‫نهي‪( :‬فال يغمس يده في اإلناء)‬
‫وأمر‪( :‬حتى يغسلها ثالثا) ‪.‬‬
‫• واختلف العلماء في معنى النهي واألمر في هذا الحديث على ثالثة أقوال‪:‬‬
‫‪ .١‬األمر يدل على الوجوب‪ ،‬والنهي يدل على التحريم‪.‬‬
‫← يجب أن يغسل يديه ‪ ،×٣‬ويحرم أن يغمسها في اإلناء مباشرة‪.‬‬
‫‪ .٢‬األمر للندب والنهي للكراهة‬
‫← يستحب أن يغسلها في اإلناء‪ ،‬ويكره غمسها في اإلناء مباشرة‪.‬‬
‫‪ .٣‬األمر والنهي للتعبد‪ ،‬امتثاال ألمر هللا ورسوله (إتيان المأمور به وترك المنهي عنه)‬
‫← فهو يثاب على هذا الفعل‬

‫‪28‬‬
‫• النهي في هذا الحديث خاص لمن يغمس يده في اإلناء‪ ،‬أما في البحر أو النهر‪ ،‬أو البركة فال بأس أن‬
‫يغمس يده مباشرة؛ ألن ظاهر الحديث خاص لإلناء "فال يغمس يده في اإلناء"‪ .‬وألنه إذا أدخل يده‬
‫مباشرة في البحر ال يؤثر في طهارة الماء‪.‬‬

‫(‪)٣٦‬‬

‫وعن لقيط بن صبرة قال‪ :‬قال رسول هللا ﷺ‪ « :‬أسبغ الوضوء‪ ،‬وخ ّلل بين‬
‫األصابع‪ ،‬وبالغ في االستنشاق إال أن تكون صائما » أخرجه األربعة‪ ،‬وصححه‬
‫ابن خزيمة‪ [ .‬صحيح الجامع‪.]927 :‬‬
‫*وألبي داود في رواية‪ « :‬إذا توضأت فمضمض»‪.‬‬

‫الفوائد‪:‬‬
‫• اإلسباغ‪ :‬إكمال غسل فرائض الوضوء بالماء‪ ( .‬تعميم محل الفرض بالماء )‬
‫• الفرق بين اإلسباغ والتثليث‪:‬‬
‫‪ .١‬اإلسباغ واجب‪.‬‬
‫التثليث سنة‪.‬‬
‫‪ .٢‬اإلسباغ ليس مقيدا بالعدد‪ ،‬ويمكن أن يتحقق بالمرة الواحدة‪.‬‬
‫التثليث معلوم عدده‪.‬‬
‫‪ .٣‬ال يترتب على التثليث بطالن الوضوء‪.‬‬
‫ويترتب على اإلسباغ بطالن الوضوء‪.‬‬
‫• التخليل‪ :‬غسل ما بين أصابع اليدين والرجلين‪.‬‬
‫• والتخليل والتدليك هما مبالغة في التنظيف‪ .‬وحكمهما سنة في األصل‪.‬‬
‫ولكن قد تكون واجبا إذا هناك أشياء ال تزال إال بالتخليل أو الدلك‪.‬‬
‫• ال يجوز المبالغة في االستنشاق عند الصوم‪.‬‬
‫وإذا بالغ الصائم في االستنشاق ودخل الماء إلى حلقه‪ /‬جوفه فعليه القضاء‪ ،‬ألنه ّ‬
‫يفطره ولو كان قليال‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫يفطر الصائم كل ما وصل إلى الجوف بنفسه‪ ،‬ليس مكرها‪ّ .‬‬
‫يفطر الصائم ولو‬ ‫قال العلماء‪ :‬الضابط فيما ّ‬
‫كان شيئا قليال‪.‬‬
‫• بعض العلماء قال‪ :‬االستنشاق واجب‪ .‬واستدلوا بهذا الحديث‪.‬‬
‫• وقال بعضهم‪ :‬المضمضة واجبة‪ .‬ودليلهم قول النبي‪ " :‬إذا توضأت فمضمض"‪.‬‬
‫والراجح‪ :‬كالهما من سنن الوضوء‪ ،‬ليس من فرائض الوضوء‪ ،‬ألن فرائض الوضوء هي المذكور في‬
‫اآلية‪ ،‬وهي أربعة‪ ،‬إذا فعل هذه األربعة مع اإلسباغ صح الوضوء‪ ،‬وإذا فعل بدون اإلسباغ بطل‬
‫الوضوء‪ .‬وإذا صلى صالته باطلة‪.‬‬

‫مقدار ماء الوضوء(‪)٣٧‬‬

‫َو َعنْ ُع ْث َمانَ ‪َ -‬رضي هَّللا ُ َت َعا َلى َع ْن ُه ‪َ :-‬أنَّ ال َّن ِب َّي ﷺ كان ُي َخ ِّلل ُ ْ‬
‫لح َي َت ُه في‬
‫وصحح ُه‪[ ،‬و] ابنُ ُخ َز ْي َم َة [حسن]‬ ‫َّ‬ ‫وء‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ال ّتر ِمذ ُّ‬
‫ِي‪،‬‬ ‫ض ِ‬‫ا ْل ُو ُ‬

‫• اللحية ‪ :‬تدخل األصابع في اللحية وتغسل اللحية حتى تتأكد أن الماء وصل إلى البشرة‪.‬‬
‫•اللحية الكثيرة ‪ :‬اللحية كثيفة وطويلة جدا‪ .‬الشعر وصل إلى السرة وتمنع من وصول الماء إلى بشرة‬
‫الوجه‬
‫•هذا الحديث ضعيف‪ ،‬ألن الحديث له شواهد؛ أن يأتي الحديث عن أكثر من صحابي‪ ،‬جاء الحديث عن‬
‫ابن عمر‪ ،‬وعن ابن العباس‪ ،‬وأنس بن مالك وعن جامعة من الصحابة‪ ،‬وكلها ضعيفة‪ ،‬قال اإلمام أحمد‪:‬‬
‫لم يثبت في تخليل اللحية شيء‪ ،‬أي ليس هناك حديث صحيح يدل على وجوب تخليل اللحية‪.‬‬
‫•األحاديث الواردة في تخليل اللحية كلها ضعيفة بإجماع المحدثين‪.‬‬
‫•حكم غسل اللحية واجب‪:‬‬
‫‪)1‬الجمهور‪ :‬تخليل اللحية سنة ليس واجبا‪( .‬الراجح)‬
‫‪)2‬الهادوية‪ :‬تخليل اللحية واجب‪.‬‬
‫• لكن إن منعت وصول الماء الى البشرة‪ .‬ماذا أفعل؟‬
‫‪)1‬الجمهور جعلوها مقيدة‪ .‬إذا منعت وصول الماء إلى البشرة‪ ،‬فالواجب عليك وصول الماء إلى بشرة‬
‫الوجه‪ .‬ألن القرآن يقول‪( :‬فاغسلوا وجوهكم)‪ .‬أما إن كانت ال تمنع‪ ،‬ألنها خفيفة فتحليلها سنة وليس‬
‫واجبا‪.‬‬
‫‪)2‬أما الهادوية‪ :‬اإلنسان كان يغسل الوجه قبل نبت اللحية‪ ،‬فيجب تخليل اللحية بعد إنباتها كما يجب غسل‬
‫الوجه قبل خروج اللحية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫(‪)٣٨‬‬
‫بي ﷺ ُأت َِي ِب ُثلُ َثي ُمدِّ َف َج َعل َ َيدْ لُ ُك ذ َِراع ْيهِ)‪.‬‬‫َو َعنْ َع ْب ِد هَّللا ِ ْب ِن زي ٍد َقالَ‪ِ( :‬إنَّ ال َّن َّ‬
‫ص َّح َح ُه ابنُ ُخ َز ْي َم َة [حسن]‬ ‫َأ ْخ َر َج ُه َأ ْح َمدُ‪َ ،‬و َ‬

‫سبب ورود الحديث‬


‫مر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بسعد ابن أبي وقاص‪ ،‬وهو يتوضأ لكن كان يسرف في استعمال‬
‫الماء‪ .‬فقال النبي لسعد‪ :‬ما هذا االسراف يا سعد؟ لماذا تسرف في استعمال الماء؟ قال‪ :‬يا رسول هللا هل‬
‫الماء فيه إسراف؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬وإن كنت على نهر جار‪ .‬يعني‪ :‬وإن كنت على نهر جار‪ ،‬والماء كثير خذ‬
‫منهم مقدار ما يكفيك‪ .‬وإن كنت تتوضأ من البحر تأخذ ماء البحر للوضوء‪ .‬خذ ما يكفيك‪ .‬وال تتجاوز ما‬
‫يكفي إلى غيره فتكون من المسرفين‪.‬‬
‫دليل تحريم اإلسراف‬
‫ِین﴾‬‫ُوا َواَل ُت ۡس ِرفُ ۤو ۟ۚا ِإ َّنهُۥ اَل ُیحِبُّ ۡٱلم ُۡس ِرف َ‬ ‫ٱش َرب ۟‬ ‫وا َو ۡ‬ ‫﴿و ُكلُ ۟‬
‫َ‬
‫ِك َواَل َت ۡبس ُۡط َها ُك َّل ۡٱل َب ۡسطِ َف َت ۡقعُدَ َملُومࣰا م َّۡحسُورً ا﴾ [اإلسراء ‪]٢٩‬‬ ‫﴿واَل َت ۡج َع ۡل َیدَ َك َم ۡغلُو َل ًة ِإ َل ٰى ُع ُنق َ‬ ‫َ‬
‫ان َب ۡی َن ٰ⁠ذل َِك َق َوامࣰا﴾ [الفرقان ‪]٦٧‬‬ ‫ُوا َو َك َ‬‫وا َو َلمۡ َی ۡق ُتر ۟‬
‫وا َلمۡ ی ُۡسرفُ ۟‬
‫ِ‬
‫ِین ِإ َذ ۤا َأن َفقُ ۟‬
‫﴿وٱلَّذ َ‬ ‫َ‬
‫هذا الحديث دليل على أن األصل في المسرف في المسلم عدم اإلسراف واالقتصاد أي‪ :‬االعتدال في كل‬
‫شيء‪.‬‬
‫الدلك في الوضوء واجب؟ بعض العلماء قال بالوجوب‪.‬‬
‫دلك أعضاءالوضوء‪ :‬عندما تتوضأ يجب عليك أن تغسل يديك بيديك‪ .‬فإذا أدخلت يدك في الماء هكذا‬
‫فقط‪ .‬ال يجزئ عليك بدلك األعضاء‪ ،‬اغسل األعضاء بيديك‪.‬‬
‫لكن هذا من فعل النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وأفعال النبي ليست صريحة في الحكم لشرعي وليست‬
‫صريحة الوجوب‪ .‬إنما يجب إذا تقول قال رسول هللا كذا‪ .‬وليس فعل رسول هللا كذا‪.‬‬
‫وترك النبي للشيء ليس دليال على الوجوب وليس دليال على التحريم‪ .‬الوجوب يكون بدليل قولي‬
‫"افعل"‪ .‬والتحريم يكون بالنهي "ال تفعل"‪.‬‬
‫قال بعض العلماء بوجوب دلك اعضاء الوضوء واستدل بهذا الحديث‪.‬‬
‫والراجح ‪ :‬أن دلك أعضاء الوضوء سنة وليس واجبا‪.‬‬

‫(‪)٣٩‬‬

‫‪31‬‬
‫اء ا َّلذِي َأ َخ َذهُ ل َِرأسِ هِ‪.‬‬‫بي ﷺ َيأ ُخذ ُأل ُذ َن ْي ِه َما ًء خِالفِ ا ْل َم ِ‬
‫َو َع ْن ُه‪َ ،‬أ َّن ُه َرأى ال َّن َّ‬
‫غير‬
‫بماء ِ‬ ‫ٍ‬ ‫س َح ِب َرأسِ ِه‬ ‫(و َم َ‬‫َأ ْخ َر َج ُه ال َب ْي َهق ُِّي َوه َُو عِ ندَ ُم ْسل ٍِم منْ هذا الوجه بلفظِ ‪َ :‬‬
‫فضل يديهِ)‪ ،‬وهو المحفُو ُظ‪[ .‬إسناده صحيح]‬ ‫ِ‬

‫هل يجب تجديد الماء لألذنين؟ ال‪ ،‬هذا من فعل النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫ورد أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان يمسح رأسه وأذنيه مسحة واحدة‪ .‬إن شئت أن تجمع بينهما بماء‬
‫واحد ال بأس‪ .‬وهذا من العمل المخير فيه العبد‪ ،‬إن فصلت أو جمعت ال بأس‪ ،‬ما في مشكلة‪ .‬بل وإن‬
‫تركت مسح األذنين أيضا ما في مشكلة‪ .‬ألن مسح األذنين في األصل سنة وليس واجبا‪ ،‬وإن اختلف‬
‫العلماء‪ .‬ورد حديث يقول ((األذنان من الرأس))‪ .‬لكنه ضعيف‪،‬وال يلزم من ضعف الحديث عدم‬
‫المسح؛ألن النبي مسح أذنيه في الوضوء‪.‬‬
‫اختالف العلماء ‪:‬‬
‫قال األذنان من الرأس‪ ،‬فيجب مسحهما‬
‫البعض اآلخر قال األذنان من الوجه‪ ،‬يجب عليك أن تغسل األذنين‬
‫ما أقبل منهما فمن الوجه فيجب غسله‪ .‬وما أدبره فمن الرأس فيجب مسحه‬
‫لكن الواجب‪ :‬مسح الرأس والسنة‪ :‬مسح األذنين ظاهرا وباطنا‬
‫كما كان يفعل الرسول صلى هللا عليه وسلم‪،‬توضأ فمس رأسه ثم أدخله إصبعيه السباحتين فمسح بهما‬
‫باطن أذنيه وبإبهاميه ظاهرة أذنيه لمن أراد أن يمسح‪،‬وهذا األفضل‬
‫وان كان سنة‪ ،‬فاإلتيان بهما أولى من تركهم ألنه صفة مسح أو وضوء النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫(‪)٤٠‬‬
‫سول َ هَّللا ِ ﷺ َيقُولُ‪( :‬إنَّ ُأ ّمتِي َيأ ُتونَ َي ْو َم‬ ‫ت َر ُ‬ ‫سم ِْع ُ‬‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة قالَ‪َ :‬‬
‫اع ِم ْن ُك ْم َأنْ ُيطِ يل َ ُغ َّر َت ُه‬ ‫اس َت َط َ‬
‫وء‪َ ،‬ف َم ِن ْ‬ ‫ض ِ‬‫ا ْلقِ َيا َم ِة ُغ ًّرا ُم َح َّجلِينَ مِنْ َأ َث ِر ا ْل َو ُ‬
‫َف ْل َي ْف َعلْ)‪[ .‬صحيح] ُم َّت َف ٌق َع َل ْي ِه (‪َ ،)١‬وال َّل ْف ُظ لِ ُم ْسل ٍِم‪.‬‬

‫الغرة في األصل‪ :‬بياض تكون في وجه الخيل‪ ،‬وغالبا لون شعر الخيل أحمر‪ ،‬و أحيانا نجد لون األبيض‬
‫في وجه الخيل‪.‬‬
‫التحجيل في األصل‪ :‬بياض تكون في يدي ور ِجلي الخيل‪.‬‬
‫الغرة في الوضوء‪ :‬زيادة غسل محل الفرض في الوجه‪ ،‬مثال‪ :‬أن نغسل الوجه إلى العنق‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫التحجيل في الوضوء زيادة غسل محل الفرض في اليدين والرجلين‪ ،‬مثال‪ :‬أن نغسل اليدين إلى الكتفين‪،‬‬
‫أن نغسل الرجلين إلى الساقين‪ ،‬وهذا من باب االستحباب دون الوحوب‪.‬‬
‫العالقة بين المؤمن والوضوء وبين الفرس‪ ،‬هنا استعارة‪ .‬استعار النبيﷺ البياض الذي يكون في‬
‫الجبهة أو الوجه الفرس ويديه ورجليه إلى البياض الذي يكون في وجه المؤمن وعنقه وفي يديه ورجليه‬
‫بسبب الوضوء‪ ،‬يعني أن يخرج منه النور‪.‬‬
‫بعض العلماء يقول ‪:‬‬
‫الوضوء من خصائص المسلمين‪ ،‬إذا الوضوء ليس موجودا قبلنا‪ .‬وخالف أكثر العلماء هذا القول‬
‫الغرة والتحجيل من خصائص األمة اإلسالمية‪.‬‬
‫ورد عند اإلمام مسلم في الصحيح أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪( :‬لكم سيما)‪ ،‬كلمة "سيما" بمعنى‬
‫عالمة‪ ،‬كقول هللا تعالى﴿سِ ی َماهُمۡ فِی وُ جُوه ِِهم م ِّۡن َأ َث ِر ٱل ُّسجُو ۚ ِد﴾ هذه العالمة تميز عن غيره‪.‬‬
‫ما الذي يميز المسلم عن غيره يوم القيامة ؟‬
‫الغرة والتحجيل واجبة ام سنة؟ سنة‪ .‬ما الدليل؟‬
‫قوله فمن استطاع؟‬
‫لو كانت واجبة لما قيدت باالستطاعة؟‬
‫الرد على القول األول‪:‬‬
‫الوضوء ليس من خصائص المسلمين‪ .‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪( :‬من توضأ واحدة فتلك وظيفة‬
‫الوضوء التي ال بد منها‪ ،‬ومن توضأ اثنتين فله كفلني ‪ ،‬ومن توضأ ثالثا فذلك وضويئ‪ ،‬ووضوء‬
‫األنبياء قبلي)‪ ،‬من توضأ الوضوء واحدة مع اإلسباغ‪ ،‬فيتحقق به الواجب‪ ،‬من غسل أعضاء الوضوء‬
‫مرتنين يُؤجر مرتين‪ ،‬واحدا عمال بالواجب‪ ،‬والثاني عمال بالسنة‪ ،‬ومن توضأ ثالثا فهذا وضويئ‬
‫ووضوء األنبياء قبلي‬
‫أن الغرة والتحجيل من خصائص األمة اإلسالمية‪ .‬قال النبي‪ :‬إنَّ ُأ ّمتِي َيأ ُت َ‬
‫ون َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة ُغ ًّرا م َُحجَّ ل َ‬
‫ِين‬
‫اع ِم ْن ُك ْم َأنْ يُطِ ي َل ُغرَّ َت ُه َف ْل َي ْف َعلْ‪.‬‬
‫مِنْ َأ َث ِر ْال َوضُو ِء‪َ ،‬ف َم ِن اسْ َت َط َ‬
‫اع ِم ْن ُك ْم‪ )......‬ليست من كالم رسول هللا‪ .‬وليست من كالم أبي هريرة‬ ‫العبارة التي بعد ذلك ( َف َم ِن اسْ َت َط َ‬
‫رضي هللا عنه‪ .‬وال من كالم الصحابة الذين رووا هذا الحديث عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫وعددهم عشرة‪.‬‬
‫إذا ليست من النبي وليست من كالم الصحابة رضي هللا عنهم ولكنها من كالم أحد رواة حديث أبي‬
‫هريرة اسمه نعيم ابن حماد (أحد العلماء واحد رواة حديث ابي هريرة)‪.‬‬
‫مع أنها ليست من كالم رسول هللا؟ ولماذا ذكرها؟ ‪ .‬هذا ما يسمى اإلدراج في المتن‪ .‬ما معنى اإلدراج؟‬
‫جملة زائدة على المتن‪ .‬عبارة أو كلمة زائدة على المتن‪ .‬ليست من كالم رسول هللا‪ ،‬ولكن إما من كالم‬
‫الصحابي أو من كالم التابعي أو من دونه‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫قال العلماء لالستدالل على أن الغرة ليست واجبة‪ .‬وأن التحجيل ليس واجبا لمعرفة الحكم الشرعي‪ .‬مثال‬
‫الواجب في الوجه‪ .‬ما زاد على ذلك سنة‪ ،‬فاذا أردت أن تبعث يوم وتلك األعضاء يخرج منها النور‪.‬‬
‫حافظ على الغرة وعلى التحجيل عالمة تميزك عن اآلخرين وذكر هذا الحديث‪.‬‬
‫أبو هريرة وعبدهللا بن عمر كان يغسالن العنق مع الوجه‪ .‬كان يغسالن إلى نصف العضد وإلى الكتفين‪.‬‬
‫الكتف داخل إلى الكتف وكانا يغسالن إلى نصف ساقين أو إلى الركبتين طلبا لمزيد الثواب والحصول‬
‫على النعيم الذي نص عليه حديث الباب الذي رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي هللا عنه‪.‬‬

‫(‪)٤١‬‬
‫ش َة رضي هللا عنها َقا َل ْت‪( :‬كانَ ال َّن ِب ُّي ﷺ ُي ْع ْج ُب ُه ال َّت َي ُّمنُ في َت َن ُّعلِهِ‪،‬‬ ‫َو َعنْ َعاِئ َ‬
‫شأ ِن ِه ُك ِّلهِ)‪ُ ،‬م َّت َف ٌق َع َل ْي ِه [صحيح]‬ ‫ورهِ‪َ ،‬وفِي َ‬ ‫و َت َر ُّجلِهِ‪َ ،‬و ُط ُه ِ‬

‫التيمن‪ :‬البدء بالمليامن‪ ،‬تقديم اليمنى‪.‬‬


‫ت ُنعل‪ :‬لُبس النعل‪.‬‬
‫ترُجل‪ :‬مشط الشعر‪.‬‬
‫هذا من فعل رسول هللا ﷺ وليس من قوله‪ ،‬وهذا ال يكون دليال قطعيا في الوجوب‪ ،‬وما تركه رسول‬
‫هللا ﷺ ليس دليال قطعيا على تحريمه‪ ،‬قال ﷺ‪ (:‬قد ال آكل الشيء ألنني ال أحبه مع كونه حالال)‪،‬‬
‫مثل سقط الذباب في إناء النبي ﷺ أو في طعامه فيريقه ألنه ال يحب‪ ،‬فهذا ليس حراما‪ ،‬إنما التحريم‬
‫إذا قال لك‪ :‬ال تفعل‪ ،‬ال تشرب الخمر‪.‬‬
‫البدء باليمين في غسل الوجه ال شرع له ألن فيه مشقة على اإلنسان‪.‬‬
‫كان النبي صلى هللا عليه وسلم يحب التيمن في جميع أموره‪.‬‬
‫هذا كله من باب األدب ومن باب االستحباب وليس من باب اإللزام أو الوجوب إال ما كان في الوضوء‬
‫محل الخالف بين العلماء‪ .‬سنعرفه بعد قليل إن شاء هللا تعالى‪.‬‬
‫كان‬
‫والتزيين‪ ،‬وما َ‬
‫ِ‬ ‫التكريم‬
‫ِ‬ ‫كان منْ با ِ‬
‫ب‬ ‫باليمين في ك ِّل ما َ‬
‫ِ‬ ‫الشرع المستمِرَّ ةُ البداءةُ‬
‫ِ‬ ‫قا َل النوويُّ ‪ :‬قاعدةُ‬
‫بض ِّدها اس ُتحِبَّ في ِه التياسرُ‪.‬‬

‫(‪)٤٢‬‬

‫‪34‬‬
‫ضأ ُت ْم َفا ْبدَ ُأوا ِب َم َيا ِم ِن ُك ْم)‪.‬‬ ‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ‪ِ( :‬إ َذا َت َّو َّ‬
‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة َقالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫[صحيح]‬
‫َأ ْخ َر َج ُه اَأل ْر َب َع ُة (‪َ ، )1‬و َ‬
‫ص َّح َح ُه ا ْبنُ ُخ ْز َي َم َة‪.‬‬
‫(‪ )1‬وهم‪ :‬أبو داود‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‬

‫عندما تتوضأ يا مسلم‪ ،‬قدم اليمين على الشمال في اليدين والرجلين‬


‫(ِإ َذا َتوَّ ضَّأ ُت ْم َفابْدَ ُأوا ِب َم َيا ِم ِن ُك ْم)‪ :‬األمر يقتضي الوجوب‪.‬‬
‫لو أن رجال قدم الشمال على اليمين مع اإلسباغ سواء في غسل اليدين والرجلين أو في أحدهما‪،‬‬
‫فالوضوء صحيح لكنه آثم‪ .‬ألنه خالف ما كان عليه رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪.-‬‬
‫حكم بدء بالميامن في الوضوء‪:‬‬
‫● القول األول‪ :‬التيمن في الوضوء واجب‪،‬‬
‫األدلة‪:‬‬
‫األمر في الحديث يفيد الوجوب‪" ،‬فابدءوا بميامنكم" (حديث قولي)‬
‫وكان النبي صلى هللا عليه وسلم يحافظ على البدء باليمين في الوضوء دائما‪ ،‬ولم يثبت عن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم أنه قدم الشمال على اليمين أبدا (حديث فعلي(‬
‫ما واظب عليه رسول هللا إال لكونه واجبا‪ /‬لبيان أنه واجب‪.‬‬
‫لم يرد أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قدم الشمال على اليمين أبدا (وافق فعله قوله)‬
‫● القول الثاني (الحنفية)‪ :‬التيمن في الوضوء ليس واجبا‪،‬‬
‫األدلة‪:‬‬
‫ذات يوم توضأ عِ لي بن أبي طالب‪ ،‬فق ّدم الشمال على اليمين‪ ،‬ثم بعد أت انتهى من الوضوء قال علي‪:‬‬
‫"ما أباَل بشمالي بدأت أم بيميني إذا أتممت الوضوء"‪.‬‬
‫الرد على الحنفية‪ :‬األثر عن علي‪ ،‬سنده ضعيف منقطع‪ ،‬وفي األصل إذا كان هناك األثر عن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم واألثر عن الصحابة‪ ،‬فنعمل ما جاء من النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫تقدم اليمين على الشمال حتى وإن لم تكن واجبا اقتداء برسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫(‪)٤٣‬‬

‫‪35‬‬
‫ضَأ َف َم َ‬
‫س َح‬ ‫ش ْع َب َة رضي هللا عنه ‪َ« ،‬أنَّ ال َّن ِب َّي ﷺ َت َو َّ‬ ‫ِير ِة ْب ِن ُ‬ ‫َو َعنْ ا ْل ُمغ َ‬
‫وع َلى ا ْل ِع َما َم ِة َوا ْل ُخ َّف ْي ِن» َأ ْخ َر َج ُه ُم ْسلِ ٌم‬
‫ِب َناصِ َي ِتهِ‪َ ،‬‬

‫الحديث يد ّل على عدم جواز االقتصار على مسح العمامة‪.‬‬


‫في المسألة قوالن‪:‬‬
‫● اإلمام أحمد‪ ،‬وأبو ثور‪ ،‬والطبري‪ :‬جواز االقتصار على مسح العمامة فقط بشرط أن تكون قد‬
‫لبست العمامة بعد كمال الطهارة قياسًا على مسح الخفين‪..‬‬
‫● الجمهور‪ :‬عدم جوازه‪.‬‬
‫فالنبيّ إمّا‪:‬‬
‫● يمسح على رأسه ان لم يستعمل العمامة‬
‫● إن كان لبس العمامة وتعذر عليه للمسح على الرأس‪ ،‬يمسح على مقدمة الرأس تحت العمامة ثم‬
‫يمسح على العمامة‬

‫(‪)٤٤‬‬
‫اب ِر ْب ِن َع ْب ِد هَّللا ِ ‪َ -‬رضِ َي هَّللا ُ َت َعا َلى َع ْن ُه َما ‪ -‬فِي صِ َف ِة َح ِّج ال َّن ِب ِّي ﷺ‬ ‫َو َعنْ َج ِ‬
‫اِئي َه َك َذا ِب َل ْفظِ اَأْل ْم ِر‪َ ،‬وه َُو عِ ْندَ‬
‫س ّ‬ ‫َقال َ ﷺ «ا ْبدَ ُءوا ِب َما َبدَ َأ هَّللا ُ ِبهِ» َأ ْخ َر َج ُه ال َّن َ‬
‫ُم ْسل ٍِم ِب َل ْفظِ ا ْل َخ َب ِر‪.‬‬

‫هذه العبارة من حديث طويل في صفة حج النبي ﷺ‪.‬‬


‫الحديث ورد بصيغة األمر تار ًة (كما هو المذكور هنا) و بصيغة الخبر تار ًة ( أبدأ بما بدأ هللا به أو نبدأ‬
‫بما بدأ هللا به)‬
‫الرسول ﷺ لما أراد أن يسعى تحير من أين يبدأ‪ ،‬فتال قوله تعالى‪ :‬إن الصفا و المروة ‪ ، ...‬فقال‪:‬‬
‫(أبدأ‪/‬نبدأ‪/‬ابدأوا بما بدأ هللا به) فبدأ بالصفا و انتهى عند المروة‪.‬‬

‫مناسبة الحديث للباب‪:‬‬


‫أنّ آية الوضوء داخلة تحت األمر في قوله ‪-‬صلى هللا عليه وسلّم‪(( : -‬ابدؤوا بما بدأ هللا به)) يعني‬
‫عندما نتوضأ نبدأ كما بدأتها اآلية و ما بعدها على الترتيب‪.‬‬
‫الحديث دليل على‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫● وجوب البداءة بغسل الوجه ث ّم ما بعده على الترتيب‪.‬‬
‫● وجوب الترتيب عند الوضوء‪ ،‬فمن توضأ بغير الترتيب‪:‬‬
‫○ من العلماء من قال‪ :‬عليه أن يعيد الوضوء مع الترتيب‬
‫○ و منهم من قال‪ :‬وضوءه صحيح مع اإلثم‬
‫وذهبت الحنفيّة واآلخرون‪ :‬إلى أنّ الترتيب بين أعضاء الوضوء غير واجب‪ ،‬مستدلّين بفعل ابن عبّاس‪،‬‬
‫أخر مسح الرأس بعد غسل الرجلين‪( .‬والر ّد عليهم‪:‬و ال ُتعرف له طريق صحيحة ح ّتى يت ّم به‬ ‫روي أنه ّ‬
‫االستدالل‪ ،‬لو كانت الرواية صحيحة ال نعمل به و نقدم العمل بما داوم عليه رسول هللا)‪.‬‬
‫فمن رأى أن مداومة الرسول ﷺ تفيد الوجوب فالترتيب في الوضوء واجب‪.‬‬
‫و من رأى أن حرف العطف في اآلية يفيد الترتيب فالترتيب واجب‪.‬‬
‫و األولى االقتداء برسول هللا صلّى هللا عليه و سلم‪.‬‬

‫(‪)٤٥‬‬
‫ضَأ َأدَ َ‬
‫ار ا ْل َم َ‬
‫اء َع َلى‬ ‫َو َع ْن ُه رضي هللا عنه َقالَ‪َ « :‬كانَ ال َّن ِب ُّي ﷺ َإذا َت َو َّ‬
‫ضعِيفٍ‪.‬‬ ‫م ِْر َف َق ْيهِ»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه الدَّ َ‬
‫ارقُ ْطن ُِّي بِِإ ْس َنا ٍد َ‬

‫حديث ضعيف‬
‫سبب الضعف‪:‬‬
‫أحد رواته القاسم بن محمد بن عقيل وهو متروك الحديث‪ ،‬و ضعّف هذا الحديث جماعة من أهل‬
‫الحديث‪ :‬النووي‪ ،‬و ابن الصالح‪ ،‬و ابن المنذر‪.‬‬
‫الحديث ِجيئ ليستد ّل على وجوب غسل المرفقين مع اليدين‪.‬‬
‫األولى أن يستدل بحديث وراه مسلم عن أبي هريرة أنه توضأ و غسل يديه حتى شرع في العضدين ثم‬
‫قال هكذا رأيت النبي ﷺ يتوضأ‪.‬‬
‫ورد أن أبا حنيفة قال‪ :‬يعفى عن نصف المرفق‪ ،‬أو ترك موضع واجب بمقدار الدرهم‪.‬‬
‫أصحاب أبي حنيفة أنكروا نسبة هذا الكالم إلى أبي حنيفة‪ ،‬هذا الكالم كاذب على أبي حنيفة‪.‬‬
‫قال اإلمام الشافعي‪ :‬لست أعلم خالفا بين العلماء في وجوب دخول المرفقين مع اليدين في الوضوء‪.‬‬

‫(‪)٤٦‬‬

‫‪37‬‬
‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ‪« :‬اَل‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة ‪َ -‬رضِ َي هَّللا ُ َت َعا َلى َع ْن ُه ‪َ -‬قالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫اج ْه‪ ،‬بِِإ ْس َنا ٍد‬‫اس َم هَّللا ِ َع َل ْيهِ» َأ ْخ َر َج ُه َأ ْح َم ُد َوَأ ُبو دَ ُاود َوا ْبنُ َم َ‬
‫وء لِ َمنْ َل ْم َي ْذ ُك ْر ْ‬
‫ض َ‬‫ُو ُ‬
‫ت فِي ِه‬ ‫سعِي ٍد َن ْح ُوهُ‪َ ،‬قال َ َأ ْح َمدُ‪ :‬اَل َي ْث ُب ُ‬
‫سعِي ِد ْب ِن َز ْيدٍ‪َ ،‬وَأ ِبي َ‬ ‫ِي َعنْ َ‬ ‫ف ‪َ -‬ولِل ِّت ْر ِمذ ِّ‬ ‫ضعِي ٍ‬
‫َ‬
‫ش ْي ٌء‪.‬‬‫َ‬

‫ـ حديث ضعيف ال يعمل به‪.‬‬


‫ـ الحديث يدل على مشروعية التسمية في الوضوء‬
‫ـ وفي المسألة ثالثة أقوال‪:‬‬
‫● الهادوية ‪ :‬أنها فرض على الذاكر‬
‫● أحمد و الظاهرية ‪ :‬فرض على الذاكر و الناسي‬
‫● الهادوية في قول و الحنفية و الشافعية ‪ :‬إنها سنة‬

‫(‪)٤٧‬‬
‫سول َ هَّللا ِ‬
‫ف َعنْ َأ ِبي ِه َعنْ َجدِّ ِه رضي هللا عنه َقالَ‪َ :‬رَأ ْيت َر ُ‬ ‫ص ِّر ٍ‬ ‫َو َعنْ َط ْل َح َة ْب ِن ُم َ‬
‫ِيف‬
‫ضع ٌ‬ ‫اق»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه َأ ُبو دَ ُاود‪ ،‬بِِإ ْس َنا ٍد َ‬
‫ش ِ‬‫ض ِة َوااِل ْس ِت ْن َ‬ ‫ﷺ َي ْفصِ ل ُ َب ْينَ ا ْل َم ْ‬
‫ض َم َ‬

‫فوائد حديث ‪ ٤٧‬من كالم و بيان شيخنا حفظه هللا‬


‫قالبعض العلماء قال عن طلحة بن مصرف‪ :‬أنه مجهول الحال (راوي مجهول هو ما لم يرد به جرحا‬
‫وال تعديال)‬
‫وقال البعض بوجوب الفصل بين تمضمض و استنشاق‪ ,‬يعني تجديد الماء لكل تمضمض واستنشاق‪,‬‬
‫ولكن هذا قول مردود‪ ,‬فتمضنض و استنشاق سنة‪ ,‬فكيف نقول أن الفصل بينهما واجب؟ فالكالم غير‬
‫متناسب بعضه بعض‪.‬‬

‫(‪)٤٨‬‬
‫اس َت ْن َث َر َثاَل ًثا‪.‬‬
‫ض َو ْ‬
‫ض َم َ‬ ‫وء ‪ُ -‬ث َّم َت َم ْ‬‫ض ِ‬ ‫َو َعنْ َعل ِِّي رضي هللا عنه فِي صِ َف ِة ا ْل ُو ُ‬
‫اِئي‬
‫س ُّ‬ ‫اء»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه َأ ُبو دَ ُاود َوال َّن َ‬ ‫ف ا َّلذِي َيْأ ُخ ُذ ِم ْن ُه ا ْل َم َ‬
‫ِض َو َي ْس َت ْن ِث ُر مِنْ ا ْل َك ِّ‬
‫ضم ُ‬
‫ُي َم ْ‬

‫‪38‬‬
‫•••━════•الشرح•════━•••‬

‫‪ .‬الحديث دليل على الفصل بين المضمضة واالستنشاق‪.‬‬


‫‪ .‬في المسألة قوالن‪:‬‬
‫» جماعة من أهل العلم‪ :‬إفراد المضمضة واالستنشاق‪.‬‬
‫» الهادوية‪ :‬أنّ السنة هي أن الجمع بينهما بغرفة واحدة‪.‬‬
‫ومع ورود الروايتين الجمع وعدمه فاألقرب هو التخيير وأن الكل سنة‪.‬‬
‫يجوز الفصل ويجوز الجمع وال بأس بينهما فهذا من هذا كله في ساعة‪ ،‬إذن من قال بأنه جمع بينهما‬
‫واجب‪ ،‬ومن قال بينهما اإلفراد واجب هذا القول المرجوح‪.‬‬

‫(‪)٤٩‬‬
‫وعن عبد هللا بن زيد في صفة الوضوء ثم أدخل صلى هللا عليه وسلم يده‬
‫فمضمض واستنشق من كف واحدة يفعل ذلك ثالثا ) متفق عليه‬

‫‪ -‬ورد أن الرسول يجمع بين المضمضة واالستنشاق من كف واحدة ويفعل ذلك ثالثة ورد من فعل‬
‫رسول هللا وورد من فعل علي نفسه أيضا والذي ورد هذا الباب وورد عثمان أنه أفرد بين المضمضة‬
‫واالستنشاق‬
‫‪ -‬اذن من هذه األحاديث تعرف على جواز االنفراد بين المضمضة واالستنشاق ‪ ،‬ويجوز الجمع بينهما ‪،‬‬
‫فهذا االمر فيه ساعة ‪ ،‬فما معنى ذلك ؟ أي فال يلزم أن يكون المضمض واالستنشاق انفرادا او جمعا بل‬
‫افعل ما تشاء ‪ ،‬فمن يقول ان النفراد بين المضمضة والستنشاق واجب واجمع واجب فهذا كالم مردود ‪.‬‬
‫ألن النبي صلى هللا عليه وسلم يأتي بكليهما‪..‬‬
‫‪ -‬يجوز الفصل أو الجمع بين المضمضة واالستنشاق‪ ،‬ألن النبي ﷺ تارة بالجمع‪ ،‬وتارة بالفصل‪،‬‬
‫فهذا من العمل المخير‪.‬‬

‫(‪)٥٠‬‬
‫وعن أنس رضي هللا عنه قال ‪ (( :‬رأى النبي صلى هللا عليه وسلم رجال ‪ ،‬وفي‬
‫قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء ‪ .‬فقال ارجع فأحسن وضوءك‪)).‬‬

‫‪39‬‬
‫علمنا أن االسباغ واجب والتثليث من السنة ‪ :‬اإلسباغ ال يقيد بعدد متى تحقق االسباغ تحقق الواجب‪،‬‬
‫فاالسباغ ال يعلم عدده والتثليث يعلم بعدد يعني االسباغ واجب ‪ ،‬واذا فعلت الوضوء‬
‫واحدة بإسباغ فهذا قد تحقق الواجب ‪ .‬واذا فعلت الوضوء واحدة وليس معك اسباغ فهذا لم تحقق الواجب‬
‫ولم يتم الوضوء ‪ ،‬فال بد‬
‫ان يزيد الوضوء مرتين او ثالث مرات حتى يتم االسباغ ‪.‬‬
‫فالوعيد يكون بعذاب والوعد يكون بثواب فما معنى ذلك ؟ الوعيد يكون بعذاب اي لمن ترك الواجبات‬
‫ويفعل المحرمات والوعد يكون بنعيم والثواب اي لمن فعل الواجبات وترك المحرمات ‪.‬‬
‫فالوعيد يكون بعذاب كما قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬ويل لألعقاب من النار ‪.‬‬
‫اإلسباغ هو تعميم محل الفرض بالماء‪.‬‬
‫فاالسباغ باجماع العلماء واجب‪ .‬ومن ترك الواجب يعاقب‪ ،‬وإذا صلى بدون إسباغ في الوضوء فصالته‬
‫باطلة‪.‬‬
‫والرسول رأى رجال الذي في قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء فأمر بأن يعيد الوضوء‪ .‬اذن هذا دليل على‬
‫ان االسباغ واجب‪.‬‬
‫قيل أبو حنيفة االسباغ ليس واجب فقال ‪ :‬انه يعفى عن نصف العضو أو ربعة او اقل من الدرهم ‪ .‬فهذا‬
‫الكالم كذب على أبي حنيفة‪ .‬فاالسباغ واجب‬

‫(‪)٥١‬‬
‫وعنه رضي هللا عنه قال ‪( :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يتوضأ بالمد ‪،‬‬
‫ويغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد )‪.‬‬

‫مقدار المد هو ملء كفي اإلنسان المعتدل إذا م ّد يديه بهما‪.‬‬


‫ومقدار الصاع هو أربعة أمداد‪.‬‬
‫معنى الحديث ‪:‬‬
‫عدم االسراف في الماء عند الوضوء ألن االسراف من المحرم شرعا‪ ،‬فمن مقاصد هذا الحديث عدم‬
‫االسراف ‪.‬‬
‫ورد أن النبي يتوضأ من إناء واحد يقال له الفرق ف(من) يدل على التبعيض ما توضأ منه ‪ .‬فمقاصد‬
‫هذا الحديث ال يجوز االسراف الماء عند الوضوء ‪.‬‬
‫قال البخاري‪ :‬وكره أهل العلم فيه ‪-‬أي في ماء الوضوء‪ -‬أن يتجاوز فعل النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫(‪)٥٢‬‬
‫وعن عمر رضي هللا عنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ( ما منكم من‬
‫أحد يتوضأ ‪ ،‬فيسبغ الوضوء ثم يقول أشهد أن ال إله اال هللا وحده الشريك له ‪،‬‬
‫واشهد ان محمدا عبده ورسوله اال فتحت له ابواب الجنة الثمانية) أخرجه‬
‫وزادَ ‪( :‬ال َّل ُه َّم ! اجعلني من ال َّت َّو ِابينَ ‪ْ ،‬‬
‫واج َع ْلنِي مِنَ‬ ‫مسلم والترمذي ‪َ ،‬‬
‫المتطهرين)‪.‬‬

‫‪ -‬الحديث يدل على فضائل الذكر بعد الوضوء وليس قبل الوضوء و ليس أثناء الوضوء‪.‬‬
‫‪ ( -‬إال فتحت ) عبر عن المستقبل بصيغة الماضي يدل على التحقيق في المستقبل‪.‬‬
‫‪ .‬اذن الوضوء مع االسباغ والدعاء بعد الوضوء ‪ ،‬قيْد في تحصيل الثواب ‪-‬‬
‫‪ -‬جاء في حديث الترمذي على زيادة يقول (اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)‪.‬‬
‫أي ال بأس على هذا الزيادة أن تقول ( أشهد أن ال إله اال هللا وحده الشريك له ‪ ،‬واشهد ان محمدا عبده‬
‫ورسوله‪ ,‬اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين)‪.‬‬
‫‪ ( -‬اللهم اجعلني من التوابين ) فالتوبة من الطهارة الباطن من الذنوب‪.‬‬
‫(واجعلني من المتطهرين) طهارة البدن الظاهر من األحداث والنجاسات المانعة من الصالة‪- .‬‬
‫‪ -‬فالدعاء طلب التوبة من هللا سبحانه وتعالى من كل الذنوب‪ ,‬و طلب الطهارة من كل‬
‫نجس وحدث الذي سببا في ابطال الصالة‪ ,‬حتى يكون في الصالة‪ ,‬في أجمل الهيئة وهو بين يدي هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫(‪)٥٣‬‬
‫عن المغيرة بن شعبة رضي هللا عنه قال (كنت مع النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فتوضأ فأهويت ألنزع خفيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬دعهما فإني أدخلتهما طاهرتين فمسح‬
‫عليهما)‬
‫________________________________________‬

‫‪41‬‬
‫آية الوضوء في سورة المائدة نزلت في السنة ‪ 6‬من الهجرة أي بعد الهجرة وليس من البعثة أي عندما‬
‫النبي في المكة ‪.‬‬
‫آية الوضوء توجب غسل أعضاء الوضوء بالماء قال "و أرج َلكم" معطوف إلى وجوهكم وأيديكم وما قال‬
‫"و أرجلِكم" معطوف إلى رؤوسكم‪.‬‬
‫في سنة تسعة من هجرة في غزوة تابوك في أثناء الطريق اليه وجد النبي صلى هللا عليه وسلم وقت‬
‫صالة الصبح فصب المغيرة الماء الى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليتوضأ ‪ ،‬ثم عند صبه الى رجليه‬
‫فأهوى المغيرة ان انزع خفيه رسو هللا فقال الرسول هللا صلى هللا عليه وسلم دعهما فإني ادخلتهما‬
‫طاهرتين‪ ,‬فمسح عليهما ‪.‬‬
‫فحديث المغيرة روي عنه من أكثر ستين إسنادا كلها إلى المغيرة بن شعبة حتى قال ابن حجر الحديث‬
‫على مسح الخفين حديث المتواتر‪ ,‬والتواتر تعلمون كالقرآن يجب عمل به ‪.‬‬
‫فالعلماء المسح على الخفين متواتر ولم يختلف أحد من مسحيه ‪.‬‬
‫اختلف الصحابة ‪:‬‬
‫● قال بعض الصحابة بعدم جواز المسح مطلقا ‪.‬‬
‫● و بعض الصحابة على جواز ذلك ‪.‬‬
‫● وقول الثالث يقول على جواز المسح الخفين على المسافر وليس على المقيم ‪ ،‬اذن لدينا ثالثة‬
‫أقوال‬
‫من قال على عدم جواز مطلقا ترك هذا القول واذهب الى قول على جواز مطلقا ومن ذهب الى قول‬
‫الثالث فاترك هذا الكالم واذهب الى قول الثاني أي على جواز مطلقا ‪.‬‬
‫اذن الجميع يقول على جواز مطلقا‪ ،‬فهذا قول الصحابة ‪.‬‬
‫قال جمهور العلماء على جواز المسح الخفين مطلقا مسافرا كان أم مقيما وال يشترط في ذلك وجود‬
‫العذر ‪ ،‬وال يشترط ان يكون مسافرا وال يشترط ان يكون مقيما ‪.‬‬
‫تعريف الخف ‪ :‬نعالن من الجلد يغطيان محلى القدمين الى الكعبين ‪.‬‬
‫شرط الخف‪:‬‬
‫ان يكون الخف من الجلد ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ان يكون الماسح يستعمل الخف بعد كمال الطهارة ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ان يمنع الوصول الماء الى بشارة القدم واذا كان الوصول بطلت فال يجوز المسح وان كان‬ ‫‪.3‬‬
‫استعملت الجورب صفيقا الذي يمنع الوصول الماء اليه يجوز لك ان تمسح فهذا قال العلماء‬
‫واذا كان الجورب رقيق و ال يمنع الوصول فبطلت المسح ‪.‬‬
‫اال يكون الجلد من جلد محرم‬ ‫‪.4‬‬
‫اال يكون مغصوبا (ان يكون ساترا لمكان القدمين واال يكون ممزقا وال مفرقا) ‪ .‬واذاتوافرت‬ ‫‪.5‬‬
‫يجوز المسح واذا لم يتوافر ال يجوز المسح ‪.‬‬
‫متى ال يجوز المسح على الخفين ؟‬
‫‪ .1‬انقطاع المدة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ .2‬الجنابة أثناء المدة‪.‬‬
‫‪ .3‬خلع الخفين او أحدهما أثناء المدة‪.‬‬
‫لم يقل على عدم جواز المسح إال الخوارج ألنهم يستدل بآية الوضوء ولم يذكر المسح ولكن يذكر‬
‫بالغسل‪ .‬وهم يستدل بحديث علي وحديث عباس فقولهم ان اآلية في سورة المائدة آية ناسخة فهذا كالم‬
‫مردود وقول علي سبق الكتاب المسح هذا كالم منقطع لعلي ‪ .‬فكالم خوارج مردود ‪.‬‬

‫(‪)٥٤‬‬
‫عن علي رضي هللا عنه قال ‪ ( :‬لو كان الدينُ بالرأي لكان أسفل ُ الخف أولى‬
‫يمس ُح على ظاهر‬
‫رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم َ‬ ‫ُ‬ ‫بالمسح مِن أعاله ‪ ،‬وقد‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫خف ْيه )‬

‫قال العلماء األصل في المسلم أن يكون متبعا للنبي صلى هللا عليه وسلم فله الثواب ماثبت عن النبي أحق‬
‫أن يعمل به ‪ .‬فقال علي لو كان بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعاله لكن ال بد علينا أن نتبع‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فال بد من ترك البدع ‪.‬‬
‫جواز الصالة باستعمال النعال أو الخذاء بشرط طهارة النعال أو الخذاء و إذا وقعت نجاسة بطلت‬
‫الصالة ‪.‬‬
‫هل يجزء مسح أعلى وأسفل ؟ قال العلماء نعم يجوز ذلك ‪ .‬ألن النبي يفعل ذلك في حديث مغيرة‬
‫كيفية مسح الخف‪:‬‬
‫الرأي األول ‪ :‬يجب يمسح األعلى واألسفل معا‬ ‫●‬
‫الرأي الثاني يقول ‪ :‬مسح األعلى واجب واألسفل مستحب ( القول الراجح )‬ ‫●‬
‫الرأي الثالث يقول ‪ :‬الواجب مسح األعلى واألسفل ليس مستحبا ‪.‬‬ ‫●‬
‫الرأي الرابع ‪ :‬رأي شاذ ‪ ،‬فيقول ‪ :‬األسفل واجب واألعلى مستحب ‪.‬‬ ‫●‬
‫اليشترط التثليث عند مسح الخفين ولكن يشترط ذلك عند الغسل‬
‫هل البد من مسح الخفين يعم الجميع ؟ ال يجب ولكن يكفيك المسح ما يتحقق المسح فقط ويكفيك مرة‬
‫واحدة ‪ .‬ويكفيك ثالث األصابع أو ولو مقدار ثالث خطوط بيد واحدة‬

‫‪43‬‬
‫(‪)٥٥‬‬
‫سول ُ هَّللا ِ ‪ -‬صلى هللا عليه‬ ‫ال ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ -‬قالَ‪َ :‬كانَ َر ُ‬ ‫س ٍ‬ ‫ص ْف َوانَ ْب ِن َع َّ‬ ‫َو َعنْ َ‬
‫‌س ْف ًرا َأنْ اَل َن ْن ِز َع ِخ َفا َف َنا َثاَل َث َة َأ َّي ٍام َو َل َيالِ َي ِهنَّ ‪ِ ،‬إاَّل مِنْ‬
‫وسلم ‪َ -‬يْأ ُم ُر َنا‌ِإ َذا‌ ُك َّنا َ‬
‫ِي َوال َّل ْف ُظ َل ُه‪،‬‬
‫اِئي‪َ ،‬وال ِّت ْر ِمذ ُّ‬ ‫س ُّ‬ ‫َج َنا َبةٍ‪َ ،‬و َلكِنْ مِنْ َغاِئطٍ ‪َ ،‬و َب ْو ٍل‪َ ،‬و َن ْو ٍم ‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ال َّن َ‬
‫ص َّح َحاهُ‪.‬‬ ‫َوا ْبنُ ُخ َز ْي َم َة َو َ‬
‫حسن‪ .‬رواه النسائي (‪ ،)84 - 83 /1‬والترمذي (‪ ،)96‬وابن خزيمة (‪ ،)196‬وقال الترمذي‪ :‬حسن‬
‫صحيح‬

‫دليل أن المسح على الخفين رخصة‬


‫إذا لبست الخفين فعليك أحد أمرين‪:‬‬
‫● المسح عليهما‬
‫● خلعهما ثم يغسل عليهما‬
‫‌س ْفرً ا ” قد يفهم منه الصحابة أن المسح عل الخفين واجب‪.‬‬ ‫نص الحديث “ َيْأ ُم ُر َنا‌ِإ َذا‌ ُك َّنا َ‬
‫[عنْ ] َأ َن ٍ‬
‫س – َمرْ فُوعًا (الحديث ‪)58‬‬ ‫لكنه ليس بواجب لحديث ُع َم َر ‪َ -‬م ْوقُو ًفا ‪َ -‬و َ‬
‫من مبطالت المسح على الخفين الجنابة ‪ .‬أما الحدث األصغر فال يبطل المسح ‪ ،‬فالمعنى ‪ :‬عليه أن‬
‫يتوضأ ثم يمسح على الخفين‪.‬‬
‫في الحديث بيان لمدة المسح على الخفين للمسافر ثالثة أيام‪.‬‬

‫(‪)٥٦‬‬

‫ب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ -‬قالَ‪َ :‬ج َعل َ ال َّن ِب ُّي ‪ -‬صلى هللا عليه‬ ‫َو َعنْ َعل ِِّي ْب ِن َأ ِبي َطالِ ٍ‬
‫ً‬
‫ساف ِِر‪َ ،‬و َي ْو ًما َو َل ْي َلة لِ ْل ُمق ِ‬
‫ِيم‪َ .‬ي ْعنِي‪ :‬فِي ا ْل َم ْس ِح َع َلى‬ ‫وسلم ‪َ -‬ثاَل َث َة َأ َّي ٍام َو َل َيالِ َي ُهنَّ لِ ْل ُم َ‬
‫ا ْل ُخ َّف ْي ِن‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ُم ْسلِ ٌم‪.‬‬

‫هذا الحديث زيادة على حديث صفوان بن عسال في تحديد المدة للمقيم وهي يوم وليلة‬

‫‪44‬‬
‫إذا سئلت أيهما األفضل بين الغسل والمسح عند المسافر؟‬
‫● ابن المنذر‪ :‬المسح أفضل من الغسل عمال بالرخصة و بما جاء عن النبي‬
‫● اإلمام النووي‪ :‬الغسل أفضل من المسح بشرط أال تترك المسح إعراضا عن السنة لقول النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم (( من أعرض عن سنتي فليس مني))‪.‬‬

‫لماذا زاد النبي المدة للمسافر ثالثة أيام ولياليهن ويجعل للمقيم يوما وليلة ؟‬
‫● وذلك لما يجد المسافر من مشقة في السفر فإن هللا ال يجعل العبد بين المشقتين فإن هللا رحيم‬
‫لطيف على عباده‬

‫(‪)٥٧‬‬

‫سول ُ هَّللا ِ ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬ ‫َو َعنْ َث ْو َبانَ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ -‬قالَ‪َ :‬ب َع َث َر ُ‬
‫ِين‪َ -‬ي ْعنِي‪:‬‬ ‫ب ‪َ -‬ي ْعنِي‪ :‬ا ْل َع َماِئ َم ‪َ -‬وال َّت َ‬
‫ساخ ِ‬ ‫صاِئ ِ‬ ‫س ِر َّي ًة‪َ ،‬فَأ َم َر ُه ْم َأنْ َي ْم َ‬
‫س ُحوا َع َلى ا ْل َع َ‬ ‫َ‬
‫ص َّح َح ُه ا ْل َحا ِك ُم‪.‬‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫اف‪َ .‬ر َواهُ ْح َمدُ‪َ ،‬و ُبو دَ ُاودَ ‪َ ،‬و َ‬ ‫ا ْل ِخ َف َ‬

‫(سرية) ليست كالغزوة‪ ،‬أما السرية لم يحضر فيها النبي صلى هللا عليه وسلم وإنما أرسل جيشا للقتال‬
‫وأما الغزوة يحضر فيها النبي صلى هللا عليه وسلم‪ .‬والفرق بين سرية وسارية‪ ،‬أما السرية خرجت في‬
‫الليل والسارية خرجت في النهار‪ ،‬وقال العلماء عددهم ‪ ٥٠٠ -١٠٠‬وما زاد علي ذلك فهو جيش كبير‬

‫فيه دليل جواز المسح على الخفين العمائم‪ .‬ألن ورد الحديث عن أبي داود أن الصحابة شكوا إلى النبي‬
‫عن شدة البرودة و تعذرهم خلعها حتى ال يمرضوا وكأن الضرورة تقدر بقدرها‪ .‬فأجاز عليه الصالة‬
‫والسالم االقتصار في المسح علي العمائم والشرط في مسحها لبسها بعد كمال الطهارة‪.‬‬

‫(‪)٥٨‬‬
‫ضَأ َأ َح ُد ُك ْم َو َل ِب َ‬
‫س ُخ َّف ْي ِه‬ ‫س ‪َ -‬م ْرفُو ًعا‪ِ« :‬إ َذا َت َو َّ‬ ‫[عنْ َأ َن ٍ‬‫َو َعنْ ُع َم َر ‪َ -‬م ْوقُو ًفا ‪َ -‬و َ‬
‫اء ِإاَّل مِنْ َج َنا َبةٍ»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه‬ ‫ش َ‬ ‫صل ِّ فِي ِه َما ‪َ ،‬واَل َي ْخ َل ْع ُه َما ِإنْ َ‬ ‫َف ْل َي ْم َ‬
‫س ْح َع َل ْي ِه َما‪َ ،‬و ْل ُي َ‬
‫ارقُ ْطن ُِّي‪َ ،‬وا ْل َحا ِك ُم َو َ‬
‫ص ْح َح ُه‪.‬‬ ‫الدَّ َ‬

‫دليل إشتراط الطهارة (المراد الطهارة الكاملة مع غسل الرجلين) قبل لبس الخفين‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫دليل جواز المسح على الخفين بعد كمال الطهارة‪.‬‬

‫دليل جواز الصالة في الخفاف بشرط طهارتها‪.‬‬

‫كلمة "إن شاء" يخرج حكم المسح من الوجوب إلى الندب‪.‬‬

‫(‪)٥٩‬‬

‫َو َعنْ َأ ِبي َب ْك َر َة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪َ -‬ع ِن ال َّن ِب ِّي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪َ« :‬أ َّن ُه‬
‫س ُخ َّف ْي ِه‬ ‫ِيم َي ْو ًما َو َل ْي َل َة ‪ِ ،‬إ َذا َت َط َّه َر َف َل ِب َ‬ ‫َ َأ‬
‫ساف ِِر َثاَل َثة َّي ٍام َو َل َيالِ َي ُهنَّ ‪َ ،‬ولِ ْل ُمق ِ‬
‫ص لِ ْل ُم َ‬
‫َر َّخ َ‬
‫ص َّح َح ُه ا ْبنُ ُخ َز ْي َم ًة‪.‬‬ ‫س َح َع َل ْيه َما َأ ْخ َر َج ُه الدَّ َ‬
‫ارقُ ْطن ُِّي‪َ ،‬و َ‬ ‫‪َ :‬أنْ َي ْم َ‬

‫بيان عن العزيمة والرخصة‬


‫فالعزيمة هي ما شرعه هللا من األحكام لعباده إبتداء (لغير عذر)‪ ،‬أم الرخصة فهي ما شرعه هللا من‬
‫األحكام لعذر مثل اإلفطار للصائم عند السفر‪.‬‬

‫المسح على الخفين رخصة وليس عزيمة‪.‬‬

‫متى بدأ النبي بالمسح على الخفين ؟‬


‫● غسل النبي الرجلين منذ أن فرضت الصالة إلى أن هاجر رسول هللا وبدأ بالمسح في غزوة‬
‫تبوك التاسعة من الهجرة‪.‬‬

‫● مدة المسح للمسافر‪ :‬ثالثة أيام وليالهن‪.‬‬


‫● مدة المسح للمقيم‪ :‬يوم وليلة‪.‬‬
‫الحكمة من وجود الرخصة ‪ -١-‬رفع الحرج ‪ -۲-‬رفع المشقة ‪ -٣-‬التيسير والتسهيل‪-٤-‬رفق بالنفس‪.‬‬

‫(‪)٦٠‬‬

‫س ُح َع َلى‬ ‫سول َ هَّللا ِ َأ ْم َ‬ ‫ار َة رضي هللا عنه ‪َ ،‬أ َّن ُه َقالَ‪َ :‬يا َر ُ‬ ‫َو َعنْ «ُأ َب ِّي ْب ِن ُع َم َ‬
‫ا ْل ُخ َّف ْي ِن؟ َقالَ‪َ :‬ن َع ْم َقالَ‪َ :‬ي ْو ًما؟ َقالَ‪َ :‬ن َع ْم َقالَ‪َ :‬و َي ْو َم ْي ِن؟ َقالَ‪َ :‬ن َع ْم َقالَ‪َ :‬و َثاَل َث َة َأ َّي ٍام؟‬
‫ي‪.‬‬ ‫س ِبا ْل َق ِو ِّ‬ ‫َقالَ‪َ :‬ن َع ْم‪َ ،‬و َما شِ ْئ ت» َأ ْخ َر َج ُه َأ ُبو دَ ُاود‪َ ،‬و َقالَ‪َ :‬ل ْي َ‬

‫هذا الحديث فيه مشكلة عظيمة جدا‪ ،‬العمل بهذا الحديث يبطل بجميع االحاديث المتقدم‪.‬‬

‫هذا الحديث لم يثبت عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬قال عنه العلماء ليس بثابت‪ ،‬وقال عنه البعض‬
‫حديث باطل‪ ،‬وقال بعض ليس بقوي‪ ،‬وقال بعض كاذب على رسول هلل صلى هللا عليه وسلم (موضوع)‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫رده العلماء الحديث والعلماء الفقه والحديث فيه المسح مطلق ليس مقيد بمدة‪ ،‬يعارض هذ الحديث‬
‫احاديث توقيت المدة‪ ،‬جعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم للمسافر ثالثة ايام ولياليهن والمقيم يوما وليلة‬
‫كما ورد في حديث صفوان بن عسال رضي هللا عنه ‪.‬‬

‫قال العلماء‪ :‬هب أن الحديث ثابت‪،‬هذا تصور العقل فقط‪ ،‬لو قلنا بأن الحديث الثابت والصحيح لكان‬
‫مطلقا يقيد باحاديث تقييد المدة عند حديث المتقدم‪ ،‬قال فيه ‪ :‬رخص رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫للمسافر ثالثة أيام ولياليهن وللمقيم يوما وليلة‪.‬‬

‫(‪)٦١‬‬

‫ول هَّللا ِ ﷺ َع َلى َع ْه ِد ِه َي ْن َتظِ ُرونَ‬ ‫س ِ‬‫اب َر ُ‬‫ص َح ُ‬ ‫س ْب ِن َمالِكٍ َقالَ‪َ (( :‬كانَ َأ ْ‬ ‫َعنْ َأ َن ِ‬
‫ضُأونَ )) َأ ْخ َر َج ُه َأ ُبو دَ ُاودَ‬ ‫س ُه ْم ‪ُ ،‬ث َّم ُي َ‬
‫صلُّونَ َواَل َي َت َو َّ‬ ‫اء َح َّتى ُت ْخ َف َق ُر ُءو ُ‬ ‫ا ْل ِع َ‬
‫ش َ‬
‫صلُ ُه فِي ُم ْسل ٍِم‬ ‫ارقُ ْطن ُِّي‪َ ،‬وَأ ْ‬
‫ص َّح َح ُه الدَّ َ‬
‫َو َ‬

‫• الحديث دليل على أن النوم اليسير غير المستغرق ال ينقض الوضوء‪ ،‬وهو ما كان نعاشا يخفق معه‬
‫الرأس‪ ،‬بخالف النوم الثقيل المستغرق الذي يزول معه الشعور بما قد يخرج‪ ،‬فهذا ناقض للوضوء‬

‫‪ )1‬النوم ناقض مطلقا على كل حال‬


‫‪ )2‬النوم ال ينقض مطلقا‬
‫‪ )3‬النوم ناقض كله‪ ،‬إنما يعفى عن خفقتين ولو توالتا‪ ،‬وعن الخفقات المتفرقات (مذهب الهادوية)‬
‫‪ )4‬النوم ليس بناقض بنفسه‪ ،‬بل هو مظنة للنقض ال غير )مذهب الشافعي)‬
‫‪ )5‬أنه إذا نام على هيئة من هيئات المصلي راكعا أو ساجدا أو قائما‪ ،‬فإنه ال ينتقض وضوءه‪ ،‬سواء‬
‫كان في الصالة أو خارجها‪ ،‬فإن نام مضطجعا أو على قفاه نقض‬
‫‪ )6‬أنه ينتقض إال نوم الراكع والساجد للحديث الذي سبق‪ ،‬وإن كان خاصا بالسجود‪ ،‬فقد قاس عليه‬
‫الركوع‪ ،‬كما قاس الذي قبله سائر هيئات المصلي‬
‫‪ )7‬أنه ال ينقض النوم في الصالة على أي حال‪ ،‬وينقض خارجها‬
‫‪ )8‬أن كثير النوم ينقض على كل حال‪ ،‬وال ينقض قليله‬

‫الراجح عند الدكتور عجوز‪ :‬النوم إذا كان كثيرا زال معه العقل‪ ،‬وال يدرك شيئا ناقض للوضوء‬
‫أما مقدمات النوم كالنعاس والنوم الخفيف ال ينقض الوضوء‬

‫إذا استولى الغضب على اإلنسان وأصبح كالمجنون لو طلق زوجته‪ ،‬قال أكثر العلماء‪ :‬ال يقع طالق‬
‫الغاضب‬
‫وإذا اشتد الغضب‬
‫فتيقن أنه أحدث‪ :‬يتوضأ‬

‫‪47‬‬
‫لو شك‪ :‬فإن اليقين ال يزول بالشك‬
‫زوال العقل يبطل الوضوء‪ ،‬ألنه غير مكلف‬
‫يقاس عليه بالجنون‪ ،‬واإلغماء‬

‫(‪)٦٢‬‬

‫ش ِإ َلى ال َّن ِب ِّي‬‫ت َأ ِبي ُح َب ْي ٍ‬ ‫اء ْت َفاطِ َم ُة ِب ْن ُ‬ ‫ش َة َرضِ َي هَّللا ُ َع ْن َها َقا َل ْت‪َ :‬‬
‫((ج َ‬ ‫َو َعنْ َعاِئ َ‬
‫الصاَل َة؟ َقالَ‪:‬‬ ‫اص َفاَل َأ ْط ُه ُر‪ُ ،‬أ َفا ِد ُع َّ‬ ‫ام َرَأةٌ ُأ ْس َت َخ ُ‬ ‫سول َ هَّللا ِ‪ِ ،‬إ ِّني ْ‬ ‫ﷺ‪َ ،‬ف َقا َل ْت َيا َر ُ‬
‫الصاَل َة‪َ ،‬وِإ َذا َأدْ َب َر ْت‬ ‫ض ُتكِ َفدَ عِ ي َّ‬ ‫ض َفِإ َذا َأ ْق َب َل ْت َح ْي َ‬ ‫س ِب َح ْي ٍ‬ ‫اَل ِإ َّن َما َذلِ َك عِ ْر ٌق‪َ ،‬و َل ْي َ‬
‫صاَل ةٍ))‬ ‫ضِئي لِ ُكل ِّ َ‬ ‫ي (( ُث َّم َت َو ّ‬ ‫ص ِّلي)) ُم َّت َف ٌق َع َل ْي ِه َولِ ْل ُب َخ ِ‬
‫ار ِّ‬ ‫اغسِ لِي َع ْن َك الدَّ َم ُث َّم ُ‬ ‫َف ْ‬
‫ار ُم ْسلِ ٌم ِإ َلى َأ َّن ُه َح َذ َف َها َع ْمدًا‬ ‫ش َ‬ ‫َوَأ َ‬

‫• المستحاضة تتوضأ لكل صالة‬


‫دم الحيض لونه أسود يخرج من فرج المرأة في أيام محددة في كل شهر عن طريق صحة‬
‫• دم االستحاضة‪ :‬خروج الدم في غير أيام الحيض لونه أحمر على سبيل المرض‬
‫الحديث دليل على وقوع االستحاضة‪ ،‬وعلى أن لها حكما يخالف حكم الحيض‬

‫بماذا يميز دم الحيض من االستحاضة؟‬


‫‪ -‬أنها تميز ذلك بالرجوع إلى عادتها‬
‫‪ -‬ترجع إلى صفة الدم‬

‫• أن دم االستحاضة حدث من جملة األحداث ناقض للوضوء‬

‫الجمهور‪ :‬أنها تتوضأ لكل صالة (فإذا َف َر َغ ُ‬


‫ت من الصالة نقض وضوءها)‬

‫الهادوية والحنفية‪ :‬أنها تتوضأ لوقت كل صالة‬


‫‪ -١‬أنها تصلي به الفريضة الحاضرة‬
‫‪ -٢‬وما شاءت من النوافل‬
‫‪ -٣‬وتجمع بين الفريضتين على وجه الجواز عند من يجيز ذلك أو لعذر‬

‫المالكية أنه يستحب الوضوء‪ ،‬وال يجب إال لحدث آخر‬

‫لماذا ال تقضي الصالة وتقضي والصيام؟‬


‫ألن الصالة عبادة تتكرر كل يوم والحيض يتكرر كل شهر فتشق عليها‬
‫والصيام مرة في السنة‪ ،‬عليها أن تفطر وتقضي بعد ذلك‬

‫دم النفاس‪ :‬دم يخرج عقب الوالدة‬

‫‪48‬‬
‫أكثر مدة النفاس‪ :‬وضع العلماء ‪ ٤٠‬يوما‬
‫عليها القضاء‬
‫إن عجزت‪ :‬إطعام لكل يوم مسكينا‬

‫(‪)٦٣‬‬

‫ب رضي هللا عنه َقالَ‪ُ :‬ك ْنت َر ُجاًل َم َّذا ًء َفَأ َم ْرت ا ْل ِم ْقدَ ادَ‬ ‫«عل ِِّي ْب ِن َأ ِبي َطالِ ٍ‬
‫َو َعنْ َ‬
‫سَأ َل ُه‪َ :‬ف َقالَ‪ :‬فِي ِه ا ْل ُو ُ‬
‫ضو ُء» ُم َّت َف ٌق َع َل ْيهِ‪َ ،‬وال َّل ْف ُظ‬ ‫َأنْ َي ْسَأل َ ال َّن ِب َّي ﷺ‪َ ،‬ف َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫لِ ْل ُب َخ ِ‬
‫ار ِّ‬

‫المذي ينقض الوضوء فقط‬


‫‪-‬المياه الجارية من القبول أنواع‪:‬‬
‫البول ‪ :‬نجس بإتفاق العلماء‬
‫المني‪ :‬األرجح هو الطاهر‬
‫الودي‪ :‬نجس‬
‫المذي‪:‬ماء يخرج بالشهوة من جماع أو تفكيره‬
‫المذي ينقضُ الوضو َء‪ ,‬وال يُو ِجبُ ُغسْ اًل‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫والحديث دلي ٌل على أن‬
‫الحديث دليل على نجاسة المذي‪ ،‬لكونه أمره بغسل ذكره‪ ،‬وأمره بالوضوء‪ ،‬فدل هذا على أن حكم المذي‬
‫كحكم البول في النجاسة‪ ،‬وعلى الصحيح من قولي أهل العلم أنه يعفى عن يسير المذي‬
‫موضع الغسل‬
‫مالك‪ ،‬ورواية عن أحمد‪ :‬أن الواجب في المذي غسل الذكر كلّه‬
‫المشهور من مذهب الحنابلة‪ :‬أنه يغسل جميع الذكر واُألنثيين‬
‫جمهور الفقهاء من الشافعية‪ ،‬والحنفية‪ ،‬ورواية عن أحمد‪ :‬أنه يُكتفى بغسل رأس الذكر‪ ،‬أو الموضع الذي‬
‫أصابته النجاسة منه‬
‫والقول الثاني أوفق لظاهر الحديث‪ ,‬وهو ظاهر اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية ورجحه الشيخ عبد العزيز‬
‫بن باز‪.‬‬

‫(‪)٦٤‬‬
‫ِساِئهِ‪ُ ،‬ث َّم َخ َر َج ِإ َلى َّ‬
‫الصال ِة َو َل ْم‬ ‫ضن َ‬ ‫بي ﷺ َق َّبل َ َب ْع َ‬ ‫ش َة َأنَّ ال َّن َّ‬
‫َو َعنْ َعاِئ َ‬
‫ضأ‪.‬‬ ‫َي َت َو َّ‬
‫ي‬
‫ار ُّ‬ ‫َأ ْخ َر َج ُه َأ ْح َم ُد َو َ‬
‫ض َّع َف ُه ا ْل ُب َخ ِ‬

‫‪49‬‬
‫ِساِئهِ‪ُ ،‬ث َّم َخ َر َج ِإ َلى َّ‬
‫الصاَل ِة َو َل ْم‬ ‫ضن َ‬‫بي ﷺ َق َّبل َ َب ْع َ‬ ‫ش َة ﵂ أن ال َّن َّ‬
‫(و َعنْ َعاِئ َ‬ ‫َ‬
‫والترمذي ‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫البخاري)‪ ،‬وأخرج ُه أبو داودَ ‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ضْأ‪ .‬أخرج ُه أحم ُد َو َّ‬
‫ضع َف ُه‬ ‫َي َت َو َّ‬
‫والنسائي ‪ ،‬وابنُ ماج َه‪.‬‬
‫ُّ‬

‫طريق إبراهي َم‬


‫ِ‬ ‫َ‬
‫الحديث‪ .‬وأبو داودَ أخرج ُه منْ‬ ‫ُضعِّفُ هذا‬
‫بن إسماعي َل ي َ‬ ‫ُ‬
‫سمعت محمدَ َ‬ ‫قا َل الترمذيُّ ‪:‬‬
‫ال َّت ْيمِيِّ عنْ عائش َة‪ ،‬ول ْم يسمعْ م ْنها شيًئ ا؛‬

‫لمس المرأة األجنبية ال ينقض الوضوء‪.‬‬


‫لمس المرأ ِة وتقبي َلها ال ينقضُ الوضو َء‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الحديث دلي ٌل على أنَّ‬
‫الحديث ضعيف سببه الراوي عن عائشة إبراهيم التيمي أنه لم يسمع شيئا‪/‬يتحمل حديثا واحدا عن عائشة‬
‫رضي هللا عنها فإسناده منقطع (الراوي روى عمن لم يسمع منه) له طرق متعددة لكن كلها ضعيفة‪.‬‬
‫‪ -‬فيه تعارض لآلية في قوله تعالى‪.... :‬أو المستم النساء‬
‫قال ابن عباس و علي "لمس" في القرأن معناه الجماع لكن هذا اجتهاد ولكل اجتهاد نصيب و صواب في‬
‫علم هللا‬
‫قال علي وغيره‪ :‬لمس المرأة (المحارم) ال ينقض الوضوء واستدلوا بهذا الحديث ‪.‬‬
‫وقالوا‪ :‬هذا الحديث وإن كان ضعيفا إال أن له طرق يقوي بعضها بعضا ويصلح لالستدالل‪.‬‬
‫وقالو‪ :‬لمس المرأة في القرآن المراد هو الجماع ‪.‬‬
‫وللشافعي فرقوا‪:‬‬
‫‪ -‬ينقض في خقها معا‬ ‫● الالمس والملموس ‪ -:‬ينقض في حق الالمس دون الملموس‬
‫● المرأة هل من المحارم‪ /‬الزوجة‬
‫● الملموس (الزوجة‪/‬أجنبية)‬
‫● الالمس بالشهوة‪/‬ال‪ ,‬بقصد أو بغي قصد‪ ,‬بالحائل‪/‬مباشر‬
‫● القبلة باللذة أو بال لذة‬
‫مالكية‪ :‬اللمس إن كان بالقبلة تنقض مطلقا‬
‫الحنفية‪ :‬مستحب الوضوء لمن لمس النساء‬

‫األخذ بالرأي الذي يقول مس الزوجة ناقض (نعمل بهذا القول أفضل احتياطا من باب األولى)‬

‫(‪)٦٥‬‬

‫‪50‬‬
‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ َ‬
‫«إذا َو َجدَ َأ َح ُد ُك ْم فِي‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة رضي هللا عنه َقالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫ش ْي ٌء‪َ ،‬أ ْم اَل ؟ َفاَل َي ْخ ُر َجنَّ مِنْ ا ْل َم ْس ِج ِد َح َّتى‬
‫ش َكل َ َع َل ْيهِ‪َ :‬أ َخ َر َج ِم ْن ُه َ‬
‫ش ْيًئ ا‪َ ،‬فَأ ْ‬
‫َب ْط ِن ِه َ‬
‫يحا» َأ ْخ َر َج ُه ُم ْسلِ ٌم‪.‬‬
‫ص ْو ًتا َأ ْو َي ِجدَ ِر ً‬
‫َي ْس َم َع َ‬

‫يتيقن خالفُ َ‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الحديث د َّل على أن األشيا َء يُحك ُم ببقاِئها على ُأصُولِها حتى‬

‫لو كان في الصالة أحدث وهو متأكد عليه أن يخرج إما سمع صوتا أو وجد ريحا عليه أن يعيد الوضوء‪.‬‬

‫قال العلماء ‪ :‬من كان متيقنا للطهارة وشك في الحدث فال عبرة بهذا الشك وليعمل باليقين‪ ،‬ومن قاعدة‬
‫فقهية ‪ :‬اليقين ال يزول بالشك‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬رجل متوضئ وينتظر الصالة‪ ،‬وهذا الرجل يشك هل أحدث أم ال‪ ،‬وهذا هو الشك يقول ”ال‬
‫أعمل بهذا الشك و أحكم أنني مازلت على طهارة‪ ،‬إال إذا تأكدت من الحدث إما عن طريق السماع أو‬
‫الرائحة ألانهما أمارة للحدث‘‘‪.‬‬

‫وقوم فرقوا‪ :‬إذا كان الشك خارج الصالة‪ :‬يعيد الوضوء إذا كان الشك في الصالة ال يعيد الوضوء‪.‬‬

‫بين َمنْ‬ ‫ٌ‬


‫وفروق َ‬ ‫الجماهير‪ ،‬وللمالكي ِة تفاصي ُل‬
‫ِ‬ ‫خارجها‪ ،‬وهو قو ُل‬
‫َ‬ ‫كان فِي الصال ِة ْأو‬ ‫ُ‬
‫والحديث عا ٌّم لمنْ َ‬
‫كان داخ َل الصال ِة ْأو خارج َها‪ ،‬ال [ينتهضُ ] عليها دليلٌ‪.‬‬
‫َ‬

‫قال اإلمام النووي ‪ :‬العبرة في الحكم بانتقاض الوضوء أو عدم انتقاض الوضوء بخروج الريح وال يلزم‬
‫السماع ووجود الرائحة‪ .‬ومعنى هذا الكالم ‪ :‬قد يحدث اإلنسان بال صوة وبال رائحة ومتأكد أنه قد‬
‫أحدث‪ ،‬مثل في مكان الضوضاء أن الناس كثيرون وكذلك األصوات والسيارات ولم يسمع صوتا ولم‬
‫يجد ريحا ولكنه متأكد أنه قد أحدث‪.‬‬

‫ولذلك قال العلماء وهذا هو الغالب‪.‬‬

‫(‪)٦٦‬‬

‫َو َعنْ َط ْل ِق ْب ِن َعل ٍِّي رضي هللا عنه َقالَ‪َ « :‬قال َ َر ُجل ٌ َمسِ ْست َذ َك ِري‪َ ،‬أ ْو َقالَ‪:‬‬
‫ضو ُء؟ َف َقال َ ال َّن ِب ُّي ﷺ اَل ‪ ،‬إ َّن َما ه َُو‬ ‫الصاَل ةِ‪َ ،‬أ َع َل ْي ِه ا ْل ُو ُ‬
‫س َذ َك َرهُ فِي َّ‬ ‫الر ُجل ُ َي َم ُّ‬
‫َّ‬
‫ص َّح َح ُه ا ْبنُ ِح َّبانَ ‪َ ،‬و َقال َ ا ْبنُ ا ْل َمدِين ِِّي‪ :‬ه َُو َأ ْح َ‬
‫سنُ‬ ‫س ُة‪َ ،‬و َ‬ ‫ض َع ٌة ِم ْنك» َأ ْخ َر َج ُه ا ْل َخ ْم َ‬ ‫َب ْ‬
‫ث ُب ْس َر َة‪.‬‬
‫مِنْ َحدِي ِ‬
‫ُ‬
‫والحديث دلي ٌل على عدم نقض الوضوء من مس الذكر‪ .‬ألنه بضعة من اإلنسان‪ ،‬يعني قطعة من الجسم‬
‫كاليد والجه والرجل‪.‬‬

‫هذا الحديث عارضه حديث بسرة {‪ }67‬الذي يدل على نقض الوضوء من مس الذكر‬

‫‪51‬‬
‫‪.‬‬
‫في هذا الحكم رأيان‪:‬‬
‫● مس الذكر ال ينقض الوضوء‪ ،‬وبه قال الحنفية مستدلين بحديث طلق بن علي‪.‬‬
‫● مس الذكر ينقض الوضوء‪ ،‬وبه قال الشافعية والحنابلة مستدلين بحديث بسرة‪.‬‬

‫وسيأتي توضيح هذه المسألة وبيان الراجح فيها في الحديث اآلتي‪ ،‬إن شاء هللا تعالى‪.‬‬

‫(‪)٦٧‬‬

‫وعن طلق بن علي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رجل‪ :‬مسست ذكري‪ ،‬أو قال‪:‬‬
‫الرجل يمس ذكره في الصالة‪ ،‬أعليه وضوء؟ فقال النبي ﷺ «ال‪ ،‬إنما هو‬
‫بضعة منك»‪ .‬أخرجه الخمسة ‪-‬‬
‫وعن بسرة بنت صفوان رضي هللا عنه أن رسول ہللا ﷺ قال‪« :‬من مس‬
‫ذكره فليتوضأ»‪ .‬أخرجه الخمسة‬

‫حديث طلق بن علي يدل مس الذكر ال ينقض الوضوء‪ .‬وحديث بسرة يدل مس الذكر ينقض الوضو‪،‬‬
‫فتعارض الحديثان‪.‬‬

‫وروي حديث بسرة‪ ،‬بعد أن سمع قول النبي ﷺ‪ ،‬سأل بسرة النبي ﷺ‪" :‬يا رسول ہللا ﷺ‪،‬‬
‫المرأة تضرب بيدها فتصيب فرجها‪ ،‬ما الحكم؟"‪،‬‬
‫قال النبي ﷺ‪" :‬توضئي يا بسرة"‪ ،‬فالحكم للرجال والنساء‪ ،‬وجاء الحديث من أم‬
‫حبيبة بصيغة العموم‪ ،‬قال النبي ﷺ‪" :‬من مس فرجه فاليتوضأ‪".‬‬

‫اختلف العلماء في حكم مس الذكر‪:‬‬


‫‪ .1‬القول األول‪ :‬مس الذكر ال ينقض الوضوء عمال بحديث طلق بن علي‪.‬‬
‫‪ .2‬القول الثاني‪ :‬مس الذكر ينقض الوضوء عمال بحديث بسرة‪.‬‬
‫‪ .3‬المالكية‪ :‬إن كان المس عمدا ينقض‪ ،‬وإن كان بدون عمد ال ينقض‪ ،‬إن كان بشهوة ينقض‪ ،‬وإن‬
‫كان بال شهوة ال ينقض‪ ،‬إن كان المس بباطن الكف ينقض‪ ،‬وإن كان بظاهر الكف ال ينقض‪.‬‬

‫اختلف العلماء في تعارض الحديثان‪:‬‬


‫‪ .1‬القول األول‪ :‬حديث بسرة ناسخ لحديث طلق بن علي‪ ،‬فيترك حديث طلق‪ ،‬فيجب الوضوء بعد‬
‫مس الفرج‪ ،‬في األصل حديث طلق له روايتان‪ ،‬أحدهما أن مس الفرج ينقض الوضوء وهذه‬
‫الرواية أقوى‪.‬‬
‫‪ .2‬القول الثاني‪ :‬بالترجيح‪ ،‬رجّ ح العلماء حديث بسرة على حديث طلق‪،‬‬

‫المرجح‪ :‬كثرة العلماء من صحح حديث بسرة‪ ،‬وكثرة شواهد حديث بسرة بسبعة عشر صحابيا‪،‬‬
‫والصحابة جميعا ترك بعمل حديث طلق‪ ،‬وطلق ترك حديثه وعمل بحديث بسرة‪ ،‬ولم يحتج اإلمام‬
‫البخاري بحديث طلق‪.‬‬

‫فالصحيح‪ :‬من مس فرجه من النساء والرجال فليعد الوضوء‬

‫‪52‬‬
‫(‪)٦٨‬‬

‫وعن عائشة رضي هللا عنها؛ أن رسول ہللا ﷺ قال‪« :‬من أصابه قيء أو‬
‫رعاف‪ ،‬أو قلس‪ ،‬أو مذي فليصرف‪ ,‬فليتوضأ‪ ،‬ثم ليبن على صالته‪ ،‬وهو في‬
‫ذلك ال يتكلم»‪ .‬أخرجه ابن ماجه‪.‬‬

‫القيء‪ :‬ما خرج من المعدة ومن الفم ويتكرر‪.‬‬


‫الرعاف‪ :‬دم يخرج من األنف‪.‬‬
‫القلس‪ :‬ما خرج من الحلق‪.‬‬
‫المذي‪ :‬ماء أبيض يخرج عند مقدمة الجماع‪.‬‬

‫معنى الحديث‪ :‬رجل يصلي‪ ،‬أثناء الصالة يخرج الرعاف‪ ،‬فعليه أن ينصرف ويتوضأ (حينئذ ال يحدث‬
‫وال يتكلم)‪ ،‬ثم يكمل الصالة وال يعيدها‪.‬‬

‫ولكن هذا الحديث ضعيف‪ ،‬واتفق العلماء به‪ ،‬ألن الحديث مرسل‪ ،‬يعني التابعي لم يلتق ولم يسمع النبي‬
‫ولكن هو روى الحديث عن النبي ﷺ‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫‪ .١‬القول األول‪ :‬من يحتج بالحديث المرسل‪ ،‬فهذه األشياء األربعة تنقض الوضوء‬
‫‪ .٢‬القول الثاني‪ :‬من لم يحتج بالحديث المرسل فاألشياء الثالثة‪ :‬القيء‪ ،‬الرعاف‪ ،‬والقلس ال تنقض‬
‫الوضوء‪ ،‬أما المذي له دليل خاص يدل على نقض الوضوء به‪ ،‬حديث علي‪( :‬كنت رجال مذاءا‪.)...‬‬
‫(أرجح)‬

‫(‪)٦٩‬‬

‫عن جابر بن سمرة رضي هللا عنه أن رجال سأل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ضْأ» قال‬
‫َأَأ َتوضأ من لحوم الغنم؟ قال‪« :‬إن شِ ْئ َت فتوضْأ‪ ،‬وإن شِ ْئ َت فال َت َو َّ‬
‫صلي في‬ ‫اإلبل» قال‪ُ :‬أ َ‬ ‫فتوضْأ من لحوم ِ‬‫َّ‬ ‫أتوضأ من لحوم اإلبل؟ قال‪« :‬نعم‬
‫اإلبل؟ قال‪« :‬ال»‪.‬‬ ‫اركِ ِ‬ ‫الغنم؟ قال‪« :‬نعم» قال‪ُ :‬أصلي في َم َب ِ‬
‫ض َ‬ ‫َم َر ِاب ِ‬

‫شرح الحديث من جابر بن سمرة رضي هللا عنه هو كالتالي‪:‬‬

‫معنى الحديث‪ :‬البد الوضوء من لحوم اإلبل‪.‬‬


‫لحم اإلبل حالل‪ ،‬لمذا ينقض الوضوء؟ فاتبع أمر النبي صلى هللا عليه وسلم أولى‪.‬‬
‫وهناك الحديث اآلخر بصيغة األمر‪ ،‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬توضؤوا من لحوم اإلبل"‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫قال اإلمام الشافعي‪ :‬إن صح الحديث فهو مذهبي‪ ،‬إن صح الحديث في لحوم اإلبل فقلت به‪.‬‬

‫ختلف العلماء في حكم الوضوء بعد أكل لحم اإلبل‪:‬‬


‫‪ .1‬القول األول‪ :‬يجب الوضوء بعد أكل لحم اإلبل‪( .‬أرجح)‬
‫ُ‬
‫‪ .2‬القول الثاني‪ :‬ال يجب الوضوء بعد أكل لحم اإلبل‪ ،‬ألن حديث جابر نسخت‪ ،‬هناك الحديث‪ :‬إذا‬
‫أكل النبي صلى هللا عليه وسلم مما َمسته النار ال يتوضأ‪ ,‬إنه كان آخر األمرين منه عدم‬
‫الوضوء مما مسته النار‪.‬‬
‫الرد عليهم‪ :‬الحديث الوضوء مما مسته النار جاء بصيغة العام‪ ،‬يعني كل األطعمة إال لحوم اإلبل‪،‬‬
‫وحديث جابر جاء متأخرا فالنسخ ال يصح‪.‬‬
‫‪ .3‬القول الثالث‪ :‬األمر بالوضوء بعد أكل لحم اإلبل مستحب‬
‫الرد عليهم‪ :‬االستحباب البد من قرينة‪ ،‬لو أن النبي صلى هللا عليه وسلم لم يتوضأ بعد أكل لحم اإلبل بعد‬
‫حديث جابر‪ ،‬فهذا قرينة‪ ،‬ولكن لم يوجد األ ثر عن ذلك‪.‬‬

‫يُظهر هذا الحديث أن تناول لحم اإلبل يُبطل الوضوء‪ ،‬بينما تناول لحم الغنم ال يُبطل الوضوء‪ .‬وهذا هو‬
‫رأي الجمهور من العلماء‪ ،‬إال إمام مالك الذي يرى أن تناول أي نوع من لحوم الحيوان ال يُبطل‬
‫الوضوء‪.‬‬

‫كما يُظهر الحديث أيضًا أن الصالة في مكان نظيف وطاهر هي أفضل من الصالة في مكان نجس أو ذو‬
‫رائحة كريهة‪ .‬إن مرابض األغنام هي أماكن نظيفة وطاهرة‪ ،‬ألن األغنام ليست نجسة وال ُتصدر روائح‬
‫كريهة‪ .‬بينما مرابض اإلبل هي أماكن نجسة وتصدر روائح كريهة‪ ،‬ألن اإلبل هي حيوانات نجسة‬
‫وتصدر روائح كريهة‪.‬‬

‫ويُظهر الحديث أيضًا أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان أعلم الناس بأحكام الشريعة وأفهمهم‬
‫لحكمتها‪ .‬كان يُجيب على األسئلة التي طرحت له بإجابات واضحة وصحيحة‪ ،‬دون الحاجة إلى شرح‬
‫األسباب‪ .‬كما كان يُيسر ويُيسر ألمته‪ ،‬دون تعقيد األمور بمسائل غير ضرورية‪.‬‬

‫الوضوء من غسل الميت وحمله (‪)٧٠‬‬

‫وعن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬من غسل‬
‫ميتا فليغسل‪ ،‬ومن حمله فليتوضأ‪[ .‬حسن] أخرج أحمد‪ ،‬والنسائي ‪ ،‬والترمذي‪،‬‬
‫وحسنه‪ .‬وقال أحمد‪ :‬اليصح في هذا الباب شيء‪.‬‬

‫وهذا الحديث يدل على الندب ليس على الواجب بينما غسل ميتا أو بعد حمل ميتا ال يلزم أي األمر في‬
‫هذا الحديث يفيد الندب لمن ترك ذلك ال حرج فيه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وهذه الحديث أخرجه أحمد من طريق فيها ضعيف‪ ،‬ولكن بسسب كثرة الطريق يقو بعضهم بعضا‪.‬‬
‫وبعض المحدثين يرى أن هذا الحديث حسن و صححه ابن حبان‪ ،‬وذكر الماوردي أن بعض أصحاب‬
‫الحديث خرج له مائة وعشرين طريقا‪ .‬وقال أحمد ‪ :‬إن هذا الحديث منسوخ بما رواه البيهقي لكن ضعفه‬
‫البيهقي‪.‬‬

‫(‪)٧١‬‬

‫عن عبد هللا بن أبي بكر رضي هللا عنه‪ :‬أن في الكتاب الذي كتبه رسول هللا‬
‫ﷺ ل َِع ْم ِرو ْب ِن َح ْز ٍم‪َ :‬أن ال يمس القرآن إال طاهره‪ .‬رواه مالك مرسالً‪،‬‬
‫ووصله النسائي‪َ ،‬وا ْبنُ َح َّبانَ ‪َ ،‬وه َُو َم ْعلُول ٌ‬
‫‪ .‬معلول ‪ :‬ضعیف‬

‫أرسل النبي ﷺ عمرا بن حزم إلى نجران (تقع جنوب المملكة العربية) ليعلمهم اإلسالم‪ ،‬فكتب النبي‬
‫ﷺ رسالة فيها أحكام اإلسالم كالصالة والزكاة وغيرها مما يحتاج إليه المسلم‪ ،‬وكتب فيها " أن ال‬
‫يمس القرآن إال طاهر‬

‫( ضعف ابن حزم الظاهري هذا الحديث‪ ،‬ألن في إسناده رجل اسم سليمان بن داود اليماني (ليس بثقة‬

‫ولكن أخطأ ابن حزم الظاهري‪ ،‬ألن هناك الرجالن الملتبان سليمان بن داود اليماني وسليمان بن داود‬
‫الخوالني‪ ،‬وفي األصل الذي روى في الحديث هو وسليمان بن داود الخوالني (ثقة)‪ ،‬فقول ابن حزم‬
‫مردود‬

‫هذا الحديث يدل على من القرآن البد من طهارة‪ ،‬والطهارة من عموم األحداث‪ ،‬يعني المحدث األصغر‬
‫ال يمس القرآن‪ ،‬واألكبر ال يمس أولى‪ ،‬وكذلك الحائض والنفساء‪ ،‬وفمن في ثوبه نجاسة‪ ،‬فليس طاهرا‬

‫‪ .‬اختلف العلماء في حكم مس المصحف‬

‫أكثر أهل العلم (أهل الحديث) تشترط الطهارة لمس المصحف‪ ،‬ألن كتاب هللا أعظم‪ ،‬الدليل‪ (:‬إنه لقرآن‬
‫كريم‪ ،‬في كتاب مكنون‪ ،‬ال يمسه إال المطهرون) [الواقعة‪ ]۱۷۹۰۷۷ :‬المراد بالمطهرون هم اإلنسان‪،‬‬
‫وعلى ذلك البد من الطهرة لمس أو حمل المصحف‪ ،‬والدليل من السنة‪ :‬حديث عبد هللا بن أبي بكر‪ ،‬وله‬
‫شاهدان عن ابن عمر‪ ،‬وحكيم بن حزام يقويان الحديث حتى صار متواترا‪ ،‬قال اإلمام مالك‪ :‬يجوز‬
‫للصبيان لمس أو حمل المصحف ويقرؤونه بدون الطهارة ألنهم غير مكلفين‪.‬‬

‫الظاهرية‪ :‬يعملون بظاهر النصوص دائما ال يستعمل القرائن‪ ،‬األمر للوجوب لن يتغير إلى الندب‪،‬‬
‫والنهي للتحريم لن يتغير إلى الكراهة‪ ،‬فال تشترط الطهارة لمس المصحف‪ ،‬وال يمسه إال المطهرون‬
‫المراد بالمطهرون هم الملئكة‪ ،‬وليس هناك الدليل على اشتراط الطهارة‪ ،‬فاألمر يبقى على اإلباحة‪.‬‬

‫الرد على الظاهرية الحديث متواتر‪ ،‬فإنها قاضية على اشتراط الطهارة لمس المصحف‬

‫‪55‬‬
‫فالصحيح ‪ :‬تشترط الطهارة لمس المصحف‪ ،‬إذا كنت تريد أن تنقل المصحف فاجعل بين يدك‬
‫والمصحف حائال إذا لم تتوضأ‪ ،‬وال تدخل المصحف إلى الحمام وال الشيء فيه ذكر هللا‪..‬‬

‫(‪)٧٢‬‬

‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ َي ْذ ُك ُر هَّللا َ َع َلى ُكل ِّ َأ ْح َيا ِنه َ‬


‫ِ‪.‬ر َواهُ‬ ‫ش َة ﵂ َقا َل ْت‪َ :‬كانَ َر ُ‬
‫َو َعنْ َعاِئ َ‬
‫ي (‪[ .)٢‬صحيح]‬ ‫ُم ْسلِ ٌم (‪َ )١‬و َع َّل َق ُه ا ْل ُب َخ ِ‬
‫ار ُّ‬

‫‪ -‬أن المحدث حدثا أكبر ال يقرأ القرآن‬


‫_ المراد من " كان رسول هللا ﷺ يذكر هللا في كل أحيانه أي في معظم أحيانه‪.‬‬

‫‪ -‬قال الدكتور أن في المسألة ‪ ٣‬أحاديث ‪:‬‬


‫‪ .١‬حديث عائشة السابق‬
‫‪ .٢‬حديث علي ‪ :‬كان رسول هللا ﷺ يقرأنا القرآن ما لم يكن جنبا‪.‬‬
‫‪ .٣‬حديث أبو جهيم ‪ :‬كان رسول هللا ﷺ من بيت الخالء فمر رجال فسلم على رسول هللا ولم يجب‬
‫الرسول السالم ثم تيمم الرسول فيرد السالم على الرجل‪.‬‬

‫و من ‪ ٣‬أحاديث اختلف العلماء إلى قولين ‪:‬‬


‫‪ .١‬أن الطهارة شرط لقراءة القرآن و دليلهم حديث أبو جهيم‬
‫‪ .٢‬أن الطهارة ليس شرط لقراءة القرآن و دليلهم حديث علي و عائشه‬
‫‪ -‬والراجح القول الثاني ألن حديث أبو علي ناسخ لحديث أبو جهيم‬
‫‪-‬استثنى العلماء من عموم حديث األحوال ‪ :‬حالة قضاء الحاجة و الجماع‬

‫(‪)٧٣‬‬

‫ص َّلى َو َل ْم َي َت َّ‬
‫وضأ‪.‬‬ ‫س ْب ِن َمالِكٍ ﵁ َأنَّ ال َّن ِب َّي ﷺ ْ‬
‫اح َت َج َم َو َ‬ ‫َو َعن َأ َن ِ‬
‫ني (‪َ )٣‬ول َّي َن ُه (‪[ .)٤‬ضعيف]‬ ‫َأ ْخ َر َج ُه الدَّ َ‬
‫ارقُ ْط ُّ‬

‫‪ -‬الحجامة طب النبوي‬

‫‪ -‬أن العلماء انقسمو الدم إلى ‪ ٣‬أقسام‪:‬‬


‫‪ .1‬كل ما خرج من إنسان نجس و ناقض للوضوء‬
‫‪ .2‬كل ما خرج من سبيلين ناقض للوضوء وكل ما خرج من غير سبيلين ليس ناقض للوضوء‬
‫‪ .3‬إذا خرج الدم على سبيل الصحة يبطل الوضوء ‪ ،‬و إذا خرج على سبيل المرض ال يبطل‬
‫الوضوء‬
‫‪ -‬اختلف العلماء في هذه المسألة إلى قولين ‪:‬‬

‫‪56‬‬
‫يكون َق ْد َر الشعير ِة يسي ُل في وق ٍ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫يكون سائاًل يقطرُ‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫‪ .1‬فالهادوي ُة على أن ُه ناقضٌ بشرطِ أنْ‬
‫موضع واح ٍد إلى ما يمكنُ تطهي ُرهُ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫واح ٍد منْ‬
‫خروج‬
‫َ‬ ‫والتابعين‪ :‬إنَّ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬
‫‪ .2‬وقا َل زي ُد بنُ عليٍّ ‪ ،‬والشافعيُّ ‪ ،‬ومالكٌ‪ ،‬والناصرُ‪ ،‬وجماعة من الصحاب ِة‬
‫اآلثار عمنْ ذكرناهُ؛‬ ‫ِ‬ ‫أنس هذا‪ ،‬وما أيَّدهُ م َِن‬
‫ث ٍ‬ ‫بناقض؛ لحدي ِ‬‫ٍ‬ ‫ليس‬
‫السبيلين َ‬
‫ِ‬ ‫غير‬
‫ِ‬ ‫البدن منْ‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫الدم َ‬
‫ِ‬
‫النقض حتى يقو َم ما‬ ‫ِ‬ ‫ريح»‪ ،‬وألنَّ األص َل عد ُم‬ ‫ٍ‬ ‫أو‬‫ْ‬ ‫ٍ‬
‫ت‬ ‫صو‬ ‫ِنْ‬
‫م‬ ‫اَّل‬‫إ‬ ‫ء‬
‫َ‬ ‫وضو‬ ‫«ال‬ ‫ﷺ‪:‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ولقول‬
‫يرف ُع األص َل‪ ،‬ول ْم يق ْم دليل على َ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫الراج قول الثاني‬
‫‪ -‬يقوي هذا الحديث ب ‪:‬‬
‫● قصة قتل عمر بن الخطاب‬
‫● لم الصحاب ِة في الحرب هم يصلون في جراحتهم أي الدم مازال يخرج من بدنهم ولم نهاهم‬
‫الرسول من ذلك‪.‬‬
‫● قصة الصحاب ِة عباد بن بشر رضي هللا عنه‬

‫(‪)٧٤‬‬

‫وألبي داود أيضا عن الن عباس رضي هللا عنهما مرفوعا ‪ (( :‬إنما الوضوء‬
‫على من نام مضطجعا ))‪ .‬وفي إسناده ضعف أيضا‬

‫قال اإلمام أبو داود ‪ :‬هذا حديث منكر مردود ال يعمل به‪.‬‬

‫يحصر هذا الحديث الوضوء لمن نام مضطجعا فقط‪ ،‬فمن نام على غير تلك الهيئة ال وضوء عليه حتى‬
‫وإن كان النوم مستغرقا جدا‪.‬‬

‫يدل هذا الحديث على ‪:‬‬


‫● أن الوضوء لمن نام مضطجعا فقط‪.‬‬
‫● أن من نام مستغرقا ال وضوء عليه‬
‫● أن من نام مستلقيا ال وضوء عليه‬
‫● أن من نام جالسا ال وضوء عليه‬

‫(‪)٧٥‬‬

‫ضُأ َأ ْخ َر َج ُه‬
‫وص َّلى‪َ ،‬و َل ْم َي َت َو َّ‬ ‫وعنْ َأنس بن مالك رضي هللا عنه ‪َ :‬أنَّ ال َّن ِب َّي ْ‬
‫اح َت َج َم َ‬ ‫َ‬
‫ار ْقنِي ول ّينه‬ ‫الدَّ َ‬

‫‪ ٠‬حديث ضعيف ‪ ٬‬والسبب ضعفه= ضعف احد الرواه وهو صالح ابن مقاتل‬
‫‪ . ٠‬قال النبي ‪( :‬الشفاء في ثالث‪ :‬شربة العسل‪ ،‬والحجامة‪ ،‬وكية نار‪ ،‬وأنهاكم عن الكي)‬
‫‪ ٠‬اختلف العلماء في اعتبار نواقض الوضوء‬

‫‪57‬‬
‫القول األول‪ :‬اعتبر الخارج فقط‪ ،‬كل ما خرج من الجسد فهو ناقض للوضوء سواءا أكان يخرج من‬
‫السبيلين أو من غير السبيلين‪.‬‬
‫القول الثاني‪ :‬اعتبر المخرج فقط‪ ،‬ما خرج من السبيلين ينقض الوضوء‪ ،‬وما يخرج من غير السبيلين ال‬
‫ينقض الوضوء‪.‬‬
‫القول الثالث‪ :‬اعتبر الخارج‪ ،‬هل هو يخرج من سبيل الصحة أو سبيل المرض‪ ،‬إن كان الخارج على‬
‫سبيل الصحة ينقض الوضوء‪ ،‬وإن كان على سبيل المرض ال ينقض الوضوء البول‬

‫‪ ٠‬إتفق العلماء أن دم الحجامة نجس ‪ ،‬ألنه دم يخرج من غير السبيلين ‪٠‬‬


‫هل ينقض الوضوء؟ إختلف العلماء ‪:‬‬
‫‪ -‬القول األول‪ :‬دم الحجامة ينقض الوضوء بشرط أن يخرج الدم سائال يجري ولو قدر شعيرة (ال‬
‫يذكر الدليل)‬
‫‪ -‬القول الثاني‪ :‬دم الحجامة ال ينقض الوضوء‪ ،‬ألنه يخرج من غير السبيلين‪ ،‬الدليل ‪:‬‬
‫‪ .١‬كان الصحابة يصلون على دمائهم وجروحهم عند الحرب و ال ينقطع الصالة‬
‫طع َِن وهو يصلي الفجر وهو اإلمام‪ ،‬فيستمر‬ ‫‪ .٢‬عرفنا من قصة عمر ‪ ،‬عمر بن الخطاب ُ‬
‫الصالة مع الناس ولم يتوضأ‪ ،‬والطاعن أبو لؤلؤءة‪ ،‬طعن ثالثة عشر رجال آخر‪ ،‬ويستمرون الصالة‬
‫ولم يتوضؤوا‬
‫‪ .٣‬حدثت في غزوة المريسيع ‪ ،‬يستريح المسلمون تحت األشجار في الليل‪ ،‬فقام الصحابتان‬
‫عباد بن بشر‪ ،‬ومحمد بن مسلمة للحراسة‪ ،‬قام عباد بالحراسة أوال‪ ،‬ومحمد نام‪ ،‬وعباد يصلي قيام الليل‬
‫ويحرس الجيش في وقت واحد‪ ،‬في أثناء صالته‪ ،‬أتى رجل يهودي ويرمي السهم إلى عباد أكثر من‬
‫مرة‪ ،‬ولكن عباد يخلع السهم ويستمر الصالة ولم يتوضأ‪ ،‬ولم ينكر النبي بذلك‪.‬‬

‫(‪)٧٦‬‬

‫سول َ هَّللا ِ ﷺ َقالَ‪َ « :‬يْأتِي َأ َحدَ ُك ُم‬ ‫اس رضي هللا عنهما َأنَّ َر ُ‬ ‫َو َع ِن ا ْب ِن َع َّب ٍ‬
‫ِث‪َ ،‬فِإ َذا‬ ‫صاَل ِتهِ‪َ ،‬ف َي ْنفُ ُخ فِي َم ْق َعدَ ِت ِه َف ُي َخ َّيل ُ ِإ َل ْي ِه َأ َّن ُه َأ ْحدَ َث‪َ ،‬و َل ْم ُي ْحد ْ‬
‫ش ْي َطانُ فِي َ‬ ‫ال َّ‬
‫يحا»‪َ .‬أ ْخ َر َج ُه ا ْل َب َّزا ُر‪.‬‬
‫ص ْو ًتا َأ ْو َي ِجدَ ِر ً‬ ‫ف َح َّتى َي ْس َم َع َ‬ ‫ص ِر ُ‬ ‫َو َجدَ َذلِ َك َفاَل َي ْن َ‬

‫حديث الباب الذي معنا هو نفس المعنى بالحديث قبله‪ ,‬أحيانا نحن في الصالة نشعر كأن الريح قد خرج‬
‫ولكنه لم يخرج وهذا وسوس من الشيطان الصالة وال تنصرف من الصالة حتى تتأكد أنك أحدثت إما‬
‫عن طريق سماع الصوت ووجود الريح وإن لم تسمع صوتا وإما متأكد من خروج الريح حتى وإن لم‬
‫تسمع صوتا ولم تجد ريحا‪.‬‬

‫العبرة في انتقاد الوضوء أن تكون متأكدا ومتيقنا من الحدث‪ ,‬إذا لم تتأكد ولم تتيقن من الحدث استمر في‬
‫صوالتك وال تخرج ألن اليقين ما زلت على الطهارة و الشاك ال يعمل به وال يبنى عليه حكم شرعي‪.‬‬

‫قلنا اليقين ال يزول بالشك قال اإلمام النووي العبرة في انتقاض الوضوء بالحدث والعبرة بخروج الريح‬
‫وال تشترط السماع وال وجود الريح ألن اإلنسان قد يحدث بال صوت وبال رائحة ومتأكد من الحدث‬
‫نعمل باليقين وال نعمل بالشك‪ .‬والشيطان ال يريد لك الصالة وال يريد لك القرب بالصالة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫(‪)٧٧‬‬

‫اء َأ َحدَ ُك ُم ال َّ‬


‫ش ْي َطانُ ‪َ ،‬ف َقالَ‪ِ :‬إ َّن َك َأ ْحدَ ْث َت‪،‬‬ ‫سعِي ٍد َم ْرفُو ًعا‪ِ« :‬إ َذا َج َ‬ ‫َولِ ْل َحاك ِِم‪َ .‬عنْ َأ ِبي َ‬
‫َف ْل َيقُلْ‪َ :‬ك َذ ْب َت»‪َ .‬وَأ ْخ َر َج ُه ا ْبنُ ِح َّبانَ ِب َل ْفظِ ‪َ « :‬ف ْل َيقُلْ فِي َن ْفسِ هِ»‬

‫في األصل إلقاء السالم من المندوبات وأسباب انتشار المحبة بين الناس والرحمة وهو السبب لتحصيل‬
‫األجر الذي يلقي السالم يثاب والذي يرد السالم بأحسن مما يلقي إليه يثاب أكثر‪ ,‬وفي الحديث اآلخر‬
‫الط َعا َم‪َ ،‬و َت ْق َرُأ ال َّسالَ َم َع َلى َمنْ َع َر ْف َ‬
‫ت َو َمنْ َل ْم َتعْ ِرفْ »‪ .‬فقال العلماء من باب التيسير على‬ ‫َقا َل‪ُ « :‬ت ْط ِع ُم َّ‬
‫الناس إلقاء السالم سنة‪ ,‬لو كان واجبا ففيه مشقة‪.‬‬

‫رد السالم واجب على الرجل إن كان وحده واجب عليه أن يرد‪ ,‬وإن كان جماعة فيكفي البعض‬
‫واألفضل أن يرد الجميع‪ .‬حكم رد السالم أثناء الصالة إذا رددت السالم أفسدت الصالة وعليك اإلعادة‪,‬‬
‫فال تلقي السالم على المصلين‪.‬‬

‫والشيطان يريد أن يفسد صالة اإلنسان ومعنى الحديث إذا تصلي وجاء في قلبك شك أنك أحدثت فال‬
‫تعمل بهذا الشك واستمر في صالتك واعلم أن هذا من الشيطان وعدم الخروج من الصالة هو تكذيب‬
‫للشيطان‪ .‬والشيطان ال يريد لك أنك تصلي وإذ صليت يريد أن يفصد صالتك وتعيد الصالة وإذ انتهيت‬
‫فال يريد أن تحصل ثواب الصالة كامال بانشغال قلبك بأمور أخرى وأنت في الصالة‪.‬‬

‫(‪)٧٨‬‬

‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال ‪ :‬كان رسول هللا صل هللا عليه وسلم إذا‬
‫دخل الخالء وضع خاتمه‪( .‬منكر)‬
‫أخرجه األربعة و هو معلول‬

‫الخالء يطلق مكان الخالي‪ ،‬كانو يقصدونه لقضاء الحاجة‪.‬‬

‫والحديث دليل على اإلبعاد عند قضاء الحاجة‪ ،‬كما يرشد إليه لفظ الخالء‪ ،‬فإنه يطلق على المكان الخالي‬
‫‪ ،‬وعلى المكان المعد لقضاء الحاجة‪ ،‬و يأتي في حديث المغيرة ما هو أصرح من هذا بلفظ ‪ " :‬فانطلق‬
‫حتى توارى"‬
‫وقال بعضهم ‪ :‬يحرم إدخال المصحف الخالء لغير ضرورة‪ .‬قيل ‪ :‬فلو غفل عن تنحيه ما فيه ذكر هللا‬
‫حتى اشتغال بقضاء حاجته‪ ،‬غيبه في فيه أو في عمامته أو نحوه‬

‫(‪)٧٩‬‬

‫‪59‬‬
‫عن أنس ابن مالك رضي هللا عنه قال ‪ :‬كان النبي ﷺ إذا دخل الخالء‪,‬قال ‪:‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك من الخبث و الخبائث‪ .‬صحيح‬

‫‪ -‬الخبث ‪ :‬جمع خبيث يراد به ذكور الشياطين‪ .‬الخبائث ‪:‬إناث الشياطين‪.‬‬


‫‪ -‬هذا من السنة المستحبة يقال قبل الدخول إلى الخالء‪.‬‬
‫‪ -‬فيه استعاذة العبد باهلل من الشياطين ذكورهم و إناثهم‪.‬‬
‫‪ -‬فى رواية أخرى ‪" :‬بسم هللا اللهم‪( "...........‬زيادة البسملة)‪.‬‬
‫‪ -‬من نسي الدعاء ثم تذكر فال يخرج ليقول الدعاء وال يقرر الدعاء فيه أيضا‪,‬يكفيه أن يتذكر فى قلبه‬
‫وعقله ‪.‬‬
‫‪ -‬التلفظ بالتسمية أو الذكر كله حكمه ال يجوز (قيل مكروه وقيل حرام)‪.‬‬
‫‪ -‬ويقول العبد بعد خروجه الدعاء ‪" :‬غفرانك غفرانك" يطلب به المغفرة من هللا‪.‬‬

‫(‪)٨٠‬‬

‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ َيدْ ُخل ُ ا ْل َخالء‪َ ،‬فَأ ْح ِمل ُ َأ َنا َو ُغال ٌم َن ْح ِوي‬ ‫س َقال َ ‪َ (( :‬كانَ َر ُ‬‫َو َعنْ َأ َن ٍ‬
‫اء ))‪ُ .‬م َّت َف ٌق َع َل ْي ِه‬
‫اء َو َع َن َز ًة‪َ ،‬ف َي ْس َت ْن ِجي ِبا ْل َم ِ‬
‫ِإدَ َاو ًة مِنْ َم ٍ‬

‫‪ُ -‬غال ٌم ‪ :‬قبل البلوغ‪ .‬وهو أول سن التمييز (بدأ من ‪ 7‬سنوات)‬


‫‪ِ -‬إدَ َاو ًة ‪ :‬وعاء يصنع من الجلد يتخد للماء (لطهر‪/‬شرب‪/‬مما ينتفع به الناس)‬
‫‪َ -‬ع ْن َز ًة ‪ :‬اسم للمعز (يذبح ويؤكل)‬
‫‪َ -‬ع َن َز ًة ‪ :‬اسم للعصا‬
‫‪ -‬أنس بن مالك خادم النبي ‪ 10‬سنين مقيما كان أم مسافرا‪ ،‬ما غصب عليه رسول هللا مرة واحدة كلمة‬
‫كانت أم إشارة‪ .‬أم أنس تسمى أم ُس َليم جاءت إلى رسول هللا ليعطيه غالم أنس لحب برسول هللا‪.‬‬
‫‪ -‬غالم نحوي ‪ :‬قيل ‪:‬أبو هريرة‪ ،‬قيل ‪ :‬جابر‪ ،‬قيل ‪ :‬ابن مسعود‪.‬‬
‫‪ -‬كان أنس وأبو هريرة‪ /‬جابر‪ /‬ابن مسعود يساعد رسول هللا عند قضاء الحاجة‪ .‬كان رسول هللا يحمل‬
‫وللستر عند‬
‫ِ‬ ‫العصا عند سفره لالتكاء عليه عند المشي‪ ،‬وللمدافعة عند وجود حيوان المفترس يؤذيه‪،‬‬
‫قضاء الحاجة ووضع عليه الثوب‪ ،‬وللسُترة عند الصالة‪ .‬وكان النبي يستعين من الغالم و هذ األمر‬
‫جائز‪ .‬و استنجى النبي بالماء‪.‬‬
‫‪ -‬األصل في الطهارة و االستنجاء يكون بالماء‪.‬‬
‫‪ -‬يكون بالحجارة عند عدم الماء (استجمار)‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬اإلمام مالك أنكر النبي يستنجي بالماء فقط‪/‬أصال‪ .‬حديث الباب يرد عن اإلمام مالك بقوله ((‪...‬ف َيسْ تن ِجي‬
‫ِب ْال َما ِء ))‪.‬‬
‫‪ -‬لو جمع بين الماء والحجارة أفضل‪ ،‬بدأ بالحجارة واختتم بالماء‪ .‬وان اقتصر فالماء أفضل‪ .‬واستعمال‬
‫الحجارة عند فقد الماء‪.‬‬
‫‪ -‬أخذ الماء باليمنى وصبه إلى الفرج ودلكه بالشمال‪.‬‬
‫‪-‬مسح اليد بالتراب بعد الستنجاء‪.‬‬

‫(‪)۸۱‬‬

‫‪60‬‬
‫الء‪َ ،‬فَأ ْح ِمل ُ َأ َنا َو ُغال ٌم‬ ‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ َيدْ ُخل ُ َ‬
‫الخ َ‬ ‫س ] له َقال َ ‪َ :‬كانَ َر ُ‬ ‫َو َعنْ َأ َن ٍ‬
‫اء ‪ُ .‬م َّت َف ٌق َع َل ْي ِه ‪[ .‬البخاري‪، ١٥٢ :‬‬ ‫اء َو َع َن َز ًة‪َ ،‬ف َي ْس َت ْن ِجي بال َم ِ‬
‫َن ْح ِوي ِإدَ َاو ًة مِنْ َم ٍ‬
‫ومسلم ‪]٦٢٠ :‬‬

‫ع ْنزة‪:‬إسم لما يذبح من بهيمة األنعام(إلبل‪,‬البقر‪,‬الجاموس‪,‬الغنم‪,‬الماعز)‪.‬‬


‫عنزة‪:‬عصى في آخرها زج‬

‫من فوائد العنزة‪:‬‬


‫تدافع عن العدو‪ ،‬وعن الحيوان المفترس‪.‬‬
‫تساعد النبي في المشي‪.‬‬
‫‪ .‬إذا جلس النبي ﷺ لقضاء الحاجة‪ ،‬يغرس النبي العنزة ويضع شيئا يستتر خلف العنزة‪.‬‬
‫‪ .‬وإذا صلى النبي في الصحراء‪ ،‬يجعل العنزة سترة‪.‬‬

‫سترة‪ :‬يضعه المصلي بعد موضع السجود‪.‬‬


‫االستنجاء‪ :‬استعمال الماء في إزالة الخارج من السبيلين‪.‬‬
‫األفضل في االستنجاء‪ :‬الجمع بين الحجارة والماء‪ ،‬فإن اقتصر على أحدهما‪ ،‬فالماء أفضل‪ ،‬ألنه أبلغ في‬
‫التنظيف‪.‬‬

‫كان النبي ﷺ بعد االستنجاء‪ ،‬يدلك يده في األرض‪ ،‬حتى ينظفه‪ ،‬قال جرير ‪ :‬فدلك يده في األرض‪.‬‬

‫أما اآلن توجد المنظفات كالصابون‪ ،‬فيستحب غسل اليد بعد االستنجاء السيما بالصابون‪ ،‬لكي ننظف اليد‬
‫جيدا فأصبح نظيفا وطاهرا‪.‬‬

‫(‪)٨٢‬‬

‫سول ُ هَّللا ِ ﷺ‪« :‬ا َّتقُوا الاَّل عِ نِينَ ‪ :‬ا َّلذِي َي َت َخ َّلى‬ ‫َو َعنْ َأ ِبي ه َُر ْي َر َة ﵁ َقالَ‪َ :‬قال َ َر ُ‬
‫اس‪َ ،‬أ ْو فِي ظِ ِّل ِه ْم»‪َ .‬ر َواهُ ُم ْسلِ ٌم‪.‬‬
‫يق ال َّن ِ‬‫فِي َط ِر ِ‬

‫أيها األحباب "اتقوا" كلمة يعني غير مفهومة‪ .‬أي اتقوا األمرين الجالبين للعن صاحبهما‪ .‬اتفقوا األمرين‬
‫الجالبين يعني السبب في لعن صاحبهما‪.‬‬
‫من هم يا رسول هللا؟ قال الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم‪ .‬معنى يتخلى الذي يقضي‬
‫حاجته في طريق الناس‪ .‬أو أماكن الظل التي يستظل فيها الناس من حر الشمس‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الطريق العام الزم تمشي عليه السيارات بجانب طريق نمشي عليه باألقدام صح أم ال؟ هذا‬
‫يسمى طريق الناس الذي نمشي عليه بأقدامنا‪ .‬أي طريق نمشي عليه هذا يسمى طريق عام‪ .‬لذلك عندكم‬
‫في اندونيسيا تقول "جالن عموم"‪ .‬صح؟ يعني الطريق العام‪ .‬هذا الطريق ليس ملكا ألحد جميع الناس‬
‫يمشون عليه‪ .‬هل من المناسب أن يأتي إنسان إلى هذا الطريق ويجلس ويقضي حاجته؟ خبيث قذر جدا‬
‫من فعل هذا‪.‬‬
‫من فعل هذا يستحق لعن على هذا الفعل‪ .‬ألنه جرت عادة الناس أن يلعنوا من يفعل هذا‪ .‬لو إنك‬
‫تمشي على الطريق وجدت والعياذ باهلل هذا الشيء‪ ،‬أعوذ باهلل تغلق انفك وفمك وأذنك وعينك‪ ،‬كل‬
‫مفتوح عندك تغلقه‪ .‬وتجد تقول أعوذ باهلل لعن هللا من فعل هذا‪ .‬يستحق اللعن؟ نعم يستحق اللعن‪ .‬لماذا‬
‫يستحق اللعن؟ ألنه يؤذي الناس‪ .‬ألنه يؤذي الناس‪ .‬ولذلك النبي صلى هللا عليه وسلم قال «من كان يؤمن‬
‫ت ِب َغ ۡیر َما ۡٱك َت َسب ۟‬
‫ُوا َف َق ِد‬ ‫ِ‬ ‫ون ۡٱلم ُۡؤ ِمن َ‬
‫ِین َو ۡٱلم ُۡؤ ِم َن ٰـ ِ‬ ‫ِین ی ُۡؤ ُذ َ‬
‫﴿وٱلَّذ َ‬
‫واليوم اآلخر فال يؤذي جاره»‪ ،‬وقال في القرآن َ‬
‫وا ب ُۡه َت ٰـنࣰا َوِإ ۡثمࣰا م ُِّبینࣰا﴾ [األحزاب ‪.]٥٨‬‬ ‫ۡٱح َت َملُ ۟‬
‫واحد على الطريق العام يقضي حاجته‪ .‬يأتي الناس يمشون‪ ،‬ممكن يضع رجله فيها أعوذ باهلل‪،‬‬
‫ممكن! طيب‪ ،‬إذن من يفعل هذا يستحق اللعن‪ ،‬هو ملعون يعني يطرد من رحمة هللا عز وجل‪ .‬إلى أين يا‬
‫رسول هللا؟ إلى النار‪ .‬ألنه ممن يؤذي الناس‪.‬‬
‫الظل‪ :‬أماكن الظل التي يجلس فيها الناس لالستراحة والمقيل‪.‬‬
‫عرفتم معنى المقيل؟ وقت القيلولة‪ .‬وقت القيلولة‪ :‬غالبا يكون بعد الظهر إلى العصر‪ .‬جرت عادة‬
‫الفالحين‪ ،‬عرفتم الفالحين؟ يعملون في أرضهم في الصباح إلى الظهر‪ .‬الظهر يصلون الظهر يتناولون‬
‫الغداء ويجلسون تحت ظل األشجار لالستراحة والنوم إلى العصر‪ .‬يصلي العصر ثم يبدأ يعمل من جديد‬
‫إلى المغرب‪ .‬هكذا عادة الفالح‪ .‬غالبا يفعل هكذا‪.‬‬
‫الوقت بين الظهر وبين العصر يسمى وقت القيلولة؛ استراحة من عمل الصباح حتى يستطيع أن‬
‫يكمل من بعد العصر إلى المغرب‪.‬‬
‫فأماكن الظل التي يجلس فيها الناس إياك أن تقضي حاجتك‪ .‬وإذا فعلت هذا ستؤذي الناس‬
‫فتستحق اللعن‪ .‬لذلك النبي صلى هللا عليه وسلم نهى‪ .‬ولذلك قال ﷺ في حديث «من سل سخيمته على‬
‫طريق من طرق المسلمين وجبت عليه لعنتهم»‪ .‬ما معنى هذا؟ يعني من قضى حاجته على طريق من‬
‫طرق المسلمين وجبت عليه لعنتهم‪ .‬إذن هو ملعون‪ ،‬هناك مكان خاص لقضاء الحاجة‪ ،‬لماذا َجاَل نْ ُعمُو ْم‬
‫تقضي حاجتك؟ لماذا في أماكن الظل؟ وتقضي حاجتك؟ لماذا على أبواب بيوت الناس تقضي حاجتك؟‬
‫هناك رجل مؤذي مثال مثال‪ .‬رجل مؤذي يأتي إلى باب بيتك ويقضي حاجته‪ .‬لماذا يفعل هذا؟‬
‫يؤذيك أم ال؟ إذا خرجت الباب قد ال تنتبه فتقع رجلك في هذا األذى والعياذ باهلل‪ .‬أو تشم الرائحة أو‬
‫يحتاج إلى إزالة وتنظيف‪ .‬من الذي يزيل؟ من الذي ينزف هذا المكان؟ هل هذا اإلنسان مؤذي؟صح؟ هذا‬
‫اإلنسان إذن هو ملعون‪ .‬أيها األحباب العمل الصالح ينجي صاحبه‪ .‬من عذاب هللا عز وجل‪ .‬حتى وان‬
‫كان هذا العمل قليال‪ .‬اكرر‪ ،‬العمل الصالح ينجي صاحبه من عذاب هللا وإن كان هذا العمل قليال جدا‪.‬‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم في حديث ما معناه‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم «حوسب رجل ممن كان قبلكم»‪،‬‬
‫يعني رجل من األمم السابقة بعث أو هللا عز وجل حاسبه‪ .‬يحاسبه على ماذا؟ على ما قدم أم ال؟ أنت‬
‫ص ٰـلِحࣰا‬ ‫ستحاسب على ماذا؟ على ما قدمت في الدنيا من عمل صالح أو عمل غير صالح‪﴿ .‬م َّۡن َع ِم َل َ‬
‫َفلِ َن ۡفسِ ِهۦۖ َو َم ۡن َأ َس ۤا َء َف َع َل ۡی َها﴾‪ .‬ستحاسب على كل شيء ما قدمت في الدنيا قوال كان أو فعال‪ .‬ايقظ النائم يا‬
‫ابني‪ .‬قوال كان أم فعال‪ ،‬يا إخوة‬
‫ُّك َحدࣰا﴾ [الكهف ‪]٤٩‬‬ ‫َأ‬ ‫ۡ‬ ‫اَل‬ ‫ۗ‬
‫وا َحاضِ رࣰا َو َیظلِ ُم َرب َ‬ ‫وا َما َع ِملُ ۟‬ ‫﴿و َو َج ُد ۟‬‫َ‬
‫ون﴾ [الجاثية ‪]٢٩‬‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫﴿‪ِ...‬إنا كنا نستنسِ خ َما كنتمۡ تع َمل َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫﴿ َه ٰـ َذا ِك َت ٰـ ُب َنا یَنطِ ُق َع َل ۡی ُكم ِب ۡٱل َح ۚ ِّق‪[ ﴾...‬الجاثية ‪ .]٢٩‬كل شيء موجود‪ .‬من نظرة أو غمزة أو همزة‬
‫أو لمزة أو قول أو فعل‪ ،‬كل شيء موجود‪ .‬سيخرج لك يوم القيامة‪ .‬إذا أنكرته سيقر عليك هذا الكتاب‬
‫ويشهد عليك‪ .‬وإن أنكرته ستشهد عليك الجوارح‪ .‬يدك التي بطست بها ستشهد عليك‪ .‬فرجك الذي زنيت‬

‫‪62‬‬
‫به سيشهد عليك ويقر وينطق‪ ،‬فانتبهوا انتبهوا انتبهوا جدا‪ .‬نسأل هللا العصمة والعافية والسالمة من الدنيا‬
‫قل اللهم آمين‪.‬‬
‫يقول صلى هللا عليه وسلم‪« :‬حوسب رجل ممن كان قبلكم‪ ،»...‬كان هللا عز وجل أوقفه‬
‫للحساب‪ ،‬فلم يوجد له من الخير‪ ،‬ما كان يفعل خيرا أبدا أبدا‪ ،‬رجل شر‪ ،‬عرفت معنى شر؟ يعني كل ما‬
‫يصدر عنه شر (أذى) ‪-‬والعياذ باهلل‪ .-‬قال‪« :‬فلم يوجد له من الخير‪ .‬إال غصن شوك كان يؤذي الناس‬
‫فعزله فغفر هللا له»‪ .‬ما معنى هذا؟ فرع من الشجر‪ ،‬عرفتم معنى فرع من الشجر؟ فهمتم؟ فيه شوك‬
‫يؤذي الناس سقط على الطريق العام (جالن العموم)‪ .‬يؤذي الناس‪ .‬هذا الرجل الذي لم يفعل صالحا قط‪.‬‬
‫ماذا فعل؟ فقط عزله عن جانب الطريق حتى ال يؤذي أحد‪ ،‬عمل يسير جدا كان سببا في مغفرة ذنوبه‪،‬‬
‫ودخل الجنة بفضل هللا عز وجل‪.‬‬
‫فمتى تمكنت من عمل صالح افعله وان كان قليال‪ .‬ربما يكون نجاة لك يوم القيامة من عذاب هللا‬
‫عز وجل‪ .‬انتهينا خالص‪.‬‬

‫‪63‬‬
64
65
66

You might also like